٧٣ – كتاب الأطعمة.

وقول اللَّهِ تَعَالَى: ﴿كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ﴾ /البقرة: ٥٧، ١٧٢/ و/الأعراف: ١٦٠/ و/طه: ٨١/. وَقَوْلِهِ: ﴿أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ﴾ /البقرة: ٢٦٧/. وَقَوْلِهِ: ﴿كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ﴾ /المؤمنون: ٥١/.
٥ ‏/ ٢٠٥٥
٥٠٥٨ – حدثنا محمد بن كثير: أخبرنا سفيان، عن مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى الأشعري رضي الله عنه،
عن النبي ﷺ قَالَ: (أَطْعِمُوا الْجَائِعَ، وَعُودُوا الْمَرِيضَ، وفكُّوا العاني). قال سفيان: والعاني الأسير.
[ر: ٢٨٨١].
٥ ‏/ ٢٠٥٥
٥٠٥٩ – حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عِيسَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:
مَا شَبِعَ آلُ مُحَمَّدٍ ﷺ مِنْ طَعَامٍ ثَلَاثَةَ أيام حتى قُبض.


أخرجه مسلم في أوائل الزهد والرقائق، رقم: ٢٩٧٦.
(آل محمد) زوجاته وبناته ﷺ ورضي الله عنهن. (ثلاثة أيام) أي متواليات. (طعام) حنطة أو شعير أو نحوهما مما يقتات به. (قبض) توفي.
٥ ‏/ ٢٠٥٥
٥٠٦٠ – وَعَنْ أَبي حَازِمِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ:
أَصَابَنِي جَهْدٌ شَدِيدٌ، فَلَقِيتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، فَاسْتَقْرَأْتُهُ آيَةً مِنْ كِتَابِ اللَّهِ، فَدَخَلَ دَارَهُ وَفَتَحَهَا عليَّ، فَمَشَيْتُ غَيْرَ بَعِيدٍ فَخَرَرْتُ لِوَجْهِي مِنَ الْجَهْدِ وَالْجُوعِ، فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ قَائِمٌ عَلَى رَأْسِي، فَقَالَ: (يَا أبا هر). فَقُلْتُ لَبَّيْكَ رَسُولَ اللَّهِ وَسَعْدَيْكَ، فَأَخَذَ بِيَدِي فَأَقَامَنِي وَعَرَفَ الَّذِي بِي، فَانْطَلَقَ بِي إِلَى رَحْلِهِ، فَأَمَرَ لِي بِعُسٍّ مِنْ لَبَنٍ فَشَرِبْتُ منه، ثم قال: (عد فاشرب يَا أَبَا هِرٍّ). فَعُدْتُ فَشَرِبْتُ، ثُمَّ قَالَ: (عُدْ) فَعُدْتُ فَشَرِبْتُ، حَتَّى اسْتَوَى بَطْنِي فَصَارَ كَالْقِدْحِ، قَالَ:

⦗٢٠٥٦⦘
فَلَقِيتُ عُمَرَ، وَذَكَرْتُ لَهُ الَّذِي كَانَ مِنْ أَمْرِي، وَقُلْتُ لَهُ: فولَّى اللَّهُ ذَلِكَ مَنْ كَانَ أَحَقَّ بِهِ مِنْكَ يَا عُمَرُ، وَاللَّهِ لَقَدِ اسْتَقْرَأْتُكَ الْآيَةَ، وَلَأَنَا أَقْرَأُ لَهَا مِنْكَ. قَالَ عُمَرُ: وَاللَّهِ لَأَنْ أَكُونَ أَدْخَلْتُكَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَكُونَ لِي مثل حمر النعم.


(فاستقرأته) طلبت منه أن يقرأ علي آية معينة من القرآن على طريق الاستفادة. (فتحها علي) أقرأنيها. (فخررت لوجهي) سقطت على الأرض. (الجهد) مشقة الجوع. (لبيك) أنا حاضر لإجابتك إجابة بعد إجابة. (سعديك) أسعى في إسعادك إسعادًا بعد إسعاد. (رحله) مسكنه. (بعس) قدح ضخم كبير. (عد) أي إلى الشرب. (استوى) استقام لامتلائه. (كالقدح) السهم الذي لا ريش فيه، والتشبيه من حيث الاستقامة والاعتدال. (أدخلتك) أي داري وأضفتك. (حمر النعم) الإبل الحمراء، وكانت أحب الأموال إلى نفوسهم.
٥ ‏/ ٢٠٥٥
١ – بَاب: التَّسْمِيَةِ عَلَى الطَّعَامِ وَالْأَكْلِ بِالْيَمِينِ.
٥ ‏/ ٢٠٥٦
٥٠٦١ – حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ قَالَ: الْوَلِيدُ بْنُ كَثِيرٍ أَخْبَرَنِي: أَنَّهُ سَمِعَ وَهْبَ بْنَ كَيْسَانَ: أَنَّهُ سَمِعَ عُمَرَ بْنَ أَبِي سلمى يَقُولُ:
كُنْتُ غُلَامًا فِي حَجْرِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، وَكَانَتْ يَدِي تَطِيشُ فِي الصَّحْفَةِ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (يَا غُلَامُ، سمِّ اللَّهَ، وَكُلْ بِيَمِينِكَ، وَكُلْ مِمَّا يَلِيكَ). فَمَا زَالَتْ تلك طعمتي بعد.
[٥٠٦٢، ٥٠٦٣].


أخرجه مسلم في الأشربة، باب: آداب الطعام والشراب وأحكامهما، رقم: ٢٠٢٢.
(غلامًا) أي صبيًا دون البلوغ. (حجر) تربيته وتحت رعايته. (تطيش في الصحفة) أحركها في جوانب القصعة لألتقط الطعام. (سم الله) قل بسم الله الرحمن الرحيم عند بدء الأكل. (يليك) من الجانب الذي يقرب منك من الطعام. (تلك طعمتي) صفة أكلي وطريقتي فيه.
٥ ‏/ ٢٠٥٦
٢ – بَاب الْأَكْلِ مِمَّا يَلِيهِ.
وَقَالَ أَنَسٍ: قَالَ النَّبِيُّ ﷺ:
(اذْكُرُوا اسْمَ الله، وليأكل كل رجل مما يليه).
[ر: ٤٨٦٨].
٥ ‏/ ٢٠٥٦
٥٠٦٢ – حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَلْحَلَةَ الدِّيلِيِّ، عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ أَبِي نُعَيْمٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، وَهُوَ ابْنُ أُمِّ سَلَمَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ ﷺ، قَالَ:
أَكَلْتُ يَوْمًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ طَعَامًا، فَجَعَلْتُ آكُلُ مِنْ نَوَاحِي الصَّحْفَةِ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (كُلْ مِمَّا يَلِيكَ).
٥ ‏/ ٢٠٥٦
٥٠٦٣ – حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ أَبِي نُعَيْمٍ قَالَ: أتى رسول الله ﷺ بِطَعَامٍ، وَمَعَهُ رَبِيبُهُ عُمَرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، فقال:
(سمِّ الله، وكل مما يليك).
[ر: ٥٠٦١].
٥ ‏/ ٢٠٥٦
٣ – بَاب: مَنْ تَتَبَّعَ حَوَالَيِ الْقَصْعَةِ مَعَ صَاحِبِهِ، إِذَا لَمْ يَعْرِفْ مِنْهُ كَرَاهِيَةً.
٥ ‏/ ٢٠٥٧
٥٠٦٤ – حدثنا قتيبة، عن مالك، عن إسحق بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ: أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ:
إِنَّ خَيَّاطًا دَعَا رَسُولَ اللَّهِ ﷺ لِطَعَامٍ صَنَعَهُ، قَالَ أَنَسُ: فَذَهَبْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فَرَأَيْتُهُ يَتَتَبَّعُ الدُّبَّاء مِنْ حَوَالَيِ الْقَصْعَةِ، قَالَ: فَلَمْ أَزَلْ أحب الدُّبَّاء من يومئذ.
[ر: ١٩٨٦].
٥ ‏/ ٢٠٥٧
٤ – بَاب: التَّيَمُّنِ فِي الْأَكْلِ وَغَيْرِهِ.
قَالَ عُمَرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ:
قَالَ لِي النَّبِيُّ ﷺ: (كل بيمينك).
[ر: ٥٠٦١].
٥ ‏/ ٢٠٥٧
٥٠٦٥ – حَدَّثَنَا عَبْدَانُ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَشْعَثَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ:
كَانَ النَّبِيُّ ﷺ يُحِبُّ التَّيَمُّنَ مَا اسْتَطَاعَ، فِي طُهُورِهِ وَتَنَعُّلِهِ وَتَرَجُّلِهِ – وَكَانَ قَالَ بواسط قبل هذا – في شأنه كله.
[ر: ١٦٦]


(وكان) أي شعبة. (قال) أي زاد على ما ذكر هنا. (بواسط) بلد في العراق. (قبل هذا) الوقت والزمان.
٥ ‏/ ٢٠٥٧
٥ – بَاب: مَنْ أَكَلَ حَتَّى شَبِعَ.
٥ ‏/ ٢٠٥٧
٥٠٦٦ – حدّثنا إسماعيل قال: حدثني مالك، عن إسحق بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ: أَنَّهُ سمع أنس بن مالك يقول: قال أبوطلحة لِأُمِّ سُلَيْمٍ:
لَقَدْ سَمِعْتُ صَوْتَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ ضَعِيفًا، أَعْرِفُ فِيهِ الْجُوعَ، فَهَلْ عِنْدَكِ مِنْ شَيْءٍ؟ فَأَخْرَجَتْ أَقْرَاصًا مِنْ شَعِيرٍ، ثُمَّ أَخْرَجَتْ خِمَارًا لَهَا، فَلَفَّتِ الْخُبْزَ بِبَعْضِهِ، ثُمَّ دَسَّتْهُ تَحْتَ ثَوْبِي، وَرَدَّتْنِي بِبَعْضِهِ ثُمَّ أَرْسَلَتْنِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، قَالَ: فَذَهَبْتُ بِهِ، فَوَجَدْتُ رسول الله ﷺ في الْمَسْجِدِ وَمَعَهُ النَّاسُ، فَقُمْتُ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (أَرْسَلَكَ أَبُو طَلْحَةَ). فَقُلْتُ نَعَمْ، قَالَ: (بِطَعَامٍ). قَالَ: فَقُلْتُ: نَعَمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ لِمَنْ مَعَهُ: (قُومُوا). فَانْطَلَقَ وَانْطَلَقْتُ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ، حَتَّى جِئْتُ أَبَا طَلْحَةَ، فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ: يَا أُمَّ سُلَيْمٍ، قَدْ جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ بِالنَّاسِ، وَلَيْسَ عِنْدَنَا مِنَ الطَّعَامِ مَا نُطْعِمُهُمْ، فَقَالَتْ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: فَانْطَلَقَ أَبُو طَلْحَةَ حَتَّى لَقِيَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ، فَأَقْبَلَ أَبُو طَلْحَةَ وَرَسُولُ اللَّهِ ﷺ حَتَّى دَخَلَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (هَلُمِّي يَا أُمَّ سُلَيْمٍ، مَا عِنْدَكِ). فَأَتَتْ بِذَلِكَ الْخُبْزِ، فَأَمَرَ بِهِ فَفُتَّ، وَعَصَرَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ عُكَّة

⦗٢٠٥٨⦘
لَهَا فأدَمَتْهُ، ثُمَّ قَالَ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقُولَ، ثُمَّ قَالَ: (ائْذَنْ لِعَشَرَةٍ). فَأَذِنَ لَهُمْ، فَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا، ثُمَّ خَرَجُوا، ثُمَّ قَالَ: (ائْذَنْ لِعَشَرَةٍ). فَأَذِنَ لَهُمْ فَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا ثُمَّ خَرَجُوا، ثُمَّ قَالَ: (ائْذَنْ لِعَشَرَةٍ). فَأَذِنَ لَهُمْ فَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا ثُمَّ خَرَجُوا، ثُمَّ أَذِنَ لِعَشَرَةٍ فَأَكَلَ الْقَوْمُ كُلُّهُمْ وَشَبِعُوا، والقوم ثمانون رجلًا.
[ر: ٤١٢].


(ردتني ببعضه) جعلت بعضه رداء لي، والرداء هو ما يوضع على أعالي البدن من الثياب.
٥ ‏/ ٢٠٥٧
٥٠٦٧ – حَدَّثَنَا مُوسَى: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: وَحَدَّثَ أَبُو عُثْمَانَ أَيْضًا، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنهما قَالَ:
كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ ﷺ ثَلَاثِينَ وَمِائَةً، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (هَلْ مَعَ أَحَدٍ مِنْكُمْ طَعَامٌ). فَإِذَا مَعَ رَجُلٍ صَاعٌ مِنْ طَعَامٍ أَوْ نَحْوُهُ، فَعُجِنَ، ثُمَّ جَاءَ رَجُلٌ مُشْرِكٌ مُشْعَانٌّ طَوِيلٌ، بِغَنَمٍ يَسُوقُهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (أَبَيْعٌ أَمْ عَطِيَّةٌ، أَوْ قَالَ: هِبَةٌ). قَالَ: لَا، بَلْ بَيْعٌ، قَالَ: فَاشْتَرَى مِنْهُ شَاةً فصُنِعَت، فَأَمَرَ نَبِيُّ اللَّهِ ﷺ بِسَوَادِ الْبَطْنِ يُشوى، وَايْمُ اللَّهِ، مَا مِنَ الثَّلَاثِينَ وَمِائَةٍ إِلَّا قَدْ حَزَّ لَهُ حُزَّةً مِنْ سَوَادِ بَطْنِهَا، إِنْ كَانَ شاهدًا أعطاه إيَّاه، وَإِنْ كَانَ غَائِبًا خَبَأَهَا لَهُ، ثُمَّ جَعَلَ فِيهَا قَصْعَتَيْنِ، فَأَكَلْنَا أَجْمَعُونَ وَشَبِعْنَا، وَفَضَلَ فِي الْقَصْعَتَيْنِ، فَحَمَلْتُهُ عَلَى الْبَعِيرِ، أَوْ كَمَا قال.
[ر: ٢١٠٣]
٥ ‏/ ٢٠٥٨
٥٠٦٨ – حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ: حَدَّثَنَا وُهَيب: حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها:
تُوُفِّيَ النَّبِيُّ ﷺ حِينَ شَبِعْنَا من الأسودين: التمر والماء.
[٥١٢٧].


أخرجه مسلم في الزهد والرقائق، رقم: ٢٩٧٥.
(حين شبعنا) حين أصبحنا نشبع، وكنا من قبل لا يتيسر لدينا ما يشبعنا.
(الأسودين) سميا بذلك تغليبًا للتمر – الذي يغلب عليه السواد – على الماء.
٥ ‏/ ٢٠٥٨
٦ – بَاب: ﴿لَيْسَ عَلَى الأَعْمَى حَرَجٌ وَلا عَلَى الأعرج حرج ولا على المريض حرج﴾ الآية /النور: ٦١/.


(حرج) إثم وذنب. (الآية) وتتمتها: ﴿ولا على أنفسكم أن تأكلوا من بيوتكم أو بيوت آبائكم أو بيوت أمهاتكم أو بيوت إخوانكم أو بيوت أخواتكم أو بيوت أعمامكم أو بيوت عماتكم أو بيوت أخوالكم أو بيوت خالاتكم أو ما ملكتم مفاتيحه أو صديقكم ليس عليكم جناح أن تأكلوا جميعًا أو أشتاتًا فإذا دخلتم بيوتًا فسلِّموا على أنفسكم تحية من عند الله مباركة طيبة كذلك يبيِّن الله لكم الآيات لعلكم تعقلون﴾. (ما ملكتم مفاتيحه) كأن يكون وكيل بستان أو ماشية، فإنه يأكل من ثماره ويشرب من لبانها. (أشتاتًا) متفرقين. (على أنفسكم) ليسلم بعضكم على بعض. (مباركة طيبة) حسنة فيها الدعاء بالخير.
٥ ‏/ ٢٠٥٨
٥٠٦٩ – حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ: قَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ: سَمِعْتُ بُشَيْرَ بْنَ يَسَارٍ يَقُولُ: حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ النُّعْمَانِ قَالَ:
خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ إِلَى خَيْبَرَ، فَلَمَّا كُنَّا بِالصَّهْبَاءِ – قَالَ يَحْيَى: وَهِيَ مِنْ خَيْبَرَ عَلَى رَوْحَةٍ – دَعَا رَسُولَ اللَّهِ ﷺ بِطَعَامٍ، فَمَا أُتِيَ إِلَّا بِسَوِيق، فَلُكْنَاهُ، فَأَكَلْنَا مِنْهُ، ثُمَّ دَعَا بِمَاءٍ، فَمَضْمَضَ وَمَضْمَضْنَا، فَصَلَّى بِنَا الْمَغْرِبَ وَلَمْ يَتَوَضَّأْ. قَالَ سُفْيَانُ: سَمِعْتُهُ مِنْهُ عودًا وبدءًا.
[ر: ٢٠٦]


(روحة) من الرواح وهو وقت من الزوال إلى الليل، والمعنى: مسافتها تحتمل مسير هذه المدة من الزمن. (عودًا وبدءًا) عائدًا ومبتدئًا. أي أولًا وآخرًا.
٥ ‏/ ٢٠٥٩
٧ – بَاب: الْخُبْزِ المرقَّق، وَالْأَكْلِ عَلَى الخِوَان والسُّفرة.
٥ ‏/ ٢٠٥٩
٥٠٧٠ – حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ: حَدَّثَنَا همَّام، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ:
كُنَّا عِنْدَ أَنَسٍ وَعِنْدَهُ خبَّاز لَهُ، فَقَالَ: مَا أَكَلَ النَّبِيُّ ﷺ خُبْزًا مُرَقَّقًا، وَلَا شَاةً مَسْمُوطَةً حتى لقي الله.
[٥١٠٥، ٦٠٩٢].


(مسموطة) هي التي أزيل شعرها وصوفها بوضعها في الماء الحار ولم يسلخ جلدها، وقيل: هي المشوية بجلدها بعد ذلك.
٥ ‏/ ٢٠٥٩
٥٠٧١ – حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ يُونُسَ – قَالَ عَلِيٌّ: هُوَ الْإِسْكَافُ – عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ:
مَا عَلِمْتُ النَّبِيَّ ﷺ أَكَلَ عَلَى سُكُرُّجَةٍ قطُّ، وَلَا خُبِزَ لَهُ مرقَّق قطُّ، وَلَا أَكَلَ عَلَى خِوَان قطُّ. قِيلَ لِقَتَادَةَ: فَعَلَى مَا كَانُوا يَأْكُلُونَ؟ قَالَ: عَلَى السُّفَر.
[٥٠٩٩].


(الإسكاف) المشهور بهذا اللقب، هو يونس بن أبي الفرات. (سكرجة) هي قصاع يوضع فيها المشهيات كالسلطة ونحوها. (خوان) طبق مرتفع يوضع عليه الطعام، وهو ما يسمى الآن بالطاولة والمنضدة. (السفر) جمع سفرة، وهي جلد مستدير حوله حلق من حديد يضم به ويعلق، وكان يوضع فيه زاد المسافر الذي هو السفرة في الأصل، ويمكن أن تطلق على كل ما يوضع على الأرض ويوضع عليه الطعام.
٥ ‏/ ٢٠٥٩
٥٠٧٢ – حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ: أَخْبَرَنِي حُمَيْدٌ: أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسًا يَقُولُ:
قَامَ النَّبِيُّ ﷺ يَبْنِي بصفيَّة، فَدَعَوْتُ الْمُسْلِمِينَ إِلَى وَلِيمَتِهِ، أَمَرَ بِالْأَنْطَاعِ فبُسطت، فَأُلْقِيَ عَلَيْهَا التَّمْرُ والأقِطُ وَالسَّمْنُ. وَقَالَ عَمْرٌو، عَنْ أَنَسٍ: بَنَى بِهَا النَّبِيُّ ﷺ، ثُمَّ صَنَعَ حَيْسًا فِي نطع.
[ر: ٣٦٤].
٥ ‏/ ٢٠٥٩
٥٠٧٣ – حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، وَعَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ قَالَ:
كَانَ أَهْلُ الشَّأْمِ يعيِّرون ابْنَ الزُّبَيْرِ، يَقُولُونَ يَا ابْنَ ذَاتِ النِّطَاقَيْنِ، فَقَالَتْ لَهُ أَسْمَاءُ: يَا بُنَيَّ إِنَّهُمْ يعيِّرونك بِالنِّطَاقَيْنِ، هَلْ تَدْرِي مَا كَانَ النِّطَاقَانِ؟ إِنَّمَا كَانَ نِطَاقِي شَقَقْتُهُ نِصْفَيْنِ، فَأَوْكَيْتُ قِرْبَةَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ بِأَحَدِهِمَا، وَجَعَلْتُ فِي سُفْرَتِهِ آخَرَ، قَالَ: فَكَانَ أَهْلُ الشَّأْمِ إِذَا عيَّروه بِالنِّطَاقَيْنِ، يَقُولُ: إِيهًا وَالْإِلَهِ، تِلْكَ شَكَاةٌ ظَاهِرٌ عَنْكَ عارها.
[ر: ٢٨١٧].


(يعيرون) يعيبون. (فأوكيت) من الوكاء، وهو الخيط الذي يشد به رأس الكيس أو القربة. (إيهًا) أي أعترف بما تقولون وأفتخر به. (شكاة) هو رفع الصوت بالقول القبيح. (ظاهر عنك) ارتفع عنك ولم يعلق بك، من الظهور وهو العلو والاتفارع، وهو عجز بيت، وصدره: وعيرها الواشون أني أحبها.
٥ ‏/ ٢٠٦٠
٥٠٧٤ – حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أبي بشر، عن سعيد بن جبير، عن ابْنِ عَبَّاسٍ:
أَنَّ أُمَّ حُفَيْدٍ بِنْتَ الْحَارِثِ بْنِ حَزْنٍ، خَالَةَ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَهْدَتْ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ سَمْنًا وأقِطًا وأضُبًّا، فَدَعَا بهنَّ، فأكِلْنَ عَلَى مَائِدَتِهِ، وتركهنَّ النَّبِيُّ ﷺ كَالْمُسْتَقْذِرِ لهنَّ، وَلَوْ كُنَّ حَرَامًا مَا أُكِلْنَ عَلَى مَائِدَةِ النَّبِيِّ ﷺ، وَلَا أَمَرَ بأكلهنَّ.
[ر: ٢٤٣٦].
٥ ‏/ ٢٠٦٠
٨ – باب: السَّوِيق.
٥ ‏/ ٢٠٦٠
٥٠٧٥ – حدثنا سليمان بن حرب: حدثنا حمَّاد، عن يَحْيَى، عَنْ بُشَيْرِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ النُّعْمَانِ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ:
أَنَّهُمْ كَانُوا مَعَ النَّبِيِّ ﷺ بِالصَّهْبَاءِ، وَهِيَ عَلَى رَوْحَةٍ مِنْ خَيْبَرَ، فَحَضَرَتِ الصَّلَاةُ، فَدَعَا بِطَعَامٍ فَلَمْ يَجِدْهُ إِلَّا سَوِيقًا، فَلَاكَ مِنْهُ، فَلُكْنَا مَعَهُ، ثُمَّ دَعَا بِمَاءٍ فَمَضْمَضَ، ثُمَّ صلى وصلينا ولم يتوضأ.
[ر: ٢٠٦].
٥ ‏/ ٢٠٦٠
٩ – بَاب: مَا كَانَ النَّبِيُّ ﷺ لَا يَأْكُلُ حَتَّى يُسَمَّى لَهُ، فَيَعْلَمُ ما هو.
٥ ‏/ ٢٠٦٠
٥٠٧٦ – حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ أَبُو الْحَسَنِ: أَخْبَرَنَا عبد الله: أخبرنا يونس، عن الزهري قال: أَخْبَرَنِي أَبُو أُمَامَةَ بْنُ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ الْأَنْصَارِيُّ: أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ:
أَنَّ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ، الَّذِي يُقَالُ لَهُ سَيْفُ اللَّهِ، أَخْبَرَهُ: أَنَّهُ دَخَلَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ عَلَى مَيْمُونَةَ، وَهِيَ خَالَتُهُ وَخَالَةُ ابْنِ عَبَّاسٍ، فَوَجَدَ عِنْدَهَا ضَبًّا مَحْنُوذًا، قَدِمَت بِهِ أُخْتُهَا حُفَيْدَةُ

⦗٢٠٦١⦘
بِنْتُ الْحَارِثِ مِنْ نَجْدٍ، فَقَدَّمَتِ الضَّبَّ لِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ، وَكَانَ قلَّما يُقَدِّمُ يَدَهُ لِطَعَامٍ حَتَّى يُحَدَّثَ بِهِ ويُسَمَّى لَهُ، فَأَهْوَى رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَدَهُ إِلَى الضَّبِّ، فَقَالَتِ امْرَأَةٌ مِنَ النِّسْوَةِ الْحُضُورِ: أَخْبِرْنَ رسول الله ﷺ ما قدمتنَّ لَهُ، هُوَ الضَّبُّ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَدَهُ عَنِ الضَّبِّ، فَقَالَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ: أَحَرَامٌ الضَّبُّ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: (لَا، وَلَكِنْ لَمْ يَكُنْ بِأَرْضِ قَوْمِي، فَأَجِدُنِي أَعَافُهُ). قَالَ خَالِدٌ: فَاجْتَرَرْتُهُ فَأَكَلْتُهُ، وَرَسُولُ اللَّهِ ﷺ ينظر إلي.
[٥٠٨٥، ٥٢١٧].


أخرجه مسلم في الصيد والذبائح، باب: إباحة الضب، رقم: ١٩٤٥، ١٩٤٦.
(ضبًا) دويبة تأكلها الأعراب. (محنوذًا) مشويًا. (أعافه) أكرهه، لأنه لم يكن مألوفًا لديه.
٥ ‏/ ٢٠٦٠
١٠ – بَاب: طَعَامُ الْوَاحِدِ يَكْفِي الِاثْنَيْنِ.
٥ ‏/ ٢٠٦١
٥٠٧٧ – حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ. وحَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عن الأعرج، عن أبي هريرة رضي الله عنه أَنَّهُ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (طعام الواحد كافي الثلاثة، وطعام الثلاثة كافي الأربعة).


أخرجه مسلم في الأشربة، باب: فضيلة المواساة في الطعام القليل، رقم: ٢٠٥٨.
٥ ‏/ ٢٠٦١
١١ – باب: المؤمن يأكل في مِعًى واحد.
٥ ‏/ ٢٠٦١
٥٠٧٨ – حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ وَاقِدِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ:
كَانَ ابْنُ عُمَرَ لَا يَأْكُلُ حَتَّى يُؤْتَى بِمِسْكِينٍ يَأْكُلُ مَعَهُ، فَأَدْخَلْتُ رَجُلًا يَأْكُلُ مَعَهُ فَأَكَلَ كَثِيرًا، فَقَالَ: يَا نَافِعُ، لَا تُدخل هَذَا عليَّ، سَمِعْتُ النَّبِيَّ ﷺ يَقُولُ: (الْمُؤْمِنُ يَأْكُلُ فِي مِعًى واحد، والكافر يأكل في سبعة أمعاء).


أخرجه مسلم في الأشربة، باب: المؤمن يأكل في مِعًى واحد ..، رقم: ٢٠٦٠، ٢٠٦١.
(معى) والجمع أمعاء، وهي المصارين. (سبعة أمعاء) هو كناية عن الشره والرغبة في متاع الدنيا وملذاتها، والحرص على التشبع من شهواتها، التي من جملتها تنوع المآكل والمشارب والامتلاء منها، وقيل في معناه غير ذلك.
٥ ‏/ ٢٠٦١
٥٠٧٩ – حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَامٍ: أَخْبَرَنَا عَبْدَةُ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نافع، عن ابن عُمَرَ رضي الله عنهما:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (إِنَّ الْمُؤْمِنَ يَأْكُلُ فِي مِعًى وَاحِدٍ، وَإِنَّ الْكَافِرَ، أَوِ الْمُنَافِقَ – فَلَا أَدْرِي أَيَّهُمَا قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ – يَأْكُلُ فِي سَبْعَةِ أَمْعَاءٍ).
وَقَالَ ابْنُ بُكَير: حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ ابن عمر، عن النبي ﷺ بمثله.
٥ ‏/ ٢٠٦١
٥٠٨٠ – حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو قَالَ:
كَانَ أَبُو نَهيك رَجُلًا أَكُولًا، فَقَالَ لَهُ ابْنُ عُمَرَ: أن رسول الله ﷺ قَالَ: (إِنَّ الْكَافِرَ يَأْكُلُ فِي سَبْعَةِ أَمْعَاءٍ) فقال: فأنا أومن بالله ورسوله.


(أكولًا) كثير الأكل. (فأنا أومن ..) أي أنا مؤمن رغم ما أنا عليه من كثرة الأكل.
٥ ‏/ ٢٠٦٢
٥٠٨١ – حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
قال رسول الله ﷺ: (يَأْكُلُ الْمُسْلِمُ فِي مِعًى واحد، والكافر يأكل في سبعة أمعاء).


أخرجه مسلم في الأشربة، باب: المؤمن يأكل في مِعًى واحد ..، رقم: ٢٠٦٢، ٢٠٦٣.
٥ ‏/ ٢٠٦٢
٥٠٨٢ – حدثنا سليمان بن حرب: حدثنا شعبة، عن عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ:
أَنَّ رَجُلًا كَانَ يَأْكُلُ أَكْلًا كَثِيرًا، فَأَسْلَمَ، فَكَانَ يَأْكُلُ أَكْلًا قَلِيلًا، فذُكر ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ ﷺ فَقَالَ: (إِنَّ الْمُؤْمِنَ يَأْكُلُ فِي مِعًى وَاحِدٍ، وَالْكَافِرَ يأكل في سبعة أمعاء).


(رجلًا) قيل هو ثمامة بن أثال رضي الله عنه، وقيل غيره.
٥ ‏/ ٢٠٦٢
١٢ – بَاب: الْأَكْلِ مُتَّكِئًا.
٥ ‏/ ٢٠٦٢
٥٠٨٣ – حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيم: حَدَّثَنَا مِسْعَر، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْأَقْمَرِ: سَمِعْتُ أَبَا جُحَيفة يَقُولُ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (لا آكل متكئًا).


(متكئًا) حال كوني متكئًا. والمتكئ هو من استوى قاعدًا على وطائه، وتمكن من قعوده. وقيل: هو المائل على أحد شقيه، والوطاء هو ما يقعد عليه.
٥ ‏/ ٢٠٦٢
٥٠٨٤ – حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْأَقْمَرِ، عَنْ أَبِي جُحَيفة قَالَ:
كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ ﷺ، فَقَالَ لِرَجُلٍ عِنْدَهُ: (لَا آكُلُ وَأَنَا مُتَّكِئٌ).
٥ ‏/ ٢٠٦٢
١٣ – بَاب الشِّواء.
وَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ﴾ /هود: ٦٩/: أَيْ مَشْوِيٍّ.
٥ ‏/ ٢٠٦٢
٥٠٨٥ – حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا هشام بن يوسف: أخبرنا معمر، عن الزهري، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلٍ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ قَالَ:
أُتِيَ النَّبِيُّ ﷺ بِضَبٍّ مَشْوِيٍّ، فَأَهْوَى إِلَيْهِ لِيَأْكُلَ، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّهُ ضَبٌّ، فَأَمْسَكَ يَدَهُ، فَقَالَ خَالِدٌ: أَحَرَامٌ هُوَ؟ قَالَ: (لَا، وَلَكِنَّهُ لَا يَكُونُ بِأَرْضِ قَوْمِي، فَأَجِدُنِي أَعَافُهُ). فَأَكَلَ خَالِدٌ وَرَسُولُ اللَّهِ ﷺ

⦗٢٠٦٣⦘
يَنْظُرُ. قَالَ مَالِكٌ، عَنْ ابْنِ شهاب: بضب محنوذ.
[ر: ٥٠٧٦].

٥ ‏/ ٢٠٦٢
١٤ – بَاب: الخَزِيرَة.
قَالَ النَّضْرُ: الخَزِيرَة مِنَ النُّخَالة، والحَرِيرَة من اللبن.


(الخزيرة) قيل: طعام مصنوع من دقيق وسمن يحلى بشيء، وقيل: لحم مقطع يطبخ ثم يذر عليه دقيق، وقيل غير ذلك. (النخالة) قشر الحب الذي يبقى منه بعدما يطحن وينخل. (اللبن) وقيل: الحريرة من الدقيق.
٥ ‏/ ٢٠٦٣
٥٠٨٦ – حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ بُكَير: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي مَحْمُودُ بْنُ ربيع الْأَنْصَارِيُّ: أَنَّ عِتْبَانَ بْنَ مَالِكٍ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ ﷺ، مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا مِنْ الْأَنْصَارِ:
أَنَّهُ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ ﷺ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي أَنْكَرْتُ بَصَرِي، وَأَنَا أصلِّي لِقَوْمِي، فَإِذَا كَانَتِ الْأَمْطَارُ سَالَ الْوَادِي الَّذِي بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ، لَمْ أَسْتَطِعْ أَنْ آتِيَ مَسْجِدَهُمْ لأصلي لَهُمْ، فَوَدِدْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنَّكَ تَأْتِي فَتُصَلِّي فِي بَيْتِي فَأَتَّخِذُهُ مُصَلًّى، فَقَالَ: (سَأَفْعَلُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ). قَالَ عِتْبَانُ: فَغَدَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وَأَبُو بكر حِينَ ارْتَفَعَ النَّهَارُ، فَاسْتَأْذَنَ النَّبِيُّ ﷺ فَأَذِنْتُ لَهُ، فَلَمْ يَجْلِسْ حَتَّى دَخَلَ الْبَيْتَ، ثُمَّ قَالَ لِي: (أَيْنَ تُحِبُّ أَنْ أصلِّي مِنْ بَيْتِكَ). فَأَشَرْتُ إِلَى نَاحِيَةٍ مِنَ الْبَيْتِ، فَقَامَ النَّبِيُّ ﷺ فكبَّر فَصَفَفْنَا، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ سلَّم، وَحَبَسْنَاهُ عَلَى خَزِيرٍ صَنَعْنَاهُ، فَثَابَ فِي الْبَيْتِ رِجَالٌ مِنْ أَهْلِ الدَّارِ ذَوُو عَدَدٍ فَاجْتَمَعُوا، فَقَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ: أَيْنَ مَالِكُ بْنُ الدُّخْشُن؟ فَقَالَ بَعْضُهُمْ: ذَلِكَ مُنَافِقٌ، لَا يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (لَا تَقُلْ، أَلَا تَرَاهُ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، يُرِيدُ بِذَلِكَ وَجْهَ اللَّهِ). قَالَ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: قُلْنَا: فَإِنَّا نَرَى وَجْهَهُ وَنَصِيحَتَهُ إِلَى الْمُنَافِقِينَ، فَقَالَ: (فَإِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ عَلَى النَّارِ مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، يَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ اللَّهِ).
قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: ثُمَّ سَأَلْتُ الحُصَين بْنَ مُحَمَّدٍ الْأَنْصَارِيَّ، أَحَدَ بَنِي سَالِمٍ، وَكَانَ مِنْ سَرَاتهم، عن حديث محمود، فصدَّقه.
[ر: ٤١٤].
٥ ‏/ ٢٠٦٣
١٥ – بَاب: الأقِطِ.
وَقَالَ حُمَيْدٌ: سَمِعْتُ أَنَسًا: بَنَى النَّبِيُّ ﷺ بصفيَّة، فَأَلْقَى التمر والأقِطَ والسمن.
[ر: ٥٠٧٢].
وَقَالَ عَمْرُو بْنُ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ أَنَسٍ: صَنَعَ النَّبِيُّ ﷺ حَيْسًا.
[ر: ٥٠٧٢].
٥ ‏/ ٢٠٦٣
٥٠٨٧ – حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ:
أَهْدَتْ خَالَتِي إِلَى النَّبِيِّ ﷺ ضِبَابًا وأقِطًا وَلَبَنًا، فوُضِعَ الضَّبُّ عَلَى مَائِدَتِهِ، فَلَوْ كَانَ حَرَامًا لَمْ يُوضع، وَشَرِبَ اللَّبَنَ، وَأَكَلَ الأقِطَ.
[ر: ٢٤٣٦].


أخرجه مسلم في الصيد والذبائح، باب: إباحة الضب، رقم: ١٩٤٧.
٥ ‏/ ٢٠٦٤
١٦ – بَاب: السِّلْقِ وَالشَّعِيرِ.
٥ ‏/ ٢٠٦٤
٥٠٨٨ – حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَير: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ:
إِنْ كُنَّا لَنَفْرَحُ بِيَوْمِ الْجُمُعَةِ، كَانَتْ لَنَا عَجُوزٌ تَأْخُذُ أُصُولَ السِّلْقِ، فَتَجْعَلُهُ فِي قِدْرٍ لَهَا، فَتَجْعَلُ فِيهِ حَبَّاتٍ مِنْ شَعِيرٍ، إِذَا صَلَّيْنَا زُرْنَاهَا فَقَرَّبَتْهُ إِلَيْنَا، وَكُنَّا نَفْرَحُ بِيَوْمِ الْجُمُعَةِ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ، وَمَا كُنَّا نَتَغَدَّى، وَلَا نَقِيلُ إِلَّا بَعْدَ الْجُمُعَةِ، وَاللَّهِ مَا فِيهِ شَحْمٌ وَلَا وَدَكٌ.
[ر: ٨٩٦].
٥ ‏/ ٢٠٦٤
١٧ – بَاب: النَّهْسِ وَانْتِشَالِ اللَّحْمِ.
٥ ‏/ ٢٠٦٤
٥٠٨٩ – حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ: حَدَّثَنَا حمَّاد: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ:
تَعَرَّقَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ كَتِفًا، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ.
وَعَنْ أَيُّوبَ وَعَاصِمٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: انْتَشَلَ النَّبِيُّ ﷺ عَرقًا مِنْ قدر، فأكل ثم صلى، ولم يتوضأ.
[ر: ٢٠٤].
٥ ‏/ ٢٠٦٤
١٨ – بَاب: تعرُّق العَضُدِ.
٥ ‏/ ٢٠٦٤
٥٠٩٠ – حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَ: حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ: حَدَّثَنَا فُلَيح: حَدَّثَنَا أَبُو حَازِمٍ الْمَدَنِيُّ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ:
خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ ﷺ نَحْوَ مَكَّةَ.
٥ ‏/ ٢٠٦٤
٥٠٩١ – حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ السَّلَمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ قَالَ:
كُنْتُ يَوْمًا جَالِسًا مَعَ رِجَالٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ ﷺ فِي مَنْزِلٍ فِي طَرِيقِ مَكَّةَ، وَرَسُولُ اللَّهِ ﷺ نَازِلٌ أَمَامَنَا، وَالْقَوْمُ مُحْرِمُونَ وَأَنَا غَيْرُ مُحْرِمٍ، فَأَبْصَرُوا حِمَارًا وَحْشِيًّا وَأَنَا مَشْغُولٌ أَخْصِفُ نَعْلِي، فَلَمْ يُؤْذِنُونِي بِهِ، وَأَحَبُّوا لَوْ أَنِّي أَبْصَرْتُهُ، فَالْتَفَتُّ فَأَبْصَرْتُهُ، فَقُمْتُ إِلَى الْفَرَسِ فَأَسْرَجْتُهُ، ثُمَّ رَكِبْتُ وَنَسِيتُ السَّوْطَ وَالرُّمْحَ،

⦗٢٠٦٥⦘
فَقُلْتُ لَهُمْ: نَاوِلُونِي السَّوْطَ وَالرُّمْحَ، فَقَالُوا: لَا وَاللَّهِ لَا نُعِينُكَ عَلَيْهِ بِشَيْءٍ، فَغَضِبْتُ فَنَزَلْتُ فَأَخَذْتُهُمَا ثُمَّ رَكِبْتُ، فَشَدَدْتُ عَلَى الْحِمَارِ فَعَقَرْتُهُ، ثُمَّ جِئْتُ بِهِ وَقَدْ مَاتَ، فَوَقَعُوا فِيهِ يَأْكُلُونَهُ، ثُمَّ إِنَّهُمْ شكُّوا فِي أَكْلِهِمْ إِيَّاهُ وَهُمْ حُرُم، فَرُحْنَا، وَخَبَأْتُ العَضُدَ مَعِي، فَأَدْرَكْنَا رَسُولَ اللَّهِ ﷺ فَسَأَلْنَاهُ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: (مَعَكُمْ مِنْهُ شَيْءٌ). فَنَاوَلْتُهُ العَضُدَ فَأَكَلَهَا حَتَّى تعرَّقها وَهُوَ مُحْرِمٌ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ: وَحَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي قتادة: مثله.
[ر: ١٧٢٥].

٥ ‏/ ٢٠٦٤
١٩ – بَاب: قَطْعِ اللَّحْمِ بِالسِّكِّينِ.
٥ ‏/ ٢٠٦٥
٥٠٩٢ – حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزهري قَالَ: أَخْبَرَنِي جَعْفَرُ بْنُ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ:
أَنَّ أَبَاهُ عَمْرَو بْنَ أُمَيَّةَ أَخْبَرَهُ: أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ ﷺ يحتزُّ مِنْ كَتِفِ شَاةٍ فِي يَدِهِ فدُعي إِلَى الصَّلَاةِ، فَأَلْقَاهَا وَالسِّكِّينَ الَّتِي يحتزُّ بِهَا، ثُمَّ قام فصلى ولم يتوضأ.
[ر: ٢٠٥].
٥ ‏/ ٢٠٦٥
٢٠ – بَاب: مَا عَابَ النَّبِيُّ ﷺ طعامًا.
٥ ‏/ ٢٠٦٥
٥٠٩٣ – حدثنا محمد بن كثير: أخبرنا سفيان، عن الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:
مَا عَابَ النَّبِيُّ ﷺ طَعَامًا قطُّ، إِنِ اشْتَهَاهُ أَكَلَهُ، وَإِنْ كرهه تركه.
[ر: ٣٣٧٠].
٥ ‏/ ٢٠٦٥
٢١ – بَاب: النَّفْخِ فِي الشَّعِيرِ.
٥ ‏/ ٢٠٦٥
٥٠٩٤ – حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ: حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو حَازِمٍ: أَنَّهُ سَأَلَ سَهْلًا:
هَلْ رَأَيْتُمْ فِي زَمَانِ النَّبِيِّ ﷺ النَّقِيَّ؟ قَالَ: لَا، فَقُلْتُ: كُنْتُمْ تَنْخُلُونَ الشَّعِيرَ؟ قَالَ: لَا، وَلَكِنْ كُنَّا ننفخه.
[٥٠٩٧].


(النقي) الخبز الأبيض الذي ينخل دقيقه بعد طحنه. (ننفخه) ليطير قشره.
٥ ‏/ ٢٠٦٥
٢٢ – بَاب: مَا كَانَ النَّبِيُّ ﷺ وَأَصْحَابُهُ يَأْكُلُونَ.
٥ ‏/ ٢٠٦٥
٥٠٩٥ – حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ: حَدَّثَنَا حمَّاد بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَبَّاسٍ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:
قَسَمَ النَّبِيُّ ﷺ يَوْمًا بَيْنَ أَصْحَابِهِ تَمْرًا، فَأَعْطَى كُلَّ إِنْسَانٍ

⦗٢٠٦٦⦘
سَبْعَ تَمَرَاتٍ، فَأَعْطَانِي سَبْعَ تَمَرَاتٍ إحداهنَّ حَشَفَةٌ، فَلَمْ يَكُنْ فيهنَّ تَمْرَةٌ أعجب إلي منها، شدَّت في مَضَاغِي.
[٥١٢٥، ٥١٢٦].


(حشفة) واحدة الحشف وهو أردأ أنواع التمر، وهو الذي يبس على النخل قبل أن يتم نضجه. (شدت في مضاغي) أي كانت قوية عند مضغها فطالت مدة مضغه لها، فسر بذلك، والمضاغ هو الطعام الذي يمضغ، والمضغ نفسه أيضًا.
٥ ‏/ ٢٠٦٥
٥٠٩٦ – حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ سَعْدٍ قَالَ:
رَأَيْتُنِي سَابِعَ سَبْعَةٍ مَعَ النَّبِيِّ ﷺ، مَا لَنَا طَعَامٌ إِلَّا وَرَقُ الحُبْلَةِ، أَوِ الحَبَلَةِ، حَتَّى يَضَعَ أَحَدُنَا مَا تَضَعُ الشَّاةُ، ثُمَّ أَصْبَحَتْ بَنُو أَسَدٍ تُعَزِّرُني عَلَى الْإِسْلَامِ، خسرتُ إذًا وضلَّ سعيي.
[ر: ٣٥٢٢].


(سابع سبعة) أي سابع من أسلم. (الحبلة) ثمر السمر يشبه اللوبيا، وقيل ثمر العضاه، وهو شجر له شوك، والحَبَلة، بفتح الحاء والباء، قضيب شجر العنب. (ما تضع الشاة) أي برازه جاف كالبعر الذي تضعه الشاة، من شدة خشونة المأكل. (تعزرني ..) يؤدبونني ويعلمونني أحكامه. (خسرت إذًا) إن كنت كما قالوا محتاجًا إلى تعليمهم وتأديبهم. (ضل سعيي) خاب عملي فيما سبق.
٥ ‏/ ٢٠٦٦
٥٠٩٧ – حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: سَأَلْتُ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ فَقُلْتُ:
هَلْ أَكَلَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ النَّقِيَّ؟ فَقَالَ سَهْلٌ: مَا رَأَى رَسُولَ اللَّهِ ﷺ النَّقِيَّ، مِنْ حِينَ ابْتَعَثَهُ اللَّهُ حَتَّى قَبَضَهُ اللَّهُ. قَالَ: فَقُلْتُ: هَلْ كَانَتْ لَكُمْ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ مَنَاخِلُ؟ قَالَ: مَا رَأَى رَسُولَ اللَّهِ ﷺ مُنْخُلًا، مِنْ حِينَ ابْتَعَثَهُ اللَّهُ حتى قبضه. قَالَ: قُلْتُ: كَيْفَ كُنْتُمْ تَأْكُلُونَ الشَّعِيرَ غَيْرَ مَنْخُولٍ؟ قَالَ: كُنَّا نَطْحَنُهُ وَنَنْفُخُهُ، فَيَطِيرُ مَا طار، وما بقي ثرَّيناه فأكلناه.
[ر: ٥٠٩٤].


(ثريناه) بللناه بالماء وعجناه، ثم خبزناه فأكلناه.
٥ ‏/ ٢٠٦٦
٥٠٩٨ – حدثني إسحق بْنُ إِبْرَاهِيمَ: أَخْبَرَنَا رَوْح بْنُ عُبَادَةَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ المَقْبُري، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه:
أَنَّهُ مَرَّ بِقَوْمٍ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ شَاةٌ مَصْلِيَّة، فَدَعَوْهُ، فَأَبَى أَنْ يَأْكُلَ وَقَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ مِنَ الدُّنْيَا وَلَمْ يَشْبَعْ من خبز الشعير.


(مصلية) مشوية.
٥ ‏/ ٢٠٦٦
٥٠٩٩ – حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الْأَسْوَدِ: حَدَّثَنَا مُعَاذٌ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ يُونُسَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ:
مَا أَكَلَ النَّبِيُّ ﷺ عَلَى خِوَان، وَلَا فِي سُكُرُّجَةٍ، وَلَا خُبِزَ

⦗٢٠٦٧⦘
لَهُ مرقَّق. قُلْتُ لِقَتَادَةَ: عَلَى مَا يَأْكُلُونَ؟ قَالَ: عَلَى السُّفَرِ.
[ر: ٥٠٧١].

٥ ‏/ ٢٠٦٦
٥١٠٠ – حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة رضي الله عنها قَالَتْ:
مَا شَبِعَ آلُ مُحَمَّدٍ ﷺ، مُنْذُ قَدِمَ الْمَدِينَةَ، مِنْ طَعَامِ البُرِّ ثَلَاثَ لَيَالٍ تِبَاعًا، حَتَّى قُبِضَ.
[٥١٠٧، ٥١٢٢، ٦٠٨٩، ٦٣٠٩].


أخرجه مسلم في أوائل الزهد والرقائق، رقم: ٢٩٧٠.
(البر) القمح. (تباعًا) متتابعة.
٥ ‏/ ٢٠٦٧
٢٣ – باب: التَّلْبِينَة.
٥ ‏/ ٢٠٦٧
٥١٠١ – حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَير: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيل، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة زوج النبي ﷺ:
أَنَّهَا كَانَتْ إِذَا مَاتَ الْمَيِّتُ مِنْ أَهْلِهَا، فَاجْتَمَعَ لِذَلِكَ النِّسَاءُ، ثُمَّ تَفَرَّقْنَ إِلَّا أَهْلَهَا وَخَاصَّتَهَا، أَمَرَتْ بِبُرْمَةٍ مِنْ تَلْبِينَة فطُبخت، ثُمَّ صُنِعَ ثَريد فصُبَّت التَّلْبِينَة عَلَيْهَا، ثُمَّ قَالَتْ: كُلْنَ مِنْهَا، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: (التَّلْبِينَة مُجِمَّةٌ لِفُؤَادِ المريض، تذهب ببعض الحزن).
[٥٣٦٥، ٥٣٦٦].


أخرجه مسلم في السلام، باب: التلبينة مجمة لفؤاد المريض، رقم: ٢٢١٦.
(خاصتها) من تخصه ببرها وودها من غيرهن. (ببرمة) قدر من حجارة أو نحوها. (تلبينة) طعام رقيق يصنع من لبن ودقيق أو نخالة، وربما جعل فيه عسل، سميت بذلك تشبيهًا باللبن لبياضها ورقتها. (ثريد) خبز يفتت ثم يبل بمرق. (مجمة) استراحة. (لفؤاد) لقلب.
٥ ‏/ ٢٠٦٧
٢٤ – باب: الثَّريد.
٥ ‏/ ٢٠٦٧
٥١٠٢ – حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حَدَّثَنَا غُنْدَر: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّة الجَمَلي، عَنْ مُرَّة الهَمْداني، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ:
(كَمَلَ مِنَ الرِّجَالِ كَثِيرٌ، وَلَمْ يَكْمُلْ مِنَ النِّسَاءِ: إِلَّا مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ، وَآسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ، وَفَضْلُ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّريد عَلَى سائر الطعام).
[ر: ٣٢٣٠].
٥ ‏/ ٢٠٦٧
٥١٠٣ – حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَون: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي طُوَالة، عَنْ أَنَسٍ، عن النبي ﷺ قال:
(فَضْلُ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ، كَفَضْلِ الثَّريد عَلَى سائر الطعام).
[ر: ٣٥٥٩].
٥ ‏/ ٢٠٦٧
٥١٠٤ – حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُنِيرٍ: سَمِعَ أَبَا حَاتِمٍ الْأَشْهَلَ بْنَ حَاتِمٍ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ ثُمامة بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ:
دَخَلْتُ مَعَ النَّبِيِّ ﷺ عَلَى غُلَامٍ لَهُ خيَّاط،

⦗٢٠٦٨⦘
فَقَدَّمَ إِلَيْهِ قَصْعَةً فِيهَا ثَرِيدٌ، قَالَ: وَأَقْبَلَ عَلَى عَمَلِهِ، قَالَ: فَجَعَلَ النَّبِيَّ ﷺ يَتَتَبَّعُ الدُّبَّاء، قَالَ: فَجَعَلْتُ أَتَتَبَّعُهُ فَأَضَعُهُ بَيْنَ يَدَيْهِ، قَالَ: فَمَا زِلْتُ بَعْدُ أحب الدُّبَّاء.
[ر: ١٩٨٦].


(ثريد) خبز مفتت ومبلل بمرق. (أقبل على عمله) أي ترك النبي ﷺ يأكل وانصرف هو إلى عمله.
٥ ‏/ ٢٠٦٧
٢٥ – بَاب: شَاةٍ مَسْمُوطَةٍ، وَالْكَتِفِ وَالْجَنْبِ.
٥ ‏/ ٢٠٦٨
٥١٠٥ – حَدَّثَنَا هُدبة بْنُ خَالِدٍ: حَدَّثَنَا همَّام بْنُ يَحْيَى، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ:
كُنَّا نَأْتِي أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رضي الله عنه وخبَّازه قَائِمٌ، قَالَ: كُلُوا، فَمَا أَعْلَمُ النَّبِيَّ ﷺ رَأَى رَغِيفًا مُرَقَّقًا حَتَّى لَحِقَ بِاللَّهِ، وَلَا رَأَى شَاةً سَمِيطًا بِعَيْنِهِ قطُّ.
[ر: ٥٠٧٠].


(سميطًا) هي التي أزيل شعر جلدها بالماء الحار، ثم شويت.
٥ ‏/ ٢٠٦٨
٥١٠٦ – حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ الزُهري، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ:
رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يحتزُّ مِنْ كَتِفِ شَاةٍ، يأكل مِنْهَا، فدُعي إِلَى الصَّلَاةِ، فَقَامَ فَطَرَحَ السِّكِّينَ، فصلى ولم يتوضأ.
[ر: ٢٠٥]
٥ ‏/ ٢٠٦٨
٢٦ – بَاب: مَا كَانَ السَّلَفُ يدَّخرون فِي بُيُوتِهِمْ وَأَسْفَارِهِمْ، مِنَ الطَّعَامِ وَاللَّحْمِ وَغَيْرِهِ.
وَقَالَتْ عَائِشَةُ وَأَسْمَاءُ: صَنَعْنَا لِلنَّبِيِّ ﷺ وأبي بكر سفرة.
[ر: ٣٦٩٢]
٥ ‏/ ٢٠٦٨
٥١٠٧ – حَدَّثَنَا خَلَّادُ بْنُ يَحْيَى: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَابِسٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قُلْتُ لِعَائِشَةَ:
أَنَهَى النَّبِيُّ ﷺ أَنْ تُؤْكَلَ لُحُومُ الْأَضَاحِيِّ فَوْقَ ثَلَاثٍ؟ قَالَتْ: مَا فَعَلَهُ إِلَّا فِي عَامٍ جَاعَ النَّاسُ فِيهِ، فَأَرَادَ أَنْ يُطْعِمَ الْغَنِيُّ الْفَقِيرَ، وَإِنْ كُنَّا لَنَرْفَعُ الكُرَاعَ، فَنَأْكُلُهُ بَعْدَ خَمْسَ عَشْرَةَ، قِيلَ: مَا اضْطَرَّكُمْ إِلَيْهِ؟ فَضَحِكَتْ، قَالَتْ: مَا شَبِعَ آلُ مُحَمَّدٍ ﷺ مِنْ خُبْزِ بُرٍّ مَأْدُومٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ حَتَّى لَحِقَ بِاللَّهِ.
وَقَالَ ابْنُ كَثِيرٍ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَابِسٍ بِهَذَا.
[ر: ٥١٠٠]


(ما فعله) أي ما نهى عنه. (لنرفع) نأخذ وندخر. (الكراع) هو ما استدق من ساعد الشاة أو البقرة. (بر) قمح. (مأدوم) يؤكل معه إدام، والإدام كل ما يؤكل مع الخبز.
٥ ‏/ ٢٠٦٨
٥١٠٨ – حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ:
كُنَّا نَتَزَوَّدُ لُحُومَ الْهَدْيِ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ ﷺ إِلَى الْمَدِينَةِ.
تَابَعَهُ مُحَمَّدٌ، عَنْ ابْنِ عُيَيْنَةَ، وَقَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ: أَقَالَ حَتَّى جِئْنَا الْمَدِينَةَ؟ قَالَ: لا.
[ر: ١٦٣٢]
٥ ‏/ ٢٠٦٨
٢٧ – باب: الحَيْسِ.
٥ ‏/ ٢٠٦٩
٥١٠٩ – حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، مَوْلَى الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ: أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ لِأَبِي طَلْحَةَ: (الْتَمِسْ غُلَامًا مِنْ غِلْمَانِكُمْ يَخْدُمُنِي) فَخَرَجَ بِي أَبُو طَلْحَةَ يُردفني وَرَاءَهُ، فَكُنْتُ أَخْدُمُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ كُلَّمَا نَزَلَ، فَكُنْتُ أَسْمَعُهُ يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ: (اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْهَمِّ والحَزَن، وَالْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَالْبُخْلِ وَالْجُبْنِ، وضَلَع الدَّين، وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ). فَلَمْ أَزَلْ أَخْدُمُهُ حَتَّى أَقْبَلْنَا مِنْ خَيْبَرَ، وَأَقْبَلَ بصفيَّة بِنْتِ حُيَيٍّ قَدْ حَازَهَا، فَكُنْتُ أَرَاهُ يُحَوِّي لَهَا وَرَاءَهُ بِعَبَاءَةٍ أَوْ بِكِسَاءٍ، ثُمَّ يُردفها وَرَاءَهُ، حَتَّى إِذَا كُنَّا بِالصَّهْبَاءِ صَنَعَ حَيْسًا فِي نِطَعٍ، ثُمَّ أَرْسَلَنِي فَدَعَوْتُ رِجَالًا فَأَكَلُوا، وَكَانَ ذَلِكَ بِنَاءَهُ بِهَا، ثُمَّ أَقْبَلَ حَتَّى إِذَا بَدَا لَهُ أحُد، قَالَ: (هَذَا جَبَلٌ يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ). فَلَمَّا أَشْرَفَ عَلَى الْمَدِينَةِ قَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أحرِّم مَا بَيْنَ جَبَلَيْهَا، مِثْلَ مَا حرَّم بِهِ إِبْرَاهِيمُ مَكَّةَ، اللَّهُمَّ بَارِكْ لَهُمْ في مُدِّهم وصاعهم).
[ر: ٢٧٣٢]


أخرجه مسلم في الحج، باب: فضل المدينة، رقم: ١٣٦٥.
(الهم والحزن) قيل هما بمعنى واحد، وقيل: الهم لما يتصور من المكروه الحالي، والحزن لما وقع منه في الماضي. (الكسل) التثاقل عن الأمر.
(الجبن) ضد الشجاعة، وهو الخوف والجزع من ملاقاة العدو ونحوه.
(ضلع الدين) ثقله وشدته. (غلبة الرجال) قهرهم. (حازها) اختارها من السبي. (يحوي لها) جعل تحتها على سنام الراحلة كساء محشوًا، يحفظها من السقوط، ويريحها بالإسناد إليه. حيسًا: هو تمر ينزع نواه، ويدق مع أقط ويعجنان بالسمن، ثم يدلك باليد حتى يصبح كالثريد، وربما جعل معه سويق أي دقيق. (نطع) بساط من جلد. (بناؤه) دخوله.
٥ ‏/ ٢٠٦٩
٢٨ – بَاب: الْأَكْلِ فِي إِنَاءٍ مفضَّض.
٥ ‏/ ٢٠٦٩
٥١١٠ – حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ: حَدَّثَنَا سَيْفُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ مُجَاهِدًا يَقُولُ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي لَيْلَى:
أَنَّهُمْ كَانُوا عِنْدَ حُذَيفة، فَاسْتَسْقَى فَسَقَاهُ مَجُوسِيٌّ، فَلَمَّا وَضَعَ الْقَدَحَ فِي يَدِهِ رَمَاهُ بِهِ وَقَالَ: لَوْلَا أَنِّي نَهَيْتُهُ غَيْرَ مَرَّةٍ وَلَا مَرَّتَيْنِ، كَأَنَّهُ يَقُولُ: لَمْ أَفْعَلْ هَذَا، وَلَكِنِّي سَمِعْتُ النَّبِيَّ ﷺ يَقُولُ: (لَا تَلْبَسُوا الْحَرِيرَ وَلَا الدِّيبَاجَ، وَلَا تَشْرَبُوا فِي آنِيَةِ

⦗٢٠٧٠⦘
الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، وَلَا تَأْكُلُوا فِي صِحَافِهَا، فَإِنَّهَا لَهُمْ في الدنيا ولنا في الآخرة).
[٥٣٠٩، ٥٣١٠، ٥٤٩٣، ٥٤٩٩]


أخرجه مسلم في اللباس والزينة، باب: تحريم استعمال إناء الذهب والفضة، رقم: ٢٠٦٧.
(مجوسي) هو من يعبد النار. (رماه به) أي بالإناء لأنه كان من فضة.
(لم أفعل هذا) لم أرمه به. (الديباج) نوع من الثياب المتخذة من الحرير.
(آنية) أوعية. (صحافها) جمع صحفة، وهي إناء كالقصعة المبسوطة.
(لهم) للكفار.
٥ ‏/ ٢٠٦٩
٢٩ – بَاب: ذِكْرِ الطَّعَامِ.
٥ ‏/ ٢٠٧٠
٥١١١ – حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ:
قال رسول الله ﷺ: (مَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ الأترُجَّة، رِيحُهَا طيِّب وَطَعْمُهَا طيِّب. وَمَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي لَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ التَّمْرَةِ، لَا رِيحَ لَهَا وَطَعْمُهَا حُلْوٌ. وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ الَّذِي يَقْرَأُ القرآن مثل الريحانة، ريحها طيِّب وطعهما مُرٌّ. وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ الَّذِي لَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ الْحَنْظَلَةِ، لَيْسَ لَهَا رِيحٌ وَطَعْمُهَا مُرٌّ).
[ر: ٤٧٣٢]
٥ ‏/ ٢٠٧٠
٥١١٢ – حَدَّثَنَا مسدَّد: حَدَّثَنَا خَالِدٌ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَنَسٍ،
عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: (فَضْلُ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ، كَفَضْلِ الثَّريد عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ).
[ر: ٣٥٥٩]
٥ ‏/ ٢٠٧٠
٥١١٣ – حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ سُمَيٍّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،
عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: (السَّفَرُ قِطْعَةٌ مِنَ الْعَذَابِ، يَمْنَعُ أَحَدَكُمْ نَوْمَهُ وَطَعَامَهُ، فَإِذَا قَضَى نَهْمَتَه مِنْ وَجْهِهِ فَلْيُعَجِّلْ إِلَى أهله).
[ر: ١٧١٠]
٥ ‏/ ٢٠٧٠
٣٠ – باب: الأدْمِ.
٥ ‏/ ٢٠٧٠
٥١١٤ – حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ رَبِيعَةَ: أَنَّهُ سَمِعَ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَقُولُ:
كَانَ فِي بَرِيرَةَ ثَلَاثُ سُنَنٍ: أَرَادَتْ عَائِشَةُ أَنْ تَشْتَرِيَهَا فَتُعْتِقَهَا. فَقَالَ أَهْلُهَا: وَلَنَا الْوَلَاءُ، فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَقَالَ: (لَوْ شِئْتِ شَرَطْتِيهِ لَهُمْ، فَإِنَّمَا الْوَلَاءُ لِمَنْ أَعْتَقَ). قَالَ: وَأُعْتِقَتْ فخُيِّرت فِي أَنْ تَقِرَّ تَحْتَ زَوْجِهَا أَوْ تُفَارِقَهُ، وَدَخَلَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَوْمًا بَيْتَ عَائِشَةَ وَعَلَى النَّارِ بُرْمَة تَفُورُ، فَدَعَا بِالْغَدَاءِ فَأُتِيَ بِخُبْزٍ وَأُدْمٍ مِنْ أُدْمِ الْبَيْتِ، فَقَالَ: (أَلَمْ أرَ لَحْمًا). قَالُوا: بلى يا رسول الله، لكنه لَحْمٌ تُصُدِّقَ بِهِ عَلَى بَرِيرَةَ فَأَهْدَتْهُ لَنَا، فقال: (هو صدقة عليها، وهدية لنا).
[ر: ٤٨٠٩]
٥ ‏/ ٢٠٧٠
٣١ – باب: الحلواء والعسل.
٥ ‏/ ٢٠٧١
٥١١٥ – حدثني إسحق بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ، عَنْ أَبِي أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ:
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يحب الحلواء والعسل.
[ر: ٤٩١٨]
٥ ‏/ ٢٠٧١
٥١١٦ – حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شَيْبَةَ قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي الفُدَيك، عَنْ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ المَقْبُري، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:
كُنْتُ أَلْزَمُ النَّبِيَّ ﷺ لِشِبَعِ بَطْنِي، حِينَ لَا آكُلُ الْخَمِيرَ وَلَا أَلْبَسُ الْحَرِيرَ، وَلَا يَخْدُمُنِي فُلَانٌ وَلَا فُلَانَةُ، وَأُلْصِقُ بَطْنِي بِالْحَصْبَاءِ، وَأَسْتَقْرِئُ الرَّجُلَ الْآيَةَ، وَهِيَ مَعِي، كَيْ يَنْقَلِبَ بِي فَيُطْعِمَنِي. وَخَيْرُ النَّاسِ لِلْمَسَاكِينِ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، يَنْقَلِبُ بِنَا فَيُطْعِمُنَا مَا كَانَ فِي بَيْتِهِ، حَتَّى إِنْ كَانَ ليُخرج إِلَيْنَا العُكَّةَ لَيْسَ فِيهَا شَيْءٌ، فنشتقُّها فنلعق ما فيها.
[ر: ٣٥٠٥]


(فنشتقها) نقطعها ونلعق ما فيها، وقيل: فنشتقها، أي نشرب ما فيها.
٥ ‏/ ٢٠٧١
٣٢ – باب: الدُّبَّاء.
٥ ‏/ ٢٠٧١
٥١١٧ – حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ: حَدَّثَنَا أَزْهَرُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ ثُمامة بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَنَسٍ:
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ أَتَى مَوْلًى لَهُ خيَّاطًا، فَأُتِيَ بدُبَّاء، فَجَعَلَ يَأْكُلُهُ، فَلَمْ أَزَلْ أُحِبُّهُ مُنْذُ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يأكله.
[ر: ١٩٨٦]


(مولى له) أي كان مملوكًا له ثم أعتقه.
٥ ‏/ ٢٠٧١
٣٣ – بَاب: الرَّجُلِ يتكلَّف الطَّعَامَ لِإِخْوَانِهِ.
٥ ‏/ ٢٠٧١
٥١١٨ – حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يوسف: حدثنا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ:
كَانَ مِنْ الْأَنْصَارِ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ أَبُو شُعَيب، وَكَانَ لَهُ غُلَامٌ لحَّام، فَقَالَ: اصْنَعْ لِي طَعَامًا، أَدْعُو رَسُولَ اللَّهِ ﷺ خَامِسَ خَمْسَةٍ، فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ خَامِسَ خَمْسَةٍ، فَتَبِعَهُمْ رَجُلٌ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (إِنَّكَ دَعَوْتَنَا خَامِسَ خَمْسَةٍ، وَهَذَا رَجُلٌ قَدْ تَبِعَنَا، فَإِنْ شِئْتَ أَذِنْتَ لَهُ، وَإِنْ شِئْتَ تَرَكْتَهُ). قَالَ: بَلْ أَذِنْتُ لَهُ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ يَقُولُ: إِذَا كَانَ الْقَوْمُ عَلَى الْمَائِدَةِ،

⦗٢٠٧٢⦘
لَيْسَ لَهُمْ أَنْ يُنَاوِلُوا مِنْ مَائِدَةٍ إِلَى مَائِدَةٍ أُخْرَى، وَلَكِنْ يُنَاوِلُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا فِي تلك المائدة أو يَدَعوا.
[ر: ١٩٧٥]


(غلام له) مملوك له. (لحام) بائع لحم. (محمد بن يوسف) هو الفِريابي الرواي عن البخاري، ومحمد بن إسماعيل هو البخاري نفسه، وقال هذا الكلام استنباطًا من استئذان النبي ﷺ الداعي في الرجل الذي أتى بدون دعوة.
٥ ‏/ ٢٠٧١
٣٤ – بَاب: مَنْ أَضَافَ رَجُلًا إِلَى طَعَامٍ وَأَقْبَلَ هُوَ عَلَى عَمَلِهِ.
٥ ‏/ ٢٠٧٢
٥١١٩ – حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُنِيرٍ: سَمِعَ النَّضْرَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي ثُمامة بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ:
كُنْتُ غُلَامًا أَمْشِي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ على غُلَامٍ لَهُ خيَّاط، فَأَتَاهُ بِقَصْعَةٍ فِيهَا طَعَامٌ وَعَلَيْهِ دُبَّاء، فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَتَتَبَّعُ الدُّبَّاء، قَالَ: فَلَمَّا رَأَيْتُ ذَلِكَ جَعَلْتُ أَجْمَعُهُ بَيْنَ يَدَيْهِ، قَالَ: فَأَقْبَلَ الْغُلَامُ عَلَى عَمَلِهِ، قَالَ أَنَسٌ: لَا أَزَالُ أُحِبُّ الدُّبَّاء بَعْدَ مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ صَنَعَ مَا صَنَعَ.
[ر: ١٩٨٦]


(غلامًا) صغيرًا دون البلوغ.
٥ ‏/ ٢٠٧٢
٣٥ – باب: المَرَقِ.
٥ ‏/ ٢٠٧٢
٥١٢٠ – حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَة، عَنْ مَالِكٍ، عن إسحق بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ: أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ:
أَنَّ خيَّاطًا دَعَا النَّبِيَّ ﷺ لِطَعَامٍ صَنَعَهُ، فَذَهَبْتُ مَعَ النَّبِيِّ ﷺ، فقرَّب خُبْزَ شَعِيرٍ، وَمَرَقًا فِيهِ دُبَّاء وقَدِيد، فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ ﷺ يَتَتَبَّعُ الدُّبَّاء مِنْ حَوَالَيِ الْقَصْعَةِ، فَلَمْ أَزَلْ أُحِبُّ الدُّبَّاء بعد يومئذ.
[ر: ١٩٨٦]


(قديد) لحم مقدد، أي مجفف بالشمس.
٥ ‏/ ٢٠٧٢
٣٦ – باب: القَدِيد.
٥ ‏/ ٢٠٧٢
٥١٢١ – حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيم: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عن إسحق بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَنَسِ رضي الله عنه قَالَ:
رَأَيْتُ النَّبِيَّ ﷺ أُتِيَ بِمَرَقَةٍ فِيهَا دُبَّاء وقَدِيد، فَرَأَيْتُهُ يتتبع الدُّبَّاء يأكلها.
[ر: ١٩٨٦]
٥ ‏/ ٢٠٧٢
٥١٢٢ – حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَابِسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ:
مَا فَعَلَهُ إِلَّا فِي عَامٍ جَاعَ النَّاسُ، أَرَادَ أَنْ يُطْعِمَ الغنيُّ الفقيرَ، وإنا كُنَّا لَنَرْفَعُ الكُرَاع بَعْدَ خَمْسَ عَشْرَةَ، وَمَا شَبِعَ آلُ مُحَمَّدٍ ﷺ من خبز بُرٍّ مأدوم ثلاثًا.
[ر: ٥١٠٠]
٥ ‏/ ٢٠٧٢
٣٧ – بَاب: مَنْ نَاوَلَ أَوْ قدَّم إِلَى صَاحِبِهِ عَلَى الْمَائِدَةِ شَيْئًا.
قَالَ: وَقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: لَا بَأْسَ أَنْ يُنَاوِلَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، وَلَا يُنَاوَلُ مِنْ هَذِهِ الْمَائِدَةِ إِلَى مَائِدَةٍ أُخْرَى.
٥ ‏/ ٢٠٧٣
٥١٢٣ – حدثنا إسماعيل قال: حدثني مالك، عن إسحق بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ: أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ:
إِنَّ خيَّاطًا دَعَا رَسُولَ اللَّهِ ﷺ لِطَعَامٍ صَنَعَهُ، قَالَ أَنَسُ: فَذَهَبْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ إِلَى ذَلِكَ الطَّعَامِ، فقرَّب إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ خُبْزًا مِنْ شَعِيرٍ، وَمَرَقًا فِيهِ دُبَّاء وقَدِيد، قَالَ أَنَسٌ: فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَتَتَبَّعُ الدُّبَّاء مِنْ حَوْلِ الصَّحْفَةِ، فَلَمْ أَزَلْ أُحِبُّ الدُّبَّاء مِنْ يَوْمِئِذٍ.
وَقَالَ ثُمَامة، عَنْ أَنَسٍ: فَجَعَلْتُ أَجْمَعُ الدُّبَّاء بين يديه.
[ر: ١٩٨٦]


(الصحفة) إناء كالقصعة المبسوطة.
٥ ‏/ ٢٠٧٣
٣٨ – بَاب: الرُّطَبِ بالقِثَّاء.
٥ ‏/ ٢٠٧٣
٥١٢٤ – حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنهما قَالَ:
رَأَيْتُ النَّبِيَّ ﷺ يأكل الرُّطَبَ بالقِثَّاء.
[٥١٣٢، ٥١٣٤]
أخرجه مسلم في الأشربة، باب: أكل القثاء بالرطب، رقم: ٢٠٤٣.
(الرطب) ثمر النخل إذا أدرك ونضج قبل أن يصير تمرًا. (القثاء) قيل هو الخيار، وقيل نوع خاص يشبهه.
٥ ‏/ ٢٠٧٣
٥١٢٥ – حَدَّثَنَا مسدَّد: حَدَّثَنَا حمَّاد بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَبَّاسٍ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ قَالَ:
تَضَيَّفْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ سَبْعًا، فَكَانَ هُوَ وَامْرَأَتُهُ وَخَادِمُهُ يَعْتَقِبُونَ اللَّيْلَ أَثْلَاثًا: يُصَلِّي هَذَا، ثُمَّ يُوقِظُ هَذَا، وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: قَسَمَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ بَيْنَ أَصْحَابهِ تَمْرًا، فَأَصَابَنِي سبع تمرات، إحداهنَّ حَشَفَة.


(تضيفت) تركت عنده ضيفًا. (سبعًا) سبع ليال. (يعتقبون) يتناوبون في القيام.
٥ ‏/ ٢٠٧٣
٥١٢٦ – حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّاءَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه:
قَسَمَ النَّبِيُّ ﷺ بَيْنَنَا تَمْرًا، فَأَصَابَنِي مِنْهُ خَمْسٌ: أَرْبَعُ تَمَرَاتٍ وَحَشَفَةٌ، ثُمَّ رَأَيْتُ الحشفة هي أشدهن لضرسي.
[ر: ٥٠٩٥]
٥ ‏/ ٢٠٧٣
٣٩ – بَاب: الرُّطَبِ وَالتَّمْرِ.
وَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا﴾ /مريم: ٢٥/.


(هزي) حركي. (تساقط) هذه قراءة الجمهور بالتشديد، وفي قراءة ﴿تُسَاقط﴾. (جنيًا) غضًا طريًا.
٥ ‏/ ٢٠٧٤
٥١٢٧ – وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ صَفِيَّةَ: حَدَّثَتْنِي أُمِّي، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ:
تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وَقَدْ شَبِعْنَا مِنَ الأسودين: التمر والماء.
[ر: ٥٠٦٨]
٥ ‏/ ٢٠٧٤
٥١٢٨ – حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ: حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو حَازِمٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما قَالَ:
كَانَ بِالْمَدِينَةِ يَهُودِيٌّ، وَكَانَ يُسْلِفُنِي فِي تَمْرِي إِلَى الجِدَادِ، وَكَانَتْ لِجَابِرٍ الْأَرْضُ الَّتِي بِطَرِيقِ رُومَةَ، فَجَلَسَتْ، فَخَلَا عَامًا، فَجَاءَنِي الْيَهُودِيُّ عِنْدَ الجَداد وَلَمْ أجُدَّ مِنْهَا شَيْئًا، فَجَعَلْتُ أَسْتَنْظِرُهُ إِلَى قَابِلٍ فَيَأْبَى، فَأُخْبِرَ بِذَلِكَ النَّبِيُّ ﷺ، فَقَالَ لِأَصْحَابِهِ: (امْشُوا نَسْتَنْظِرْ لِجَابِرٍ مِنَ الْيَهُودِيِّ). فجاؤوني فِي نَخْلِي، فَجَعَلَ النَّبِيُّ ﷺ يكلِّم الْيَهُودِيَّ، فَيَقُولُ: أَبَا الْقَاسِمِ لَا أُنْظِرُهُ، فَلَمَّا رَأَى النَّبِيُّ ﷺ قَامَ فَطَافَ فِي النَّخْلِ، ثُمَّ جَاءَهُ فَكَلَّمَهُ فَأَبَى، فَقُمْتُ فَجِئْتُ بِقَلِيلِ رُطَب، فَوَضَعْتُهُ بَيْنَ يَدَيِ النَّبِيِّ ﷺ فَأَكَلَ، ثُمَّ قَالَ: (أَيْنَ عَرِيشُكَ يَا جَابِرُ). فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: (افْرُشْ لِي فِيهِ). فَفَرَشْتُهُ، فَدَخَلَ فَرَقَدَ ثُمَّ اسْتَيْقَظَ، فَجِئْتُهُ بِقَبْضَةٍ أُخْرَى فَأَكَلَ مِنْهَا، ثُمَّ قَامَ فكلَّم الْيَهُودِيَّ فَأَبَى عَلَيْهِ، فَقَامَ فِي الرِّطاب فِي النَّخْلِ الثَّانِيَةَ، ثُمَّ قَالَ يَا جَابِرُ: (جُدَّ واقْضِ). فَوَقَفَ فِي الجداد، فجددت منها ما قضيته، وفضل مثله، فَخَرَجْتُ حَتَّى جِئْتُ النَّبِيَّ ﷺ فبشَّرته، فَقَالَ: (أَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ).
﴿عَرْشٌ﴾ /النمل: ٢٣/: وعريش بناء، وقال ابن عباس: ﴿معروشات﴾ /الأنعام: ١٤١/: مَا يُعَرَّشُ مِنَ الْكُرُومِ وَغَيْرِ ذَلِكَ. يُقَالُ: ﴿عروشها﴾ /البقرة: ٢٥٩/: أبنيتها.

⦗٢٠٧٥⦘
قال محمد بن يوسف: قال أبو جعفر: قال محمد بن إسماعيل: فَحَلا، ليس عندي مقيَّدًا، ثم قال: فَخَلا، ليس فيه شك.


(يسلفني) من السلف، أي يدفع له الثمن قبل نضخ الثمر واستلامه.
(الجداد) زمن قطع النخل. (رومة) اسم موضع قرب المدينة. (فجلست) بقيت الأرض نخلًا بدون ثمر، وفي رواية (فخاست) يعني خالفت معهودها من الحمل. (فخلا) من التخلية، أي تأخر وفاء السلف، وفي رواية (نخلًا) أي بقيت الأرض نخلًا. (أستنظره) أطلب منه أن يمهلني.
(قابل) عام ثان. (رطب) ثمر النخل قبل أن يصبح تمرًا. (عريشك) المكان الذي اتخذته من بستانك تستظل به وتقيل فيه، والعريش ما يستظل به عند الجلوس تحته، وقيل: البناء. (قام في الرطاب) طاف بين النخل وعليه ثمره. (الثانية) المرة الثانية. (فوقف في الجداد) أي حال قطع الثمر وأثناءه. (محمد بن يوسف) هو الفِرَبري، الراوي عن البخاري.
(أبو جعفر) هو محمد بن أبي حاتم وراق البخاري. (محمد بن إسماعيل) هو البخاري نفسه. (فحلا ليس عندي مقيدًا) أي مضبوطًا. (فخلا ليس فيه شك) أي هذا هو الذي يظهر، والله أعلم.
٥ ‏/ ٢٠٧٤
٤٠ – بَاب: أَكْلِ الجُمَّار.
٥ ‏/ ٢٠٧٥
٥١٢٩ – حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ: حَدَّثَنَا أَبِي: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ قَالَ: حَدَّثَنِي مُجَاهِدٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ:
بَيْنَا نَحْنُ عِنْدَ النَّبِيِّ ﷺ جلوس إذ أُتِيَ بجُمَّار نَخْلَةٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (إِنَّ مِنَ الشَّجَرِ لَمَا بَرَكَتُهُ كَبَرَكَةِ الْمُسْلِمِ). فَظَنَنْتُ أَنَّهُ يَعْنِي النَّخْلَةَ، فَأَرَدْتُ أَنْ أَقُولَ: هِيَ النَّخْلَةُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، ثُمَّ التفتُّ فَإِذَا أَنَا عَاشِرُ عَشَرَةٍ أَنَا أَحْدَثُهُمْ فسكتُّ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (هِيَ النَّخْلَةُ).
[ر: ٦١]
٥ ‏/ ٢٠٧٥
٤١ – باب: العجوة.
٥ ‏/ ٢٠٧٥
٥١٣٠ – حَدَّثَنَا جُمْعَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ: أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ هَاشِمٍ: أَخْبَرَنَا عَامِرُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (مَنْ تَصَبَّح كُلَّ يَوْمٍ سَبْعَ تَمَرَاتٍ عَجْوَةً، لَمْ يَضُرَّهُ فِي ذلك اليوم سم ولا سحر).
[٥٤٣٥، ٥٤٣٦، ٥٤٤٣]
أخرجه مسلم في الأشربة، باب: فضل تمر المدينة، رقم: ٢٠٤٧.
(تصبح) أكل صباحًا قبل أن يأكل شيئًا. (لم يضره) لم يؤثر عليه.
٥ ‏/ ٢٠٧٥
٤٢ – بَاب: القِرَانِ فِي التَّمْرِ.
٥ ‏/ ٢٠٧٥
٥١٣١ – حَدَّثَنَا آدَمُ: حَدَّثَنَا شُعْبة: حَدَّثَنَا جَبَلَةُ بْنُ سُحَيم قَالَ:
أَصَابَنَا عَامُ سَنَة مَعَ ابْنِ الزُّبَيْرِ فَرَزقَنَا تَمْرًا، فَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ يَمُرُّ بِنَا وَنَحْنُ نَأْكُلُ، وَيَقُولُ: لَا تُقَارِنُوا، فَإِنَّ النَّبِيَّ ﷺ نَهَى عَنْ القِرَانِ، ثُمَّ يَقُولُ: إِلَّا أَنْ يَسْتَأْذِنَ الرَّجُلُ أَخَاهُ.
قَالَ شُعْبَةُ: الْإِذْنُ مِنْ قول ابن عمر.
[ر: ٢٣٢٣]
٥ ‏/ ٢٠٧٥
٤٣ – باب: القِثَّاء.
٥ ‏/ ٢٠٧٥
٥١٣٢ – حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَعْفَرٍ قَالَ:
رَأَيْتُ النَّبِيَّ ﷺ يَأْكُلُ الرُّطَب بالقِثَّاء.
[ر: ٥١٢٤]
٥ ‏/ ٢٠٧٥
٤٤ – بَاب: بَرَكَةِ النَّخْلِ.
٥ ‏/ ٢٠٧٦
٥١٣٣ – حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ، عَنْ زُبَيد، عَنِ مُجَاهِدٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ،
عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قال: (مِنَ الشَّجَرِ شَجَرَةً، تَكُونُ مِثْلَ الْمُسْلِمِ، وَهِيَ النخلة).
[ر: ٦١]
٥ ‏/ ٢٠٧٦
٤٥ – بَاب: جَمْعِ اللَّوْنَيْنِ أَوِ الطَّعَامَيْنِ بمَرَّة.
٥ ‏/ ٢٠٧٦
٥١٣٤ – حَدَّثَنَا ابْنُ مُقَاتِلٍ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ رضي الله عنهما قَالَ:
رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يأكل الرُّطَب بالقِثَّاء.
[ر: ٥١٢٤]
٥ ‏/ ٢٠٧٦
٤٦ – بَاب: مَنْ أَدْخَلَ الضِّيفَانَ عَشَرَةً عَشَرَةً، وَالْجُلُوسِ عَلَى الطَّعَامِ عَشَرَةً عَشَرَةً.
٥ ‏/ ٢٠٧٦
٥١٣٥ – حَدَّثَنَا الصَّلْتُ بْنُ مُحَمَّدٍ: حَدَّثَنَا حمَّاد بْنُ زَيْدٍ، عَنْ الْجَعْدِ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ أَنَسٍ. وَعَنْ هِشَامٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَنَسٍ. وَعَنْ سِنَانٍ أَبِي رَبِيعَةَ، عَنْ أَنَسٍ:
أَنَّ أُمَّ سُلَيم أُمَّهُ، عَمَدَتْ إِلَى مُدٍّ مِنْ شَعِيرٍ جَشَّتْهُ، وَجَعَلَتْ مِنْهُ خَطِيفَةً، وَعَصَرَتْ عُكَّةً عِنْدَهَا، ثُمَّ بَعَثَتْنِي إِلَى النَّبِيِّ ﷺ فَأَتَيْتُهُ وَهُوَ فِي أَصْحَابِهِ فَدَعَوْتُهُ، قَالَ: (وَمَنْ مَعِي). فَجِئْتُ فَقُلْتُ: إِنَّهُ يَقُولُ: وَمَنْ مَعِي؟ فَخَرَجَ إِلَيْهِ أَبُو طَلْحَةَ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّمَا هُوَ شَيْءٌ صَنَعَتْهُ أُمُّ سُلَيم، فَدَخَلَ فَجِيءَ بِهِ، وَقَالَ: (أَدْخِلْ عليَّ عَشَرَةً). فَدَخَلُوا فَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا، ثُمَّ قَالَ: (أَدْخِلْ عليَّ عَشَرَةً). فَدَخَلُوا فَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا، ثُمَّ قَالَ: (أَدْخِلْ عليَّ عَشَرَةً). حَتَّى عدَّ أَرْبَعِينَ، ثُمَّ أَكَلَ النَّبِيِّ ﷺ، ثُمَّ قَامَ، فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ، هَلْ نَقَصَ منها شيء.
[ر: ٤١٢]


(جشته) جعلته جشيشًا وهو الدقيق غير الناعم. (خطيفة) لبن يذر عليه الدقيق ثم يطبخ، فيلعقه الناس ويختطفونه بسرعة.
٥ ‏/ ٢٠٧٦
٤٧ – بَاب: مَا يُكْرَهُ مِنَ الثُّومِ والبُقُولِ.
فِيهِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ.
[ر: ٨١٥]
٥ ‏/ ٢٠٧٦
٥١٣٦ – حَدَّثَنَا مسدَّد: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: قِيلَ لِأَنَسٍ:
مَا سَمِعْتَ النَّبِيَّ ﷺ يَقُولُ فِي الثُّومِ؟ فقال: (من أكل فلا يقربنَّ مسجدنا).
[ر: ٨١٨]
٥ ‏/ ٢٠٧٦
٥١٣٧ – حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حَدَّثَنَا أَبُو صَفْوَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ:
أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَطَاءٌ: أَنَّ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما:
زَعَمَ أَنّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: (مَنْ أَكَلَ ثُومًا أَوْ بَصَلًا فَلْيَعْتَزِلْنَا، أَوْ ليعتزل مسجدنا).
[ر: ٨١٦]


(زعم) معناه: قال: وتأتي بمعنى اعتقد وظن. (فليعتزلنا) فليبعد عن مجالسنا وليتنح عن مجتمعاتنا.
٥ ‏/ ٢٠٧٧
٤٨ – بَاب: الكَبَاثِ، وَهُوَ ثَمَرُ الْأَرَاكِ.
٥ ‏/ ٢٠٧٧
٥١٣٨ – حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عُفَير: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنِي جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:
كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ بمَرِّ الظَّهْرَانِ نَجْنِي الكَبَاثَ، فقال: (عليكم بالأسود منه فإنه أيْطَبُ). فقيل: أَكُنْتَ تَرْعَى الْغَنَمَ؟ قَالَ: (نَعَمْ، وَهَلْ مِنْ نبي إلا رعاها).
[ر: ٣٢٢٥]


(أيطب) مقلوب أطيب، وهو في معناه.
٥ ‏/ ٢٠٧٧
٤٩ – بَاب: الْمَضْمَضَةِ بَعْدَ الطَّعَامِ.
٥ ‏/ ٢٠٧٧
٥١٣٩ – حَدَّثَنَا عَلِيٌّ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ بُشَير بْنِ يَسَارٍ، عَنْ سُوَيْدُ بْنُ النُّعْمَانِ قَالَ:
خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ الله ﷺ إِلَى خَيْبَرَ، فَلَمَّا كُنَّا بِالصَّهْبَاءِ دَعَا بِطَعَامٍ، فَمَا أُتِيَ إِلَّا بسَوِيق، فَأَكَلْنَا، فَقَامَ إِلَى الصَّلَاةِ فَتَمَضْمَضَ وَمَضْمَضْنَا.
قَالَ يَحْيَى: سَمِعْتُ بُشَيرًا يَقُولُ: حَدَّثَنَا سُوَيد: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ إِلَى خَيْبَرَ، فَلَمَّا كُنَّا بِالصَّهْبَاءِ، قَالَ يَحْيَى: وَهِيَ مِنْ خَيْبَرَ عَلَى رَوْحَةٍ، دَعَا بِطَعَامٍ فَمَا أُتِيَ إِلَّا بسَوِيق، فَلُكْنَاهُ، فَأَكَلْنَا مَعَهُ، ثُمَّ دَعَا بِمَاءٍ، فَمَضْمَضَ وَمَضْمَضْنَا مَعَهُ، ثُمَّ صَلَّى بِنَا الْمَغْرِبَ، وَلَمْ يَتَوَضَّأْ.
وَقَالَ سفيان: كأنك تسمعه من يحيى.
[ر: ٢٠٦]
٥ ‏/ ٢٠٧٧
٥٠ – بَاب: لَعْقِ الْأَصَابِعِ ومصِّها قَبْلَ أَنْ تُمسح بالمنديل.
٥ ‏/ ٢٠٧٧
٥١٤٠ – حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابن عباس:
أن النبي ﷺ قَالَ: (إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ فَلَا يَمْسَحْ يده حتى يَلْعَقَهَا أو يُلْعِقَهَا).


أخرجه مسلم في الأشربة، باب: استحباب لعق الأصابع والقصعة ..، رقم: ٢٠٣١.
(يَلْعقها) يلحسها بلسانه. (يُلْعقها) غيره ممن يحبه ولا يتقذر من ذلك.
٥ ‏/ ٢٠٧٧
٥١ – باب: المنديل.
٥ ‏/ ٢٠٧٨
٥١٤١ – حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيح قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما:
أَنَّهُ سَأَلَهُ عَنْ الْوُضُوءِ مِمَّا مسَّت النَّارُ؟ فَقَالَ: لَا، قَدْ كُنَّا زَمَانَ النَّبِيِّ ﷺ لَا نَجِدُ مِثْلَ ذَلِكَ مِنَ الطَّعَامِ إِلَّا قَلِيلًا، فَإِذَا نَحْنُ وَجَدْنَاهُ لَمْ يَكُنْ لَنَا مَنَادِيلُ إِلَّا أكفَّنا وَسَوَاعِدَنَا وَأَقْدَامَنَا، ثُمَّ نُصَلِّي وَلَا نتوضأ.


(مما مست النار) من أكل ما طبخ على النار أو شوي عليها، هل يجب أم لا. (مثل ذلك) أي الطعام الذي تمسه النار، أي أكثر طعامهم ما كان يحتاج إلى نار. (مناديل) جمع منديل، وهو ما يمسح به. (إلا أكفنا) أي نمسح بها أثر الطعام.
٥ ‏/ ٢٠٧٨
٥٢ – بَاب: مَا يَقُولُ إِذَا فَرَغَ مِنْ طَعَامِهِ.
٥ ‏/ ٢٠٧٨
٥١٤٢ – حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيم: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ ثَوْرٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ:
أن النبي ﷺ كان إِذَا رَفَعَ مَائِدَتَهُ قَالَ: (الْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ، غَيْرَ مكفيٍّ وَلَا مُودَّع ولا مُستغنًى عنه، ربنا).


(مائدته) بقية طعامه، أو هي نفس الطعام، أو هي إناؤه. (طيبًا) خالصًا. (مباركًا فيه) كثير البركة. (غير مكفي) أي ما أكلناه ليس كافيًا عما بعده، بل نعمك مستمرة علينا غير منقطعة طول أعمارنا. (ولا مودع) من الوداع، أي ليس آخر طعامنا.
٥ ‏/ ٢٠٧٨
٥١٤٣ – حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ:
أن النبي ﷺ كان إِذَا فَرَغَ مِنْ طَعَامِهِ، وَقَالَ مَرَّةً: إِذَا رَفَعَ مَائِدَتَهُ، قَالَ: (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي كَفَانَا وَأَرْوَانَا، غَيْرَ مكفيٍّ وَلَا مَكْفُورٍ). وَقَالَ مَرَّةً: (الْحَمْدُ لِلَّهِ ربِّنا، غَيْرَ مكفيٍّ وَلَا مودَّع ولا مستغنًى، ربنا).


(كفانا) من الكفاية وهي أعم من الشبع والري. (أروانا) من الرِّيِّ. وهو أخذ الكفاية من الماء. (ولا مكفور) غير مجحود فضله ولا تنكر نعمته.
٥ ‏/ ٢٠٧٨
٥٣ – بَاب: الْأَكْلِ مَعَ الْخَادِمِ.
٥ ‏/ ٢٠٧٨
٥١٤٤ – حدثنا حفص بن عمر: حدثنا شعبة، عن مُحَمَّدٍ، هُوَ ابْنُ زِيَادٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ،
عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: (إِذَا أَتَى أَحَدَكُمْ خَادِمُهُ بِطَعَامِهِ، فَإِنْ لَمْ يُجْلِسْهُ مَعَهُ، فَلْيُنَاوِلْهُ أُكْلَةً أَوْ أُكْلَتَيْنِ، أَوْ لُقْمَةً أَوْ لُقْمَتَيْنِ، فَإِنَّهُ وَلِيَ حَرَّهُ وعِلاجه).
[ر: ٢٤١٨]


أخرجه مسلم في الأيمان، باب: إطعام المملوك مما يأكل، رقم: ١٦٦٣.
(ولي) تولى. (حره) حر الطعام ورائحته أثناء طبخه. (علاجه) تركيبه وتهيئته وإصلاحه.
٥ ‏/ ٢٠٧٨
٥٤ – بَاب: الطَّاعِمُ الشَّاكِرُ مِثْلُ الصَّائِمِ الصَّابِرِ.
فِيهِ: عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ.


(الطاعم ..) ثواب من يأكل ويشكر الله تعالى على فضله مثل ثواب من يصوم ويصبر على الجوع، ابتغاء وجه الله تعالى.
٥ ‏/ ٢٠٧٩
٥٥ – بَاب: الرَّجُلِ يُدعى إِلَى طَعَامٍ فَيَقُولُ: وَهَذَا مَعِي.
وَقَالَ أَنَسٌ: إِذَا دَخَلْتَ عَلَى مُسْلِمٍ لَا يُتَّهم، فَكُلْ مِنْ طَعَامِهِ وَاشْرَبْ مِنْ شرابه.
٥ ‏/ ٢٠٧٩
٥١٤٥ – حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الْأَسْوَدِ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ: حَدَّثَنَا شَقِيقٌ: حَدَّثَنَا أَبُو مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ:
كَانَ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ يُكْنَى أَبَا شُعَيب، وَكَانَ لَهُ غُلَامٌ لحَّام، فَأَتَى النَّبِيَّ ﷺ وَهُوَ فِي أَصْحَابِهِ، فَعَرَفَ الْجُوعَ فِي وَجْهِ النَّبِيِّ ﷺ، فَذَهَبَ إِلَى غُلَامِهِ اللحَّام، فَقَالَ: اصْنَعْ لِي طَعَامًا يَكْفِي خَمْسَةٍ، لَعَلِّي أَدْعُو النَّبِيَّ ﷺ خَامِسَ خَمْسَةٍ، فَصَنَعَ لَهُ طُعَيِّمًا، ثُمَّ أَتَاهُ فَدَعَاهُ، فَتَبِعَهُمْ رَجُلٌ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (يَا أَبَا شُعَيب، إِنَّ رَجُلًا تَبِعَنَا، فَإِنْ شِئْتَ أَذِنْتَ لَهُ، وَإِنْ شِئْتَ تَرَكْتَهُ). قَالَ: لَا: بَلْ أَذِنْتُ لَهُ.
[ر: ١٩٧٥].


(طعيمًا) تصغير طعام، أي طعامًا قليلًا.
٥ ‏/ ٢٠٧٩
٥٦ – بَاب: إِذَا حَضَرَ العَشَاء فَلَا يَعْجَلْ عَنْ عَشَائه.
٥ ‏/ ٢٠٧٩
٥١٤٦ – حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شُعَيب، عن الزهري. وَقَالَ اللَّيْثُ: حَدَّثَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي جَعْفَرُ بْنُ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ: أَنَّ أَبَاهُ عَمْرَو بْنَ أُمَيَّةَ أَخْبَرَهُ:
أَنَّهُ رَأَى رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يحتزُّ مِنْ كَتِفِ شَاةٍ فِي يَدِهِ، فدُعي إِلَى الصَّلَاةِ، فَأَلْقَاهَا وَالسِّكِّينَ الَّتِي كَانَ يحتزُّ بها، ثم قام فصلى ولم يتوضأ.
[ر: ٢٠٥].
٥ ‏/ ٢٠٧٩
٥١٤٧ – حَدَّثَنَا مُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ: حَدَّثَنَا وُهَيب، عَنْ أيوب، عن أبي قلابة، عن أنس بن مَالِكٍ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ:
(إِذَا وُضِعَ العَشَاء وأقيمت الصلاة، فابدؤوا بالعَشَاء).

⦗٢٠٨٠⦘
وَعَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ نَحْوَهُ.
وَعَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّهُ تعشَّى مَرَّةً، وَهُوَ يَسْمَعُ قِرَاءَةَ الإمام.
[ر: ٦٤١، ٦٤٢].


أخرجه مسلم في المساجد ومواضع الصلاة، باب: كراهة الصلاة بحضرة الطعام ..، رقم: ٥٥٧، ٥٥٩.
٥ ‏/ ٢٠٧٩
٥١٤٨ – حدثنا محمد بن يوسف: حدثنا سفيان، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، عن النبي ﷺ قال:
(إذا أقيمت الصلاة وحضر العَشَاء، فابدؤوا بالعَشَاء).
قَالَ وُهَيب وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ هشام: (إذا وُضِعَ العَشَاء).
[ر: ٦٤٠].


أخرجه مسلم في المساجد ومواضع الصلاة، باب: كراهة الصلاة بحضرة الطعام ..، رقم: ٥٥٨.
٥ ‏/ ٢٠٨٠
٥٧ – بَاب: قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا﴾ /الأحزاب: ٥٣/.


(طعمتم) أكلتم الطعام، (فانتشروا) فانصرفوا عن مكان الطعام وتفرقوا إلى بيوتكم أو أعمالكم أو مصالحكم.
٥ ‏/ ٢٠٨٠
٥١٤٩ – حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ: أَنَّ أَنَسًا قَالَ:
أَنَا أَعْلَمُ النَّاسِ بِالْحِجَابِ، كَانَ أبَيُّ بْنُ كَعْبٍ يَسْأَلُنِي عَنْهُ، أَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ عَرُوسًا بِزَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ، وَكَانَ تَزَوَّجَهَا بِالْمَدِينَةِ، فَدَعَا النَّاسَ لِلطَّعَامِ بَعْدَ ارْتِفَاعِ النَّهَارِ، فَجَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وَجَلَسَ مَعَهُ رِجَالٌ بَعْدَ مَا قَامَ الْقَوْمُ، حَتَّى قَامَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فَمَشَى وَمَشَيْتُ مَعَهُ، حَتَّى بَلَغَ بَابَ حُجْرَةِ عَائِشَةَ، ثُمَّ ظَنَّ أَنَّهُمْ خَرَجُوا فرجع فَرَجَعْتُ مَعَهُ، فَإِذَا هُمْ جُلُوسٌ مَكَانَهُمْ، فَرَجَعَ وَرَجَعْتُ مَعَهُ الثَّانِيَةَ، حَتَّى بَلَغَ بَابَ حُجْرَةِ عَائِشَةَ، فَرَجَعَ وَرَجَعْتُ مَعَهُ فَإِذَا هُمْ قَدْ قَامُوا، فَضَرَبَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ سِتْرًا، وَأُنْزِلَ الْحِجَابُ.
[ر: ٤٥١٣].

عن معز نوني

متحصّل على شهادة ختم الدروس للمعهد الأعلى لتكوين المعلمين بقفصة دفعة 2000، يعمل حاليًّا أستاذ مدارس إبتدائية

شاهد أيضاً

١ – بَدْءُ الْوَحْيِ.

قَالَ الشَّيْخُ الْإِمَامُ الْحَافِظُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمُغِيرَةِ الْبُخَارِيُّ …