وقول الله تعالى: ﴿قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون﴾ /التوبة: ٢٩/: أذلاء. و: ﴿المسكنة﴾ /البقرة: ٦١/. و/آل عمران: ١١٢/: مصدر المسكين، يقال: فلان أسكن من فلان: أحوج منه، ولم يذهب إلى السكون.
وما جاء في أخذ الجزية من اليهود والنصارى والمجوس والعجم.
وقال ابن عيينة، عن ابن أبي نجيح: قلت لمجاهد: ما شأن أهل الشأم عليهم أربعة دنانير، وأهل اليمن عليهم دينار؟ قال: جعل ذلك من قبل اليسار.
كنت جالسا مع جابر بن زيد وعمرو بن أوس، فحدثهما بجالة سنة سبعين، عام حج مصعب بن الزبير بأهل البصرة عند درج زمزم، قال: كنت كاتبا لجزء بن معاوية، عن الأحنف، فأتانا كتاب عمر بن الخطاب قبل موته بسنة: فرقوا بين كل ذي محرم من المجوس، ولم يكن عمر أخذ الجزية من المجوس، حتى شهد عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ: أَنّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ أخذها من مجوس هجر.
أن رسول الله ﷺ بَعَثَ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ إِلَى الْبَحْرَيْنِ يَأْتِي بِجِزْيَتِهَا، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ هُوَ صَالَحَ أَهْلَ الْبَحْرَيْنِ وَأَمَّرَ عَلَيْهِمُ الْعَلَاءَ بْنَ الْحَضْرَمِيِّ، فَقَدِمَ أَبُو عبيدة بمال من البحرين، فسمعت الأنصار بقدوم أبي عبيدة فوافت صلاة الصبح مَعَ النَّبِيِّ ﷺ، فَلَمَّا صلى بهم الفجر انصرف، فتعرضوا لَهُ فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ حين رآهم، وقال: (أظنكم قد سمعتم أن أبا عبيدة قد جَاءَ بِشَيْءٍ). قَالُوا: أَجَلْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قال: (فأبشروا وأملوا ما يسركم، فوالله لا الْفَقْرَ أَخْشَى عَلَيْكُمْ، وَلَكِنْ أَخْشَى عَلَيْكُمْ أَنْ تُبْسَطَ عَلَيْكُمُ الدُّنْيَا، كَمَا بُسِطَتْ عَلَى مَنْ كان قبلكم، فتنافسوها كما تنافسوها، وتهلككم كما أهلكتهم).
[٣٧٩١، ٦٠٦١]
بعث عمر الناس في أفناء الأمصار يقاتلون المشركين، فأسلم الهرمزان، فقال: إني مستشيرك في مغازي هذه، قال: نعم، مثلها ومثل من فيها من الناس من عدو المسلمين مثل طائر: له رأس وله جناحان وله رجلان، فإن كسر أحد الجناخين نهضت الرجلان بجناح والرأس، فإن كسر الجناح الآخر نهضت الرجلان والرأس، وإن شدخ الرأس ذهبت الرجلان والجناحان والرأس، فالرأس كسرى، والجناح قيصر، والجناح الآخر فارس، فمر المسلمين فلينفروا إلى كسرى.
وقال بكر وزياد جميعا: عن جبير بن حية قال: فندبنا عمر، واستعمل علينا النعمان
⦗١١٥٣⦘
بن مقرن، حتى إذا كنا بأرض العدو، وخرج علينا عامل كسرى في أربعين ألفا، فقام ترجمان فقال: ليكلمني رجل منكم، فقال المغيرة: سل عما شئت، قال: ما أنتم؟ قال: نحن أناس من العرب، كنا في شقاء شديد، وبلاء شديد، نمص الجلد والنوى من الجوع، ونلبس والبر والشعر، ونعبد الشجر والحجر، فبينا نحن كذلك إذ بعث رب السموات ورب الأرضين – تعالى ذكره، وجلت عظمته – إلينا نبيا من أنفسنا نعرف أباه وأمه، فأمرنا نبينا، رسول ربنا ﷺ: أن نقاتلكم حتى تعبدوا الله وحده أو تؤدوا الجزية، وأخبرنا نَبِيُّنَا ﷺ عَنْ رِسَالَةِ رَبِّنَا: أَنَّهُ مَنْ قُتِلَ مِنَّا صَارَ إِلَى الجنة في نعيم لم ير مثلها قط، ومن بقي منا ملك رقابكم. فقال النعمان: ربما أشهدك الله مثلها مَعَ النَّبِيِّ ﷺ فَلَمْ يندمك ولم يخزك، ولكني شهدت القتال مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، كان إذا لم يقاتل في أول النهار، انتظر حتى تهب الأرواح وتحضر الصلوات.
[٧٠٩٢]
غَزَوْنَا مَعَ النَّبِيِّ ﷺ تبوك، وَأَهْدَى مَلِكُ أَيْلَةَ لِلنَّبِيِّ ﷺ بَغْلَةً بَيْضَاءَ، وَكَسَاهُ بُرْدًا، وَكَتَبَ لَهُ ببحرهم.
[ر: ١١٤١]
والذمة: العهد، والإل: القرابة.
قلنا: أوصنا يا أمير المؤمنين، قال: أوصيكم بذمة الله، فإنه ذمة نبيكم، ورزق عيالكم.
[ر: ١٣٢٨]
دَعَا النَّبِيُّ ﷺ الأنصار ليكتب لهم بالبحرين، فقالوا: لا والله حتى تكتب لإخواننا من قريش بمثلها، فقال: (ذاك لهم ما شاء الله على ذلك). يقولون له، قال: (فإنكم سترون بعدي أثرة، فاصبروا حتى تلقوني).
[ر: ٢٢٤٧]
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ قال لي: (لو قد جاءنا مَالُ الْبَحْرَيْنِ قَدْ أَعْطَيْتُكَ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا). فلما قبض رسول الله ﷺ وجاء مال البحرين، قال أبو بكر: من كانت له عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ عدة فليأتني، فأتيته فقلت: أن رسول الله ﷺ قد كان قال لي: (لو قد جاءنا مال البحرين لأعطيتك هكذا وهكذا وهكذا). فقال لي: احثه، فحثوت حثية، فقال لي: عدها، فعددتها فإذا هي خمسمائة، فأعطاني ألفا وخمسمائة.
[ر: ٢١٧٤]
أُتِيَ النَّبِيُّ ﷺ بِمَالٍ من البحرين، فقال: (انثروه في المسجد). فكان أَكْثَرَ مَالٍ أُتِيَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، إِذْ جَاءَهُ الْعَبَّاسُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أعطني إني فاديت نفسي وفاديت عقيلا. قال:
⦗١١٥٥⦘
(خُذْ). فَحَثَا فِي ثَوْبِهِ، ثُمَّ ذَهَبَ يُقِلُّهُ، فلم يستطع، فقال: مر بَعْضَهُمْ يَرْفَعْهُ إِلَيَّ. قَالَ: (لَا). قَالَ: فَارْفَعْهُ أَنْتَ عَلَيَّ، قَالَ: (لَا). فَنَثَرَ مِنْهُ ثُمَّ ذهب يقله فلم يرفعه، فقال: فمر بَعْضَهُمْ يَرْفَعْهُ عَلَيَّ، قَالَ: (لَا). قَالَ: فَارْفَعْهُ أَنْتَ عَلَيَّ، قَالَ: (لَا). فَنَثَرَ مِنْهُ ثُمَّ احتمله على كاهله، ثم انطلق، فما زال يُتْبِعُهُ بَصَرَهُ حَتَّى خَفِيَ عَلَيْنَا، عَجَبًا مِنْ حِرْصِهِ، فَمَا قَامَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وثم منها درهم.
[ر: ٤١١]
عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قال: (من قتل مُعَاهَدًا لَمْ يَرِحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ، وَإِنَّ رِيحَهَا توجد من مسيرة أربعين عاما).
[٦٥١٦]
وقال عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ: (أقركم ما أقركم الله به).
[ر: ٢٢١٣]
بَيْنَمَا نَحْنُ فِي المسجد، خَرَجَ النَّبِيُّ ﷺ فَقَالَ: (انْطَلِقُوا إِلَى يهود). فخرجنا حتى جئنا بيت المدارس، فقال: (أسلموا تسلموا، واعلموا أَنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ، وَإِنِّي أُرِيدُ أَنْ أجليكم من هذه الأرض، فمن يجد منكم بماله شيئا فليبعه، وإلا فاعلموا أن الأرض لله ورسوله).
[٦٥٤٥، ٦٩١٦]
يوم الخميس وما يوم الخميس، ثم بكى حتى بل دمعه الحصى، قلت يا أبا عباس: ما يوم الخميس؟ قال: اشْتَدَّ بِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ وجعه،
⦗١١٥٦⦘
فقال: (ائتوني بكتف أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده أبدا). فتنازعوا، ولا ينبغي عند نبي تنازع، فقالوا: ما له أهجر استفهموه؟ فقال: (ذروني، فالذي أنا فيه خير مما تدعونني إليه). فأمرهم بثلاث، قال: (أخرجوا المشركين من جزيرة العرب، وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم). والثالثة خير، إما أن سكتن عنها، وإما أن قالها فنسيتها. قال سفيان: هذا من قول سليمان.
[ر: ١١٤]
لما فتحت خيبر أهديت لِلنَّبِيِّ ﷺ شَاةٌ فِيهَا سَمٌّ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (اجْمَعُوا إلي من كان ها هنا من يهود). فجمعوا له، فقال: (إِنِّي سَائِلُكُمْ عَنْ شَيْءٍ فَهَلْ أَنْتُمْ صَادِقِيَّ عنه). فقالوا: نعم، قال لهم النبي ﷺ: (مَنْ أَبُوكُمْ). قَالُوا: فلان، فقال: (كذبتم، بل أبوكم فلان). قالوا: صدقت، قال: (فهل أنتم صادقي عن شيء إن سألت عَنْهُ). فَقَالُوا: نَعَمْ يَا أَبَا الْقَاسِمِ، وَإِنْ كذبنا عرفت كذبنا كما عرفته في أبينا، فقال لهم: (من أهل النار؟). قالوا: نكون فيها يسيرا، ثم تخلفونا فِيهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (اخسؤوا فِيهَا، وَاللَّهِ لَا نَخْلُفُكُمْ فِيهَا أَبَدًا). ثُمَّ قال: (هَلْ أَنْتُمْ صَادِقِيَّ عَنْ شَيْءٍ إِنْ سَأَلْتُكُمْ عنه). فقالوا: نعم يا أبا القاسم، قال: (هل جعلتم في هذه الشاة سما). قالوا: نعم، قال: (ما حملكم على ذلك). قالوا: أردنا إن كنت كاذبا نستريح، وإن كنت نبيا لم يضرك.
[٤٠٠٣، ٥٤٤١]
سَأَلْتُ أَنَسًا رضي الله عنه عَنْ القنوت، قال: قبل الركوع، فقلت: إن فلانا يزعم أنك قلت بعد
⦗١١٥٧⦘
الركوع؟ فقال: كذب، ثم حدثنا عَنِ النَّبِيِّ ﷺ أَنَّهُ قنت شهرا بعد الركوع، يدعو على أحياء بني سليم، قال: بعث أربعين – أو سبعين، يشك فيه – من القراء، إلى أناس من المشركين، فعرض لهم هؤلاء فقتلوهم، وكان بينهم وبين النبي ﷺ عهد، فما رأيته وجد على أحد ما وجد عليهم.
[ر: ٩٥٧]
ذَهَبْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ عَامَ الْفَتْحِ، فَوَجَدْتُهُ يَغْتَسِلُ، وَفَاطِمَةُ ابْنَتُهُ تَسْتُرُهُ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: (مَنْ هَذِهِ). فَقُلْتُ: أَنَا أُمُّ هَانِئٍ بِنْتُ أَبِي طَالِبٍ، فَقَالَ: (مَرْحَبًا بِأُمِّ هَانِئٍ). فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ غُسْلِهِ قَامَ غصلى ثماني ركعات، ملتحفا في ثوب واحد، فقلت: يا رسول الله، زعم ابن أمي، علي، أَنَّهُ قَاتِلٌ رَجُلًا قَدْ أَجَرْتُهُ، فُلَانُ بْنُ هُبَيْرَةَ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (قَدْ أَجَرْنَا مَنْ أَجَرْتِ يَا أُمَّ هانئ). قالت أم هانئ: وذلك ضحى.
[ر: ٢٧٦]
خطبنا علي فقال: مَا عِنْدَنَا كِتَابٌ نَقْرَؤُهُ إِلَّا كِتَابُ اللَّهِ وما في هذه الصحيفة، فقال: فيها الجراحات وأسنان الإبل: (والمدينة حرم ما بين عَيْرٍ إِلَى كَذَا، فَمَنْ أَحْدَثَ فِيهَا حَدَثًا أو آوى فيها مُحْدِثًا، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لَا يُقْبَلُ مِنْهُ صَرْفٌ وَلَا عَدْلٌ، وَمَنْ تولى غير مواليه فعليه مثل ذلك، وذمة المسلمين واحدة، فمن أخفر مسلما فعليه مثل ذلك).
[ر: ١٧٧١]
وقال ابن عمر: فجعل خالد يقتل، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (اللَّهُمَّ إني أبرأ إليك مما صنع
⦗١١٥٨⦘
خالد).
[ر: ٤٠٨٤]
وقال عمر: إذا قال مترس فقد آمنه، إن الله يعلم الألسنة كلها. وقال: لا بأس.
[ر: ٢٩٨٩]
وقوله: ﴿وإن جنحوا للسلم فاجنح لها﴾ الآية /الأنفال: ٦١/.
انْطَلَقَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَهْلٍ وَمُحَيِّصَةُ بْنُ مَسْعُودِ بْنِ زَيْدٍ إِلَى خَيْبَرَ، وَهِيَ يَوْمَئِذٍ صلح، فتفرقا، فأتى محيصة إلى عبد الله بن سهل وهو يتشحط في
دمه قتيلا، فدفنه ثم قدم المدينة، فانطلق عبد الرحمن بن سهل ومحيصة وحويصة ابنا مسعود إلى النَّبِيِّ ﷺ، فذهب عبد الرحمن يتكلم، فقال: (كبر كبر). وهو أحدث القوم، فسكت فتكلما، فقال: (تحلفون وتستحقون قاتلكم، أو صاحبكم). قالوا: وكيف نحلف ولم نشهد ولم نر؟ قال: (فتبرئكم يهود بخمسين). فقالوا: كيف نأخذ أيمان قوم كفار، فعقله النبي ﷺ من عنده.
[ر: ٢٥٥٥]
أَنَّ هِرَقْلَ أرسل إليه في ركب من قريش، كانوا تجارا بالشأم، في المدة التي ماد فِيهَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ أبا سفيان في كفار قريش.
[ر: ٧]
وقال ابْنُ وَهْبٍ: أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ: سئل: أعلى من سحر من أهل العهد قتل؟ قَالَ: بَلَغَنَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قد صنع له ذلك فلم يقتل من صنعه، وكان من أهل الكتاب.
أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ سحر، حتى كان يخيل إليه أنه صنع شيئا ولم يصنعه.
[٣٠٩٥، ٥٤٣٠، ٥٤٣٢، ٥٤٣٣، ٥٧١٦، ٦٠٢٨]
وقوله تعالى: ﴿وإن يريدوا أن يخدعوك فإن حسبك الله﴾ الآية /الأنفال: ٦٢/.
أَتَيْتُ النَّبِيَّ ﷺ في غزوة تبوك، وهو في قبة من أدم، فقال: (اعدد ستا بين يدي الساعة: موتي، ثم فتح بيت المقدس، ثم موتان يأخذ فيكم كقعاص الغنم، ثم استفاضة المال حتى يعطى الرجل مائة دينار فيظل ساخطا، ثم فتنة لا يبقى بيت من العرب إلا دخلته، ثم هدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر، فيغدرون فيأتونكم تحت ثمانين غاية، تحت كل غاية اثنا عشر ألفا).
وقوله: ﴿وإما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء﴾. الآية /الأنفال: ٥٨/.
بعثني أبو بكر رضي الله عنه فيمن يؤذن يوم النحر بمنى: لا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان، ويوم الحج الأكبر يوم النحر. وإنما قيل الأكبر من أجل قول الناس: الحج الأصغر، فنبذ أبو بكر إلى الناس في ذلك العام، فلم يحج عام حجة الوداع الذي حج فيه النبي ﷺ مشرك.
[ر: ٣٦٢]
وقوله: ﴿الذين عاهدت منهم ثم ينقضون عهدهم في كل مرة وهم لا يتقون﴾ /الأنفال: ٥٦/.
ابن مُرَّةَ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما قال:
قال رسول الله ﷺ: (أربع خلال من كن فيه كان منافقا خالصا: من إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر. وَمَنْ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْهُنَّ كَانَتْ فِيهِ خصلة من النفاق حتى يدعها).
[ر: ٣٤]
مَا كتبنا عَنِ النَّبِيِّ ﷺ إِلَّا القرآن وما في هذه الصحيفة، قال النبي ﷺ: (المدينة حرام ما بين عائر إلى كذا، فمن أحدث حَدَثًا أَوْ آوَى مُحْدِثًا فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ
⦗١١٦١⦘
اللَّهِ والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل منه عدل ولا صرف، وَذِمَّةُ الْمُسْلِمِينَ وَاحِدَةٌ، يَسْعَى بِهَا أَدْنَاهُمْ، فَمَنْ أَخْفَرَ مُسْلِمًا، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لَا يُقْبَلُ مِنْهُ صَرْفٌ وَلَا عَدْلٌ. وَمَنْ وَالَى قَوْمًا بِغَيْرِ إِذْنِ مَوَالِيهِ، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لَا يُقْبَلُ مِنْهُ صَرْفٌ ولا عدل).
[ر: ١٧٧١]
كيف أنتم إذا لم تجتبوا دينارا ولا درهما؟ فقيل له: وكيف ترى ذلك كائنا يا أبا هريرة؟ قال: إي والذي نفس أبي هريرة بيده، عن قول الصادق المصدوق، قالوا: عن ذاك؟ قال: تنتهك ذمة اللَّهِ وَذِمَّةِ رَسُولِهِ ﷺ، فيشد الله عز وجل قلوب أهل الذمة، فيمنعون ما في أيديهم.
سألت أبا وائل: شَهِدْتَ صِفِّينَ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَسَمِعْتُ سَهْلَ بْنَ حنيف يقول: اتهموا رأيكم، رَأَيْتُنِي يَوْمَ أَبِي جَنْدَلٍ، وَلَوْ أَسْتَطِيعُ أَنْ أرد أمر النبي ﷺ لرددته، وما وضعنا أسيافنا على عواتقنا لأمر يفظعنا إلا أسهلن بنا إلى أمر تعرفه غير أمرنا هذا.
كنا بصفين، فقام سهل بن حنيف فقال: أيها الناس اتهموا أنفسكم، فإنا كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ يوم الحديبية، ولو نرى قتالا لقاتلنا، فجاء عمر بن الخطاب فقال: يا رسول الله، ألسنا على الحق وهم على الباطل؟ فقال: (بلى). فقال: أليس قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار؟ قال: (بلى). قال: فعلام نعطي الدنية في ديننا، أنرجع ولما يحكم الله بيننا وبينهم؟ فقال: (يا ابن الخطاب، إني رسول الله ولن يضيعني الله أبدا). فانطلق عمر إلى أبي بكر فقال له مثل ما قال للنبي ﷺ، فقال: إنه رسول الله ولن يضيعه الله أبدا، فنزلت سورة الفتح، فقرأها رسول الله ﷺ على عمر إلى آخرها، فقال عمر: يا رسول الله، أو فتح هو؟ قال: (نعم).
[٣٩٥٣، ٤٥٦٣، ٦٨٧٨]
قَدِمَتْ عَلَيَّ أُمِّي وَهِيَ مُشْرِكَةٌ، فِي عهد قريش إذ عاهدوا رسول الله ﷺ ومدتهم مع أبيها، فاستفتت رسول الله ﷺ فقالت: يا رسول الله، إن أمي قدمت علي وهي راغبة، أفأصلها؟ قال: (نعم صليها).
[ر: ٢٤٧٧]
⦗١١٦٣⦘
عَنْهُ:
أَنّ النَّبِيَّ ﷺ لما أراد أن يعتمر، أرسل إلى أهل مكة، يستأذنهم ليدخل مكة، فاشترطوا عليه أن لا يقيم بها إلا ثلاث ليال، ولا يدخلها إلا بجلبان السلاح، ولا يدعو منهم أحدا، قال: فأخذ يكتب الشرط بينهم علي بن أبي طالب، فكتب: هَذَا مَا قَاضَى عَلَيْهِ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ، فقالوا: لو علمنا أنك رسول الله لم نمنعك ولبايعناك، ولكن اكتب: هَذَا مَا قَاضَى عَلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الله، فقال: (أنا والله محمد بن عبد الله، وأنا والله رسول الله). قال: وكان لا يكتب، قال: فقال لعلي: (امح رسول الله). فقال علي: والله لا أمحاه أبدا، قال: (فأرينه). قال: فأراه إياه فمحاه النبي ﷺ بيده. فلما دخل ومضى الأيام، أتوا عليا فقالوا: مر صاحبك فليرتحل، فذكر ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ فقال: (نعم). ثم ارتحل.
[ر: ١٦٨٩]
وقول النبي ﷺ: (أقركم ما أقركم الله به).
[ر: ٢٢١٣]
بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ ساجد، وحوله ناس من قريش من المشركين، إذ جاء عقبة بن أبي معيط بسلى جزور، فقذفه على ظهر النبي ﷺ، فلم يرفع رأسه حتى جاءت فاطمة عليها السلام، فأخذت من ظهره، ودعت على من صنع ذَلِكَ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (اللَّهُمَّ عليك الملأ من قريش، اللهم عليك أبا جهل بن هشام، وعتبة ابن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، وعقبة بن أبي معيط، وأمية بن خلف، أو: أبي ابن خلف). فلقد رأيتهم قتلوا يوم بدر، فألقوا في بئر، غير أمية وأبي، فإنه كان رجلا ضخما، فلما جروه تقطعت أوصاله قبل أن يلقى في البئر.
[ر: ٢٣٧]
كان أم أنثى، وقيل: ما ذبح منها، أو: ما يصلح للذبح خاصة.
عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: (لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ يَوْمَ القيامة، قال أحدهما: ينصب، وقال الآخر: يرى يوم القيامة، يعرف به).
سَمِعْتُ النَّبِيَّ ﷺ يقول: (لكل غادر لواء ينصب بغدرته).
[٥٨٢٣، ٥٨٢٤، ٦٥٦٥، ٦٦٩٤]
قال رسول الله ﷺ يوم فتح مَكَّةَ: (لَا هِجْرَةَ، وَلَكِنْ جِهَادٌ وَنِيَّةٌ، وَإِذَا استنفرتم فانفروا). وقال يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ: (إِنَّ هَذَا الْبَلَدَ حَرَّمَهُ الله يوم خلق السماوات والأرض، فَهُوَ حَرَامٌ بِحُرْمَةِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَإِنَّهُ لَمْ يَحِلَّ الْقِتَالُ فِيهِ لِأَحَدٍ قَبْلِي، وَلَمْ يَحِلَّ لِي إِلَّا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ، فَهُوَ حَرَامٌ بِحُرْمَةِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، لَا يُعْضَدُ شَوْكُهُ، وَلَا يُنَفَّرُ صَيْدُهُ، وَلَا يَلْتَقِطُ لُقَطَتَهُ إِلَّا مَنْ عَرَّفَهَا، وَلَا يُخْتَلَى خلاه). فقال الْعَبَّاسُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِلَّا الْإِذْخِرَ، فَإِنَّهُ لقينهم ولبيوتهم، قال: (إلا الإذخر).
[ر: ١٥١٠]