سُورَةُ الشَّمْسِ

مَكِّيَّةٌ وَآيَاتُهَا خَمْسَ عَشْرَةَ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
٢٤ ‏/ ٤٣٤
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿وَالشَّمْسِ وَضُحَهَا وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاَهَا وَالنَّهَارِ إِذَا جَلاَّهَا وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا وَالأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا﴾
٢٤ ‏/ ٤٣٤
قَوْلُهُ: ﴿وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا﴾ [الشمس: ١] قَسَمٌ، أَقْسَمَ رَبُّنَا تَعَالَى ذِكْرُهُ بِالشَّمْسِ وَضُحَاهَا؛ وَمَعْنَى الْكَلَامِ: أُقْسِمُ بِالشَّمْسِ، وَبِضُحَى الشَّمْسِ وَاخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي مَعْنَى قَوْلِهِ: ﴿وَضُحَاهَا﴾ [الشمس: ١] فَقَالَ بَعْضُهُمْ: مَعْنَى ذَلِكَ: وَالشَّمْسِ وَالنَّهَارِ، وَكَانَ يَقُولُ: الضُّحَى: هُوَ النَّهَارُ كُلُّهُ
٢٤ ‏/ ٤٣٤
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، ﴿وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا﴾ [الشمس: ١] قَالَ: هَذَا النَّهَارُ وَقَالَ آخَرُونَ: مَعْنَى ذَلِكَ: وَضُوئِهَا
٢٤ ‏/ ٤٣٤
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: ثنا عِيسَى، وَحَدَّثَنِي ⦗٤٣٥⦘ الْحَارِثُ، قَالَ: ثنا الْحَسَنُ، قَالَ: ثنا وَرْقَاءُ، جَمِيعًا عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي قَوْلِ اللَّهِ: ﴿وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا﴾ [الشمس: ١] قَالَ: ضَوْئِهَا وَالصَّوَابُ مِنَ الْقَوْلِ فِي ذَلِكَ أَنْ يُقَالَ: أَقْسَمَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ بِالشَّمْسِ وَنَهَارِهَا، لِأَنَّ ضَوْءَ الشَّمْسِ الظَّاهِرَةِ هُوَ النَّهَارُ
٢٤ ‏/ ٤٣٤
وَقَوْلُهُ: ﴿وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا﴾ [الشمس: ٢] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: وَالْقَمَرِ إِذَا تَبِعَ الشَّمْسَ، وَذَلِكَ فِي النِّصْفِ الْأَوَّلِ مِنَ الشَّهْرِ، إِذَا غَرَبَتِ الشَّمْسُ، تَلَاهَا الْقَمَرُ طَالِعًا
٢٤ ‏/ ٤٣٥
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: ثني أَبِي، قَالَ: ثني عَمِّي، قَالَ: ثني أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، ﴿وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا﴾ [الشمس: ٢] قَالَ: يَتْلُو النَّهَارَ
٢٤ ‏/ ٤٣٥
حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ، قَالَ: ثنا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ، عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَوْلُهُ: ﴿وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا﴾ [الشمس: ٢] يَعْنِي: الشَّمْسَ إِذَا تَبِعَهَا الْقَمَرَ
٢٤ ‏/ ٤٣٥
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: ثنا عِيسَى، وَحَدَّثَنِي الْحَارِثُ، قَالَ: ثنا الْحَسَنُ، قَالَ: ثنا وَرْقَاءُ، جَمِيعًا عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، ﴿وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا﴾ [الشمس: ٢] قَالَ: تَبِعَهَا
٢٤ ‏/ ٤٣٥
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، ﴿وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا﴾ [الشمس: ٢] يَتْلُوهَا صَبِيحَةَ الْهِلَالِ فَإِذَا سَقَطَتِ الشَّمْسُ رُؤِيَ الْهِلَالُ
٢٤ ‏/ ٤٣٦
حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: ثنا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، فِي قَوْلِهِ: ﴿وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا﴾ [الشمس: ٢] قَالَ: إِذَا تَلَاهَا لَيْلَةَ الْهِلَالِ
٢٤ ‏/ ٤٣٦
حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ، فِي قَوْلِ اللَّهِ: ﴿وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا﴾ [الشمس: ٢] قَالَ: هَذَا قَسَمٌ، وَالْقَمَرُ يَتْلُو الشَّمْسَ نِصْفَ الشَّهْرِ الْأَوَّلَ، وَتَتْلُوهُ النِّصْفَ الْآخَرَ، فَأَمَّا النِّصْفُ الْأَوَّلُ فَهُوَ يَتْلُوهَا، وَتَكُونُ أَمَامَهُ وَهُوَ وَرَاءَهَا، فَإِذَا كَانَ النِّصْفُ الْآخَرُ كَانَ هُوَ أَمَامَهَا يَقْدُمُهَا، وَتَلِيهِ هِيَ
٢٤ ‏/ ٤٣٦
وَقَوْلُهُ: ﴿وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا﴾ [الشمس: ٣] يَقُولُ: وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا، قَالَ: إِذَا أَضَاءَ
٢٤ ‏/ ٤٣٦
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، ﴿وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا﴾ [الشمس: ٣]⦗٤٣٧⦘ قَالَ: إِذَا غَشِيَهَا النَّهَارُ وَكَانَ بَعْضُ أَهْلِ الْعَرَبِيَّةِ يَتَأَوَّلُ ذَلِكَ بِمَعْنَى: وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَا الظُّلْمَةَ، وَيَجْعَلُ الْهَاءَ وَالْأَلِفَ مِنْ جَلَّاهَا كِنَايَةً عَنِ الظُّلْمَةِ، وَيَقُولُ: إِنَّمَا جَازَ الْكِنَايَةُ عَنْهَا، وَلَمْ يَجْرِ لَهَا ذِكْرٌ قَبْلُ، لِأَنَّ مَعْنَاهَا مَعْرُوفٌ، كَمَا يُعْرَفُ مَعْنَى قَوْلِ الْقَائِلِ: أَصْبَحَتْ بَارِدَةً، وَأَمْسَتْ بَارِدَةً، وَهَبَّتْ شَمَالًا، فَكَنَّى عَنْ مُؤَنَّثَاتٍ لَمْ يَجْرِ لَهَا ذِكْرٌ، إِذْ كَانَ مَعْرُوفًا مَعْنَاهُنَّ وَالصَّوَابُ عِنْدَنَا فِي ذَلِكَ: مَا قَالَهُ أَهْلُ الْعِلْمِ الَّذِينَ حَكَيْنَا قَوْلَهُمْ، لِأَنَّهُمْ أَعْلَمُ بِذَلِكَ، وَإِنْ كَانَ لِلَّذِي قَالَهُ مَنْ ذَكَرْنَا قَوْلَهُ مِنْ أَهْلِ الْعَرَبِيَّةِ وَجْهٌ
٢٤ ‏/ ٤٣٦
وَقَوْلُهُ: ﴿وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا﴾ [الشمس: ٤] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى الشَّمْسَ، حَتَّى تَغِيبَ فَتُظْلِمَ الْآفَاقُ. وَكَانَ قَتَادَةُ يَقُولُ فِي ذَلِكَ مَا
٢٤ ‏/ ٤٣٧
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، ﴿وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا﴾ [الشمس: ٤]: إِذَا غَشَّاهَا اللَّيْلُ
٢٤ ‏/ ٤٣٧
وَقَوْلُهُ: ﴿وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا﴾ [الشمس: ٥] يَقُولُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: وَالسَّمَاءِ وَمَنْ بَنَاهَا، يَعْنِي: وَمَنْ خَلَقَهَا، وَبِنَاؤُهُ إِيَّاهَا: تَصْيِيرُهُ إِيَّاهَا لِلْأَرْضِ سَقْفًا ⦗٤٣٨⦘ وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ
٢٤ ‏/ ٤٣٧
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، ﴿وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا﴾ [الشمس: ٥] وَبِنَاؤُهَا: خَلْقُهَا
٢٤ ‏/ ٤٣٨
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: ثنا عِيسَى، وَحَدَّثَنِي الْحَارِثُ، قَالَ: ثنا الْحَسَنُ، قَالَ: ثنا وَرْقَاءُ، جَمِيعًا عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَوْلُهُ: ﴿وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا﴾ [الشمس: ٥] قَالَ: اللَّهُ بَنَى السَّمَاءَ وَقِيلَ: ﴿وَمَا بَنَاهَا﴾ [الشمس: ٥] وَهُوَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ بَانِيهَا، فَوَضَعَ مَا مَوْضِعَ مَنْ كَمَا قَالَ ﴿وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ﴾ [البلد: ٣] فَوَضَعَ مَا فِي مَوْضِعِ مَنْ وَمَعْنَاهُ، وَمَنْ وَلَدَ، لِأَنَّهُ قَسَمٌ أَقْسَمَ بِآدَمَ وَوَلَدِهِ، وَكَذَلِكَ: ﴿وَلَا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُمْ مِنَ النِّسَاءِ﴾ [النساء: ٢٢] وَقَوْلُهُ: ﴿فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ﴾ [النساء: ٣] وَإِنَّمَا هُوَ: فَانْكِحُوا مَنْ طَابَ لَكُمْ. وَجَائِزٌ تَوْجِيهُ ذَلِكَ إِلَى مَعْنَى الْمَصْدَرِ، كَأَنَّهُ قَالَ: وَالسَّمَاءِ وَبِنَائِهَا، وَوَالِدٍ وَوِلَادَتِهِ
٢٤ ‏/ ٤٣٨
وَقَوْلُهُ: ﴿وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا﴾ [الشمس: ٦] وَهَذِهِ أَيْضًا نَظِيرُ الَّتِي قَبْلَهَا، وَمَعْنَى الْكَلَامِ: وَالْأَرْضِ وَمَنْ طَحَاهَا وَمَعْنَى قَوْلِهِ: ﴿طَحَاهَا﴾ [الشمس: ٦] بَسَطَهَا يَمِينًا وَشِمَالًا، وَمِنْ كُلِّ جَانِبٍ. ⦗٤٣٩⦘ وَقَدِ اخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي مَعْنَى قَوْلِهِ: ﴿طَحَاهَا﴾ [الشمس: ٦] فَقَالَ بَعْضُهُمْ: مَعْنَى ذَلِكَ: وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ فِيهَا
٢٤ ‏/ ٤٣٨
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: ثني أَبِي، قَالَ: ثني عَمِّي، قَالَ: ثني أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: ﴿وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا﴾ [الشمس: ٦] يَقُولُ: مَا خَلَقَ فِيهَا وَقَالَ آخَرُونَ: يَعْنِي بِذَلِكَ: وَمَا بَسَطَهَا
٢٤ ‏/ ٤٣٩
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُمَارَةَ، قَالَ: ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: ثنا عِيسَى، وَحَدَّثَنِي الْحَارِثُ، قَالَ: ثنا الْحَسَنُ، قَالَ: ثنا وَرْقَاءُ، جَمِيعًا عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَوْلُهُ: ﴿وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا﴾ [الشمس: ٦] قَالَ: دَحَاهَا
٢٤ ‏/ ٤٣٩
حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿وَمَا طَحَاهَا﴾ [الشمس: ٦] قَالَ: بَسَطَهَا ⦗٤٤٠⦘ وَقَالَ آخَرُونَ: بَلْ مَعْنَى ذَلِكَ: وَمَا قَسَمَهَا
٢٤ ‏/ ٤٣٩
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي عَلِيٌّ، قَالَ: ثنا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: ثني مُعَاوِيَةُ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا﴾ [الشمس: ٦] يَقُولُ: قَسَمَهَا
٢٤ ‏/ ٤٤٠
وَقَوْلُهُ: ﴿وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا﴾ [الشمس: ٧] يَعْنِي جَلَّ ثَنَاؤُهُ بِقَوْلِهِ: ﴿وَمَا سَوَّاهَا﴾ [الشمس: ٧] نَفْسَهُ، لِأَنَّهُ هُوَ الَّذِي سَوَّى النَّفْسَ وَخَلَقَهَا، فَعَدَلَ خَلْقَهَا، فَوَضَعَ مَا مَوْضِعَ مَنْ وَقَدْ يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ مَعْنَى ذَلِكَ أَيْضًا الْمَصْدَرُ، فَيَكُونَ تَأْوِيلُهُ: وَنَفْسٍ وَتَسْوِيَتِهَا، فَيَكُونَ الْقَسَمُ بِالنَّفْسِ وَبِتَسْوِيَتِهَا
٢٤ ‏/ ٤٤٠
وَقَوْلُهُ: ﴿فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا﴾ [الشمس: ٨] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: فَبَيَّنَ لَهَا مَا يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تَأْتِيَ أَوْ تَذَرَ مِنْ خَيْرٍ، أَوْ شَرٍّ أَوْ طَاعَةٍ، أَوْ مَعْصِيَةٍ وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ
٢٤ ‏/ ٤٤٠
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي عَلِيٌّ، قَالَ: ثَنَا أَبُو صَالِحٍ قَالَ: ثَنِي مُعَاوِيَةُ عَنْ عَلِيٍّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَوْلُهُ: ﴿فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا﴾ [الشمس: ٨] يَقُولُ: بَيَّنَ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ
٢٤ ‏/ ٤٤٠
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: ثني أَبِي، قَالَ: ثني عَمِّي، قَالَ: ثني أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَوْلُهُ: ﴿فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا﴾ [الشمس: ٨] يَقُولُ: بَيْنَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ
٢٤ ‏/ ٤٤١
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: ثني أَبِي، قَالَ: ثني عَمِّي، قَالَ: ثني أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: ﴿فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا﴾ [الشمس: ٨] قَالَ: عَلَّمَهَا الطَّاعَةَ وَالْمَعْصِيَةَ
٢٤ ‏/ ٤٤١
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: ثنا عِيسَى، وَحَدَّثَنِي الْحَارِثُ، قَالَ: ثنا الْحَسَنُ، قَالَ: ثنا وَرْقَاءُ، جَمِيعًا عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، ﴿فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا﴾ [الشمس: ٨] قَالَ: عَرَّفَهَا
٢٤ ‏/ ٤٤١
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، ﴿فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا﴾ [الشمس: ٨] فَبَيَّنَ لَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا
٢٤ ‏/ ٤٤١
وَحُدِّثْتُ عَنِ الْحُسَيْنِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُعَاذٍ، يَقُولُ: ثنا عُبَيْدٌ، قَالَ: سَمِعْتُ الضَّحَّاكَ، يَقُولُ فِي قَوْلِهِ: ﴿فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا﴾ [الشمس: ٨] بَيَّنَ لَهَا الطَّاعَةَ وَالْمَعْصِيَةَ
٢٤ ‏/ ٤٤١
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا مِهْرَانُ، عَنْ سُفْيَانَ، ﴿فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا﴾ [الشمس: ٨] قَالَ: أَعْلَمَهَا الْمَعْصِيَةَ وَالطَّاعَةَ
٢٤ ‏/ ٤٤١
قَالَ: ثنا مِهْرَانُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ، ﴿فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا﴾ [الشمس: ٨] قَالَ: الطَّاعَةَ وَالْمَعْصِيَةَ ⦗٤٤٢⦘ وَقَالَ آخَرُونَ: بَلْ مَعْنَى ذَلِكَ: أَنَّ اللَّهَ جَعَلَ فِيهَا ذَلِكَ
٢٤ ‏/ ٤٤١
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا﴾ [الشمس: ٨] قَالَ: جَعَلَ فِيهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا
٢٤ ‏/ ٤٤٢
حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثنا صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى، وَأَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ، قَالَا: ثنا عَزْرَةُ بْنُ ثَابِتٍ، قَالَ: ثني يَحْيَى بْنُ عَقِيلٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ الدِّيلِيِّ، قَالَ: قَالَ لِي عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ: أَرَأَيْتَ مَا يَعْمَلُ النَّاسُ فِيهِ وَيَتَكَادَحُونَ فِيهِ، أَشَيْءٌ قُضِيَ عَلَيْهِمْ، وَمَضَى عَلَيْهِمْ مِنْ قَدَرٍ قَدْ سَبَقَ، أَوْ فِيمَا يَسْتَقْبِلُونَ، مِمَّا أَتَاهُمْ بِهِ نَبِيُّهُمْ عليه الصلاة والسلام، وَأُكِّدَتْ عَلَيْهِمُ الْحُجَّةُ؟ قُلْتُ: بَلْ شَيْءٌ قُضِيَ عَلَيْهِمْ، قَالَ: فَهَلْ يَكُونُ ذَلِكَ ظُلْمًا؟ قَالَ: فَفَزِعْتُ مِنْهُ فَزَعًا شَدِيدًا، قَالَ: قُلْتُ لَهُ: لَيْسَ شَيْءٌ إِلَّا وَهُوَ خَلْقُهُ، وَمِلْكُ يَدِهِ، ﴿لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ﴾ [الأنبياء: ٢٣] . قَالَ: شَدَّدَكَ اللَّهُ، إِنَّمَا سَأَلْتُكَ، أَظُنُّهُ أَنَا، لَأَخْبُرَ عَقْلَكَ. إِنَّ رَجُلًا مِنْ مُزَيْنَةَ أَوْ جُهَيْنَةَ، أَتَى النَّبِيَّ ﷺ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ مَا يَعْمَلُ النَّاسُ فِيهِ وَيَتَكَادَحُونَ: أَشَيْءٌ قُضِيَ عَلَيْهِمْ، وَمَضَى عَلَيْهِمْ مِنْ قَدَرٍ سَبَقَ، أَوْ فِيمَا يَسْتَقْبِلُونَ، مِمَّا أَتَاهُمْ بِهِ نَبِيُّهُمْ عليه السلام وَأُكِّدَتْ بِهِ عَلَيْهِمُ الْحُجَّةُ؟ قَالَ: «فِي شَيْءٍ قَدْ قُضِيَ عَلَيْهِمْ» قَالَ: فَفِيمَ نَعْمَلُ؟ قَالَ: “مَنْ كَانَ اللَّهُ خَلَقَهُ لِإِحْدَى الْمَنْزِلَتَيْنِ يُهَيِّئُهُ لَهَا، وَتَصْدِيقُ ذَلِكَ فِي كِتَابِ اللَّهِ: ﴿وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا﴾ [الشمس: ٨]
٢٤ ‏/ ٤٤٢
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاهَا وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا﴾ [الشمس: ١٠]
٢٤ ‏/ ٤٤٣
قَوْلُهُ: ﴿قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا﴾ [الشمس: ٩] يَقُولُ: قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّى اللَّهُ نَفْسَهُ، فَكَثَّرَ تَطْهِيرَهَا مِنَ الْكُفْرِ وَالْمَعَاصِي، وَأَصْلَحَهَا بِالصَّالِحَاتِ مِنَ الْأَعْمَالِ. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ
٢٤ ‏/ ٤٤٣
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي عَلِيٌّ، قَالَ: ثنا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: ثني مُعَاوِيَةُ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، ﴿قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا﴾ [الشمس: ٩] يَقُولُ: قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّى اللَّهُ نَفْسَهُ
٢٤ ‏/ ٤٤٣
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا مِهْرَانُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ خُصَيْفٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَعِكْرِمَةَ: ﴿قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا﴾ [الشمس: ٩] قَالُوا: مَنْ أَصْلَحَهَا حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ خُصَيْفٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَلَمْ يَذْكُرْ عِكْرِمَةَ
٢٤ ‏/ ٤٤٣
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، ﴿قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا﴾ [الشمس: ٩]: مَنْ عَمِلَ خَيْرًا زَكَّاهَا بِطَاعَةِ اللَّهِ
٢٤ ‏/ ٤٤٤
حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: ثنا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، ﴿قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا﴾ [الشمس: ٩] قَالَ: قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّى نَفْسَهُ بِعَمَلٍ صَالِحٍ
٢٤ ‏/ ٤٤٤
حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا﴾ [الشمس: ٩] يَقُولُ: قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّى اللَّهُ نَفْسَهُ. وَهَذَا هُوَ مَوْضِعُ الْقَسَمِ، كَمَا
٢٤ ‏/ ٤٤٤
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: قَدْ وَقَعَ الْقَسَمُ هَاهُنَا ﴿قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا﴾ [الشمس: ٩] وَقَدْ ذَكَرْتُ مَا تَقُولُ أَهْلُ الْعَرَبِيَّةِ فِي ذَلِكَ فِيمَا مَضَى مِنْ نَظَائِرِهِ قَبْلُ
٢٤ ‏/ ٤٤٤
وَقَوْلُهُ: ﴿وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا﴾ [الشمس: ١٠] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: وَقَدْ خَابَ فِي طِلْبَتِهِ، فَلَمْ يُدْرِكْ مَا طَلَبَ وَالْتَمَسَ لِنَفْسِهِ مِنَ الصَّلَاحِ ﴿مَنْ دَسَّاهَا﴾ [الشمس: ١٠] يَعْنِي: مَنْ دَسَّسَ اللَّهُ نَفْسَهُ فَأَحْمَلَهَا، وَوَضَعَ مِنْهَا، بِخُذْلَانِهِ إِيَّاهَا عَنِ الْهُدَى حَتَّى رَكِبَ الْمَعَاصِي، وَتَرَكَ طَاعَةَ اللَّهِ. وَقِيلَ: دَسَّاهَا وَهِيَ دَسَّسَهَا، فَقُلِبَتْ إِحْدَى سِينَاتِهَا يَاءً، كَمَا قَالَ الْعَجَّاجُ:
[البحر الرجز] ⦗٤٤٥⦘ تَقَضِّيَ الْبَازِي إِذَا الْبَازِي كَسَرْ
يُرِيدُ: تَقَضُّضَ. وَتَظَنَّيْتُ هَذَا الْأَمْرَ، بِمَعْنَى: تَظَنَّنْتُ، وَالْعَرَبُ تَفْعَلُ ذَلِكَ كَثِيرًا، فَتُبْدِلُ فِي الْحَرْفِ الْمُشَدَّدِ بَعْضَ حُرُوفِهِ، يَاءً أَحْيَانًا، وَوَاوًا أَحْيَانًا؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الْآخَرِ:
[البحر الرجز] يَذْهَبُ بِي فِي الشِّعْرِ كُلَّ فَنِّ … حَتَّى يَرُدَّ عَنِّيَ التَّظَنِّي
يُرِيدُ: التَّظَنُّنَ. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ
٢٤ ‏/ ٤٤٤
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي عَلِيٌّ، قَالَ: ثنا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: ثني مُعَاوِيَةُ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، ﴿وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا﴾ [الشمس: ١٠] يَقُولُ: وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّى اللَّهُ نَفْسَهُ فَأَضَلَّهُ
٢٤ ‏/ ٤٤٥
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: ثني أَبِي، قَالَ: ثني عَمِّي، قَالَ: ثني أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: ﴿وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا﴾ [الشمس: ١٠] يَعْنِي: تَكْذِيبَهَا
٢٤ ‏/ ٤٤٥
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ خُصَيْفٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، ﴿وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا﴾ [الشمس: ١٠] قَالَ أَحَدُهُمَا: أَغْوَاهَا، وَقَالَ الْآخَرُ: ⦗٤٤٦⦘ أَضَلَّهَا
٢٤ ‏/ ٤٤٥
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا مِهْرَانُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ خُصَيْفٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، ﴿وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا﴾ [الشمس: ١٠] قَالَ: أَضَلَّهَا وَقَالَ سَعِيدٌ: مَنْ أَغْوَاهَا
٢٤ ‏/ ٤٤٦
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: ثنا عِيسَى؛ وَحَدَّثَنِي الْحَارِثُ، قَالَ: ثنا الْحَسَنُ، قَالَ: ثنا وَرْقَاءُ، جَمِيعًا عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَوْلُهُ: ﴿مَنْ دَسَّاهَا﴾ [الشمس: ١٠] قَالَ: أَغْوَاهَا
٢٤ ‏/ ٤٤٦
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، ﴿وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا﴾ [الشمس: ١٠] قَالَ: أَثَّمَهَا وَأَفْجَرَهَا، حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: ثنا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، مِثْلَهُ
٢٤ ‏/ ٤٤٦
حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿وَقَدْ خَابَ﴾ [الشمس: ١٠] يَقُولُ: وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّى اللَّهُ نَفْسَهُ
٢٤ ‏/ ٤٤٦
وَقَوْلُهُ: ﴿كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا﴾ [الشمس: ١١] يَقُولُ: كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطُغْيَانِهَا، يَعْنِي: بِعَذَابِهَا الَّذِي وَعَدَهُمُوهُ صَالِحٌ عليه السلام، فَكَانَ ذَلِكَ الْعَذَابُ طَاغِيًا طَغَى عَلَيْهِمْ، كَمَا قَالَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: ﴿فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ﴾ [الحاقة: ٥] وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ، وَإِنْ كَانَ فِيهِ اخْتِلَافٌ بَيْنَ أَهْلِ التَّأْوِيلِ
٢٤ ‏/ ٤٤٦
ذِكْرُ مَنْ قَالَ الْقَوْلَ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ عَمْرٍو السَّكُونِيُّ، قَالَ: ثنا الْوَلِيدُ بْنُ سَلَمَةَ الْفِلَسْطِينِيُّ، قَالَ: ثني يَزِيدُ بْنُ سَمُرَةَ الْمَذْحِجِيُّ عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِ اللَّهِ: ﴿كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا﴾ [الشمس: ١١] قَالَ: اسْمُ الْعَذَابِ الَّذِي جَاءَهَا، الطَّغْوَى، فَقَالَ: كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِعَذَابِهَا
٢٤ ‏/ ٤٤٧
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، ﴿كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا﴾ [الشمس: ١١] أَيْ: بِالطُّغْيَانِ وَقَالَ آخَرُونَ: كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِمَعْصِيَتِهِمُ اللَّهَ
٢٤ ‏/ ٤٤٧
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: ثنا عِيسَى، وَحَدَّثَنِي الْحَارِثُ، قَالَ: ثنا الْحَسَنُ، قَالَ: ثنا وَرْقَاءُ، جَمِيعًا عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، ﴿كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا﴾ [الشمس: ١١] قَالَ: مَعْصِيَتِهَا
٢٤ ‏/ ٤٤٧
حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا﴾ [الشمس: ١١] قَالَ: بِطُغْيَانِهِمْ وَبِمَعْصِيَتِهِمْ وَقَالَ آخَرُونَ: بَلْ مَعْنَى ذَلِكَ بِأَجْمَعِهَا
٢٤ ‏/ ٤٤٧
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، وَابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رِفَاعَةَ الْقُرَظِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ، أَنَّهُ قَالَ: ﴿كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا﴾ [الشمس: ١١] قَالَ: بِأَجْمَعِهَا، حَدَّثَنِي ابْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ الْبَرْقِيُّ، قَالَ: ثنا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، قَالَ: ثني عُمَارَةُ بْنُ غَزِيَّةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رِفَاعَةَ الْقُرَظِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ، مِثْلَهُ وَقِيلَ ﴿طَغْوَاهَا﴾ بِمَعْنَى: طُغْيَانِهِمْ، وَهُمَا مَصْدَرَانِ لِلتَّوْفِيقِ بَيْنَ رُءُوسِ الْآيِ، إِذْ كَانَتِ الطَّغْوَى أَشْبَهَ بِسَائِرِ رُءُوسِ الْآيَاتِ فِي هَذِهِ السُّورَةِ، وَذَلِكَ نَظِيرُ قَوْلِهِ: ﴿وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ﴾ [يونس: ١٠] بِمَعْنَى: وَآخِرُ دُعَائِهِمْ
٢٤ ‏/ ٤٤٨
وَقَوْلُهُ: ﴿إِذْ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا﴾ [الشمس: ١٢] يَقُولُ: إِذْ ثَارَ أَشْقَى ثَمُودَ، وَهُوَ قُدَارُ بْنُ سَالِفٍ، كَمَا
٢٤ ‏/ ٤٤٨
حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: ثنا الطُّفَاوِيُّ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَمْعَةَ، قَالَ: خَطَبَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، فَذَكَرَ فِي خُطْبَتِهِ النَّاقَةَ، وَالَّذِي عَقَرَهَا، فَقَالَ: «﴿إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا﴾ [الشمس: ١٢]: انْبَعَثَ لَهَا رَجُلٌ عَزِيزٌ عَارِمٌ، مَنِيعٌ فِي رَهْطِهِ، مِثْلُ أَبِي زَمْعَةَ»
٢٤ ‏/ ٤٤٨
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَا: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، فِي قَوْلِهِ ﴿إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا﴾ [الشمس: ١٢] يَعْنِي: أُحَيْمِرَ ثَمُودَ
٢٤ ‏/ ٤٤٩
وَقَوْلُهُ: ﴿فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ﴾ [الشمس: ١٣] يَعْنِي بِذَلِكَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: صَالِحًا رَسُولَ اللَّهِ ﷺ، فَقَالَ لِثَمُودَ صَالِحٍ: ﴿نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا﴾ [الشمس: ١٣] احْذَرُوا نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا، وَإِنَّمَا حَذَّرَهُمْ سُقْيَا النَّاقَةِ، لِأَنَّهُ كَانَ تَقَدَّمَ إِلَيْهِمْ عَنْ أَمْرِ اللَّهِ، أَنَّ لِلنَّاقَةِ شِرْبَ يَوْمٍ، وَلَهُمْ شِرْبُ يَوْمٍ آخَرَ، غَيْرَ يَوْمِ النَّاقَةِ، عَلَى مَا قَدْ بَيَّنْتُ فِيمَا مَضَى قَبْلُ، وَكَمَا
٢٤ ‏/ ٤٤٩
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، ﴿فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا﴾ [الشمس: ١٣] قَسْمُ اللَّهِ الَّذِي قَسَمَ لَهَا مِنْ هَذَا الْمَاءِ
٢٤ ‏/ ٤٤٩
وَقَوْلُهُ: ﴿فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا﴾ [الشمس: ١٤] يَقُولُ: فَكَذَّبُوا صَالِحًا فِي خَبَرِهِ الَّذِي أَخْبَرَهُمْ بِهِ، مِنْ أَنَّ اللَّهَ الَّذِي جَعَلَ شِرْبَ النَّاقَةِ يَوْمًا، وَلَهُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ، وَأَنَّ اللَّهَ يَحِلُّ بِهِمْ نِقْمَتَهُ، إِنْ هُمْ عَقَرُوهَا، كَمَا وَصَفَهُمْ جَلَّ ثَنَاؤُهُ فَقَالَ: ﴿كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعَادٌ بِالْقَارِعَةِ﴾ [الحاقة: ٤] وَقَدْ يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ التَّكْذِيبُ بِالْعَقْرِ. وَإِذَا كَانَ ذَلِكَ كَذَلِكَ، جَازَ تَقْدِيمُ التَّكْذِيبِ قَبْلَ الْعَقْرِ، وَالْعَقْرِ قَبْلَ التَّكْذِيبِ، وَذَلِكَ أَنَّ كُلَّ فِعْلٍ وَقَعَ عَنْ سَبَبٍ حَسُنَ ابْتِدَاؤُهُ قَبْلَ السَّبَبِ وَبَعْدَهُ، كَقَوْلِ الْقَائِلِ: أَعْطَيْتَ فَأَحْسَنْتَ، وَأَحْسَنْتَ فَأَعْطَيْتَ، لِأَنَّ الْإِعْطَاءَ: هُوَ الْإِحْسَانُ، وَمِنَ الْإِحْسَانِ الْإِعْطَاءُ، وَكَذَلِكَ لَوْ كَانَ الْعَقْرُ هُوَ سَبَبُ التَّكْذِيبِ، جَازَ تَقْدِيمُ أَيِّ ذَلِكَ شَاءَ الْمُتَكَلِّمُ. وَقَدْ زَعَمَ بَعْضُهُمْ أَنَّ قَوْلَهُ: ﴿فَكَذَّبُوهُ﴾ [الأعراف: ٦٤] كَلِمَةٌ مُكْتَفِيَةٌ بِنَفْسِهَا، وَأَنَّ
٢٤ ‏/ ٤٤٩
قَوْلَهُ: ﴿فَعَقَرُوهَا﴾ [هود: ٦٥] جَوَابٌ لِقَوْلِهِ: ﴿إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا﴾ [الشمس: ١٢] كَأَنَّهُ قِيلَ: إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا فَعَقَرَهَا، فَقَالَ: وَكَيْفَ؟ قِيلَ ﴿فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا﴾ [الشمس: ١٤] وَقَدْ كَانَ الْقَوْمُ قَبْلَ قَتْلِ النَّاقَةِ مُسْلِمَيْنَ، لَهَا شِرْبُ يَوْمٍ، وَلَهُمْ شِرْبُ يَوْمٍ آخَرَ. قِيلَ: جَاءَ الْخَبَرُ أَنَّهُمْ بَعْدَ تَسْلِيمِهِمْ ذَلِكَ، أَجْمَعُوا عَلَى مَنْعِهَا الشُّرْبَ، وَرَضَوْا بِقَتْلِهَا، وَعَنْ رِضَا جَمِيعِهِمْ قَتَلَهَا قَاتِلُهَا، وَعَقَرَهَا مَنْ عَقَرَهَا وَلِذَلِكَ نُسِبَ التَّكْذِيبُ وَالْعَقْرُ إِلَى جَمِيعِهِمْ، فَقَالَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: ﴿فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا﴾ [الشمس: ١٤]
٢٤ ‏/ ٤٥٠
وَقَوْلُهُ: ﴿فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاهَا﴾ [الشمس: ١٤] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: فَدَمَّرَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ ذَلِكَ، وَكُفْرِهِمْ بِهِ، وَتَكْذِيبِهِمْ رَسُولَهُ صَالِحًا، وَعَقْرِهِمْ نَاقَتَهُ ﴿فَسَوَّاهَا﴾ [النازعات: ٢٨] يَقُولُ: فَسَوَّى الدَّمْدَمَةَ عَلَيْهِمْ جَمِيعِهِمْ، فَلَمْ يُفْلِتْ مِنْهُمْ أَحَدٌ، كَمَا
٢٤ ‏/ ٤٥٠
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلُهُ: ﴿فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاهَا﴾ [الشمس: ١٤] ذُكِرَ لَنَا أَنَّ أُحَيْمِرَ ثَمُودَ أَبَى أَنْ يَعْقِرَهَا، حَتَّى بَايَعَهُ صَغِيرُهُمْ وَكَبِيرُهُمْ، وَذَكَرُهُمْ وَأُنْثَاهُمْ، فَلَمَّا اشْتَرَكَ الْقَوْمُ فِي عَقْرِهَا دَمْدَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاهَا
٢٤ ‏/ ٤٥٠
حَدَّثَنِي بِشْرُ بْنُ آدَمَ، قَالَ: ثنا قُتَيْبَةُ، قَالَ: ثنا أَبُو هِلَالٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ⦗٤٥١⦘ الْحَسَنَ، يَقُولُ: لَمَّا عَقَرُوا النَّاقَةَ طَلَبُوا فَصِيلَهَا، فَصَارَ فِي قَارَّةِ الْجَبَلِ، فَقَطَعَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ
٢٤ ‏/ ٤٥٠
وَقَوْلُهُ: ﴿وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا﴾ [الشمس: ١٥] اخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي مَعْنَى ذَلِكَ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: مَعْنَاهُ: لَا يَخَافُ تَبَعَةَ دَمْدَمَتِهِ عَلَيْهِمْ
٢٤ ‏/ ٤٥١
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي عَلِيٌّ، قَالَ: ثنا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: ثني مُعَاوِيَةُ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَوْلُهُ: ﴿وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا﴾ [الشمس: ١٥] قَالَ: لَا يَخَافُ اللَّهُ مِنْ أَحَدٍ تَبَعَةً
٢٤ ‏/ ٤٥١
حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُسْتَمِرِّ، قَالَ: ثنا عُثْمَانُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: ثنا عُمَرُ بْنُ مَرْثَدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، فِي قَوْلِهِ: ﴿وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا﴾ [الشمس: ١٥] قَالَ: ذَاكَ رَبُّنَا تبارك وتعالى، لَا يَخَافُ تَبَعَةً مِمَّا صَنَعَ بِهِمْ
٢٤ ‏/ ٤٥١
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا وَكِيعٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُنَبِّهٍ، هَكَذَا هُوَ فِي كِتَابِي، سَمِعْتُ الْحَسَنَ قَرَأَ: ﴿وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا﴾ [الشمس: ١٥] قَالَ: ذَلِكَ الرَّبُّ صَنَعَ ذَلِكَ بِهِمْ، وَلَمْ يَخَفْ تَبَعَةً
٢٤ ‏/ ٤٥١
حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ، قَالَ: ثنا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، عَنِ الْحَسَنِ، فِي قَوْلِهِ: ﴿وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا﴾ [الشمس: ١٥] قَالَ: لَا يَخَافُ تَبَعَتَهُمْ
٢٤ ‏/ ٤٥٢
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، ﴿وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا﴾ [الشمس: ١٥] يَقُولُ: لَا يَخَافُ أَنْ يُتْبَعَ بِشَيْءٍ مِمَّا صَنَعَ بِهِمْ
٢٤ ‏/ ٤٥٢
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: ثنا عِيسَى، وَحَدَّثَنِي الْحَارِثُ، قَالَ: ثنا الْحَسَنُ، قَالَ: ثنا وَرْقَاءُ، جَمِيعًا عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَوْلُهُ: ﴿وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا﴾ [الشمس: ١٥] قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو فِي حَدِيثِهِ، قَالَ: اللَّهُ لَا ﴿يَخَافُ عُقْبَاهَا﴾ [الشمس: ١٥] وَقَالَ الْحَارِثُ فِي حَدِيثِهِ: اللَّهُ لَا يَخَافُ عُقْبَاهَا
٢٤ ‏/ ٤٥٢
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالَ: ثنا يَعْقُوبُ، قَالَ: ثنا رَزِينُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ بَكْرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيُّ، يَقُولُ فِي قَوْلِهِ: ﴿وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا﴾ [الشمس: ١٥] قَالَ: لَا يَخَافُ اللَّهُ التَّبَعَةَ وَقَالَ آخَرُونَ: بَلْ مَعْنَى ذَلِكَ: وَلَمْ يَخْفَ الَّذِي عَقَرَهَا عُقْبَاهَا: أَيْ عُقْبَى فِعْلَتِهِ الَّتِي فَعَلَ
٢٤ ‏/ ٤٥٢
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا جَابِرُ بْنُ نُوحٍ، قَالَ: ثنا أَبُو رَوْقٍ، قَالَ: ثنا الضَّحَّاكُ، ﴿وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا﴾ [الشمس: ١٥] قَالَ: لَمْ يَخَفِ الَّذِي عَقَرَهَا عُقْبَاهَا
٢٤ ‏/ ٤٥٢
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا مِهْرَانُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ السُّدِّيِّ: ﴿وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا﴾ [الشمس: ١٥] قَالَ: لَمْ يَخَفِ الَّذِي عَقَرَهَا عُقْبَاهَا
٢٤ ‏/ ٤٥٣
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا مِهْرَانُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ السُّدِّيِّ ﴿وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا﴾ [الشمس: ١٥] قَالَ: الَّذِي لَا يَخَافُ الَّذِي صَنَعَ، عُقْبَى مَا صَنَعَ وَاخْتَلَفَتِ الْقُرَّاءُ فِي قِرَاءَةِ ذَلِكَ، فَقَرَأَتْهُ عَامَّةُ قُرَّاءِ الْحِجَازِ وَالشَّامِ: (فَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا) بِالْفَاءِ، وَكَذَلِكَ ذَلِكَ فِي مَصَاحِفِهِمْ، وَقَرَأَتْهُ عَامَّةُ قُرَّاءِ الْعِرَاقِ فِي الْمِصْرَيْنِ بِالْوَاوِ ﴿وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا﴾ [الشمس: ١٥] وَكَذَلِكَ هُوَ فِي مَصَاحِفِهِمْ، وَالصَّوَابُ مِنَ الْقَوْلِ فِي ذَلِكَ: أَنَّهُمَا قِرَاءَتَانِ مَعْرُوفَتَانِ، غَيْرُ مُخْتَلِفَتَيِ الْمَعْنَى، فَبِأَيَّتِهِمَا قَرَأَ الْقَارِئُ فَمُصِيبٌ، وَاخْتَلَفَتِ الْقُرَّاءُ فِي إِمَالَةِ مَا كَانَ مِنْ ذَوَاتِ الْوَاوِ فِي هَذِهِ السُّورَةِ وَغَيْرِهَا، كَقَوْلِهِ: ﴿وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا﴾ [الشمس: ٢] ﴿وَمَا طَحَاهَا﴾ [الشمس: ٦] وَنَحْوِ ذَلِكَ، فَكَانَ يَفْتَحُ ذَلِكَ كُلَّهُ عَامَّةُ قُرَّاءِ الْكُوفَةِ، وَيُمِيلُونَ مَا كَانَ مِنْ ذَوَاتِ الْيَاءِ، غَيْرَ عَاصِمٍ وَالْكِسَائِيِّ، فَإِنَّ عَاصِمًا كَانَ يَفْتَحُ جَمِيعَ ذَلِكَ، مَا كَانَ مِنْهُ مِنْ ذَوَاتِ الْوَاوِ وَذَوَاتِ الْيَاءِ، لَا يُضْجِعُ مِنْهُ شَيْئًا. وَكَانَ الْكِسَائِيُّ يَكْسِرُ ذَلِكَ كُلَّهُ. وَكَانَ أَبُو عَمْرٍو يَنْظُرُ إِلَى اتِّسَاقِ رُءُوسِ الْآيِ، فَإِنَّ كَانَتْ مُتَّسِقَةً عَلَى شَيْءٍ وَاحِدٍ، أَمَالَ جَمِيعَهَا. وَأَمَّا عَامَّةُ قُرَّاءِ الْمَدِينَةِ، فَإِنَّهُمْ لَا يَمِيلُونَ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ الْإِمَالَةَ الشَّدِيدَةَ، وَلَا يَفْتَحُونَهُ الْفَتْحَ الشَّدِيدَ، وَلَكِنْ بَيْنَ ذَلِكَ؛
٢٤ ‏/ ٤٥٣
وَأَفْصَحُ ذَلِكَ وَأَحْسَنُهُ: أَنْ يَنْظُرَ إِلَى ابْتِدَاءِ السُّورَةِ، فَإِنْ كَانَتْ رُءُوسُهَا بِالْيَاءِ، أُجْرِيَ جَمِيعُهَا بِالْإِمَالَةِ غَيْرِ الْفَاحِشَةِ، وَإِنْ كَانَتْ رُءُوسُهَا بِالْوَاوِ، فُتِحَتْ جَرَى جَمِيعُهَا بِالْفَتْحِ غَيْرِ الْفَاحِشِ، وَإِذَا انْفَرَدَ نَوْعٌ مِنْ ذَلِكَ فِي مَوْضِعٍ، أُمِيلَ ذَوَاتُ الْيَاءِ الْإِمَالَةِ الْمُعْتَدِلَةِ، وَفُتِحَ ذَوَاتُ الْوَاوِ الْفَتْحَ الْمُتَوَسِّطِ، وَإِنْ أُمِيلَتْ هَذِهِ، وَفُتِحَتْ هَذِهِ لَمْ يَكُنْ لَحْنًا، غَيْرَ أَنَّ الْفَصِيحَ مِنَ الْكَلَامِ هُوَ الَّذِي وَصَفْنَا صِفَتَهُ

عن معز نوني

متحصّل على شهادة ختم الدروس للمعهد الأعلى لتكوين المعلمين بقفصة دفعة 2000، يعمل حاليًّا أستاذ مدارس إبتدائية

شاهد أيضاً

سُورَةُ الْفَاتِحَةِ

مَكِّيَّةٌ وَآيَاتُهَا سَبْعٌ ١ ‏/ ١١١ ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ [الفاتحة: ١] الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ …