خرج علينا رسول الله ﷺ ونحن في الصُّفَّةِ، فقال:
«أيُّكُمْ يحبُّ أن يغدوَ إلى بُطْحَانَ أو العقيقِ، فيأخذَ ناقتين كَوْمَاوينِ زَهْرَاوينِ بغير إثم بالله عز وجل، ولا قَطْع رَحِمٍ؟».
قالوا: كلنا يا رسول الله! قال:
«فَلأنْ يغدوَ أحدُكم كل يوم إلى المسجدِ، فيتعلَّمَ آيتين من كتاب الله عز وجل: خيرٌ له من ناقتين، وإن ثلاثٌ فثلاثٌ، مثلَ أعدادهن من الإبل».
(قلت: إسناده صحيح. وقد أخرجه مسلم في «صحيحه»).
إسناده: حدثنا سليمان بن داود المَهْرِيُّ: ثنا ابن وهب: ثنا موسى بن عُلَيِّ بن رباح عن أبيه عن عقبة بن عامر الجهني قال …
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات رجال مسلم؛ غير المهري، وهو ثقة، وتوبع.
٣٥٠ – باب فاتحة الكتاب
١٣١٠ – عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ:
«(الحمد لله رب العالمين): أمُّ القرآن، وأمُّ الكتاب، والسَّبْعُ المثاني».
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين).
إسناده: حدثنا أحمد بن أبي شعيب الحَرَّاني: ثنا عيسى بن يونس: ثنا ابن أبي ذئب عن المَقْبُرِي عن أبي هريرة.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات على شرط الشيخين ولم يخرجاه.
وعزاه المنذري -كما في «عون المعبود» (١/ ٥٤٤) -للبخاري والترمذي! وما أظنه إلا من أوهامه!
ثم رأيته في «البخاري» (رقم ٤٧٠٤): حدثنا آدم: حدثنا ابن أبي ذئب … به.
والحديث أخرجه أحمد (٢/ ٤٤٨)، والطحاوي في «المشكل» (٢/ ٧٨) من طرق أخرى عن ابن أبي ذئب … به.
وله طريق أخرى عن أبي هريرة مرفوعًا … به مختصرًا؛ بلفظ:
«.. وإنها سبع من المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته»؛ وفيه قصة خروجه ﷺ على أُبي بن كعب وهو يصلي، ومناداته ﷺ إياه … نحو قصة أبي سعيد الآتية.
»صحيح على شرط مسلم«. وقال الترمذي:
»حسن صحيح«. وهو كما قالوا.
١٣١١ – عن أبي سعيد بن المُعَلَّى:
أن النبي ﷺ مَرَّ بِهِ وهو يصلي، فدعاه. قال:»فصليت ثم أتيتُه.
قال: فقال:
«ما منعك أن تُجيبني؟ !». قال: كنت أصلي. قال:
«ألم يقل الله عز وجل: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾؟ ! لأعلمنَّك أعظم سورة من -أو في- القرآن -شك خالد- قبل أن أخرج من المسجد».
قال: قلت: يا رسول الله! قولَك؟ قال:
«﴿الحمد لله رب العالمين﴾: هي السبع المثاني الذي أوتيت، والقرآن العظيم».
(قلت: إسناده صحيح على شرط البخاري. وقد أخرجه في «صحيحه»).
إسناده: حدثنا عبيد الله بن معاذ: ثنا خالد: ثنا شعبة عن خُبَيْب بن عبد الرحمن قال: سمعت حفص بن عاصم يحدث عن أبي سعيد بن المُعَلَّى.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات على شرط الشيخين؛ وقد أخرجه البخاري كما يأتي.
والحديث أخرجه النسائي (١/ ١٤٥) من طريق أخرى عن خالد -وهو ابن
وأخرجه الطيالسي (١٢٦٦): حدثنا شعبة … به.
البخاري (٨/ ١١٩ و٩/ ٤٩)، والطحاوي (٢/ ٧٧)، وأحمد (٤/ ٢١١) من طرق أخرى عن شعبة … به.
٣٥١ – باب من قال: هي من الطُّوَلِ
١٣١٢ – عن ابن عباس قال:
أُوتيَ رسولُ الله ﷺ سبعًا من المثاني الطُّوَلِ، وأُوتِيَ موسى عليه السلام سِتًّا، فلما ألْقَى الألواح؛ رُفِعَتْ ثنتان وبقي أرْبَعٌ.
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين).
إسناده: حدثنا عثمان بن أبي شيبة: ثنا جرير عن الأعمش عن مسلم البَطِينِ عن سعيد بن جبير عن ابن عباس.
قلت وهذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات على شرط الشيخين.
والحديث أخرجه النسائي (١/ ١٤٦)، وعند الطحاوي في «المشكل» (٢/ ٧٩) من طريق أخرى عن جرير بن عبد الحميد … به الشطر الأول فقط.
وصححه الحاكم (٢/ ٣٥٤) على شرطهما، والذهبي.
ورواه هو، والنسائي وغيرهما -كما في «الدُّرِّ المنثور» (٤/ ١٠٥) -من طريق أبي إسحاق عن مسلم البَطين … به موقوفًا. وقال الحاكم أيضًا.
«صحيح على شرط الشيخين»! ووافقه الذهبي!
وللتوفيق بينه وبين حديث أبي سعيد بن المعلى الذي قبله؛ راجع «تفسير ابن كثير» (سوره الحِجْرِ).
٣٥٢ – باب ما جاء في آية الكُرْسِيِّ
١٣١٣ – عن أُبَيِّ بن كعب قال: قال رسول الله ﷺ:
«أبا المنذر! أيُّ آيةِ مَعَكَ من كتاب الله أعظمُ؟». قال: قلت: الله ورسوله أعلم! قال:
«أبا المنذر! أيُّ آية معك من كتابِ الله أعظمُ؟». قال: قلت: ﴿الله لا إله إلا هو الحي القيوم). قال: فضرب في صدري، وقال:
«ليَهْنِ لك أبا المنذر! العلمُ».
(قلت: إسناده صحيح على شرط مسلم. وقد أخرجه في «صحيحه»).
إسناده: حدثنا محمد بن المثنى: ثنا عبد الأعلى: ثنا سعيد بن إياس عن أبي السّلِيلِ عن عبد الله بن رَبَاح الأنصاري عن أُبيّ بن كعب.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات على شرط مسلم؛ وأبو السليل: اسمه ضُرَيْبُ بن نُفَيْرٍ.
وعبد الأعلى: هو ابن عبد الأعلى، وقد سمع من سعيد بن إياس قبل اختلاطه أو تغيُّره بثمان سنين.
وتابعه سفيان عن سعيد الجريري.
أخرجه أحمد (٥/ ١٤١)؛ وسفيان: هو الثوري، وسمع أيضًا من سعيد قبل الاختلاط.
وتابعه أيضًا عنده: جعفر بن سليمان؛ إلا أنه قال: ثنا الجريري عن بعض أصحابه عن عبد الله بن رباح! وانظر «الصحيحة» (٣٤١٠).
٣٥٣ – باب في سورة (الصمد)
١٣١٤ – عن أبي سعيد الخدري:
أن رجلًا سمع رجلًا يقرأ: (قل هو الله أحد) يرددها. فلما أصبح؛ جاء إلى رسول الله ﷺ، فذكر ذلك له؟ ! وكان الرجل يتقالُّها! فقال النبي ﷺ:
«والذي نفسي بيده! إنها لتَعْدِلُ ثُلْثَ القرآن».
(قلت: إسناده صحيح على شرط البخاري. وقد أخرجه في «صحيحه»).
إسناده: حدثنا القعنبي عن مالك عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي سعيد الخدري.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات على شرط البخاري؛ وقد أخرجه كما يأتي.
وعنه: أخرجه البخاري (٩/ ٥٣)، والنسائي (١/ ١٥٥)، وأحمد (٣/ ٣٥) كلهم عن مالك … به.
٣٥٤ – باب في المعوِّذتين
١٣١٥ – عن عقبة بن عامر قال:
كنت أقُودُ برسول الله ﷺ ناقَتَهُ في السفر، فقال لي:
«يا عقبة! ألا أعلِّمكَ خيرَ سورتينِ قُرِئتَا؟ !». فعلَّمَنِي: (قل أعوذ برب الفلق) و(قل أعوذ برب الناس). قال: فلم يَرَنِي سُرِرْت بهما جدًّا! فلما نزل لِصَلاةِ الصبح؛ صلى بهما صلاة الصبح للناس. فلما فرغ رسول الله ﷺ من الصلاة التفت إليَّ فقال:
«يا عقبةُ! كيف رأيت؟ !».
(قلت: حديث صحيح، وصححه ابن خزيمة والحاكم).
إسناده: حدثنا أحمد بن عمرو بن السَّرْح: أخبرنا ابن وهب: أخبرني معاوية عن العلاء بن الحارث عن القاسم مولى معاوية عن عقبة بن عامر.
قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات رجال مسلم؛ غير القاسم -وهو أبو عبد الرحمن صاحب أبي أمامة-، وهو صدوق، فالإسناد حسن؛ لولا أن العلاء بن الحارث كان اختلط، لكنه قد توبع.
والحديث أخرجه النسائي (٢/ ٣١٣) … بإسناد المصنف.
وتابعه ابن جابر عن القاسم أبي عبد الرحمن … به: أخرجه الطحاوي في «المشكل» (١/ ٣٥)، وأحمد (٤/ ١٤٤).
وتابعه أيضًا علي بن يزيد عن القاسم … به نحوه؛ وزاد فيه: (قل هو الله أحد).
أخرجه أحمد (٤/ ١٤٨)؛ وعلي بن يزيد: هو الألهاني، ضعيف؛ لكنه لم يتفرد بها، فقد أخرجه النسائي (٢/ ٣١٢) من طريق عبد الله بن سليمان الأسلمي عن معاذ بن عبد الله بن خُبَيبٍ عن عقبة … به نحوه؛ وفيه: قال:
«(قل هو الله أحد) و(قل أعوذ برب الفلق) و(قل أعوذ برب الناس) … لم يتعوذ الناس بمثلهن -أو لا يتَعوَّذُ بمثلهن، وفي رواية: ما تعوذ بمثلهن أحد-».
وهو حسن بما قبله؛ بل هو صحيح، فقد وجدت له طريقًا عن عقبة بن عامر … نحوه: أخرجه أحمد (٤/ ١٥٨ – ١٥٩).
١٣١٦ – عن عقبة بن عامر قال:
بينا أنا أسير مع رسول الله ﷺ بين (الجُحْفَةِ) و(الأبْوَاءِ)؛ إذْ غشيتنا ريحٌ وظلمةٌ شديدةٌ، فجعل رسول الله ﷺ يتعوَّذ بـ: (أعوذ بربِّ الفلق) و(أعوذ برب الناس)، ويقول:
«يا عُقْبَة! تعوذْ بهما؛ فما تعوّذ متعوِّذٌ بمثلهما!». قال: وسمعته يَؤُمُّنَا بهما في الصلاة.
إسناده: حدثنا عبد الله بن محمد النُّفَيلي: ثنا محمد بن سلمة عن محمد بن إسحاق عن سعيد بن أبي سعيد المَقْبُرِيِّ عن أبيه عن عقبة بن عامر.
قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات؛ إلا أن ابن إسحاق مدلس، وقد عنعنه.
والحديث أخرجه الخرائطي في «المكارم» (ص ٨٣) من طريق أخرى عن محمد بن سَلَمة الحَرَّاني … به.
والطحاوي في «المشكل» (١/ ٣٦) أيضًا.
وتابعه محمد بن عجلان عن سعيد المقبري … به؛ دون الصلاة: رواه النسائي.
وللجملة الأخيرة منه طريق أخرى عنه، سبقت الإشارة إليها آنفًا.
٣٥٥ – باب استحباب الترتيل في القراءة
١٣١٧ – عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله ﷺ:
«يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارْتَقِ، ورَتِّلْ كما كنت تُرَتِّلُ في الدنيا؛ فإن منزلك عند آخر آية تقرأُها».
(قلت: إسناده حسن صحيح، وصححه ابن حبان والحاكم والذهبي).
إسناده: حدثنا مسدد: ثنا يحيى عن سفيان: حدثني عاصم بن بَهْدلةَ عن زِرٍّ عن عبد الله بن عمرو.
والحديث أخرجه الترمذي (٢/ ١٥٠)، وابن حبان (١٧٩٠)، وابن نصر (٧٠)، والحاكم (١/ ٥٥٢ – ٥٥٣)، وأحمد (٢/ ١٩٢) من طرق أخرى عن سفيان الثوري … به. وقال الترمذي:
«حديث حسن صحيح». وقال الحاكم:
«صحيح الإسناد»! ووافقه الذهبي!
وله شاهد من حديث أبي هريرة … مرفوعًا وموقوفًا نحوه.
أخرجه الترمذي، وصححه، ورجح الموقوف.
وهو كما قال؛ فقد أخرجه أحمد (٢/ ٤٧١) من طريق الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة -أو عن أبي سعيد؛ شك الأعمش- قال:
يقال لصاحب القرآن … الحديث.
وإسناده صحيح موقوف، ولكنه في حكم المرفوع؛ لأنه لا يقال من قبل الرأي، ولذلك أخرجه أحمد في «المسند».
وله شاهد ثانٍ من حديث بريدة … مرفوعًا نحوه.
أخرجه الدارمي (٢/ ٤٥٠) بسند حسن في الشواهد.
وشاهد ثالث من حديث أبي سعيد الخدري: أخرجه أحمد (٣/ ٤٠)، وابن ماجة (٣٧٨٠).
سألت أنسًا عن قراءة النبي ﷺ؟ فقال: كان يَمُدُّ مَدًّا.
(قلت: إسناده صحيح على شرط البخاري. وأخرجه في «صحيحه» بإسناد المصنف).
إسناده: حدثنا مسلم بن إبراهيم: ثنا جرير عن قتادة قال …
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين؛ وقد أخرجه البخاري كما يأتي.
والحديث أخرجه البخاري (٩/ ٧٩) … بإسناد المصنف.
والنسائي (١/ ١٥٧)، وابن ماجة (١٣٥٣)، وأحمد (٣/ ١١٩ و١٣١ و١٨٩٢ و٢٨٩) من طرق عن جرير … به؛ بلفظ:
يَمد صوته بها مَدًّا.
وتابعه همام عن قتادة بلفظ:
كانت مَدًّا. ثم قرأ: (بسم الله الرحمن الرحيم)؛ يمد بـ (بسم الله)، ويمد بـ (الرحمن)، ويمد بـ (الرحيم).
أخرجه البخاري.
١٣١٩ – عن عبد الله بن مُغَفَّلٍ قال:
رأيت رسول الله ﷺ -يومَ فَتْحِ مَكَةَ وهو على ناقة- يقرأ سورة (الفتح)؛ وهو يُرَجِّعُ.
إسناده: حدثنا حفص بن عمر: ثنا شعبة عن معاوية بن قُرَّةَ عن عبد الله بن مُغَفلٍ.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط البخاري؛ وقد أخرجه كما يأتي.
والحديث أخرجه البخاري (٩/ ٨٠)، ومسلم (٢/ ١٩٣)، وأحمد (٤/ ٨٥ – ٨٦ و٥/ ٥٤ – ٥٦) من طرق أخرى عن شعبة … به.
١٣٢٠ – عن البراء بن عازب قال: قال رسول الله ﷺ:
«زَيِّنُوا القرآنَ بأصواتِكم».
(قلت: إسناده صحيح، وصححه ابن حبان والحاكم والذهبي وابن كثير).
إسناده: حدثنا عثمان بن أبي شيبة: ثنا جرير عن الأعمش عن طلحة عن عبد الرحمن بن عَوْسَجَةَ عن البراء بن عازب.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين؛ غير عبد الرحمن بن عوسجة، وهو ثقة.
وطلحة: هو ابن مُصَرِّف. وقال ابن كثير في «فضائل القرآن» (ص ٥٦):
«إسناده جيد».
والحديث أخرجه النسائي (١/ ١٥٧)، والحاكم (١/ ٥٧٢)، وأحمد (٤/ ٢٨٣ و٢٩٦ و٣٠٤) من طرق أخرى عن الأعمش … به.
وكذا رواه الدارمي (٢/ ٢٧٤).
وأخرجه أيضًا -ومن طريقه- الحاكم (١/ ٥٧٥) عن راذان أبي عمر عن البراء بن عازب … به مرفوعًا؛ بلفظ:
«حسِّنوا القرآن بأصواتكم؛ فإن الصوتَ الحسنَ يزيد القرآن حُسْنًا».
قلت: وإسناده صحيح على شرط مسلم. وسكت عليه الحاكم! وذكر له متابعين آخرين عن البراء.
ورواه أبو نعيم في «الحلية» (٥/ ٢٧) من طريق أخرى عن طلحة بن مُصَرِّفٍ … به، وقال:
«رواه الجم الغفير عن طلحة بن مصرف …»، ثم سماهم؛ فبلغ عددهم ثلاثين شخصًا ونَيِّفًا.
ثم روى له (٧/ ١٣٩) شاهدًا من حديث عائشة.
وله شاهد آخر من حديث أبي هريرة … مرفوعًا.
أخرجه ابن حبان (٦٦١)؛ وإسناده صحيح.
ورواه البخاري أيضًا عنه؛ ولكنه خطأ من بعض رواته، كما كنت بينته في «صفة الصلاة»، ولذلك لم أستجز عزو الحديث فيما سبق البخاري، خلاقًا لبعض الناقدين الحاقدين، أو الغافلين الذين لا تحقيق عندهم سوى تسويد السطور، وحشوها ببيان اسم الكتاب والباب والجزء والصفحة؛ مما صار في استطاعة كل مثقف، بعد طبع الفهارس الكثيرة لكتب السنة المطهرة. ولو كان من أبعد الناس
وثالث من حديث ابن مسعود: عند ابن سعد، وقد ذكرت إسناده في «الصحيحة» (٧٧١).
١٣٢١ – عن سعد بن أبي وقاص قال: قال رسول الله ﷺ: «ليس منا من لم يَتَغَنَّ بالقرآن».
(قلت: إسناده صحيح، وكذلك قال الحاكم والذهبي، وصححه ابن حبان (١٢٠ – إحسان».
إسناده: حدثنا أبو الوليد الطيالسي وقتيبة بن سعيد ويزيد بن خالد بن مَوْهَبٍ الرَّمْلِي -بمعناه- أن الليث حدثهم عن عبد الله بن أبي مليكة عن عبيد الله بن أبي نَهِيكٍ عن سَعْدِ بن أبي وقاص.
وقال يزيد: [عن] ابن أبي مليكة عن سعيد بن أبي سعيد.
وقال قتيبة: هو في كتابي: عن سعيد بن أبي سعيد قال: قال رسول الله ﷺ …
حدثنا عثمان بن أبي شيبة: ثنا سفيان بن عيينة عن عمرو عن ابن أبي مُلَيْكة عن عبيد الله بن أبي نَهِيك عن سعد قال: قال رسول الله ﷺ … مثله.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين؛ غير يزيد الرملي، وهو ثقة، مع كونه مقرونًا.
وإلا عبيد الله بن أبي نهيك؛ وقد وثقه النسائي والعجلي وابن حبان، ولم
ولا يضرُّ في صحة الحديث الاختلاف الذي حكاه المصنف على ابن أبي مليكة؛ لأنه اختلاف في تسمية تابعي الحديث؛ فالطيالسي سماه: عبد الله بن أبي نهيك، وخالفه قتيبة ويزيد فسمَّيَاهُ: سعيد بن أبي سعيد.
قلت: إن هذا الاختلاف لا يضر؛ لأن سعيدًا -وهو المَقْبُرِيُّ- ثقة أيضًا، ومن رجال الشيخين، فالاختلاف يتردد بين الثقتين، فأيهما كان؛ فالحديث صحيح.
على أنه لا مانع من أن يكون ابن أبي مليكة قد رواه عنهما كليهما، فتارة حدث به عن هذا، وتارة عن هذا.
ويؤيد ذلك: ما أخرجه الحاكم (١/ ٥٧٠) من طريق عمرو بن الحارث عن ابن أبي مليكة:
أنه حدثه عن ناس دخلوا على سعد بن أبي وقاص، فسألوه عن القرآن؟ فقال سعد … فذكره. وقال الحاكم:
«فهذه الرواية تدل على أن ابن أبي مليكة لم يسمعه من راوٍ واحد؛ إنما سمعه من رواةٍ لسعد».
والحديث أخرجه الدارمي (٢/ ٤٧١) -عن أبي الوليد الطيالسي-، والحاكم، وأحمد (١/ ١٧٥) -عن الليث بن سعد-، والطيالسي (٢٠١)، وأحمد (١/ ١٧٢) -عن سعيد بن حسان المخزومي-، وأحمد (١/ ١٧٩)، والدارمي (١/ ٣٤٩)، وابن نصر (٥٥)، والحاكم -عن سفيان عن عمرو- كلهم عن ابن أبي مليكة … به؛ إلا أن بعضهم قال: عبد الله -مكبرًا- ابن أبي نهيك … وهو اختلاف لا يضر أيضًا.
على أن الحاكم ذهب إلى أنهما أخوان تابعيان، واستدل برواية عمرو بن
والحديث صححه الحاكم، ووافقه الذهبي.
ثم أخرج له شاهدين من حديث ابن عباس وعائشة، لكنه أعلهما بالشذوذ.
١٣٢٢ – عن عبيد الله بن أبي يزيد قال:
مَرَّ بنا أبو لُبَابَةَ، فاتَّبَعْنَاهُ حتى دخل بيته، فدخلْنا عليه؛ فإذا رجلٌ رَثُّ البيتِ، رث الهَيْئَةِ، فسمعته يقول: سمعت رسول الله ﷺ يقول:
«ليس مِنَّا مَنْ لم يَتَغَنّ بالقرآن».
قال: فقلت لابن أبي مليكة: يا أبا محمد! أرأيت إذا لم يَكُنْ حَسَنَ الصوت؟ قال:
يُحَسِّنُهَ ما استطاع.
(قلت: إسناده حسن صحيح).
إسناده: حدثنا عبد الأعلى بن حماد: ثنا عبد الجبار بن الوَرْدِ قال: سمعت ابن أبي مليكة يقول: قال عبد الله بن أبي يزيد …
قلت: وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين؛ غير عبد الجبار بن الورد، وهو صدوق يهم، كما في «التقريب».
ومن طريقه: أخرجه الطبراني (٥/ ٢٤ – ٢٥)؛ لكنه قال: (عبيد الله بن أبي نهيك)! وهو خطأ، كما بينته في «الضعيفة» (٦٥١١).
«يعني: يستغني».
(قلت: إسناده صحيح. وأخرجه البخاري في «صحيحه»).
إسناده: قد ذكر أعلاه، وهو صحيح؛ الأنباري روى عن وكيع وغيره ممن في طبقته، ووثقه الخطيب ومسلمة. ولم يتفرد به؛ فقد رواه الدارمي (٢/ ٤٧١) معلقًا:
قال ابن عيينة: يستغني.
وابن نصر أيضًا (٥٥) بلفظ: يعني: يستغني به عما سواه من الكلام.
ووصله البخاري كما يأتي.
١٣٢٤ – عن أبي هريرة: أن رسول الله ﷺ قال:
«ما أذِنَ اللهُ لشيء ما أذِنَ لنبيٍّ حَسَن الصَّوتِ، يَتغنَّى بالقرآن يجهرُ به».
(قلت: إسناده صحيح على شرط مسلم. وقد أخرجه هو والبخاري في «صحيحيهما»).
إسناده: حدثنا سليمان بن داود المَهْرِيُّ: أخبرنا ابن وهب: حدثني عمر بن مالك وحيوة عن ابن الهاد عن محمد بن إبراهيم بن الحارث عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات رجال مسلم؛ وقد أخرجه كما يأتي.
والحديث أخرجه مسلم (٢/ ١٩٢) من طريق أخرى عن ابن وهب … به.
وتابعه سفيان بن عيينة عن الزهري عن أبي سلمة … به: أخرجه البخاري (٩/ ٦١)، ومسلم، والنسائي، وابن نصر (٥٥). وزاد هو والبخاري:
قال سفيان: تفسيره: يستغني به.
وتابعه عُقَيْلٌ عن ابن شهاب … به: أخرجه البخاري (٩/ ٦٠)، وللدارمي (٢/ ٤٧٢).
وتابعه يونس وعمرو كلاهما عنه: أخرجه مسلم والدارمي عن الأول منهما.
وتابعه معمر عنه: أخرجه أحمد (٢/ ٢٧١).
وتابعه ابن جريج: أخبرني ابن شهاب … به: أخرجه أحمد (٢/ ٢٨٥): ثنا محمد بن بكر وعبد الرزاق قالا: أنا ابن جريج.
وخالفهما في متنه أبو عاصم فقال: أخبرنا ابن جريج … بلفظ:
«ليس منا من لم يتغن بالقرآن».
أخرجه البخاري (١٣/ ٤١٨).
قلت: وهذا شاذ عن ابن جريج عن ابن شهاب! والمحفوظ عنه اللفط الأول؛ لاتفاق كل من ذكرنا من أصحاب الزهري عليه؛ لا سيما وقد تابعه عليه محمد ابن إبراهيم بن الحارث كما تقدم.
وتابعه أيضًا يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة … به: عند مسلم.
ومحمد بن عمرو: عنده، وكذا أحمد (٢/ ٤٥٠).
٣٥٦ – باب التشديد فيمن حفظ القرآن ثم نسيَه
[تحته حديث واحد. انظره في «الضعيف»]
٣٥٧ – باب «أنزل القرآن على سبعة أحرف»
١٣٢٥ – عن عبد الرحمن بن عَبْدٍ القاريِّ قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول:
سمعت هشام بن حَكِيم بن حِزَامٍ يقرأ سورة (الفرقان) على غير ما أقرأُها، وكان رسول الله ﷺ أقرأنيها، فكِدْتُ أن أعْجَلَ عليه، ثم أمهلته حتى انصرف، ثم لَبَّبْتهُ بردائه، فجئت به رسولَ الله ﷺ، فقلت:
يا رسول الله! إني سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان (على غير ما أقرأتنيها! فقال له رسول الله ﷺ:
«اقرأ»؛ فقرأ القراءة التي سمعتهُ يقرأ. فقال رسول الله ﷺ:
«هكذا أُنزلَتْ». ثم قال لي:
«اقرأ»؛ فقرأت. فقال:
«هكذا أنزلت». ثم قال:
«إن هذا القرآن أُنْزِلَ على سبعة أحرف؛ فاقرأُوا ما تيسَّر منه».
إسناده: حدثنا القعنبي عن مالك عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير عن عبد الرحمن بن عبد القاري.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين؛ وقد أخرجاه كما يأتي.
والحديث في «الموطأ» (١/ ٢٠١ / ٥).
وعنه: البخاري (١٣/ ٤٣٤)، ومسلم (٢/ ٢٠٢)، والنسائي (١/ ١٤٩)، والطحاوي في «المشكل» (٤/ ١٨٧)، وأحمد (١/ ٤٠).
وتابعه عُقَيْلٌ عن الزهري … به: أخرجه البخاري (٩/ ٢١).
ومعمر: عند مسلم والنسائي، وأحمد (١/ ٢٤ و٤٠ و٤٢)، والترمذي (٢/ ١٥٥)، وقال: «حديث حسن صحيح».
١٣٢٦ – عن الزهري قال:
إنما هذه الأحرف في الأمر الواحد، ليس تختلف في حلال ولا حرام.
(قلت: صحيح الإسناد عنه. وأخرجه مسلم في «صحيحه»).
إسناده: حدثنا محمد بن فارس: ثنا عبد الرزاق: أخبرنا معمر قال: قال الزهري …
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط البخاري.
والحديث أخرجه أحمد (١/ ٣١٣): ثنا عبد الرزاق … به.
وأخرجه مسلم (٢/ ٢٠٢) من طريق أخرى عن عبد الرزاق … به؛ أخرجاه
وهو عند البخاري (٩/ ٢٠) من طريق أخرى عن الزهري … به؛ دون قوله هذا.
١٣٢٧ – عن أُبَيِّ بن كعب قال: قال النبي ﷺ.:
«يا أُبَيُّ! إني أُقْرِئْتُ القرآنَ، فقيل لي: على حرف أو حرفين؟ فقال الملك الذي معي: قلْ: على حرفين. قلت: على حرفين. فقيل لي: على حرفين أو ثلاثة؟ فقال الملك الذي معي: قل: على ثلاثة. قلت: على ثلاثة. حتى بلغ سبعة أحرف، ثم قال: ليس منها إلا شاف كاف، إن قلت: (سميعًا)، (عليمًا)، (عزيزًا)، (حكيمًا)؛ ما لم تختم آية عذاب برحمة، أو آية رحمة بعذاب».
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين).
إسناده: حدثنا أبو الوليد الطيالسي: ثنا همام بن يحيى عن قتادة عن يحيى ابن يَعْمَر عن سليمان بن صُرَدَ الخُزَاعي عن أُبيِّ بن كعب.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات على شرط الشيخين. وسكت عنه في «الفتح» (٩/ ٢٤)!
والحديث أخرجه الطحاوي في «الشكل» (٤/ ١٨٩)، وأحمد (٥/ ١٢٤) من طرق عن همام … به؛ وزادا في أوله: قال:
قرأت آية، وقرأ ابن مسعود خلافها، فأتيت النبي ﷺ فقلت: ألم تُقْرِئْني آية كذا وكذا؟ ! قال:
«بلى! كلاكما محْسِنٌ مُجْمِلٌ». قال: فقلت له! فضرب في صدري، وقال:
«يا أُبيُّ بن كعب …» الحديث؛ إلا أنه قال:
«إن قلت: (غفورًا رحيمًا)، أو قلت: (سميعًا عليمًا)، أو (عليمًا سميعًا)، فالله كذلك؛ ما لم تختم …».
ثم أخرجاه من طرق أخرى عن سليمان بن صرد … به نحوه.
والنسائي، والترمذي (٢/ ١٥٥) -وصححه-، وأحمد (٥/ ١١٤ و١٢٢ و١٢٧ – ١٢٨ و١٣٢) من طرق أخرى عن أبي بن كعب … به مطولًا ومختصرًا.
وأحدها عند مسلم، وهو الآتي.
ورواه الطبراني في «الكبير» (٢٠/ ١٥٠ / ٣١٢) عن معاذ … مختصرًا بسند لا بأس به في الشواهد.
١٣٢٨ – عن أُبَيِّ بن كعب:
أن النبي ﷺ كان عند أضَاةِ بني غِفَار، فأتاه جبريل ﷺ فقال: إن الله يأمرك أن تُقْرِئَ أُمَّتَكَ على حرف. قال:
«أسأل الله مُعَافاتَهُ ومغفرتَهُ! إن أمتي لا تطيق ذلك».
ثم أتاه ثانية، فذكر نحو هذا، حتى بلغ سبعة أحرف، قال:
إن الله يأمرك أن تُقْرِئَ أُمَّتَكَ على سبعة أحرف؛ فأيَّما حرف قرأُوا عليه فقد أصابوا.
إسناده: حدثنا ابن المثنى: ثنا محمد بن جعفر: ثنا شعبة عن الحكم عن مجاهد عن ابن أبي ليلى عن أبيِّ بن كعب.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين.
والحديث أخرجه الطيالسي (٥٥٨): حدثنا شعبة … به.
وأخرجه مسلم (٢/ ٢٠٣) -بإسناد المصنف وغيره- عن محمد بن جعفر … به.
وأخرجه أحمد (٥/ ١٢٧): ثنا محمد بن جعفر … به.
وتابعه عبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن جده عبد الرحمن ابن أبي ليلى … به نحوه: أخرجه مسلم وأحمد.
وأخرجه النسائي (١/ ١٥٠)، والطحاوي (٤/ ١٩١) من طريق شعبة.
وله طريق أخرى عن أُبيّ … نحوه: أخرجه الترمذي (٢٩٤٥)، وقال:
«حسن صحيح».
٣٥٨ – باب الدعاء
١٣٢٩ – عن النعمان بن بَشِيرٍ عن النبي ﷺ قال:
«الدُّعاءُ هو العبادةُ: (قال ربّكم ادعُوني أسْتَجِبْ لكم)».
(قلت: إسناده صحيح، وصححه ابن حبان (٨٨٧)، والحاكم والذهبي).
إسناده: حدثنا حفص بن عمر: ثنا شعبة عن منصور عن ذَرٍّ عن يُسَيْعٍ الحَضْرَمِي عن أُبَي بن كعب.
والحديث أخرجه أصحاب «السنن» وغيرهم، وصححه ابن حبان والحاكم والذهبي، وقد خرجته في «الروض النضير في ترتيب وتخريج معجم الطبراني الصغير» (رقم ٨٨٨).
١٣٣٠ – عن ابنٍ لِسَعْد قال:
سمعني أبي وأنا أقول: اللهم! إني أسألك الجنة، ونعيمها وبهجتها وكذا وكذا، وأعوذ بك من النار، وسلاسلها وأغلالها وكذا وكذا! فقال:
يا بُنَيَّ! إني سمعت رسول الله ﷺ يقول:
«سيكون قومٌ يعتدون في الدعاء». فإيَّاك أن تكون منهم! إنك إن أُعْطِيتَ الجنةَ؛ أُعْطِيتَها وما فيها من الخير، وإن أُعِذْتَ من النار؛ أُعِذْتَ منها وما فيها من الشَّرِّ!
(قلت: حديث حسن).
إسناده: حدثنا مسدد: ثنا يحيى عن شعبة عن زياد بن مِخْرَاقٍ عن أبي نَعَامَةَ عن ابن لسعدٍ.
قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات معروفون؛ غير ابن لسعد؛ لكن أولاد سعد الذين يروون عنه كلهم ثقات -وهم إبراهيم وعامر وعمر ومحمد ومصعب”؛ إلا أنه قد اضطربوا في إسناده كما يأتي.
والحديث أخرجه أحمد (١/ ١٧٢): ثنا عبد الرحمن بن مهدي: ثنا شعبة … به؛ إلا أنه قال: مولى لسعد … مكان: ابن لسعد.
وهذا اختلاف شديد؛ ولعله من زياد بن مخراق؛ فقد خالفه سعيد الجرَيْرِيُّ فقال: عن أبي نعامة:
أن عبد الله بن مُغَفَّلٍ سمع ابنه يقول … فذكره بنحوه، وبزيادة: «الطُّهور» في متنه، وقد مضى في «الطهَارة» (٨٦).
١٣٣١ – عن فَضَالَةَ بن عُبَيْدٍ صاحب رسول الله ﷺ قال:
سمع رسول الله ﷺ رجلًا يدعو في صلاته، لم يمَجِّدِ الله تعالى، ولم يُصَلِّ على النبي ﷺ فقال رسول الله ﷺ:
«عَجِلَ هذا». ثم دعاه، فقال له -أو لغيره-:
«إذا صلَّى أحدُكم؛ فليبدأ بتمجيد ربه عز وجل والثناء عليه، ثم يصلِّي على النبي ﷺ ثم يدعو بَعْدُ بما شاء».
(قلت: إسناده صحيح، وصححه ابن حبان (١٩٥٧)، والحاكم والذهبي).
إسناده: حدثنا أحمد بن حنبل: ثنا عبد الله بن يزيد: ثنا حيوة: أخبرني أبو هانئ حُمَيْدُ بن هانئ أن أبا علي عمرو بن مالك حدثه أنه سمع فَضَالة بن عُبَيْدٍ صاحب رسول الله ﷺ.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات رجال مسلم؛ غير أبي علي عمرو بن مالك، وهو ثقة.
والحديث في «مسند أحمد» (٦/ ١٨) … بهذا السند.
«حديث حسن صحيح». وقال الحاكم:
«صحيح على شرط مسلم»! ووافقه الذهبي!
وذلك من أوهامهما؛ فإن أبا علي هذا لم يخرج له مسلم شيئًا.
وتابعه ابن وهب عن أبي هانئ … به: أخرجه النسائي (١/ ١٨٩).
ورِشْدِين بن سعد عنه: أخرجه الترمذي، وقال:
«حديث حسن».
١٣٣٢ – عن عائشة رضي الله عنها قالت:
كان رسول الله ﷺ يستحبُّ الجوامعَ من الدعاء، ويَدعُ ما سوى ذلك.
(قلت: إسناده صحيح على شرط مسلم، وصححه ابن حبان (٨٦٤)، والحاكم والذهبي).
إسناده: حدثنا هارون بن عبد الله: ثنا يزيد بن هارون عن الأسود بن شيبان عن أبي نَوْفَلٍ عن عائشة.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات رجال مسلم.
والحديث أخرجه ابن حبان (٢٤١٢)، والحاكم (١/ ٥٣٩)، والطيالسي
وقال الحاكم:
«صحيح الإسناد»! ووافقه الذهبي!
فقصرا؛ لأنه على شرط مسلم كما سبق.
١٣٣٣ – عن أبي هريرة:
أن رسول الله ﷺ قال:
«لا يقولَنَّ أحدكم: اللهم! اغْفِرْ لي إن شئت. اللهم! ارحمْنِي إن شئت! لِيَعْزِمِ المسألة؛ فإنه لا مُكْرِهَ له».
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد أخرجاه. وصححه الترمذي وابن حبان (٩٧٣».
إسناده: حدثنا القعنبي عن مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين؛ وقد أخرجاه كما يأتي.
والحديث في «الموطأ» (١/ ٢١٣/ ٢٨). و«صحيح البخاري» (١١/ ١١٨) … بإسناد المصنف عنه.
والترمذي (٢/ ٢٦٣)، و«المسند» (٢/ ٤٨٦) من طريق أخرى عنه، وقال الترمذي:
«حديث حسن صحيح».
وتابعه سفيان وورقاء عن أبي الزناد … به نحوه: أخرجه أحمد (٢/ ٢٤٣ و٤٦٣ و٤٦٤ و٥٠٠ و٥٣٠).
وله شاهد من حديث أنس: عند مسلم، وكذا البخاري (٦٣٣٨)، و«الأدب المفرد» (٦٠٨ و٦٥٩).
١٣٣٤ – عن أبي هريرة؛ أن رسول الله ﷺ قال:
«يُسْتَجابُ لأحدكم ما لم يَعْجَلْ؛ فيقولَ: قد دعوتُ فلَمْ يُسْتَجَبْ لي».
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد أخرجاه. وصححه الترمذي وابن حبان (٩٧١».
إسناده: حدثنا القعنبي عن مالك عن ابن شهاب عن أبي عبيد عن أبي هريرة.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين؛ وقد أخرجاه كما يأتي.
والحديث في «الموطأ» (١/ ٢١٣ / ٢٩).
وعنه البخاري (١١/ ١١٩)، ومسلم (٨/ ٨٧)، والترمذي (٢/ ٢٤٤) – وقال: «حسن صحيح»-، والطحاوي في «المشكل» (١/ ٣٨٤)، وابن حبان (٩٧١)، وأحمد (٢/ ٤٨٧)، والطبراني في «الدعاء» (٢/ ٨٩) كلهم عن مالك … به.
وله طريق ثانية عن أبي هريرة: عند مسلم، و«أدب البخاري» (٦٥٥)، وابن حبان (٩٧٢)، والطبراني في «الدعاء» (٢/ ٨١٨ / ٨٢).
وثالثة: عند الطحاوي.
ورابعة: عند البخاري في «الأدب» (٧١١).
(قلت: إسناده حسن صحيح).
إسناده: حدثنا سليمان بن عبد الحميد البَهْرَانِي قال: قرأته في أصل إسماعيل -يعني: ابن عَيَّاش-: حدثني صَمْضَمٌ عن شُرَيْحٍ: ثنا أبو ظَبْيَةَ أن أبا بَحْرِيَّةَ السَّكُوني حدثه عن مالك بن يسار السَّكَوني ثم العوفي.
قال أبو داود: «قال سليمان بن عبد الحميد: له عندنا صحبة -يعني: مالك ابن يسار-».
قلت: وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات؛ وفي ضمضم -وهو ابن زرعَةَ الحمصي- كلام يسير. لا ينزل حديثه عن مرتبة الحسن.
وقول الحافظ في أبي ظبية:
«مقبول»!
غير مقبول منه، كما حققته في «سلسلة الأحاديث الصحيحة» (٥٩٥).
والحديث له شواهد يرتقي بها إلى درجة الصحة، وقد ذكر بعضها في المصدر المذكور؛ فلا داعي للإعادة.
١٣٣٦ – عن أنس بن مالك قال:
رأيت رسول الله ﷺ يدعو هكذا؛ بباطن كَفَّيْهِ وظاهرهما.
(قلت: حديث صحيح بلفظ: جعل ظاهر كفيه مما يلي وجهه، وباطنهما مما يلي الأرض).
قلت: وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال «الصحيح»؛ غير عمر بن نبهان، وهو ضعيف.
لكن الحديث صحيح باللفظ الذي ذكرته آنفًا؛ أخرجه أحمد (٣/ ١٢٣): ثنا يزيد: أنبأنا حماد بن سلمة عن ثابت البُنَاني عن أنس بن مالك:
أن رسول الله ﷺ كان إذا دعا جعل … الحديث.
وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم. وقد أخرجه في «صحيحه» (٣/ ٢٤) من طريق الحسن بن موسى: حدثنا حماد بن سلمة … به؛ بلفظ:
أن النبي ﷺ استسقى، فأشار بظهر كَفَّيْهِ إلى السماء.
وهو رواية لأحمد (٣/ ١٥٣).
١٣٣٧ – عن سلمان قال: قال رسول الله ﷺ:
«إن ربَّكم تبارك وتعالى حَيِيٌّ كريم، يَسْتَحِي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يَرُدَّهما صِفرًا».
(قلت: حديث صحيح، وحسنه الترمذي، وصححه ابن حبان (٨٧٧)، والحاكم والذهبي).
إسناده: حدثنا مُؤَمل بن الفضل الحَرَّاني: ثنا عيسى -يعني: ابن يونس-: ثنا جعفر -يعني: ابن ميمون صاحب الأنماط-: حدثني أبو عثمان عن سلمان.
قلت: وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات؛ غير جعفر بن ميمون، وهو سيئ
والحديث أخرجه الترمذي (٢/ ٢٧٣)، وابن ماجة (٢/ ٢٢٩ – العلمية)، وابن حبان (٢٤٠٠)، والحاكم (١/ ٤٩٧)، وأحمد (٥/ ٤٣٨)، والطبراني في «الكبير» (٦/ ٣١٤ / ٦١٤٨) من طرق عن جعفر بن ميمون … به. وقال الترمذي:
«حديث حسن غريب، وروى بعضهم ولم يرفعه»!
قلت: يشير إلى ما أخرجه أحمد. ثنا يزيد. أنا سليمان التيمي عن أبي عثمان عن سلمان … به موقوفًا عليه.
ومن هذا الوجه: أخرجه الحاكم، وقال:
«صحيح على شرط الشيخين»، ووافقه الذهبي.
وخالفه محمد بن الزِّبرِقَانِ الأهوازي فقال: ثنا سليمان التيمي … به مرفوعًا: أخرجه الطبراني (٦١٣٠)، وابن حبان (٢٣٩٩)، والحاكم (١/ ٥٣٥)، وقال:
«صحيح على شرط الشيخن»، ووافقه الذهبي؛ وهو كما قالا.
١٣٣٨ – عن ابن عباس قال:
المسألةُ: أن ترفع يديك حَذْوَ مَنْكِبَيْكَ أو نحوهما.
والاستغفار: أن تُشِيرَ بأُصْبُعٍ واحدة.
والابتهال: أن تَمدَّ يديك جميعًا.
(قلت: إسناده صحيح. وأخرجه الضياء في «المختارة» من طريق المصنف).
قلت: وهذا إسناد صحيح موقوف، رجاله ثقات رجال البخاري؛ غير العباس ابن عبد الله بن معبد بن العباس بن عبد المطلب، وهو ثقة.
والحديث أخرجه الضياء المقدسي في «الأحاديث المختارة» (٥٨/ ١٨٤ / ٢) عن المصنف؛ من هذا الوجه ومن الوجهين الآتيين.
١٣٣٩ – وفي رواية عنه … بهذا الحديث؛ وقال فيه:
والابتهال هكذا؛ ورفع يديه، وجعل ظهورهما مما يلي وجهه.
(قلت: إسناده صحيح. وأخرجه الضياء أيضًا عن المؤلف).
إسناده: حدثنا عمرو بن عثمان: ثنا سفيان: حدثني عباس بن عبد الله بن معبد بن عباس … بهذا الحديث.
قلت: وإسناده صحيح أيضًا موقوفًا؛ وقد ورد مرفوعًا، وهو الآتي بعده.
١٣٤٠ – وفي رواية أخرى عن ابن عباس: أن رسول الله ﷺ قال … فذكر نحوه.
(قلت: إسناده صحيح. وأخرجه الضياء عن المصنف).
إسناده: حدثنا محمد بن يحيى بن فارس: ثنا إبراهيم بن حمزة: ثنا عبد العزيز بن محمد عن العباس بن عبد الله بن معبد بن عباس عن أخيه إبراهيم ابن عبد الله عن ابن عباس.
الأول: عكرمة، وهذا رواه عن ابن عباس موقوفًا.
والآخر: أخوه إبراهيم بن عبد الله، وقد رواه عن ابن عباس مرفوعًا.
والرفع زيادة، وهي من ثقة فيجب قبولها لا سيما ومثله لا يقال بمجرد الرأي.
وقد أخرجه الحاكم (٤/ ٣٢٠) من طريق سليمان بن بلال عن عباس بن عبد الله بن معبد … به، وقال:
«صحيح الإسناد»!
واستنكره الذهبي.
١٣٤١ – عن بُرَيْدَةَ:
أن رسول الله ﷺ سمع رجلًا يقول: اللهم! إني أسألك أني أشهد أنك أنت الله، لا إله إلا أنت؛ الأحد، الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوًا أحد! فقال:
«لقد سألت الله بالاسم (وفي رواية: باسمه الأعظم)؛ الذي إذا سُئِلَ به أعطى، وإذا دُعِيَ به أجاب».
(قلت: إسناده صحيح، وصححه ابن حبان (٨٨٨)، والحاكم والذهبي، وحسنه الترمذي).
إسناده، حدثنا مسدد: ثنا يحيى عن مالك بن مِغْوَلٍ: ثنا عبد الله بن بريدة عن أبيه …
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات رجال «الصحيح»؛ ولكن لا أدري إذا كان قوله: ثنا مالك بن مِغْوَلٍ محفوظًا؛ فقد رواه ابن الحباب عن مالك بالواسطة كما يأتي.
والحديث أخرجه أحمد (٥/ ٣٥٠): ثنا يحيى بن سعيد … به؛ إلا أنه قال: «باسم الله الأعظم».
وأخرجه ابن حبان (٢٣٨٣) من طريق أخرى عن مسدد بن مسرهد … به مثل رواية المصنف.
وأخرجه ابن ماجة (٢/ ٢٢٧ – العلمية)، وأحمد (٥/ ٣٦٠)، وابن أبي شيبة في «المصنف» (١٠/ ٢٧١ / ٩٤٠٩) من طريق وكيع عن مالك بن مغولٍ … به مثل رواية أحمد عن يحيى.
وكذلك أخرجه (٥/ ٣٤٩) من طريق عثمان بن عمر: أنا مالك … به.
وأخرجه الحاكم (١/ ٥٠٤) عن وكيع، وقال:
«صحيح على شرط الشيخين»، ووافقه الذهبي.
وأخرجه الترمذي (٢/ ٢٦٠): حدثنا جعفر بن محمد بن عمران الثعلبي الكوفي: حدثنا زيد بن الحُبَابِ عن زهير بن معاوية عن مالك بن مغول … به مثل رواية أحمد عن يحيى.
قال زيد: فذكرته لزهير بن معاوية بعد ذلك بسنين؟ فقال: حدثني أبو إسحاق الهَمْدَاني عن مالك بن مغول … قال زيد: ثم ذكرته لسفيان الثوري؟ فحدثني
«هذا حديث حسن غريب. وروى شريك هذا الحديث عن أبي إسحاق عن بريدة عن أبيه. وإنما أخذه أبو إسحاق الهمداني عن مالك بن مغول، وإنما دلسه».
قلت: وصله الطحاوي في «مشكل الحديث» (١/ ٦١) عن شَرِيك بن عبد الله عن أبي إسحاق ومالك بن مغول عن ابن بريدة … به.
وأخرجه الحاكم (١/ ٥٠٤)؛ ولم يذكر فيه مالكًا، وصححه على شرط مسلم!
ثم وجدت لعبد الرحمن بن خالد الرقي -شيخ المؤلف في إسناده الثاني- متابعًا قويًّا، فقال ابن حبان في «صحيحه» (٨٨٩ – الإحسان): أخبرنا أبو العباس أحمد بن عيسى بن السُّكَيْنِ البَلَدي -بواسط- قال: حدثنا أبو الحسبن أحمد بن سليمان بن أبي شيبة الرَّهَاوي قال: حدثنا زيد بن الحُبَاب قال: حدثنا مالك بن مغول … به؛ وزاد في آخره:
وإذا رجل يقرأ في جانب المسجد، فقال رسول الله ﷺ:
«لقد أُعْطِيَ مزمارًا من مزامير آل داود»؛ وهو عبد الله بن قيس.
قال: فقلت له: يا رسول الله! أُخْبِرُهُ؟ فقال:
«أخْبِرْهُ». فأخبرت أبا موسى، فقال: لن تزال لي صديقًا.
قلت: وهذا إسناد صحيح إلى زيد بن الحباب؛ الرهاويُّ ثقة حافظ من شيوخ النسائي.
وأبو العباس البلدي ثقة أيضًا، مات سنة (٣٢٣)، كما في «تاريخ بغداد» (٤/ ٢٨٠ – ٢٨١).
بل تابعهما أحمد؛ فقال في «المسند» (٥/ ٣٥٩): ثنا زيد بن الحباب: أخبرني مالك بن مغول … به دون قضية الدعاء.
ثم أخرجه (٥/ ٣٤٩): ثنا عثمان بن عمر: أنا مالك عن ابن بريدة … بتمامه.
وروى الدارمي (٢/ ٤٧٣) جملة المزامير.
وأخرجها مسلم (٢/ ١٩٢ – ١٩٣)، وابن أبي شيبة (١٠/ ٤٦٣ / ٩٩٨٧)، وأحمد أيضًا (٥/ ٣٥١)، وابن سعد في «الطبقات» (٢/ ٣٤٤)، وعبد الرزاق في «المصنف» (٢/ ٤٨٥ / ٤١٧٨)، وعنه الرُّوياني (ق ٣/ ١)، والطحاوي في «مشكل الآثار» (٢/ ٥٩) من طرق أخرى عن مالك … به.
وتابعه الحسن بن واقد: حدثنا عبد الله بن بريدة … به: أخرجه البخاري في «الأب المفرد» (٨٠٥)، والحاكم (٤/ ٢٨٢) -وصححه- ووافقه الذهبي. وزاد عبد الرزاق: قال أبو موسى:
لو علمت أن رسول الله يستمع لقراءتي؛ لحبَّرْتها تحبيرًا.
وهي عند البيهقي في «سننه» (١٠/ ٢٣٠ – ٢٣١) من حديث أبي موسى نفسه، وسنده جيد على شرط مسلم.
وقد أخرجه في «صحيحه» (٢/ ١٩٣) دون الزيادة.
وكذلك البخاري (٥٠٤٨)؛ لكن من طريق أخرى عنه مختصرًا.
وابن أبي شيبة، وابن سعد (٢/ ٣٤٤ – ٣٤٥) من طريق أنس عنه بالزيادة.
وأبو يعلى (٧٢٧٩)، والحاكم (٣/ ٤٦٦) عن أبي موسى -وصححه- ووافقه الذهبي! وسنده ضعيف.
١٣٤٢ – عن أنس:
أنه كان مع رسول الله ﷺ جالسًا، ورجلٌ يصلي، ثم دعا: اللهم!
إني أسألك بأن لك الحمد، لا إله إلا أنت، المنَّان، بديع السماوات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام! يا حي يا قيوم! فقال النبي ﷺ:
«لقد دعا الله باسمه العظيم؛ الذي إذا دُعِيَ به أجاب، وإذا سُئلَ به أعطى».
(قلت: حديث صحيح، وصححه ابن حبان والحاكم والذهبي).
إسناده: حدثنا عبد الرحمن بن عبيد الله الحلبي: ثنا خلف بن خليفة عن حفص -يعني: ابن أخي أنس- عن أنس.
قلت: وهذا إسناد رجاله صدوقون؛ غير أن خلف بن خليفة كان اختلط في الآخر، لكنه قد توبع كما يأتي؛ فالحديث صحيح.
والحديث أخرجه النسائي (١/ ١٩١)، والطحاوي في «المشكل» (١/ ٦٢)، وابن حبان (٢٣٨٢)، والحاكم (١/ ٥٠٣ – ٥٠٤)، وأحمد (٣/ ١٥٨ و٢٤٥) من طرق عن خلف بن خليفة … به. وقال الحاكم:
«صحيح على شرط مسلم»! ووافقه الذهبي!
وحفص ابن أخي أنس ليس من رجال مسلم!
«غريب من حديث ثابت عن أنس».
١٣٤٣ – عن أسماء بنت يزيد: أن النبي ﷺ قال:
«اسم الله الأعظم في هاتين الآيتين: ﴿وإلهكم إلهٌ واحدٌ لا إله إلا هو الرحمنُ الرحيمُ﴾، وفاتحة سورة (آل عمران): ﴿الم. الله لا إله إلا هو الحيُّ القيومُ﴾».
(قلت: حديث حسن، وصححه الترمذي)
إسناده: حدثنا مسدد: ثنا عيسى بن يونس: ثنا عبيد الله بن أبي زياد عن شهر بن حوشب عن أسماء بنت يزيد.
قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ شهر بن حوشب ضعيف.
وعبيد الله بن أبي زياد -وهو القَدَّاح- فيه ضعف.
والحديث أخرجه ابن أبي شيبة في «المصنف» (١٠/ ٢٧٢ / ٩٤١٢) قال: حدثنا عيسى بن يونس … به.
وأخرجه الترمذي (٢/ ٢٦٠)، والدارمي (٢/ ٤٥٠)، وابن ماجة (٢/ ٢٢٧)، والطحاوي (١/ ٦٤)، والبيهقي في «الأسماء والصفات» (ص ١٠٢)، وأحمد (٦/ ٤٦١) من طرق عن عبيد الله … به. وقال الترمذي:
كذا قال! وهو من تساهله الذي عرف به. وقد أشار المنذري في «الترغيب» (٢/ ٢٧٤ – ٢٧٥) إلى ردِّه.
نعم؛ للحديث شاهد من حديث أبي أمامة … مرفوعًا نحوه. فهو به حسن، وقد خرجته في «سلسلة الأحاديث الصحيحة» (٧٤٦).
١٣٤٣ / م-عن حبيب بن أبي ثابت عن عطاء عن عائشة قالت:
«سُرقت ملحفة لها، فجعلت تدعو على من سرقها …» (*).
١٣٤٤ – عن سعد بن أبي وقاص قال:
مرَّ عليَّ النبي ﷺ وأنا أدعو بأُصْبُعَيَّ، فقال:
«أحِّدْ، أحِّدْ»؛ وأشار بالسبابة.
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين، وكذلك قال الحاكم والذهبي).
إسناده: حدثنا زهير بن حرب: ثنا أبو معاوية: ثنا الأعمش عن أبي صالح عن سعد بن أبي وقاص.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين.
والحديث أخرجه النسائي (١/ ١٨٧)، والحاكم (١/ ٥٣٦) من طرق أخرى عن أبي معاوية … به. وقال الحاكم:
«صحيح على شرطهما؛ إن كان أبو صالح السمان سمع من سعد».
وللحديث شاهد قوي من حديث أبي هريرة:
أن النبي ﷺ أبصر رجلًا يدعو بإصبعيه جميعًا، فنهاه وقال:
«بإحداهما وباليمنى».
أخرجه ابن حبان في «صحيحه» (٨٨١ – الإحسان) بسند صحيح عنه، رجاله كلهم ثقات من رجال «التهذيب»؛ غير شيخه أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي؛ وهو ثقة مترجم في «تاريخ بغداد» وغيره.
على أنه لم يتفرد به، فقد أخرجه أبو يعلى في «مسنده» (١٠/ ٤٢١ / ٦٠٣٣) من طريق أخرى، ومدار الطريقين على حفص بن غياث عن هشام عن ابن سيرين عن أبي هريرة.
وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين.
٣٥٩ – باب التسبيح بالحصى
١٣٤٥ – عن يُسَيْرَةَ: أن النبي ﷺ أمرهُنَّ أن يُرَاعِينَ بالتكبير والتقديس والتهليل، وأن يَعْقِدْنَ بالأنامل؛ فإنهن مسؤولات مستنطقات.
(قلت: حديث حسن، وصححه ابن حبان (٨٣٩)، والذهبي).
إسناده: حدثنا مسدد: ثنا عبد الله بن داود عن هانئ بن عثمان عن حُمَيْضَةَ بنت ياسر عن يُسَيْرَةَ.
قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات؛ غير حميضة بنت ياسر؛ قال الذهبي:
«تفرد عنها ابنها هانئ».
والحديث أخرجه الترمذي (٢/ ٢٧٨)، وابن حبان (٢٣٣٣)، والحاكم (١/ ٥٤٧)، وأحمد (٦/ ٣٧٠ – ٣٧١)، وعبد بن حميد في «المنتخب» (١٥٦٨) من طرق أخرى عن هانئ … به. وعلقه عنه البخاري في «التاريخ» (٤/ ٢ / ٢٣٢).
وقال الترمذي:
«حديث غريب».
وأما الحاكم فليس في النسخة المطبوعة من كتابه تصريحه بالتصحيح! ولكن وقع في «تلخيصه» للذهبي قوله:
«صحيح». فلم يتبين لي هل هو من قول الحاكم؟ ! أم الذهبي؟ ! أم هو متابع له فيه، كما هو الغالب عليه؟ !
وإنما حسنت الحديث؛ لأن له شاهدا موقوفًا على عائشة، خرجته في غير هذا الموضع -وأظنه في ردي على «التعقُّب الحثيث» للشيخ الحبشي (١) -؛ مع تصحيح من ذكرنا إياه. والله أعلم.
١٣٤٦ – عن عبد الله بن عمر وقال:
رأيت رسول الله ﷺ يَعْقِدُ التسبيح -قال ابن قدامة: بيمينه-.
(قلت: إسناده صحيح، وصححه ابن حبان، وحسنه الترمذي).
إسناده: حدثنا عبيد الله بن عمر بن ميسرة ومحمد بن قدامة -في آخرين- قالوا: ثنا عَثَّامٌ عن الأعمش عن عطاء بن السائب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو.
والحديث أخرجه الترمذي (٢/ ٢٤٨ و٢٦٢)، والنسائي (١/ ١٩٩)، والحاكم (١/ ٥٤٧) من طرق أخرى عن عَثَّام بن علي … به؛ دون زيادة محمد بن قدامة.
وقال الترمذي:
«حديث حسن غريب».
وتابعه شعبة عن عطاء بن السائب … به.
أخرجه الحاكم -هكذا- مختصرًا، والمصنف وغيره مطولًا. وسيأتي في أواسط «الأدب» إن شاء الله تعالى، ونذكر له هناك متابعين آخرين؛ منهم حماد بن زيد: عند ابن حبان (٥٣٩) وغيره.
١٣٤٧ – عن ابن عباس قال:
خرج رسول الله ﷺ من عند جويرية -وكان اسمها بَرَّةَ، فحَوَّلَ اسمها-، فخرج وهي في مصلاها، فقال:
«لم تَزَالِي في مصلاك هذا؟ !». قالت: نعم. قال:
«قد قلتُ بعدك أربع كلمات -ثلاث مرات-، لو وُزِنَتْ بما قُلْتِ لَوَزَنَتْهُنَّ: سبحان الله وبحمده: عَدَدَ خَلْقِهِ، ورِضا نفسِهِ، وزِنَةَ عرشِهِ، ومدادَ كلماتِهِ».
إسناده: حدثنا داود بن أمية: ثنا سفيان بن عيينة عن محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحه عن كُريْبٍ عن ابن عباس.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات على شرط مسلم؛ غير داود بن أمية، وهو ثقة، وقد توبع.
والحديث أخرجه مسلم (٨/ ٨٣) من طرق أخرى عن سفيان … به.
وتابعه سفيان الثوري عن محمد بن عبد الرحمن … به؛ إلا أنه جعله من (مسند جويرية)، وهو أصح: أخرجه أحمد (١/ ٢٥٨).
وأخرجه هو (١/ ٣٥٣)، ومسلم، والترمذي (٢/ ٢٧٣)، والنسائي (١/ ١٩٨ – ١٩٩) من طرق أخرى عن محمد بن عبد الرحمن … به. وقال الترمذي:
«حسن صحيح».
١٣٤٨ – عن أبي هريرة قال: قال أبو ذر:
يا رسول الله! ذهب أصحاب الدُّثورِ بالأجور، يصلُّون كما نصلِّي، ويصومون كما نصوم، ولهم فُضُولُ أموال يتصدقون بها، وليس لنا مال نتصدق به! فقال رسول الله ﷺ:
«يا أبا ذر! الا أعلِّمك كلماتٍ، تُدْرِكُ بهن من سبقك، ولا يلحقك من خلفك؛ إلا من أخذ بمثل عملك؟ !».
قال: بلى يا رسول الله! قال:
(قلت: إسناده صحيح؛ لكن قوله: «غفرت له ذنوبه …» ليس في هذا الحديث! وقد أخرجه ابن حبان وأحمد والدارمي من هذا الوجه بدون هذه الزيادة، وإنما هي في حديث آخر من وجه آخر عن أبي هريرة مرفوعًا بلفظ:
«من سبَّح [الله] دبر كل صلاة ثلاثًا وثلاثين، وكبَّر ثلاثًا وثلاثين، وحمَّد ثلاثًا وثلاثين، وختم المئة بـ: لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير؛ غفرت …». رواه مسلم وأبو عوانة في «صحيحيهما»، وأحمد).
إسناده: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم: ثنا الوليد لن مسلم: ثنا الأوزاعي: حدثني حَسَّان بن عَطِيةَ قال: حدثني محمد بن أبي عائشة قال: حدثني أبو هريرة.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين؛ غير محمد بن أبي عائشة، فمن رجال مسلم وحده.
وعبد الرحمن بن إبراهيم -وهو الملقب بـ (دُحَيْم)؛ فهو من رجال البخاري فقط، وهو ثقة متقن اتفاقًا؛ إلا أن قوله في آخر الحديث: «غفرت له ذنوبه …» -مع عدم إنسجامه بما قبله- فهو شاذ، لم يذكره أحد من الثقات في هذا السياق فيما علمت، فقال الإمام أحمد (٢/ ٢٣٨): ثنا الوليد: ثنا الأوزاعي … فذكره بدون هذه الزيادة.
فيبدو لي -والله أعلم- أنه اختلط على دُحَيْمٍ حديث بحديث؛ فإن لأبي هريرة حديثًا آخر من طريق عطاء بن يزيد عنه … مرفوعًا باللفظ المذكور أعلاه.
أخرجه مسلم (٢/ ٩٨)، وأبو عوانة (٢/ ٢٤٧)، وأحمد (٢/ ٣٧١ و٤٨٣).
ثم رأيت الحديث في «صحيح ابن حبان» (٢٠١٢ – الإحسان) من طريق عبد الرحمن بن إبراهيم … به دون الزيادة.
٣٦٠ – باب ما يقول الرجل إذا سلَّم
١٣٤٩ – عن المغيرة بن شعبة:
كتب معاوية إلى المغيرة بن شعبة: أيَّ شيء كان رسول الله ﷺ يقول إذا سلم من الصلاة؟ ! فأملاها المغيرة عليه، وكتب إلى معاوية:
كان رسول الله ﷺ يقول:
«لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، اللهم! لا مانع لما أعطيت، ولا مُعْطِيَ لما منعت، ولا ينفعُ ذا الجَدِّ منك الجدُّ».
(قلت: إسناده صحيح. وأخرجه الشيخان وأبو عوانة في «صحاحهم»).
إسناده: حدثنا مسدد قال. ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن المسيب بن رافع عن وَرَّادٍ مولى المغيرة بن شعبة عن المغيره بن شعبة.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين؛ غير مسدد، فهو من
والحديث أخرجه مسلم (٢/ ٩٥)، وأبو عوانة (٢/ ٢٤٤) من طرق أخرى عن أبي معاوية … به.
وتابعه منصور قال: سمعت المسيب بن رافع … به: أخرجه مسلم، والنسائي (١/ ١٩٧)، وأحمد (٤/ ٢٥٠).
وأخرجه هو (٤/ ٢٤٥ و٢٥٠ و٢٥١ و٢٥٤ و٢٥٥)، والبخاري (٢/ ٢٧٥ – ٢٤٦)، ومسلم وأبو عوانة والنسائي من طرق أخرى عن وراد … به. وقد استوعبتها في «الضعيفة» (٥٥٩٨).
١٣٥٠ – عن أبي الزبير قال: سمعت عبد الله بن الزبير على المنبر يقول:
كان النبي ﷺ إذا انصرف من الصلاة يقول:
«لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله، مخلصين له الدِّينَ ولو كره الكافرون، أهلَ النعمة والفضل والثناء الحسن، لا إله إلا الله، مخلصين له الدِّينَ ولو كره الكافرون».
(قلت: إسناده صحيح. وأخرجه مسلم وأبو عوانة في «صحيحيهما»، وكذا ابن حبان (٢٠٠٥».
إسناده: حدثنا محمد بن عيسى قال: ثنا ابن عُلَيَّةَ عن الحَجَّاج بن أبي عثمان عن أبي الزبير.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين؛ غير محمد بن عيسى -وهو الطباع- ثقة، وقد توبع كما يأتي.
وأخرجه مسلم (٢/ ٩٦)، وأبو عوانة (٢/ ٢٤٥)، والنسائي (١/ ١٩٦) من طرق أخرى عنه.
ورواه أبو عوانة من طريق المصنف أيضًا.
وأخرجه هو، ومسلم، وأحمد (٤/ ٤) من طرق عن هشام بن عروة بن الزبير عن أبي الزبير؛ وهو رواية للمصنف كما يأتي.
١٣٥١ – وفي رواية عنه قال:
كان عبد الله بن الزبير يُهَلِّلُ في دُبُرِ كلِّ صلاة … فذكر نحو هذا الدعاء؛ زاد فيه:
«ولا حول ولا قوة إلا بالله، لا إله إلا الله، لا نعبد إلا إياه، له النعمة …» وساق بقية الحديث.
(قلت: إسناده صحيح. وأخرجه مسلم وأبو عوانة في «صحيحيهما»).
إسناده: حدثنا محمد بن سليمان الأنباري: ثنا عَبْدَةُ عن هشام بن عروة عن أبي الزبير.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين؛ غير الأنباري، وهو ثقة، وقد توبع.
والحديث أخرجه أبو عوانة (٢/ ٢٤٥) من طريق المصنف.
ومسلم، والنسائي (١/ ١٩٧) من طرق أخرى عن عبدة بن سليمان … به.
كان النبي ﷺ إذا سلَّم من الصلاة قال:
«اللهم! اغفر لي ما قدَّمتُ وما أخَّرتُ، وما أسررتُ وما أعلنتُ، وما أسرفتُ، وما أنت أعلم به مني، أنت المقدمُ، وأنت المؤخِّرُ، لا إله إلا أنت».
(قلت: إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو قطعة من حديث مضى بهذا الإسناد رقم (٧٣٨».
إسناده: حدثنا ابن معاذ قال: ثنا أبي: ثنا عبد العزيز بن أبي سلمة عن عَمِّهِ الماجِشُون بن أبي سلمة عن عبد الرحمن الأعرج عن عبيد الله بن أبي رافع عن علي بن أبي طالب.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم؛ وقد مضى في المكان المشار إليه أعلاه.
١٣٥٣ – عن ابن عباس قال:
كان النبي ﷺ يدعو:
«ربِّ! أعِنِّي ولا تُعِنْ عليَّ، وانصُرْني ولا تنصُرْ عليَّ، وامكُرْ لي ولا تمكُرْ عليَّ، واهْدني ويسِّرْ هُدَايَ (وفي رواية: الهُدَى) إليَّ، وانصرني على من بغى عليَّ. اللهم! اجعلني شاكرًا لك، راهبًا لك، ذاكرًا لك، مطواعًا إليك، مُخْبِتًا أو منيبًا- ربِّ! تَقَبَّلْ توبتي، واغسِلْ حَوْبتي، وَأجِبْ دعوتي، وثَبِّتْ حُجَّتِي، واهْدِ قلبي، وسَدِّدْ لساني، واسلُلْ سَخِيمةَ قلبي».
(قلت: إسناده صحيح، وصححه الترمذي وابن حبان (٩٤٣)، والحاكم
إسناده: حدثنا محمد بن كثير: أخبرنا سفيان عن عمرو بن مُرَّةَ عن عبد الله ابن الحارث عن طَلِيقِ بن قيس عن ابن عباس …
حدثنا مسدد: ثنا يحيى عن سفيان قال: سمعت عمرو بن مرة … بإسناده ومعناه قال: «ويَسِّرِ الهُدَى إليَّ»، ولم يقل: «هدَايَ».
قلتَ: وهذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين؛ غير عبد الله ابن الحارث، فمن رجال مسلم -وهو النَّجْرَاني-.
وغير طليق بن قيس، وهو ثقة.
والحديث أخرجه ابن حبان (٢٤١٤)، والحاكم (١/ ٥٩٩) من طريقين آخرين عن محمد بن كثير … به. وقال الحاكم:
«صحيح الإسناد»، ووافقه الذهبي.
وأخرجه الترمذي (٢/ ٢٧٢)، وابن ماجة (٢/ ٢٢٤)، وأحمد (١/ ٢٢٧) من طرق أخرى عن سفيان الثوري … به. وقال الترمذي:
«حديث حسن صحيح».
١٣٥٤ – عن عائشة رضي الله عنها:
أن النبي ﷺ كان إذا سلَّم قال: «اللهم! أنت السلام، ومنك السلام، تباركت ذا الجلال والإكرام!».
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم وأبو عوانة في «صحيحيهما». وصححه الترمذي وابن حبان (١٩٩٧».
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين؛ وقد أخرجه مسلم كما يأتي.
وعبد الله بن الحارث: هو أبو الوليد الأنصاري.
قال أبو داود: «سمع سفيان من عمرو بن مرة -قالوا- ثمانية عشر حديثًا».
والحديث أخرجه مسلم (٢/ ٩٥)، وأبو عوانة (٢/ ٢٤١)، والنسائي (١/ ١٩٦) من طرق أخرى عن شعبة … به؛ غير أن أبا عوانة والنسائي لم يذكرا الحذاء في إسناده.
ثم أخرجه مسلم، وأبو عوانة، والترمذي (١/ ٦٠)، والدارمي (١/ ٣١١)، وابن ماجة (٩٢٤)، وأحمد (٦/ ٦٢ و٢٣٥) من طرق أخرى عن عاصم وحده. وقال الترمذي:
«حديث حسن صحيح».
وقال أحمد (٦/ ١٨٤): ثنا علي بن عاصم عن الحذاء وحده.
١٣٥٥ – عن ثوبان مولى رسول الله ﷺ:
أن النبي ﷺ كان إذا أراد أن ينصرف من صلاته؛ استغفر ثلاث مرات، ثم قال: «اللهم! …» فذكر معنى حديث عائشة رضي الله عنها.
(قلت: إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه هو وأبو عوانة في «صحيحيهما». وصححه الترمذي وابن حبان (٢٠٠٠».
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم؛ وإبراهيم بن موسى: هو أبو إسحاق الفَرَّاء.
وعيسى: هو ابن يونس.
والحديث أخرجه مسلم (٢/ ٩٤)، وأبو عوانة (٢/ ٢٤٢)، والترمذي (١/ ٦١)، والنسائي (١/ ١٩٦)، وأحمد (٥/ ٢٧٥ و٢٧٩ – ٢٨٠) من طرق أخرى عن الأوزاعي … به. وقال الترمذي:
«حديث حسن صحيح».
٣٦١ – باب في الاستغفار
١٣٥٦ – عن الأغَرِّ المُزَنِيِّ -وكانت له صحبة- قال: قال رسول الله ﷺ:
«إنه لَيُغَانُ على قلبي، وإني لأستغفرُ اللهَ في كل يوم مِئةَ مرةٍ».
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم في «صحيحه»).
إسناده: حدثنا سليمان بن حرب ومسدد قالا: ثنا حماد عن ثابت عن أبي بُرْدَةَ عن الأغرِّ المزني -قال مسدد في حديثه: وكانت له صحبة-.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين؛ فإن حمادًا هنا: هو ابن زيد؛ فإنه الذي يروي عنه مسدد. وأما سليمان بن حرب؛ فروى عنه وعن حماد بن سلمة أيضًا، وكل من الحمادين يروي عن ثابت.
وقد رواه عنه ابن سلمة أيضًا كما يأتي.
وقال أحمد: ثنا حماد -يعني: ابن سلمة- قال: أنا ثابت … به.
١٣٥٧ – عن ابن عمر قال:
إنْ كُنَّا لَنَعُدُّ لرسول الله ﷺ في المجلس الواحد مئةَ مرةٍ:
«ربِّ! اغفر لي وتُبْ عليَّ؛ إنك أنت التواب الرحيم».
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين، وصحه ابن حبان والترمذي).
إسناده: حدثنا الحسن بن علي: ثنا أبو أسامة عن مالك بن مِغْوَلٍ عن محمد ابن سُوقَةَ عن نافع عن ابن عمر.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين.
والحديث أخرجه الترمذي (٢/ ٢٥٤)، وابن ماجة (٢/ ٢٢٢) من طريق المُحَارِبي عن مالك … به. وقال الترمذي:
«حديث حسن صحيح».
وتابعه سفيان عن محمد بن سوقة … به: أخرجه ابن حبان (٢٤٥٩).
١٣٥٨ – عن زيد مولى النبي ﷺ: أنه سمع رسول الله ﷺ يقول: «من قال: أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحيَّ القيومَ، وأتوبُ إليه؛ غُفِرَ له وإن كان فَرَّ من الزَّحْفِ».
(قلت: حديث صحيح، وجَوَّدَ المنذريُّ إسناده!).
قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ هلال -ويقال: بلال- بن يسار وأبوه مجهولان، كما قال الحافظ؛ لأنه لم يرو عن الأب غير ابنه، ولا عن هذا غير عمر بن مرة.
وحفص بن عمر الشني وأبوه نحوهما؛ وإن كانا قد وثقا.
والحديث أخرجه الترمذي (٣٥٧٢) … بهذا الإسناد، وقال:
«حديث غريب من هذا الوجه».
وأما المنذري؛ فقال في «الترغيب» (٢/ ٢٦٩) -بعد قول الترمذي المذكور-:
«وإسناده جيد متصل؛ فقد ذكره البخاري في»تاريخه الكبير«أن بلالًا سمع من أبيه يسار، وأن يسارًا سمع من أبيه زيد مولى رسول الله ﷺ»!
قلت: وهذا لا يقتضي جودة إسناده لمجرد اتصاله كما لا يخفى! فلا بد إلى ذلك من ثقة رجاله، وهذا مفقود كما عرفت مما سبق. والبخاري نفسه -حينما ترجم لبلال وأبيه وحفص بن عمر وأبيه- لم يوثقهم!
لكن الحديث صحيح؛ فإن له شواهد من حديث ابن مسعود: عند الحاكم (١/ ٥١١).
وأبي هريرة: عند أبي نعيم في «أخبار أصبهان» (١/ ٣٠٣).
وأبي بكر الصديق: عند ابن عدي في «الكامل» (ق ٢٦٠/ ١).
وأبي سعيد الخدري وأنس بن مالك: عند ابن عساكر في «التاريخ»
وقد تكلمت على إسناد ابن مسعود في «تخريج الترغيب» (٢/ ٢٦٩)، وصححه الحاكم والذهبي، وفي هذه الأحاديث كلها زيادة: «ثلاث مرات».
١٣٥٩ – عن عبد العزيز بن صهيب قال:
سأل قتادة أنسًا: أيَّ دعوةٍ كان يدعو بها رسول الله ﷺ أكثرَ؟ قال:
كان أكثرَ دعوة يدعو بها:
«اللهم ربَّنا! آتنا في الدنيا حسنةً، وفي الآخرة حسنةً، وَقِنَا عذاب النار».
(زاد في رواية:
وكان أنس إذا أراد أن يدعُوَ بدَعوةٍ دعا بها، وإذا أراد أن يدعُوَ بدعاء دعا بها فيها).
(قلت: إسناده صحيح على شرط البخاري. وقد أخرجه هو ومسلم).
إسناده: حدثنا مسدد: ثنا عبد الوارث: وثنا زياد بن أيوب: ثنا إسماعيل -المعنى- عن عبد العزيز بن صهيب.
وهذا إسناد صحيح على شرط البخاري.
والحديث أخرجه البخاري (١١/ ١٥٩ – فتح)، وفي «الأدب المفرد» (٦٨٢) … بإسناد المصنف الأول دون الزيادة.
وأخرجه مسلم (٨/ ٦٨ – ٦٩)، وأحمد (٣/ ١٠١) عن إسماعيل -وهو ابن عُلَيَّةَ … به.
وتابعه حماد بن سلمة عن ثابت … به أتم منه: رواه ابن حبان (٩٣٤).
١٣٦٠ – عن سهل بن حُنَيْفٍ قال: قال رسول الله ﷺ:
«من سأل الشهادة صادقًا. بَلَّغَهُ الله منازلَ الشهداءِ؛ وإن مات على فراشه».
(قلت: إسناده صحيح. وأخرجه مسلم. وحسنه الترمذي، وصححه ابن حبان (٣١٨٢)، والحاكم والذهبي).
إسناده: حدثنا يزيد بن خالد الرملي: ثنا ابن وهب: ثنا عبد الرحمن بن شُرَيْحٍ عن أبي أمامة بن سهل بن حُنَيْفٍ عن أبيه.
قلت: وهذا إسناد صحيح؛ الرملي ثقة، ومن فوقه كذلك، وهم من رجال مسلم؛ وقد أخرجه في «صحيحه» كما يأتي.
والحديث أخرجه مسلم (٦/ ٤٨)، وابن ماجة (٢/ ١٨٤)، والحاكم (٢/ ٧٧) من طرق أخرى عن ابن وهب … به. وقال الحاكم.
«صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه»! ووافقه الذهبي، مع إخراج مسلم إياه!
وتابعه القاسم بن كثير: سمعت عبد الرحمن بن شريح … به: أخرجه الدارمي (٢/ ٢٠٥)، والترمذي (١٦٥٣)، وقال:
«حديث حسن غريب».
كنت رجلًا إذا سمعت من رسول الله ﷺ حديثًا؛ نفعني الله منه بما شاء أن ينفعني، وإذا حدَّثني أحدٌ من أصحابه استحْلَفْته، فإذا حلف لي صَدَّقته. قال: وحدثني أبو بكر -وصدق أبو بكر رضي الله عنه أنه قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول:
«ما من عبد يُذْنِبُ ذنبًا، فيُحْسِن الطُّهور، ثم يقومُ فيصلي ركعتين، ثم يستغفرُ الله؛ إلا غفر الله له»؛ ثم قرأ هذه الآية: ﴿والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله …﴾ إلى آخر الآية.
(قلت: إسناده صحيح، وصححه ابن حبان، وحسَّنه الترمذي).
إسناده: حدثنا مسدد: ثنا أبو عوانة عن عثمان بن المغيرة عن علي بن ربيعة الأسَدِي عن أسماء بن الحكم الفَزَارِيِّ قال: سمعت عليًّا.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات رجال البخاري؛ غير أسماء بن الحكم الفزاري، وهو ثقة؛ على خلاف فيه لا يضر.
والحديث أخرجه ابن حبان (٢٤٥٤) من طريق مسدد … به.
ورواه الترمذي (٤٠٦ و٣٠٠٩)، وأحمد (١/ ١٠) من طريقين آخرين عن أبي عوانة … به، وقال الترمذي:
«حديث حسن، لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث عثمان بن المغيرة. ورواه عنه شعبة وغير واحد، فرفعوه مثل حديث أبي عوانة. ورواه سفيان الثوري ومسعر؛ فأوقفاه ولم يرفعاه إلى النبي ﷺ. وقد روي عن مسعر موفوعًا أيضًا».
قلت: وكذلك رواه الثوري مرفوعًا أيضًا، فقال الإمام أحمد (١/ ٢): حدثنا
وكذلك أخرجه ابن ماجة (١/ ٤٢٤) من طريقين آخرين عن وكيع … به.
وأما حديث شعبة؛ فوصله أحمد (١/ ٨ – ٩ و٩) من وجهين عنه.
وجملة القول: أن الحديث قد رواه جمع من الثقات عن الثقفي مرفوعًا، ولم أره عنه موقوفًا، فإن ثبت ذلك عنه؛ فالمرفوع أرجح؛ لاتفاق الجماعة عليه. والله أعلم.
١٣٦٢ – عن معاذ بن جبل:
أن رسول الله ﷺ أخذ بيده، وقال:
«يا معاذُ! والله! إني لأُحِبُّكَ، والله! إني لأُحِبُّكَ». فقال:
«أوصيك يا معاذ! لا تدعَنَّ في دُبُرِ كل صلاة تقول: اللهم! أعِنِّي على ذِكرِكَ وشُكْرِكَ وحُسْنِ عبادتك».
وأوصى به الصُّنَابحي أبا عبد الرحمن.
(قلت: إسناده صحيح، وصححه ابن خزيمة وابن حبان (٢٠١٧».
إسناده: حدثنا عبيد الله بن عمر بن ميسرة: ثنا عبد الله بن يزيد المقرئ: ثنا حيوة بن شُريْحٍ قال: سمعت عقبة بن سسلم يقول: حدثني أبو عبد الرحمن الحُبُلِيُّ عن الصُّنَابِحِيِّ عن معاذ بن جبل.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين؛ غير عقبة بن مسلم التُّجِيبي، وهو ثقة.
والحديث أخرجه أحمد (٥/ ٢٤٤ – ٢٤٥)، وابن خزيمة في «صحيحه»
وأوصى أبو عبد الرحمن عُقْبَةَ بن مسلم. وزاد أبو نعيم:
وأوصى عقبةُ حيوةَ، وأوصى حيوةُ أبا عبد الرحمن المقرئَ، وأوصى أبو عبد الرحمن المقرئ بِشْرَ بنَ موسى، وأوصى بشرُ بن موسى محمدَ بن أحمد بن الحسن، وأوصاني محمد بن أحمد بن الحسن.
قال أبو نعيم رحمه الله: وأنا أوصيكم به.
قلت: وهذا الحديث من المسلسلات المشهورة المروية بالمحبة، وقد أجازني بروايته الشيخ الفاضل راغب الطباخ رحمه الله، وحدثني به … وساق إسناده هكذا مسلسلًا بالمحبة.
ثم الحديث أخرجه أحمد (٥/ ٢٤٧): ثنا أبو عاصم: ثنا حيوة … به.
١٣٦٣ – عن عقبة بن عامر قال:
أمرني رسول الله ﷺ أن أقرأ بالمعوِّذات دُبُرَ كلِّ صلاة.
(قلت: إسناده صحيح، وصححه ابن خزيمة وابن حبان، وحسنه الترمذي).
إسناده: حدثنا محمد بن سَلَمَةَ المرادي: ثنا ابن وهب عن الليث بن سعد أن حُنَيْنَ بن أبي حَكِيمٍ حدثه عن علَيِّ بن رَبَاحٍ اللَّخْمِي عن عقبة بن عامر.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات رجال مسلم؛ غير حنين، وهو ثقة، وقد توبع كما يأتي.
وأحمد (٤/ ٢٠١) من طريق أخرى عن ابن وهب.
وابن خزيمة (٧٥٥)، وعنه ابن حبان (٢٣٤٧) من طرق أخرى عن الليث.
وأحمد أيضًا (٥/ ١٥٥)، والترمذي (٢٩٠٥) من طريق أخرى عن عُلَيِّ بن رباح … به. وقال الترمذي «حسن غريب».
وقد مضى الحديث من طريق أخرى أتم منه رقم (١٣١٥).
١٣٦٤ – عن أسماء بنت عُمَيْسٍ قالت: قال لي رسول الله ﷺ:
«ألا أعلمُكِ كلماتٍ تقولينهنّ عند الكرب -أو في الكرب-: اللهُ، الله ربي، لا أشرك به شيئًا».
(قلت: إسناده صحيح).
إسناده: حدثنا مسدد: ثنا عبد الله بن داود عن عبد العزيز بن عمر عن هلال عن عمر بن عبد العزيز عن ابن جعفر عن أسماء بنت عُمَيْسٍ.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين؛ غير هلال -وهو مولى عمر بن عبد العزيز، يكنى بأبي طُعْمَةَ، وهو بها أشهر-؛ وثقه ابن عمار الموصلي، وروى عنه جمع. وأما الحافظ فقال.
«مقبول … ولم يثبت أن مكحولًا رماه بالكذب»!
والحديث أخرجه أحمد وابن ماجة، وهو مخرج في «تخريج الترغيب» (٣/ ٤٣)، و«الصحيحة» (٢٧٥٥) مطولًا.
كنت مع رسول الله ﷺ في سفر، فلما دنونا من المدينة؛ كَبَّرَ الناسُ ورفعوا أصواتهم، فقال رسول الله ﷺ:
«يا أيها الناس! إنكم لا تَدْعُون أصمَّ، ولا غائبًا؛ إن الذي تَدْعُونَهُ بينكم وبين أعناق ركابكم». ثم قال رسول الله ﷺ:
«يا أبا موسى! ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة؟ !»، فقلت: وما هو؟ قال:
«لا حول ولا قوة إلا بالله».
(قلت: إسناده صحيح على شرط مسلم. وقد أخرجه هو والبخاري؛ دون قوله: «إن الذي تدعونه بينكم وبين أعناق ركابكم»؛ وهذا منكر).
إسناده: حدثنا موسى بن إسماعيل: ثنا حماد عن ثابت وعلي بن زيد وسعيد الجُريرِي عن أبي عثمان النهدي: أن أبا موسى الأشعري …
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم؛ لكن قوله:
«إن الذي تدعونه بينكم وبين أعناق ركابكم»! منكر بهذا اللفظ؛ لروايات الثقات الآتية وغيرهم، وقد تفرد به علي بن زيد -وهو ابن جدعان-، وهو سيئ الحفظ، كما حققت ذلك في «تخريج السنة» رقم (٦١٨)، فلا داعي للإعادة.
والحديث أخرجه البخاري في «الدعوات» (١١/ ١٥٦ و١٧٨) وغيره، ومسلم (٨/ ٧٣ – ٧٤)، وأحمد (٤/ ٣٩٤ و٤٠٢ و٤٠٧ و٤١٧ – ٤١٨ – ٤١٩)، والمصنف -فيما يأتي- من طرق أخرى عن أبي عثمان … به؛ دون الزيادة المذكورة.
أنهم كانوا مع النبي ﷺ وهم يتصعَّدون في ثَنِيَّةٍ، فجعل رَجُلٌ كلَّما علا الثنية، نادى: لا إله إلا الله، والله أكبر! فقال النبي ﷺ:
«إنكم لا تنادون أصمَّ ولا غائبًا». ثم قال:
«يا عبد الله بن قيس! …»، فذكر معناه.
(قلت: إسناده صحيح على شرط البخاري. وقد أخرجه هو ومسلم في «صحيحيهما»).
إسناده: حدثنا مسدد: ثنا يزيد بن زُريع: ثنا سليمان التيمي عن أبي عثمان عن أبي موسى الأشعري.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات وهم من رجال الشيخين؛ غير مسدد، فهو من رجال البخاري وحده، وقد توبع كما يأتي.
والحديث أخرجه مسلم (٨/ ٧٣): حدثنا أبو كامل فُضَيْلُ بن حسين: حدثنا يزيد بن زُرَيعٍ … به.
وأخرجه البخاري من طريق أخرى عن التيمي … به.
١٣٦٧ – وفي أخرى عنه … بهذا الحديث؛ وقال فيه: فقال النبي ﷺ:
«يا أيُّها الناسُ! ارْبَعُوا على أنفسكم».
(قلت: إسناده صحيح. وقد أخرجاه).
إسناده: حدثنا أبو صالح محبوب بن موسى: أخبرنا أبو إسحاق الفَزَارِيّ عن عاصم عن أبي عثمان عن أبي موسى.
والحديث أخرجه البخاري في «الجهاد» (٦/ ١٠١)، ومسلم (٨/ ٧٣) من طرق أخرى عن عاصم … به؛ وفيه الزيادة.
وتابعه عليها خالد الحذاء عن أبي عثمان … به؛ وزاد:
«إن الذي تدعون أقرب إلى أحدكم من عُنُقِ راحلته».
أخرجه أحمد (٤/ ٤٠٢)، ومسلم.
وهذه الزيادة -فيما يبدو- أخطأ في روايتها علي بن زيد بن جدعان، فرواها بلفظ آخر منكر كما تقدم. والله أعلم.
١٣٦٨ – عن أبي سعيد الخدري: أن رسول الله ﷺ قال:
«من قال: رَضِيتُ بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد رسولًا؛ وجبت له الجنة».
(قلت: إسناده صحيح، وصححه ابن حبان والحاكم والذهبي).
إسناده: حدثنا محمد بن رافع: ثنا أبو الحسين زيد بن الحُبَابِ: ثنا عبد الرحمن ابن شُرَيْحٍ الإسكندراني: حدثني أبو هانئٍ الخولاني أنه سمع أبا علي الجَنْبِي: أنه سمع أبا سعيد الخدري.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات على شرط مسلم؛ غير أبي علي الجَنْبِي -واسمه عمرو بن مالك-، وهو ثقة، ورمز له في «التقريب» بأنه من رجال مسلم أيضًا! وأظنه خطأً.
«صحيح الإسناد»، ووافقه الذهبي.
١٣٦٩ – عن أبي هريرة: أن رسول الله ﷺ قال:
«من صلى عليَّ واحدةً؛ صلى الله عليه عشرًا».
(قلت: إسناده صحيح على شرط مسلم. وقد أخرجه في «صحيحه».
وصححه الترمذي وابن حبان (٩٠٣».
إسناده: حدثنا سليمان بن داود العَتَكِيُّ: ثنا إسماعيل بن جعفر عن العلاء ابن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة.
قلت: إسناده صحيح على شرط مسلم؛ وقد أخرجه كما يأتي.
والحديث أخرجه مسلم (٢/ ١٧)، والنسائي (١/ ١٩١)، والترمذي (٤٨٥) -وصححه-، والدارمي (٢/ ٣١٧)، وأحمد (٢/ ٣٧٢ و٣٣٥) من طرق عن إسماعيل … به.
وأحمد (٢/ ٤٨٥) من طريق زهير عن العلاء … به.
وله شاهد: عند النسائي في «عمل اليوم والليلة» (١٦٥/ ١٦) من طريق المغيرة ابن مسلم الخراساني عن أبي إسحاق عن أنس بن مالك أن النبي ﷺ قال … فذكره؛ وزاد في أوله:
«من ذُكِرْتُ عنده؛ فليصلِّ عليَّ …».
ومن هذا الوجه: أخرجه ابن السُّنِّيِّ في «عمله» (١٢٣/ ٣٧٤).
«إسناده جيد»!
غير جيد. نعم؛ هو جيد بشواهده.
١٣٧٠ – عن أوس بن أوس قال: قال النبي ﷺ:
«إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة …».
(قلت: فذكر الحديث المتقدم برقم (٩٦٢)؛ فلا داعي للإعادة).
٣٦٢ – باب النهي عن أن يَدْعُوَ الإنسانُ على أهله وماله
١٣٧١ – عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله ﷺ:
«لا تَدْعُوا على أنفسكم، ولا تَدْعُوا على أولادكم، ولا تَدْعُوا على خَدَمكم، ولا تَدْعوا على أموالكم؛ لا توافقوا من الله تبارك وتعالى ساعة يُسْألُ فيها عطاءٌ؛ فيستجيبَ لكم».
(قلت: إسناده صحيح على شرط مسلم. وقد أخرجه هو وابن حبان (٥٧١٢».
إسناده: حدثنا هشام بن عمار ويحيى بن الفضل وسليمان بن عبد الرحمن قالوا: ثنا حاتم بن إسماعيل. ثنا يعقوب بن مجاهد أبو حَزْرَةَ عن عبادة بن الوليد ابن عبادة بن الصامت عن جابر بن عبد الله.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم؛ وقد أخرجه كما يأتي.
وللجملة الأولى شاهد: في «أخبار أصبهان» (٢/ ٣٠٣).
٣٦٣ – باب الصلاة على غير النبي ﷺ
١٣٧٢ – عن جابر بن عبد الله:
أن امرأة قالت للنبي ﷺ: صلِّ عليَّ وعلى زوجي! فقال النبي ﷺ:
«صَلَّى الله عليك وعلى زوجك».
(قلت: إسناده صحيح، وصححه ابن حبان (٩١٢».
إسناده: حدثنا محمد بن عيسى: ثنا أبو عوانة عن الأسود بن قيس عن نُبَيْحٍ العَنَزِيِّ عنه.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات.
والحديث أخرجه إسماعيل القاضي في «فضل الصلاة على النبي ﷺ» رقم (٧٧ – بتحقيقي): حدثنا حجاج قال: ثنا أبو عوانة.
وتابعه سفيان عن الأسود بن قيس … به: أخرجه ابن حبان في «صحيحه» (١٩٥٠ – الموارد).
ثم رواه من طريق أخرى عن سفيان … به أتم منه.
١٣٧٣ – عن أم الدرداء قالت: حدثني سَيِّدِي: أنه سمع رسول الله ﷺ يقول:
«إذا دعا الرَّجُلُ لأخيه بظهر الغيب؛ قالت الملائكة: آمين. ولك بِمِثْلٍ».
(قلت: إسناده صحيح. وأخرجه مسلم وابن حبان).
إسناده: حدثنا رجاء بن المُرَجَّى: ثنا نَضْرُ بن شُمَيْل: أخبرنا موسى بن ثَرْوَانَ: حدثني طلحة بن عبيد الله بن كَرِيز: حدثتني أم الدرداء.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات رجال مسلم؛ غير رجاء بن المُرَجَّى، وهو ثقة حافظ، وقد توبع كما يأتي.
والحديث أخرجه مسلم (٨/ ٨٦)، وابن حبان (٩٨٩ – إحسان المؤسسة) من طرق أخرى عن النضر … به.
وله طريق أخرى عن أبي الدرداء: عند مسلم، والبخاري في «الأدب المفرد» (٦٢٥) وغيرهما، وهو مخرج في «الصحيحة» (١٣٣٩).
١٣٧٤ – عن أبي هريرة: أن النبي ﷺ قال:
«ثلاثُ دَعَواتٍ مستجاباتٌ لا شكَّ فيهن: دعوة الوالد، ودعوة المسافر، ودعوة المظلوم».
(قلت: حديث حسن، وكذا قال الترمذي والحافظ ابن حجر، وصححه ابن حبان (٢٦٨٨».
قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين؛ غير أبي جعفر، وقد اختلف في تحديد شخصيته على أقوال معروفة، ذكرتها في «الصحيحة» تحت هذا الحديث (٥٩٦)، يستخلص منها أنه إما مجهول، أو ضعيف، أو ثقة؛ وكلاهما لم يسمع من أبي هريرة، فالإسناد على كل الاحتمالات ضعيف.
لكن الحديث له شاهد من حديث عقبة بن عامر؛ خرَّجته هناك، ولذلك حسنته تبعًا للترمذي والعسقلاني.
٣٦٥ – باب ما يقول الرجل إذا خاف قومًا
١٣٧٥ – عن أبي بُرْدَةَ بن عبد الله: أن أباه حدثه (وهو أبو موسى عبد الله بن قيس الأشعري):
أن النبي ﷺ كان إذا خاف قومًا قال:
«اللهم! إنا نجعلك في نُحُورِهِمْ، ونعوذ بك من شُرُورِهِمْ».
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين، وكذا قال الحاكم والذهبي، وصححه ابن حبان والنووي والعراقي).
إسناده: حدثنا محمد بن المثنى: ثنا معاذ بن هشام: حدثنا أبي عن قتادة عن أبي بردة بن عبد الله.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين.
والحديث أخرجه أحمد (٤/ ٤١٤ – ٤١٥)، وابن حبان (٢٣٧٣)، وابن السُّنِّيِّ
«صحيح على شرطهما»، ووافقه الذهبي. وصححه العراقي (١/ ٢٩٥)، ومن قبله النووي في «الرياض» (رقم ٩٩٣ – بتحقيقي).
٣٦٦ – باب في الاستخارة
١٣٧٦ – عن جابر بن عبد الله قال:
كان رسول الله ﷺ يعلِّمنا الاستخارة؛ كما يعلمنا السورة من القرآن، ويقول لنا:
«إذا همَّ أحدكم بالأمر؛ فليركع ركعتين من غير الفريضة، وليقل:
اللهم! إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم؛ فإنك تَقْدِرُ ولا أقْدِرُ، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب. اللهم! فإن كنت تعلم أن هذا الأمر -يُسَمِّيهِ بِعَيْنِهِ الذي يريد- خيرٌ لي في ديني ومعاشي ومعادي وعاقبة أمري؛ فاقدُره لي، ويسِّرْهُ لي، وباركْ لي فيه. اللهم! وإن كنت تعلمه شَرًّا لي -مثل الأول-؛ فاصرفْني عنه، واصرفْهُ عني، واقدرْ لي الخير حيثُ كان، ثم رَضِّنِي به. -أو قال: عاجل أمري وآجله-».
(قلت: إسناده صحيح على شرط البخاري. وأخرجه في «صحيحه» وكذا ابن حبان).
إسناده: حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي وعبد الرحمن بن مقاتل خال القعنبي ومحمد بن عيسى -المعنى واحد- قالوا: ثنا عبد الرحمن بن أبي الموالي: حدثني محمد بن المنكدر: أنه سمع جابر بن عبد الله.
وفي ابن أبي الموالي كلام يسير، لا يضره إن شاء الله تعالى؛ ولذلك قال الحافظ في «التقريب»:
«صدوق ربما أخطأ».
والحديث أخرجه البخاري (٣/ ٣٧ و١١/ ١٥٣ و١٣/ ٣٢٠)، والنسائي (٢/ ٧٦)، وعنه ابن السني في «عمل اليوم والليلة» (٥٨٩)، والترمذي (٤٨٠)، وابن ماجة (١/ ٤١٧)، وابن حبان (٨٨٤)، وأحمد (٣/ ٣٤٤) من طرق عن عبد الرحمن بن أبي الموالي … به. وقال الترمذي:
«حديث حسن صحيح غريب، لا نعرفه إلا من حديث عبد الرحمن بن أبي الموالي، وهو شيخ ثقة».
وللحديث شاهد من حديث أبي هريرة … مرفوعًا به نحوه.
وآخر من حديث أبي سعيد الخدري؛ بزيادة في آخره، أوردته من أجلها في «سلسلة الأحاديث الضعيفة» (٢٣٠٥).
٣٦٧ – باب في الاستعاذة
١٣٧٦ / م- عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون عن عمر ابن الخطاب قال:
كان النبي ﷺ يتعوذ من خمس: من الجبن، والبخل، وسوء العمر، وفتنة الصدر، وعذاب القمر.
إسناده: حدثنا عثمان بن أبي شيبة: ثنا وكيع: ثنا إسرائيل.
قلت: وهذا إسناد ضعيف لما ذكرنا في الذي قبله (*).
والحديث مخرج في «تخريج المشكاة» (٢٤٦٦) -التحقيق الثاني-.
ثم وجدت للحديث علة أخرى، وهي الإرسال، فقد أخرجه النسائي (٢/ ٣١٧) من طريق سفيان عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون قال:
كان النبي ﷺ يتعوذ. مرسل.
قلت: وسفيان -وهو الثوري- روى عن أبي إسحاق قبل الاختلاط، فهذا هو المحفوظ عن أبي إسحاق؛ مرسل. والله أعلم.
ثم قررت نقله إلى «الصحيح»؛ لشواهد ذكرتها فيما علقته على «الموارد» (ص ٦٠٦).
١٣٧٧ – عن أنس بن مالك قال: أن رسول الله ﷺ يقول:
«اللهم! إني أعوذ بك من العجز، والكسل، والجبن، والبخل، والهَرَمِ، وأعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات».
(قلت: إسناده صحيح على شرط البخاري. وقد أخرجه في «صحيحه» بإسناد المصنف، وأخرجه مسلم وابن حبان).
إسناده: حدثنا مسدد: أخبرنا المعتمر قال: سمعت أبي قال: سمعت أنس ابن مالك.
والحديث أخرجه البخاري (٦/ ٢٨ و١١/ ١٤٧) … بإسناد المصنف ومتنه.
وأخرجه مسلم (٨/ ٧٥)، والنسائي (٢/ ٣١٤)، وأحمد (٣/ ١١٣ و١١٧)، وكذا ابن حبان (٢/ ١٧٦ / ١٠٠٥) من طرق أخرى عن سليمان التيمي … به.
وله عند البخاري (١١/ ١٤٥ و١٤٩ و١٥٠)، ومسلم، والنسائي (٣/ ٣١٨)، وأحمد (٣/ ٢٠٥ و٢٥٨ و٢١٤ و٢٣١ و٢٣٥ و٢٤٠) طرق أخرى عن أنس … به. وهو التالي:
١٣٧٨ – وفي طريق أخرى عنه قال:
كنت أخْدُمُ النبيَّ ﷺ، فكنت أسمعه كثيرًا يقول:
«اللهم! إني أعوذ بك من الهَمِّ والحزن، وضَلَعِ الدَّيْنِ، وغَلَبَةِ الرجال …»؛ وذكر بعض ما ذكره النبي (يعني: في الطريق الأولى).
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البخاري).
إسناده: حدثنا سعيد بن منصور وقتيبة بن سعيد قالا: ثنا يعقوب بن عبد الرحمن -قال سعيد- الزهري عن عمرو بن أبي عمروٍ عن أنس.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين؛ وقد أخرجه البخاري كما يأتي.
والحديث أخرجه البخاري (١١/ ١٤٥ و١٤٩)، والنسائي (٢/ ٢١٤ و٢١٩)، وأحمد (٣/ ٢٤٠) من طرق أخرى عن عمرو بن أبي عمرو … به.
أن رسول الله ﷺ كان يعلِّمهم هذا الدعاء -كما يعلمهم السورة من القرآن- يقول:
«اللهم! إني أعوذ بك من عذاب جهنم، وأعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من فتنة المسيح الدَّجَّال، وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات».
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين، وقد أخرجه مسلم. وصححه الترمذي).
إسناده: حدثنا القعنبي عن مالك عن أبي الزبير المَكِّيِّ عن طاوس عن عبد الله بن عباس.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين؛ وقد أخرجه مسلم كما يأتي.
والحديث أخرجه مالك في «الموطأ» (١/ ٢١٦ – ٢١٧) … بهذا الإسناد.
وعنه أيضًا: أخرجه مسلم (٢/ ٩٠)، والنسائي (٢/ ٣٢٠)، والترمذي (٣٤٨٨)، وأحمد (١/ ٢٥٨ و٢٩٨ و٣١١). وقال الترمذي:
«حديث حسن صحيح». وقال مسلم عقبه:
«بلغني أن طاوسًا قال لابنه: أدَعَوْتَ بها في صلاتك؟ فقال: لا. قال: أعِدْ صلاتك».
قلت: وصله عبد الرزاق في «مصنفه» (٣٠٨٧) بسند صحيح عن طاوس … به.
وتابعه كُرَيْبٌ عن ابن عباس … به: أخرجه ابن ماجة (٢/ ٤٣٢ – ٤٣٣).
أن النبي ﷺ كان يدعو بهؤلاء الكلمات:
«اللهم! إني أعوذ بك من فتنة النار، وعذاب النار، ومن شَرِّ الغنى والفقر».
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد أخرجاه. وصححه الترمذي).
إسناده: حدثنا إبراهيم بن موسى الرازي: أخبرنا عيسى: ثنا هشام عن أبيه عن عائشة.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين، وقد أخرجاه كما يأتي.
وعيسى: هو ابن يونس السَّبِيعي.
والحديث أخرجه البخاري (١١/ ١٤٧ – ١٤٨ و١٥٢)، ومسلم (٦/ ٧٥)، والترمذي (٣٤٨٩) -وصححه-، والنسائي (٢/ ٣١٥ – ٣١٦ و٣١٦)، وابن ماجة (٢/ ٤٣٢)، وأحمد (٦/ ٥٧ و٢٠٧) من طرق عن هشام بن عروة … به أتم منه.
واستدركه الحاكم (١/ ٥٤١)! فوهم!
١٣٨١ – عن أبي هريرة: أن النبي ﷺ كان يقول:
«اللهم! إني أعوذ بك من الفقر والقِلَّةِ والذِّلَّةِ، وأعوذ بك من أن أظْلِمَ أو أُظْلَمَ».
(قلت: إسناده جيد، وصححه ابن حبان، وقال الحاكم: «صحيح على شرط مسلم»، ووافقه الذهبي).
قلت: وهذا إسناد جيد، رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين؛ غير حماد -وهو ابن سلمة- فهو من رجال مسلم.
وإسحاق بن عبد الله: هو ابن أبي طلحة.
والحديث أخرجه النسائي، وابن حبان (٢٤٤٣)، والحاكم (١/ ٥٤٠)، وقال:
«صحيح على شرط مسلم»، ووافقه الذهبي وغيرهما، وهو مخرج في مصادر عدة لي، تراجع في «صحيح الجامع الصغير» (١٢٩٨).
١٣٨٢ – عن ابن عمر قال:
كان من دعاء رسول الله ﷺ:
«اللهم! إني أعوذ بك من زوال نعمتك،، وتحوُّلِ عافيتك، وفَجْأَةِ نِقْمَتِكَ، وجميع سَخَطِكَ».
(قلت: إسناده صحيح. وأخرجه مسلم والحاكم، وصححه على شرط الشيخين).
إسناده: حدثنا ابن عوف: ثنا عبد الغفار بن داود: ثنا يعقوب بن عبد الرحمن عن موسى بن عقبة عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات رجال البخاري؛ غير ابن عوف -واسمه محمد-، وهو ثقة حافظ.
واستدركه الحاكم (١/ ٥٣١)! فوهم!
١٣٨٣ – عن أبي هريرة قال:
كان رسول الله ﷺ يقول:
«اللهم! إني أعوذ بك من الجوع؛ فإنه بِئْسَ الضَّحِيعُ، وأعوذ بك من الخيانة؛ فإنها بِئْسَتِ البِطانَةُ».
(قلت: إسناده حسن، وصححه ابن حبان).
إسناده: حدثنا محمد بن العلاء عن ابن إدريس عن ابن عَجْلان عن المَقْبُرِي عن أبي هريرة.
قلت: وهذا إسناد حسن، رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين؛ غير ابن عجلان -محمد المدني-، فأخرج له مسلم متابعة.
والحديث أخرجه النسائي (٢/ ٣١٦) … بإسناد المصنف ومتنه.
وأخرجه ابن حبان (٢٤٤٤) من طريق أخرى عن عبد الله بن إدريس … به.
وللحديث طريق أخرى، أخرجه ابن ماجة (٢/ ٣٢٢) عن ليث عن كعب عن أبي هريرة.
وهذا سند ضعيف؛ كعب: هو المدني، مجهول.
وليث -وهو ابن أبي سليم- ضعيف.
كان رسول ﷺ يقول:
«اللهم! إني أعوذ بك من الأربع: مِنْ عِلْمٍ لا يَنْفَعُ، ومِنْ قَلْبٍ لا يَخْشَعُ، ومِنْ نَفْسٍ لا تَشْبَعُ، ومِنْ دُعاءٍ لا يسْمَعُ».
(قلت: حديث صحيح. وقد أخرجه مسلم من حديث زيد بن الأرقم).
إسناده: حدثنا قتيبة بن سعيد: ثنا الليث عن سعيد بن أبي سعيد المَقْبرِيِّ عن أخيه عَبَّاد بن أبي سعيد أنه سمع أبا هريرة يقول …
قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين؛ غير عَبَّاد بن أبي سعيد، وهو في عداد المجهولين.
لكن الحديث له شواهد تقويه، وترقى به إلى درجة الصحة، أحدها في «صحيح مسلم»؛ وقد خرجتها مع الحديث في «التعليق الرغيب» (١/ ٧٥)، ومنها الحديث الآتي.
وخالف الليثَ بنَ سعدِ: محمدُ بن عَجْلان، فأسقط (عَبَّادَ بن أبي سعيد) من بين أخيه (سعيد بن أبي سعيد) و(أبي هريرة).
أخرجه ابن ماجة (١/ ٩٢ / ٢٥٠) عن شيخه ابن أبي شيبة، وهذا في «المصنف» (١٠/ ١٨٧ / ٩١٧٥): حدثنا أبو خالد الأحمر عن محمد بن عجلان … به.
ومخالفة ابن عجلان لليث بن سعد لا تُحْتَمَل؛ لا سيما في روايته عن سعيد بن أبي سعيد؛ فقد تكلموا فيها.
أن رسول الله ﷺ كان يقول:
«اللهم! إني أعوذ بك من صلاة لا تنفع ..» (*).
١٣٨٦ – عن فَرْوَةَ بن نَوْفَلٍ الأشْجَعِي قال:
سألت عائشةَ أُمَّ المؤمنين عَمَّا كان رسول الله عيصَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ يدعو به؟ قالت: كان يقول:
«اللهم! إني أعوذ بك من شَرِّ ما عملت، ومن شَرِّ ما لم أعملْ».
(قلت: إسناده صحيح على شرط مسلم. وقد أخرجه في «صحيحه»).
إسناده: حدثنا عثمان بن أبي شيبة: ثنا جرير عن منصور عن هلال بن يِسَافٍ عن فَرْوَةَ بن نَوْفَلٍ الأشجعي.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات على شرط مسلم؛ وقد أخرجه كما يأتي.
والحديث أخرجه مسلم (٨/ ٨٠)، والنسائي (١/ ١٩٢ و٢/ ٣٢١) من طرق أخرى عن جرير … به.
ثم أخرجاه، وكذا ابن ماجة (٢/ ٤٣٢) من طرق أخرى عن هلال … به.
وتابعه أبو إسحاق عن فروة … به: أخرجه أحمد (٦/ ١٣٩).
قلت: يا رسول الله! عَلِّمْنِي دُعاءً؟ قال:
«قل: اللهم! إني أعوذ بك من شَرِّ سمعي، ومن شَرِّ بصري، ومن شَرِّ لساني، ومن شرِّ قلبي، ومن شَرِّ مَنِيِّي».
(قلت: إسناده صحيح، وحسنه الترمذي، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي).
إسناده: حدثنا أحمد بن محمد بن حنبل: ثنا محمد بن عبد الله بن الزبير.
(ح) وثنا أحمد: ثنا وكيع -المعنى- عن سعد بن أوس عن بلال العَبْسِيِّ عن شُتَيْرِ ابن شَكَل عن أبيه -وفي حديث أبي أحمد- شَكَل بن حُمَيْدٍ.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات رجال مسلم؛ غير سعد بن أوس، وبلال -وهو ابن يحيى-، وهما ثقتان.
والحديث أخرجه أحمد (٣/ ٤٢٩) … بإسناديه المذكورين عن سعد بن أوس.
والنسائي (٢/ ٣١٥) من طريق أخرى عن وكيع.
والترمذي (٣٤٨٧) -وحسنه-، والحاكم (١/ ٥٣٢) -وصححه- من طريق أخرى عن ابن الزبير.
والنسائي أيضًا (٢/ ٣١٣ و٣١٥) من طريق ثالث عن سعد … به.
١٣٨٨ – عن أبي اليَسَرِ:
أنَّ رسول الله ﷺ كان يدعو:
“اللهم! إني أعوذ بك من الهَدْمِ، وأعوذ بك من التَّرَدي، وأعوذ بك من الغَرَقِ والحَرَقِ والهَرَمِ، وأعوذ بك أن يتخبَّطَني الشيطان عند الموت،
(قلت: إسناده صحيح على شرط مسلم، وصححه الحاكم).
إسناده: حدثنا عبيد الله بن عمر: حدثنا مَكِّيُّ بن إبراهيم: حدثني عبد الله ابن سعيد عن صَيْفِيٍّ مولى أفلح مولى أبي أيوب عن أبي اليَسَر.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات على شرط مسلم؛ وعبد الله بن سعيد: هو ابن أبي هند.
وعبيد الله بن عمر: هو القواريري.
وأبو اليسر -بفتحتين-: اسمه كعب بن عمرو.
والحديث أخرجه أحمد (٣/ ٤٢٧): ثنا مكي بن إبراهيم … به؛ وفيه الزيادة المذكورة في الرواية الآتية.
وخالف الحاكم فرواه (١/ ٥٣١) من طريق أخرى عن مكي بن إبراهيم … به؛ إلا أنه قال: عن جده أبي هند!
وأشار الذهبي في «تلخيصه» إلى شذود هذه الزيادة، وهو الصواب.
ولو ثبتت هذه الزيادة لضعف الحديث بها؛ لأن أبا هند هذا مجهول لا يعرف. ومع ذلك؛ فقد قال الحاكم:
«صحيح الإسناد»!
وأخرجه النسائي (٢/ ٣٢١ – ٣٢٢) من طرق أخرى عن عبد الله بن سعيد .. به.
وللحديث شاهد مختصر من حديث أبي هريرة، يرويه إبراهيم بن إسحاق عن سعيد المقبري عنه … مرفوعًا بلفظ:
أخرجه أحمد (٢/ ٣٥٦).
وإبراهيم هذا: هو ابن الفضل بن إسحاق، كما حققه الحافظ في «التعجيل»، وهو متروك.
١٣٨٩ – وفي رواية عنه؛ زاد فيه: «والغَمِّ».
(قلت: إسناده صحيح كالذي قبله).
إسناده: حدثنا إبراهيم بن موسى الرازي: أخبرنا عيسى عن عبد الله بن سعيد: حدثني مولى لأبي أيوب عن أبي اليَسَرِ.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم أيضًا؛ لأن المولى الذي لم يُسَمّ: هو صَيْفِيٌّ كما في الرواية الأولى.
وعيسى: هو ابن يونس السَّبِيعي.
وقد تابعه على هذه الزيادة: أنس بن عِيَاضٍ عن عبد الله بن سعيد عن صيفي … به: أخرجه النسائي (٢/ ٣٢٢).
وهي ثابتة من الطريق الأولى أيضًا: عند أحمد كما تقدم ذكره.
١٣٩٠ – عن أنس:
أن النبي ﷺ كان يقول:
«اللهم! إني أعوذ بك من البَرَصِ والجنون والجُذَامِ، ومن سَيِّئ الأسقام».
إسناده: حدثنا موسى بن إسماعيل: ثنا حماد: أخبرنا قتادة عن أنس.
قلت: وهذا إسناد جيد، ورجاله كلهم ثقات على شرط مسلم؛ وحماد: وهو ابن سلمة.
والحديث أخرجه الطيالسي (١/ ٢٥٨): حدثنا حماد … به.
ومن طريق الطيالسي: أخرجه النسائي (٢/ ٣١٨)، لكن وقع عنده همام بدل: حماد!
وأظنه خطأً مطبعيًّا.
وأخرجه أحمد (٣/ ١٩٢) من طريقين آخرين عن حماد … به.
انتهى «كتاب الصلاة» من «صحيح أبي داود» قبيل عصر يوم الاثنين ٢٧ جُمَادى الأولى سنة ١٣٩٤ هـ. ويليه بإذن الله: «كتاب الزكاة»، أسأل الله تيسير إتمامه!