مَكِّيَّةٌ وَآيَاتُهَا تِسْعٌ وَعِشْرُونَ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
٢٤ / ١٢٨
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ﴾ [التكوير: ٢] اخْتَلَفَ أَهْلُ الْتَأْوِيلِ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ: ﴿إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ﴾ [التكوير: ١] فَقَالَ بَعْضُهُمْ: مَعْنَى ذَلِكَ: إِذَا الشَّمْسُ ذَهَبَ ضَوْءُهَا
٢٤ / ١٢٨
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَرِيقِ، قَالَ: ثنا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، قَالَ: ثني أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، قَالَ: سِتُّ آيَاتٍ قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ: بَيْنَا النَّاسُ فِي أَسْوَاقِهِمْ، إِذْ ذَهَبَ ضَوْءُ الشَّمْسِ، فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ، إِذْ تَنَاثَرَتِ النُّجُومُ، فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ، إِذْ وَقَعَتِ الْجِبَالُ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ، فَتَحَرَّكَتْ وَاضْطَرَبَتْ وَاحْتَرَقَتْ، وَفَزِعَتِ الْجِنُّ إِلَى الْإِنْسِ، وَالْإِنْسُ إِلَى الْجِنِّ، وَاخْتَلَطَتِ الدَّوَابُّ وَالطَّيْرُ وَالْوَحْشُ، وَمَاجُوا بَعْضُهُمْ فِي بَعْضِ ﴿وَإِذَا الْوحُوشُ حُشِرَتْ﴾ [التكوير: ٥] قَالَ: اخْتَلَطَتْ ﴿وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ﴾ [التكوير: ٤] قَالَ: أَهْمَلَهَا أَهْلُهَا ﴿وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ﴾ [التكوير: ٦] قَالَ: قَالَتِ الْجِنُّ لِلْإِنْسُ: نَحْنُ نَأْتِيكُمْ بِالْخَبَرِ؛ قَالَ: فَانْطَلَقُوا إِلَى الْبِحَارِ، فَإِذَا هِيَ نَارٌ تَأَجَّجُ؛ قَالَ: فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ تَصَدَّعَتِ الْأَرْضُ صَدْعَةً وَاحِدَةً، إِلَى الْأَرْضِ السَّابِعَةِ السُّفْلَى، وَإِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ الْعُلْيَا؛ قَالَ: فَبَيْنَمَا هُمْ ⦗١٢٩⦘ كَذَلِكَ إِذْ جَاءَتْهُمُ الرِّيحُ فَأَمَاتَتْهُمْ
٢٤ / ١٢٨
حَدَّثَنِي عَلِيٌّ، قَالَ: ثنا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: ثني مُعَاوِيَةُ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَوْلُهُ: ﴿إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ﴾ [التكوير: ١] يَقُولُ: أَظْلَمَتْ
٢٤ / ١٢٩
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: ثني أَبِي، قَالَ: ثني عَمِّي، قَالَ: ثني أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَوْلُهُ ﴿إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ﴾ [التكوير: ١] يَعْنِي: ذَهَبَتْ
٢٤ / ١٢٩
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُمَارَةَ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي يَحْيَى، عَنْ مُجَاهِدٍ، ﴿إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ﴾ [التكوير: ١] قَالَ: اضْمَحَلَّتْ وَذَهَبَتْ
٢٤ / ١٢٩
حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ، وَابْنُ الْمُثَنَّى، قَالَا: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: ثنا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، فِي قَوْلِهِ: ﴿إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ﴾ [التكوير: ١] قَالَ: ذَهَبَ ضَوْءُهَا ⦗١٣٠⦘ فَلَا ضَوْءَ لَهَا
٢٤ / ١٢٩
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا يَعْقُوبُ الْقُمِّيُّ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ سَعِيدٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ﴾ [التكوير: ١] قَالَ: غُوِّرَتْ، وَهِيَ بِالْفَارِسِيَّةِ، كَوَّرَ تَكَوَّرُ
٢٤ / ١٣٠
حُدِّثْتُ عَنِ الْحُسَيْنِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُعَاذٍ، يَقُولُ: ثنا عُبَيْدٌ، قَالَ: سَمِعْتُ الضَّحَّاكَ، يَقُولُ، فِي قَوْلِهِ: ﴿إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ﴾ [التكوير: ١] أَمَّا تَكْوِيرُ الشَّمْسِ: فَذَهَابُهَا
٢٤ / ١٣٠
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا ابْنُ يَمَانٍ، عَنْ أَشْعَثَ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ سَعِيدٍ، فِي قَوْلِهِ ﴿إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ﴾ [التكوير: ١] قَالَ: كُوِّرَتْ كَوْرًا بِالْفَارِسِيَّةِ وَقَالَ آخَرُونَ: مَعْنَى ذَلِكَ: رُمِيَ بِهَا
٢٤ / ١٣٠
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا عَثَّامُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ﴾ [التكوير: ١] قَالَ: نُكِّسَتْ ⦗١٣١⦘ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَسْرُوقِيُّ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، قَالَ: ثنا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ مِثْلَهُ
٢٤ / ١٣٠
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: ثنا بَدَلُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، قَالَ: ثنا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ إِسْمَاعِيلَ، سَمِعَ أَبَا صَالِحٍ، فِي قَوْلِهِ ﴿إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ﴾ [التكوير: ١] قَالَ: أُلْقِيَتْ
٢٤ / ١٣١
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي يَعْلَى، عَنْ رَبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ، ﴿إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ﴾ [التكوير: ١] قَالَ: رُمِيَ بِهَا حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا مِهْرَانُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي يَعْلَى، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ، مِثْلَهُ وَالصَّوَابُ مِنَ الْقَوْلِ فِي ذَلِكَ عِنْدَنَا: أَنْ يُقَالَ ﴿كُوِّرَتْ﴾ [التكوير: ١] كَمَا قَالَ اللَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ وَالتَّكْوِيرُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ: جَمْعُ بَعْضِ الشَّيْءِ إِلَى بَعْضٍ، وَذَلِكَ كَتَكْوِيرِ الْعِمَامَةِ، وَهُوَ لَفُّهَا عَلَى الرَّأْسِ، وَكَتَكْوِيِرِ الْكَارِهِ، وَهِيَ جَمْعُ الثِّيَابِ بَعْضِهَا إِلَى بَعْضٍ، وَلَفُّهَا، وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ: ﴿إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ﴾ [التكوير: ١] إِنَّمَا مَعْنَاهُ: جَمْعُ بَعْضِهَا إِلَى بَعْضٍ، ثُمَّ لُفَّتْ فَرُمِيَ بِهَا، وَإِذَا فُعِلَ ذَلِكَ بِهَا ذَهَبَ ضَوْءُهَا. فَعَلَى الْتَأْوِيلِ الَّذِي تَأَوَّلْنَاهُ لِكِلَا الْقَوْلَيْنِ اللَّذَيْنِ ذَكَرْتُ عَنْ أَهْلِ الْتَأْوِيلِ وَجْهٌ صَحِيحٌ، وَذَلِكَ أَنَّهَا إِذَا كُوِّرَتْ وَرُمِيَ بِهَا، ذَهَبَ ضَوْءُهَا
٢٤ / ١٣١
وَقَوْلُهُ: ﴿وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ﴾ [التكوير: ٢] يَقُولُ: وَإِذَا النُّجُومُ تَنَاثَرَتْ مِنَ السَّمَاءِ فَتَسَاقَطَتْ، وَأَصْلُ الِانْكِدَارِ: الِانْصِبَابُ، كَمَا قَالَ الْعَجَّاجُ:
[البحر الرجز] أَبْصَرَ خِرْبَانَ فَضَاءٍ فَانْكَدَرْ
يَعْنِي بِقَوْلِهِ: انْكَدَرَ: انْصَبَّ
[البحر الرجز] أَبْصَرَ خِرْبَانَ فَضَاءٍ فَانْكَدَرْ
يَعْنِي بِقَوْلِهِ: انْكَدَرَ: انْصَبَّ
٢٤ / ١٣٢
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي يَعْلَى، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ، ﴿وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ﴾ [التكوير: ٢] قَالَ: تَنَاثَرَتْ حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا مِهْرَانُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي يَعْلَى، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ، مِثْلَهُ
٢٤ / ١٣٢
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُمَارَةَ، قَالَ: ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، ﴿وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ﴾ [التكوير: ٢] قَالَ: تَنَاثَرَتْ
٢٤ / ١٣٢
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَسْرُوقِيُّ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، قَالَ: ثنا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، فِي قَوْلِهِ ﴿وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ﴾ [التكوير: ٢] قَالَ: انْتَثَرَتْ
٢٤ / ١٣٢
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، ﴿وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ﴾ [التكوير: ٢] قَالَ: تَسَاقَطَتْ وَتَهَافَتَتْ
٢٤ / ١٣٣
حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ﴾ [التكوير: ٢] قَالَ: رُمِيَ بِهَا مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ وَقَالَ آخَرُونَ: انْكَدَرَتْ: تَغَيَّرَتْ
٢٤ / ١٣٣
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي عَلِيٌّ، قَالَ: ثنا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: ثني مُعَاوِيَةُ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، ﴿وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ﴾ [التكوير: ٢] يَقُولُ: تَغَيَّرَتْ
٢٤ / ١٣٣
وَقَوْلُهُ: ﴿وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ﴾ [التكوير: ٣] يَقُولُ: وَإِذَا الْجِبَالُ سَيَّرَهَا اللَّهُ، فَكَانَتْ سَرَابًا، وَهَبَاءً مُنْبَثًّا وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ الْتَأْوِيلِ
٢٤ / ١٣٣
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُمَارَةَ، قَالَ: ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي يَحْيَى، عَنْ مُجَاهِدٍ، ﴿وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ﴾ [التكوير: ٣] قَالَ: ذَهَبَتْ
٢٤ / ١٣٣
قَوْلُهُ: ﴿وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ﴾ [التكوير: ٤] وَالْعِشَارُ: جَمْعُ عُشَرَاءَ، وَهِيَ الَّتِي قَدْ أَتَى عَلَيْهَا عَشَرَةُ أَشْهُرٍ مِنْ حَمْلِهَا. يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: وَإِذَا هَذِهِ الْحَوَامِلُ الَّتِي يَتَنَافَسُ أَهْلُهَا فِيهَا أُهْمِلَتْ فَتُرِكَتْ، مِنْ شِدَّةِ الْهَوْلِ النَّازِلِ بِهِمْ، فَكَيْفَ بِغَيْرِهَا وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ الْتَأْوِيلِ
٢٤ / ١٣٤
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحُرَيْثِ، قَالَ: ثنا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، قَالَ: ثني أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ ﴿وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ﴾ [التكوير: ٤] قَالَ: إِذَا أَهْمَلَهَا أَهْلُهَا
٢٤ / ١٣٤
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي يَعْلَى، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ، ﴿وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ﴾ [التكوير: ٤] قَالَ: خَلَا مِنْهُ أَهْلُهَا لَمْ تُحْلَبْ وَلَمْ تُصَرَّ
٢٤ / ١٣٤
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا مِهْرَانُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي يَعْلَى، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ ﴿وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ﴾ [التكوير: ٤] قَالَ: لَمْ تُحْلَبْ وَلَمْ تُصَرَّ، وَتَخَلَّى مِنْهَا أَرْبَابُهَا
٢٤ / ١٣٤
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُمَارَةَ، قَالَ: ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي يَحْيَى، عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي قَوْلِ اللَّهِ: ﴿وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ﴾ [التكوير: ٤] قَالَ: سُيِّبَتْ: تُرِكَتْ
٢٤ / ١٣٥
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: ثنا عِيسَى، وَحَدَّثَنِي الْحَارِثُ، قَالَ: ثنا الْحَسَنُ، قَالَ: ثنا وَرْقَاءُ، جَمِيعًا عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي قَوْلِ اللَّهِ: ﴿وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ﴾ [التكوير: ٤] قَالَ: عِشَارُ الْإِبِلِ
٢٤ / ١٣٥
حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثنا هَوْذَةُ، قَالَ: ثنا عَوْفٌ، عَنِ الْحَسَنِ، ﴿وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ﴾ [التكوير: ٤] قَالَ: سَيَّبَهَا أَهْلُهَا فَلَمْ تُصَرَّ، وَلَمْ تُحْلَبْ، وَلَمْ يَكُنْ فِي الدُّنْيَا مَالٌ أَعْجَبَ إِلَيْهِمْ مِنْهَا
٢٤ / ١٣٥
حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: ثنا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، ﴿وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ﴾ [التكوير: ٤] قَالَ: عِشَارُ الْإِبِلِ سُيِّبَتْ
٢٤ / ١٣٥
حُدِّثْتُ عَنِ الْحُسَيْنِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُعَاذٍ، يَقُولُ: ثنا عُبَيْدٌ، قَالَ: سَمِعْتُ الضَّحَّاكَ، يَقُولُ فِي قَوْلِهِ: ﴿وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ﴾ [التكوير: ٤] يَقُولُ: لَا رَاعِيَ لَهَا
٢٤ / ١٣٥
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ﴾ اخْتَلَفَ أَهْلُ الْتَأْوِيلِ فِي مَعْنَى قَوْلِهِ: ﴿وَإِذَا الْوحُوشُ حُشِرَتْ﴾ [التكوير: ٥] فَقَالَ ⦗١٣٦⦘ بَعْضُهُمْ: مَعْنَى ذَلِكَ: مَاتَتْ
٢٤ / ١٣٥
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ مُسْلِمٍ الطُّوسِيُّ، قَالَ: ثنا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حُصَيْنٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِ اللَّهِ: ﴿وَإِذَا الْوحُوشُ حُشِرَتْ﴾ [التكوير: ٥] قَالَ: حَشْرُ الْبَهَائِمِ: مَوْتُهَا، وَحَشْرُ كُلِّ شَيْءٍ: الْمَوْتُ، غَيْرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ، فَإِنَّهُمَا يُوقَفَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
٢٤ / ١٣٦
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي يَعْلَى، عَنْ رَبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ ﴿وَإِذَا الْوحُوشُ حُشِرَتْ﴾ [التكوير: ٥] قَالَ: أَتَى عَلَيْهَا أَمْرُ اللَّهِ قَالَ سُفْيَانُ، قَالَ أَبِي، فَذَكَرْتُهُ لِعِكْرِمَةَ، فَقَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: حَشْرُهَا: مَوْتُهَا حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا مِهْرَانُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي يَعْلَى، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ، بِنَحْوِهِ وَقَالَ آخَرُونَ: بَلْ مَعْنَى ذَلِكَ: وَإِذَا الْوحُوشُ اخْتَلَطَتْ
٢٤ / ١٣٦
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ حُرَيْثٍ، قَالَ: ثنا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ، ⦗١٣٧⦘ عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، قَالَ: ثني أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ ﴿وَإِذَا الْوحُوشُ حُشِرَتْ﴾ [التكوير: ٥] قَالَ: اخْتَلَطَتْ وَقَالَ آخَرُونَ: بَلْ مَعْنَى ذَلِكَ: جُمِعَتْ
٢٤ / ١٣٦
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، ﴿وَإِذَا الْوحُوشُ حُشِرَتْ﴾ [التكوير: ٥] إِنَّ هَذِهِ الْخَلَائِقَ مُوَافِيَةٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيَقْضِي اللَّهُ فِيهَا مَا يَشَاءُ وَأَوْلَى الْأَقْوَالِ فِي ذَلِكَ بِالصَّوَابِ قَوْلُ مَنْ قَالَ: مَعْنَى حُشِرَتْ: جُمِعَتْ، فَأُمِيتَتْ لِأَنَّ الْمَعْرُوفَ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ مِنْ مَعْنَى الْحَشْرِ: الْجَمْعُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ اللَّهِ ﴿وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً﴾ [ص: ١٩] يَعْنِي: مَجْمُوعَةً. وَقَوْلُهُ: ﴿فَحَشَرَ فَنَادَى﴾ [النازعات: ٢٣] وَإِنَّمَا يُحْمَلُ تَأْوِيلُ الْقُرْآنِ عَلَى الْأَغْلَبِ الظَّاهِرِ مِنْ تَأْوِيلِهِ، لَا عَلَى الْأَنْكَرِ الْمَجْهُولِ
٢٤ / ١٣٧
وَقَوْلُهُ: ﴿وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ﴾ [التكوير: ٦] اخْتَلَفَتْ أَهْلُ الْتَأْوِيلِ فِي مَعْنَى ذَلِكَ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: مَعْنَى ذَلِكَ: وَإِذَا الْبِحَارُ اشْتَعَلَتْ نَارًا وَحُمِيَتْ
٢٤ / ١٣٧
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ حُرَيْثٍ، قَالَ: ثنا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، قَالَ: ثني أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ ﴿وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ﴾ [التكوير: ٦] قَالَ: قَالَتِ الْجِنُّ لِلْإِنْسِ: نَحْنُ نَأْتِيكُمْ بِالْخَبَرِ، فَانْطَلَقُوا إِلَى الْبِحَارِ، فَإِذَا هِيَ تَأَجَّجُ نَارًا
٢٤ / ١٣٧
حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ، قَالَ: ثنا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ دَاوُدَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ رضي الله عنه لِرَجُلٍ مِنَ الْيَهُودِ: أَيْنَ جَهَنَّمُ؟ فَقَالَ: الْبَحْرُ، فَقَالَ: مَا أُرَاهُ إِلَّا صَادِقًا ﴿وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ﴾ [الطور: ٦] (وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِرَتْ) مُخَفَّفَةً
٢٤ / ١٣٨
حَدَّثَنِي حَوْثَرَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمِنْقَرِيُّ، قَالَ: ثنا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ: ثنا مُجَالِدٌ، قَالَ: أَخْبَرَنِي شَيْخٌ، مِنْ بَجِيلَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ﴾ [التكوير: ١] قَالَ: كَوَّرَ اللَّهُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ فِي الْبَحْرِ، فَيَبْعَثُ عَلَيْهَا رِيحًا دَبُورًا، فَتَنْفُخُهُ حَتَّى يَصِيرَ نَارًا، فَذَلِكَ قَوْلُهُ: ﴿وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ﴾ [التكوير: ٦]
٢٤ / ١٣٨
حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ﴾ [التكوير: ٦] قَالَ: إِنَّهَا تُوقَدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، زَعَمُوا ذَلِكَ التَّسْجِيرَ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ
٢٤ / ١٣٨
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا يَعْقُوبُ، عَنْ حَفْصِ بْنِ حُمَيْدٍ، عَنْ شِمْرِ بْنِ عَطِيَّةَ، فِي قَوْلِهِ: ﴿وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ﴾ [الطور: ٦] قَالَ: بِمَنْزِلَةِ التَّنُّورِ الْمَسْجُورِ ﴿وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ﴾ [التكوير: ٦] مِثْلَهُ
٢٤ / ١٣٨
قَالَ: ثنا مِهْرَانُ، عَنْ سُفْيَانَ، ﴿وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ﴾ [التكوير: ٦] قَالَ: أُوقِدَتْ وَقَالَ آخَرُونَ: مَعْنَى ذَلِكَ: فَاضَتْ
٢٤ / ١٣٨
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي يَعْلَى، عَنْ رَبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ، ﴿وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ﴾ [التكوير: ٦] قَالَ: فَاضَتْ حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا مِهْرَانُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي يَعْلَى، عَنْ رَبِيعٍ، مِثْلَهُ
٢٤ / ١٣٩
حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: ثنا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الْكَلْبِيِّ، فِي قَوْلِهِ: ﴿وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ﴾ [التكوير: ٦] قَالَ: مُلِئَتْ، أَلَا تَرَى أَنَّهُ قَالَ: ﴿وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ﴾ [الطور: ٦]
٢٤ / ١٣٩
حُدِّثْتُ عَنِ الْحُسَيْنِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُعَاذٍ، يَقُولُ: ثنا عُبَيْدٌ، قَالَ: سَمِعْتُ الضَّحَّاكَ، يَقُولُ فِي قَوْلِهِ: ﴿وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ﴾ [التكوير: ٦] يَقُولُ: فُجِّرَتْ وَقَالَ آخَرُونَ: بَلْ عُنِيَ بِذَلِكَ أَنَّهُ ذَهَبَ مَاؤُهَا
٢٤ / ١٣٩
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، ﴿وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ﴾ [التكوير: ٦] قَالَ: ذَهَبَ مَاؤُهَا فَلَمْ يَبْقَ فِيهَا قَطْرَةٌ
٢٤ / ١٣٩
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: ثنا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ ﴿وَإِذَا ⦗١٤٠⦘ الْبِحَارُ سُجِّرَتْ﴾ [التكوير: ٦] قَالَ: غَارَ مَاؤُهَا فَذَهَبَ
٢٤ / ١٣٩
حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الذَّارِعُ، قَالَ: ثنا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْحُسَيْنِ، فِي هَذَا الْحَرْفِ ﴿وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ﴾ [التكوير: ٦] قَالَ: يَبِسَتْ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، قَالَ: ثنا أَبُو رَجَاءٍ، عَنِ الْحَسَنِ، بِمِثْلِهِ
٢٤ / ١٤٠
حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ، قَالَ: ثنا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، عَنِ الْحَسَنِ، فِي قَوْلِهِ: ﴿وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ﴾ [التكوير: ٦] قَالَ: يَبِسَتْ وَأَوْلَى الْأَقْوَالِ فِي ذَلِكَ بِالصَّوَابِ: قَوْلُ مَنْ قَالَ: مَعْنَى ذَلِكَ: مُلِئَتْ حَتَّى فَاضَتْ، فَانْفَجَرَتْ وَسَالَتْ كَمَا وَصَفَهَا اللَّهُ بِهِ فِي الْمَوْضِعِ الْآخَرِ، فَقَالَ: ﴿وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ﴾ [التكوير: ٦] وَالْعَرَبُ تَقُولُ لِلنَّهْرِ أَوْ لِلرَّكِيِّ الْمَمْلُوءِ: مَاءٌ مَسْجُورٌ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ لَبِيدٍ:
[البحر الكامل] فَتَوَسَّطَا عُرْضَ السَّرِيِّ وَصَدَّعَا … مَسْجُورَةً مُتَجَاوِرًا قُلَّامُهَا
وَيَعْنِي بِالْمَسْجُورَةِ: الْمَمْلُوءَةَ مَاءً وَاخْتَلَفَتِ الْقُرَّاءُ فِي قِرَاءَةِ ذَلِكَ، فَقَرَأَتْهُ عَامَّةُ قُرَّاءِ الْمَدِينَةِ وَالْكُوفَةِ: ﴿سُجِّرَتْ﴾ [التكوير: ٦]: ⦗١٤١⦘ بِتَشْدِيدِ الْجِيمِ. وَقَرَأَ ذَلِكَ بَعْضُ قُرَّاءِ الْبَصْرَةِ بِتَخْفِيفِ الْجِيمِ، وَالصَّوَابُ مِنَ الْقَوْلِ فِي ذَلِكَ أَنَّهُمَا قِرَاءَتَانِ مَعْرُوفَتَانِ مُتَقَارِبَتَا الْمَعْنَى، فَبِأَيَّتِهِمَا قَرَأَ الْقَارِئُ فَمُصِيبٌ
[البحر الكامل] فَتَوَسَّطَا عُرْضَ السَّرِيِّ وَصَدَّعَا … مَسْجُورَةً مُتَجَاوِرًا قُلَّامُهَا
وَيَعْنِي بِالْمَسْجُورَةِ: الْمَمْلُوءَةَ مَاءً وَاخْتَلَفَتِ الْقُرَّاءُ فِي قِرَاءَةِ ذَلِكَ، فَقَرَأَتْهُ عَامَّةُ قُرَّاءِ الْمَدِينَةِ وَالْكُوفَةِ: ﴿سُجِّرَتْ﴾ [التكوير: ٦]: ⦗١٤١⦘ بِتَشْدِيدِ الْجِيمِ. وَقَرَأَ ذَلِكَ بَعْضُ قُرَّاءِ الْبَصْرَةِ بِتَخْفِيفِ الْجِيمِ، وَالصَّوَابُ مِنَ الْقَوْلِ فِي ذَلِكَ أَنَّهُمَا قِرَاءَتَانِ مَعْرُوفَتَانِ مُتَقَارِبَتَا الْمَعْنَى، فَبِأَيَّتِهِمَا قَرَأَ الْقَارِئُ فَمُصِيبٌ
٢٤ / ١٤٠
وَقَوْلُهُ: ﴿وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ﴾ [التكوير: ٧] اخْتَلَفَ أَهْلُ الْتَأْوِيلِ فِي تَأْوِيلِهِ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: أُلْحِقَ كُلُّ إِنْسَانٍ بِشَكْلِهِ، وَقُرِنَ بَيْنَ الضُّرَبَاءِ وَالْأَمْثَالِ
٢٤ / ١٤١
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، عَنْ عُمَرَ، رِضَى اللَّهُ عَنْهُ ﴿وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ﴾ [التكوير: ٧] قَالَ: هُمَا الرَّجُلَانِ يَعْمَلَانِ الْعَمَلَ الْوَاحِدَ يَدْخُلَانِ بِهِ الْجَنَّةَ، وَيَدْخُلَانِ بِهِ النَّارَ
٢٤ / ١٤١
حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، رَضَى اللَّهُ عَنْهُ ﴿وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ﴾ [التكوير: ٧] قَالَ: هُمَا الرَّجُلَانِ يَعْمَلَانِ الْعَمَلَ، فَيَدْخُلَانِ بِهِ الْجَنَّةَ، وَقَالَ: ﴿احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ﴾ [الصافات: ٢٢] قَالَ: ضُرَبَاءَهُمْ
٢٤ / ١٤١
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا مِهْرَانُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، رِضَى اللَّهُ عَنْهُ ﴿وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ﴾ [التكوير: ٧] قَالَ: هُمَا الرَّجُلَانِ يَعْمَلَانِ الْعَمَلَ، يَدْخُلَانِ بِهِ الْجَنَّةَ أَوِ النَّارَ
٢٤ / ١٤١
حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: ثنا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، أَنَّهُ سَمِعَ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، وَهُوَ يَخْطُبُ، قَالَ: ﴿وَكُنْتُمْ أَزْوَاجًا ثَلَاثَةً فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ﴾ [الواقعة: ٨] ثُمَّ قَالَ: ﴿وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ﴾ [التكوير: ٧] قَالَ: أَزْوَاجٌ فِي الْجَنَّةِ، وَأَزْوَاجٌ فِي النَّارِ
٢٤ / ١٤٢
حَدَّثَنَا هَنَّادٌ، قَالَ: ثنا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، قَالَ: سُئِلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رِضَى اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ قَوْلِ اللَّهِ: ﴿وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ﴾ [التكوير: ٧] قَالَ: يُقْرَنُ بَيْنَ الرَّجُلِ الصَّالِحِ مَعَ الرَّجُلِ الصَّالِحِ فِي الْجَنَّةِ، وَبَيْنَ الرَّجُلِ السُّوءِ مَعَ الرَّجُلِ السُّوءِ فِي النَّارِ
٢٤ / ١٤٢
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفٍ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ الدُّولَابِيُّ، عَنِ الْوَلِيدِ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ، وَالنُّعْمَانِ عَنْ عُمَرَ، قَالَ: ﴿وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ﴾ [التكوير: ٧] قَالَ: الضُّرَبَاءُ كُلُّ رَجُلٍ مَعَ كُلِّ قَوْمٍ كَانُوا يَعْمَلُونَ عَمَلَهُ، وَذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ يَقُولُ: ﴿وَكُنْتُمْ أَزْوَاجًا ثَلَاثَةً فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ﴾ [الواقعة: ٨] قَالَ: هُمُ الضُّرَبَاءُ
٢٤ / ١٤٢
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: ثني أَبِي، قَالَ: ثني عَمِّي، قَالَ: ثني أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَوْلُهُ: ﴿وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ﴾ [التكوير: ٧] قَالَ: ذَلِكَ حِينَ يَكُونُ النَّاسُ أَزْوَاجًا ثَلَاثَةً
٢٤ / ١٤٣
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثنا هَوْذَةُ، قَالَ: ثنا عَوْفٌ، عَنِ الْحَسَنِ، فِي قَوْلِهِ: ﴿وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ﴾ [التكوير: ٧] قَالَ: أُلْحِقَ كُلُّ امْرِئٍ بِشِيعَتِهِ
٢٤ / ١٤٣
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: ثنا عِيسَى، وَحَدَّثَنِي الْحَارِثُ، قَالَ: ثنا الْحَسَنُ، قَالَ: ثنا وَرْقَاءُ، جَمِيعًا عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَوْلُهُ: ﴿وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ﴾ [التكوير: ٧] قَالَ: الْأَمْثَالُ مِنَ النَّاسِ جُمِعَ بَيْنَهُمْ
٢٤ / ١٤٣
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، ﴿وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ﴾ [التكوير: ٧] قَالَ: لَحِقَ كُلُّ إِنْسَانٍ بِشِيعَتِهِ، الْيَهُودُ بِالْيَهُودِ، وَالنَّصَارَى بِالنَّصَارَى
٢٤ / ١٤٣
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي يَعْلَى، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ، ﴿وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ﴾ [التكوير: ٧] قَالَ: يُحْشَرُ الْمَرْءُ مَعَ صَاحِبِ عَمَلِهِ
٢٤ / ١٤٣
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا مِهْرَانُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي يَعْلَى، عَنِ ⦗١٤٤⦘ الرَّبِيعِ: قَالَ: يَجِيءُ الْمَرْءُ مَعَ صَاحِبِ عَمَلِهِ وَقَالَ آخَرُونَ: بَلْ عُنِيَ بِذَلِكَ أَنَّ الْأَرْوَاحَ رُدَّتْ إِلَى الْأَجْسَادِ فَزُوِّجَتْ بِهَا: أَيْ جُعِلَتْ لَهَا زَوْجًا
٢٤ / ١٤٣
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: ثنا الْمُعْتَمِرُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ عِكْرِمَةَ، ﴿وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ﴾ [التكوير: ٧] قَالَ: الْأَرْوَاحُ تَرْجِعُ إِلَى الْأَجْسَادِ
٢٤ / ١٤٤
حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: ثنا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ دَاوُدَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، أَنَّهُ قَالَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ: ﴿وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ﴾ [التكوير: ٧] قَالَ: زُوِّجَتِ الْأَجْسَادُ فَرُدَّتِ الْأَرْوَاحُ فِي الْأَجْسَادِ
٢٤ / ١٤٤
حَدَّثَنِي عُبَيْدُ بْنُ أَسْبَاطِ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثنا أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ ﴿وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ﴾ [التكوير: ٧] قَالَ: رُدَّتِ الْأَرْوَاحُ فِي الْأَجْسَادِ حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ زُرَيْقٍ الطُّهَوِيُّ، قَالَ: ثنا أَسْبَاطٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، مِثْلَهُ
٢٤ / ١٤٤
حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ، قَالَ: ثنا ابْنُ عُلَيَّةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا دَاوُدُ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، فِي قَوْلِهِ: ﴿وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ﴾ [التكوير: ٧] قَالَ: زُوِّجَتِ الْأَرْوَاحُ الْأَجْسَادَ ⦗١٤٥⦘ وَأَوْلَى الْتَأْوِيلِ يْنِ فِي ذَلِكَ بِالصِّحَّةِ، الَّذِي تَأَوَّلَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رِضَى اللَّهُ عَنْهُ لِلْعِلَّةِ الَّتِي اعْتَلَّ بِهَا، وَذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى ذِكْرُهُ: ﴿وَكُنْتُمْ أَزْوَاجًا ثَلَاثَةً﴾ [الواقعة: ٧] وَقَوْلُهُ: ﴿احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ﴾ [الصافات: ٢٢] وَذَلِكَ لَا شَكَّ الْأَمْثَالُ وَالْأَشْكَالُ، فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ، وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ: ﴿وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ﴾ [التكوير: ٧] بِالْقُرَنَاءِ وَالْأَمْثَالِ فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ
٢٤ / ١٤٤
وَحَدَّثَنِي مَطَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الضَّبِّيُّ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ الْقَسْمَلِيُّ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، فِي قَوْلِهِ: ﴿إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ﴾ [التكوير: ١] قَالَ: سَيَأْتِي أَوَّلُهَا وَالنَّاسُ يَنْظُرُونَ، وَسَيَأْتِي آخِرُهَا إِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ
٢٤ / ١٤٥
وَقَوْلُهُ: ﴿وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ بِأَيْ ذَنْبٍ قُتِلَتْ﴾ اخْتَلَفَتِ الْقُرَّاءُ فِي قِرَاءَةِ ذَلِكَ، فَقَرَأَهُ أَبُو الضُّحَى مُسْلِمُ بْنُ صُبَيْحٍ: (وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سَأَلَتْ بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ) بِمَعْنَى: سَأَلَتِ الْمَوْءُودَةُ الْوَائِدِينَ: بِأَيِّ ذَنْبٍ قَتَلُوهَا
٢٤ / ١٤٥
ذِكْرُ الرِّوَايَةِ بِذَلِكَ: حَدَّثَنِي أَبُو السَّائِبِ، قَالَ: ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُسْلِمٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ﴾ قَالَ: طَلَبَتْ بِدِمَائِهَا
٢٤ / ١٤٥
حَدَّثَنَا سَوَّارُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعَنْبَرِيُّ، قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، قَالَ: قَالَ أَبُو الضُّحَى: (وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سَأَلَتْ) قَالَ: سَأَلَتْ قَتَلَتَهَا وَلَوْ قَرَأَ قَارِئٌ مِمَّنْ قَرَأَ (سَأَلَتْ): (بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلْتُ) كَانَ لَهُ وَجْهٌ، وَكَانَ يَكُونُ مَعْنَى ذَلِكَ مَعْنَى مَنْ قَرَأَ ﴿بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ﴾ [التكوير: ٩] غَيْرَ أَنَّهُ إِذَا كَانَ حِكَايَةً جَازَ فِيهِ الْوَجْهَانِ، كَمَا يُقَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: بِأَيِّ ذَنْبٍ ضُرِبَ؛ كَمَا قَالَ عَنْتَرَةُ:
[البحر الكامل] الشَّاتِمَيْ عِرْضِي وَلَمْ أَشْتُمْهُمَا … وَالنَّاذِرَيْنِ إِذَا لَقِيتُهُمَا دَمِي
وَذَلِكَ أَنَّهُمَا كَانَا يَقُولَانِ: إِذَا لَقِينَا عَنْتَرَةَ لَنَقْتُلَنَّهُ. فَحَكَى عَنْتَرَةُ قَوْلَهُمَا فِي شِعْرِهِ؛ وَكَذَلِكَ قَوْلُ الْآخَرِ:
[البحر الرجز] رَجُلَانِ مِنْ ضَبَّةَ أَخْبَرَانَا … إِنَّا رَأَيْنَا رَجُلًا عُرْيَانَا
بِمَعْنَى: أَخْبَرَانَا أَنَّهُمَا، وَلَكِنَّهُ جَرَى الْكَلَامُ عَلَى مَذْهَبِ الْحِكَايَةِ. وَقَرَأَ ذَلِكَ بَعْضُ عَامَّةِ قُرَّاءِ الْأَمْصَارِ: ﴿وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ﴾ بِمَعْنَى: سُئِلَتِ الْمَوْءُودَةُ بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ، وَمَعْنَى قُتِلَتْ: قُتِلَتْ، غَيْرَ أَنَّ ذَلِكَ رُدَّ إِلَى الْخَبَرِ عَلَى وَجْهِ الْحِكَايَةِ عَلَى نَحْوِ الْقَوْلِ الْمَاضِي قَبْلُ، وَقَدْ يَتَوَجَّهُ مَعْنَى
[البحر الكامل] الشَّاتِمَيْ عِرْضِي وَلَمْ أَشْتُمْهُمَا … وَالنَّاذِرَيْنِ إِذَا لَقِيتُهُمَا دَمِي
وَذَلِكَ أَنَّهُمَا كَانَا يَقُولَانِ: إِذَا لَقِينَا عَنْتَرَةَ لَنَقْتُلَنَّهُ. فَحَكَى عَنْتَرَةُ قَوْلَهُمَا فِي شِعْرِهِ؛ وَكَذَلِكَ قَوْلُ الْآخَرِ:
[البحر الرجز] رَجُلَانِ مِنْ ضَبَّةَ أَخْبَرَانَا … إِنَّا رَأَيْنَا رَجُلًا عُرْيَانَا
بِمَعْنَى: أَخْبَرَانَا أَنَّهُمَا، وَلَكِنَّهُ جَرَى الْكَلَامُ عَلَى مَذْهَبِ الْحِكَايَةِ. وَقَرَأَ ذَلِكَ بَعْضُ عَامَّةِ قُرَّاءِ الْأَمْصَارِ: ﴿وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ﴾ بِمَعْنَى: سُئِلَتِ الْمَوْءُودَةُ بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ، وَمَعْنَى قُتِلَتْ: قُتِلَتْ، غَيْرَ أَنَّ ذَلِكَ رُدَّ إِلَى الْخَبَرِ عَلَى وَجْهِ الْحِكَايَةِ عَلَى نَحْوِ الْقَوْلِ الْمَاضِي قَبْلُ، وَقَدْ يَتَوَجَّهُ مَعْنَى
٢٤ / ١٤٦
ذَلِكَ إِلَى أَنْ يَكُونَ: وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سَأَلَتْ قَتَلَتَهَا وَوَائِدُوهَا، بِأَيِّ ذَنْبٍ قَتَلُوهَا؟ ثُمَّ رُدَّ ذَلِكَ إِلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ، فَقِيلَ: بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ وَأَوْلَى الْقِرَاءَتَيْنِ فِي ذَلِكَ عِنْدَنَا بِالصَّوَابِ: قِرَاءَةُ مَنْ قَرَأَ ذَلِكَ ﴿سُئِلَتْ﴾ [التكوير: ٨] بِضَمِّ السِّينِ ﴿بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ﴾ [التكوير: ٩] عَلَى وَجْهِ الْخَبَرِ، لِإِجْمَاعِ الْحُجَّةِ مِنَ الْقُرَّاءِ عَلَيْهِ وَالْمَوْءُودَةُ: الْمَدْفُونَةُ حَيَّةً، وَكَذَلِكَ كَانَتِ الْعَرَبُ تَفْعَلُ بِبَنَاتِهَا؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الْفَرَزْدَقِ بْنِ غَالِبٍ:
[البحر الطويل] وَمِنَّا الَّذِي أَحْيَا الْوَئِيدَ وَغَائِبٌ … وَعَمْرٌو، وَمِنَّا حَامِلُونَ وَدَافِعُ
يُقَالَ: وَأَدَهُ فَهُوَ يَئِدُهُ وَأْدًا، وَوَأْدَةً وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ الْتَأْوِيلِ
[البحر الطويل] وَمِنَّا الَّذِي أَحْيَا الْوَئِيدَ وَغَائِبٌ … وَعَمْرٌو، وَمِنَّا حَامِلُونَ وَدَافِعُ
يُقَالَ: وَأَدَهُ فَهُوَ يَئِدُهُ وَأْدًا، وَوَأْدَةً وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ الْتَأْوِيلِ
٢٤ / ١٤٧
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، ﴿وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ﴾: هِيَ فِي بَعْضِ الْقِرَاءَاتِ: (سَأَلَتْ بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ) لَا بِذَنْبٍ، كَانَ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ يَقْتُلُ أَحَدُهُمُ ابْنَتَهُ، وَيَغْذُو كَلْبَهُ، فَعَابَ اللَّهُ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ
٢٤ / ١٤٧
حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: ثنا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: جَاءَ قَيْسُ بْنُ عَاصِمٍ التَّمِيمِيُّ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ فَقَالَ: إِنِّي وَأَدَتْ ثَمَانِيَ بَنَاتٍ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، قَالَ: «فَأَعْتِقْ عَنْ كُلِّ وَاحِدَةٍ بَدَنَةً»
٢٤ / ١٤٧
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا مِهْرَانُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي يَعْلَى، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ، ﴿وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ﴾ قَالَ: كَانَتِ الْعَرَبُ مِنْ أَفْعَلِ النَّاسِ لِذَلِكَ حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي يَعْلَى، عَنْ رَبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ بِمِثْلِهِ
٢٤ / ١٤٨
حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ هَبٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ﴾ قَالَ: الْبَنَاتُ الَّتِي كَانَتْ طَوَائِفُ الْعَرَبِ يَقْتُلُونَهُنَّ، وَقَرَأَ: ﴿بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ﴾ [التكوير: ٩]
٢٤ / ١٤٨
وَقَوْلُهُ: ﴿وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ﴾ [التكوير: ١٠] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: وَإِذَا صُحُفُ أَعْمَالِ الْعِبَادِ نُشِرَتْ لَهُمْ، بَعْدَ أَنْ كَانَتْ مَطْوِيَّةً عَلَى مَا فِيهَا مَكْتُوبٌ، مِنَ الْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ الْتَأْوِيلِ
٢٤ / ١٤٨
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلُهُ: ﴿وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ﴾ [التكوير: ١٠] صَحِيفَتُكَ يَا ابْنَ آدَمَ، تُمْلِي مَا فِيهَا، ثُمَّ تُطْوَى، ثُمَّ تُنْشَرُ عَلَيْكَ ⦗١٤٩⦘ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَاخْتَلَفَتِ الْقُرَّاءُ فِي قِرَاءَةِ ذَلِكَ، فَقَرَأَتْهُ عَامَّةُ قُرَّاءِ الْمَدِينَةِ ﴿نُشِرَتْ﴾ [التكوير: ١٠] بِتَخْفِيفِ الشِّينِ، وَكَذَلِكَ قَرَأَهُ أَيْضًا بَعْضُ الْكُوفِيِّينِ، وَقَرَأَ ذَلِكَ بَعْضُ قُرَّاءِ مَكَّةَ وَعَامَّةُ قُرَّاءِ الْكُوفَةِ بِتَشْدِيدِ الشِّينِ. وَاعْتَلَّ مَنِ اعْتَلَّ مِنْهُمْ لِقِرَاءَتِهِ ذَلِكَ كَذَلِكَ، بِقَوْلِ اللَّهِ: ﴿أَنْ يُؤْتَى صُحُفًا مُنَشَّرَةً﴾ [المدثر: ٥٢] وَلَمْ يَقُلْ مَنْشُورَةً، وَإِنَّمَا حَسُنَ التَّشْدِيدُ فِيهِ، لِأَنَّهُ خَبَرٌ عَنْ جَمَاعَةٍ، كَمَا يُقَالُ: هَذِهِ كِبَاشٌ مُذَبَّحَةٌ، وَلَوْ أَخْبَرَ عَنِ الْوَاحِدِ بِذَلِكَ كَانَتْ مُخَفَّفَةً، فَقِيلَ مَذْبُوحَةٌ، فَكَذَلِكَ قَوْلُهُ مَنْشُورَةٌ
٢٤ / ١٤٨
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا أَحْضَرَتْ فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ الْجَوَارِ الْكُنَّسِ﴾ [التكوير: ١٢] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: وَإِذَا السَّمَاءُ نُزِعَتْ وَجُذِبَتْ، ثُمَّ طُوِيَتْ وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ الْتَأْوِيلِ
٢٤ / ١٤٩
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: ثنا عِيسَى، وَحَدَّثَنِي الْحَارِثُ، قَالَ: ثنا الْحَسَنُ، قَالَ: ثنا وَرْقَاءُ، جَمِيعًا عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَوْلُهُ: ﴿كُشِطَتْ﴾ [التكوير: ١١] قَالَ: جُذِبَتْ ⦗١٥٠⦘ وَذُكِرَ فِي قِرَاءَةِ عَبْدِ اللَّهِ: (قُشِطَتْ) بِالْقَافِ، وَالْقَشْطُ وَالْكَشْطُ: بِمَعْنَى وَاحِدٍ، وَذَلِكَ تَحْوِيلٌ مِنَ الْعَرَبِ الْكَافَ قَافًا، لِتَقَارُبِ مَخْرَجَيْهِمَا، كَمَا قِيلَ لِلْكَافُورِ قَافُورٌ، وِلِلْقِسْطِ: كِسْطٌ، وَذَلِكَ كَثِيرٌ فِي كَلَامِهِمْ، إِذَا تَقَارَبَ مَخْرَجُ الْحَرْفَيْنِ، أَبْدَلُوا مِنْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ، كَقَوْلِهِمْ لِلْأَثَافِي: أَثَاثِي، وَثَوْبٌ فُرْقُبِيٌّ وَثُرْقُبِيٌّ
٢٤ / ١٤٩
وَقَوْلُهُ ﴿وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ﴾ [التكوير: ١٢] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: وَإِذَا الْجَحِيمُ أُوقِدَ عَلَيْهَا فَأُحْمِيَتْ
٢٤ / ١٥٠
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، ﴿وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ﴾ [التكوير: ١٢]: سَعَّرَهَا غَضَبُ اللَّهِ، وَخَطَايَا بَنِي آدَمَ وَاخْتَلَفَتِ الْقُرَّاءُ فِي قِرَاءَةِ ذَلِكَ، فَقَرَأَتْهُ عَامَّةُ قُرَّاءِ الْمَدِينَةِ ﴿سُعِّرَتْ﴾ [التكوير: ١٢] بِتَشْدِيدِ عَيْنِهَا، بِمَعْنَى أُوقِدَ عَلَيْهَا مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ، وَقَرَأَتْهُ عَامَّةُ قُرَّاءِ الْكُوفَةِ بِالتَّخْفِيفِ. وَالْقَوْلُ فِي ذَلِكَ أَنَّهُمَا قِرَاءَتَانِ مَعْرُوفَتَانِ، فَبِأَيَّتِهِمَا قَرَأَ الْقَارِئُ فَمُصِيبٌ
٢٤ / ١٥٠
وَقَوْلُهُ: ﴿وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ﴾ [التكوير: ١٣] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: وَإِذَا الْجَنَّةُ قُرِّبَتْ وَأُدْنِيَتْ وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ الْتَأْوِيلِ
٢٤ / ١٥٠
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي يَعْلَى، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ: ﴿وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ﴾ [التكوير: ١٣] قَالَ: إِلَى هَذَيْنِ مَا جَرَى الْحَدِيثُ: فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ، وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ
٢٤ / ١٥١
حَدَّثَنِي ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا مِهْرَانُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي يَعْلَى، عَنِ الرَّبِيعِ ﴿وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ﴾ [التكوير: ١٣] قَالَ: إِلَى هَذَيْنِ مَا جَرَى الْحَدِيثُ: فَرِيقٌ إِلَى الْجَنَّةِ، وَفَرِيقٌ إِلَى النَّارِ يَعْنِي الرَّبِيعُ بِقَوْلِهِ: إِلَى هَذَيْنِ مَا جَرَى الْحَدِيثُ أَنَّ ابْتِدَاءَ الْخَبَرِ ﴿إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ﴾ [التكوير: ١] إِلَى قَوْلِهِ: ﴿وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ﴾ [التكوير: ١٢] إِنَّمَا عُدِّدَتِ الْأُمُورُ الْكَائِنَةُ الَّتِي نِهَايَتُهَا أَحَدُ هَذَيْنِ الْأَمْرَيْنِ، وَذَلِكَ الْمَصِيرُ إِمَّا إِلَى الْجَنَّةِ، وَإِمَّا إِلَى النَّارِ
٢٤ / ١٥١
وَقَوْلُهُ: ﴿عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحَضَرَتْ﴾ [التكوير: ١٤] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: عَلِمَتْ نَفْسٌ عِنْدَ ذَلِكَ مَا أَحَضَرَتْ مِنْ خَيْرٍ، فَتَصِيرُ بِهِ إِلَى الْجَنَّةِ، أَوْ شَرٍّ فَتَصِيرُ بِهِ إِلَى النَّارِ، يَقُولُ: يَتَبَيَّنُ لَهُ عِنْدَ ذَلِكَ مَا كَانَ جَاهِلًا بِهِ، وَمَا الَّذِي كَانَ فِيهِ صَلَاحُهُ مِنْ غَيْرُهُ وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ الْتَأْوِيلِ
٢٤ / ١٥١
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، ﴿عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا ⦗١٥٢⦘ أَحَضَرَتْ﴾ [التكوير: ١٤] مِنْ عَمَلٍ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رِضَى اللَّهُ عَنْهُ: وَإِلَى هَذَا جَرَى الْحَدِيثُ وَقَوْلُهُ: ﴿عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحَضَرَتْ﴾ [التكوير: ١٤] جَوَابٌ لِقَوْلِهِ: ﴿إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ﴾ [التكوير: ١] وَمَا بَعْدَهَا، كَمَا يُقَالُ: إِذَا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ قَعَدَ عَمْرٌو
٢٤ / ١٥١
وَقَوْلُهُ: ﴿فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ الْجَوَارِ الْكُنَّسِ﴾ [التكوير: ١٦] اخْتَلَفَ أَهْلُ الْتَأْوِيلِ فِي الْخُنَّسِ الْجَوَارِ الْكُنَّسِ. فَقَالَ بَعْضُهُمْ: هِيَ النُّجُومُ الدَّرَارِيُّ الْخَمْسَةُ، تَخْنِسُ فِي مُجْرَاهَا فَتَرْجِعُ، وَتَكْنِسُ فَتَسْتَتَرُ فِي بُيُوتِهَا، كَمَا تَكْنِسُ الظِّبَاءُ فِي الْمُغَارِ، وَالنُّجُومُ الْخَمْسَةُ: بَهْرَامُ، وَزُحَلُ، وَعَطَارِدُ، وَالزُّهْرَةُ، وَالْمُشْتَرِي
٢٤ / ١٥٢
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا هَنَّادٌ، قَالَ: ثنا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَرْعَرَةَ، أَنَّ رَجُلًا، قَامَ إِلَى عَلِيٍّ رضي الله عنه، فَقَالَ: مَا ﴿الْجَوَارِ الْكُنَّسِ﴾ [التكوير: ١٦] قَالَ: هِيَ الْكَوَاكِبُ
٢٤ / ١٥٢
حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: ثنا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ خَالِدَ بْنَ عَرْعَرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا، عليه السلام، وَسُئِلَ عَنْ ﴿لَا أَقْسِمُ بِالْخُنَّسِ الْجَوَارِ الْكُنَّسِ﴾ قَالَ: هِيَ النُّجُومُ تَخْنِسُ بِالنَّهَارِ، وَتَكْنِسُ ⦗١٥٣⦘ بِاللَّيْلِ
٢٤ / ١٥٢
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا وَكِيعٌ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَرْعَرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه قَالَ: النُّجُومُ
٢٤ / ١٥٣
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا مِهْرَانُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ مُرَادٍ، عَنْ عَلِيٍّ: أَنَّهُ قَالَ: هَلْ تَدْرُونَ مَا الْخُنَّسُ؟ هِيَ النُّجُومُ تَجْرِي بِاللَّيْلِ، وَتَخْنِسُ بِالنَّهَارِ
٢٤ / ١٥٣
حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: ثني جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، أَنَّهُ سَمِعَ الْحَسَنَ، يُسْأَلُ، فَقِيلَ: يَا أَبَا سَعِيدٍ مَا الْجَوَارِي الْكُنَّسِ؟ قَالَ: النُّجُومُ
٢٤ / ١٥٣
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثنا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ، قَالَ: ثنا عَوْفٌ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، فِي قَوْلِهِ: ﴿فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ الْجِوَارِ الْكُنَّسِ﴾ [التكوير: ١٦] قَالَ: هِيَ النُّجُومُ الدَّرَارِيُّ، الَّتِي تَجْرِي تَسْتَقْبِلُ الْمَشْرِقَ
٢٤ / ١٥٣
حَدَّثَنِي أَبُو السَّائِبِ، قَالَ: ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: هِيَ النُّجُومُ
٢٤ / ١٥٣
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ ⦗١٥٤⦘ مُرَادٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه ﴿فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ الْجِوَارِ الْكُنَّسِ﴾ [التكوير: ١٦] قَالَ: يَعْنِي النُّجُومَ، تَكْنِسُ بِالنَّهَارِ، وَتَبْدُو بِاللَّيْلِ
٢٤ / ١٥٣
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلُهُ: ﴿فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ الْجِوَارِ الْكُنَّسِ﴾ [التكوير: ١٦] قَالَ: هِيَ النُّجُومُ تَبْدُوَ بِاللَّيْلِ وَتَخْنِسُ بِالنَّهَارِ
٢٤ / ١٥٤
حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: ثنا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الْحَسَنِ، فِي قَوْلِهِ ﴿فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ الْجِوَارِ الْكُنَّسِ﴾ [التكوير: ١٦] قَالَ: هِيَ النُّجُومُ تَخْنِسُ بِالنَّهَارِ، وَالْجِوَارِ الْكُنَّسِ: سَيْرُهُنَّ إِذَا غِبْنَ
٢٤ / ١٥٤
حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿الْخُنَّسِ الْجِوَارِ الْكُنَّسِ﴾ قَالَ: الْخُنَّسُ وَالْجَوَارِي الْكُنَّسُ: النُّجُومُ الْخُنَّسُ، إِنَّهَا تَخْنِسُ تَتَأَخَّرُ عَنْ مَطْلَعِهَا، هِيَ تَتَأَخَّرُ كُلَّ عَامٍ لَهَا فِي كُلِّ عَامٍ تَأَخُّرٌ عَنْ تَعْجِيلِ ذَلِكَ الطُّلُوعِ تَخْنِسُ عَنْهُ. وَالْكُنَّسُ: تَكْنِسُ بِالنَّهَارِ فَلَا تُرَى. قَالَ: وَالْجَوَارِي تَجْرِي بَعْدُ، فَهَذَا ﴿الْخُنَّسِ الْجَوَارِي الْكُنَّسِ﴾ وَقَالَ آخَرُونَ: هِيَ بَقَرُ الْوَحْشِ الَّتِي تَكْنِسُ فِي كِنَاسِهَا
٢٤ / ١٥٤
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، قَالَ: ثنا هُشَيْمُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ، عَنْ أَبِي مَيْسَرَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّهُ قَالَ لِأَبِي ⦗١٥٥⦘ مَيْسَرَةَ: مَا الْجَوَارِي الْكُنَّسِ؟ قَالَ: فَقَالَ بَقَرُ الْوَحْشِ قَالَ: فَقَالَ: وَأَنَا أَرَى ذَلِكَ
٢٤ / ١٥٤
حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثنا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي مَيْسَرَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، فِي قَوْلِهِ ﴿الْجِوَارِ الْكُنَّسِ﴾ [التكوير: ١٦]: قَالَ: بَقَرُ الْوَحْشِ
٢٤ / ١٥٥
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا مِهْرَانُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ، قَالَ: قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: يَا عَمْرُو مَا الْجَوَارِي الْكُنَّسِ، أَوْ مَا تَرَاهَا؟ قَالَ عَمْرٌو: أُرَاهَا الْبَقَرَ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: وَأَنَا أُرَاهَا الْبَقَرَ حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي مَيْسَرَةَ، قَالَ: سَأَلْتُ عَنْهَا عَبْدَ اللَّهِ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ
٢٤ / ١٥٥
حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: ثني جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، قَالَ: ثني الْحَجَّاجُ بْنُ الْمُنْذِرِ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا الشَّعْثَاءِ جَابِرَ بْنَ زَيْدٍ، عَنِ الْجَوَارِي الْكُنَّسِ، قَالَ: هِيَ الْبَقَرُ إِذَا كَنَسَتْ كَوَانِسَهَا قَالَ يُونُسُ: قَالَ لِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ: هِيَ الْبَقَرُ إِذَا فَرَّتْ مِنَ الذِّئَابِ، فَذَلِكَ الَّذِي أَرَادَ بِقَوْلِهِ: كَنَسَتْ كَوَانِسَهَا ⦗١٥٦⦘ حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ جَرِيرٌ، وَحَدَّثَنِي الصَّلْتُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، مِثْلَ ذَلِكَ
٢٤ / ١٥٥
حَدَّثَنِي أَبُو السَّائِبِ، قَالَ: ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، فِي قَوْلِهِ: ﴿الْجِوَارِ الْكُنَّسِ﴾ [التكوير: ١٦] قَالَ: هِيَ بَقَرُ الْوَحْشِ
٢٤ / ١٥٦
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا جَرِيرٌ، عَنْ مُغِيرَةَ، قَالَ: سُئِلَ مُجَاهِدٌ وَنَحْنُ عِنْدَ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ قَوْلِهِ ﴿الْجِوَارِ الْكُنَّسِ﴾ [التكوير: ١٦] قَالَ: لَا أَدْرِي، فَانْتَهَرَهُ إِبْرَاهِيمُ وَقَالَ: لِمَ لَا تَدْرِي؟ فَقَالَ: إِنَّهُمْ يَرْوُونَ عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه، وَكُنَّا نَسْمَعُ أَنَّهَا الْبَقَرُ، فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: هِيَ الْبَقَرُ. (الْجَوَارِي الْكُنَّسِ): حُجْرَةُ بَقَرِ الْوَحْشِ الَّتِي تَأْوِي إِلَيْهَا، وَالْخُنَّسُ الْجَوَارِي: الْبَقَرُ
٢٤ / ١٥٦
حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: ثنا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُغِيرَةُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، وَمُجَاهِدٍ، أَنَّهُمَا تَذَاكَرَا هَذِهِ الْآيَةَ ﴿فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ الْجِوَارِ الْكُنَّسِ﴾ [التكوير: ١٦] فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ لِمُجَاهِدٍ: قُلْ فِيهَا مَا سَمِعْتَ، قَالَ: فَقَالَ مُجَاهِدٌ: كُنَّا نَسْمَعُ فِيهَا شَيْئًا، وَنَاسٌ يَقُولُونَ: إِنَّهَا النُّجُومُ؛ قَالَ: فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: إِنَّهُمْ يَكْذِبُونَ عَلَى عَلِيٍّ رضي الله عنه هَذَا كَمَا رَوَوْا عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه، أَنَّهُ ضَمِنَ الْأَسْفَلُ الْأَعْلَى، وَالْأَعْلَى الْأَسْفَلَ
٢٤ / ١٥٦
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا مِهْرَانُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الْمُغِيرَةِ، قَالَ: سُئِلَ ⦗١٥٧⦘ مُجَاهِدٌ (عَنِ الْجَوَارِي الْكُنَّسِ) قَالَ: لَا أَدْرِي، يَزْعُمُونَ أَنَّهَا الْبَقَرُ؛ قَالَ: فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: مَا لَا تَدْرِي هِيَ الْبَقَرُ؛ قَالَ: يَذْكُرُونَ عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه أَنَّهَا النُّجُومُ، قَالَ: يَكْذِبُونَ عَلَى عَلِيٍّ عليه السلام وَقَالَ آخَرُونَ: هِيَ الظِّبَاءُ
٢٤ / ١٥٦
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: ثني أَبِي، قَالَ: ثني عَمِّي، قَالَ: ثني أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ الْجِوَارِ الْكُنَّسِ﴾ [التكوير: ١٦] يَعْنِي: الظِّبَاءَ
٢٤ / ١٥٧
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا ابْنُ يَمَانٍ، عَنْ أَشْعَثَ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، ﴿فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ﴾ [التكوير: ١٥] قَالَ: الظِّبَاءُ
٢٤ / ١٥٧
حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ، قَالَ: ثنا ابْنُ عُلَيَّةَ، قَالَ: ثنا ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ الْجِوَارِ الْكُنَّسِ﴾ [التكوير: ١٦] قَالَ: كُنَّا نَقُولُ: أَظُنُّهُ قَالَ: الظِّبَاءُ، حَتَّى زَعَمَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ أَنَّهُ سَأَلَ ابْنَ عَبَّاسٍ عَنْهَا، فَأَعَادَ عَلَيْهِ قِرَاءَتهَا
٢٤ / ١٥٧
حُدِّثْتُ عَنِ الْحُسَيْنِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُعَاذٍ، يَقُولُ: ثنا عُبَيْدٌ، قَالَ: سَمِعْتُ
٢٤ / ١٥٧
الضَّحَّاكَ، يَقُولُ فِي قَوْلِهِ: ﴿الْخُنَّسِ الْجِوَارِ الْكُنَّسِ﴾ يَعْنِي الظِّبَاءَ وَأَوْلَى الْأَقْوَالِ فِي ذَلِكَ بِالصَّوَابِ: أَنْ يُقَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى ذِكْرُهُ أَقْسَمَ بِأَشْيَاءَ تَخْنِسُ أَحْيَانًا: أَيْ تَغِيبُ، وَتَجْرِي أَحْيَانًا وَتَكْنِسُ أُخْرَى، وَكُنُوسُهَا: أَنْ تَأْوِيَ فِي مَكَانِسِهَا، وَالْمَكَانِسُ عِنْدَ الْعَرَبِ، هِيَ الْمَوَاضِعُ الَّتِي تَأْوِي إِلَيْهَا بَقَرُ الْوَحْشِ وَالظِّبَاءِ، وَاحِدُهَا مَكْنِسٌ وَكِنَاسٌ، كَمَا قَالَ الْأَعْشَى:
[البحر الطويل] فَلَمَّا لَحِقْنَا الْحَيَّ أَتْلَعَ أُنَّسٌ … كَمَا أَتْلَعَتْ تَحْتَ الْمَكَانِسِ رَبْرَبُ
فَهَذِهِ جَمْعُ مَكْنِسٍ، وَكَمَا قَالَ فِي الْكِنَاسِ طَرَفَةُ بْنُ الْعَبْدِ:
[البحر الطويل] كَأَنَّ كِنَاسَيْ ضَالَّةٍ يَكْنُفَانِهَا … وَأُطْرَ قِسٍيٍّ تَحْتَ صُلْبٍ مُؤَيَّدِ
وَأَمَّا الدَّلَالَةُ عَلَى أَنَّ الْكِنَاسَ قَدْ يَكُونُ لِلظِّبَاءِ، فَقَوْلُ أَوْسِ بْنِ حَجَرٍ:
[البحر الطويل] أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مُزْنَةً … وَعُفْرُ الظِّبَاءِ فِي الْكِنَاسِ تَقَمَّعُ
فَالْكِنَاسُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ مَا وَصَفْتُ، وَغَيْرُ مُنْكَرٍ أَنْ يُسْتَعَارَ ذَلِكَ فِي الْمَوَاضِعِ الَّتِي تَكُونُ بِهَا النُّجُومُ مِنَ السَّمَاءِ، فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ كَذَلِكَ، وَلَمْ يَكُنْ فِي الْآيَةِ دَلَالَةٌ عَلَى أَنَّ الْمُرَادَ بِذَلِكَ النُّجُومُ دُونَ الْبَقَرِ، وَلَا الْبَقَرُ دُونَ الظِّبَاءِ، فَالصَّوَابُ أَنْ يَعُمَّ بِذَلِكَ كُلَّ مَا كَانَتْ صِفَتُهُ الْخُنُوسَ أَحْيَانًا، وَالْجَرْيَ أُخْرَى، وَالْكُنُوسُ بِآنَاتٍ عَلَى مَا وَصَفَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ مِنْ صِفَتِهَا
[البحر الطويل] فَلَمَّا لَحِقْنَا الْحَيَّ أَتْلَعَ أُنَّسٌ … كَمَا أَتْلَعَتْ تَحْتَ الْمَكَانِسِ رَبْرَبُ
فَهَذِهِ جَمْعُ مَكْنِسٍ، وَكَمَا قَالَ فِي الْكِنَاسِ طَرَفَةُ بْنُ الْعَبْدِ:
[البحر الطويل] كَأَنَّ كِنَاسَيْ ضَالَّةٍ يَكْنُفَانِهَا … وَأُطْرَ قِسٍيٍّ تَحْتَ صُلْبٍ مُؤَيَّدِ
وَأَمَّا الدَّلَالَةُ عَلَى أَنَّ الْكِنَاسَ قَدْ يَكُونُ لِلظِّبَاءِ، فَقَوْلُ أَوْسِ بْنِ حَجَرٍ:
[البحر الطويل] أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مُزْنَةً … وَعُفْرُ الظِّبَاءِ فِي الْكِنَاسِ تَقَمَّعُ
فَالْكِنَاسُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ مَا وَصَفْتُ، وَغَيْرُ مُنْكَرٍ أَنْ يُسْتَعَارَ ذَلِكَ فِي الْمَوَاضِعِ الَّتِي تَكُونُ بِهَا النُّجُومُ مِنَ السَّمَاءِ، فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ كَذَلِكَ، وَلَمْ يَكُنْ فِي الْآيَةِ دَلَالَةٌ عَلَى أَنَّ الْمُرَادَ بِذَلِكَ النُّجُومُ دُونَ الْبَقَرِ، وَلَا الْبَقَرُ دُونَ الظِّبَاءِ، فَالصَّوَابُ أَنْ يَعُمَّ بِذَلِكَ كُلَّ مَا كَانَتْ صِفَتُهُ الْخُنُوسَ أَحْيَانًا، وَالْجَرْيَ أُخْرَى، وَالْكُنُوسُ بِآنَاتٍ عَلَى مَا وَصَفَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ مِنْ صِفَتِهَا
٢٤ / ١٥٨
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿وَالَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ﴾ أَقْسَمَ رَبُّنَا جَلَّ ثَنَاؤُهُ بِاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ، يَقُولُ: وَأُقْسِمُ بِاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ وَاخْتَلَفَ أَهْلُ الْتَأْوِيلِ فِي قَوْلِهِ ﴿وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ﴾ [التكوير: ١٧] فَقَالَ بَعْضُهُمْ: عَنَى بِقَوْلِهِ: ﴿إِذَا عَسْعَسَ﴾ [التكوير: ١٧] إِذَا أَدْبَرَ
٢٤ / ١٥٩
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي عَلِيٌّ، قَالَ: ثنا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: ثني مُعَاوِيَةُ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَوْلُهُ: ﴿وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ﴾ [التكوير: ١٧] يَقُولُ: إِذَا أَدْبَرَ
٢٤ / ١٥٩
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: ثني أَبِي، قَالَ: ثني عَمِّي، قَالَ: ثني أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَوْلُهُ ﴿وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ﴾ [التكوير: ١٧] يَعْنِي: إِذَا أَدْبَرَ
٢٤ / ١٥٩
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ بَيَانٍ السُّكَّرِيُّ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ، قَالَ: كُنْتُ أَتْبَعُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، رضي الله عنه وَهُوَ خَارِجٌ نَحْوَ الْمَشْرِقِ، فَاسْتَقْبَلَ الْفَجْرَ، فَقَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ ﴿وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ﴾ [التكوير: ١٧]
٢٤ / ١٥٩
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا ابْنُ إِدْرِيسَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ سَعْدِ ⦗١٦٠⦘ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: خَرَجَ عَلِيٌّ عليه السلام مِمَّا يَلِي بَابَ السُّوقِ، وَقَدْ طَلَعَ الصُّبْحُ أَوِ الْفَجْرُ، فَقَرَأَ: ﴿وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ﴾ [التكوير: ١٨] أَيْنَ السَّائِلُ عَنِ الْوِتْرِ؟ نِعْمَ سَاعَةُ الْوِتْرِ هَذِهِ
٢٤ / ١٥٩
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: ثنا عِيسَى، وَحَدَّثَنِي الْحَارِثُ، قَالَ: ثنا الْحَسَنُ، قَالَ: ثنا وَرْقَاءُ، جَمِيعًا عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَوْلُهُ: ﴿وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ﴾ [التكوير: ١٧] قَالَ: إِقْبَالُهُ، وَيُقَالُ: إِدْبَارُهُ
٢٤ / ١٦٠
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلُهُ ﴿وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ﴾ [التكوير: ١٧]: إِذَا أَدْبَرَ
٢٤ / ١٦٠
حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: ثنا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ ﴿إِذَا عَسْعَسَ﴾ [التكوير: ١٧] قَالَ: إِذَا أَدْبَرَ
٢٤ / ١٦٠
حُدِّثْتُ عَنِ الْحُسَيْنِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُعَاذٍ، يَقُولُ: ثنا عُبَيْدٌ، قَالَ: سَمِعْتُ الضَّحَّاكَ، يَقُولُ، فِي قَوْلِهِ: ﴿إِذَا عَسْعَسَ﴾ [التكوير: ١٧]: إِذَا أَدْبَرَ
٢٤ / ١٦٠
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا وَكِيعٌ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: خَرَجَ عَلِيٌّ عليه السلام بَعْدَ مَا أَذَّنَ الْمُؤَذِّنُ بِالصُّبْحِ، فَقَالَ: ﴿وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ﴾ [التكوير: ١٨] أَيْنَ السَّائِلُ عَنِ الْوِتْرِ؟ قَالَ: نِعْمَ ⦗١٦١⦘ سَاعَةُ الْوِتْرِ هَذِهِ
٢٤ / ١٦٠
حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ، فِي قَوْلِهِ ﴿وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ﴾ [التكوير: ١٧] قَالَ: عَسْعَسَ: تَوَلَّى، وَقَالَ: تَنَفَّسَ الصُّبْحُ مِنْ هَاهُنَا، وَأَشَارَ إِلَى الْمَشْرِقِ اطِّلَاعَ الْفَجْرِ وَقَالَ آخَرُونَ: عُنِيَ بِقَوْلِهِ: ﴿إِذَا عَسْعَسَ﴾ [التكوير: ١٧]: إِذَا أَقْبَلَ بِظَلَامِهِ
٢٤ / ١٦١
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: ثنا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الْحَسَنِ، ﴿وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ﴾ [التكوير: ١٧] قَالَ: إِذَا غَشِيَ النَّاسَ
٢٤ / ١٦١
حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الصُّدَائِيُّ، قَالَ: ثني أَبِي، عَنِ الْفُضَيْلِ، عَنْ عَطِيَّةَ، ﴿وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ﴾ [التكوير: ١٧] قَالَ: أَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى الْمَغْرِبِ وَأَوْلَى الْتَأْوِيلِ يْنِ فِي ذَلِكَ بِالصَّوَابِ عِنْدِي: قَوْلُ مَنْ قَالَ: مَعْنَى ذَلِكَ: إِذَا أَدْبَرَ، وَذَلِكَ بِقَوْلِهِ: ﴿وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ﴾ [التكوير: ١٨] فَدَلَّ بِذَلِكَ عَلَى أَنَّ الْقَسَمَ بِاللَّيْلِ مُدْبِرًا، وَبِالنَّهَارِ مُقْبِلًا، وَالْعَرَبُ تَقُولُ: عَسْعَسَ اللَّيْلُ، وَسَعْسَعَ اللَّيْلُ: إِذَا أَدْبَرَ، وَلَمْ يَبْقَ مِنْهُ إِلَّا الْيَسِيرُ؛ وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ رُؤْبَةَ بْنِ الْعَجَّاجِ:
[البحر الرجز] يَا هِنْدُ مَا أَسْرَعَ مَا تَسَعْسَعَا … وَلَوْ رَجَا تَبْعَ الصَّبَا تَتَبَّعَا
[البحر الرجز] يَا هِنْدُ مَا أَسْرَعَ مَا تَسَعْسَعَا … وَلَوْ رَجَا تَبْعَ الصَّبَا تَتَبَّعَا
٢٤ / ١٦١
فَهَذِهِ لُغَةُ مَنْ قَالَ: سَعْسَعَ؛ وَأَمَّا لُغَةُ مَنْ قَالَ: عَسْعَسَ، فَقَوْلُ عَلْقَمَةَ بْنِ قُرْطٍ:
[البحر الرجز] حَتَّى إِذَا الصُّبْحُ لَهَا تَنَفَّسَا … وَانْجَابَ عَنْهَا لَيْلُهَا وَعَسْعَسَا
يَعْنِي أَدْبَرَ. وَقَدْ كَانَ بَعْضُ أَهْلِ الْمَعْرِفَةِ بِكَلَامِ الْعَرَبِ، يَزْعُمُ أَنَّ عَسْعَسَ: دَنَا مِنْ أَوَّلِهِ وَأَظْلَمَ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: كَانَ أَبُو الْبِلَادِ النَّحْوِيُّ يُنْشِدُ بَيْتًا:
[البحر الرجز] عَسْعَسَ حَتَّى لَوْ يَشَاءُ إِدَّنَا … كَانَ لَهُ مِنْ ضَوْئِهِ مَقْبَسُ
يَقُولُ: لَوْ يَشَاءُ إِذْ دَنَا، وَلَكِنَّهُ أَدْغَمَ الذَّالَ فِي الدَّالِ، قَالَ الْفَرَّاءُ: فَكَانُوا يَرَوْنَ أَنَّ هَذَا الْبَيْتَ مَصْنُوعٌ
[البحر الرجز] حَتَّى إِذَا الصُّبْحُ لَهَا تَنَفَّسَا … وَانْجَابَ عَنْهَا لَيْلُهَا وَعَسْعَسَا
يَعْنِي أَدْبَرَ. وَقَدْ كَانَ بَعْضُ أَهْلِ الْمَعْرِفَةِ بِكَلَامِ الْعَرَبِ، يَزْعُمُ أَنَّ عَسْعَسَ: دَنَا مِنْ أَوَّلِهِ وَأَظْلَمَ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: كَانَ أَبُو الْبِلَادِ النَّحْوِيُّ يُنْشِدُ بَيْتًا:
[البحر الرجز] عَسْعَسَ حَتَّى لَوْ يَشَاءُ إِدَّنَا … كَانَ لَهُ مِنْ ضَوْئِهِ مَقْبَسُ
يَقُولُ: لَوْ يَشَاءُ إِذْ دَنَا، وَلَكِنَّهُ أَدْغَمَ الذَّالَ فِي الدَّالِ، قَالَ الْفَرَّاءُ: فَكَانُوا يَرَوْنَ أَنَّ هَذَا الْبَيْتَ مَصْنُوعٌ
٢٤ / ١٦٢
وَقَوْلُهُ: ﴿وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ﴾ [التكوير: ١٨] يَقُولُ: وَضَوْءِ النَّهَارِ إِذَا أَقْبَلَ وَتَبَيَّنَ وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ الْتَأْوِيلِ
٢٤ / ١٦٢
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا ابْنُ يَمَانٍ، عَنْ أَشْعَثَ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ سَعِيدٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ﴾ [التكوير: ١٨] قَالَ: إِذَا نَشَأَ
٢٤ / ١٦٢
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، ﴿وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ﴾ [التكوير: ١٨]: إِذَا أَضَاءَ وَأَقْبَلَ
٢٤ / ١٦٣
وَقَوْلُهُ: ﴿إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ﴾ [الحاقة: ٤٠] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ لَتَنْزِيلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ، يَعْنِي جِبْرِيلَ، نَزَّلَهُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ الْتَأْوِيلِ
٢٤ / ١٦٣
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: ﴿إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ﴾ [التكوير: ١٩] يَعْنِي: جِبْرِيلَ
٢٤ / ١٦٣
حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: ثنا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ ﴿إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ﴾ [التكوير: ١٩] قَالَ: هُوَ جِبْرِيلُ
٢٤ / ١٦٣
وَقَوْلُهُ: ﴿ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ﴾ [التكوير: ٢٠] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: ذِي قُوَّةٍ، يَعْنِي جَبْرَائِيلَ عَلَى مَا كُلِّفَ مِنْ أَمْرٍ غَيْرَ عَاجِزٍ
٢٤ / ١٦٣
﴿عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ﴾ [التكوير: ٢٠] يَقُولُ: هُوَ مَكِينٌ عِنْدَ رَبِّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ
٢٤ / ١٦٣
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ فَأَيْنَ ⦗١٦٤⦘ تَذْهَبُونَ﴾ [التكوير: ٢٢] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: ﴿مُطَاعٍ ثَمَّ﴾ [التكوير: ٢١] يَعْنِي جِبْرِيلَ ﷺ، مُطَاعٍ فِي السَّمَاءِ تُطِيعُهُ الْمَلَائِكَةُ ﴿أَمِينٍ﴾ [الأعراف: ٦٨] يَقُولُ: أَمِينٌ عِنْدَ اللَّهِ عَلَى وَحْيِهِ وَرِسَالَتِهِ، وَغَيْرِ ذَلِكَ مِمَّا ائْتَمَنَهُ عَلَيْهِ وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ الْتَأْوِيلِ
٢٤ / ١٦٣
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي أَبُو السَّائِبِ، قَالَ: ثنا عُمَرُ بْنُ شَبِيبٍ الْمُسْلِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ: ﴿مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ﴾ [التكوير: ٢١] قَالَ: جِبْرِيلُ عليه السلام، أَمِينٌ عَلَى أَنْ يَدْخُلَ سَبْعِينَ سُرَادِقًا مِنْ نُورٍ بِغَيْرِ إِذْنٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ الطُّوسِيُّ، قَالَ: ثنا عُمَرُ بْنُ شَبِيبٍ، قَالَ: ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، قَالَ: لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا عَنْ أَبِي صَالِحٍ، مِثْلَهُ
٢٤ / ١٦٤
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عُمَرَ بْنِ خَالِدٍ الْأَقْطَعُ، قَالَ: ثني أَبِي عُمَرُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ مَعْقِلِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الْجَزَرِيِّ، قَالَ: قَالَ مَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ فِي قَوْلِهِ: ﴿مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ﴾ [التكوير: ٢١] قَالَ: ذَاكُمْ جِبْرِيلُ عليه السلام
٢٤ / ١٦٤
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: ثني أَبِي، قَالَ: ثني عَمِّي، قَالَ: ثني أَبِي، عَنْ ⦗١٦٥⦘ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ﴾ [التكوير: ٢١] قَالَ: يَعْنِي جِبْرِيلَ
٢٤ / ١٦٤
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلُهُ: ﴿ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ مُطَاعٍ﴾ [التكوير: ٢١] مُطَاعٍ عِنْدَ اللَّهِ ﴿ثَمَّ أَمِينٍ﴾ [التكوير: ٢١]
٢٤ / ١٦٥
حُدِّثْتُ عَنِ الْحُسَيْنِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُعَاذٍ، يَقُولُ: ثنا عُبَيْدٌ، قَالَ: سَمِعْتُ الضَّحَّاكَ، يَقُولُ فِي قَوْلِهِ: ﴿مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ﴾ [التكوير: ٢١] يَعْنِي جِبْرِيلَ عليه السلام
٢٤ / ١٦٥
وَقَوْلُهُ: ﴿وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ﴾ [التكوير: ٢٢] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: وَمَا صَاحِبُكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ مُحَمَّدٌ بِمَجْنُونٍ، فَيَتَكَلَّمُ عَنْ جِنَّةٍ، وَيَهْذِي هَذَيَانَ الْمَجَانِينِ، بَلْ جَاءَ بِالْحَقِّ، وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ الْتَأْوِيلِ
٢٤ / ١٦٥
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عُمَرَ بْنِ خَالِدٍ الْبَرْقِيُّ، قَالَ: ثنا أَبِي عُمَرُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ مَعْقِلِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الْجَزَرِيِّ، قَالَ: قَالَ مَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ: ﴿وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ﴾ [التكوير: ٢٢] قَالَ: ذَاكُمْ مُحَمَّدٌ ﷺ
٢٤ / ١٦٥
وَقَوْلُهُ: ﴿وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ﴾ [التكوير: ٢٣] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: وَلَقَدْ رَآهُ أَيْ مُحَمَّدٌ جِبْرِيلَ ﷺ فِي صُورَتِهِ بِالنَّاحِيَةِ الَّتِي تُبَيِّنُ الْأَشْيَاءَ، فَتُرَى مِنْ قِبَلِهَا، وَذَلِكَ مِنْ نَاحِيَةِ مَطْلِعَ الشَّمْسِ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ الْتَأْوِيلِ
٢٤ / ١٦٦
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: ثنا عِيسَى، وَحَدَّثَنِي الْحَارِثُ، قَالَ: ثنا الْحَسَنُ، قَالَ: ثنا وَرْقَاءُ، جَمِيعًا عَنِ ابْنِ أَبَى نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَوْلُهُ: ﴿بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ﴾ [التكوير: ٢٣] الْأَعْلَى. قَالَ: بِأُفُقٍ مِنْ نَحْوِ أَجْيَادٍ
٢٤ / ١٦٦
حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: ثنا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، ﴿بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ﴾ [التكوير: ٢٣] قَالَ: كُنَّا نُحَدِّثُ أَنَّ الْأُفُقَ حَيْثُ تَطْلُعُ الشَّمْسُ
٢٤ / ١٦٦
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلُهُ: ﴿وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ﴾ [التكوير: ٢٣] كُنَّا نُحَدِّثُ أَنَّهُ الْأُفُقُ الَّذِي يَجِيءُ مِنْهُ النَّهَارُ
٢٤ / ١٦٦
حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ﴾ [التكوير: ٢٣] قَالَ: رَأَى جِبْرِيلَ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ
٢٤ / ١٦٦
حَدَّثَنِي عِيسَى بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عِيسَى الرَّمْلِيُّ، قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ عِيسَى، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ الْعَيْزَارِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْأَحْوَصِ، يَقُولُ مِنْ قَوْلِ اللَّهِ ⦗١٦٧⦘: ﴿وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ﴾ [التكوير: ٢٣] قَالَ: رَأَى جِبْرِيلَ لَهُ سِتُّمِائَةِ جَنَاحٍ فِي صُورَتِهِ
٢٤ / ١٦٦
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا جَرِيرٌ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عَامِرٍ، قَالَ: مَا رَأَى جِبْرِيلَ النَّبِيُّ ﷺ فِي صُورَتِهِ إِلَّا مَرَّةً وَاحِدَةً، وَكَانَ يَأْتِيهِ فِي صُورَةِ رَجُلٍ يُقَالُ لَهُ دِحْيَةُ، فَأَتَاهُ يَوْمَ رَآهُ فِي صُورَتِهِ قَدْ سَدَّ الْأُفُقَ كُلَّهُ عَلَيْهِ سُنْدُسٌ أَخْضَرُ مُعَلَّقُ الدُّرِّ، فَذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ: ﴿وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ﴾ [التكوير: ٢٣] وَذُكِرَ أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ فِي: إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ ﴿إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ﴾ [التكوير: ١٩] فِي جِبْرِيلَ، إِلَى قَوْلِهِ: ﴿وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ﴾ [التكوير: ٢٤] يَعْنِي النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
٢٤ / ١٦٧
وَقَوْلُهُ: ﴿وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ﴾ [التكوير: ٢٤] اخْتَلَفَتِ الْقُرَّاءُ فِي قِرَاءَةِ ذَلِكَ، فَقَرَأَتْهُ عَامَّةُ قُرَّاءِ الْمَدِينَةِ وَالْكُوفَةِ ﴿بِضَنِينٍ﴾ [التكوير: ٢٤] بِالضَّادِ، بِمَعْنَى أَنَّهُ غَيْرُ بِخَيْلٍ عَلَيْهِمْ بِتَعْلِيمِهِمْ مَا عَلَّمَهُ اللَّهُ، وَأَنْزَلَ إِلَيْهِ مِنْ كِتَابِهِ. وَقَرَأَ ذَلِكَ بَعْضُ الْمَكِّيِّينَ وَبَعْضُ الْبَصْرِيِّينَ: (بِظَنِينٍ) بِالظَّاءِ، بِمَعْنَى أَنَّهُ غَيْرُ مُتَّهَمٍ فِيمَا يُخْبِرُهُمْ عَنِ اللَّهِ مِنَ الْأَنْبَاءِ ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ بِالضَّادِ، وَتَأَوَّلَهُ عَلَى مَا وَصَفْنَا مِنَ الْتَأْوِيلِ مِنْ أَهْلِ الْتَأْوِيلِ:
٢٤ / ١٦٧
حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ ⦗١٦٨⦘ زِرٍّ، (وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِظَنِينٍ) قَالَ: الظَّنِينُ: الْمُتَّهَمُ. وَفِي قِرَاءَتِكُمْ: ﴿بِضَنِينٍ﴾ [التكوير: ٢٤] وَالضَّنِينُ: الْبَخِيلُ، وَالْغَيْبُ: الْقُرْآنُ
٢٤ / ١٦٧
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْوَاسِطِيُّ، قَالَ: ثنا مُغِيرَةُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، ﴿وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ﴾ [التكوير: ٢٤] بِبَخِيلٍ
٢٤ / ١٦٨
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: ثنا عِيسَى، وَحَدَّثَنِي الْحَارِثُ، قَالَ: ثنا الْحَسَنُ، قَالَ: ثنا وَرْقَاءُ، جَمِيعًا عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَوْلُهُ: ﴿وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ﴾ [التكوير: ٢٤] قَالَ: مَا يَضِنُّ عَلَيْكُمْ بِمَا يَعْلَمُ
٢٤ / ١٦٨
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلُهُ: ﴿وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ﴾ [التكوير: ٢٤] قَالَ: إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ غَيْبٌ، فَأَعْطَاهُ اللَّهُ مُحَمَّدًا، فَبَذَلَهُ وَعَلَّمَهُ وَدَعَا إِلَيْهِ، وَاللَّهِ مَا ضَنَّ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ
٢٤ / ١٦٨
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا مِهْرَانُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ (وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِظَنِينٍ) قَالَ: فِي قِرَاءَتِنَا بِمُتَّهَمٍ، وَمَنْ قَرَأَهَا ﴿بِضَنِينٍ﴾ [التكوير: ٢٤] يَقُولُ: بِبَخِيلٍ
٢٤ / ١٦٨
حَدَّثَنَا مِهْرَانُ، عَنْ سُفْيَانَ، ﴿وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ﴾ [التكوير: ٢٤] قَالَ: بِبَخِيلٍ
٢٤ / ١٦٨
حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ﴾ [التكوير: ٢٤] الْغَيْبُ: الْقُرْآنُ، لَمْ يَضِنَّ بِهِ عَلَى أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ أَدَّاهُ وَبَلَّغَهُ، بَعَثَ اللَّهُ بِهِ الرُّوحَ الْأَمِينَ جِبْرِيلَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فَأَدَّى جِبْرِيلُ مَا اسْتَوْدَعَهُ اللَّهُ إِلَى مُحَمَّدٍ، وَأَدَّى مُحَمَّدٌ مَا اسْتَوْدَعَهُ اللَّهُ وَجِبْرِيلُ إِلَى الْعِبَادِ، لَيْسَ أَحَدٌ مِنْهُمْ ضَنَّ، وَلَا كَتَمَ، وَلَا تَخَرَّصَ
٢٤ / ١٦٩
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا جَرِيرٌ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عَامِرٍ، ﴿وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ﴾ [التكوير: ٢٤] يَعْنِي النَّبِيَّ ﷺ ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ بِالظَّاءِ، وَتَأَوَّلَهُ عَلَى مَا ذَكَرْنَا مِنْ أَهْلِ الْتَأْوِيلِ
٢٤ / ١٦٩
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قَرَأَ: (بِظَنِينٍ) قَالَ: لَيْسَ بِمُتَّهَمٍ
٢٤ / ١٦٩
حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: ثنا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي الْمُعَلَّى، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ: أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ هَذَا الْحَرْفَ (وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِظَنِينٍ) فَقُلْتُ لِسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ: مَا الظَّنِينُ؟ قَالَ: لَيْسَ بِمُتَّهَمٍ
٢٤ / ١٦٩
حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ، قَالَ: ثنا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ أَبِي الْمُعَلَّى، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ أَنَّهُ قَرَأَ (وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِظَنِينٍ) قُلْتُ: وَمَا الظَّنِينُ؟ قَالَ: الْمُتَّهَمُ
٢٤ / ١٦٩
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: ثني أَبِي، قَالَ: ثني عَمِّي، قَالَ: ثني أَبِي، عَنْ ⦗١٧٠⦘ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَوْلُهُ: (وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِظَنِينٍ) يَقُولُ: لَيْسَ بِمُتَّهَمٍ عَلَى مَا جَاءَ بِهِ، وَلَيْسَ يَظُنُّ بِمَا أُوتِيَ
٢٤ / ١٦٩
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْوَاسِطِيُّ، قَالَ: ثنا الْمُغِيرَةُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، (وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِظَنِينٍ) قَالَ: بِمُتَّهَمٍ
٢٤ / ١٧٠
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ: (وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِظَنِينٍ) قَالَ: الْغَيْبُ: الْقُرْآنُ وَفِي قِرَاءَتِنَا (بِظَنِينٍ) مُتَّهَمٍ
٢٤ / ١٧٠
حُدِّثْتُ عَنِ الْحُسَيْنِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُعَاذٍ، يَقُولُ: ثنا عُبَيْدٌ، قَالَ: سَمِعْتُ الضَّحَّاكَ، يَقُولُ فِي قَوْلِهِ: (بِظَنِينٍ) قَالَ: لَيْسَ عَلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِمُتَّهَمٍ وَقَدْ تَأَوَّلَ ذَلِكَ بَعْضُ أَهْلِ الْعَرَبِيَّةِ أَنَّ مَعْنَاهُ: وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَعِيفٍ، وَلَكِنَّهُ مُحْتَمِلٌ لَهُ مُطِيقٌ، وَوَجَّهَهُ إِلَى قَوْلِ الْعَرَبِ لِلرَّجُلِ الضَّعِيفِ: هُوَ ظَنُونٌ وَأَوْلَى الْقِرَاءَتَيْنِ فِي ذَلِكَ عِنْدِي بِالصَّوَابِ: مَا عَلَيْهِ خُطُوطُ مَصَاحِفِ الْمُسْلِمِينَ مُتَّفِقَةٌ، وَإِنِ اخْتَلَفَتْ قِرَاءَتُهُمْ بِهِ، وَذَلِكَ ﴿بِضَنِينٍ﴾ [التكوير: ٢٤] بِالضَّادِ، لِأَنَّ ذَلِكَ كُلَّهُ كَذَلِكَ فِي خُطُوطِهَا فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ كَذَلِكَ، فَأَوْلَى الْتَأْوِيلَيْنِ بِالصَّوَابِ فِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَنْ تَأَوَّلَهُ: وَمَا مُحَمَّدٌ عَلَى مَا عَلَّمَهُ اللَّهُ مِنْ وَحْيِهِ وَتَنْزِيلِهِ بِبَخِيلٍ بِتَعْلِيمُكُمُوهُ أَيُّهَا النَّاسُ، بَلْ هُوَ حَرِيصٌ عَلَى أَنْ تُؤْمِنُوا بِهِ وَتَتَعَلَّمُوهُ
٢٤ / ١٧٠
وَقَوْلُهُ: ﴿وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ﴾ [التكوير: ٢٥] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: وَمَا هَذَا الْقُرْآنُ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ مَلْعُونٍ مَطْرُودٍ، وَلَكِنَّهُ كَلَامُ اللَّهِ وَوَحْيُهُ
٢٤ / ١٧١
وَقَوْلُهُ: ﴿فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ﴾ [التكوير: ٢٦] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ عَنْ هَذَا الْقُرْآنِ، وَتَعْدِلُونَ عَنْهُ؟ وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ الْتَأْوِيلِ
٢٤ / ١٧١
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، ﴿فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ﴾ [التكوير: ٢٦] يَقُولُ: فَأَيْنَ تَعْدِلُونَ عَنْ كِتَابِي وَطَاعَتِي وَقِيلَ: ﴿فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ﴾ [التكوير: ٢٦] وَلَمْ يَقُلْ: فَإِلَى أَيْنَ تَذْهَبُونَ، كَمَا يُقَالُ: ذَهَبْتُ الشَّأْمَ، وَذَهَبْتُ السُّوقَ. وَحُكِيَ عَنِ الْعَرَبِ سَمَاعًا: انْطَلَقَ بِهِ الْغَوْرَ، عَلَى مَعْنَى إِلْغَاءِ الصِّفَةِ، وَقَدْ يُنْشَدُ لِبَعْضِ بَنِي عُقَيْلٍ:
[البحر الوافر] تَصِحُّ بِنَا حَنِيفَةُ إِذْ رَأَتْنَا … وَأَيُّ الْأَرْضِ تَذْهَبُ لِلصِّيَاحِ
بِمَعْنَى: إِلَى أَيِّ الْأَرْضِ تَذْهَبُ؟ وَاسْتُجِيزَ إِلْغَاءُ الصِّفَةِ فِي ذَلِكَ لِلِاسْتِعْمَالِ
[البحر الوافر] تَصِحُّ بِنَا حَنِيفَةُ إِذْ رَأَتْنَا … وَأَيُّ الْأَرْضِ تَذْهَبُ لِلصِّيَاحِ
بِمَعْنَى: إِلَى أَيِّ الْأَرْضِ تَذْهَبُ؟ وَاسْتُجِيزَ إِلْغَاءُ الصِّفَةِ فِي ذَلِكَ لِلِاسْتِعْمَالِ
٢٤ / ١٧١
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾ يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: ﴿إِنْ﴾ [البقرة: ٦] هَذَا الْقُرْآنُ، وَقَوْلُهُ: ﴿هُوَ﴾ [البقرة: ٢٩] مِنْ ذِكْرِ الْقُرْآنِ ﴿إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ﴾ [يوسف: ١٠٤] يَقُولُ: إِلَّا تَذْكِرَةً وَعِظَةً لِلْعَالَمِينَ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ. ﴿لِمَنْ ⦗١٧٢⦘ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ﴾ [التكوير: ٢٨] فَجَعَلَ ذَلِكَ تَعَالَى ذِكْرُهُ، ذِكْرًا لِمَنْ شَاءَ مِنَ الْعَالَمِينَ أَنْ يَسْتَقِيمَ، وَلَمْ يَجْعَلْهُ ذِكْرًا لِجَمِيعِهِمْ، فَاللَّامُ فِي قَوْلِهِ: ﴿لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ﴾ [المدثر: ٣٧] إِبْدَالٌ مِنَ اللَّامِ فِي لِلْعَالَمِينَ. وَكَانَ مَعْنَى الْكَلَامِ: إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ عَلَى سَبِيلِ الْحَقِّ فَيَتَّبِعَهُ، وَيُؤْمَنَ بِهِ وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ الْتَأْوِيلِ
٢٤ / ١٧١
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: ثنا عِيسَى، وَحَدَّثَنِي الْحَارِثُ، قَالَ: ثنا الْحَسَنُ، قَالَ: ثنا وَرْقَاءُ، جَمِيعًا عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَوْلُهُ: ﴿لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ﴾ [التكوير: ٢٨] قَالَ: يَتَّبِعُ الْحَقَّ
٢٤ / ١٧٢
وَقَوْلُهُ: ﴿وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾ يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: وَمَا تَشَاءُونَ أَيُّهَا النَّاسُ الِاسْتِقَامَةَ عَلَى الْحَقِّ، إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ ذَلِكَ لَكُمْ
٢٤ / ١٧٢
وَذُكِرَ أَنَّ السَّبَبَ الَّذِي مِنْ أَجْلِهِ نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ مَا: حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا مِهْرَانُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، لَمَّا نَزَلَتْ ﴿لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ﴾ [التكوير: ٢٨] قَالَ أَبُو جَهْلٍ: ذَلِكَ إِلَيْنَا، إِنْ شِئْنَا اسْتَقَمْنَا، فَنَزَلَتْ: ﴿وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾
٢٤ / ١٧٢
حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: ﴿لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ ⦗١٧٣⦘ أَنْ يَسْتَقِيمَ﴾ [التكوير: ٢٨] قَالَ أَبُو جَهْلٍ: الْأَمْرُ إِلَيْنَا، إِنْ شِئْنَا اسْتَقَمْنَا، وَإِنْ شِئْنَا لَمْ نَسْتَقِمْ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ: ﴿وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾
٢٤ / ١٧٢
حَدَّثَنِي ابْنُ الْبَرْقِيِّ، قَالَ: ثنا عَمْرُو بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: ﴿لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ﴾ [التكوير: ٢٨] قَالَ أَبُو جَهْلٍ: ذَلِكَ إِلَيْنَا، إِنْ شِئْنَا اسْتَقَمْنَا، وَإِنْ شِئْنَا لَمْ نَسْتَقِمْ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ: ﴿وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾
أخبار تونس نور العقيدة، أساس العلم، وحقائق الكون !