٧٧ – كتاب الأشربة.

وقول اللَّهِ تَعَالَى: ﴿إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنْصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ /المائدة: ٩٠/.


(الأشربة) جمع شراب، وهو لغة: كل مائع دقيق يشرب ولا يتأتى فيه المضغ، وشرعًا: كل ما كان مسكرًا من المائعات.
(الخمر) كل شراب مسكر، سمي بذلك لأنه يخمر العقل أي يغطيه ويستره.
(الميسر) هو القمار، مشتق من اليسر لأنه أخذ المال بسهولة من غير تعب ولا كد، ويدخل فيه ما يسمى اليانصيب، وكل لعب يحقق معناه.
(الأنصاب) جمع نصب، وهي حجارة كانوا ينصبونها يذبحون عليها ويعبدونها.
(الأزلام) جمع زلم، وهي قطع خشبية، كتب على أحدها: أمرني ربي، وعلى آخر: نهاني ربي، وثالث لا يكتب عليه شيء، وهذه نوع منها وهناك أنواع أخرى، كتب عليها: منكم، من غيركم، وهكذا. كانوا يستقسمون بها إذا أرادوا أمرًا من الأمور، أي يطلبون معرفة ما قسم لهم بواسطتها.
(رجس) نجس مادي ومعنوي في الخمر، ومعنوي فيما سواه.
(عمل الشيطان) وسوسته وإغرائه وتزيينه.
٥ ‏/ ٢١١٩
٥٢٥٣ – حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما:
أن رسول الله ﷺ قَالَ: (مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ فِي الدُّنْيَا، ثُمَّ لَمْ يَتُبْ مِنْهَا، حُرِمَهَا في الآخرة).


أخرجه مسلم في الأشربة، باب: بيان أن كل مسكر خمر وأن كل خمر حرام، رقم: ٢٠٠٣.
(حرمها) أي حرم من خمرة الجنة، وهي ليست كخمرة الدنيا في سكرها وضررها، وكراهة مذاقها وخبث رائحتها، بل هي شراب لذيذ ممتع من أشهى أشربة الجنة. والحرمان منها يعني عدم دخول الجنة حتى يعاقب على شرب خمر الدنيا، أو أنه يحرم منها أبدًا حتى ولو دخل الجنة.
٥ ‏/ ٢١١٩
٥٢٥٤ – حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزُهري: أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ المسيَّب: أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هريرة رضي الله عنه:
أن رسول الله ﷺ أُتِيَ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ بِإِيلِيَاءَ بِقَدَحَيْنِ مِنْ خَمْرٍ وَلَبَنٍ، فَنَظَرَ إِلَيْهِمَا، ثُمَّ أَخَذَ اللَّبَنَ، فَقَالَ جِبْرِيلُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَاكَ لِلْفِطْرَةِ، وَلَوْ أَخَذْتَ الْخَمْرَ غَوَت أُمَّتُكَ.
تَابَعَهُ مَعْمَرٌ، وَابْنُ الْهَادِ، وعُثْمَانُ بن عمر، والزُبَيدي، عن الزُهري.
[ر: ٣٢١٤].
٥ ‏/ ٢١١٩
٥٢٥٥ – حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ:
سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ حَدِيثًا لَا يُحَدِّثُكُمْ بِهِ غَيْرِي، قَالَ: (مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ: أَنْ يَظْهَرَ الْجَهْلُ، وَيَقِلَّ الْعِلْمُ، وَيَظْهَرَ الزِّنَا، وتُشرب الْخَمْرُ، وَيَقِلَّ الرِّجَالُ، وَيَكْثُرَ النِّسَاءُ، حَتَّى يَكُونَ لِخَمْسِينَ امْرَأَةً قيمهنَّ رجل واحد).
[ر: ٨٠].
٥ ‏/ ٢١٢٠
٥٢٥٦ – حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَابْنَ المسيَّب يَقُولَانِ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه:
أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: (لَا يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَا يَشْرَبُ الْخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَا يَسْرِقُ السَّارِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ).
قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ: أَنَّ أَبَا بَكْرٍ كَانَ يُحَدِّثُهُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، ثُمَّ يَقُولُ: كَانَ أَبُو بَكْرٍ يُلْحِقُ مَعَهُنَّ: (وَلَا يَنْتَهِبُ نُهبة ذَاتَ شَرَفٍ، يَرْفَعُ النَّاسُ إِلَيْهِ أَبْصَارَهُمْ فِيهَا، حين ينتهبها وهو مؤمن).
[ر: ٢٣٤٣].


(ذات شرف) مكان عال وقدر خطير، يجعل الناس يهتمون بها ويتألمون لفقدها.
٥ ‏/ ٢١٢٠
١ – باب: الْخَمْرُ مِنَ الْعِنَبِ.
٥ ‏/ ٢١٢٠
٥٢٥٧ – حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ صَبَّاحٍ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ هُوَ ابْنُ مِغْوَل، عَنْ نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما قَالَ:
لَقَدْ حُرِّمَتْ الْخَمْرُ وَمَا بِالْمَدِينَةِ مِنْهَا شيء.
[ر: ٤٣٤٠].
٥ ‏/ ٢١٢٠
٥٢٥٨ – حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ: حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ عَبْدُ رَبِّهِ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ يُونُسَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ:
حُرِّمَت عَلَيْنَا الْخَمْرُ حِينَ حُرِّمَت، وَمَا نَجِدُ – يَعْنِي بِالْمَدِينَةِ – خَمْرَ الْأَعْنَابِ إِلَّا قَلِيلًا، وَعَامَّةُ خَمْرِنَا البُسْر والتمر.
[ر: ٢٣٣٢].


(عامة خمرنا) أكثره.
(البسر والتمر) أي مصنوعة منهما، والبسر هو التمر أول ما يدرك، وقيل: أن يصبح بلحًا.
٥ ‏/ ٢١٢٠
٥٢٥٩ – حَدَّثَنَا مسدَّد: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ أَبِي حيَّان: حَدَّثَنَا عَامِرٌ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما:
قَامَ عُمَرُ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَقَالَ: أَمَّا بَعْدُ، نَزَلَ تَحْرِيمُ الْخَمْرِ وَهِيَ مِنْ خَمْسَةٍ: الْعِنَبِ وَالتَّمْرِ وَالْعَسَلِ وَالْحِنْطَةِ وَالشَّعِيرِ، وَالْخَمْرُ مَا خامر العقل.
[ر: ٤٣٤٠].
٥ ‏/ ٢١٢٠
٢ – باب: نَزَلَ تَحْرِيمُ الْخَمْرِ وَهِيَ مِنَ البُسْر والتمر.
٥ ‏/ ٢١٢١
٥٢٦٠ – حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مالك بن أنس، عن إسحق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:
كُنْتُ أَسْقِي أَبَا عُبَيْدَةَ وَأَبَا طَلْحَةَ وَأُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ، مِنْ فَضِيخ زَهْوٍ وَتَمْرٍ، فَجَاءَهُمْ آتٍ فَقَالَ: إِنَّ الْخَمْرَ قَدْ حُرِّمت، فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ: قُمْ يَا أَنَسُ فَأَهْرِقْهَا، فَأَهْرَقْتُهَا.


(زهو) هو البسر الملون الذي ظهر فيه حمرة وصفرة.
٥ ‏/ ٢١٢١
٥٢٦١ – حَدَّثَنَا مسدَّد: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا قَالَ:
كُنْتُ قَائِمًا عَلَى الْحَيِّ أَسْقِيهِمْ، عُمُومَتِي وَأَنَا أَصْغَرُهُمُ، الفَضِيخ، فَقِيلَ: حُرِّمت الْخَمْرُ، فَقَالُوا: أَكْفِئْهَا، فَكَفَأْتُهَا. قُلْتُ لِأَنَسٍ: مَا شَرَابُهُمْ؟ قَالَ: رُطَب وبُسْر. فَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَنَسٍ: وَكَانَتْ خَمْرَهُمْ، فَلَمْ يُنْكِرْ أَنَسٌ.
وَحَدَّثَنِي بَعْضُ أَصْحَابِي: أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مالك يقول: كانت خمرهم يومئذ.


(الحي) هو القبيلة من العرب.
(أكفئها) اقلبها وأرق ما فيها.
٥ ‏/ ٢١٢١
٥٢٦٢ – حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ المُقَدَّمي: حَدَّثَنَا يُوسُفُ أَبُو مَعْشَرٍ البرَّاء قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ حَدَّثَهُمْ:
أَنَّ الْخَمْرَ حُرِّمت، وَالْخَمْرُ يَوْمَئِذٍ البُسْر وَالتَّمْرُ.
[ر: ٢٣٣٢].
٥ ‏/ ٢١٢١
٣ – باب: الْخَمْرُ مِنَ الْعَسَلِ، وَهُوَ البِتْعُ.
وَقَالَ مَعْنٌ: سَأَلْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ عَنِ الفُقَّاع، فَقَالَ: إِذَا لَمْ يُسْكِرْ فَلَا بَأْسَ. وَقَالَ ابْنُ الدَّرَاوَرْدِيِّ: سَأَلْنَا عَنْهُ فَقَالُوا: لَا يُسْكِرُ، لا بأس به.


(الفقاع) شراب يصنع من الزبيب المدقوق غالبًا، وقد يصنع من الدبس، وسمي بذلك لأنه إذا فتح سداد كوزه خرج وانتثر من شدته، فإذا أصبح مسكرًا حرم شرب القليل منه والكثير.
٥ ‏/ ٢١٢١
٥٢٦٣ – حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ:
سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ عَنِ البِتْع، فقال: (كل شراب أسكر فهو حرام).


(البتع) شراب يتخذ من عسل النحل.
٥ ‏/ ٢١٢١
٥٢٦٤ – حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزُهري قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: أَنَّ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ:
سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ عن البِتْع، وَهُوَ نَبِيذُ الْعَسَلِ، وَكَانَ أَهْلُ الْيَمَنِ يَشْرَبُونَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (كل شراب أسكر فهو حرام).
[ر: ٢٣٩].


(نبيذ العسل) عسل نبذ فيه ماء أي ألقي، فإذا ترك حتى أصبح مسكرًا صار خمرًا.
٥ ‏/ ٢١٢٢
٥٢٦٥ – وَعَنْ الزُهري قَالَ: حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ:
أن رسول الله ﷺ قَالَ: (لَا تَنْتَبِذُوا فِي الدُّبَّاء، وَلَا فِي المُزَفَّتِ). وَكَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يُلْحِقُ مَعَهَا: الحَنْتَمْ والنَّقير.


أخرجه مسلم في الأشربة، باب: النهي عن الانتباذ في المزفت والدباء ..، رقم: ١٩٩٢، ١٩٩٣.
(الدباء) اليقطين، يقطع ويتخذ وعاء إذا يبس.
(المزفت) المطلي بالزفت.
(الحنتم) جرار خضر كانت معروفة لديهم.
(النقير) جذع الشجرة ينقر ويقور ويتخذ وعاء، وقد نسخ النهي عن الانتباذ بها، وسيأتي بعد أبواب.
٥ ‏/ ٢١٢٢
٤ – باب: مَا جَاءَ فِي أَنَّ الْخَمْرَ مَا خامر العقل من الشراب.
٥ ‏/ ٢١٢٢
٥٢٦٦ – حدثنا أحمد بن أَبِي رَجَاءٍ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ أَبِي حيَّان التَّيْمِيِّ، عَنْ الشَّعبي، عَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ:
خَطَبَ عُمَرُ عَلَى مِنْبَرِ رسول الله ﷺ فقال: إِنَّهُ قَدْ نَزَلَ تَحْرِيمُ الْخَمْرِ وَهِيَ مِنْ خَمْسَةِ أَشْيَاءَ: الْعِنَبِ وَالتَّمْرِ وَالْحِنْطَةِ وَالشَّعِيرِ وَالْعَسَلِ، وَالْخَمْرُ مَا خَامَرَ الْعَقْلَ. وَثَلَاثٌ، وَدِدْتُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ لَمْ يُفَارِقْنَا حَتَّى يَعْهَدَ إِلَيْنَا عَهْدًا: الْجَدُّ، وَالْكَلَالَةُ، وَأَبْوَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الرِّبَا.
قَالَ: قُلْتُ: يَا أبا عمرو، فشيء يُصنع بالسِّنْدِ من الرُّزِّ؟ قَالَ: ذَاكَ لَمْ يَكُنْ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ ﷺ، أَوْ قَالَ: عَلَى عَهْدِ عُمَرَ.
وَقَالَ حجَّاج، عَنْ حمَّاد، عَنْ أبي حيَّان: مكان العنب الزبيب.


أخرجه مسلم في التفسير، باب: في نزول الخمر، رقم: ٣٠٣٢.
(يعهد إلينا عهدًا) يبين لنا بيانًا فيها.
(الجد) أي أحوال ميراثه.
(الكلالة) أي من هي على التحقيق، وهي القرابة من غير جهة الأصول والفروع.
(أبواب من أبواب الربا) بعض المبايعات التي يدخلها الربا في التعامل.
(قال: قلت) القائل هو أبو حيَّان التيمي أحد الرواة.
(يا أبا عمرو) هي كنية الشَّعبي.
(بالسند) بلاد بالقرب من الهند، ولعلها الصين.
٥ ‏/ ٢١٢٢
٥٢٦٧ – حدثنا حفص بن عمر: حدثنا شُعبة، عن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي السَّفَرِ، عَنِ الشَّعبي، عَنْ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ قَالَ:
الْخَمْرُ يُصْنَعُ مِنْ خَمْسَةٍ: مِنَ الزَّبِيبِ وَالتَّمْرِ وَالْحِنْطَةِ والشعير والعسل.
[ر: ٤٣٤٠].
٥ ‏/ ٢١٢٣
٥ – باب: مَا جَاءَ فِيمَنْ يَسْتَحِلُّ الْخَمْرَ ويسمِّيه بغير اسمه.
٥ ‏/ ٢١٢٣
٥٢٦٨ – وَقَالَ هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ: حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ: حَدَّثَنَا عَطِيَّةُ بْنُ قَيْسٍ الْكِلَابِيُّ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ غَنْمٍ الْأَشْعَرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَامِرٍ – أَوْ أَبُو مَالِكٍ – الْأَشْعَرِيُّ، وَاللَّهِ مَا كَذَبَني:
سَمِعَ النَّبِيَّ ﷺ يَقُولُ: (ليكوننَّ مِنْ أُمَّتِي أَقْوَامٌ، يستحلُّون الْحِرَ وَالْحَرِيرَ، وَالْخَمْرَ وَالْمَعَازِفَ، ولينزلنَّ أَقْوَامٌ إِلَى جنب عَلَم، يروح عليهم بسارحة لهم، يأتيهم – يعني الفقير – لحاجة فيقولوا: ارْجِعْ إِلَيْنَا غَدًا، فيُبيِّتهم اللَّهُ، وَيَضَعُ الْعَلَمَ، وَيَمْسَخُ آخَرِينَ قِرَدَةً وَخَنَازِيرَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ).


(الحر) الفرج، وأصله الحرح، والمعنى أنهم يستحلون الزنا.
(المعازف) آلات اللهو.
(علم) جبل أو هو رأس الجبل.
(يروح عليهم) أي راعيهم.
(بسارحة) بغنم.
(فيبيتهم الله) يهلكهم في الليل.
(يضع العلم) يدك الجبل ويوقعه على رؤوسهم.
(يمسخ) يغير خلقتهم.
(قردة وخنازير) يحتمل أن يكون هذا على الحقيقة، ويقع في آخر الزمان، ويحتمل المجاز وهو تبدل أخلاقهم ونفوسهم.
٥ ‏/ ٢١٢٣
٦ – باب: الِانْتِبَاذِ فِي الْأَوْعِيَةِ والتَّوْر.
٥ ‏/ ٢١٢٣
٥٢٦٩ – حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ سَهْلًا يَقُولُ:
أَتَى أَبُو أُسَيْدٍ السَّاعِدِيُّ فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ في عُرْسِهِ، فَكَانَتِ امْرَأَتُهُ خَادِمَهُمْ، وَهِيَ الْعَرُوسُ، قَالَ: أتدرون مَا سَقَتْ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ؟ أنقعت له تمرات من الليل في تَوْر.
[ر: ٤٨٨١].


(الانتباذ) نقع الزبيب أو التمر في الماء حتى يتحلل ويحلو الماء ويشرب.
(الأوعية) جمع وعاء.
(التور) وعاء من نحاس، وقيل من حجر.
٥ ‏/ ٢١٢٣
٧ – باب: تَرْخِيصِ النَّبِيِّ ﷺ فِي الْأَوْعِيَةِ وَالظُّرُوفِ بَعْدَ النَّهْيِ.
٥ ‏/ ٢١٢٣
٥٢٧٠ – حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ:
نَهَى رَسُولُ اللَّهِ ﷺ

⦗٢١٢٤⦘
عَنِ الظُّرُوفِ، فَقَالَتِ الْأَنْصَارُ: إِنَّهُ لَا بُدَّ لَنَا مِنْهَا، قَالَ: (فَلَا إِذًا). وَقَالَ خَلِيفَةُ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، بِهَذَا.
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بِهَذَا. وَقَالَ فِيهِ: لَمَّا نَهَى النَّبِيُّ ﷺ عن الأوعية.


(عن الظروف) جمع ظرف وهو الوعاء، أي عن الانتباذ فيها. والظاهر أن المراد بها هنا ما كان من خشب أو يقطين مجوف ونحو ذلك، مما يتشرب المائعات، لأنه يسرع فيها التخمر، فربما أصبحت مسكرة دون أن ينتبهوا لذلك.
(لابد لنا منها) لا نستغني عنها، لأنه ليس لنا أوعية غيرها.
(فلا إذًا) أي فلا نهي عنها طالما أنكم في حاجة إليها.
٥ ‏/ ٢١٢٣
٥٢٧١ – حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي مُسْلِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي عِيَاضٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما قَالَ:
لَمَّا نهى النبي ﷺ عن الْأَسْقِيَةِ، قِيلَ لِلنَّبِيِّ ﷺ: لَيْسَ كُلُّ النَّاسِ يَجِدُ سِقَاءً، فرخَّص لَهُمْ في الجَرِّ غير المُزَفَّت.


أخرجه مسلم في الأشربة، باب: النهي عن الانتباذ بالمزفت ..، رقم: ٢٠٠٠.
(عن الأسقية) عن الانتباذ في الأوعية على ما سبق.
(سقاء) وهو ظرف من الجلد، وقد أذن فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، لأنه يتخلله الهواء من مسامه فلا يسرع إليه التخمر والفساد كباقي الأوعية.
(الجر) الإناء المصنوع من فخار.
(المزفت) المطلي بالزفت.
٥ ‏/ ٢١٢٤
٥٢٧٢ – حَدَّثَنَا مسدَّد: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ الْحَارِثِ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه: نَهَى النَّبِيُّ ﷺ عَنِ الدُّبَّاء والمُزَفَّت. حَدَّثَنَا عُثْمَانُ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ الْأَعْمَشِ بهذا.


أخرجه مسلم في الأشربة، باب: النهي عن الانتباذ في المزفت، رقم: ١٩٩٤.
(الدباء) الإناء المتخذ من اليقطين.
٥ ‏/ ٢١٢٤
٥٢٧٣ – حَدَّثَنِي عُثْمَانُ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ:
قُلْتُ لِلْأَسْوَدِ: هَلْ سألتَ عَائِشَةَ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ عَمَّا يُكره أَنْ يُنتبذ فِيهِ؟ فَقَالَ: نَعَمْ، قُلْتُ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، عمَّ نَهَى النَّبِيُّ ﷺ أَنْ يُنتبذ فِيهِ؟ قَالَتْ: نَهَانَا فِي ذَلِكَ أَهْلَ الْبَيْتِ أَنْ نَنْتَبِذَ فِي الدُّبَّاء والمُزَفَّت، قُلْتُ: أَمَا ذَكَرَتِ الجَرَّ والحَنْتَم؟ قَالَ: إِنَّمَا أُحَدِّثُكَ مَا سمعت، أفأحدث ما لم أسمع؟


أخرجه مسلم في الأشربة، باب: النهي عن الانتباذ في المزفت، رقم: ١٩٩٥.
(ننتبذ) ننقع التمر أو الزبيب في الماء.
(الحنتم) الجرار الخضر المدهونة، أو المصنوعة من الخزف.
٥ ‏/ ٢١٢٤
٥٢٧٤ – حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ: حَدَّثَنَا الشَّيْبَانِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى رضي الله عنهما قَالَ:
نَهَى النَّبِيُّ ﷺ عَنِ الجَرِّ الْأَخْضَرِ، قُلْتُ: أَنَشْرَبُ فِي الْأَبْيَضِ؟ قَالَ: (لَا).


(الجر الأخضر) هو الحنتم.
٥ ‏/ ٢١٢٥
٨ – باب: نَقِيعِ التَّمْرِ مَا لَمْ يُسْكِرْ.
٥ ‏/ ٢١٢٥
٥٢٧٥ – حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَير: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقَارِيُّ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ السَّاعِدِيَّ:
أَنَّ أَبَا أُسَيْدٍ الساعدي دعا النبي ﷺ لِعُرْسِهِ، فَكَانَتِ امْرَأَتُهُ خَادِمَهُمْ يَوْمَئِذٍ، وَهِيَ الْعَرُوسُ، فقالت: هل تَدْرُونَ مَا أَنْقَعْتُ لِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ؟ أنقعت له تمرات من الليل في تَوْر.
[ر: ٤٨٨١].


(فقالت) انظر الحاشية على الحديث رقم (٤٨٨٨).
٥ ‏/ ٢١٢٥
٩ – باب: البَاذَقِ، وَمَنْ نَهَى عَنْ كُلِّ مُسْكِرٍ مِنَ الْأَشْرِبَةِ.
وَرَأَى عُمَرُ وَأَبُو عُبَيْدَةَ وَمُعَاذٌ شُرْبَ الطِّلاء عَلَى الثُّلُثِ. وشَرِبَ الْبَرَاءُ وَأَبُو جُحَيْفَةَ عَلَى النِّصْفِ.
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: اشْرَبْ الْعَصِيرَ مَا دَامَ طَرِيًّا.
وَقَالَ عُمَرُ: وَجَدْتُ مِنْ عُبَيْدِ اللَّهِ رِيحَ شَرَابٍ، وَأَنَا سَائِلٌ عنه، فإن كان يُسكر جلدته.


(الطلاء) هو الشراب المطبوخ حتى يجمد ويتمتمط ويصبح كالطلاء.
(على الثلث) أي إذا بقي منه ثلث وذهب ثلثان من الشراب.
(على النصف) أي ذهب نصفه.
(طريًا) أي لم يجمد.
(عبيد الله) هو ابن عمر رضي الله عنهما.
(سائل عنه) عن الشراب الذي شربه، وقد شرب طلاء.
٥ ‏/ ٢١٢٥
٥٢٧٦ – حدثنا محمد بن كثير: أخبرنا سفيان، عن أَبِي الْجُوَيْرِيَةِ قَالَ:
سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ عَنِ الباذَق فَقَالَ: سَبَقَ مُحَمَّدٌ ﷺ الباذَق: (فَمَا أَسْكَرَ فَهُوَ حَرَامٌ). قَالَ: الشَّرَابُ الْحَلَالُ الطَّيِّبُ، قَالَ: لَيْسَ بَعْدَ الْحَلَالِ الطيب إلا الحرام الخبيث.


(الباذق) عصير العنب إذا طبخ بعد أن أصبح مسكرًا.
(سبق محمد ﷺ أي سبق حكمه بتحريمه عندما قال: فما أسكر .. قبل أن يسموها بأسماء اخترعوها.
(ليس بعد الحلال) أي إن الشبهات تقع في حيز الحرام وهي الخبائث.
٥ ‏/ ٢١٢٥
٥٢٧٧ – حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ:
كَانَ النَّبِيُّ ﷺ يُحِبُّ الحلواء والعسل.
[ر: ٤٩١٨].
٥ ‏/ ٢١٢٥
١٠ – باب: مَنْ رَأَى أَنْ لَا يَخْلِطَ البُسْر وَالتَّمْرَ إِذَا كَانَ مُسْكِرًا، وَأَنْ لَا يَجْعَلَ إِدَامَيْنِ فِي إِدَامٍ.
٥ ‏/ ٢١٢٦
٥٢٧٨ – حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ:
إِنِّي لَأَسْقِي أَبَا طَلْحَةَ وَأَبَا دُجَانَةَ وَسُهَيْلَ بْنَ الْبَيْضَاءِ، خَلِيطَ بُسْر وَتَمْرٍ، إِذْ حُرِّمت الْخَمْرُ، فَقَذَفْتُهَا، وَأَنَا سَاقِيهِمْ وَأَصْغَرُهُمْ، وَإِنَّا نعدُّها يَوْمَئِذٍ الْخَمْرَ.
وَقَالَ عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ: سَمِعَ أنسًا.
[ر: ٢٣٣٢].


(مسكرًا) أي خلطهما في الانتباذ.
(إدامين) كتمر وزبيب، أو غيرهما.
(في إدام) يجمع بينهما كإدام واحد، لما فيه من السرف والشره، ونسأل الله تعالى العفو عما نفعله من تعديد المآكل على الموائد.
٥ ‏/ ٢١٢٦
٥٢٧٩ – حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ: أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ: أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرًا رضي الله عنه يَقُولُ:
نَهَى النَّبِيُّ ﷺ عن الزبيب، والتمر، والبُسْر، والرُّطب.


أخرجه مسلم في الأشربة، باب: كراهة انتباذ التمر والزبيب مخلوطين، رقم: ١٩٨٦.
(عن الزبيب ..) أي عن الخلط بينهما في الانتباذ، لأنه يكون أسرع في الاشتداد وحصول الإسكار.
(البسر) التمر قبل أن يدرك ويصبح بلحًا.
٥ ‏/ ٢١٢٦
٥٢٨٠ – حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ:
نَهَى النَّبِيُّ ﷺ أَنْ يُجمع بَيْنَ التَّمْرِ والزَّهْوِ، وَالتَّمْرِ وَالزَّبِيبِ، ولْيُنْبَذْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا على حدة.


أخرجه مسلم في الأشربة، باب: كراهة انتباذ التمر والزبيب مخلوطين، رقم: ١٩٨٨.
(يجمع) في الانتباذ.
(الزهو) ما خالطه صفرة وحمرة من البسر.
(حدة) في نسخة (حدته).
٥ ‏/ ٢١٢٦
١١ – باب: شُرْبِ اللَّبَنِ.
وَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ﴾ /النحل: ٦٦/.


(فرث) هو ما يجتمع في الكرش.
(خالصًا) من حمرة الدم وقذارة الفرث.
(سائغًا) لذيذًا هنيئًا لا يغص به شاربه.
٥ ‏/ ٢١٢٦
٥٢٨١ – حَدَّثَنَا عَبْدَانُ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُهري، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المسيَّب، عَنْ أبي هريرة رضي الله عنه قَالَ:
أُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ ليلة أسري به بقدح لبن وقدح خمر.
[ر: ٣٢١٤].
٥ ‏/ ٢١٢٦
٥٢٨٢ – حَدَّثَنَا الحُمَيدي: سَمِعَ سُفْيَانَ: أَخْبَرَنَا سَالِمٌ أَبُو النَّضْرِ: أَنَّهُ سَمِعَ عُميرًا، مَوْلَى أُمِّ الْفَضْلِ يُحَدِّثُ، عَنْ أُمِّ الْفَضْلِ قَالَتْ:
شَكَّ النَّاسُ فِي صِيَامِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ يَوْمَ عَرَفَةَ، فأرسلتُ إِلَيْهِ بِإِنَاءٍ فِيهِ لَبَنٌ فَشَرِبَ. فَكَانَ سُفْيَانُ رُبَّمَا قَالَ: شَكَّ النَّاسُ فِي صِيَامِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ يَوْمَ عَرَفَةَ، فأرسلتْ إِلَيْهِ أُمُّ الْفَضْلِ، فَإِذَا وُقِفَ عَلَيْهِ، قَالَ: هُوَ عَنْ أم الفضل.
[ر: ١٥٧٥].


(ربما قال) أي دون أن يسنده إلى أم الفضل.
(وقف عليه) سئل عن الحديث: هل هو موصول أم مرسل، يعني لم يذكر فيه الصحابي.
٥ ‏/ ٢١٢٧
٥٢٨٣ – حدثنا قتيبة: حدثنا جرير، عن الأعمش، عن أَبِي صَالِحٍ وَأَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:
جَاءَ أَبُو حُمَيد بِقَدَحٍ مِنْ لَبَنٍ مِنَ النَّقيع، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (أَلَّا خمَّرته، وَلَوْ أَنْ تَعْرُضَ عَلَيْهِ عُودًا).
حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ: حَدَّثَنَا أَبِي: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا صَالِحٍ يَذْكُرُ، أُرَاهُ، عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ: جَاءَ أَبُو حُمَيد، رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ، مِنَ النَّقيع بِإِنَاءٍ مِنْ لَبَنٍ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ، فَقَالَ النبي ﷺ: (ألا خمَّرته، وَلَوْ أَنْ تَعْرُضَ عَلَيْهِ عُودًا). وَحَدَّثَنِي أَبُو سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ بهذا.


أخرجه مسلم في الأشربة، باب: في شرب النبيذ وتخمير الإناء، رقم: ٢٠١١.
(النقيع) اسم موضع بوادي العقيق، سمي بذلك لاجتماع الماء فيه، والماء الناقع هو المجتمع.
(خمرته) غطيته.
(تعرض عليه عودًا) تجعله عليه بالعرض، ليصان من الشيطان والهواء والأقذار.
٥ ‏/ ٢١٢٧
٥٢٨٤ – حَدَّثَنِي مَحْمُودٌ: أَخْبَرَنَا النَّضْرُ: أَخْبَرَنَا شُعبة، عَنْ أبي إسحق قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ رضي الله عنه قَالَ:
قَدِمَ النَّبِيُّ ﷺ مِنْ مَكَّةَ وَأَبُو بَكْرٍ مَعَهُ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: مَرَرْنَا بِرَاعٍ وَقَدْ عَطِشَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه: فحلبتُ كُثْبَةً مِنْ لَبَنٍ فِي قَدَحٍ، فَشَرِبَ حَتَّى رَضِيتُ، وَأَتَانَا سُراقة بْنُ جُعْشُم عَلَى فَرَسٍ فَدَعَا عَلَيْهِ، فَطَلَبَ إِلَيْهِ سُراقة أَنْ لَا يَدْعُوَ عَلَيْهِ وَأَنْ يَرْجِعَ، ففعل النبي ﷺ.
[ر: ٢٣٠٧].
٥ ‏/ ٢١٢٧
٥٢٨٥ – حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ: حَدَّثَنَا أَبُو الزِّناد، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه:
أن رسول الله ﷺ قَالَ: (نِعْمَ الصَّدَقَةُ اللِّقْحَةُ الصَّفِيُّ مِنْحَةً، وَالشَّاةُ الصَّفِيُّ مِنْحَةً، تَغْدُو بِإِنَاءٍ، وتروح بآخر).
[ر: ٢٤٨٦].
٥ ‏/ ٢١٢٧
٥٢٨٦ – حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عن ابن عباس رضي الله عنهما:
أن رَسُولَ اللَّهِ ﷺ شَرِبَ لَبَنًا فَمَضْمَضَ، وَقَالَ: (إنَّ لَهُ دسمًا).
[ر: ٢٠٨].
٥ ‏/ ٢١٢٨
٥٢٨٧ – وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، عَنْ شُعبة، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (رُفِعْتُ إِلَى السِّدرة، فَإِذَا أَرْبَعَةُ أَنْهَارٍ: نَهَرَانِ ظَاهِرَانِ وَنَهَرَانِ بَاطِنَانِ، فَأَمَّا الظَّاهِرَانِ: النِّيلُ وَالْفُرَاتُ، وَأَمَّا الْبَاطِنَانِ: فَنَهَرَانِ فِي الْجَنَّةِ، فَأُتِيتُ بِثَلَاثَةِ أَقْدَاحٍ: قَدَحٌ فِيهِ لَبَنٌ، وَقَدَحٌ فِيهِ عَسَلٌ، وَقَدَحٌ فِيهِ خَمْرٌ، فَأَخَذْتُ الَّذِي فِيهِ اللَّبَنُ فَشَرِبْتُ، فَقِيلَ لِي: أَصَبْتَ الْفِطْرَةَ أَنْتَ وَأُمَّتُكَ).
قَالَ هِشَامٌ وَسَعِيدٌ وهمَّام، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ مَالِكِ بْنِ صَعْصَعَةَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ: فِي الْأَنْهَارِ نحوه، ولم يذكروا: ثلاثة أقداح.
[ر: ٣٠٣٥].
٥ ‏/ ٢١٢٨
١٢ – باب: اسْتِعْذَابِ الْمَاءِ.
٥ ‏/ ٢١٢٨
٥٢٨٨ – حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عن إسحق بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ:
كَانَ أَبُو طَلْحَةَ أَكْثَرَ أَنْصَارِيٍّ بِالْمَدِينَةِ مَالًا مِنْ نَخْلٍ، وَكَانَ أَحَبُّ مَالِهِ إِلَيْهِ بَيْرُحَاءَ، وَكَانَتْ مُسْتَقْبِلَ الْمَسْجِدِ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَدْخُلُهَا وَيَشْرَبُ مِنْ مَاءٍ فِيهَا طَيِّبٍ، قَالَ أَنَسٌ: فَلَمَّا نَزَلَتْ ﴿لَنْ تَنَالُوا البرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تحبون﴾. قَامَ أَبُو طَلْحَةَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إنَّ اللَّهَ يَقُولُ: ﴿لَنْ تَنَالُوا البرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تحبون﴾. وَإِنَّ أَحَبَّ مَالِي إِلَيَّ بَيْرُحَاءَ، وَإِنَّهَا صَدَقَةٌ لِلَّهِ أَرْجُو بِرَّهَا وَذُخْرَهَا عِنْدَ اللَّهِ، فَضَعْهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ حَيْثُ أَرَاكَ اللَّهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (بَخٍ، ذَلِكَ مَالٌ رَابِحٌ، أَوْ رَايِحٌ – شَكَّ عَبْدُ اللَّهِ – وَقَدْ سمعتُ مَا قلتَ، وَإِنِّي أَرَى أَنْ تَجْعَلَهَا فِي الْأَقْرَبِينَ). فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ: أَفْعَلُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَسَمَهَا أَبُو طَلْحَةَ فِي أَقَارِبِهِ وَفِي بَنِي عَمِّهِ.
وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ ويحيى بن يحيى: (رايح).
[ر: ١٣٩٢].
٥ ‏/ ٢١٢٨
١٣ – باب: شرب اللبن بالماء.
٥ ‏/ ٢١٢٩
٥٢٨٩ – حَدَّثَنَا عَبْدَانُ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُهري قَالَ: أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رضي الله عنه:
أَنَّهُ رَأَى رَسُولَ اللَّهِ ﷺ شَرِبَ لَبَنًا، وَأَتَى دَارَهُ، فحلبتُ شَاةً، فَشُبْتُ لِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ مِنَ الْبِئْرِ، فَتَنَاوَلَ الْقَدَحَ فَشَرِبَ، وَعَنْ يَسَارِهِ أَبُو بَكْرٍ، وَعَنْ يَمِينِهِ أَعْرَابِيٌّ، فَأَعْطَى الْأَعْرَابِيَّ فَضْلَهُ، ثُمَّ قَالَ: (الْأَيْمَنَ فالأيمن).
[ر: ٢٢٢٥].


(باب شرب اللبن بالماء) أي ممزوجًا، وإنما قيده بالشرب للإحتراز عن الخلط عند البيع، فإنه غش. وفي رواية: شوب، وهو الخلط، وإنما كانوا يمزجون اللبن بالماء، لأن اللبن عند الحلب يكون حارًا.
٥ ‏/ ٢١٢٩
٥٢٩٠ – حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ: حَدَّثَنَا فُلَيح بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما:
أن النبي ﷺ دَخَلَ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ وَمَعَهُ صَاحِبٌ لَهُ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ ﷺ: (إِنْ كَانَ عِنْدَكَ مَاءٌ بَاتَ هَذِهِ اللَّيْلَةَ فِي شَنَّة وَإِلَّا كَرَعنا). قَالَ: وَالرَّجُلُ يحوِّل الْمَاءَ فِي حَائِطِهِ، قَالَ: فَقَالَ الرَّجُلُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، عِنْدِي مَاءٌ بَائِتٌ، فانطلقْ إِلَى الْعَرِيشِ، قَالَ: فانطلقَ بِهِمَا، فَسَكَبَ فِي قَدَحٍ، ثُمَّ حَلَبَ عَلَيْهِ مِنْ دَاجِنٍ لَهُ، قَالَ: فَشَرِبَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، ثُمَّ شَرِبَ الرَّجُلُ الَّذِي جاء معه. [٥٢٩٨].


(رجل) قيل: هو أبو الهيثم بن التيهان الأنصاري رضي الله عنه.
(صاحب له) هو أبو بكر رضي الله عنه.
(شنة) قربة بليت وذهب شعرها – لأنها في الأصل من جلد – من كثرة الاستعمال.
(كرعنا) من الكرع، وهو تناول الماء بالفم من غير إناء ولا كف.
(يحول الماء) ينقله من مكان إلى مكان آخر ليعم أشجاره بالسقي.
(حائطه) بستانه من النخيل.
(داجن) الشاة التي تكون في البيوت ولا تخرج إلى المرعى.
٥ ‏/ ٢١٢٩
١٤ – باب: شراب الحلوى وَالْعَسَلِ.
وَقَالَ الزُهري: لَا يَحِلُّ شُرْبُ بَوْلِ النَّاسِ لِشِدَّةٍ تَنْزِلُ، لِأَنَّهُ رِجْسٌ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿أحلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ﴾ /المائدة: ٥/.
وَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ فِي السَّكَرِ: إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَجْعَلْ شفاءكم فيما حرم عليكم.


(رجس) نجس غير ظاهر.
(السكر) هو نبيذ التمر، فإذا اشتد وغلا أصبح مسكرًا فيحرم.
٥ ‏/ ٢١٢٩
٥٢٩١ – حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ قَالَ: أَخْبَرَنِي هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ:
كَانَ النَّبِيُّ ﷺ يُعْجِبُهُ الْحَلْوَاءُ وَالْعَسَلُ.
[ر: ٤٩١٨].
٥ ‏/ ٢١٢٩
١٥ – باب: الشُّرْبِ قَائِمًا.
٥ ‏/ ٢١٣٠
٥٢٩٢ – حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ: حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ النَّزَّال قَالَ:
أَتَى عَلِيٌّ رضي الله عنه عَلَى بَابِ الرَّحبة بماء فَشَرِبَ قَائِمًا، فَقَالَ: إِنَّ نَاسًا يَكْرَهُ أَحَدُهُمْ أَنْ يَشْرَبَ وَهُوَ قَائِمٌ، وَإِنِّي رَأَيْتُ النَّبِيَّ ﷺ فَعَلَ كَمَا رَأَيْتُمُونِي فعلت.


(الرحبة) رحبة مسجد الكوفة، وهو المكان الواسع أمام بابه.
(يكره) يمنع.
(فعل) شرب قائمًا.
٥ ‏/ ٢١٣٠
٥٢٩٣ – حَدَّثَنَا آدَمُ: حَدَّثَنَا شُعبة: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَيْسَرَةَ: سَمِعْتُ النَّزَّال بْنَ سَبْرة يُحَدِّثُ، عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه:
أَنَّهُ صَلَّى الظُّهْرَ، ثُمَّ قَعَدَ فِي حَوَائِجِ النَّاسِ فِي رَحَبَةِ الْكُوفَةِ، حَتَّى حَضَرَتْ صَلَاةُ الْعَصْرِ، ثُمَّ أُتِيَ بِمَاءٍ، فَشَرِبَ وَغَسَلَ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ، وَذَكَرَ رَأْسَهُ وَرِجْلَيْهِ، ثُمَّ قَامَ، فَشَرِبَ فَضْلَهُ وَهُوَ قَائِمٌ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ نَاسًا يَكْرَهُونَ الشُّرْبَ قِيَامًا، وَإِنَّ النَّبِيَّ ﷺ صَنَعَ مِثْلَ مَا صَنَعْتُ.
٥ ‏/ ٢١٣٠
٥٢٩٤ – حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ الشَّعبي، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:
شَرِبَ النَّبِيُّ ﷺ قَائِمًا من زمزم.
[ر: ١٥٥٦].
٥ ‏/ ٢١٣٠
١٦ – باب: مَنْ شَرِبَ وَهُوَ وَاقِفٌ عَلَى بَعِيرِهِ.
٥ ‏/ ٢١٣٠
٥٢٩٥ – حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ: أَخْبَرَنَا أَبُو النَّضْرِ، عَنْ عُمَيْرٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أُمِّ الْفَضْلِ بِنْتِ الْحَارِثِ:
أَنَّهَا أَرْسَلَتْ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ بِقَدَحِ لَبَنٍ، وَهُوَ وَاقِفٌ عشية عرفة، فأخذه بِيَدِهِ فَشَرِبَهُ.
زَادَ مَالِكٌ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ: على بعيره.
[ر: ١٥٧٥].
٥ ‏/ ٢١٣٠
١٧ – باب: الْأَيْمَنَ فَالْأَيْمَنَ فِي الشُّرْبِ.
٥ ‏/ ٢١٣٠
٥٢٩٦ – حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه:
أن رسول الله ﷺ أُتِيَ بِلَبَنٍ قَدْ شِيبَ بِمَاءٍ، وَعَنْ يَمِينِهِ أَعْرَابِيٌّ، وَعَنْ شِمَالِهِ أَبُو بَكْرٍ، فَشَرِبَ ثم أعطى الأعرابي وقال: (الأيمن فالأيمن).
[ر: ٢٢٢٥].
٥ ‏/ ٢١٣٠
١٨ – باب: هَلْ يَسْتَأْذِنُ الرَّجُلُ مَنْ عَنْ يَمِينِهِ فِي الشُّرْبِ لِيُعْطِيَ الْأَكْبَرَ.
٥ ‏/ ٢١٣٠
٥٢٩٧ – حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ أَبِي حَازِمِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رضي الله عنه:
أن رسول الله ﷺ أُتِيَ بِشَرَابٍ فَشَرِبَ مِنْهُ، وَعَنْ يَمِينِهِ غُلَامٌ، وَعَنْ

⦗٢١٣١⦘
يَسَارِهِ الْأَشْيَاخُ، فَقَالَ لِلْغُلَامِ: (أَتَأْذَنُ لِي أَنْ أُعْطِيَ هَؤُلَاءِ). فَقَالَ الْغُلَامُ: وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَا أُوثِرُ بِنَصِيبِي مِنْكَ أَحَدًا، قَالَ: فتلَّه رَسُولُ اللَّهِ ﷺ في يده.
[ر: ٢٢٢٤].


(فَتَلَّهُ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ في يده) أي ألقاه، وأصله من الرمي على التل، وهو المكان العالي المرتفع، ثم استعمل في كل شيء يرمي به، وفي كل إلقاء.
٥ ‏/ ٢١٣٠
١٩ – باب: الْكَرْعِ فِي الْحَوْضِ.
٥ ‏/ ٢١٣١
٥٢٩٨ – حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ: حَدَّثَنَا فُلَيح بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما:
أن النَّبِيَّ ﷺ دَخَلَ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ وَمَعَهُ صَاحِبٌ لَهُ، فَسَلَّمَ النَّبِيُّ ﷺ وَصَاحِبُهُ، فَرَدَّ الرَّجُلُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، وَهِيَ سَاعَةٌ حَارَّةٌ، وَهُوَ يحوِّل فِي حَائِطٍ لَهُ، يَعْنِي الْمَاءَ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (إِنْ كَانَ عِنْدَكَ مَاءٌ بَاتَ فِي شَنَّة، وَإِلَّا كَرَعنا). وَالرَّجُلُ يحوِّل الْمَاءَ فِي حَائِطٍ، فَقَالَ الرَّجُلُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، عِنْدِي مَاءٌ بَاتَ فِي شَنَّة، فانطلقَ إِلَى الْعَرِيشِ، فَسَكَبَ فِي قدحٍ مَاءً، ثُمَّ حَلَبَ عَلَيْهِ مِنْ دَاجِنٍ لَهُ، فَشَرِبَ النَّبِيُّ ﷺ، ثُمَّ أَعَادَ فَشَرِبَ الرجل الذي جاء معه.
[ر: ٥٢٩٠].
٥ ‏/ ٢١٣١
٢٠ – باب: خِدْمَةِ الصغارِ الكبارَ.
٥ ‏/ ٢١٣١
٥٢٩٩ – حَدَّثَنَا مسدَّد: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا رضي الله عنه قَالَ:
كُنْتُ قَائِمًا عَلَى الْحَيِّ أَسْقِيهِمْ، عُمُومَتِي وَأَنَا أَصْغَرُهُمُ، الفَضيخ، فَقِيلَ: حُرِّمت الْخَمْرُ، فَقَالَ: اكْفِئْهَا، فَكَفَأْنَا، قُلْتُ لِأَنَسٍ: مَا شَرَابُهُمْ؟ قَالَ: رُطَب وبُسْر. فَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَنَسٍ: وَكَانَتْ خَمْرَهُمْ، فَلَمْ يُنْكِرْ أَنَسٌ، وَحَدَّثَنِي بَعْضُ أَصْحَابِي: أَنَّهُ سمع أنسًا يقول: كانت خمرهم يومئذ.
[ر: ٢٣٣٢].
٥ ‏/ ٢١٣١
٢١ – باب: تغطية الإناء.
٥ ‏/ ٢١٣١
٥٣٠٠ – حدثنا إسحق بْنُ مَنْصُورٍ: أَخْبَرَنَا رَوح بْنُ عُبَادَةَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُريج قَالَ: أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ: أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما يَقُولُ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (إِذَا كَانَ جُنْحُ اللَّيْلِ، أَوْ أَمْسَيْتُمْ، فكفُّوا صِبْيَانَكُمْ، فَإِنَّ الشَّيَاطِينَ تَنْتَشِرُ حِينَئِذٍ، فَإِذَا ذَهَبَ سَاعَةٌ مِنَ اللَّيْلِ فحلُّوهم، فَأَغْلِقُوا الْأَبْوَابَ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَفْتَحُ

⦗٢١٣٢⦘
بَابًا مُغْلَقًا، وَأَوْكُوا قِرَبكم وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ، وخمِّروا آنِيَتَكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ، وَلَوْ أَنْ تعرضوا عليها شيئًا، وأطفئوا مصابيحكم).


(فكفوا صبيانكم) امنعوهم من الخروج في هذا الوقت.
(فحلوهم) فاتركوهم، وفي رواية (فخلوهم).
٥ ‏/ ٢١٣١
٥٣٠١ – حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حَدَّثَنَا همَّام، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرٍ:
أَنّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: (أَطْفِئُوا الْمَصَابِيحَ إِذَا رَقَدْتُمْ، وغلِّقوا الْأَبْوَابَ، وَأَوْكُوا الْأَسْقِيَةَ، وخمِّروا الطَّعَامَ وَالشَّرَابَ – وَأَحْسِبُهُ قَالَ – وَلَوْ بِعُودٍ تَعْرُضُهُ عَلَيْهِ).
[ر: ٣١٠٦].
٥ ‏/ ٢١٣٢
٢٢ – باب: اخْتِنَاثِ الْأَسْقِيَةِ.
٥ ‏/ ٢١٣٢
٥٣٠٢ – حَدَّثَنَا آدَمُ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُهري، عن عبيد الله بن عبد الله بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ:
نَهَى رَسُولُ اللَّهِ ﷺ عَنِ اخْتِنَاثِ الْأَسْقِيَةِ. يَعْنِي أن تُكسر أفواهها فيُشرب منها.


أخرجه مسلم في الأشربة، باب: آداب الطعام والشراب وأحكامهما، رقم: ٢٠٢٣.
(تكسر أفواهها) تثنى، والاختناث أصله الانطواء والتكسر، وسمي المتشبه بالنساء مخنثًا لهذا المعنى.
٥ ‏/ ٢١٣٢
٥٣٠٣ – حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنْ الزُهري قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يَقُولُ:
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَنْهَى عَنِ اخْتِنَاثِ الْأَسْقِيَةِ. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: قَالَ مَعْمَرٌ أَوْ غَيْرُهُ: هُوَ الشُّرْبُ مِنْ أَفْوَاهِهَا.
٥ ‏/ ٢١٣٢
٢٣ – باب: الشُّرْبِ مِنْ فَمِ السِّقَاءِ.
٥ ‏/ ٢١٣٢
٥٣٠٤ – حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ: قَالَ لَنَا عِكْرِمَةُ: أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَشْيَاءَ قِصَارٍ حَدَّثَنَا بِهَا أَبُو هُرَيْرَةَ؟
نَهَى رَسُولُ اللَّهِ ﷺ عن الشُّرْبِ مِنْ فَمِ الْقِرْبَةِ أَوِ السِّقَاءِ، وَأَنْ يَمْنَعَ جَارَهُ أَنْ يَغْرِزَ خَشَبَهُ فِي دَارِهِ.


(أن يغرز خشبه في داره) يضع خشب سقف جاره أو جداره في جدار داره أو عليه.
٥ ‏/ ٢١٣٢
٥٣٠٥ – حَدَّثَنَا مسدَّد: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ: أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه:
نَهَى النَّبِيُّ ﷺ أَنْ يُشرب مِنْ فِي السِّقاء.
٥ ‏/ ٢١٣٢
٥٣٠٦ – حَدَّثَنَا مسدَّد: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيع: حَدَّثَنَا خالد، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما قَالَ:
نَهَى النَّبِيُّ ﷺ عَنِ الشُّرْبِ مِنْ فِي السِّقاء.
٥ ‏/ ٢١٣٢
٢٤ – باب: النَّهْيِ عَنِ التَّنَفُّسِ فِي الْإِنَاءِ.
٥ ‏/ ٢١٣٣
٥٣٠٧ – حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيم: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (إِذَا شَرِبَ أَحَدُكُمْ فَلَا يَتَنَفَّسْ فِي الْإِنَاءِ، وَإِذَا بَالَ أَحَدُكُمْ فَلَا يَمْسَحْ ذَكَرَهُ بِيَمِينِهِ، وَإِذَا تمسَّح أَحَدُكُمْ فَلَا يتمسَّح بِيَمِينِهِ).
[ر: ١٥٢].
٥ ‏/ ٢١٣٣
٢٥ – باب: الشُّرْبِ بِنَفَسَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةٍ.
٥ ‏/ ٢١٣٣
٥٣٠٨ – حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ وَأَبُو نُعَيْمٍ قَالَا: حَدَّثَنَا عَزْرَةُ بْنُ ثَابِتٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي ثُمامة بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:
كَانَ أَنَسٌ يَتَنَفَّسُ فِي الْإِنَاءِ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، وَزَعَمَ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ كَانَ يَتَنَفَّسُ ثَلَاثًا.


أخرجه مسلم في الأشربة، باب: كراهة التنفس في الإناء ..،؟ رقم: ٢٠٢٨.
(يتنفس) يخرج نفسه وينفخ حال الشرب خارج الإناء.
٥ ‏/ ٢١٣٣
٢٦ – باب: الشُّرْبِ فِي آنِيَةِ الذَّهَبِ.
٥ ‏/ ٢١٣٣
٥٣٠٩ – حدثنا حفص بن عمر: حدثنا شُعبة، عن الحكم، عن ابن أبي ليلى قال:
كان حُذَيْفَةُ بِالْمَدَايِنِ، فَاسْتَسْقَى، فَأَتَاهُ دُهقان بِقَدَحِ فِضَّةٍ فَرَمَاهُ بِهِ، فَقَالَ: إِنِّي لَمْ أَرْمِهِ إِلَّا أَنِّي نَهَيْتُهُ فَلَمْ يَنْتَهِ، وَإِنَّ النَّبِيَّ ﷺ نَهَانَا عَنْ الْحَرِيرِ وَالدِّيبَاجِ، وَالشُّرْبِ فِي آنِيَةِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، وَقَالَ: (هنَّ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا، وَهِيَ لَكُمْ فِي الْآخِرَةِ).
[ر: ٥١١٠].


(دهقان) هو بالفارسية: زعيم القوم وكبير القرية.
٥ ‏/ ٢١٣٣
٢٧ – باب: آنِيَةِ الْفِضَّةِ.
٥ ‏/ ٢١٣٣
٥٣١٠ – حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ ابْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ:
خَرَجْنَا مَعَ حُذَيْفَةَ وَذَكَرَ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: (لَا تَشْرَبُوا فِي آنِيَةِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، وَلَا تَلْبَسُوا الْحَرِيرَ وَالدِّيبَاجَ، فَإِنَّهَا لَهُمْ فِي الدُّنْيَا ولكم في الآخرة).
[ر: ٥١١٠].
٥ ‏/ ٢١٣٣
٥٣١١ – حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ ﷺ:
أن رسول الله ﷺ قال: (الذي يشرب في آنية الْفِضَّةِ إِنَّمَا يُجَرْجِرُ فِي بَطْنِهِ نَارَ جَهَنَّمَ).


أخرجه مسلم في اللباس والزينة، باب: تحريم استعمال أواني الذهب والفضة في الشرب، رقم: ٢٠٦٥.
(آنية) جمع إناء.
(يجرجر) يلقيها في بطنه بجرع متتابعة تسمع لها جرجرة، وهي: صوت يردده البعير في حنجرته إذا هاج، نحو صوت اللجام في فك الفرس.
٥ ‏/ ٢١٣٣
٥٣١٢ – حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ الْأَشْعَثِ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنَ سُوَيْدِ بْنِ مُقَرِّنٍ، عَنْ الْبَرَاءِ بن عازب قَالَ:
أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ بِسَبْعٍ وَنَهَانَا عَنْ سَبْعٍ: أَمَرَنَا بِعِيَادَةِ الْمَرِيضِ، واتِّباع الْجِنَازَةِ، وَتَشْمِيتِ الْعَاطِسِ، وَإِجَابَةِ الدَّاعِي، وَإِفْشَاءِ السَّلَامِ، وَنَصْرِ الْمَظْلُومِ، وَإِبْرَارِ الْمُقْسِمِ. وَنَهَانَا عَنْ خَوَاتِيمِ الذَّهَبِ، وَعَنِ الشُّرْبِ فِي الْفِضَّةِ، أَوْ قَالَ: آنِيَةِ الْفِضَّةِ، وَعَنِ المَيَاثِرِ والقَسِّيِّ، وعن لبس الحرير والديباج والإستبرق.
[ر: ١١٨٢].


أخرجه مسلم في اللباس والزينة، باب: تحريم استعمال إناء الذهب والفضة على الرجال، رقم: ٢٠٦٦.
٥ ‏/ ٢١٣٤
٢٨ – باب: الشُّرْبِ فِي الْأَقْدَاحِ.
٥ ‏/ ٢١٣٤
٥٣١٣ – حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ عَبَّاسٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَالِمٍ أَبِي النَّضْرِ، عَنْ عُمَيْرٍ مَوْلَى أُمِّ الْفَضْلِ، عَنْ أُمِّ الْفَضْلِ:
أَنَّهُمْ شكُّوا فِي صَوْمِ النَّبِيِّ ﷺ يوم عرفة، فبُعث إليه بقدح من لبن فشربه.
[ر: ١٥٧٥].
٥ ‏/ ٢١٣٤
٢٩ – باب: الشُّرْبِ مِنْ قَدَحِ النَّبِيِّ ﷺ وَآنِيَتِهِ.
وَقَالَ أَبُو بُرْدَةَ: قَالَ لِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ: أَلَا أَسْقِيكَ فِي قَدَحٍ شَرِبَ النَّبِيُّ ﷺ فيه.
٥ ‏/ ٢١٣٤
٥٣١٤ – حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ: حَدَّثَنَا أَبُو غسان قال: حدثني أبو حازم، عن سهل بْنِ سَعْدٍ رضي الله عنه قَالَ:
ذُكِرَ النبي ﷺ امْرَأَةٌ مِنْ الْعَرَبِ، فَأَمَرَ أَبَا أُسَيْدٍ السَّاعِدِيَّ أَنْ يُرْسِلَ إِلَيْهَا، فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا فَقَدِمَتْ، فَنَزَلَتْ فِي أُجُمِ بَنِي سَاعِدَةَ، فَخَرَجَ النَّبِيُّ ﷺ حَتَّى جَاءَهَا، فَدَخَلَ عَلَيْهَا فَإِذَا امْرَأَةٌ منكِّسة رَأْسَهَا، فَلَمَّا كلَّمها النَّبِيُّ ﷺ قَالَتْ: أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْكَ، فَقَالَ: (قَدْ أَعَذْتُكِ مِنِّي). فَقَالُوا لَهَا: أَتَدْرِينَ مَنْ هَذَا؟ قَالَتْ: لَا، قَالُوا: هَذَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ جَاءَ لِيَخْطُبَكِ، قَالَتْ: كُنْتُ أَنَا أَشْقَى مِنْ ذَلِكَ، فَأَقْبَلَ النَّبِيُّ ﷺ يَوْمَئِذٍ حَتَّى جَلَسَ فِي سَقِيفَةِ بَنِي سَاعِدَةَ هُوَ وَأَصْحَابُهُ، ثُمَّ قَالَ: (اسْقِنَا يَا سَهْلُ). فَخَرَجْتُ

⦗٢١٣٥⦘
لَهُمْ بِهَذَا الْقَدَحِ فَأَسْقَيْتُهُمْ فِيهِ، فَأَخْرَجَ لَنَا سَهْلٌ ذَلِكَ الْقَدَحَ فَشَرِبْنَا مِنْهُ.
قَالَ: ثُمَّ اسْتَوْهَبَهُ عُمَرُ بْنُ عبد العزيز بعد ذلك فوهبه له.
[ر: ٤٩٥٦].


أخرجه مسلم في الأشربة، باب: عقوبة من شرب الخمر إذا لم يتب منها ..، رقم: ٢٠٠٧.
(امرأة) هي الجونية.
(أجم) بناء يشبه القصر، وهو من حصون المدينة.
(منكسة ..) مائلة برأسها إلى الأرض تنظر إليها.
(أشقى من ذلك) تريد أنها كانت شقية إذا فاتها التزويج برسول الله ﷺ.
(سقيفة) السقيفة: كل بناء سقفت به صفة أو شبهها مما يكون بارزًا، وسقيفة بني ساعدة التي اجتمع فيها المهاجرون والأنصار وبايعوا أبا بكر رضي الله عنه.
٥ ‏/ ٢١٣٤
٥٣١٥ – حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُدْرِك قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ حمَّاد: أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ قَالَ:
رَأَيْتُ قَدَحَ النَّبِيِّ ﷺ عِنْدَ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَكَانَ قَدِ انْصَدَعَ فَسَلْسَلَهُ بِفِضَّةٍ، قَالَ: وَهُوَ قَدَحٌ جَيِّدٌ عَرِيضٌ مِنْ نُضَار، قَالَ: قَالَ أَنَسٌ: لَقَدْ سَقَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ فِي هَذَا الْقَدَحِ أَكْثَرَ مِنْ كَذَا وَكَذَا.
قَالَ: وَقَالَ ابْنُ سِيرِينَ: إِنَّهُ كَانَ فِيهِ حَلْقَةٌ مِنْ حَدِيدٍ، فَأَرَادَ أَنَسٌ أَنْ يَجْعَلَ مَكَانَهَا حَلْقَةً مِنْ ذَهَبٍ أَوْ فِضَّةٍ، فَقَالَ لَهُ أَبُو طَلْحَةَ: لَا تغيِّرنَّ شَيْئًا صَنَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، فتركه.
[ر: ٢٩٤٢].


(انصدع) انشق.
(فسلسله) وصل بعضه ببعض.
(نضار) خشب جيد للآنية.
٥ ‏/ ٢١٣٥
٣٠ – باب: شُرْبِ البَركة وَالْمَاءِ الْمُبَارَكِ.
٥ ‏/ ٢١٣٥
٥٣١٦ – حدثنا قتيبة بن سعيد: حدثنا جرير، عن الْأَعْمَشِ قَالَ: حَدَّثَنِي سَالِمُ بْنُ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما هَذَا الْحَدِيثَ قَالَ:
قَدْ رَأَيْتُنِي مَعَ النَّبِيِّ ﷺ وَقَدْ حَضَرَتِ الْعَصْرُ، وَلَيْسَ مَعَنَا مَاءٌ غَيْرَ فَضلة، فجُعل فِي إِنَاءٍ فَأُتِيَ النَّبِيُّ ﷺ بِهِ، فَأَدْخَلَ يَدَهُ فِيهِ وفرَّج أَصَابِعَهُ، ثُمَّ قَالَ: (حَيَّ عَلَى أَهْلِ الْوُضُوءِ، الْبَرَكَةُ مِنَ اللَّهِ). فَلَقَدْ رَأَيْتُ الْمَاءَ يَتَفَجَّرُ مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِهِ، فَتَوَضَّأَ النَّاسُ وَشَرِبُوا، فَجَعَلْتُ لَا آلو مَا جَعَلْتُ فِي بَطْنِي مِنْهُ، فَعَلِمْتُ أَنَّهُ بَرَكَةٌ. قُلْتُ لِجَابِرٍ: كَمْ كُنْتُمْ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: ألفًا وأربعمائة.
تابعه عمرو، عَنْ جَابِرٍ، وَقَالَ حُصَيْنٌ وعَمْرُو بْنُ مُرَّةَ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ جَابِرٍ: خَمْسَ عَشْرَةَ مِائَةً. وتابعه سعيد بن المسيَّب، عن جابر.
[ر: ٣٣٨٣].


(حي) أسرعوا.
(لا آلو) لا أقصر في الاستكثار من شربه ولا أفتر.

عن معز نوني

متحصّل على شهادة ختم الدروس للمعهد الأعلى لتكوين المعلمين بقفصة دفعة 2000، يعمل حاليًّا أستاذ مدارس إبتدائية

شاهد أيضاً

١ – بَدْءُ الْوَحْيِ.

قَالَ الشَّيْخُ الْإِمَامُ الْحَافِظُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمُغِيرَةِ الْبُخَارِيُّ …