حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ، قَالَ: ثنا الْحُسَيْنُ، قَالَ: ثني حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ بَعَثَ أَبَا رَافِعٍ فِي قَتْلِ الْكِلَابِ، فَقَتَلَ حَتَّى بَلَغَ الْعَوَالِي، فَدَخَلَ عَاصِمُ بْنُ عَدِيٍّ وَسَعْدُ بْنُ خَيْثَمَةَ وَعُوَيْمُ بْنُ سَاعِدَةَ، فَقَالُوا: مَاذَا أُحِلَّ لَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَنَزَلَتْ: ﴿يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ﴾ [المائدة: ٤] “
٨ / ١٠١
حَدَّثَنَا الْمُثَنَّى، قَالَ: ثنا إِسْحَاقُ، قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ، قَالَ: حَدَّثُونَا ⦗١٠٢⦘ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، قَالَ: لَمَّا أَمَرَ النَّبِيُّ ﷺ بِقَتْلِ الْكِلَابِ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَمَاذَا يَحِلُّ لَنَا مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ؟ فَنَزَلَتْ: ﴿يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ﴾ [المائدة: ٤] الْآيَةُ ” ثُمَّ اخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي الْجَوَارِحِ الَّتِي عَنَى اللَّهُ بِقَوْلِهِ: ﴿وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ﴾ [المائدة: ٤] فَقَالَ بَعْضُهُمْ هُوَ كُلُّ مَا عُلِّمَ الصَّيْدَ فَتَعَلَّمَهُ مِنْ بَهِيمَةٍ أَوْ طَائِرٍ
٨ / ١٠١
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ الْحَسَنِ، فِي قَوْلِهِ: ﴿وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ﴾ [المائدة: ٤] قَالَ: «كُلُّ مَا عُلِّمَ فَصَادَ: مِنْ كَلْبٍ، أَوْ صَقْرٍ، أَوْ فَهِدٍ، أَوْ غَيْرِهِ»
٨ / ١٠٢
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثنا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ الْحَسَنِ: ﴿مُكَلِّبِينَ﴾ [المائدة: ٤] قَالَ: «كُلُّ مَا عُلِّمَ فَصَادَ مِنْ كَلْبٍ أَوْ فَهِدٍ أَوْ غَيْرِهِ»
٨ / ١٠٢
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي صَيْدِ الْفَهِدِ، قَالَ: «هُوَ مِنَ الْجَوَارِحِ»
٨ / ١٠٢
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا حَكَّامٌ، عَنْ عَنبَسَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي بَزَّةَ، عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ﴾ [المائدة: ٤]⦗١٠٣⦘ قَالَ: «الطَّيْرُ، وَالْكِلَابُ» حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثنا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، عَنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي بَزَّةَ، عَنْ مُجَاهِدٍ، مِثْلَهُ
٨ / ١٠٢
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثنا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: ﴿مُكَلِّبِينَ﴾ [المائدة: ٤] قَالَ: «مِنَ الْكِلَابِ وَالطَّيْرِ»
٨ / ١٠٣
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ عِيسَى، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِ اللَّهِ: ﴿مِنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ﴾ [المائدة: ٤] قَالَ: «مِنَ الطَّيْرِ وَالْكِلَابِ» حَدَّثَنَا الْمُثَنَّى: ثنا أَبُو حُذَيْفَةَ، قَالَ: ثنا شِبْلٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، مِثْلَهُ
٨ / ١٠٣
حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: ثنا ابْنُ عُلَيَّةَ، قَالَ: ثنا شُعْبَةُ، ح وَثَنا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثنا أَبِي، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ الْهَيْثَمِ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ، قَالَ: خَيْثَمَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: هَذَا مَا قَدْ بَيَّنْتُ لَكَ أَنَّ الصَّقْرَ وَالْبَازِي مِنَ الْجَوَارِحِ “
٨ / ١٠٣
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: ثنا شُعْبَةُ، قَالَ: ⦗١٠٤⦘ سَمِعْتُ الْهَيْثَمَ يُحَدِّثُ عَنْ طَلْحَةَ الْإِيَامِيِّ، عَنْ خَيْثَمَةَ، قَالَ: «أُنْبِئْتُ أَنَّ الصَّقْرَ، وَالْبَازَ، وَالْكَلْبَ: مِنَ الْجَوَارِحِ»
٨ / ١٠٣
حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، قَالَ: «الْبَازُ الصَّقْرُ مِنَ الْجَوَارِحِ»
٨ / ١٠٤
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، قَالَ: «الْبَازُ وَالصَّقْرُ مِنَ الْجَوَارِحِ الْمُكَلِّبِينَ»
٨ / ١٠٤
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: ثني مُعَاوِيَةُ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَوْلُهُ: ﴿وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ﴾ [المائدة: ٤] يَعْنِي بِالْجَوَارِحِ: الْكِلَابَ الضَّوَارِي وَالْفُهُودَ وَالصُّقُورَ وَأَشْبَاهَهَا “
٨ / ١٠٤
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ: ﴿وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ﴾ [المائدة: ٤] قَالَ: «مِنَ الْكِلَابِ وَغَيْرِهَا، مِنَ الصُّقُورِ وَالْبِيزَانِ وَأَشْبَاهِ ذَلِكَ مِمَّا يُعَلَّمُ»
٨ / ١٠٤
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: ثني أَبِي قَالَ: ثني عَمِّي، قَالَ: ثني أَبِي عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَوْلُهُ: ﴿وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ﴾ [المائدة: ٤] الْجَوَارِحُ: الْكِلَابُ ⦗١٠٥⦘ وَالصُّقُورُ الْمُعَلَّمَةُ “
٨ / ١٠٤
حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ الرَّبِيعِ الرَّازِيُّ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، سَمِعَ عُبَيْدَ بْنَ عُمَيْرٍ، يَقُولُ فِي قَوْلِهِ: ﴿مِنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ﴾ [المائدة: ٤] قَالَ: «الْكِلَابُ وَالطَّيْرُ» وَقَالَ آخَرُونَ: إِنَّمَا عَنَى اللَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ بِقَوْلِهِ: ﴿وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ﴾ [المائدة: ٤] الْكِلَابَ دُونَ غَيْرِهَا مِنَ السِّبَاعِ
٨ / ١٠٥
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا أَبُو تُمَيْلَةَ، قَالَ: ثنا عُبَيْدٌ، عَنِ الضَّحَّاكِ: ﴿وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ﴾ [المائدة: ٤] قَالَ: «هِيَ الْكِلَابُ»
٨ / ١٠٥
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ، قَالَ: ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ، قَوْلُهُ: ﴿وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ﴾ [المائدة: ٤] يَقُولُ: «أَحَلَّ لَكُمْ صَيْدَ الْكِلَابِ الَّتِي عَلَّمْتُمُوهُنَّ»
٨ / ١٠٥
حَدَّثَنَا هَنَّادٌ، قَالَ: ثنا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: «أَمَّا مَا صَادَ مِنَ الطَّيْرِ وَالْبَزَاةِ مِنَ الطَّيْرِ، فَمَا أَدْرَكْتَ فَهُوَ لَكَ، وَإِلَّا فَلَا تَطْعَمْهُ» ⦗١٠٦⦘ وَأَوْلَى الْقَوْلَيْنِ بِتَأْوِيلِ الْآيَةِ، قَوْلُ مَنْ قَالَ: كُلُّ مَا صَادَ مِنَ الطَّيْرِ وَالسِّبَاعِ فَمِنَ الْجَوَارِحِ، وَإِنَّ صَيْدَ جَمِيعِ ذَلِكَ حَلَالٌ إِذَا صَادَ بَعْدَ التَّعْلِيمِ، لِأَنَّ اللَّهَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ عَمَّ بِقَوْلِهِ: ﴿وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ﴾ [المائدة: ٤] كُلَّ جَارِحَةٍ، وَلَمْ يُخَصِّصْ مِنْهَا شَيْئًا، فَكُلُّ جَارِحَةٍ كَانَتْ بِالصِّفَةِ الَّتِي وَصَفَ اللَّهُ مِنْ كُلِّ طَائِرٍ وَسَبْعٍ فَحَلَالٌ أَكْلُ صَيْدِهَا. وَقَدْ رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ، بِنَحْو مَا قُلْنَا فِي ذَلِكَ خَبَرٌ، مَعَ مَا فِي الْآيَةِ مِنَ الدَّلَالَةِ الَّتِي ذَكَرْنَا عَلَى صِحَّةِ مَا قُلْنَا فِي ذَلِكَ، وَهُوَ مَا:
٨ / ١٠٥
حَدَّثَنَا بِهِ، هَنَّادٌ، قَالَ: ثنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ، قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ عَنْ صَيْدِ الْبَازِي، فَقَالَ: «مَا أَمْسَكَ عَلَيْكَ فَكُلْ» فَأَبَاحَ ﷺ صَيْدَ الْبَازِي وَجَعَلَهُ مِنَ الْجَوَارِحِ، فَفِي ذَلِكَ دَلَالَةٌ بَيِّنَةٌ عَلَى فَسَادِ قَوْلِ مَنْ قَالَ: عَنَى اللَّهُ بِقَوْلِهِ: ﴿وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ﴾ [المائدة: ٤] مَا عَلَّمْنَا مِنَ الْكِلَابِ خَاصَّةً دُونَ غَيْرِهَا مِنْ سَائِرِ الْجَوَارِحِ. فَإِنْ ظَنَّ ظَانٌّ أَنَّ فِي قَوْلِهِ ﴿مُكَلِّبِينَ﴾ [المائدة: ٤] دَلَالَةً عَلَى أَنَّ الْجَوَارِحَ الَّتِي ذُكِرَتْ فِي قَوْلِهِ: ﴿وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ﴾ [المائدة: ٤] هِيَ الْكِلَابُ خَاصَّةً، فَقَدْ ظَنَّ غَيْرَ الصَّوَابِ، وَذَلِكَ أَنَّ مَعْنَى الْآيَةِ: قُلْ أُحِلَّ لَكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ فِي حَالِ مَصِيرِكُمْ ⦗١٠٧⦘ أَصْحَابَ كِلَابٍ الطَّيِّبَاتِ وَصَيْدِ مَا عَلَّمْتُمُوهُ الصَّيْدَ مِنْ كَوَاسِبِ السِّبَاعِ وَالطَّيْرِ. فَقَوْلُهُ: ﴿مُكَلِّبِينَ﴾ [المائدة: ٤] صِفَةٌ لِلْقَانِصِ، وَإِنْ صَادَ بِغَيْرِ الْكِلَابِ فِي بَعْضِ أَحْيَانِهِ، وَهُوَ نَظِيرُ قَوْلِ الْقَائِلِ يُخَاطِبُ قَوْمًا: أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ، وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ مُؤَمِّنِينَ؛ فَمَعْلُومٌ أَنَّهُ إِنَّمَا عَنَى قَائِلُ ذَلِكَ إِخْبَارَ الْقَوْمِ أَنَّ اللَّهَ جَلَّ ذِكْرُهُ أَحَلَّ لَهُمْ فِي حَالِ كَوْنِهِمْ أَهْلَ إِيمَانٍ الطَّيِّبَاتِ، وَصَيْدَ الْجَوَارِحِ الَّتِي أَعْلَمَهُمْ أَنَّهُ لَا يَحِلُّ لَهُمْ مِنْهُ إِلَّا مَا صَادُوهُ بِهَا، فَكَذَلِكَ قَوْلُهُ: ﴿أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتِ وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ﴾ [المائدة: ٤] لِذَلِكَ نَظِيرُهُ فِي أَنَّ التَّكْلِيبَ لِلْقَانِصِ بِالْكِلَابِ كَانَ صَيْدُهُ أَوْ بِغَيْرِهَا، لَا أَنَّهُ إِعْلَامٌ مِنَ اللَّهِ عَزَّ ذِكْرُهُ أَنَّهُ لَا يَحِلُّ مِنَ الصَّيْدِ إِلَّا مَا صَادَتْهُ الْكِلَابُ
٨ / ١٠٦
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ﴾ [المائدة: ٤] يَعْنِي جَلَّ ثَنَاؤُهُ بِقَوْلِهِ: ﴿تُعَلِّمُونَهُنَّ﴾ [المائدة: ٤] تُؤَدِّبُونَ الْجَوَارِحَ، فَتُعَلِّمُونَهُنَّ طَلَبَ الصَّيْدِ لَكُمْ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ، يَعْنِي بِذَلِكَ: مِنَ التَّأْدِيبِ الَّذِي أَدَّبَكُمُ اللَّهُ وَالْعِلْمِ الَّذِي عَلَّمَكُمْ. ⦗١٠٨⦘ وَقَدْ قَالَ بَعْضُ أَهْلِ التَّأْوِيلِ: مَعْنَى قَوْلِهِ: ﴿مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ﴾ [المائدة: ٤] كَمَا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ
٨ / ١٠٧
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، قَالَ: ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ: ﴿تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ﴾ [المائدة: ٤] يَقُولُ: «تُعَلِّمُونَهُنَّ مِنَ الطَّلَبِ كَمَا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ» وَلَسْنَا نَعْرِفُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ مِنْ بِمَعْنَى الْكَافِ، لِأَنَّ مِنْ تَدْخُلُ فِي كَلَامِهِمْ بِمَعْنَى التَّبْعِيضِ، وَالْكَافُ بِمَعْنَى التَّشْبِيهِ. وَإِنَّمَا يُوضَعُ الْحَرْفُ مَكَانَ آخَرَ غَيْرِهِ إِذَا تَقَارَبَ مَعْنَيَاهُمَا، فَأَمَّا إِذَا اخْتَلَفَتْ مَعَانِيهُمَا فَغَيْرُ مَوْجُودٍ فِي كَلَامِهِمْ وَضْعُ أَحَدِهِمَا عُقَيْبَ الْآخَرَ، وَكِتَابُ اللَّهِ وَتَنْزِيلُهُ أَحْرَى الْكَلَامِ أَنْ يُجَنَّبَ مَا خَرَجَ عَنِ الْمَفْهُومِ وَالْغَايَةِ فِي الْفَصَاحَةِ مِنْ كَلَامِ مَنْ نَزَلِ بِلِسَانِهِ
٨ / ١٠٨
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ صُبَيْحٍ، قَالَ: ثنا أَبُو هَانِئٍ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، قَالَ: ثنا عَامِرٌ، أَنَّ عَدِيَّ بْنَ حَاتِمٍ الطَّائِيَّ، قَالَ: أَتَى رَجُلٌ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَسْأَلُهُ عَنْ صَيْدِ الْكِلَابِ، فَلَمْ يَدْرِ مَا يَقُولُ لَهُ، حَتَّى نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: ﴿تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ﴾ [المائدة: ٤] ” ⦗١٠٩⦘ قِيلَ: اخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: هُوَ أَنْ يُسْتَشْلَى لِطَلَبِ الصَّيْدِ إِذَا أَرْسَلَهُ صَاحِبُهُ، وَيُمْسِكَ عَلَيْهِ إِذَا أَخَذَهُ فَلَا يَأْكُلَ مِنْهُ، وَيَسْتَجِيبَ لَهُ إِذَا دَعَاهُ، وَلَا يَفِرَّ مِنْهُ إِذَا أَرَادَهُ، فَإِذَا تَتَابَعَ ذَلِكَ مِنْهُ مِرَارًا كَانَ مُعَلَّمًا. وَهَذَا قَوْلُ جَمَاعَةٍ مِنْ أَهْلِ الْحِجَازِ وَبَعْضِ أَهْلِ الْعِرَاقِ
٨ / ١٠٨
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: قَالَ عَطَاءٌ: «كُلُّ شَيْءٍ قَتَلَهُ صَائِدُكَ قَبْلَ أَنْ يُعَلَّمَ وَيُمْسِكَ وَيَصِيدَ فَهُوَ مَيْتَةٌ، وَلَا يَكُونُ قَتْلُهُ إِيَّاهُ ذَكَاةً حَتَّى يُعَلَّمَ وَيُمْسِكَ وَيَصِيدَ، فَإِنْ كَانَ ذَلِكَ ثُمَّ قَتَلَ فَهُوَ ذَكَاتُهُ»
٨ / ١٠٩
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: ثني أَبِي قَالَ: ثني عَمِّي، قَالَ: ثني أَبِي عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «الْمُعَلَّمُ مِنَ الْكِلَابِ أَنْ يُمْسِكَ صَيْدَهُ فَلَا يَأْكُلَ مِنْهُ حَتَّى يَأْتِيَهُ صَاحِبُهُ، فَإِنْ أَكَلَ مِنْ صَيْدِهِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَهُ صَاحِبُهُ فَيُدْرِكَ ذَكَاتَهُ، فَلَا يَأْكُلْ مِنْ صَيْدِهِ»
٨ / ١٠٩
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «إِذَا أَكَلَ الْكَلْبُ فَلَا تَأْكُلْ، فَإِنَّمَا أَمْسَكَ عَلَى نَفْسِهِ»
٨ / ١٠٩
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، وَيَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَا: ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: ثنا ⦗١١٠⦘ أَبُو الْمُعَلَّى، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: «إِذَا أَرْسَلَ الرَّجُلُ الْكَلْبَ فَأَكَلَ مِنْ صَيْدِهِ فَقَدْ أَفْسَدَهُ، وَإِنْ كَانَ ذَكَرَ اسْمَ اللَّهِ حِينَ أَرْسَلَهُ، فَزَعَمَ أَنَّهُ إِنَّمَا أَمْسَكَ عَلَى نَفْسِهِ، وَاللَّهُ يَقُولُ ﴿مِنَ الْجَوَارِحِ﴾ [المائدة: ٤] مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ فَزَعَمَ أَنَّهُ إِذَا أَكَلَ مِنْ صَيْدِهِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَهُ صَاحِبُهُ أَنَّهُ لَيْسَ بِمُعَلَّمٍ، وَأَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يُضْرَبَ وَيُعَلَّمَ حَتَّى يَتْرُكَ ذَلِكَ الْخُلُقَ»
٨ / ١٠٩
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا مَعْمَرٌ الرَّقِّيُّ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «إِذَا أَخَذَ الْكَلْبُ فَقَتَلَ فَأَكَلَ، فَهُوَ سَبُعٌ»
٨ / ١١٠
حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى قَالَ: ثني عَبْدُ الْأَعْلَى، قَالَ: ثنا دَاوُدُ، عَنْ عَامِرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «لَا يَأْكُلْ مِنْهُ، فَإِنَّهُ لَوْ كَانَ مُعَلَّمًا لَمْ يَأْكُلْ مِنْهُ وَلَمْ يَتَعَلَّمْ مَا عَلَّمْتَهُ، إِنَّمَا أَمْسَكَ عَلَى نَفْسِهِ وَلَمْ يُمْسِكْ عَلَيْكَ» حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى قَالَ: ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا دَاوُدُ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، بِنَحْوِهِ
٨ / ١١٠
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «إِذَا أَكَلَتِ الْكِلَابُ فَلَا تَأْكُلْ» حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، ⦗١١١⦘ عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، بِمِثْلِهِ
٨ / ١١٠
حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ، قَالَ: ثنا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، قَالَ: ثنا ابْنُ عَوْنٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَامِرٍ الشَّعْبِيِّ: الرَّجُلُ يُرْسِلُ كَلْبَهُ فَيَأْكُلُ مِنْهُ، أَنَأْكُلُ مِنْهُ؟ قَالَ: «لَا، لَمْ يَتَعَلَّمِ الَّذِي عَلَّمْتَهُ»
٨ / ١١١
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا ابْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: «إِذَا أَكَلَ الْكَلْبُ مِنْ صَيْدٍ فَاضْرِبْهُ، فَإِنَّهُ لَيْسَ بِمُعَلَّمٍ»
٨ / ١١١
حَدَّثَنَا سَوَّارُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: «إِذَا أَكَلَ الْكَلْبُ فَهُوَ مَيْتَةٌ، فَلَا تَأْكُلْهُ»
٨ / ١١١
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، قَالَ: ثنا هُشَيْمٌ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَسَيَّارٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، وَمُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، أَنَّهُمْ قَالُوا: فِي الْكَلْبِ إِذَا أَكَلَ مِنْ صَيْدِهِ فَلَا تَأْكُلْ، فَإِنَّمَا أَمْسَكَ عَلَى نَفْسِهِ “
٨ / ١١١
حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيجٍ، قَالَ: قَالَ عَطَاءٌ: «إِنْ وَجَدْتَ الْكَلْبَ قَدْ أَكَلَ مِنَ الصَّيْدِ، فَمَا وَجَدْتَهُ مَيِّتًا فَدَعْهُ، فَإِنَّهُ مِمَّا لَمْ يُمْسِكْ عَلَيْكَ صَيْدًا، إِنَّمَا هُوَ سَبُعٌ أَمْسَكَ عَلَى نَفْسِهِ وَلَمْ يُمْسِكْ عَلَيْكَ، وَإِنْ كَانَ قَدْ
٨ / ١١١
عُلِّمَ» حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، قَالَ: ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ: بِنَحْوِهِ. وَقَالَ آخَرُونَ نَحْوَ هَذِهِ الْمَقَالَةِ، غَيْرَ أَنَّهُمْ حَدُّوا لِمَعْرِفَةِ الْكِلَابِ بِأَنَّ كَلْبَهُ قَدْ قَبَلَ التَّعْلِيمَ، وَصَارَ مِنَ الْجَوَارِحِ الْحَلَالِ صَيْدُهَا أَنْ يَفْعَلَ ذَلِكَ كَلْبَهُ مَرَّاتٍ ثَلَاثًا وَهَذَا قَوْلٌ مَحْكِيُّ عَنْ أَبِي يُوسُفَ وَمُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ. وَقَالَ آخَرُونَ مِمَّنْ قَالَ هَذِهِ الْمَقَالَةَ: لَا حَدَّ لَعِلْمِ الْكِلَابِ بِذَلِكَ مِنْ كَلْبِهِ أَكْثَرُ مِنْ أَنْ يَفْعَلَ كَلْبُهُ مَا وَصَفْنَا أَنَّهُ لَهُ تَعْلِيمٌ؛ قَالُوا: فَإِذَا فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدْ صَارَ مُعَلَّمًا حَلَالًا صَيْدُهُ. وَهَذَا قَوْلُ بَعْضِ الْمُتَأَخِّرِينَ. وَفَرَّقَ بَعْضُ قَائِلِي هَذِهِ الْمَقَالَةِ بَيْنَ تَعْلِيمِ الْبَازِي وَسَائِرِ الطُّيُورِ الْجَارِحَةِ، وَتَعْلِيمِ الْكَلْبِ وَضَارِي السِّبَاعِ الْجَارِحَةِ، فَقَالَ: جَائِزٌ أَكْلُ مَا أَكَلَ مِنْهُ الْبَازِي مِنَ الصَّيْدِ. قَالُوا: وَإِنَّمَا تَعْلِيمُ الْبَازِي أَنْ يَطِيرَ إِذَا اسْتُشْلِيَ، وَيُجِيبَ إِذَا دُعِيَ، وَلَا يُنَفَّرَ مِنْ صَاحِبِهِ إِذَا أَرَادَ أَخْذَهُ. قَالُوا: وَلَيْسَ مِنْ شُرُوطِ تَعْلِيمِهِ أَنْ لَا يَأْكُلَ مِنَ الصَّيْدِ
٨ / ١١٢
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ، قَالَ: ثنا هُشَيْمٌ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، وَحَجَّاجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، قَالَ: «لَا بَأْسَ بِصَيْدِ الْبَازِي وَإِنْ أَكَلَ مِنْهُ»
٨ / ١١٢
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا أَسْبَاطٌ، قَالَ: ثنا أَبُو إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيُّ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قَالَ فِي الطَّيْرِ: «إِذَا أَرْسَلْتَهُ فَقَتَلَ فَكُلْ، فَإِنَّ الْكَلْبَ إِذَا ضَرَبْتَهُ لَمْ يَعُدْ، وَإِنَّ تَعْلِيمَ الطَّيْرِ: أَنْ يَرْجِعَ إِلَى صَاحِبِهِ، وَلَيْسَ يُضْرَبُ فَإِذَا أَكَلَ مِنَ الصَّيْدِ وَنَتَفَ مِنَ الرِّيشِ فَكُلْ»
٨ / ١١٣
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ وَاضِحٍ، قَالَ: ثنا أَبُو حَمْزَةَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: «لَيْسَ الْبَازِي وَالصَّقْرُ كَالْكَلْبِ، فَإِذَا أَرْسَلْتَهُمَا فَأَمْسَكَا فَأَكَلَا فَدَعَوْتَهُمَا فَأَتَيَاكَ، فَكُلْ مِنْهُ»
٨ / ١١٣
حَدَّثَنَا هَنَّادٌ، قَالَ: ثنا أَبُو زُبَيْدٍ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ حَمَّادٍ، قَالَ إِبْرَاهِيمُ: «كُلُّ صَيْدَ الْبَازِي وَإِنْ أَكَلَ مِنْهُ»
٨ / ١١٣
حَدَّثَنَا هَنَّادٌ، قَالَ: ثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، وَجَابِرٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَا: «كُلْ مَنْ صَيْدِ الْبَازِي وَإِنْ أَكَلَ»
٨ / ١١٣
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا جَرِيرٌ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ: «إِذَا أَكَلَ الْبَازِي وَالصَّقْرُ مِنَ الصَّيْدِ، فَكُلْ، فَإِنَّهُ لَا يُعَلَّمُ»
٨ / ١١٣
حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: «لَا بَأْسَ بِمَا أَكَلَ مِنْهُ الْبَازِي»
٨ / ١١٣
حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: ثنا شُعْبَةُ، عَنْ حَمَّادٍ، أَنَّهُ قَالَ فِي الْبَازِي: «إِذَا أَكَلَ مِنْهُ فَكُلْ» وَقَالَ آخَرُونَ مِنْهُمْ: سَوَاءٌ تَعْلِيمُ الطَّيْرِ وَالْبَهَائِمِ وَالسِّبَاعِ، لَا يَكُونُ نَوْعٌ مِنْ ذَلِكَ مُعَلَّمًا إِلَّا بِمَا يَكُونُ بِهِ سَائِرُ الْأَنْوَاعِ مُعَلَّمًا. وَقَالُوا: لَا يَحِلُّ أَكْلُ شَيْءٍ مِنَ الصَّيْدِ الَّذِي صَادَتْهُ جَارِحَةٌ فَأَكَلَتْ مِنْهُ، كَائِنَةً مَا كَانَتْ تِلْكَ الْجَارِحَةُ بَهِيمَةً أَوْ طَائِرًا. قَالُوا: لِأَنَّ مِنْ شُرُوطِ تَعْلِيمِهَا الَّذِي يَحِلُّ بِهِ صَيْدُهَا، أَنْ تُمْسِكَ مَا صَادَتْ عَلَى صَاحِبِهَا فَلَا تَأْكُلَ مِنْهُ
٨ / ١١٤
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا هَنَّادٌ، وَأَبُو كُرَيْبٍ، قَالَا: ثنا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَالِمٍ، عَنْ عَامِرٍ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: «إِذَا أَكَلَ الْبَازِي مِنْ صَيْدِهِ فَلَا تَأْكُلْ»
٨ / ١١٤
حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: ثنا ابْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مُجَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: «إِذَا أَكَلَ الْبَازِي مِنْهُ فَلَا تَأْكُلْ»
٨ / ١١٤
حَدَّثَنَا هَنَّادٌ، قَالَ: ثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: «إِذَا أَكَلَ الْبَازِي فَلَا تَأْكُلْ»
٨ / ١١٤
حَدَّثَنَا هَنَّادٌ، قَالَ: ثنا وَكِيعٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْوَلِيدِ السَّهْمِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ ⦗١١٥⦘ عِكْرِمَةَ، قَالَ: «إِذَا أَكَلَ الْبَازِي فَلَا تَأْكُلْ»
٨ / ١١٤
حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: قَالَ عَطَاءٌ: «الْكَلْبُ وَالْبَازِي كُلُّهُ وَاحِدٌ، لَا تَأْكُلْ مَا أَكَلَ مِنْهُ مِنَ الصَّيْدِ إِلَّا أَنْ تُدْرِكَ ذَكَاتَهُ فَتُذَكِّيَهُ» قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ: الْبَازِي يَنْتِفُ الرِّيشَ؟ قَالَ: فَمَا أَدْرَكْتَهُ وَلَمْ يَأْكُلْ، فَكُلْ قَالَ ذَلِكَ غَيْرَ مَرَّةٍ وَقَالَ آخَرُونَ: تَعْلِيمُ كُلِّ جَارِحَةٍ مِنَ الْبَهَائِمِ وَالطَّيْرِ وَاحِدٌ، قَالُوا: وَتَعْلِيمُهُ الَّذِي يَحِلُّ بِهِ صَيْدُهُ أَنْ يُشْلَى عَلَى الصَّيْدِ فَيُسْتَشْلِي وَيَأْخُذَ الصَّيْدَ، وَيَدْعُوهُ صَاحِبُهُ فَيُجِيبُ، أَوْ لَا يَفِرُّ مِنْهُ إِذَا أَخَذَهُ. قَالُوا: فَإِذَا فَعَلَ الْجَارِحُ ذَلِكَ كَانَ مُعَلَّمًا دَاخِلَا فِي الْمَعْنَى الَّذِي قَالَ اللَّهُ: ﴿وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ﴾ [المائدة: ٤] قَالُوا: وَلَيْسَ مِنْ شَرْطِ تَعْلِيمِ ذَلِكَ أَنْ لَا يَأْكُلَ مِنَ الصَّيْدِ، قَالُوا: وَكَيْفَ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ مِنْ شَرْطِهِ وَهُوَ يُؤَدَّبُ بِأَكْلِهِ؟
٨ / ١١٥
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الشَّوَارِبِ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدٍ، أَوْ سَعْدٍ، عَنْ سَلْمَانَ، قَالَ: «إِذَا أَرْسَلْتَ كَلْبَكَ عَلَى صَيْدٍ، ⦗١١٦⦘ وَذَكَرْتَ اسْمَ اللَّهِ فَأَكَلَ ثُلُثَيْهِ وَبَقِيَ ثُلُثُهُ، فَكُلْ مَا بَقِيَ»
٨ / ١١٥
حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ، قَالَ: ثنا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، قَالَ: ثنا حُمَيْدٌ، قَالَ: ثني الْقَاسِمُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ، عَنْ سَلْمَانَ وَبَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ، عَنْ سَلْمَانَ: «أَنَّ الْكَلْبَ يَأْخُذُ الصَّيْدَ فَيَأْكُلُ مِنْهُ، قَالَ: كُلْ وَإِنْ أَكَلَ ثُلُثَيْهِ إِذَا أَرْسَلْتَهُ وَذَكَرْتَ اسْمَ اللَّهِ وَكَانَ مُعَلَّمًا»
٨ / ١١٦
حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ وَابْنُ الْمُثَنَّى قَالَا: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: ثنا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ يُحَدِّثُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: قَالَ سَلْمَانُ: «كُلْ وَإِنْ أَكَلَ ثُلُثَيْهِ؛ يَعْنِي: الصَّيْدَ إِذَا أُكِلَ ثُلُثَيْهِ؛ يَعْنِي: الصَّيْدَ إِذَا أَكَلَ مِنْهُ الْكَلْبُ» حَدَّثَنَا هَنَّادٌ، قَالَ: ثنا وَكِيعٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ سَلْمَانَ، نَحْوَهُ
٨ / ١١٦
حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى قَالَ: ثنا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ، عَنْ شُعْبَةَ، ح وَحَدَّثَنَا هَنَّادٌ قَالَ: ثنا عَبْدَةُ جَمِيعًا، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: قَالَ سَلْمَانُ: «إِذَا أَرْسَلْتَ كَلْبَكَ الْمُعَلَّمَ وَذَكَرْتَ اسْمَ اللَّهِ فَأَكَلَ ثُلُثَهُ فَكُلْ» حَدَّثَنَا هَنَّادٌ، قَالَ: ثنا عَبْدَةُ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ سَلْمَانَ، ⦗١١٧⦘ نَحْوَهُ
٨ / ١١٦
حَدَّثَنَا مُجَاهِدُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ وَالْقَاسِمِ، أَنَّ سَلْمَانَ قَالَ: «إِذَا أَكَلَ الْكَلْبُ فَكُلْ، وَإِنْ أَكَلَ ثُلُثَيْهِ»
٨ / ١١٧
حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: ثنا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي الْفُرَاتِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: قَالَ سَلْمَانُ: «إِذَا أَرْسَلْتَ كَلْبَكَ الْمُعَلَّمَ أَوْ بَازَكَ، فَسَمَّيْتَ، فَأَكَلَ نِصْفَهُ أَوْ ثُلُثَيْهِ، فَكُلْ بَقِيَّتَهُ»
٨ / ١١٧
حَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مَخْرَمَةُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ خُثَيْمٍ الدُّؤَلِيُّ، أَنَّهُ سَأَلَ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ عَنِ الصَّيْدِ، يَأْكُلُ مِنْهُ الْكَلْبُ، فَقَالَ: «كُلْ وَإِنْ لَمْ يَبْقَ مِنْهُ إِلَّا حُذْيَةٌ، يَعْنِي بَضْعَةٌ»
٨ / ١١٧
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: ثني عَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَ: ثنا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ رَبِّهِ بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ بُكَيْرَ بْنَ الْأَشَجِّ، يُحَدِّثُ عَنْ سَعْدٍ، قَالَ: «كُلْ وَإِنْ أَكَلَ ⦗١١٨⦘ ثُلُثَيْهِ»
٨ / ١١٧
حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: ثنا سَعِيدُ بْنُ الرَّبِيعِ، قَالَ: ثنا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ رَبِّهِ بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ بُكَيْرَ بْنَ الْأَشَجِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ شُعْبَةُ: قُلْتُ: سَمِعْتَهُ مِنْ، سَعِيدٍ؟ قَالَ: لَا. قَالَ: كُلْ وَإِنْ أَكَلَ ثُلُثَيْهِ. قَالَ: ثُمَّ إِنَّ شُعْبَةَ قَالَ فِي حَدِيثِهِ عَنْ سَعْدٍ، قَالَ: «كُلْ وَإِنْ أَكَلَ نِصْفَهُ»
٨ / ١١٨
حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: ثني عَبْدُ الْأَعْلَى، قَالَ: ثنا دَاوُدُ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: «إِذَا أَرْسَلْتَ كَلْبَكَ فَأَكَلَ مِنْهُ، فَإِنْ أَكَلَ ثُلُثَيْهِ وَبَقِيَ ثُلُثُهُ فَكُلْ» . حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى قَالَ: ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، بِنَحْوِهِ حَدَّثَنَا هَنَّادٌ، قَالَ: ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، نَحْوَهُ
٨ / ١١٨
حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى قَالَ: ثني سَالِمُ بْنُ نُوحٍ الْعَطَّارُ، عَنْ عُمَرَ يَعْنِي ابْنَ عَامِرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ سَلْمَانَ، قَالَ: «إِذَا أَرْسَلْتَ كَلْبَكَ الْمُعَلَّمَ فَأَخَذَ ⦗١١٩⦘ فَقَتَلَ، فَكُلْ وَإِنْ أَكَلَ ثُلُثَيْهِ»
٨ / ١١٨
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: ثنا الْمُعْتَمِرُ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ، ح وَحَدَّثَنَا هَنَّادٌ، قَالَ: ثنا عَبْدَةُ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: «إِذَا أَرْسَلْتَ كَلْبَكَ الْمُعَلَّمَ وَذَكَرْتَ اسْمَ اللَّهِ فَكُلْ مَا أَمْسَكَ عَلَيْكَ، أَكَلَ أَوْ لَمْ يَأْكُلْ» حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى: ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ، قَالَ: ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، بِنَحْوِهِ
٨ / ١١٩
حَدَّثَنَا يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، أَنَّ نَافِعًا، حَدَّثَهُمْ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ كَانَ لَا يَرَى بِأَكْلِ الصَّيْدِ بَأْسًا، إِذَا قَتَلَهُ الْكَلْبُ أَكَلَ مِنْهُ ” حَدَّثَنِي يُونُسُ بِهِ مَرَّةً أُخْرَى، فَقَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: ثني عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ وَابْنُ أَبِي ذِئْبٍ وَغَيْرُ وَاحِدٍ، أَنَّ نَافِعًا حَدَّثَهُمْ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ
٨ / ١١٩
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ وَاضِحٍ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: «أَنَّهُ كَانَ لَا يَرَى بَأْسًا بِمَا أَكَلَ الْكَلْبُ الضَّارِي»
٨ / ١١٩
حَدَّثَنَا هَنَّادٌ، قَالَ: ثنا وَكِيعٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَشَجِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ سَعْدٍ، قَالَ: قُلْتُ: لَنَا كِلَابٌ ضَوَارٍ يَأْكُلْنَ وَيُبْقِينَ؟ قَالَ: «كُلْ وَإِنْ لَمْ يُبْقِ إِلَّا بَضْعَةً» حَدَثنا هَنَّادٌ، قَالَ: ثنا قَبِيصَةُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَشَجِّ، عَنْ حُمَيْدٍ، قَالَ: سَأَلْتُ سَعْدًا، فَذَكَرَ نَحْوَهُ وَأَوْلَى الْأَقْوَالِ فِي ذَلِكَ بِالصَّوَابِ عِنْدَنَا فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ: ﴿تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ﴾ [المائدة: ٤] أَنَّ التَّعْلِيمِ الَّذِي ذَكَرَهُ اللَّهُ فِي هَذِهِ الْآيَةِ لِلْجَوَارِحِ، إِنَّمَا هُوَ أَنْ يُعَلِّمَ الرَّجُلُ جَارِحَهُ الِاسْتِشْلَاءَ إِذَا أُشْلِيَ عَلَى الصَّيْدِ، وَطَلَبَهُ إِيَّاهُ إِذَا أُغْرِيَ، أَوْ إِمْسَاكَهُ عَلَيْهِ إِذَا أَخَذَ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَأْكُلَ مِنْهُ شَيْئًا، وَأَلَّا يَفِرَّ مِنْهُ إِذَا أَرَادَهُ، وَأَنْ يُجِيبَهُ إِذَا دَعَاهُ، فَذَلِكَ هُوَ تَعْلِيمُ جَمِيعِ الْجَوَارِحِ طَيْرِهَا وَبَهَائِمِهَا. وَإِنْ أَكَلَ مِنَ الصَّيْدِ جَارِحَةُ صَائِدٍ، فَجَارِحُهُ حِينَئِذٍ غَيْرُ مُعَلَّمٍ. فَإِنْ أَدْرَكَ صَاحِبُهُ حَيًّا فَذَكَّاهُ حَلَّ لَهُ أَكْلُهُ، وَإِنْ أَدْرَكَهُ مَيِّتًا لَمْ يَحِلَّ ⦗١٢١⦘ لَهُ، لِأَنَّهُ مِمَّا أَكَلَهُ السَّبُعُ الَّذِي حَرَّمَهُ اللَّهُ تَعَالَى بِقَوْلِهِ: ﴿وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ﴾ [المائدة: ٣] وَلَمْ يُدْرَكْ ذَكَاتُهُ. وَإِنَّمَا قُلْنَا ذَلِكَ أَوْلَى الْأَقْوَالِ فِي ذَلِكَ بِالصَّوَابِ لِتَظَاهُرِ الْأَخْبَارِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ بِمَا
٨ / ١٢٠
حَدَّثَنَا بِهِ ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْأَحْوَلِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ، أَنَّهُ سَأَلَ النَّبِيَّ ﷺ عَنِ الصَّيْدِ، فَقَالَ: «إِذَا أَرْسَلْتَ كَلْبَكَ فَاذْكُرِ اسْمَ اللَّهُ عَلَيْهِ، فَإِنْ أَدْرَكْتَهُ وَقَدْ قَتَلَ وَأَكَلَ مِنْهُ، فَلَا تَأْكُلْ مِنْهُ شَيْئًا، فَإِنَّمَا أَمْسَكَ عَلَى نَفْسِهِ»
٨ / ١٢١
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، وَأَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ، قَالَا: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ بَيَانِ بْنِ بِشْرٍ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ، قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ، فَقُلْتُ: إِنَّا قَوْمٌ نَتَصَيَّدُ بِهَذِهِ الْكِلَابِ؟ فَقَالَ: «إِذَا أَرْسَلْتَ كِلَابَكَ الْمُعَلَّمَةَ وَذَكَرْتَ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا، فَكُلْ مَا أَمْسَكْنَ عَلَيْكَ وَإِنْ قَتَلْنَ، إِلَّا أَنْ يَأْكُلَ الْكَلْبُ، فَإِنْ أَكَلَ فَلَا تَأْكُلْ، فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ يَكُونَ إِنَّمَا حَبَسَهُ عَلَى نَفْسِهِ»
٨ / ١٢١
فَإِنْ قَالَ قَائِلٌ: فَمَا أَنْتَ قَائِلٌ فِيمَا: حَدَّثَكَ بِهِ، عِمْرَانُ بْنُ بَكَّارٍ الْكَلَاعِيُّ، قَالَ:
٨ / ١٢١
ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي إِيَاسَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ، قَالَ: «إِذَا أَرْسَلَ الرَّجُلُ كَلْبَهُ عَلَى الصَّيْدِ فَأَدْرَكَهُ وَقَدْ أَكَلَ مِنْهُ، فَلْيَأْكُلْ مَا بَقِيَ» قِيلَ: هَذَا خَبَرٌ فِي إِسْنَادِهِ نَظَرٌ، فَإِنَّ سَعِيدًا غَيْرُ مَعْلُومٍ لَهُ سَمَاعٌ مِنْ سَلْمَانَ، وَالثِّقَاتُ مِنْ أَهْلِ الْآثَارِ يَقِفُونَ هَذَا الْكَلَامَ عَلَى سَلْمَانَ وَيَرْوُونَهُ عَنْهُ مِنْ قِبَلِهِ غَيْرَ مَرْفُوعٍ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ. وَالْحُفَّاظُ الثِّقَاتُ إِذَا تَتَابَعُوا عَلَى نَقْلِ شَيْءٍ بِصِفَةٍ فَخَالَفَهُمْ وَاحِدٌ مُنْفَرِدٌ لَيْسَ لَهُ حِفْظُهُمْ، كَانَتِ الْجَمَاعَةُ الْأَثْبَاتُ أَحَقَّ بِصِحَّةِ مَا نَقَلُوا مِنَ الْفَرْدِ الَّذِي لَيْسَ لَهُ حِفْظُهُمْ. وَإِذَا كَانَ الْأَمْرُ فِي الْكَلْبِ عَلَى مَا ذَكَرْتُ مِنْ أَنَّهُ إِذَا أَكَلَ مِنَ الصَّيْدِ فَغَيْرُ مُعَلَّمٍ، فَكَذَلِكَ حُكْمُ كُلِّ جَارِحَةٍ فِي أَنَّ مَا أَكَلَ مِنْهَا مِنَ الصَّيْدِ فَغَيْرُ مُعَلَّمٍ، لَا يَحِلُّ لَهُ أَكْلُ صَيْدِهِ إِلَّا أَنْ يُدْرِكَ ذَكَاتَهُ
٨ / ١٢٢
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ﴾ [المائدة: ٤] يَعْنِي بِقَوْلِهِ: ﴿فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ﴾ [المائدة: ٤] فَكُلُوا أَيُّهَا النَّاسُ مِمَّا أَمْسَكَتْ عَلَيْكُمْ جَوَارِحُكُمْ. وَاخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي مَعْنَى ذَلِكَ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: ذَلِكَ عَلَى الظَّاهِرِ وَالْعُمُومِ كَمَا عَمَّمَهُ اللَّهُ حَلَالٌ أَكْلُ كُلِّ مَا أَمْسَكَتْ عَلَيْنَا الْكِلَابُ وَالْجَوَارِحُ الْمُعَلَّمَةُ مِنَ الصَّيْدِ الْحَلَالِ أَكْلُهُ، أَكَلَ مِنْهُ الْجَارِحُ وَالْكِلَابُ أَوْ لَمْ يَأْكُلْ
٨ / ١٢٢
مِنْهُ، أُدْرِكَتْ ذَكَاتُهُ فَذُكِّيَ أَوْ لَمْ تُدْرَكْ ذَكَاتُهُ حَتَّى قَتَلَتْهُ الْجَوَارِحُ، بِجَرْحِهَا إِيَّاهُ أَوْ بِغَيْرِ جَرْحٍ. وَهَذَا قَوْلُ الَّذِينَ قَالُوا: تَعْلِيمُ الْجَوَارِحِ الَّذِي يَحِلُّ بِهِ صَيْدُهَا أَنْ تُعَلَّمَ الِاسْتِشْلَاءَ عَلَى الصَّيْدِ وَطَلَبَهُ إِذَا أُشْلِيَتْ عَلَيْهِ وَأَخْذَهُ، وَتَرْكَ الْهَرَبِ مِنْ صَاحِبِهَا دُونَ تَرْكِ الْأَكْلِ مِنْ صَيْدِهَا إِذَا صَادَتْهُ. وَقَدْ ذَكَرْنَا قَوْلَ قَائِلِي هَذِهِ الْمَقَالَةِ وَالرِّوَايَةِ عَنْهُمْ بِأَسَانِيدِهَا الْوَارِدَةِ آنِفًا وَقَالَ آخَرُونَ: بَلْ ذَلِكَ عَلَى الْخُصُوصِ دُونَ الْعُمُومِ، قَالُوا: وَمَعْنَاهُ: فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ مِنَ الصَّيْدِ جَمِيعِهِ دُونَ بَعْضِهِ. قَالُوا: فَإِنْ أَكَلَتِ الْجَوَارِحُ مِنْهُ بَعْضًا وَأَمْسَكَتْ بَعْضًا، فَالَّذِي أَمْسَكَتْ مِنْهُ غَيْرُ جَائِزٍ أَكْلُهُ وَقَدْ أَكَلَتْ بَعْضَهُ لِأَنَّهَا إِنَّمَا أَمْسَكَتْ مَا أَمْسَكَتْ مِنْ ذَلِكَ الصَّيْدِ بَعْدَ الَّذِي أَكَلَتْ مِنْهُ عَلَى أَنْفُسِهَا لَا عَلَيْنَا، وَاللَّهُ تَعَالَى ذِكْرُهُ إِنَّمَا أَبَاحَ لَنَا كُلَّ مَا أَمْسَكَتْهُ جَوَارِحَنَا الْمُعَلَّمَةُ عَلَيْهِ بِقَوْلِهِ: ﴿فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ﴾ [المائدة: ٤] دُونَ مَا أَمْسَكَتْهُ عَلَى أَنْفُسِهَا، وَهَذَا قَوْلُ مَنْ قَالَ: تَعْلِيمُ الْجَوَارِحِ الَّذِي يَحِلُّ بِهِ صَيْدُهَا، أَنْ تَسْتَشْلِيَ لِلصَّيْدِ إِذَا أُشْلِيَتْ فَتَطْلُبَهُ وَتَأْخُذَهُ، فَتُمْسِكَهُ عَلَى صَاحِبِهَا فَلَا تَأْكُلَ مِنْهُ شَيْئًا، وَلَا تَفِرَّ مِنْ صَاحِبِهَا؛ وَقَدْ ذَكَرْنَا مِمَّنْ قَالَ ذَلِكَ فِيمَا مَضَى مِنْهُمْ جَمَاعَةٌ كَثِيرَةٌ، وَنَذْكُرُ مِنْهُمْ جَمَاعَةً آخَرِينَ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ
٨ / ١٢٣
حَدَّثَنَا الْمُثَنَّى، قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: ثني مُعَاوِيَةُ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَوْلُهُ: ﴿فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ﴾ [المائدة: ٤] يَقُولُ: «كُلُوا ⦗١٢٤⦘ مِمَّا قَتَلْنَ. قَالَ عَلِيُّ: وَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَقُولُ: إِنْ قَتَلَ وَأَكَلَ فَلَا تَأْكُلْ، وَإِنْ أَمْسَكَ فَأَدْرَكْتَهُ حَيًّا فَذَكِّهِ»
٨ / ١٢٣
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: ثني أَبِي قَالَ: ثني عَمِّي، قَالَ: ثني أَبِي عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «إِنْ أَكَلَ الْمُعَلَّمُ مِنَ الْكِلَابِ مِنْ صَيْدِهِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَهُ صَاحِبُهُ فَيُدْرِكَ ذَكَاتَهُ، فَلَا يَأْكُلْ مِنْ صَيْدِهِ»
٨ / ١٢٤
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، قَالَ: ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ: ﴿فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ﴾ [المائدة: ٤] إِذَا صَادَ الْكَلْبُ فَأَمْسَكَهُ وَقَدْ قَتَلَهُ وَلَمْ يَأْكُلْ مِنْهُ، فَهُوَ حِلٌّ، فَإِنْ أَكَلَ مِنْهُ، فَيُقَالَ: إِنَّمَا أَمْسَكَ عَلَى نَفْسِهِ، فَلَا تَأْكُلْ مِنْهُ شَيْئًا، إِنَّهُ لَيْسَ بِمُعَلَّمٍ “
٨ / ١٢٤
حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُعَاذٍ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ: ﴿يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ﴾ [المائدة: ٤] إِلَى قَوْلِهِ: ﴿فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ﴾ [المائدة: ٤] قَالَ: «إِذَا أَرْسَلْتَ كَلْبَكَ الْمُعَلَّمَ أَوْ طَيْرَكَ أَوْ سَهْمَكَ، فَذَكَرْتَ اسْمَ اللَّهِ، فَأَخَذَ أَوْ قَتَلَ، فَكُلْ»
٨ / ١٢٤
حُدِّثْتُ عَنِ الْحُسَيْنِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُعَاذٍ، يَقُولُ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ بْنُ سَلْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ الضَّحَّاكَ، يَقُولُ: «إِذَا أَرْسَلْتَ كَلْبَكَ الْمُعَلَّمَ فَذَكَرْتَ اسْمَ اللَّهِ حِينَ تُرْسِلَهُ فَأَمْسَكَ أَوْ قَتَلَ فَهُوَ حَلَالٌ، فَإِذَا أَكَلَ مِنْهُ فَلَا تَأْكُلْهُ، فَإِنَّمَا أَمْسَكَهُ ⦗١٢٥⦘ عَلَى نَفْسِهِ»
٨ / ١٢٤
حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ، قَالَ: ثنا الْحُسَيْنُ، قَالَ: ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَدِيٍّ، قَوْلُهُ: ﴿فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ﴾ [المائدة: ٤] قَالَ: «قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أَرْضِي أَرْضُ صَيْدٍ؟ قَالَ: «إِذَا أَرْسَلْتَ كَلْبَكَ وَسَمَّيْتَ فَكُلْ مِمَّا أَمْسَكَ عَلَيْكَ كَلْبُكَ، وَإِنْ قَتَلَ، فَإِنْ أَكَلَ فَلَا تَأْكُلْ فَإِنَّهُ إِنَّمَا أَمْسَكَ عَلَى نَفْسِهِ» وَقَدْ بَيَّنَّا أَوْلَى الْقَوْلَيْنِ فِي ذَلِكَ بِالصَّوَابِ قَبْلُ، فَأَغْنَى ذَلِكَ عَنْ إِعَادَتِهِ وَتَكْرَارِهِ. فَإِنْ قَالَ قَائِلٌ: وَمَا وَجْهُ دُخُولِ مِنْ فِي قَوْلِهِ: ﴿فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ﴾ [المائدة: ٤] وَقَدْ أَحَلَّ اللَّهُ لَنَا صَيْدَ جَوَارِحِنَا الْحَلَالِ، وَمَنْ إِنَّمَا تَدْخُلُ فِي الْكَلَامِ مُبَعِّضَةً لِمَا دَخَلَتْ فِيهِ؟ قِيلَ: قَدِ اخْتَلَفَ فِي مَعْنَى دُخُولِهَا فِي هَذَا الْمَوْضِعِ أَهْلُ الْعَرَبِيَّةِ، فَقَالَ بَعْضُ نَحْوِيِّي الْبَصْرَةِ حِينَ دَخَلَتْ مِنْ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ لِغَيْرِ مَعْنًى، كَمَا تُدْخِلُهُ الْعَرَبُ فِي قَوْلِهُمْ: كَانَ مِنْ مَطَرٍ، وَكَانَ مِنْ حَدِيثٍ. قَالَ: وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُ: ﴿وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ﴾ [البقرة: ٢٧١] وَقَوْلُهُ: ﴿وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا ⦗١٢٦⦘ مِنْ بَرَدٍ﴾ [النور: ٤٣] قَالَ:»وَهُوَ فِيمَا فُسِّرَ: وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ جِبَالًا فِيهَا بَرَدٌ. قَالَ: وَقَالَ بَعْضُهُمْ: ﴿وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ﴾ [النور: ٤٣] أَيْ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ بَرَدٍ، بِجَعْلِ الْجِبَالِ مِنْ بَرَدٍ فِي السَّمَاءِ، وَبِجَعْلِ الْإِنْزَالِ مِنْهَا. وَكَانَ غَيْرُهُ مِنْ أَهْلِ الْعَرَبِيَّةِ يُنْكِرُ ذَلِكَ وَيَقُولُ: لَمْ تَدْخُلْ مِنْ إِلَّا لِمَعْنًى مَفْهُومٍ لَا يَجُوزُ الْكَلَامُ وَلَا يَصْلُحُ إِلَّا بِهِ، وَذَلِكَ أَنَّهَا دَالَّةٌ عَلَى التَّبْعِيضِ. وَكَانَ يَقُولُ: مَعْنَى قَوْلِهِمْ: قَدْ كَانَ مِنْ مَطَرٍ، وَكَانَ مِنْ حَدِيثٍ: هَلْ كَانَ مِنْ مَطَرٍ مَطَرَ عِنْدَكُمْ، وَهَلْ مِنْ حَدِيثٍ حُدِّثَ عِنْدَكُمْ. ويَقُولُ: مَعْنَى ﴿وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتُكُمْ﴾ [البقرة: ٢٧١] أَيْ وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتُكُمْ مَا يَشَاءُ وَيُرِيدُ، وَفِي قَوْلِهِ: ﴿وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ﴾ [النور: ٤٣] فَيُجِيزُ حَذْفَ مِنْ مَنْ ﴿مِنْ بَرَدٍ﴾ [النور: ٤٣] وَلَا يُجِيزُ حَذْفَهَا مِنَ الْجِبَالِ، وَيَتَأَوَّلُ مَعْنَى ذَلِكَ: وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ أَمْثَالَ جِبَالِ بَرَدٍ، ثُمَّ أُدْخِلَتْ مِنْ فِي الْبَرَدِ، لِأَنَّ الْبَرَدَ مُفَسَّرٌ عِنْدَهُ عَنِ الْأَمْثَالِ: أَعْنِي: أَمْثَالَ الْجِبَالِ، وَقَدْ أُقِيمَتِ الْجِبَالُ مَقَامَ الْأَمْثَالِ وَالْجِبَالِ وَهِيَ جِبَالُ بَرَدٍ، فَلَا يُجِيزُ حَذْفَ مِنْ مِنَ الْجِبَالِ، لِأَنَّهَا دَالَّةٌ عَلَى أَنَّ الَّذِيَ فِي السَّمَاءِ الَّذِي أُنْزِلَ مِنْهُ الْبَرْدُ أَمْثَالُ جِبَالِ بَرَدٍ، وَأَجَازَ حَذْفَ مِنْ مِنَ الْبَرَدِ، لِأَنَّ الْبَرَدَ مُفَسَّرٌ عَنِ الْأَمْثَالِ، كَمَا تَقُولُ: عِنْدِي رَطْلَانِ زَيْتًا، وَعِنْدِي رَطْلَانِ مِنْ زَيْتٍ، ⦗١٢٧⦘ وَلَيْسَ عِنْدَكَ الرَّطْلُ وَإِنَّمَا عِنْدَكَ الْمِقْدَارُ، فَمِنْ تَدْخُلُ فِي الْمُفَسَّرُ وَتَخْرُجُ مِنْهُ. وَكَذَلِكَ عِنْدَ قَائِلِ هَذَا الْقَوْلِ: مِنَ السَّمَاءِ، مِنْ أَمْثَالِ جِبَالٍ، وَلَيْسَ بِجِبَالٍ. وَقَالَ: وَإِنْ كَانَ أَنْزَلَ مِنْ جِبَالٍ فِي السَّمَاءِ مِنْ بَرَدٍ جِبَالًا، ثُمَّ حَذَفَ الْجِبَالَ الثَّانِيَةَ وَالْجِبَالَ الْأَوَّلَ فِي السَّمَاءِ جَازَ، تَقُولُ: أَكَلْتُ مِنَ الطَّعَامِ، تُرِيدُ: أَكَلْتُ مِنَ الطَّعَامِ طَعَامًا، ثُمَّ تَحْذِفُ الطَّعَامَ وَلَا تُسْقِطُ مِنْ. وَالصَّوَابُ مِنَ الْقَوْلِ فِي ذَلِكَ، أَنَّ مَنْ لَا تَدْخُلُ فِي الْكَلَامِ إِلَّا لِمَعْنًى مَفْهُومٍ، وَقَدْ يَجُوزُ حَذْفُهَا فِي بَعْضِ الْكَلَامِ وَبِالْكَلَامِ إِلَيْهَا حَاجَةٌ لِدَلَالَةِ مَا يَظْهَرُ مِنَ الْكَلَامِ عَلَيْهَا، فَأَمَّا أَنْ تَكُونَ فِي الْكَلَامِ لِغَيْرِ مَعْنًى أَفَادَتْهُ بُدُخُولِهَا، فَذَلِكَ قَدْ بَيَّنَّا فِيمَا مَضَى أَنَّهُ غَيْرُ جَائِزٍ أَنْ يَكُونَ فِيمَا صَحَّ مِنَ الْكَلَامِ. وَمَعْنَى دُخُولِهَا فِي قَوْلِهِ: ﴿فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ﴾ [المائدة: ٤] لِلتَّبْعِيضِ إِذْ كَانَتِ الْجَوَارِحُ تُمْسِكُ عَلَى أَصْحَابِهَا مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَهُمْ لُحُومَهُ وَحَرَّمَ عَلَيْهِمْ فَرْثَهُ وَدَمَهُ، فَقَالَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: ﴿فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ﴾ [المائدة: ٤] جَوَارِحُكُمُ الطَّيِّبَاتِ الَّتِي أَحْلَلْتُ لَكُمْ مِنْ لُحُومِهَا دُونَ مَا حَرَّمْتُ عَلَيْكُمْ مِنْ خَبَائِثِهِ مِنَ الْفَرْثِ وَالدَّمِ وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ مِمَّا لَمْ أُطَيِّبْهُ لَكُمْ، فَذَلِكَ مَعْنَى دُخُولِ مِنْ فِي ذَلِكَ. وَأَمَّا قَوْلُهُ: ﴿وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ﴾ [البقرة: ٢٧١] فَقَدْ بَيَّنَّا وَجْهَ دُخُولِهَا فِيهِ فِيمَا مَضَى بِمَا أَغْنَى عَنْ إِعَادَتِهِ. وَأَمَّا دُخُولُهَا فِي قَوْلِهِ: ﴿وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ﴾ [النور: ٤٣] فَسَنُبَيِّنُهُ إِذَا ⦗١٢٨⦘ أَتَيْنَا عَلَيْهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى:
٨ / ١٢٥
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ﴾ [المائدة: ٤] يَعْنِي جَلَّ ثَنَاؤُهُ بِقَوْلِهِ: ﴿وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ﴾ [المائدة: ٤] عَلَى مَا أَمْسَكَتْ عَلَيْكُمْ جَوَارِحُكُمْ مِنَ الصَّيْدِ. كَمَا:
٨ / ١٢٨
حَدَّثَنَا الْمُثَنَّى، قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: ثني مُعَاوِيَةُ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَوْلُهُ: ﴿وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ﴾ [المائدة: ٤] يَقُولُ: «إِذَا أَرْسَلْتَ جَارِحَكَ فَقُلْ: بِسْمِ اللَّهِ، وَإِنْ نَسِيتَ فَلَا حَرَجَ»
٨ / ١٢٨
حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: ثنا أَحْمَدُ، قَالَ: ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ، قَوْلُهُ: ﴿وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ﴾ [المائدة: ٤] قَالَ: «إِذَا أَرْسَلْتَهُ فَسَمِّ عَلَيْهِ حِينَ تُرْسِلُهُ عَلَى الصَّيْدِ»
٨ / ١٢٨
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ﴾ [المائدة: ٤] يَعْنِي جَلَّ ثَنَاؤُهُ: وَاتَّقُوا اللَّهَ أَيُّهَا النَّاسُ فِيمَا أَمَرَكُمْ بِهِ وَفِيمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ، فَاحْذَرُوهُ فِي ذَلِكَ أَنْ تُقْدِمُوا عَلَى خِلَافِهِ، وَأَنْ تَأْكُلُوا مِنْ صَيْدِ الْجَوَارِحِ غَيْرِ الْمُعَلَّمَةِ أَوْ مِمَّا لَمْ تُمْسِكْ عَلَيْكُمْ مِنْ صَيْدِهَا وَأَمْسَكَتْهُ عَلَى أَنْفُسِهَا، أَوْ تَطْعَمُوا مَا لَمْ يُسَمِّ اللَّهُ عَلَيْهِ مِنَ الصَّيْدِ وَالذَّبَائِحِ
٨ / ١٢٨
مِمَّا صَادَهُ أَهْلُ الْأَوْثَانِ وَعَبَدَةُ الْأَصْنَامِ وَمَنْ لَمْ يُوَحِّدِ اللَّهُ مِنْ خَلْقِهِ، أَوْ ذَبَحُوهُ، فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ حَرَّمَ ذَلِكَ عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوهُ. ثُمَّ خَوَّفَهُمْ إِنْ هُمْ فَعَلُوا مَا نَهَاهُمْ عَنْهُ مِنْ ذَلِكَ وَمِنْ غَيْرِهِ فَقَالَ: اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ سَرِيعٌ حِسَابُهُ لِمَنْ حَاسَبَهُ عَلَى نِعْمَتِهِ عَلَيْهِ مِنْكُمْ وَشَكَرَ الشَّاكِرُ مِنْكُمْ رَبَّهُ، عَلَى مَا أَنْعَمَ بِهِ عَلَيْهِ بِطَاعَتِهِ إِيَّاهُ فِيمَا أَمَرَ وَنَهَى، لِأَنَّهُ حَافِظٌ لِجَمِيعِ ذَلِكَ فِيكُمْ فَيُحِيطُ بِهِ، لَا يَخْفَى عَلَيْهِ مِنْهُ شَيْءٌ، فَيُجَازِي الْمُطِيعَ مِنْكُمْ بِطَاعَتِهِ وَالْعَاصِي بِمَعْصِيَتِهِ، وَقَدْ بَيَّنَ لَكُمْ جَزَاءَ الْفَرِيقَيْنِ
٨ / ١٢٩
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلَا مُتَّخِذِي أَخْدَانَ وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ [المائدة: ٥] يَعْنِي جَلَّ ثَنَاؤُهُ بِقَوْلِهِ: ﴿الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ﴾ [المائدة: ٥] الْيَوْمَ أَحِلَّ لَكُمْ أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ الْحَلَالُ مِنَ الذَّبَائِحِ وَالْمَطَاعِمِ، دُونَ الْخَبَائِثِ مِنْهَا. قَوْلُهُ: ﴿وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ﴾ [المائدة: ٥] وَذَبَائِحُ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى، وَهُمُ الَّذِينَ أُوتُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ، وَأُنْزِلَ عَلَيْهِمْ، فَدَانُوا بِهِمَا أَوْ بِأَحَدِهِمَا ﴿حِلٌّ لَكُمْ﴾ [المائدة: ٥] يَقُولُ: “حَلَالٌ لَكُمْ أَكْلُهُ دُونَ ذَبَائِحِ سَائِرِ أَهْلِ الشِّرْكِ الَّذِينَ لَا كِتَابَ لَهُمْ مِنْ مُشْرِكِي الْعَرَبِ وَعَبَدَةِ الْأَوْثَانِ وَالْأَصْنَامِ، فَإِنَّ مَنْ لَمْ يَكُنْ
٨ / ١٢٩
مِنْهُمْ مِمَّنْ أَقَرَّ بِتَوْحِيدِ اللَّهِ عَزَّ ذِكْرُهُ وَدَانَ دِينَ أَهْلِ الْكِتَابِ، فَحَرَامٌ عَلَيْكُمْ ذَبَائِحُهُمْ. ثُمَّ اخْتُلِفَ فِيمَنْ عَنَى اللَّهُ عَزَّ ذِكْرُهُ بِقَوْلِهِ: ﴿وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ﴾ [المائدة: ٥] مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: عَنَى اللَّهُ بِذَلِكَ ذَبِيحَةَ كُلِّ كِتَابِيٍّ مِمَّنْ أُنْزِلَ عَلَيْهِ التَّوْرَاةُ وَالْإِنْجِيلُ، أَوْ مِمَّنْ دَخَلَ فِي مِلَّتِهِمْ فَدَانَ دِينَهُمْ وَحَرَّمَ مَا حَرَّمُوا وَحَلَّلَ مَا حَلَّلُوا مِنْهُمْ وَمِنْ غَيْرِهِمْ مِنْ سَائِرِ أَجْنَاسِ الْأُمَمِ
٨ / ١٣٠
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي الشَّوَارِبِ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ، قَالَ: ثنا خُصَيْفٌ، قَالَ: ثنا عِكْرِمَةُ، قَالَ: سُئِلَ ابْنُ عَبَّاسٍ عَنْ ذَبَائِحِ نَصَارَى بَنِي تَغْلِبَ، فَقَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ﴾ [المائدة: ٥١] إِلَى قَوْلِهِ: ﴿وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ﴾ [المائدة: ٥١] الْآيَةُ ” حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، مِثْلَهُ
٨ / ١٣٠
حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثنا ابْنُ عَثْمَةَ، قَالَ: ثنا سَعِيدُ بْنُ بِشْرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ ⦗١٣١⦘ الْحَسَنِ، وَعِكْرِمَةَ: أَنَّهُمَا كَانَا لَا يَرَيَانِ بَأْسًا بِذَبَائِحِ نَصَارَى بَنَي تَغْلِبَ وَبِتَزَوُّجِ نِسَائِهِمْ، وَيَتْلُوَانِ: ﴿وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ﴾ [المائدة: ٥١] “
٨ / ١٣٠
حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثنا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ: أَنَّهُمَا كَانَا لَا يَرَيَانِ بَأْسًا بِذَبِيحَةِ نَصَارَى بَنِي تَغْلِبَ “
٨ / ١٣١
حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ: أَنَّهُ كَانَ لَا يَرَى بَأْسًا بِذَبَائِحِ نَصَارَى بَنَي تَغْلِبَ، وَقَرَأَ: ﴿وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا﴾ [مريم: ٦٤] “
٨ / ١٣١
حَدَّثَنِي ابْنُ بَشَّارٍ، وَابْنُ الْمُثَنَّى، قَالَا: ثنا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: ثني ابْنُ شِهَابٍ عَنْ ذَبِيحَةِ نَصَارَى الْعَرَبِ، قَالَ: «تُؤْكَلُ مِنْ أَجْلِ أَنَّهُمْ فِي الدِّينِ أَهْلُ كِتَابٍ، وَيَذْكُرُونَ اسْمَ اللَّهِ»
٨ / ١٣١
حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ، وَابْنُ الْمُثَنَّى، قَالَا: ثنا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: ثنا ابْنُ جُرَيْجٍ،: قَالَ: قَالَ عَطَاءٌ: «إِنَّمَا يَقْرَءُونَ ذَلِكَ الْكِتَابَ»
٨ / ١٣١
حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: ثنا ابْنُ عُلَيَّةَ، قَالَ: ثنا شُعْبَةُ، قَالَ: سَأَلْتُ الْحَكَمَ وَحَمَّادًا وَقَتَادَةَ عَنْ ذَبَائِحِ نَصَارَى بَنِي تَغْلِبَ، فَقَالُوا: «لَا بَأْسَ بِهَا. قَالَ: وَقَرَأَ الْحَكَمُ: ﴿وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ﴾ [البقرة: ٧٨]»
٨ / ١٣٢
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثنا الْحَجَّاجٌ، قَالَ: ثنا حَمَّادٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «كُلُوا مِنْ ذَبَائِحِ بَنِي تَغْلِبَ، وَتَزَوَّجُوا مِنْ نِسَائِهِمْ، فَإِنَّ اللَّهَ قَالَ فِي كِتَابِهِ: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ فَلَوْ لَمْ يَكُونُوا مِنْهُمْ إِلَّا بِالْوِلَايَةِ لَكَانُوا مِنْهُمْ»
٨ / ١٣٢
حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: ثنا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ: أَنَّ الْحَسَنَ، كَانَ لَا يَرَى بَأْسًا بِذَبَائِحِ نَصَارَى بَنِي تَغْلِبَ، وَكَانَ يَقُولُ: انْتَحَلُوا دِينًا فَذَاكَ دِينُهُمْ ” وَقَالَ آخَرُونَ: إِنَّمَا عَنَى بِالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ، الَّذِينَ أُنْزِلَ عَلَيْهِمُ التَّوْرَاةُ وَالْإِنْجِيلُ، مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَبْنائِهِمْ، فَأَمَّا مَنْ كَانَ دَخِيلًا فِيهِمْ مِنْ سَائِرِ الْأُمَمِ مِمَّنْ دَانَ بِدِينِهِمْ وَهُمْ مِنْ غَيْرِ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَلَمْ يُعْنَ بِهَذِهِ الْآيَةِ وَلَيْسَ هُوَ مِمَّنْ يَحِلُّ أَكْلُ ذَبَائِحِهِ؛ لِأَنَّهُ لَيْسَ مِمَّنْ أُوتِي الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِ الْمُسْلِمِينَ. وَهَذَا قَوْلٌ كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ الشَّافِعِيُّ يَقُولُهُ، حَدَّثَنَا بِذَلِكَ عَنْهُ الرَّبِيعُ، وَيَتَأَوَّلُ فِي ذَلِكَ قَوْلَ مَنْ كَرِهَ ذَبَائِحَ نَصَارَى الْعَرَبِ مِنَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ
٨ / ١٣٢
ذِكْرُ مَنْ حَرَّمَ ذَبَائِحَ نَصَارَى الْعَرَبِ
٨ / ١٣٣
حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: ثنا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبِيدَةَ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ رِضْوَانُ اللَّهُ عَلَيْهِ: «لَا تَأْكُلُوا ذَبَائِحَ نَصَارَى بَنِي تَغْلِبَ، فَإِنَّهُمْ إِنَّمَا يَتَمَسَّكُونَ مِنَ النَّصْرَانِيَّةِ بِشُرْبِ الْخَمْرِ»
٨ / ١٣٣
حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: ثنا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ عَبِيدَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: «لَا تَأْكُلُوا ذَبَائِحَ نَصَارَى بَنِي تَغْلِبَ، فَإِنَّهُمْ لَمْ يَتَمَسَّكُوا بِشَيْءٍ مِنَ النَّصْرَانِيَّةِ إِلَّا بِشُرْبِ الْخَمْرِ»
٨ / ١٣٣
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ، قَالَ: ثنا هِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ عَبِيدَةَ، قَالَ: سَأَلْتُ عَلِيًّا عَنْ ذَبَائِحِ نَصَارَى الْعَرَبِ، فَقَالَ: «لَا تُؤْكَلُ ذَبَائِحُهُمْ، فَإِنَّهُمْ لَمْ يَتَعَلَّقُوا مِنْ دِينِهِمْ إِلَّا بِشُرْبِ الْخَمْرِ»
٨ / ١٣٣
حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ سَعِيدٍ الْكِنْدِيُّ، قَالَ: ثنا عَلِيُّ بْنُ عَابِسٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، قَالَ: «نَهَانَا عَلِيٌّ عَنْ ذَبَائِحِ نَصَارَى الْعَرَبِ»
٨ / ١٣٣
حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: ثنا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الْقَصَّابِ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ، يُحَدِّثُ عَنْ عَلِيٍّ: «أَنَّهُ كَانَ ⦗١٣٤⦘ يَكْرَهُ ذَبَائِحَ نَصَارَى بَنِي تَغْلِبَ»
٨ / ١٣٣
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا جَرِيرٌ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «لَا تَأْكُلُوا ذَبَائِحَ نَصَارَى الْعَرَبِ وَذَبَائِحَ نَصَارَى أَرْمِينِيَةَ» وَهَذِهِ الْأَخْبَارُ عَنْ عَلِيٍّ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ، إِنَّمَا تَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ كَانَ يَنْهَى، عَنْ ذَبَائِحِ نَصَارَى بَنِي تَغْلِبَ مِنْ أَجْلِ أَنَّهُمْ لَيْسُوا عَلَى النَّصْرَانِيَّةِ، لِتَرْكِهِمْ تَحْلِيلَ مَا تُحَلِّلُ النَّصَارَى وَتَحْرِيمَ مَا تُحَرِّمُ غَيْرَ الْخَمْرِ. وَمَنْ كَانَ مُنْتَحِلًا مِلَّةً هُوَ غَيْرُ مُتَمَسِّكٍ مِنْهَا بِشَيْءٍ، فَهُوَ إِلَى الْبَرَاءَةِ مِنْهَا أَقْرَبُ إِلَى اللَّحَاقِ بِهَا وَبِأَهْلِهَا، فَلِذَلِكَ نَهَى عَلِيٌّ عَنْ أَكْلِ ذَبَائِحِ نَصَارَى بَنِي تَغْلِبَ، لَا مِنْ أَجْلِ أَنَّهُمْ لَيْسُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ. فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ كَذَلِكَ، وَكَانَ إِجْمَاعًا مِنَ الْحُجَّةِ إِحْلَالُ ذَبِيحَةِ كُلِّ نَصْرَانِيٍّ وَيَهُودِيٍّ، إِنِ انْتَحَلَ دِينَ النَّصَارَى أَوِ الْيَهُودِ، فَأَحَلَّ مَا أَحَلُّوا، وَحَرَّمَ مَا حَرَّمُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَ أَوْ مِنْ غَيْرِهِمْ، فَبَيِّنٌ خَطَأُ مَا قَالَ الشَّافِعِيُّ فِي ذَلِكَ وَتَأْوِيلُهُ الَّذِي تَأَوَّلَهُ فِي قَوْلِهِ: ﴿وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ﴾ [المائدة: ٥] أَنَّهُ ذَبَائِحُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَصَوَابُ مَا خَالَفَ تَأْوِيلَهُ ذَلِكَ، وَقَوْلُ مَنْ قَالَ: إِنَّ كُلَّ يَهُودِيٍّ وَنَصْرَانِيٍّ فَحَلَالٌ ذَبِيحَتُهُ مِنْ أَيِّ أَجْنَاسِ بَنِي آدَمَ كَانَ. وَأَمَّا الطَّعَامُ الَّذِي قَالَ اللَّهُ: ﴿وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ﴾ [المائدة: ٥] فَإِنَّهُ الذَّبَائِحُ. ⦗١٣٥⦘ وَبِمِثْلِ مَا قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ
٨ / ١٣٤
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، وَابْنُ وَكِيعٍ، قَالَا: ثنا ابْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: ﴿وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ﴾ [المائدة: ٥] قَالَ: «الذَّبَائِحُ»
٨ / ١٣٥
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا حَكَّامٌ، عَنْ عَنبَسَةَ، عنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي بَزَّةَ، عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ: ﴿وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ﴾ [المائدة: ٥] قَالَ: «ذَبَائِحُهُمْ» حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، مِثْلَهُ حَدَّثَنَا الْمُثَنَّى قَالَ: ثنا أَبُو نُعَيْمٍ وَقَبِيصَةَ، قَالَا: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، مِثْلَهُ حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثنا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّازِيُّ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، مِثْلَهُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ عِيسَى، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، ⦗١٣٦⦘ عَنْ مُجَاهِدٍ، مِثْلَهُ
٨ / ١٣٥
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى قَالَ: ثنا أَبُو حُذَيْفَةَ، قَالَ: ثنا شِبْلٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: ﴿وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ﴾ [المائدة: ٥] قَالَ: «ذَبِيحَةُ أَهْلِ الْكِتَابِ»
٨ / ١٣٦
حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: ثنا هُشَيْمٌ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، فِي قَوْلِهِ: ﴿وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ﴾ [المائدة: ٥] قَالَ: «ذَبَائِحُهُمْ» حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ عَنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، بِمِثْلِهِ حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثنا أَبِي، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، مِثْلَهُ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الثَّوْرِيُّ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، مِثْلَهُ حَدَّثَنَا الْمُثَنَّى قَالَ: ثنا أَبُو نُعَيْمٍ وَقَبِيصَةُ، قَالَا: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ مِثْلَهُ
٨ / ١٣٦
حَدَّثَنَا الْمُثَنَّى، قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: ثني مُعَاوِيَةُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: ﴿وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ﴾ [المائدة: ٥] قَالَ: «ذَبَائِحُهُمْ» ⦗١٣٧⦘ حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثنا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ، قَالَ: ثنا خَالِدٌ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ، مِثْلَهُ
٨ / ١٣٦
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلُهُ: ﴿وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ﴾ [المائدة: ٥] أَيْ ذَبَائِحُهُمْ “
٨ / ١٣٧
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، قَالَ: ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ: ﴿وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ﴾ [المائدة: ٥] أَمَّا طَعَامُهُمْ فَهُوَ الذَّبَائِحُ “
٨ / ١٣٧
حُدِّثُتْ عَنِ الْحُسَيْنِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُعَاذٍ، يَقُولُ: ثنا عُبَيْدٌ، قَالَ: سَمِعْتُ الضَّحَّاكَ، يَقُولُ فِي قَوْلِهِ: ﴿وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ﴾ [المائدة: ٥] قَالَ: «أَحَلَّ اللَّهُ لَنَا طَعَامَهُمْ وَنِسَاءَهُمْ»
٨ / ١٣٧
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: ثني أَبِي قَالَ: ثني عَمِّي، قَالَ: ثني أَبِي عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَمَّا قَوْلُهُ: ﴿وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ﴾ [المائدة: ٥] فَإِنَّهُ أَحَلَّ لَنَا طَعَامَهُمْ وَنِسَاءَهُمْ “
٨ / ١٣٧
حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: سَأَلْتُهُ، يَعْنِي ابْنَ يَزِيدَ، عَمَّا ذُبِحَ لِلْكَنَائِسِ وَسُمِّيَ عَلَيْهَا فَقَالَ: «أَحَلَّ اللَّهُ لَنَا طَعَامَ أَهْلِ الْكِتَابِ، وَلَمْ ⦗١٣٨⦘ يَسْتَثْنِ مِنْهُ شَيْئًا»
٨ / ١٣٧
حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: ثني مُعَاوِيَةُ، عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ حُدَيْرِ بْنِ كُرَيْبٍ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ الْأَسْوَدِ: أَنَّهُ سَأَلَ أَبَا الدَّرْدَاءِ عَنْ كَبْشٍ ذُبِحَ لِكَنِيسَةٍ يُقَالَ لَهَا جِرْجِسُ أَهْدُوهُ لَهَا، أَنَأْكُلُ مِنْهُ؟ فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: «اللَّهُمَّ عَفْوًا، إِنَّهُمْ هُمْ أَهْلُ كِتَابٍ، طَعَامُهُمْ حِلٌّ لَنَا وَطَعَامُنَا حِلٌّ لَهُمْ. وأَمَرَهُ بِأَكْلِهِ» وَأَمَّا قَوْلُهُ ﴿وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ﴾ [المائدة: ٥] فَإِنَّهُ يَعْنِي: ذَبَائِحُكُمْ أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ حِلٌّ لِأَهْلِ الْكِتَابِ
٨ / ١٣٨
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ﴾ [المائدة: ٥] يَعْنِي جَلَّ ثَنَاؤُهُ بِقَوْلِهِ: ﴿وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ﴾ [المائدة: ٥] أُحِلَّ لَكُمْ أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ الْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَهُنَّ الْحَرَائِرُ مِنْهُنَّ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ ﴿وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ﴾ [المائدة: ٥] يَعْنِي: وَالْحَرَائِرُ مِنَ الَّذِينَ أُعْطُوا الْكِتَابَ، وَهُمُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى الَّذِينَ دَانُوا بِمَا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ مِنْ قَبْلِكُمْ أَيُّهَا
٨ / ١٣٨
الْمُؤْمِنُونَ بِمُحَمَّدٍ ﷺ مِنَ الْعَرَبِ وَسَائِرِ النَّاسِ، أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ أَيْضًا. ﴿إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ﴾ [المائدة: ٥] يَعْنِي: إِذَا أَعْطَيْتُمْ مَنْ نَكَحْتُمْ مِنْ مُحْصَنَاتِكُمْ وَمُحْصَنَاتِهِمْ أُجُورَهُنَّ، وَهِيَ مُهُورُهُنَّ. وَاخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي الْمُحْصَنَاتِ اللَّاتِي عَنَاهُنَّ اللَّهُ عَزَّ ذِكْرُهُ بِقَوْلِهِ: ﴿وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ﴾ [المائدة: ٥] فَقَالَ بَعْضُهُمْ: عَنَى بِذَلِكَ الْحَرَائِرَ خَاصَّةً، فَاجِرَةً كَانَتْ أَوْ عَفِيفَةً، وَأَجَازَ قَائِلُو هَذِهِ الْمَقَالَةِ نِكَاحَ الْحُرَّةِ مُؤْمِنَةً كَانَتْ أَوْ كِتَابِيَةً مِنَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى مِنْ أَيِّ أَجْنَاسٍ كَانَتْ، بَعْدَ أَنْ تَكُونَ كِتَابِيَّةً فَاجِرَةً كَانَتْ أَوْ عَفِيفَةً، وَحَرَّمُوا إِمَاءَ أَهْلِ الْكِتَابِ أَنْ نَتَزَوَّجَهُنَّ بِكُلِّ حَالٍ؛ لِأَنَّ اللَّهَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ شَرَطَ مِنْ نِكَاحِ الْإِمَاءِ الْإِيمَانَ بِقَوْلِهِ: ﴿وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلًا أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ﴾ [النساء: ٢٥]
٨ / ١٣٩
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثنا أَبُو دَاوُدَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: ﴿وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ﴾ [المائدة: ٥] قَالَ: «مِنَ الْحَرَائِرِ»
٨ / ١٣٩
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: ﴿وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ﴾ [المائدة: ٥] قَالَ: «مِنَ ⦗١٤٠⦘ الْحَرَائِرِ»
٨ / ١٣٩
حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ: أَنَّ رَجُلًا، طَلَّقَ امْرَأَتَهُ وَخُطِبَتْ إِلَيْهِ أُخْتُهُ، وَكَانَتْ قَدْ أَحْدَثَتْ، فَأَتَى عُمَرَ فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ مِنْهَا، فَقَالَ عُمَرُ: مَا رَأَيْتَ مِنْهَا؟ قَالَ: مَا رَأَيْتُ مِنْهَا إِلَّا خَيْرًا. فَقَالَ: زَوِّجْهَا وَلَا تُخْبِرْ “
٨ / ١٤٠
حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الشَّوَارِبِ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ، قَالَ: ثنا سُلَيْمَانُ الشَّيْبَانِيُّ، قَالَ: ثنا عَامِرٌ، قَالَ: زَنَتِ امْرَأَةٌ مِنْ هَمْدَانَ، قَالَ: فَجَلَدَهَا مُصَدِّقُ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ الْحَدَّ، ثُمَّ تَابَتْ، فَأَتَوْا عُمَرَ، فَقَالُوا: نُزَوِّجُهَا وَبِئْسَ مَا كَانَ مِنْ أَمْرِهَا. قَالَ عُمَرُ: «لَئِنْ بَلَغَنِي أَنَّكُمْ ذَكَرْتُمْ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ لَأُعَاقِبَنَّكُمْ عُقُوبَةً شَدِيدَةً»
٨ / ١٤٠
حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: ثنا شُعْبَةُ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ: أَنَّ رَجُلًا، أَرَادَ أَنْ يُزَوِّجَ، أُخْتَهُ، فَقَالَتْ: إِنِّي أَخْشَى أَنْ أَفْضَحَ أَبِي، فَقَدْ، بَغَيْتُ. فَأَتَى عُمَرَ فَقَالَ: «أَلَيْسَ قَدْ تَابَتْ؟ قَالَ: بَلَى: قَالَ: فَزَوِّجْهَا»
٨ / ١٤٠
حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: ثنا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: ثنا شُعْبَةُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ: أَنَّ نُبَيْشَةَ امْرَأَةً مِنْ هَمْدَانَ، بَغَتْ فَأَرَادَتْ أَنْ تَذْبَحَ نَفْسَهَا، قَالَ: فَأَدْرَكُوهَا فَدَاوَوْهَا فَبَرِئَتْ، فَذَكَرُوا ذَلِكَ لِعُمَرَ، فَقَالَ: «انْكِحُوهَا ⦗١٤١⦘ نِكَاحَ الْعَفِيفَةِ الْمُسْلِمَةِ»
٨ / ١٤٠
حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ، قَالَ: ثنا دَاوُدُ، عَنْ عَامِرٍ: أَنَّ رَجُلًا، مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ أَصَابَتْ أُخْتُهُ فَاحِشَةً، فَأَمَرَّتِ الشَّفْرَةَ عَلَى أَوْدَاجِهَا، فَأُدْرِكَتْ، فَدُووِيَ جُرْحُهَا حَتَّى بَرِئَتْ، ثُمَّ إِنَّ عَمَّهَا انْتَقَلَ بِأَهْلِهِ حَتَّى قَدِمَ الْمَدِينَةَ، فَقَرَأَتِ الْقُرْآنَ وَنَسَكَتْ، حَتَّى كَانَتْ مِنْ أَنْسَكِ نِسَائِهِمْ، فَخُطِبَتْ إِلَى عَمِّهَا، وَكَانَ يَكْرَهُ أَنْ يُدَلِّسَهَا، وَيَكْرَهُ أَنْ يُفْشِيَ عَلَى ابْنَةِ أَخِيهِ، فَأَتَى عُمَرَ، فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ عُمَرُ: «لَوْ أَفْشَيْتَ عَلَيْهَا لَعَاقَبْتُكَ، إِذَا أَتَاكَ رَجُلٌ صَالِحٌ تَرْضَاهُ فَزَوِّجْهَا إِيَّاهُ» حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى قَالَ: ثنا عَبْدُ الْأَعْلَى، قَالَ: ثنا دَاوُدُ، عَنْ عَامِرٍ: أَنَّ جَارِيَةً بِالْيَمَنِ يُقَالَ لَهَا نُبَيْشَةُ، أَصَابَتْ فَاحِشَةً، فَذَكَرَ نَحْوَهُ
٨ / ١٤١
حَدَّثَنَا تَمِيمُ بْنُ الْمُنْتَصِرِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ عَامِرٍ، قَالَ: أَتَى رَجُلٌ عُمَرَ فَقَالَ: إِنَّ ابْنَةً لِي كَانَتْ وُئِدَتْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَاسْتَخْرَجْتُهَا قَبْلَ أَنْ تَمُوتَ، فَأَدْرَكَتِ الْإِسْلَامَ، فَلَمَّا أَسْلَمَتْ أَصَابَتْ حَدًّا مِنْ حُدُودِ اللَّهِ، فَعَمَدَتْ إِلَى الشَّفْرَةِ لِتَذْبَحَ بِهَا نَفْسَهَا، فَأَدْرَكْتُهَا وَقَدْ قَطَعَتْ بَعْضَ أَوْدَاجِهَا، فَدَاوَيْتُهَا حَتَّى بَرِئَتْ، ثُمَّ إِنَّهَا أَقْبَلَتْ بِتَوْبَةٍ حَسَنَةٍ، فَهِيَ تُخْطَبُ إِلَيَّ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَأُخْبِرُ مِنْ شَأْنِهَا بِالَّذِي كَانَ؟ فَقَالَ عُمَرُ: «أَتُخْبِرُ بِشَأْنِهَا؟ تَعْمَدُ إِلَى مَا سَتَرَهُ اللَّهُ فَتُبْدِيهِ؟ وَاللَّهِ لَئِنْ أَخْبَرْتُ بِشَأْنِهَا أَحَدًا مِنَ النَّاسِ لَأَجْعَلَنَّكَ نَكَالًا لِأَهْلِ الْأَمْصَارِ بَلْ أَنْكِحْهَا بِنِكَاحِ الْعَفِيفَةِ الْمُسْلِمَةِ» ⦗١٤٢⦘ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، قَالَ: ثنا مَرْوَانُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى عُمَرَ. فذَكَرَ نَحْوَهُ
٨ / ١٤١
حَدَّثَنَا مُجَاهِدٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ: أَنَّ رَجُلًا، خَطَبَ مِنْ رَجُلٍ أُخْتَهُ، فَأَخْبَرَهُ أَنَّهَا، قَدْ أَحْدَثَتْ، فَبَلَغَ ذَلِكَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، فَضَرَبَ الرَّجُلَ، وَقَالَ: «مَا لَكَ وَالْخَبَرُ؟ أَنْكِحْ وَاسْكُتْ»
٨ / ١٤٢
حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: ثنا أَبُو هِلَالٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: «لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ لَا، أَدَعَ أَحَدًا أَصَابَ فَاحِشَةً فِي الْإِسْلَامِ أَنْ يَتَزَوَّجَ مُحْصَنَةً. فَقَالَ لَهُ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، الشِّرْكُ أَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ، وَقَدْ يُقْبَلُ مِنْهُ إِذَا تَابَ» وَقَالَ آخَرُونَ: إِنَّمَا عَنَى اللَّهُ بِقَوْلِهِ: ﴿وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ﴾ [المائدة: ٥] الْعَفَائِفَ مِنَ الْفَرِيقَيْنِ، إِمَاءً كُنَّ أَوْ حَرَائِرَ. فأَجَازَ قَائِلُو هَذِهِ الْمَقَالَةِ نِكَاحِ إِمَاءِ أَهْلِ الْكِتَابِ الدَّائِنَاتِ دِينَهُمْ بِهَذِهِ الْآيَةِ، وَحَرَّمُوا الْبَغَايَا مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَأَهْلِ الْكِتَابِ
٨ / ١٤٢
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ ثنا ابْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ﴾ [المائدة: ٥] قَالَ: «الْعَفَائِفُ» حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثنا جَرِيرٌ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، مِثْلَهُ
٨ / ١٤٢
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، وَابْنُ وَكِيعٍ، قَالَا: ثنا جَرِيرٌ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ عَامِرٍ: ﴿⦗١٤٣⦘ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ﴾ [المائدة: ٥] قَالَ: «إِحْصَانُ الْيَهُودِيَّةِ وَالنَّصْرَانِيَّةِ: أَنْ لَا تَزْنِيَ وَأَنْ تَغْتَسِلَ مِنَ الْجَنَابَةِ»
٨ / ١٤٢
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثنا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ عَامِرٍ: ﴿وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ﴾ [المائدة: ٥] قَالَ: «إِحْصَانُ الْيَهُودِيَّةِ وَالنَّصْرَانِيَّةِ: أَنْ تَغْتَسِلَ مِنَ الْجَنَابَةِ، وَأَنْ تُحْصِنَ فَرْجَهَا»
٨ / ١٤٣
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا حَكَّامٌ، عَنْ عَنبَسَةَ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ فِي قَوْلِهِ: ﴿وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ﴾ [المائدة: ٥] قَالَ: «إِحْصَانُ الْيَهُودِيَّةِ وَالنَّصْرَانِيَّةِ: أَنْ لَا تَزْنِيَ، وَأَنْ تَغْتَسِلَ مِنَ الْجَنَابَةِ»
٨ / ١٤٣
حَدَّثَنَا الْمُثَنَّى قَالَ ثنا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ فِي قَوْلِهِ: ﴿وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ﴾ [المائدة: ٥] قَالَ: «إِحْصَانُهَا أَنْ تَغْتَسِلَ مِنَ الْجَنَابَةِ، وَأَنْ تُحْصِنَ فَرْجَهَا مِنَ الزِّنَا» حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى قَالَ: ثنا مُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ، قَالَ: ثنا خَالِدٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُطَرِّفٌ عَنْ عَامِرٍ، بِنَحْوِهِ
٨ / ١٤٣
حَدَّثَنَا الْمُثَنَّى، قَالَ: ثنا سُوَيْدٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ، يَقُولُ فِي قَوْلِهِ: ﴿وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ﴾ [المائدة: ٥] قَالَ: «الْعَفَائِفُ»
٨ / ١٤٣
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ، قَالَ: ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ: ﴿وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ﴾ [المائدة: ٥] قَالَ: «أَمَّا الْمُحْصَنَاتُ: فَهُنَّ الْعَفَائِفُ»
٨ / ١٤٣
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الْأَعْلَى، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ: أَنَّ امْرَأَةً، اتَّخَذَتْ مَمْلُوكَهَا وَقَالَتْ: تَأَوَّلْتُ كِتَابَ اللَّهِ: ﴿وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ﴾ [النساء: ٣٦] قَالَ: “فَأُتِيَ بِهَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، فَقَالَ لَهُ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ ﷺ: تَأَوَّلَتْ آيَةً مِنْ كِتَابِ اللَّهِ عَلَى غَيْرِ وَجْهِهَا. قَالَ: فَقَرَّبَ الْعَبْدَ وَجَزَّ رَأْسَهُ، وَقَالَ: «أَنْتِ بَعْدَهُ حَرَامٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ»
٨ / ١٤٤
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: ثنا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ: أَنَّهُ قَالَ فِي الَّتِي تُسَرِّي قَبْلَ أَنْ يُدْخَلَ بِهَا، قَالَ: «لَيْسَ لَهَا صَدَاقٌ وَيُفَرَّقُ بَيْنَهُمَا»
٨ / ١٤٤
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا ابْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: ثنا أَشْعَثُ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، فِي الْبِكْرِ تَفْجُرُ قَالَ: «تُضْرَبُ مِائَةَ سَوْطٍ، وَتُنْفَى سَنَةً، وَتَرُدُّ عَلَى زَوْجِهَا مَا أَخَذَتْ مِنْهُ» حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا ابْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: ثنا أَشْعَثُ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، مِثْلَ ذَلِكَ. حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا ابْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَشْعَثُ، عَنِ الْحَسَنِ، مِثْلَ ذَلِكَ
٨ / ١٤٤
حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: ثنا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ يُونُسَ، أَنَّ الْحَسَنَ، كَانَ ⦗١٤٥⦘ يَقُولُ: «إِذَا رَأَى الرَّجُلُ مِنَ امْرَأَتِهِ فَاحِشَةً فَاسْتَيْقَنَ فَإِنَّهُ لَا يُمْسِكُهَا»
٨ / ١٤٤
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا جَرِيرٌ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ أَبِي مَيْسَرَةَ، قَالَ: «مَمْلُوكَاتُ أَهْلِ الْكِتَابِ بِمَنْزِلَةِ حَرَائِرِهِمْ» ثُمَّ اخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي حُكْمِ قَوْلِهِ عَزَّ ذِكْرُهُ: ﴿وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ﴾ [المائدة: ٥] أَعَامٌّ أَمْ خَاصٌّ؟ فَقَالَ بَعْضُهُمْ: هُوَ عَامٌّ فِي الْعَفَائِفِ مِنْهُنَّ، لِأَنَّ الْمُحْصَنَاتِ الْعَفَائِفُ، وَلِلْمُسْلِمِ أَنْ يَتَزَوَّجَ كُلَّ حُرَّةٍ وَأَمَةٍ كِتَابِيَّةٍ حَرْبِيَّةً كَانَتْ أَوْ ذِمِيَّةً. وَاعْتَلُّوا فِي ذَلِكَ بِظَاهِرِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ﴾ [المائدة: ٥] وَأَنَّ الْمَعْنِيَّ بِهِنَّ الْعَفَائِفُ كَائِنَةً مَنْ كَانَتْ مِنْهُنَّ. وَهَذَا قَوْلُ مَنْ قَالَ: عُنِيَ بِالْمُحْصَنَاتِ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ: الْعَفَائِفُ. وَقَالَ آخَرُونَ: بَلِ اللَّوَاتِي عَنَى بِقَوْلِهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: ﴿وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ﴾ [المائدة: ٥] الْحَرَائِرُ مِنْهُنَّ، وَالْآيَةُ عَامَّةٌ فِي جَمِيعِهِنَّ، فَنِكَاحُ جَمِيعِ الْحَرَائِرِ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى جَائِزٌ، حَرْبِيَّاتٍ كُنَّ أَوْ ذِمِّيَّاتٍ، مِنْ أَيِّ أَجْنَاسِ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى كُنَّ وَهَذَا قَوْلُ جَمَاعَةٍ مِنَ الْمُتَقَدِّمِينَ وَالْمُتَأَخِّرِينَ
٨ / ١٤٥
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثنا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَالْحَسَنِ: أَنَّهُمَا كَانَا لَا يَرَيَانِ بَأْسًا بِنِكَاحِ نِسَاءِ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى، وَقَالَا: «⦗١٤٦⦘ أَحَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ» وَقَالَ آخَرُونَ مِنْهُمْ: بَلْ عَنَى بِذَلِكَ: نِكَاحَ بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابِيَّاتِ مِنْهُنَّ خَاصَّةً دُونَ سَائِرِ أَجْنَاسِ الْأُمَمِ الَّذِينَ دَانُوا بِالْيَهُودِيَّةِ وَالنَّصْرَانِيَّةِ. وَذَلِكَ قَوْلُ الشَّافِعِيِّ وَمَنْ قَالَ بِقَوْلِهِ. وَقَالَ آخَرُونَ: بَلْ ذَلِكَ مَعْنِيٌّ بِهِ نِسَاءُ أَهْلِ الْكِتَابِ الَّذِينَ لَهُمْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ذِمَّةٌ وَعَهْدٌ، فَأَمَّا أَهْلُ الْحَرْبِ فَإِنَّ نِسَاءَهُمْ حَرَامٌ عَلَى الْمُسْلِمِينَ
٨ / ١٤٥
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُقْبَةَ، قَالَ: ثنا الْفَزَارِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «مِنْ نِسَاءِ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَحِلُّ لَنَا، وَمِنْهُمْ مَنْ لَا يَحِلُّ لَنَا، ثُمَّ قَرَأَ: ﴿قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ﴾ [التوبة: ٢٩] فَمَنْ أَعْطَى الْجِزْيَةَ حَلَّ لَنَا نِسَاؤُهُ، وَمَنْ لَمْ يُعْطِ الْجِزْيَةَ لَمْ يَحِلَّ لَنَا نِسَاؤُهُ. قَالَ الْحَكَمُ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِإِبْرَاهِيمَ فَأَعْجَبَهُ» وَأَوْلَى الْأَقْوَالِ فِي ذَلِكَ عِنْدَنَا بِالصَّوَابِ قَوْلُ مَنْ قَالَ: عَنَى بِقَوْلِهِ: ﴿وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ﴾ [المائدة: ٥] حَرَائِرَ الْمُؤْمِنِينَ وَأَهْلِ الْكِتَابِ، لِأَنَّ اللَّهَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ لَمْ يَأْذَنْ بِنِكَاحِ الْإِمَاءِ الْأَحْرَارِ فِي الْحَالِ الَّتِي أَبَاحَهُنَّ لَهُمْ إِلَّا أَنْ يَكُنَّ مُؤْمِنَاتٍ، فَقَالَ عَزَّ ذِكْرُهُ: ﴿وَمَنْ لَمْ ⦗١٤٧⦘ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلًا أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ﴾ [النساء: ٢٥] فَلَمْ يُبِحْ مِنْهُنَّ إِلَّا الْمُؤْمِنَاتِ، فَلَوْ كَانَ مُرَادًا بِقَوْلِهِ: ﴿وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ﴾ [المائدة: ٥] الْعَفَائِفُ، لَدَخَلَ الْعَفَائِفُ مِنْ إِمَائِهِمْ فِي الْإِبَاحَةِ، وَخَرَجَ مِنْهَا غَيْرُ الْعَفَائِفِ مِنْ حَرَائِرِهِمْ وَحَرَائِرِ أَهْلِ الْإِيمَانِ. وَقَدْ أَحَلَّ اللَّهُ لَنَا حَرَائِرَ الْمُؤْمِنَاتِ، وَإِنْ كُنَّ قَدْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ بِقَوْلِهِ: ﴿وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ﴾ [النور: ٣٢] وَقَدْ دَلَّلْنَا عَلَى فَسَادِ قَوْلِ مَنْ قَالَ: لَا يَحِلُّ نِكَاحُ مَنْ أَتَى الْفَاحِشَةَ مِنْ نِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ وَأَهْلِ الْكِتَابِ لِلْمُؤْمِنِينَ فِي مَوْضِعٍ غَيْرِ هَذَا بِمَا أَغْنَى عَنْ إِعَادَتِهِ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ، فَنِكَاحُ حَرَائِرِ الْمُسْلِمِينَ وَأَهْلِ الْكِتَابِ حَلَالٌ لِلْمُؤْمِنِينَ، كُنَّ قَدْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ أَوْ لَمْ يَأْتِينْ بِفَاحِشَةٍ، ذِمِيَّةً كَانَتْ أَوْ حَرْبِيَّةً، بَعْدَ أَنْ تَكُونَ بِمَوْضِعٍ لَا يَخَافُ النَّاكِحَ فِيهِ عَلَى وَلَدِهِ أَنْ يُجْبَرَ عَلَى الْكُفْرِ، بِظَاهِرِ قَوْلِ اللَّهِ جَلَّ وَعَزَّ: ﴿وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ﴾ [المائدة: ٥] فَأَمَّا قَوْلُ الَّذِي قَالَ: عَنَى بِذَلِكَ نِسَاءَ بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابِيَّاتِ مِنْهُنَّ خَاصَّةً، فَقَوْلٌ لَا يُوجِبُ التَّشَاغُلَ بِالْبَيَانِ عَنْهُ لِشُذُوذِهِ وَالْخُرُوجِ عَمَّا عَلَيْهِ عُلَمَاءُ الْأُمَّةِ مِنْ تَحْلِيلِ نِسَاءِ جَمِيعِ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى. وَقَدْ دَلَّلْنَا عَلَى فَسَادِ قَوْلِ قَائِلِ هَذِهِ الْمَقَالَةِ مِنْ جِهَةِ الْقِيَاسِ فِي غَيْرِ هَذَا الْمَوْضِعِ بِمَا فِيهِ الْكِفَايَةُ فَكَرِهْنَا إِعَادَتَهُ. وَأَمَّا قَوْلُهُ: ﴿إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ﴾ [المائدة: ٥] فَإِنَّ الْأَجْرَ: الْعِوَضُ الَّذِي يَبْذُلُهُ الزَّوْجُ ⦗١٤٨⦘ لِلْمَرْأَةِ لِلِاسْتِمْتَاعِ بِهَا، وَهُوَ الْمَهْرُ. كَمَا:
٨ / ١٤٦
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثنا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: ثني مُعَاوِيَةُ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ﴾ [المائدة: ٥] يَعْنِي مُهُورَهُنَّ “
٨ / ١٤٨
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلَا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ﴾ [المائدة: ٥] يَعْنِي بِذَلِكَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: أُحِلَّ لَكُمُ الْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ، وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ، وَأَنْتُمْ مُحْصِنُونَ غَيْرُ مُسَافِحِينَ وَلَا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ. وَيَعْنِي بِقَوْلِهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: ﴿مُحْصِنِينَ﴾ [النساء: ٢٤] أَعِفَّاءَ ﴿غَيْرَ مُسَافِحِينَ﴾ [النساء: ٢٤] يَعْنِي: لَا مُعَالِنِينَ بِالسِّفَاحِ بِكُلِّ فَاجِرَةٍ وَهُوَ الْفُجُورُ ﴿وَلَا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ﴾ [المائدة: ٥] يَقُولُ: “وَلَا مُنْفَرِدِينَ بِبَغِيَّةٍ وَاحِدَةٍ قَدْ خَادَنَهَا وَخَادَنَتْهُ وَاتَّخَذَهَا لِنَفْسِهِ صَدِيقَةً يَفْجُرُ بِهَا. وَقَدْ بَيَّنَّا مَعْنَى الْإِحْصَانِ وَوُجُوهَهُ وَمَعْنَى السِّفَّاحِ وَالْخِدْنِ فِي غَيْرِ هَذَا الْمَوْضِعِ بِمَا أَغْنَى عَنْ إِعَادَتِهِ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ وَهُوَ كَمَا:
٨ / ١٤٨
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: ثني مُعَاوِيَةُ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَوْلُهُ: ﴿مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ﴾ [النساء: ٢٤] يَعْنِي: “يَنْكِحُوهُنَّ بِالْمَهْرِ وَالْبَيِّنَةِ ﴿غَيْرَ مُسَافِحِينَ﴾ [المائدة: ٥] مُتَعَالِنِينَ بِالزِّنَا ﴿وَلَا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ﴾ [المائدة: ٥] يَعْنِي: «يُسِرُّونَ بِالزِّنَا»
٨ / ١٤٨
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: أَحَلَّ اللَّهُ لَنَا مُحْصَنَتَيْنِ: مُحْصَنَةً مُؤْمِنَةً، وَمُحْصَنَةً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ ﴿وَلَا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ﴾ [المائدة: ٥] ذَاتُ الْخِدْنِ: ذَاتُ الْخَلِيلِ الْوَاحِدِ “
٨ / ١٤٩
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثنا سُوَيْدٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: سَأَلَهُ رَجُلٌ: أَيَتَزَوَّجُ الرَّجُلُ الْمَرْأَةَ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ؟ قَالَ: «مَا لَهُ وَلِأَهْلِ الْكِتَابِ وَقَدْ أَكْثَرَ اللَّهُ الْمُسْلِمَاتِ؟ فَإِنْ كَانَ لَا بُدَّ فَاعِلًا، فَلْيَعْمِدْ إِلَيْهَا حَصَانًا غَيْرَ مُسَافِحَةٍ. قَالَ الرَّجُلُ: وَمَا الْمُسَافِحَةُ؟ قَالَ: هِيَ الَّتِي إِذَا لَمَحَ الرَّجُلُ إِلَيْهَا بِعَيْنِهِ اتَّبَعَتْهُ»
٨ / ١٤٩
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ عَزَّ ذِكْرُهُ: ﴿وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ [المائدة: ٥] يَعْنِي بِقَوْلِهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: ﴿وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ﴾ [المائدة: ٥] وَمَنْ يَجْحَدْ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِالتَّصْدِيقِ بِهِ مِنْ تَوْحِيدِ اللَّهِ وَنُبُوَّةِ مُحَمَّدٍ ﷺ، وَمَا جَاءَ بِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ، وَهُوَ الْإِيمَانُ الَّذِي قَالَ اللَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: ﴿وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ﴾ [المائدة: ٥] يَقُولُ: «فَقَدْ بَطَلَ ثَوَابُ عَمَلِهِ الَّذِي كَانَ يَعْمَلُهُ فِي الدُّنْيَا، يَرْجُو أَنْ يُدْرِكَ بِهِ مَنْزِلَةً عِنْدَ اللَّهِ. ﴿وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ [آل عمران: ٨٥] يَقُولُ:»وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْهَالِكِينَ الَّذِينَ غَبَنُوا أَنْفُسَهُمْ حُظُوظَهَا مِنْ ثَوَابِ اللَّهِ بِكُفْرِهِمْ بِمُحَمَّدٍ وَعَمَلِهِمْ بِغَيْرِ طَاعَةِ اللَّهِ، وَقَدْ ذُكِرَ أَنَّ قَوْلَهُ: ﴿وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ﴾ [المائدة: ٥] عُنِيَ بِهِ أَهْلُ الْكِتَابِ، وَأَنَّهُ أُنْزِلَ
٨ / ١٤٩
عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ مِنْ أَجْلِ قَوْمٍ تَحَرَّجُوا نِكَاحَ نِسَاءِ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَّا قِيلَ لَهُمْ ﴿أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ﴾ [المائدة: ٥]
٨ / ١٥٠
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا بِشْرٌ، ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: ذُكِرَ لَنَا أَنَّ نَاسًا، مِنَ الْمُسْلِمِينَ قَالُوا: كَيْفَ نَتَزَوَّجُ نِسَاءَهُمْ، يَعْنِي نِسَاءَ أَهْلِ الْكِتَابِ، وَهُمْ عَلَى غَيْرِ دِينِنَا؟ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ ذِكْرُهُ: ﴿وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ [المائدة: ٥] فَأَحَلَّ اللَّهُ تَزْوِيجَهُنَّ عَلَى عِلْمٍ ” وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي تَأْوِيلِ الْإِيمَانِ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ
٨ / ١٥٠
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثنا مُؤَمَّلٌ، قَالَ ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ: ﴿وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ﴾ [المائدة: ٥] قَالَ: «بِالْإِيمَانِ بِاللَّهِ»
٨ / ١٥٠
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ، عَنْ وَاصِلٍ، عَنْ عَطَاءٍ: ﴿وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ﴾ [المائدة: ٥] قَالَ: «الْإِيمَانُ: التَّوْحِيدُ»
٨ / ١٥٠
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثنا أَبِي، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: ﴿وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ﴾ [المائدة: ٥] قَالَ: «بِاللَّهِ» ⦗١٥١⦘ حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثنا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، مِثْلَهُ
٨ / ١٥٠
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا حَكَّامٌ، عَنْ عَنبَسَةَ، عنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي بَزَّةَ، عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ: ﴿وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ﴾ [المائدة: ٥] قَالَ: «مَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ»
٨ / ١٥١
حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: ثنا عِيسَى، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ: ﴿وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ﴾ [المائدة: ٥] قَالَ: «مَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ»
٨ / ١٥١
حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: ثنا عِيسَى، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ: ﴿وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ﴾ [المائدة: ٥] قَالَ: «الْكُفْرُ بِاللَّهِ» حَدَّثَنَا الْمُثَنَّى قَالَ: ثنا أَبُو حُذَيْفَةَ، قَالَ: ثنا شِبْلٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، مِثْلَهُ
٨ / ١٥١
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: ثني مُعَاوِيَةُ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَوْلُهُ: ﴿وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ﴾ [المائدة: ٥] قَالَ: «أَخْبَرَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ أَنَّ الْإِيمَانَ هُوَ الْعُرْوَةُ الْوثْقَى، وَأَنَّهُ لَا يَقْبَلُ عَمَلًا إِلَّا بِهِ، وَلَا يُحَرِّمُ الْجَنَّةَ إِلَّا عَلَى مَنْ تَرَكَهُ» فَإِنْ قَالَ لَنَا قَائِلٌ: وَمَا وَجْهُ تَأْوِيلِ مَنْ وَجَّهَ قَوْلَهُ: ﴿وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ﴾ [المائدة: ٥] إِلَى مَعْنَى: وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ؟ قِيلَ: وَجْهُ تَأْوِيلِهِ ذَلِكَ كَذَلِكَ أَنَّ الْإِيمَانَ هُوَ التَّصْدِيقُ بِاللَّهِ وَبِرُسُلِهِ وَمَا ابْتَعَثَهُمْ ⦗١٥٢⦘ بِهِ مِنْ دِينِهِ، وَالْكُفْرُ: جُحُودُ ذَلِكَ. قَالُوا: فَمَعْنَى الْكُفْرِ بِالْإِيمَانِ، هُوَ جُحُودُ اللَّهِ وَجُحُودُ تَوْحِيدِهِ. ففَسَّرُوا مَعْنَى الْكَلِمَةِ بِمَا أُرِيدَ بِهَا، وَأَعْرَضُوا عَنْ تَفْسِيرِ الْكَلِمَةِ عَلَى حَقِيقَةِ أَلْفَاظِهَا وَظَاهِرِهَا فِي التِّلَاوَةِ. فَإِنْ قَالَ قَائِلٌ: فَمَا تَأْوِيلُهَا عَلَى ظَاهِرِهَا وَحَقِيقَةِ أَلْفَاظِهَا؟ قِيلَ: تَأْوِيلُهَا: وَمَنْ يَأْبَ الْإِيمَانَ بِاللَّهِ وَيَمْتَنِعْ مِنْ تَوْحِيدَهِ وَالطَّاعَةِ لَهُ فِيمَا أَمَرَهُ بِهِ وَنَهَاهُ عَنْهُ، فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ؛ وَذَلِكَ أَنَّ الْكُفْرَ هُوَ الْجُحُودُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ، وَالْإِيمَانَ: التَّصْدِيقُ وَالْإِقْرَارُ، وَمَنْ أَبَى التَّصْدِيقَ بِتَوْحِيدِ اللَّهِ وَالْإِقْرَارِ بِهِ فَهُوَ مِنَ الْكَافِرِينَ، فَذَلِكَ تَأْوِيلُ الْكَلَامِ عَلَى وَجْهِهِ.
٨ / ١٥١
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةَ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بُوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ يَعْنِي بِذَلِكَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ عَلَى غَيْرِ طُهْرِ الصَّلَاةِ، فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ بِالْمَاءِ، وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ. ثُمَّ اخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي قَوْلِهِ: ﴿إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةَ﴾ [المائدة: ٦] أَمُرَادٌ بِهِ كُلُّ حَالٍ قَامَ إِلَيْهَا، أَوْ بَعْضُهَا؟ وَأَيُّ أَحْوَالِ الْقِيَامِ إِلَيْهَا؟ فَقَالَ بَعْضُهُمْ فِي ذَلِكَ بِنَحْوِ مَا قُلْنَا فِيهِ مِنْ أَنَّهُ مَعْنِيٌّ بِهِ بَعْضُ أَحْوَالِ الْقِيَامِ إِلَيْهَا دُونَ كُلِّ الْأَحْوَالِ، وَأَنَّ الْحَالَ الَّتِي عَنَى بِهَا حَالُ الْقِيَامِ إِلَيْهَا عَلَى غَيْرِ طُهْرٍ
٨ / ١٥٢
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ وَاضِحٍ، قَالَ: ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ، قَالَ: سُئِلَ عِكْرِمَةُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ: ﴿إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ﴾ [المائدة: ٦] فَكُلَّ سَاعَةٍ يَتَوَضَّأُ؟ فَقَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لَا وُضُوءَ إِلَّا ⦗١٥٣⦘ مِنْ حَدَثٍ “
٨ / ١٥٢
حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: ثنا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ مَسْعُودَ بْنَ عَلِيٍّ الشَّيْبَانِيَّ، قَالَ: سَمِعْتُ عِكْرِمَةَ، قَالَ: «كَانَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ يُصَلِّي الصَّلَوَاتِ بِوَضُوءٍ وَاحِدٍ»
٨ / ١٥٣
حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ بْنُ حَبِيبٍ، عَنْ مَسْعُودِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: كَانَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ يَقُولُ: «صَلِّ بِطُهُورِكَ مَا لَمْ تُحْدِثْ»
٨ / ١٥٣
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ الضَّبِّيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمُ بْنُ أَخْضَرَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَبِيدَةَ السَّلْمَانِيِّ: مَا يُوجِبُ الْوُضُوءَ؟ قَالَ: «الْحَدَثُ»
٨ / ١٥٣
حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ وَاقِعِ بْنِ سَحْبَانَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ طَرِيفٍ، أَوْ طَرِيفِ بْنِ يَزِيدَ أَنَّهُمْ كَانُوا مَعَ أَبِي مُوسَى عَلَى شَاطِئِ دِجْلَةَ، فَتَوَضَّئُوا فَصَلُّوا الظُّهْرَ، فَلَمَّا نُودِيَ بِالْعَصْرِ، قَامَ رِجَالٌ يَتَوَضَّئُونَ مِنْ دِجْلَةَ، فَقَالَ: «إِنَّهُ لَا وُضُوءَ إِلَّا عَلَى مَنْ أَحْدَثَ»
٨ / ١٥٣
حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثنا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ طَرِيفِ بْنِ زِيَادٍ أَوْ زِيَادِ بْنِ طَرِيفٍ، عَنْ وَاقِعِ بْنِ سَحْبَانَ: أَنَّهُ شَهِدَ أَبَا مُوسَى صَلَّى بِأَصْحَابِهِ الظُّهْرَ، ثُمَّ جَلَسُوا حِلَقًا عَلَى شَاطِئِ دِجْلَةَ، فَنُودِيَ بِالْعَصْرِ، فَقَامَ رِجَالٌ يَتَوَضَّئُونَ، فَقَالَ أَبُو مُوسَى: «لَا وُضُوءَ إِلَّا عَلَى مَنْ أَحْدَثَ» حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ وَابْنُ الْمُثَنَّى قَالَا: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: ثنا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ يُحَدِّثُ عَنْ وَاقِعِ بْنِ سَحْبَانَ، عَنْ طَرِيفِ بْنِ يَزِيدَ أَوْ يَزِيدَ بْنِ طَرِيفٍ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ أَبِي مُوسَى بِشَاطِئِ دِجْلَةَ فَذَكَرَ نَحْوَهُ ” حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ وَابْنُ الْمُثَنَّى قَالَا: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَ: ثنا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ وَاقِعِ بْنِ سَحْبَانَ، عَنْ طَرِيفِ بْنِ يَزِيدَ، أَوْ يَزِيدَ بْنِ طَرِيفٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى، مِثْلَهُ
٨ / ١٥٤
حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، قَالَ: ثنا أَبُو خَالِدٍ، قَالَ: تَوَضَّأْتُ عِنْدَ أَبِي الْعَالِيَةِ الظُّهْرَ أَوِ الْعَصْرَ، فَقُلْتُ: أُصَلِّي بِوُضُوئِي هَذَا، فَإِنِّي لَا أَرْجِعُ إِلَى أَهْلِي إِلَى الْعَتَمَةَ؟ قَالَ أَبُو الْعَالِيَةِ: لَا حَرَجَ. وَعَلَّمَنَا: «إِذَا تَوَضَّأَ الْإِنْسَانُ فَهُوَ فِي وُضُوئِهِ حَتَّى يُحْدِثَ حَدَثًا»
٨ / ١٥٤
حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثنا ابْنُ هِلَالِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ ⦗١٥٥⦘ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: «الْوُضُوءُ مِنْ غَيْرِ حَدَثٍ اعْتِدَاءٌ،» حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: ثنا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ ثنا أَبُو هِلَالٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدٍ، مِثْلَهُ
٨ / ١٥٤
حَدَّثَنِي أَبُو السَّائِبِ، قَالَ: ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، قَالَ: «رَأَيْتُ إِبْرَاهِيمَ صَلَّى بِوُضُوءٍ وَاحِدٍ الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ وَالْمَغْرِبَ»
٨ / ١٥٥
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا عَثَّامٌ، قَالَ: ثنا الْأَعْمَشُ، قَالَ: «كُنْتُ مَعَ يَحْيَى، فَأُصَلِّي الصَّلَوَاتِ بِوُضُوءٍ وَاحِدٍ، قَالَ: وَإِبْرَاهِيمُ مِثْلُ ذَلِكَ»
٨ / ١٥٥
حَدَّثَنَا سَوَّارُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: ثنا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ، سُئِلَ عَنِ الرَّجُلِ، يَتَوَضَّأُ فَيُصَلِّي الصَّلَوَاتِ كُلَّهَا بِوَضُوءٍ وَاحِدٍ، فَقَالَ: «لَا بَأْسَ بِهِ مَا لَمْ يُحْدِثْ»
٨ / ١٥٥
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ وَاضِحٍ، قَالَ: ثنا عُبَيْدٌ، عَنِ الضَّحَّاكِ، قَالَ: «يُصَلِّي الصَّلَوَاتِ بِالْوُضُوءِ الْوَاحِدِ مَا لَمْ يُحْدِثْ»
٨ / ١٥٥
حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ ثنا زَائِدَةُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عُمَارَةَ، قَالَ: «كَانَ الْأَسْوَدُ يُصَلِّي الصَّلَوَاتِ بِوُضُوءٍ وَاحِدٍ»
٨ / ١٥٥
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ، قَالَ: ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ ⦗١٥٦⦘ السُّدِّيِّ: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ﴾ [المائدة: ٦] يَقُولُ: «قُمْتُمْ وَأَنْتُمْ عَلَى غَيْرِ طُهْرٍ»
٨ / ١٥٥
حَدَّثَنَا أَبُو السَّائِبِ، قَالَ: ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنِ الْأَسْوَدِ: أَنَّهُ كَانَ لَهُ قَعْبٌ قَدْرَ رِيِّ رَجُلٍ، فَكَانَ يَتَوَضَّأُ ثُمَّ يُصَلِّي بِوُضُوئِهِ ذَلِكَ الصَّلَوَاتِ كُلَّهَا “
٨ / ١٥٦
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادِ بْنِ مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا زِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الطُّفَيْلِ الْبَكَّائِيُّ، قَالَ: ثنا الْفَضْلُ بْنُ الْمُبَشِّرِ، قَالَ: «رَأَيْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يُصَلِّي الصَّلَوَاتِ بِوُضُوءٍ وَاحِدٍ، فَإِذَا بَالَ أَوْ أَحْدَثَ تَوَضَّأَ وَمَسَحَ بِفَضْلِ طَهُورِهِ الْخُفَّيْنِ. فَقُلْتُ: أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَشَيْءٌ تَصْنَعُهُ بِرَأْيِكَ؟ قَالَ: بَلْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَصْنَعُهُ، فَأَنَا أَصْنَعُهُ كَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَصْنَعُ» وَقَالَ آخَرُونَ: مَعْنَى ذَلِكَ: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ مِنْ نَوْمِكُمْ إِلَى الصَّلَاةِ
٨ / ١٥٦
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ، قَالَ: ثنا الْحُسَيْنُ، قَالَ: ثني مَنْ سَمِعَ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ، يُحَدِّثُ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، قَوْلُهُ: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ﴾ [المائدة: ٦] قَالَ: «يَعْنِي: إِذَا قُمْتُمْ مِنَ النَّوْمِ» ⦗١٥٧⦘ حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَنَّ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ، أَخْبَرَهُ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، بِمِثْلِهِ
٨ / ١٥٦
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ، قَالَ: ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ، قَوْلُهُ: ﴿إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ﴾ [المائدة: ٦] قَالَ: «فَقَالَ: قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ مِنَ النَّوْمِ» وَقَالَ آخَرُونَ: بَلْ ذَلِكَ مَعْنِيٌّ بِهِ كُلُّ حَالِ قِيَامِ الْمَرْءِ إِلَى صَلَاتِهِ أَنْ يُجَدِّدَ لَهَا طُهْرًا
٨ / ١٥٧
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ بْنُ حَبِيبٍ، عَنْ مَسْعُودِ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: سَأَلْتُ عِكْرِمَةَ، قَالَ: قُلْتُ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، أَتَوَضَّأُ لِصَلَاةِ الْغَدِ ثُمَّ آتِي السُّوقَ فَتَحْضُرُ صَلَاةُ الظُّهْرِ فَأُصَلِّي؟ قَالَ: كَانَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه يَقُولُ: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ﴾ [المائدة: ٦] “
٨ / ١٥٧
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: ثنا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ مَسْعُودَ بْنَ عَلِيٍّ الشَّيْبَانِيَّ، قَالَ: سَمِعْتُ عِكْرِمَةَ يَقُولُ: كَانَ عَلِيٌّ رضي الله عنه يَتَوَضَّأُ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ، وَيَقْرَأُ هَذِهِ الْآيَةَ: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ﴾ [المائدة: ٦] الْآيَةُ “
٨ / ١٥٧
حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، قَالَ: ثنا أَزْهَرُ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ: أَنَّ الْخُلَفَاءَ، كَانُوا يَتَوَضَّئُونَ لِكُلِّ صَلَاةٍ “
٨ / ١٥٨
حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثنا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: تَوَضَّأَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وُضُوءًا فِيهِ تَجَوُّزٌ خَفِيفًا، فَقَالَ: «هَذَا وُضُوءُ مَنْ لَمْ يُحْدِثْ»
٨ / ١٥٨
حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: ثني وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنِ النَّزَّالِ، قَالَ: رَأَيْتُ عَلِيًّا صَلَّى الظُّهْرَ ثُمَّ قَعَدَ لِلنَّاسِ فِي الرَّحَبَةِ، ثُمَّ أُتِيَ بِمَاءٍ فَغَسَلَ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ، ثُمَّ مَسَحَ بِرَأْسِهِ وَرِجْلَيْهِ، وَقَالَ: «هَذَا وُضُوءُ مَنْ لَمْ يُحْدِثْ»
٨ / ١٥٨
حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: ثنا هُشَيْمٌ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ: أَنَّ عَلِيًّا، اكْتَالَ مِنْ حَبٍّ فَتَوَضَّأَ وُضُوءًا فِيهِ تَجَوُّزٌ، فَقَالَ: «هَذَا وُضُوءُ مَنْ لَمْ يُحْدِثْ» وَقَالَ آخَرُونَ: بَلْ كَانَ هَذَا أَمْرًا مِنَ اللَّهِ عَزَّ ذِكْرُهُ نَبِيَّهُ ﷺ وَالْمُؤْمِنِينَ بِهِ أَنْ يَتَوَضَّئُوا لِكُلِّ صَلَاةٍ، ثُمَّ نُسِخَ ذَلِكَ بِالتَّخْفِيفِ
٨ / ١٥٨
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنِ أَبِي زِيَادٍ الْقَطَوَانِيُّ، قَالَ: ثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: ثنا ⦗١٥٩⦘ أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: ثني مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ حِبَّانَ الْأَنْصَارِيُّ ثُمَّ الْمَازِنِيُّ مَازِنُ بَنِي النَّجَّارِ، فَقَالَ لِعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ: أَخْبِرْنِي عَنْ وُضُوءِ عَبْدِ اللَّهِ، لِكُلِّ صَلَاةٍ، طَاهِرًا كَانَ أَوْ غَيْرَ طَاهِرٍ، عَمَّنْ هُوَ؟ قَالَ: حَدَّثَتْنِيهِ أَسْمَاءُ ابْنَةُ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ زَيْدِ بْنِ حَنْظَلَةَ بْنِ أَبِي عَامِرٍ الْغَسِيلِ حَدَّثَهَا: أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ أَمَرَ بِالْوُضُوءِ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ، فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَيْهِ، فَأَمَرَ بِالسِّوَاكِ، وَرَفَعَ عَنْهُ الْوُضُوءَ إِلَّا مِنْ حَدَثٍ، فَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ يَرَى أَنَّ بِهِ قُوَّةً عَلَيْهِ، فَكَانَ يَتَوَضَّأُ ” حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا سَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عنْ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ بْنِ يَزِيدَ بْنِ رُكَانَةَ قَالَ: ثني مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ: قُلْتُ لِعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، أَخْبَرَنِي عَنْ وُضُوءِ عَبْدِ اللَّهِ لِكُلِّ صَلَاةٍ. ثُمَّ ذَكَرَ نَحْوَهُ
٨ / ١٥٨
حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثنا يَحْيَى، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَا: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ ⦗١٦٠⦘ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَتَوَضَّأُ لِكُلِّ صَلَاةٍ، فَلَمَّا كَانَ عَامُ الْفَتْحِ، صَلَّى الصَّلَوَاتِ بِوُضُوءٍ وَاحِدٍ، وَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ، فَقَالَ عُمَرُ: إِنَّكَ فَعَلْتَ شَيْئًا لَمْ تَكُنْ تَفْعَلُهُ. قَالَ: «عَمْدًا فَعَلْتُهُ»
٨ / ١٥٩
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ كَانَ يَتَوَضَّأُ لِكُلِّ صَلَاةٍ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ فَتْحِ مَكَّةَ، صَلَّى الصَّلَوَاتِ كُلَّهَا بِوَضُوءٍ وَاحِدٍ ” حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ كَانَ يَتَوَضَّأُ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ
٨ / ١٦٠
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ ﷺ ” الصَّلَوَاتِ كُلَّهَا بِوُضُوءٍ وَاحِدٍ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، صَنَعْتَ شَيْئًا لَمْ تَكُنْ تَصْنَعُهُ؟ فَقَالَ: «عَمْدًا ⦗١٦١⦘ فَعَلْتُهُ يَا عُمَرُ»
٨ / ١٦٠
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا مُعَاوِيَةُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَتَوَضَّأُ لِكُلِّ صَلَاةٍ، فَلَمَّا فَتَحَ مَكَّةَ، صَلَّى الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ وَالْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ بِوُضُوءٍ وَاحِدٍ “
٨ / ١٦١
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الْمُحَارِبِيُّ، قَالَ: ثنا الْحَكَمُ بْنُ ظُهَيْرٍ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ صَلَّى الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ وَالْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ بِوُضُوءٍ وَاحِدٍ ” فَإِنْ ظَنَّ ظَانٌّ أَنَّ فِي الْحَدِيثِ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْظَلَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ أَمَرَ بِالْوُضُوءِ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ، دَلَالَةٌ عَلَى خِلَافِ مَا قُلْنَا مِنْ أَنَّ ذَلِكَ كَانَ ⦗١٦٢⦘ نَدْبًا لِلنَّبِيِّ عليه الصلاة والسلام وَأَصْحَابِهِ، وَخُيِّلَ إِلَيْهِ أَنَّ ذَلِكَ كَانَ عَلَى الْوُجُوبِ؛ فَقَدْ ظَنَّ غَيْرَ الصَّوَابِ، وَذَلِكَ أَنَّ قَوْلَ الْقَائِلِ: أَمَرَ اللَّهُ نَبِيَّهُ ﷺ بِكَذَا وَكَذَا، مُحْتَمَلٌ مِنْ وُجُوهٍ لِأَمْرِ الْإِيجَابِ وَالْأَرْشَادِ وَالنَّدْبِ وَالْإِبَاحَةِ وَالْإِطْلَاقِ، وَإِذْ كَانَ مُحْتَمِلًا مَا ذَكَرْنَا مِنَ الْأَوْجُهِ، كَانَ أَوْلَى وُجُوهِهِ بِهِ مَا عَلَى صِحَّتِهِ الْحُجَّةُ مُجْمِعَةٌ دُونَ مَا لَمْ يَكُنْ عَلَى صِحَّتِهِ بُرْهَانٌ يُوجِبُ حَقِّيَّةَ مُدَّعِيهِ. وَقَدْ أَجْمَعَتِ الْحُجَّةُ عَلَى أَنَّ اللَّهَ عز وجل لَمْ يُوجِبْ عَلَى نَبِيِّهِ ﷺ وَلَا عَلَى عِبَادِهِ فَرْضَ الْوُضُوءِ لِكُلِّ صَلَاةٍ، ثُمَّ نُسِخَ ذَلِكَ، فَفِي إِجْمَاعِهَا عَلَى ذَلِكَ الدَّلَالَةُ الْوَاضِحَةُ عَلَى صِحَّةِ مَا قُلْنَا مِنْ أَنَّ فِعْلَ النَّبِيِّ ﷺ مَا كَانَ يَفْعَلُ مِنْ ذَلِكَ كَانَ عَلَى مَا وَصَفْنَا مِنْ إِيثَارِهِ فِعْلَ مَا نَدَبَهُ اللَّهُ عَزَّ ذِكْرُهُ إِلَى فِعْلِهِ وَنَدَبَ إِلَيْهِ عِبَادَهُ الْمُؤْمِنِينَ بِقَوْلِهِ: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ﴾ [المائدة: ٦] الْآيَةُ، وَأَنَّ تَرْكَهُ فِي ذَلِكَ الْحَالِ الَّتِي تَرَكَهُ كَانَ تَرْخِيصًا لِأُمَّتِهِ وَإِعْلَامًا مِنْهُ لَهُمْ أَنَّ ذَلِكَ غَيْرُ وَاجِبٍ وَلَا لَازِمٍ لَهُ وَلَا لَهُمْ، إِلَّا مَنْ حَدَثٍ يُوجِبُ نَقْضَ الطُّهْرِ. وَقَدْ رُوِيَ بِنَحْو مَا قُلْنَا فِي ذَلِكَ أَخْبَارٌ:
٨ / ١٦١
حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: ثني وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، قَالَ: ثنا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَامِرٍ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ أُتِيَ بِقَعْبٍ صَغِيرٍ، فَتَوَضَّأَ. قَالَ: قُلْتُ لِأَنَسٍ: أَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَتَوَضَّأُ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ؟ قَالَ: نَعَمْ. قُلْتُ: فَأَنْتُمْ؟ قَالَ: كُنَّا نُصَلِّي الصَّلَوَاتِ بِوُضُوءٍ وَاحِدٍ “
٨ / ١٦٢
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عُمَرَ بْنِ خَالِدٍ الرَّقِّيُّ، ثنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادٍ الْإِفْرِيقِيِّ، عَنْ أَبِي غُطَيْفٍ، قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ ابْنِ عُمَرَ الظُّهْرَ، فَأَتَى مَجْلِسًا فِي دَارِهِ، فَجَلَسَ وَجَلَسْتُ مَعَهُ، فَلَمَّا نُودِيَ بِالْعَصْرِ دَعَا بِوُضُوءٍ فَتَوَضَّأَ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى مَجْلِسِهِ؛ فَلَمَّا نُودِيَ بِالْمَغْرِبِ دَعَا بِوَضُوءٍ فَتَوَضَّأَ، فَقُلْتُ: أَسُنَّةٌ مَا أَرَاكَ تَصْنَعُ؟ قَالَ: لَا، وَإِنْ كَانَ وُضُوئِي لِصَلَاةِ الصُّبْحِ كَافِيًا لِلصَّلَوَاتِ كُلِّهَا مَا لَمْ أُحْدِثْ، وَلَكِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «مَنْ تَوَضَّأَ عَلَى طُهْرٍ كُتِبَ لَهُ عَشْرُ حَسَنَاتٍ» فَأَنَا رَغِبْتُ فِي ذَلِكَ “
٨ / ١٦٣
حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ الْبَغْدَادِيُّ، قَالَ: ثنا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنْ هُرَيْمٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي غُطَيْفٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «مَنْ تَوَضَّأَ عَلَى طُهْرٍ كُتِبَ لَهُ عَشْرُ حَسَنَاتٍ» وَقَدْ قَالَ قَوْمٌ: إِنَّ هَذِهِ الْآيَةَ أُنْزِلَتْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ إِعْلَامًا مِنَ اللَّهِ لَهُ بِهَا أَنْ لَا وُضُوءَ عَلَيْهِ، إِلَّا إِذَا قَامَ إِلَى صَلَاتِهِ دُونَ غَيْرِهَا مِنَ الْأَعْمَالِ كُلِّهَا، وَذَلِكَ أَنَّهُ كَانَ إِذَا أَحْدَثَ امْتَنَعَ مِنَ الْأَعْمَالِ كُلِّهَا حَتَّى يَتَوَضَّأَ، فَأَذِنَ لَهُ بِهَذِهِ الْآيَةِ أَنْ يَفْعَلَ كُلَّ مَا بَدَا لَهُ مِنَ الْأَفْعَالِ بَعْدَ الْحَدَثِ عَدَا الصَّلَاةِ تَوَضَّأَ أَوْ لَمْ يَتَوَضَّأْ، وَأَمَرَهُ بِالْوُضُوءِ إِذَا قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ قَبْلَ الدُّخُولِ فِيهَا
٨ / ١٦٣
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلْقَمَةَ بْنِ وَقَّاصٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ إِذَا أَرَاقَ الْبَوْلَ نُكَلِّمُهُ فَلَا يُكَلِّمُنَا وَنُسَلِّمُ عَلَيْهِ فَلَا يَرُدَّ عَلَيْنَا، حَتَّى يَأْتِيَ مَنْزِلَهُ فَيَتَوَضَّأَ كَوُضُوئِهِ لِلصَّلَاةِ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، نُكَلِّمُكَ فَلَا تُكَلِّمُنَا وَنُسَلِّمُ عَلَيْكَ فَلَا تَرُدَّ عَلَيْنَا. قَالَ: حَتَّى نَزَلَتْ آيَةُ الرُّخْصَةِ: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ﴾ [المائدة: ٦] الْآيَةُ “
٨ / ١٦٤
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ﴾ [المائدة: ٦] اخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي حَدِّ الْوَجْهِ الَّذِي أَمَرَ اللَّهُ بِغُسْلِهِ الْقَائِمَ إِلَى الصَّلَاةِ بِقَوْلِهِ: ﴿إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ﴾ [المائدة: ٦] فَقَالَ بَعْضُهُمْ: هُوَ مَا ظَهَرَ مِنْ بَشَرَةِ الْأَنْسَانِ مِنْ قِصَاصِ شَعْرِ رَأْسِهِ، مُنْحَدِرًا إِلَى مُنْقَطَعِ ذَقْنِهِ طُولًا، وَمَا بَيْنَ ⦗١٦٥⦘ الْأُذُنَيْنِ عَرْضًا. قَالُوا: فَأَمَّا الْأُذُنُ وَمَا بَطَنَ مِنْ دَاخِلِ الْفَمِ وَالْأَنْفِ وَالْعَيْنِ فَلَيْسَ مِنَ الْوَجْهِ وَلَا غَيْرِهِ، وَلَا أُحِبُّ غُسْلَ ذَلِكَ وَلَا غُسْلَ شَيْءٍ مِنْهُ فِي الْوُضُوءِ. قَالُوا: وَأَمَّا مَا غَطَّاهُ الشَّعْرُ مِنْهُ كَالذَّقْنِ الَّذِي غَطَّاهُ شَعْرُ اللِّحْيَةِ وَالصُّدْغَيْنِ اللَّذَيْنِ قَدْ غَطَّاهُمَا عُذْرُ اللِّحْيَةِ، فَإِنَّ إِمْرَارَ الْمَاءِ عَلَى مَا عَلَى ذَلِكَ مِنَ الشَّعْرِ مُجْزِئٌ عَنْ غُسْلِ مَا بَطَنَ مِنْهُ مِنْ بَشَرَةِ الْوَجْهِ، لِأَنَّ الْوَجْهَ عِنْدَهُمْ هُوَ مَا ظَهَرَ لَعَيْنِ النَّاظِرِ مِنْ ذَلِكَ فَقَابَلَهَا دُونَ غَيْرِهِ
٨ / ١٦٤
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا عُمَرُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: «يُجْزِئُ اللِّحْيَةَ مَا سَالَ عَلَيْهَا مِنَ الْمَاءِ»
٨ / ١٦٥
حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، قَالَ: ثنا شُعْبَةُ، قَالَ: ثنا الْمُغِيرَةُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: يَكْفِيهِ مَا سَالَ مِنَ الْمَاءِ مِنْ وَجْهِهِ عَلَى لِحْيَتِهِ ” حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى قَالَ: ثنا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، بِنَحْوِهِ حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى قَالَ: ثنا أَبُو دَاوُدَ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، بِنَحْوِهِ
٨ / ١٦٥
حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ مُغِيرَةَ، فِي تَخْلِيلِ اللِّحْيَةَ، قَالَ: «يُجْزِيكَ مَا مَرَّ عَلَى لِحْيَتِكَ»
٨ / ١٦٦
حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيُّ، قَالَ: ثنا مُصْعَبُ بْنُ الْمِقْدَامِ، قَالَ: ثنا زَائِدَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، قَالَ: رَأَيْتُ إِبْرَاهِيمَ يَتَوَضَّأُ، فَلَمْ يُخَلِّلْ لِحْيَتَهُ “
٨ / ١٦٦
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا ابْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ سَعِيدٍ الزُّبَيْدِيِّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: «يُجْزِيكَ مَا سَالَ عَلَيْهَا مِنْ أَنْ تُخَلِّلَهَا»
٨ / ١٦٦
حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ يُونُسَ، قَالَ: كَانَ الْحَسَنُ إِذَا تَوَضَّأَ مَسَحَ لِحْيَتَهُ مَعَ وَجْهِهِ “
٨ / ١٦٦
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا ابْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: ثنا هِشَامٌ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّهُ كَانَ لَا يُخَلِّلُ لِحْيَتَهُ “
٨ / ١٦٦
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ الْحَسَنِ أَنَّهُ كَانَ لَا يُخَلِّلُ لِحْيَتَهُ إِذَا تَوَضَّأَ ” حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا هَارُونُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ الْحَسَنِ، مِثْلَهُ
٨ / ١٦٦
حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: ثنا هُشَيْمٌ، عَنْ أَشْعَثَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، قَالَ: «لَيْسَ غُسْلُ اللِّحْيَةِ مِنَ السُّنَّةِ»
٨ / ١٦٦
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا هَارُونُ، عَنْ عِيسَى بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَمْرٍو، عَنِ الْحَسَنِ أَنَّهُ كَانَ إِذَا تَوَضَّأَ لَمْ يَبْلُغِ الْمَاءُ فِي أُصُولِ لِحْيَتِهِ “
٨ / ١٦٧
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا هَارُونُ، عَنْ أَبِي شَيْبَةَ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الزُّبَيْدِيِّ، قَالَ: سَأَلْتُ إِبْرَاهِيمَ أُخَلِّلُ لِحْيَتِي عِنْدَ الْوُضُوءِ بِالْمَاءِ؟ فَقَالَ: لَا، إِنَّمَا يَكْفِيكَ مَا مَرَّتْ عَلَيْهِ يَدُكَ “
٨ / ١٦٧
حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: ثنا ابْنُ عُلَيَّةَ قَالَ: سَأَلْتُ شُعْبَةَ عَنْ تَخْلِيلِ اللِّحْيَةِ فِي الْوُضُوءِ، فَقَالَ: قَالَ الْمُغِيرَةُ: قَالَ إِبْرَاهِيمُ: «يَكْفِيهِ مَا سَالَ مِنَ الْمَاءِ مِنْ وَجْهِهِ عَلَى لِحْيَتِهِ»
٨ / ١٦٧
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، قَالَ: ثنا حَجَّاجُ بْنُ رِشْدِينَ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ عُمَرَ: أَنَّ ابْنَ شِهَابٍ، وَرَبِيعَةَ، تَوَضَّأَا، فَأَمَرَّا الْمَاءَ عَلَى لِحَاهِمَا، وَلَمْ أَرَ وَاحِدًا مِنْهُمَا خَلَّلَ لِحْيَتَهُ “
٨ / ١٦٧
حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الدِّمَشْقِيُّ، قَالَ: ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: سَأَلْتُ سَعِيدَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ عَرْكِ الْعَارِضَيْنِ، فِي الْوُضُوءِ، فَقَالَ: «لَيْسَ ذَلِكَ بِوَاجِبٍ. رَأَيْتُ مَكْحُولًا يَتَوَضَّأُ فَلَا يَفْعَلُ ذَلِكَ»
٨ / ١٦٧
حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقُرَشِيُّ، قَالَ: ثنا الْوَلِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: «لَيْسَ عَرْكُ الْعَارِضَيْنِ فِي الْوُضُوءِ بِوَاجِبٍ»
٨ / ١٦٧
حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ، قَالَ: ثنا الْوَلِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: «يَكْفِيهِ مَا مَرَّ مِنَ الْمَاءِ عَلَى لِحْيَتِهِ»
٨ / ١٦٨
حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الْقُرَشِيُّ، قَالَ: ثنا الْوَلِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي زَيْنَبَ، قَالَ: سَأَلْتُ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ كَيْفَ أَصْنَعُ بِلِحْيَتِي إِذَا تَوَضَّأْتُ؟ قَالَ: «لَسْتُ مِنَ الَّذِينَ يَغْسِلُونَ لِحَاهُمْ»
٨ / ١٦٨
حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ، قَالَ: ثنا الْوَلِيدُ، قَالَ أَبُو عَمْرٍو: «لَيْسَ عَرْكُ الْعَارِضَيْنِ وَتَشْبِيكِ اللِّحْيَةِ بِوَاجِبٍ فِي الْوُضُوءِ»
٨ / ١٦٨
ذِكْرُ مَنْ قَالَ مَا حَكَيْنَا عَنْهُ مِنْ أَهْلِ هَذِهِ الْمَقَالَةِ فِي غُسْلِ مَا بَطَنَ مِنَ الْفَمِ وَالْأَنْفِ:
٨ / ١٦٨
حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي بَشِيرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «لَوْلَا التَّلَمُّظُ فِي الصَّلَاةِ مَا مَضْمَضْتُ»
٨ / ١٦٨
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا ابْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْمَلِكِ، يَقُولُ: سُئِلَ عَطَاءٌ، عَنْ رَجُلٍ، صَلَّى وَلَمْ يَتَمَضْمَضْ قَالَ: «مَا لَمْ يُسَمَّ فِي الْكِتَابِ يُجْزِئُهُ»
٨ / ١٦٨
حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: ثنا هُشَيْمٌ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: «لَيْسَ الْمَضْمَضَةُ وَالِاسْتِنْشَاقُ مِنْ وَاجِبِ الْوُضُوءِ»
٨ / ١٦٩
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا الصَّبَّاحُ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ، قَالَ: كَانَ الضَّحَّاكُ يَنْهَانَا عَنِ الْمَضْمَضَةِ، وَالِاسْتِنْشَاقِ، فِي الْوُضُوءِ فِي رَمَضَانَ “
٨ / ١٦٩
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا ابْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: سَمِعْتُ هِشَامًا، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: «إِذَا نَسِيَ الْمَضْمَضَةَ وَالِاسْتِنْشَاقَ، قَالَ: إِنْ ذَكَرَ وَقَدْ دَخَلَ فِي الصَّلَاةِ فَلْيَمْضِ فِي صَلَاتِهِ، وَإِنْ كَانَ لَمْ يَدْخُلْ تَمَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ»
٨ / ١٦٩
حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: ثنا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: سَأَلْتُ الْحَكَمَ وَقَتَادَةَ، عَنْ رَجُلٍ، ذَكَرَ وَهُوَ فِي الصَّلَاةِ أَنَّهُ لَمْ يَتَمَضْمَضْ وَلَمْ يَسْتَنْشِقْ، فَقَالَ: «يَمْضِي فِي صَلَاتِهِ»
٨ / ١٦٩
ذِكْرُ مَنْ قَالَ مَا حَكَيْنَا عَنْهُ مِنْ أَهْلِ هَذِهِ الْمَقَالَةِ مِنْ أَنَّ الْأُذُنَيْنِ لَيْسَتَا مِنَ الْوَجْهِ:
٨ / ١٦٩
حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْوَاسِطِيُّ، قَالَ: ثنا هُشَيْمٌ، عَنْ غَيْلَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ، يَقُولُ: «الْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ»
٨ / ١٦٩
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ أَبِي عُمَيْرٍ، قَالَ: ثنا أَبُو مُطَرِّفٍ، قَالَ: ثنا غَيْلَانُ، مَوْلَى بَنِي مَخْزُومٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ، يَقُولُ: «الْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ»
٨ / ١٧٠
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: «الْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ، فَإِذَا مَسَحْتَ الرَّأْسَ فَامْسَحْهُمَا»
٨ / ١٧٠
حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ، قَالَ: ثنا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنِي غَيْلَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ مَوْلَى قُرَيْشٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ سَأَلَهُ سَائِلٌ، قَالَ: إِنَّهُ تَوَضَّأَ وَنَسِيَ أَنْ يَمْسَحَ أُذُنَيْهِ، قَالَ: فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: «الْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ. وَلَمْ يَرَ عَلَيْهِ بَأْسًا»
٨ / ١٧٠
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، قَالَ: ثنا أَيُّوبُ بْنُ سُوَيْدٍ ح وَحَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ جَمِيعًا، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سَالِمٍ أَبِي النَّضْرِ، عَنْ سَعِيدِ ابْنِ مَرْجَانَةَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ قَالَ: «الْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ»
٨ / ١٧٠
حَدَّثَنِي ابْنُ الْمُثَنَّى قَالَ: ثني وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، قَالَ: ثنا شُعْبَةُ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: «الْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ»
٨ / ١٧٠
حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «الْأُذُنَانِ مِنَ ⦗١٧١⦘ الرَّأْسِ»
٨ / ١٧٠
حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَا: «الْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ»
٨ / ١٧١
حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: ثنا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: «الْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ عَنِ الْحَسَنِ، وَسَعِيدٍ»
٨ / ١٧١
حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الدِّمَشْقِيُّ، قَالَ: ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو عَمْرٍو، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: «الْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ» حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ، قَالَ: ثنا الْوَلِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، مِثْلَهُ
٨ / ١٧١
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا هَارُونُ، عَنْ عِيسَى بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَمْرٍو، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: «الْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ»
٨ / ١٧١
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَزِيعٍ، قَالَ: ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ سِنَانِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، أَوْ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، شَكَّ ابْنُ بَزِيعٍ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: «الْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ»
٨ / ١٧١
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا مُعَلَّى بْنُ مَنْصُورٍ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سِنَانِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: «الْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ. قَالَ حَمَّادٌ: ⦗١٧٢⦘ لَا أَدْرِي هَذَا عَنْ أَبِي أُمَامَةَ أَوْ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ»
٨ / ١٧١
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ: ثني حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: ثني سِنَانُ بْنُ رَبِيعَةَ أَبُو رَبِيعَةَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: «الْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ»
٨ / ١٧٢
حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الدِّمَشْقِيُّ، قَالَ: ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ، وَغَيْرُهُ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: «الْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ»
٨ / ١٧٢
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ شَبِيبٍ، قَالَ: ثنا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمِ بْنِ الْبَرِيدِ، قَالَ: ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «الْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ»
٨ / ١٧٢
حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ بْنُ حَبِيبٍ، عَنْ يُونُسَ، أَنَّ الْحَسَنَ، قَالَ: «الْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ» وَقَالَ آخَرُونَ: الْوَجْهُ: كُلُّ مَا دُونَ مَنَابِتِ شَعْرِ الرَّأْسِ إِلَى مُنْقَطَعِ الذَّقَنِ طَوْلًا، وَمِنَ الْأُذُنِ إِلَى الْأُذُنِ عَرْضًا، مَا ظَهَرَ مِنْ ذَلِكَ لِعَيْنِ النَّاظِرِ، وَمَا بَطَنَ مِنْهُ مِنْ مَنَابِتِ شَعْرِ اللِّحْيَةِ النَّابِتِ عَلَى الذَّقَنِ وَعَلَى الْعَارِضَيْنِ، وَمَا كَانَ مِنْهُ دَاخِلَ الْفَمِ وَالْأَنْفِ، وَمَا ⦗١٧٣⦘ أَقْبَلَ مِنَ الْأُذُنَيْنِ عَلَى الْوَجْهِ. كُلُّ ذَلِكَ عِنْدَهُمْ مِنَ الْوَجْهِ الَّذِي أَمَرَ اللَّهُ بِغُسْلِهِ بِقَوْلِهِ: ﴿فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ﴾ [المائدة: ٦] وَقَالُوا: إِنْ تَرَكَ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ الْمُتَوَضِّئُ فَلَمْ يَغْسِلْهُ لَمْ تُجْزِهِ صَلَاتُهُ بِوَضُوئِهِ ذَلِكَ
٨ / ١٧٢
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثني مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ وَأَبُو عَاصِمٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي نَافِعٌ: أَنَّ ابْنَ عُمَرَ، كَانَ يَبُلُّ أُصُولَ شَعْرِ لِحْيَتِهِ، وَيُغَلْغِلُ بِيَدِهِ فِي أُصُولِ شَعْرِهَا حَتَّى تَكْثُرَ الْقَطَرَاتُ مِنْهَا “
٨ / ١٧٣
حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ بْنُ حَبِيبٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي نَافِعٌ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يُغَلْغِلُ يَدَيْهِ فِي لِحْيَتِهِ حَتَّى تَكْثُرَ مِنْهَا الْقَطَرَاتِ “
٨ / ١٧٣
حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: ثنا عَبْدُ الْوَارِثِ، عَنْ سَعِيدٍ، قَالَ: ثنا لَيْثٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: كَانَ إِذَا تَوَضَّأَ خَلَّلَ لِحْيَتَهُ حَتَّى يَبْلُغَ أُصُولَ الشَّعْرِ “
٨ / ١٧٣
حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الشَّوَارِبِ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا مُعَلَّى بْنُ جَابِرٍ اللَّقِيطِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي الْأَزْرَقُ بْنُ قَيْسٍ، قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ تَوَضَّأَ فَخَلَّلَ لِحْيَتَهُ “
٨ / ١٧٣
حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: ثنا ابْنُ عُلَيَّةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا لَيْثٌ، عَنْ نَافِعٍ: أَنَّ ابْنَ عُمَرَ، كَانَ يُخَلِّلُ لِحْيَتَهُ بِالْمَاءِ حَتَّى يَبْلُغَ أُصُولَ الشَّعْرِ “
٨ / ١٧٣
حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، قَالَ: ثنا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ⦗١٧٤⦘ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ: أَنَّ أَبَاهُ، عُبَيْدَ بْنَ عُمَيْرٍ كَانَ إِذَا تَوَضَّأَ غَلْغَلَ أَصَابِعَهُ فِي أُصُولِ شَعْرِ الْوَجْهِ يُغَلْغِلُهَا بَيْنَ الشَّعْرِ فِي أُصُولِهِ يَدْلُكُ بِأَصَابِعِهِ الْبَشَرَةِ. فَأَشَارَ لِي عَبْدُ اللَّهِ كَمَا أَخْبَرَهُ الرَّجُلُ، كَمَا وَصَفَ عَنْهُ “
٨ / ١٧٣
حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ، قَالَ: ثنا الْوَلِيدُ، قَالَ: ثنا أَبُو عَمْرٍو، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّهُ كَانَ إِذَا تَوَضَّأَ عَرَكَ عَارِضَيْهِ بَعْضَ الْعَرْكِ، وَشَبَّكَ لِحْيَتَهُ بِأَصَابِعِهِ أَحْيَانًا وَيَتْرُكُ أَحْيَانًا ” حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ، وَعَلِيُّ بْنُ سَهْلٍ، قَالَا: ثنا الْوَلِيدُ، قَالَ: قَالَ ثنا أَبُو عَمْرٍو، وَأَخْبَرَنِي عَبْدَةُ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، نَحْو ذَلِكَ
٨ / ١٧٤
حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ مُسْلِمٍ، قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ أَبِي لَيْلَى تَوَضَّأَ فَغَسَلَ لِحْيَتَهُ وَقَالَ: «مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يُبَلِّغَ الْمَاءَ أُصُولَ الشَّعْرِ فَلْيَفْعَلْ»
٨ / ١٧٤
حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ بْنُ حَبِيبٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، قَالَ: حَقٌّ عَلَيْهِ أَنْ يَبُلَّ، أُصُولَ الشَّعْرِ “
٨ / ١٧٤
حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الشَّوَارِبِ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، قَالَ: ثنا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، قَالَ: «كَانَ مُجَاهِدٌ يُخَلِّلُ لِحْيَتَهُ»
٨ / ١٧٤
حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مُجَاهِدٍ: أَنَّهُ كَانَ «⦗١٧٥⦘ يُخَلِّلُ لِحْيَتَهُ إِذَا تَوَضَّأَ» حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: ثنا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، مِثْلَهُ حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى قَالَ: ثنا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، مِثْلَهُ
٨ / ١٧٤
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا أَبُو دَاوُدَ الْحَفَرِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ ابْنِ شُبْرُمَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: «مَا بَالُ اللِّحْيَةِ تُغْسَلُ قَبْلَ أَنْ تَنْبُتَ فَإِذَا نَبَتَتْ لَمْ تُغْسَلْ؟»
٨ / ١٧٥
حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى قَالَ: ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ، قَالَ: ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّهُ كَانَ يُخَلِّلُ لِحْيَتَهُ إِذَا تَوَضَّأَ “
٨ / ١٧٥
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا هَارُونُ، عَنْ عَنبَسَةَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ طَاوُسٍ، أَنَّهُ كانَ يُخَلِّلُ لِحْيَتَهُ “
٨ / ١٧٥
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا هَارُونُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، أَنَّهُ كَانَ يُخَلِّلُ لِحْيَتَهُ ” حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، مِثْلَهُ
٨ / ١٧٥
حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ، قَالَ: ثنا ابْنُ عُلَيَّةَ، قَالَ: سَأَلْتُ شُعْبَةَ، عَنْ تَخْلِيلِ اللِّحْيَةِ، فِي ⦗١٧٦⦘ الْوُضُوءِ، فَذَكَرَ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ: أَنَّ مُجَاهِدًا، كَانَ يُخَلِّلُ لِحْيَتَهُ “
٨ / ١٧٥
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا هَارُونُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ مَعْرُوفٍ، قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ سِيرِينَ تَوَضَّأَ فَخَلَّلَ لِحْيَتَهُ ” حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا ابْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: ثنا هِشَامٌ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، مِثْلَهُ
٨ / ١٧٦
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا ابْنُ يَمَانٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَدِيٍّ، عَنِ الضَّحَّاكِ، قَالَ: رَأَيْتُهُ يُخَلِّلُ لِحْيَتَهُ “
٨ / ١٧٦
حَدَّثَنَا تَمِيمُ بْنُ الْمُنْتَصِرِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي الْأَشْهَبِ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ زَيْدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ ﷺ تَوَضَّأَ فَخَلَّلَ لِحْيَتَهُ، فَقُلْتُ: لِمَ تَفْعَلُ هَذَا يَا نَبِيَّ اللَّهِ؟ قَالَ: «أَمَرَنِي بِذَلِكَ رَبِّي»
٨ / ١٧٦
حَدَّثَنَا تَمِيمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ سَلَّامِ بْنِ سَلْمٍ، عَنْ زَيْدٍ الْعَمِّيِّ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ أَوْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: وَضَّأْتُ النَّبِيَّ ﷺ، فَأَدْخَلَ أَصَابِعَهُ مِنْ تَحْتِ حَنَكِهِ، فَخَلَّلَ لِحْيَتَهُ، وَقَالَ: «بِهَذَا أَمَرَنِي رَبِّي جَلَّ وَعَزَّ» ⦗١٧٧⦘ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْأَحْمَسِيُّ، قَالَ: ثنا الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ سَلَّامِ بْنِ سَلْمٍ الْمَدِينِيِّ، قَالَ: ثنا زَيْدٌ الْعَمِّيُّ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ، نَحْوَهُ
٨ / ١٧٦
حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: ثنا أَبُو عُبَيْدَةَ الْحَدَّادُ، قَالَ: ثنا مُوسَى بْنُ شِرْوَانَ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «هَكَذَا أَمَرَنِي رَبِّي» وَأَدْخَلَ أَصَابِعَهُ فِي لِحْيَتِهِ، فَخَلَّلَهَا “
٨ / ١٧٧
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ خَالِدِ بْنِ إِلْيَاسَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ تَوَضَّأَ، فَخَلَّلَ لِحْيَتَهُ “
٨ / ١٧٧
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْحُرِّ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنْ وَاصِلِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي سُورَةَ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ، قَالَ: رَأَيْنَا النَّبِيَّ ﷺ تَوَضَّأَ، وَخَلَّلَ لِحْيَتَهُ “
٨ / ١٧٧
حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ، قَالَ: ثنا زَيْدُ بْنُ حُبَابٍ، قَالَ: ثنا عُمَرُ بْنُ ⦗١٧٨⦘ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي غَالِبٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ: «أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ خَلَّلَ لِحْيَتَهُ»
٨ / ١٧٧
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى الدَّامِغَانِيُّ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ أَبِي أُمَيَّةَ: أَنَّ حَسَّانَ بْنَ بِلَالٍ الْمُزَنِيَّ، رَأَى عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ تَوَضَّأَ وَخَلَّلَ لِحْيَتَهُ، فَقِيلَ لَهُ: أَتَفْعَلُ هَذَا؟ فَقَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَفْعَلُهُ “
٨ / ١٧٨
حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ، قَالَ: ثنا الْوَلِيدُ، قَالَ: ثنا أَبُو عَمْرٍو، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، وَقَتَادَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ، كَانَ إِذَا تَوَضَّأَ عَرَكَ عَارِضَيْهِ، وَشَبَّكَ لِحْيَتَهُ بِأَصَابِعِهِ ” حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ، قَالَ: ثنا الْوَلِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو مَهْدِيِّ بْنُ سِنَانٍ، عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ، نَحْوَهُ
٨ / ١٧٨
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْأَحْمَسِيُّ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: ثني وَاصِلٌ الرَّقَاشِيُّ، عَنْ أَبِي سُورَةَ، هَكَذَا قَالَ الْأَحْمَسِيُّ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ، قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ إِذَا تَوَضَّأَ تَمَضْمَضَ وَمَسَحَ لِحْيَتَهُ مِنْ تَحْتِهَا ⦗١٧٩⦘ بِالْمَاءِ»
٨ / ١٧٨
ذِكْرُ مَنْ قَالَ مَا حَكَيْنَا عَنْهُ مِنْ أَهْلِ هَذِهِ الْمَقَالَةِ فِي غُسْلِ مَا بَطَنَ مِنَ الْأَنْفِ وَالْفَمِ:
٨ / ١٧٩
حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مُجَاهِدًا، يَقُولُ: «الِاسْتِنْشَاقُ شَطْرُ الْوُضُوءِ»
٨ / ١٧٩
حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: ثنا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: سَأَلْتُ حَمَّادًا عَنْ رَجُلٍ، ذَكَرَ وَهُوَ فِي الصَّلَاةِ أَنَّهُ لَمْ يَتَمَضْمَضْ وَلَمْ يَسْتَنْشِقْ، قَالَ حَمَّادٌ: يَنْصَرِفُ فَيَتَمَضْمَضُ وَيَسْتَنْشِقُ “
٨ / ١٧٩
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا الصَّبَّاحُ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ، قَالَ: قَدِمْتُ الْكُوفَةَ فَأَتَيْتُ حَمَّادًا فَسَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ، يَعْنِي عَمَّنْ تَرَكَ الْمَضْمَضَةَ وَالِاسْتِنْشَاقَ وَصَلَّى فَقَالَ: «أَرَى عَلَيْهِ إِعَادَةُ الصَّلَاةِ»
٨ / ١٧٩
حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، قَالَ: ثنا شُعْبَةُ، قَالَ: كَانَ قَتَادَةُ يَقُولُ: «إِذَا تَرَكَ الْمَضْمَضَةَ أَوِ الِاسْتِنْشَاقَ أَوْ أُذُنَهُ أَوْ طَائِفَةٌ مِنْ رِجْلِهِ حَتَّى يَدْخُلَ فِي صَلَاتِهِ، فَإِنَّهُ يَنْفَتِلُ وَيَتَوَضَّأُ، وَيُعِيدُ صَلَاتَهُ»
٨ / ١٧٩
ذِكْرُ مَنْ قَالَ مَا حَكَيْنَا عَنْهُ مِنْ أَهْلِ هَذِهِ الْمَقَالَةِ مِنْ أَنَّ مَا أَقْبَلَ مِنَ الْأُذُنَيْنِ فَمِنَ الْوَجْهِ، وَمَا أَدْبَرَ فَمِنَ الرَّأْسِ:
٨ / ١٨٠
حَدَّثَنَا أَبُو السَّائِبِ، قَالَ: ثنا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، قَالَ: ثنا أَشْعَثُ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: «مَا أَقْبَلَ مِنَ الْأُذُنَيْنِ فَمِنَ الْوَجْهِ، وَمَا أَدْبَرَ فَمِنَ الرَّأْسِ»
٨ / ١٨٠
حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، قَالَ: ثني شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ وَحَمَّادٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ فِي الْأُذُنَيْنِ: «بَاطِنُهُمَا مِنَ الْوَجْهِ، وَظَاهِرُهُمَا مِنَ الرَّأْسِ»
٨ / ١٨٠
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: ثنا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: «مُقَدَّمِ الْأُذُنَيْنِ مِنَ الْوَجْهِ، وَمُؤَخَّرُهُمَا مِنَ الرَّأْسِ» حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى: ثنا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ الْحَكَمِ وَحَمَّادٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ بِمِثْلِهِ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: بَاطِنُ الْأُذُنَيْنِ حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: ثنا شُعْبَةُ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ بِمِثْلِهِ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: بَاطِنُ الْأُذُنَيْنِ. حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: ثنا شُعْبَةُ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، بِمِثْلِهِ
٨ / ١٨٠
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا جَرِيرٌ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: «بَاطِنُ الْأُذُنَيْنِ مِنَ الْوَجْهِ، وَظَاهِرُهُمَا مِنَ الرَّأْسِ»
٨ / ١٨٠
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا أَبُو تُمَيْلَةَ ح، وَحَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: ثنا ⦗١٨١⦘ ابْنُ عُلَيَّةَ، قَالَا جَمِيعًا: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: ثني مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ يَزِيدَ بْنِ رُكَانَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ الْخَوْلَانِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ: «أَلَا أَتَوَضَّأُ لَكُمْ وُضُوءَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ؟ قَالَ: قُلْنَا: نَعَمْ. فَتَوَضَّأَ، فَلَمَّا غَسَلَ وَجْهَهُ، أَلْقَمَ إِبْهَامَيْهِ مَا أَقْبَلَ مِنْ أُذُنَيْهِ، قَالَ: ثُمَّ لَمَّا مَسَحَ بِرَأْسِهِ مَسَحَ أُذُنَيْهِ مِنْ ظُهُورِهِمَا» وَأَوْلَى الْأَقْوَالِ بِالصَّوَابِ فِي ذَلِكَ عِنْدَنَا قَوْلُ مَنْ قَالَ: الْوَجْهُ الَّذِي أَمَرَ اللَّهُ جَلَّ ذِكْرُهُ بِغُسْلِهِ الْقَائِمَ إِلَى صَلَاتِهِ: كُلُّ مَا انْحَدَرَ عَنْ مَنَابِتِ شَعْرِ الرَّأْسِ إِلَى مُنْقَطِعِ الذَّقَنِ طُولًا، وَمَا بَيْنَ الْأُذُنَيْنِ عَرْضًا مِمَّا هُوَ ظَاهِرٌ لِعَيْنِ النَّاظِرِ، دُونَ مَا بَطَنَ مِنَ الْفَمِ وَالْأَنْفِ وَالْعَيْنِ، وَدُونَ مَا غَطَّاهُ شَعْرُ اللِّحْيَةِ وَالْعَارِضَيْنِ وَالشَّارِبَيْنِ فَسَتَرَهُ عَنْ أَبْصَارِ النَّاظِرِينَ، وَدُونَ الْأُذُنَيْنِ وَإِنَّمَا قُلْنَا ذَلِكَ أَوْلَى بِالصَّوَابِ وَإِنْ كَانَ مَا تَحْتَ شَعْرِ اللِّحْيَةِ وَالشَّارِبَيْنِ قَدْ كَانَ وَجْهًا يَجِبُ غُسْلُهُ قَبْلَ نَبَاتِ الشَّعْرِ السَّاتِرِ عَنْ أَعْيُنِ النَّاظِرِينَ عَلَى الْقَائِمِ إِلَى صَلَاتِهِ، لِإِجْمَاعِ جَمِيعِهِمْ عَلَى أَنَّ الْعَيْنَيْنِ مِنَ الْوَجْهِ، ثُمَّ هُمْ مَعَ إِجْمَاعِهِمْ عَلَى ذَلِكَ مُجْمِعُونَ عَلَى أَنَّ غُسْلَ مَا عَلَاهُمَا مِنْ أَجْفَانِهِمَا دُونَ إِيصَالِ الْمَاءِ إِلَى مَا تَحْتَ الْأَجْفَانِ مِنْهُمَا مُجْزِئٌ؛ فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ مِنْهُمْ إِجْمَاعًا بِتَوْقِيفِ الرَّسُولِ ﷺ أُمَّتَهُ عَلَى ذَلِكَ، فَنَظِيرُ ذَلِكَ كُلُّ مَا عَلَاهُ شَيْءٌ مِنْ مَوَاضِعِ الْوُضُوءِ مِنْ جَسَدِ ابْنِ آدَمَ مِنْ نَفْسِ خَلْقِهِ سَاتِرُهُ لَا يُصَلُّ الْمَاءُ إِلَيْهِ إِلَّا بِكُلْفَةٍ وَمُؤْنَةٍ وَعِلَاجٍ، قِيَاسًا لِمَا ذَكَرْنَا مِنْ حُكْمِ الْعَيْنَيْنِ فِي ذَلِكَ. ⦗١٨٢⦘ فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ كَذَلِكَ، فَلَا شَكَّ أَنَّ مِثْلَ الْعَيْنَيْنِ فِي مُؤْنَةِ إِيصَالِ الْمَاءِ إِلَيْهِمَا عِنْدَ الْوُضُوءِ مَا بَطَنَ مِنَ الْأَنْفِ وَالْفَمِ وَشَعْرِ اللِّحْيَةِ وَالصُّدْغَيْنِ وَالشَّارِبَيْنِ، لِأَنَّ كُلَّ ذَلِكَ لَا يَصِلُّ الْمَاءُ إِلَيْهِ إِلَّا بِعِلَاجٍ لِإِيصَالِ الْمَاءِ إِلَيْهِ نَحْوَ كُلْفَةِ عِلَاجِ الْحَدْقَتَيْنِ لِإِيصَالِ الْمَاءِ إِلَيْهِمَا أَوْ أَشَدَّ. وَإِذَا كَانَ ذَلِكَ كَذَلِكَ، كَانَ بَيِّنًا أَنَّ غُسْلَ مَنْ غَسَلَ مِنَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ مَا تَحْتَ مَنَابِتِ شَعْرِ اللِّحْيَةِ وَالْعَارِضَيْنِ وَالشَّارِبَيْنِ وَمَا بَطَنَ مِنَ الْأَنْفِ وَالْفَمِ، إِنَّمَا كَانَ إِيثَارًا مِنْهُ لِأَشَقِّ الْأَمْرَيْنِ عَلَيْهِ مِنْ غُسْلِ ذَلِكَ وَتَرْكِ غُسْلِهِ، كَمَا آثَرَ ابْنُ عُمَرَ غُسْلَ مَا تَحْتَ أَجْفَانِ الْعَيْنَيْنِ بِالْمَاءِ بِصَبِّهِ الْمَاءَ فِي ذَلِكَ، لَا عَلَى أَنَّ ذَلِكَ كَانَ عَلَيْهِ عِنْدَهُ فَرْضًا وَاجِبًا. فَأَمَّا مَنْ ظَنَّ أَنَّ ذَلِكَ مِنْ فِعْلِهِمْ كَانَ عَلَى وَجْهِ الْإِيجَابِ وَالْفَرْضِ، فَإِنَّهُ خَالَفَ فِي ذَلِكَ بِقَوْلِهِ مِنَهَاجَهُمْ وَأَغْفَلَ سَبِيلَ الْقِيَاسِ، لِأَنَّ الْقِيَاسَ هُوَ مَا وَصَفْنَا مِنْ تَمْثِيلِ الْمُخْتَلَفِ فِيهِ مِنْ ذَلِكَ بِالْأَصْلِ الْمُجْمَعِ عَلَيْهِ مِنْ حُكْمِ الْعَيْنَيْنِ، وَأَنْ لَا خَبَرَ عَنْ وَاحِدٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ أَوْجَبُ عَلَى تَارِكِ إِيصَالِ الْمَاءِ فِي وُضُوئِهِ إِلَى أُصُولِ شَعْرِ لِحْيَتِهِ وَعَارِضَيْهِ، وَتَارِكِ الْمَضْمَضَةِ وَالِاسْتِنْشَاقِ إِعَادَةَ صَلَاتِهِ إِذَا صَلَّى بِطُهْرِهِ ذَلِكَ، فَفِي ذَلِكَ أَوْضَحُ الدَّلِيلِ عَلَى صِحَّةِ مَا قُلْنَا مِنْ أَنَّ فِعْلَهُمْ مَا فَعَلُوا مِنْ ذَلِكَ كَانَ إِيثَارًا مِنْهُمْ لِأَفْضَلِ الْفِعْلَيْنِ مِنَ التَّرْكِ وَالْغُسْلِ. فَإِنْ ظَنَّ ظَانٌّ أَنَّ فِي الْأَخْبَارِ الَّتِي رُوِيَتْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، أَنَّهُ قَالَ: «إِذَا تَوَضَّأَ أَحَدُكُمْ فَلْيَسْتَنْثِرْ» دَلِيلًا عَلَى وُجُوبِ الِاسْتِنْثَارِ، فَإِنَّ فِي إِجْمَاعِ الْحُجَّةِ عَلَى أَنَّ ذَلِكَ غَيْرُ فَرْضٍ يَجِبُ عَلَى مَنْ تَرَكَهُ إِعَادَةُ الصَّلَاةِ الَّتِي صَلَاهَا قَبْلَ غُسْلِهِ، مَا يُغْنِي عَنْ إِكْثَارِ الْقَوْلِ فِيهِ. ⦗١٨٣⦘ وَأَمَّا الْأُذُنَانِ فَإِنَّ فِي إِجْمَاعِ جَمِيعِهِمْ عَلَى أَنْ تَرْكَ غُسْلِهِمَا أَوْ غُسْلِ مَا أَقْبَلَ مِنْهُمَا عَلَى الْوَجْهِ، غَيْرُ مُفْسِدٍ صَلَاةَ مَنْ صَلَّى بِطُهْرِهِ الَّذِي تَرَكَ فِيهِ غُسْلَهُمَا، مَعَ إِجْمَاعِهِمْ جَمِيعًا عَلَى أَنَّهُ لَوْ تَرَكَ غُسْلَ شَيْءٍ مِمَّا يَجِبُ عَلَيْهِ غُسْلُهُ مِنْ وَجْهِهِ فِي وُضُوئِهِ أَنَّ صَلَاتَهُ لَا تُجْزِئُهُ بِطَهُورِهِ ذَلِكَ، مَا يُنْبِئُ عَنِ الْقَوْلِ فِي ذَلِكَ مِمَّا قَالَهُ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ الَّذِي ذَكَرْنَا قَوْلَهُمْ إِنَّهُمَا لَيْسَا مِنَ الْوَجْهِ؛ دُونَ مَا قَالَهُ الشَّعْبِيُّ
٨ / ١٨٠
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ اخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي الْمَرَافِقِ، هَلْ هِيَ مِنَ الْيَدِ الْوَاجِبِ غُسْلُهَا أَمْ لَا؟ بَعْدَ إِجْمَاعِ جَمِيعِهِمْ عَلَى أَنَّ غُسْلَ الْيَدِ إِلَيْهَا وَاجِبٌ.
٨ / ١٨٣
فَقَالَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ وَسُئِلَ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ: ﴿فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ﴾ [المائدة: ٦] أَتَرَى أَنْ يَخْلُفَ الْمِرْفَقَيْنِ فِي الْوُضُوءِ؟ قَالَ: الَّذِي أَمَرَ بِهِ أَنْ يَبْلُغَ الْمِرْفَقَيْنِ، قَالَ تبارك وتعالى: ﴿فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ﴾ [المائدة: ٦] فَذَهَبَ هَذَا يَغْسِلُ خَلْفَهُ. فَقِيلَ لَهُ: فَإِنَّمَا يَغْسِلُ إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ وَالْكَعْبَيْنِ لَا يُجَاوِزُهُمَا؟ فَقَالَ: لَا أَدْرِي مَا لَا يُجَاوِزُهُمَا؛ أَمَّا الَّذِي أَمَرَ بِهِ أَنْ يَبْلُغَ بِهِ فَهَذَا: إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ وَالْكَعْبَيْنِ حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنْ أَشْهَبَ عَنهُ وَقَالَ الشَّافِعِيُّ: لَمْ أَعْلَمْ مُخَالِفًا فِي أَنَّ الْمَرَافِقَ فِيمَا يُغْسَلُ. كَأَنَّهُ يَذْهَبُ إِلَى أَنَّ مَعْنَاهَا: “﴿فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ﴾ [المائدة: ٦] إِلَى أَنْ تُغْسَلَ الْمَرَافِقِ
٨ / ١٨٣
حَدَّثَنَا بِذَلِكَ عَنْهُ الرَّبِيعُ ” وَقَالَ آخَرُونَ: إِنَّمَا أَوْجَبَ اللَّهُ بِقَوْلِهِ: ﴿وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ﴾ [المائدة: ٦] غُسْلَ الْيَدَيْنِ إِلَى الْمَرَافِقِ، فَالْمِرْفَقَانِ غَايَةٌ لِمَا أَوْجَبَ اللَّهُ غُسْلَهُ مِنْ آخِرِ الْيَدِ، وَالْغَايَةُ غَيْرُ دَاخِلَةٍ فِي الْحَدِّ، كَمَا غَيْرُ دَاخِلٍ اللَّيْلِ فِيمَا أَوْجَبَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَى عِبَادِهِ مِنَ الصَّوْمِ بِقَوْلِهِ: ﴿ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ﴾ [البقرة: ١٨٧] لِأَنَّ اللَّيْلَ غَايَةٌ لِصَوْمِ الصَّائِمِ، إِذَا بَلَغَهُ فَقَدْ قَضَى مَا عَلَيْهِ. قَالُوا: فَكَذَلِكَ الْمَرَافِقُ فِي قَوْلِهِ: ﴿فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ﴾ [المائدة: ٦] غَايَةٌ لِمَا أَوْجَبَ اللَّهُ غُسْلَهُ مِنَ الْيَدِ. وَهَذَا قَوْلُ زُفَرَ بْنِ الْهُذَيْلِ وَالصَّوَابُ مِنَ الْقَوْلِ فِي ذَلِكَ عِنْدَنَا: أَنَّ غُسْلَ الْيَدَيْنِ إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ مِنَ الْفَرْضِ الَّذِي إِنْ تَرَكَهُ أَوْ شَيْئًا مِنْهُ تَارِكٌ، لَمْ تُجْزِهِ الصَّلَاةُ مَعَ تَرْكِهِ غُسْلَهُ. فَأَمَّا الْمِرْفَقَانِ وَمَا وَرَاءَهُمَا، فَإِنَّ غُسْلَ ذَلِكَ مِنَ النَّدْبِ الَّذِي نَدَبَ إِلَيْهِ ﷺ أُمَّتَهُ بِقَوْلِهِ: «أُمَّتِي الْغُرُّ الْمُحَجَّلُونَ مِنْ آثَارِ الْوُضُوءِ، فَمَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يُطِيلَ غُرَّتَهُ فَلْيَفْعَلْ» فَلَا تَفْسَدُ صَلَاةُ تَارِكٍ غُسْلَهُمَا وَغُسْلَ مَا وَرَاءَهُمَا، لِمَا قَدْ بَيَّنَّا قَبْلُ فِيمَا مَضَى مِنْ أَنَّ لَكَ غَايَةً حُدَّتْ بِإِلَى فَقَدْ تَحْتَمِلُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ دُخُولَ الْغَايَةِ فِي الْحَدِّ وَخُرُوجَهَا مِنْهُ. وَإِذَا احْتَمَلَ الْكَلَامُ ذَلِكَ لَمْ يَجُزْ لِأَحَدٍ الْقَضَاءُ بِأَنَّهَا دَاخِلَةٌ فِيهِ، إِلَّا لِمَنْ لَا يَجُوزُ خِلَافُهُ فِيمَا بَيَّنَ وَحَكَمَ، وَلَا حُكْمَ بِأَنَّ الْمَرَافِقَ دَاخِلَةٌ فِيمَا يَجِبُ غُسْلُهُ عِنْدَنَا مِمَّنْ يَجِبُ التَّسْلِيمُ بِحُكْمِهِ
٨ / ١٨٤
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ اخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي صِفَةِ الْمَسْحِ الَّذِي أَمَرَ اللَّهُ بِهِ بِقَوْلِهِ: وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ فَقَالَ بَعْضُهُمْ: وَامْسَحُوا بِمَا بَدَا لَكُمْ أَنْ تَمْسَحُوا بِهِ مِنْ رُءُوسِكُمْ بِالْمَاءِ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ
٨ / ١٨٥
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ، قَالَ: ثنا حَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ، عَنْ عِيسَى بْنِ حَفْصٍ، قَالَ: ذُكِرَ عِنْدَ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ مَسْحُ الرَّأْسِ، فَقَالَ: يَا نَافِعُ كَيْفَ كَانَ ابْنُ عُمَرَ يَمْسَحُ؟ فَقَالَ: مَسْحَةً وَاحِدَةً. وَوَصَفَ أَنَّهُ مَسَحَ مُقَدَّمَ رَأْسِهِ إِلَى وَجْهِهِ. فَقَالَ الْقَاسِمُ: «ابْنُ عُمَرَ أَفْقَهُنَا وَأَعْلَمُنَا»
٨ / ١٨٥
حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ، يَقُولُ: أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ، كَانَ إِذَا تَوَضَّأَ رَدَّ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ وَوَضَعَهُمَا فِيهِ، ثُمَّ مَسَحَ بِيَدَيْهِ مُقَدَّمَ رَأْسِهِ “
٨ / ١٨٥
حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بُكَيْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي نَافِعٌ: أَنَّ ابْنَ عُمَرَ «، كَانَ يَضَعُ بَطْنَ كَفَّيْهِ عَلَى الْمَاءِ ثُمَّ لَا يَنْفُضُهُمَا ثُمَّ يَمْسَحُ بِهِمَا مَا بَيْنَ قَرْنَيْهِ إِلَى الْجَبِينِ وَاحِدَةً، ثُمَّ لَا يَزِيدُ عَلَيْهَا فِي كُلِّ ذَلِكَ مَسْحَةً وَاحِدَةً، مُقْبِلَةً مِنَ الْجَبِينِ إِلَى الْقَرْنِ»
٨ / ١٨٥
حَدَّثَنَا تَمِيمُ بْنُ الْمُنْتَصِرِ، قَالَ: ثنا إِسْحَاقُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ ⦗١٨٦⦘ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنَ عُمَرَ: «أَنَّهُ كَانَ إِذَا تَوَضَّأَ مَسَحَ مُقَدَّمَ رَأْسِهِ»
٨ / ١٨٥
حَدَّثَنَا تَمِيمُ بْنُ الْمُنْتَصِرِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى الثَّعْلَبِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، قَالَ: «يُجْزِيكَ أَنْ تَمْسَحَ، مُقَدَّمَ رَأْسِكَ إِذَا كُنْتَ مُعْتَمِرًا، وَكَذَلِكَ تَفْعَلُ الْمَرْأَةُ»
٨ / ١٨٦
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ الْأَشْجَعِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ مَسَحَ بِيَافُوخِهِ مَسْحَةً. وَقَالَ سُفْيَانُ: إِنْ مَسَحَ شَعْرَهُ أَجْزَأَهُ؛ يَعْنِي وَاحِدَةً “
٨ / ١٨٦
حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ، قَالَ: ثنا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُغِيرَةُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: «أَيَّ جَوَانِبِ رَأْسِكَ مَسِسْتَ الْمَاءَ أَجْزَأَكَ» حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ، قَالَ: ثنا عَلِيُّ بْنُ ظَبْيَانَ، قَالَ: ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، مِثْلَهُ حَدَّثَنَا الرِّفَاعِيُّ، قَالَ: ثنا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ الْأَزْرَقِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، مِثْلَهُ
٨ / ١٨٦
حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ، قَالَ: ثنا ابْنُ عُلَيَّةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ يَمْسَحُ رَأْسَهُ هَكَذَا، فَوَضَعَ أَيُّوبُ كَفَّهُ وَسَطَ رَأْسِهِ، ثُمَّ أَمَرَّهَا عَلَى مُقَدَّمِ رَأْسِهِ “
٨ / ١٨٦
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ بْنُ الْحُبَابِ، عَنْ سُفْيَانَ، قَالَ: «إِنْ مَسَحَ رَأْسَهُ بِأُصْبُعٍ وَاحِدَةٍ أَجْزَأَهُ»
٨ / ١٨٧
حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الدِّمَشْقِيُّ، قَالَ: ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: قُلْتُ لَأَبِي عَمْرٍو: مَا يُجْزِئُ مَنْ مَسَحَ الرَّأْسَ؟ قَالَ: «أَنْ تَمْسَحَ مُقَدَّمَ رَأْسِكَ إِلَى الْقَفَا أَحَبُّ إِلَيَّ» حَدَّثَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْهُ، نَحْوَهُ وَقَالَ آخَرُونَ: مَعْنَى ذَلِكَ: فَامْسَحُوا بِجَمِيعِ رُءُوسِكُمْ. قَالُوا: إِنْ لَمْ يَمْسَحْ بِجَمِيعِ رَأْسِهِ بِالْمَاءِ لَمْ تُجْزِهِ الصَّلَاةُ بِوَضُوئِهِ ذَلِكَ
٨ / ١٨٧
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: ثنا أَشْهَبٌ، قَالَ: قَالَ مَالِكٌ: «مَنْ مَسَحَ بَعْضَ رَأْسِهِ وَلَمْ يَعُمَّ أَعَادَ الصَّلَاةَ بِمَنْزِلَةِ مَنْ غَسَلَ بَعْضَ وَجْهِهِ أَوْ بَعْضَ ذِرَاعِهِ. قَالَ: وَسُئِلَ مَالِكٌ عَنْ مَسْحِ الرَّأْسِ، قَالَ: يَبْدَأُ مِنْ مُقَدَّمِ وَجْهِهِ، فَيُدِيرُ يَدَيْهِ إِلَى قَفَاهُ، ثُمَّ يَرُدُّهُمَا إِلَى حَيْثُ بَدَأَ مِنْهُ» وَقَالَ آخَرُونَ: لَا يُجْزِئُ مَسْحُ الرَّأْسِ بِأَقَلَّ مِنْ ثَلَاثِ أَصَابِعَ، وَهَذَا قَوْلُ أَبِي حَنِيفَةَ وَأَبِي يُوسُفَ وَمُحَمَّدٍ وَالصَّوَابُ مِنَ الْقَوْلِ فِي ذَلِكَ عِنْدَنَا، أَنَّ اللَّهَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ أَمَرَ بِالْمَسْحِ بِرَأْسِهِ الْقَائِمَ إِلَى صَلَاتِهِ مَعَ سَائِرِ مَا أَمَرَهُ بِغُسْلِهِ مَعَهُ أَوْ مَسْحِهِ، وَلَمْ يَحُدَّ ذَلِكَ بِحَدٍّ لَا يَجُوزُ التَّقْصِيرُ عَنْهُ وَلَا يُجَاوِزُهُ. وَإِذْ كَانَ ذَلِكَ كَذَلِكَ، فَمَا مَسَحَ بِهِ الْمُتَوَضِّئُ مِنْ رَأْسِهِ فَاسْتَحَقَّ
٨ / ١٨٧
بِمَسْحِهِ ذَلِكَ أَنْ يُقَالَ: مَسَحَ بِرَأْسِهِ، فَقَدْ أَدَّى مَا فَرَضَ اللَّهُ عَلَيْهِ مِنْ مَسْحِ ذَلِكَ لِدُخُولِهِ فِيمَا لَزِمَهُ اسْمُ مَا مَسَحَ بِرَأْسِهِ إِذَا قَامَ إِلَى صَلَاتِهِ. فَإِنْ قَالَ لَنَا قَائِلٌ: فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ قَالَ فِي التَّيَمُّمِ: ﴿فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ﴾ [النساء: ٤٣] أَفَيُجْزِئُ الْمَسْحُ بِبَعْضِ الْوَجْهِ وَالْيَدَيْنِ فِي التَّيَمُّمِ؟ قِيلَ لَهُ: كُلُّ مَا مُسِحَ مِنْ ذَلِكَ بِالتُّرَابِ فِيمَا تَنَازَعَتْ فِيهِ الْعُلَمَاءُ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: يُجْزِيهِ ذَلِكَ مِنَ التَّيَمُّمِ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَا يُجْزِئُهُ، فَهُوَ مُجْزِئُهُ، لِدُخُولِهِ فِي اسْمِ الْمَاسِحِينَ بِهِ. وَمَا كَانَ مِنْ ذَلِكَ مُجْمَعًا عَلَى أَنَّهُ غَيْرُ مُجْزِئُهُ، فَمُسَلَّمٌ لِمَا جَاءَتْ بِهِ الْحُجَّةُ نَقْلًا عَنْ نَبِيِّهَا ﷺ، وَلَا حُجَّةَ لِأَحَدٍ عَلَيْنَا فِي ذَلِكَ إِذْ كَانَ مِنْ قَوْلِنَا: إِنَّ مَا جَاءَ فِي آي الْكِتَابِ عَامًّا فِي مَعْنًى فَالْوَاجِبُ الْحُكْمُ بِهِ عَلَى عُمُومِهِ حَتَّى يَخُصَّهُ مَا يَجِبُ التَّسْلِيمُ لَهُ، فَإِذَا خُصَّ مِنْهُ شَيْءٌ كَانَ مَا خُصَّ مِنْهُ خَارِجًا مِنْ ظَاهِرِهِ، وَحُكْمُ سَائِرِهِ عَلَى الْعُمُومِ. وَقَدْ بَيَّنَّا الْعِلَّةَ الْمُوجِبَةَ صِحَّةَ الْقَوْلِ بِذَلِكَ فِي غَيْرِ هَذَا الْمَوْضِعِ بِمَا أَغْنَى عَنْ إِعَادَتِهِ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ. وَالرَّأْسُ الَّذِي أَمَرَ اللَّهُ جَلَّ وَعَزَّ بِالْمَسْحِ بِقَوْلِهِ بِهِ: ﴿وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ﴾ هُوَ مَنَابِتُ شَعْرِ الرَّأْسِ دُونَ مَا جَاوَزَ ذَلِكَ إِلَى الْقَفَا مِمَّا اسْتُدْبِرَ، وَدُونَ مَا انْحَدَرَ عَنْ ذَلِكَ مِمَّا اسْتَقْبَلَ مِنْ قِبَلِ وَجْهِهِ إِلَى الْجَبْهَةِ
٨ / ١٨٨
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ اخْتَلَفَتِ الْقُرَّاءُ فِي قِرَاءَةِ ذَلِكَ، فَقَرَأَهُ جَمَاعَةٌ مِنْ قُرَّاءِ الْحِجَازِ وَالْعِرَاقِ: ⦗١٨٩⦘ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ نَصَبًا. فَتَأْوِيلُهُ: إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ، فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ، وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ، وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ. وَإِذَا قُرِئَ كَذَلِكَ كَانَ مِنَ الْمُؤَخَّرِ الَّذِي مَعْنَاهُ التَّقْدِيمُ، وَتَكُونُ الْأَرْجُلُ مَنْصُوبَةً، عَطْفًا عَلَى الْأَيْدِي. وتَأَوَّلَ قَارِئُو ذَلِكَ كَذَلِكَ، أَنَّ اللَّهَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ إِنَّمَا أَمَرَ عِبَادَهُ بِغُسْلِ الْأَرْجِلِ دُونَ الْمَسْحِ بِهَا
٨ / ١٨٨
ذِكْرُ مَنْ قَالَ: عَنَى اللَّهُ بِقَوْلِهِ: وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ الْغُسْلَ:
٨ / ١٨٩
حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، قَالَ: ثنا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ: «أَنَّ رَجُلًا، صَلَّى وَعَلَى ظَهْرِ قَدَمِهِ مَوْضِعُ ظُفُرٍ، فَلَمَّا قَضَى صَلَاتَهُ، قَالَ لَهُ عُمَرُ: أَعِدْ وُضُوءَكَ وَصَلَاتَكَ»
٨ / ١٨٩
حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، قَالَ: ثنا إِسْرَائِيلُ، قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَسَنٍ، قَالَ: ثنا هُزَيْلُ بْنُ شُرَحْبِيلَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: «خَلِّلُوا الْأَصَابِعَ بِالْمَاءِ لَا تَخَلَّلُهَا النَّارُ»
٨ / ١٨٩
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الصَّبَّاحِ الْعَطَّارُ، قَالَ: ثنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْحَوْضِيُّ، قَالَ: ثنا مُرَجًّى، يَعْنِي ابْنَ رَجَاءٍ الْيَشْكُرِيَّ، قَالَ: ثنا أَبُو رَوْحٍ عُمَارَةُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ حُنَيْنٍ: أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ رَأَى رَجُلًا يَتَوَضَّأُ وَهُوَ يَغْسِلُ رِجْلَيْهِ، فَقَالَ: «بِهَذَا ⦗١٩٠⦘ أُمِرْتُ»
٨ / ١٨٩
حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ وَاقِدٍ مَوْلَى زَيْدِ بْنِ خُلَيْدَةَ قَالَ: سَمِعْتُ مُصْعَبَ بْنَ سَعِيدٍ، يَقُولُ: رَأَى عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قَوْمًا يَتَوَضَّئُونَ، فَقَالَ: «خَلِّلُوا»
٨ / ١٩٠
حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى، قَالَ: سَمِعْتُ الْقَاسِمَ، قَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ يَخْلَعَ خُفَّيْهِ، ثُمَّ يَتَوَضَّأُ فَيَغْسِلُ رِجْلَيْهِ، ثُمَّ يُخَلِّلُ أَصَابِعَهُ “
٨ / ١٩٠
حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَدِيٍّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: قُلْتُ لِلْأَسْوَدِ: رَأَيْتَ عُمَرَ يَغْسِلُ قَدَمَيْهِ غَسْلًا؟ قَالَ: نَعَمْ “
٨ / ١٩٠
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفٍ، قَالَ: ثنا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، أَنَّهُ قَالَ لِابْنِ أَبِي سُوَيْدٍ: بَلَغَنَا عَنْ ثَلَاثَةٍ، كُلُّهُمْ رَأَوُا النَّبِيَّ ﷺ يَغْسِلُ قَدَمَيْهِ غُسْلًا، أَدْنَاهُمُ ابْنُ عَمِّكَ الْمُغِيرَةُ “
٨ / ١٩٠
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا الصَّبَّاحُ، عَنْ مُحَمَّدٍ وَهُوَ ابْنُ أَبَانَ، عَنْ ⦗١٩١⦘ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَرْثِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: «اغْسِلُوا الْأَقْدَامَ إِلَى الْكَعْبَيْنِ»
٨ / ١٩٠
حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ، قَالَ: ثنا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، رَأَى رَجُلًا قَدْ تَرَكَ عَلَى ظَهْرِ قَدَمِهِ مِثْلَ الظُّفُرِ، فَأَمَرَهُ أَنْ يُعِيدَ وُضُوءَهُ وَصَلَاتَهُ “
٨ / ١٩١
حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ، قَالَ: ثنا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ شَيْبَةَ بْنِ نَصَّاحٍ، قَالَ: صَحِبْتُ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ إِلَى مَكَّةَ، فَرَأَيْتُهُ إِذَا تَوَضَّأَ لِلصَّلَاةِ يُدْخِلُ أَصَابِعَ رِجْلَيْهِ يَصُبُّ عَلَيْهَا الْمَاءَ، قُلْتُ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، لِمَ تَصْنَعُ هَذَا؟ قَالَ: «رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ يَصْنَعُهُ»
٨ / ١٩١
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، وَابْنُ وَكِيعٍ، قَالَا: ثنا ابْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، فِي قَوْلِهِ: ﴿فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ﴾ قَالَ: «عَادَ الْأَمْرُ إِلَى الْغُسْلِ»
٨ / ١٩١
حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الصُّدَائِيُّ، قَالَ: ثنا أَبِي، عَنْ حَفْصٍ الْغَاضِرِيِّ، عَنْ عَامِرِ بْنِ كُلَيْبٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: قَرَّأَ عَلَيَّ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمَا، فَقَرَأَا: ﴿وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ﴾ [المائدة: ٦] فَسَمِعَ عَلِيٌّ رضي الله عنه ذَلِكَ، وَكَانَ يَقْضِي بَيْنَ النَّاسِ، فَقَالَ: ﴿وَأَرْجُلَكُمْ﴾ [المائدة: ٦] هَذَا مِنَ الْمُقَدَّمِ وَالْمُؤَخَّرِ مِنَ الْكَلَامِ “
٨ / ١٩١
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ وَعَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قَرَأَهَا: ﴿وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ﴾ بِالنَّصْبِ، وَقَالَ: عَادَ الْأَمْرِ إِلَى الْغُسْلِ “
٨ / ١٩٢
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثنا عَبْدَةُ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ قَرَأَهَا: ﴿وَأَرْجُلَكُمْ﴾ [المائدة: ٦] وَقَالَ: عَادَ الْأَمْرُ إِلَى الْغُسْلِ “
٨ / ١٩٢
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ: ﴿وَأَرْجُلَكُمْ﴾ [المائدة: ٦] بِالنَّصْبِ “
٨ / ١٩٢
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ، قَالَ: ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ، قَوْلُهُ: ﴿فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ﴾ فَيَقُولُ: اغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ، وَاغْسِلُوا أَرْجُلَكُمْ، وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ؛ فَهَذَا مِنَ التَّقْدِيمِ وَالتَّأْخِيرِ “
٨ / ١٩٢
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثنا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ شَيْبَانَ، قَالَ: أُثْبِتَ لِي عَنْ عَلِيٍّ، أَنَّهُ قَرَأَ: ﴿وَأَرْجُلَكُمْ﴾ [المائدة: ٦] “
٨ / ١٩٣
ثَنا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثنا أَبِي، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ: ﴿وَأَرْجُلَكُمْ﴾ [المائدة: ٦] رَجَعَ الْأَمْرُ إِلَى الْغُسْلِ ” حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثنا أَبِي، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، مِثْلَهُ
٨ / ١٩٣
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثنا الْحِمَّانِيُّ، قَالَ: ثنا شَرِيكٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، قَالَ: كَانَ أَصْحَابُ عَبْدِ اللَّهِ يَقْرَءُونَهَا: ﴿وَأَرْجُلَكُمْ﴾ [المائدة: ٦] فَيَغْسِلُونَ “
٨ / ١٩٣
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثنا أَبِي، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَرْثِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: «اغْسِلِ الْقَدَمَيْنِ إِلَى الْكَعْبَيْنِ»
٨ / ١٩٣
حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِيُّ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي السَّوْدَاءِ، عَنِ ابْنِ عَبْدِ خَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: رَأَيْتُ عَلِيًّا تَوَضَّأَ، فَغَسَلَ ظَاهِرَ قَدَمَيْهِ، وَقَالَ: لَوْلَا أَنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ فَعَلَ ذَلِكَ، ظَنَنْتُ أَنَّ بَطْنَ الْقَدَمِ أَحَقُّ مِنْ ظَاهِرِهَا “
٨ / ١٩٣
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا ابْنُ يَمَانٍ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الْمَلِكِ، عَنْ عَطَاءٍ، قَالَ: «لَمْ أَرَ أَحَدًا يَمْسَحُ عَلَى الْقَدَمَيْنِ»
٨ / ١٩٤
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثني الْحَجَّاجُ بْنُ الْمِنْهَالِ، قَالَ: ثنا حَمَّادٌ، عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، أَنَّهُ قَرَأَ: ﴿وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ﴾ [المائدة: ٦] فَنَصَبَهَا، وَقَالَ: «رَجَعَ إِلَى الْغُسْلِ»
٨ / ١٩٤
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا جَابِرُ بْنُ نُوحٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْأَعْمَشَ، يَقْرَأُ: ﴿وَأَرْجُلَكُمْ﴾ [المائدة: ٦] بِالنَّصْبِ “
٨ / ١٩٤
حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَشْهَبُ، قَالَ: سُئِلَ مَالِكٌ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ: ﴿وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ﴾ أَهِيَ أَرْجُلِكُمْ أَوْ أَرْجُلَكُمْ؟ فَقَالَ: «إِنَّمَا هُوَ الْغُسْلُ وَلَيْسَ بِالْمَسْحِ، لَا تُمْسَحُ الْأَرْجُلُ، إِنَّمَا تُغْسَلُ. قِيلَ لَهُ: أَفَرَأَيْتَ مَنْ مَسَحَ أَيُجْزِيهِ ذَلِكَ؟ قَالَ: لَا»
٨ / ١٩٤
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَازِمٍ، قَالَ: ثنا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: ثنا سَلَمَةُ، عَنِ الضَّحَّاكِ: ﴿وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ﴾ قَالَ: «اغْسِلُوهَا غُسْلًا» وَقَرَأَ ذَلِكَ آخَرُونَ مِنْ قُرَّاءِ الْحِجَازِ وَالْعِرَاقِ: «وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلِكُمْ» بِخَفْضِ الْأَرْجُلِ. وتَأَوَّلَ قَارِئُو ذَلِكَ كَذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ إِنَّمَا أَمَرَ عِبَادَهُ بِمَسْحِ الْأَرْجُلِ فِي الْوُضُوءِ دُونَ غُسْلِهَا، وَجَعَلُوا الْأَرْجُلَ عَطْفًا عَلَى الرَّأْسِ، فَخَفَضُوهَا لِذَلِكَ
٨ / ١٩٤
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ مِنْ أَهْلِ التَّأْوِيلِ: حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ قَيْسٍ الْخُرَاسَانِيُّ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «الْوُضُوءُ غَسْلَتَانِ وَمَسْحَتَانِ»
٨ / ١٩٥
حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ، قَالَ: ثنا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، عَنْ حُمَيْدٍ ح، وَحَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: ثنا ابْنُ عُلَيَّةَ، قَالَ: ثنا حُمَيْدٌ، قَالَ: قَالَ مُوسَى بْنُ أَنَسٍ لِأَنَسٍ وَنَحْنُ عِنْدَهُ: يَا أَبَا حَمْزَةَ، إِنَّ الْحَجَّاجَ خَطَبَنَا بِالْأَهْوَازِ وَنَحْنُ مَعَهُ، فَذَكَرَ الطُّهُورَ، فَقَالَ: «اغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلِكُمْ» وَإِنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ مِنِ ابْنِ آدَمَ أَقْرَبَ إِلَى خَبَثِهِ مِنْ قَدَمَيْهِ، فَاغْسِلُوا بُطُونَهُمَا وَظُهُورَهُمَا وَعَرَاقِيبَهُمَا». فَقَالَ أَنَسٌ: صَدَقَ اللَّهُ وَكَذَبَ الْحَجَّاجُ، قَالَ اللَّهُ: ﴿وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلِكُمْ﴾ قَالَ: «وَكَانَ أَنَسٌ إِذَا مَسَحَ قَدَمَيْهِ بَلَّهُمَا»
٨ / ١٩٥
حَدَّثَنَا ابْنُ سَهْلٍ، قَالَ: ثنا مُؤَمَّلٌ، قَالَ: ثنا حَمَّادٌ، قَالَ: ثنا عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: «نَزَلَ الْقُرْآنُ بِالْمَسْحِ، وَالسُّنَّةُ الْغُسْلُ»
٨ / ١٩٥
حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثنا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَنَسٍ، قَالَ: خَطَبَ الْحَجَّاجُ، فَقَالَ: اغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ ظُهُورَهُمَا وَبُطُونَهُمَا وَعَرَاقِيبَهُمَا، فَإِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى إِلَى خَبَثِكُمْ. قَالَ أَنَسٌ: صَدَقَ اللَّهُ وَكَذَبَ الْحَجَّاجُ، قَالَ اللَّهُ: «وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلِكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ»
٨ / ١٩٥
حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ، قَالَ: ثنا ابْنُ عُلَيَّةَ، قَالَ: ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ الْعَتَكِيُّ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: «لَيْسَ عَلَى الرِّجْلَيْنِ غُسْلٌ، إِنَّمَا نَزَلَ فِيهِمَا الْمَسْحُ»
٨ / ١٩٦
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا هَارُونُ، عَنْ عَنبَسَةَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، قَالَ: «امْسَحْ عَلَى رَأْسِكَ وَقَدَمَيْكَ»
٨ / ١٩٦
حَدَّثَنِي أَبُو السَّائِبِ، قَالَ: ثنا ابْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: نَزَلَ جِبْرِيلُ بِالْمَسْحِ. قَالَ: ثُمَّ قَالَ الشَّعْبِيُّ: «أَلَا تَرَى أَنَّ التَّيَمُّمَ أَنْ يُمْسَحَ مَا كَانَ غُسْلًا وَيُلْغَى مَا كَانَ مَسْحًا»
٨ / ١٩٦
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا جَرِيرٌ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: «أُمِرَ بِالتَّيَمُّمِ فِيمَا أُمِرَ بِهِ بِالْغُسْلِ»
٨ / ١٩٦
حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ، قَالَ: ثنا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ دَاوُدَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، أَنَّهُ قَالَ: “إِنَّمَا هُوَ الْمَسْحُ عَلَى الرِّجْلَيْنِ، أَلَا تَرَى أَنَّهُ مَا كَانَ عَلَيْهِ الْغُسْلُ جُعِلَ عَلَيْهِ الْمَسْحُ، وَمَا كَانَ عَلَيْهِ الْمَسْحُ أُهْمِلَ؟
٨ / ١٩٦
حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى قَالَ: ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ، قَالَ: ثنا دَاوُدُ، عَنْ عَامِرٍ أَنَّهُ قَالَ: «أَمَرَ أَنْ يُمْسَحَ فِي التَّيَمُّمِ مَا أَمْرَ أَنْ يُغْسَلَ فِي الْوُضُوءِ، وَأَبْطَلَ مَا أَمَرَ أَنْ يُمْسَحَ فِي الْوُضُوءِ الرَّأْسُ وَالرِّجْلَانِ»
٨ / ١٩٦
حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى قَالَ: ثنا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ دَاوُدَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: «أَمَرَ أَنْ يُمْسَحَ بِالصَّعِيدِ فِي التَّيَمُّمِ مَا أَمَرَ أَنْ يُغْسَلَ بِالْمَاءِ، وَأَهْمَلَ مَا أَمَرَ أَنْ يُمْسَحَ بِالْمَاءِ»
٨ / ١٩٦
حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي زِيَادٍ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ قَالَ: ثنا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: قُلْتُ لِعَامِرٍ: إِنَّ نَاسًا يَقُولُونَ: إِنَّ جِبْرِيلَ ﷺ نَزَلَ بِغُسْلِ الرَّجُلَيْنِ، فَقَالَ: «نَزَلَ جِبْرِيلُ بِالْمَسْحِ»
٨ / ١٩٧
حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ الْوَاسِطِيُّ إِسْحَاقُ بْنُ شَاهِينَ، قَالَ: ثنا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ يُونُسَ، قَالَ: ثني مَنْ صَحِبَ عِكْرِمَةَ إِلَى وَاسِطَ، قَالَ: «فَمَا رَأَيْتُهُ غَسَلَ رِجْلَيْهِ، إِنَّمَا يَمْسَحُ عَلَيْهِمَا حَتَّى خَرَجَ مِنْهَا»
٨ / ١٩٧
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلُهُ: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلِكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ» افْتَرَضَ اللَّهُ غُسْلَيْنِ وَمَسْحَتَيْنِ “
٨ / ١٩٧
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، وَابْنُ وَكِيعٍ، قَالَا: ثنا جَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ وَثَّابٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ، أَنَّهُ قَرَأَ: «(وَأَرْجُلِكُمْ)» مَخْفُوضَةَ اللَّامِ ” حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، وَابْنُ وَكِيعٍ، قَالَا: ثنا جَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، مِثْلَهُ
٨ / ١٩٧
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثنا أَبُو الْحُسَيْنِ الْعُكْلِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْوَارِثِ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأَ: «وَأَرْجُلِكُمْ»
٨ / ١٩٧
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا جَابِرُ بْنُ نُوحٍ، قَالَ: ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، ⦗١٩٨⦘ قَالَ: كَانَ الشَّعْبِيُّ يَقْرَأُ: «وَأَرْجُلِكُمْ» بِالْخَفْضِ “
٨ / ١٩٧
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثنا أَبِي، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ غَالِبٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، أَنَّهُ قَرَأَ: «وَأَرْجُلِكُمْ» بِالْخَفْضِ “
٨ / ١٩٨
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثنا أَبِي، عَنْ سَلَمَةَ، عَنِ الضَّحَّاكِ، أَنَّهُ قَرَأَ «وَأَرْجُلِكُمْ» بِالْكَسْرِ ” وَالصَّوَابُ مِنَ الْقَوْلِ عِنْدَنَا فِي ذَلِكَ، أَنَّ اللَّهَ أَمَرَ بِعُمُومِ مَسْحِ الرِّجْلَيْنِ بِالْمَاءِ فِي الْوُضُوءِ، كَمَا أَمَرَ بِعُمُومِ مَسْحِ الْوَجْهِ بِالتُّرَابِ فِي التَّيَمُّمِ، وَإِذَا فَعَلَ ذَلِكَ بِهِمَا الْمُتَوَضِّئُ كَانَ مُسْتَحِقًّا اسْمَ مَاسِحٍ غَاسِلٍ، لِأَنَّ غُسْلَهُمَا إِمْرَارُ الْمَاءِ عَلَيْهِمَا أَوْ إِصَابَتُهُمَا بِالْمَاءِ. ومَسْحُهُمَا: إِمْرَارُ الْيَدِ أَوْ مَا قَامَ مَقَامَ الْيَدِ عَلَيْهِمَا. فَإِذَا فَعَلَ ذَلِكَ بِهِمَا فَاعِلٌ فَهُوَ غَاسِلٌ مَاسِحٌ، وَلِذَلِكَ، مِنَ احْتِمَالِ الْمَسْحِ الْمَعْنَيَيْنِ اللَّذَيْنِ وَصَفْتُ مِنَ الْعُمُومِ وَالْخُصُوصِ اللَّذَيْنِ أَحَدُهُمَا مَسْحٌ بِبَعْضٍ وَالْآخَرُ مَسْحٌ بِالْجَمِيعِ، اخْتَلَفَتْ قِرَاءَةُ الْقُرَّاءَ فِي قَوْلِهِ: ﴿وَأَرْجُلَكُمْ﴾ [المائدة: ٦] فَنَصَبَهَا بَعْضُهُمْ تَوْجِيهًا مِنْهُ ذَلِكَ إِلَى أَنَّ الْفَرْضَ فِيهِمَا الْغُسْلُ وَإِنْكَارًا مِنْهُ الْمَسْحَ عَلَيْهِمَا مَعَ تَظَاهُرِ الْأَخْبَارِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ بِعُمُومِ مَسْحِهِمَا بِالْمَاءِ، وَخَفَضَهَا بَعْضُهُمْ تَوْجِيهًا مِنْهُ ذَلِكَ إِلَى أَنَّ الْفَرْضَ فِيهِمَا الْمَسْحُ. ولِمَا قُلْنَا فِي تَأْوِيلِ ذَلِكَ إِنَّهُ مَعْنِيٌّ بِهِ عُمُومُ مَسْحِ الرِّجْلَيْنِ بِالْمَاءِ كَرِهَ مَنْ كَرِهَ لِلْمُتَوَضِّئِ الاجْتِزَاءَ بِإِدْخَالِ رِجْلَيْهِ فِي الْمَاءِ دُونَ مَسْحِهِمَا بِيَدِهِ، أَوْ بِمَا قَامَ مَقَامَ الْيَدِ تَوْجِيهًا مِنْهُ قَوْلَهُ: ﴿«وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلِكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ»﴾ إِلَى مَسْحِ
٨ / ١٩٨
جَمِيعِهِمَا عَامًّا بِالْيَدِ، أَوْ بِمَا قَامَ مَقَامَ الْيَدِ دُونَ بَعْضِهِمَا مَعَ غُسْلِهَمَا بِالْمَاءِ. كَمَا:
٨ / ١٩٩
حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، قَالَ: ثنا نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وَعَنِ الْأَحْوَلِ، عَنْ طَاوُسٍ: أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ الرَّجُلِ، يَتَوَضَّأُ وَيُدْخِلُ رِجْلَيْهِ فِي الْمَاءِ، قَالَ: مَا أَعُدُّ ذَلِكَ طَائِلًا. وَأَجَازَ ذَلِكَ مَنْ أَجَازَ تَوْجِيهَهُ مِنْهُ إِلَى أَنَّهُ مَعْنِيٌّ بِهِ الْغُسْلُ. كَمَا:
٨ / ١٩٩
حَدَّثَنِي أَبُو السَّائِبِ، قَالَ: ثنا ابْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: سَمِعْتُ هِشَامًا، يَذْكُرُ عَنِ الْحَسَنِ، فِي الرَّجُلِ يَتَوَضَّأُ فِي السَّفِينَةِ، قَالَ: «لَا بَأْسَ أَنْ يَغْمِسَ رِجْلَيْهِ غَمْسًا»
٨ / ١٩٩
حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: ثنا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو حُرَّةَ، عَنِ الْحَسَنِ، فِي الرَّجُلِ إِذَا تَوَضَّأَ عَلَى حَرْفِ السَّفِينَةِ، قَالَ: «يُخَضْخِضُ قَدَمَيْهِ فِي الْمَاءِ» فَإِذَا كَانَ فِي الْمَسْحِ الْمَعْنَيَانِ اللَّذَانِ وَصَفْنَا مِنْ عُمُومِ الرِّجْلَيْنِ بِالْمَاءِ، وَخُصُوصُ بَعْضِهِمَا بِهِ، وَكَانَ صَحِيحًا بِالْأَدِلَّةِ الدَّالَّةِ الَّتِي سَنَذْكُرُهَا بَعْدُ أَنَّ مُرَادَ اللَّهِ مِنْ مَسْحِهِمَا الْعُمُومُ، وَكَانَ لِعُمُومِهِمَا بِذَلِكَ مَعْنَى الْغُسْلِ وَالْمَسْحِ؛ فَبَيَّنَ صَوَابَ
٨ / ١٩٩
الْقِرَاءَتَيْنِ جَمِيعًا، أَعْنِي النَّصَبَ فِي الْأَرْجِلِ وَالْخَفْضَ، لِأَنَّ فِي عُمُومِ الرِّجْلَيْنِ بَمَسْحِهِمَا بِالْمَاءِ غُسْلَهُمَا، وَفِي إِمْرَارِ الْيَدِ وَمَا قَامَ مَقَامَ الْيَدِ عَلَيْهِمَا مَسْحُهُمَا، فَوَجْهُ صَوَابِ قِرَاءَةِ مَنْ قَرَأَ ذَلِكَ نَصَبًا لِمَا فِي ذَلِكَ مِنْ مَعْنَى عُمُومِهِمَا بِإِمْرَارِ الْمَاءِ عَلَيْهِمَا. وَوَجْهُ صَوَابِ قِرَاءَةِ مَنْ قَرَأَهُ خَفْضًا لِمَا فِي ذَلِكَ مِنْ إِمْرَارِ الْيَدِ عَلَيْهِمَا، أَوْ مَا قَامَ مَقَامَ الْيَدِ مَسْحًا بِهِمَا. غَيْرَ أَنَّ ذَلِكَ وَإِنْ كَانَ كَذَلِكَ وَكَانَتِ الْقِرَاءَتَانِ كِلْتَاهُمَا حَسَنًا صَوَابًا، فَأَعْجَبُ الْقِرَاءَتَيْنِ إِلَيَّ أَنْ أَقْرَأَهَا قِرَاءَةُ مَنْ قَرَأَ ذَلِكَ خَفْضًا لِمَا وَصَفْتُ مِنْ جَمْعِ الْمَسْحِ الْمَعْنَيَيْنِ اللَّذَيْنِ وَصَفْتُ، وَلِأَنَّهُ بَعْدَ قَوْلِهِ: ﴿وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ﴾ فَالْعَطْفُ بِهِ عَلَى الرُّءُوسِ مَعَ قُرْبِهِ مِنْهُ أَوْلَى مِنَ الْعَطْفِ بِهِ عَلَى الْأَيْدِي، وَقَدْ حِيلَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا بِقَوْلِهِ: ﴿وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ﴾ . فَإِنْ قَالَ قَائِلٌ: وَمَا الدَّلِيلُ عَلَى أَنَّ الْمُرَادَ بِالْمَسْحِ فِي الرِّجْلَيْنِ الْعُمُومُ دُونَ أَنْ يَكُونَ خُصُوصًا نَظِيرَ قَوْلِكَ فِي الْمَسْحِ بِالرَّأْسِ؟ قِيلَ: الدَّلِيلُ عَلَى ذَلِكَ تَظَاهُرُ الْأَخْبَارِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ أَنَّهُ قَالَ: «وَيْلٌ لِلْأَعْقَابِ وَبُطُونِ الْأَقْدَامِ مِنَ النَّارِ»، وَلَوْ كَانَ مَسْحُ بَعْضِ الْقَدَمِ مُجْزِيًا عَنْ عُمُومِهَا بِذَلِكَ لَمَا كَانَ لَهَا الْوَيْلُ بِتَرْكِ مَا تُرِكَ مَسْحُهُ مِنْهَا بِالْمَاءِ بَعْدَ أَنْ يَمْسَحَ بَعْضَهَا، لِأَنَّ مَنْ أَدَّى فَرْضَ اللَّهِ عَلَيْهِ فِيمَا لَزِمَهُ غُسْلَهُ مِنْهَا لَمْ يَسْتَحِقَّ الْوَيْلَ، بَلْ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ لَهُ الثَّوَابُ الْجَزِيلُ، فَوُجُوبُ الْوَيْلِ لِعَقِبِ تَارِكِ غُسْلِ عَقِبِهِ فِي وَضُوئِهِ، أَوْضَحُ الدَّلِيلِ عَلَى وُجُوبِ فَرْضِ الْعُمُومِ بِمَسْحِ جَمِيعِ الْقَدَمِ بِالْمَاءِ، وَصِحَّةِ مَا قُلْنَا فِي ذَلِكَ وَفَسَادِ مَا خَالَفَهُ