٢٤٨٧ – عن مِخْنَفِ بن سُلَيْمٍ قال: ونحن وُقُوفٌ مع رسول الله ﷺ بـ (عرفات)؛ قال:
«يا أيها الناس! إن على أهل كُلِّ بيتِ – في كلِّ عامٍ – أضحيَّةً وعَتِيرةً. أتدرون ما العتيرة؟ هذه التي تقول الناس: الرَّجَبِيَّة».
(قلت: حديث حسن، وقال الترمذي: «حسن كريب»).
إسناده: حدثنا مسدد: ثنا يزيد. (ح). وثنا حُمَيْدٌ بن مَسْعَدَةَ: ثنا بشر عن عبد الله بن عون عن عامر أبي رملة قال: أخبرنا مِخْنَفٌ.
قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات رجال «الصحيح»؛ غير عامر هذا؛ فإنه مجهول باتفاقهم، ولهذا قال الخطابي في «المعالم» (٤/ ٩٤):
«هذا الحديث ضعيف المخرج، وأبو رملة مجهول».
قلت: لكنه قد توبع كما يأتي.
والحديث أخرجه الترمذي (١٥١٨)، والنسائي في «الفَرَع والعتيرة»، وابن ماجه (٣١٢٥)، والبيهقي (٩/ ٢٦٠)، وأحمد (٥/ ٢١٤ و٥/ ٧٦) من طرق عن عبد الله بن عون … به. وقال الترمذي:
«حديث حسن غريب، ولا نعرف هذا الحديث إلا من هذا الوجه من حديث ابن عون».
أما الطريق؛ فهو ما أخرجه عبد الرزاق في «المصنف» (٨٠٠١ و٨١٥٩): أخبرنا ابن جريج قال: أخبرنا عبد الكريم عن حَبِيبِ بن مِخْنَفٍ عن أبيه قال:
انتهيت إلى النبي ﷺ يوم عرفة … الحديث مثله.
ورواه أحمد (٥/ ٧٦) من طريق عبد الرزاق … به؛ إلا أنه لم يقل: عن أبيه، فصار الحديث مرسلًا! لكن رجح الحافظُ الأولَ، فقال في «تعجيل المنفعة»:
«كذا وقع في»المسند«، والصواب عن حبيب بن مخنف عن أبيه. قاله أبو نعيم وغيره. وقال ابن القطان: حبيب مجهول، والصحبة لأبيه».
قلت: وعبد الكريم – الراوي عنه – يحتمل أنه ابن أبي المخارق الضعيف، وبه جزم الحافظ في «التعجيل»، و«النكت الظراف على الأطراف» (٨/ ٣٦٨).
ويحتمل أنه عبد الكريم بن مالك الجزري الثقة، وإنما قلت هذا؛ لأن ابن جريج قد روى عن كل منهما، ولم أعرف ما يرجح الجزم بأنه الضعيف!
وقد جزم ابن عبد البر – في ترجمة مخنف بن سليم – بأنه روى عنه ابنه حبيب وأبو رملة. فيمكن أن يؤخذ من جزمه هذا أنه عبد الكريم الثقة، فتأمل!
وأما الشاهد؛ فهو ما رواه هشام عن حفصة عن امرأة من آل الأشعث عن عجوز لهم قالت:
أخبرنا وفدنا – وَفْدُ غَامِدٍ – حيث قَدِمُوا من عند النبي ﷺ أنه قال:
أخرجه البيهقي (٩/ ٢٦٠)، ورجاله ثقات معروفون؛ غير المرأة والعجوز؛ فإني لم أعرفهما! ولا أستبعد أن تكونا صحابيتين، وبخاصة العجوز منهما؛ لأن حفصة الراوية عنهما – وهي بنت سيرين أخت محمد بن سيرين – تابعية جليلة، روت عن غير ما واحد من الصحابة، بعضهم من النساء، فإن لم يثبت هذا الاحتمال؛ فلا أقل من أن يستشهد بحديثها هذا، ويقوى به حديث الباب.
من أجل ذلك؛ لم أستجز لنفسي إلا أن أورده هنا في «الصحيح»، ولا سيما وقد حسنه الترمذي كما تقدم، وقد عمل به بعض السلف، كما تراه مشروحًا عند ابن القيم في «تهذيب السن».
وقد فاته ما رواه النسائي عقب الحديث: أن معاذ بن معاذ – الثقةَ المتقنَ – قال:
كان ابن عون (يعني: راوي الحديث عن أبي رملة) يَعتِر – أَبْصَرَتْهُ عيني – في رجب.
وروى أحمد (٤/ ١٢) – بسند صحيح – عن وكيع بن حُدُسٍ أنه قال – عقب حديث آخر رواه في العتيرة -:
فلا أدعها أبدًا.
وقد خير فيها رسول الله ﷺ في آخر حياته، فقال في حجة الوداع:
«من شاء؛ عتر، ومن شاء؛ لم يعتر».
وصححه الحاكم والذهبي! لكن فيه من لا يعرف، كما هو مبين في «الإرواء» (٤/ ٤١٠ – ٤١١).
وفي الباب أحاديث أخرى، يأتي أحدها في «باب العتيرة» من حديث نُبَيْشَةَ. وآخر في «باب العقيقة» من حديث ابن عمرو.
٢ – باب الأضحية عن الميت
[تحته حديث واحد. انظره في «الضعيف»]
٣ – باب الرجل يأخذ من شَعَرِهِ في العَشْرِ وهو يريد أن يُضَحِّيَ
٢٤٨٨ – عن أم سلمة قالت: قال رسول الله ﷺ:
«من كان له ذِبْحٌ يَذْبَحُهُ؛ فإذا أَهَل هلال ذي الحِجَّة؛ فلا يأخذ من شَعَرِهِ ولا من أَظْفارِهِ شيئًا؛ حتى يُضَحِّيَ».
(قلت: إسناده حسن صحيح. وقد أخرجه مسلم بإسناد المؤلف وغيره، وأبو عوانة. وصححه الترمذي).
إسناده: حدثنا عبيد الله بن معاذ: ثنا أبي: ثنا محمد بن عمرو: ثنا عمرو بن مسلم الليثي قال: سمعت ابن المسيب يقول: سمعت أم سلمة تقول …
قلت: وهذا إسناد حسن صحيح على شرط مسلم؛ إلا أنه لم يخرج لمحمد بن عمرو – وهو الليثي – إلا متابعة، وقد أخرجه بهذا الإسناد وبغيره عن عمرو كما يأتي.
والحديث أخرجه أبو عوانة (٥/ ٢٠٨) من طريق المؤلف.
ومسلم (٦/ ٨٣ – ٨٤) … بإسناد المؤلف.
ثم أخرجاه، وكذا الترمذي (١٥٢٣) – وقال: «حديث حسن صحيح» -،
وتابعه عبد الرحمن بن حميد عن سعيد بن المسيب … به مرفوعًا.
أخرجه مسلم وأبو عوانة والنسائي والدارمي، وابن ماجه (٣١٤٩)، والبيهقي، وأحمد (٦/ ٢٨٩)، والحميدي (٢٩٣).
وبهذه المتابعة القوية؛ يتبين تشدُّدُ الإمام الطحاوي في «شرح المعاني» (٤/ ١٨١)؛ لطعنه في الإسناد الأول، وإعلاله إياه بالوقف!
وقد عمل به إمام السنة أحمد؛ كما رواه عنه ابنه عبد الله في «مسائله» (ص ٢٦٢ – ٢٦٣ – طبع المكتب الإسلامي).
وقد انتصر له ابن القيم في «التهذيب»؛ فراجعه فإنه مهم.
٤ – باب ما يُسْتَحَبُّ من الضحايا
٢٤٨٩ – عن عائشة:
أنَّ رسول الله ﷺ أَمَرَ بِكَبْشٍ أَقْرَنَ يَطَأُ في سوادٍ، ويَنْظُرُ في سوادٍ، ويَبْرُكُ في سواد، فأُتِيَ به، فضحَّى به؛ فقال:
«يا عائشة! هَلُمِّي المُدْيَةَ». ثم قال:
«اشْحَذِيها بِحَجَرٍ». فَفَعَلْتُ؛ فأخذها وأخذ الكبش فأضجعه وذبحه، وقال:
«بسم الله، اللهم! تَقَبَّلْ من محمد، وآل محمد، ومن أمة محمد»؛
(قلت: إسناده حسن. وقد أخرجه مسلم وأبو عوانة في «صحيحيهما»، وهو عند أبي عوانة من طريق المؤلف في رواية).
إسناده: حدثنا أحمد بن صالح: ثنا عبد الله بن وهب: أخبرني حيوة: حدثني أبو صخر عن ابن قُسَيْطٍ عن عروة بن الزبير عن عائشة.
قلت: وهذا إسناد حسن، ورجاله ثقات على شرط مسلم؛ غير أحمد بن صالح، فهو على شرط البخاري دون مسلم؛ وقد أخرجه هذا من غير طريقه كما يأتي.
وابن قُسَيْط: اسمه يزيد بن عبد الله.
وأبو صخر: حميد بن زياد الخَرَّاط؛ قال الحافظ في «التقريب»:
«صدوق يهم»؛ ولم يرمز له بأنه من رجال مسلم! خلافًا لأصله «التهذيب»، وهذا الحديث يؤيد الأصل كما ترى.
والحديث أخرجه أبو عوانة (٥/ ٢٠٨)، والبيهقي (٩/ ٢٦٧) من طريق المؤلف.
وأخرجه مسلم (٦/ ٧٨)، وأبو عوانة أيضًا، وأحمد (٦/ ٧٨) من طرق أخرى عن عبد الله بن وهب … به.
وأخرجه الطحاوي (٤/ ١٧٦) من طريق ابن وهب وأبي زرعة قالا: ثنا حيوة … به.
أنَّ النبيَّ ﷺ نَحَرَ سَبْعَ بَدَنَاتِ – بيده – قيامًا، وضحى بالمدينة بكَبْشَيْنِ أَقْرَنَيْنِ أَمْلَحَيْنِ.
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البخاري بإسناد المؤلف ومتنه، وقد مضى في «المناسك» (١٥٧٦) بأتم مما هنا دون التضحية).
إسناده: حدثنا موسى بن إسماعيل: ثنا وُهَيْبٌ عن أيوب عن أبي قِلَابةَ عن أنس.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين؛ وقد تقدم بإسناده ومتنه في «المناسك» كما ذُكِرَ أعلاه، فلا داعي للإعادة.
٢٤٩١ – ومن طريق أخرى عنه:
أن النبي ﷺ ضحى بكبشين أقرنين أملحين؛ يَذْبَحُ ويُكَبِّرُ وُيُسَمِّي، ويَضَعُ رِجْلَهُ على صَفْحَتِها.
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد أخرجاهما وأبو عوانة وابن الجارود في «صحاحهم». وصححه الترمذي”.
إسناده: حدثنا مسلم بن إبراهيم: ثنا هشام عن قتادة عن أنس.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين؛ وقد أخرجاه كما يأتي.
والحديث أخرجه الطيالسي (١٩٦٨): حدثنا شعبة وهشام.
وأخرجه الشيخان وأبو عوانة والترمذي (١٤٩٤)، وبقية الستة وغيرهم من طريق شعبة عن قتادة … به. وهو مخرج في «الإرواء» (١١٣٧).
٢٤٩١/ م – (*) عن أبي عَيَّاش عن جابر بن عبد الله قال:
ذبحَ النبيُّ ﷺ يومَ الذبحِ كبشين أقرنين أملحين مُوْجأَيْن، فلما وجّههما؛ قال:
«﴿إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ (على ملة إبراهيم) حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾، ﴿إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ﴾ وأنا من المسلمين. اللهم! منك ولك عن محمدٍ وأمّتِه، باسم الله والله أكبر»، ثم ذبح.
قلت: إسناده حسن، وصححه ابن خزيمة والحاكم والذهبي).
إسناده: حدثنا إبراهيم بن موسى الرازي: ثنا عيسى: ثنا محمد بن إسحاق عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي عياش.
قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ لجهالة أبي عياش؛ فإنه لا يُعرف اسمُه ولا حاله،
«ينقل إلى»الصحيح«؛ لتصحيح ابن خزيمة والحاكم والذهبي، ورواية ثلاثة من الثقات عن أبي عياش مع تابعيَّته، وانظر له حديثًا موقوفًا في»ضعيف الترغيب«(٢٨ – صفة الجنة/ ١١ – فصل/ ١١ – حديث)، ويعدّل التخريج» (**).
(**) لم يقدر للشيخ رحمه الله تعديله. قدر الله وما شاء فعل. (الناشر).
«مقبول»، وأفصح منه قوله في «تلخيص الحبير» (ص ٣٨٦):
«لا يُعرف».
وبَيَّضَ له الذهبي في «الكاشف»، ولا يفعل ذلك إلا في المجهولين.
وأعله المنذري بابن إسحاق!
والحديث أخرجه الجصاص في «أحكام القرآن» (٣/ ٢٥٠)، والبيهقي (٩/ ٢٧٣ و٢٨٧) كلاهما عن المؤلف.
وأخرجه الدارمي (٢/ ٧٥)، وابن ماجه (٣١٢١)، والطحاوي (٤/ ١٧٧) من طرق أخرى عن ابن إسحاق … به.
وخالفهم إبراهيم بن سعد الزهري والدُ يعقوب المدني، فقال أحمد (٣/ ٣٧٥): حدثنا يعقوب: حدثنا أبي عن ابن إسحاق: حدثني يزيد بن أبي حبيب المصري عن خالد بن أبي عمران عن أبي عياش … به. فزاد في السند خالدًا هذا.
وكذلك رواه الحاكم (١/ ٤٦٧) من طريق أحمد هذه، وعن يونس بن بكير: ثنا محمد بن إسحاق … به. وقال:
«صحيح على شرط مسلم» ووافقه الذهبي، ولا يخفى فساده؛ فإنه مع هذا الاختلاف في الإسناد؛ فإن مداره على أبي عياش، وقد عرفت أنه لا يعرف، ولعلهما ظَنَّا أنه الزرقي كما وقع في رواية ابن ماجه، وهي ضعيفة كما بينته في «الإرواء» (٤/ ٣٥٠).
كان رسول الله ﷺ يُضَحِّي يكبش أَقْرَنَ فَحِيلٍ، يَنْطرُ في سوادٍ، ويأكل في سواد، ويمشي في سواد.
(قلت: إسناده صحيح على شرط مسلم، وقال الحاكم: «على شرط الشيخين»! ووافقه الذهبي! ! وصححه الترمذي أيضًا، وابن حبان وابن دقيق العيد، فقال: «وهو على شرط مسلم»، وأقره الحافظ).
إسناده: حدثنا يحيى بن معين: ثنا حفص عن جعفر عن أبيه عن أبي سعيد.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين؛ غير جعفر – وهو ابن محمد بن علي بن الحسين الهاشمي، المعروف بالصادق -، فهو من رجال مسلم، روى له البخاري في «الأدب المفرد».
وحفص: هو ابن غياث.
والحديث أخرجه النسائي والترمذي (١٤٩٦)، وابن ماجه (٣١٢٨)، والحاكم (٤/ ٢٢٤)، والبيهقي (٩/ ٢٧٣) من طرق عن حفص … به. وقال الترمذي:
«حديث حسن صحيح غريب». وقال الحاكم:
«صحيح على شرط الشيخين»! ووافقه الذهبي!
وفيه ما عرفت من التفصيل في جعفر بن محمد. ولذلك قال صاحب «الاقتراح»:
«وهو على شرط مسلم»؛ كما نقله عنه الحافظ في «التلخيص» (ص ٣٨٤).
وهو الإمام المحقق ابن دقيق العيد.
ثم رأيته في «الإحسان» (٥٨٧٢).
٥ – باب ما يجوز مِنَ السِّنِّ في الضحايا
٢٤٩٣ – عن يخلد بن خالد الجُهَنِيِّ قال:
قَسَمَ رسول الله ﷺ في أصحابه ضحايا؛ فأعطاني عَتُودًا جَذَعًا، قال: فرجعت به إليه؛ فقلت: إنه جذع؟ ! قال:
«ضَحِّ به».
فضحَّيْتُ به.
(قلت: إسناده حسن صحيح، وصححه ابن حبان).
إسناده: حدثنا محمد بن صُدْرَان. ثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى: ثنا محمد بن إسحاق: حدثني عُمَارة بن عبد الله بن طُعْمَةَ عن سعيد بن المسيب عن زيد بن خالد.
قلت: وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات معروفون؛ غير ابن طعمة، وقد ذكره ابن حبان في «الثقات»، لكن قد روى عنه – غير ابن إسحاق – ثقات آخرون، منهم مالك كما في «التهذيب»، ومالك لا يروي إلا عن ثقة، كما بين ذلك الحافظ السيوطي في أول رسالته: «إسعاف المبطأ برجال الموطأ»، وكأن الحافظين الذهبي والعسقلاني ذهلا عن هذه الحقيقة، وإلا؛ لما قال الأول منهما في المترجم:
«مقبول»!
فإنهما إنما يقولان ذلك فيمن توثيق ابن حبان له غير مقبول! فتأمل!
أما المنذري؛ فأعله بابن إسحاق كعادته!
والحديث أخرجه البيهقي (٩/ ٢٧٥) من طريق المؤلف.
ثم أخرجه هو، وابن حبان (١٥٤٩)، وأحمد (٥/ ١٩٤) من طرق أخرى عن ابن إسحاق … به؛ وزادوا جميعًا – بعد قوله: عتودًا جذعًا -: من المعز.
إلا أن البيهقي وقعت عنده بعد قوله: فقلت: إنه جذع.
وللحديث شاهد صحيح من حديث عقبة بن عامر … نحوه، جاء ذلك عنه من طرق فيها:
«ضَحِّ بها أنت»؛ زاد في أحدها:
«ولا أرخِّصُهُ لأحد فيها بعد». وفي بعضها: قال: وكِيع:
الجذع من الضأن يكون ابن ستة أو سبعة أشهر.
قلت: وهو جائز في الأضحية؛ كما يدل عليه الحديث الآتي بعده وغيره؛ بخلاف الجذع من المعز؛ كما أفاده حديث زيد وعقبة؛ وهو مخرج في «الإرواء» (١١٤٤).
و(العَتُودُ): هو الصغير من أولاد المعز؛ إذا قوي ورعى، وأتى عليه حول، كما في «النهاية» لابن الأثير.
كنا مع رجل من أصحاب النبي ﷺ – يقال له: مجاشع من بني سُلَيْمٍ -، فعزَّت الغَنَمُ، فأمر مناديًا فنادى: إن رسول الله ﷺ يقول:
«إن الجَذَعَ يُوفِي مما يُوفِي منه الثَّنِيُّ».
(قلت: إسناده صحيح، وقال الحاكم: «حديث صحيح»، وقال ابن حزم: «إنه في غاية الصحة»).
إسناده: حدثنا الحسن بن علي: ثنا عبد الرزاق: ثنا الثوري عن عاصم بن كُلَيْبٍ.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله كلهم تقات.
والحديث أخرجه ابن ماجه من طريق أخرى عن عبد الرزاق.
وتابعه جماعة: عند البيهقي وغيره، وهو مخرج في «الإرواء» (١١٤٦).
٢٤٩٥ – عن البراء قال:
خطبنا رسول الله ﷺ يومَ النَّحْرِ بعد الصلاة، فقال:
«مَنْ صلَّى صلاتنا، ونَسَكَ نُسُكَنا؛ فقد أصاب النُّسُكَ. ومن نَسَكَ قبل الصلاة؛ فتلك شَاةُ لَحْمٍ».
فقام أبو بُرْدَةَ بْنُ نِيارٍ، فقال: يا رسول الله! والله! لقد نَسَكْتُ قبل أن أخرج إلى الصلاة؛ وعرفتُ أن اليومَ يومُ أكلٍ وشربٍ؛ فتعجلت، فأكلت وأطعمت أهلي وجيراني؟ فقال رسول الله ﷺ:
فقال: إن عندي عَناقًا جَذَعةً، وهي خير من شاتَيْ لَحْم، فهل تجزئ عني؟ قال:
«نعم، ولن تجزئ عن أحد بعدك».
(قلت: إسناده صحيح على شرط البخاري. وقد أخرجه في «الصحيح» بإسناد المؤلف وغيره، ومسلم وأبو عوانة وابن الجارود في «صحاحهم»، وهو عند أبي عوانة من طريق المؤلف في رواية. وصححه الترمذي).
إسناده: حدثنا مسدد: ثنا أبو الأحوص: ثنا منصور عن الشعبي عن البراء.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين؛ غير مسدد، فهو على شرط البخاري؛ وقد أخرجه كما يأتي.
وأبو الأحوص: هو سَلام بن سُلَيْمٍ الحَنَفِيُّ، وقد توبم كما سأذكره.
والحديث أخرجه البخاري (٩٨٣) … بإسناد المؤلف هذا ومتنه.
ومن طريق المؤلف: أخرجه أبو عوانة (٥/ ٢١٣ – ٢١٤).
والبيهقي (٩/ ٢٧٦) من طريق أخرى عن مسدد.
ومسلم (٦/ ٧٥)، والنسائي من طريقين آخرين عن أبي الأحوص.
وهو والبخاري (٩٥٥)، وأبو عوانة (٥/ ٢١٤ و٢١٦ و٢١٨)، وأحمد (٤/ ٢٨١)، وأبو يعلى (٢/ ٤٦٧) من طرق أخرى عن منصور … به.
وله طرق أخرى في «الصحيحين» وغيرهما عن الشعبي، وهو مخرج في «الإرواء» (١١٥٤)، ومنها الآتي بعده.
ضحى خالٌ لي – يقال له: أبو بُرْدَةَ – قبل الصلاة، فقال له رسول الله ﷺ: «شاتك شاة لحم».
فقال: يا رسول الله! إن عندي داجنَ جَذَعَةٍ من المعز؟ فقال:
«اذبَحْها، ولا تَصْلُحُ لغيرك».
(قلت: إسناده صحيح على شرط البخاري. وقد أخرجه في «صحيحه» بإسناد المصنف، وأبو عوانة من طريقه – في رواية -، ومسلم).
إسناده: حدثنا مسدد: ثنا خالد عن مُطَرِّفٍ عن عامر عن البراء بن عازب.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين؛ غير مسدد، فهو على شرط البخاري وحده؛ وقد أخرجه هو عنه، ومسلم عن غيره كما يأتي.
والحديث أخرجه البخاري (٥٥٥٦) … بإسناد المؤلف ومتنه؛ إلا أنه قال: … داجنًا جذعةً ..
وأخرجه أبو عوانة (٥/ ٢٢١)، والبيهقي (٩/ ٢٦٩) من طريق المؤلف.
ومسلم (٦/ ٧٤) من طريق أخرى عن خالد بن عبد الله … به.
وأبو عوانة من طرق أخرى عن مُطَرِّفٍ … به.
وقد تابعه منصور عن عامرٍ الشعبي … به أتم منه؛ وهو الذي قبله.
وله شاهد من حديث أبي زيد الأنصاري: رواه ابن ماجه (٣١٥٤).
وفيه عمرو بن بُجْدَانَ؛ وهو مجهول.
٢٤٩٧ – عن عُبَيْدِ بن فَيْرُوزٍ قال:
سألت البراء بن عازب: ما لا يجوز في الأضاحي؟ فقال:
قام فينا رسول الله ﷺ – وأصابعي أَقْصَرُ من أصابعه، وأنامِلي أَقْصَرُ من أنامله -، فقال:
«أربع لا تجوز في الأضاحي: العَوْراءُ بَيِّنٌ عَوَرُها، والمريضةُ بَيِّنٌ مَرَضُها، والعَرْجَاءُ بَيِّنٌ ظَلْعُها، والكَسِيرُ التي لا تُنْقِي».
قال: قلت: فإني أكره أن يكون في السِّنِّ نَقْصٌ؟ قال:
«ما كرهتَ فدعه، ولا تُحَرِّمْهُ على أَحَدٍ».
(قلت: إسناده صحيح، وصحصه الترمذي وابن الجارود وابن حبان والحاكم، ووافقه الذهبي والعسقلاني).
إسناده: حدثنا حفص بن عمر النَّمَرِيُّ: ثنا شعبة عن سليمان بن عبد الرحمن عن عُبَيْدِ بن فَيْرُوزٍ.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات؛ وسليمان بن عبد الرحمن: هو الخراساني البصري.
والحديث أخرجه سائر الأربعة وغيرهم من طرق عن ابن فيروز، وهو مخرج في «الإرواء» (١١٤٨).
وعزاه الحاكم لمسلم من حديث سليمان بن عبد الرحمن!
وهو وَهَمٌ؛ تبعه عليه الذهبي، وانظر «تلخيص الحبير» (ص ٣٨٤).
٢٤٩٨ – عن جابر بن عبد الله قال:
كنا نتمتع في عهد رسول الله – صلي الله عليه وسلم -: نذبح البقرة عن سبعة، والجزور عن سبعة؛ نشترك فيها.
(قلت: إسناده صحيح على شرط مسلم. وقد أخرجه هو وأبو عوانة في «صحيحيهما»).
إسناده: حدثنا أحمد بن حنبل: ثنا هُشَيْم: ثنا عبد الملك عن عطاء عن جابر بن عبد الله.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم؛ وقد أخرجه كما يأتي.
وعبد الملك – وهو ابن أبي سليمان العَرْزَمِي – فيه كلام لا يضر.
والحديث في «مسند أحمد» (٣/ ٣٠٤) … بإسناده ومتنه.
وأخرجه مسلم (٤/ ٨٨)، وأبو يعلى (٢/ ٥٤٩) من طريقين آخرين عن هشيم … به؛ دون ذكر الجَزُورِ.
وكذلك أخرجه أبو عوانة (٥/ ٢٤٧)، والنسائي في «الأضاحي»، والبيهقي (٩/ ٢٧٩)، وأحمد أيضًا (٣/ ٣١٨) من طرق أخرى عن عبد الملك … به.
لكن قد تابعه الرَّبِيعُ بن صُبَيْحٍ عن عطاء … به أتم منه.
أخرجه الطيالسي (١٦٧٦).
وأحمد (٣/ ٣٦٦).
وتابعه قيس بن سعد؛ وهو الآتي بعده.
«البقرة عن سبعة، والجَزُورُ عن سبعة».
(قلت: إسناده صحيح على شرط مسلم).
إسناده: حدثنا موسى بن إسماعيل: ثنا حماد عن قيس عن عطاء عن جابر بن عبد الله.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم؛ وقيس: هو ابن سعد المَكِّيُّ.
وحماد: هو ابن سلمه.
والحديث أخرجه أحمد (٣/ ٣٦٣): ثنا عفان: ثنا حماد … به.
وأخرجه البيهقي (٩/ ٢٩٥) من طريق آخر عن عفان … به.
وتابعه أبو الزبير عن جابر. وهو التالي.
٢٥٠٠ – ومن طريق أخرى عنه: أنه قال:
نَحَرْنا مع رسول الله – صلي الله عليه وسلم – بـ (الحديبية) البَدَنَةَ عن سبعة، والبقرة عن سبعة.
(قلت: إسناده صحيح على شرط مسلم. وقد أخرجه هو وأبو عوانة في «صحيحيهما»، وابن الجارود – ببعضه -. وصححه الترمذي وابن حبان).
إسناده: حدثنا القعنبي عن مالك عن أبي الزبير المكي عن جابر بن عبد الله.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم؛ وقد أخرجه كما يأتي.
وقد صرح أبو الزبير بالتحديث في بعض طرقه كما يأتي.
والحديث في «الموطأ» (٢/ ٣٧) … بإسناده ومتنه.
ثم أخرجه مسلم والدارمي، وابن الجارود (٤٧٩)، والطحاوي، وابن حبان (٩٧٨)، وأحمد (٣/ ٢٩٢ و٣٠١ و٣٧٨) من طرق أخرى عن أبي الزبير … به؛ وصرح بالتحديث في بعض الطرق عنه: عند مسلم وأحمد والبيهقي (٩/ ٢٩٤ – ٢٩٥) أيضًا.
وتابعه جمع: عند الطحاوي والطيالسي (١٧٩٥)، وأحمد (٣/ ٣١٦ و٣٣٥ و٣٥٣ و٣٦٤) عن جابر .. لم يذكر في بعضها البقرة.
وكذلك هو في بعض الروايات المشار إليها آنفًا عن أبي الزبير، وقد خرجتها في «الإرواء» (١٠٦١).
٨ – باب في الشاة يضحى بها عن جماعة
٢٥٠١ – عن جابر بن عبد الله قال:
شَهِدْتُ مع رسول الله ﷺ الأضحى بالمصلى، فلما قضى خطبته؛ نزل عن منبره، وأُتِيَ بكبش، فذبحه رسول الله ﷺ بيده وقال:
«بسم الله والله أكبر، هذا عني وعمَّن لم يُضَحِّ من أُمَّتي».
(قلت: إسناده صحيح، وكذلك قال الحاكم والذهبي).
إسناده: حدثنا قتيبة بن سعيد: ثنا يعقوب – يعني: الإسكندراني – عن عمرو عن المطلب عن جابر بن عبد الله.
وقد قرن فيها برجل من بني سَلَمة – وأنا أظنه عبد الرحمن بن جابر بن عبد الله؛ فإنه سلمي، يرويه عنه ابن عقيل – وهو حسن الحديث.
وله طريق ثالث، خرجته مع الأولين في «الإرواء» (١١٣٨).
٩ – باب الإمام يذبح بالمصلى
٢٥٠٢ – عن نافع عن ابن عمر:
أن النبي – صلي الله عليه وسلم – كان يذبح أُضْحِيَّتَهُ بالمصلى، وكان ابن عمر يفعله.
(قلت: إسناده حسن صحيح. وروى البخاري المرفوع منه، ومالك الموقوف بأتم منه. وإسناده صحيح على شرط الشيخين).
إسناده: حدثنا عثمان بن أبي شيبة أن أبا أسامة حدثهم عن أسامة عن نافع.
قلت: وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين؛ غير أسامة – وهو ابن زيد الليثي -، وهو حسن الحديث، وقد توبع كما يأتي بيانه.
والحديث أخرجه أحمد – وابنه عبد الله (٢/ ١٠٩) قال: ثنا أبي -: ثنا عبد الله بن محمد – وسمعته أنا من عبد الله بن محمد -: ثنا أبو أسامة … به.
وأخرجه ابن ماجه (٣١٦١)، والبيهقي (٩/ ٢٧٨) من طرق أخرى عن أبي أسامة … به؛ وليس عند ابن ماجه الموقوف منه.
كان ﷺ يذبح وينحر في المصلى.
أخرجه البخاري (٥٥٥٢)، والنسائي والبيهقي.
وفي رواية للنسائي من طريق عبد الله بن سليمان – وهو الحِمْيَرِيُّ -: حدثني نافع عن عبد الله بن عمر:
أن رسول الله – صلي الله عليه وسلم – نحر يوم الأضحى بالمدينة. قال: وقد كان إذا لم ينحر؛ يذبح بالمصلى.
وإسناده جيد.
ومعناه في رواية للبخاري (٩٨٢) عن ابن فرقد.
والموقوف رواه مالك في «الموطأ» (٢/ ٣٥) عن نافع:
أن عبد الله بن عمر ضحى مرة في المدينة، قال نافع: فأمرني أن أشتري له كبشًا فَحِيلًا أقرن، ثم أذبحه يوم الأضحى في مصلى الناس. قال نافع: ففعلت، ثم حُمِلَ إلى عبد الله بن عمر؛ فحلق رأسه حين ذبح الكبش، وكان مريضًا لم يشهد العيد مع الناس، قال نافع: وكان عبد الله يقول:
ليس حِلاقُ الرأس بواجب على من ضحى. وقد فعله ابن عمر.
قلت: والموقوف رواه البخاري (٥٥٥١) من طريق عبيد الله عن نافع قال:
كان ينحر في المنحر. قال عبيد الله: يعني: منحر النبي – صلي الله عليه وسلم -.
ثم روى البخاري عقبه حديث ابن فرقد المرفوع المتقدم.
فادعى الحافظ في «الفتح» (١٠/ ٩): أن هذا يدل على الموقوف، يعني: وليس
«لأن قوله في الموقوف: كان ينحر في منحر النبي – صلي الله عليه وسلم – .. يريد به المصلى؛ بدلالة الحديث المرفوع المصرِّح بذلك»!
قلت: وفاته رحمه الله أن البخاري ترجم لحديث عبيد الله بخلاف ما ادعى، فقال في «الحج»: (١١٦ – باب النحر في منحر النبي – صلي الله عليه وسلم – بمنى)!
ثم ساق تحته حديث عبيد الله، وأتبعه بحديث موسى بن عقبة عن نافع:
أن ابن عمر رضي الله عنهما كان يبعث بهديه من جَمْع من آخر الليل؛ حتى يُدْخَلَ به منحر النبي – صلي الله عليه وسلم – مع حجَّاج؛ فيهم الحر والمملوك.
فتبين من هذا أن المراد بحديث عبيد الله الموقوف: مَنْحَرُ النبي – صلي الله عليه وسلم – في منى، وليس المصلى الذي في المدينة. والله أعلم.
١٠ – باب في حبس لحوم الأضاحي
٢٥٠٣ – عن عائشة قالت:
دَفَّ ناسٌ من أهل البادية حَضْرَةَ الأضحى في زمان رسول ﷺ، فقال رسول الله – صلي الله عليه وسلم -:
«ادخروا الثلث (١)، وتصدقوا بما بقي».
قالت: فلما كان بعد ذلك! قيل لرسول الله – صلي الله عليه وسلم -: يا رسول الله! لقد كان الناس ينتفعون من ضحاياهم، وَيَجْمِلُونَ منها الوَدَكَ، ويتخذون منها
وفي «مسلم»: «ثلاثًا».
«وما ذاك؟» – أو كما قال -.
قالوا: يا رسول الله! نهيت عن إمساك لحوم الضحايا بعد ثلاث! فقال رسول الله – صلي الله عليه وسلم -:
«إنما نهيتكم من أجل الدافّة التي دَفَّتْ عليكم؛ فكُلُوا، وتصدَّقوا، وادَّخروا».
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد أخرجه مسلم وأبو عوانة، وأحد إسناديه عن المؤلف، وأخرجه البخاري مختصرًا).
إسناده: حدثنا القعنبي عن مالك عن عبد الله بن أبي بكر عن عمرة بنت عبد الرحمن قالت: سمعت عائشة تقول …
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين، وقد أخرجه مسلم وغيره عن مالك … به.
والبخاري من طريق أخرى عن عمرة … مختصرًا. وهو مخرج في «الإرواء» (٤/ ٣٧٠) – مع بعض الشواهد -.
٢٥٠٤ – عن نُبَيشة قال: قال رسول الله – صلي الله عليه وسلم -:
«إنَّا كنَّا نهيناكم عن لحومها أن تأكلوها فوق ثلاث؛ لكي تسعكم؛ فَقَدْ جاء الله بالسَّعَةِ فكُلُوا»، وادَّخروا، واتَّجِرُوا، ألا وإن هذه الأيامَ أيامُ أكلٍ وشربٍ وذِكْرِ اللهِ عز وجل”.
(قلت: إسناده صحيح على شرط البخاري. وأخرج مسلم منه جملة
إسناده: حدثنا مسدد: حدثنا يزيد بن زُريع: حدثنا خالد الحَذَّاء عن أبي المَلِيحِ عن نُبَيْشَةَ.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين؛ غير مسدد، فهو من أفراد البخاري، ولكنه قد توبع كما يأتي.
وأبو المليح: هو ابن أسامة بن عُمَيْرٍ؛ اختلفوا في اسمه على أقوال، ليس فيها ما يمكن القطع به.
والحديث أخرجه البيهقي (٩/ ٢٩٢ – ٢٩٣) من طريق المؤلف.
وابن ماجه (٣١٦٠) … مختصرًا.
وأحمد (٥/ ٧٥ و٧٦) من طرق أخرى عن خالد الحذاء … به.
وروى مسلم (٤/ ١٥٣) منه: جملة الأيام.
ورواه النسائي في «الفرع والعتيرة»، وأحمد أيضًا من طريق شعبة عن خالد عن أبي قِلابَةَ عن أبي المَلِيحِ – قال خالد: وأحسبني قد سمعته من أبي المليح – عن نبيشة … به.
ورواه الطحاوي (٤/ ١٨٦) من طريق أخرى عن خالد … به؛ دون قوله: وأحسبني …
ولمسلم منه الجملة المذكورة من طريق ابن عُلَيَّةَ عن خالد … وفيه:
قال خالد: فلقيت أبا المليح، فسألته؟ فحدثني به.
٢٥٠٥ – عن ثَوْبَانَ قال:
ضحى رسول الله – صلي الله عليه وسلم -، ثم قال:
«يا ثوبان! أَصْلِحْ لنا الشاة».
قال: فما زِلْتُ أُطْعِمُة منها؛ حتى قَدِمْنا المدينة.
(قلت: إسناده صحيح على شرط مسلم. وقد أخرجه هو وأبو عوانة في «صحيحيهما»، وإسناده عن المؤلف في رواية له).
إسناده: حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي: ثنا حماد بن خالد الخَيَّاطُ قال: ثنا معاوية بن صالح عن أبي الزَّاهِرِيَّةِ عن جُبَيْرِ بن نفَيْرٍ عن ثوبان.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم؛ وقد أخرجه كما يأتي.
وأبو الزاهرية: اسمه حُدَيْر بن كُرَيْبٍ الحَضْرَمِيُّ.
وعزاه المنذري (٤/ ١١٢) للبخاري أيضًا! فوهم.
والحديث أخرجه مسلم وغيره من طرق أخرى عن معاوية بن صالح … به.
وله طريق أخرى عن جبير بن نفير، خرجتهما في «الإرواء» (١١٥٨)، فلا أعيده، ولكني أزيد هنا فأقول:
إن من رواة الطريق الأولى: أحمد (٥/ ٢٧٧ و٢٨١)، والطبراني في «الكبير» (١٤١١)، والحاكم (٤/ ٢٣٥)؛ واستدركه على مسلم! فوهم.
ونحن بمنى .. وأنه مثلها في المعنى.
وقد بدا لي أن الأمر يحتاج إلى شيء من التوضيح؛ فأقول:
إن الزيادة عند مسلم – من طريق أبي مُسْهِر -، والدارمي – من طريق مروان بن محمد – كلاهما عن يحيى بن حمزة: حدثني الزُّبَيْدِيُّ عن عبد الرحمن بن جُبَيْرِ بن نُفَيْرٍ عن أبيه.
فَوَجْهُ الرد: أن البيهقي قال في الزيادة:
«إنها غير محفوظة»! موهمًا أنه تفرد بها أبو مسهر، وليس كذلك فقد تابعه مروان بن محمد كما رأيت.
ومن المفيد أن أذكر هنا: أن أبا عوانة جمع في رواية له بين الزيادتين من الطريقين عن يحيى؛ فقال (٥/ ٢٣٨): حدثنا محمد بن عوف قال: ثنا مروان بن محمد وأبو مسهر. (ح) وحدثنا الصنعاني قال: ثنا أبو مسهر، قالا: ثنا يحيى بن حمزة … فساق الإسناد إلى ثوبان بلفظ: قال:
كنت مع رسول الله – صلي الله عليه وسلم – بمنى في حجة الوداع … الحديث.
فتم التوضيح، وسَلِمَتِ الزيادة من الشذوذ.
٢٥٠٦ – عن شَدَّاد بن أَوْس قال:
خَصْلَتَانِ سَمِعْتهما من رسول الله – صلي الله عليه وسلم -:
«إن الله كتب الإحسان على كُلِّ شيء، فإذا قَتَلْتُمْ، فأَحْسِنوا – غَيرُ مُسْلِم (يعني: ابن إبراهيم) يقول: فأحسنوا القِتْلَةَ -، وإذا ذبَحْتمْ؛ فأَحْسِنوا الذَّبحَ، وَلْيُحِدَّ أحدُكم شَفْرَتَهُ، وَلْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ».
(قلت: إسناده صحيح على شرط مسلم. وقد أخرجه هو وأبو عوانة وابن الجارود في «صحاحهم». وصححه الترمذي).
إسناده: حدثنا مسلم بن إبراهيم: ثنا شعبة عن خالد الحَذَّاء عن أبي قِلابَةَ عن أبي الأشعث عن شَدَّاد بن أوس.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين؛ غير أبي الأشعث – واسمه: شَرَاحيلُ بن آدَةَ -؛ فهو على شرط مسلم وحده؛ وقد أخرجه كما يأتي.
والحديث أخرجه مسلم وأبو عوانة (٥/ ١٨٩ – ١٩٢) وغيرهما من طرق عن شعبة.
وهما، والترمذي (١٤٠٩)، وابن الجارود (٨٣٩ و٨٩٩) من طرق أخرى كلهم عن خالد الحذاء … به. وقال الترمذي:
«حديث حسن صحيح».
وقد خرجت الحديث – بأوسع مما هنا – في «الإرواء» (٢٢٣١)، مع شاهد له، فليراجعه من شاء المزيد.
دخلت مع أنس على الحَكَمِ بن أيوب، فرأى فتيانًا – أو غلمانًا – قد نَصَبُوا دَجَاجَة يرمونها، فقال أنس:
نهى رسول الله – صلي الله عليه وسلم – أن تصْبَرَ البهائمُ.
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد أخرجاه، وكذا أبو عوانة وابن الجارود في «صحاحهم»؛ وإسناد البخاري هو عين إسناد المؤلف، ومن طريقه رواه أبو عوانة في رواية).
إسناده: حدثنا أبو الوليد الطيالسي: ثنا شعبة عن هشام بن زيد قال …
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين؛ وقد أخرجاه كما يأتي.
والحديث أخرجه أبو عوانة (٥/ ١٩٤)، والبيهقي (٩/ ٣٣٤) من طريق المؤلف.
والبخاري (٥٥١٣) … بإسناده ومتنه.
ومسلم (٦/ ٧٢)، وأبو عوانة أيضًا، والنسائي في آخر «الضحايا»، وابن ماجه (٣١٨٦)، وابن الجارود (٨٩٨)، والطيالسي (٢٠٧٠)، وأحمد (٣/ ١١٧ و١٧١ و١٨٠) من طرق أخرى عن شعبة … به؛ وبعضهم ليس عندهم قصة الفتيان.
وقد تابعه عليها حماد بن سلمة: حدثني هشام بن زيد قال:
دخلت مع جدي دار الإمارة؛ فإذا دجاجةٌ مَصْبُورةٌ تُرْمَى، فكلما أصابها سهم؛ صاحت، فقال … فذكره.
وإسناده صحيح على شرط مسلم.
وله شاهد من حديث جابر.
١٣ – باب في ذبائح أهل الكتاب
٢٥٠٨ – عن ابن عباس قال:
﴿فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ﴾ [٦/ ١١٨]، ﴿وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ﴾ [٦/ ١٢١]، فَنَسَخَ؛ واستثنى من ذلك، فقال: ﴿وَطَعَامُ (١) الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ﴾ [٥/ ٥].
(قلت: إسناده حسن).
إسناده: حدثنا أحمد بن محمد بن ثابت المَرْوَزِيُّ: حدثني علي بن حسين عن أبيه عن يزيد النحوي عن عكرمة عن ابن عباس.
قلت: وهذا إسناد حسن، وقد مضى في عدة أحاديث، آخرها برقم (٢٤٧٦).
وأعله المنذري – كعادته – بعلي بن حسين! وقد مضى الجواب عنه.
والحديث رواه البيهقي (٩/ ٢٨٢) من طريق المؤلف.
ورواه ابن جرير الطبري في «التفسير» (٨/ ١٣): حدثنا ابن حُمَيْد قال: ثنا يحيى بن واضح قال: ثنا الحسين بن واقد عن يزيد عن عكرمة … مرسلًا نحو الحديث الآتي في نزول الآية (١٢١).
وما أثبتُّه نسخة «عون المعبود»، وهي المعتمدة؛ لموافقتها لرواية البيهقي عن المؤلف من جهة، ومطابقتها للنص في المصحف من جهة أخرى؛ إلا إسقاط الواو، وهذا الخَطْبُ فيه سهلٌ إن شاء الله تعالى.
ما ذبَحَ الله فلا تأكلوا، وما ذَبَحْتُمْ أنتم فكُلُوا! فأنزل الله: ﴿وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ﴾ [٦/ ١٢١].
(قلت: حديث صحيح، وقال الحاكم: «صحيح على شرط مسلم»!
ووافقه الذهبي! وصححه الحافظ ابن حجر!).
إسناده: حدثنا محمد بن كثير: أخبرنا إسرائيل: ثنا سِمَاكٌ عن عكرمة عن ابن عباس.
قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات رجال مسلم، لكن في رواية سماك – وهو ابن حرب – عن عكرهة ضعف، لكنه قد توبع كما سأبينه إن شاء الله تعالى.
والحديث أخرجه البيهقي (٩/ ٢٤١) من طريق المؤلف.
وأخرجه ابن جرير (٨/ ١٣)، والحاكم (٤/ ١١٣ و٢٣١) من طريق عبيد الله بن موسى عن إسرائيل … به. وقال الحاكم:
«صحيح على شرط مسلم»! ووافقه الذهبي!
وتابعه شريك عن سماك بن حرب … به نحوه، دون آية وإنَّ الشياطين.
أخرجه ابن جرير.
ووكيع عن إسرائيل … به: رواه ابن ماجه (٣١٧٣).
وابن جرير (٦/ ١٤)، وتابعه الحكم بن أبان عن عكرمة …. به نحوه.
أخرجه ابن جرير (٦/ ١٢)، والطبراني في «المعجم الكبير» (١١٦١٤).
ويشهد له الطريق الذي بعده، وثالث سأذكره ثمة.
والحديث صحَّح إسنادَهُ الحافظُ في «الفتح» (٩/ ٢٦٤)!
٢٥١٠ – ومن طريق آخر عنه قال:
جاءت اليهود إلى النبي – صلي الله عليه وسلم -، فقالوا: نأكل مما قَتَلْنا، ولا نأكل مما قَتَلَ اللهُ؟ ! فأنزل الله: ﴿وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ …﴾ إلى آخر الآية.
(قلت: حديث صحيح، لكن ذكر اليهود فيه منكر، والمحفوظ أنهم المشركون، وقال الترمذي: «حسن غريب. وقد روي من غير هذا الوجه عن ابن عباس». ولعله يعني الذي قبله، وله وجه ثالث؛ صححه أيضًا الحاكم والذهبي، وفيه اللفظ المحفوظ دون لفظ اليهود).
إسناده: حدثنا عثمان بن أبي شيبة: ثنا عمران بن عُيَيْنَةَ عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس.
قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات؛ غير عمران بن عُيَيْنَةَ، فهو صدوق له أوهام، وقد خولف في حرف منه كما يأتي بيانه.
لكن عطاء بن السائب كان اختلط؛ لكن يشهد لحديثه هذا الحديثان قبله.
قال:
وطريق ثالث، وهو ما روى سفيان عن هارون بن عنترة عن أبيه عن ابن عباس قال:
جادل المشركون المسلمين، فقالوا: ما بال ما قَتَلَ اللهُ لا تأكلونه، وما قتلتم أنتم
أخرجه ابن جرير (٦/ ١٣)، والحاكم (٤/ ٢٣٣)، وقال:
«صحيح الإسناد»، ووافقه الذهبي، وهو كما قالا.
ورواه النسائي أيضًا في «الضحايا».
والحديث أخرجه ابن جرير (٦/ ١٥)، والطبراني (١٢٢٩٥)، والبيهقي (٩/ ٢٤٠) من طرق أخرى عن عمران … به.
وتابعه جرير – عند ابن جرير -، وزياد بن عبد الله البَكَّائي – كلاهما – عن عطاء … به؛ إلا أنهما لم يذكرا (اليهود) وقال زياد:
أتى أناس النبي – صلي الله عليه وسلم – …
أخرجه الترمذي (٣٠٧١)، وحسنه كما ترى آنفًا!
فقد تفرد عمران بذكر اليهود؛ فهو منكر، للتفرد والمخالفة.
وبالجملة؛ فالحديث صحيح بمجموع طرقه؛ إلا لفظة اليهود.
وهذا خير مما صنعه المنذري؛ حيث أعل الحديث الأول والثالث، وسكت عن الحديث الثاني دون أن ينتبه أو ينبه إلى أن بعضها يقوي بعضًا!
ومن إعلال ابن القيم هذا الحديث الثالث بأربع علل، تعود كلها إلى ضعف عطاء وعمران؛ إلا الرابعة فإنه أَعَلَّ فيها تلك اللفظة التي تفرد بها عمران من ناحية المتن، فقال:
“الرابعة: أن سورة الأنعام مكية باتفاق، ومجيء اليهود إلى النبي – صلي الله عليه وسلم –
قلت: وهذا حق، ولكن خفي عليه أن الطرق الأخرى سالمة من هذه العلة، فلا يصح إعلال الحديث من أصله بها، وإنما ينكر منه ما ثبت خطأ راويه فيه! والله الموفق.
١٤ – باب ما جاء في أكل مُعَاقَرَةِ الأعراب
٢٥١١ – عن ابن عباس قال:
نهى رسول الله – صلي الله عليه وسلم – عن مُعَاقَرَةِ الأعراب.
(قلت: إسناده حسن صحيح على شرط مسلم).
إسناده: حدثنا هارون بن عبد الله: ثنا حَمَّاد بن مَسْعَدَةَ عن عوف عن أبي رَيْحانة عن ابن عباس.
قال أبو داود: «اسم أبي ريحانة: عبد الله بن مَطَرٍ. وغُنْدَرٌ أوقفه على ابن عباس».
قلت: وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات كلهم رجال مسلم؛ على ضعف في أبي ريحانة، وقد قال الذهبي في «الميزان».
«صويلح الحال».
ورواية غندر – واسمه: محمد بن جعفر المدني البصري – التي علقها المؤلف؛ فلم أقف الآن على من وصلها عنه؛ لينظر أهو من هذا الوجه أم من غيره! والظاهر أنه الأول؛ لأنه كان معروفًا بالرواية عن عوف – وهو ابن أبي جَمِيلَةَ الأعرابي -،
والحديث أخرجه البيهقي (٩/ ٣١٣ – ٣١٤) من طريق المؤلف.
ثم ساق له شاهدًا من حديث أنس … مرفوعًا بلفظ:
«لا عَقْرَ في الإسلام». وقد تقدم من رواية المؤلف في «الحج» رقم (…).
١٥ – باب في الذَّبيحة بالمَرْوَةِ
٢٥١٢ – عن رافع بن خَدِيِجٍ قال:
أتيت رسول الله ﷺ، فقَلت: يا رسول الله! إنا نلقى العدو غدًا، وليس معنا مُدىً (١)؟ فقال رسول الله – صلي الله عليه وسلم -:
«أرِنْ – أو أَعْجِلْ -! ما أنهر الدَّمَ، وذُكرَ اسمُ الله عليه؛ فكلوا؛ ما لم يكن سِنًّا أو ظفرًا. وسأحدثكم عن ذلك: أما السِّنُّ فَعَظْمٌ، وأما الظُّفُرُ فَمُدى الحبشة».
وتقدم سَرَعَانٌ من الناس؛ فتعجَّلوا فأصابوا من الغنائم، ورسول الله – صلي الله عليه وسلم – في آخر الناس، فنصبوا قدورًا، فَمَرَّ رسول الله – صلي الله عليه وسلم – بالقدور؛ فَأَمَرَ بها فَأُكفِئَتْ، وقَسَمَ بينهم، فَعَدَلَ بعيرًا بِعَشْرِ شِيَاهٍ.
«إن لهذه البهائم أَوَابِدَ كأوابدِ الوَحْش، ما فَعَلَ منها هذا؛ فافعلوا به مِثْلَ هذا».
(قلت: إسناده صحيح على شرط البخاري. وقد أخرجه بإسناد المؤلف، وأخرجه هو ومسلم وأبو عوانة وابن الجارود).
إسناده: حدثنا مسدد: ثنا أبو الأحوص: ثنا سعيد بن مسروق عن عَبَايَةَ بن رِفَاعَةَ عن أبيه عن جده رافع بن خَدِيجٍ.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين؛ غير مسدد، فهو من رجال البخاري وحده، ولكنه قد توبع كما يأتي.
وغير أبي عباية رفاعة بن رافع، فإنه من رواة البخاري في هذا الإسناد، وقد أسقطه من الإسناد أكثر أصحاب سعيد بن مسروق كالثوري وشعبة، وهو المحفوظ؛ كما قال الحافظ المزي في «التهذيب».
وأشار إلى ذلك البيهقي عقب الحديث. وانظر «فتح الباري» (٩/ ٦٢٥).
والحديث أخرجه البيهقي (٩/ ٢٤٧) من طريق المؤلف وغيره عن مسدد.
والبخاري (٥٥٤٣) عنه.
وتابعه هَنَّادُ بن السَّرِيِّ عن أبي الأحوص … به.
أخرجه النسائي في «الضحايا»، والترمذي (١٤٩١ و١٦٠٠)، وقال:
“ورواه سفيان الثوري عن أبيه عن عباية عن جده رافع؛ ولم يذكر فيه: عن
وتابعه أبو بكر بن أبي شيبة: ثنا أبو الأحوص … به؛ دون قوله: وتقدم سرعان …
وكذلك هو في رواية النسائي المذكورة.
أخرجه الطبراني في «الكبير» (٤٣٨٥).
وخالفهم جماعة من الثقات الأثبات فقالوا: عن سعيد بن مسروق الثوري – وهو والد سفيان الثوري – عن عباية بن رافع عن جده رافع … به؛ بعضهم بتمامه.
أخرجه البخاري (٢٤٨٨ و٢٥٠٧ و٣٠٧٥ و٥٤٩٨ و٥٥٠٣ و٥٥٠٦ و٥٥٠٩ و٥٥٤٤)، ومسلم (٦/ ٧٨ – ٧٩)، وأبو عوانة (٥/ ١٩٧ – ٢٠٣)، والنسائي في «الصيد»، والدارمي (٢/ ٨٤)، وابن ماجه (٣١٣٧ و٣١٧٨)، والطحاوي (٤/ ١٨٣)، وابن الجارود (٨٩٥)، والبيهقي (٩/ ٢٤٥ – ٢٤٧ و٢٨٠ و٢٨١)، والطيالسي (٩٦٣ و٩٦٤)، وأحمد (٣/ ٤٦٣ و٤٦٤ و٥/ ١٤٠ و١٤٢)، والحميدي (٤١٠ و٤١١)، والطبراني (٤٣٨٠ – ٤٣٨٤ و٤٣٨٦ – ٤٣٩٣) من طرق كثيرة عن سعيد بن مسروق … به، بعضهم بتمامه.
وتابعه إسماعيل بن مسلم وليث – وهو ابن أبي سُلَيْمٍ – كلاهما عن عباية – زاد ليث – عن أبيه عن رافع: أخرجهما الطبراني (٤٣٩٤ و٤٣٩٥).
وجملة القول: أن ذكر أبي عباية في الإسناد شاذ، ورواية الجماعة أولى؛ لكثرتهم، وشهرتهم بالضبط والحفظ؛ لا سيما وفيهم ابن سعيد بن مسروق – وهو الإمام سفيان الثوري -، ولا سيما والابن أضبط لحديث أبيه من غيره؛ لكثرة ملازمته إياه، والله سبحانه وتعالى أعلم.
اصطدتُ أرنبين، فذبحتهما بِمَرْوَةٍ، فسألت رسول الله ﷺ عنهما؟ فأمرني بأكلهما.
(قلت: إسناده صحيح على شرط البخاري، وصححه ابن حبان، وقال الحاكم: «على شرط مسلم»! ووافقه الذهبي!).
إسناده: حدثنا مسدد أن عبد الواحد بن زياد وحمادًا حدثاهم – المعنى واحد – عن عاصم عن الشعبي عن محمد بن صفوان.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله ممن دون الصحابي ثقات رجال الشيخين؛ غير مسدد، فهو من رجال البخاري.
وعاصم بن سليمان الأحول، وقد توبع.
وحماد: هو ابن زيد الأَزْدِيُّ.
والحديث أخرجه ابن حبان (١٠٦٩) من طريق أخرى عن مسدد عن حماد بن زيد وحده.
وابن ماجه (٣١٧٥)، والبيهقي (٩/ ٣٢٠ – ٣٢١)، والطيالسي (١١٨٢)، وأحمد (٣/ ٤٧١) من طرق عن عاصم … به.
وتابعه داود بن أبي هند عن الشعبي … به: رواه أحمد والنسائي والبيهقي والحاكم، وقال:
«صحيح على شرط مسلم»! ووافقه الذهبي!
أنه كان يَرْعَى لِقْحَةً بِشِعْبٍ من شِعَابِ أُحُدٍ، فأخذها الموتُ، فَلَمْ يَجِدْ شيئًا يَنْحَرُها به، فأخذ وتدًا، فَوَجَأَ بِهِ في لَبَّتِهَا؛ حتى أُهْرِيقَ دَمُها، ثم جاء إلى النبيِّ ﷺ؛ فأخبره بذلك، فَأَمَرَهُ بأَكْلِها.
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين، وجهالة الصحابي لا تضر، وقد سَمَّاه ابن الجارود في روايته: أبا سعيد الخدري، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي).
إسناده: حدثنا قتيبة بن سعيد: ثنا يعقوب عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن رجل من بني حارثة.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين، وجهالة الصحابي لا تضر كما هو معروف؛ على أنه قد سُمِّيَ في بعض الطرق عن زيد بن أسلم.
ويعقوب: هو ابن عبد الرحمن القاريّ، وقد توبع من الثوري.
والحديث أخرجه البيهقي (٩/ ٢٨١) من طريق المؤلف.
وأخرجه أحمد (٥/ ٤٣٠) من طريق سفيان عن زيد بن أسلم … به.
وتابعه أيوب – وهو السَّخْتِيَانِي – عن زيد بن أسلم .. به؛ إلا أنه سَمَّى الصحابي: بأبي سعيد الخدري.
أخرجه النسائي، وابن الجارود (٨٩٦)، . والحاكم (٤/ ١١٣) من طريق حَبَّانَ بن هلال قال: حدثنا جرير بن حازم قال: حدثنا أيوب عن زيد بن أسلم – فلقيت زيد بن أسلم فحدثني به – … وزاد:
وكذا رواه البيهقي من طريق أخرى عن جرير قال: سمعت زيد بن أسلم … به.
وسنده صحيح أيضًا على شرطهما.
وكذا كاد أن يقول الحاكم؛ لولا إرسال مالك إياه.
٢٥١٥ – عن عَدِيِّ بن حَاتِم قال:
قلت: يا رسول الله – صلي الله عليه وسلم -! أرأيت إنْ أحدُنا أصاب صيدًا وليس معه سِكِّينٌ؛ أَيَذْبَحُ بالمروة وشِقَّةِ العصا؟ فقال:
«أَمْرِرِ الدَّمَ بما شئتَ، واذْكُرِ اسم الله عز وجل».
(قلت: حديث صحيح، وصححه الحاكم).
إسناده: حدثنا موسى بن إسماعيل: ثنا حماد عن سِمَاكِ بن حَرْبٍ عن مُرَيٍّ بن قَطَرِيٍّ عن عَدِيِّ بن حاتم.
قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات رجال مسلم؛ غير مُرَيِّ بن قَطَرِيٍّ، فهو – كما قال الذهبي -:
«لا يعرف، تفرد عنه سماك».
وذكره ابن حبان في «الثقات» (٣/ ٢٦٦)؛ على قاعدته المعروفة! وقال الحافظ في «التقريب»:
«مقبول». يعني: . عند المتابعة، وقد توبع كما سأبينه.
إنه قد أخرجه أيضًا الطحاوي (٤/ ١٨٣)، والبيهقي (٩/ ٢٨١)، والطيالسي (١٠٣٣)، وأحمد (٤/ ٢٥٦ و٢٥٨) كلهم من طرق عن حماد بن سلمة … به.
وتابعه عبد الله بن عامر بن ربيعة العَدَوِيُّ عن عدي بن حاتم … به: أخرجه البيهقي من طريق عبد الله بن وهب عن أبي بكر بن عبد الله عن أبي الزناد عن عبد الله بن عامر.
ورجاله ثقات معروفون؛ غير أبي بكر بن عبد الله، وأخشى أن يكون ابن أبي سبرة، وهو متروك.
لكني لم أر الحافظ المزي ذكر في شيوخه: أبا الزناد، ولا في الرواة عنه: ابن وهب. فالله أعلم.
لكن يشهد للحديث قوله ﷺ المتقدم قريبًا (٢٥١٢):
«ما أنهر الدم، وذُكِرَ اسم الله عليه؛ فكلوا …».
١٦ – باب ما جاء في ذبيحة المتردية
١٧ – باب في المبالغة في الذبح
[ليس تحتهما حديث على شرط كتابنا هذا. (انظر «الضعيف»]
٢٥١٦ – عن أبي سعيد قال:
سَأَلْتُ رسول الله – صلي الله عليه وسلم – عن الجَنِينِ؟ فقال:
«كُلُوهُ إن شئتم؛ فإنَّ ذكاتَهُ ذكاةُ أُمِّه».
(قلت: حديث صحيح، وصححه الترمذي وابن الجارود وابن حبان والحاكم والذهبي وعبد الحق الإشبيلي وابن دقيق العيد، وعمل به الإمام أحمد).
إسناده: حدثنا القعنبي: ثنا ابن المبارك. (ح) وثنا مُسَدَّدٌ: ثنا هُشَيْمٌ عن مجالد عن أبي الوَدَّاك عن أبي سعيد.
قلت: وهذا إسناد لا بأس به في الشواهد والمتابعات؛ فإن رجاله من الوجه الأول على شرط مسلم؛ إلا أنه إنما أخرج لمجالد – وهو ابن سعيد – مقرونًا، وفيه ضعف من قبل حفظه، ولكنه قد توبع كما يأتي.
وأبو الوَدَّاك – بفتح الواو، وتشديد الدال -: اسمه جَبْرُ بن نَوْفٍ البِكَالي.
والحديث أخرجه البيهقي (٩/ ٣٣٥) … بإسنادين آخرين عن شيخي المؤلف بإسنادهما عن مجالد … به.
ورواه آخرون من طرق عنه، كما تراه في «الإرواء»، ومنهم الترمذي، وقال:
«حديث حسن صحيح. وقد روي من غير هذا الوجه عن أبي سعيد».
ثم خرجته من طريق يونس بن أبي إسحاق عن أبي الودَّاك … به مختصرًا:
وإسناده جيد على شرط مسلم؛ وحسنه المنذري.
وله طريق أخرى عن أبي سعيد، تراه، هناك، فلا جرم أن الإمام أحمد عمل به؛ كما في «مسائل ابنه عبد الله عنه» (ص ٢٦٥ – طبع المكتب الإسلامي).
٢٥١٧ – عن جابر بن عبد الله عن رسول الله ﷺ قال: «ذكاةُ الجنينِ ذكاةُ أُمِّه».
(قلت: حديث صحيح، وصحح إسناده على شرط مسلم: الحاكم والذهبي! ومَتْنَهُ مَنْ ذكرنا آنفًا).
إسناده: حدثنا محمد بن يحيى بن فارس: حدثني إسحاق بن إبراهيم: ثنا عَتَّابُ بن بَشِيرٍ: ثنا عبيد الله بن أبي زياد القَدَّاحُ المَكِّي عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله.
قلت: وهذا إسناد لا بأس به أيضًا في المتابعات، رجاله رجال «الصحيح»؛ غير القداح؛ فإنه ليس بالقوي – كمجالد -، ولكنه قد توبع أيضًا.
وإسحاق: هو ابن رَاهَوَيْه الحنظلي.
والحديث أخرجه الحاكم (٤/ ١١٤) من طرق عن إسحاق … به.
ثم أخرجه هو، وأبو يعلى (٢/ ٤٩٩) وغيرهما ممن ذكرنا في «الإرواء» (٢٥٣٩) من طرق عن زهير … به. وقال الحاكم:
«صحيح على شرط مسلم»! ووافقه الذهبي!
وفيه عنعنة أبي الزبير، لكنه قوي بما قبله.
٢٥١٨ – عن عائشة؛ أنهم قالوا:
يا رسول الله! إن قَوْمَنا حديثو عَهْدٍ بالجاهلية، يأتون بِلُحْمَانٍ لا ندري أَذَكَرُوا اسْمَ الله عليها أم لم يذكروا؟ ! أفنأكل منها؟ فقال رسول الله – صلي الله عليه وسلم -: «سَمُّوا وكلُوا».
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد أخرجه البخاري بأسانيد، أحدها إسناد المؤلف في رواية).
إسناده: حدثنا موسى بن إسماعيل: ثنا حماد. (ح) وثنا القعنبي عن مالك.
(ح) وثنا يوسف بن موسى: ثنا سليمان بن حيان ومحاضر – المعنى – عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة – ولم يذكرا عن حماد ومالك: عن عائشة -:
أنهم قالوا …
قلت: الإسناد الأول والثاني – عن هشام بن عروة عن أبيه – مرسل، وهو في «الموطأ» (٢/ ٣٨) عن مالك عن هشام عن أبيه … مرسلًا.
والإسناد الثالث صحيح؛ على شرط البخاري؛ إلا محاضرًا؛ فإنه من رجال مسلم، ولكنه مقرون؛ وقد أخرجه البخاري كما يأتي.
والحديث أخرجه البيهقي (٩/ ٢٣٩) من طريق المؤلف وغيره … بالإسناد الثالث المتصل.
وأخرجه البخاري (٧٣٩٨) … بهذا الإسناد.
ومالك – وإن توبع على إرساله -؛ فالحكم لمن وصل؛ لأنهم جماعة من الثقات. وقد أشار إلى ذلك البخاريُّ – بقوله عقب رواية سليمان الموصولة -:
«تابعه محمد بن عبد الرحمن وعبد العزيز بن محمد وأسامة بن حفص».
وانظر – إن شئت – لهذا «فتح الباري» (٩/ ٦٣٤)؛ فإنه بين فيه شرط البخاري في الحكم للواصل.
٢٠ – بابٌ في العَتِيرَةِ
٢٥١٩ – عن نُبَيْشَةَ قال:
نادى رجلٌ رسولَ الله ﷺ: إنَّا كنَّا نَعْتِرُ عَتِيرَةً في الجاهلية في رَجَبٍ؛ فما تأمرنا؟ قال:
«اذبحوا لله في أيِّ شهر كان، وَبَرُّوا اللهَ، وأَطْعِمُوا».
قال: إنا كنا نُفْرِعُ فَرَعًا في الجاهلية؛ فما تأمرنا؟ قال:
«في كُلِّ سائمة فَرَعٌ، تغذوه ماشيتك، حتى إذا استحمل – قال نصر: للحجيج -؛ ذبحْتَهُ فتصدقت بلحمه – قال خالد: أحسبه قال: – على ابن السبيل؛ فإنَّ ذلك خَيْرٌ».
قال خالد: قلت لأبي قلابة: كم السائمة؟
قال: مئة.
إسناده: حدثنا مسدد. وثنا نصر بن علي عن بِشْرِ بن المُفَضَّل – المعنى -: ثنا خالد الحَذَّاء عن أبي قِلابة عن أبي المَلِيح قال: قال نبيشة …
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين من الوجه الثاني.
والحديث أخرجه البيهقي (٩/ ٣١١ – ٣١٢) من طريق المؤلف.
وأخرجه جمع من طرق عن خالد الحذاء … به؛ كما بينته في «الإرواء» (٤/ ٤١٢).
وإقرار ابن القيم: في «التهذيب» (٤/ ٩٣).
٢٥٢٠ – عن أبي هريرة: أن النبي – صلي الله عليه وسلم – قال:
«لا فَرَعَ ولا عَتِيرَةَ».
(قلت: إسناده صحيح على شرط مسلم. وقد أخرجه هو والبخاري وأبو عوانة في «صحاحهم»، وابن الجارود. وقال الترمذي: «حسن صحيح»).
إسناده: حدثنا أحمد بن عَبْدَةَ: أخبرنا سفيان عن الزهري عن سعيد عن أبي هريرة.
قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين؛ غير أحمد بن عبدة – وهو الضَّبِّيُّ -، فهو من شيوخ مسلم وحده، وقد توبع.
وسفيان: هو ابن عيينة.
وأخرجه البخاري (٥٤٧٤)، ومسلم (٦/ ٨٢ – ٨٣)، وأبو عوا نة (٥/ ٢٤٥)، وابن الجارود (٩١٤) من طرق أخرى عن سفيان … به.
وأخرجه الترمذي والشيخان وغيرهما من طريق معمر عن الزهري … به.
وقال الترمذي:
«حديث حسن صحيح». وهو مخرج في «الإرواء» (١١٨٠).
٢٥٢١ – عن سعيد (هو ابن المُسَيَّبِ) قال:
الفَرَع: أول النَّتَاج، كان يُنْتَجُ لهم فيذبحونه.
(قلت: إسناده صحيح مقطوع).
إسناده: حدثنا الحسن بن علي: ثنا عبد الرزاق: أخبرنا معمر عن الزهري عن سعيد.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين، ولكنه مقطوع موقوف على سعيد – وهو ابن المسيَّب -.
وهذا الموقوف وقع في «مصنف عبد الرزاق» (٤/ ٣٤١/ ٧٩٩٨) عقب الحديث المرفوع متصلًا … به، وكأنه مدرج.
وكذلك هو عند الترمذي وأحمد (٢/ ٢٧٩) من طريق عبد الرزاق؛ لكن فصله عنه أحمد (٢/ ٤٩٠) من طريق أخرى عن معمر … به؛ فقال: قال ابن شهاب … فذكره.
وعن الطيالسي: رواه أبو عوانة (٥/ ٢٤٤).
٢٥٢٢ – عن عائشة قالت:
أَمَرَنا رسول الله – صلي الله عليه وسلم – مِنْ كُلِّ خمسين شاةً: شاة.
(قلت: إسناده صحيح على شرط مسلم، وصححه الحاكم والذهبي والعسقلاني، وثبته ابن النذر، وأقره ابن القيم، لكن لفظ الحاكم وغيره: في كل خمسة واحدة … وهو الأرجح).
قال أبو داود: «قال بعضهم: (الفَرَع): أول ما تنْتجُ الإبل؛ كانوا يذبحونه لطواغيتهم ثم يأكلونه، وبلقى جلده على الشجر. و(العتيرة): في العشر الأول من رجب».
إسناده: حدثنا موسى بن إسماعيل: ثنا حماد عن عبد الله بن عثمان بن خُثَيم عن يوسف بن ماهِك عن حفصة بنت عبد الرحمن عن عائشة.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم.
والحديث أخرجه عبد الرزاق في «المصنف» (٤/ ٣٤٠/ ٧٩٩٧)، وعنه البيهقي (٩/ ٣١٢): أخبرنا ابن جريج قال: أخبرني عبد الله بن عثمان بن خُثَيْمٍ … به.
وقال البيهقي:
«كذا في كتابي! وفي رواية حجاج بن محمد وغيره عن ابن جريج: (في كل خمس واحدة). ورواه حماد بن سلمة عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، وقال: (من كل خمسين شاةً شاة)».
لكن قد اضطربوا على حماد فيها: فرواه عنه موسى بن إسماعيل هكذا.
وخالفه عفان فقال: (من كل خمس شياهٍ شاة).
رواه أحمد (٦/ ١٥٨).
وتابعه عبد الصمد عنده (٦/ ٢٥١).
ورواية حجاج؛ وصلها الحاكم (٤/ ٢٣٥ – ٢٣٦)، وقال:
«صحيح الإسناد»، ووافقه الذهبي.
فرواية الخمس أرجح. والله أعلم.
ثم وجدت أبا يعلى أخرجه (٢/ ١١١٢) من طريق يحيى بن سُلَيْم عن ابن خثيم … به.
٢١ – باب في العقيقة
٢٥٢٣ – عن أم كُرْزٍ الكَعْبِيَّةِ قالت: سمعت رسول الله – صلي الله عليه وسلم – يقول:
«عن الغلام شاتان متكافئتان، وعن الجارية شاة».
قال أبو داود: «سمعت أحمد: أي: مستويتان متقاربتان».
(قلت: حديث صحيح، وصححه إلتزمذي وابن حبان والحاكم والذهبي).
إسناده: حدثنا مسدد: ثنا سفيان عن عمرو بن دينار عن عطاء عن حَبيبَةَ بنت مَيْسَرَةَ عن أُمِّ كُرْزٍ الكعبية.
قلت: وهذا إسناد لا بأس به في المتابعات، رجاله ثقات رجال البخاري؛ غير
قلت: والحديث أخرجه جماعة من أصحاب «السنن» و«المسانيد» وغيرهم، وقد خرجتهم في «الإرواء» (٤/ ٣٩٠).
وأزيد هنا بيانًا فأقول:
هو عند أحمد (٦/ ٣٨١)، والحميدي (٣٤٦) قالا: ثنا سفيان … به؛ وهو: ابن عيينة ..
ومن طريق أخرى عنه: أخرجه البيهقي أيضًا (٩/ ٣٠١).
وتابعه ابن جريج قال: أخبرني عطاء … به: أخرجه عبد الرزاق (٧٩٥٣)، وأحمد (٦/ ٤٢٢) من طريقه وطريق يحيى بن سعيد وحجاج ثلاثتهم عن ابن جريج … به.
٢٥٢٤ – ومن طريق أخرى عنها قالت: سمعت رسول الله – صلي الله عليه وسلم – يقول: «أَقِرُّوا الطير على مكاناتها». (*)
٢٥٢٥ – قالت: وسمعته يقول:
«عن الغلام شاتان، وعن الجارية شاة، لا يَضُرُّكم؛ أذكرانًا كُنَّ أم إناثًا».
(قلت: إسناد هذه الطريق صحيح، وصححه الترمذي وغيره مِمَّنْ قُرِنَ معه آنفًا).
إسنادهما: حدثنا مسدد: ثنا سفيان عن عبيد الله بن أبي يزيد عن أبيه عن سِبَاعِ بن ثابت عن أم كُرْزٍ.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات رجال البخاري؛ غير سباع، وهو ثقة.
والحديث أخرجه أيضًا بقية أصحاب «السنن» وغيرهم، وهو مخرج في «الإرواء» (٤/ ٣٩١).
وأقول هنا: إنه عند أحمد (٦/ ٣٨١)، والحميدي (٣٤٥) قالا: ثنا سفيان … به، وقال أحمد عقبه:
«سفيان يهم فيه، عبيد الله سمعه من سباع بن ثابت».
ثم ساق عقبه حديث حماد الآتي بعده؛ وفيه تصريح عبيد الله بسماعه من سباع.
٢٥٢٦ – وفي رواية عنها قالت: قال رسول الله – صلي الله عليه وسلم -:
«عن الغلام شاتانِ مِثلان، وعن الجارية شاةٌ».
إسناده: حدثنا مسدد: حدثنا حماد بن زيد عن عبيد الله بن أبي يزيد عن سباع بن ثابت عن أم كرز.
قال أبو داود: «هذا هو الحديث، وحديث سفيان وَهَمٌ».
قلت: وهذا إسناد صحيح كالذي قبله؛ إلا أن هذا ليس فيه قول عبيد الله: (عن أبيه) بخلاف ما قبله؛ ففيه: (عن أبيه)، وهي زيادة من سفيان وهَّمه فيها المؤلف كما رأيت، وسلفه في ذلك الإمام أحمد؛ كما نقلته آنفًا، وتبعهما على ذلك البيهقي (٩/ ٣٠١).
قلت: ومن الظاهر أن حجتهم في ذلك مخالفته لرواية حماد بن زيد هذه؛
ويبدو لي – والله أعلم – أن هذا غير كافٍ في توهيم سفيان؛ لأنه ثقة حافظ، لا يَقِلُ في ذلك عن حماد بن زيد، وقد جاء بزيادة عليه، فينبغي أن تقبل؛ لذلك قال ابن التركماني في «الجوهر النقي» (٩/ ٣٠١):
«اعترض صاحب»التمهيد«على أبي داود فقال: لا أدري من أين قال هذا؟ ! وابن عيينة حافظ، وقد زاد في الإسناد، وله عن عبيد الله بن أبي يزيد عن أبيه عن سباع عن أم كرز … ثلاثة أحاديث».
قلت: ولقائل أن يقول: هذا مُسَلَّمٌ لو كان حماد وحده في مقابل سفيان، وليس كذلك؛ فقد تابعه ابن جريج قال. حدثني عبيد الله بن أبي زيد عن سباع … أخرجه النسائي في «العقيقة».
وبهذا تقوم الحجة على توهيم سفيان؛ ولا سيما أنه قد رواه المُزَنِيُّ في «المختصر» عن الشافعي عن سفيان … مثل رواية حماد. لكن البيهقي قد وَهَّمَ المزني في ذلك!
إلا أنني قد رأيت النسائي قال: أخبرني قتيبة قال: حدثنا سفيان … به مثل رواية حماد.
فإن لم يكن في نسخة «النسائي» سقط؛ فهذا يدل على أن سفيان رجع إلى الصواب الموافق لرواية حماد وابن جريج. والله أعلم.
والحديث أخرجه البيهقي (٩/ ٣٠١) من طريق المؤلف.
وأخرجه أحمد (٦/ ٣٨١) من طريق عفان.
وصرح أحمد بتحديث عبيد الله كما تقدم.
وأخرجه الطحاوي، وكذا النسائي من طريقين عن حماد بن سلمة عن قيس بن سعد عن عطاء وطاوس ومجاهد عن أم كرز … به.
وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم.
وتابعه منصور عن عطاء وحده: أخرجه أحمد (٦/ ٤٢٢).
ومنصور: هو ابن زاذان.
فالإسناد على شرط الشيخين.
٢٥٢٧ – عن سَمُرَةَ عن رسول الله ﷺ قال:
«كلُّ غُلامٍ رَهِينَةٌ بعقيقته، تُذْبَحُ عنه يَوْمَ السابع، ويُحْلَقُ رأسه، ويُدَمَّى».
فكان قتادة إذا سئل عن الدم كيف يُصْنَعُ به؟ قال: إذا ذَبَحْتَ العقيقةَ؛ أخذت منها صُوفَةً، واستقبلت به أَوْدَاجَها، ثم توضعُ على يافوخِ الصَّبِيِّ، حتى يَسِيلَ على رأسه مِثْلَ الخيط، ثم يَغْسل رأسه بَعْدُ وَيحْلِقُ.
قال أبو داود: «وهذا وَهَمٌ:»ويُدَمَّى «…».
(قلت: إسناده صحيح على شرط البخاري، وصححه الترمذي وابن الجارود والحاكم والذهبي وعبد الحق الإشبيلي، وليس عندهم: «ويدمى»، فكان قتادة … إلخ، فقوله: «وُيُدَمَّى» شاذ، كما يشير إليه المؤلف عقب
إسناده: حدثنا حفص بن عمر النَّمَرِي: ثنا هَمَّام: ثنا قتادة عن الحسن عن سمرة.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين؛ غير النمري، فهو من شيوخ البخاري، فهو على شرطه.
والحسن – وهو البصري – وإن كانوا اختلفوا في سماعه من سمرة؛ فإنما ذلك في غير هذا الحديث؛ لتصريح الحسن بسماعه إياه منه كما يأتي بيانه.
والحديث أخرجه بقية الأربعة وغيرهم، كما تراه مخرجًا في «إرواء الغليل» (١١٦٥). وأزيد هنا فأقول:
أخرجه الطبراني في «معجمه الكبير» (٧/ ٦٨٢٧ – ٦٨٣٢) من طرق أخرى عن قتادة … به، دون قوله: «ويُدَمّى».
وكذلك رواه من طريق شيخ المؤلف – النمري – فقال (٦٨٢٨): حدثنا محمد بن يحيى بن المنذر القَزَّازُ: ثنا أبو عُمَرَ الحوضي … به.
وأبو عمر: هو حفص بن عمر النمري.
فقد اختلفوا في قوله: «ويدمى» على همام، كما اختلفوا فيه على قتادة .. فهو مما يرجِّح ما ذهب إليه المؤلف من توهيم همام فيه، كما شرحته ثمة. ولذلك قال أحمد:
«لا يُدَمَّى رأس الصبي أو الجارية»؛ كما رواه عنه ابنه عبد الله في «مسائله»
٢٥٢٨ – وفي رواية عنه … مثله؛ إلا أنه قال: «ويُسَمَّى» مكان: «ويُدَمّى».
(قلت: وإسناده صحيح على شرط البخاري أيضًا، وقد صححه من ذكرنا آنفًا، وهي المحفوظة في هذا الحديث، كما يشير إلى ذلك المؤلف بقوله عقبها: «..»ويُسمَّى«أصح»).
إسناده: حدثنا ابن المثنى: ثنا ابن أبي عدي عن سعيد عن قتادة عن الحسن عن سَمُرَةَ بن جندب.
قال أبو داود: «…»ويُسَمَّى«أصح. كذا قال سَلام بن أبي مُطِيع عن قتادة، وإياس بن دَغْفَل وأشعث عن الحسن».
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط البخاري أيضًا كما تقدم.
ورواية سلام بن أبي مطيع – العلقة – وصلها الطبراني (٦٨٢٩).
وسلام ثقة من رجال الشيخين؛ لكن في روايته عن قتادة خاصة ضعف، كما في «التقريب»، لكن له متابعون، كما أشرت إلى ذلك في تخريج الرواية الأولى.
ورواية أشعث – وهو ابن عبد الملك الحُمْرَانِيُّ – فوصلها الطحاوي في «المشكل» (١/ ٤٥٣) من طريق بَكَّار بن قتيبة: حدثنا قريش بن أنس: حدثنا أشعث عن الحسن أن رسول الله ﷺ قال .. فذكر الحديث.
قال قريش: وأنبأنا حبيب بن الشهيد أن ابن سيرين أمره أن يسأل الحسن: ممن سمع حديثه في العقيقة؟ قال: فسأله؟ فقال: سمعت من سمرة.
ومن فوقه من رجال البخاري.
وقد أخرج هو (٥٤٧٢)، والنسائي في «العقيقة» من طريقين آخرين عن قريش بن أنس … به، دون حديثه عن الأشعث.
وأما رواية إياس بن دغفل؛ فلم أقف الآن على من وصلها! وهو من رجال النسائي؛ فلعلها عنده في «الكبرى».
لكن قد تابعه أيضًا مَطَرٌ الوَرَّاق، وأبو حَرَّةَ واصل بن عبد الرحمن: عند الطبراني (٦٩٣١ و٦٩٣٦).
٢٥٢٩ – عن سَلْمان بن عامر الضَّبِّيِّ قال: قال رسول الله ﷺ: «مع الغُلامِ عَقِيقَتُهُ؛ فَأَهْرِيقوا عنه دمًا، وأَمِيطُوا عنه الأذى».
(قلت: حديث صحيح، وصححه الترمذي. وعلَّقه البخاري. وقوَّاه الحافظ).
إسناده: حدثنا الحسن بن علي: ثنا عبد الرزاق: ثنا هشام بن حسان عن حفصة بنت سيرين عن الرَّباب عن سلمان بن عامر الضَّبِّيِّ.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين؛ فهو على شرطهما؛ لولا جهالة الرباب هذه.
لكن قد رواه جماعة من الثقات عن هشام بن حَسان عن حفصة عن سلمان … مباشرة؛ لم يذكروا بينهما: الرباب.
وتابع حفصةَ: أخوها محمد بن سيرين: فرواه عن سلمان … به.
وقد علقه البخاري في «صحيحه» (٥٤٧٢) من الطريقين عن سلمان بن عامر … مرفوعًا.
ووصله من الطريق الأخرى – طريق محمد بن سيرين عنه – … موقوفًا.
وأطال الحافظ النفس في بيان طرق الحديث، ووصل العلق منها، والاختلاف بينها، وما هو المحفوظ منها والشاذ، وختم ذلك بقوله (٩/ ٥٩٢):
«وبالجملة؛ فهذه الطرق يقوي بعضها بعضًا، والحديث مرفوع، لا يضره رواية من وقفه».
والحديث في «مصنف عبد الرزاق» (٧٩٥٨) … بإسناده ومتنه.
ومن طريقه: أخرجه الطبراني (٦١٩٩) وجمع آخر، خرجتهم في «الإرواء» (١١٧١)، منهم الترمذي، وقال:
«حسن صحيح».
وذكرت هناك متابعًا لهشام، ومخالفين لعبد الرزاق؛ لم يذكروا الرباب في الإسناد؛ فليراجع.
٢٥٣٠ – عن الحسن؛ أنه كان يقول:
إماطة الأذى: حلق الرأس.
(قلت: هو مقطوع موقوف صحيح الإسناد، والحسن: هو البصري، وصححه الحافظ).
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم، لكنه مقطوع؛ الحسن: هو ابن أبي الحسن البصري.
والحديث رواه البيهقي (٩/ ٢٩٨) من طريق المؤلف.
وصحح إسناده في «الفتح» (٩/ ٥٩٣).
٢٥٣١ – عن ابن عباس:
أن رسول الله – صلي الله عليه وسلم – عَقَّ عن الحسن والحسين: كبشًا كبشًا.
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين، وصححه ابن الجارود وعبد الحق الإشبيلي، لكن في رواية النسائي: كبشين كبشين … وإسنادها صحيح. ويشهد لها الحديث (٢٥٢٢)، والآتي بعده).
إسناده: حدثنا أبو معمر عبد الله بن عمرو: ثنا عبد الوارث: ثنا أيوب عن عكرمة عن ابن عباس.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين، ولعلهما لم يخرجاه؛ لأن جمعًا من الثقات رووه عن أيوب عن عكرمة … مرسلًا؛ لم يذكروا فيه: ابن عباس كما سأذكره.
والحديث أخرجه ابن الجارود (٩١٢)، والطحاوي (١/ ٤٥٦ – ٤٥٧)، والبيهقي (٩/ ٢٩٩ و٣٠٢)، والطبراني (٢٥٦٧ و١١٨٥٦) من طرق عن أبي معمر … به.
أخرجه ابن الجارود (٩١١)، وقال:
«رواه الثوري وابن عيينة وحماد بن زيد وغيرهم عن أيوب … لم يجاوزوا به عكرمه».
يعني: أنهم رووه عنه مرسلًا.
وقد وصله عبد الرزاق (٧٨٦٢) عن معمر والثوري عن أيوب عن عكرمة … مرسلًا.
ورواه أبو نعيم في «الحلية» (٧/ ١١٦) عن يعلى بن عُبَيْد عن أيوب عن سفيان عن عكرمة عن ابن عباس … به، وقال:
«تفرد بروايته – موصولًا عن الثوري -: يعلى عن أيوب».
قلت: وهو ابن سُوَيْدٍ؛ ضعيف.
لكن أخرجه الخطيب في «التاريخ» (١٠/ ١٥١) من طريق أُخرى عن أيوب عن عكرمة عن ابن عباس.
والنسائي في «العقيقة»، والطبراني (٢٥٦٨ – ٢٥٧٠ و١١٨٣٨) من طرق أخرى عن عكرمة … به. وانظر «الإرواء» (١١٦٤).
وعزاه المنذري للنسائي!
وإنما عنده الروايه الأخرى المذكورة أعلاه: كبشين كبشين!
سئل رسول الله – صلي الله عليه وسلم – عن العقيقة؟ فقال:
«لا يُحِبُّ اللهُ العقوقَ – كأنه كره الاسم -. ومن وُلِدَ له وَلَدٌ، فأحبَّ أن يَنْسُكَ فَلْيَنْسُكْ: عن الغلام شاتان مكافئتان، وعن الجارية شاة».
وسئل عن الفَرَع؟ قال:
«والفَرَعُ حَقٌّ، وأن تتركوه – حتى يكون بَكرًا شُغْزُبًا ابن مخاض أو ابن لَبُونٍ، فتُعْطِيَهُ أَرْمَلَةً، أو تَحْمِلَ عليه في سبيل الله – خيرٌ من أن تَذْبَحَهُ فَيَلْزَقَ لحمه بِوَبَرِه، وَتَكْفَأَ إناءك، وتُوَلِّهَ ناقَتَكَ».
(قلت: إسناده حسن، وصححه الحاكم والذهبي).
إسناده: حدثنا القعنبي: ثنا داود بن قيس عن عمرو بن شعيب: أن النبي – صلي الله عليه وسلم – …
وحدثنا محمد بن سليمان الأنباري: ثنا عبد الملك – يعني: ابن عمرو – عن داود عن عمرو بن شعيب.
قلت: إسناده من الوجه الآخر حسن؛ على الخلاف المعروف في رواية عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، وقد صححه الحاكم والذهبي!
ومن الوجه الأول مرسل، لكن الأرجح الموصول.
كذلك أخرجه جمع ذكرتهم في «الإرواء» (٤/ ٣٦٢).
ووصله عبد الرزاق أيضًا (٧٩٦١ و٧٩٩٥) عن داود بن قيس … به.
كنا في الجاهلية إذا وُلدَ لأحدنا غلامٌ؛ ذبَحَ شاةً، ولَطَخَ رأسَهُ بِدَمِها. فلما جاء الله بالإسلام؛ كُنَّا نذبح شاةً، ونَحْلِق رأسَهُ، ونَلْطَخُهُ بزعفرانٍ.
(قلت: إسناده حسن صحيح، وصححه الحاكم على شرط مسلم! ووافقه الذهبي!).
إسناده: حدثنا أحمد بن محمد بن ثابت: ثنا علي بن الحسين: حدثني أبي: ثنا عبد الله بن بريدة قال: سمعت أبي بريدةَ يقول …
قلت: وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال مسلم؛ على ضعف يسير في علي بن الحسين، وأبيه الحسين بن واقد.
ولحديثه شاهد من رواية عائشة رضي الله عنها، وهو مخرج مع حديث الباب في «الإرواء» (٤/ ٣٨٨ – ٣٨٩).