٩٢ – كتاب استتابة المرتدين والمعاندين وقتالهم.

(المرتدين) الجائرين عن القصد والباغين، الذين يردُّون الحق مع العلم به.
٦ ‏/ ٢٥٣٥
١ – بَاب: إِثْمِ مَنْ أَشْرَكَ بِاللَّهِ، وَعُقُوبَتِهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ.
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿إِنَّ الشِّرْكَ لظلم عظيم﴾ /لقمان: ١٣/. و﴿لَئِنْ أَشْرَكْتَ ليحبطنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ /الزمر: ٦٥/.


(ليحبطن عملك) ليبطلن ويذهب ثوابه.
٦ ‏/ ٢٥٣٥
٦٥٢٠ – حدثنا قتيبة بن سعيد: حدثنا جرير، عن الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه قَالَ:
لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بظلم﴾. شق ذلك على أصحاب رسول الله ﷺ، وَقَالُوا: أَيُّنَا لَمْ يَلْبِسْ إِيمَانَهُ بِظُلْمٍ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (إنه ليس بذلك، أَلَا تَسْمَعُونَ إِلَى قَوْلِ لُقْمَانَ: ﴿إِنَّ الشِّرْكَ لظلم عظيم﴾).
[ر: ٣٢]
٦ ‏/ ٢٥٣٥
٦٥٢١ – حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ المفضَّل: حَدَّثَنَا الجريري. وحدثني قَيْسُ بْنُ حَفْصٍ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ الْجُرَيْرِيُّ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه قَالَ:
قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (أَكْبَرُ الْكَبَائِرِ: الْإِشْرَاكُ بِاللَّهِ، وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ، وَشَهَادَةُ الزُّورِ، وَشَهَادَةُ الزُّورِ – ثَلَاثًا – أَوْ: قَوْلُ الزُّورِ). فَمَا زَالَ يُكَرِّرُهَا حَتَّى قُلْنَا: لَيْتَهُ سَكَتَ.
[ر: ٢٥١١]
٦ ‏/ ٢٥٣٥
٦٥٢٢ – حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى: أَخْبَرَنَا شَيْبَانُ، عَنْ فراس، عَنْ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما قَالَ:
جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا الْكَبَائِرُ؟ قَالَ: (الْإِشْرَاكُ بِاللَّهِ). قَالَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: (ثُمَّ عُقُوقُ الوالدين). قَالَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: (ثُمَّ عُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ). قَالَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: (الْيَمِينُ الْغَمُوسُ). قُلْتُ: وَمَا الْيَمِينُ الْغَمُوسُ؟ قَالَ: (الَّذِي يَقْتَطِعُ مَالَ امرئ

⦗٢٥٣٦⦘
مسلم، هو فيها كاذب).
[ر: ٦٢٩٨]


(اليمين الغموس) هي أن يحلف على خلاف ما يعلم، متعمدًا الكذب في ذلك. (يقتطع مال امرئ) يأخذ بسببها قطعة من ماله بغير حق.
٦ ‏/ ٢٥٣٥
٦٥٢٣ – حَدَّثَنَا خَلَّادُ بْنُ يَحْيَى: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ وَالْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ:
قَالَ رَجُلٌ: يا رسول الله، أنؤاخذ بماعملنا فِي الْجَاهِلِيَّةِ؟ قَالَ: (مَنْ أَحْسَنَ فِي الْإِسْلَامِ لَمْ يُؤَاخَذْ بِمَا عَمِلَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَمَنْ أساء في الإسلام أخذ بالأول والآخر).


أخرجه مسلم في الإيمان، باب: هل يؤاخذ بأعمال الجاهلية، رقم: ١٢٠.
(نؤاخذ) نعاقب. (أحسن في الإسلام) استمر على دينه وترك المعاصي.
(أساء) ارتد. (بالأول) بما عمل حال الكفر. (الآخر) ما اكتسبه من معصية بعد إسلامه.
٦ ‏/ ٢٥٣٦
٢ – بَاب: حُكْمِ الْمُرْتَدِّ وَالْمُرْتَدَّةِ وَاسْتِتَابَتِهِمْ.
وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ والزُهري وَإِبْرَاهِيمُ: تُقْتَلُ الْمُرْتَدَّةُ.
وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ البيِّنات وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ. أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ. خَالِدِينَ فِيهَا لا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ. إِلا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ. إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الضَّالُّونَ﴾ /آل عمران: ٨٦ – ٩٠/.
وقال: ﴿يا أيها الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يردُّوكم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ﴾ /آل عمران: ١٠٠/.
وَقَالَ: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلا﴾ /النساء: ١٣٧/.
وَقَالَ: ﴿مَنْ يرتدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أذلَّة عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أعزَّة عَلَى الْكَافِرِينَ﴾ /المائدة: ٥٤/.

⦗٢٥٣٧⦘
﴿وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ. ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّوا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الآخِرَةِ وَأَنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ. أُولَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الغافلون. لا جرم – يقول: حقًا – أنهم في الآخرة هم الخاسرون – إلى قوله – إن ربك من بعدها لَغَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ /النحل: ١٠٦ – ١١٠/.
﴿وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يردُّوكم عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النار هم فيها خالدون﴾ /البقرة: ٢١٧/.


(استتابتهم) أي المرتدين. (البيِّنات) قامت الحجج والبراهين على ما جاء به رسول الله ﷺ. (ينظرون) يؤخرون عن العذاب. (ازدادوا كفرًا) استمروا عليه إلى الممات. (الضالون) المنحرفون عن منهج الحق إلى الضلال والغي. (فريقًا) طائفة وفئة. (الذين أوتوا الكتاب) اليهود أو النصارى. (سبيلًا) مخرجًا وفرجًا مما هم فيه من حيرة وضلال، وطريقًا إلى الحق والرشاد. (أذلة على المؤمنين) يتواضعون لهم ويعطفون عليهم ويرحمونهم. (أعزة على الكافرين) يستعلون بإيمانهم على أهل الكفر والضلال. ولا يذلون لهم، ولا هوادة بينهم وبينهم. (شرح بالكفر صدرًا) اعتقده وطابت به نفسه. (استحبوا) آثروا ورغبوا. (طبع) ختم عليها بحيث لا تدرك الحق ولا تسمعه ولا تبصره. (يقول حقًا) هذه تفسير لكلمة لا جرم، وليست من التلاوة. (إلى قوله) وتتمتها: ﴿ثم إن ربك للذين هاجروا من بعدما فتنوا ثم جاهدوا وصبروا﴾ (فتنوا) عذبوا وأذوا ليتركوا دينهم. (حبطت) بطلت وذهب ثوابها.
٦ ‏/ ٢٥٣٦
٦٥٢٤ – حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ: حَدَّثَنَا حمَّاد بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ:
أُتِيَ عَلِيٌّ رضي الله عنه بِزَنَادِقَةٍ فَأَحْرَقَهُمْ، فَبَلَغَ ذَلِكَ ابْنَ عَبَّاسٍ فَقَالَ: لَوْ كُنْتُ أَنَا لَمْ أُحْرِقْهُمْ، لِنَهْيِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ: (لَا تعذِّبوا بِعَذَابِ اللَّهِ). وَلَقَتَلْتُهُمْ، لِقَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ: (من بدَّل دينه فاقتلوه).
[ر: ٢٨٥٤]
٦ ‏/ ٢٥٣٧
٦٥٢٥ – حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ قرَّة بْنِ خَالِدٍ: حَدَّثَنِي حُمَيْدُ بْنُ هِلَالٍ: حَدَّثَنَا أَبُو بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ:
أَقْبَلْتُ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ وَمَعِي رَجُلَانِ مِنَ الْأَشْعَرِيِّينَ، أَحَدُهُمَا عَنْ يَمِينِي وَالْآخَرُ عَنْ يَسَارِي، وَرَسُولُ اللَّهِ ﷺ يستاك، فكلاهما سأل، فَقَالَ: (يَا أَبَا مُوسَى، أَوْ: يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ قَيْسٍ). قَالَ: قُلْتُ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا أَطْلَعَانِي عَلَى مَا فِي أَنْفُسِهِمَا، وَمَا شَعَرْتُ أَنَّهُمَا يَطْلُبَانِ الْعَمَلَ، فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى سِوَاكِهِ تَحْتَ شَفَتِهِ قَلَصَتْ، فَقَالَ: (لَنْ، أَوْ: لَا نَسْتَعْمِلُ عَلَى عَمَلِنَا مَنْ أَرَادَهُ، وَلَكِنِ اذْهَبْ أَنْتَ يَا أَبَا مُوسَى، أَوْ يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ قَيْسٍ، إِلَى الْيَمَنِ). ثُمَّ اتَّبَعَهُ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، فَلَمَّا قَدِمَ عَلَيْهِ أَلْقَى لَهُ وِسَادَةً، قَالَ:

⦗٢٥٣٨⦘
انْزِلْ، وَإِذَا رَجُلٌ عِنْدَهُ مُوثَقٌ، قَالَ: مَا هَذَا؟ قَالَ: كَانَ يَهُودِيًّا فَأَسْلَمَ ثُمَّ تهوَّد، قَالَ: اجْلِسْ، قَالَ: لَا أَجْلِسُ حَتَّى يُقتل، قَضَاءُ اللَّهِ وَرَسُولِهِ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ. فَأَمَرَ بِهِ فَقُتِلَ، ثُمَّ تَذَاكَرَا قِيَامَ اللَّيْلِ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا: أَمَّا أَنَا فَأَقُومُ وَأَنَامُ، وَأَرْجُو فِي نَوْمَتِي مَا أَرْجُو في قومتي.
[ر: ٢١٤٢]


أخرجه مسلم في الإمارة، باب: النهي عن طلب الإمارة والحرص عليها، رقم: ١٧٣٣.
(يستاك) يدلك أسنانه بالسواك. (سأل) طلب الولاية. (يا أبا موسى) أي ما تقول؟ وما هذا الطلب. (قلصت) انزوت وارتفعت. (موثق) مربوط بقيد.
(في نومتي) بسبب نومي. (ما أرجو في قومتي) مثل ما أرجو في قيامي بالليل من الأجر.
٦ ‏/ ٢٥٣٧
٣ – بَاب: قَتْلِ مَنْ أَبَى قَبُولَ الْفَرَائِضِ، وَمَا نُسِبُوا إِلَى الرِّدَّةِ.
٦ ‏/ ٢٥٣٨
٦٥٢٦ – حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ: أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ:
لمَّا تُوُفِّيَ النَّبِيُّ ﷺ وَاسْتُخْلِفَ أَبُو بَكْرٍ، وَكَفَرَ مَنْ كَفَرَ مِنَ الْعَرَبِ، قَالَ عُمَرُ: يَا أَبَا بَكْرٍ، كَيْفَ تُقَاتِلُ النَّاسَ، وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَمَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، عَصَمَ مِنِّي مَالَهُ وَنَفْسَهُ إِلَّا بِحَقِّهِ، وَحِسَابُهُ عَلَى اللَّهِ). قَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَاللَّهِ لأقاتلنَّ مَنْ فرَّق بَيْنَ الصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ، فَإِنَّ الزَّكَاةَ حَقُّ الْمَالِ، وَاللَّهِ لَوْ مَنَعُونِي عَنَاقًا كَانُوا يُؤَدُّونَهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ لَقَاتَلْتُهُمْ عَلَى مَنْعِهَا. قَالَ عُمَرُ: فَوَاللَّهِ مَا هُوَ إِلَّا أَنْ رَأَيْتُ أَنْ قَدْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَ أَبِي بَكْرٍ لِلْقِتَالِ، فَعَرَفْتُ أنه الحق.
[ر: ١٣٣٥]
٦ ‏/ ٢٥٣٨
٤ – باب: إذا عرَّض الذمِّيُّ بِسَبِّ النَّبِيِّ ﷺ وَلَمْ يصرِّح، نحو قوله: السام عليكم.


(عرَّض) من التعريض وهو خلاف التصريح.
٦ ‏/ ٢٥٣٨
٦٥٢٧ – حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ أَبُو الْحَسَنِ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ:
مرَّ يَهُودِيٌّ بِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَقَالَ: السَّامُ عَلَيْكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (وَعَلَيْكَ). فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (أَتَدْرُونَ مَا يَقُولُ؟ قَالَ: السَّامُ عَلَيْكَ). قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلَا نَقْتُلُهُ؟ قَالَ: (لَا، إِذَا سلَّم عَلَيْكُمْ أَهْلُ الْكِتَابِ، فقولوا: وعليكم).


(السام) هو الموت. (وعليكم) ما تستحقون من اللعنة والعذاب والموت.
٦ ‏/ ٢٥٣٨
٦٥٢٨ – حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، عَنِ ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُهري، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ:
اسْتَأْذَنَ رَهْطٌ مِنَ الْيَهُودِ عَلَى النَّبِيِّ ﷺ فَقَالُوا: السام عَلَيْكَ، فَقُلْتُ: بَلْ عَلَيْكُمُ السَّامُ وَاللَّعْنَةُ، فَقَالَ: (يَا عَائِشَةُ، إِنَّ اللَّهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ فِي الْأَمْرِ كُلِّهِ). قُلْتُ: أَوَلَمْ تَسْمَعْ مَا قالوا: قال: (قلت: وعليكم).
[ر: ٢٧٧٧]
٦ ‏/ ٢٥٣٩
٦٥٢٩ – حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سُفْيَانَ وَمَالِكِ بْنِ أَنَسٍ قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما يَقُولُ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (إِنَّ الْيَهُودَ إِذَا سلَّموا عَلَى أَحَدِكُمْ إِنَّمَا يَقُولُونَ: سَامٌ عَلَيْكَ، فقل: عليك).
[ر: ٥٩٠٢]
٦ ‏/ ٢٥٣٩
٦٥٣٠ – حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ: حَدَّثَنَا أَبِي: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ قَالَ: حَدَّثَنِي شَقِيقٌ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ:
كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ يَحْكِي نَبِيًّا مِنَ الْأَنْبِيَاءِ، ضَرَبَهُ قَوْمُهُ فَأَدْمَوْهُ، فَهُوَ يَمْسَحُ الدَّمَ عَنْ وَجْهِهِ، وَيَقُولُ: (رَبِّ اغْفِرْ لِقَوْمِي فَإِنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ)
[ر: ٣٢٩٠]
٦ ‏/ ٢٥٣٩
٥ – بَاب: قَتْلِ الْخَوَارِجِ وَالْمُلْحِدِينَ بَعْدَ إِقَامَةِ الْحُجَّةِ عَلَيْهِمْ.
وَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ ليضلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يبيِّن لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ﴾ /التوبة: ١١٥/.
وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَرَاهُمْ شِرَارَ خَلْقِ اللَّهِ، وَقَالَ: إِنَّهُمُ انْطَلَقُوا إِلَى آيَاتٍ نَزَلَتْ فِي الْكُفَّارِ، فَجَعَلُوهَا عَلَى المؤمنين.


(الخوارج) جمع خارجة، أي طائفة خرجوا عن الدين القويم، وهم مبتدعون، وسمّوا بذلك لأنهم خرجوا على خيار المسلمين. وكل من خرج عن جماعة المسلمين، التي تعمل بكتاب الله تعالى وسنة رسوله ﷺ وما أجمعت عليه الأمة فهو خارجي. (الملحدين) جمع ملحد، وهو من عدل عن الحق ومال إلى الباطل. وفي أيامنا هذه: هو من ينكر وجود الخالق سبحانه، أو من ينكر الدين السماوي المنزل من عند الله عز وجل، أو ينكر النبوات. (ما يتقون) ما يحذرون به الضلال ويخافون عاقبته. (انطلقوا ..) أي حرفوا معاني كتاب الله عز وجل، بحملهم الآيات على غير ما أنزلت له.
٦ ‏/ ٢٥٣٩
٦٥٣١ – حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ: حَدَّثَنَا أَبِي: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ: حَدَّثَنَا خَيْثَمَةُ: حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ غَفَلَةَ: قَالَ عَلِيٌّ رضي الله عنه:
إِذَا حَدَّثْتُكُمْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ حَدِيثًا، فَوَاللَّهِ لَأَنْ أخرَّ مِنَ السَّمَاءِ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَكْذِبَ عَلَيْهِ، وَإِذَا حَدَّثْتُكُمْ فِيمَا بَيْنِي

⦗٢٥٤٠⦘
وَبَيْنَكُمْ، فَإِنَّ الْحَرْبَ خِدْعَةٌ، وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: (سَيَخْرُجُ قَوْمٌ فِي آخِرِ الزَّمَانِ، أَحْدَاثُ الْأَسْنَانِ، سُفَهَاءُ الْأَحْلَامِ، يَقُولُونَ مِنْ خَيْرِ قَوْلِ البريَّة، لَا يُجَاوِزُ إِيمَانُهُمْ حَنَاجِرَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرميَّة، فَأَيْنَمَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ، فَإِنَّ فِي قَتْلِهِمْ أجرًا لمن قتلهم يوم القيامة).
[ر: ٣٤١٥]

٦ ‏/ ٢٥٣٩
٦٥٣٢ – حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ المثنَّى: حَدَّثَنَا عَبْدُ الوهَّاب قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، وَعَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ:
أنهما أتيا أبا سعيد الخدري، فسألاه عَنِ الحروريَّة: أَسَمِعْتَ النَّبِيَّ ﷺ؟ قَالَ: لَا أَدْرِي مَا الحروريَّة؟ سمعت النبي ﷺ يقول: (يَخْرُجُ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ – وَلَمْ يَقُلْ مِنْهَا – قوم تحقرون صلاتكم مع صلاتهم، يقرؤون الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ حُلُوقَهُمْ، أَوْ حَنَاجِرَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ مُرُوقَ السَّهْمِ مِنَ الرميَّة، فَيَنْظُرُ الرَّامِي إِلَى سَهْمِهِ، إِلَى نَصْلِهِ، إِلَى رِصَافِهِ، فَيَتَمَارَى فِي الْفُوقَةِ، هَلْ عَلِقَ بِهَا مِنَ الدم شيء).
[ر: ٣٤١٤]


(ولم يقل منها) أي لم يقل النبي ﷺ من هذه الأمة بكلمة من، لأنهم ليسوا منها في الحقيقة.
٦ ‏/ ٢٥٤٠
٦٥٣٣ – حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ: حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَرُ: أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، وَذَكَرَ الحروريَّة، فَقَالَ:
قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (يَمْرُقُونَ مِنَ الْإِسْلَامِ مُرُوقَ السهم من الرميَّة).


(وذكر الحرورية) هم الخوارج، ينسبون إلى حروراء، وهو موضع في العراق اجتمعوا فيه أول ما خرجوا. (يمرقون) يخرجون سريعين.
(مروق السهم) كما يدخل السهم من جهة ويخرج من الأخرى. (الرميَّة) الهدف الذي يرمي.
٦ ‏/ ٢٥٤٠
٦ – باب: من ترك قتال الخوارج للتألف، ولئلا يَنْفِرَ النَّاسُ عَنْهُ.
٦ ‏/ ٢٥٤٠
٦٥٣٤ – حدثنا عبد الله بن محمد: حدثنا هشام: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُهري، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ:
بَيْنَا النَّبِيُّ ﷺ يَقْسِمُ، جَاءَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ ذِي الْخُوَيْصِرَةِ التَّمِيمِيُّ فَقَالَ: اعْدِلْ يَا رسول الله، فقال: (ويحك، وَمَنْ يَعْدِلُ إِذَا لَمْ أَعْدِلْ). قَالَ عُمَرُ بن الخطاب: ائذن لي فأضرب عُنُقَهُ، قَالَ: (دَعْهُ، فَإِنَّ لَهُ أَصْحَابًا، يَحْقِرُ أَحَدُكُمْ

⦗٢٥٤١⦘
صَلَاتَهُ مَعَ صَلَاتِهِ، وَصِيَامَهُ مَعَ صِيَامِهِ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرميَّة، يُنْظَرُ فِي قُذَذِهِ فَلَا يُوجَدُ فِيهِ شيء، ثم يُنْظَرُ إِلَى نَصْلِهِ فَلَا يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ، ثُمَّ يُنْظَرُ إِلَى رِصَافِهِ فَلَا يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ، ثُمَّ يُنْظَرُ فِي نضيِّه فَلَا يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ، قَدْ سَبَقَ الْفَرْثَ وَالدَّمَ، آيَتُهُمْ رَجُلٌ إِحْدَى يَدَيْهِ، أَوْ قَالَ: ثَدْيَيْهِ، مِثْلُ ثَدْيِ الْمَرْأَةِ، أَوْ قَالَ: مِثْلُ الْبَضْعَةِ تَدَرْدَرُ، يَخْرُجُونَ عَلَى حِينِ فُرْقَةٍ مِنَ النَّاسِ).
قَالَ أَبُو سَعِيد: أَشْهَدُ سَمِعْتُ مِنَ النَّبِيِّ ﷺ، وَأَشْهَدُ أَنَّ عَلِيًّا قَتَلَهُمْ، وَأَنَا مَعَهُ، جِيءَ بِالرَّجُلِ عَلَى النَّعْتِ الَّذِي نَعَتَهُ النَّبِيُّ ﷺ، قَالَ: فَنَزَلَتْ فِيهِ: ﴿وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ﴾.
[ر: ٣٤١٤]


(يلمزك في الصدقات) يعيبك في قسمتها. /التوبة: ٥٨/.
٦ ‏/ ٢٥٤٠
٦٥٣٥ – حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ: حَدَّثَنَا الشَّيْبَانِيُّ: حَدَّثَنَا يُسَيْرُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: قُلْتُ لِسَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ:
هَلْ سَمِعْتَ النَّبِيَّ ﷺ يَقُولُ فِي الْخَوَارِجِ شَيْئًا؟ قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ، وَأَهْوَى بِيَدِهِ قِبَلَ العراق: (يخرج منه قوم يقرؤون الْقُرْآنَ، لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الْإِسْلَامِ مروق السهم من الرميَّة).


أخرجه مسلم في الزكاة، باب: الخوارج شر الخلق والخليقة، رقم: ١٠٦٨.
(لا يجاوز تراقيهم) جمع ترقوة، وهي عظم في أعلى الصدر، والمراد: أنه لا يصل إلى قلوبهم. (يمرقون ..) انظر الحديث (٦٥٣٣).
٦ ‏/ ٢٥٤١
٧ – باب: قول النبي ﷺ: (لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَقْتَتِلَ فِئَتَانِ، دَعْوَاهُمَا واحدة).
٦ ‏/ ٢٥٤١
٦٥٣٦ – حَدَّثَنَا عَلِيٌّ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ: حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ، عن الأعرج، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
قال رسول الله ﷺ: (لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَقْتَتِلَ فئتان، دعواهما واحدة).
[ر: ٣٤١٣]
٦ ‏/ ٢٥٤١
٨ – بَاب: مَا جَاءَ فِي الْمُتَأَوِّلِينَ.
٦ ‏/ ٢٥٤١
٦٥٣٧ – قَالَ أَبُو عَبْد اللَّهِ: وَقَالَ اللَّيْثُ: حَدَّثَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ: أَنَّ الْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَبْدٍ الْقَارِيَّ أَخْبَرَاهُ: أَنَّهُمَا سَمِعَا عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ:
سَمِعْتُ هِشَامَ بْنَ حَكِيمٍ يَقْرَأُ سُورَةَ الْفُرْقَانِ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ،

⦗٢٥٤٢⦘
فَاسْتَمَعْتُ لِقِرَاءَتِهِ، فَإِذَا هُوَ يَقْرَؤُهَا عَلَى حُرُوفٍ كَثِيرَةٍ لَمْ يُقْرِئْنِيهَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ كَذَلِكَ، فَكِدْتُ أُسَاوِرُهُ فِي الصَّلَاةِ، فَانْتَظَرْتُهُ حَتَّى سلَّم، ثُمَّ لبَّبْتُه بِرِدَائِهِ أَوْ بِرِدَائِي، فَقُلْتُ: مَنْ أَقْرَأَكَ هَذِهِ السُّورَةَ؟ قَالَ: أَقْرَأَنِيهَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، قُلْتُ لَهُ: كَذَبْتَ، فَوَاللَّهِ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ أَقْرَأَنِي هَذِهِ السُّورَةَ الَّتِي سَمِعْتُكَ تَقْرَؤُهَا، فَانْطَلَقْتُ أَقُودُهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي سَمِعْتُ هَذَا يَقْرَأُ بِسُورَةِ الْفُرْقَانِ عَلَى حُرُوفٍ لَمْ تُقْرِئْنِيهَا، وَأَنْتَ أَقْرَأْتَنِي سُورَةَ الْفُرْقَانِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (أَرْسِلْهُ يَا عُمَرُ، اقْرَأْ يَا هِشَامُ). فَقَرَأَ عَلَيْهِ القراءة التي سمعته يقرؤها، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (هَكَذَا أُنْزِلَتْ). ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (اقْرَأْ يَا عُمَرُ). فَقَرَأْتُ، فَقَالَ: (هَكَذَا أُنْزِلَتْ). ثُمَّ قَالَ: (إِنَّ هَذَا القرآن أنزل على سبعة أحرف، فاقرؤوا ما تيسر منه).
[ر: ٢٢٨٧]

٦ ‏/ ٢٥٤١
٦٥٣٨ – حدثنا إسحق بن إبراهيم: أخبرنا وكيع (ح). حَدَّثَنَا يَحْيَى: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه قَالَ:
لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: ﴿الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم). شَقَّ ذَلِكَ عَلَى أَصْحَابِ النَّبِيِّ ﷺ، وَقَالُوا: أَيُّنَا لَمْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (لَيْسَ كَمَا تَظُنُّونَ، إِنَّمَا هُوَ كَمَا قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ: ﴿يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إن الشرك لظلم عظيم﴾).
[ر: ٣٢]
٦ ‏/ ٢٥٤٢
٦٥٣٩ – حَدَّثَنَا عَبْدَانُ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُهري: أَخْبَرَنِي مَحْمُودُ بْنُ الرَّبِيعِ قَالَ: سَمِعْتُ عِتْبَانَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ:
غَدَا عليَّ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، فقال رَجُلٌ: أَيْنَ مَالِكُ بْنُ الدُّخْشُنِ؟ فَقَالَ رَجُلٌ مِنَّا: ذَلِكَ مُنَافِقٌ، لَا يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، فَقَالَ النبي ﷺ: (ألا تقولونه: يَقُولُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، يَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ اللَّهِ). قَالَ: بَلَى، قَالَ: (فَإِنَّهُ لَا يُوَافَى عَبْدٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِهِ، إِلَّا حرَّم الله عليه النار).
[ر: ٤١٤]


(ألا تقولونه) تظنونه. (يوافي) يأتي. (به) بهذا القول بشرطه.
٦ ‏/ ٢٥٤٢
٦٥٤٠ – حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ فُلَانٍ قَالَ: تَنَازَعَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ وحبَّان بْنُ عَطِيَّةَ، فَقَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ لحبَّان: لَقَدْ عَلِمْتُ مَا الَّذِي جرَّأ صَاحِبَكَ عَلَى الدِّمَاءِ، يَعْنِي عَلِيًّا، قَالَ: مَا هُوَ لَا أَبَا لَكَ؟ قَالَ: شَيْءٌ سَمِعْتُهُ يَقُولُهُ،

⦗٢٥٤٣⦘
قَالَ: مَا هُوَ؟ قَالَ:
بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ ﷺ والزبير وَأَبَا مَرْثَدٍ، وَكُلُّنَا فَارِسٌ، قَالَ: (انْطَلِقُوا حَتَّى تَأْتُوا رَوْضَةَ حَاجٍ – قَالَ أَبُو سَلَمَةَ: هَكَذَا قَالَ أَبُو عَوَانَةَ: حَاجٍ – فَإِنَّ فِيهَا امْرَأَةً مَعَهَا صَحِيفَةٌ مِنْ حَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ إِلَى الْمُشْرِكِينَ، فَأْتُونِي بِهَا). فَانْطَلَقْنَا عَلَى أَفْرَاسِنَا حَتَّى أَدْرَكْنَاهَا حَيْثُ قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، تَسِيرُ عَلَى بَعِيرٍ لها، وكان كَتَبَ إِلَى أَهْلِ مَكَّةَ بِمَسِيرِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ إِلَيْهِمْ، فَقُلْنَا: أَيْنَ الْكِتَابُ الَّذِي مَعَكِ؟ قَالَتْ: مَا مَعِي كِتَابٌ، فَأَنَخْنَا بِهَا بَعِيرَهَا، فَابْتَغَيْنَا فِي رَحْلِهَا فَمَا وجدنا شيئًا، فقال صاحبي: مَا نَرَى مَعَهَا كِتَابًا، قَالَ: فَقُلْتُ: لَقَدْ عَلِمْنَا مَا كَذَبَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، ثم حلف عليذ: وَالَّذِي يُحْلَفُ بِهِ، لتخرجنَّ الْكِتَابَ أَوْ لأجرِّدنَّك، فَأَهْوَتْ إِلَى حُجْزَتِهَا، وَهِيَ مُحْتَجِزَةٌ بِكِسَاءٍ، فَأَخْرَجَتِ الصَّحِيفَةَ، فَأَتَوْا بِهَا رَسُولَ اللَّهِ ﷺ، فَقَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ خَانَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالْمُؤْمِنِينَ، دَعْنِي فَأَضْرِبَ عُنُقَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (يَا حَاطِبُ، مَا حَمَلكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ). قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا لِي أَنْ لَا أَكُونَ مُؤْمِنًا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ؟ وَلَكِنِّي أَرَدْتُ أَنْ يَكُونَ لِي عِنْدَ الْقَوْمِ يَدٌ يُدْفَعُ بِهَا عَنْ أَهْلِي وَمَالِي، وَلَيْسَ مِنْ أَصْحَابِكَ أَحَدٌ إِلَّا لَهُ هُنَالِكَ مِنْ قَوْمِهِ مَنْ يَدْفَعُ اللَّهُ بِهِ عَنْ أَهْلِهِ وَمَالِهِ، قال: (صدق، ولا تَقُولُوا لَهُ إِلَّا خَيْرًا). قَالَ: فَعَادَ عُمَرُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ خَانَ اللَّهَ ورسوله والمؤمنين، دعني فلأضرب عنقه، قال: (أو ليس مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ، وَمَا يُدْرِيكَ، لَعَلَّ اللَّهَ اطَّلع عَلَيْهِمْ فَقَالَ: اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ، فَقَدْ أَوْجَبْتُ لَكُمُ الْجَنَّةَ). فَاغْرَوْرَقَتْ عَيْنَاهُ، فَقَالَ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ.
قَالَ أَبُو عَبْد اللَّهِ: خَاخٍ أَصَحُّ، وَلَكِنْ كَذَا قَالَ أَبُو عَوَانَةَ: حَاجٍ، وَحَاجٍ تَصْحِيفٌ، وَهُوَ مَوْضِعٌ، وَهُشَيْمٌ يَقُولُ: خَاخٍ.
[ر: ٢٨٤٥]


(فلان) هو سعد بن عبيدة، تابعي، روى عن جماعة منهم ابن عمر والبراء رضي الله عنهم.
(قال: ماهو؟ قال: بعثني) أي قال حبَّان لأبي عبد الرحمن: ماهو؟ قال أبو عبد الرحمن: قال علي رضي الله عنه: بعثني .. فقال الثانية من عادتهم إسقاطها في الخط.
(قَالَ أَبُو سَلَمَةَ: هَكَذَا قَالَ أَبُو عَوَانَةَ: حاج) أبو سلمة هو موسى بن إسماعيل شيخ البخاري. قال النووي: قال العلماء: هو غلط من أبي عوانة، وكأنه اشتبه عليه بمكان آخر يقال له: ذات حاج، وهو موضع بين المدينة والشام يسلكه الحاج، وأما روضة خاخ فإنها بين مكة والمدينة بقرب المدينة، وهو المقصود هنا.
(تصحيف) صحف الكلمة كتبها أو قرأها على غير صحتها لاشتباه في الحروف، وتصحفت الكلمة تغيرت إلى خطأ.
٦ ‏/ ٢٥٤٢

عن معز نوني

متحصّل على شهادة ختم الدروس للمعهد الأعلى لتكوين المعلمين بقفصة دفعة 2000، يعمل حاليًّا أستاذ مدارس إبتدائية

شاهد أيضاً

١ – بَدْءُ الْوَحْيِ.

قَالَ الشَّيْخُ الْإِمَامُ الْحَافِظُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمُغِيرَةِ الْبُخَارِيُّ …