تفسيرُ الطَّبري

🕋 ١. تفسيرُ الطَّبَري (جامِعُ البيان عن تأويلِ آيِ القُرآن) 🕋
📚 المؤلف: الإمام محمد بن جرير الطبري (ت. ٣١٠هـ)
🔍 المنهج: تفسير بالمأثور، يعتمد على الروايات الموثوقة عن الصحابة والتابعين، مع قوة في الإسناد والدقة في النقل.
✨ الميزة: يُعَدّ أصلًا ومنبعًا في علم التفسير، لا غنى عنه لأي باحث في علوم القرآن. ثريّ بالمادة العلمية، ومصدرٌ اعتمد عليه من جاء بعده.

سُورَةُ الْمَائِدَةِ 4

حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ بَعْضِ أَهْلِ الْعِلْمِ بِالْكِتَابِ الْأَوَّلِ، قَالَ: لَمَّا هَمَّ بَنُو إِسْرَائِيلَ بِالِانْصِرَافِ إِلَى مِصْرَ حِينَ أَخْبَرَهُمُ النُّقَبَاءُ بِمَا أَخْبَرُوهُمْ مِنْ أَمْرِ الْجَبَابِرَةِ، خَرَّ مُوسَى وَهَارُونُ عَلَى وُجُوهِهِمَا سُجُودًا قُدَّامَ جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَخَرَقَ يُوشَعُ بْنُ نُونٍ وَكَالِبُ بْنُ يُوفَنَا ثِيَابَهُمَا، وَكَانَا مِنْ جِوَاسِيسِ الْأَرْضِ، وَقَالَا لِجَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ: إِنَّ الْأَرْضَ مَرَرْنَا …

أكمل القراءة »

سُورَةُ الْمَائِدَةِ 5

فَقَالَ: انْظُرُوا هَلْ أَصَابَ شَيْئًا قَبْلَ خُرُوجِهِ؟ ” وَقَالَ آخَرُونَ تَضَعُ تَوْبَتُهُ عَنْهُ حَدَّ اللَّهِ الَّذِي وَجَبَ عَلَيْهِ بِمُحَارَبَتِهِ، وَلَا يُسْقِطُ عَنْهُ حُقُوقَ بَنِي آدَمَ. وَمِمَّنْ قَالَ ذَلِكَ الشَّافِعِيُّ، حَدَّثَنَا بِذَلِكَ عَنْهُ الرَّبِيعُ وَأَوْلَى هَذِهِ الْأَقْوَالِ فِي ذَلِكَ بِالصَّوَابِ عِنْدِي قَوْلُ مَنْ قَالَ: تَوْبَةُ الْمُحَارِبِ الْمُمْتَنِعِ بِنَفْسِهِ أَوْ بِجَمَاعَةٍ مَعَهُ قَبْلَ الْقُدْرَةِ عَلَيْهِ، تَضَعُ عَنْهُ تَبِعَاتِ الدُّنْيَا الَّتِي كَانَتْ لَزِمَتْهُ …

أكمل القراءة »

سُورَةُ الْمَائِدَةِ 6

الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ﴾ [المائدة: ٤٩] يَعْنِي تَعَالَى ذِكْرُهُ بِقَوْلِهِ: وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ: وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ يَا مُحَمَّدُ الْكِتَابَ، مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ …

أكمل القراءة »

سُورَةُ الْمَائِدَةِ 7

وَقَوْلُهُ: ﴿مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ﴾ [المائدة: ٨٣] يَقُولُ: فَيْضُ دُمُوعِهُمْ لِمَعْرِفَتِهِمْ بِأَنَّ الَّذِي يُتْلَى عَلَيْهِمْ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ الَّذِي أَنْزَلَهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ حَقٌّ: ٨ ‏/ ٦٠١ كَمَا حَدَّثَنَا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ، قَالَ: ثنا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، قَالَ: ثنا أَسْبَاطُ بْنُ نَصْرٍ الْهَمْدَانِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّدِّيِّ، قَالَ: بَعَثَ النَّجَاشِيُّ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ اثْنَىْ عَشَرَ رَجُلًا يَسْأَلُونَهُ وَيَأْتُونَهُ …

أكمل القراءة »

سُورَةُ الْمَائِدَةِ 8

حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ، قَالَ: ثنا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ عَطَاءٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ﴾ [المائدة: ٩٥] قَالَ: «مَا كَانَ فِي الْقُرَآنِ (أَوْ كَذَا أَوْ كَذَا)، فَصَاحِبُهُ فِيهِ بِالْخِيَارِ، أَيَّ ذَلِكَ شَاءَ فَعَلَ» ٨ ‏/ ٧٠١ حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثنا أَسْبَاطٌ، وَعَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ دَاوُدَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: «مَا كَانَ فِي الْقُرْآنِ (أَوْ أَوْ)، فَهُوَ فِيهِ …

أكمل القراءة »

سُورَةُ الْمَائِدَةِ 9

الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ وَالْهَدْيَ وَالْقَلَائِدَ ذَلِكَ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: صَيَّرَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِوَامًا لِلنَّاسِ الَّذِينَ لَا قِوَامَ لَهُمْ، مِنْ رَئِيسٍ يَحْجُزُ قَوِيَّهُمْ عَنْ ضَعِيفِهِمْ، وَمُسِيئَهُمْ عَنْ مُحْسِنِهِمْ، وَظَالِمَهُمْ عَنْ مَظْلُومِهِمْ، وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ …

أكمل القراءة »

سُورَةُ الْمَائِدَةِ 10

حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُعَاذٍ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ: ﴿فَإِنْ عُثِرَ﴾ [المائدة: ١٠٧] «أَيِ اطُّلِعَ مِنْهُمَا عَلَى خِيَانَةٍ عَلَى أَنَّهُمَا كَذِبَا أَوْ كَتَمَا، فَشَهِدَ رَجُلَانِ هُمَا أَعْدَلُ مِنْهُمَا بِخِلَافِ مَا قَالَا، أُجِيزَتْ شَهَادَةُ الْآخَرَيْنِ وَأُبْطِلَتْ شَهَادَةُ الْأَوَّلَيْنِ» ٩ ‏/ ١٠٢ حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثنا جَرِيرٌ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ عَطَاءٍ، قَالَ: كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَقْرَأُ: (مِنَ …

أكمل القراءة »

سُورَةُ الْأَنْعَامِ 1

مَكِّيَّةٌ وَآيَاتُهَا خَمْسٌ وَسِتُّونَ وَمِائَةٌ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ٩ ‏/ ١٤٤ الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ﴾ يَعْنِي تَعَالَى ذِكْرُهُ بِقَوْلِهِ ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ﴾ [الفاتحة: ٢]: الْحَمْدُ الْكَامِلُ لِلَّهِ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، دُونَ جَمِيعِ الْأَنْدَادِ وَالْآلِهَةِ، وَدُونَ مَا سِوَاهُ مِمَّا تَعْبُدُهُ كَفَرَةُ خَلْقِهِ مِنَ الْأَوْثَانِ وَالْأَصْنَامِ. …

أكمل القراءة »

سُورَةُ الْأَنْعَامِ 2

وَكَانَتْ مُجَادَلَتِهِمْ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ الَّتِي ذَكَرَهَا اللَّهُ فِي هَذِهِ الْآيَةِ فِيمَا ذَكَرَ، مَا ٩ ‏/ ٢٠١ حَدَّثَنِي بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: ثني أَبِي قَالَ: ثني عَمِّي، قَالَ: ثني أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَوْلُهُ: ﴿حَتَّى إِذَا جَاءُوُكَ يُجَادِلُونَكَ﴾ الْآيَةَ: قَالَ: «هُمُ الْمُشْرِكُونَ يُجَادِلُونَ الْمُسْلِمِينَ فِي الذَّبِيحَةِ، يَقُولُونَ: أَمَّا مَا ذَبَحْتُمْ وَقَتَلْتُمْ فَتَأْكُلُونَ، وَأَمَّا مَا قَتَلَ اللَّهُ فَلَا …

أكمل القراءة »

سُورَةُ الْأَنْعَامِ 3

حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ الرَّبِيعِ الرَّازِيُّ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: «عَذَابُ هَذِهِ الْأُمَّةِ أَهْلُ الْإِقْرَارِ بِالسَّيْفِ ﴿أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ﴾ [الأنعام: ٦٥]، وَعَذَابُ أَهْلِ التَّكْذِيبِ: الصَّيْحَةُ وَالزَّلْزَلَةُ» ثُمَّ اخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِيمَنْ عُنِيَ بِهَذِهِ الْآيَةِ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: عُنِيَ بِهَا الْمُسْلِمُونَ مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ ﷺ، وَفِيهِمْ نَزَلَتْ ٩ ‏/ ٣٠١ ذِكْرُ مَنْ قَالَ …

أكمل القراءة »