٢ – أول كتاب الصلاة -5

١٥٠ – باب وضع اليدين على الركبتين
٨١٣ – عن مصعب بن سعد قال:
صَلَّيْتُ إلى جنب أبي، فجعلتُ يَدَيَّ بين رُكْبَتَيَّ؛ فنهاني عن ذلك، فعُدْتُ، فقال: لا تصنع هذا؛ فإنا كنَّا نفعله؛ فَنُهِينا عن ذلك، وأُمِرْنا أن نَضَعَ أيدِيَنا على الرُّكَبِ.
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد أخرجاه وكذا أبو عوانة
٤ ‏/ ٢١
في «صحاحهم»).
إسناده: حدثنا حفص بن عمر: ثنا شعبة عن أبي يَعْفُورٍ -قال أبو داود: واسمه: وَقْدان- عن مصعب بن سعد.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات على شرط الشيخين؛ وقد أخرجاه كما يأتي.
والحديث أخرجه البخاري (٢/ ١٣٠)، والطحاوي (١/ ١٣٥)، والبيهقي (٢/ ٨٣)، والطيالسي (١/ ٩١ / ٤٢٣) من طرق أخرى عن شعبة … به.
وتابعه أبو عوانة عن أبي يعفور … به.
أخرجه مسلم (٢/ ٦٩)، والنسائي (١/ ١٥٩)، والترمذي (٢/ ٤٤)، والطحاوي والبيهقي.
وتابعه سفيان أيضًا … باختصار.
أخرجه مسلم وأبو عوانة (٢/ ١٦٦)، والطحاوي والبيهقي.
وتابعه أيضًا إسرائيل: ثنا أبو يعفور العبدي … به؛ وزاد في أوله:
كان بنو عبد الله بن مسعود إذا ركعوا؛ جعلوا أيديهم بين أفخاذهم، فصلَّيت إلى جنب سعد …
قلت: وإسناده صحيح على شرط الشيخين.
وتابعه الزُبَيْر بن عدي عن مصعب بن سعد … به نحوه.
أخرجه مسلم وأبو عوانة، وابن ماجة (١/ ٢٨٥)، وكذا النسائي، وأحمد (١/ ١٨١ و١٨٢).
٤ ‏/ ٢٢
٨١٤ – عن عبد الله قال:
وإذا ركع أحدكم؛ فَلْيَفْرِشْ ذِراعَيْه على فَخِذِهِ، وَلْيُطَبِّقْ بين كَفَّيْهِ، فكأنِّي أنْظُرُ إلى اختلافِ أصابعِ رسول الَله ﷺ.
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين؛ وقد أخرجه مسلم وأبو عوانة في «صحيحيهما»).
إسناده: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير: ثنا أبو معاوية: ثنا الأعمش عن إبراهيم عن علقمة والأسود عن عبد الله.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين؛ وقد أخرجه مسلم منهما كما يأتي.
والحديث أخرجه أحمد (١/ ٣٧٨): حدثنا أبو معاوية … به.
ومسلم (٢/ ٦٨)، وأبو عوانة (٢/ ١٦٥) -معلقًا-، والبيهقي (٢/ ٨٣) من طرق أخرى عن أبي معاوية … به، وهو عند مسلم مُطَوَّلٌ، والمصنف أورد منه طرفه الآخر، ولذلك ذكره بواو العطف: وإذا ركع … عطفًا على ما قبله.
وخفي هذا على بعضى النُّسَّاخ أو الطُّبَّاع؛ فورد في بعض النسخ: إذا ركع … بإسقاط الواو! والصواب إثباته، كما في بعض النسخ الأخرى؛ إشارة إلى أنه طرف من حديث.
وأخرجه النسائي (١/ ١١٨ و١٥٨)، وكذا مسلم، وأبو عوانة، والطحاوي (١/ ١٣٤)، وأحمد (١/ ٤٢٦ و٤٤٧) من طرق أخرى عن الأعمش … به.
وتابعه عبد الرحمن بن الأسود: حدثنا علقمة عن عبد الله قال: علمنا رسول الله ﷺ الصلاة، فكبَّر ورفع يديه، ثم ركع وطبَّق بين يديه
٤ ‏/ ٢٣
وجعلهما بين رُكبتَيْهِ، فبلَغ سعدًا، فقال: صدق أخي، قد كنا نفعل ذلك؛ ثم أمرنا بهذا؛ وأخذ بركبتيه.
أخرجه النسائي (١/ ١٥٩)، وابن الجارود (١٩٦)، والحاكم (١/ ٢٢٤)، وأحمد (١/ ٤١٨) من طريق عبد الله بن إدريس عن عاصم بن كُلَيْبٍ عن عبد الرحمن بن الأسود. وقال الحاكم:
«صحيح على شرط مسلم» ووافقه الذهبي. وهو كما قالا.
وتابعه ليث عن عبد الرحمن بن الأسود … ونحوه.
أخرجه أحمد (١/ ٤٢٦).
وتابعه أبو إسحاق أيضًا؛ وقد ذكرت لفظه عند الحديث (٦٢٦).

١٥١ – باب ما يقول الرجل في ركوعه وسجوده
٨١٥ – عن حذيفة:
أنه صلى مع النبي ﷺ ٍ؛ فكان يقول في ركوعه: «سبحان ربي العظيم»، وفي سجوده: «سبحان ربي الأعلى»، وما مرّ بآية رحمة؛ إلا وقف عندها فسأل، ولا بآية عذاب؛ إلا وقف عندها فتعوَّذ.
(قلت: إسناده صحيح على شرط مسلم. وقد أخرجه هو وأبو عوانة في «صحيحيهما»، وقال الترمذي: «حديث حسن صحيح»).
إسناده: حدثنا حفص بن عمر: ثنا شعبة قال: قلت لسليمان: أدعو في الصلاة إذا مررت بآية تَخَوُّف؟ فحدَّثني عن سعد بن عبَيْدَةَ عن مُسْتوْرِدٍ عن صِلَةَ ابن زُفَرَ عن حذيفة.

٤ ‏/ ٢٤
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم، رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين؛ غير مستورد -وهو ابن الأحنف الكوفي-؛ أخرج له الجماعة؛ إلا البخاري، وهو ثقة.
والحديث أخرجه أبو داود الطيالسي (١/ ٩٨ / ٤٣٢): حدثنا شعبة عن الأعمش قال: سمعت سَعْد بن عبيدة … به.
ومن طريقه: أخرجه الترمذي (٢/ ٤٨ / ٢٦٢)، وقال:
«حديث حسن صحيح».
وأخرجه الدارمي (١/ ٢٩٩)، وأحمد (٥/ ٣٨٢ و٣٩٤)، والطحاوي (١/ ١٣٨) من طرق أخرى عن شعبة.
وأخرجه مسلم (٢/ ١٨٦)، وأبو عوانة (٢/ ١٦٨ – ١٦٩)، والنسائي (١/ ١٦٠ و٢٤٥)، وابن ماجة (٤٠٧ – ٤٠٨)، وأحمد (٥/ ٣٨٤ و٣٨٩ و٣٩٧) من طرق أخرى عن الأعمش … به وأتم منه عندهم جميعًا؛ حاشا ابن ماجة.

٨١٦ – عن عائشة:
أن النبي ﷺ كان يقول في ركوعه وسجوده:
«سُبُّوح قُدُّوس ربُّ الملائكةِ والروحِ».
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد أخرجه مسلم وأبو عوانة في «صحيحيهما»).
إسناده: حدثنا مسلم بن إبراهيم: ثنا هشام: ثنا قتادة عن مُطَرِّفٍ عن عائشة.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين؛ وقد أخرجه مسلم كما

٤ ‏/ ٢٥
يأتي.
ومطرف: هو ابن عبد الله بن الشِّخِّيرِ.
والحديث أخرجه مسلم (٢/ ٥١)، وأبو عوانة، والنسائي (١/ ١٦٠ – ١٦١ و١٧٠)، وابن نصر (٧٥)، والطحاوي (١/ ١٣٨)، والبيهقي (٢/ ٨٧)، وأحمد (٦/ ٣٥ و٩٤ و١١٥ و١٤٨ و١٤٩ و١٧٦ و١٩٣ و٢٠٠ و٢٤٤ و٢٦٦) من طرق عن قتادة … به. وزاد أحمد في رواية له عن يحيى: ثنا سعيد عن قتادة …: ثلاث مرات. ثم شك يحيى في ثلاث.
لكن لفظ: (ثلاث) له شواهد كثيرة، ولذلك كنت ذكرته في «صفة الصلاة»؛ ورددت على من أنكر ورودها، وعند المؤلف وحده شاهدان، أحدهما: عن عقبة بن عامر، والآخر: عن ابن مسعود، وفي إسنادهما ضعف؛ ولذلك أوردتهما في الكتاب الآخر (١٥٢ – ١٥٣ و١٥٥)، وعند الدارقطني (١/ ٣٤١ / ١ و٥ و٦ و٧ و٨)، وأحدهما في «صحيح ابن خزيمة» (٦٠٤).
وآخر من حديث جبير بن مُطْعِم: رواه البزار (١/ ٢٦١ / ٥٣٧)، وأشار إلى تقويته الهيثميُّ في «المجمع» (٢/ ١٢٨)! وأخطأ، كما بينته في التعليق على «كشف الأستار».
ثم روى له شاهدًا آخر من حديث أبي بكرة.
وإسناده حسن؛ إن كان عبد الرحمن بن بَكَّار بن عبد العزيز بن أبي بكرة صالحَ الحديث، كما قال البزار؛ فإني لم أجد أحدًا ذكره!
وفي الباب آثار موقوفة كثيرة، فانظر -إن شئت- مصنف ابن أبي شيبة” (١/ ٢٤٩ – ٢٥٠).
٤ ‏/ ٢٦
٨١٧ – عن عوف بن مالك الأشجعي قال:
قُمْتُ مع رسول الله ﷺ ليلةً، فقام فقرأ سورة (البقرة)، لا يمر بآية رحمة إلا وقف فسأل، ولا يمر بآية عذاب إلا وقف فتعوذ. قال: ثم ركع بقدر قيامه، يقول في ركوعه: «سبحان ذي الجبروت والملكوت، والكبرياء والعظمة»، ثم سجد بقدر قيامه، ثم قال في سجوده مثل ذلك، ثم قام فقرأ بـ: (آل عمران)، ثم قرأ سورةً سورةً.
(قلت: إسناده صحيح).
إسناده: حدثنا أحمد بن صالح ثنا ابن وهب: ثنا معاوية بن صالح عن عمرو ابن قيس عن عاصم بن حُمَيْدٍ عن عوف بن مالك الأشجعي.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات رجال «الصحيح»؛ غير عاصم بن حميد -وهو السَّكُوني الحمصي-؛ وقد وثقه الدارقطني وابن حبان. وفي «التقريب»:
«صدوق».
والحديث أخرجه البيهقي (٢/ ٣١٠) من طريق المصنف.
وأخرجه النسائي (١/ ١٦١ و١٦٩)، وأحمد (٦/ ٢٤) من طريق الليث عن معاوية بن صالح … به.

٨١٨ – عن حذيفة:
أنه رأى رسول الله ﷺ يصلِّي من الليل، فكان يقول: «الله أكبر (ثلاثًا)، ذو الملكوت والجبروت، والكبرياء والعَظَمة»، ثم استفتح، فقرأ سورة (البقرة)، ثم ركع، فكان ركوعه نحوًا من قيامه، وكان يقول في

٤ ‏/ ٢٧
ركوعه: «سبحان ربي العظيم، سبحان ربي العظيم»، ثم يرفع رأسه من الركوع، فكان قيامه نحوًا من ركوعه، يقول: «لربي الحمد»، ثم سجد، فكان سجوده نحوًا من قيامه، فكان يقول في سجوده: «سبحان ربي الأعلى»، ثم رفع رأسه من السجود، وكان يقعد فيما بين السجدتين نحوًا من سجوده، وكان يقول: «ربِّ! اغفر لي، ربِّ! اغفر لي»، فصلى أربع ركعات، فقرأ فيهن: (البقرة) و(آل عمران) و(النساء) و(المائدة) أو (الأنعام) -شك شعبة-.
(قلت: إسناده صحيح).
إسناده: حدثنا أبو الوليد الطيالسي وعلي بن الجَعْدِ قالا: ثنا شعبة عن عمرو ابن مُرَّةَ عن أبي حمزة مولى الأنصار عن رجل من بني عَبْسٍ عن حذيفة.
قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين؛ غير الرجل العَبْسي، وقد قيل: إنه صلة بن زفر العبسي كما يأتي.
وأبو حمزة الأنصاري: اسمه طلحة بن يزيد الأيْلي الكوفي؛ وقد وثقه النسائي وابن حبان، وخرج له البخاري حديثًا واحدًا، كما قال الذهبي.
والحديث أخرجه النسائي (١/ ١٦٣ و١٧٢)، والطيالسي أبو داود (١/ ١١٥ / ٥٣٧)، وعنه البيهقي (٢/ ١٢١ – ١٢٢)، وأحمد (٥/ ٣٩٨) من طرق أخرى عن شعبة … به؛ وزاد الطيالسي:
شعبة يرى أنه صلة بن زفر.
قلت: وهذه فائدة هامة؛ وصلة هذا ثقة من رجال الشيخين. وقال الحافظ في ترجمة (طلحة بن يزيد) من «التهذيب»:
٤ ‏/ ٢٨
«قال النسائي -لمَّا خرَّج حديثه عن رجل عن حذيفة في صلاة الليل-: هذا الرجل يشبه أن يكون صلة (بياض)؛ وطلحة ثقة».
قلت: وبانكشاف هوية الرجل العبسي، وتبيُّن أنه صلة للثقة؛ يستقيم الإسناد، ويصح الحديث. والحمد لله. وقال المنذري في «مختصره» (١/ ٤١٩):
«وأخرجه الترمذي والنسائي. وقال الترمذي: أبو حمزة: اسمه طلحة بن يزيد. وقال النسائي: أبو حمزة -عندنا-: طلحة بن يزيد، وهذا الرجل يشبه أن يكون صلة. هذا آخر كلامه. وطلحة بن يزيد … احتج به البخاري في»صحيحه«. وصلة بن زفر .. احتج به البخاري ومسلم».
وتابعه العلاء بن المسيب عن عمرو بن مرة عن طلحة بن يزيد الأنصاري عن حذيقة … نحوه، لم يذكر بينهما العبسي.
أخرجه النسائي (١/ ٢٤٦)، وابن نصر في «قيام الليل» (٧٥ و٨٩ – ٩٠)، والحاكم (١/ ٣٢١)، وأحمد (٥/ ٤٠٠). وقال الحاكم:
«صحيح على شرط الشيخين»! ووافقه الذهبي! وأعله النسائي بالانقطاع، فقال:
«هذا الحديث عندي مرسل، وطلحة بن يزيد لا أعلمه سمع من حذيفة شيئًا. وغير العلاء بن المسيب قال في هذا الحديث: عن طلحة عن رجل عن حذيفة».
قلت: وهذا هو الصواب؛ فإن العلاء -مع ثقته- ربما وهم، وقد خالفه شعبة، وهو أوثق منه، فذكر بينهما الرجل، لكنه ثقة، كما سبق؛ فالحديث صحيح على كل حال.
وله طريق أخرى: يرويه عبد الملك بن عمير عن ابن عمٍّ -وقال مرة: ابن أخٍ-
٤ ‏/ ٢٩
لحذيفة عن حذيفة … نحوه مختصرًا.
أخرجه أحمد (٥/ ٣٨٨ و٣٩٦ و٤٠١)؛ ورجاله ثقات رجال مسلم؛ غير ابن العم هذا؛ فلم أعرفه!

١٥٢ – باب في الدعاء في الركوع والسجود
٨١٩ – عن أبي هريرة؛ أن رسول الله قال:
«أقْرَب ما يكون العبدُ من ربِّه وهو ساجد؛ فأكثروا الدعاء».
(قلت: إسناده صحيح على شرط مسلم. وقد أخرجه هو وأبو عوانة في «صحيحيهما»).
إسناده: حدثنا أحمد بن صالح وأحمد بن عمرو بن السُّرْحِ ومحمد بن سلمة قالوا: ثنا ابن وهب: أخبرنا عمرو -يعني: ابن الحارث-عن عُمَارة بن غَزِيَّةَ عن سُمَيٍّ مولى أبي بكر أنه سمع أبا صالح ذَكْوَانَ يحدث عن أبي هريرة.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم؛ وقد أخرجه كما يأتي.
والحديث أخرجه النسائي (١/ ١٧٠): أخبرنا محمد بن سلمة قال: ثنا ابن وهب … به.
وأخرجه مسلم (١/ ٤٩ – ٥٠)، وأبو عوانة (٢/ ١٨٠)، والبيهقي (٢/ ١١٠)، وأحمد (٢/ ٤٢١) من طرق عن ابن وهب … به.
وتابعه يحيى بن أيوب عن عُمَارة بن غَزِيَّةَ … به.
أخرجه الطحاوي (١/ ١٣٨).

٤ ‏/ ٣٠
وأخرجه البزار في «مسنده» (ص ٦٢ – زوائده) من حديث ابن مسعود.
وسنده واهٍ.

٨٢٠ – عن ابن عباس:
أن النبي ﷺ كشف السِّتارةَ والناسُ صُفوفٌ خلف أبي بكر، فقال:
«يا أيها الناس! إنه لم يَبْقَ مِنْ مُبَشِّرات النبوة إلا الرؤيا الصالحة، يراها المسلم أو ترى له، وإني نُهِيتُ أن أقرأ راكعًا أو ساجدًا: فأما الركوع؛ فعظِّموا الربَّ فيه، وأما السجود؛ فاجتهدوا في الدعاء؛ فَقَمِنٌ أن يُستجابَ لكم».
(قلت: إسناده صحيح. وأخرجه مسلم وأبو عوانة في «صحيحيهما»).
إسناده: حدثنا مسدد: ثنا سفيان عن سليمان بن سُحَيْمٍ عن إبراهيم بن عبد الله بن معبد عن أبيه عن ابن عباس.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات على شرط مسلم؛ غير مسدد؛ فهو من رجال البخاري، وقد تابعه جماعة عند مسلم وغيره كما يأتي.
والحديث أخرجه الحميدي في «مسنده» (١/ ٢٢٨ / ٤٨٩): ثنا سفيان … به.
وأخرجه أبو عوانة (٢/ ١٧٠) من طريق الحميدي … به.
وهو، ومسلم (٢/ ٤٨)، والدارمي (١/ ٣٠٤)، وابن الجارود (٢٠٣) من طرق أخرى عن سفيان بن عيينة.
وكذا الطحاوي (١/ ١٣٧).

٤ ‏/ ٣١
وتابعه إسماعيل بن جعفر: أخبرني سليمان بن سحيم … به.
أخرجه مسلم، والنسائي (١/ ١٦٨)، والدارمي، والبيهقي (٢/ ١١٠).
وتابعه عبد العزيز بن محمد: ثنا سليمان بن سحيم … به.
أخرجه أبو عوانة.

٨٢١ – عن عائشة قالت:
كان رسول الله ﷺ يُكْثِرُ أن يقول في ركوعه وسجوده:
«سبحانك اللهم ربَّنا! وبحمدك، اللهم! اغفر لي»؛ يتأوَّل القرآن.
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد أخرجاه وكذا أبو عوانة في «صحاحهم»).
إسناده: حدثنا عثمان بن أبي شيبة: ثنا جرير عن منصور عن أبي الضُّحَى عن مسروق عن عائشة.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات على شرط الشيخين؛ وقد أخرجاه كما يأتي.
والحديث أخرجه أحمد (٦/ ٤٣): ثنا جرير … به.
ثم أخرجه مسلم (٢/ ٥٠)، وأبو عوانة (٢/ ١٨٦ – ١٨٧)، وابن ماجة (١/ ٢٨٩)، والبيهقي (٢/ ١٠٩) من طرق أخرى عن جرير … به.
وأخرجه البخاري (٢/ ١٣١ و١٣٥)، ومسلم وأبو عوانة، والنسائي (١/ ١٦٨ – ١٦٩ و١٦٩)، والطحاوي (١/ ١٣٧)، وأحمد (٦/ ٤٩ و١٠٠ و١٩٠) من طرق أخرى عن منصور … به.

٤ ‏/ ٣٢
٨٢٢ – عن أبي هريرة:
أن النبي ﷺ كان يقول في سجوده:
«اللهم! اغفر لي ذنبي كلَّه: دِقَّه وجِلَّه، وأولَه وآخرَه (زاد ابن السَّرْح: علانيتَه وسرَّه)».
(قلت: إسناده صحيح على شرط مسلم. وقد أخرجه في «صحيحه» بإسناد المصنف، ورواه أبو عوانة في «صحيحه»).
إسناده: حدثنا أحمد بن صالح: ثنا ابن وهب. (ح) وثنا أحمد بن السرح: أخبرنا ابن وهب: أخبرني يحيى بن أيوب عن عُمَارة بن غَزِيَّةَ عن سُمَيٍّ مولى أبي بكر عن أبي صالح عن أبي هريرة.
قل: وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم من طريق ابن السرح. وأحمد بن صالح من رجال البخاري فقط.
والحديث أخرجه مسلم (٢/ ٥٠): حدثني أبو الطاهر ويونس بن عبد الأعلى قالا: أخبرنا ابن وهب.
وأخرجه أبو عوانة (٢/ ١٨٥ – ١٨٦)، والطحاوي (١/ ١٣٨) عن يونس وحده.
وأخرجه أحمد (٢/ ٤٢١): ثنا هارون -قال عبد الله: وسمعته أنا من هارون- قال: ثنا ابن وهب.
وأخرجه الحاكم (١/ ٢٦٣) من طريق أبي الطاهر … به، وقال:
«صحيح على شرط الشيخين»!
٤ ‏/ ٣٣
٨٢٣ – عن عائشة رضي الله عنها قالت:
فَقَدْتُ رسول الله ﷺ ذاتَ ليلةٍ، ﷺ، المسجدَ؛ فإذا هو ساجد وقدماه منصوبتان، وهو يقول:
«أعوذ برضاك من سخطك، وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك، لا أحصي ثناءً عليك؛ أنت كما أثنيت على نفسك».
(قلت: إسناده صحيح. وأخرجه مسلم وأبو عوانة في «صحيحيهما»).
إسناده: حدثنا محمد بن سليمان الأنباري: ثنا عبدة عن عبيد الله عن محمد بن يحيى بن حَبَّان عن عبد الرحمن الأعرج عن أبي هريرة عن عائشة.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين؛ غير الأنباري، وقد وثقه الخطيب ومسلمة.
وعبدة: هو ابن سليمان الكِلابي.
والحديث أخرجه مسلم (٢/ ٥١)، وأبو عوانة (٢/ ١٨٨)، وابن خزيمة (١/ ٣٢٩ / / ٦٢٥)، والبيهقي (١/ ١٢٧)، وأحمد (٦/ ٢٠١) من طريق أبي أسامة عن عبيد الله بن عمر … به.
وتابعه ابن نمير: ثنا عبيد الله … به.
أخرجه أحمد (٦/ ٥٨).
وأخرجه النسائي (١/ ١٦٩)، والطحاوي (١/ ١٣٨) عن يحيى بن سعيد عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي أن عائشة قالت … فذكر مثله. وزاد:
وصدور قدميه نحو القبلة.
٤ ‏/ ٣٤
وإسناده صحيح على شرط الشيخين.
والنسائي أخرجه من طريق إسحاق بن راهويه، وهذا في «مسند عائشة» (٢/ ٥٨٠ / ٦١٣)؛ وقد طبع حديثًا.
وأخرجه الطحاوي، وابن حبان (١٩٣٠) من طريق عمارة بن غزية قال: سمعت أبا النضر يقول: سمعت عروة: قالت عائشة … فذكر مثله؛ إلا أنه لم يذكر قوله: «لا أحصي ثناءً عليك»، وزاد:
«أثني عليك، لا أبلغ كما فيك».
وإسناده صحيح على شرط مسلم.
ومن طريق الفرج بن فضالة عن يحيى بن سعيد عن عمرة عن عائشة.
والفرج هذا ضعيف.
وأخرجه أحمد (٦/ ٥٨ و٢٠١) عن عبيد الله بن عمر عن محمد بن يحيى بن حَبَّان عن الأعرج.

١٥٣ – باب الدعاء في الصلاة
٨٢٤ – عن عائشة:
أن رسول الله ﷺ كان يدعو في صلاته:
«اللهم! إني أعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من فتنة المسيح الدَّجَّال، وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات، اللهم! إني أعوذ بك من المأثم والمغرم».

٤ ‏/ ٣٥
فقال له قائل: ما أكثر ما تستعيذ من المغرم؟ ! فقال:
«إن الرجل إذا غرم؛ حدَّثَ فكَذَبَ، ووعد فأخلف».
(قلت: إسناده صحيح. وأخرجه البخاري ومسلم وأبو عوانة في «صحاحهم»).
إسناده: حدثنا عمرو بن عثمان: ثنا بقية: ثنا شعيب عن الزهري عن عروة أن عائشة أخبرته.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات، وقد صرح بقية بالتحديث؛ وقد توبع كما يأتي.
والحديث أخرجه النسائي (١/ ١٩٣) … بإسناد المصنف ولفظه، إلا أنه قال: حدثنا أبي؛ مكان: ثنا بقية! فلا أدري أهو خطأ من بعض النساخ لكتاب «السنن»، أو أن لعمرو بن عثمان شيخين، أحدهما: أبوه عثمان -وهو ابن سعيد بن كثير بن دينار الحمصي-، والآخر: بقية، حدث به تارة عن هذا، وتارة عن هذا؟ ! والله أعلم.
والحديث أخرجه البخاري (٢/ ١٣٧)، وأحمد (٦/ ٨٨) -بإسناد واحد- فقالا: ثنا أبو اليمان قال: أنا شعيب … به.
وأخرجه مسلم (٢/ ٩٣)، وأبو عوانة (٢/ ٢٣٦ – ٢٣٧)، والبيهقي (٢/ ١٥٤) من طرق أخرى عن أبي اليمان … به.

٨٢٥ – عن أبي هريرة قال:
قام رسول الله ﷺ إلى الصلاة وقمنا معه، فقال أعرابي في الصلاة: اللهم! ارحمني ومحمدًا، ولا ترحم معنا أحدًا! فلما سلم رسول الله ﷺ قال للأعرابي:

٤ ‏/ ٣٦
«تَحَجَّرْتَ واسعًا!»؛ يريد: رحمة الله عز وجل.
(قلت: إسناده صحيح على شرط البخاري. وقد أخرجه في «صحيحه»).
إسناده: حدثنا أحمد بن صالح: ثنا عبد الله بن وهب: أخبرني يونس عن ابن شهاب عن أبي سلمة بن عبد الرحمن: أن أبا هريرة قال …
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط البخاري؛ وقد أخرجه كما يأتي.
وأخرجه ابن خزيمة (٨٦٤) من طريق يونس بن عبد الأعلى: أخبرنا ابن وهب … به.
والحديث أخرجه البخاري (٨/ ٩): حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب عن الزهري … به.
وقد تابعه محمد بن عمرو عن أبي سلمة … به؛ وزاد في آخره:
ثم ولَّى، حتى إذا كان في ناحية المسجد؛ فَشَجَ يبول … الحديث بنحو ما تقدم في الكتاب برقم (٤٠٦).
أخرجه ابن ماجة (١/ ١٨٩)، وابن حبان (٢٤٦)، وأحمد (٢/ ٥٠٣).
وتابعه سعيد بن المسيب عن أبي هريرة … به نحو حديث محمد بن عمرو.
أخرجه المصنف وغيره، كما سبق في الموضع المشار إليه.
وله شاهد من حديث جُنْدُبٍ … نحوه.
أخرجه أحمد (٤/ ٣١٢)، والمصنف في آخر كتاب «الأدب»، وسيأتي إن شاء الله تعالى (…) [باب من ليست له غيبة]، وقد صححه الحاكم (١/ ٥٦ – ٥٧ و٤/ ٢٤٨)، ووافقه الذهبي، وهو كما قالا.
٤ ‏/ ٣٧
٨٢٦ – عن ابن عباس:
أن النبي ﷺ كان إذا قرأ: ﴿سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى﴾؛ قال: «سبحان ربي الأعلى».
(قلت: حديث صحيح، وصححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي! !).
إسناده: حدثنا زهير بن حرب: ثنا وكيع عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن مسلم البَطِين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس.
قال أبو داود: «خولف وكيع في هذا الحديث: رواه أبو وكيع وشعبة.
عن أبي إسحاق عن سعيد بن جبير عن ابن عباس … موقوفًا»!
قلت: وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين؛ غير أن أبا إسحاق -وهو عمرو بن عبد الله السبِيعي- كان اختلط، ثم هو مدلس، وقد عنعنه. قال الحافظ في «التقريب»:
«ثقة عابد، اختلط بآخره».
وفاته وَصْفُهُ بالتدليس! مع أنه قد أورده في المرتبة الثالثة من رسالته «طبقات المدلسين»، فقال (ص ١٤):
«مشهور بالتدليس، وهو تابعي ثقة، وصفه النسائي وغيره بذلك».
وكذلك أورده الحافظ برهان الدين الحلبي في «التبيين» (ص ١٣).
هذه علة الحديث عندي. وأعله المصنف بمخالفة أبي وكيع -واسمه: الجَرَّاح ابن مَلِيحٍ- وشعبة لوكيع! كذا قال!
٤ ‏/ ٣٨
والصواب أن يقال: … لإسرائيل؛ فإنه الراوي له عن أبي إسحاق.
وكذلك رواه عن أبي إسحاق: أبو وكيع وشعبة، لكنهما أوقفاه.
قلت: وهو الأرجح عندي؛ لأن شعبة سمع من أبي إسحاق قبل الاختلاط؛ بخلاف إسرائيل -وهو ابن ابنه يونس-؛ فإنه سمع منه بعد الاختلاط. فالصواب في هذا الإسناد الوقف؛ لكن تأتي الإشارة إلى ما يشهد له.
والحديث أخرجه البيهقي (٢/ ٣١٠) من طريق المصنف.
وأحمد (١/ ٢٣٢): ثنا وكيع … به.
وأخرجه الحاكم (١/ ٢٦٣) من طريق أخرى عن زهير بن حرب … به، وقال:
«صحيح على شرط الشيخين»! ووافقه الذهبي!
وفيه ما سبق بيانه.
لكن للحديث شاهدان:
أحدهما: عن قتادة … مرسلًا: أن نبي الله ﷺ كان إذا قرأها قال:
«سبحان ربي الأعلى».
أخرجه عبد بن حميد كما في «الدُّرِّ المنثور» (٦/ ٣٢٦).
والآخر: عن علي بن أبي طالب: أنه قرأ: ﴿سبح اسم ربك الأعلى﴾؛ فقال: سبحان ربي الأعلى؛ وهو في الصلاة. فقيل له: أتزيد في القرآن؟ ! قال: لا؛ إنما أمرنا بشيء فَقُلْتُهُ!
أخرجه الفِرْيابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن الأنباري في «المصاحف».
٤ ‏/ ٣٩
وأخرجه البيهقي (٢/ ٣١١) … موقوفًا على علي رضي الله عنه.
وسنده حسن.
وله شاهد ثالث موقوف من طريق عمير بن سعيد قال: سمعت أبا موسى يقرأ في الجمعة بـ: ﴿سبح اسم ربك الأعلى﴾؛ فقال: سبحان ربي الأعلى.
أخرجه البيهقي بسند صحيح.

٨٢٧ – عن موسى بن أبي عائشة قال:
كان رَجُلٌ يصلي فوق بيته، وكان إذا قرأ: ﴿أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى﴾؛ قال: سبحانك فَبَلَى! فسألوه عن ذلك؟ فقال: سمعته من رسول الله ﷺ.
(قلت: إسناده صحيح).
إسناده: حدثنا محمد بن المثنى: حدثني محمد بن جعفر: ثنا شعبة عن موسى بن أبي عائشة.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين؛ غير الصحابي؛ فإنه لم يسم، ولا يضر ذلك؛ كما قال الحافظ ابن كثير (٤/ ٤٥٢).
والحديث أخرجه البيهقي (٢/ ٣١٠) من طريق المصنف.
وأخرجه ابن أبي حاتم من طريق شَبَابة عن شعبة عن موسى بن أبي عائشة عن آخر:
أنه كان فوق سطح يقرأ، ويرفع صوته بالقرآن، فإذا قرأ … الحديث.

٤ ‏/ ٤٠
وللحديث شاهد من حديث أبي هريرة: أخرجه المصنف وغيره، ولكنه من حصة الكتاب الآخر (١٥٦).

١٥٤ – باب مقدار الركوع والسجود
٨٢٨ – عن السعدي عن أبيه -أو عمه- قال:
رَمَقْتُ النبي ﷺ في صلاته؛ فكان يتمكَّن من ركوعه وسجوده قَدْرَ ما يقول: «سبحان الله وبحمده» ثلاثًا.
(قلت: حديث صحيح، وحسنه الحافظ العسقلاني).
إسناده: حدثنا مسدد: ثنا خالد بن عبد الله: ثنا سعيد الجُرَيْرِيُّ عن السعدي.
قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات؛ غير السعدي؛ فإنه مجهول، لكن قد أحسن الجريري الثناء عليه كما يأتي.
والحديث أخرجه أحمد (٥/ ٢٧١) من طريق أخرى عن خالد … به.
وأخرجه هو (٥/ ٦)، والبيهقي (٢/ ١١١) من طريق محمد بن عبد الرحمن الطُّفَاوِيِّ: ثنا سعيد الجُرَيْرِيُّ عن رجل من بني تميم -وأحسن الثناء عليه- عن أبيه أو عمه.
وكأنه -لهذا- قال الحافظ في «التلخيص» (١/ ٢٤٣):
«رواه أحمد من حديث السعدي، وإسناده حسن»!
كذا قال؛ ولا يخفى ما فيه من التساهل.

٤ ‏/ ٤١
لكن الحديث له شواهد كثيرة، يرتقي بها إلى درجة الصحة:
منها: عن حذيفة بن اليمان قال:
كان ﷺ يقول في ركوعه: «سبحان ربي العظيم وبحمده» ثلاثًا، وفي سجوده: «سبحان ربي الأعلى وبحمده» ثلاثًا.
أخرجه الدارقطني في «سننه» (١٣٠) من طريق محمد بن أبي ليلى عن صلة عن حذيفة.
ورجاله ثقات؛ إلا أن ابن أبي ليلى فيه ضعف من قبل حفظه.
وبقية الشواهد؛ قد ذكرتها في «تخريج صفة صلاة النبي ﷺ من التكبير إلى التسليم كأنك تراها».

١٥٥ – باب أعضاء السجود
٨٢٩ – عن ابن عباس عن النبي ﷺ قال:
«أُمِرْتُ -قال حماد: أمر نبيكم ﷺ أن يسجد على سبعة، ولا يكف شعرًا ولا ثوبًا».
وفي رواية: «أمرت -وربما قال: أمر نبيكم ﷺ أن يَسْجُدَ على سبعة آرَابٍ».
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد أخرجاه وكذا أبو عوانة في «صحاحهم». وصححه الترمذي).
إسناده: حدثنا مسدد وسليمان بن حرب قالا: ثنا حماد بن زيد عن عمرو بن

٤ ‏/ ٤٢
دينار عن طاوس عن ابن عباس.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين؛ وقد أخرجاه كما يأتي.
والحديث أخرجه البخاري (٢/ ١٣٥)، ومسلم (٢/ ٥٢)، والنسائي (١/ ١٦٥)، والترمذي (٢/ ٦٢)، والبيهقي (٢/ ١٠١) من طرق أخرى عن حماد … به.
وأخرجه البيهقي من طريق آخر عن سليمان بن حرب … به. وزاد مسلم والبيهقي في رواية: «الكفين والركبتين والقدمين والجبهة». وقال الترمذي: «حسن صحيح».
وأخرجه الشيخان وأبو عوانة (٢/ ١٨٢)، والنسائي، والدارمي (١/ ٣٠٢)، والطحاوي (١/ ١٥٠)، وأحمد (١/ ٢٢١ و٢٢٣ و٢٧٠ و٢٨٦)، والحميدي (٤٩٣) من طرق أخرى عن عمروٍ … به؛ وعند البخاري الزيادة المذكورة.
وتابعه عليها: عبد الله بن طاوس عن أبيه … به.
أخرجه الشيخان وأبو عوانة والنسائي والدارمي، وابن ماجة (١/ ٢٨٨)، والبيهقي (٢/ ١٠٣)، وأحمد (١/ ٢٩٢ و٣٠٥)، والحميدي في «مسنده» (٤٩٤).
وأما الرواية الأخرى؛ فإسنادها هكذا: حدثنا محمد بن كثير: أخبرنا شعبة عن عمرو بن دينار … به.
قلت: وهذا إسناد صحيح أيضًا على شرط الشيخين؛ وقد أخرجاه كما يأتي.
والحديث أخرجه الطيالسي (٤٣٨): حدثنا شعبة … به.
ومن طريق أبي داود: أخرجه أبو عوانة في «صحيحه» (٢/ ١٨٢).
وأخرجه هو، والبخاري (٢/ ١٣٤)، ومسلم (٢/ ٥٢)، والدارمي (١/ ٣٠٢)،
٤ ‏/ ٤٣
والنسائي أيضًا (١/ ١٦٧)، وأحمد (١/ ٢٥٥ و٢٧٩ – ٢٨٠ و٢٨٥ و٢٨٦ و٣٢٤) من طرق أخرى عن شعبة … به.

٨٣٠ – عن العباس بن عبد المطلب: أنه سمع رسول الله ﷺ يقول:
«إذا سجد العبد؛ سجد معه سبعةُ آرابٍ: وَجْهُهُ وكفَّاه وركبتاه وقدماه».
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد أخرجه مسلم في «صحيحه». وصححه الترمذي).
إسناده: حدثنا قتيبة بن سعيد: ثنا بكر -يعني: ابن مُضَرَ- عن ابن الهاد عن محمد بن إبراهيم عن عامر بن سعد عن العباس بن عبد المطلب.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين؛ وقد أخرجه مسلم كما يأتي.
وابن الهاد: اسمه يزيد بن عبد الله بن أسامة الليثي المدني.
وعزاه الحاكم (١/ ٢٢٧) للمتفق عليه! فوهم.
والحديث أخرجه مسلم (٤/ ٢٠٧) (١)، والنسائي (١/ ١٦٥)، والترمذي (٢/ ٦١)، والبيهقي (٢/ ١٠١)، وأحمد (١/ ٢٠٨) كلهم عن قتيبة … بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي (١/ ١٦٦)، وابن ماجة (١/ ٢٨٨)، والطحاوي (١/ ١٥٠)،


(١) من النسخة التي عليها شرح مسلم. وأما نسخة المتن -التي أعزو إليها عادةً؛ طبع إستنبول-؛ فلم أر الحديث فيها! وقد عزاه إليه جماعة؛ منهم النابلسي في «الذخائر».
وقد ذكر الحافظ في «التلخيص» (١/ ٢٥٢) أنه في بعض نسخ «مسلم» دون بعض!
٤ ‏/ ٤٤
وأحمد (١/ ٢٠٦) من طرق أخرى عن ابن الهاد … به. وقال الترمذي: «حسن صحيح».

٨٣١ – عن ابن عمر … رفعه قال:
«إن اليدين تسجدان كما يسجد الوجه، فإذا وضع أحدكم وجهه؛ فليضع يديه، وإذا رفع فليرفعهما».
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الضياء في «المختارة»).
إسناده: حدثنا أحمد بن حنبل: ثنا إسماعيل -يعني: ابن إبراهيم- عن أيوب عن نافع عن ابن عمر.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين؛ وإسماعيل: هو ابن عُلَيَّةَ.
والحديث في «مسند أحمد» (٢/ ٦) … بإسناده هذا.
وأخرجه النسائي (١/ ١٦٥)، والحاكم (١/ ٢٢٦)، وعنه البيهقي (٢/ ١٠١)، والضياء المقدسي في «الأحاديث المختارة» من طرق أخرى عن إسماعيل بن عُلَيَّةَ … به.
وتابعه وُهَيْبٌ: ثنا وهيب … به؛ إلا أنه صرح بالرفع فقال: عن النبي ﷺ قال …
أخرجه البيهقي وللضياء بإسناد صحيح أيضًا. وقال البيهقي:
«ورواه حماد بن زيد عن أيوب موقوفًا على ابن عمر».

٤ ‏/ ٤٥
قلت: المرفوع أصح.

١٥٦ – باب في الرجل يدرك الإمام ساجدًا؛ كيف يصنع؟
٨٣٢ – عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ:
«إذا جئتم إلى الصلاة ونحن سجود فاسجدوا، ولا تَعُدُّوها شيئًا، ومن أدرك الركعة فقد أدرك الصلاة».
(قلت: حديث حسن، وقال الحاكم: «صحيح الإسناد»! ووافقه الذهبي!).
إسناده: حدثنا محمد بن يحيى بن فارس أن سعيد بن الحكم حدثهم: أخبرنا نافع بن يزيد: حدثني يحيى بن أبي سليمان عن زيد بن أبي العَتَّاب وابن المَقْبُري عن أبي هريرة.
قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات؛ غير يحيى بن أبي سليمان -وهو أبو صالح المدني-؛ قال البخاري:
«منكر الحديث». وقال أبو حاتم:
«مضطرب الحديث، ليس بالقوي، يكتب حديثه».
وذكره ابن حبان في «الثقات».
ووثقه الحاكم أيضًا كما يأتي.
وأخرج ابن خزيمة حديثه هذا في «صحيحه» (رقم ١٦٢٢) وقال:
“في القلب شيء من هذا الإسناد؛ فإني لا أعرف يحيى بن أبي سليمان

٤ ‏/ ٤٦
بعدالة ولا جرح، وإنما خرجت خبره؛ لأنه لم يختلف فيه العلماء». وقال الحافظ في «التقريب»:
«لين الحديث».
قلت: وهذا هو الذي لا شك فيه، وتوثيق ابن حبان والحاكم مما لا يعتد به؛ لتساهلهما في التوثيق كما اشتهر، ولولا أن الحديث قد جاءت له شواهد مرفوعة وموقوفة كما يأتي؛ لما كان حقه أن يخرج في هذا الكتاب، وإنما في الكتاب الآخر.
وسعيد بن الحكم: هو ابن أبي مريم؛ وهذا جده.
والحديث أخرجه ابن خزيمة في «صحيحه» (١/ ١٧٠/ ١)، والحاكم (١/ ٢١٦)، والبيهقي (٢/ ٨٩) من طريقين آخرين عن سعيد بن أبي مريم … به.
وقال الحاكم:
«صحيح الإسناد؛ ويحيى بن أبي سليمان من ثقات المصريين»! ! ووافقه الذهبي! !
وقد عرفت ما في توثيقه من التساهل! ثم هو مدني. قال الحافظ:
«وكأنه جعله مصريًّا؛ لرواية أهل مصر عنه».
وللحديث طريق أخرى بسند ضعيف: أخرجه البيهقي من طريق يحيى بن حُمَيْدٍ عن قُرَّةَ بن عبد الرحمن عن ابن شهاب قال: أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ قال:
«من أدرك ركعة من الصلاة؛ فقد أدركها قبل أن يقيم الإمام صُلْبَهُ». وقال:
«قال أبو أحمد بن عدي: هذه الزيادة:»قبل أن يقيم الإمام صلبه«؛ يقولها يحيى بن حميد عن قرة. قال البخاري: … لا يتابع يحيى في حديثه».
٤ ‏/ ٤٧
لكن يقوِّيه ما أخرجه البيهقي أيضًا من طريق شعبة عن عبد العزيز بن رُفَيْعٍ عن رجل عن النبي ﷺ قال:
«إذا جئتم والإمام راكع فاركعوا، وإن كان ساجدًا فاسجدوا، ولا تعتدُّوا بالسجود إذا لم يكن معه الركوع».
قلت: وإسناده صحيح؛ إن كان الرجل الذي لم يسمَّ صحابيًّا، ولعله الراجح؛ فإن عبد العزيز بن رفيع تابعي جليل، روى عن جماعة من الصحابة؛ منهم العبادلة: ابن عمر وابن عباس وابن الزبير. وسواءً كان هو واحدًا من هؤلاء أو رجلًا آخر من الصحابة؛ فالصحابة كلهم عدول. وإن كان من غيرهم من التابعين؛ فهو مجهول.
لكن يقويه أن سعيد بن منصور قد أخرجه عن عبد العزيز بن رفيع عن أناس من أهل المدينة أن النبي ﷺ قال … فذكره بنحوه.
فهؤلاء جماعة من التابعين -إن لم يكونوا من الصحابة- يقوي بعضهم بعضًا.
ويزداد الحديث قوة بآثار وردت عن جماعة من الصحابة بأسانيد صحيحة أن مدرك الركوع مدرك للركعة، ولم يصح عن أحد منهم خلاف ذلك، وبيانه في «إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل» (٤٩٦)، و«الصحيحة» (١١٨٨).

١٥٧ – باب السجود على الأنف والجبهة
٨٣٣ – عن أبي سعيد الخدري:
أن رسول الله ﷺ رُئِيَ على جبهته وعلى أرْنبَتِهِ أثَرُ طينٍ؛ من صلاة صلاها بالناس.
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد أخرجاه في «صحيحيهما»).

٤ ‏/ ٤٨
إسناده: حدثنا ابن المثنى: ثنا صفوان بن عيسى: ثنا معمر عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي سعيد الخدري.
حدثنا محمد بن يحيى: ثنا عبد الرزاق عن معمر … نحوه.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين من طريق عبد الرزاق، وعلى شرط مسلم من طريق صفوان؛ وقد خرجاه كما يأتي.
والحديث أخرجه مسلم (٢/ ١٧٢) عن عبد بن حميد: أخبرنا عبد الرزاق … به.
وأخرجه هو، والبخاري (٢/ ١٣٤ – ١٣٥ و٣/ ٤٣) من طرق أخرى عن يحيى ابن أبي كثير … به مطولًا.
وله طريقان آخران عن أبي سلمة، يأتي أحدهما عند المصنف في «أبواب شهر رمضان» (رقم ١٢٥١)، وسأذكر الآخر هناك إن شاء الله تعالى.

١٥٨ – باب صفة السجود
٨٣٤ – عن أنس: أن النبي ﷺ قال:
«اعتدلوا في السجود؛ ولا يفترشْ أحدُكم ذراعَيْهِ افتراشَ الكَلْبِ».
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد أخرجاه وكذا أبو عوانة في «صحاحهم». وصححه الترمذي).
إسناده: حدثنا مسلم بن إبراهيم: ثنا شعبة عن قتادة عن أنس.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين؛ وقد أخرجاه كما يأتي.

٤ ‏/ ٤٩
والحديث أخرجه الطيالسي (١/ ٩٩ / ٤٣٧): حدثنا شعبة … به.
وأخرجه الترمذي (٢/ ٦٦) من طريق الطيالسي، وقال:
«حديث حسن صحيح».
والبخاري (٢/ ١٣٦)، ومسلم (٢/ ٥٣)، والنسائي (١/ ١٦٧)، والدارمي (١/ ٣٠٣)، والبيهقي (٢/ ١١٣)، وأحمد (٣/ ١١٥ و١٧٧ و١٧٩ و٢٠٢ و٢٠٤ و٢٩١) من طرق عن شعبة … به؛ وصرح قتادة بالسماع من أنس: عند الترمذي والدارمي وأحمد في رواية.
وتابعه سعيد بن أبي عروبة عن قتادة … به.
أخرجه ابن ماجة (١/ ٢٨٩)، وكذا النسائي، وابن أبي شيبة في «المصنف» (١/ ١٧٥).
وهمام وزيد بن إبراهيم وهشام عنه: عند أحمد (٣/ ١٠٩ و٢٣١).
وأبو العلاء أيوب بن أبي مسكين عن قتادة: عند النسائي (١/ ١٦٦).
وله شاهد من حديث جابر … مرفوعًا به: أخرجه ابن أبي شيبة وغيره بإسناد صحيح على شرط مسلم، وهو مخرج في «تخريج صفة الصلاة».

٨٣٥ – عن ميمونة:
أن النبي ﷺ كان إذا سجد؛ جافى بين يديه؛ حتى لو أن بَهْمَةً أرادت أن تمرَّ تحت يديه مَرَّتْ.
(قلت: إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه هو وأبو عوانة في «صحيحيهما»).

٤ ‏/ ٥٠
إسناده: حدثنا قتيبة: ثنا سفيان عن عبيد الله بن عبد الله عن عمه يزيد بن الأصم عن ميمونة.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم؛ وقد أخرجه كما يأتي.
والحديث أخرجه أبو عوانة في «صحيحه» (٢/ ١٨٤) من طريق المصنف: حدثنا أبو داود السِّجْزِيّ … به.
وأخرجه النسائي (١/ ١٦٦ – ١٦٧) … بإسناده.
وتابعهما أحمد (٦/ ٣٣١): ثنا سفيان … به.
وأخرجه مسلم (٢/ ٥٣ – ٥٤)، وأبو عوانة أيضًا، والدارمي (١/ ٣٠٦)، وابن ماجة (١/ ٢٨٧)، والحاكم (١/ ٢٢٨)، والبيهقي (٢/ ١١٤) من طرق أخرى عن سفيان بن عيينة … به.
وتابعه مروان بن معاوية الفَزَاري: حدثنا عبيد الله بن عبد الله بن الأصم … به؛ دون قوله: حتى لو أن بَهمة … إلخ؛ وزاد:
وإذا قعد؛ اطمأنَّ على فَخِذهِ اليسرى.
أخرجه مسلم، والنسائي (١/ ١٧٢).
وله شاهد من حديث سالم بن أبي الجعد عن جابر قال:
كان رسول الله ﷺ إذا سجد؛ جافى حتى يُرى بياض إِبْطَيْهِ.
أخرجه أحمد (٣/ ٢٩٤ – ٢٩٥) من طريق عبد الرزاق، وهذا في «المصنف» (٢/ ١٦٨ – ١٦٩/ ٢٩٢٢). وإسناده صحيح.
٤ ‏/ ٥١
٨٣٦ – عن ابن عباس قال:
أتَيْتُ النبي ﷺ مِنْ خَلْفِهِ؛ فرأيت بياض إِبْطَيْهِ وهو مُجَخٍّ، قد فَرَّجَ بين يديه.
(قلت: حديث صحيح).
إسناده: حدثنا عبد الله بن محمد النُّفَيْلِيُّ: ثنا زهير: ثنا أبو إسحاق عن التميمي -الذي يحدث بالتفسير- عن ابن عباس.
قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين؛ غير التميمي -واسمه أرْبِدَةُ- بسكون الراء، بعدها موحدة مكسورة-؛ قال الذهبي:
«ما روى عنه سوى أبي إسحاق».
ووثقه العجلي وابن حبان. وقال الحافظ في «التقريب»:
«صدوق»!
قلت: ولكنه قد توبع كما يأتي.
وأبو إسحاق: هو السَّبِيعي، وكان اختلط، لكن قد رواه عنه سفيان الثوري، وقد سمع منه قبل الاختلاط.
لكنه مدلس أيضًا، ولم أرَ تصريحه بالسماع من التميمي في شيء من الطرق عنه!
والحديث أخرجه الحاكم (١/ ٢٢٨)، وعنه البيهقي (٢/ ١١٥) من طريق أخرى عن النفيلي … به.
وأخرجه أحمد (١/ ٣٦٢ و٣٦٥) من طريق سفيان عن أبي إسحاق … به؛ بلفظ:
٤ ‏/ ٥٢
كان إذا سجد؛ يُرى بياض إبطيه وهو ساجد.
وأخرجه أيضًا (١/ ٢٩٢ و٣٠٢ و٣٠٥ و٣١٦ – ٣١٧ و٣٣٢ و٣٥٤) من طرق أخرى عن أبي إسحاق … به.
وأخرجه الطحاوي (١/ ١٣٦) عن شعبة عن أبي إسحاق … بلفظ سفيان عنه.
وله طريق أخرى: يرويه ابن أبي ذئب عن شعبة مولى ابن عباس قال:
رأى ابن عباس رجلًا ساجدًا قد ابْتَسَطَ ذراعيه، فقال ابن عباس: هكذا يربض الكلب، رأيت رسول الله ﷺ إذا سجد؛ رأيت بياض إبطيه.
أخرجه الطيالسي (١/ ١٠٠ / ٤٤٣)، وأحمد (١/ ٢٣٣ و٣٢٠ و٣٥٢)، وابن أبي شيبة (١/ ١٧٤).
ورجاله ثقات؛ غير أن شعبة هذا صدوق سيئ الحفظ، كما في «التقريب».
فهو إسناد حسن بالذي قبله.
وأما الحديث فصحيح؛ لأنه له شواهد كثيرة، أوردتها في «تخريج صفة الصلاة»؛ منها حديث ميمونة قبله، وحديث أحمر بعده، وحديث البراء: عند الطيالسي (١/ ٩٩ / ٤٤١).
٨٣٧/ ١ – عن أحْمَرَ بن جَزْءٍ صاحب رسول الله ﷺ:
أن رسول الله ﷺ كان إذا سجد؛ جافى عَضُدَيْهِ عن جَنْبَيْهِ؛ حتى نأويَ له.
(قلت: إسناده حسن صحيح، وقال النووي وابن الملقن: «إسناده صحيح»، وصححه ابن دقيق على شرط البخاري! وأخرجه الضياء في «المختارة»).
٤ ‏/ ٥٣
إسناده: حدثنا مسلم بن إبراهيم: ثنا عَبَّاد بن راشد: ثنا الحسن: ثنا أحْمَرُ ابن جَزْءٍ.
قلت: وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين؛ غير عَبَّاد بن راشد -وهو التميمي مولاهم البصري-؛ فقد أخرج له البخاري مقرونًا بغيره، وهو مختلف فيه؛ فأورده البخاري في «الضعفاء». وأنكر عليه ذلك أبو حاتم، فقال: «يُحَوَّل». وقال:
«صالح الحديث». وقال أحمد:
«ثقة»، ورفع أمره. وقال النسائي:
«ليس بالقوي». وقال المصنف:
«ضعيف». وفي «التقريب»:
«صدوق له أوهام».
قلت: فمثله حسن الحديث إن شاء الله تعالى، وقد صحح حديثه هذا جماعة، فقال النووي في «المجموع» (٣/ ٤٣٠):
«إسناده صحيح».
وكذا قال ابن الملقن في «الخلاصة» -كما في «نصب الراية» للزيلعي (١/ ٣٨٧) -.
وصححه ابن دقيق العيد على شرط البخاري؛ كما في «التلخيص» لابن حجر (١/ ٢٥٦)!
وفيه ما لا يخفى؛ فإن البخاري إنما روى له مقرونًا، وقد ضعفه، فكيف يكون صحيحًا على شرطه؟ ! بل الصواب أنه حسن كما ذكرنا.
٤ ‏/ ٥٤
نعم؛ هو صحيح بما يأتي له من المتابع.
والحديث أخرجه ابن أبي شيبة (١/ ١٧٤)، وعنه ابن ماجة (١/ ٢٨٨)، والطحاوي (١/ ١٣٦)، والبيهيقي (٢/ ١١٥)، وأحمد (٤/ ٣٤٢ و٥/ ٣٠)، والطبراني في «المعجم الكبير»، والضياء المقدسي في «الأحاديث المختارة» من طرق عن عَبَّاد بن راشد … به.
وتابعه عَبَّاد بن ميسرة عن الحسن … به: أخرجه الطحاوي.
وابن ميسرة هذا: حاله قريب من حال ابن راشد؛ بل لعله دونه؛ قال الحافظ: «لين الحديث».
فلا بأس بمتابعته، وبها يرتقي الإسناد إلى الصحة.
٨٣٧/ ٢ – عن درَّاج عن ابن حُجَيْرَةَ عن أبي هريرة: أن النبي ﷺ قال:
«إذا سجد أحدُكم؛ فلا يفترشْ يديه افتراشَ الكلب، وليَضُمَّ فَخِذَيْه».
(قلت: إسناده ضعيف؛ دراج فيه ضعف) (*).
إسناده: حدثنا عبد الملك بن شعيب بن الليث: ثنا ابن وهب: ثنا الليث عن درّاج.
قلت: وهذا إسناد ضعيف، رجاله ثقات رجال مسلم؛ غير دراج -وهو ابن سَمْعان أبو السَّمْح-، وهو ضعيف.


(*) أشار الشيخ رحمه الله إلى نقل هذا الحديث من «الضعيف» إلى «الصحيح» بقوله:
«عقب حديث (أحمر بن جزء) في الأصل حديث عن أبي هريرة، وذكر في»الضعيف«برقم (١٥٩)، فلينقل إلى هنا؛ لأنه تبين أنه حسن، ويعطى له رقم (٨٣٧/ ٢)».
٤ ‏/ ٥٥
ثم تبين لي فيما بعد أنه مستقيمُ الحديث فيما رواه عن ابن حُجَيرة، ضعيفُه فيما رواه عن أبي الهيثم؛ في بحث تراه في «الصحيحة» (٣٣٥٠)، فلينقل هذا إلى «الصحيح» [هنا].
وابن حجيرة -وهو الأكبر-: اسمه عبد الرحمن.
والحديث أخرجه البيهقي (٢/ ١١٥) من طريق أبي صالح: حدثني الليث … به. وقال:
«وكذلك رواه ابن وهب عن الليث بن سعد. ولعل التفريج أشبه بهيئة السجود. والله تعالى أعلم».
قلت: وأخرجه ابن خزيمة في «صحيحه» (١/ ٣٢٨ / ٦٥٣)، وابن حبان (٣/ ١٩٢ / ١٩١٤ – الإحسان) من طريق أخرى عن الليث … به. وقال ابن حبان: «لم يسمع الليث بن سعد عن درّاج غير هذا الحديث».

١٥٩ – باب الرخصة في ذلك للضرورة
[تحته حديث واحد. انظره في «الضعيف»]

١٦٠ – باب في التَّخَصُّرِ والإقعاء
٨٣٨ – عن زياد بن صُبَيْحٍ الحنفي قال:
صَلَّيْتُ إلى جنب ابن عمر، فوضعت يدي على خاصرتي، فلما صلى قال: هذا الصَّلْبُ في الصلاة، وكان رسول الله ﷺ ينهى عنه.
(قلت: إسناده صحيح).

٤ ‏/ ٥٦
إسناده: حدثنا هَنَّاد بن السَّرِيِّ عن وكيع عن سعيد بن زياد عن زياد بن صُبَيْحٍ الحنفي.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات. وسكت عليه المنذري (١/ ٤٢٦ / ٨٦٥)! !
والحديث أخرجه أحمد (٢/ ١٠٦): ثنا وكيع … به.
وأخرجه النسائي (١/ ١٤٢)، والبيهقي (٢/ ٢٨٨)، وأحمد أيضًا (٢/ ٣٠) من طرق أخرى عن سعيد بن زياد … به.
وفي الباب عن أبي هريرة قال:
نهى رسول الله ﷺ عن الاختصار في الصلاة.
أخرجه الشيخان وغيرهما -كالمصنف-، وسيأتي برقم (٨٧٣).
ويلاحظ القارئ أن المصنف بوَّب لشيئين: التخصُّر، والإقعاء؛ فترجم للتخصُّر، ولم يترجم للإقعاء! وكأنه أشار بذلك إلى بعض الأحاديث التي تناسب الباب، وقد ذكر فيما تقدم حديثين:
أحدهما: في النهي عنه عن عائشة؛ وهو برقم (٧٥٢).
والآخر: في مشروعيته عن ابن عباس، وهو برقم (٧٩١).
وفي النهي أيضًا أحاديث أخرى، سبقت الإشارة إليها هناك، أذكر هنا حديث علي … مرفوعًا.
«لا تُقْعِ بين السجدتين».
أخرجه الترمذي (٢/ ٧٢)، وابن ماجة (١/ ٢٨٩ – ٢٩٠)، والبيهقي (٣/ ٢١٢)، والطيالسي (١٨٢ – «مسنده»)، وأحمد (١/ ١٤٦) من طريق أبي
٤ ‏/ ٥٧
إسحاق عن الحارث عن علي.
وهو عند الثلاثة الآخرين مطول، فيه أحكام أخرى؛ منها:
«يا علي! لا تفتح على الإمام».
وهذا القدر أخرجه المصنف أيضًا، وقد أوردته في الكتاب الآخر (١٦١)؛ لضعف الحارث. والتبس الأمر على الشوكاني، فظن أن المصنف أخرج أيضًا حديث علي: «لا تُقْعِ بين السجدتين»، فقال (٢/ ٢٣٢):
«أخرجه الترمذي وأبو داود وابن ماجة»!
وإنما عنده من حديث علي ما ذكرت من الفتح على الإمام! فاقتضى التنبيه (١)! وفي رواية لابن ماجة:
«يا علي! لا تُقْعِ إقعاءَ الكلب».
وأحاديث النهي عن الإقعاء كلها معلولة؛ غير أن مجموعها يدل على أن له أصلًا، فيحمل على إقعاء كإقعاء الكلب، كما في رواية ابن ماجة وغيره. فلا تعارض حينئذ بينها وبين حديث ابن عباس المشار إليه في المشروعية؛ لأنه ليس إقعاءً كإقعاء الكلب. والله أعلم.

١٦١ – باب البكاء في الصلاة
٨٣٩ – عن مُطَرِّفٍ [وهو ابن عبد الله بن الشِّخِّيِر] عن أبيه قال:
رأيت رسول الله ﷺ يصلِّي؛ وفي صدره أزيز كأزيز الرَّحَى مِنَ البكاء.


(١) وقد اقتصر النابلسي في «الذخائر» (٣/ ٣٠ / ٥٤٨٠) -في حديث الإقعاء-: على الترمذي وابن ماجة.
٤ ‏/ ٥٨
(قلت: إسناده صحيح، وقال الحاكم: «صحيح على شرط مسلم»، ووافقه الذهبي، وصححه ابن حبان أيضًا).
إسناده: ثنا عبد الرحمن بن محمد بن سَلَّام: ثنا يزيد بن هارون: أخبرنا حماد -يعني: ابن سلمة- عن ثابت عن مُطَرِّفٍ عن أبيه.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات رجال مسلم؛ غير عبد الرحمن ابن محمد بن سلام -بالتشديد-، وهو ثقة، وقد توبع كما يأتي.
واسم أبي مُطَرِّفٍ: عبد الله بن الشخيرِ.
والحديث أخرجه أحمد (٤/ ٢٥): ثنا يزيد … به.
وأخرجه الحاكم (١/ ٢٦٤)، وعنه البيهقي (٢/ ٢٥١) من طريق أخرى عن يزيد بن هارون … به. وقال الحاكم:
«حديث صحيح على شرط مسلم»، ووافقه الذهبي.
وأخرجه النسائي (١/ ١٧٩)، وابن حبان (٥٢٢)، والبيهقي أيضًا، وكذا أحمد (٤/ ٢٥ و٢٦) من طرق أخرى عن حماد بن سلمة … به.
والحديث عزاه المنذري (١/ ٤٢٧) للترمذي أيضًا! وما أراه عنده (*)!

١٦٢ – باب كراهية الوسوسة وحديث النفس في الصلاة
٨٤٠ – عن زيد بن خالد الجُهَنِي أن النبي ﷺ قال:
«من توضَّأ فأحسن وضوءه، ثم صلى ركعتين، لا يسهو فيهما؛ غُفِرَ له ما تقدَّمَ من ذنبه».


(*) هو في «شمائله»لا في «سننه». (الناشر).
٤ ‏/ ٥٩
(إسناده حسن، وهو على شرط مسلم، وقال الحاكم: «صحيح على شرط مسلم»، ووافقه الذهبي).
إسناده: حدثنا أحمد بن محمد بن حنبل: ثنا عبد الملك بن عمرو: ثنا هشام -يعني: ابن سعد- عن زيد عن عطاء بن يسار عن زيد بن خالد.
قلت: وهذا إسناد حسن، رجاله كلهم ثقات رجال مسلم؛ وفي هشام بن سعد كلام، لا ينزل حديثه عن رتبة الحسن.
وزيد: هو ابن أسلم.
والحديث أخرجه أحمد في «المسند» (٤/ ١١٧) … بهذا الإسناد.
ثم أخرجه هو (٥/ ١٩٤)، والحاكم (١/ ١٣١) من طريقين آخرين عن هشام بن سعد … به. وقال الحاكم:
«حديث صحيح على شرط مسلم، ولا أحفظ له علة تُوهِنُهُ»، ووافقه الذهبي.
(تنبيه): قال الشيخ النابلسي في «ذخائر المواريث»:
«رواه أبو داود في»الصلاة«عن أحمد بن حنبل وعن هشام بن سعد»!
وهذا مما يدل على جهله بتراجم الرجال وطبقاتهم! فإنه ظن أن واو (عمرو) في اسم والد (عبد الملك) هي واو العطف! وعليه ظنَّ أن المصنف عطف هشام بن سعد على أحمد بن حنبل؛ ظنًّا منه أنه قال: (وثنا هشام بن سعد)! مع أن هشامًا هذا لم يدركه المصنف، بل بينهما واسطتان! !

٨٤١ – عن عقبة بن عامر الجُهَنِيِّ: أن رسول الله ﷺ قال:
«ما من أحد يتوضأ فيحسن الوضوء، ويصلِّي ركعتين، يُقْبل بقلبه ووجهه عليهما؛ إلا وَجَبَتْ له الجنة».

٤ ‏/ ٦٠
(قلت: إسناده صحيح على شرط مسلم؛ على اختلاف فيه. وأخرجه مسلم وأبو عوانة. ومضى ١٦٢).
إسناده: حدثنا عثمان بن أبي شيبة: ثنا زيد بن الحُبَابِ: ثنا معاوية بن صالح عن ربيعة بن يزيد عن أبي إدريس الخولاني عن جُبَيْرٍ بن نُفَيْرٍ الحَضْرَمِيِّ عن عقبة بن عامر الجُهَنِي.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم؛ إلا أن ذِكْرَ جبير بن نُفَيْرٍ فيه غير محفوظ، كما سبق بيانه عند حديث عقبة هذا برقم (١٦٢)، وهو هناك أتم مما هنا.
والحديث أخرجه النسائي (١/ ٣٦): أخبرنا موسى بن عبد الرحمن المَسْرُوقي قال: حدثنا زيد بن الحُبَابِ … به؛ إلا أنه قال: عن أبي إدريس الخولاني وأبي عثمان عن جبير بن نفير الحضرمي … به، فزاد في الإسناد: وأبي عثمان.
وقد رواه ابن وهب عن معاوية بن صالح عن أبي عثمان عن جبير بن نفير … به.
أخرجه مسلم وأبو عوانة والمصنف في المكان المشار إليه.

١٦٣ – باب الفتح على الإمام في الصلاة
٨٤٢ – عن المُسَوَّر بن يزيد المالكي:
أن رسول الله ﷺ -قال يحيى: وربما قال: شهدت رسول الله ﷺ يقرأ في الصلاة، فترك شيئًا لم يقرأْهُ، فقال له رجل: يا رسول الله! تركت آية كذا وكذا! فقال:
«هَلَّا أذْكَرْتَنِيهَا؟ !». -قال سليمان في حديثه- قال: كنت أُرَاها نُسِخَتْ.
(قلت: حديث حسن، وصححه ابن حبان).

٤ ‏/ ٦١
إسناده: حدثنا محمد بن العلاء وسليمان بن عبد الرحمن الدمشقي قالا: أخبرنا مروان بن معاوية عن يحيى الكاهلي عن المُسَوَّرِ بن يزيد الكاهلي.
وقال سليمان قال: حدثني يحيى بن كثير -زاد في بعض النسخ- الأزْدي قال: ثنا المُسَوَّر بن يزيد الأسَدِي.
قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات رجال البخاري؛ غير يحيى -وهو ابن كثير الكاهلي-؛ قال أبو حاتم:
«شيخ».
وذكره ابن حبان في «الثقات». وقال النسائي:
«ضعيف».
ولم يرو عنه غير مروان بن معاوية الفزاري.
قلت: فحديثه حسن بالشاهد الذي بعده.
والحديث أخرجه البخاري في «جزء القراءة» (ص ٤٢ – ٤٣)، وابن حبان في «صحيحه» (٣٧٨)، والبيهقي (٣/ ٢١١)، وأحمد (٤/ ٧٤) من طريقين آخرين عن مروان … به.

٨٤٣ – عن عبد الله بن عمر:
أن النبي ﷺ صلى صلاة؛ فقرأ فيها، فَلُبِسَ عليه. فلما انصرف قال لأُبَيٍّ:
«أصليت معنا؟». قال: نعم. قال:
«فما منعك؟ !».

٤ ‏/ ٦٢
(قلت: إسناده صحيح، وصححه ابن حبان والضياء في «المختارة»).
إسناده: حدثنا يزيد بن محمد الدمشقي: ثنا هشام بن إسماعيل: ثنا محمد ابن شعيب: أخبرنا عبد الله بن العلاء بن زَبْرٍ عن سالم بن عبد الله عن عبد الله ابن عمر.
(قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات).
والحديث أخرجه ابن عساكر في «التاريخ» (٢/ ٥٩١) من طريق آخر عن يزيد ابن محمد … به.
وأخرجه ابن حبان في «صحيحه» (٣٨٠)، والبيهقي (٣/ ٢١٢) من طريق هشام بن عمار: حدثنا محمد بن شعيب بن شَابُور … به؛ وزاد:
«.. أن تفتح علي».
وكذلك رواه الطبراني في «المعجم الكبير»، والضياء في «الأحاديث المختارة».
ويشهد له الحديث الذي قبله. وحديث الجارود بن أبي سَبْرَةَ عن أُبَيِّ بن كعب قال:
صلى النبي ﷺ بالناس، فترك آية، فلما قضى صلاته قال:
«أيُّكم أخذ عليّ شيئًا من قراءتي؟».
قال أُبَيٌّ: أنا؛ تركتَ آية كذا وكذا. فقال:
«قد علمت إن كان أخذها أحد عليّ؛ كان هو».
أخرجه البخاري في «جزء القراءة» (ص ٤٢).
وإسناده صحيح؛ لولا أنه منقطع بين الجارود وأُبيّ.
٤ ‏/ ٦٣
ثم روى عن ابن أبزى عن أبيه قال:
صلى النبي ﷺ، فترك آية، فقال:
«أفي القوم أُبيّ؟».
فقال: يا رسول الله! نعم، أنسخت آية كذا وكذا، أم نسيتها؟ فضحك، فقال:
«بل نسيتها».
وإسناده صحيح؛ وابن أبزى: هو سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى.
وأبوه صحابي صغير.
رواه النسائي في «الكبرى» (٥/ ٦٧ / ٨٢٤٠)، وصححه ابن خزيمة (٣/ ٧٣ / ١٦٤٧ و١٦٤٨) من طريقين عن سعيد عن أبيه عن أُبَيٍّ.

١٦٤ – باب النهي عن التلقين
[تحته حديث واحد. انظره في «الضعيف»]

١٦٥ – باب الالتفات في الصلاة
٨٤٣ / م-عن ابن شهاب قال: سمعت أبا الأحوص يحدثنا في مجلسِ سعيد بن المسيب قال: قال أبو ذر: قال رسول الله ﷺ:
«لا يزالُ اللهُ عز وجل مقبلًا على العبدِ وهو في صلاتِه ما لم يلتفت، فإذا التفتَ انصرف عنه».

٤ ‏/ ٦٤
(قلت: إسناده ضعيف (١)، أبو الأحوص فيه جهالة -كما قال النووي-، وقال المنذري:»لا يُعرف له اسم«، قال ابن معين:»ليس بشيء«، وقال أبو أحمد الكرابيسي:»ليس بالمتين عندهم«).
إسناده: حدثنا أحمد بن صالح: ثنا ابن وهب؛ قال: أخبرني يونس عن ابن شهاب.
قلت: وهذا إسناد ضعيف، رجاله كلهم ثقات رجال البخاري؛ غير أبي الأحوص؛ قال الذهبي في»الميزان«:
»ما حدث عنه سوى الزهري، وثقه بعض الكبار، وقال ابن معين: «ليس بشيء»، وقال ابن القطان: «لا يعرف له حال»، ولا قضى له بالثقة قول الزهري: «سمعت أبا الأحوص يحدث في مجلس سعيد بن المسيب». ولهذا قال النووي في «المجموع» (٤/ ٩٦):
«فيه جهالة». وقال المنذري في «مختصره» (١/ ٤٢٩):
«لا يعرف له اسم، وهو مولى بني ليث. وقيل: مولى بني غفار، ولم يرو عنه غير الزهري، قال يحيى بن معين: ليس هو بشيء. وقال أبو أحمد الكرابيسي: ليس بالمتين عندهم». وقال في «الترغيب» (١/ ١٩٠):
«لم يرو عنه غير الزهري، وقد صحح له الترمذي وابن حبان وغيرهما». وقال الحافظ:
«مقبول»؛ أي: عند المتابعة، وإلا فليّن الحديث كما هنا.
والحديث أخرجه البيهقي (٢/ ٢٨١) من طريق المصنف، والحاكم (١/ ٢٣٦)،


(١) حسنته في «الترغيب» لشاهد (*).
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
(*) انظره ثمة (١/ ٣٦٠ – ٣٦١). (الناشر).
٤ ‏/ ٦٥
وعنه البيهقي من طريق أخرى عن ابن وهب.
وأخرجه النسائي (١/ ١٧٧)، والدارمي (١/ ٣٣١)، والطحاوي في «مشكل الآثار» (٢/ ١٨٣)، وأحمد (٥/ ١٧٢) من طرق أخرى عن يونس … به. وقال الحاكم:
«صحيح الإسناد»، ووافقه الذهبي.
ويأتي لأبي الأحوص هذا حديث آخر في الكتاب [«الضعيف»] (رقم ١٧٠).

٨٤٤ – عن عائشة رضي الله عنها قالت:
سألت رسول الله ﷺ عن التفات الرجل في الصلاة؟ فقال:
«هو اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد».
(قلت: إسناده صحيح على شرط البخاري. وقد أخرجه في «صحيحه».
وحسنه الترمذي وصححه ابن حبان).
إسناده: حدثنا مسدد: ثنا أبو الأحوص عن الأشعث -يعني: ابن سُلَيْمٍ- عن أبيه عن مسروق عن عائشة.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط البخاري؛ وقد أخرجه كما يأتي.
وأبو الأحوص (*)
والحديث أخرجه البخاري (٢/ ١٢٤ – ١٢٥) … بإسناد المصنف هذا.
ثم أخرجه هو (٤/ ٩٩)، والنسائي (١/ ١٧٧)، والترمذي (٢/ ٤٨٤ – ٤٨٥) من طرق أخرى عن أبي الأحوص … به.


(*) كذا الأصل؛ لم يتم الشيخ رحمه الله العبارة (الناشر).
٤ ‏/ ٦٦
وأخرجه البيهقي (٢/ ٢٨١) من طريقين آخرين عن مسدد … به.
وأخرجه النسائي، وابن حبان (٢٢٨٤)، وأحمد (٦/ ١٠٦) من طريق أخرى عن أشعث … به.
وخالفهما إسرائيل فقال: عن أشعث بن أبي الشعثاء عن أبي عَطِيَّة عن مسروق عن عائشة عن النبي ﷺ … بمثله.
أخرجه النسائي، فقال: أبي عَطِيَّة؛ بدل: أبيه.
وأبو عطية: هو الوادعي الهَمْداني الكوفي؛ وهو ثقة أيضًا من رجال الشيخين.
(تنبيه): ذكر الحاكم (١/ ٢٣٧) أن الحديث متفق عليه بين الشيخين! وذلك من أوهامه؛ فإن مسلمًا لم يخرجه أصلًا.

١٦٦ – باب السجود على الأنف
٨٤٥ – عن أبي سعيد الخدري:
أن رسول الله ﷺ رُئيَ على جبهته وعلى أرْنَبَتِهِ أَثَرُ طينٍ؛ من صلاة صلاها بالناس.
(قلت: إسناده صحيح، ومضى بإسناد على شرط الشيخين (٨٣٣)، وقد أخرجاه).
إسناده: حدثنا مُؤَمَّل بن الفضل: ثنا عيسى عن معمر عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي سعيد الخدري.
قال أبو علي: «هذا الحديث لم يقرأه أبو داود في العرضة الرابعة».

٤ ‏/ ٦٧
قلت: ولعل ذلك لأنه تقدم في «باب السجود على الأنف والجبهة» رقم (٨٣٣).
وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات رجال مسلم؛ غير مؤمل بن الفضل، وهو ثقة.
وعيسى: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السَّبِيعِيُّ.
والحديث أخرجه الشيخان وغيرهما عن يحيى بن أبي كثير، كما سبق ذكره هناك.

١٦٧ – باب النظر في الصلاة
٨٤٦ – عن جابر بن سَمُرَةَ -قال عثمان: – قال:
دخل رسول الله ﷺ المسجد، فرأى فيه ناسًا يصلُّون رافعي أيديهم إلى السماء -ثم اتفقا-، فقال:
«لَيَنْتَهِيَنَّ رجال يَشْخَصُونَ أبصارَهم إلى السماء -قال مسدد-: في الصلاة-؛ أو لا ترجع إليهم أبصارهم».
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد أخرجه مسلم في «صحيحه»).
إسناده: حدثنا مسدد: ثنا أبو معاوية. (ح) وثنا عثمان بن أبي شيبة: ثنا جرير -وهذا حديثه؛ وهو أتم- عن الأعمش عن المسيَّب بن رافع عن تميم بن طَرَفَةَ الطَّائِيِّ عن جابر بن سمرة.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين من طريق عثمان، وعلى شرط البخاري من طريق مسدد؛ وقد أخرجه مسلم كما يأتي.

٤ ‏/ ٦٨
والحديث أخرجه أحمد (٥/ ١٠١): ثنا أبو معاوية … به مقتصرًا على المرفوع من قوله ﷺ.
وكذلك أخرجه مسلم (٢/ ٢٩)، والبيهقي (٢/ ٢٨٣).
وأخرجه ابن ماجة (١/ ٣٢٣)، وأحمد (٥/ ٩٠ و٩٣ و١٠١ و١٠٨) من طرق أخرى عن الأعمش … به.
وأخرجه الدارمي (١/ ٢٩٨) من طريق علي بن مُسْهِرٍ: أنا الأعمش … به مثل رواية جرير؛ إلا أنه قال:
«أبصارهم» مكان: «أيديهم».
وهو كذلك في «مختصر السنن» للمنذري (١/ ٤٢٩ / ٨٧٥). والله أعلم. وقال في تخريجه:
«وأخرجه مسلم والنسائي. وأخرج ابن ماجة طرفًا منه»!
وعليه مؤاخذتان:
الأولى: أنه عند مسلم مختصر مثل رواية ابن ماجة؛ فلا وجه للمغايرة بين روايتيهما.
الثانية: لم أجده عند النسائي إطلاقًا، ولم يعزه إليه في «الترغيب» (١/ ١٨٩)! ويحتمل أن يكون في «سننه الكبرى»! والله أعلم.
(تنبيه): قد سقط هذا الحديث على النابلسي؛ فلم يورده في «الذخائر» أصلًا!
وكذلك لم يخرجه أبو عوانة في «مستخرجه»، وكذا الذي بعده! وهما على شرطه!
٤ ‏/ ٦٩
٨٤٧ – عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله ﷺ:
«ما بالُ أقوامٍ يرفعون أبصارهم في صلاتهم؟ !»، فاشتدَّ قوله في ذلك، فقال:
«لَيَنْتَهُنَّ عن ذلك؛ أو لَتُخْطَفَنَّ أبصارُهم».
(قلت: إسناده صحيح على شرط البخاري. وقد أخرجه في «صحيحه»).
إسناده: حدثنا مسدد: ثنا يحيى عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة: أن أنس ابن مالك حدثهم.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات على شرط الشيخين؛ غير مسدد؛ فهو على شرط البخاري.
والحديث أخرجه أحمد (٣/ ١١٢ و١١٥ و١١٦): ثنا يحيى بن سعيد … به.
ثم أخرجه هو (٣/ ١٠٩ و١٤٠)، والبخاري (٢/ ١٢٤)، والنسائي (١/ ١٧٧)، والبيهقي (٢/ ٢٨٢) من طرق أخرى عن يحيى … به.
والدارمي (١/ ٢٩٨)، وابن ماجة (١/ ٣٢٣) من طريقين آخرين عن سعيد.
وتابعه أبان العطار: ثنا قتادة … به.
أخرجه أحمد (٣/ ٢٥٨): ثنا عفان: ثنا أبان … به.
وهذا سند صحيح على شرطهما.
وتابعه شعبة أيضًا: عند الطيالسي (١/ ١٠٧).
٤ ‏/ ٧٠
٨٤٨ – عن عائشة قالت:
صلى رسول الله ﷺ في خَمِيصَةٍ لها أعلام، فقال:
«شغلتني أعلام هذه! اذهبوا بها إلى أبي جَهْمٍ، وَأْتُوني بِأَنْبِجَانِيَّتِهِ».
(قلت: صحيح على شرط الشيخين. وقد أخرجاه وكذا أبو عوانة في «صحاحهم»).
إسناده: حدثنا عثمان بن أبي شيبة: ثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن عروة عن عائشة.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين؛ وقد أخرجاه كما يأتي.
والحديث أخرجه أبو عوانة (٢/ ٦٤) من طريق المصنف، ومن طريق الحميدي الآتية.
وأخرجه أحمد (٦/ ٣٧)، والحميدي في «مسنده» (١٧٠) قالا: ثنا سفيان … به.
وأخرجه البخاري (٢/ ١٢٥)، ومسلم (٢/ ٧٧)، والنسائي (١/ ١٢٥)، وابن ماجة (٢/ ٣٦٦)، والبيهقي (٢/ ٢٨٢) من طرق أخرى عن سفيان … به.
ثم أخرجه البخاري (٢/ ٧١ و٧/ ١٢٧)، ومسلم، وأبو عوانة، وأحمد (٦/ ١٩٩) من طرق أخرى عن الزهري … به.
وتابعه هشام بن عروة عن أبيه … به.
أخرجه مسلم وأبو عوانة، وأحمد (٦/ ٤٦)، وعلقه البخاري.
وهو في «الموطأ» (١/ ١١٩) … مرسل.
لكنه عند أبي عوانة -من طريقه- موصول كما رواه الجماعة.
٤ ‏/ ٧١
وله -عند مالك، وعنه أحمد (٦/ ١٧٧)، وابن حبان (٢٣٣٢) – طريق أخرى عن أم علقمة بن أبي علقمة عنها … نحوه؛ وفيه:
«فإني نظرت إلى علمها في الصلاة، فكاد يَفْتِنُني».
لكن أم علقمة هذه -واسمها مَرْجانة- غير مشهورة.

٨٤١ – وفي رواية عنها … بهذا الخبر؛ قال: وأخذ كُرْديًّا كان لأبي جهم.
فقيل: يا رسول الله! الخميصة كانت خيرًا من الكردي!
(قلت: إسناده حسن).
إسناده: حدثني عبيد الله بن معاذ: ثنا أبي: ثنا عبد الرحمن -يعني: ابن أبي الزناد- قال: سمعت هشامًا يحدث عن أبيه عن عائشة.
قلت: وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين؛ غير عبد الرحمن بن أبي الزناد، وهو صدوق تغيَّر حفظه لما قدم بغداد؛ وكان فقيهًا، كما في «التقريب»، وقد حقق القول في ترجمته في «التنكيل» (٢/ ٣٣ – ٣٤).
والحديث تقدم الكلام عليه في الذي قبله، وليس فيه هذه الزيادة: وأخذ كرديًّا … والله أعلم.

١٦٨ – باب الرخصة في ذلك
٨٥٠ – عن سهل ابن الحَنْظَليَّةِ قال:
ثُوِّبَ بالصلاة -يعني: صلاة الصبح-؛ فجعل رسول الله ﷺ يصلِّي وهو يلتفت إلى الشِّعْبِ.

٤ ‏/ ٧٢
قال أبو داود: «وكان أرسل فارسًا إلى الشِّعْبِ من الليل يَحْرُسُ».
(قلت: إسناده صحيح).
إسناده: حدثنا الربيع بن نافع: ثنا معاوية -يعني: ابن سلام- عن زيد أنه سمع أبا سلَّام قال: حدثني السَّلولي عن سهل ابن الحنظلية.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات على شرط مسلم. وقد أخرجه المصنف رحمه الله في أول «الجهاد» مطولًا، فَنَكِلُ التخريج إلى هناك إن شاء الله تعالى برقم (٢٢٥٩).

١٦٩ – باب العمل في الصلاة
٨٥١ – عن أبي قتادة:
أن رسول الله ﷺ كان يصلِّي وهو حامل أُمامةَ بنتَ زينبَ بنتِ رسولِ الله ﷺ؛ فإذا سجد وضعها، وإذا قام حملها.
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد أخرجاه وكذا أبو عوانة في «صحاحهم»).
إسناده: حدثنا القعنبي: ثنا مالك عن عامر بن عبد الله بن الزبير عن عمرو ابن سُلَيْمٍ عن أبي قتادة.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين؛ وقد أخرجاه كما يأتي.
والحديث أخرجه مالك في «الموطأ» (١/ ١٨٣) … بهذا الإسناد.
وعنه: البخاري (٢/ ٩١)، ومسلم (٢/ ٧٣)، وأبو عوانة (٢/ ١٤٥)، والدارمي

٤ ‏/ ٧٣
(١/ ٣١٦)، والبيهقي (٢/ ٢٦٢)، وأحمد (٥/ ٢٩٥ – ٢٩٦ و٣٠٣) كلهم عن مالك … به.
وأخرجه مسلم، والنسائي (١/ ١٣٢ و١٧٨)، والطيالسي (١/ ١٠٩ / ٥٠٣)، والحميدي (٤٢٢)، وعنه أبو عوانة -وعن غيره-، وأحمد (٥/ ٢٩٦ و٣٠٤ و٣١٠ و٣١١) من طرق أخرى عن عامر بن عبد الله … به.
وتابعه سعيد المَقْبُرِيُّ: عند مسلم وأبي عوانة وأحمد -في رواية-، وابن الجارود (٢١٤)؛ وهي عند المصنف أتم، وهي الرواية الآتية:

٨٥٢ – وفي رواية عنه قال:
بَيْنَا نحن في المسجد جلوسٌ؛ خرج علينا رسول الله ﷺ يحملُ أُمامةَ بنتَ أبي العاص بن الربيع -وأمها زينب بنت رسول الله ﷺ، وهي صبية، يحملها على عاتقه، فصلى رسول الله ﷺ وهي على عاتقه؛ يضعها إذا ركع، ويعيدها إذا قام، حتى قضى صلاته؛ يفعل ذلك بها.
(قلت: إسناده صحيح أيضًا على شرط الشيخين. وأخرجه البخاري مختصرًا، وأبو عوانة عن المصنف).
إسناده: حدثنا قتيبة -يعني: ابن سعيد-: ثنا الليث عن سعيد بن أبي سعيد عن عمرو بن سُلَيْم الزُّرَقي أنه سمع أبا قتادة يقول …
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين.
والحديث أخرجه أبو عوانة (٢/ ١٤٦) من طريق المصنف، ولكنه لم يَسُقْ لفظه.

٤ ‏/ ٧٤
وقال أحمد (٥/ ٣٠٣): ثنا حجاج بن محمد: ثنا ليث -يعني: ابن سعد- … به بتمامه.
وأخرجه البخاري (٨/ ٧): حدثنا أبو الوليد: حدثنا الليث … به مختصرًا.

٨٥٣ – وفي أخرى عنه قال:
رأيت رسول الله ﷺ يصلي للناس؛ وأمامة بنت أبي العاص على عُنُقِهِ، فإذا سجد وضعها.
(قلت: إسناده صحيح على شرط مسلم. وقد أخرجه في «صحيحه»، وأخرجه أبو عوانة عن المصنف).
إسناده: حدثنا محمد بن سَلَمة المُرَادي: ثنا ابن وهب عن مَخْرَمَةَ عن أبيه عن عمرو بن سليم الزرقي قال: سمعت أبا قتادة الأنصاري يقول … قال أبو داود:
«ولم يسمع مخرمة من أبيه إلا حديثًا واحدًا»!
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم؛ وقد أخرجه كما يأتي.
وقد أعله المصنف بالانقظاع بين مخرمة وأبيه! لكن سائر أحاديثه عنه وجادة، قال الحافظ:
«صدوق، وروايته عن أبيه وجادة من كتابه، قاله أحمد وابن معين وغيرهما».
والوجادة الصحيحة حجة، كما تقرر في علم المصطلح. فالعلة غير قادحة؛ فهو صحيح.

٤ ‏/ ٧٥
والحديث أخرجه أبو عوانة (٢/ ١٤٦) من طريق المصنف.
ومسلم (٢/ ٧٣) من طرق أخرى عن ابن وهب … به.

٨٥٤ – عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: اقتلوا الأسْوَدَيْنِ في الصلاة: الحَيَّةَ والعقربَ».
(إسناده صحيح، وصححه الترمذي وابن حبان (٢٣٤٦)، والحاكم ووافقه الذهبي).
إسناده: حدثنا مسلم بن إبراهيم: ثنا علي بن المبارك عن يحيى بن أبي كثير عن ضَمْضَمِ بن جَوْسٍ عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ …
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين؛ غير ضمضم بن جوس؛ وهو ثقة.
والحديث أخرجه الإمام أحمد (٢/ ٤٧٣): ثنا يحيى بن سعيد عن علي بن المبارك … به؛ إلا أنه قال: حدثني ضمضم … به.
وهذه فائدة عزيزة تفرد بها أحمد، وهي تصريح يحيى بالتحديث.
ثم أخرجه أحمد (٢/ ٤٧٥)، والترمذي (٢/ ٢٣٤)، وابن حبان (٥٢٨) من طرق أخرى عن ابن المبارك … به. وقال الترمذي:
«حديث حسن صحيح».
وأحمد (٢/ ٢٣٣ و٢٤٨ و٢٥٥ و٢٨٤ و٤٩٠)، والنسائي (١/ ١٧٨)، والدارمي (١/ ٣٥٤)، وابن ماجة (١/ ٣٧٦)، وابن الجارود في «المنتقى» (٢١٣)، والحاكم (١/ ٢٥٦)، والبيهقي (٢/ ٢٦٦)، والطيالسي (١/ ١٠٩ / ٥٠٢) من طرق

٤ ‏/ ٧٦
أخرى عن يحيى بن أبي كثير … به. وقال الحاكم:
«صحيح؛ وضمضم بن جوس من ثقات أهل اليمامة»، ووافقه الذهبي.
وله شاهد من حديث ابن عباس … مرفوعًا: أخرجه الحاكم (٤/ ٢٧٠) بسند واهٍ.

٨٥٥ – عن عائشة قالت:
كان رسول الله ﷺ -قال أحمد: – يصلي والبابُ عليه مُغْلَقٌ، فجئت فاستفتحت -قال: قال أحمد: -، فمشى ففتح لي، ثم رجع إلى مُصَلَّاه. وذكر أن الباب كان في القبلة.
(قلت: إسناده حسن، وحسنه الترمذي، وصححه ابن حبان (٤٣٤٩».
إسناده: حدثنا أحمد بن حنبل ومسدد -وهذا لفظه قال-: ثنا بِشْرٌ -يعني: ابن المُفَضَّل-: ثنا بُرْدٌ عن الزهري عن عروة بن الزبير عن عائشة.
قلت: وهذا إسناد حسن، رجاله كلهم ثقات رجال البخاري؛ غير بُرْدٍ -وهو ابن سِنَانٍ الشامي-، وهو صدوق، كما قال الحافظ في «التقريب»، وفيه كلام يسير لا ينزل حديثه عن رتبة الحسن إن شاء الله تعالى.
والحديث في «مسند أحمد» (٦/ ٣١) … بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي (٢/ ٤٩٧)، والبيهقي (٢/ ٢٦٥) عن بشر.
ثم أخرجه أحمد (٦/ ١٨٣ و٢٣٤)، والنسائي (١/ ١٧٨)، وابن حبان (٥٣٠)، والبيهقي أيضًا من طرق أخرى عن بُرْد … به. وقال الترمذي:
«حديث حسن غريب».

٤ ‏/ ٧٧
وأخرجه الطيالسي أيضًا (١/ ١٠٩ / ٥٠١).

١٧٠ – بابُ رَدِّ السلام في الصلاة
٨٥٦ – عن عبد الله [وهو ابن مسعود] قال:
كنا نُسَلِّمُ على رسول الله ﷺ وهو في الصلاة؛ فَيَرُدُّ علينا، فلما رجعنا من عند النجاشي؛ سلَّمنا عليه؛ فلم يَرُدَّ علينا، وقال:
«إن في الصلاة لَشُغُلًا».
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين. وبإسناده أخرجه الشيخان في «صحيحيهما»، وعنه أبو عوانة في «صحيحه»).
إسناده: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير: ثنا ابن فُضَيْلٍ عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين.
والحديث أخرجه أبو عوانة (٢/ ١٣٩) من طريق المصنف وغيره عن ابن نمير.
وأخرجه البخاري (٢/ ٥٥)، ومسلم (٢/ ٧١) … بإسناد المصنف.
وقال الإمام أحمد (١/ ٣٧٦): حدثنا محمد بن فضيل … به.
وأخرجه البخاري (٢/ ٥٨)، ومسلم وأبو عوانة، والبيهقي (٢/ ٢٤٨) من طرق أخرى عن ابن فضيل … به.
وتابعه هُرَيْمُ بن سفيان عن الأعمش … به.
أخرجه مسلم، وأبو عوانة، وقال:

٤ ‏/ ٧٨
«رواه أبو عوانة عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة».
قلت: وتابعه أبو بدر عن الأعمش … به، وزاد:
فقلنا: يا رسول الله! كنت تَرُدُّ علينا؛ ما لك اليوم لم تَرُدَّ علينا؟ ! فقال:
«إن في الصلاة شُغُلًا».
أخرجه البيهقي بسند صحيح.
ثم أخرج (٢/ ٢٦٠) من طريقين آخرين عن ابن مسعود … به مختصرًا؛ فسلمت عليه، فأومأ بيده.
وهو -بمجموع الطريقين- حسن أو صحيح.
وتابعه أبو إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله … به نحوه مختصرًا.
أخرجه ابن ماجة (١/ ٣١٩)، والطحاوي (١/ ٢٦٣).

٨٥٧ – وعنه قال:
كنَّا نسلِّم في الصلاة، ونأمر بحاجتنا، فَقَدِمْت على رسول الله ﷺ وهو يصلِّي، فسلَّمت عليه، فلم يَردُّ عليَّ السلامَ، فأخذني ما قَدُمَ وما حَدُثَ فلما قضى رسول الله ﷺ قال:
«إن الله يُحْدِثُ من أمره ما يشاء، وإن الله جل وعز قد أحدث أن لا تَكَلَّمُوا في الصلاة»؛ فرد عليّ السلامَ.
(قلت: إسناده حسن صحيح، وصححه ابن حبان (٢٢٤٠».

٤ ‏/ ٧٩
إسناده: حدثنا موسى بن إسماعيل: ثنا أبان: ثنا عاصم عن أبي وائل عن عبد الله.
قلت: وهذا إسناد حسن، رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين؛ غير أنهما أخرجا لعاصم -وهو ابن أبي النَّجُودِ- مقرونًا بغيره، وقد توبع عليه، كما يأتي؛ فالحديث صحيح.
والحديث أخرجه البيهقي (٢/ ٢٦٠) من طريق المصنف.
وأخرجه النسائي (١/ ١٨١)، والطيالسي (١/ ١٠٦ / ٤٨٥)، وعنه الطحاوي (١/ ٢٦٣)، والبيهقي (٢/ ٢٤٨)، وفي «الأسماء» أيضًا (٢٣٥)، وأحمد (١/ ٣٧٧ و٤٣٥) من طرق أخرى عن عاصم … به.
وكذلك أخرجه الحميدي (٩٤).
وله طريقان آخران عن ابن مسعود:
الأول: عن الزُّبَيْرِ بن عَدِي عن كلثوم عنه … به نحوه؛ وزاد:
«أن لا تكلموا إلا بذكر الله، وما ينبغي لكم، وأن تقوموا لله قانتين».
أخرجه النسائي بإسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات؛ وكلثوم: هو ابن المصطلق؛ وهو كلثوم بن علقمة بن ناجية بن المصطلق، وهو ثقة، ويقال: له صحبة.
والآخر: عن مُطَرِّفٍ عن أبي الجَهْمٍ عن أبي الرَّضْرَاضِ عنه … به؛ دون قوله: «إن الله قد أحدث …».
أخرجه الطحاوي، وأحمد (١/ ٤٠٩) بإسناد رجاله ثقات؛ غير أبي الرضراض، فلم يوثقه غير ابن حبان.
٤ ‏/ ٨٠
وأخرجه الطحاوي من طريق المسعودي عن حماد عن إبراهيم قال: قال عبد الله بن مسعود … فذكره؛ وزاد في آخره:
«وأما أنت أيها المسلم! فالسلام عليك ورحمة الله».
لكن المسعودي كان اختلط.

٨٥٨ – عن ابن عمر عن صهيب: أنه قال:
مررت برسول الله ﷺ وهو يصلي، فسلَّمْتُ عليه؛ فَرَدَّ إشارة -قال: ولا أعلمه إلا قال: إشارة- بأصبعه.
(قلت: حديث صحيح، وصححه الترمذي. وأخرجه ابن الجارود في «المنتقى»).
إسناده: حدثنا يزيد بن خالد بن مَوْهَبٍ وقتيبة بن سعيد أن الليث حدثهم عن بُكَيْرٍ عن نابل -صاحب العباءِ- عن ابن عمر. وهذا لفظ حديث قتيبة.
قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات؛ غير نابل هذا؛ فإنه غير مشهور، كما قال النسائي. وقال في موضع آخر:
«ثقة».
وذكره ابن حبان في «الثقات».
وأشار الدارقطني أنه غير ثقة. وقال الحافظ.
«مقبول»؛ يعني: عند المتابعة، وقد توبع كما يأتي بيانه بعد حديث؛ فهو صحيح.

٤ ‏/ ٨١
والحديث أخرجه النسائي (١/ ١٧٧)، والترمذي (٢/ ٢٠٣ / ٣٦٧) … بإسناد المصنف الثاني عن الليث … به. وقال الترمذي:
«حديث حسن».
وأخرجه الدارمي (١/ ٣١٦)، والطحاوي (١/ ٢٦٣)، وابن الجارود في «المنتقى» (٢١٦)، والبيهقي (٢/ ٢٥٨)، وأحمد (٤/ ٣٣٢) من طرق أخرى عن الليث بن سعد … به.

٨٥٩ – عن جابر قال:
أرسلني نبيُّ الله ﷺ إلى بني المصطلق، فأتيتُه وهو يصلِّي على بعيره، فكلَّمته، فقال لي بيده هكذا، ثم كَلَّمته، فقال لي بيده هكذا، وأنا أسمعه يقرأ، ويومئ برأسه، قال: فلما فرغ قال:
«ما فعلت في الذي أرسلتك؟ ! فإنه لم يمنعني أن أكلِّمك إلا أني كنت أصلِّي».
(قلت: إسناده على شرط مسلم، وصححه الترمذي. وأخرجه مسلم وأبو عوانة في «صحيحيهما» بإسناد آخر صحيح).
إسناده: حدثنا عبد الله بن محمد النُّفَيلي. ثنا زهير: ثنا أبو الزبير عن جابر.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم؛ إلا أن أبا الزبير مدلس، وقد عنعنه، لكن يأتي ما يدل على أنه سمعه من جابر.
والحديث أخرجه أبو عوانة في «صحيحه» (٢/ ١٤٠ – ١٤١) من طريق المصنف.

٤ ‏/ ٨٢
وأخرجه مسلم (٢/ ٧١)، والنسائي (١/ ١٧٧)، والطحاوي (١/ ٢٦٤)، والبيهقي (٢/ ٢٥٨)، وأحمد (٣/ ٣٥١ و٣٦٣ و٣٧٩) من طرق أخرى عن زهير … به.
ثم أخرجه مسلم (٢/ ٧١)، وأبو عوانة، والنسائي (١/ ١٧٧)، وابن ماجة (١/ ٣١٨)، والبيهقي (٢/ ٢٥٨)، وأحمد (٣/ ٣٣٤) من طريق الليث عن أبي الزبير … به.
والليث -وهو ابن سعد- لا يحدث عن أبي الزبير إلا بما صرح له بالتحديث، كما ثبت ذلك عنه في ترجمته.
وأخرجه الترمذي (٢/ ١٨٢ / ٣٥١) عن سفيان عن أبي الزبير عن جابر … باختصار. وقال:
«حديث حسن صحيح».

٨٦٠ – عن عبد الله بن عمر قال:
خرج رسول الله ﷺ إلى قُبَاءٍ يصلي فيه، قال: فجاءته الأنصار، فسلَّموا عليه وهو يصلِّي. قال: فقلت لبلال:
كيف رأيت رسول الله ﷺ يَرُدُّ عليهم حين كانوا يسلِّمون عليه وهو يصلي؟
قال: يقول هكذا. وبسط جعفر بن عون كفَّهُ، وجعل بطنه أسفلُ، وجعل ظهره إلى فوقُ.
(قلت: إسناده حسن صحيح، وقال الترمذي: «حديث حسن صحيح»، وصححه ابن الجارود وابن حبان).

٤ ‏/ ٨٣
إسناده: حدثنا الحسين بن عيسى الخُرَاساني الدَّامَغَاني: ثنا جعفر بن عون: ثنا هشام بن سعد: ثنا نافع قال: سمعت عبد الله بن عمر يقول …
قلت: وهذا إسناد حسن، رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين؛ غير هشام بن سعد؛ فمن رجال مسلم وحده، وهو حسن الحديث، كما سبق غير مرة.
والحديث أخرجه ابن الجارود في «المنتقى» (٢١٥): حدثنا محمد بن يحيى قال: ثنا جعفر بن عون … به.
وأخرجه الترمذي (٢/ ٢٠٤ / ٣٦٨)، والطحاوي (١/ ٢٦٢ و٢٦٣)، والبيهقي (٢/ ٢٥٩) من طرق أخرى عن هشام بن سعد … به. وقال ابن وهب عن هشام: قال: فقلت لبلال أو صهيب. وقال ابن الجارود:
«وقال ابن عيينة: عن زيد بن أسلم عن ابن عمر عن صهيب رضي الله عنهم».
قلت: وصله النسائي (١/ ١٧٧)، والدارمي (١/ ٣١٦)، وابن ماجة (٣١٨)، وابن حبان (٥٣٢)، وأحمد (٢/ ١٠)، والحميدي (١٤٨) عن سفيان بن عيينة قال: ثنا زيد بن أسلم -بمنى- قال: قال ابن عمر:
ذهب رسول الله ﷺ إلى مسجد بني عمرو بن عوف بقباء لِيُصَلِّيَ فيه، فدخلَتْ عليه رجال الأنصار يسلّمون عليه، فسألتُ صهيبًا -وكانَ معه-: كيف كان رسول الله ﷺ يَرُدُّ عليهم حين كانوا يسلِّمون عليه وهو يصلي؟ فقال صهيب: كان يشير إليهم بيده.
قال سفيان: فقلت: سله: أسمعتَهُ من ابن عمر؟ فقال: يا أبا أسامة! أسمعته من ابن عمر؟ فقال: أما أنا؛ فقد كلمته وكلمني، ولم يقل: سمعته منه.
قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين؛ لكن البيهقي أعله بالإرسال؛ لأن زيدًا لم يقل: سمعته!
٤ ‏/ ٨٤
وتعقبه ابن التركماني بما خلاصته: أن زيدًا سمع من ابن عمر كما قال ابن معين، وجمهور أهل الحديث: على أن من أدرك شخصًا فروى عنه؛ كانت روايته محمولة على الاتصال؛ سواءً كانت بلفظ: (قال) أو: (عن) أو غيرهما.
قلت: وعلى كل حال؛ فهو شاهد قوي لحديث هشام بن سعد، وهو يرجح أن الذي سأله ابن عمر إنما هو صهيب؛ وليس بلالًا.
ويقويه حديث نابل المتقدم (٨٥٨) عن ابن عمر عن صهيب.
وأما الترمذي؛ فحكم بصحة الحديثين: عن صهيب وعن بلال، فقال:
«وكلا الحديثين عندي صحيح؛ لأن قصة حديث صهيب غير قصة بلال».
والحديث صححه السَّفَّاريني في «شرح الثلاثيات» (١/ ٨٧ – ٩٥)، وأجاب عن العلة المذكورة بكلام قوي.

٨٦١ – عن أبي هريرة عن النبي ﷺ قال:
«لا غِرار (١) في صلاةٍ، ولا تسليمٍ».
قال أحمد: يعني -فيما أرى- أن لا تُسَلِّمَ ولا يُسَلَّمَ عليك، ويغرر الرجل بصلاته، فينصرف وهو فيها شاكٌّ (٢).


(١) أي لا نقصان (في صلاة) بأن لا يتم ركوعها وسجودها، أو يشك: هل صلى ثلاثًا أو أربعًا، فيأخذ بالأكثر ويترك اليقين وينصرف بالشك (ولا تسليم) أي: ولا نقصان في التسليم، ومعناه: أن ترد كما يسلم عليك وافيًا لا نقص فيه؛ كأن يقال: السلام عليكم ورحمة الله، فتقول: عليكم السلام ورحمة الله، ولا يقتصر على قوله: «وعليكم». قاله الخطابي، وهو أولى مما رواه المصنف عن أحمد رحمه الله.
(٢) هذا آخر الجزء الخامس من تجزئة الخطيب، وأول السادس.
٤ ‏/ ٨٥
(قلت: إسناده صحيح على شرط مسلم، وكذلك قال الحاكم ووافقه الذهبي).
إسناده: حدثنا أحمد بن حنبل: ثنا عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان عن أبي مالك الأشجعي عن أبي حازم عن أبي هريرة … به.
حدثنا محمد بن العلاء: أخبرنا معاوية بن هشام عن سفيان عن أبي مالك عن أبي حازم عن أبي هريرة -قال: أراه- … رفعه قال:
«لا غرار في تسليمٍ ولا صلاةٍ».
قال أبو داود:
«ورواه ابن فضيل على لفظ ابن مهدي؛ ولم يرفعه».
قلت: وهذا إسناد صحيح رجاله ثقات على شرط مسلم؛ ولم يخرجه.
وأبو حازم: اسمه سلمان الأشجعي الكوفي.
وأبو مالك: اسمه سعد بن طارق الأشجعي الكوفي.
والحديث في «المسند» (٢/ ٤٦١) … بهذا السند.
ومن طريقه: أخرجه الحاكم (١/ ٢٦٤)، وعنه -وعن المصنف- البيهقي (٢/ ٢٦٠ و٢٦١).
وأخرجه الطحاوي في «مشكل الآثار» (٢/ ٢٢٩) من طريق أخرى عن ابن مهدي … به. وقال الحاكم:
«صحيح على شرط مسلم»، ووافقه الذهبي.
٤ ‏/ ٨٦
قلت: ومخالفة ابن فضيل لا تُعِلُّهُ؛ لأن ابن مهدي أحفظ منه، ولأن الرفع زيادة، فهي مقبولة.
وكذلك شَكُّ معاوية بن هشام -كما هو ظاهر-، لا سيما وهو متكلم فيه من قبل حفظه.
وقد أخرجه الحاكم من طريق أخرى عنه.

١٧١ – باب تشميت العاطس في الصلاة
٨٦٢ – عن معاوية بن الحكم السُّلَمِيِّ قال:
صَلَّيْتُ مع رسول الله ﷺ، فعطس رجل من القوم، فقلت: يرحمك الله، فَرَماني القومُ بأبصارهم! فقلتُ: واثُكْلَ أُمِّياهْ! ما شأنكم تنظرون إليَّ؟ ! فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم، فعرفت أنهم يُصَمِّتُوني -فقال عثمان-، فلما رأيتهم يسَكِّتُونِي؛ لكنِّي سَكَتُّ.
قال: فلما صلى رسول الله ﷺ -بأبي وأمي-؛ ما ضريني ولا كهَرني ولا سَبَّني، ثم قال:
«إن هذه الصلاةَ لا يَحِلُّ فيها شيء من كلام الناس هذا؛ إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن»؛ أو كما قال رسول الله ﷺ.
قلت: يا رسول الله! إنا قومٌ حديث عهدٍ بجاهليةٍ، وقد جاءنا الله بالإسلام، ومنَّا رجال يأتون الكُهَّان؟ قال.
«فلا تأتِهِم».
قال: قلت: ومنَّا رجال يتطيّرون؟ قال:

٤ ‏/ ٨٧
«ذاك شيء يجدونه في صدورهم؛ فلا يَصدَّهُمْ».
قلت: ومنَّا رجال يَخُطُّونَ؟ قال:
«كان نبي من الأنبياء يَخُطُّ؛ فمن وافق خطّه فذاك».
قال: قلت: جاريةٌ لي، كانت ترعى غُنَيْمَات قِبَلَ أُحُد والجَوّانِيّة؛ إذِ اطَّلعتُ عليها اطِّلاعةً؛ فإذا الذئب قد ذهب بشاة منها، وأنا من بني آدم، آسَف كما يأسفون، لكنِّي صَكَكْتُها صَكَّةً؟ ! فعظَّم ذاك علي رسولُ الله ﷺ فقلت: أفلا أُعْتِقُها؟ ! قال:
«ائْتِنِي بها». قال: فجئته بها، فقال:
«أين الله؟». قالت: في السماء، قال:
«من أنا؟». قالت: أنت رسول الله. قال:
«أعتقها؛ فإنها مؤمنة».
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه أبو عوانة في «صحيحه» من طريق المصنف، ومسلم بأحد إسناديه، وابن خزيمة (٨٥٩)، وابن حبان في «صحيحيهما» وابن الجارود).
إسناده: حدثنا مسدد: ثنا يحيى. (ح) وثنا عثمان بن أبي شيبة: ثنا إسماعيل بن إبراهيم -المعنى-عن حَجَّاج الصَّوَّاف: حدثني يحيى بن أبي كثير عن هلال بن أبي ميمونة عن عطاء بن يسار عن معاوية بن الحكم السُّلَمِيِّ.
وقلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين؛ وقد أخرجه مسلم كما يأتي.
٤ ‏/ ٨٨
وهلال: هو ابن علي بن أسامة.
والحديث أخرجه أبو عوانة في «صحيحه» (٢/ ١٤٢ – ١٤٣) عن المصنف … بإسناديه.
وأخرجه البخاري في «جزء القراءة» (١٦) … بإسناد المصنف الأول.
وأخرجه مسلم (٢/ ٧٠) عن أبي بكر بن أبي شيبة -وغيره-، وهو، وابن الجارود (٢١٢) عن إسماعيل بن إبراهيم -وعو ابن عُلَيَّة-.
وتابعهم الإمام أحمد في «المسند» (٥/ ٤٤٧): ثنا إسماعيل بن إبراهيم … به.
ثم قال: ثنا يحيى بن سعيد عن حجاج الصَّوَّاف: حدثني يحيى بن أبي كثير: حدثني هلال بن أبي ميمونة … به.
ثم أخرجه هو (٥/ ٤٤٨) ومسلم، وأبو عوانة، والنسائي (١/ ١٧٩ – ١٨٠)، والطحاوي (١/ ٢٥٨)، والبيهقي (٢/ ٢٤٩ و٢٤٩ – ٢٥٠) من طرق أخرى عن يحيى بن أبي كثير … به.
وقد توبع يحيى على بعضه؛ فرواه مالك عن هلال بن أسامة … به بقصة الجارية الراعية.
أخرجه في «المدونة» (٣/ ١٢٥).
وروى الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف عن معاوية بن الحكم قال:
قلت: أشياء كنا نصنعها في الجاهلية: كنا نأتي الكهان … «فلا يصدنكم».
٤ ‏/ ٨٩
أخرجه أحمد (٣/ ٤٤٣ و٥/ ٤٤٧ و٤٤٧ – ٤٤٨ و٤٤٩).
وإسناده صحيح على شرط الشيخين.
وتابعه فُلَيْحُ بن سليمان عن هلال بن علي … به مختصرًا؛ وزاد ونقص.
وفليح، فيه ضعف، ولذلك خرَّجناه في الكتاب الآخر (١٦٤).
وللحديث شاهد من حديث أبي هريرة، يأتي في «الأيمان والنذور».
ثم خرجته في «الصحيحة» (٣١٦١).

١٧٢ – باب التأمين وراء الإمام
٨٦٣ – عن وائل بن حُجْرٍ قال:
كان رسول الله ﷺ إذا قرأ: (ولا الضالين)؛ قال: «آمين»، ورفع بها صوته.
(قلت: وإسناده صحيح، وكذا قال الحافظ، وقال الترمذي: «حديث حسن»، وصححه الدارقطني).
إسناده: حدثنا محمد بن كثير: أخبرنا سفيان عن سَلَمة عن حُجْرٍ أبي العَنْبَسِ الحضرمي عن وائل بن حجر.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين؛ غير حجر أبي العنبس -وهو حجر بن العنبس، أبو العنبس، ويقال: أبو السكن-، وهو ثقة كما قال ابن معين والخطيب وغيرهما. وصحح له الدارقطني وغيره كما يأتي.
ومحمد بن كثير: هو العَبْدِيُّ أبو عبد الله البصري.

٤ ‏/ ٩٠
والحديث أخرجه البخاري في «جزء القراءة» (ص ٥٠)، والدارمي (١/ ٢٨٤) … بإسناد المصنف هذا؛ إلا أنهما قالا: حجر بن العنبس.
ثم أخرجه البخاري، والترمذي (٢/ ٢٧ / ٢٤٨)، والدارقطني (١٢٧)، والبيهقي (٢/ ٥٧)، وأحمد (٤/ ٣١٦) من طرق عن سفيان … به؛ وكلهم قالوا: حجر بن عنبس؛ إلا الدارقطني فقال: حجر أبي العنبس، وهو ابن عنبس. وقال في الحديث:
«وهذا صحيح». وقال الترمذي:
«حديث حسن». وقال الحافظ في «التلخيص» (١/ ٢٣٦ – ٢٣٧):
«وسنده صحيح، وصححه الدارقطني. وأعلَّه ابن القطان بِحُجْرٍ بن عنبس، وأنه لا يعرف! وأخطأ في ذلك، بل هو ثقة معروف».
وقد تابعه علي بن صالح عن سلمة بن كُهَيلٍ … به.
أخرجه المصنف وغيره، وهو الآتي في الكتاب بعده.
وخالفهما شعبة، فقال: أخبرني سلمة بن كُهَيْل قال: سمعت حُجْرًا أبا العنبس قال: سمعت علقمة بن وائل يحدث عن وائل (وقد سمعت من وائل):
أنه صلى مع رسول الله ﷺ … فذكره؛ إلا أنه قال:
خفض بها صوته!
أخرجه الطيالسي (١/ ٩٢ / ٤٠١) هكذا، وعنه البيهقي.
وأخرجه أحمد (٤/ ٣١٦) من طريق أخرى عن شعبة … به؛ إلا أنه قال: أو سمعه حجر من وائل .. مكان: وقد سمعت من وائل!
٤ ‏/ ٩١
ولعل (أو) صوابها (و): وبذلك تتفق الروايتان عن شعبة، ثم تتفق روايته مع رواية سفيان التي لم يُدْخِلْ فيها علقمة بين حجر ووائل، ويكون في رواية شعبة فائدة ليست عند سفيان، وهي أن حجرًا سمعه من علقمة عن أبيه، وسمعه عن وائل مباشرة.
ولكن قوله: خفض بها صوته … شاذ؛ لمخالفته لرواية سفيان ومتابعة علي بن صالح، وكذا خالف أيضًا محمد بن سلمة بن كهيل؛ فقال الدارقطني عقبه:
«كذا قال شعبة: وأخفى بها صوته. ويقال: إنه وهم فيه؛ لأن سفيان الثوري ومحمد بن سلمة بن كهيل وغيرهما رووه عن سلمة، فقالوا: رفع صوته بآمين. وهو الصواب».
وللحديث شواهد وطرق، خرجتها في «تخريج صفة الصلاة».

٨٦٤ – وفي رواية عنه:
أنه صلى خلف رسول الله ﷺ؛ فجهر بـ (آمين)، وسلَّم عن يمينه وعن شماله حتى رأيت بياض خدِّه.
(قلت: إسناده حسن صحيح).
إسناده: حدثنا مَخْلَد بن خالد الشّعِيرِي: ثنا ابن نمير: ثنا علي بن صالح عن سلمة بن كُهَيْل عن حُجْرِ بن عنبس عن وائل بن حجر.
قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات رجال مسلم؛ غير ابن عنبس، وهو ثقة كما سبق في الذي قبله.
وعلي بن صالح: هو ابن صالح بن حَيٍّ الهَمداني.

٤ ‏/ ٩٢
لكن أخرجه الترمذي (٢/ ٢٩ / ٢٤٩): حدثنا أبو بكر محمد بن أبان: حدثنا عبد الله بن نمير: حدثنا العلاء بن صالح الأسَدِي عن سلمة بن كهيل … به، فقال: العلاء بن صالح الأسَدي …. مكان: علي بن صالح.
وذلك هو الصواب، كما يشير إلى ذلك الحافظ في ترجمة العلاء هذا من «التهذيب» قال:
«وقال أبو داود في روايته: علي بن صالح! وهو وهم».
قلت: وعلى هذا؛ فالإسناد حسن؛ لأن العلاء بن صالح الأسَدِي وثقه المصنف وابن معين وغيرهما. وقال البخاري:
«لا يتابع». وقال ابن المديني:
«روى أحاديث مناكير». وقال الحافظ:
«صدوق له أوهام».
وقد تابعه سفيان عن سلمة بن كُهَيْلٍ … به نحوه، وتقدم لفظه قبله. فالحديث بذلك صحيح.

٨٦٥ – عن أبي هريرة: أن النبي ﷺ قال:
«إذا قال الإمام: (غير المغضوب عليهم ولا الضالين)؛ فقولوا: آمين؛ فإنه من وافق قوله قول الملائكة؛ غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ من ذنْبِهِ».
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البخاري بسند المصنف، ومسلم وأبو عوانة في «صحاحهم»).

٤ ‏/ ٩٣
إسناده: حدثنا القعنبي عن مالك عن سُمَيٍّ مولى أبي بكر عن أبي صالح السمان عن أبي هريرة.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين.
والحديث أخرجه البخاري (٢/ ١٢٩) … بإسناد المصنف هذا.
وأخرجه مسلم (٢/ ١٧)، والبخاري في «جزئه» (ص ٥٠)، والنسائي (١/ ١٤٧)، والبيهقي (٢/ ٥٥)، وأحمد (٢/ ٤٥٩) من طرق أخرى عن مالك … به.
وهو في «الموطأ» (١/ ١١١).
وتابعه سهيل بن أبي صالح عن أبيه … به.
أخرجه مسلم (٢/ ١٧ و٢٠)، وأبو عوانة (٢/ ١٣٠ – ١٣١).
وتابعه الأعمش عن أبي صالح … به نحوه.
أخرجه مسلم، وأحمد (٢/ ٤٤٠).
وللحديث طرق أخرى عن أبي هريرة، خرجتها في «تخريج صفة الصلاة»، ويأتي طريقان منها بعد هذا.

٨٦٦ – وفي رواية عنه: أن رسول الله ﷺ قال:
«إذا أمَّنَ الإمام فأمِّنوا؛ فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة؛ غُفِرَ له ما تقدم من ذنبه».
قال ابن شهاب: وكان رسول الله ﷺ يقول: «آمين».

٤ ‏/ ٩٤
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد أخرجاه، وكذا أبو عوانة في «صحاحهم». وقال الترمذي: «حديث حسن صحيح»، وليس عنده قول ابن شهاب في آخره. وقد أسنده ابن حبان، والدارقطني -وحسنه-، والحاكم -وصححه، ووافقه الذهبي- عن أبي هريرة).
إسناده: حدثنا القعنبي عن مالك عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيحين.
والحديث في «الموطأ» (١/ ١٠٨ – ١١١).
وعنه: البخاري (٢/ ١٢٩)، ومسلم (٢/ ١٧)، وأبو عوانة (٢/ ١٣٠)، والنسائي (١/ ١٤٧)، والترمذي (٢/ ٣٠)، والبيهقي (٢/ ٥٥ و٥٧)، وأحمد (٢/ ٤٥٩) كلهم عن مالك … به. وقال الترمذي:
«حديث حسن صحيح».
وتابعه معمر عن الزهري … به.
أخرجه الدارمي (١/ ٢٨٤)، وأحمد (٢٣٣)؛ دون قوله: ابن شهاب.
وكذلك أخرجه النسائي؛ لكنه لم يذكر أبا سلمة في إسناده.
وأخرجه مسلم عن يونس عن ابن شهاب: أخبرني ابن المسيب وأبو سلمة بن عبد الرحمن … به.
وأخرجه أبو عوانة أيضًا.
٤ ‏/ ٩٥
وتابعه الزُّبَيْدِيُّ قال: أخبرني محمد بن مسلم عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة عن أبي هريرة؛ بلفظ: قال:
كان رسول الله ﷺ إذا فرغ من قراءة أم القرآن؛ رفع صوته وقال: «آمين».
أخرجه ابن حبان (٤٦٢)، والدارقطني (١٢٧)، والحاكم (١/ ٢٢٣)، والبيهقي (٢/ ٥٨) من طريق إسحاق بن إبراهيم بن العلاء الزُّبَيْدِيِّ: حدثنا عمرو بن الحارث: حدثنا عبد الله بن سالم عن الزبيدي. وقال الدارقطني:
«هذا إسناد حسن».
وأقره البيهقي. وأما الحاكم فقال:
«صحيح على شرط الشيخين»! ووافقه الذهبي!
وقد وهما؛ فإن ابن العلاء هذا لم يحتجَّ به الشيخان؛ وإنما أخرج له البخاري في «الأدب المفرد».
ثم هو مختلف فيه، وقال الحافظ:
«صدوق يهم كثيرًا».
فمثله؛ أحسن أحواله أن يكون حديثه حسنًا.
ولكنه صحيح لغيره؛ فإن له شاهدًا من حديث وائل، وقد مضى برقم (٨٦٣ و٨٦٤).
٤ ‏/ ٩٦
١٧٣ – باب التصفيق في الصلاة
٨٦٧ – عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ:
«التسبيح للرجال، والتصفيق للنساء».
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد أخرجاه وكذا أبو عوانة في «صحاحهم». وقال الترمذي: «حديث حسن صحيح»).
إسناده: حدثنا قتيبة بن سعيد: ثنا سفيان عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة.
قلت: وإسناده صحيح على شرط الشيخين.
والحديث أخرجه النسائي (١/ ١٧٨) … بإسناد المصنف.
وأخرجه هو، والبخاري (٢/ ٥٦)، ومسلم (٢/ ٢٧)، وأبو عوانة (٢/ ٢١٣)، والدارمي (١/ ٣١٧)، وابن ماجة (١/ ٣٢٢)، وابن الجارود (٢١٠)، والبيهقي (٢/ ٢٤٦) من طرق أخرى عن سفيان … به.
وأخرجه أحمد (٢/ ٢٤١): [ثنا سفيان] قال: سمعت الزهري … به. وقرن مسلم سعيد بن المسيب إلى أبي سلمة.
وكذلك رواه محمد بن أبي حفصة عن الزهري … به.
أخرجه أحمد (٢/ ٥٢٩). وزاد مسلم في رواية:
قال ابن شهاب: وقد رأيت رجالًا من أهل العلم يُسَبِّحون ويُشِيرون.
وللحديث طرق أخرى عن أبي هريرة. عند مسلم وأبي عوانة، وأحمد (٢/ ٢٦١ و٢٩٠ و٣١٧ و٣٧٦ و٤٣٢ و٤٤٠ و٤٧٣ و٤٧٩ و٤٩٢ و٥٠٧ و٥٤٠):
٤ ‏/ ٩٧
إحداها من طريق الأعمش عن أبي صالح عنه … به.
وأخرجه الترمذي (٢/ ٢٠٥)، وقال:
«حديث حسن صحيح».
وله شاهد من حديث سهل بن سعد؛ وهو الآتي بعده.

٨٦٨ – عن سهل بن سعد:
أن رسول الله ﷺ ذهب إلى بني عمرو بن عوف لِيُصْلِحَ بينهم، وحانت الصلاة، فجاء المؤذن إلى أبي بكر رضي الله عنه قال: أتصلِّي بالناس فأُقِيمَ؟ قال: نعم. فصلى أبو بكر، فجاء رسول الله ﷺ والناسُ في الصلاة، فتخلَّص حتى وقف في الصفِّ، فصفَّق الناس، وكان أبو بكر لا يلتفت في الصلاة، فلما أكثر الناس التصفيق؛ الْتَفَتَ، فرأى رسول الله ﷺ فأشار إليه رسول الله ﷺ: أن امكثْ مكانك، فرفع أبو بكر يديه، فحمد الله على ما أمره به رسول الله ﷺ من ذلك، ثم استأخر أبو بكر؛ حتى استوى في الصف، وتقدَّم رسول الله ﷺ فصلَّى، فلما انصرف قال:
«يا أبا بكر! ما منعك أن تثبت إذ أمرتك؟ !».
قال أبو بكر: ما كان لابن أبي قُحَافة أن يصلِّيَ بين يديْ رسول الله ﷺ! فقال رسول الله ﷺ:
«ما لي رأيتكم أكثرتم من التصفيح؟ ! مَنْ نَابَهُ شيء في صلاته؛ فليُسَبِّحْ؛ فإنه إذا سَبَّحَ الْتُفِتَ إليه؛ وإنما التصفيح للنساء».

٤ ‏/ ٩٨
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد أخرجاه وكذا أبو عوانة في «صحاحهم»).
إسناده: حدثنا القعنبي عن مالك عن أبي حازم بن دينار عن سهل بن سعد.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين؛ وقد أخرجاه.
والحديث أخرجه أبو عوانة (٢/ ٢٣٣) من طريق أخرى عن القعنبي.
والبخاري (٢/ ١١٤ – ١١٥)، ومسلم (٢/ ٢٥)، والبيهقي (٢/ ٢٤٥ – ٢٤٦)، وأحمد (٥/ ٣٣٧) كلهم من طريق مالك … به.
وهو في «الموطأ» (١/ ١٧٧ – ١٧٩).
وتابعه جماعة عن أبي حازم … به مطولًا ومختصرًا.
أخرجه الشيخان وأبو عوانة، والنسائي (٢/ ٣١٠)، والدارمي (١/ ٣١٧)، وابن ماجة (١/ ٣٢٢)، وابن الجارود (٢١١)، وأحمد (٥/ ٣٣٠ و٣٣١ و٣٣٢ و٣٣٥ و٣٣٦ و٣٣٨).

٨٦٩ – وفي رواية عنه قال:
كان قتال بين بني عمرو بن عوف، فبلغ ذلك النبي ﷺ، فأتاهم ليُصْلِحَ بينهم بعد الظهر، فقال لبلال:
«إن حضرت صلاة العصر ولم آتِكَ؛ فمُرْ أبا بكر فليُصَلِّ بالناس».
فلما حضرت العصر؛ أذن بلال، ثم أقام، ثم أمر أبا بكر فتقدم … (قال في آخره:

٤ ‏/ ٩٩
«إذا نابكم شيء في الصلاة؛ فليُسَبِّحِ الرجالُ، وليصَفِّحِ النساء»).
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه ابن خزيمة، وابن حبان، والبخاري بنحوه، وأبو عوانة).
إسناده: حدثنا عمرو بن عَوْنٍ: أخبرنا حماد بن زيد عن أبي حازم عن سهل ابن سعد قال …
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين.
والحديث أخرجه أحمد (٥/ ٣٣٢): ثنا عفان: ثنا حماد بن زيد … به.
ثم قال: ثنا يونس بن محمد: ثنا حماد: حدثني عبيد الله بن عمر عن أبي حازم عن سهل بن سعد.
قال حماد: ثم لقيت أبا حازم فحدثني به، فلم أنكر مما حدثني شيئًا قال: كان قتال … الحديث.
وأخرجه أبو عوانة (٢/ ٢٣٣) من طريق أخرى عن حماد بن زيد عن عبيد الله ابن عمر قال: حدثني أبو حازم عن سهل بن سعد … به لكنه؛ لم يسق لفظه.
وأخرجه البخاري (٩/ ٦١) من طريق أبي النعمان: حدثنا حماد: حدثنا أبو حازم المديني عن سهل … به نحوه. دون قوله لبلال:
«إن حضرت … فليصلِّ بالناس».
وأخرجه ابن خزيمة (٨٥٣)، وابن حبان (٣٦٩) بالزيادة.
٤ ‏/ ١٠٠
٨٧٠ – عن عيسى بن أيوب قال: قوله: «التصفيح للنساء»؛ تضرب بأصبعين من يمينها على كفها اليسرى.
(قلت: إسناده صحيح موقوف).
إسناده: حدثنا محمود بن خالد: ثنا الوليد عن عيسى بن أيوب.
قلت: وهذا إسناد صحيح موقوف على عيسى بن أيوب -وهو أبو هاشم الدمشقي-، وهو صدوق زاهد، كما قال الحافظ في «التقريب».

١٧٤ – باب الإشارة في الصلاة
٨٧١ – عن أنس بن مالك:
أن النبي ﷺ كان يُشِيرُ في الصلاة.
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين، وصححه ابن حبان (٢٢٦١».
إسناده: حدثنا أحمد بن محمد بن شَبوَيْهِ ومحمد بن رافع قالا: ثنا عبد الرزاق: أخبرنا معمر عن الزهري عن أنس بن مالك.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين؛ إن كان الزهري سمعه من أنس، وقد أدركه وسمع منه.
والحديث صحيح على كل حال، كما يأتي.
وأخرجه البيهقي (٢/ ٢٦٢) من طرق أخرى عن عبد الرزاق … به.
وهو في «مسند أحمد» (٣/ ١٣٨): ثنا عبد الرزاق … به.
وأخرجه البيهقي أيضًا من طريق أبي الأزهر: ثنا عبد الرزاق: ثنا معمر عن

٤ ‏/ ١٠١
عبيد الله عن نافع عن ابن عمر … مرفوعًا به؛ وزاد: «بيده».
ورجاله ثقات رجال الشيخين؛ غير أبي الأزهر هذا -واسمه أحمد بن الأزهر ابن مَنِيعٍ النيسابوري-؛ قال الحافظ:
«صدوق، كان يحفظ، ثم كبِرَ فصار كتابه أثبت من حفظه».
وللحديث شواهد كثيرة تدل على صحته، تقدمت في الكتاب برقم (٨٥٥ و٨٥٨ و٨٥٩ و٨٦٠).

١٧٥ – باب في مسح الحصى في الصلاة
٨٧٢ – عن مُعَيْقِيبٍ: أن النبي ﷺ قال:
«لا تمسح وأنت تصلي؛ فإن كنت لا بد فاعلًا فواحدةً؛ تسويةَ الحَصَى».
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد أخرجاه وكذا أبو عوانة في «صحاحهم». وقال الترمذي: «حسن صحيح»).
إسناده: حدثنا مسلم بن إبراهيم: ثنا هشام عن يحيى عن أبي سلمة عن معيقيب.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين.
والحديث أخرجه أبو عوانة في «صحيحه» (٢/ ١٩٠): حدثنا الصنعاني قال: ثنا مسلم … به.
وأخرجه البيهقي (٢/ ٢٨٥) من طريق أخرى عن مسلم … به.

٤ ‏/ ١٠٢
ثم أخرجه هو، والبخاري (٢/ ٥٧)، ومسلم (٢/ ٧٥)، وأبو عوانة، والنسائي (١/ ١٧٧)، والترمذي (٢/ ٢٢٠) -وقال: «حديث حسن صحيح»-، والدارمي (١/ ٣٢٢)، وابن ماجة (١/ ٣٢٠)، والطحاوي في «الشكل» (٢/ ١٨٣ و١٨٤)، وابن الجارود في «المنتقى» (٢١٨)، وأحمد (٥/ ٤٢٥ و٤٢٦) من طرق أخرى عن يحيى بن أبي كثير … به نحوه؛ وصرح يحيى بالتحديث: عند النسائي والطحاوي وأبي عوانة.

١٧٦ – باب الرجل يصلي مختصرًا
٨٧٣ – عن أبي هريرة قال:
نهى رسول الله ﷺ عن الاختصار في الصلاة.
قال أبو داود: «يعني: يضع يده على خاصرته».
(قلت: إسناده صحيح. وأخرجه البخاري ومسلم في «صحيحيهما». وقال الترمذي: «حديث حسن صحيح»).
إسناده: حدثنا يعقوب بن كعب: ثنا محمد بن سلمة عن هشام عن محمد عن أبي هريرة.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات رجال مسلم؛ غير يعقوب بن كعب، وهو ثقة بلا خلاف، وقد توبع كما يأتي.
ومحمد بن سلمة: هو الحَرَّاني.
والحديث أخرجه أحمد (٢/ ٣٣٢): ثنا محمد بن سلمة … به.
ثم أخرجه هو (٢/ ٢٩٠ و٢٩٥ و٣٣١ و٣٩٩)، والبخاري (٢/ ٥٩)، ومسلم

٤ ‏/ ١٠٣
(٢/ ٧٤)، والنسائي (١/ ١٤٢)، والترمذي (٢/ ٢٢٢ / ٢٨٣) -وقال: «حديث حسن صحيح»-، والدارمي (١/ ٣٣٢)، وابن الجارود (٢٢٠)، البيهقي (٢/ ٢٨٧) من طرق أخرى عن هشام بن حسان … به؛ وزاد أحمد في رواية من طريق يزيد بن هارون قال:
قلنا لهشام: ما الاختصار؟ قال: يضع يده على خصره وهو يصلي.
قلت: فهذا يدل على أن المصنف مسبوق بالتفسير الذي ذكره للاختصار، ولعله هو الصواب؛ فقد صح النهي عنه من حديث ابن عمر، المتقدم برقم (٨٣٨).
ثم إن الحديث أخرجه البخاري والبيهقي من طريق أيوب عن محمد … به نحوه.

١٧٧ – باب الرجل يعتمد في الصلاة على عصًا
٨٧٤ – عن هلال بن يِسَافَ قال:
قَدِمْتُ الرَّقَّةَ، فقال لي بعض أصحابي: هل لك في رجل من أصحاب النبي ﷺ؟ قال: قلت: غَنِيمة! فدُفِعْنا إلى وابصة. قلت لصاحبي: نبدأ فننظر إلى دَلِّهِ؛ فإذا عليه قَلَنْسُوَةٌ لاطِئَةٌ ذاتُ أُذُنينِ، وبُرْنُسُ خَزٍّ أغْبَرُ، وإذا هو معتمدٌ على عصًا في صلاته. فقلنا بعد أن سلمنا؟ قال: حدثتني أم قيس بنت محصن:
أن رسول الله ﷺ لمَّا أسَنَّ وحَمَلَ اللحمَ؛ اتخذ عمودًا في مُصَلَّاه يعتمد عليه.

٤ ‏/ ١٠٤
(قلت: حديث صحيح، وقال الحاكم: «صحيح على شرط الشيخين»! ووافقه الذهبي!).
إسناده: حدثنا عبد السلام بن عبد الرحمن الوَابِصِيُّ: ثنا أبي عن شيبان عن حُصَيْنِ بن عبد الرحمن عن هلال بن يِسَاف.
قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات؛ غير عبد الرحمن -وهو ابن صخر الوابصي-؛ فإنه مجهول، كما قال الحافظ في «التقريب»، لكنه قد توبع كما يأتي.
والحديث أخرجه الحاكم (١/ ٢٦٤ – ٢٦٥)، وعنه البيهقي (٢/ ٢٨٨) من طريق عبيد الله بن موسى: أبَنا شيبان بن عبد الرحمن … به. وقال الحاكم:
«صحيح على شرط الشيخين»! ووافاته الذهبي!
قلت: هلال بن يِساف -بكسر التحتية-؛ إنما أخرج له البخاري تعليقًا! فالحديث صحيح على شرط مسلم وحده.

١٧٨ – باب النَّهْيِ عن الكلام في الصلاة
٨٧٥ – عن زيد بن أرقم قال:
كان أحدنا يُكَلِّمُ الرجلَ إلى جنبه في الصلاة، فنزلت: ﴿وقوموا لله قانتين﴾؛ فأُمِرْنَا بالسُّكوتِ، ونُهِينا عن الكلام.
(قلت: إسناده صحيح. وأخرجه الشيخان وابن حبان (٢٢٤٢) في «صحاحهم»، وقال الترمذي: «حسن صحيح»).
إسناده: حدثنا محمد بن عيسى: ثنا هُشَيْمٌ: أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد عن الحارث بن شُبَيْلٍ عن أبي عمرو الشيباني عن زيد بن أرقم.

٤ ‏/ ١٠٥
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين؛ غير محمد بن عيسى -وهو أبو جعفر بن الطباع-، وهو ثقة فقيه، وكأن من أعلم الناس بحديث هشيم؛ كما في «التقريب».
والحديث أخرجه مسلم (٢/ ٧١)، والترمذي (٢/ ٢٥٦ / ٤٠٥)، والبيهقي (٢/ ٢٤٨) من طرق أخرى عن هشيم … به. وقال الترمذي: «حديث حسن صحيح».
وأخرجه البخاري (٢/ ٥٥ – ٥٦ و٦/ ٢٦)، ومسلم أيضًا، وأبو عوانة (٢/ ١٣٩)، والنسائي (١/ ١٨١)، والبيهقي أيضًا، وأحمد (٤/ ٣٦٨)، وابن حبان (٢٢٤٢) من طرق أخرى عن إسماعيل بن أبي خالد … به؛ ولفظ البخاري:
كنا نتكلم في الصلاة؛ يكلم أحدنا أخاه في حاجته، حتى نزلت هذه الآية: ﴿حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ﴾؛ فأُمِرْنا بالسكوت (١).

١٧٩ – باب في صلاة القاعد
٨٧٦ – عن عبد الله بن عمرو قال: حُدِّثت أنَّ رسول الله ﷺ قال:
«صلاةُ الرجلِ قاعدًا نصف الصلاة». فأتيته فوجدته يصلي جالسًا، فوضعتُ يدي على رأسي، فقال:
«ما لك يا عبد الله بن عمرو؟ !». قلت: حدثت يا رسول الله! أنك قلت:
«صلاة الرجل قاعدًا نصف الصلاة»؛ وأنت تصلي قاعدًا؟ ! قال: «أجل، ولكني لست كأحد منكم».


(١) انتهى عصر الأحد ١٥/ ١٢ / ١٣٨٦ هـ.
٤ ‏/ ١٠٦
(قلت: إسناده صحيح. وقد أخرجه مسلم وأبو عوانة في «صحيحيهما»).
إسناده: حدثنا محمد بن قدامة بن أعْيَنَ: ثنا جرير عن منصور عن هلال -يعني: ابن يساف- عن أبي يحيى عن عبد الله بن عمرو.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات على شرط مسلم؛ غير محمد بن قدامة؛ وهو ثقة، وقد توبع كما يأتي.
والحديث أخرجه البيهقي (٧/ ٦٢) من طريق المصنف.
وأخرجه مسلم (٢/ ١٦٥): حدثني زهير بن حرب حدثنا جرير … به؛ إلا أنه قال:
«رأسه». وكذا رواه ابن نصر في «قيام الليل» (ص ٨٢)؛ وعلى ذلك شرحه بعضهم!
وأخرجه أبو عوانة (٢/ ٢٢٠ – ٢٢١)، والنسائي (١/ ٢٤٥)، والدارمي (١/ ٣٢١)، وأحمد (٢/ ١٦٢ و٢٠٣) من طريقين آخرين عن منصور … به؛ دون ذكر الوضع على الرأس.
وقال الطيالسي (١/ ١٢٨ / ٦٠٢): حدثنا شعبة عن منصور … به مختصرًا؛ بلفظ:
«صلاة القاعد على النصف من صلاة القائم».
وعن الطيالسي: رواه أبو عوانة والبيهقي (٢/ ٤٩١).
ورواه مسلم وأحمد (٢/ ١٩٢ و٢٠١) من طرق أخرى عن شعبة … به.
وله في «المسند» (٢/ ١٩٢ – ١٩٣)، و«ابن ماجة» (١/ ٣٧٠) طريق أخرى عن ابن عمرو؛ وفيها اختلاف.
٤ ‏/ ١٠٧
ورواه ابن نصر أيضًا (ص ٨٣).

٨٧٧ – عن عمران بن حُصَين:
أنه سأل النبي ﷺ عن صلاة الرجل قاعدًا؟ فقال:
«صلاته قائمًا أفضل من صلاته قاعدًا، وصلاته قاعدًا على النصف من صلاته قائمًا، وصلاته نائمًا على النصف من صلاته قاعدًا».
(قلت: إسناده صحيح على شرط البخاري. وقد أخرجه في «صحيحه». وقال الترمذي: «حسن صحيح»).
إسناده: حدثنا مسدد: ثنا يحيى عن حسين المُعَلِّم عن عبد الله بن بُرَيْدة عن عمران بن حصين.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط البخاري؛ وقد أخرجه كما يأتي.
والحديث أخرجه أحمد (٤/ ٤٣٥): ثنا يحيى بن سعيد … به.
وأخرجه البيهقي (٢/ ٤٩١) من طريق أخرى عن مسدد … به.
وأخرجه هو، والبخاري (٢/ ٤٢)، والنسائي (١/ ٢٤٥)، والترمذي (٢/ ٢٠٧ / ٣٧١)، وابن نصر في «قيام الليل» (ص ٨٣)، والدارقطني (ص ١٦٢)، وأحمد (٤/ ٤٣٣ و٣٤٢) من طرق أخرى عن حسين المعلم … به. وقال الترمذي:
«حديث حسن صحيح».
وأخرجه أحمد (٦/ ٦٢) من رواية إبراهيم بن مهاجر عن مجاهد عن عائشة … مرفوعًا نحوه.

٤ ‏/ ١٠٨
وسنده حسن.

٨٧٨ – وفي رواية عنه قال:
كان بي النَّاصور، فسألت النبي ﷺ؟ فقال:
«صل قائمًا؛ فإن لم تستطع فقاعدًا؛ فإن لم تستطع فعلى جنب».
(قلت: إسناده صحيح. وأخرجه البخاري في «صحيحه». وقال الحاكم: «صحيح على شرط الشيخين»، ووافقه الذهبي).
إسناده: حدثنا محمد بن سليمان الأنباري: ثنا وكيع عن إبراهيم بن طهمان عن حسين المعلم عن ابن بريدة عن عمران بن حصين.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات على شرط الشيخين؛ غير الأنباري؛ وهو ثقة، وقد أخرجه البخاري كما يأتي.
والحديث أخرجه أحمد في «المسند» (٤/ ٤٢٦). ثنا وكيع … به.
وأخرجه الترمذي (٢/ ٢٠٨ / ٣٧٢)، وابن ماجة (١/ ٣٦٩)، والطحاوي في «مشكل الآثار» (٢/ ٢٨١ – ٢٨٢)، والدارقطني (ص ١٤٦)، والحاكم (١/ ٣١٥) من طرق أخرى عن وكيع … به.
وأخرجه البخاري (٢/ ٤٢)، والدارقطني، والبيهقي (٢/ ٣٠٤) من طرق أخرى عن إبراهيم بن طهمان … به. وقال الحاكم:
«صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه بهذا اللفظ»!
فوهم في استدراكه على البخاري، ووافقه الذهبي!

٤ ‏/ ١٠٩
٨٧٩ – عن عائشة قالت:
ما رأيت رسول الله ﷺ يقرأ في شيء من صلاة الليل جالسًا قَطُّ؛ حتى دخل في السِّنِّ، فكان يجلس فيقرأ، حتى إذا بقَّى أربعين أو ثلاثين آيةً؛ قام فقرأها ثم سجد.
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد أخرجاه وكذا أبو عوانة في «صحاحهم»).
إسناده: حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس: ثنا زهير: ثنا هشام بن عروة عن عروة عن عائشة قالت …
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين؛ وقد أخرجاه كما يأتي.
وزهير: هو ابن معاوية بن حُدَيج.
والحديث أخرجه البخاري (٢/ ٤٢ – ٤٣)، ومسلم (٢/ ١٦٣)، وأبو عوانة (٢/ ٢١٧)، والنسائي (١/ ٢٤٤)، وابن ماجة (١/ ٣٦٩ – ٣٧٠)، وأحمد (٦/ ٤٦ و٥٢ و١٢٧ و١٧٨ و٢٠٤ و٢٣١) من طرق أخرى عن هشام بن عروة … به.
وقد توهم البوصيري أنه لم يخرجه أحد من الستة غير ابن ماجة! ولذلك أورده في «زوائده»؛ وقال (ق ٧٦/ ٢):
«هذا إسناد صحيح، رجاله ثقات».

٨٨٠ – وعن عائشة زوج النبي ﷺ:
أن النبي ﷺ كان يصلي جالسًا، فيقرأ وهو جالس، وإذا بقي من قراءته قدر ما يكون ثلاثين أو أربعين آية؛ قام فقرأها وهو قائم، ثم ركع، ثم

٤ ‏/ ١١٠
سجد، ثم يفعل في الركعة الثانية مثل ذلك.
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد أخرجاه وكذا أبو عوانة في «صحاحهم». وقال الترمذي: «حديث حسن صحيح»).
إسناده: حدثنا القعنبي عن مالك عن عبد الله بن يزيد وأبي النضر عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة زوج النبي ﷺ.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين؛ وقد أخرجاه كما يأتي.
والحديث أخرجه مالك في «الموطأ» (١/ ١٥٧).
وعنه: البخاري (٢/ ٤٣)، ومسلم (٢/ ١٦٣ – ١٦٤)، وأبو عوانة (٢/ ٢١٨)، والنسائي (١/ ٢٤٤)، والترمذي (٢/ ٢١٣ و٣٧٤) -لكن لم يقع في إسناده ذكر لعبد الله بن يزيد-، والبيهقي (٢/ ٣٠٨)، وأحمد (٦/ ١٧٨) من طرق كثيرة عن مالك … به. وقال الترمذي:
«حديث حسن صحيح».
وأخرجه ابن ماجة (١/ ٣٦٩)، وأحمد (٦/ ٢١٧) من طريق عَمْرَةَ عن عائشة … به مختصرًا.
وكذلك أخرجه مسلم (٢/ ١٦٤)، وأبو عوانة (٢/ ٢١٨) معلقًا.

٨٨١ – قال أبو داود: «رواه علقمة بن وقاص عن عائشة عن النبي ﷺ … نحوه».
(قلت: وصله مسلم عنه قال: سألت عائشة، قال: قلت:
كيف كان رسول الله ﷺ يصلي الركعتين وهو جالس؟ فقالت:

٤ ‏/ ١١١
كان يقرأ فيهما وهو جالس، فإذا أراد أن يركع، قام فركع. وإسناده حسن).
وصله أحمد في «المسند» (٦/ ٢٣٧): ثنا يزيد قال: أنا محمد -يعني: ابن عمرو- عن محمد بن إبراهيم أنه سمع علقمة بن وقاص الليثي.
وكذا وصله مسلم (٢/ ١٦٤)، وأبو عوانة (٢/ ٢١٨) عن محمد.
قلت: وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين؛ غير أنهما أخرجا لمحمد بن عمرو -وهو ابن علقمة بن وقاص- متابعة، وهو شيخ مشهور حسن الحديث، كما قال الذهبي.
ومحمد بن إبراهيم، هو ابن الحارث التيمي.

٨٨٢ – وعنها قالت:
كان رسول الله ﷺ يصلِّي ليلًا طويلًا قائمًا، وليلًا طويلًا قاعدًا، فإذا صلى قائمًا؛ ركع قائمًا، وإذا صلى قاعدًا؛ ركع قاعدًا.
(قلت: إسناده صحيح. وقد أخرجه مسلم وأبو عوانة في «صحيحيهما».
وقال الترمذي: «حديث حسن صحيح»).
إسناده: حدثنا مسدد: ثنا حماد بن زيد قال: سمعت بُدَيْلَ بن مَيْسَرَةَ وأيوب يحدثان عن عبد الله بن شَقِيق عن عائشة.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات رجال «الصحيح».
والحديث أخرجه مسلم (٢/ ١٦٢ – ١٦٣)، والنسائي (١/ ٢٤٤) قالا: حدثنا قتيبة بن سعيد: حدثنا حماد عن بُدَيْل وأيوب … به.
وأخرجه أحمد (٦/ ٢٢٧): ثنا أبو كامل قال: ثنا حماد … به؛ إلا أنه لم

٤ ‏/ ١١٢
يذكر أيوب.
وتابعه شعبة وسعيد بن أبي عروبة عن بديل وحده: عند أحمد (٦/ ١٠٠ و٢٦٥).
ثم أخرجه هو (٦/ ٩٨ و١١٢ و١١٣ و١٦٦ و١٧١ و٢٠٤ و٢٢٧ و٢٣٦ و٢٤١ و٢٦٢)، ومسلم، وأبو عوانة (٢/ ٢١٦)، والترمذي (٢/ ٢١٣ / ٣٧٥)، وابن ماجة (١/ ٣٧٠) من طرق أخرى عن عبد الله بن شقيق … به. وقال الترمذي:
«حديث حسن صحيح».
وأخرجه أحمد (٦/ ٣٦٤) من طريق أخرى عن عائشة … مختصرًا بسند فيه ليث بن أبي سليم؛ وهو ضعيف.

٨٨٣ – وفي رواية عن عبد الله بن شقيق قال:
سألت عائشة: أكان رسول الله ﷺ يقرأ السورة في ركعة؟ قالت:
المُفَصَّل. قال: قلت: فكان يصلي قاعدًا؟ قالت:
حين حَطَمَهُ الناس.
(قلت: إسناده صحيح على شرط مسلم. وقد أخرج الشطر الثاني منه، وكذا أبو عوانة).
إسناده: حدثنا عثمان بن أبي شيبة: ثنا يزيد بن هارون: ثنا كهمس بن الحسن عن عبد الله بن شقيق.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم، وقد أخرجه كما يأتي.
والحديث أخرجه أحمد (٦/ ١٧١): ثنا محمد بن جعفر: ثنا كهمس ويزيد

٤ ‏/ ١١٣
-قال أبو عبد الرحمن المقري- عن كهمس … به.
وتابعه سعيد الجريري عن عبد الله بن شقيق … به مختصرًا دون الشطر الأول منه.
أخرجه مسلم (٢/ ١٦٤)، وأبو عوانة (٢/ ٢٢٠)، والنسائي (١/ ٢٤٥).
وأخرجه أحمد (٦/ ٢١٨) من هذا الوجه -بتمامه-، ومسلم من طريق أخرى عن كهمس … به قال: مثله. وانظر (١١٦٩).

١٨٠ – باب كيف الجلوس في التشهد؟
٨٨٤ – عن وائل بن حُجْرٍ قال: قلت:
لأنظرن إلى صلاة رسول الله ﷺ كيف يصلي؟ فقام رسول الله ﷺ، فاستقبل القبلة فكبَّرَ، فرفع يديه حتى حاذتا بأُذُنَيْهِ، ثم أخذ شماله بيمينه، فلما أراد أن يركع؛ رفعهما مثل ذلك، قال: ثم جلس فافترش رجله اليسرى، ووضع يده اليسرى على فخذه اليسرى، وحَدَّ مرفقَهَ الأيمن على فخذه اليمنى، وقبض ثنتين وحَلَّقَ حَلْقَةً، ورأيته يقول هكذا؛ وحلَّق بِشْرٌ الإبهام والوسطى، وأشار بالسبابة.
(إسناده صحيح، وقد مضى بإسناده ولفظه برقم (٧١٦» (١).
إسناده: تقدم بإسناده ومتنه في أول «رفع اليدين في الصلاة» (٧١٦).


(١) هنا أربعة أحاديث في افتراش اليسرى ونصب اليمنى، لم ترد في نسختنا ولا في أكثر النسخ، كما في «عون المعبود»؛ فلتستدرك. =
٤ ‏/ ١١٤
٨٨٤/ ١ (*) -عن عبد الله بن عمر، قال:
سنة الصلاة أن تنصب رجلك اليمني، وتثني رجلك اليسرى.
(قلت: حديث صحيح).
إسناده: حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن عبد الرحمن بن القاسم عن عبد الله بن عبد الله.
٨٨٤/ ٢ – عن عبد الله بن عمر، قال:
من سنة الصلاة أن تُضجع رجلك اليسرى، وتنصب اليمنى.
(قلت: حديث صحيح).
إسناده: حدثنا ابن معاذ: حدثنا عبد الوهاب قال: سمعت يحيى، قال: سمعت القاسم يقول: أخبرني عبد الله بن عبد الله أنه سمع عبد الله بن عمر يقول.
حدثنا عثمان بن أبي شيبة. حدثنا جرير عن يحيى: بإسناده … مثله.
قال أبو داود: «قال حماد بن زيد عن يحيى أيضًا: من السنة …؛ كما قال جرير».
٨٨٤/ ٣ – عن يحيى بن سعيد:
أن القاسم بن محمد أراهم الجلوس في التشهد … فذكر الحديث.
(قلت: حديث صحيح).


= (*) الأحاديث (من ٨٨٤/ ١ – ٨٨٤/ ٣) استدركت حسب إشارة الشيخ رحمه الله، وقد أخذنا أحكامها من «صحيح سنن أبي داود / باختصار السند»؛ حتى لا نفوت على القراء فائدتها؛ علمًا أن الحديث الرابع منها من حصة «الضعيف». (الناشر).
٤ ‏/ ١١٥
إسناده: حدثنا القعنبي عن مالك عن يحيى بن سعيد.

١٨١ – باب مَنْ ذَكَرَ التَّوَرُّكَ في الرابعة
٨٨٥ – عن محمد بن عمرو بن عطاء قال: سمعت أبا حُمَيْدٍ الساعدي في عَشَرَةٍ من أصحاب رسول الله ﷺ، منهم أبو قَتادة، قال أبو حميد:
أنا أعلمكم بصلاة رسول الله ﷺ قالوا: فاعْرِض … فذكر الحديث؛ قال:
وَيفْتَخُ أصابع رجليه إذا سجد، ثم يقول: «الله أكبر» ويرفع، ويثني رجله اليسرى فيقعد عليها، ثم يصنع في الأخرى مثل ذلك … فذكر الحديث، قال: حتى إذا كانت السجدة التي فيها التسليم؛ أخرج رجله اليسرى، وقعد مُتورِّكًا على شِقِّهِ الأيسر. زاد أحمد: قالوا: صدقت، هكذا كان يصلي … ولم يذكرا في حديثهما الجلوس في الثنتين كيف جلس؟
(قلت: إسناده صحيح على شرط مسلم، وقد مضى بلفظه (٧٢٠».
إسناده: تقدم بإسناده ومتنه كاملًا في «باب افتتاح الصلاة» (٧٢٠).

٨٨٦ – وفي رواية عنه:
أنه كان جالسًا مع نفر من أصحاب رسول الله ﷺ … بهذا الحديث، ولم يذكر أبا قتادة؛ قال:
فإذا جلس في الركعتين جلس على رجله اليسرى، فإذا جلس في الركعة الأخيرة؛ قَدَّمَ رجله اليسرى وجلس على مَقْعَدَتِهِ.

٤ ‏/ ١١٦
(قلت: إسناده صحيح، وقد مضى برقم (٧٢٢».
مضى هناك (٧٢٢).

٨٨٧ – وفي أخرى عنه أيضًا قال:
كنت في مجلس … بهذا الحديث؛ قال فيه:
فإذا قعد في الركعتين؛ قعد على بطن قدمه اليسرى، ونصب اليمنى، فإذا كانت الرابعة؛ أفضى بِوَرِكِهِ اليسرى إلى الأرض، وأخرج قدميه من ناحية واحدة.
(قلت: حديث صحيح، وقد مضى برقم (٧٢١».
مضى هناك (٧٢١).

٨٨٨ – عن عباس بن سهل قال: اجتمع أبو حميد وأبو أسيد وسهل ابن سعد ومحمد بن مسلمة … فذكر هذا الحديث؛ ولم يذكر الرفع إذا قام من ثنتين ولا الجلوس، قال:
حتى فرغ، ثم جلس، فافترش رجله اليسرى، وأقبل بصدر اليمنى على قبلته.
(قلت: إسناده على شرط الشيخين، وقد مضى برقم (٧٢٣».

٨٩٤ – مضى هناك (٧٢٣).
(تنبيه): لم يقع هذا الباب وأحاديثه الأربعة في كثير من نسخ الكتاب!

٤ ‏/ ١١٧
١٨٢ – باب التشهد
٨٨٩ – عن عبد الله بن مسعود قال:
كنا إذا جلسنا مع رسول الله ﷺ في الصلاة؛ قلنا: السلام على الله قَبل عباده، السلام على فلان وفلان. فقال رسول الله ﷺ:
«لا تقولوا: السلام على الله؛ فإن الله هو السلام، ولكن إذا جلس أحدكم فليقل: (التحيات لله، والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي! ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين)؛ فإنكم إذا قلتم ذلك؛ أصاب كلَّ عبد صالح في السماء والأرض -أو بين السماء والأرض-، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله؛ ثم ليتخيَّرْ أحدكم من الدعاء أعجبه إليه؛ فيدعو به».
(قلت: إسناده صحيح على شرط البخاري. وقد أخرجه هو ومسلم وأبو عوانة في «صحاحهم». وقال الترمذي: «هو أصح حديث روي عن النبي ﷺ في التشهد»).
إسناده: حدثنا مسدد: أخبرنا يحيى عن سليمان الأعمش: حدثني شقيق ابن سلمة عن عبد الله بن مسعود.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط البخاري؛ وقد أخرجه كما يأتي، وكذا مسلم.
والحديث أخرجه أحمد (١/ ٤٣١): حدثنا يحيى … به.
وأخرجه ابن ماجة (١/ ٢٩٠): حدثنا أبو بكر بن خَلَّاد الباهلي: ثنا يحيى بن سعيد … به.
٤ ‏/ ١١٨
وأخرجه هو، والبخاري (٢/ ١٣٧)، ومسلم (٢/ ١٤)، وأبو عوانة (٢/ ٢٢٩)، والنسائي (١/ ١٧٤)، والدارمي (١/ ٣٠٨)، والطحاوي (١/ ١٥٤ – ١٥٥)، وابن الجارود (٢٠٥)، والبيهقي (٢/ ١٣٨)، وأحمد (١/ ٣٨٢) من طرق عن الأعمش.
وتابعه منصور عن أبي وائل … به.
أخرجه مسلم وأبو عوانة والنسائي وغيرهم.
وله متابعون آخرون على صيغة التشهد فقط: عند النسائي وابن حبان (٣/ ٢٠٣).
وتابعه الأسود بن يزيد عن عبد الله بن مسعود قال:
علَّمنا رسول الله ﷺ -إذا قعدنا في الركعتين- أن نقول: التحيات … إلخ التشهد.
أخرجه الترمذي (٢/ ٨١)، والنسائي (١/ ١٧٣ – ١٧٤)، وابن ماجة، وقال الترمذي:
«حديث ابن مسعود قد روي عنه من غير وجه، وهو أصح حديث روي عن النبي ﷺ في التشهد».

٨٩٠ – وعنه قال:
كنا لا ندري ما نقول إذا جلسنا في الصلاة! وكان رسول الله ﷺ قد عُلِّمَ … فذكر نحوه.
(قلت: حديث صحيح).
إسناده: حدثنا تميم بن المنتصر: أخبرنا إسحاق -يعني: ابن يوسف- عن

٤ ‏/ ١١٩
شريك عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله …
قال شريك: وحدثنا جامع بن شداد عن أبي وائل عن عبد الله … بمثله قال:
وكان يعلمنا كلمات -ولم يكن يعلمناهن كما يعلمنا التشهد-: «اللهم! ألِّفْ بين قلوبنا …».
قلت: وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات؛ غير شريك -وهو ابن عبد الله القاضي-؛ فإنه سيئ الحفظ، لكنه لم يتفرد به كما يأتي، بخلاف ما رواه عن جامع بن شداد من الكلمات، فقد تفرد به، ولذلك أوردتها في الكتاب الآخر (١٧٢).
والحديث أخرجه النسائي (١/ ١٧٤)، وأحمد (١/ ٤٣٧)، وابن خزيمة (٧٢٠) من طريق شعبة قال: سمعت أبا إسحاق يحدث عن أبي الأحوص … به.
وأخرجه النسائي أيضًا من طريق سفيان: حدثنا أبو إسحاق … به.
وشعبة وسفيان -وهو الثوري- سمعا من أبي إسحاق -وهو السبيعي- قبل اختلاطه.
ثم أخرجه هو، وأحمد (١/ ٤٠٨) من طرق أخرى عن أبي إسحاق، ولم أجد تصريحه بالتحديث في شيء من الروايات عنه؛ فإنه مدلس، ففي الإسناد علة (١)!
لكن الحديث صحيح؛ فقد أخرجه النسائي من طريق زيد بن أبي أنيسة عن حماد عن إبراهيم عن علقمة بن قيس عن عبد الله قال:
كنا لا ندري ما نقول إذا صلينا، فعلَّمنا نبي الله ﷺ جوامع الكلم، فقال لنا:


(١) ثم رأيته قد صرح بسماعه من أبي الأحوص في رواية الطيالسي (١/ ١٠٢ / ٤٥٩): حدثنا شعبة قال: حدثنا أبو إسحاق سمع أبا الأحوص … به. فصح الإسناد؛ والحمد لله.
٤ ‏/ ١٢٠
«قولوا: التحيات …» الحديث.
وإسناده حسن.

٨٩١ – وعن القاسم بن مُخَيْمِرَةَ قال:
أخذ علقمة بيدي، فحدثني أن عبد الله بن مسعود أخذ بيده، وأن رسول الله ﷺ أخذ بيد عبد الله؛ فعلَّمه التشهد في الصلاة … فذكر مثل دعاء حديث الأعمش [يعني الحديث (٨٨٩)]: إذا قلت هذا -أو قضيت هذا-؛ فقد قضيت صلاتك، إن شئت أن تقوم فقم، وإن شئت أن تقعد فاقعد.
(قلت: إسناده صحيح، لكن قوله: إذا قلت هذا … شاذ، أدرجه بعضهم في الحديث! والصواب أنه من قول ابن مسعود موقوفًا عليه، كما قال ابن حبان والدارقطني والبيهقي).
إسناده: حدثنا عبد الله بن محمد النُّفَيْلي: ثنا زهير: ثنا الحسن بن الحُرِّ عن القاسم بن مخيمرة.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات رجال «الصحيح»؛ غير الحسن بن الحُرِّ؛ وهو ثقة حُرٌّ.
وزهير: هو ابن معاوية أبو خيثمة، وهو ثقة ثبت، لكن اختلف الرواة عليه في قوله في الحديث: «إذا قلت هذا …»، فمنهم من أدرجه في الحديث، ومنهم من فصله عنه وجعله من كلام ابن مسعود.
فمن الأول: النفيلي، كما في رواية الكتاب.

٤ ‏/ ١٢١
ومنهم أبو نعيم، فقال الدارمي (١/ ٣٠٩): أخبرنا أبو نعيم: ثنا زهير … به.
ومنهم الطيالسي، فقال في «مسنده» (١/ ١٠٢ / ٤٥٨): حدثنا زهير … به.
ومنهم يحيى بن آدم: عند أحمد (١/ ٤٢٢): حدثنا يحيى بن آدم: حدثنا زهير … به؛ إلا أنه قال: قال: فإذا …
ومنهم أبو غسان، فقال الطحاوي (١/ ١٦٢): حدثنا فهد قال: ثنا أبو نعيم وأبو غسان -واللفظ لأبي نعيم- قالا: ثنا زهير بن معاوية … به.
ومنهم أحمد بن يونس: عند الطحاوي؛ لكن قال البيهقي (٢/ ١٧٤):
«ورواه أحمد بن يونس عن زهير، وزعم أن بعض الحديث انمحى من كتابه أو خُرِّقَ».
ومنهم موسى بن داود: ثنا زهير بن معاوية … به؛ إلا أنه قال: ثم قال: إذا … أخرجه الدارقطني (ص ١٣٥).
ومنهم يحيى بن يحيى؛ إلا أنه قال: قال أبو خيثمة: بلغ حفظي عن الحسن في بقية هذا الحديث: إذا فعلت هذا أو قضيت … أخرجه البيهقي؛ وقال:
«هذا حديث قد رواه جماعة عن أبي خيثمة زهير بن معاوية، وأدرجوا آخر الحديث في أوله، وقد أشار يحيى بن يحيى إلى ذهاب بعض الحديث عن زهير في حفظه عن الحسن بن الحر. ورواه شَبَابة بن سَوَّار عن زهير … وفصل آخر الحديث من أوله، وجعله من قول عبد الله بن مسعود، وكأنه أخذه عنه قبل ذهابه من حفظه أو من كتابه».
ثم روى عن الدارقطني، وهذا في «سننه» بإسناده عن شبابة بن سوار: ثنا أبو خيثمة زهير بن معاوية: ثنا الحسن بن الحر … فذكر الحديث، لكنه قال:
٤ ‏/ ١٢٢
قال عبد الله: فإذا قلت ذلك؛ فقد قضيت … وقال الدارقطني:
«شبابة ثقة، وقد فصل آخر الحديث، جعله من قول ابن مسعود، وهو أصح من رواية من أدرج آخره في كلام النبي ﷺ. والله أعلم. وقد تابعه غسان بن الربيع وغيره، فرووه عن ابن ثوبان عن الحسن بن الحر كذلك، وجعل آخر الحديث من كلام ابن مسعود، ولم يرفعه إلى النبي ﷺ». وقال قبل ذلك نحوه، وزاد:
«ولاتفاق حسين الجعفي وابن عجلان ومحمد بن أبان في روايتهم عن الحسن بن الحر على ترك ذكره في آخر الحديث، مع اتفاق كل من روى التشهد عن علقمة وعن غيره عن عبد الله بن مسعود على ذلك. والله أعلم».
قلت: ويتلخص مما تقدم أن هذه الزيادد مُعَلَّةٌ بعلتين:
الأولى: عدم تثبُّتِ زهير بن معاوية من حفظها، فكان تارة يرفعها بإدراجها في الحديث، لا صراحةً، وعليه أكثر الرواة عنه. وتارة يوقفها، مصرحًا بأنها من قول ابن مسعود، في رواية شبابة الثقة.
والأخرى: شذوذها عن رواية الجماعة من أصحاب ابن مسعود الذين رووا الحديث عنه دون هذه الزيادة، ولو كانت محفوظة لذكرها ولو بعضهم عنه، ومخالفتها لرواية الآخرين الذين رووه عن الحسن بن الحر؛ منهم الحسين بن علي -وهو الجعفي- بدون هذه الزيادة أيضًا، وحديثه في «المسند» (١/ ٤٥٠)، والدارقطني، والبيهقي.
فرواية الجماعة أولى أن تكون محفوظة. والله أعلم.
وقد ذكر الزيلعي في «نصب الراية» (١/ ٤٢٤) عن ابن حبان في «صحيحه» نحو قول الدارقطني في الحكم على الزيادة بالإدراج، وهو الصواب إن شاء الله تعالى.
٤ ‏/ ١٢٣
ثم إن للجملة الأولى من الحديث طريقًا أخرى، من رواية مُحِلّ بن مُحْرِزٍ الضَّبِّيِّ قال: سمعت شقيق بن سلمة أبا وائل يذكر عن ابن مسعود قال:
كانوا يصلون خلف النبي ﷺ فيقول (الأصل: قال) القائل: السلام على الله، فلما قضى النبي ﷺ صلاته قال:
«من القائل: السلام على الله؟ ! إن الله هو السلام، ولكن قولوا …» فذكر التحيات كما تقدم (٨٨٩)، وزاد في آخره؛ قال:
وقد كانوا يتعلمونها كما يتعلم أحدكم السورة من القرآن.
أخرجه البخاري في «الأدب المفرد» (٢٥٧/ ٩٩٠)، والطحاوي في «شرح المعاني» (١/ ١٥٥)، وإسناده صحيح.
وأخرج أحمد (١/ ٣٩٤) من طريق شريك عن جامع بن أبي راشد عن أبي وائل … به مختصرًا جدًّا بلفظ:
كان رسول الله ﷺ يعلِّمنا التشهد كما يعلمنا السورة من القرآن.
وإسناده حسن في الشواهد، وهو عند المؤلف مطولًا، وهو من حصة الكتاب الآخر (١٧٢).
وعند أحمد (١/ ٣٧٦) من طريق أبي عبيدة بن عبد الله عن عبد الله قال:
علَّمه رسول الله ﷺ التشهُّد، وأمره أن يعلم الناس .. فذكر التشهد.
وإسناده ضعيف.
وقد صح عن ابن مسعود أنه قال:
علمني رسول الله ﷺ التشهد -كَفِّي بين كفَّيْهِ -كما يعلمني السورة من القرآن.
٤ ‏/ ١٢٤
أخرجه الشيخان وغيرهما، وهو مخرج في «الإرواء» (٢/ ٢٦).

٨٩٢ – عن ابن عمر عن رسول الله ﷺ التشهد:
«التحيات لله، الصلوات الطيبات، السلام عليك أيها النبي! ورحمة الله وبركاته -قال: قال ابن عمر: زدت فيها: وبركاته-، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله -قال ابن عمر: زدت فيها: وحده لا شريك له-، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله».
(قلت: إسناده صحيح، وكذا قال الدارقطني، وأقره الحافظ العسقلاني).
إسناده: حدثنا نصر بن علي: حدثني أبي: ثنا شعبة عن أبي بشر: سمعت مجاهدًا يحدث عن ابن عمر.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه؛ ونصر بن علي: هو ابن نصر بن علي الجَهْضَمِيُّ.
والحديث أخرجه البيهقي (٢/ ١٣٩) من طريق المصنف.
وأخرجه الدارقطني (١٣٤) من طريق ابن المصنف: ثنا نصر بن علي … به، وقال:
«هذا إسناد صحيح، وقد تابعه على رفعه ابن أبي عدي، ووقفه غيرهما»!
كذا قال! وخالفه البيهقي فقال:
“ورواه ابن أبي عدي عن شعبة فوقفه؛ إلا أنه ردَّهُ إلى حياة النبي ﷺ فقال: كنا نقولها في حياته، فلما مات قلنا: السلام على النبي ورحمة الله. وكان محمد بن إسماعيل البخاري يرى رواية سيف عن مجاهد عن أبي معمر عن

٤ ‏/ ١٢٥
عبد الله بن مسعود هي المحفوظة، دون رواية أبي بشر. والله تعالى أعلم»!
قلت: أبو بشر -واسمه بَيَانُ بن بشر- ثقة محتج به -في «الصحيحين»، فتوهيمه- لمجرد رواية غيره من الثقات عن مجاهد ما لم يروه هو- مما لا يظهر صوابه! وما المانع أن يكون مجاهد روى حديثين متشابهين، أحدهما: عن ابن مسعود، وهو الذي رواه سيف عنه، والآخر: عن ابن عمر، وهو الذي رواه أبو بشر هذا؟ !
وقد ذكر الحافظ في «التلخيص» (١/ ٢٦٧) قول الدارقطني المتقدم في تصحيح إسناده، وأقرَّه.
وقد وجدت له طريقًا أخرى عن ابن عمر، فقال أحمد (٢/ ٦٨): ثنا عفان … حدثني عبد الله بن بَابِي المكي قال:
صليت إلى جنب عبد الله بن عمر، قال: فلما قضى الصلاة؛ ضرب بيده على فخذه فقال: ألا أعلِّمك تحت الصلاة كما كان رسول الله ﷺ يعلمنا؟ ! فتلا علي هؤلاء الكلمات؛ يعني: قول أبي موسى الأشعري في التشهد.
وهو صحيح على شرط مسلم. وتشهد أبي موسى هو الآتي:

٨٩٣ – عن حِطّان بن عبد الله الرَّقَاشي قال:
صلَّى بنا أبو موسى الأشعري، فلما جلس في آخر صلاته؛ قال رجل من القوم: أُقِرَّتِ الصلاة بالبِرِّ والزكاة. فلما انفتل أبو موسى أقبل على القوم، فقال: أيُّكُمُ القائل كلمةَ كذا وكذا؟ ! فَأرَمَّ القومُ. فقال: أيُّكم القائل كلمةَ كذا وكذا؟ ! فأرَمَّ القوم. قال: فلعلك يا حِطَّانُ! قلتَها؟ ! قال: ما قُلْتُها، ولقد رَهِبْتُ أن تَبْكَعَنِي بها! قال: فقال رجل من القوم: أنا قلتها، وما أردت بها إلا الخير! فقال أبو موسى:

٤ ‏/ ١٢٦
أما تعلمون كيف تقولون في صلاتكم؟ ! إن رسول الله ﷺ خطبنا، فعلَّمنا وبيَّن لنا سنتنا، وعلَّمنا صلاتنا؛ فقال:
«إذا صليتم فأقيموا صفوفكم، ثم ليؤمَّكم أحدُكم، فإذا كبَّر فكبِّروا، وإذا قرأ: (غير المغضوب عليهم ولا الضالِّين) فقولوا: آمين؛ يُجبْكُم الله، وإذا كبَّر وركع، فكبِّروا واركعوا؛ فإن الإمام يركع قبلكم، ويرفع قبلكم، -قال رسول الله ﷺ، فتلك بتلك، وإذا قال: سمع الله لمن حمده؛ فقولوا: اللهم ربَّنا لك الحمد؛ يسمع الله لكم؛ فإن الله تعالى قال على لسان نبيه: سمع الله لمن حمده، وإذا كبَّر وسجد؛ فكبِّروا واسجدوا؛ فإن الإمام يسجد قبلكم ويرفع قبلكم -قال رسول الله ﷺ، فتلك بتلك، فإذا كان عند القَعْدَة؛ فليكن من أول قول أحدكم أن يقول: التحيات، الطيبات، الصلوات لله، السلام عليك أيها النبي! ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله».
(قلت: إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه هو وأبو عوانة في «صحيحيهما»).
إسناده: حدثنا عمرو بن عون: أخبرنا أبو عوانة عن قتادة. (ح) وثنا أحمد ابن حنبل: ثنا يحيى بن سعيد: ثنا هشام عن قتادة عن يونس بن جُبَيْرٍ عن حطان ابن عبد الله الرقاشي.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم؛ وقد أخرجه كما يأتي.
والحديث في «مسند أحمد» (٤/ ٤٠٩): ثنا يحيى بن سعيد … به.
٤ ‏/ ١٢٧
ورواه الروياني في «مسنده» (ق ١٠٣/ ١): ثنا محمد بن بشار: نا يحيى بن سعيد … به.
وأخرجه الطيالسي (١/ ١٣٣ / ٦٣٧): حدثنا هشام عن قتادة … به.
ومن طريق الطيالسي: أخرجه أبو عوانة (٢/ ١٢٨ – ١٢٩).
وأخرجه مسلم (٢/ ١٤ – ١٥) من طرق عن أبي عوانة … به.
وأخرجه النسائي (١/ ١٧٥ و١٨٨) من طرلق أخرى عن يحيى بن سعيد … به دون قصة الرجل.
وأخرجه مسلم وأبو عوانة من طرق أخرى عن قتادة … بتمامه.
وكذلك أخرجه الدارمي (١/ ٣١٥ – ٣١٦).
وأخرج ابن ماجة (١/ ٢٩٢) منه قضية التشهد، وزاد في آخره:
«سبع كلمات هن تحية الصلاة».
وهي عند النسائي (١/ ١٦٢)، والروياني (ق ١٠٨/ ٢) من ثلاثة طرق عن سعيد بن أبي عروبة عن قتاده … به. وإسناده صحيح.
وأخرج أحمد أيضًا (٤/ ٤٠١ و٤٠٥) ما قبله؛ دون قصة الرجل.

٨٩٤ – وفي رواية عن حطان بن عبد الله الرقاشي … بهذا الحديث؛ زاد: «فإذا قرأ فأنصتوا». وقال في التشهد -بعد: «أشهد أن لا إله إلا الله»؛ زاد-: «وحده لا شريك له».
(قلت: إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه في «صحيحه»، وأخرجه

٤ ‏/ ١٢٨
أبو عوانة عن المصنف).
إسناده: حدثنا عاصم بن النضر: ثنا المعتمر قال: سمعت أبي: ثنا قتادة عن أبي غَلَّاب يحدث عن حطان بن عبد الله الرقاشي.
قال أبو داود: «وقوله:»أنصتوا «ليس بمحفوظ، لم يجئ به إلا سليمان التيمي في هذا الحديث»!
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات على شرط مسلم؛ وسليمان التيمي: هو والد المعتمر، واسم أبيه: طَرْخان، وهو ثقة حجة؛ على أنه لم يتفرد بهذه الزيادة كما يأتي.
والحديث أخرجه أبو عوانة في «صحيحه» (٢/ ١٣٢) عن المصنف.
وأخرجه مسلم (٢/ ١٥)، وابن ماجة (١/ ٢٧٩)، والدارقطني (١٢٥)، والبيهقي (٢/ ١٥٥)، وأحمد (٤/ ٤١٥) من طريق جرير عن سليمان التيمي … به.
وصرح مسلم بصحة هذه الزيادة: «وإذا قرأ فأنصتوا»، فقد وقع في كتابه:
«قال أبو إسحاق: قال أبو بكر ابن أخت أبي النضر في هذا الحديث. فقال مسلم: تريد أحفظ من سليمان؟ ! فقال له أبو بكر: فحديث أبي هريرة؟ فقال: هو صحيح، يعني:»وإذا قرأ فأنصتوا«، فقال: هو عندي صحيح. فقال: لِمَ لَمْ تضعه ها هنا؟ قال: ليس كل شيء عندي صحيح وضعته ها هنا، وإنما وضعت ها هنا ما أجمعوا عليه».
قلت: وخالفه المصنف رحمه الله تعالى؛ فأعل هذه الزيادة بأنها غير محفوظة، وأن سليمان التيمي تفرد بها!
وهذا فيما وصل إليه علمه؛ وإلا فالحقيقة أنه قد تابعه جمع، ذكرتهم في
٤ ‏/ ١٢٩
«تخريج صفة صلاة النبي ﷺ».
وأزيد هنا متابعًا آخر، أخرجه أبو عوانة من طريق عبد الله بن رُشَيْدٍ قال: ثنا أبو عبيدة عن قتادة … به.
وهذا إسناد جيد؛ لولا أني لم أعرف أبا عبيدة هذا! وظننت أول الأمر أنه أبو عبيدة الحداد عبد الواحد بن واصل الثقة، ثم تبينت أنه متأخر عن هذا! فالله تعالى أعلم.

٨٩٥ – عن ابن عباس أنه قال:
كان رسول الله ﷺ يعلِّمنا التشهد كما يعلمنا القرآن، وكان يقول: «التحيات، المباركات، الصلوات، الطيبات لله، السلام عليك أيها النبي! ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا رسول الله».
(قلت: إسناده صحيح على شرط مسدم. وقد أخرجه في «صحيحه» بإسناد المصنف، وخرجه أبو عوانة أيضًا، وصححه الترمذي والدارقطني).
إسناده: حدثنا قتيبة بن سعيد: ثنا الليث بن سعد عن أبي الزبير عن سعيد ابن جبير وطاوس عن ابن عباس.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم؛ وقد أخرجه كما يأتي.
والحديث أخرجه مسلم (٢/ ١٤)، والنسائي (١/ ١٧٥)، والترمذي (٢/ ٨٣ / ٢٩٠) بإسناد المصنف، وقال الترمذي.
«حديث حسن صحيح».

٤ ‏/ ١٣٠
وأخرجه مسلم أيضًا، وأبو عوانة (٢/ ٢٢٨)، وابن ماجة (١/ ٢٩١ – ٢٩٢)، والطحاوي (١/ ١٥٥)، والدارقطني (١٣٣)، وأحمد (١/ ٢٩٢) من طرق أخرى عن الليث بن سعد … به. وقال الدارقطني:
«هذا إسناد صحيح».
وتابعه مختصرًا: عبد الرحمن بن حميد: حدثني أبو الزبير عن طاوس وحده عن ابن عباس قال:
كان رسول الله ﷺ يعلمنا التشهد كما يعلمنا السورة من القرآن.
أخرجه مسلم، وأبو عوانة، والنسائي (١/ ١٨٨)، وأحمد (١/ ٣١٥).

١٨٣ – باب الصلاة على النبي ﷺ بعد التشهد
٨٩٦ – عن كعب بن عُجْرَةَ قال: قلنا -أو قالوا-:
يا رسول الله! أمرتنا أن نصلِّي عليك، وأن نسلِّم عليك، فأما السلام فقد عرفناه؛ فكيف نصلي عليك؟ قال:
«قولوا: اللهم! صلِّ على محمد وآل محمد، كما صليت على إبراهيم، وبارك على محمد وآل محمد، كما باركت على إبراهيم؛ إنك حميد مجيد».
(قلت: إسناده صحيح على شرطهما. وقد أخرجاه وكذا أبو عوانة في «صحاحهم» باختلاف يسير).
إسناده: حدثنا حفص بن عمر: ثنا شعبة عن الحكم عن ابن أبي ليلى عن كعب بن عُجْرَة.

٤ ‏/ ١٣١
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين؛ وقد أخرجاه كما يأتي.
والحديث أخرجه الطيالسي (١/ ١٠٣ / ٤٦٣) قال: حدثنا شعبة … به؛ إلا أنه قال: «وعلى آل محمد»، كما في رواية المصنف الثانية. وقال: «آل إبراهيم» في الموضعين. وقال: «اللهم بارك …».
وهكذا أخرجه البخاري (١١/ ١٢٧ – ١٣٦ – فتح) (١)، ومسلم (٢/ ١٦)، وأبو عوانة (٢/ ٢١٢)، والنسائي (١/ ١٩٠)، والدارمي (١/ ٣٠٩)، وابن ماجة (١/ ٢٩٣)، والطحاوي في «مشكل الآثار» (٣/ ٧٢)، وابن الجارود (٢٠٦)، وأحمد (٤/ ٢٤١) من طرق عن شعبة … به.
ورواية غير الشيخين تختلف بعض الشيء عن رواية الطيالسي وكذا المصنف. وكلها متفقة على روايته الثانية. «وعلى آل محمد»؛ إلا النسائي فروايته كروايته الأولى: «وآل محمد». وزاد أبو عوانة؛ فقال:
«كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم».
وأخرجه الترمذي (٢/ ٣٥٢ / ٤٨٣)، وكذا البخاري (٦/ ١٠٠)، ومسلم أيضًا، وأبو عوانة، والنسائي، والطحاوي، وأحمد من طرق أخرى عن الحكم … به مثل لفظ الكتاب في الرواية الثانية، وزاد النسائي: «وآل إبراهيم» في الموضعين.
وقد توبع الحكم من غير واحد؛ وجاؤوا بزيادات ثابتة، خرجتها في «صفة الصلاة».


(١) لم يقع في طبعة الفجالة الجديدة لـ «صحيح البخاري» قوله: «اللهم بارك …» إلخ، ولذلك لم أعز إليها، خلافًا للعادة.
٤ ‏/ ١٣٢
٨٩٧ – وفي رواية عنه … بهذا الحديث؛ قال:
«اللهم! صلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم».
(قلت: إسناده صحيح على شرط البخاري. وأخرجه هو ومسلم وأبو عوانة في «صحاحهم». وقال الترمذي: «حديث حسن صحيح»).
إسناده: حدثنا مسدد: ثنا يزيد بن زُرَيعٍ ثنا شعبة … بهذا الحديث قال … قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط البخاري.
وقد أخرجه هو ومسلم وأبو عوانة وغيرهم، كما سبق بيانه في الذي قبله، وإنما ساقه المصنف؛ ليبين أن يزيد بن زريع خالف حفص بن عمر فقال: «وعلى آل»؛ فزاد: «على».
وهي رواية الشيخين كما تقدم.

٨٩٨ – وفي أخرى … بهذا؛ قال:
«اللهم! صلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم؛ إنك حميد مجيد. اللهم! بارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على آل إبراهيم؛ إنك حميد مجيد».
(قلت: إسناده صحيح على شرطهما. وأخرجاه وكذا أبو عوانة. وصححه الترمذي).
إسناده: حدثنا محمد بن العلاء: ثنا ابن بشر عن مِسْعَرٍ عن الحكم … بإسناده بهذا.

٤ ‏/ ١٣٣
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين؛ وقد أخرجاه عن مسعر كما يأتي.
والحديث أخرجه البخاري (٦/ ١٠٠)، ومسلم، وأبو عوانة، والترمذي (٢/ ٣٥٢) من طرق عن مسعر … به؛ إلا أن البخاري قال: «آل إبراهيم» في الموضع الأول أيضًا. وعكس ذلك الترمذي فقال: «إبراهيم»، لم يذكر: «آل» في الموضعين. ولم يَسُقْ مسلم وأبو عوانة لفظه؛ وإنما أحالا فيه على لفظ حديث شعبة. وهو عند مسلم بلفظ البخاري، وعند أبي عوانة بلفظ الترمذي. وقال:
«حديث حسن صحيح».

٨٩٩ – وفي أخرى؛ قال أبو داود: «رواه الزبير بن عَدِيٍّ عن ابن أبي ليلى كما رواه مسعر (يعني الرواية السابقة)؛ إلا أنه قال:
» … كما صليت على آل إبراهيم؛ إنك حميد مجيد. وبارك على محمد … «، وساق مثله».
(قلت: لم أر من وصله عن الزبير! وهو في «الصحيحين» وغيرهما من طريق أخرى عن ابن أبي ليلى بهذا اللفظ؛ إلا أنهما قالا: «اللهم! بارك»؛ وهو الأرجح، وكذلك إثبات «آل» في الموضعين أصح).
علقه المصنف كما ترى، ولم أر من وصله!
وهو في «الصحيحين» من طريق الحكم عن ابن أبي ليلى عن كعب كما تقدم تخريجه في الأحاديث (٨٩٦ – ٨٩٨).
وغرض المصنف من هذا التعليق أن يبين أن الزبير بن عدي -في روايته عن ابن أبي ليلى- خالف رواية مسعر التي قبلها؛ فقال: «آل إبراهيم» في الموضعين،

٤ ‏/ ١٣٤
وقال: «وبارك»، ولم يقل: «اللهم! بارك».
وهي موافقة لرواية الشيخين عن مسعر؛ إلا أنهما قالا: «اللهم بارك» كما تقدم؛ وهو الأرجح، وكذا إثبات «آل» في الموضعين هو الأصح.

٩٠٠ – عن أبي حميد الساعدي: أنهم قالوا:
يا رسول الله! كيف نصلي عليك؟ قال:
«قولوا: اللهم! صلِّ على محمد وأزواجه وذريته، كما صليت على آل إبراهيم، وبارك على محمد وأزواجه وذريته، كما باركت على ال إبراهيم؛ إنك حميد مجيد».
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد أخرجاه وكذا أبو عوانة في «صحاحهم»).
إسناده: حدثنا القعنبي عن مالك. (ح) وثنا ابن السَّرْحِ: أخبرنا ابن وهب: أخبرني مالك عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه عن عمرو بن سُلَيْمٍ الزُّرَقِيِّ أنه قال: أخبرني أبو حميد الساعدي.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين؛ وقد أخرجاه كما يأتي.
والحديث أخرجه البخاري (٨/ ٦٥): حدثنا عبد الله بن مسلمة … به؛ وعبد الله هذا: هو القعنبي.
والبيهقي (٢/ ١٥٠ – ١٥١) من طريق إسماعيل القاضي: ثنا عبد الله بن مسلمة … به.
والطحاوي في «المشكل» (٣/ ٧٤): حدثنا يونس قال: ثنا ابن وهب … به.

٤ ‏/ ١٣٥
والبخاري (٤/ ١١٦ – ١١٧)، ومسلم (٢/ ١٦ – ١٧)، وأبو عوانة (٢/ ٢٣٤)، والنسائي (١/ ١٩١)، وابن ماجة (١/ ٢٩٣)، وابن السني في «عمل اليوم والليلة» (١٢٤)، وأحمد (٥/ ٤٢٤ و٣٧٤) كلهم من طرق عن مالك … به.
وهو في «الموطأ» (١/ ١٧٩). وزاد أحمد والطحاوي:
«وعلى أهل بيته».

٩٠١ – عن أبي مسعود الأنصاري أنه قال:
أتانا رسول الله ﷺ في مجلس سعد بن عبادة، فقال بَشِيرُ بن سعد: أمرنا الله أن نُصلِّيَ عليك يا رسول الله! فكيف نصلِّي عليك؟ فسكت رسول الله ﷺ؛ حتى تمنينا أنه لم يسأله، ثم قال رسول الله ﷺ: «قولوا …»، فذكر معنى حديث كعب بن عجرة (٨٩٦)؛ زاد في آخره:
«في العالمين؛ إنك حميد مجيد».
(قلت: إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه هو وأبو عوانة في «صحيحيهما». وقال الترمذي: «حديث حسن صحيح»).
إسناده: حدثنا القعنبي عن مالك عن نُعَيْمِ بن عبد الله المُجْمِر أن محمد بن عبد الله بن زيد -وعبد الله بن زيد: هو الذي أُرِيَ النداء بالصلاة- أخبره عن أبي مسعود الأنصاري.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم؛ وقد أخرجه كما يأتي.
وأبو مسعود: اسمه عقبة بن عمرو.
والحديث في «الموطأ» (١/ ١٧٩).

٤ ‏/ ١٣٦
وعنه: مسلم (٢/ ١٦)، وأبو عوانة (٢/ ٢١١)، والنسائي (١/ ١٨٩)، والترمذي (٤/ ١٦٩ – تحفة) -وقال: «حديث حسن صحيح»-، والدارمي (١/ ٣١٠)، والطحاوي (٣/ ٧١)، والبيهقي (٢/ ١٤٦)، وأحمد (٤/ ١١٨) كلهم عن مالك … به.

٩٠٢ – وفي رواية عنه … بهذا الخبر؛ قال:
«قولوا: اللهم! صَلِّ على محمد النبي الأمي، وعلى آل محمد».
(قلت: إسناده حسن، وكذا قال الدارقطني، وصححه ابن حبان، وقال الحاكم: «صحيح على شرط مسلم»، ووافقه الذهبي! !).
إسناده: حدثنا أحمد بن يونس: ثنا زهير: ثنا محمد بن إسحاق: ثنا محمد ابن إبراهيم بن الحارث عن محمد بن عبد الله بن زيد عن عقبة بن عمرو … بهذا الخبر.
قلت: وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال مسلم؛ إلا أنه لم يحتجَّ بابن إسحاق، بل روى له مقرونًا، كما في «الميزان» و«الخلاصة».
وزهير: هو ابن معاوية بن حُديج.
والحديث أخرجه أحمد (٤/ ١١٩): ثنا يعقوب: ثنا أبي عن ابن إسحاق … به.
ومن هذا الوجه: أخرجه ابن حبان (٥١٥)، والدارقطني (١٣٥)، والحاكم (١/ ٢٦٨)، والبيهقي (٢/ ١٤٦ – ١٤٧ و٣٧٨) من طريق أخرى عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد … به. وقال الحاكم:
«صحيح على شرط مسلم»! ووافقه الذهبي.

٤ ‏/ ١٣٧
وفيه نظر تعرفه مما ذكرنا في ابن إسحاق آنفًا. وقال الدارقطني: «إسناد حسن متصل». وأقره البيهقي، وقال:
«وقد روي عن زهير بن حرب عن يعقوب بن إبراهيم بنحوه».

١٨٤ – [باب ما يقول بعد التشهد] (١)
٩٠٣ – عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ:
«إذا فرغ أحدكم من التشهد الآخر؛ فليتعوذ بالله من أربع: من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن شَرِّ المسيح الدجال».
(قلت: إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه هو، وابن حبان (١٩٦٤)، وأبو عوانة في «صحاحهم»).
إسناده: حدثنا أحمد بن حنبل: ثنا الوليد بن مسلم: حدثني حسان بن عطية: حدثني محمد بن أبي عائشة أنه سمع أبا هريرة يقول …
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم؛ وقد أخرجه كما يأتي.
والحديث في «مسند أحمد» (٢/ ٢٣٧) … بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (٢/ ٩٣)، وابن ماجة (١/ ٢٩٤) من طرق أخرى عن الوليد بن مسلم … به.
ثم أخرجه مسلم، وأبو عوانة (٢/ ٢٣٥)، والنسائي (١/ ١٩٣)، والدارمي


(١) زيادة مناسبة من بعض النسخ.
٤ ‏/ ١٣٨
(١/ ٣١٠)، وابن الجارود (٢٠٧)، والبيهقي (٢/ ١٥٤)، وأحمد أيضًا (٢/ ٤٧٧)، وابن خزيمة (٧٢١) من طرق أخرى عن الأ وزاعي … به. وزاد النسائي وابن الجارود:
«ثم يدعو لنفسه بما بدا له».
وإسنادهما صحيح على شرط مسلم؛ وقد ساق إسناده، ولكنه لم يسق لفظه، وإنما أحال به على لفظ الوليد بن مسلم.

٩٠٤ – عن ابن عباس عن النبي ﷺ:
أنه كان يقول بعد التشهد:
«اللهم! إني أعوذ بك من عذاب جهنم، وأعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من فتنة الدجال، وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات».
(قلت: إسناده حسن صحيح، وصححه الحاكم على شرط الشيخين من حديث عائشة، ووافقه الذهبي).
إسناده: حدثنا وهب بن بقية: أخبرنا عمر بن يونس اليمامي: حدثني محمد بن عبد الله بن طاوس عن أبيه عن طاوس عن ابن عباس.
قلت: وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال مسلم؛ غير محمد بن عبد الله ابن طاوس؛ وقد وثقه ابن حبان، وروى عنه جمع من الثقات. وفي «التقريب»: «مقبول».
والحديث أخرجه الحاكم (١/ ٣٧٩) من طريق عبد الرزاق: أبَنا ابن جريج: أخبرني ابن طاوس عن أبيه:

٤ ‏/ ١٣٩
أنه كان يقول بعد التشهد كلمات يعظمهن جدًّا. قلت: في الثنتين كلاهما؟ قال: بل في المثنى الأخير بعد التشهد. قلت: ما هو؟ قال: أعوذ بالله من عذاب جهنم … (فذكرهن) قال: وكان يعظمهن
قال ابن جريج: أخبرنيه عبد الله بن طاوس عن أبيه عن عائشة عن النبي ﷺ. وقال الحاكم:
«صحيح على شرط الشيخين». ووافقه الذهبي.
وأخرجه أحمد (٦/ ٢٠٠ – ٢٠١): ثنا عبد الرزاق … به. وله عنده (١/ ٢٩٣ و٣٠٥) طريق أخرى عن أبي نضرة عن ابن عباس قال:
إن نبي الله ﷺ كان يتعوذ في دبر صلاته من أربع؛ يقول … فذكرهن.
وإسناده حسن.

٩٠٥ – عن مِحْجَنِ بن الأَدْرعَ قال:
دخل رسول الله ﷺ المسجد، فإذا برجل قد قضى صلاته وهو يتشهد، وهو يقول: اللهم! إني أسألك يا الله! الأحد الصمد الذي ﴿لم يلد ولم يولد. ولم يكن له كفوًا أحد﴾ أن تغفر لي ذنوبي؛ إنك أنت الغفور الرحيم. قال: فقال:
«قد غُفِرَ له، قد غُفِرَ له»؛ ثلاثًا.
(قلت: إسناده صحيح على شرط مسلم، وصححه ابن خزيمة، وقال الحاكم: «على شرط الشيخين» ووافقه الذهبي!).
إسناده: حدثنا عبد الله بن عمرو أبو معمر: ثنا عبد الوارث: ثنا الحسين المُعَلم

٤ ‏/ ١٤٠
عن عبد الله بن بريدة عن حنظلة بن علي أن مِحْجَنَ بن الأدْرَعِ حدثه قال …
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات على شرط مسلم؛ ولم يخرجه.
والحديث أخرجه النسائي (١/ ١٩١)، وأحمد (٤/ ٣٣٨)، والحاكم (١/ ٢٦٧) من طرق عن عبد الوارث بن سعيد- … به، وقال الحاكم:
«صحيح على شرط الشيخين»! ووافقه الذهبي!
وحنظلة بن علي إنما أخرج له البخاري في «الأدب المفرد» خارج «الصحيح».
ومن هذا الوجه: أخرجه ابن خزيمة أيضًا (٧٢٤).

١٨٥ – باب إخفاء التشهد
٩٠٦ – عن عبد الله (هو ابن مسعود) قال:
مِنَ السُّنَّةِ أن يُخْفَى التشهد.
(قلت: حديث صحيح، وقال الحاكم: «صحيح على شرط مسلم»! ووافقه الذهبي!).
إسناده: حدثنا عبد الله بن سعيد الكندي: ثنا يونس -يعني: ابن بُكَيْرٍ- عن محمد بن إسحاق عن عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه عن عبد الله.
قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات رجال مسلم؛ إلا أنه لم يخرج لابن إسحاق إلا مقرونًا؛ كما تقدم قبل ثلاثة أحاديث، ثم إنه مدلس وقد عنعنه، ولكنه قد توبع كما يأتي.
والحديث أخرجه الحاكم (١/ ٢٦٧) من طريق أخرى عن الكندي.

٤ ‏/ ١٤١
وأخرجه ومن طريقه البيهقي (٢/ ١٤٦) من طريق أحمد بن خالد الوهبي: ثنا محمد بن إسحاق … به. وقال الحاكم:
«صحيح على شرط مسلم»! ووافقه الذهبي!
وقد تابعه الحسن بن عبيد الله عن عبد الرحمن بن الأسود … به.
أخرجه البيهقي. وإسناده صحيح، رجاله ثقات معروفون؛ غير سهل بن المتوكل البخاري؛ فلم أقف الآن على ترجمته!

١٨٦ – باب الإشارة في التشهد
٩٠٧ – عن علي بن عبد الرحمن المُعَاوِيِّ قال:
رآني عبد الله بن عمر وأنا أعبث بالحصى في الصلاة. فلما انصرف نهاني وقال: اصنع كما كان رسول الله ﷺ يصنع. فقلت: وكيف كان رسول الله ﷺ يصنع؟ قال:
كان إذا جلس في الصلاة؛ وضع كَفَّهُ اليمنى على فخذه اليمنى، وقبض أصابعه كلَّها، وأشار بأُصْبُعِهِ التي تلي الإبهام، ووضع كَفَّهُ اليسرى على فخذه اليسرى.
(قلت: إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه هو وأبو عوانة وابن حبان (١٩٣٩) في «صحاحهم»).
إسناده: حدثنا القعنبي عن مالك عن مسلم بن أبي مريم عن علي بن عبد الرحمن.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم؛ وقد أخرجه كما يأتي.

٤ ‏/ ١٤٢
والحديث أخرجه أبو عوانة (٢/ ٢٢٣ – ٢٢٤) عن المصنف.
وأخرجه هو، ومسلم (٢/ ٩٠)، والنسائي (١/ ١٨٦)، والبيهقي (٢/ ١٣٠)، وأحمد (٢/ ٦٥) من طرق أخرى عن مالك … به.
وهو في «الموطأ» (١/ ١١٢).
ثم أخرجه مسلم، وأبو عوانة، والنسائي، والبيهقي، وأحمد (٢/ ٤٥ و٧٣) من طرق أخرى عن مسلم بن أبي مريم … به.
وتابعه إسماعيل بن جعفر عن مسلم بن أبي مريم … به، وزاد: في القبلة، ورمى ببصره إليها -أو نحوها-.
وإسناده صحيح.
أخرجه النسائي (١/ ١٧٣)، وابن خزيمة (٧١٩)، وابن حبان (١٩٤٤).

٩٠٨ – عن عبد الله بن الزُّبَيْرِ قال:
كان رسول الله ﷺ إذا قعد في الصلاة؛ جعل قدمه اليسرى تحت فخذه وساقه، وفرش قدمه اليمنى، ووضع يده اليسرى على رُكبته اليسرى، ووضع يده اليمنى على فخذه اليمنى، وأشار بأصبعه. وأرانا عبد الواحد وأشار بالسبابة.
(قلت: إسناده صحيح. وأخرجه مسلم وأبو عوانة في «صحيحيهما»).
إسناده: حدثنا محمد بن عبد الرحيم البزاز: ثنا عفان: ثنا عبد الواحد بن زياد: ثنا عثمان بن حَكِيم: ثنا عامر بن عبد الله بن الزبير عن أبيه.

٤ ‏/ ١٤٣
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات رجال مسلم؛ غير شيخ المصنف؛ فهو من شيوخ البخاري أيضًا.
وبقية الرواة من رجاله أيضًا؛ إلا أنه إنما أخرج لعثمان بن حَكِيمٍ تعليقًا.
والحديث أخرجه أبو عوانة (٢/ ٢٢١): حدثنا جعفر بن محمد قال: ثنا عفان … به.
وأخرجه هو، ومسلم (٢/ ٩٠)، والبيهقي (٢/ ١٣٠) من طرق أخرى عن عبد الواحد بن زياد.

٩٠٩ – وفي رواية عنه:
أنه رأى النبي ﷺ يدعو كذلك، ويتحامل النبي ﷺ بيده اليسرى على فخذه اليسرى.
(قلت: إسناده صحيح. وأخرجه أبو عوانة في «صحيحه»).
إسناده: حدثنا إبراهيم بن الحسن المِصّيصيُّ: ثنا حجاج عن ابن جريج عن زياد عن محمد بن عجلان عن عامر بن عبد الله عن عبد الله بن الزبير أنه ذكر:
أنَّ النبي ﷺ كان يشير بأصبعه إذا دعا، ولا يحرِّكها.
قال ابن جريج: وزاد عمرو بن دينار قال: أخبرني عامر عن أبيه:
أنه رأى النبي ﷺ يدعو كذلك …
قلت: إسناده من طريق ابن عجلان حسن، لكن قوله: ولا يحركها … شاذ؛ لتفرد ابن عجلان به، وزياد -وهو ابن سعد- عنه، وقد خالفه الجماعة؛ فرووا الحديث بدون هذه الزيادة، ولذلك أوردته في الكتاب الآخر (١٧٥).

٤ ‏/ ١٤٤
وأما الإسناد الآخر؛ فصحيح، رجاله ثقات، وقد سمعه ابن جريج من عمرو كما يأتي.
والحديث أخرجه أبو عوانة (٢/ ٢٢٦ – ٢٢٧)، والنسائي (١/ ١٨٧)، والبيهقي (٢/ ١٣١ – ١٣٢) من طريقين آخرين عن حجاج بن محمد … به. ولفظ البيهقي: قال ابن جريج: ورأيت عمرو بن دينار قال: أخبرني عامر عن أبيه … به. وقال:
«وكذلك رواه مُبَشِّر بن مُكَسِّرٍ عن ابن عجلان».

٩١٠ – وفي رواية أخرى عنه … بهذا الحديث؛ قال:
لا يجاوز بصره إشارته.
(قلت: إسناده حسن صحيح. وصححه ابن خزيمة وكذا أبو عوانة).
إسناده: حدثنا محمد بن بشار: ثنا يحيى: ثنا ابن عجلان عن عامر بن عبد الله بن الزبير عن أبيه … بهذا الحديث.
قلت: وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين؛ غير ابن عجلان، وهو حسن الحديث.
والحديث أخرجه أحمد (٤/ ٣): ثنا يحيى بن سعيد … به؛ ولفظه:
كان رسول الله ﷺ إذا جلس في التشهد، وضع يده اليمنى على فخذه اليمنى، ويده اليسرى على فخذه اليسرى، وأشار بالسبابة، ولم يجاوز بصره إشارته.
وأخرجه أبو عوانة (٢/ ٢٢٦) من طريق المصنف.

٤ ‏/ ١٤٥
وابن خزيمة … بإسناده.
والنسائي (١/ ١٨٧)، والبيهقي (٢/ ١٣٢) من طرق أخرى عن يحيى بن سعيد … به.
وعزاه الحافظ في «التلخيص» (١/ ٢٦٢) لابن حبان أيضًا في «صحيحه»، ولم يورده شيخه الهيثمي في «موارد الظمآن»؛ فكأنه فاته!
وتشهد له رواية النسائي وابن خزيمة في «الحديث» (٩٠٧).

١٨٧ – باب كراهية الاعتماد على اليد في الصلاة
٩١١ – عن ابن عمر قال:
نهى رسول الله ﷺ -قال أحمد بن حنبل- أن يجلس الرجل في الصلاة، وهو معتمد على يده.
قال ابن شَبَّوَيْهِ: نهى أن يعتمد الرجل على يده في الصلاة.
وقال ابن رافع: نهى أن يصلي الرجل وهو معتمد على يده. وذكره في باب الرفع من السجود.
وقال ابن عبد الملك: نهى أن يعتمد الرجل على يده إذا نهض في الصلاة.
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين؛ لكن الرواية الأخيرة: إذا نهض في الصلاة … شاذة، وقد فصلت القول في شذوذها في الكتاب الآخر (١٧٧».

٤ ‏/ ١٤٦
إسناده: حدثنا أحمد بن حنبل وأحمد بن محمد بن شَبَّوَيْهِ ومحمد بن رافع ومحمد بن عبد الملك الغَزَّال قالوا: ثنا عبد الرزاق عن معمر عن إسماعيل بن أمية عن نافع عن ابن عمر.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين.
وقد رواه المصنف عن أربعة من شيوخه؛ ليبين اختلافهم على عبد الرزاق في لفظ الحديث، وأربعتهم ثقات؛ إلا أن رابعهم كثير الخطأ كما قال مسلمة، ولا شك أن الإمام أحمد أحفظهم وأثبتهم، ولذلك فلفظه هو المحفوظ، مع أن لفظ ابن شبويه وابن رافع لا يخالفانه، وإن كان الأخير وضعه في «باب الرفع من السجود»؛ فهمًا منه، وليس هو بابه!
وأما الغَزَّال؛ فخالفهم جميعًا وجاء بزيادة: إذا نهض في الصلاة!
فهي شاذة، ولذلك أوردت الحديث من أجلها في الكتاب الآخر (١٧٧)، وفصلت القول في شذوذها هناك.
والحديث في «مسند أحمد» (٢/ ١٤٧) … بهذا السند والمتن؛ إلا أنه قال: وهو يعتمد على يديه.
وأخرجه البيهقي (٢/ ١٣٥) من طريق أحمد بن يوسف السُّلَمِيِّ: أبَنا عبد الرزاق … بلفظ ابن شبويه.
قلت: فهذه متابعة قوية لابن شبويه؛ مما يشعر أن هذا الاختلاف في متن الحديث ليس من الرواة عن عبد الرزاق، بل هو منه نفسه؛ فإنه كان عمي في آخر عمره فتغير.
وأيًّا ما كان؛ فلفظ أحمد هو المحفوظ، فإن لعبد الرزاق فيه متابعًا: أخرجه
٤ ‏/ ١٤٧
الحاكم (١/ ٢٧٢)، ومن طريقه البيهقي (٢/ ١٣٦) عن إبراهيم بن موسى: ثنا هشام بن يوسف عن معمر … به؛ ولفظه.
أنَّ النبي ﷺ نهى رجلًا وهو جالس معتمد على يده اليسرى في الصلاة، فقال:
«إنها صلاة اليهود». وقال الحاكم:
«صحيح على شرط الشيخين»، ووافقه الذهبي.
وقد تابعه عبد الوارث عن إسماعيل بن أمية … به نحوه، ولكنه أوقفه! وهو الآتي في الكتاب بعده.
وتابعه هشام بن سعد عن نافع … به مع اختلاف في اللفظ، وهو الآتي بعد حديث.

٩١٢ – عن إسماعيل بن أمية:
سألت نافعًا عن الرجل يصلي وهو مُشَبِّكٌ يديه؟ قال: قال ابن عمر: تلك صلاة المغضوب عليهم.
(قلت: إسناده صحيح على شرط مسلم).
إسناده: حدثنا بشر بن هلال: ثنا عبد الوارث عن إسماعيل بن أمية.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات على شرط مسلم ولم يخرجه؛ وهو موقوف.
وقد رواه معمر عن إسماعيل بن أمية … به مرفوعًا بلفظ ومعنى آخر، وهو الذي قبله.

٤ ‏/ ١٤٨
فالظاهر أنهما حديثان؛ أحدهما موقوف والآخر مرفوع. ويشهد للمرفوع الحديث الآتي:

٩١٣ – وعن ابن عمر:
أنه رأى رجلًا يتكئ على يده اليسرى وهو قاعد في الصلاة -وقال
هارون بن زيد- ساقطًا على شِقِّهِ الأيسر -ثم اتفقا-؛ فقال له: لا تجلس هكذا؛ فإن هكذا يجلس الذين يُعَذَّبون.
(قلت: إسناده حسن على شرط مسلم، وإسناده من طريق هارون حسن. وأخرجه أحمد مرفوعًا).
إسناده: حدثنا هارون بن زيد بن أبي الزرقاء: ثنا أبي. (ح) وثنا محمد بن سلمة: ثنا ابن وهب -وهذا لفظه- جميعًا عن هشام بن سعد عن نافع عن ابن عمر.
قلت: وهذا إسناد حسن، رجاله من الوجه الثاني ثقات رجال مسلم؛ إلا أن هشام بن سعد فيه ضعف يسير. وهو من الوجه الأول حسن أيضًا، رجاله ثقات.
والحديث أخرجه البيهقي (٢/ ١٣٦) من طريق جعفر بن عون عن هشام بن سعد … به.
وأخرجه الإمام أحمد مرفوعًا، فقال (٢/ ١١٦): ثنا محمد بن عبد الله بن الزبير: ثنا هشام … به:
أن رسول الله ﷺ رأى رجلًا ساقطًا يده في الصلاة، فقال … فذكره.
وهذا إسناد حسن أيضًا على شرط مسلم.

٤ ‏/ ١٤٩
وله شاهد من حديث عَمْرِو بن الشَّرِيدِ عن أبيه عن النبي ﷺ … نحوه.
أخرجه عبد الرزاق بإسناد صحيح، وقد ذكرته في «تخريج صفة الصلاة».

١٨٨ – باب في تخفيف القعود
[تحته حديث واحد. انظره في «الضعيف»]

١٨٩ – باب في السلام
٩١٤ – عن عبد الله (هو ابن مسعود):
أن النبي ﷺ كان يسلِّم على يمينه وعن شماله -حتى يرى بياض خده-:
«السلام عليكم ورحمة الله، السلام عليكم ورحمة الله».
(قلت: إسناده صحيح على شرط مسلم، وقال الترمذي: «حديث حسن صحيح»، وصححه ابن حبان. وهو في «صحيح مسلم» و«أبي عوانة» من طريق أخرى عن ابن مسعود مختصرًا).
إسناده: حدثنا محمد بن كثير: أخبرنا سفيان. (ح) وثنا أحمد بن يونس: ثنا زائدة. (ح) وثنا مسدد: ثنا أبو الأحوص. (ح) وثنا محمد بن عبيد المُحَاربي وزياد بن أيوب قالا: ثنا عمر بن عبيد الطَّنَافسي. (ح) وثنا تميم بن المنتصر: أخبرنا إسحاق -يعني: ابن يوسف- عن شريك. (ح) وثنا أحمد بن منيع: ثنا حسين ابن محمد: ثنا إسرائيل كلهم عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله.
وقال إسرائيل: عن أبي الأحوص والأسود عن عبد الله.

٤ ‏/ ١٥٠
قال أبو داود: «وهذا لفظ حديث سفيان، وحديث إسرائيل لم يفسره».
قال أبو داود: «ورواه زهير عن أبي إسحاق. ويحيى بن آدم عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه. وعلقمة عن عبد الله».
قال أبو داود: «شعبة كان يُنكر هذا الحديث حديث أبي إسحاق».
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم، وقد ساق المصنف رحمه الله أسانيده الكثيرة إلى أبي إسحاق -وهو السبيعي-، ثم ذكر أن اللفظ هو لسفيان -وهو الثوري-، والواقع أن أصح الطرق هو طريق سفيان هذه؛ لأن أبا إسحاق كان اختلط، وسفيان سمع منه قبل الاختلاط، فأمنَّا بذلك شر اختلاطه. ولعل إنكار شعبة للحديث هو علمه باختلاط أبي إسحاق، وعدم علمه بتحديثه به لسفيان قبل الاختلاط!
لكن بقي في الإسناد علة أخرى، وهي عنعنة أبي إسحاق، فقد كان مدلسًا أيضًا، كما تقدم التنبيه على ذلك غير مرة، لكن صرح بالتحديث في بعض الطرق عنه.
والحديث أخرجه النسائي (١/ ١٩٥)، والترمذي (٢/ ٨٩)، وابن ماجة (١/ ٢٩٥)، والطحاوي (١/ ١٥٨)، وابن الجارود (٢٠٩)، وابن حبان (٥١٦)، والدارقطني (١٣٦)، والبيهقي (٢/ ١٧٧)، وأحمد (١/ ٣٩٠ و٤٠٦ و٤٠٨ و٤٠٩ و٤٤٤ و٤٤٨) من طرق عن أبي إسحاق … به.
وفي رواية لأحمد من طريق حميد بن عبد الرحمن: حدثنا الحسن عن أبي إسحاق: حدثنا أبو الأحوص … به.
وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم. وفي رواية البيهقي من طريق الحسين ابن واقد: ثنا أبو إسحاق الهَمْداني: حدثني علقمة بن قيس والأسود بن يزيد وأبو
٤ ‏/ ١٥١
الأحوص قالوا: ثنا عبد الله بن مسعود … به. وقال الترمذي: «حديث حسن صحيح».
وقرن إسرائيل في رواية عن أبي إسحاق مع أبي الأحوص: الأسود، وهو ابن يزيد.
وقد أخرجه من طريقه: أحمد (١/ ٤٠٦): حدثنا هاشم وحسين -المعنى- قالا: حدثنا إسرائيل … به.
وخالفه زهير -كما علقه المصنف-، ووصله أحمد (١/ ٣٩٤): حدثنا أبو كامل: حدثنا زهير: حدثنا أبو إسحاق عن عبد الرحمن بن الأسود عن الأسود وعلقمة عن عبد الله … فأدخل بين أبي إسحاق والأسود: عبد الرحمن بن الأسود.
ولعله أولى؛ فقد تابعه على ذلك إسرائيل نفسه، كما علقه المصنف، وصله أحمد (١/ ٤١٨) من طريقين عن إسرائيل عن أبي إسحاق … به.
والحديث في «صحيح مسلم» (٢/ ٩١)، و«أبي عوانة» (٢/ ٢٣٨) من طريق أخرى عن ابن مسعود … مختصرًا.
(تنبيه): وقع في «صحيح ابن حبان- موارد» في التسليمتين بزيادة: «وبركاته» من طريق الفضل بن الحُبَابِ: حدثنا محمد بن كثير: حدثنا سفيان … به!
وأرى أنها زيادة شاذة من هذا الوجه؛ فقد رواه المصف عن ابن كثير، وكذا رواه جماعة من الثقات عند المخرجين السابق ذكرهم عن سفيان بدونها. لكن قال الحافظ ابن حجر في «نتائج الأفكار» (١/ ١٤١ / ٢ – نسخة المحمودية):
٤ ‏/ ١٥٢
«وتابعه عن أبي إسحاق: إسرائيل عند السّراج. وأخرجه أيضًا عن أبي هَنَّادٍ السَّلُولي عن أبي الأحوص -وهو سَلَّام بن سُلَيم- عن أبي إسحاق … فذكره، ولفظه: كان النبي ﷺ يسلم عن يمينه وعن يساره -حتى يرى بياض خده-:»السلام عليكم ورحمة الله وبركاته«. وقد أخرجه أبو داود عن مسدد عن أبي الأحوص وليس فيه:»وبركاته«…».
وفيه أيضًا عنعنة أبي إسحاق، والعمدة في الزيادة حديث وائل الآتي.
قلت: ويشهد لهذه الزيادة: ما أخرجه أبو داود الطيالسي في «مسنده» (١/ ١٠٤ / ٤٦٩): حدثنا هَمَّام عن عطاء بن السائب عن عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه عن عبد الله:
أنه كان يسلم عن يمينه: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وعن يساره: السلام عليكم ورحمة الله.
وقال عقبه:
«وقد روي عن الأسود من غير هذا الإسناد عن عبد الله عن النبي ﷺ … بمثله».
قلت: وهذا إسناد موقوف صحيح؛ إن كان همام سمعه من عطاء بن السائب قبل أن يختلط.
وقد أخرجه الدارقطني (ص ١٣٥) من طريق أخرى عن ابن مسعود … مرفوعًا؛ وضعفه بعبد الوهاب بن مجاهد.
ولهذه الزيادة شاهد جيد من حديث وائل، وهو الآتي بعده.
٤ ‏/ ١٥٣
٩١٥ – عن علقمة بن وائل عن أبيه قال:
صَلَّيْتُ مع النبي ﷺ؛ فكان يسلم عن يمينه: «السلام عليكم ورحمة الله وبركاته»، وعن شماله: «السلام عليكم ورحمة الله».
(قلت: إسناده صحيح، وكذا قال النووي والعسقلاني، وصححه ابن دقيق العيد أيضًا، وابن سيد الناس).
إسناده: حدثنا عَبْدةُ بن عبد الله: ثنا يحيى بن آدم: ثنا موسى بن قيس الحضرمي عن سلمة بن كُهَيْلٍ عن علقمة بن وائل.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات رجال البخاري؛ غير موسى بن قيس الحضرمي، وهو ثقة، وثقه ابن معين وابن نُمَير وغيرهما. وقال أحمد:
«لا أعلم إلا خيرًا». وقال أبو حاتم:
«لا بأس به». وأما العقيلي فشذ قائلًا:
«كان من الغلاة في الرفض، يحدث بأحاديث مناكير -وفي نسخة: بواطيل-»؛ كما في «التهذيب».
قلت: ويفهم من «الميزان» أنه لم يكن من الغلاة؛ فقد عقب على كلمة العقيلي المذكورة بقوله:
«قلت: حكى عن نفسه أن سفيان سأله عن أبي بكر وعلي؟ فقال: علي أحب إلي».
قلت: وهذا ليس بجرح كما لا يخفى، ولذلك قال الحافظ في «التقريب»:
٤ ‏/ ١٥٤
«صدوق». وعليه قال في «بلوغ المرام».
«رواه أبو داود بإسناد صحيح».
وسبقه إلى تصحيحه: تقي الدين ابن دقيق العيد في «الإلمام» رقم (٢٦٠).
وأشار إلى تقويته ابن سيد الناس في «شرحه للترمذي» -نسخة المحمودية في المدينة النبوية.
وصححه النووي أيضًا في «المجموع» (٣/ ٤٧٩).
وقد تعجب منه بعض الشافعية لقوله في «الأذكار»:
«ولا يستحب أن يقول معه:»وبركاته«…»! فقال الحافظ ابن حجر في «نتائج الأفكار» (ق ١٤٠ – ١٤٢) -وأقره السيوطي في «تحفة الأبرار» (ص ٤٠) – ما ملخصه:
«وقد وردت عدة طرق، ثبت فيها:»وبركاته«، بخلاف ما يوهمه كلام الشيخ أنها رواية فردة. قال الأذرعي في»المتوسط«: والعجب -من الشيخ مع شدة ورعه- كيف يُصَوِّبُ تركه؛ مع ثبوت السنة، وحكمه بصحة إسناد الحديث. وقال الغزِّي في»شرح المنهاج«: ثبتت في رواية أبي داود زيادة:»وبركاته«في التسليمة الأولى، فيتعين العمل بها».
(تنبيه): وقع في بعض نسخ الكتاب زيادة: «وبركاته» في التسليمة الأخرى أيضًا، وذلك يوافق رواية ابن حبان وغيره في حديث ابن مسعود المتقدم!
ونسختنا وغيرها على وفق «مختصر السنن» للمنذري، وحديث ابن مسعود الموقوف عند الطيالسي كما تقدم، ولعلها أرجح. والله أعلم.
٤ ‏/ ١٥٥
٩١٦ – عن جابر بن سَمُرة قال:
كنا إذا صلَّينا خلف رسول الله ﷺ، فسلَّم أحدنا؛ أشار بيده من عن يمينه ومن عن يساره. فلما صلى قال:
«ما بالُ أحدِكم يَرْمي بيده كأنها أذنابُ خَيْلٍ شُمُسٍ؟ ! إنما يكفي أحدكم -أو ألا يكفي أحدكم- أن يقول هكذا -وأشار بأصبعه-؛ يسلِّم على أخيه من عن يمينه، ومن عن شماله».
(قلت: إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه هو، وابن حبان (١٨٧٧)، وأبو عوانة في «صحاحهم»).
إسناده: حدثنا عثمان بن أبي شيبة: ثنا يحيى بن زكريا ووكيع عن مِسْعَرٍ عن عبيد الله ابن القِبْطِيَّةِ عن جابر بن سمرة.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم؛ ويحيى بن زكريا: هو ابن أبي زائدة.
والحديث أخرجه البيهقي (٢/ ١٧٣) من طريق المصنف.
وأخرجه مسلم (٢/ ٢٩) من طريقين آخرين عن وكيع وابن أبي زائدة كلاهما عن مسعر.
وأخرجه أبو عوانة (٢/ ٢٣٨)، وأحمد (٥/ ١٠٧) عن وكيع … به.
وهو، والنسائي (١/ ١٧٦ و١٩٤)، والبيهقي (٢/ ١٧٢ و١٧٨ و١٨٠)، وأحمد (٥/ ٨٦ و٨٨ و١٠٢)، وابن حبان (١٨٧٧) من طرق أخرى عن مسعر … به.
٤ ‏/ ١٥٦
٩١٧ – وفي رواية … بإسناده ومعناه؛ قال:
«أما يكفي أحدكم -أو أحدهم- أن يضع يده على فخذه، ثم يسلم على أخيه من عن يمينه ومن شماله؟ !».
(قلت: إسناده صحيح. وأخرجه أبو عوانة في «صحيحه»).
إسناده: حدثنا محمد بن سليمان الأنباري: ثنا أبو نعيم عن مسعر … بإسناده ومعناه.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات رجال مسلم؛ غير الأنباري، وهو ثقة.
والحديث أخرجه أبو عوانة (٢/ ٢٣٩)، والنسائي (١/ ١٩٤)، والبيهقي (٢/ ١٧٨) من طرق أخرى عن أبي نعيم … به.

٩١٨ – وفي رواية أخرى عنه قال:
دخل علينا رسول الله ﷺ والناس رافعو أيديهم -قال زهير: أراه قال- في الصلاة؛ فقال:
«ما لي أراكم رافعي أيديكم كأنها أذناب خَيْلٍ شُمُسٍ؟ ! اسْكُنوا في الصلاة».
(قلت: إسناده صحيح. وأخرجه مسلم وابن حبان (١٨٧٥)، وأبو عوانة في «صحاحهم»).
إسناده: حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي: ثنا زهير: ثنا الأعمش عن المُسَيَّبِ بن رافع عن تميم الطَّائيِّ عن جابر بن سمرة.

٤ ‏/ ١٥٧
قلت: وهذا إسناد صحيح رجاله ثقات رجال البخاري؛ غير تميم بن طَرَفَةَ، فمن رجال مسلم؛ وقد أخرجه كما يأتي.
والحديث أخرجه مسلم (٢/ ٢٩)، وأبو عوانة (٢/ ٨٥)، والنسائي (١/ ١٧٦)، والبيهقي (٢/ ٢٨٠)، والطيالسي (١/ ١٠٤ / ٤٧٣)، وابن حبان (١٨٧٥)، وأحمد (٥/ ٩٣ و١٠١ و١٠٧) من طرق أخرى عن الأعمش … به.
وله عند مسلم وغيره تتمة، هي عند المصنف أيضًا مفرقًا، تقدم شطرها في أول «أبواب الصفوف» رقم (٦٦٧)، ويأتي شطرها الآخر إن شاء الله في أول «كتاب الأدب» [١٦ – باب في التحلق] رقم (…)؛ بلفظ: «ما لي أراكم عِزين؟ !».

١٩٠ – باب الرد على الإمام
[تحته حديث واحد. انظره في «الضعيف»]

١٩١ – باب التكبير بعد الصلاة
٩٢٠ (*) – عن ابن عباس قال:
كان يُعْلَمُ انقضاءُ صلاة رسول الله ﷺ بالتكبير.
(قلت: إسناده صحيح على شرط مسلم. وقد أخرجه هو والبخاري وأبو عوانة في «صحاحهم»).
إسناده: حدثنا أحمد بن عبدة: أخبرنا سفيان عن عمرو عن أبي معبد عن ابن عباس.


(*) كذا أصل الشيخ رحمه الله؛ قفز الترقيم من ٩١٨ إلى ٩٢٠، وليس بذي تأثير. (الناشر).
٤ ‏/ ١٥٨
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم، رجاله رجال الشيخين؛ غير أحمد بن عبدة -وهو ابن موسى الضَّبِّيُّ البصري-، فمن رجال مسلم وحده، وأخرج له البخاري في غير «الجامع الصحيح»؛ وأخرجاه كما يأتي.
والحديث أخرجه أبو عوانة في «صحيحه» (٢/ ٢٤٣) من طريق المصنف.
وأخرجه الشافعي في «مسنده» (١/ ٩٤ / ٢٨١)، وكذا أحمد (١/ ٢٢٢)، والحميدي (١/ ٢٢٥ / ٤٨٠) قالوا: ثنا سفيان … به، وزادوا -واللفظ للشافعي-: قال عمرو بن دينار: ثم ذكرته لأبي معبد، فقال: لم أُحَدِّثْكَه، قال عمرو: قد حدثتنيه! قال: وكان من أصدق موالي ابن عباس. قال الشافعي:
«كأنه نسيه بعد ما حدثه إياه». وزاد الحميدي: قال سفيان:
كأنه خشي على نفسه!
وأخرجه البخاري (٢/ ١٣٩)، ومسلم (٢/ ٩١)، وأبو عوانة أيضًا، والنسائي (١/ ١٩٦)، والبيهقي (٢/ ١٨٤) من طرق أخرى عن سفيان … به.

٩٢١ – وفي رواية عنه:
أن رفع الصوت للذكر -حين ينصرف الناس من المكتوبة- كان ذلك على عهد رسول الله ﷺ، وأن ابن عباس قال:
كنت أعلم إذا انصرفوا بذلك وأسمعه.
(قلت: إسناده صحيح على شرط البخاري. وأخرجه هو ومسلم وأبو عوانة في «صحاحهم»).
إسناده: حدثنا يحيى بن موسى البَلْخِيُّ: ثنا عبد الرزاق: أخبرني ابن جريج: أخبرنا عمرو بن دينار: أن أبا معبد مولي ابن عباس أخبر: أن ابن عباس

٤ ‏/ ١٥٩
أخبره.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين؛ إلا البلخي؛ فلم يخرج له مسلم؛ وقد أخرجاه كما يأتي.
والحديث أخرجه البخاري (٢/ ١٣٩)، ومسلم (٢/ ٩١)، وأبو عوانة (٢/ ٢٤٢) -هذا عن المصنف وغيره-، وأحمد (١/ ٣٦٧) من طرق أخرى عن عبد الرزاق … به.

١٩٢ – باب حذف التسليم
١٩٣ – باب إذا أحدث في صلاته يستقبل
[ليس تحتهما حديث على شرط كتابنا هذا. (انظر «الضعيف»)]

١٩٤ – باب في الرجل يتطوع في مكانه الذي صلى فيه المكتوبة
٩٢٢ – عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ:
«أيَعْجِزُ أحدكم -قال: عن عبد الوارث- أن يتقدم أو يتأخر، أو عن يمينه أو عن شماله -زاد في حديث حماد: في الصلاة؟ ! -»؛ يعني: في السُّبْحَةِ.
(قلت: حديث صحيح).
إسناده: حدثنا مسدد: ثنا حماد وعبد الوارث عن ليث عن الحجاج بن عُبَيْدٍ عن إبراهيم بن إسماعيل عن أبي هريرة.
قلت: وهذا إسناد ضعيف، إبراهيم بن إسماعيل -ويقال: إسماعيل بن إبراهيم- الحجازي مجهول الحال، كما في «التقريب».

٤ ‏/ ١٦٠
وليث: هو ابن أبي سليم، وهو ضعيف، وإنما صححت الحديث؛ لأن له شاهدين، تقدم أحدهما برقم (٦٢٩)، ويأتي الآخر في الجمعة برقم (١٠٣٤).
والحديث أخرجه البيهقي (٢/ ١٩٠) من طريق أخرى عن حماد بن زيد … به.
وأخرجه هو، وابن ماجة (١/ ٤٣٦)، وأحمد (٢/ ٤٢٥) من طرق أخرى عن الليث … به؛ إلا أن بعضهم قال: إسماعيل بن إبراهيم -على القلب-. قال البخاري: «هذا أصح، والليث يضطرب فيه». قال البيهقي:
«وهو ليث بن أبي سليم، يتفرد به».
٩٢٢ / م-عن أشعث بن شعبة عن المنهال بن خليفة عن الأزرق بن قيس قال:
صلى بنا إمام لنا يكنى أبا رمثة، فقال:
صَلّيتُ هذه الصلاة -أو مثل هذه الصلاة- مع النبي ﷺ، قال: وكان أبو بكر وعمر يقومان في الصف المقدم عن يمينه، وكان رجل قد شهد التكبيرة الأولى من الصلاة، فصلى نبي الله ﷺ ثم سلم عن يمينه وعن يساره، حتى رأينا بياض خديه، ثم انفتل كانفتال أبي رمثة -يعني: نفسه- فقام الرجل الذي أدرك معه التكبيرة الأولى من الصلاة يشفع، فوثب إليه عمر، فأخذ بمنكبه فهزه، ثم قال:
اجلس؛ فإنه لم يهلك أهل الكتاب إلا أنه لم يكن بين صلواتهم فَصْل، فرفع النبي ﷺ بصره فقال:
«أصاب الله بك يا ابن الخطاب!»
٤ ‏/ ١٦١
(قلت: إسناده ضعيف (*)، أشعث بن شعبة فيه لين -كما قال أبو زرعة-، وقال المنذري: «في إسناده أشعث بن شعبة والمنهال بن خليفة، وفيهما مقال»).
إسناده: حدثنا عبد الوهاب بن نجدة: ثنا أشعث بن شعبة.
قلت: وهذا إسناد ضعيف، علته أشعث هذا، قال أبو زرعة:
«لين الحديث». والأزدي:
«ضعيف».
وذكره ابن حبان في «الثقات»، وفي سؤالات الآجري عن أبي داود:
«أشعث بن شعبة ثقة». وقال الحافظ في «التقريب»:
«مقبول». يعني عند المتابعة؛ وإلا فليّن الحديث؛ كما نص عليه في المقدمة.
وأعله المنذري في «مختصره» (١/ ٤٦١) بأشعث والمنهال كما تراه أعلاه.
والحديث أخرجه البيهقي (٢/ ١٩٠) من طريق المصنف ومن طريق أخرى عن عبد الوهاب بن نجدة … به. ثم أشار إلى تضعيفه بقوله:
«وهذا إن ثبت يجمع الإمام والمأموم».
وصححه الحاكم (١/ ٢٧٠)، ورده الذهبي.
ثم وقفت له على طريق أخرى مختصرة، فقال أحمد (٥/ ٣٦٨): حدثنا محمد ابن جعفر: ثنا شعبة عن الأزرق بن قيس عن عبد الله بن قيس (**) عن عبد الله


(*) هذا الحديث أشار الشيخ رحمه الله إلى نقله من «الضعيف» إلى هنا، وتتمة التخريج توضح السبب.
(**) كذا في أصل الشيخ رحمه الله؛ بزيادة عبد الله بن قيس، ويبدو أنه سبق قلم منه؛ فإنه أورد السند على الصواب في مواضع من كتبه. انظر «الصحيحة» (٢٥٤٩ و٢١٧٣).
٤ ‏/ ١٦٢
ابن رباح عن رجل من أصحاب النبي ﷺ:
أنَّ رسول الله ﷺ صلى العصر، فقام رجل يصلي، فرآه عمر فقال له: اجلس؛ فإنما هلك أهل الكتاب أنه لم يكن لصلاتهم فصل. فقال رسول الله ﷺ:
«أحسن ابن الخطاب».
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم، وجهالة الصحابي لا تضر.
وأخرجه أبو يعلى في «مسنده» (١٣/ ١٠٧ / ٧١٦٦) من طريق أخرى عن محمد بن جعفر … به.
وتوبع شعبة؛ فقال عبد الرزاق في «المصنف» (٢/ ٤٣٢ / ٣٩٧٣): عن عبد الله ابن سعيد قال: أخبرني الأزرق بن قيس … به؛ إلا أنه قال:
«صدق ابن الخطاب».
وإسناده صحيح أيضًا: عبد الله بن سعيد هو ابن أبي هند الفزاري، من رجال الشيخين، وذكره المزي في شيوخ عبد الرزاق.
والحديث مخرج في «الصحيحة» برقم (٣١٧٣).

١٩٥ – باب السهو في السجدتين
٩٢٣ – ” عن أبي هريرة قال:
صَلَّى بنا رسول الله ﷺ إحدى صلاتي العَشِيِّ -الظهر أو العصر-، قال: فَصَلَّى بنا ركعتين، ثم سَلَّم، ثم قام إلى خشبة في مُقَدَّمِ المسجد، فوضع يديه عليها؛ إحداهما على الأخرى، يُعْرَف في وجهه الغضب، ثم

٤ ‏/ ١٦٣
خرج سَرَعَانُ الناس وهم يقولون: قَصُرَتِ الصلاةُ! قَصُرَتِ الصلاة! وفي الناس أبو بكر وعمر، فهاباه ان يُكَلِّماه، فقام رجل -كان رسول الله ﷺ يُسَمِّيهِ ذا اليدين- فقال: يا رسول الله! أنسيت أم قصرت الصلاة؟ قال: «لم أنْسَ، ولم تقصر الصلاة».
قال: بلى نسيت يا رسول! فأقبل رسول الله ﷺ على القوم، فقال:
«أصدق ذو اليدين؟ !». فَأوْمَأُوا؛ أي: نعم. فرجع رسول الله ﷺ إلى مَقَامِهِ؛ فصلى الركعتين الباقيتين، ثم سلَّم، ثم كبر وسجد مثل سجوده أو أطول، ثم رفع وكبر، ثم كبر وسجد مثل سجوده أو أطول، ثم رفع وكبر.
قال: فقيل لمحمد: سلَّم في السهو؟ فقال: لم أحفظه عن أبي هريرة! ولكن نُبِّئْتُ أن عمران بن حصين قال: ثم سلم.
(قلت: إسناده صحيح على شرط مسلم. وقد أخرجه هو والبخاري وأبو عوانة في «صحاحهم» بنحوه).
إسناده: حدثنا محمد بن عُبَيْدٍ: ثنا حماد بن زيد عن أيوب عن محمد عن أبي هريرة.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين؛ غير محمد بن عبيد -وهو ابن حِسَابٍ الغُبَرِيُّ البصري-، فهو من رجال مسلم وحده؛ وقد أخرجاه كما يأتي.
والحديث أخرجه أبو عوانة (٢/ ١٩٦)، والبيهقي (٢/ ٣٥٧) من طريق المصنف، وقال:
٤ ‏/ ١٦٤
«ولم يبلغنا إلا من جهة أبي داود عن محمد بن عبيد عن حماد بن زيد، وهم ثقات أئمة».
قلت: وقد تابعه أسد -وهو ابن موسى-؛ المعروف بـ (أسد السنة) وهو صدوق، فقال الطحاوي في «شرح الآثار» (١/ ٢٥٧): حدثنا ربيع المؤذن قال: ثنا أسد … به؛ وزاد:
وأكثر (وفي نسخة: أكبر) ظني أنه ذكر الظهر.
وقال مسلم (٢/ ٨٦ – ٨٧): حدثنا أبو الربيع الزهراني: حدثنا حماد … به؛ ولم يسق لفظه.
وأخرجه البخاري (١/ ١٢٠ و٢/ ٦١ و٩/ ٧١)، ومسلم (٢/ ٨٦)، وأبو عوانة أيضًا (٢/ ١٩٥)، والنسائي (١/ ١٨٢)، والترمذي (٢/ ٢٤٧ / ٣٩٩)، والطحاوي أيضًا، وابن الجارود (٢٤٣)، والبيهقي (٢/ ٣٥٤ و٣٥٦) من طرق أخرى عن أيوب … به.
وتابعه يزيد بن إبراهيم عن محمد … به؛ وفيه الزيادة بلفظ: قال محمد:
وأكثر ظني العصر.
أخرجه البخاري (٢/ ٦١ و٨/ ١٤)، وأبو عوانة (٢/ ١٩٥ – ١٩٦)، والبيهقي (٢/ ٣٤٦)، إلا أنه قال:
أكبر ظني أنه قال: الظهر.
وتابعه اين عون عن محمد (وهو ابن سيرين) عن أبي هريرة … به؛ وزاد: قال ابن سيرين:
٤ ‏/ ١٦٥
سماها أبو هريرة، ولكن نسيت أنا!
أخرجه البخاري (١/ ٨٦)، والنسائي (١/ ١٨١)، والدارمي (١/ ٣٥١)، وابن ماجة (١/ ٣٦٦ – ٣٦٧)، والطحاوي، وأحمد (٢/ ٢٣٤). وقال الترمذي:
«حديث حسن صحيح».

٩٢٤ – وفي رواية عنه قال:
صلى رسول الله ﷺ -لم يقل: بنا، ولم يقل: فأوْمَأُوا- قال: فقال الناس: نعم. قال: ثم رفع -ولم يقل: وكَبَّرَ-، ثم كَبَّرَ وسجد مثل سجوده أو أطول ثم رفع. وتم حديثه؛ لم يذكر ما بعده، ولم يذكر: فأومأُوا .. إلا حماد بن زيد.
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البخاري وأبو عوانة في «صحيحيهما». وقال الترمذي: «حديث حسن صحيح»).
إسناده: حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن أيوب عن محمد … بإسناده -وحديث حماد أتم- قال …
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين أيضًا.
والحديث في «الموطأ» (١/ ١١٥).
وعنه: أخرجه البخاري (١/ ١٢٠ و٢/ ٦١ و٩/ ٧١)، وأبو عوانة (٢/ ١٩٦)، والنسائي (١/ ١٨٢)، والترمذي (٢/ ٢٤٧)، والطحاوي (١/ ٢٥٧)، والبيهقي (٢/ ٢٥٧) كلهم عن مالك … به.

٤ ‏/ ١٦٦
٩٢٥ – وفي أخرى عنه قال:
صلى بنا رسول الله ﷺ! … بمعنى حماد كله (يعني: الرواية الأولى) إلى آخر قوله: نُبِّئْتُ أن عمران بن حصين قال: ثم سلم. قال: قلت: فالتشهد؟ قال: لم أسمع في التشهد! وأحب إلي أن يتشهد. ولم يذكر: كان يسمِّيه ذا اليدين، ولا ذكر: فأومأوا، ولا ذكر الغضب. وحديث أيوب أتم (يعني الرواية الثانية).
(قلت: إسناده صحيح على شرط البخاري).
إسناده: حدثنا مسدد: ثنا بشر -يعني: ابن المُفَضَّل-: ثنا سلمة -يعني: ابن علقمة- عن محمد عن أبي هريرة.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط البخاري.
والحديث أخرج البخاري (٣/ ٧٦ – فتح) بعضه فقال: حدثنا سليمان بن حرب: حدثنا حماد عن سلمة بن علقمة قال:
قلت لمحمد: في سجدتي السهو تشهد؟ قال: ليس في حديث أبي هريرة.
وأخرجه أبو نعيم في «المستخرج» -بتمامه-، وكذا السراج.
وقول محمد -وهو ابن سيرين-: نبئت أن عمران بن حصين قال: ثم سلم؛ يعني: بعد سجدتي السهو، وهو منقطع، ولكنه قد جاء موصولًا من طريق أخرى عن عمران، ويأتي في الكتاب (٩٣٣). قال الحافظ.
«وقد يفهم من قوله: ليس في حديث أبي هريرة .. أنه ورد في حديث غيره، وهو كذلك؛ فقد رواه أبو داود و…» ثم ذكر حديث عمران الآتي.
٤ ‏/ ١٦٧
٩٢٦ – وفي أخرى عنه عن النبي ﷺ … في قصة ذي اليدين: أنه كبر وسجد. وقال هشام -يعني: ابن حسان-: كبر، ثم كبر وسجد.
(قلت: إسناده صحيح على شرط مسلم، لكن قول هشام: كبر؛ يعني تكبيرة الإحرام .. شاذ عند المصنف، ولذلك أوردته في الكتاب الآخر (١٨٣».
إسناده: حدثنا علي بن نصر بن علي: ثنا سليمان بن حرب: ثنا حماد بن زيد عن أيوب وهشام ويحيى بن عَتِيقٍ وابن عون عن محمد عن أبي هريرة.
قال أبو داود: «روى هذا الحديث أيضًا: حبيب بن الشَّهيد وحُمَيْدٌ ويونس وعاصم الأحول عن محمد عن أبي هريرة؛ لم يذكر أحد منهم ما ذكر حماد بن زيد عن هشام: أنه كبر ثم كبر. وروى حماد بن سلمة وأبو بكر بن عياش هذا الحديث عن هشام؛ لم يذكرا عنه هذا الذي ذكره حماد بن زيد: أنه كبر ثم كبر».
قلت: وهذا معناه أن ذِكْرَ التكبير مرة أخرى شاذ من هشام بن حسان أو حماد ابن زيد، وهو الأرجح، ولذلك أوردت الحديث في الكتاب الآخر (١٨٣).

٩٢٧ – وعن ابن شهاب: أن أبا بكر بن سليمان بن أبي حَثْمَةَ أخبره أنه بلغه؛ أن رسول الله ﷺ … بهذا الخبر؛ قال:
ولم يسجد السجدتين اللتين تُسْجَدان إذا شك، حتى لَقَّاه الناس.
قال ابن شهاب: وأخبرني بهذا الخبر: سعيد بن المسيب عن أبي هريرة. قال: وأخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن وأبو بكر بن الحارث بن هشام وعبيد الله بن عبد الله.
إسناده: حدثنا حجاج بن أبي يعقوب: ثنا يعقوب -يعني: ابن إبراهيم-: ثنا أبي عن صالح عن ابن شهاب.

٤ ‏/ ١٦٨
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات على شرط الشيخين؛ غير حجاج بن أبي يعقوب -وهو المعروف بابن الشاعر البغدادي-، وهو ثقة حافط من رجال مسلم.
وهو من طريق ابن أبي حثمة مرسل.
والحديث أخرجه البيهقي (٢/ ٣٥٨) من طريق العباس بن محمد الدوري: ثنا يعقوب بن إبراهيم بن سَعْدٍ … به. وقال:
«هذا حديث مختلف فيه على الزهري: فرواه صالح بن كيسان هكذا، وهو أصح الروايات فيما نرى. حديثه عن ابن أبي حثمة مرسل، وحديثه عن الباقين موصول. وأرسله مالك بن أنس عنه عن ابن أبي حثمة وابن المسيب وأبي سلمة. وأسنده يونس بن يزيد عنه عن جماعتهم دون روايته عن ابن أبي حثمة. وأسنده معمر عنه عن أبي سلمة وأبي بكر بن سليمان ابن أبي حثمة».
(تنبيه): كذا وقع في نسختنا من الكتاب: حتى لقَّاه. وهو كذلك في أكثر النسخ منه وفي «مختصر السنن» أيضًا.
ووقع في نسخة أخرى من الكتاب: حين لقَّاه. وكذلك هو في رواية البيهقي!
وهو اختلاف شديد مفسد للمعنى؛ فإنه على الأول؛ معناه إثبات السجدتين، وعلى الأخرى؛ نفيهما، كما هو ظاهر.
ولعل الأخرى أصح؛ لما روى البيهقي من طريق معمر عن الزهري عن أبي سلمة وأبي بكر بن سليمان عن أبي هريرة قال (قلت: فذكر الحديث؛ وفي آخره) قال:
فأتم بهم الركعتين اللتين نَقَصَ.
٤ ‏/ ١٦٩
قال الزهري: ثم سجد سجدتين بعدما تفرَّغ. قال البيهقي:
«وهذا يدل على أنه لم يسمعهم ذكروا له سجدتيه؛ وقد سجدهما، حتى أخبر بهما عن نفسه. واختلف على ابن أبي ذئب عن سعيد المقبري عن أبي هريرة في هذه القصة. وقد ثبت عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة رضي الله عنه، ثم عن سعد بن إبراهيم عن أبي سلمة عن أبي هريرة: أن النبي ﷺ سجدهما».
قلت: حديث ابن سيرين تقدم برقم (٩٢٣).
وحديث أبي سلمة هو الآتي بعد هذا.
ويؤيد الاستدلال الذي ذهب إليه البيهقي ويقويه: رواية الدارمي (١/ ٣٥٢) من طريق يونس عن ابن شهاب: أخبرني ابن المسيب وأبو سلمة بن عبد الرحمن وأبو بكر بن عبد الرحمن وعبيد الله بن عبد الله عن أبي هريرة … فذكر الحديث إلى قوله: فأتم بهم الركعتين؛ وزاد:
ولم يحدثني أحد منهم أن رسول الله ﷺ سجد سجدتين وهو جالس في تلك الصلاة، وذلك -فيما يرى والله أعلم- من أجل الناس، يقَّنوا رسول الله ﷺ؛ حتى استيقن.
قلت: فهذا نص فيما ذهب إليه البيهقي؛ لولا أن شيخ الدارمي -عبد الله بن صالح، وهو كاتب الليث- فيه ضعف.

٩٢٨ – قال أبو داود: «رواه يحيى بن أبي كثير وعمران بن أبي أنس عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة … هذه القصة؛ لم يذكر أنه سجد السجدتين».
(قلت: وصله أحمد عن يحيى … به. ووصله مسلم وأبو عوانة بذكر

٤ ‏/ ١٧٠
السجدتين في آخره. ووصله النسائي عن عمران بن أبي أنس … به. وسنده صحيح على شرط مسلم. وإسناد أحمد على شرط الشيخين. ورواية مسلم وأبي عوانة شاذة).
قلت: هذا معلق؛ وقد وصله أحمد في «المسند» (٢/ ٤٢٣): ثنا حسن بن موسى: ثنا شيبان بن عبد الرحمن: ثنا يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف عن أبي هريرة … به.
قال يحيى: حدثني ضَمْضَمُ بن جَوْسٍ أنه سمع أبا هريرة يقول:
ثم سجد رسول الله ﷺ سجدتين.
وهذا سند صحيح على شرط الشيخين من طريق أبي سلمة، وصحيح فقط من طريق ضمضم، وتأتي هذه برقم (٩٣١).
وقد علقه أبو عوانة (٢/ ١٩٧) من طريق محمد بن سابق عن شيبان … به؛ دون طريق ضمضم، ولم يسق لفظه، وإنما أحال به على ما أسنده من طريق علي ابن المبارك قال: ثنا يحيى بن أبي كثير … به.
ووصله البيهقي (٢/ ٣٥٧) عن ابن سابق وعن عبيد الله بن موسى عن شيبان … به مثل رواية حسن بن موسى: عند أحمد وبتمامه.
وأخرجه مسلم عن عبيد الله بن موسى، ولكنه أحال في لفظه على الرواية التي قبلها، وهي عنده من طريق علي بن المبارك: حدثنا يحيى … به. ولم يسق لفظه أيضًا، وإنما أحال فيه على رواية مالك عن داود بن الحُصَيْنِ … بإسناده عن أبي هريرة؛ وفيه:
ثم سجد سجدتين وهو جالس بعد التسليم.
٤ ‏/ ١٧١
وقد علقه المصنف كما يأتي بعد حديث.
وقد أخرجه أبو عوانة من طريق علي بن المبارك … وساق لفظه مثل لفط داود ابن الحصين.
والصواب رواية حسن بن موسى التي فصّلت وبيَّنت أن ذكر السجدتين إنما هي من رواية يحيى عن ضمضم عن أبي هريرة، لا من روايته عن أبي سلمة عن أبي هريرة. قال البيهقي:
«ويحيى بن أبي كثير لم يحفظ سجدتي السهو عن أبي سلمة، وإنما حفظهما عن ضمضم بن جوس».
قلت: ويؤيد هذا التفصيل: رواية عمران بن أبي أنس عن أبي سلمة عن أبي هريرة … لم يذكر السجدتين:
وصله النسائي (١/ ١٨٢ – ١٨٣) بسند صحيح على شرط مسلم.

٩٢٩ – وعن أبي هريرة:
أن النبي ﷺ صلَّى الظهر، فسلَّم في الركعتين، فقيل له: نقصت الصلاة؟ فصلى ركعتين، ثم سجد سجدتين.
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين).
إسناده: حدثنا ابن معاذ: ثنا أبي: ثنا شعبة عن سعد سمع أبا سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين؛ وابن معاذ: هو عبيد الله أبو عمرو العنبري البصري.

٤ ‏/ ١٧٢
والحديث أخرجه النسائي (١/ ١٨٢) من طريق أخرى عن شعبة … به.

٩٣٠ – قال أبو داود: «رواه داود بن الحصين عن أبي سفيان مولى ابن أبي أحمد عن أبي هريرة عن النبي ﷺ … بهذه القصة؛ قال:
ثم سجد سجدتين وهو جالس بعد التسليم».
(قلت: وصله مسلم وأبو عوانة في «صحيحيهما»).
وصله مسلم (٢/ ٨٧)، وأبو عوانة (٢/ ١٩٦)، والنسائي (١/ ١٨٢)، وأحمد (٢/ ٤٤٧ و٤٥٩ و٥٣٢) عن مالك، وهو في «الموطأ» (١/ ١١٥ – ١١٦) عن داود ابن الحصين … به.

٩٣١ – وفي رواية عن أبي هريرة … بهذا الخبر؛ قال:
ثم سجد سجدتي السهو بعدما سلم.
(قلت: إسناده حسن صحيح، وصححه ابن حبان (٢٦٧٧».
إسناده: حدثنا هارون بن عبد الله: ثنا هاشم بن القاسم: ثنا عكرمة بن عمار عن ضمضم بن جَوْسٍ الهِفَّانيِّ: حدثني أبو هريرة.
قلت: وهذا إسناد حسن، رجاله كلهم ثقات رجال مسلم؛ غير ضمضم بن جوس، وهو ثقة.
لكن عكرمة بن عمار في حفظه كلام، فحديثه حسن، أما هذا الحديث فصحيح؛ لأنه قد توبع عليه كما يأتي.
والحديث أخرجه النسائي (١/ ١٩٥) -من طريق أخرى عن ابن عمار-، وأحمد -من طريق يحيى بن أبي كثير-: حدثني ضمضم بن جوس … به، وقد

٤ ‏/ ١٧٣
سبق ذكره تحت الحديث (٩٢٨).
وله طرق أخرى عن أبي هريرة، تقدمت برقم (٩٢٣ و٩٢٤ و٩٢٥ و٩٢٦ و٩٢٩ و٩٣٠).

٩٣٢ – وعن ابن عمر قال:
صلى رسول الله ﷺ؛ فسلَّم في الركعتين … فذكر نحو حديث ابن سيرين عن أبي هريرة [يعني: الحديث (٩٢٣)]؛ قال:
ثم سلم، ثم سجد سجدتي السهو.
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين).
إسناده: حدثنا أحمد بن محمد بن ثابت: ثنا أبو أسامة. (ح) وثنا محمد ابن العلاء: أخبرنا أبو أسامة: أخبرني عبيد الله عن نافع عن ابن عمر.
قلت: هذا إسناد صحيح من الوجهين، وهو على شرط الشيخين من الوجه الثاني؛ وأبو أسامة: اسمه حماد بن أسامة الكوفي، وهو ثقة ثبت ربما دلس.
والحديث أخرجه ابن ماجة (١/ ٣٦٦)، والطحاوي (١/ ٢٥٧)، والبيهقي (٢/ ٣٥٩) من طرق أخرى عن أبي أسامة … به. وقال البيهقي:
«تفرد به أبو أسامة، وهو من الثقات».

٩٣٣ – عن عمران بن حصين قال:
سَلَّمَ رسول الله ﷺ في ثلاث ركعات من العصر، ثم دخل -قال: عن مسلمة- الحُجَرَ، فقام إليه رجل -يقال له: الخِرْبَاق، كان طويل اليدين- فقال له. أقصرت الصلاة يا رسول الله؟ ! فخرج مُغْضَبًا يَجُرُّ رداءه، فقال:

٤ ‏/ ١٧٤
«أصدق؟ !». قالوا: نعم. فصلى تلك الركعة. ثم سلم، ثم سجد سجدتيها، ثم سلم.
(قلت: إسناده صحيح. وأخرجه مسلم وأبو عوانة في «صحيحيهما»).
إسناده: حدثنا مسدد: ثنا يزيد بن زُرَيْع. (ح) وثنا مسدد: ثنا مسلمة بن محمد قال: ثنا خالد الحذاء: ثنا أبو قلابة عن أبي المُهَلَّب عن عمران بن حصين.
قلت: وهذا إسناد صحيح من طريق ابن زريع، رجاله ثقات رجال الشيخين؛ غير مسدد، فهو من رجال البخاري. وأما الطريق الأخرى، ففيها مسلمة بن محمد -وهو الثقفي البصري-، قال الحافظ:
«لين الحديث».
وروايته هنا متابعة، فلا ضير منه، والزيادة التي زادها على ابن زريع -وهي: الحجر- لم يتفرد بها كما يأتي.
والحديث أخرجه أبو عوانة (٢/ ١٩٨) من طريق المصنف.
وأخرجه البيهقي (٢/ ٣٥٩) من طريق أخرى عن مسدد.
وأخرجه النسائي (١/ ١٨٣) من طريق أخرى عن يزيد بن زريع … به؛ وزاد فقال:
فدخل منزله.
وإسناده صحيح.
ثم أخرجوه ثلاثتهم، ومسلم أيضًا (٢/ ٨٧ – ٨٨)، وابن ماجة (١/ ٣٦٧)، والطحاوي (١/ ٢٥٧)، وابن الجارود (٢٤٥)، والطيالسي (١/ ١١١ / ٥١١)، وأحمد
٤ ‏/ ١٧٥
(٤/ ٤٢٧ و٤٣١ و٤٤٠ – ٤٤١) من طرق أخرى عن خالد الحذاء … به.
وعند مسلم وابن ماجة الزيادة المذكورة بلفظ:
فدخل الحجرة … وهي عند الطحاوي أيضًا.
(تنبيه): وقع في جميع النسخ و«مختصر السنن»: قال: عن مسلمة.
ووقع في «مسند أبي عوانة»: قال: غير مسلمة! ووقع فيه: الحجرة! وفي جميع النسخ و«المختصر»: الحُجَر.
ولعل الصواب في الحرفين ما في الكتاب. والله أعلم.

١٩٦ – باب إذا صلى خمسًا
٩٣٤ – عن عبد الله قال:
صلى رسول الله ﷺ الظُّهْرَ خمسًا، فقيل له: أزيد في الصلاة؟ قال: «وما ذاك؟ !». قال: صَلَّيْتَ خمسًا! فسجد سجدتين بعدما سلم.
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد أخرجاه في «صحيحيهما». وقال الترمذي: «حديث حسن صحيح»).
إسناده: حدثنا حفص بن عمر ومسلم بن إبراهيم- المعنى، قال حفص-: ثنا شعبة عن الحكم عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين؛ وقد أخرجاه كما يأتي.
والحديث أخرجه البخاري (٩/ ٧١) … بإسناد المصنف الأول.

٤ ‏/ ١٧٦
وأخرجه هو (١/ ٧٥ و٢/ ٦٠)، ومسلم (٢/ ٨٥)، والنسائي (١/ ١٨٥)، والترمذي (٢/ ٢٣٨)، وابن ماجة (١/ ٣٦٤)، والبيهقي (٢/ ٣٥١)، والطيالسي (١/ ١١١ / ٥١٢)، وأحمد (١/ ٤٤٣ و٤٦٥) من طرق أخرى عن شعبة … به.
وقال الترمذي:
«حديث حسن صحيح».
وللحديث طرق ثلاثة أخرى تأتي في الكتاب بعد هذا؛ كلها عن إبراهيم.

٩٣٥ – وفي رواية عنه قال:
صَلَّى رسول الله ﷺ -قال إبراهيم- فلا أدري زاد أم نقص؟ ! فلما سلَّم قيل له: يا رسول الله! أحدث في الصلاة شيء؟ قال:
«وما ذاك؟ !». قالوا: صَلَّيْتَ كذا وكذا. فَثَنَى رِجْلَهُ واستقبل القبلة، فسجد بهم سجدتين ثم سلَّم. فلما انفتل؛ أقبل علينا بوجهه ﷺ فقال:
«إنه لو حدث في الصلاة شيء أنبأتكم به، ولكن إنما أنا بشر، أنسى كما تنسون؛ فإذا نسيت فَذَكِّرُوني». وقال:
«إذا شك أحدكم في صلاته؛ فلْيتحَرَّ الصوابَ؛ فليُتِمَّ عليه، ثم ليسلِّم، ثم يسجدْ سجدتين».
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد أخرجاه وكذا أبو عوانة في «صحاحهم»، وهو عند أبي عوانة عن المصنف، وعند البخاري بسنده).
إسناده: حدثنا عثمان بن أبي شيبة: ثنا جرير عن منصور عن إبراهيم عن علقمة قال: قال عبد الله …

٤ ‏/ ١٧٧
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين؛ وقد أخرجاه كما يأتي.
والحديث أخرجه أبو عوانة (٢/ ٢٠٠)، والبيهقي (٢/ ٣٣٥) من طريق المصنف.
وأخرجه البخاري (١/ ٧٤) … بإسناده، وكذا مسلم (٢/ ٨٤)؛ إلا أنه قال: حدثنا عثمان وأبو بكر ابنا أبي شيبة.
والبيهقي (٢/ ٣٣٥) عنهما.
وأخرجه النسائي (١/ ١٨٤)، وابن ماجة (١/ ٣٦٥)، والطيالسي (١/ ١١٠ / ٥٠٦)، وأحمد (١/ ٤١٩ و٤٣٨ و٤٥٥). من طرق أخرى عن منصور … به.
ورواه ابن الجارود (٢٤٤).
وتابعه الأعمش عن إبراهيم -وهو ابن يزيد النخعي-، وهو الآتي بعده.

٩٣٦ – وفي أخرى عنه … بهذا؛ قال:
«فإذا نسي أحدكم؛ فليسجد سجدتين»؛ ثم تَحَوَّل فسجد سجدتين.
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد أخرجاه كما تقدم قبله).
إسناده: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير: ثنا أبي: ثنا الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله.
قال أبو داود: «رواه حصين نحو حديث الأعمش».
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين؛ ولم يخرجاه من حديث الأعمش.

٤ ‏/ ١٧٨
والحديث أخرجه الإمام أحمد (١/ ٤٢٤): حدثنا ابن نمير عن الأعمش … به.
وتابعه أبو معاوية: حدثنا الأعمش … به مختصرًا.
أخرجه أحمد (١/ ٤٥٦)، وكذا مسلم (٢/ ٨٦) -وقرن مع أبي معاوية حفصًا-.
وعنه وحده: أبو عوانة (٢/ ٢٠٥).
وهو في «الصحيحين» من طريق منصور وغيره عن إبراهيم … بنحوه. وهو ما قبله، وما بعده.

٩٣٧ – وفي أخرى عنه قال:
صلى بنا رسول الله ﷺ خمسًا، فلما انفتل؛ توشوش القوم بينهم. فقال:
«ما شأنكم؟ !». قالوا: يا رسول الله! هل زِيدَ في الصلاة؟ قال: «لا».
قالوا: فإنك قد صليت خمسًا؟ فانفتل فسجد سجدتين، ثم سلم، ثم قال:
«إنما أنا بشر أنسى كما تَنْسَوْنَ».
(قلت: إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه هو وأبو عوانة في «صحيحيهما»).
إسناده: حدثنا نصر بن علي: أخبرنا جرير. (ح) وثنا يوسف بن موسى: ثنا جرير -وهذا حديث يوسف- عن الحسن بن عبيد الله عن إبراهيم بن سُوَيْدٍ عن علقمة قال: قال عبد الله …

٤ ‏/ ١٧٩
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات على شرط مسلم؛ غير يوسف ابن موسى -وهو ابن راشد القطان أبو يعقوب الكوفي-؛ فهو من رجال البخاري، وهو متابع لنصر بن علي، فله فيه شيخان.
والحديث أخرجه أبو عوانة (٢/ ٢٠٤) من طريق المصنف عن شيخه اآخر يوسف بن موسى.
وأخرجه مسلم (٢/ ٨٥)، وكذا البيهقي (٢/ ٢٤٢) عن عثمان بن أبي شيبة: حدثنا جرير … به.
وأخرجه هو، وأبو عوانة، والنسائي (١/ ١٨٥)، وابن الجارود (٢٤٦)، والبيهقي، وأحمد (١/ ٤٤٨) من طرق أخرى عن الحسن بن عبيد الله … به، بعضهم مطولًا وبعضهم مختصرًا.
وتابعه سلمة بن كُهَيْلٍ عن إبراهيم بن سويد … به مختصرًا.
أخرجه أحمد (١/ ٤٣٨)، وإسناده صحيح على شرط مسلم.
وله عنده (١/ ٤٢٠ و٤٦٣)، ومسلم وأبي عوانة طريق أخرى عن اين مسعود … مختصرًا.

٩٣٨ – عن معاوية بن حُدَيج:
أن رسول الله ﷺ صلى يومًا؛ فسلَّم وقد بقيت من الصلاة ركعة، فأدركه رجل، فقال: نسيت من الصلاة ركعة! فرجع فدخل المسجد، وأمر بلالًا فأقام الصلاة؛ فصلى للناس ركعة، فأخبرت بذلك الناس، فقالوا لي: أتعرف الرجل؟ قلت: لا؛ إلا أن أراه، فمرَّ بي، قلت: هذ اهو، فقالوا: هذا طلحة بن عبيد الله.

٤ ‏/ ١٨٠
(قلت: إسناده صحيح، وصححه ابن حبان (٢٦٦٤)، والحاكم والذهبي).
إسناده: حدثنا قتيبة بن سعيد: ثنا الليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب أن سويد بن قيس أخبره عن معاوية بن حُدَيج.
قلت: هذا إسناد صحيح، رجاله ثقات رحال الشيخين؛ غير سويد بن قيس -وهو التّجِيبِي- وهو ثقة.
والحديث أخرجه النسائي (١/ ١٠٨) … بإسناد المصنف.
وأخرجه ابن حبان (٥٣٥)، والحاكم (١/ ٣٢٣)، والبيهقي (٢/ ٣٥٩)، وأحمد (٦/ ٤٠١) من طرق أخرى عن يزيد بن أبي حبيب … به. وقال الحاكم:
«صحيح الإسناد»، ووافقه الذهبي.

١٩٧ – باب إذا شَكَّ في الثنتين والثلاث؛ من قال: يُلْقِي الشك
٩٣٩ – عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله ﷺ:
«إذا شك أحدكم في صلاته؛ فَلْيُلْقِ الشكَّ، ولْيَبْنِ على اليقين، فإذا استيقن التَّمَامَ؛ سجد سجدتين، فإن كانت صلاته تامة؛ كانت الركعةُ نافلةً والسجدتان، وإن كانت ناقصة؛ كانت الركعة تمامًا لصلاته، وكانت السجدتان مُرَغِّمَتَيِ الشيطان».
(قلت: إسناده حسن صحيح، وقال الحاكم: «صحيح على شرط مسلم»، ووافقه الذهبي).
إسناده: حدثنا محمد بن العلاء: ثنا أبو خالد عن ابن عجلان عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري.

٤ ‏/ ١٨١
قال أبو داود: «رواه هشام بن سعد ومحمد بن مُطَرِّف عن زيد عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري عن النبي ﷺ. وحديث أبي خالد أشبع».
قلت: وهذا إسناد حسن، رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين؛ غير ابن عجلان -واسمه محمد-، فأخرج له البخاري تعليقًا، ومسلم متابعة، وقد توبع.
والحديث أخرجه البيهقي (٢/ ٣٥١) من طريق المصنف.
وأخرجه ابن ماجة (١/ ٣٦٥) … بإسناده.
وأخرجه ابن حبان (٥٣٧)، والحاكم (١/ ٣٢٧) من طرق أخرى عن أبي خالد الأحمر … به. وقال الحاكم:
«صحيح على شرط مسلم»! ووافقه الذهبي!
كذا قالا، ولا يخفى ما فيه بعد أن عرفت أن ابن عجلان إنما روى له مسلم متابعة!
نعم؛ قد تابعه جماعة، سمى بعضهم المصنف رحمه الله تعالى؛ وعليه فالحديث صحيح، وقد أرسله آخرون، وكلٌّ صحيحٌ، كما يأتي تقريره بعد حديث.

٩٤٠ – عن ابن عباس:
أن النبي ﷺ سمى سجدتي السهو: «المُرَغِّمَتَيْنِ».
(قلت: حديث صحيح، وصححه ابن حبان والحاكم ووافقه الذهبي).
إسناده: حدثنا محمد بن عبد العزيز بن أبي رِزْمَةَ: أخبرنا الفضل بن موسى عن عبد الله بن كيسان عن عكرمة عن ابن عباس.
قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات رجال البخاري؛ غير عبد الله بن كيسان -وهو

٤ ‏/ ١٨٢
أبو مجاهد المَرْوَزِيُّ-، وهو ضعيف لسوء حفظه؛ قال الحافظ:
«صدوق يخطيء كثيرًا».
لكن حديثه هذا صحيح، يشهد له الذي قبله وبعده.
والحديث أخرجه ابن خزيمة في «صحيحه» (١٠٥٩) … بإسناد المصنف.
وعنه: ابن حبان (٥٣٨).
وأخرجه الحاكم (١/ ٣٢٤) من طريق آخر عن الفضل بن موسى … وقال:
«صحيح الإسناد»! ووافقه الذهبي!

٩٤١ – وعن عطاء بن يسار أن رسول الله ﷺ قال:
«إذا شكَّ أحدكم في صلاته، فلا يدري كم صلى ثلاثًا أو أربعًا؟ ! فليصل ركعة، وليسجد سجدتين وهو جالس قبل التسليم، فإن كانت الركعة التي صلى خامسةً؛ شَفَعَها بهاتين. وإن كانت رابعة؛ فالسجدتان ترغيم للشيطان».
(قلت: حديث صحيح، وإسناده مرسل صحيح، وقد وصله جماعة من الثقات عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري).
إسناده: حدثنا القعنبي عن مالك عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار.
قلت: وهذا إسناد مرسل صحيح، وقد صح موصولًا كما يأتي.
والحديث أخرجه البيهقي (٢/ ٣٣٨) من طريق المصنف.
وأخرجه (٢/ ٣٣١) من طريق بَحْرِ بن نَصْرِ قال: قرئ على ابن وهب: أخبرك

٤ ‏/ ١٨٣
مالك بن أنس وداود بن قيس وهشام بن سعد أن زيد بن أسلم حدثهم عن عطاء ابن يسار أن رسول الله ﷺ قال … فذكره؛ إلا أن هشامًا بلغ به أبا سعيد الخدري. قال البيهقي:
«هكذا رواه بحر بن نصر الخولاني وغيره عن ابن وهب. ورواه أحمد بن عبد الرحمن بن وهب عن عمه ابن وهب؛ فجعل الوصل لداود بن قيس: رواه مسلم في»الصحيح«. ورواية بحر بن نصر كأنها أصح. وقد وصل الحديث جماعة عن زيد بن أسلم مع هشام بن سعد».
قلت: يأتي ذكرهم في الحديث الذي بعده.

٩٤٢ – وفي رواية عنه قال: إن النبي ﷺ قال:
«إذا شكَّ أحدكم في صلاته؛ فإن استيقنَ أنْ قد صلى ثلائًا؛ فليَقُمْ فليُتِمَّ ركعة بسجودها، ثم يجلس فيتشهد، فإذا فرغ فلم يَبْقَ إلا أن يُسَلِّمَ؛ فليسجد سجدتين وهو جالس، ثم ليسلم …»، ثم ذكر معنى مالك؛ يعني: الحديث الذي قبله.
(قلت: حديث صحيح، وإسناده مرسل صحيح أيضًا. وقد وصله مسلم وأبو عوانة في «صحيحيهما» عنه عن أبي سعيد الخدري).
إسناده: حدثنا قتيبة: ثنا يعقوب بن عبد الرحمن القاري عن زيد بن أسلم … بإسناد مالك قال: إن النبي ﷺ قال …
قال أبو داود: «كذلك رواه ابن وهب عن مالك وحفص بن ميسرة وداود بن قيس وهشام بن سعد؛ إلا أن هشامًا بلغ به أبا سعيد الخدري».

٤ ‏/ ١٨٤
قلت: هذا إسناد مرسل صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين كسابقه من طريق مالك.
وهو قد أخرجه في «الموطأ» (١/ ١١٧ – ١١٨).
ومن طريقه: البيهقي كما سبق.
وقد ذكر المصنف متابعة حفص بن ميسرة وداود بن قيس لمالك ويعقوب بن عبد الرحمن القاري.
فهؤلاء أربعة من الثقات قد اتفقوا على روايته عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار مرسلًا. فيبدو لأول وهلة أن المرسل هو الصواب، وأن رواية هشام بن سعد إياه موصولًا -بذكر أبي سعيد في إسناده- وهم، وليس كذلك؛ لاتفاق جماعة آخرين من الثقات على وصله:
فأولهم: هشام هذا.
وقد أسنده عنه أبو عوانة (٢/ ١٩٣): أخبرني يونس بن عبد الأعلى قال: أَبَنا ابن وهب عن هشام بن سعد عن زيد بن أسلم … بمثل حديث سليمان بن بلال -يعني: الآتي-.
ورواه البيهقي من طريق أخرى عن ابن وهب … به، كما تقدم.
الثاني: سليمان بن بلال عن زيد … به.
أخرجه مسلم (٢/ ٨٤)، وأبو عوانة، والبيهقي (٢/ ٣٣١)، وأحمد (٣/ ٨٣).
الثالث: أبو غسان محمد بن مُطَرِّفٍ: ثنا زيد بن أسلم … به.
أخرجه أبو عوانة، وأحمد (٣/ ٨٧).
٤ ‏/ ١٨٥
الرابع: عبد العزيز بن أبي سلمة عن زيد … به.
أخرجه أبو عوانة، والنسائي (١/ ١٨٤)، والدارمي (١/ ٣٥١)، والبيهقي، وابن الجارود أيضًا (٢٤١)، وأحمد (٣/ ٨٤).
الخامس: فُلَيْح بن سليمان.
فقال أحمد (٣/ ٧٢): ثنا يونس بن محمد: ثنا فليح عن زيد بن أسلم … به.
السادس: محمد بن عجلان؛ وقد سبق حديثه في الكتاب (٩٣٩).
السابع: داود بن قيس.
أخرجه مسلم (٢/ ٨٤): حدثني أحمد بن عبد الرحمن بن وهب: حدثني عمي عبد الله: حدثني داود بن قيس عن زيد بن أسلم … به.
لكن رواه غير أحمد بن عبد الرحمن عن عبد الله بن وهب؛ فجعل هشام بن سعد المتقدم مكان داود بن قيس! ورجحه البيهقي، كما سبق ذكره تحت الحديث (٩٤١).
وبالجملة؛ فاتفاق هؤلاء الثقات على وصل الحديث بما يؤكد صحته، ويبعد احتمال خطأ ابن عجلان وابن سعد منهم، لا سيما وهم أكثر من الذين أرسلوه، فالظاهر أن كلًّا من الوصل والإرسال صحيح؛ أي: أن الراوي -وهو زيد بن أسلم أو عطاء بن يسار- كان تارة يرسله، وتارة يوصله، فروى كل من هؤلاء وهؤلاء؛ ما سمع. ومعلوم أن الراوي قد ينشط مرة فيوصل الحديث، ولا ينشط أخرى فيرسله؛ والحجة مع من معه الزيادة، وهي الوصل. والله أعلم.
٤ ‏/ ١٨٦
١٩٨ – باب من قال: يتِمُّ على أكبر ظَنِّهِ
٩٤٣ – عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ قال:
«إن أحدكم إذا قام يصلي؛ جاءه الشيطان فَلَبَسَ عليه، حتى لا يدري كم صلى؟ ! فإذا وجد أحدكم ذلك؛ فليسجد سجدتين وهو جالس».
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد أخرجاه وكذا ابن حبان (٢٦٧٣)، وأبو عوانة في «صحاحهم». وقال الترمذي: «حسن صحيح»).
إسناده: حدثنا القعنبي عن مالك عن ابن شهاب عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة.
قال أبو داود: «وكذا رواه ابن عيينة ومعمر والليث».
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين.
والحديث في «موطأ مالك» (١/ ١٢٠). وعنه: أخرجه البخاري أيضًا (٣/ ٨١ – فتح)، ومسلم (٢/ ٨٢)، وأبو عوانة (٢/ ١٩١)، والنسائي (١/ ١٨٥)، والبيهقي (٢/ ٣٣٠)، كلهم عن مالك … به.
وأخرجه أبو عوانة، والترمذي (٢/ ٢٤٤ / ٣٩٧) -وقال: «حديث حسن صحيح»-، وأحمد (٢/ ٢٧٣ و٢٨٤) من طرق أخرى عن ابن شهاب … به.
وتابعه يحيى بن أبي كثير: حدثنا أبو سلمة بن عبد الرحمن … به أتم منه.
أخرجه البخاري (٣/ ٨٠)، ومسلم (٢/ ٨٣)، والنسائي، والدارقطني (١٤٥)، والبيهقي (٢/ ٣٣١) من طريق الطيالسي، وهذا في «مسنده» (١/ ٧٨ / ٣٢٧)،
٤ ‏/ ١٨٧
وأحمد (٢/ ٥٢٢) من طرق عنه … به؛ وزاد الدارقطني في آخره:
«ثم يسلم»؛ أخرجه من طريق عكرمة بن عمار عن يحيى. قال الحافظ في «الفتح»:
«إسناده قوي»!
وهو خطأ بين؛ لا سيما من مثله؛ فإن عكرمة ضعيف في روايته عن يحيى، يشهد بذلك الحافظ نفسه، فقد قال في ترجمته من «التقريب»:
«صدوق يغلط، وفي روايته عن يحيى بن أبي كثير اضطراب»!
ثم كيف يصح ذلك القول منه؛ والثقات رووه عن يحيى بدون هذه الزيادة؟ ! فلو كان عكرمة ثقة لأمكن القول بأن زيادته هذه شاذة، فهي إذن منكرة.
نعم؛ قد جاءت هذه الزيادة من طريق أخرى عن الزهري، وهي:

٩٤٤ – وفي رواية عة … بهذا الحديث؛ زاد،
«وهو جالس قبل التسليم».
(قلت: إسناده حسن صحيح، وحسنه العلائي، وقوّاه الحافظ).
إسناده: حدثنا حجاج بن أبي يعقوب: ثنا يعقوب: ثنا ابن أخي الزهري عن محمد بن مسلم … بهذا الحديث بإسناده.
قلت: هذا إسناد حسن إن شاء الله تعالى، رجاله كلهم ثقات رجال مسلم؛ غير أن ابن أخي الزهري -واسمه محمد بن عبد الله بن مسلم- إنما أخرج له مسلم استشهادًا، وقد تكلم فيه بعضهم من قبل حفظه. وقال الذهبي:
«صدوق صالح الحديث». وقال الحافظ.

٤ ‏/ ١٨٨
«صدوق له أوهام».
قلت: وقد تفرد بقوله: «قبل التسليم»؛ دون سائر أصحاب الزهري؛ وفيهم مالك كما تقدم قبله، فلا يطمئن القلب لزيادته؛ لولا أنه تابعه عليها ابن إسحاق كما يأتي بعده. فالحديث بذلك صحيح إن شاء الله تعالى.

٩٤٥ – وفي أخرى عنه … بإسناده ومعناه؛ قال:
«فليسجد سجدتين قبل أن يسلِّمَ، ثم ليسلِّمْ».
(قلت: إسناده حسن صحيح، وحسنه العلائي، وقوّاه الحافظ).
إسناده: حدثنا حجاج: ثنا يعقوب: أخبرنا أبي عن ابن إسحاق: حدثني محمد بن مسلم الزهري … بإسناده.
قلت: وهذا إسناد حسن، رجاله كلهم ثقات رجال مسلم؛ غير أنه إنما أخرج لابن إسحاق استشهادًا أيضًا؛ فهو -بمتابعة ابن أخي الزهري في السند السابق- صحيح على شرط مسلم، وقد يزداد قوة برواية عكرمة التي ذكرناها قبل حديث. وقال الحافظ -بعد هذه الطرق الثلاث-:
«قال العلائي: هذه الزيادة في هذا الحديث -بمجموع هذه الطرق- لا تنزل عن درجة الحسن المحتج به. والله أعلم».
والحديث أخرجه البيهقي (٢/ ٣٣٩) من طريق المصنف.
ومن طريق يزيد بن هارون: أبَنا محمد بن إسحاق عن الزهري … به.
وأخرجه الدارقطني (١٤٤)، وعنه البيهقي من طريقين آخرين عن يعقوب بن إبراهيم: ثنا أبي عن ابن إسحاق: ثنا سَلَمة بن صفوان بن سلمة الأنصاري ثم الزُّرَقي عن أبي سلمة … به نحوه.

٤ ‏/ ١٨٩
وقد تابعه فلَيْحٌ عن سلمة بن صفوان بن سلمة الزرقي … به؛ إلا أنه قال: «فليسلم، ثم ليسجد سجدتين وهو جالس».
أخرجه أحمد (٢/ ٤٨٣).
وفليح: هو ابن سليمان؛ قال الحافظ:
«صدوق كثير الخطأ».
قلت: فروايته لا تقاوم رواية ابن إسحاق؛ لا سيما ومعه تلك المتابعات.
وأخرجه ابن ماجة (١/ ٣٦٧) من طرق يونس بن بُكَيْرٍ: ثنا ابن إسحاق … به مثل رواية الدارقطني عن يعقوب.
ومن طريقه أيضًا: ثنا ابن إسحاق: أخبرني سلمة بن صفوان بن سلمة عن أبي سلمة … به.

١٩٩ – باب من قال: بعد التسليم
٩٤٥ / م-عن عبد الله بن مسافع: أن مصعب بن شيبة أخبره عن عتبة بن محمد بن الحارث عن عبد الله بن جعفر: أن رسول الله ﷺ قال:
«من شك في صلاته: فليسجد سجدتين بعدما يسلم».
(قلت: إسناده ضعيف (*). فيه اضطراب، وجهالة عتبة بن محمد بن الحارث وعبد الله بن مسافع، وضعف مصعب بن شيبة).


(*) هذا الحديث أشار الشيخ رحمه الله إلى نقله من «الضعيف» إلى هنا، ولم يبين وجه تقويته. (الناشر).
٤ ‏/ ١٩٠
إسناده: حدثنا أحمد بن إبراهيم: ثنا حجاج عن ابن جريج: أخبرني عبد الله ابن مسافع.
قلت: وهذا إسناد ضعيف، وفيه ثلاث علل:
الأولى: عتبة -ويقال: عقبة- بن محمد بن الحارث الهاشمي؛ قال النسائي:
«ليس بمعروف». وأما ابن حبان فذكره في «الثقات».
الثانية: مصعب بن شيبة؛ مع كونه من رجال مسلم؛ فهو ضعيف من قبل حفظه كما سبق بيانه تحت الحديث (٤٣).
الثالثة: عبد الله بن مسافع، وهو ابن عبد الله الأكبر بن شيبة الحجبي، روى عنه منصور بن عبد الرحمن الحجبي، وابن جريج فقط، ولم يوثقه أحد؛ فهو مجهول الحال، وبيض له الحافظ في «التقريب».
ومع هذه العلل كلها -لما أورد الحديث في «بلوغ المرام» قائلًا: «وصححه ابن خزيمة»-؛ سكت عليه!
وقواه البيهقي أيضًا كما يأتي!
والحديث أخرجه البيهقي (٢/ ٣٣٦) من طريق المصنف وغيره عن الحجاج.
وأخرجه أحمد (١/ ٢٠٥): حدثنا حجاح به.
وأخرجه هو (١/ ٢٠٤ و٢٠٥)، والنسائي (١/ ١٨٥) من طرق أخرى عن ابن جريج … به. وأسقط في رواية عندهما مصعب بن شيبة من الإسناد. وقال البيهقي:
«هذا الإسناد لا بأس به؛ إلا أن حديث أبي سعيد أصح إسنادًا منه».
٤ ‏/ ١٩١
يعني: الحديث (٩٤١ و٩٤٢)، ومثله حديث أبي هريرة (٩٤٤ و٩٤٥).
وقد تعقبه ابن التركماني في قوله: «لا بأس به»، وأعله بالعلتين الأوليين، وأعله بالاضطراب أيضًا، وقد أشرت إليه آنفًا.
وبالجملة؛ فالحديث ضعيف الإسناد، وإن قواه جماعة؛ منهم الشيخ أحمد شاكر رحمه الله تعالى في تعليقه على «المسند»؛ مع أنه اعترف بأن عبد الله بن مسافع مستور!

عن معز نوني

متحصّل على شهادة ختم الدروس للمعهد الأعلى لتكوين المعلمين بقفصة دفعة 2000، يعمل حاليًّا أستاذ مدارس إبتدائية

شاهد أيضاً

١ – كتاب الطهارة -5

١١٣ – باب من قال: المستحاضة تغتسل من ظهر إلى ظهر ٣١٩ – عن سُمَيٍّ …