٨٥ – كتاب القدر.

(القدر) هو حكم الله تعالى وقضاؤه بوجود أشياء، في وقت وعلى حال، وفق علمه وإرادته وقوله.
٦ ‏/ ٢٤٣٣
٦٢٢١ – حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ: أَنْبَأَنِي سُلَيْمَانُ الْأَعْمَشُ قَالَ: سَمِعْتُ زَيْدَ بْنَ وَهْبٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:
حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، وَهُوَ الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ، قَالَ: (إِنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، ثُمَّ عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَكُونُ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثم يبعث الله ملكًا فيؤمر بأربعة: بِرِزْقِهِ وَأَجَلِهِ، وَشَقِيٌّ أَوْ سَعِيدٌ، فَوَاللَّهِ إِنَّ أَحَدَكُمْ – أَوِ: الرَّجُلَ – يَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ، حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا غَيْرُ بَاعٍ أَوْ ذِرَاعٍ، فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَيَدْخُلُهَا، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا غَيْرُ ذِرَاعٍ أَوْ ذِرَاعَيْنِ، فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ، فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ فَيَدْخُلُهَا).
قَالَ آدَمُ: (إلا ذراع).
[ر: ٣٠٣٦]


(باع) هو مسافة ما بين الكفين إذا انبسطت الذراعان يمينًا وشمالًا.
٦ ‏/ ٢٤٣٣
٦٢٢٢ – حدثنا سليمان بن حرب: حدثنا حماد، عن عبيد الله بن أبي بكر بن أنس، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه،
عن النبي ﷺ قال: (وكَّل اللَّهُ بِالرَّحِمِ مَلَكًا، فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ نُطْفَةٌ، أَيْ رَبِّ عَلَقَةٌ، أَيْ رَبِّ مُضْغَةٌ، فَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَقْضِيَ خَلْقَهَا، قَالَ: أي رب، ذكر أَمْ أُنْثَى، أَشَقِيٌّ أَمْ سَعِيدٌ، فَمَا الرِّزْقُ، فَمَا الْأَجَلُ، فَيُكْتَبُ كَذَلِكَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ).
[ر: ٣١٢]
٦ ‏/ ٢٤٣٣
١ – باب: جف القلم على علم الله.
﴿وأضلَّه الله على علم﴾ /الجاثية: ٢٣/.
وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: قَالَ لِي النَّبِيُّ ﷺ: (جفَّ الْقَلَمُ بِمَا أَنْتَ لاق).
[ر: ٤٧٨٨]
قال ابن عباس: ﴿لها سابقون﴾ /المؤمنون: ٦١/: سبقت لهم السعادة.


(جف القلم ..) فرغ من الكتابة التي أمر بها حين خلقه وأمره أن يكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة. (علم الله) حكمه تعالى، لأن معلومه لابد أن يقع، فعلمه بمعلوم يستلزم الحكم بوقوعه. [فتح] (على علم) حسب علمه في الأزل أنه سيضل، أو: بعد أن أعلمه وبيَّن له، فلم يقبل. (لها) لأعمال الخيرات. (سابقون) مسرعون ومتقدمون. (سبقت لهم السعادة) أي سارعوا إلى الخيرات، لما سبق من تقدير الله عز وجل السعادة لهم].
٦ ‏/ ٢٤٣٤
٦٢٢٣ – حَدَّثَنَا آدَمُ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ الرِّشك قَالَ: سَمِعْتُ مطرِّف بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّير يحدِّث، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ:
قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُعْرَفُ أَهْلُ الْجَنَّةِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ؟ قَالَ: (نَعَمْ). قَالَ: فَلِمَ يَعْمَلُ الْعَامِلُونَ؟ قَالَ: (كُلٌّ يَعْمَلُ لِمَا خلق له، أو: لما ييسَّر له).
[٧١١٢]
أخرجه مسلم في القدر، باب: كيفية خلق الآدمي في بطن أمه، رقم: ٢٦٤٩.
(أيعرف) أيميز ويفرق بحسب قضاء الله وقدره، وهل هم متميزون في علم الله تعالى. (فلم يعمل ..) أي لا يحتاج إلى العمل طالما أن الأمر مقدر. (كل يعمل ..) كل مكلف تتهيأ له الأسباب للعمل بما قدر الله تعالى له، حسب علمه سبحانه بميله واستعداده وما يكون منه. والحاصل: أن المآل محجوب عن المكلف، فعليه أن يجتهد في عمل ما أمر به، فإن عمله أمارة إلى ما يؤول إليه أمره غالبًا. [فتح، عيني]].
٦ ‏/ ٢٤٣٤
٢ – بَاب: اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ.
٦ ‏/ ٢٤٣٤
٦٢٢٤ – حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عن ابن عباس رضي الله عنهما قَالَ:
سُئِلَ النَّبِيُّ ﷺ عن أَوْلَادِ الْمُشْرِكِينَ، فَقَالَ: (اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ).
[ر: ١٣١٧]
٦ ‏/ ٢٤٣٤
٦٢٢٥ – حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ يُونُسَ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: وَأَخْبَرَنِي عَطَاءُ بْنُ يَزِيدَ: أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ:
سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ عَنْ ذَرَارِيِّ الْمُشْرِكِينَ، فَقَالَ: (اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا كانوا عاملين).
[ر: ١٣١٨]
٦ ‏/ ٢٤٣٤
٦٢٢٦ – حدثنا إسحق بْنُ إِبْرَاهِيمَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ همَّام، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلَّا يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ، فَأَبَوَاهُ

⦗٢٤٣٥⦘
يهوِّدانه، وينصِّرانه، كَمَا تُنْتِجُونَ الْبَهِيمَةَ، هَلْ تَجِدُونَ فِيهَا مِنْ جَدْعَاءَ، حَتَّى تَكُونُوا أَنْتُمْ تَجْدَعُونَهَا). قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ: أَفَرَأَيْتَ مَنْ يَمُوتُ وَهُوَ صَغِيرٌ؟ قَالَ: (اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عاملين).
[ر: ١٢٩٢]

٦ ‏/ ٢٤٣٤
٣ – باب: ﴿وكان أمر الله قدرًا مقدورًا﴾ /الأحزاب: ٣٨ /.


(أمر الله) ما قدره سبحانه. (قدرًا مقدورًا) حكمًا مقطوعًا بوقوعه.
٦ ‏/ ٢٤٣٥
٦٢٢٧ – حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عن أبي الزِّناد، عن الأعرج، عن أبي هُرَيْرَةَ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (لَا تَسْأَلِ الْمَرْأَةُ طَلَاقَ أُخْتِهَا لِتَسْتَفْرِغَ صَحْفَتَهَا، وَلْتَنْكِحْ، فَإِنَّ لَهَا مَا قُدِّر لها).
[ر: ٤٨٥٧]
٦ ‏/ ٢٤٣٥
٦٢٢٨ – حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ عاصم، عن أبي عثمان، عن أسامة قَالَ:
كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ ﷺ إِذْ جَاءَهُ رَسُولُ إِحْدَى بَنَاتِهِ، وَعِنْدَهُ سَعْدٌ وأُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ ومُعَاذٌ، أَنَّ ابْنَهَا يَجُودُ بِنَفْسِهِ، فَبَعَثَ إِلَيْهَا: (لِلَّهِ مَا أَخَذَ وَلِلَّهِ ما أعطى، كل بأجل، فلتصبر ولتحتسب).
[ر: ١٢٢٤]
٦ ‏/ ٢٤٣٥
٦٢٢٩ – حَدَّثَنَا حبَّان بْنُ مُوسَى: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنْ الزُهري قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَيْرِيزٍ الجُمَحِيُّ: أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ أَخْبَرَهُ:
أَنَّهُ بَيْنَمَا هُوَ جَالِسٌ عِنْدَ النَّبِيِّ ﷺ جَاءَ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا نُصِيبُ سَبْيًا وَنُحِبُّ الْمَالَ، كَيْفَ تَرَى فِي الْعَزْلِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (أوَإنكم تَفْعَلُونَ ذَلِكَ، لَا عَلَيْكُمْ أَنْ لَا تَفْعَلُوا، فَإِنَّهُ لَيْسَتْ نَسَمَةٌ كَتَبَ اللَّهُ أَنْ تَخْرُجَ إِلَّا هي كائنة).
[ر: ٢١١٦]
٦ ‏/ ٢٤٣٥
٦٢٣٠ – حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مَسْعُودٍ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ رضي الله عنه قَالَ:
لَقَدْ خَطَبَنَا النَّبِيُّ ﷺ خُطْبَةً، مَا تَرَكَ فِيهَا شَيْئًا إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ إِلَّا ذَكَرَهُ، عَلِمَهُ مَنْ عَلِمَهُ وَجَهِلَهُ مَنْ جَهِلَهُ، إِنْ كُنْتُ لأرى الشيء قد نسيت، فأعرفه كما يعرف الرجل الرجل إذا غاب عنه فرآه فعرفه.


أخرجه مسلم في الفتن وأشراط الساعة، باب: إخبار النبي ﷺ فيما يكون ..، رقم: ٢٨٩١.
(لأرى الشيء) الذي أخبر ﷺ عن وقوعه. (قد نسيت) أي ذلك الشيء، وفي نسخة (نسيته).
٦ ‏/ ٢٤٣٥
٦٢٣١ – حَدَّثَنَا عَبْدَانُ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ

⦗٢٤٣٦⦘
أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه قَالَ:
كُنَّا جُلُوسًا مَعَ النَّبِيِّ ﷺ وَمَعَهُ عُودٌ يَنْكُتُ فِي الْأَرْضِ، وَقَالَ: (مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا قَدْ كُتِبَ مَقْعَدُهُ مِنَ النَّارِ أَوْ مِنَ الْجَنَّةِ). فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: أَلَا نَتَّكِلُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: (لَا، اعْمَلُوا فَكُلٌّ ميسَّر. ثم قرأ: ﴿فأما من أعطى واتقى﴾. الآية).
[ر: ١٢٩٦]

٦ ‏/ ٢٤٣٥
٤ – بَاب: الْعَمَلُ بِالْخَوَاتِيمِ.
٦ ‏/ ٢٤٣٦
٦٢٣٢ – حَدَّثَنَا حبَّان بْنُ مُوسَى: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُهري، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المسيَّب، عَنْ أبي هريرة رضي الله عنه قَالَ:
شَهِدْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ خَيْبَرَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ لِرَجُلٍ مِمَّنْ مَعَهُ يدَّعي الْإِسْلَامَ: (هَذَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ). فَلَمَّا حَضَرَ الْقِتَالُ قَاتَلَ الرَّجُلُ مِنْ أَشَدِّ الْقِتَالِ، وَكَثُرَتْ بِهِ الْجِرَاحُ فَأَثْبَتَتْهُ، فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ ﷺ فقال: يا رسول الله، أرأيت الَّذِي تَحَدَّثْتَ أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، قَدْ قَاتَلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ مِنْ أَشَدِّ الْقِتَالِ، فَكَثُرَتْ بِهِ الْجِرَاحُ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (أَمَا إِنَّهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ). فَكَادَ بَعْضُ الْمُسْلِمِينَ يَرْتَابُ، فَبَيْنَمَا هُوَ عَلَى ذَلِكَ إِذْ وَجَدَ الرَّجُلُ أَلَمَ الْجِرَاحِ، فَأَهْوَى بِيَدِهِ إِلَى كِنَانَتِهِ فَانْتَزَعَ مِنْهَا سَهْمًا فَانْتَحَرَ بِهَا، فَاشْتَدَّ رِجَالٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ صدَّق اللَّهُ حَدِيثَكَ، قَدِ انْتَحَرَ فُلَانٌ فَقَتَلَ نَفْسَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (يَا بِلَالُ، قُمْ فأذِّن: لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا مُؤْمِنٌ، وَإِنَّ اللَّهَ ليؤيِّد هذا الدين بالرجل الفاجر).
[ر: ٢٨٩٧]


(فأثبتته) جعلته ساكنًا لا حراك له من شدة جراحه.
٦ ‏/ ٢٤٣٦
٦٢٣٣ – حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ: حَدَّثَنَا أَبُو غسان: حدثني أبو حازم، عن سهل:
أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَعْظَمِ الْمُسْلِمِينَ غَنَاءً عَنِ الْمُسْلِمِينَ، فِي غَزْوَةٍ غَزَاهَا مَعَ النَّبِيِّ ﷺ، فَنَظَرَ النَّبِيُّ ﷺ فَقَالَ: (مَنْ أحبَّ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى هَذَا). فاتَّبعه رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ، وَهُوَ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ عَلَى الْمُشْرِكِينَ، حَتَّى جُرِحَ، فَاسْتَعْجَلَ الْمَوْتَ، فَجَعَلَ ذُبَابَةَ سَيْفِهِ بَيْنَ ثَدْيَيْهِ حَتَّى خَرَجَ مِنْ بَيْنِ كَتِفَيْهِ، فَأَقْبَلَ الرَّجُلُ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ مُسْرِعًا، فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ، فَقَالَ: (وَمَا ذَاكَ). قَالَ: قلتَ لِفُلَانٍ: (مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَلْيَنْظُرْ إِلَيْهِ). وَكَانَ مِنْ أَعْظَمِنَا غَنَاءً عَنِ الْمُسْلِمِينَ، فَعَرَفْتُ أَنَّهُ لَا يَمُوتُ

⦗٢٤٣٧⦘
عَلَى ذَلِكَ، فَلَمَّا جُرِحَ اسْتَعْجَلَ الْمَوْتَ فَقَتَلَ نَفْسَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ عِنْدَ ذَلِكَ: (إِنَّ الْعَبْدَ لَيَعْمَلُ عَمَلَ أَهْلِ النَّارِ وَإِنَّهُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَيَعْمَلُ عَمَلَ أَهْلِ الجنة وإنه من أهل النار، الأعمال بالخواتيم).
[ر: ٢٧٤٢]

٦ ‏/ ٢٤٣٦
٥ – باب: إلقاء العبد النَّذر إلى القدر.


(إلقاء ..) قال العيني: والمعنى: أن العبد إذا نذر لدفع شر أو لجلب خير، فإن نذره يلقيه إلى القدر الذي فرغ الله منه وأحكمه، لا أنه شيء يختاره، فما قدره الله هو الذي يقع … ومتى اعتقد خلاف ذلك قد جعل نفسه مشاركًا لله تعالى في خلقه، ومجوزًا عليه ما لم يقدره.
٦ ‏/ ٢٤٣٧
٦٢٣٤ – حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُرَّة، عَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ:
نَهَى النَّبِيُّ ﷺ عن النذر، قال: (إِنَّهُ لَا يَرُدُّ شَيْئًا، وَإِنَّمَا يُسْتَخْرَجُ بِهِ من البخيل).
[٦٣١٤ – ٦٣١٥]
أخرجه مسلم في النذر، باب: النهي عن النذر وأنه لا يرد شيئًا، رقم: ١٦٣٩. (لا يرد شيئًا) أي من قضاء الله تعالى. (يستخرج به) العمل الصالح من إنفاق مال ونحوه. (البخيل) الذي لا يفعل شيئًا إلا بعوض يستوفيه، وقهرًا عنه.
٦ ‏/ ٢٤٣٧
٦٢٣٥ – حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ أبي هريرة،
عن النبي ﷺ قال: (لَا يَأْتِي ابْنَ آدَمَ النَّذر بِشَيْءٍ لَمْ يَكُنْ قَدْ قَدَّرْتُه، وَلَكِنْ يُلْقِيهِ الْقَدَرُ وَقَدْ قَدَّرْتُه له، أستخرج به من البخيل).
[٦٣١٦]
أخرجه مسلم في النذر، باب: النهي عن النذر وأنه لا يرد شيئًا، رقم: ١٦٤٠.
(يلقيه القدر) إلى ما نذر من أجله.
٦ ‏/ ٢٤٣٧
٦ – بَاب: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ.
٦ ‏/ ٢٤٣٧
٦٢٣٦ – حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ أَبُو الْحَسَنِ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ: أَخْبَرَنَا خَالِدٌ الحذَّاء، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ:
كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فِي غَزَاةٍ، فَجَعَلْنَا لَا نَصْعَدُ شَرَفًا، وَلَا نَعْلُو شَرَفًا، وَلَا نَهْبِطُ فِي وَادٍ إِلَّا رَفَعْنَا أَصْوَاتَنَا بِالتَّكْبِيرِ، قَالَ: فَدَنَا مِنَّا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فَقَالَ: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ، ارْبَعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ، فَإِنَّكُمْ لَا تَدْعُونَ أصمَّ وَلَا غَائِبًا، إِنَّمَا تَدْعُونَ سَمِيعًا بَصِيرًا). ثُمَّ قَالَ: (يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ قَيْسٍ، أَلَا أُعَلِّمُكَ كَلِمَةً هِيَ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ، لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ).
[ر: ٢٨٣٠]


(شرفًا) موضعًا مرتفعًا يشرف على ما حوله. (من كنوز الجنة) أي إن قولها يحصل ثوابًا نفيسًا مدخرًا لصاحبه في الجنة.
٦ ‏/ ٢٤٣٧
٧ – باب: المعصوم من عصم الله.
﴿عاصم﴾ /هود: ٤٣/: مانع. قال مجاهد: ﴿سدًا﴾ /يس: ٩/: عن الحق، يترددون في الضلالة. ﴿دسَّاها﴾ /الشمس: ١٠/: أغواها.


(سدًا) حاجزًا ومانعًا. (دسَّاها) وضع من شأنها ونقصها بأعمال الفجور.
٦ ‏/ ٢٤٣٨
٦٢٣٧ – حَدَّثَنَا عَبْدَانُ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنْ الزُهري قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ،
عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: (مَا اسْتُخْلِفَ خَلِيفَةٌ إِلَّا لَهُ بِطَانَتَانِ: بِطَانَةٌ تَأْمُرُهُ بِالْخَيْرِ وتحضُّه عَلَيْهِ، وَبِطَانَةٌ تَأْمُرُهُ بِالشَّرِّ وتحضُّه عَلَيْهِ، وَالْمَعْصُومُ مَنْ عصم الله).
[٦٧٧٣]
(خليفة) هو من يقوم مقام الذاهب ويسد مسده، من الحكام والأمراء والقضاة والولاة. (بطانتان) مثنى بطانة، وبطانة الرجل خاصته وأهل مشورته في الأمور. (تحضه) تحثه على فعله وتؤكد عليه فيه. (المعصوم) المحفوظ من شر بطانة السوء والوقوع فيما يجر إلى الهلاك.
٦ ‏/ ٢٤٣٨
٨ – بَاب: ﴿وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ﴾ /الأنبياء: ٩٥/.
﴿أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلا مَنْ قَدْ آمَنَ﴾ /هود: ٣٦/. ﴿وَلا يَلِدُوا إِلا فَاجِرًا كَفَّارًا﴾ /نوح: ٢٧/.
وَقَالَ مَنْصُورُ بْنُ النُّعْمَانِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ: وِحرْمُ بالحبشية وجب.


(وحرام ..) ممتنع على أهل قرية حكمنا عليهم بالهلاك عدم رجوعهم إلينا للجزاء، وقيل معناها: ممتنع عليهم أن تقبل منهم أعمالهم لأنهم لا يتوبون، والمراد من إيراد هذه الآية والتي بعدها: بيان أن الله تعالى سبق علمه بما يقع من عبيده فقدر عليهم. فيمتنع بعد ذلك أن يقع غيره. وعليه: فكل شيء يقع في الوجود هو بتقدير الله عز وجل. (حرم) هذه قراءة حمزة والكسائي وأبي بكر بن عاصم.
٦ ‏/ ٢٤٣٨
٦٢٣٨ – حَدَّثَنِي مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:
ما رأيت شيئا أَشْبَهَ بِاللَّمَمِ، مِمَّا قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ: (إن الله كَتَبَ عَلَى ابْنِ آدَمَ حَظَّهُ مِنَ الزِّنَا، أَدْرَكَ ذَلِكَ لَا مَحَالَةَ، فَزِنَا الْعَيْنِ النَّظَرُ، وَزِنَا اللِّسَانِ الْمَنْطِقُ، وَالنَّفْسُ تمنَّى وَتَشْتَهِي، وَالْفَرْجُ يصدِّق ذَلِكَ أَوْ يكذِّبه). وَقَالَ شَبَابَةُ: حَدَّثَنَا وَرْقَاءُ، عَنْ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبي ﷺ.
[ر: ٥٨٨٩]
٦ ‏/ ٢٤٣٨
٩ – بَاب: ﴿وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلا فتنة للناس﴾ /الإسراء: ٦٠/.


(وما جعلنا الرؤيا ..) أكثر المفسرين على أن المراد بالرؤيا ما رآه النبي ﷺ ليلة المعراج من العجائب والآيات، فلما ذكرها للناس أنكر بعضهم وكذبوا، فكانت فتنة لهم، واختبارًا للمسلمين، فقد ازداد المخلصون بها إيمانًا.
٦ ‏/ ٢٤٣٩
٦٢٣٩ – حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ: حَدَّثَنَا عَمْرٌو: عَنْ عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما:
﴿وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلا فِتْنَةً للناس﴾. قَالَ: هِيَ رُؤْيَا عَيْنٍ، أُرِيَهَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ لَيْلَةً أُسْرِيَ بِهِ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ، قَالَ: ﴿وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي القرآن﴾. قال: هي شجرة الزقُّوم.
[ر: ٣٦٧٥]
٦ ‏/ ٢٤٣٩
١٠ – بَاب: تَحَاجَّ آدَمُ وَمُوسَى عِنْدَ اللَّهِ.
٦ ‏/ ٢٤٣٩
٦٢٤٠ – حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: حَفِظْنَاهُ مِنْ عَمْرٍو، عَنْ طَاوُسٍ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ،
عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: (احتجَّ آدَمُ وَمُوسَى، فَقَالَ لَهُ مُوسَى: يَا آدَمُ أَنْتَ أَبُونَا خيَّبتنا وَأَخْرَجْتَنَا مِنَ الْجَنَّةِ، قَالَ لَهُ آدَمُ: يَا مُوسَى اصْطَفَاكَ اللَّهُ بِكَلَامِهِ، وخطَّ لَكَ بِيَدِهِ، أَتَلُومُنِي عَلَى أَمْرٍ قدَّره اللَّهُ عليَّ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَنِي بِأَرْبَعِينَ سَنَةً؟ فحجَّ آدَمُ مُوسَى، فحجَّ آدَمُ موسى). ثلاثًا.
وقال سفيان: حدثنا أبو الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ مثله.
[ر: ٣٢٢٨]


أخرجه مسلم في القدر، باب: حجاج آدم وموسى عليهما السلام، رقم: ٢٦٥٢.
(خيَّبتنا) أوقعتنا في الخيبة وهي الحرمان. (خط لك بيده) أنزل عليك كتابه التوراة. (أربعين سنة) مدة لبثه طينًا إلى أن نفخت فيه الروح. (فحج) غلبه بالحجة. (ثلاثًا) كررها ثلاث مرات. قال النووي: معناها إنك تعلم أنه مقدر، فلا تلمني. اهـ وأيضا: اللوم شرعي لا عقلي، وإذا تاب الله عليه وغفر له ذنبه زال عنه اللوم، فمن لامه كان محجوجًا.
٦ ‏/ ٢٤٣٩
١١ – بَاب: لَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَى اللَّهُ.
٦ ‏/ ٢٤٣٩
٦٢٤١ – حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ: حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ: حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ أَبِي لُبَابَةَ، عَنْ ورَّاد، مَوْلَى الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، قَالَ: كَتَبَ مُعَاوِيَةُ إِلَى الْمُغِيرَةِ: اكْتُبْ إِلَيَّ مَا سَمِعْتَ النَّبِيَّ ﷺ يَقُولُ خَلْفَ الصَّلَاةِ، فَأَمْلَى عَلَيَّ الْمُغِيرَةُ قَالَ:
سَمِعْتُ النَّبِيَّ ﷺ يَقُولُ خَلْفَ الصَّلَاةِ: (لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، اللَّهُمَّ لَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ، وَلَا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ، وَلَا يَنْفَعُ

⦗٢٤٤٠⦘
ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ).
وَقَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: أَخْبَرَنِي عَبْدَةُ: أَنَّ ورَّادًا أَخْبَرَهُ بِهَذَا. ثُمَّ وَفَدْتُ بَعْدُ إِلَى مُعَاوِيَةَ، فَسَمِعْتُهُ يأمر الناس بذلك القول.
[ر: ٨٠٨]

٦ ‏/ ٢٤٣٩
١٢ – بَاب: مَنْ تَعَوَّذَ بِاللَّهِ مِنْ دَرَكِ الشَّقَاءِ، وَسُوءِ الْقَضَاءِ.
وَقَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الفلق. من شرِّ ما خلق﴾ /الفلق: ١ – ٢/.


(درك الشقاء) الدرك: اللحاق والتبعة، والشقاء: الشدة والعسر في الأمور الدنيوية أو الأخروية. (سوء القضاء) ما يسوء الإنسان بظاهره، من الأمور التي حكم الله عز وجل بها. (الفلق) الخلق كله، لأنه فلق عنه فظهر، والصبح لأن الظلام ينفلق عنه.
٦ ‏/ ٢٤٤٠
٦٢٤٢ – حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سميٍّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،
عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: (تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ جَهْدِ الْبَلَاءِ، وَدَرَكِ الشَّقَاءِ، وَسُوءِ الْقَضَاءِ، وشماتة الأعداء).
[ر: ٥٩٨٧]
٦ ‏/ ٢٤٤٠
١٣ – باب: ﴿يحول بين المرء وقلبه﴾ /الأنفال: ٢٤/.


(يحول ..) يلقي في قلب الإنسان ما يحجزه عن مراده، ويغير عليه نيته، ويصرفه عن قصده، لحكمة تقتضي ذلك.
٦ ‏/ ٢٤٤٠
٦٢٤٣ – حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ أَبُو الْحَسَنِ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:
كَثِيرًا مِمَّا كَانَ النَّبِيُّ ﷺ يَحْلِفُ: (لا ومقلِّب القلوب).
[٦٢٥٣، ٦٩٥٦]
(مما كان) من الألفاظ التي كثيرًا ما كان يحلف بها إذا أراد الحلف. (لا) أفعل، أو لا أترك. (ومقلِّب القلوب) وحقِّ مقلِّب القلوب وهو الله عز وجل.
٦ ‏/ ٢٤٤٠
٦٢٤٤ – حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَفْصٍ وَبِشْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَا: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُهري، عن سالم، عن ابن عمر رضي الله عنهما قَالَ:
قَالَ النَّبِيُّ ﷺ لِابْنِ صَيَّادٍ: (خَبَأْتُ لَكَ خَبِيئَا). قَالَ: الدُّخُّ، قَالَ: (اخْسَأْ، فَلَنْ تَعْدُوَ قَدْرَكَ). قَالَ عُمَرُ: ائْذَنْ لِي فَأَضْرِبَ عُنُقَهُ، قَالَ: (دعه، إن يكنه فلا تطيقه، وَإِنْ لَمْ يَكُنْهُ فَلَا خَيْرَ لَكَ فِي قتله).
[ر: ١٢٨٩]


(يكنه) يكن هو الدَّجال المخبر عنه. (فلا تطيقه) لا تستطيع قتله، إذ المقدَّر أنه يخرج في آخر الزمان ويقتله غيرك.
٦ ‏/ ٢٤٤٠
١٤ – بَاب: ﴿قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا﴾ /التوبة: ٥١/: قَضَى.
قَالَ مُجَاهِدٌ: ﴿بِفَاتِنِينَ﴾ /الصافات: ١٦٢/: بمضلِّين إلا ما كَتَبَ اللَّهُ أَنَّهُ يَصْلَى الْجَحِيمَ. ﴿قدَّر فَهَدَى﴾ /الأعلى: ٣/: قدَّر الشقاء والسعادة، وهدى الأنعام لمراتعها.


(يصلى) يدخل. (الجحيم) النار. (فهدى) يسر كل مخلوق لما قدر عليه. (الأنعام) الإبل والبقر والغنم. (لمراتعها) جمع مرتع، وهي الأماكن التي ترتع فيها الماشية وترعى.
٦ ‏/ ٢٤٤١
٦٢٤٥ – حدثني إسحق بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ: أَخْبَرَنَا النَّضْرُ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي الْفُرَاتِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ: أَنَّ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَخْبَرَتْهُ:
أَنَّهَا سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ عَنِ الطَّاعُونِ، فَقَالَ: (كَانَ عَذَابًا يَبْعَثُهُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ، فَجَعَلَهُ اللَّهُ رَحْمَةً لِلْمُؤْمِنِينَ، مَا مِنْ عَبْدٍ يَكُونُ فِي بَلَدٍ يَكُونُ فِيهِ، وَيَمْكُثُ فِيهِ لَا يَخْرُجُ مِنَ الْبَلَدِ، صَابِرًا مُحْتَسِبًا، يَعْلَمُ أَنَّهُ لَا يُصِيبُهُ إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ، إِلَّا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ شهيد).
[ر: ٣٢٨٧]
٦ ‏/ ٢٤٤١
١٥ – بَاب: ﴿وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ﴾ /الأعراف: ٤٣/.
﴿لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ من المتقين﴾ /الزمر: ٥٧/.
٦ ‏/ ٢٤٤١
٦٢٤٦ – حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ: أَخْبَرَنَا جَريِرٌ، هُوَ ابْنُ حازم، عن أبي إسحق، عن البراء ابن عَازِب قَالَ:
رَأَيْتُ النَّبِيَّ ﷺ يَوْمَ الْخَنْدَقِ يَنْقُلُ مَعَنَا التُّرَابَ، وَهُوَ يَقُولُ:
(وَاللَّهِ لَوْلَا اللَّهُ مَا اهْتَدَيْنَا … وَلَا صُمْنَا وَلَا صَلَّيْنَا
فَأَنْزِلَنْ سَكِينَةً عَلَيْنَا … وثبِّت الْأَقْدَامَ إِنْ لَاقَيْنَا
وَالْمُشْرِكُونَ قَدْ بَغَوْا عَلَيْنَا … إذا أرادوا فتنة أبينا).
[ر: ٢٦٨١]

عن معز نوني

متحصّل على شهادة ختم الدروس للمعهد الأعلى لتكوين المعلمين بقفصة دفعة 2000، يعمل حاليًّا أستاذ مدارس إبتدائية

شاهد أيضاً

١ – بَدْءُ الْوَحْيِ.

قَالَ الشَّيْخُ الْإِمَامُ الْحَافِظُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمُغِيرَةِ الْبُخَارِيُّ …