ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: ثني أَبِي قَالَ: ثني عَمِّي قَالَ: ثني أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَوْلُهُ: ﴿حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا﴾ [يوسف: ٨٥] يَعْنِي: الْجَهْدُ فِي ⦗٣٠٢⦘ الْمَرَضِ الْبَالِي “
١٣ / ٣٠١
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثنا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ وَرْقَاءَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: ﴿حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا﴾ [يوسف: ٨٥] قَالَ: «دُونَ الْمَوْتِ»
١٣ / ٣٠٢
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ قَالَ: ثنا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: ﴿حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا﴾ [يوسف: ٨٥] قَالَ: “الْحَرَضُ: مَا دُونَ الْمَوْتِ. حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى قَالَ: ثنا أَبُو حُذَيْفَةَ قَالَ: ثنا شِبْلٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، مِثْلَهُ. قَالَ: ثنا إِسْحَاقُ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ، عَنْ وَرْقَاءَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، مِثْلَهُ. حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ قَالَ: ثنا الْحُسَيْنُ قَالَ: ثنا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، مِثْلَهُ. حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِمٍ قَالَ: ثنا عِيسَى، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، مِثْلَهُ. حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: ثنا شَبَابَةُ قَالَ: ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، مِثْلَهُ
١٣ / ٣٠٢
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ: ﴿حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا﴾ [يوسف: ٨٥] حَتَّى تَبْلَى أَوْ تَهْرَمَ “
١٣ / ٣٠٢
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ: ﴿حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا﴾ [يوسف: ٨٥] حَتَّى تَكُونَ هَرَمًا “
١٣ / ٣٠٣
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثنا عَمْرٌو، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْهُذَلِيِّ، عَنِ الْحَسَنِ: ﴿حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا﴾ [يوسف: ٨٥] قَالَ: «هَرَمًا»
١٣ / ٣٠٣
قَالَ: ثنا الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، قَالَ: «الْحَرَضُ: الشَّيْءُ الْبَالِي»
١٣ / ٣٠٣
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثنا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، فِي قَوْلِهِ: ﴿حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا﴾ [يوسف: ٨٥] قَالَ: «الْحَرَضُ: الشَّيْءُ الْبَالِي الْفَانِي»
١٣ / ٣٠٣
قَالَ: ثنا سُوَيْدُ بْنُ نَصْرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ أَبِي مُعَاذٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنِ الضَّحَّاكِ: ﴿حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا﴾ [يوسف: ٨٥] الْحَرَضُ: الْبَالِي “
١٣ / ٣٠٣
حُدِّثْتُ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَرَجِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُعَاذٍ قَالَ: ثنا عُبَيْدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنِ الضَّحَّاكِ يَقُولُ فِي قَوْلِهِ: ﴿حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا﴾ [يوسف: ٨٥]: «هُوَ الْبَالِي الْمُنْدَثِرُ»
١٣ / ٣٠٣
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثنا عَمْرٌو، عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنِ السُّدِّيِّ: ﴿حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا﴾ [يوسف: ٨٥] «بَالِيًا»
١٣ / ٣٠٣
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: «لَمَّا ذَكَرَ يَعْقُوبُ يُوسُفَ، قَالُوا: يَعْنِي وَلَدَهُ الَّذِينَ حَضَرُوهُ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ جَهْلًا وَظُلْمًا ⦗٣٠٤⦘ ﴿تَالَلَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا﴾ [يوسف: ٨٥] أَيْ تَكُونَ فَاسِدًا لَا عَقْلَ لَكَ ﴿أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ﴾ [يوسف: ٨٥]»
١٣ / ٣٠٣
حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ فِي قَوْلِهِ: ﴿حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ﴾ [يوسف: ٨٥] قَالَ: «الْحَرَضُ: الَّذِي قَدْ رُدَّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ حَتَّى لَا يَعْقِلَ، أَوْ تَهْلِكَ فَتَكُونَ هَالِكًا قَبْلَ ذَلِكَ»
١٣ / ٣٠٤
وَقَوْلُهُ: ﴿أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ﴾ [يوسف: ٨٥] يَقُولُ: أَوْ تَكُونُ مِمَّنْ هَلَكَ بِالْمَوْتِ. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ
١٣ / ٣٠٤
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثنا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: ﴿أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ﴾ [يوسف: ٨٥] قَالَ: «الْمَوْتُ»
١٣ / ٣٠٤
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى قَالَ: ثنا أَبُو حُذَيْفَةَ قَالَ: ثنا شِبْلٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: ﴿أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ﴾ [يوسف: ٨٥] «مِنَ الْمَيِّتِينَ»
١٣ / ٣٠٤
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثنا الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ: ﴿أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ﴾ [يوسف: ٨٥] قَالَ: “الْمَيِّتِينَ. حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى قَالَ: ثنا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، مِثْلَهُ
١٣ / ٣٠٤
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثنا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْهُذَلِيِّ، عَنِ الْحَسَنِ: ﴿أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ﴾ [يوسف: ٨٥] قَالَ: «الْمَيِّتِينَ»
١٣ / ٣٠٥
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ: ﴿أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ﴾ [يوسف: ٨٥] قَالَ: «أَوْ تَمُوتَ»
١٣ / ٣٠٥
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ: ﴿أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ﴾ [يوسف: ٨٥] قَالَ: «مِنَ الْمَيِّتِينَ»
١٣ / ٣٠٥
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثنا عَمْرٌو، عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنِ السُّدِّيِّ: ﴿أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ﴾ [يوسف: ٨٥] قَالَ: «مِنَ الْمَيِّتِينَ»
١٣ / ٣٠٥
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ، وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾ [يوسف: ٨٦] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: قَالَ يَعْقُوبُ لِلْقَائِلِينَ لَهُ مِنْ وَلَدِهِ ﴿تَالَلَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ﴾ [يوسف: ٨٥]: “لَسْتُ إِلَيْكُمْ أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي، وَإِنَّمَا أَشْكُو ذَلِكَ إِلَى اللَّهِ. وَيَعْنِي بِقَوْلِهِ: ﴿إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي﴾ [يوسف: ٨٦] مَا أَشْكُوَ هَمِّي ﴿وَحُزْنِي﴾ [يوسف: ٨٦] إِلَّا ﴿إِلَى اللَّهِ﴾ [البقرة: ٢٧٥] . وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ
١٣ / ٣٠٥
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ، قَالَ: ثنا الْحُسَيْنُ، قَالَ: ثني حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ: ﴿إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي﴾ [يوسف: ٨٦] قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: بَثِّي: هَمِّي “
١٣ / ٣٠٦
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: قَالَ يَعْقُوبُ عَنْ عِلْمٍ بِاللَّهِ: ﴿إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾ [يوسف: ٨٦] لَمَّا رَأَى مِنْ فَظَاظَتِهِمْ وَغِلْظَتِهِمْ وَسُوءِ لَفِظِهِمْ لَهُ: لَمْ أَشْكُ ذَلِكَ إِلَيْكُمْ، ﴿وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾ [الأعراف: ٦٢] “
١٣ / ٣٠٦
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثنا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ عَوْفٍ، عَنِ الْحَسَنِ: ﴿إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ﴾ [يوسف: ٨٦] قَالَ: “حَاجَتِي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ. حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: ثنا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ قَالَ: ثنا عَوْفٌ، عَنِ الْحَسَنِ، مِثْلَهُ وَقِيلَ: إِنَّ الْبَثَّ أَشَدُّ الْحُزْنِ، وَهُوَ عِنْدِي مِنْ بَثَّ الْحَدِيثَ، وَإِنَّمَا يُرَادُ مِنْهُ: إِنَّمَا أَشْكُو خَبَرِي الَّذِي أَنَا فِيهِ مِنَ الْهَمِّ، وَأَبُثُّ حَدِيثِي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ
١٣ / ٣٠٦
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عَوْفٍ، عَنِ الْحَسَنِ: ﴿إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي﴾ [يوسف: ٨٦] قَالَ: «حُزْنِي»
١٣ / ٣٠٦
حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عَوْفٍ، عَنِ الْحَسَنِ: ﴿إِنَّمَا ⦗٣٠٧⦘ أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي﴾ [يوسف: ٨٦] قَالَ: «حَاجَتِي» وَأَمَّا قَوْلُهُ: ﴿وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾ [الأعراف: ٦٢] فَإِنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ كَانَ يَقُولُ فِي ذَلِكَ فِيمَا ذُكِرَ عَنْهُ مَا
١٣ / ٣٠٦
حَدَّثَنِي بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: ثني أَبِي قَالَ: ثني عَمِّي قَالَ: ثني أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾ [الأعراف: ٦٢] يَقُولُ: «أَعْلَمُ أَنَّ رُؤْيَا يُوسُفَ صَادِقَةٌ، وَأَنِّي سَأَسْجُدُ لَهُ»
١٣ / ٣٠٧
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثنا عَمْرٌو، عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنِ السُّدِّيِّ: ﴿قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾ [يوسف: ٨٦] قَالَ: «لَمَّا أَخْبَرُوهُ بِدُعَاءِ الْمَلِكِ أَحَسَّتْ نَفْسُ يَعْقُوبَ، وَقَالَ: مَا يَكُونُ فِي الْأَرْضِ صِدِّيقٌ إِلَّا نَبِيُّ فَطَمِعَ، قَالَ: لَعَلَّهُ يُوسُفَ»
١٣ / ٣٠٧
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ: ﴿قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ﴾ [يوسف: ٨٦] الْآيَةَ. «ذُكِرَ لَنَا نَبِيَّ اللَّهِ يَعْقُوبَ لَمْ يَنْزِلْ بِهِ بَلَاءٌ قَطُّ إِلَّا أَتَى حُسْنُ ظَنِّهِ بِاللَّهِ مِنْ وَرَائِهِ»
١٣ / ٣٠٧
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا حَكَّامٌ، عَنْ عِيسَى بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: قِيلَ: «مَا بَلَغَ وَجْدُ يَعْقُوبَ عَلَى ابْنِهِ؟ قَالَ: وَجْدُ سَبْعِينَ ثَكْلَى قَالَ: فَمَا كَانَ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ؟ قَالَ: أَجْرُ مِائَةِ شَهِيدٍ، قَالَ: وَمَا سَاءَ ظَنُّهُ بِاللَّهِ سَاعَةً مِنْ لَيْلٍ وَلَا نَهَارٍ». ⦗٣٠٨⦘ حَدَّثَنَا بِهِ ابْنُ حُمَيْدٍ، مَرَّةً أُخْرَى قَالَ: ثنا حَكَّامٌ، عَنْ أَبِي مُعَاذٍ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ، مِثْلَهُ
١٣ / ٣٠٧
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا سَلَمَةُ، عَنِ الْمُبَارَكِ بْنِ مُجَاهِدٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْأَزْدِ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ الْإِيَامِيِّ، قَالَ: «ثَلَاثَةٌ لَا تَذْكُرْهُنَّ وَاجْتَنِبْ ذِكْرَهُنَّ: لَا تَشْكُ مَرَضَكَ، وَلَا تَشْكُ مُصِيبَتَكَ، وَلَا تُزَكِّ نَفْسَكَ قَالَ: وَأُنْبِئْتُ أَنْ يَعْقُوبَ بْنَ إِسْحَاقَ دَخَلَ عَلَيْهِ جَارٌ لَهُ، فَقَالَ لَهُ: يَا يَعْقُوبُ، مَا لِي أَرَاكَ قَدِ انْهَشَمْتَ، وَفَنَيْتَ، وَلَمْ تَبْلُغْ مِنَ السِّنِّ مَا بَلَغَ أَبُوكَ؟ قَالَ: هَشَمَنِي وَأَفْنَانِي مَا ابْتَلَانِي اللَّهُ بِهِ مِنْ هَمِّ يُوسُفَ وَذِكْرِهُ، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ: يَا يَعْقُوبُ أَتَشْكُونِي إِلَى خَلْقِي؟ فَقَالَ: يَا رَبِّ خَطِيئَةٌ أَخْطَأْتُهَا، فَاغْفِرْهَا لِي قَالَ: فَإِنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَكَ، وَكَانَ بَعْدَ ذَلِكَ إِذَا سُئِلَ، قَالَ: ﴿إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ، وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَالَا تَعْلَمُونَ﴾»
١٣ / ٣٠٨
حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: ثني مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، قَالَ: «بَلَغَنِي أَنَّ يَعْقُوبَ كَبُرَ حَتَّى سَقَطَ حَاجِبَاهُ عَلَى وَجْنَتَيْهِ، فَكَانَ يَرْفَعُهُمَا بِخِرْقَةٍ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: مَا بَلَغَ بِكَ مَا أَرَى؟ قَالَ: طُولُ الزَّمَانِ، وَكَثْرَةُ الْأَحْزَانِ، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ: يَا يَعْقُوبُ تَشْكُونِي؟ قَالَ: خَطِيئَةٌ فَاغْفِرْهَا»
١٣ / ٣٠٨
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ وَاضِحٍ، قَالَ: ثنا ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ، قَالَ: «دَخَلَ ⦗٣٠٩⦘ يَعْقُوبُ عَلَى فِرْعَوْنَ وَقَدْ سَقَطَ حَاجِبَاهُ عَلَى عَيْنَيْهِ، فَقَالَ: مَا بَلَغَ بِكَ هَذَا يَا إِبْرَاهِيمُ؟ فَقَالُوا: إِنَّهُ يَعْقُوبُ، فَقَالَ: مَا بَلَغَ بِكَ هَذَا يَا يَعْقُوبُ؟ قَالَ: طُولُ الزَّمَانِ وَكَثْرَةُ الْأَحْزَانِ، فَقَالَ اللَّهُ: يَا يَعْقُوبُ أَتَشْكُونِي؟ فَقَالَ: يَا رَبِّ خَطِيئَةٌ أَخْطَأْتُهَا، فَاغْفِرْهَا لِي»
١٣ / ٣٠٨
حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ، قَالَ: ثنا هِشَامٌ، عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، قَالَ: «دَخَلَ جَبْرَئِيلُ عَلَى يُوسُفَ السِّجْنَ، فَعَرَفَهُ فَقَالَ: أَيُّهَا الْمَلِكُ الْحَسَنُ وَجْهُهُ، الطَّيِّبَةُ رِيحُهُ، الْكَرِيمُ عَلَى رَبِّهِ، أَلَا تُخْبِرُنِي عَنْ يَعْقُوبَ، أَحَيٌّ هُوَ؟ قَالَ: نَعَمْ قَالَ: أَيُّهَا الْمَلِكُ الْحَسَنُ وَجْهُهُ، الطَّيِّبَةُ رِيحُهُ، الْكَرِيمُ عَلَى رَبِّهِ، فَمَا بَلَغَ مِنْ حُزْنِهِ؟ قَالَ: حُزْنُ سَبْعِينَ مُثْكِلَةٍ قَالَ: أَيُّهَا الْمَلِكُ الْحَسَنُ وَجْهُهُ، الطَّيِّبَةُ رِيحُهُ، الْكَرِيمُ عَلَى رَبِّهِ، فَهَلْ فِي ذَلِكَ مِنْ أَجْرٍ؟ قَالَ: أَجْرُ مِائَةِ شَهِيدٍ»
١٣ / ٣٠٩
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: حُدِّثْتُ أَنَّ جَبْرَئِيلَ أَتَى يُوسُفَ ﷺ وَهُوَ بِمِصْرَ فِي صُورَةِ رَجُلٍ، فَلَمَّا رَآهُ يُوسُفُ عَرَفَهُ، فَقَامَ إِلَيْهِ، فَقَالَ: أَيُّهَا الْمَلِكُ الطَّيِّبُ رِيحُهُ، الطَّاهِرُ ثِيَابُهُ، الْكَرِيمُ عَلَى رَبِّهِ، هَلْ لَكَ بِيَعْقُوبَ مِنْ عِلْمٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: أَيُّهَا الْمَلِكُ الطَّاهِرُ ثِيَابُهُ، الْكَرِيمُ عَلَى رَبِّهِ، فَكَيْفَ هُوَ؟ قَالَ: ذَهَبَ بَصَرُهُ، قَالَ: أَيُّهَا الْمَلِكُ الطَّاهِرُ ثِيَابُهُ، الْكَرِيمُ عَلَى رَبِّهِ، وَمَا الَّذِي أَذْهَبَ بَصَرَهُ؟ ⦗٣١٠⦘ قَالَ: الْحُزْنُ عَلَيْكَ، قَالَ: أَيُّهَا الْمَلِكُ الطَّيِّبُ رِيحُهُ، الطَّاهِرُ ثِيَابُهُ، الْكَرِيمُ عَلَى رَبِّهِ، فَمَا أُعْطِيَ عَلَى ذَلِكَ؟ قَالَ: أَجْرُ سَبْعِينَ شَهِيدًا “
١٣ / ٣٠٩
حَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو شُرَيْحٍ: سَمِعْتُ مَنْ يُحَدِّثُ: أَنَّ يُوسُفَ سَأَلَ جَبْرَئِيلَ: «مَا بَلَغَ مِنْ حُزْنِ يَعْقُوبَ؟ قَالَ: حُزْنُ سَبْعِينَ ثَكْلَى، قَالَ: فَمَا بَلَغَ أَجْرُهُ؟ قَالَ: أَجْرُ سَبْعِينَ شَهِيدًا»
١٣ / ٣١٠
قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي نَافِعُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ، قَالَ: «دَخَلَ جَبْرَئِيلُ عَلَى يُوسُفَ فِي الْبِئْرِ أَوْ فِي السِّجْنِ، فَقَالَ لَهُ يُوسُفُ: يَا جَبْرَئِيلُ، مَا بَلَغَ حُزْنُ أَبِي؟ قَالَ: حُزْنُ سَبْعِينَ ثَكْلَى قَالَ: فَمَا بَلَغَ أَجْرُهُ مِنَ اللَّهِ؟ قَالَ: أَجْرُ مِائَةِ شَهِيدٍ»
١٣ / ٣١٠
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثنا إِسْحَاقُ، قَالَ: ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ، قَالَ: ثني عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ مَعْقِلٍ قَالَ: سَمِعْتُ وَهْبَ بْنَ مُنَبِّهٍ، يَقُولُ: «أَتَى جَبْرَئِيلُ يُوسُفَ بِالْبُشْرَى وَهُوَ فِي السِّجْنِ فَقَالَ: هَلْ تَعْرِفُنِي أَيُّهَا الصِّدِّيقُ؟ قَالَ: أَرَى صُورَةً طَاهِرَةً، وَرُوحًا طَيِّبَةً لَا تُشْبِهُ أَرْوَاحَ الْخَاطِئِينَ قَالَ: فَإِنِّي رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَأَنَا الرُّوحُ الْأَمِينُ قَالَ: فَمَا الَّذِي أَدْخَلَكَ عَلَيَّ مُدْخَلَ الْمُذْنِبِينَ، وَأَنْتَ أَطْيَبُ الطَّيِّبِينَ، وَرَأْسُ الْمُقَرَّبِينَ، وَأَمِينُ رَبِّ الْعَالَمِينَ؟ قَالَ: أَلَمْ تَعْلَمْ يَا يُوسُفُ أَنَّ اللَّهَ ⦗٣١١⦘ يُطَهِّرُ الْبُيُوتَ بِطُهْرِ النَّبِيِّينَ، وَأَنَّ الْأَرْضَ الَّتِي يَدْخُلُونَهَا هِيَ أَطْهَرُ الْأَرَضِينَ، وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ طَهَّرَ بِكَ السِّجْنَ وَمَا حَوْلَهُ يَا طُهْرَ الطَّاهِرِينَ وَابْنُ الْمُطَّهِّرِينَ؟ إِنَّمَا يَتَطَهَّرُ بِفَضْلِ طُهْرِكَ وَطُهْرِ آبَائِكَ الصَّالِحِينَ الْمُخْلَصِينَ، قَالَ: كَيْفَ لِي بِاسْمِ الصِّدِّيقِينَ، وَتَعُدُّنِي مِنَ الْمُخْلَصِينَ، وَقَدْ أُدْخِلْتُ مُدْخَلَ الْمُذْنِبِينَ، وَسُمِّيتُ بِالضَّالِّينَ الْمُفْسِدِينَ؟ قَالَ: لَمْ يَفْتَتِنْ قَلْبُكَ، وَلَمْ تُطِعْ سَيِّدَتَكَ فِي مَعْصِيَةِ رَبِّكَ، وَلِذَلِكَ سَمَّاكَ اللَّهُ فِي الصِّدِّيقِينَ، وَعَدَّكَ مِنَ الْمُخْلَصِينَ، وَأَلْحَقَكَ بِآبَائِكَ الصَّالِحِينَ قَالَ: لَكَ عِلْمٌ بِيَعْقُوبَ أَيُّهَا الرُّوحُ الْأَمِينُ؟ قَالَ: نَعَمْ، وَهَبَهُ اللَّهُ الصَّبْرَ الْجَمِيلَ، وَابْتَلَاهُ بِالْحُزْنِ عَلَيْكَ، فَهُوَ كَظِيمٌ قَالَ: فَمَا قَدْرُ حُزْنِهِ؟ قَالَ: حُزْنُ سَبْعِينَ ثَكْلَى قَالَ: فَمَاذَا لَهُ مِنَ الْأَجْرِ يَا جَبْرَئِيلُ؟ قَالَ: قَدْرُ مِائَةِ شَهِيدٍ»
١٣ / ٣١٠
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا جَرِيرٌ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، قَالَ: «دَخَلَ جَبْرَئِيلُ عَلَى يُوسُفَ فِي السِّجْنِ، فَعَرَفَهُ يُوسُفُ، قَالَ: فَآتَاهُ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: أَيُّهَا الْمَلِكُ الطَّيِّبُ رِيحُهُ، الطَّاهِرُ ثِيَابُهُ، الْكَرِيمُ عَلَى رَبِّهِ، هَلْ لَكَ مِنْ عِلْمٍ بِيَعْقُوبَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: أَيُّهَا الْمَلِكُ الطَّيِّبُ رِيحُهُ، الطَّاهِرُ ثِيَابُهُ، الْكَرِيمُ عَلَى رَبِّهِ، هَلْ تَدْرِي مَا فَعَلَ؟ قَالَ: ابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ، قَالَ: أَيُّهَا الْمَلِكُ الطَّيِّبُ رِيحُهُ، الطَّاهِرُ ثِيَابُهُ، الْكَرِيمُ ⦗٣١٢⦘ عَلَى رَبِّهِ، مِمَّ ذَاكَ؟ قَالَ: مِنَ الْحُزْنِ عَلَيْكَ، قَالَ: أَيُّهَا الْمَلِكُ الطَّيِّبُ رِيحُهُ، الطَّاهِرُ ثِيَابُهُ، الْكَرِيمُ عَلَى رَبِّهِ، وَمَا بَلَغَ مِنْ حُزْنِهِ؟ قَالَ: حُزْنُ سَبْعِينَ مُثْكِلَةٍ، قَالَ: أَيُّهَا الْمَلِكُ الطَّيِّبُ رِيحُهُ، الطَّاهِرُ ثِيَابُهُ، الْكَرِيمُ عَلَى رَبِّهِ، هَلْ لَهُ عَلَى ذَلِكَ مِنْ أَجْرٍ؟ قَالَ: نَعَمْ أَجْرُ مِائَةِ شَهِيدٍ»
١٣ / ٣١١
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثنا عَمْرٌو، عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنِ السُّدِّيِّ، قَالَ: «أَتَى جَبْرَئِيلُ يُوسُفَ وَهُوَ فِي السِّجْنِ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، وَجَاءَ فِي صُورَةِ رَجُلٍ حَسَنِ الْوَجْهِ طَيِّبِ الرِّيحِ نَقِيِّ الثِّيَابِ، فَقَالَ لَهُ يُوسُفُ: أَيُّهَا الْمَلِكُ الْحَسَنُ وَجْهُهُ، الْكَرِيمُ عَلَى رَبِّهِ، الطَّيِّبُ رِيحُهُ، حَدِّثْنِي كَيْفَ يَعْقُوبُ؟ قَالَ: حَزِنَ عَلَيْكَ حُزْنًا شَدِيدًا، قَالَ: وَمَا بَلَغَ مِنْ حُزْنِهِ؟ قَالَ: حُزْنُ سَبْعِينَ مُثْكِلَةٍ. قَالَ: فَمَا بَلَغَ مِنْ أَجْرِهِ؟ قَالَ: أَجْرُ سَبْعِينَ أَوْ مِائَةِ شَهِيدٍ. قَالَ يُوسُفُ: فَإِلَى مَنْ أَوَى بَعْدِي؟ قَالَ: إِلَى أَخِيكَ بِنْيَامِينَ، قَالَ: فَتَرَانِي أَلْقَاهُ أَبَدًا؟ قَالَ: نَعَمْ، فَبَكَى يُوسُفُ لِمَا لَقِيَ أَبُوهُ بَعْدَهُ، ثُمَّ قَالَ: مَا أُبَالِي مَا لَقِيتُ إِنِ اللَّهُ أَرَانِيهِ»
١٣ / ٣١٢
قَالَ: ثنا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: «أَتَى جَبْرَئِيلُ يُوسُفَ وَهُوَ فِي السِّجْنِ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ يُوسُفُ: أَيُّهَا الْمَلِكُ الْكَرِيمُ عَلَى رَبِّهِ، الطَّيِّبُ رِيحُهُ، الطَّاهِرُ ثِيَابُهُ، هَلْ مِنْ عِلْمٍ بِيَعْقُوبَ؟ قَالَ: نَعَمْ، مَا أَشَدُّ حُزْنُهُ قَالَ: أَيُّهَا الْمَلِكُ الْكَرِيمُ عَلَى رَبِّهِ، الطَّيِّبُ رِيحُهُ، ⦗٣١٣⦘ الطَّاهِرُ ثِيَابُهُ، مَاذَا لَهُ مِنَ الْأَجْرِ؟ قَالَ: أَجْرُ سَبْعِينَ شَهِيدًا قَالَ: أَفَتُرَانِي لَاقِيهِ؟ قَالَ: نَعَمْ قَالَ: فَطَابَتْ نَفْسُ يُوسُفَ»
١٣ / ٣١٢
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا جَرِيرٌ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: «لَمَّا دَخَلَ يَعْقُوبُ عَلَى الْمَلِكِ وَحَاجِبَاهُ قَدْ سَقَطَا عَلَى عَيْنَيْهِ قَالَ الْمَلِكُ: مَا هَذَا؟ قَالَ: السِّنُونُ وَالْأَحْزَانُ، أَوِ الْهُمُومُ وَالْأَحْزَانُ، فَقَالَ رَبُّهُ: يَا يَعْقُوبُ، لِمَ تَشْكُونِي إِلَى خَلْقِي، أَلَمْ أَفْعَلْ بِكَ وَأَفْعَلْ؟»
١٣ / ٣١٣
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الثَّوْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ يَسَارٍ، يَرْفَعُهُ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «مَنْ بَثَّ لَمْ يَصْبِرْ» ثُمَّ قَرَأَ: ﴿إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ﴾ [يوسف: ٨٦] “
١٣ / ٣١٣
حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْآمُلِيُّ، قَالَ: ثنا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: «كَانَ مُنْذُ خَرَجَ يُوسُفُ مِنْ عِنْدِ يَعْقُوبَ إِلَى يَوْمِ رَجَعَ ثَمَانُونَ سَنَةً، لَمْ يُفَارِقِ الْحُزْنُ قَلْبَهُ، يَبْكِي حَتَّى ذَهَبَ بَصَرُهُ. قَالَ الْحَسَنُ: وَاللَّهِ مَا عَلَى الْأَرْضِ يَوْمَئِذٍ خَلِيقَةٌ أَكْرَمُ عَلَى اللَّهِ مِنْ يَعْقُوبَ ﷺ»
١٣ / ٣١٣
﴿يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ، وَلَا
١٣ / ٣١٣
تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ﴾ [يوسف: ٨٧] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: حِينَ طَمِعَ يَعْقُوبُ فِي يُوسُفَ قَالَ لِبَنِيهِ: يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي جِئْتُمْ مِنْهُ، وَخَلَّفْتُمْ أَخَوَيْكُمْ بِهِ ﴿فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ﴾ [يوسف: ٨٧] يَقُولُ: الْتَمِسُوا يُوسُفَ وَتَعَرَّفُوا مِنْ خَبَرِهِ، وَأَصْلُ التَّحَسُّسِ: التَّفَعُّلِ مِنَ الْحِسِّ ﴿وَأَخِيهِ﴾ [يونس: ٨٧] يَعْنِي بِنْيَامِينَ، ﴿وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ﴾ [يوسف: ٨٧] يَقُولُ: وَلَا تَقْنَطُوا مِنْ أَنْ يُرَوِّحَ اللَّهُ عَنَّا مَا نَحْنُ فِيهِ مِنَ الْحُزْنِ عَلَى يُوسُفَ وَأَخِيهِ بِفَرَجٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُرِينَيْهِمَا ﴿إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ﴾ [يوسف: ٨٧] يَقُولُ: لَا يَقْنَطُ مِنْ فَرَجِهِ وَرَحْمَتِهِ وَيَقْطَعُ رَجَاءَهُ مِنْهُ ﴿إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ﴾ [يوسف: ٨٧] يَعْنِي: الْقَوْمَ الَّذِينَ يَجْحَدُونَ قُدْرَتَهُ عَلَى مَا شَاءَ تَكْوِينُهُ. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ
١٣ / ٣١٤
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثنا عَمْرٌو، عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنِ السُّدِّيِّ: ﴿يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ﴾ [يوسف: ٨٧] بِمِصْرَ ﴿وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ﴾ [يوسف: ٨٧] قَالَ: «مِنْ فَرَجِ اللَّهِ أَنْ يَرُدَّ يُوسُفَ»
١٣ / ٣١٤
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، فِي قَوْلِهِ: ﴿وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ﴾ [يوسف: ٨٧]: “أَيْ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ. ⦗٣١٥⦘ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ نَحْوَهُ
١٣ / ٣١٤
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: «ثُمَّ إِنَّ يَعْقُوبَ قَالَ لِبَنِيهِ، وَهُو عَلَى حُسْنِ ظَنِّهِ بِرَبِّهِ مَعَ الَّذِي هُوَ فِيهِ مِنَ الْحُزْنِ: ﴿يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا﴾ [يوسف: ٨٧] إِلَى الْبِلَادِ الَّتِي مِنْهَا جِئْتُمْ ﴿فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ، وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ﴾ [يوسف: ٨٧]:»أَيْ مِنْ فَرَجِهِ، ﴿إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ﴾ [يوسف: ٨٧] “
١٣ / ٣١٥
حُدِّثْتُ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَرَجِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُعَاذٍ، يَقُولُ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ الضَّحَّاكَ، يَقُولُ فِي قَوْلِهِ: ﴿وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ﴾ [يوسف: ٨٧] يَقُولُ: مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ “
١٣ / ٣١٥
حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ﴾ [يوسف: ٨٧] قَالَ: «مِنْ فَرَجِ اللَّهِ، يُفَرِّجُ عَنْكُمُ الْغَمَّ الَّذِي أَنْتُمْ فِيهِ»
١٣ / ٣١٥
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إنَّ اللَّهَ يَجِزِي الْمُتَصَدِّقِينَ﴾ [يوسف: ٨٨] وَفِي الْكَلَامِ مَتْرُوكٌ قَدِ اسْتُغْنِيَ بِذِكْرِ مَا ظَهَرَ عَمَّا حُذِفَ، وَذَلِكَ: ⦗٣١٦⦘ فَخَرَجُوا رَاجِعِينَ إِلَى مِصْرَ حَتَّى صَارُوا إِلَيْهَا، فَدَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ ﴿فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ﴾ [يوسف: ٨٨] أَيِ الشِّدَّةُ مِنَ الْجَدْبِ وَالْقَحْطِ، ﴿وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ﴾ [يوسف: ٨٨]، كَمَا
١٣ / ٣١٥
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: «وَخَرَجُوا إِلَى مِصْرَ رَاجِعِينَ إِلَيْهَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ: أَيْ قَلِيلَةٍ، لَا تَبْلُغُ مَا كَانُوا يَتَبَايَعُونَ بِهِ، إِلَّا أَنْ يُتَجَاوَزَ لَهُمْ فِيهَا» وَقَدْ رَأَوْا مَا نَزَلَ بِأَبِيهِمْ، وَتَتَابَعَ الْبَلَاءُ عَلَيْهِ فِي وَلَدِهِ وَبَصَرِهِ، حَتَّى قَدِمُوا عَلَى يُوسُفَ ﴿فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ﴾ [يوسف: ٨٨] رَجَاءَ أَنْ يَرْحَمَهُمْ فِي شَأْنِ أَخِيهِمْ، ﴿مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ﴾ [يوسف: ٨٨] وَعَنَى بِقَوْلِهِ: ﴿وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ﴾ [يوسف: ٨٨] بِدَرَاهِمَ أَوْ ثَمَنٍ لَا يَجُوزُ فِي ثَمَنِ الطَّعَامِ، إِلَّا لِمَنْ يَتَجَاوَزُ فِيهَا، وَأَصْلُ الْإِزْجَاءِ: السَّوْقُ بِالدَّفْعِ، كَمَا قَالَ النَّابِغَةُ الذُّبْيَانِيُّ:
[البحر البسيط] وَهَبَّتِ الرِّيحُ مِنْ تِلْقَاءِ ذِي أُرُلٍ … تُزْجِي مَعَ اللَّيْلِ مِنْ صُرَّادِهَا صِرَمَا
[البحر البسيط] وَهَبَّتِ الرِّيحُ مِنْ تِلْقَاءِ ذِي أُرُلٍ … تُزْجِي مَعَ اللَّيْلِ مِنْ صُرَّادِهَا صِرَمَا
١٣ / ٣١٦
يَعْنِي تَسُوقُ وَتَدْفَعُ، وَمِنْهُ قَوْلُ أَعْشَى بَنِي ثَعْلَبَةَ:
[البحر الكامل] الْوَاهِبُ الْمِئَةَ الْهِجَانَ وعَبْدَهَا … عُوذًا تُزَجِّي خَلْفَهَا أَطْفَالَهَا
وَقَوْلُ حَاتِمٍ:
[البحر الطويل] لِيَبْكِ عَلَى مِلْحَانَ ضَيْفٌ مُدَفَّعٌ … وَأَرْمَلَةٌ تُزْجِي مَعَ اللَّيْلِ أَرْمَلَا
يَعْنِي أَنَّهَا تَسُوقُهُ بَيْنَ يَدَيْهَا عَلَى ضَعْفٍ مِنْهُ عَنِ الْمَشْي وَعَجْزٍ، وَلِذَلِكَ قِيلَ: ﴿بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ﴾ [يوسف: ٨٨] لِأَنَّهَا غَيْرُ نَافِقَةٍ، وَإِنَّمَا تَجُوزُ تَجْوِيزًا عَلَى نَفْعٍ مِنْ آخِذِيهَا. وَقَدِ اخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي الْبَيَانِ عَنْ تَأْوِيلِ ذَلِكَ، وَإِنْ كَانَتْ مَعَانِي بِيَانِهِمْ مُتَقَارِبَةً
[البحر الكامل] الْوَاهِبُ الْمِئَةَ الْهِجَانَ وعَبْدَهَا … عُوذًا تُزَجِّي خَلْفَهَا أَطْفَالَهَا
وَقَوْلُ حَاتِمٍ:
[البحر الطويل] لِيَبْكِ عَلَى مِلْحَانَ ضَيْفٌ مُدَفَّعٌ … وَأَرْمَلَةٌ تُزْجِي مَعَ اللَّيْلِ أَرْمَلَا
يَعْنِي أَنَّهَا تَسُوقُهُ بَيْنَ يَدَيْهَا عَلَى ضَعْفٍ مِنْهُ عَنِ الْمَشْي وَعَجْزٍ، وَلِذَلِكَ قِيلَ: ﴿بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ﴾ [يوسف: ٨٨] لِأَنَّهَا غَيْرُ نَافِقَةٍ، وَإِنَّمَا تَجُوزُ تَجْوِيزًا عَلَى نَفْعٍ مِنْ آخِذِيهَا. وَقَدِ اخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي الْبَيَانِ عَنْ تَأْوِيلِ ذَلِكَ، وَإِنْ كَانَتْ مَعَانِي بِيَانِهِمْ مُتَقَارِبَةً
١٣ / ٣١٧
ذِكْرُ أَقْوَالِ أَهْلِ التَّأْوِيلِ فِي ذَلِكَ: حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا وَكِيعٌ، وَحَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثنا أَبِي، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: ﴿بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ﴾ [يوسف: ٨٨] قَالَ: «رَدِيَّةٌ زُيُوفٌ لَا تُنْفَقُ حَتَّى يُوضَعَ مِنْهَا»
١٣ / ٣١٧
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: ثنا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنْقَزِيُّ قَالَ: ثنا ⦗٣١٨⦘ إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ﴾ [يوسف: ٨٨] قَالَ: «الرَّدِيَّةُ الَّتِي لَا تُنْفَقُ حَتَّى يُوضَعَ مِنْهَا»
١٣ / ٣١٧
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثنا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: ﴿وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ﴾ [يوسف: ٨٨] قَالَ: «خَلَقٍ، الْغِرَارَةُ وَالْحَبْلُ وَالشَّيْءُ»
١٣ / ٣١٨
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، وَسُئِلَ عَنْ قَوْلِهِ: ﴿وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ﴾ [يوسف: ٨٨] قَالَ: “رَثَّةُ الْمَتَاعِ: الْحَبْلُ وَالْغِرَارَةُ وَالشَّيْءُ. حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى قَالَ: ثنا إِسْحَاقُ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، مِثْلَهُ
١٣ / ٣١٨
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: ثني أَبِي قَالَ: ثني عَمِّي قَالَ: ثني أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَوْلُهُ: ﴿وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ﴾ [يوسف: ٨٨] قَالَ: «الْبِضَاعَةُ: الدَّرَاهِمُ، وَالْمُزْجَاةُ: غَيْرُ طَائِلٍ»
١٣ / ٣١٨
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى قَالَ: ثنا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: «كَاسِدَةٌ غَيْرُ طَائِلٍ»
١٣ / ٣١٨
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، قَالَ: ثنا أَبُو حُصَيْنٍ، عَنْ سَعِيدِ ⦗٣١٩⦘ بْنِ جُبَيْرٍ، وَعِكْرِمَةَ: ﴿وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ﴾ [يوسف: ٨٨] قَالَ سَعِيدٌ: نَاقِصَةٌ، وَقَالَ عِكْرِمَةُ: دَرَاهِمُ فُسُولٌ. حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ قَالَ: ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَعِكْرِمَةَ، مِثْلَهُ
١٣ / ٣١٨
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا وَكِيعٌ، وَحَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثنا أَبِي، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَعِكْرِمَةَ: ﴿وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ﴾ [يوسف: ٨٨] قَالَ أَحَدُهُمَا: نَاقِصَةٌ، وَقَالَ الْآخَرُ: رَدِيَّةٌ “
١٣ / ٣١٩
وَبِهِ قَالَ: ثنا أَبِي، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، قَالَ: «كَانَ سَمْنًا وَصُوفًا»
١٣ / ٣١٩
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ، قَالَ: ثنا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، قَالَ: «سَأَلَ رَجُلٌ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْحَارِثِ وَأَنَا عِنْدَهُ، عَنْ قَوْلِهِ: ﴿وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ﴾ [يوسف: ٨٨] قَالَ:»قَلِيلَةٌ، مَتَاعُ الْأَعْرَابِ: الصُّوفُ وَالسَّمْنُ “
١٣ / ٣١٩
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ زِيَادٍ الْقَطَّانُ أَبُو يَعْقُوبَ الْبَصْرِيُّ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْبَلْخِيُّ، قَالَ: ثنا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيُّ، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ عَمْرٍو ⦗٣٢٠⦘ الْعُذْرِيِّ، عَنْ أَبِي إِسْمَاعِيلَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ﴾ [يوسف: ٨٨] قَالَ: «الصَّنَوْبَرُ، وَالْحَبَّةُ الْخَضْرَاءُ»
١٣ / ٣١٩
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا جَرِيرٌ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْوَلِيدِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، فِي قَوْلِهِ: ﴿وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ﴾ [يوسف: ٨٨] قَالَ: «قَلِيلَةٌ، أَلَا تَسْمَعُ إِلَى قَوْلِهِ: «فَأَوْقِرْ رِكَابَنَا»، وَهُمْ يَقْرَءُونَ كَذَلِكَ»
١٣ / ٣٢٠
حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: ثنا هُشَيْمٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُغِيرَةُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، أَنَّهُ قَالَ: «مَا أُرَاهَا إِلَّا الْقَلِيلَةَ، لِأَنَّهَا فِي مُصْحَفِ عَبْدِ اللَّهِ: (وَأَوْقِرْ رِكَابَنَا)، يَعْنِي قَوْلَهُ: مُزْجَاةٍ»
١٣ / ٣٢٠
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ قَالَ: ثنا جَرِيرٌ، عَنِ الْقَعْقَاعِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: «قَلِيلَةٌ، أَلَمْ تَسْمَعْ إِلَى قَوْلِهِ: (وَأَوْقِرْ رِكَابَنَا)»
١٣ / ٣٢٠
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثنا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْهُذَلِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَالْحَسَنِ: ﴿بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ﴾ [يوسف: ٨٨] قَالَ سَعِيدٌ: الرَّدِيَّةُ، وَقَالَ الْحَسَنُ: الْقَلِيلَةُ “
١٣ / ٣٢٠
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ قَالَ: ثنا ابْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: «مَتَاعُ الْأَعْرَابِ، سَمْنٌ وَصُوفٌ»
١٣ / ٣٢١
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثنا ابْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَطِيَّةَ، قَالَ: «دَرَاهِمُ لَيْسَتْ بِطَائِلٍ»
١٣ / ٣٢١
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: ثنا عِيسَى، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: ﴿مُزْجَاةٍ﴾ [يوسف: ٨٨] قَالَ: «قَلِيلَةٌ»
١٣ / ٣٢١
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثنا شَبَابَةُ، قَالَ: ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: ﴿مُزْجَاةٍ﴾ [يوسف: ٨٨] قَالَ: “قَلِيلَةٌ. حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثنا أَبُو حُذَيْفَةَ، قَالَ: ثنا شِبْلٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، مِثْلَهُ
١٣ / ٣٢١
قَالَ: ثنا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ: ﴿وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ﴾ [يوسف: ٨٨] قَالَ: «شَيْءٌ مِنْ صُوفٍ، وَشَيْءٌ مِنْ سَمْنٍ»
١٣ / ٣٢١
قَالَ: ثنا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: «قَلِيلَةٌ»
١٣ / ٣٢١
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَمَّنْ ⦗٣٢٢⦘ حَدَّثَهُ عَنْ مُجَاهِدٍ: ﴿مُزْجَاةٍ﴾ [يوسف: ٨٨] قَالَ: “قَلِيلَةٌ. حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ، قَالَ: ثنا الْحُسَيْنُ، قَالَ: ثني حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، مِثْلَهُ
١٣ / ٣٢١
قَالَ: ثنا الْحُسَيْنُ، قَالَ: ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: «نَاقِصَةٌ، وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ: فُسُولٌ»
١٣ / ٣٢٢
قَالَ: ثنا الْحُسَيْنُ، قَالَ: ثني حَجَّاجٌ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ: ﴿وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ﴾ [يوسف: ٨٨] قَالَ: «رَدِيَّةٌ»
١٣ / ٣٢٢
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثنا الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، ظَنَّ الضَّحَّاكُ، قَالَ: «كَاسِدَةٌ لَا تُنْفَقُ»
١٣ / ٣٢٢
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى قَالَ: ثنا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ قَالَ: «كَاسِدَةٌ»
١٣ / ٣٢٢
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ قَالَ: ثنا عَبْدَةُ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ قَالَ: «كَاسِدَةٌ غَيْرُ طَائِلٍ»
١٣ / ٣٢٢
حُدِّثْنَا عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَرَجِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُعَاذٍ يَقُولُ: ثنا عُبَيْدٌ قَالَ: سَمِعْتُ الضَّحَّاكَ يَقُولُ فِي قَوْلِهِ: ﴿بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ﴾ [يوسف: ٨٨] يَقُولُ: كَاسِدَةٌ غَيْرُ نَافِقَةٍ “
١٣ / ٣٢٢
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ: ثنا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ قَالَ: ثنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ ⦗٣٢٣⦘ أَبِي حُصَيْنٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ: ﴿وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ﴾ [يوسف: ٨٨] قَالَ: «النَّاقِصَةُ، وَقَالَ عِكْرِمَةُ: فِيهَا تَجَوُّزٌ»
١٣ / ٣٢٢
قَالَ: ثنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «الدَّرَاهِمُ الرَّدِيَّةُ الَّتِي لَا تَجُوزُ إِلَّا بِنُقْصَانٍ»
١٣ / ٣٢٣
قَالَ: ثنا إِسْرَائِيلُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: «الدَّرَاهِمُ الرُّذَالُ الَّتِي لَا تَجُوزُ إِلَّا بِنُقْصَانٍ»
١٣ / ٣٢٣
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثنا عَمْرٌو، عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنِ السُّدِّيِّ، قَالَ: «دَرَاهِمُ فِيهَا جَوَازٌ»
١٣ / ٣٢٣
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلُهُ: ﴿وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ﴾ [يوسف: ٨٨] أَيْ «يَسِيرَةً» . حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، مِثْلَهُ
١٣ / ٣٢٣
حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ﴾ [يوسف: ٨٨] قَالَ: «الْمُزْجَاةُ: الْقَلِيلَةُ»
١٣ / ٣٢٣
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ: ﴿وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ﴾ [يوسف: ٨٨] أَيْ قَلِيلَةً لَا تَبْلُغُ مَا كُنَّا نَشْتَرِي بِهِ مِنْكَ، إِلَّا أَنْ تَتَجَاوزَ لَنَا فِيهَا “
١٣ / ٣٢٣
وَقَوْلُهُ: ﴿فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ﴾ [يوسف: ٨٨] بِهَا، وَأَعْطِنَا بِهَا مَا كُنْتَ تُعْطِينَا قَبْلُ بِالثَّمَنِ ⦗٣٢٤⦘ الْجَيِّدِ وَالدَّرَاهِمِ الْجَائِزَةِ الْوَافِيَةِ الَّتِي لَا تُرَدُّ، كَمَا
١٣ / ٣٢٣
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ: ﴿فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ﴾ [يوسف: ٨٨] أَيْ أَعْطِنَا مَا كُنْتَ تُعْطِينَا قَبْلُ، فَإِنَّ بِضَاعَتَنَا مُزْجَاةً “
١٣ / ٣٢٤
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثنا عَمْرٌو، عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنِ السُّدِّيِّ: ﴿فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ﴾ [يوسف: ٨٨] قَالَ: «كَمَا كُنْتَ تُعْطِينَا بِالدَّرَاهِمِ الْجِيَادِ»
١٣ / ٣٢٤
وَقَوْلُهُ: ﴿وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا﴾ [يوسف: ٨٨] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: قَالُوا: وَتَفَضَّلْ عَلَيْنَا بِمَا بَيْنَ سِعْرِ الْجِيَادِ وَالرَّدِيَّةِ، فَلَا تُنْقِصْنَا مِنْ سِعْرِ طَعَامِكَ لِرَدِيِّ بِضَاعَتِنَا ﴿إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ﴾ [يوسف: ٨٨] يَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ يُثِيبُ الْمُتَفَضِّلِينَ عَلَى أَهْلِ الْحَاجَةِ بِأَمْوَالِهِمْ. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ
١٣ / ٣٢٤
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثنا عَمْرٌو، عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنِ السُّدِّيِّ: ﴿وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا﴾ [يوسف: ٨٨] قَالَ: «تَفْضَّلْ بِمَا بَيْنَ الْجِيَادِ وَالرَّدِيَّةِ»
١٣ / ٣٢٤
حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ، قَالَ: ثنا الْحُسَيْنُ، قَالَ: ثني حَجَّاجٌ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ: ﴿فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا﴾ [يوسف: ٨٨] «لَا تَنْقُصْنَا مِنَ السِّعْرِ مِنْ أَجْلِ رَدِيِّ دَرَاهِمِنَا» ⦗٣٢٥⦘ وَاخْتَلَفُوا فِي الصَّدَقَةِ، هَلْ كَانَتْ حَلَالًا لِلْأَنْبِيَاءِ قَبْلَ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ ﷺ، أَوْ كَانَتْ حَرَامًا؟ فَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَمْ تَكُنْ حَلَالًا لِأَحَدٍ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ عليهم السلام
١٣ / ٣٢٤
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ، قَالَ: ثنا الْحُسَيْنُ، قَالَ: ثني حَجَّاجٌ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: «مَا سَأَلَ نَبِيٌّ قَطُّ الصَّدَقَةَ، وَلَكِنَّهُمْ قَالُوا ﴿جِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا﴾ [يوسف: ٨٨] لَا تُنْقِصْنَا مِنَ السِّعْرِ» وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ مَا
١٣ / ٣٢٥
حَدَّثَنِي بِهِ الْحَارِثُ، قَالَ: ثنا الْقَاسِمُ، قَالَ: يُحْكَى عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، أَنَّهُ سُئِلَ: “هَلْ حُرِّمَتِ الصَّدَقَةُ عَلَى أَحَدٍ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ قَبْلَ النَّبِيِّ ﷺ؟ فَقَالَ: أَلَمْ تَسْمَعْ قَوْلَهُ: ﴿فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ﴾ [يوسف: ٨٨] . قَالَ الْحَارِثُ: قَالَ الْقَاسِمُ: يَذْهَبُ ابْنُ عُيَيْنَةَ إِلَى أَنَّهُمْ لَمْ يَقُولُوا ذَلِكَ إِلَّا وَالصَّدَقَةُ لَهُمْ حَلَالٌ، وَهُمْ أَنْبِيَاءُ، فَإِنَّ الصَّدَقَةَ إِنَّمَا حُرِّمَتْ عَلَى مُحَمَّدٍ ﷺ، لَا عَلَيْهِمْ. وَقَالَ آخَرُونَ: إِنَّمَا عَنَى بِقَوْلِهِ: ﴿وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا﴾ [يوسف: ٨٨] وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا بِرَدِّ أَخِينَا إِلَيْنَا
١٣ / ٣٢٥
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ، قَالَ: ثنا الْحُسَيْنُ، قَالَ: ثني حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَوْلُهُ ⦗٣٢٦⦘: ﴿وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا﴾ [يوسف: ٨٨] قَالَ: «رُدَّ إِلَيْنَا أَخَانَا» وَهَذَا الْقَوْلُ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، وَإِنْ كَانَ قَوْلًا لَهُ وَجْهٌ، فَلَيْسَ بِالْقَوْلِ الْمُخْتَارِ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ: ﴿وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا﴾ [يوسف: ٨٨] لِأَنَّ الصَّدَقَةَ فِي الْمُتَعَارَفِ: إِنَّمَا هِيَ إِعْطَاءُ الرَّجُلِ ذَا الْحَاجَةِ بَعْضَ أَمْلَاكِهِ ابْتِغَاءَ ثَوَابِ اللَّهِ عَلَيْهِ، وَإِنْ كَانَ كُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةً، فَتَوْجِيهُ تَأْوِيلِ كَلَامِ اللَّهِ إِلَى الْأَغْلَبِ مِنْ مَعْنَاهُ فِي كَلَامِ مَنْ نَزَلَ الْقُرْآنُ بِلِسَانِهِ أَوْلَى وَأَحْرَى. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ مُجَاهِدٌ
١٣ / ٣٢٥
حَدَّثَنِي الْحَارِثُ، قَالَ: ثنا الْقَاسِمُ، قَالَ: ثنا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الْأَسْوَدِ، قَالَ: سَمِعْتُ مُجَاهِدًا، وَسُئِلَ: هَلْ يُكْرَهُ أَنْ يَقُولَ الرَّجُلُ فِي دُعَائِهِ: اللَّهُمَّ تَصَدَّقْ عَلَيَّ؟ فَقَالَ: «نَعَمْ، إِنَّمَا الصَّدَقَةُ لِمَنْ يَبْغِي الثَّوَابَ»
١٣ / ٣٢٦
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿قَالَ هَلْ عَلِمْتُمْ مَا فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنْتُمْ جَاهِلُونَ﴾ [يوسف: ٨٩] ذُكِرَ أَنَّ يُوسُفَ صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ لَمَّا قَالَ لَهُ إِخْوَتُهُ: ﴿يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ، مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرَّ، وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ، فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا، إِنَّ اللَّهَ ⦗٣٢٧⦘ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ﴾ [يوسف: ٨٨] أَدْرَكَتْهُ الرِّقَةُ وَبَاحَ لَهُمْ بِمَا كَانَ يَكْتُمُهُمْ مِنْ شَأْنِهِ، كَمَا
١٣ / ٣٢٦
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: «ذُكِرَ لِي أَنَّهُمْ لَمَّا كَلَّمُوهُ بِهَذَا الْكَلَامِ غَلَبَتْهُ نَفْسُهُ، فَارْفَضَّ دَمْعُهُ بَاكِيًا، ثُمَّ بِاحَ لَهُمْ بِالَّذِي يَكْتُمُ مِنْهُمْ، فَقَالَ: ﴿هَلْ عَلِمْتُمْ مَا فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنْتُمْ جَاهِلُونَ﴾ [يوسف: ٨٩] وَلَمْ يَعْنِ بِذِكْرِ أَخِيهِ مَا صَنَعَهُ هُوَ فِيهِ حِينَ أَخَذَهُ، وَلَكِنْ لِلتَّفْرِيقِ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ، إِذْ صَنَعُوا بِيُوسُفَ مَا صَنَعُوا»
١٣ / ٣٢٧
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثنا عَمْرٌو، قَالَ: ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ: ﴿فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مُسِنًّا وَأَهْلَنَا الضُّرَّ﴾ [يوسف: ٨٨] الْآيَةَ، قَالَ: فَرَحِمَهُمْ عِنْدَ ذَلِكَ، فَقَالَ لَهُمْ: ﴿هَلْ عَلِمْتُمْ مَا فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنْتُمْ جَاهِلُونَ﴾ [يوسف: ٨٩] ” فَتَأْوِيلُ الْكَلَامِ: هَلْ تَذْكُرُونَ مَا فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ، إِذْ فَرَّقْتُمْ بَيْنَهُمَا وَصَنَعْتُمْ مَا صَنَعْتُمْ إِذْ أَنْتُمْ جَاهِلُونَ، يَعْنِي فِي حَالِ جَهْلِكُمْ بِعَاقِبَةِ مَا تَفْعَلُونَ بِيُوسُفَ، وَمَا إِلَيْهِ صَائِرُ أَمْرِهِ وَأَمْرِكُمْ؟
١٣ / ٣٢٧
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿قَالُوا أَئِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ قَالَ أنا يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ﴾ يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: قَالَ إِخْوَةُ يُوسُفَ لَهُ حِينَ قَالَ لَهُمْ ذَلِكَ يُوسُفُ: ﴿إِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ﴾، فَقَالَ: نَعَمْ ﴿أنا يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي، قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا﴾ [يوسف: ٩٠] بِأَنْ
١٣ / ٣٢٧
جَمَعَ بَيْنَنَا بَعْدَ مَا فَرَّقْتُمْ بَيْنَنَا: ﴿إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ﴾ [يوسف: ٩٠] يَقُولُ: إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ اللَّهَ فَيُرَاقِبُهُ بِأَدَاءِ فَرَائِضِهِ وَاجْتِنَابِ مَعَاصِيهِ وَيَصْبِرْ، يَقُولُ: وَيَكُفُّ نَفْسَهُ، فَيَحْبِسُهَا عَمَّا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ عِنْدَ مُصِيبَةٍ نَزَلَتْ بِهِ مِنَ اللَّهِ، ﴿فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ﴾ [هود: ١١٥] يَقُولُ: فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُبْطِلُ ثَوَابَ إِحْسَانِهِ وَجَزَاءَ طَاعَتِهِ إِيَّاهُ فِيمَا أَمَرَهُ وَنَهَاهُ. وَقَدِ اخْتَلَفَ الْقُرَّاءُ فِي قِرَاءَةِ قَوْلِهِ: ﴿أَئِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ﴾ فَقَرَأَ ذَلِكَ عَامَّةُ قُرَّاءِ الْأَمْصَارِ: ﴿أَئِنَّكَ﴾ [الصافات: ٥٢] عَلَى الِاسْتِفْهَامِ، وَذَكَرَ أَنَّ ذَلِكَ فِي قِرَاءَةِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ: «أَوَ أَنْتَ يُوسُفُ» وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ مُحَيْصِنِ أَنَّهُ قَرَأَ: (إِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ) عَلَى الْخَبَرِ، لَا عَلَى الِاسْتِفْهَامِ. وَالصَّوَابُ مِنَ الْقِرَاءَةِ فِي ذَلِكَ عِنْدَنَا، قِرَاءَةُ مَنْ قَرَأَهُ بِالِاسْتِفْهَامِ، لِإِجْمَاعِ الْحُجَّةِ مِنَ الْقُرَّاءِ عَلَيْهِ
١٣ / ٣٢٨
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: «لَمَّا قَالَ لَهُمْ ذَلِكَ، يَعْنِي قَوْلَهُ: ﴿هَلْ عَلِمْتُمْ مَا فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنْتُمْ جَاهِلُونَ﴾ [يوسف: ٨٩] كَشَفَ الْغِطَاءَ فَعَرَفُوهُ، فَقَالُوا: ﴿أَئِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ﴾ الْآيَةَ»
١٣ / ٣٢٨
حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ، قَالَ: ثنا الْحُسَيْنُ، قَالَ: ثني مِنْ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ إِدْرِيسَ، يَذْكُرُ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَوْلُهُ: ﴿إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ﴾ [يوسف: ٩٠] يَقُولُ: مَنْ يَتَّقِ ⦗٣٢٩⦘ مَعْصِيَةَ اللَّهِ وَيَصْبِرْ عَلَى السِّجْنِ “
١٣ / ٣٢٨
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿قَالُوا تَالَلَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِنْ كُنَّا لَخَاطِئِينَ﴾ [يوسف: ٩١] يَقُولُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: قَالَ إِخْوَةُ يُوسُفَ لَهُ: تَالَلَّهِ لَقَدْ فَضَّلَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا، وَآثَرَكَ بِالْعِلْمِ وَالْحِلْمِ وَالْفَضْلِ، ﴿وَإِنْ كُنَّا لَخَاطِئِينَ﴾ [يوسف: ٩١] يَقُولُ: وَمَا كُنَّا فِي فِعْلِنَا الَّذِي فَعَلْنَا بِكَ فِي تَفْرِيقِنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ أَبِيكَ وَأَخِيكَ، وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ صَنِيعِنَا الَّذِي صَنَعْنَا بِكَ، إِلَّا خَاطِئِينَ: يَعْنُونَ مُخْطِئِينَ، يُقَالُ مِنْهُ: خَطِئَ فُلَانٌ يَخْطَأُ خَطَأً وَخِطْأً، وَأَخْطَأَ يُخْطِئُ إِخْطَاءً؛ وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ أُمَيَّةَ بْنِ الْأَسْكَرِ:
[البحر الوافر] وَإِنَّ مُهَاجِرَيْنِ تَكَنَّفَاهُ … لَعَمْرُ اللَّهِ قَدْ خَطِئَا وَحَابَا
وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ
[البحر الوافر] وَإِنَّ مُهَاجِرَيْنِ تَكَنَّفَاهُ … لَعَمْرُ اللَّهِ قَدْ خَطِئَا وَحَابَا
وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ
١٣ / ٣٢٩
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثنا عَمْرٌو، عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنِ السُّدِّيِّ، قَالَ: «لَمَّا قَالَ لَهُمْ يُوسُفُ: ﴿أنا يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي﴾ [يوسف: ٩٠] اعْتَذَرُوا إِلَيْهِ، وَقَالُوا: ﴿تَالَلَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِنْ كُنَّا لَخَاطِئِينَ﴾ [يوسف: ٩١] فِيمَا كُنَّا صَنَعْنَا بِكَ»
١٣ / ٣٢٩
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلُهُ: ﴿تَالَلَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا﴾ [يوسف: ٩١] وَذَلِكَ بَعْدَ مَا عَرَّفَهُمْ أَنْفُسَهُمْ، يَقُولُ: جَعَلَكَ اللَّهُ رَجُلًا حَلِيمًا “
١٣ / ٣٣٠
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ، يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ، وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ﴾ [يوسف: ٩٢] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: قَالَ يُوسُفُ لِإِخْوَتِهِ: ﴿لَا تَثْرِيبَ﴾ [يوسف: ٩٢] يَقُولُ: لَا تَغْيِيرَ عَلَيْكُمْ وَلَا إِفْسَادَ لِمَا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ مِنَ الْحُرْمَةِ وَحَقِّ الْأُخُوَّةِ، وَلَكِنْ لَكُمْ عِنْدِي الصَّفْحُ وَالْعَفْوُ، وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ
١٣ / ٣٣٠
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلُهُ: ﴿لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمْ﴾ [يوسف: ٩٢] لَمْ يُثَرِّبْ عَلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ “
١٣ / ٣٣٠
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثنا إِسْحَاقُ، قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ، قَوْلُهُ: ﴿لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ﴾ [يوسف: ٩٢] قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ: «لَا تَغْيِيرَ عَلَيْكُمْ»
١٣ / ٣٣٠
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ: ﴿قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ﴾ [يوسف: ٩٢] «لَا تَأْنِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ عِنْدِي فِيمَا صَنَعْتُمْ»
١٣ / ٣٣١
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثنا عَمْرٌو، عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنِ السُّدِّيِّ، قَالَ: “اعْتَذَرُوا إِلَى يُوسُفَ، فَقَالَ: ﴿لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ﴾ [يوسف: ٩٢] يَقُولُ: «لَا أَذْكُرُ لَكُمْ ذَنْبَكُمْ» وَقَوْلُهُ: ﴿يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ﴾ [يوسف: ٩٢] وَهَذَا دُعَاءٌ مِنْ يُوسُفَ لِإِخْوَتِهِ بِأَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ذَنْبَهُمْ فِيمَا أَتَوْا إِلَيْهِ، وَرَكِبُوا مِنْهُ مِنَ الظُّلْمِ، يَقُولُ: عَفَا اللَّهُ لَكُمْ عَنْ ذَنْبِكُمْ وَظُلْمِكُمْ، فَسَتَرَهُ عَلَيْكُمْ؛ ﴿وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ﴾ [يوسف: ٩٢] يَقُولُ: وَاللَّهُ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ لِمَنْ تَابَ مِنْ ذَنْبِهِ، وَأَنَابَ إِلَى طَاعَتِهِ بِالتَّوْبَةِ مِنْ مَعْصِيَتِهِ، كَمَا
١٣ / ٣٣١
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ: ﴿يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ﴾ [يوسف: ٩٢] حَيْثُ اعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ “
١٣ / ٣٣١
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هَذَا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيرًا، وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ﴾ [يوسف: ٩٣] قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: ذُكِرَ أَنَّ يُوسُفَ ﷺ لَمَّا عَرَّفَ نَفْسَهُ إِخْوَتَهُ، سَأَلَهُمْ عَنْ أَبِيهِمْ، فَقَالُوا: ذَهَبَ بَصَرُهُ مِنَ الْحُزْنِ، فَعِنْدَ ذَلِكَ أَعْطَاهُمْ قَمِيصَهُ، وَقَالَ لَهُمُ: ﴿اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هَذَا﴾ [يوسف: ٩٣]
١٣ / ٣٣١
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثنا عَمْرٌو، عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنِ السُّدِّيِّ، قَالَ: «قَالَ لَهُمْ يُوسُفُ: مَا فَعَلَ أَبِي بَعْدِي؟ قَالُوا: لَمَّا فَاتَهُ بِنْيَامِينُ عَمِيَ مِنَ الْحُزْنِ، قَالَ: ﴿اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هَذَا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيرًا، وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ﴾ [يوسف: ٩٣]» وَقَوْلُهُ: ﴿يَأْتِ بَصِيرًا﴾ [يوسف: ٩٣] يَقُولُ: يَعُدْ بَصِيرًا ﴿وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ﴾ [يوسف: ٩٣] يَقُولُ: وَجِيئُونِي بِجَمِيعِ أَهْلِكُمْ
١٣ / ٣٣٢
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلَا أَنْ تُفَنِّدُونِ﴾ [يوسف: ٩٤] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: وَلَمَّا فَصَلَتْ عِيرُ بَنِي يَعْقُوبَ مِنْ عِنْدِ يُوسُفَ مُتَوَجِّهَةً إِلَى يَعْقُوبَ، قَالَ أَبُوهُمْ يَعْقُوبُ: ﴿إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ﴾ [يوسف: ٩٤] ذُكِرَ أَنَّ الرِّيحَ اسْتَأْذَنَتْ رَبَّهَا فِي أَنْ تَأْتِيَ يَعْقُوبَ بِرِيحِ يُوسُفَ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَهُ الْبَشِيرُ، فَأَذِنَ لَهَا، فَأَتَتْهُ بِهَا
١٣ / ٣٣٢
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: ثني أَبُو شُرَيْحٍ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْهَوْزَنِيِّ، حَدَّثَهُ قَالَ: «اسْتَأْذَنَتِ الرِّيحُ أَنْ تَأْتِيَ يَعْقُوبَ بِرِيحِ يُوسُفَ حِينَ بَعَثَ بِالْقَمِيصِ إِلَى أَبِيهِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَهُ الْبَشِيرُ، فَفَعَلَ، قَالَ يَعْقُوبُ: ﴿إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلَا أَنْ تُفَنِّدُونِ﴾ [يوسف: ٩٤]»
١٣ / ٣٣٢
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ﴾ [يوسف: ٩٤] قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلَا أَنْ تُفَنِّدُونِ قَالَ: «هَاجَتْ رِيحٌ، فَجَاءَتْ بِرِيحِ يُوسُفَ مِنْ مَسِيرَةِ ثَمَانِ لَيَالٍ، فَقَالَ: ﴿إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلَا أَنْ تُفَنِّدُونِ﴾ [يوسف: ٩٤]»
١٣ / ٣٣٣
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ قَالَ: ثنا أَبِي، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: ﴿وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ﴾ [يوسف: ٩٤] قَالَ: «هَاجَتْ رِيحٌ، فَجَاءَتْ بِرِيحِ قَمِيصِ يُوسُفَ مِنْ مَسِيرَةِ ثَمَانِ لَيَالٍ»
١٣ / ٣٣٣
حَدَّثَنِي أَبُو السَّائِبِ قَالَ: ثنا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ ضِرَارٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: «وَجَدَ يَعْقُوبُ رِيحَ يُوسُفَ وَهُوَ مِنْهُ عَلَى مَسِيرَةِ ثَمَانِ لَيَالٍ»
١٣ / ٣٣٣
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، وَالْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ قَالَ: كُنْتُ إِلَى جَنْبِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فَسُئِلَ: “مِنْ كَمْ وَجَدَ يَعْقُوبُ رِيحَ الْقَمِيصِ؟ قَالَ: «مِنْ مَسِيرَةِ سَبْعِ لَيَالٍ أَوْ ثَمَانِ لَيَالٍ»
١٣ / ٣٣٣
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ قَالَ: ثنا جَرِيرٌ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ، عَنْ أَبِي الْهُذَيْلِ قَالَ: ⦗٣٣٤⦘ قَالَ لِي أَصْحَابِي: إِنَّكَ تَأْتِي ابْنَ عَبَّاسٍ، فَسَلْهُ لَنَا، قَالَ: فَقُلْتُ: مَا أَسْأَلُهُ عَنْ شَيْءٍ، وَلَكِنْ أَجْلِسُ خَلْفَ السَّرِيرِ فَيَأْتِيهِ الْكُوفِيُّونَ فَيَسْأَلُونَ عَنْ حَاجَتِهِمْ وَحَاجَتِي، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: «وَجَدَ يَعْقُوبُ رِيحَ قَمِيصِ يُوسُفَ مِنْ مَسِيرَةِ ثَمَانِ لَيَالٍ، قَالَ ابْنُ أَبِي الْهُذَيْلِ: فَقُلْتُ: ذَاكَ كَمَكَانِ الْبَصْرَةِ مِنَ الْكُوفَةِ»
١٣ / ٣٣٣
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: ثنا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ ضِرَارِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: «وَجَدَ يَعْقُوبُ رِيحَ قَمِيصِ يُوسُفَ مِنْ مَسِيرَةِ ثَمَانِ لَيَالٍ قَالَ: فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: هَذَا كَمَكَانِ الْبَصْرَةِ مِنَ الْكُوفَةِ»
١٣ / ٣٣٤
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ قَالَ: ثنا وَكِيعٌ، وَحَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ قَالَ: ثنا أَبِي، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ﴾ [يوسف: ٩٤] قَالَ: “وُجِدَ رِيحُ قَمِيصِ يُوسُفَ مِنْ مَسِيرَةِ ثَمَانِ لَيَالٍ قَالَ: قُلْتُ لَهُ: ذَاكَ كَمَا بَيْنَ الْبَصْرَةِ إِلَى الْكُوفَةِ. وَاللَّفْظُ لِحَدِيثِ أَبِي كُرَيْبٍ
١٣ / ٣٣٤
حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: ثنا عَاصِمٌ وَعَلِيٌّ قَالَا: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو سِنَانٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي الْهُذَيْلِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي هَذِهِ الْآيَةِ: ﴿إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ﴾ [يوسف: ٩٤] قَالَ: «وُجِدَ رِيحُهُ مِنْ مَسِيرَةِ مَا بَيْنَ الْبَصْرَةِ إِلَى الْكُوفَةِ» . حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى قَالَ: ثنا آدَمُ الْعَسْقَلَانِيُّ قَالَ: ثنا شُعْبَةُ قَالَ: ثنا أَبُو سِنَانٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي الْهُذَيْلِ يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، مِثْلَهُ
١٣ / ٣٣٤
قَالَ: ثنا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي ⦗٣٣٥⦘ الْهُذَيْلِ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ فَقَالَ: ﴿إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ﴾ [يوسف: ٩٤] قَالَ: «وُجِدَ رِيحُ قَمِيصِهِ مِنْ مَسِيرَةِ ثَمَانِ لَيَالٍ»
١٣ / ٣٣٤
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: ﴿وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ﴾ [يوسف: ٩٤] قَالَ: “لَمَّا خَرَجَتِ الْعِيرُ هَاجَتْ رِيحٌ فَجَاءَتْ يَعْقُوبَ بِرِيحِ قَمِيصِ يُوسُفَ فَقَالَ: ﴿إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلَا أَنْ تُفَنِّدُونِ﴾ [يوسف: ٩٤] قَالَ: «فَوُجِدَ رِيحُهُ مِنْ مَسِيرَةِ ثَمَانِ لَيَالٍ»
١٣ / ٣٣٥
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ: «ذُكِرَ لَنَا أَنَّهُ كَانَ بَيْنَهُمَا يَوْمَئِذٍ ثَمَانُونَ فَرْسَخًا، يُوسُفُ بِأَرْضِ مِصْرَ وَيَعْقُوبُ بِأَرْضِ كَنْعَانَ، وَقَدْ أَتَى لِذَلِكَ زَمَانٌ طَوِيلٌ»
١٣ / ٣٣٥
حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ، قَالَ: ثنا الْحُسَيْنُ، قَالَ: ثني حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَوْلُهُ: ﴿إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ﴾ [يوسف: ٩٤] قَالَ: «بَلَغَنَا أَنَّهُ كَانَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانُونَ فَرْسَخًا، وَقَالَ: ﴿إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ﴾ [يوسف: ٩٤] وَكَانَ قَدْ فَارَقَهُ قَبْلَ ذَلِكَ سَبْعًا وَسَبْعِينَ سَنَةً»
١٣ / ٣٣٥
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ: ثنا أَبُو أَحْمَدَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ﴾ [يوسف: ٩٤] قَالَ: «وُجِدَ رِيحُ الْقَمِيصِ مِنْ مَسِيرَةِ ثَمَانِيَةِ أَيَّامٍ»
١٣ / ٣٣٥
قَالَ: ثنا أَبُو أَحْمَدَ قَالَ: ثنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي ⦗٣٣٦⦘ الْهُذَيْلِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَوْلُهُ: ﴿وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ﴾ [يوسف: ٩٤] قَالَ: “فَلَمَّا خَرَجَتِ الْعِيرُ هَبَّتْ رِيحٌ، فَذَهَبَتْ بِرِيحِ قَمِيصِ يُوسُفَ إِلَى يَعْقُوبَ، فَقَالَ: ﴿إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ﴾ [يوسف: ٩٤] قَالَ: «وَوَجَدَ رِيحَ قَمِيصِهِ مِنْ مَسِيرَةِ ثَمَانِيَةِ أَيَّامٍ»
١٣ / ٣٣٥
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: «لَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ مِنْ مِصْرَ اسْتَرْوَحَ يَعْقُوبُ رِيحَ يُوسُفَ، فَقَالَ لِمَنْ عِنْدَهُ مِنْ وَلَدِهِ: ﴿إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلَا أَنْ تُفَنِّدُونِ﴾ [يوسف: ٩٤]» وَأَمَّا قَوْلُهُ: ﴿لَوْلَا أَنْ تُفَنِّدُونِ﴾ [يوسف: ٩٤] فَإِنَّهُ يَعْنِي: لَوْلَا أَنْ تُعَنِّفُونِي، وَتُعَجِّزُونِي، وَتَلُومُونِي، وَتُكَذِّبُونِي، وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ:
[البحر البسيط]يَا صَاحِبَيَّ دَعَا لَوْمِي وَتَفْنِيدِي … فَلَيْسَ مَا فَاتَ مِنْ أَمْرِي بِمَرْدُودِ
وَيُقَالُ: أَفْنَدَ فُلَانًا الدَّهْرُ، وَذَلِكَ إِذَا أَفْسَدَهُ، وَمِنْهُ قَوْلُ ابْنُ مُقْبِلٍ:
[البحر الطويل]
[البحر البسيط]يَا صَاحِبَيَّ دَعَا لَوْمِي وَتَفْنِيدِي … فَلَيْسَ مَا فَاتَ مِنْ أَمْرِي بِمَرْدُودِ
وَيُقَالُ: أَفْنَدَ فُلَانًا الدَّهْرُ، وَذَلِكَ إِذَا أَفْسَدَهُ، وَمِنْهُ قَوْلُ ابْنُ مُقْبِلٍ:
[البحر الطويل]
دَعِ الدَّهْرَ يَفْعَلْ مَا أَرَادَ فَإِنَّهُ … إِذَا كُلِّفَ الْإِفْنَادَ بِالنَّاسِ أَفْنَدَا
وَاخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي مَعْنَاهُ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: مَعْنَاهُ: لَوْلَا أَنْ تُسَفِّهُونِي
١٣ / ٣٣٦
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثنا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: ﴿لَوْلَا أَنْ تُفَنِّدُونِ﴾ [يوسف: ٩٤] قَالَ: “تُسَفِّهُونِ. ⦗٣٣٧⦘ حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ قَالَ: ثنا وَكِيعٌ، وَحَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ قَالَ: ثنا أَبِي، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، مِثْلَهُ
١٣ / ٣٣٦
وَبِهِ قَالَ: ثنا أَبِي، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ خُصَيْفٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: ﴿لَوْلَا أَنْ تُفَنِّدُونِ،﴾ [يوسف: ٩٤] قَالَ: «تُسَفِّهُونِ»
١٣ / ٣٣٧
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، وَعَلِيُّ بْنُ دَاوُدَ، قَالَا: ثنا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: ثني مُعَاوِيَةُ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَوْلُهُ: ﴿لَوْلَا أَنْ تُفَنِّدُونِ،﴾ [يوسف: ٩٤] يَقُولُ: تُجَهِّلُونِ “
١٣ / ٣٣٧
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ: ثنا أَبُو أَحْمَدَ قَالَ: ثنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: ﴿لَوْلَا أَنْ تُفَنِّدُونِ﴾ [يوسف: ٩٤] قَالَ: «لَوْلَا أَنْ تُسَفِّهُونِ»
١٣ / ٣٣٧
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ قَالَ: ثنا أَبُو أَحْمَدَ، وَحَدَّثَنِي الْمُثَنَّى قَالَ: ثنا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَا جَمِيعًا: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ خُصَيْفٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: ﴿لَوْلَا أَنْ تُفَنِّدُونِ﴾ [يوسف: ٩٤] قَالَ: «لَوْلَا أَنْ تُسَفِّهُونِ»
١٣ / ٣٣٧
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثنا الْحِمَّانِيُّ، قَالَ: ثنا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَسَالِمٍ، عَنْ سَعِيدٍ: ﴿لَوْلَا أَنْ تُفَنِّدُونِ،﴾ [يوسف: ٩٤] قَالَ أَحَدُهُمَا: تُسَفِّهُونِ، وَقَالَ الْآخَرُ: تُكَذِّبُونِ “
١٣ / ٣٣٧
حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ، قَالَ: ثنا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ ⦗٣٣٨⦘ عَطَاءٍ: ﴿لَوْلَا أَنْ تُفَنِّدُونِ،﴾ [يوسف: ٩٤] قَالَ: «لَوْلَا أَنْ تُكَذِّبُونِ، لَوْلَا أَنْ تُسَفِّهُونِ»
١٣ / ٣٣٧
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ قَالَ: ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ عَطَاءٍ، قَالَ: «تُسَفِّهُونِ»
١٣ / ٣٣٨
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ: ﴿لَوْلَا أَنْ تُفَنِّدُونِ،﴾ [يوسف: ٩٤] يَقُولُ: لَوْلَا أَنْ تُسَفِّهُونِ “
١٣ / ٣٣٨
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ: ﴿لَوْلَا أَنْ تُفَنِّدُونِ﴾ [يوسف: ٩٤] يَقُولُ: لَوْلَا أَنْ تُسَفِّهُونِ “
١٣ / ٣٣٨
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: ﴿لَوْلَا أَنْ تُفَنِّدُونِ﴾ [يوسف: ٩٤] يَقُولُ: «تُسَفِّهُونِ»
١٣ / ٣٣٨
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثنا شَبَابَةُ، قَالَ: ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَوْلُهُ: ﴿لَوْلَا أَنْ تُفَنِّدُونِ،﴾ [يوسف: ٩٤] قَالَ: «ذَهَبَ عَقْلُهُ»
١٣ / ٣٣٨
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِمٍ قَالَ: ثنا عِيسَى، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: ﴿لَوْلَا أَنْ تُفَنِّدُونِ﴾ [يوسف: ٩٤] قَالَ: «قَدْ ذَهَبَ عَقْلُهُ»
١٣ / ٣٣٨
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى قَالَ: ثنا أَبُو حُذَيْفَةَ قَالَ: ثنا شِبْلٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، وَحَدَّثَنِي الْمُثَنَّى قَالَ: ثنا إِسْحَاقُ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ، عَنْ وَرْقَاءَ، عَنِ ابْنِ ⦗٣٣٩⦘ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: ﴿لَوْلَا أَنْ تُفَنِّدُونِ﴾ [يوسف: ٩٤] قَالَ: «قَدْ ذَهَبَ عَقْلُهُ»
١٣ / ٣٣٨
حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ قَالَ: ثنا الْحُسَيْنُ قَالَ: ثني حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: ﴿لَوْلَا أَنْ تُفَنِّدُونِ﴾ [يوسف: ٩٤] قَالَ: «لَوْلَا أَنْ تَقُولُوا: ذَهَبَ عَقْلُكَ»
١٣ / ٣٣٩
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ: ﴿لَوْلَا أَنْ تُفَنِّدُونِ،﴾ [يوسف: ٩٤] يَقُولُ: لَوْلَا أَنْ تُضَعِّفُونِي “
١٣ / ٣٣٩
حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ فِي قَوْلِهِ: ﴿لَوْلَا أَنْ تُفَنِّدُونِ﴾ [يوسف: ٩٤] قَالَ: «الَّذِي لَيْسَ لَهُ عَقْلٌ ذَلِكَ الْمُفَنَّدُ، يَقُولُونَ لَا يَعْقِلُ» . وَقَالَ آخَرُونَ: مَعْنَاهُ: لَوْلَا أَنْ تُكَذِّبُونِ
١٣ / ٣٣٩
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثنا سُوَيْدُ بْنُ عَمْرٍو الْكَلْبِيُّ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ سَالِمٍ: ﴿لَوْلَا أَنْ تُفَنِّدُونِ،﴾ [يوسف: ٩٤] قَالَ: «تُكَذِّبُونِ»
١٣ / ٣٣٩
قَالَ: ثنا عَمْرٌو، عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنِ السُّدِّيِّ، قَالَ: «لَوْلَا أَنْ تُهَرِّمُونِ وَتُكَذِّبُونِ»
١٣ / ٣٣٩
قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: بَلَغَنِي عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: «تُكَذِّبُونِ»
١٣ / ٣٣٩
قَالَ: ثنا عَبْدَةُ، وَأَبُو خَالِدٍ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، قَالَ: «لَوْلَا أَنْ ⦗٣٤٠⦘ تُكَذِّبُونِ»
١٣ / ٣٣٩
حُدِّثْتُ عَنِ الْحُسَيْنِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُعَاذٍ، يَقُولُ: ثنا عُبَيْدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ الضَّحَّاكَ، يَقُولُ فِي قَوْلِهِ: ﴿لَوْلَا أَنْ تُفَنِّدُونِ﴾ [يوسف: ٩٤] «تُكَذِّبُونِ»
١٣ / ٣٤٠
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثنا عَمْرٌو، قَالَ: أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ عَطَاءٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿لَوْلَا أَنْ تُفَنِّدُونِ﴾ [يوسف: ٩٤] قَالَ: «تُسَفِّهُونِ أَوْ تُكَذِّبُونِ»
١٣ / ٣٤٠
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: ثني أَبِي قَالَ: ثني عَمِّي قَالَ: ثني أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَوْلُهُ: ﴿لَوْلَا أَنْ تُفَنِّدُونِ﴾ [يوسف: ٩٤] يَقُولُ: «تُكَذِّبُونِ» . وَقَالَ آخَرُونَ: مَعْنَاهُ تُهَرِّمُونِ
١٣ / ٣٤٠
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: ثنا أَبُو أَحْمَدَ، قَالَ: ثنا إِسْرَائِيلُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: ﴿لَوْلَا أَنْ تُفَنِّدُونِ﴾ [يوسف: ٩٤] قَالَ: “لَوْلَا أَنْ تُهَرِّمُونِ. حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ قَالَ: ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي يَحْيَى، عَنْ مُجَاهِدٍ، مِثْلَهُ
١٣ / ٣٤٠
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: «
١٣ / ٣٤٠
تُهَرِّمُونِ» . حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ، قَالَ: ثنا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْأَشْهَبِ، عَنِ الْحَسَنِ: ﴿لَوْلَا أَنْ تُفَنِّدُونِ﴾ [يوسف: ٩٤] قَالَ: “تُهَرِّمُونِ. حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى قَالَ: ثنا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ أَبِي الْأَشْهَبِ وَغَيْرِهِ، عَنِ الْحَسَنِ، مِثْلَهُ. وَقَدْ بَيَّنَّا أَنَّ أَصْلَ التَّفْنِيدِ: الْإِفْسَادِ وَإِذَا كَانَ ذَلِكَ كَذَلِكَ فَالضَّعْفُ وَالْهَرَمُ وَالْكَذِبُ وَذَهَابُ الْعَقْلِ وَكُلُّ مَعَانِي الْإِفْسَادِ تَدْخُلُ فِي التَّفْنِيدِ، لِأَنَّ أَصْلَ ذَلِكَ كُلَّهُ الْفَسَادُ، وَالْفَسَادُ فِي الْجِسْمِ: الْهَرَمُ وَذَهَابُ الْعَقْلِ وَالضَّعْفُ، وَفِي الْفِعْلِ الْكَذِبُ وَاللَّوْمُ بِالْبَاطِلِ، وَلِذَلِكَ قَالَ جَرِيرُ بْنُ عَطِيَّةَ:
[البحر الكامل] يَا عَاذِلَيَّ دَعَا الْمَلَامَ وَأَقْصِرَا … طَالَ الْهَوَى وَأَطَلْتُمَا التَّفْنِيدَا
يَعْنِي الْمَلَامَةَ، فَقَدْ تَبَيَّنَ إِذْ كَانَ الْأَمْرُ عَلَى مَا وَصَفْنَا أَنَّ الْأَقْوَالَ الَّتِي قَالَهَا مَنْ ذَكَرْنَا قَوْلَهُ فِي قَوْلِهِ: ﴿لَوْلَا أَنْ تُفَنِّدُونِ﴾ [يوسف: ٩٤] عَلَى اخْتِلَافِ عِبَارَاتِهِمْ عَنْ تَأْوِيلِهِ، مُتَقَارِبَةُ الْمَعَانِي، مُحْتَمِلٌ جَمِيعَهَا ظَاهِرُ التَّنْزِيلِ، إِذْ لَمْ يَكُنْ فِي الْآيَةِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّهُ مَعْنِيُّ بِهِ بَعْضُ ذَلِكَ دُونَ بَعْضٍ
[البحر الكامل] يَا عَاذِلَيَّ دَعَا الْمَلَامَ وَأَقْصِرَا … طَالَ الْهَوَى وَأَطَلْتُمَا التَّفْنِيدَا
يَعْنِي الْمَلَامَةَ، فَقَدْ تَبَيَّنَ إِذْ كَانَ الْأَمْرُ عَلَى مَا وَصَفْنَا أَنَّ الْأَقْوَالَ الَّتِي قَالَهَا مَنْ ذَكَرْنَا قَوْلَهُ فِي قَوْلِهِ: ﴿لَوْلَا أَنْ تُفَنِّدُونِ﴾ [يوسف: ٩٤] عَلَى اخْتِلَافِ عِبَارَاتِهِمْ عَنْ تَأْوِيلِهِ، مُتَقَارِبَةُ الْمَعَانِي، مُحْتَمِلٌ جَمِيعَهَا ظَاهِرُ التَّنْزِيلِ، إِذْ لَمْ يَكُنْ فِي الْآيَةِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّهُ مَعْنِيُّ بِهِ بَعْضُ ذَلِكَ دُونَ بَعْضٍ
١٣ / ٣٤١
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿قَالُوا تَالَلَّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلَالِكَ الْقَدِيمِ﴾ [يوسف: ٩٥]⦗٣٤٢⦘ يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: قَالَ الَّذِينَ قَالَ لَهُمْ يَعْقُوبُ مِنْ وَلَدِهِ ﴿إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلَا أَنْ تُفَنِّدُونِ﴾ [يوسف: ٩٤] تَالَلَّهِ أَيُّهَا الرَّجُلُ، إِنَّكَ مِنْ حُبِّ يُوسُفَ وَذِكْرِهِ، لَفِي خَطَئِكَ وَزَلَلِكَ الْقَدِيمِ لَا تَنْسَاهُ، وَلَا تَتَسَلَّى عَنْهُ. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ
١٣ / ٣٤١
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: ثني مُعَاوِيَةُ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَوْلُهُ: ﴿إِنَّكَ لَفِي ضَلَالِكَ الْقَدِيمِ﴾ [يوسف: ٩٥] يَقُولُ: «خَطَئِكَ الْقَدِيمِ»
١٣ / ٣٤٢
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ: ﴿قَالُوا تَالَلَّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلَالِكَ الْقَدِيمِ﴾ [يوسف: ٩٥] أَيْ مِنْ حُبِّ يُوسُفَ لَا تَنْسَاهُ وَلَا تَسْلَاهُ، قَالُوا لِوَالِدِهِمْ كَلِمَةً غَلِيظَةً، لَمْ يَكُنْ يَنْبَغِي لَهُمْ أَنْ يَقُولُوهَا لِوَالِدِهِمْ وَلَا لِنَبِيِّ اللَّهِ ﷺ “
١٣ / ٣٤٢
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثنا عَمْرٌو، عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنِ السُّدِّيِّ: ﴿قَالُوا تَالَلَّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلَالِكَ الْقَدِيمِ﴾ [يوسف: ٩٥] قَالَ: «فِي شَأْنِ يُوسُفَ»
١٣ / ٣٤٢
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: ثنا أَبُو أَحْمَدَ، قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ: ﴿تَالَلَّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلَالِكَ الْقَدِيمِ﴾ [يوسف: ٩٥] قَالَ: «مِنْ حُبِّكَ لِيُوسُفَ» . ⦗٣٤٣⦘ حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ قَالَ: ثنا عَمْرٌو، عَنْ سُفْيَانَ، نَحْوَهُ
١٣ / ٣٤٢
حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ، قَالَ: ثنا الْحُسَيْنُ، قَالَ: ثني حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ: ﴿قَالُوا تَالَلَّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلَالِكَ الْقَدِيمِ﴾ [يوسف: ٩٥] قَالَ: «فِي حُبِّكَ الْقَدِيمِ»
١٣ / ٣٤٣
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ: ﴿قَالُوا تَالَلَّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلَالِكَ الْقَدِيمِ﴾ [يوسف: ٩٥] أَيْ إِنَّكَ لَمِنْ ذِكْرِ يُوسُفَ فِي الْبَاطِلِ الَّذِي أَنْتَ عَلَيْهِ “
١٣ / ٣٤٣
حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ فِي قَوْلِهِ: ﴿تَالَلَّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلَالِكَ الْقَدِيمِ﴾ [يوسف: ٩٥] قَالَ: «يَعْنُونَ: حُزْنَهُ الْقَدِيمَ عَلَى يُوسُفَ، وَفِي ضَلَالِكَ الْقَدِيمِ: لَفِي خَطَئِكَ الْقَدِيمِ»
١٣ / ٣٤٣
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيرًا، قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾ [يوسف: ٩٦] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: فَلَمَّا أَنْ جَاءَ يَعْقُوبَ الْبَشِيرُ مِنْ عِنْدِ ابْنِهِ يُوسُفَ، وَهُوَ الْمُبَشِّرُ بِرِسَالَةِ يُوسُفَ، وَذَلِكَ بَرِيدٌ فِيمَا ذُكِرَ كَانَ يُوسُفُ يَرُدُّهُ إِلَيْهِ، وَكَانَ الْبَرِيدُ فِيمَا ذُكِرَ وَالْبَشِيرُ يَهُوذَا بْنُ يَعْقُوبَ أَخَا يُوسُفَ لِأَبِيهِ
١٣ / ٣٤٣
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: ثني أَبِي قَالَ: ثني عَمِّي قَالَ: ثني أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَوْلُهُ: ﴿فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ﴾ [يوسف: ٩٦] يَقُولُ: ⦗٣٤٤⦘ الْبَشِيرُ: الْبَرِيدُ “
١٣ / ٣٤٣
حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ، قَالَ: ثنا الْحُسَيْنُ، قَالَ: ثنا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جُوَيْبِرٌ، عَنِ الضَّحَّاكِ: ﴿فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ،﴾ [يوسف: ٩٦] قَالَ: «الْبَرِيدُ»
١٣ / ٣٤٤
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْوَاسِطِيُّ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ: ﴿فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ﴾ [يوسف: ٩٦] قَالَ: «الْبَرِيدُ»
١٣ / ٣٤٤
قَالَ: ثنا شَبَابَةُ، قَالَ: ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَوْلُهُ: ﴿فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ﴾ [يوسف: ٩٦] قَالَ: «يَهُوذَا بْنُ يَعْقُوبَ»
١٣ / ٣٤٤
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِمٍ قَالَ: ثنا عِيسَى، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: ﴿الْبَشِيرُ﴾ [يوسف: ٩٦] قَالَ: «يَهُوذَا بْنُ يَعْقُوبَ»
١٣ / ٣٤٤
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى قَالَ: ثنا أَبُو حُذَيْفَةَ قَالَ: ثنا شِبْلٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: «يَهُوذَا بْنُ يَعْقُوبَ»
١٣ / ٣٤٤
قَالَ: ثنا إِسْحَاقُ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ، عَنْ وَرْقَاءَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: «هُوَ يَهُوذَا بْنُ يَعْقُوبَ»
١٣ / ٣٤٤
حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ، قَالَ: ثنا الْحُسَيْنُ، قَالَ: ثني حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ: ﴿فَلَمَّا أَنْ ⦗٣٤٥⦘ جَاءَ الْبَشِيرُ﴾ [يوسف: ٩٦] قَالَ: «يَهُوذَا بْنُ يَعْقُوبَ كَانَ الْبَشِيرَ»
١٣ / ٣٤٤
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى قَالَ: ثنا إِسْحَاقُ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: ﴿فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ﴾ [يوسف: ٩٦] قَالَ: “هُوَ يَهُوذَا بْنُ يَعْقُوبَ قَالَ سُفْيَانُ: وَكَانَ ابْنُ مَسْعُودٍ يَقْرَأُ: (وَجَاءَ الْبَشِيرُ مِنْ بَيْنَ يَدَيِ الْعِيرِ)
١٣ / ٣٤٥
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ قَالَ: ثنا الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ: ﴿فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ﴾ [يوسف: ٩٦] قَالَ: «الْبَرِيدُ هُوَ يَهُوذَا بْنُ يَعْقُوبَ»
١٣ / ٣٤٥
قَالَ: ثنا عَمْرٌو، عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنِ السُّدِّيِّ، قَالَ: «قَالَ يُوسُفُ: ﴿اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هَذَا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيرًا، وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ﴾ [يوسف: ٩٣]» قَالَ يَهُوذَا: أَنَا ذَهَبْتُ بِالْقَمِيصِ مُلَطَّخًا بِالدَّمِ إِلَى يَعْقُوبَ فَأَخْبَرْتُهُ أَنَّ يُوسُفَ أَكَلَهُ الذِّئْبُ، وَأَنَا أَذْهَبُ الْيَوْمَ بِالْقَمِيصِ وَأُخْبِرُهُ أَنَّهُ حَيٌّ، فَأُفَرِّحُهُ كَمَا أَحْزَنْتُهُ، فَهُوَ كَانَ الْبَشِيرَ “
١٣ / ٣٤٥
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ: ثنا أَبُو أَحْمَدَ قَالَ: ثنا هُشَيْمٌ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ: ﴿فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ﴾ [يوسف: ٩٦] قَالَ: «الْبَرِيدُ» . وَكَانَ بَعْضُ أَهْلِ الْعَرَبِيَّةِ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ يَقُولُ: «أَنْ» فِي قَوْلِهِ: ﴿فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ﴾ [يوسف: ٩٦] وَسُقُوطُهَا بِمَعْنَى وَاحِدٍ، وَكَانَ يَقُولُ هَذَا فِي: «لَمَّا» وَ«حَتَّى» خَاصَّةً، وَيُذْكَرُ أَنَّ الْعَرَبَ تُدْخِلُهَا فِيهِمَا أَحْيَانًا وَتُسْقِطُهَا أَحْيَانًا، كَمَا قَالَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: ﴿وَلَمَّا ⦗٣٤٦⦘ أَنْ جَاءَتْ رُسُلُنَا﴾ [العنكبوت: ٣٣]، وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: ﴿وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا﴾ [هود: ٧٧] وَقَالَ: هِيَ صِلَةٌ لَا مَوْضِعَ لَهَا فِي هَذَيْنِ الْمَوْضِعَيْنِ، يُقَالُ: حَتَّى كَانَ كَذَا وَكَذَا، وَحَتَّى أَنْ كَانَ كَذَا وَكَذَا
١٣ / ٣٤٥
وَقَوْلُهُ: ﴿أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ﴾ [يوسف: ٩٦] يَقُولُ: أَلْقَى الْبَشِيرُ قَمِيصَ يُوسُفَ عَلَى وَجْهِ يَعْقُوبَ، كَمَا
١٣ / ٣٤٦
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ: ﴿فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ﴾ [يوسف: ٩٦] أَلْقَى الْقَمِيصَ عَلَى وَجْهِهِ “
١٣ / ٣٤٦
وَقَوْلُهُ: ﴿فَارْتَدَّ بَصِيرًا﴾ [يوسف: ٩٦] يَقُولُ: رَجَعَ وَعَادَ مُبْصِرًا بِعَيْنَيْهِ بَعْدَ مَا قَدْ عَمِّيَ ﴿قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾ [يوسف: ٩٦] يَقُولُ عز وجل: قَالَ يَعْقُوبُ لِمَنْ كَانَ بِحَضْرَتِهِ حِينَئِذٍ مِنْ وَلَدِهِ: أَلَمْ أَقُلْ لَّكُمْ يَا بَنِيَّ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ أَنَّهُ سَيَرُدُّ عَلَيَّ يُوسُفَ، وَيَجْمَعُ بَيْنِي وَبَيْنَهُ، وَكُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ أَنْتُمْ مِنْ ذَلِكَ مَا كُنْتُ أَعْلَمُهُ، لِأَنَّ رُؤْيَا يُوسُفَ كَانَتْ صَادِقَةٌ، وَكَانَ اللَّهُ قَدْ قَضَى أَنْ أَخِرَّ أَنَا وَأَنْتُمْ لَهُ سُجُودًا، فَكُنْتُ مُوقِنًا بِقَضَائِهِ
١٣ / ٣٤٦
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ. قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾ [يوسف: ٩٨] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: قَالَ وَلَدُ يَعْقُوبَ الَّذِينَ كَانُوا فَرَّقُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ يُوسُفَ: يَا أَبَانَا، سَلْ لَنَا رَبَّكَ يَعْفُ عَنَّا، وَيَسْتُرْ عَلَيْنَا ذُنُوبَنَا الَّتِي أَذْنَبْنَاهَا فِيكَ وَفِي يُوسُفَ فَلَا يُعَاقِبْنَا بِهَا فِي الْقِيَامَةِ ﴿إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ﴾ [يوسف: ٩٧] فِيمَا فَعَلْنَا بِهِ، فَقَدِ اعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا. قَالَ: ﴿سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي﴾ [يوسف: ٩٨] يَقُولُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: قَالَ يَعْقُوبُ: سَوْفَ أَسْأَلُ رَبِّي أَنْ يَعْفُوَ عَنْكُمْ ذُنُوبَكُمُ الَّتِي أَذْنَبْتُمُوهَا فِيَّ وَفِي يُوسُفَ. ⦗٣٤٧⦘ ثُمَّ اخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي الْوَقْتِ الَّذِي أَخَّرَ الدُّعَاءَ إِلَيْهِ يَعْقُوبُ لِوَلَدِهِ بِالِاسْتِغْفَارِ لَهُمْ مِنْ ذَنْبِهِمْ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: أَخَّرَ ذَلِكَ إِلَى السَّحَرِ
١٣ / ٣٤٦
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي أَبُو السَّائِبِ، قَالَ: ثنا ابْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ إِسْحَاقَ يَذْكُرُ، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ، قَالَ: كَانَ عَمٌّ لِي يَأْتِي الْمَسْجِدَ، فَسَمِعَ إِنْسَانًا يَقُولُ: اللَّهُمَّ دَعَوْتَنِي فَأَجَبْتُ وَأَمَرْتَنِي فَأَطَعْتُ، وَهَذَا سَحَرٌ، فَاغْفِرْ لِي قَالَ: فَاسْتَمَعَ الصَّوْتَ فَإِذَا هُوَ مِنْ دَارِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، فَسَأَلَ عَبْدَ اللَّهِ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: «إِنَّ يَعْقُوبَ أَخَّرَ بَنِيهِ إِلَى السَّحَرِ بِقَوْلِهِ: ﴿سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي﴾ [يوسف: ٩٨]»
١٣ / ٣٤٧
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثنا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ: ﴿سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي﴾ [يوسف: ٩٨] قَالَ: «أَخَّرَهُمْ إِلَى السَّحَرِ»
١٣ / ٣٤٧
قَالَ: ثنا أَبُو سُفْيَانَ الْحِمْيَرِيُّ، عَنِ الْعَوَّامِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، فِي قَوْلِ يَعْقُوبَ لِبَنِيهِ: ﴿سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي﴾ [يوسف: ٩٨] قَالَ: «أَخَّرَهُمْ إِلَى السَّحَرِ»
١٣ / ٣٤٧
قَالَ: ثنا عَمْرٌو، عَنْ خَلَّادٍ الصَّفَّارِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ: ﴿سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ ⦗٣٤٨⦘ لَكُمْ رَبِّي﴾ [يوسف: ٩٨] قَالَ: «فِي صَلَاةِ اللَّيْلِ»
١٣ / ٣٤٧
حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ، قَالَ: ثنا الْحُسَيْنُ، قَالَ: ثني حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ: ﴿سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي﴾ [يوسف: ٩٨] قَالَ: «أَخَّرَ ذَلِكَ إِلَى السَّحَرِ» . وَقَالَ آخَرُونَ: أَخَّرَ ذَلِكَ إِلَى لَيْلَةِ الْجُمُعَةِ
١٣ / ٣٤٨
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَبُو أَيُّوبَ الدِّمَشْقِيُّ، قَالَ: ثنا الْوَلِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، وَعِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ: ﴿سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي﴾ [يوسف: ٩٨] يَقُولُ: «حَتَّى تَأْتِي لَيْلَةُ الْجُمُعَةِ، وَهُوَ قَوْلُ أَخِي يَعْقُوبَ لِبَنِيهِ»
١٣ / ٣٤٨
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ التِّرْمِذِيُّ قَالَ: ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدِّمَشْقِيُّ قَالَ: ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ وَعِكْرِمَةَ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «قَدْ قَالَ أَخِي يَعْقُوبُ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي، يَقُولُ حَتَّى تَأْتِي لَيْلَةُ الْجُمُعَةِ»
١٣ / ٣٤٨
وَقَوْلُهُ: ﴿إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾ [يوسف: ٩٨] يَقُولُ: إِنَّ رَبِّي هُوَ السَّاتِرُ عَلَى ذُنُوبِ التَّائِبِينَ إِلَيْهِ مِنْ ذُنُوبِهِمْ، الرَّحِيمُ بِهِمْ أَنْ يُعَذِّبَهُمُ بَعْدَ تَوْبَتِهِمْ مِنْهَا
١٣ / ٣٤٩
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ، وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا، وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا، وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ، وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي، إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ، إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ﴾ [يوسف: ١٠٠] يَقُولُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: فَلَمَّا دَخَلَ يَعْقُوبُ وَوَلَدُهُ وَأَهْلُوهُمْ عَلَى يُوسُفَ ﴿آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ﴾ [يوسف: ٩٩] يَقُولُ: ضَمَّ إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ، فَقَالَ لَهُمْ: ﴿ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ﴾ [يوسف: ٩٩] فَإِنْ قَالَ قَائِلٌ: وَكَيْفَ قَالَ لَهُمْ يُوسُفُ: ﴿ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ﴾ [يوسف: ٩٩] بَعْدَمَا دَخَلُوهَا، وَقَدْ أَخْبَرَ اللَّهُ عز وجل عَنْهُمْ أَنَّهُمْ لَمَّا دَخَلُوهَا عَلَى يُوسُفَ وَضَمَّ إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ قَالَ لَهُمْ هَذَا الْقَوْلَ؟ قِيلَ: قَدِ اخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِنَّ يَعْقُوبَ إِنَّمَا دَخَلَ عَلَى يُوسُفَ هُوَ وَوَلَدُهُ، وَآوَى يُوسُفُ أَبَوَيْهِ إِلَيْهِ قَبْلَ دُخُولِ مِصْرَ قَالُوا: وَذَلِكَ أَنَّ يُوسُفَ تَلَقَّى أَبَاهُ تَكْرِمَةً لَهُ قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ مِصْرَ، فَآوَاهُ إِلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ لَهُ وَلِمَنْ مَعَهُ: ﴿ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ﴾ [يوسف: ٩٩] بِهَا قَبْلَ الدُّخُولِ
١٣ / ٣٤٩
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثنا عَمْرٌو، عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنِ السُّدِّيِّ: «فَحَمَلُوا إِلَيْهِ أَهْلَهُمْ وَعِيَالَهُمْ، فَلَمَّا بَلَغُوا مِصْرَ كَلَّمَ يُوسُفُ الْمَلِكَ الَّذِي فَوْقَهُ، فَخَرَجَ هُوَ وَالْمُلُوكُ يَتَلَقَّوْنَهُمْ، فَلَمَّا بَلَغُوا مِصْرَ ﴿قَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ. فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ﴾»
١٣ / ٣٥٠
حَدَّثَنِي الْحَارِثُ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ، قَالَ: ثنا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ فَرْقَدٍ السَّبَخِيِّ، قَالَ: “لَمَّا أُلْقِيَ الْقَمِيصُ عَلَى وَجْهِهِ ارْتَدَّ بَصِيرًا، وَقَالَ: ائْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ، فَحُمِلَ يَعْقُوبُ وَإِخْوَةُ يُوسُفَ، فَلَمَّا دَنَا أُخْبِرَ يُوسُفُ أَنَّهُ قَدْ دَنَا مِنْهُ، فَخَرَجَ يَتَلَقَّاهُ. قَالَ: وَرَكِبَ مَعَهُ أَهْلُ مِصْرَ، وَكَانُوا يُعَظِّمُونَهُ، فَلَمَّا دَنَا أَحَدُهُمَا مِنْ صَاحِبِهِ، وَكَانَ يَعْقُوبُ يَمْشِي وَهُوَ يَتَوَكَّأُ عَلَى رَجُلٍ مِنْ وَلَدِهِ يُقَالُ لَهُ يَهُوذَا، قَالَ: فَنَظَرَ يَعْقُوبُ إِلَى الْخَيْلِ وَالنَّاسِ، فَقَالَ: يَا يَهُوذَا، هَذَا فِرْعَوْنُ مِصْرَ؟ قَالَ: لَا، هَذَا ابْنُكَ قَالَ: فَلَمَّا دَنَا كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِنْ صَاحِبِهِ، فَذَهَبَ يُوسُفُ يَبْدَؤُهُ بِالسَّلَامِ، فَمُنِعَ مِنْ ذَلِكَ، وَكَانَ يَعْقُوبُ أَحَقَّ بِذَلِكَ مِنْهُ وَأَفْضَلَ، فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ذَاهِبَ الْأَحْزَانِ عَنِّي، هَكَذَا قَالَ: «يَا ذَاهِبَ الْأَحْزَانِ عَنِّي»
١٣ / ٣٥٠
حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ، قَالَ: ثنا الْحُسَيْنُ، قَالَ: قَالَ حَجَّاجٌ: «بَلَغَنِي أَنَّ يُوسُفَ وَالْمَلِكَ خَرَجَا فِي أَرْبَعَةِ آلَافٍ يَسْتَقْبِلُونَ يَعْقُوبَ وَبَنِيهِ»
١٣ / ٣٥٠
قَالَ: وَحَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ جَعْفَرَ بْنَ سُلَيْمَانَ يَحْكِي، عَنْ فَرْقَدٍ السَّبَخِيِّ قَالَ: «خَرَجَ يُوسُفُ يَتَلَقَّى يَعْقُوبَ، وَرَكِبَ أَهْلُ مِصْرَ مَعَ يُوسُفَ»، ثُمَّ ذَكَرَ بَقِيَّةَ الْحَدِيثِ، نَحْوَ حَدِيثِ الْحَارِثِ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ. وَقَالَ آخَرُونَ: بَلْ قَوْلُهُ: ﴿إِنْ شَاءَ اللَّهُ﴾ [البقرة: ٧٠] اسْتِثْنَاءٌ مِنْ قَوْلِ يَعْقُوبَ لِبَنِيهِ ﴿أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي﴾ [يوسف: ٩٨]، قَالَ: وَهُوَ مِنَ الْمُؤَخَّرِ الَّذِي مَعْنَاهُ التَّقْدِيمِ، قَالُوا: وَإِنَّمَا مَعْنَى الْكَلَامِ: قَالَ: أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي إِنْ شَاءَ اللَّهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴿فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ﴾ [يوسف: ٩٩]، وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ
١٣ / ٣٥١
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ، قَالَ: ثنا الْحُسَيْنُ، قَالَ: ثني حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ: ﴿قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي﴾ [يوسف: ٩٨] إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ وَبَيْنَ ذَلِكَ مَا بَيْنَهُ مِنْ تَقْدِيمِ الْقُرْآنِ ” يَعْنِي ابْنَ جُرَيْجٍ: «وَبَيْنَ ذَلِكَ مَا بَيْنَهُ مِنْ تَقْدِيمِ الْقُرْآنِ» أَنَّهُ قَدْ دَخَلَ بَيْنَ قَوْلِهِ: ﴿سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي﴾ [يوسف: ٩٨] وَبَيْنَ قَوْلِهِ: ﴿إِنْ شَاءَ اللَّهُ﴾ [البقرة: ٧٠] مِنَ الْكَلَامِ مَا قَدْ دَخَلَ، وَمَوْضِعُهُ عِنْدَهُ أَنْ يَكُونَ عُقَيْبَ قَوْلِهِ: ﴿سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي﴾ [يوسف: ٩٨] . وَالصَّوَابُ مِنَ الْقَوْلِ فِي ذَلِكَ عِنْدَنَا مَا قَالَهُ السُّدِّيُّ، وَهُوَ أَنَّ يُوسُفَ قَالَ ذَلِكَ لِأَبَوَيْهِ وَمَنْ مَعَهُمَا مِنْ أَوْلَادِهِمَا وَأَهَالِيهِمْ قَبْلَ دُخُولِهِمْ مِصْرَ حِينَ تَلَقَّاهُمْ، لِأَنَّ ذَلِكَ فِي ظَاهِرِ التَّنْزِيلِ كَذَلِكَ، فَلَا دَلَالَةَ تَدُلُّ عَلَى صِحَّةِ مَا قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ، وَلَا وَجْهَ لِتَقْدِيمِ شَيْءٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ عَنْ مَوْضِعِهِ أَوْ تَأْخِيرِهِ عَنْ مَكَانِهِ إِلَّا بِحُجَّةٍ وَاضِحَةٍ.
١٣ / ٣٥١
وَقِيلَ: عَنَى بِقَوْلِهِ: ﴿آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ﴾ [يوسف: ٩٩] أَبُوهُ وَخَالَتُهُ وَقَالَ الَّذِينَ قَالُوا هَذَا الْقَوْلَ: كَانَتْ أُمُّ يُوسُفَ قَدْ مَاتَتْ قَبْلُ، وَإِنَّمَا كَانَتْ عِنْدَ يَعْقُوبَ يَوْمَئِذٍ خَالَتُهُ أُخْتُ أُمِّهِ، كَانَ نَكَحَهَا بَعْدَ أُمِّهِ
١٣ / ٣٥٢
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثنا عَمْرٌو، عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنِ السُّدِّيِّ: ﴿فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ﴾ [يوسف: ٩٩] قَالَ: «أَبُوهُ وَخَالَتُهُ» . وَقَالَ آخَرُونَ: بَلْ كَانَ أَبَاهُ وَأُمُّهُ
١٣ / ٣٥٢
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ: ﴿فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ﴾ [يوسف: ٩٩] قَالَ: «أَبَاهُ وَأُمُّهُ» وَأَوْلَى الْقَوْلَيْنِ فِي ذَلِكَ بِالصَّوَابِ مَا قَالَهُ ابْنُ إِسْحَاقَ، لِأَنَّ ذَلِكَ هُوَ الْأَغْلَبُ فِي اسْتِعْمَالِ النَّاسِ وَالْمُتَعَارَفِ بَيْنَهُمْ فِي «أَبَوَيْنِ»، إِلَّا أَنْ يَصِحَّ مَا يُقَالُ مِنْ أَنَّ أُمَّ يُوسُفَ كَانَتْ قَدْ مَاتَتْ قَبْلَ ذَلِكَ بِحِجَّةٍ يَجِبُ التَّسْلِيمُ لَهَا، فَيَسْلَمُ حِينَئِذٍ لَهَا
١٣ / ٣٥٢
وَقَوْلُهُ: ﴿وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ﴾ [يوسف: ٩٩] مِمَّا كُنْتُمْ فِيهِ فِي بَادِيَتِكُمْ مِنَ الْجَدْبِ وَالْقَحْطِ
١٣ / ٣٥٢
وَقَوْلُهُ: ﴿وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ﴾ [يوسف: ١٠٠] يَعْنِي عَلَى السَّرِيرِ، كَمَا
١٣ / ٣٥٢
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثنا عَمْرٌو، عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنِ السُّدِّيِّ: ﴿وَرَفَعَ ⦗٣٥٣⦘ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ﴾ [يوسف: ١٠٠] قَالَ: «السَّرِيرُ»
١٣ / ٣٥٢
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْوَاسِطِيُّ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، قَالَ: «الْعَرْشُ: السَّرِيرُ»
١٣ / ٣٥٣
قَالَ: ثنا شَبَابَةُ، قَالَ: ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَوْلُهُ: ﴿وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ﴾ [يوسف: ١٠٠] قَالَ: “السَّرِيرُ. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: ثنا عِيسَى، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، مِثْلَهُ. حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ، قَالَ: ثنا شِبْلٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، وَحَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثنا إِسْحَاقُ، قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ، عَنْ وَرْقَاءَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، مِثْلَهُ. حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ، قَالَ: ثنا الْحُسَيْنُ، قَالَ: ثني حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، مِثْلَهُ
١٣ / ٣٥٣
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلُهُ: ﴿وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ﴾ [يوسف: ١٠٠] قَالَ: «سَرِيرِهِ»
١٣ / ٣٥٣
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ ⦗٣٥٤⦘: ﴿عَلَى الْعَرْشِ﴾ [يوسف: ١٠٠] قَالَ: «عَلَى السَّرِيرِ»
١٣ / ٣٥٣
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: ثني أَبِي قَالَ: ثني عَمِّي قَالَ: ثني أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: ﴿وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ﴾ [يوسف: ١٠٠] يَقُولُ: «رَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى السَّرِيرِ»
١٣ / ٣٥٤
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: ثنا أَبُو أَحْمَدَ، قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ: ﴿وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ﴾ [يوسف: ١٠٠] قَالَ: «عَلَى السَّرِيرِ»
١٣ / ٣٥٤
حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ فِي قَوْلِهِ: ﴿وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ﴾ [يوسف: ١٠٠] قَالَ: «مَجْلِسِهِ»
١٣ / ٣٥٤
حَدَّثَنِي ابْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ الْبَرْقِيُّ، قَالَ: ثنا عَمْرُو بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، قَالَ: سَأَلْتُ زَيْدَ بْنَ أَسْلَمَ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ﴾ [يوسف: ١٠٠] فَقُلْتُ: أَبَلَغَكَ أَنَّهَا خَالَتُهُ، قَالَ: قَالَ ذَلِكَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ، يَقُولُونَ: إِنَّ أُمَّهُ مَاتَتْ قَبْلَ ذَلِكَ وَإِنَّ هَذِهِ خَالَتُهُ “
١٣ / ٣٥٤
وَقَوْلُهُ: ﴿وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا﴾ [يوسف: ١٠٠] يَقُولُ: وَخَرَّ يَعْقُوبُ وَوَلَدُهُ وَأُمُّهُ لِيُوسُفَ سُجَّدًا
١٣ / ٣٥٤
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: ثني أَبِي قَالَ: ثني عَمِّي قَالَ: ثني أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: ﴿وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا﴾ [يوسف: ١٠٠] يَقُولُ: «رَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى السَّرِيرِ، وَسَجَدَا لَهُ، وَسَجَدَ لَهُ إِخْوَتُهُ»
١٣ / ٣٥٥
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: «تَحَمَّلَ يَعْنِي يَعْقُوبُ بِأَهْلِهِ حَتَّى قَدِمُوا عَلَى يُوسُفَ، فَلَمَّا اجْتَمَعَ إِلَى يَعْقُوبَ بَنَوْهُ دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ، فَلَمَّا رَأَوْهُ وَقَعُوا لَهُ سُجُودًا، وَكَانَتْ تِلْكَ تَحِيَّةَ الْمُلُوكِ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ، أَبُوهُ وَأُمُّهُ وَإِخْوَتُهُ»
١٣ / ٣٥٥
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ: ﴿وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا﴾ [يوسف: ١٠٠]، «وَكَانَتْ تَحِيَّةَ مَنْ قَبْلَكُمْ، كَانَ بِهَا يُحَيِّي بَعْضُهُمْ بَعْضًا، فَأَعْطَى اللَّهُ هَذِهِ الْأُمَّةَ السَّلَامَ، تَحِيَّةَ أَهْلِ الْجَنَّةِ، كَرَامَةً مِنَ اللَّهِ تبارك وتعالى عَجَّلَهَا لَهُمْ، وَنِعْمَةً مِنْهُ»
١٣ / ٣٥٥
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ: ﴿وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا﴾ [يوسف: ١٠٠] قَالَ: «وَكَانَتْ تَحِيَّةَ النَّاسِ يَوْمَئِذٍ أَنْ يَسْجُدَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ»
١٣ / ٣٥٥
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: ثنا أَبُو إِسْحَاقَ، قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ: ﴿وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا﴾ [يوسف: ١٠٠] قَالَ: «كَانَتْ تَحِيَّةً فِيهِمْ»
١٣ / ٣٥٥
حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ، قَالَ: ثنا الْحُسَيْنُ، قَالَ: ثني حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ⦗٣٥٦⦘: ﴿وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا﴾ [يوسف: ١٠٠] أَبَوَاهُ وَإِخْوَتُهُ، كَانَتْ تِلْكَ تَحِيَّتَهُمْ كَمَا تَصْنَعُ نَاسٌ الْيَوْمِ “
١٣ / ٣٥٥
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثنا الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ: ﴿وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا﴾ [يوسف: ١٠٠] قَالَ: «تَحِيَّةٌ بَيْنَهُمْ»
١٣ / ٣٥٦
حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ فِي قَوْلِهِ: ﴿وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا﴾ [يوسف: ١٠٠] قَالَ: “قَالَ: «ذَلِكَ السُّجُودُ تَشْرِفَةً، كَمَا سَجَدَتِ الْمَلَائِكَةُ لِآدَمَ تَشْرِفَةً لَيْسَ بِسُجُودِ عِبَادَةٍ» وَإِنَّمَا عَنَى مَنْ ذَكَرَ بِقَوْلِهِ: إِنَّ السُّجُودَ كَانَ تَحِيَّةً بَيْنَهُمْ، أَنَّ ذَلِكَ كَانَ مِنْهُمْ عَلَى الْخَلْقِ لَا عَلَى وَجْهِ الْعِبَادَةِ مِنْ بَعْضِهِمْ لِبَعْضٍ، وَمِمَّا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ ذَلِكَ لَمْ يَزَلْ مِنْ أَخْلَاقِ النَّاسِ قَدِيمًا عَلَى غَيْرِ وَجْهِ الْعِبَادَةِ مِنْ بَعْضِهِمْ لِبَعْضٍ، قَوْلُ أَعْشَى بَنِي ثَعْلَبَةَ:
[البحر المتقارب] فَلَمَّا أَتَانَا بُعَيْدَ الْكَرَى … سَجَدْنَا لَهُ وَرَفَعْنَا الْعَمَارَا
[البحر المتقارب] فَلَمَّا أَتَانَا بُعَيْدَ الْكَرَى … سَجَدْنَا لَهُ وَرَفَعْنَا الْعَمَارَا
١٣ / ٣٥٦
وَقَوْلُهُ: ﴿يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا﴾ [يوسف: ١٠٠] يَقُولُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ: يَا أَبَتِ هَذَا السُّجُودُ الَّذِي سَجَدْتَ أَنْتَ وَأُمِّي ⦗٣٥٧⦘ وَإِخْوَتِي لِي ﴿تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ﴾ [يوسف: ١٠٠] يَقُولُ: مَا آلَتْ إِلَيْهِ رُؤْيَايَ الَّتِي كُنْتُ رَأَيْتُهَا، وَهِيَ رُؤْيَاهُ الَّتِي كَانَ رَآهَا قَبْلَ صَنِيعِ إِخْوَتِهِ مَا صَنَعُوا، أَنَّ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَهُ سَاجِدُونَ ﴿قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا﴾ [يوسف: ١٠٠] يَقُولُ: قَدْ حَقَّقَهَا رَبِّي لِمَجِيءِ تَأْوِيلِهَا عَلَى الصِّحَّةِ. وَقَدِ اخْتَلَفَ أَهْلُ الْعِلْمِ فِي قَدْرِ الْمُدَّةِ الَّتِي كَانَتْ بَيْنَ رُؤْيَا يُوسُفَ وَبَيْنَ تَأْوِيلِهَا، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: كَانَتْ مُدَّةُ ذَلِكَ أَرْبَعِينَ سَنَةً
١٣ / ٣٥٦
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: ثنا الْمُعْتَمِرُ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: ثنا أَبُو عُثْمَانَ، عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ، قَالَ: «كَانَ بَيْنَ رُؤْيَا يُوسُفَ إِلَى أَنْ رَأَى تَأْوِيلَهَا أَرْبَعُونَ سَنَةً»
١٣ / ٣٥٧
حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ بُرْهَانَ، وَيَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَا: ثنا ابْنُ عُلَيَّةَ، قَالَ: ثنا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، قَالَ: قَالَ عُثْمَانُ: «كَانَتْ بَيْنَ رُؤْيَا يُوسُفَ وَبَيْنَ أَنْ رَأَى تَأْوِيلَهُ قَالَ: فَذَكَرَ أَرْبَعِينَ سَنَةً»
١٣ / ٣٥٧
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ قَالَ: ثنا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنِ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ سَلْمَانَ قَالَ: «كَانَ بَيْنَ رُؤْيَا يُوسُفَ وَتَأْوِيلِهَا أَرْبَعُونَ سَنَةً»
١٣ / ٣٥٧
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثنا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ، عَنْ ⦗٣٥٨⦘ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ، قَالَ: “رَأَى تَأْوِيلَ رُؤْيَاهُ بَعْدَ أَرْبَعِينَ عَامًا. قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ سَلْمَانَ مِثْلَهُ
١٣ / ٣٥٧
حَدَّثَنِي أَبُو السَّائِبِ، قَالَ: ثنا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ ضِرَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ، أَنَّهُ سَمِعَ قَوْمًا يَتَنَازَعُونَ فِي رُؤْيَا رَآهَا بَعْضُهُمْ وَهُوَ يُصَلِّي، فَلَمَّا انْصَرَفَ سَأَلَهُمْ عَنْهَا، فَكَتَمُوهُ فَقَالَ: «أَمَا إِنَّهُ جَاءَ تَأْوِيلُ رُؤْيَا يُوسُفَ بَعْدَ أَرْبَعِينَ عَامًا»
١٣ / ٣٥٨
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ قَالَ: ثنا وَكِيعٌ، وَحَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ قَالَ: ثنا أَبِي، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ ضِرَارِ بْنِ مُرَّةَ أَبِي سِنَانٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ قَالَ: “كَانَ بَيْنَ رُؤْيَا يُوسُفَ وَتَأْوِيلِهَا أَرْبَعُونَ سَنَةً. حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ قَالَ: ثنا ابْنُ فُضَيْلٍ وَجَرِيرٌ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ قَالَ: سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ شَدَّادٍ قَوْمًا يَتَنَازَعُونَ فِي رُؤْيَا، فَذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِ أَبِي السَّائِبِ، عَنِ ابْنِ فُضَيْلٍ
١٣ / ٣٥٨
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ قَالَ: ثنا أَبُو أَحْمَدَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ سَلْمَانَ قَالَ: «رَأَى تَأْوِيلَ رُؤْيَاهُ بَعْدَ أَرْبَعِينَ عَامًا»
١٣ / ٣٥٨
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ قَالَ: «وَقَعَتْ رُؤْيَا يُوسُفَ بَعْدَ أَرْبَعِينَ سَنَةً، وَإِلَيْهَا تَنْتَهِي أَقْصَى الرُّؤْيَا»
١٣ / ٣٥٨
قَالَ: ثنا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ قَالَ: ثنا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ سَلْمَانَ قَالَ: «كَانَ بَيْنَ رُؤْيَا يُوسُفَ وَبَيْنَ أَنْ رَأَى تَأْوِيلَهَا أَرْبَعُونَ سَنَةً»
١٣ / ٣٥٨
قَالَ: ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ سَلْمَانَ قَالَ: «كَانَ بَيْنَ رُؤْيَا يُوسُفَ وَبَيْنَ عِبَارَتِهَا أَرْبَعُونَ سَنَةً»
١٣ / ٣٥٩
قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: ثنا هُشَيْمٌ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ سَلْمَانَ قَالَ: «كَانَ بَيْنَ رُؤْيَا يُوسُفَ وَبَيْنَ أَنْ رَأَى تَأْوِيلَهَا أَرْبَعُونَ سَنَةً»
١٣ / ٣٥٩
قَالَ: ثنا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنْقَزِيُّ، قَالَ: ثنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ قَالَ: «كَانَ بَيْنَ رُؤْيَا يُوسُفَ وَبَيْنَ تَعْبِيرِهَا أَرْبَعُونَ سَنَةً» . وَقَالَ آخَرُونَ: كَانَتْ مُدَّةُ ذَلِكَ ثَمَانِينَ سَنَةً
١٣ / ٣٥٩
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ، قَالَ: ثنا هِشَامٌ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: «كَانَ مُنْذُ فَارَقَ يُوسُفُ يَعْقُوبَ إِلَى أَنِ الْتَقَيَا ثَمَانُونَ سَنَةً، لَمْ يُفَارِقِ الْحُزْنُ قَلْبَهُ، وَدُمُوعُهُ تَجْرِي عَلَى خَدَّيْهِ، وَمَا عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ يَوْمَئِذٍ عَبْدٌ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ يَعْقُوبَ»
١٣ / ٣٥٩
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا سَلَمَةُ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ جَسْرِ بْنِ فَرْقَدٍ قَالَ: «كَانَ بَيْنَ أَنْ فَقَدَ يَعْقُوبُ يُوسُفَ إِلَى يَوْمِ رُدَّ عَلَيْهِ ثَمَانُونَ سَنَةً»
١٣ / ٣٥٩
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثنا حَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ، قَالَ: «⦗٣٦٠⦘ سَمِعْتُ أَنَّهُ كَانَ بَيْنَ فِرَاقِ يُوسُفَ حِجْرَ يَعْقُوبَ إِلَى أَنِ الْتَقَيَا ثَمَانُونَ سَنَةً»
١٣ / ٣٥٩
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثنا دَاوُدُ بْنُ مِهْرَانَ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: «أُلْقِيَ يُوسُفُ فِي الْجُبِّ وَهُوَ ابْنُ سَبْعَ عَشْرَةَ سَنَةً، وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ وَبَيْنَ لِقَائِهِ يَعْقُوبَ ثَمَانُونَ سَنَةً، وَعَاشَ بَعْدَ ذَلِكَ ثَلَاثًا وَعِشْرِينَ سَنَةً، وَمَاتَ وَهُوَ ابْنُ عِشْرِينَ وَمِائَةِ سَنَةٍ» قَالَ: ثنا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: ثنا هُشَيْمٌ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ نَحْوَهُ، غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ: «ثَلَاثٌ وَثَمَانُونَ سَنَةً»
١٣ / ٣٦٠
قَالَ: ثنا دَاوُدُ بْنُ مِهْرَانَ قَالَ: ثنا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: «أُلْقِيَ يُوسُفُ فِي الْجُبِّ وَهُوَ ابْنُ سَبْعَ عَشْرَةَ سَنَةً وَكَانَ فِي الْعُبُودِيَّةِ وَفِي السِّجْنِ وَفِي الْمُلْكِ ثَمَانِينَ سَنَةً، ثُمَّ جَمَعَ اللَّهُ عز وجل شَمْلَهُ، وَعَاشَ بَعْدَ ذَلِكَ ثَلَاثًا وَعِشْرِينَ سَنَةً»
١٣ / ٣٦٠
حَدَّثَنِي الْحَارِثُ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ، قَالَ: ثنا مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: «أُلْقِيَ يُوسُفُ فِي الْجُبِّ وَهُوَ ابْنُ سَبْعَ عَشْرَةَ، فَغَابَ عَنْ أَبِيهِ ثَمَانِينَ سَنَةً، ثُمَّ عَاشَ بَعْدَمَا جَمَعَ اللَّهُ لَهُ شَمْلَهُ، وَرَأَى تَأْوِيلَ رُؤْيَاهُ ثَلَاثًا وَعِشْرِينَ سَنَةً، فَمَاتَ وَهُوَ ابْنُ عِشْرِينَ وَمِائَةِ سَنَةً»
١٣ / ٣٦٠
حَدَّثَنَا مُجَاهِدٌ قَالَ: ثنا يَزِيدُ قَالَ: أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: «غَابَ يُوسُفُ عَنْ أَبِيهِ فِي الْجُبِّ وَفِي السِّجْنِ حَتَّى الْتَقَيَا ثَمَانِينَ عَامًا، فَمَا جَفَّتْ عَيْنَا يَعْقُوبَ، وَمَا عَلَى الْأَرْضِ أَحَدٌ أَكْرَمُ عَلَى اللَّهِ مِنْ يَعْقُوبَ» . وَقَالَ آخَرُونَ: كَانَتْ مُدَّةُ ذَلِكَ ثَمَانَ عَشْرَةَ سَنَةً
١٣ / ٣٦١
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: «ذُكِرَ لِي وَاللَّهُ أَعْلَمُ أَنَّ غِيبَةَ يُوسُفَ عَنْ يَعْقُوبَ كَانَتْ ثَمَانَ عَشْرَةَ سَنَةً قَالَ: وَأَهْلُ الْكِتَابِ يَزْعُمُونَ أَنَّهَا كَانَتْ أَرْبَعِينَ سَنَةً أَوْ نَحْوَهَا، وَأَنَّ يَعْقُوبَ بَقِيَ مَعَ يُوسُفَ بَعْدَ أَنْ قَدِمَ عَلَيْهِ مِصْرَ سَبْعَ عَشْرَةَ سَنَةً، ثُمَّ قَبَضَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ»
١٣ / ٣٦١
وَقَوْلُهُ: ﴿وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ، وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ﴾ [يوسف: ١٠٠] يَقُولُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ مُخْبِرًا عَنْ قِيلِ يُوسُفَ: وَقَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ بِي فِي إِخْرَاجِهِ إِيَّايَ مِنَ السِّجْنِ الَّذِي كُنْتُ فِيهِ مَحْبُوسًا، وَفِي مَجِيئِهِ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ وَذَلِكَ أَنَّ مَسْكَنَ يَعْقُوبَ وَوَلَدِهِ فِيمَا ذُكِرَ كَانَ بِبَادِيَةِ فِلَسْطِينَ، كَذَلِكَ
١٣ / ٣٦١
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: «كَانَ مَنْزِلُ يَعْقُوبَ وَوَلَدِهِ فِيمَا ذَكَرَ لِي بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ بِالْعَرَبَاتِ مِنْ أَرْضِ فِلَسْطِينَ ثُغُورَ الشَّامِ، ⦗٣٦٢⦘ وَبَعْضٌ يَقُولُ بِالْأَوْلَاجِ مِنْ نَاحِيَةِ الشِّعْبِ، وَكَانَ صَاحِبُ بَادِيَةٍ، لَهُ إِبِلٌ وَشَاءٌ»
١٣ / ٣٦١
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثنا عَمْرٌو، قَالَ: أَخْبَرَنَا شَيْخٌ لَنَا «أَنَّ يَعْقُوبَ كَانَ بِبَادِيَةِ فِلَسْطِينَ»
١٣ / ٣٦٢
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ: ﴿وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ﴾ [يوسف: ١٠٠] وَكَانَ يَعْقُوبُ وَبَنُوهُ أَرْضَ كَنْعَانَ أَهْلُ مَوَاشٍ وَبَرِّيَّةٍ “
١٣ / ٣٦٢
حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ، قَالَ: ثنا الْحُسَيْنُ، قَالَ: ثني حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ: ﴿وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ﴾ [يوسف: ١٠٠] وَقَالَ: «كَانُوا أَهْلَ بَادِيَةٍ وَمَاشِيَةٍ» وَالْبَدْوُ مَصْدَرٌ مِنْ قَوْلِ الْقَائِلِ: بَدَا فُلَانٌ: إِذَا صَارَ بِالْبَادِيَةِ يَبْدُو بُدُوًّا، وَذُكِرَ أَنَّ يَعْقُوبَ دَخَلَ مِصْرَ هُوَ وَمَنْ مَعَهُ مِنْ أَوْلَادِهِ وَأَهَالِيهِمْ وَأَبْنَائِهِمْ يَوْمَ دَخَلُوهَا وَهُمْ أَقَلُّ مِنْ مِائَةٍ، وَخَرَجُوا مِنْهَا يَوْمَ خَرَجُوا مِنْهَا وَهُمْ زِيَادَةٌ عَلَى سِتِّ مِائَةِ أَلْفٍ. ذِكْرُ الرِّوَايَةِ بِذَلِكَ
١٣ / ٣٦٢
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثنا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، وَعَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ، قَالَ: «اجْتَمَعَ آلُ يَعْقُوبَ إِلَى يُوسُفَ بِمِصْرَ وَهُمْ سِتَّةٌ وَثَمَانُونَ إِنْسَانًا، صَغِيرُهُمْ ⦗٣٦٣⦘ وَكَبِيرُهُمْ، وَذَكَرُهُمْ وَأُنْثَاهُمْ، وَخَرَجُوا مِنْ مِصْرَ يَوْمَ أَخْرَجَهُمْ فِرْعَوْنُ وَهُمْ سِتُّ مِائَةِ أَلْفٍ وَنَيِّفٌ»
١٣ / ٣٦٢
قَالَ: ثنا عَمْرٌو، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: «خَرَجَ أَهْلُ يُوسُفَ مِنْ مِصْرَ وَهُمْ سِتُّ مِائَةِ أَلْفٍ وَسَبْعُونَ أَلْفًا، فَقَالَ فِرْعَوْنُ: إِنَّ هَؤُلَاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ»
١٣ / ٣٦٣
حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ، قَالَ: ثنا الْحُسَيْنُ، قَالَ: ثني حَجَّاجٌ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، وَالْمَسْعُودِيُّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: «دَخَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ مِصْرَ وَهُمْ ثَلَاثٌ وَسِتُّونَ إِنْسَانًا، وَخَرَجُوا مِنْهَا وَهُمْ سِتُّ مِائَةِ أَلْفٍ» . قَالَ إِسْرَائِيلُ فِي حَدِيثِهِ: سِتُّ مِائَةِ أَلْفٍ وَسَبْعُونَ أَلْفًا
١٣ / ٣٦٣
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثنا عَمْرٌو، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ: «دَخَلَ أَهْلُ يُوسُفَ مِصْرَ وَهُمْ ثَلَاثُ مِائَةٍ وَتِسْعُونَ مِنْ بَيْنِ رَجُلٍ وَامْرَأَةٍ»
١٣ / ٣٦٣
وَقَوْلُهُ: ﴿مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي﴾ [يوسف: ١٠٠] يَعْنِي: مِنْ بَعْدِ أَنْ أَفْسَدَ مَا بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ وَجَهِلَ بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ، يُقَالُ مِنْهُ: نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنَ فُلَانٍ وَفُلَانٍ، يَنْزِغَ نَزْغًا وَنُزُوغًا
١٣ / ٣٦٣
وَقَوْلُهُ: ﴿إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ﴾ [يوسف: ١٠٠] يَقُولُ: إِنَّ رَبِّي ذُو لُطْفٍ وَصُنْعٍ لِمَا ⦗٣٦٤⦘ يَشَاءُ، وَمِنْ لُطْفِهِ وَصُنْعِهِ أَنَّهُ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِأَهْلِي مِنَ الْبَدْوِ بَعْدَ الَّذِي كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ مِنْ بُعْدِ الدَّارِ، وَبَعْدَ مَا كُنْتُ فِيهِ مِنَ الْعُبُودَةِ، وَالرِّقِّ، وَالْإِسَارِ، كَالَّذِي
١٣ / ٣٦٣
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلُهُ: ﴿إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ﴾ [يوسف: ١٠٠] «لَطَفَ بِيُوسُفَ وَصَنَعَ لَهُ حَتَّى أَخْرَجَهُ مِنَ السِّجْنِ، وَجَاءَ بِأَهْلِهِ مِنَ الْبَدْوِ، وَنَزَعَ مِنْ قَلْبِهِ نَزْغَ الشَّيْطَانِ وَتَحْرِيشِهِ عَلَى إِخْوَتِهِ» وَقَوْلُهُ: ﴿إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ﴾ [يوسف: ١٠٠] بِمَصَالِحِ خَلْقِهِ، وَغَيْرِ ذَلِكَ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ مَبَادِي الْأُمُورِ وَعَوَاقِبِهَا ﴿الْحَكِيمُ﴾ [يوسف: ١٠٠] فِي تَدْبِيرِهِ
١٣ / ٣٦٤
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ، وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ، فَاطِرِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ، أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْأَخِرَةِ، تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ﴾ يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: قَالَ يُوسُفُ بَعْدَ مَا جَمَعَ اللَّهُ لَهُ أَبَوَيْهِ وَإِخْوَتَهُ، وَبَسَطَ عَلَيْهِ مِنَ الدُّنْيَا مَا بَسَطَ مِنَ الْكَرَامَةِ، وَمَكَّنَهُ فِي الْأَرْضِ، مُتَشَوِّقًا إِلَى لِقَاءِ آبَائِهِ الصَّالِحِينَ: ﴿رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ﴾ [يوسف: ١٠١] يَعْنِي: مِنْ مُلْكِ مِصْرَ، ﴿وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ﴾ [يوسف: ١٠١] يَعْنِي مِنْ عِبَارَةِ الرُّؤْيَا، تَعْدِيدًا لِنِعَمِ اللَّهِ وَشُكْرًا لَهُ عَلَيْهَا ﴿فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ﴾ يَقُولُ: يَا فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ، يَا خَالِقَهَا وَبَارِئَهَا، ﴿أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ﴾ [يوسف: ١٠١] يَقُولُ: أَنْتَ وَلِيِّي فِي دُنْيَايَ عَلَى مَنْ عَادَانِي
١٣ / ٣٦٤
وَأَرَادَنِي بِسُوءٍ بِنَصْرِكَ، وَتَغْذُونِي فِيهَا بِنِعْمَتِكَ، وَتَلِينِي فِي الْآخِرَةِ بِفَضْلِكَ وَرَحْمَتِكَ ﴿تَوَفَّنِي مُسْلِمًا﴾ [يوسف: ١٠١] يَقُولُ: اقْبِضْنِي إِلَيْكَ مُسْلِمًا ﴿وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ﴾ [يوسف: ١٠١] يَقُولُ: وَأَلْحِقْنِي بِصَالِحِ آبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَمَنْ قَبْلَهُمْ مِنْ أَنْبِيَائِكَ وَرُسُلِكَ. وَقِيلَ: إِنَّهُ لَمْ يَتَمَنَّ أَحَدٌ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ الْمَوْتَ قَبْلَ يُوسُفَ
١٣ / ٣٦٥
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثنا عَمْرٌو، قَالَ: ثنا أَسْبَاطُ، عَنِ السُّدِّيِّ: ﴿رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ﴾ [يوسف: ١٠١] الْآيَةَ، كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَقُولُ: «أَوَّلُ نَبِيٍّ سَأَلَ اللَّهَ الْمَوْتَ يُوسُفُ»
١٣ / ٣٦٥
حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ، قَالَ: ثنا الْحُسَيْنُ، قَالَ: ثني حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ، قَوْلُهُ: ﴿رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ﴾ [يوسف: ١٠١] الْآيَةَ قَالَ: «اشْتَاقَ إِلَى لِقَاءِ رَبِّهِ، وَأَحَبَّ أَنْ يَلْحَقَ بِهِ وَبِآبَائِهِ، فَدَعَا اللَّهَ أَنْ يَتَوَفَّاهُ وَيُلْحِقُهُ بِهِمْ، وَلَمْ يَسْأَلْ نَبِيُّ قَطُّ الْمَوْتَ غَيْرُ يُوسُفَ، فَقَالَ: ﴿رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ﴾ [يوسف: ١٠١] الْآيَةَ». قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: فِي بَعْضِ الْقُرْآنِ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ مَنْ قَالَ: تَوَفَّنِي
١٣ / ٣٦٥
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلُهُ: ﴿تَوَفَّنِي ⦗٣٦٦⦘ مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ﴾ [يوسف: ١٠١] «لَمَّا جَمَعَ شَمْلَهُ، وَأَقَرَّ عَيْنَهُ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ مَغْمُوسٌ فِي نَعِيمِ الدُّنْيَا، وَمُلْكِهَا، وَغَضَارَتِهَا، فَاشْتَاقَ إِلَى الصَّالِحِينَ قَبْلَهُ»
١٣ / ٣٦٥
وَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَقُولُ: «مَا تَمَنَّى نَبِيُّ قَطُّ الْمَوْتَ قَبْلَ يُوسُفَ»
١٣ / ٣٦٦
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: “لَمَّا جُمِعَ لِيُوسُفَ شَمْلُهُ، وَتَكَامَلَتْ عَلَيْهِ النِّعَمُ سَأَلَ لِقَاءَ رَبِّهِ، فَقَالَ: ﴿رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ، فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ، أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ﴾ قَالَ قَتَادَةُ: «وَلَمْ يَتَمَنَّ الْمَوْتَ أَحَدٌ قَطُّ نَبِيُّ وَلَا غَيْرُهُ إِلَّا يُوسُفَ»
١٣ / ٣٦٦
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثنا هِشَامٌ، قَالَ: ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: ثني غَيْرُ وَاحِدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: «أَنَّ يُوسُفَ النَّبِيُّ ﷺ لَمَّا جُمِعَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَبِيهِ وَإِخْوَتِهِ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ مَلِكُ مِصْرَ، اشْتَاقَ إِلَى اللَّهِ وَإِلَى آبَائِهِ الصَّالِحِينَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ قَالَ: ﴿رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ، وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ، فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ، أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ﴾»
١٣ / ٣٦٦
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ، قَالَ: ثنا هِشَامٌ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ﴾ [يوسف: ١٠١] قَالَ: «⦗٣٦٧⦘ الْعِبَارَةُ»
١٣ / ٣٦٦
حُدِّثْتُ عَنِ الْحُسَيْنِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُعَاذٍ، يَقُولُ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ الضَّحَّاكَ يَقُولُ فِي قَوْلِهِ: ﴿تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ﴾ [يوسف: ١٠١] يَقُولُ: «تَوَفَّنِي عَلَى طَاعَتِكَ، وَاغْفِرْ لِي إِذَا تَوَفَّيْتَنِي»
١٣ / ٣٦٧
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: «قَالَ يُوسُفُ حِينَ رَأَى مَا رَأَى مِنْ كَرَامَةِ اللَّهِ وَفَضْلِهِ عَلَيْهِ وَعَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ حِينَ جَمَعَ اللَّهُ لَهُ شَمْلَهُ، وَرَدَّهُ عَلَى وَالِدِهِ، وَجَمَعَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ فِيمَا هُوَ فِيهِ مِنَ الْمُلْكِ وَالْبَهْجَةِ: ﴿يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا﴾ [يوسف: ١٠٠] إِلَى قَوْلِهِ: ﴿إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ﴾ [يوسف: ١٠٠] ثُمَّ ارْعَوَى يُوسُفُ، وَذَكَرَ أَنَّ مَا هُوَ فِيهِ مِنَ الدُّنْيَا بَائِدٌ وَذَاهِبٌ، فَقَالَ: ﴿رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ، فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ، أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ﴾». وَذَكَرَ أَنَّ بَنِي يَعْقُوبَ الَّذِينَ فَعَلُوا بِيُوسُفَ مَا فَعَلُوا اسْتَغْفَرَ لَهُمْ أَبُوهُمْ، فَتَابَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَعَفَا عَنْهُمْ وَغَفَرَ لَهُمْ ذَنْبَهُمْ
١٣ / ٣٦٧
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ، قَالَ: ثنا الْحُسَيْنُ، قَالَ: ثني حَجَّاجٌ، عَنْ صَالِحٍ الْمُرِّيِّ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: “إِنَّ اللَّهَ تبارك وتعالى بِمَا جَمَعَ لِيَعْقُوبَ
١٣ / ٣٦٧
شَمْلَهُ، وَأَقَرَّ عَيْنَهُ، خَلَا وَلَدُهُ نَجِيًّا، فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: أَلَسْتُمْ قَدْ عَلِمْتُمْ مَا صَنَعْتُمْ، وَمَا لَقِيَ مِنْكُمُ الشَّيْخُ، وَمَا لَقِيَ مِنْكُمْ يُوسُفُ؟ قَالُوا: بَلَى، قَالَ: فَيَغُرُّكُمْ عَفْوُهُمَا عَنْكُمْ، فَكَيْفَ لَكُمْ بِرَبِّكُمْ؟ فَاسْتَقَامَ أَمْرُهُمْ عَلَى أَنْ أَتَوُا الشَّيْخَ، فَجَلَسُوا بَيْنَ يَدَيْهِ، وَيُوسُفُ إِلَى جَنْبِ أَبِيهِ قَاعِدٌ، قَالُوا: يَا أَبَانَا، أَتَيْنَاكَ فِي أَمْرٍ لَمْ نَأْتِكَ فِي أَمْرٍ مِثْلَهُ قَطُّ، وَنَزَلَ بِنَا أَمْرٌ لَمْ يَنْزِلْ بِنَا مِثْلَهُ، حَتَّى حَرَّكُوهُ، وَالْأَنْبِيَاءُ أَرْحَمُ الْبَرِيَّةِ، فَقَالَ: مَالُكُمْ يَا بَنِيَّ؟ قَالُوا: أَلَسْتَ قَدْ عَلِمْتَ مَا كَانَ مِنَّا إِلَيْكَ، وَمَا كَانَ مِنَّا إِلَى أَخِينَا يُوسُفَ؟ قَالَ: بَلَى، قَالُوا: أَفَلَسْتُمَا قَدْ عَفَوْتُمَا؟ قَالَا: بَلَى، قَالُوا: فَإِنَّ عَفْوَكُمَا لَا يُغْنِي عَنَّا شَيْئًا إِنْ كَانَ اللَّهُ لَمْ يَعْفُ عَنَّا، قَالَ: فَمَا تُرِيدُونَ يَا بَنِيَّ؟ قَالُوا: نُرِيدُ أَنْ تَدْعُوَ اللَّهَ لَنَا، فَإِذَا جَاءَكَ الْوَحْي مِنْ عِنْدِ اللَّهِ بِأَنَّهُ قَدْ عَفَا عَمَّا صَنَعْنَا قَرَّتْ أَعْيُنُنَا وَاطْمَأَنَّتْ قُلُوبُنَا، وَإِلَّا فَلَا قُرَّةَ عَيْنٍ فِي الدُّنْيَا لَنَا أَبَدًا. قَالَ: فَقَامَ الشَّيْخُ وَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ، وَقَامَ يُوسُفُ خَلْفَ أَبِيهِ، وَقَامُوا خَلْفَهُمَا أَذِلَّةً خَاشِعِينَ، قَالَ: فَدَعَا وَأَمَّنَ يُوسُفُ، فَلَمْ يُجَبْ فِيهِمْ عِشْرِينَ سَنَةً. قَالَ صَالِحٌ الْمُرِّيُّ: يُخِيفُهُمْ. قَالَ: حَتَّى إِذَا كَانَ رَأْسُ الْعِشْرِينَ، نَزَلَ جَبْرَئِيلُ ﷺ عَلَى يَعْقُوبَ عليه السلام، فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ تبارك وتعالى بَعَثَنِي إِلَيْكَ أُبَشِّرُكَ بِأَنَّهُ قَدْ أَجَابَ دَعْوَتَكَ فِي وَلَدِكَ، وَأَنَّهُ قَدْ عَفَا عَمَّا صَنَعُوا، وَأَنَّهُ قَدِ اعْتَقَدَ مَوَاثِيقَهُمْ مِنْ بَعْدِكَ عَلَى النُّبُوَّةِ “
١٣ / ٣٦٨
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثنا الْحَرْثُ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ، قَالَ: ثنا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، قَالَ: «وَاللَّهِ لَوْ كَانَ قَتْلُ يُوسُفَ مَضَى لَأَدْخَلَهُمُ اللَّهُ النَّارَ كُلَّهُمْ، وَلَكِنَّ اللَّهَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ أَمْسَكَ نَفْسَ يُوسُفَ لِيَبْلِغَ فِيهِ أَمْرَهُ ⦗٣٦٩⦘ وَرَحْمَةً لَهُمْ، ثُمَّ يَقُولُ: وَاللَّهِ مَا قَصَّ اللَّهُ نَبَأَهُمْ يُعَيِّرُهُمْ بِذَلِكَ، إِنَّهُمْ لَأَنْبِيَاءُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَلَكِنَّ اللَّهَ قَصَّ عَلَيْنَا نَبَأَهُمْ لِئَلَّا يَقْنَطَ عَبْدُهُ». وَذُكِرَ أَنَّ يَعْقُوبَ تُوُفِّيَ قَبْلَ يُوسُفَ، وَأَوْصَى إِلَى يُوسُفَ وَأَمَرَهُ أَنْ يَدْفِنَهُ عِنْدَ قَبْرِ أَبِيهِ إِسْحَاقَ
١٣ / ٣٦٨
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثنا عَمْرٌو، عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنِ السُّدِّيِّ، قَالَ: «لَمَّا حَضَرَ الْمَوْتُ يَعْقُوبَ أَوْصَى إِلَى يُوسُفَ أَنْ يَدْفِنَهُ عِنْدَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ، فَلَمَّا مَاتَ نَفَخَ فِيهِ الْمُرَّ وَحَمَلَهُ إِلَى الشَّامِ. قَالَ: فَلَمَّا بَلَغُوا إِلَى ذَلِكَ الْمَكَانِ أَقْبَلَ عِيصُ أَخُو يَعْقُوبَ فَقَالَ: غَلَبَنِي عَلَى الدَّعْوَةِ، فَوَاللَّهِ لَا يَغْلِبُنِي عَلَى الْقَبْرِ، فَأَبَى أَنْ يَتْرُكَهُمْ أَنْ يَدْفِنُوهُ، فَلَمَّا احْتَبَسُوا قَالَ هِشَامُ بْنُ دَانَ بْنِ يَعْقُوبَ، وَكَانَ هِشَامُ أَصَمَّ، لِبَعْضِ إِخْوَتِهِ: مَا لِجَدِّي لَا يُدْفَنُ؟ قَالُوا: هَذَا عَمُّكَ يَمْنَعُهُ، قَالَ: أَرُونِيهِ أَيْنَ هُوَ فَلَمَّا رَآهُ، رَفَعَ هِشَامٌ يَدَهُ فَوَجَأَ بِهَا رَأْسَ الْعِيصَ وَجْأَةً سَقَطَتْ عَيْنَاهُ عَلَى فَخْذِ يَعْقُوبَ، فَدُفِنَا فِي قَبْرٍ وَاحِدٍ»
١٣ / ٣٦٩
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ، وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ﴾ [يوسف: ١٠٢] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: هَذَا الْخَبَرُ الَّذِي أَخْبَرْتُكَ بِهِ مِنْ خَبَرِ يُوسُفَ وَوَالِدِهِ يَعْقُوبَ
١٣ / ٣٦٩
وَإِخْوَتِهِ وَسَائِرَ مَا فِي هَذِهِ السُّورَةِ ﴿مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ﴾ [آل عمران: ٤٤] يَقُولُ: مِنْ أَخْبَارِ الْغَيْبِ الَّذِي لَمْ تُشَاهِدْهُ، وَلَمْ تُعَايِنْهُ، وَلَكِنَّا ﴿نُوحِيهِ إِلَيْكَ﴾ [آل عمران: ٤٤] وَنُعَرِّفَكَهُ، لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ، وَنُشَجِّعَ بِهِ قَلْبَكَ، وَتَصْبِرُ عَلَى مَا نَالَكَ مِنَ الْأَذَى مِنْ قَوْمِكَ فِي ذَاتِ اللَّهِ، وَتَعْلَمْ أَنَّ مَنْ قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِ اللَّهِ إِذْ صَبَرُوا عَلَى مَا نَالَهُمْ فِيهِ، وَأَخَذُوا بِالْعَفْوِ، وَأَمَرُوا بِالْعُرْفِ، وَأَعْرَضُوا عَنِ الْجَاهِلِينَ، فَازُوا بِالظَّفَرِ، وَأُيِّدُوا بِالنَّصْرِ، وَمُكِّنُوا فِي الْبِلَادِ، وَغَلَبُوا مَنْ قَصَدُوا مِنْ أَعْدَائِهِمْ وَأَعْدَاءِ دِينِ اللَّهِ، يَقُولُ اللَّهُ تبارك وتعالى لِنَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ ﷺ: فَبِهِمْ يَا مُحَمَّدُ فَتَأَسَّ، وَآثَارَهُمْ فَقُصَّ ﴿وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ﴾ [يوسف: ١٠٢] يَقُولُ: وَمَا كُنْتَ حَاضِرًا عِنْدَ إِخْوَةِ يُوسُفَ، إِذْ أَجْمَعُوا، وَاتَّفَقَتْ آرَاؤُهُمْ، وَصَحَّتْ عَزَائِمُهُمْ عَلَى أَنْ يُلْقُوا يُوسُفَ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ، وَذَلِكَ كَانَ مَكْرُهُمُ الَّذِي قَالَ اللَّهُ عز وجل ﴿وَهُمْ يَمْكُرُونَ﴾ [يوسف: ١٠٢]، كَمَا
١٣ / ٣٧٠
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلُهُ: ﴿وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ﴾ [آل عمران: ٤٤] يَعْنِي مُحَمَّدًا ﷺ يَقُولُ: مَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ وَهُمْ يُلْقُونَهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ وَهُمْ يَمْكُرُونَ: أَيْ بِيُوسُفَ “
١٣ / ٣٧٠
حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ، قَالَ: ثنا الْحُسَيْنُ، قَالَ: ثني حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: ﴿وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ﴾ [يوسف: ١٠٢] الْآيَةَ، قَالَ: هُمْ بَنُو يَعْقُوبَ “
١٣ / ٣٧٠
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ﴾ [يوسف: ١٠٣] يَقُولُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: وَمَا أَكْثَرُ مُشْرِكِي قَوْمِكَ يَا مُحَمَّدُ، وَلَوْ حَرَصْتَ عَلَى أَنْ يُؤْمِنُوا بِكَ فَيُصَدِّقُوكَ، وَيَتَّبِعُوا مَا جِئْتَهُمْ بِهِ مِنْ عِنْدِ رَبِّكَ بِمُصَدِّقِيكَ وَلَا مُتَّبِعِيكَ
١٣ / ٣٧٠
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿وَمَا تَسْأَلُهُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ﴾ [يوسف: ١٠٤] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ لِمُحَمَّدٍ ﷺ: وَمَا تَسْأَلُ يَا مُحَمَّدُ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يُنْكِرُونَ نُبُوَّتِكَ وَيَمْتَنِعُونَ مِنْ تَصْدِيقِكَ وَالْإِقْرَارِ بِمَا جِئْتَهُمْ بِهِ مِنْ عِنْدِ رَبِّكَ عَلَى مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ مِنْ إِخْلَاصِ الْعِبَادَةِ لِرَبِّكَ، وَهَجْرِ عِبَادَةِ الْأَوْثَانِ، وَطَاعَةِ الرَّحْمَنِ ﴿مِنْ أَجْرٍ﴾ [يونس: ٧٢] يَعْنِي مِنْ ثَوَابٍ وَجَزَاءٍ مِنْهُمْ، بَلْ إِنَّمَا ثَوَابُكَ وَأَجْرُ عَمَلِكَ عَلَى اللَّهِ، يَقُولُ: مَا تَسْأَلُهُمْ عَلَى ذَلِكَ ثَوَابًا، فَيَقُولُوا لَكَ: إِنَّمَا تُرِيدُ بِدُعَائِكَ إِيَّانَا إِلَى اتِّبَاعِكَ لِنَنْزِلَ لَكَ عَنْ أَمْوَالِنَا إِذَا سَأَلْتَنَا ذَلِكَ، وَإِذْ كُنْتَ لَا تَسْأَلُهُمْ ذَلِكَ فَقَدْ كَانَ حَقًّا عَلَيْهِمْ أَنْ يَعْلَمُوا أَنَّكَ إِنَّمَا تَدْعُوهُمْ إِلَى مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اتِّبَاعًا مِنْكَ لِأَمْرِ رَبِّكَ، وَنَصِيحَةً مِنْكَ لَهُمْ، وَأَنْ لَا يَسْتَغْشُوكَ
١٣ / ٣٧١
وَقَوْلُهُ: ﴿إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ﴾ [يوسف: ١٠٤] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: مَا هَذَا الَّذِي أَرْسَلَكَ بِهِ رَبُّكَ يَا مُحَمَّدُ مِنَ النُّبُوَّةِ وَالرِّسَالَةِ إِلَّا ذِكْرٌ، يَقُولُ: إِلَّا عِظَةٌ وَتَذْكِيرٌ لِلْعَالَمِينَ، لِيَتَّعِظُوا وَيَتَذَكَّرُوا بِهِ
١٣ / ٣٧١
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ﴾ يَقُولُ جَلَّ وَعَزَّ: وَكَمْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ للَّهِ، وَعِبْرَةٍ وَحُجَّةٍ، وَذَلِكَ كَالشَّمْسِ، وَالْقَمَرِ، وَالنُّجُومِ، وَنَحْوَ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ السَّمَوَاتِ، وَكَالْجِبَالِ، وَالْبِحَارِ، وَالنَّبَاتِ، وَالْأَشْجَارِ، وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ الْأَرْضِ، ﴿يَمُرُّونَ عَلَيْهَا﴾ [يوسف: ١٠٥] يَقُولُ: يُعَايِنُونَهَا فَيَمُرُّونَ بِهَا مُعْرِضِينَ عَنْهَا، لَا يَعْتَبِرُونَ بِهَا، وَلَا ⦗٣٧٢⦘ يُفَكِّرُونَ فِيهَا، وَفِيمَا دَلَّتْ عَلَيْهِ مِنْ تَوْحِيدِ رَبِّهَا، وَأَنَّ الْأُلُوهِيَّةَ لَا تَبْتَغِي إِلَّا لِلْوَاحِدِ الْقَهَّارِ الَّذِي خَلَقَهَا وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَدَبَّرَهَا. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ
١٣ / ٣٧١
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ: ﴿وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا﴾ وَهِيَ فِي مُصْحَفِ عَبْدِ اللَّهِ: (يَمْشُونَ عَلَيْهَا) السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ آيَتَانِ عَظِيمَتَانِ “
١٣ / ٣٧٢
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ﴾ [يوسف: ١٠٦] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: وَمَا يُقِرُّ أَكْثَرُ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ وَصَفَ عز وجل صِفَتَهُمْ بِقَوْلِهِ: ﴿وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ﴾ بِاللَّهِ، أَنَّهُ خَالِقُهُ وَرَازِقُهُ وَخَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ، إِلَّا وَهُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ فِي عِبَادَتِهِمُ الْأَوْثَانَ وَالْأَصْنَامَ، وَاتِّخَاذِهِمْ مِنْ دُونِهِ أَرْبَابًا، وَزَعْمِهِمْ أَنَّهُ لَهُ وَلَدًا، تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يَقُولُونَ. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ
١٣ / ٣٧٢
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثنا عِمْرَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ ⦗٣٧٣⦘ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: ﴿وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ﴾ [يوسف: ١٠٦] الْآيَةَ، قَالَ: «مِنْ إِيمَانِهِمْ إِذَا قِيلَ لَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاءَ، وَمَنْ خَلَقَ الْأَرْضَ، وَمَنْ خَلَقَ الْجِبَالَ؟ قَالُوا: اللَّهُ، وَهُمْ مُشْرِكُونَ»
١٣ / ٣٧٢
حَدَّثَنَا هَنَّادٌ، قَالَ: ثنا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، فِي قَوْلِهِ: ﴿وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ﴾ [يوسف: ١٠٦] قَالَ: «تَسْأَلُهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ وَمَنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ، فَيَقُولُونَ: اللَّهُ، فَذَلِكَ إِيمَانُهُمْ بِاللَّهِ، وَهُمْ يَعْبُدُونَ غَيْرَهُ»
١٣ / ٣٧٣
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَامِرٍ، وَعِكْرِمَةَ: ﴿وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ﴾ [يوسف: ١٠٦] الْآيَةَ، قَالَا: «يَعْلَمُونَ أَنَّهُ رَبُّهُمْ، وَأَنَّهُ خَلَقَهُمْ، وَهُمْ مُشْرِكُونَ بِهِ» . حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ قَالَ: ثنا أَبِي، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَامِرٍ وَعِكْرِمَةَ بِنَحْوِهِ
١٣ / ٣٧٣
قَالَ: ثنا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ نَصْرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ: ﴿وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ﴾ [يوسف: ١٠٦] قَالَ: «مِنْ إِيمَانِهِمْ إِذَا قِيلَ لَهُمْ: مَنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ؟ قَالُوا: اللَّهُ، وَإِذَا سُئِلُوا: مَنْ خَلَقَهُمْ؟ قَالُوا: اللَّهُ وَهُمْ يُشْرِكُونَ بِهِ بَعْدُ»
١٣ / ٣٧٣
قَالَ: ثنا أَبُو نُعَيْمٍ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ يَزِيدَ الثُّمَالِيِّ، عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: «هُوَ ⦗٣٧٤⦘ قَوْلُ اللَّهِ: ﴿وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولَنَّ اللَّهُ﴾، فَإِذَا سُئِلُوا عَنِ اللَّهِ وَعَنْ صِفَتِهِ، وَصَفُوهُ بِغَيْرِ صِفَتِهِ، وَجَعَلُوا لَهُ وَلَدًا، وَأَشْرَكُوا بِهِ»
١٣ / ٣٧٣
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثنا شَبَابَةُ، قَالَ: ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَوْلُهُ: ﴿وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ﴾ [يوسف: ١٠٦] «إِيمَانَهُمْ قَوْلُهُمُ: اللَّهُ خَالِقُنَا، وَيَرْزُقُنَا، وَيُمِيتُنَا»
١٣ / ٣٧٤
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِمٍ قَالَ: ثنا عِيسَى، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: ﴿وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ﴾ [يوسف: ١٠٦] «فَإِيمَانُهُمْ قَوْلُهُمُ: اللَّهُ خَالِقُنَا، وَيَرْزُقُنَا، وَيُمِيتُنَا»
١٣ / ٣٧٤
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ قَالَ: ثنا شِبْلٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: ﴿وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ﴾ [يوسف: ١٠٦] «إِيمَانُهُمْ قَوْلُهُمُ: اللَّهُ خَالِقُنَا، وَيَرْزُقُنَا، وَيُمِيتُنَا، فَهَذَا إِيمَانٌ مَعَ شِرْكِ عِبَادَتِهِمْ غَيْرَهُ»
١٣ / ٣٧٤
قَالَ: ثنا إِسْحَاقُ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ، عَنْ وَرْقَاءَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: ﴿وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ﴾ [يوسف: ١٠٦] قَالَ: «إِيمَانُهُمْ قَوْلُهُمُ: اللَّهُ خَالِقُنَا، وَيَرْزُقُنَا، وَيُمِيتُنَا»
١٣ / ٣٧٤
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ قَالَ: ثنا هَانِئُ بْنُ سَعِيدٍ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: «يَقُولُونَ: اللَّهُ رَبَّنَا، وَهُوَ يَرْزُقُنَا، وَهُمْ يُشْرِكُونَ بِهِ بَعْدُ»
١٣ / ٣٧٤
حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ قَالَ: ثنا الْحُسَيْنُ قَالَ: ثني حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: «إِيمَانُهُمْ قَوْلُهُمُ: اللَّهُ خَالِقُنَا، وَيَرْزُقُنَا، وَيُمِيتُنَا»
١٣ / ٣٧٥
قَالَ: ثنا الْحُسَيْنُ، قَالَ: ثنا أَبُو تُمَيْلَةَ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، وَمُجَاهِدٍ، وَعَامِرٍ، أَنَّهُمْ قَالُوا فِي هَذِهِ الْآيَةِ: ﴿وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ﴾ [يوسف: ١٠٦] قَالَ: «لَيْسَ أَحَدٌ إِلَّا وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَهُ، وَخَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ، فَهَذَا إِيمَانُهُمْ، وَيَكْفُرُونَ بِمَا سِوَى ذَلِكَ»
١٣ / ٣٧٥
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلُهُ: ﴿وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ﴾ [يوسف: ١٠٦] «فِي إِيمَانِهِمْ هَذَا، إِنَّكَ لَسْتَ تَلْقَى أَحَدًا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْبَأَكَ أَنَّ اللَّهَ رَبُّهُ، وَهُوَ الَّذِي خَلَقَهُ، وَرَزَقَهُ، وَهُوَ مُشْرِكٌ فِي عِبَادَتِهِ»
١٣ / ٣٧٥
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ: ﴿وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ﴾ [يوسف: ١٠٦] الْآيَةَ، قَالَ: «لَا تَسْأَلُ أَحَدًا مِنَ الْمُشْرِكِينَ مَنْ رَبُّكَ، إِلَّا قَالَ: رَبِّيَ اللَّهُ، وَهُوَ يُشْرِكُ فِي ذَلِكَ»
١٣ / ٣٧٥
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: ثني أَبِي قَالَ: ثني عَمِّي قَالَ: ثني أَبِي عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَوْلُهُ: ﴿وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ﴾ [يوسف: ١٠٦] يَعْنِي النَّصَارَى يَقُولُ: ﴿وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولَنَّ اللَّهُ﴾، ﴿وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولَنَّ اللَّهُ﴾ [الزخرف: ٨٧] وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ؟ لَيَقُولَنَّ اللَّهُ، وَهُمْ مَعَ ذَلِكَ يُشْرِكُونَ بِهِ، وَيَعْبُدُونَ غَيْرَهُ، وَيَسْجُدُونَ لِلْأَنْدَادِ دُونَهُ “
١٣ / ٣٧٥
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، قَالَ: «كَانُوا يُشْرِكُونَ بِهِ فِي تَلْبِيَتِهِمْ»
١٣ / ٣٧٦
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثنا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ عَطَاءٍ: ﴿وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ﴾ [يوسف: ١٠٦] الْآيَةَ، قَالَ: «يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ رَبَّهُمْ، وَهُمْ يُشْرِكُونَ بِهِ بَعْدُ»
١٣ / ٣٧٦
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى قَالَ: ثنا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ عَطَاءٍ فِي قَوْلِهِ: ﴿وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ﴾ [يوسف: ١٠٦] قَالَ: «يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ خَالِقُهُمْ وَرَازِقُهُمْ، وَهُمْ يُشْرِكُونَ بِهِ»
١٣ / ٣٧٦
حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ زَيْدٍ، يَقُولُ: ﴿وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ﴾ [يوسف: ١٠٦] الْآيَةَ، قَالَ: «لَيْسَ أَحَدٌ يَعْبُدُ مَعَ اللَّهِ غَيْرَهُ إِلَّا وَهُوَ مُؤْمِنٌ بِاللَّهِ، وَيَعْرِفُ أَنَّ اللَّهَ رَبَّهُ، وَأَنَّ اللَّهَ خَالِقُهُ وَرَازِقُهُ، وَهُوَ يُشْرِكُ بِهِ، أَلَا تَرَى كَيْفَ قَالَ إِبْرَاهِيمُ: ﴿أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ، أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ، فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ﴾ [الشعراء: ٧٦] قَدْ عَرَفَ أَنَّهُمْ يَعْبُدُونَ رَبَّ الْعَالَمِينَ مَعَ مَا يَعْبُدُونَ، قَالَ: فَلَيْسَ أَحَدٌ يُشْرِكُ بِهِ إِلَّا وَهُوَ مُؤْمِنٌ بِهِ، أَلَا تَرَى كَيْفَ كَانَتِ الْعَرَبُ تُلَبِّي، تَقُولُ: لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَا شَرِيكَ لَكَ، إِلَّا شَرِيكٌ هُوَ لَكَ، تَمْلِكُهُ وَمَا مَلَكَ؟ الْمُشْرِكُونَ كَانُوا يَقُولُونَ هَذَا»
١٣ / ٣٧٦
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿أَفَأَمِنُوا أَنْ تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ، أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ﴾ [يوسف: ١٠٧] يَقُولُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: أَفَأَمِنَ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ لَا يُقِرُّونَ بِأَنَّ اللَّهَ رَبَّهُمْ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ فِي عِبَادَتِهِمْ إِيَّاهُ غَيْرَهُ، ﴿أَنْ تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ﴾ [يوسف: ١٠٧] تَغْشَاهُمْ مِنْ عُقُوبَةِ اللَّهِ وَعَذَابِهِ، عَلَى شِرْكِهِمْ بِاللَّهِ، أَوْ تَأْتِيَهُمُ الْقِيَامَةُ فَجْأَةً وَهُمْ مُقِيمُونَ عَلَى شِرْكِهِمْ وَكُفْرِهِمْ بِرَبِّهِمْ، فَيُخَلِّدُهُمُ اللَّهُ عز وجل فِي نَارِهِ وَهُمْ لَا يَدْرُونَ بِمَجِيئِهَا وَقِيَامِهَا. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ
١٣ / ٣٧٧
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: ثنا عِيسَى، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: ﴿أَنْ تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ﴾ [يوسف: ١٠٧] قَالَ: «تَغْشَاهُمْ»
١٣ / ٣٧٧
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: ثنا شَبَابَةُ قَالَ: ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَوْلُهُ: ﴿غَاشِيَةٌ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ﴾ [يوسف: ١٠٧] قَالَ: “تَغْشَاهُمْ. حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى قَالَ: ثنا أَبُو حُذَيْفَةَ قَالَ: ثنا شِبْلٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ مِثْلَهُ. قَالَ: ثنا إِسْحَاقُ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ، عَنْ وَرْقَاءَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ ⦗٣٧٨⦘ مُجَاهِدٍ، مِثْلَهُ. حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ قَالَ: ثنا الْحُسَيْنُ قَالَ: ثني حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، مِثْلَهُ
١٣ / ٣٧٧
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلُهُ: ﴿أَفَأَمِنُوا أَنْ تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ﴾ [يوسف: ١٠٧] أَيْ عُقُوبَةٌ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ “
١٣ / ٣٧٨
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ: ﴿غَاشِيَةٌ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ﴾ [يوسف: ١٠٧] قَالَ: «غَاشِيَةٌ وَاقِعَةٌ تَغْشَاهُمْ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ»
١٣ / ٣٧٨
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ [يوسف: ١٠٨] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ لِنَبِيِّهِ مُحَمَّدٌ ﷺ: ﴿قُلْ﴾ [البقرة: ٨٠] يَا مُحَمَّدُ ﴿هَذِهِ﴾ [البقرة: ٣٥] الدَّعْوَةُ الَّتِي أَدْعُو إِلَيْهَا، وَالطَّرِيقَةُ الَّتِي أَنَا عَلَيْهَا مِنَ الدُّعَاءِ إِلَى تَوْحِيدِ اللَّهِ وَإِخْلَاصِ الْعِبَادَةِ لَهُ دُونَ الْآلِهَةِ وَالْأَوْثَانِ، وَالِانْتِهَاءِ إِلَى طَاعَتِهِ وَتَرْكِ مَعْصِيَتِهِ ﴿سَبِيلِي﴾ [آل عمران: ١٩٥] وَطَرِيقَتِي وَدَعْوَتِي ﴿أَدْعُو إِلَى اللَّهِ﴾ [يوسف: ١٠٨] وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ﴿عَلَى بَصِيرَةٍ﴾ [يوسف: ١٠٨] بِذَلِكَ وَيَقِينِ عِلْمٍ مِنِّي بِهِ، ﴿أَنَا وَ﴾ يَدْعُو إِلَيْهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَيْضًا ﴿مَنِ اتَّبَعَنِي﴾ [يوسف: ١٠٨] وَصَدَّقَنِي وَآمَنَ بِي ﴿وَسُبْحَانَ اللَّهِ﴾ [يوسف: ١٠٨] يَقُولُ لَهُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: وَقُلْ تَنْزِيهًا للَّهِ وَتَعْظِيمًا لَهُ مِنْ أَنْ يَكُونَ لَهُ شَرِيكٌ فِي مُلْكِهِ، أَوْ مَعْبُودٍ سِوَاهُ فِي سُلْطَانِهِ
١٣ / ٣٧٨
، ﴿وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ [الأنعام: ٧٩] يَقُولُ: وَأَنَا بَرِيءٌ مِنْ أَهْلِ الشِّرْكِ بِهِ، لَسْتُ مِنْهُمْ، وَلَا هُمْ مِنِّي. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ
١٣ / ٣٧٩
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ، قَالَ: ثنا ابْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ﴾ [يوسف: ١٠٨] يَقُولُ: «هَذِهِ دَعْوَتِي»
١٣ / ٣٧٩
حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ فِي قَوْلِهِ: ﴿قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ﴾ [يوسف: ١٠٨] قَالَ: “هَذِهِ سَبِيلِي، هَذَا أَمْرِي وَسُنَّتِي وَمِنْهَاجِي ﴿أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي﴾ [يوسف: ١٠٨] قَالَ: «وَحَقُّ اللَّهِ وَعَلَى مَنِ اتَّبَعَهُ أَنْ يَدْعُوَ إِلَى مَا دَعَا إِلَيْهِ، وَيُذَكِّرُ بِالْقُرْآنِ وَالْمَوْعِظَةِ، وَيَنْهَى عَنْ مَعَاصِي اللَّهِ»
١٣ / ٣٧٩
حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ قَالَ: ثنا الْحُسَيْنُ قَالَ: ثني حَجَّاجٌ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، قَوْلُهُ: ﴿قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي﴾ [يوسف: ١٠٨] «هَذِهِ دَعْوَتِي»
١٣ / ٣٧٩
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثنا حَكَّامٌ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنِ الرَّبِيعِ: ﴿قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي﴾ [يوسف: ١٠٨] قَالَ: «هَذِهِ دَعْوَتِي»
١٣ / ٣٧٩
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى، أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ، وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا، أَفَلَا تَعْقِلُونَ﴾ [يوسف: ١٠٩] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا﴾ [النساء: ٦٤] يَا مُحَمَّدُ ﴿مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا﴾ [يوسف: ١٠٩] لَا نِسَاءَ وَلَا مَلَائِكَةَ، ﴿نُوحِي إِلَيْهِمْ﴾ [يوسف: ١٠٩] آيَاتِنَا بِالدُّعَاءِ إِلَى طَاعَتِنَا وَإِفْرَادِ الْعِبَادَةِ لَنَا ﴿مِنْ أَهْلِ الْقُرَى﴾ [يوسف: ١٠٩] يَعْنِي مِنْ أَهْلِ الْأَمْصَارِ، دُونَ أَهْلِ الْبَوَادِي، كَمَا
١٣ / ٣٨٠
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلُهُ: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى﴾ [يوسف: ١٠٩] لِأَنَّهُمْ كَانُوا أَحْلَمَ وَأَحْلَمَ مِنْ أَهْلِ الْعَمُودِ “
١٣ / ٣٨٠
وَقَوْلُهُ: ﴿أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ﴾ [يوسف: ١٠٩] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: أَفَلَمْ يَسِرْ هَؤُلَاءِ الْمُشْرِكُونَ الَّذِينَ يُكَذِّبُونَكَ يَا مُحَمَّدُ، وَيَجْحَدُونَ نُبُوَّتَكَ، ويُنْكِرُونَ مَا جِئْتَهُمْ بِهِ مِنْ تَوْحِيدِ اللَّهِ، وَإِخْلَاصِ الطَّاعَةِ وَالْعِبَادَةِ لَهُ فِي الْأَرْضِ، ﴿فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ﴾ [يوسف: ١٠٩] إِذْ كَذَّبُوا رُسُلَنَا، أَلَمْ نَحِلَّ بِهِمْ عُقُوبَتَنَا، فَنُهْلِكَهُمْ بِهَا، وَنُنْجِ مِنْهَا رُسُلَنَا وَأَتْبَاعَنَا، فَيَتَفَكَّرُوا فِي ذَلِكَ وَيَعْتَبِرُوا؟
١٣ / ٣٨٠
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ، قَالَ: ثنا الْحُسَيْنُ، قَالَ: ثني حَجَّاجٌ قَالَ: قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: قَوْلُهُ: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ﴾ [يوسف: ١٠٩] قَالَ: «إِنَّهُمْ قَالُوا: ﴿مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ﴾ [الأنعام: ٩١] قَالَ:»وَقَوْلُهُ: ﴿وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ وَمَا تَسْأَلُهُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ﴾ [يوسف: ١٠٤]، وَقَوْلُهُ: ﴿وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا﴾، وَقَوْلُهُ: ﴿أَفَأَمِنُوا أَنْ تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ﴾ [يوسف: ١٠٧]، وَقَوْلُهُ: ﴿أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا﴾ [يوسف: ١٠٩] مَنْ أَهْلَكْنَا؟ قَالَ: فَكُلُّ ذَلِكَ قَالَ لِقُرَيْشٍ: أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا فِي آثَارِهِمْ فَيَعْتَبِرُوا وَيَتَفَكَّرُوا “
١٣ / ٣٨١
وَقَوْلُهُ: ﴿وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ﴾ [يوسف: ١٠٩] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: هَذَا فِعْلُنَا فِي الدُّنْيَا بِأَهْلِ وِلَايَتِنَا وَطَاعَتِنَا، إِنَّ عُقُوبَتَنَا إِذَا نَزَلَتْ بِأَهْلِ مَعَاصِينَا وَالشِّرْكِ بِنَا أَنْجَيْنَاهُمْ مِنْهَا، وَمَا فِي الدَّارِ الْآخِرَةِ لَهُمْ خَيْرٌ، وَتَرَكَ ذِكْرَ مَا ذَكَرْنَا اكْتِفَاءً بِدَلَالَةِ قَوْلِهِ: ﴿وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا﴾ [يوسف: ١٠٩] عَلَيْهِ، وَأُضِيفَتِ الدَّارُ إِلَى الْآخِرَةِ، وَهِيَ الْآخِرَةُ، لِاخْتِلَافِ لَفْظِهِمَا، كَمَا قِيلَ: ﴿إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ﴾ [الواقعة: ٩٥] وَكَمَا قِيلَ: أَتَيْتُكَ عَامَ ⦗٣٨٢⦘ الْأَوَّلِ، وَبَارِحَةَ الْأُولَى، وَلَيْلَةَ الْأُولَى، وَيَوْمَ الْخَمِيسِ، وَكَمَا قَالَ الشَّاعِرُ:
[البحر الوافر] أَتَمْدَحُ فَقْعَسَا وَتَذُمُّ عَبَسَا … أَلَا للَّهِ أُمُّكَ مِنْ هَجِينِ
وَلَوْ أَقْوَتْ عَلَيْكَ دِيَارُ عَبْسٍ … عَرَفْتَ الذُّلَّ عِرْفَانَ الْيَقِينِ
يَعْنِي عِرْفَانًا بِهِ يَقِينًا. فَتَأْوِيلُ الْكَلَامِ: وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ اتَّقَوُا اللَّهَ بِأَدَاءِ فَرَائِضِهِ وَاجْتِنَابِ مَعَاصِيهِ
[البحر الوافر] أَتَمْدَحُ فَقْعَسَا وَتَذُمُّ عَبَسَا … أَلَا للَّهِ أُمُّكَ مِنْ هَجِينِ
وَلَوْ أَقْوَتْ عَلَيْكَ دِيَارُ عَبْسٍ … عَرَفْتَ الذُّلَّ عِرْفَانَ الْيَقِينِ
يَعْنِي عِرْفَانًا بِهِ يَقِينًا. فَتَأْوِيلُ الْكَلَامِ: وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ اتَّقَوُا اللَّهَ بِأَدَاءِ فَرَائِضِهِ وَاجْتِنَابِ مَعَاصِيهِ
١٣ / ٣٨١
وَقَوْلُهُ: ﴿أَفَلَا تَعْقِلُونَ﴾ [البقرة: ٤٤] يَقُولُ: أَفَلَا يَعْقِلُ هَؤُلَاءِ الْمُشْرِكُونَ بِاللَّهِ حَقِيقَةَ مَا نَقُولُ لَهُمْ وَنُخْبِرُهُمْ بِهِ مِنْ سُوءِ عَاقِبَةِ الْكُفْرِ، وَغِبِّ مَا يَصِيرُ إِلَيْهِ حَالُ أَهْلِهِ مَعَ مَا قَدْ عَايَنُوا وَرَأَوْا وَسَمِعُوا مِمَّا حَلَّ بِمَنْ قَبْلَهُمْ مِنَ الْأُمَمِ الْكَافِرَةِ الْمُكَذِّبَةِ رُسُلَ رَبِّهَا
١٣ / ٣٨٢
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ، وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ﴾ [يوسف: ١١٠] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا يُوحَى إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ ⦗٣٨٣⦘ الْقُرَى، فَدَعَوْا مَنْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ، فَكَذَّبُوهُمْ، وَرَدُّوا مَا أَتَوْا بِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ، حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ الَّذِينَ أَرْسَلْنَاهُمْ إِلَيْهِمْ مِنْهُمْ أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ، وَيُصَدِّقُوهُمْ فِيمَا أَتَوْهُمْ بِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ، وَظَنَّ الَّذِينَ أَرْسَلْنَاهُمْ إِلَيْهِمْ مِنَ الْأُمَمِ الْمُكَذِّبَةِ أَنَّ الرُّسُلَ الَّذِينَ أَرْسَلْنَاهُمْ، قَدْ كَذَبُوهُمْ فِيمَا كَانُوا أَخْبَرُوهُمْ عَنِ اللَّهِ مِنْ وَعْدِهِ إِيَّاهُمْ نَصْرَهُمْ عَلَيْهِمْ، جَاءَهُمْ نَصْرُنَا، وَذَلِكَ قَوْلُ جَمَاعَةٍ مِنْ أَهْلِ التَّأْوِيلِ
١٣ / ٣٨٢
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا أَبُو السَّائِبِ سَلْمُ بْنُ جُنَادَةَ قَالَ: ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا﴾ [يوسف: ١١٠] قَالَ: «لَمَّا أَيِسَتِ الرُّسُلُ أَنْ يَسْتَجِيبَ لَهُمْ قَوْمُهُمْ، وَظَنَّ قَوْمُهُمْ أَنَّ الرُّسُلَ قَدْ كَذَبُوهُمْ، جَاءَهُمُ النَّصْرُ عَلَى ذَلِكَ، فَنُنْجِي مَنْ نَشَاءُ» . حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ قَالَ: ثنا الْأَعْمَشُ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ بِنَحْوِهِ، غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ فِي حَدِيثِهِ قَالَ: «أَيِسَتِ الرُّسُلُ»، وَلَمْ يَقُلْ: «لَمَّا أَيِسَتْ»
١٣ / ٣٨٣
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثنا مُؤَمَّلٌ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ: ﴿حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ﴾ [يوسف: ١١٠] «أَنْ يُسْلِمَ قَوْمُهُمْ، وَظَنَّ قَوْمُ الرُّسُلِ أَنَّ الرُّسُلَ قَدْ كَذَبُوا، جَاءَهُمْ نَصْرُنَا» . ⦗٣٨٤⦘ حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ قَالَ: ثنا مُؤَمَّلٌ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، مِثْلَهُ
١٣ / ٣٨٣
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ قَالَ: ثنا عِمْرَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: ﴿حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا﴾ [يوسف: ١١٠] قَالَ: «حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ مِنْ قَوْمِهِمْ، وَظَنَّ قَوْمُهُمْ أَنَّ الرُّسُلَ قَدْ كَذَبُوا، ﴿جَاءَهُمْ نَصْرُنَا﴾ [يوسف: ١١٠]»
١٣ / ٣٨٤
حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ عِمْرَانَ السُّلَمِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: ﴿حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا﴾ [يوسف: ١١٠] «أَيِسَ الرُّسُلُ مِنْ قَوْمِهِمْ أَنْ يُصَدِّقُوهُمْ، وَظَنَّ قَوْمُهُمْ أَنَّ الرُّسُلَ قَدْ كَذَبَتْهُمْ»
١٣ / ٣٨٤
حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ قَالَ: ثنا جَرِيرٌ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ الْحَارِثِ السُّلَمِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: ﴿حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ﴾ [يوسف: ١١٠] قَالَ: “اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ مِنْ قَوْمِهِمْ أَنْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ ﴿وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا﴾ [يوسف: ١١٠] قَالَ: «ظَنَّ قَوْمُهُمْ أَنَّهُمْ جَاءُوهُمْ بِالْكَذِبِ»
١٣ / ٣٨٤
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ قَالَ: ثنا ابْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: سَمِعْتُ حُصَيْنًا، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ الْحَارِثِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: «﴿حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ﴾ [يوسف: ١١٠] مِنْ أَنْ يَسْتَجِيبَ لَهُمْ ⦗٣٨٥⦘ قَوْمُهُمْ، وَظَنَّ قَوْمُهُمْ أَنْ قَدْ كَذَبُوهُمْ، ﴿جَاءَهُمْ نَصْرُنَا﴾ [يوسف: ١١٠]»
١٣ / ٣٨٤
حَدَّثَنِي أَبُو حُصَيْنٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يُونُسَ قَالَ: ثنا عَبْثَرٌ قَالَ: ثنا حُصَيْنٌ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ الْحَارِثِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي هَذِهِ الْآيَةِ: ﴿حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ﴾ [يوسف: ١١٠] قَالَ: «اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ مِنْ قَوْمِهِمْ أَنْ يُؤْمِنُوا، وَظَنَّ قَوْمُهُمْ أَنَّ الرُّسُلَ قَدْ كَذَبُوهُمْ فِيمَا وَعَدُوا وَكَذَبُوا، ﴿جَاءَهُمْ نَصْرُنَا﴾ [يوسف: ١١٠]»
١٣ / ٣٨٥
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَ: ثنا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ الْحَارِثِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: ﴿حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ﴾ [يوسف: ١١٠] مِنْ نَصْرِ قَوْمِهِمْ ﴿وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا﴾ [يوسف: ١١٠] ظَنَّ قَوْمُهُمْ أَنَّهُمْ قَدْ كَذَبُوهُمْ “
١٣ / ٣٨٥
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ قَالَ: ثنا هُشَيْمٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا حُصَيْنٌ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ الْحَارِثِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: ﴿حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ﴾ [يوسف: ١١٠] قَالَ: “مِنْ قَوْمِهِمْ أَنْ يُؤْمِنُوا بِهِمْ، وَأَنْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ، وَظَنَّ قَوْمُهُمْ أَنَّ الرُّسُلَ قَدْ كَذَبُوهُمْ ﴿جَاءَهُمْ نَصْرُنَا﴾ [يوسف: ١١٠] يَعْنِي الرُّسُلَ. حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى قَالَ: ثنا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ الْحَارِثِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسِ بِمِثْلِهِ سَوَاءً
١٣ / ٣٨٥
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ هَارُونَ، عَنْ عَبَّادٍ الْقُرَشِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: ﴿وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا﴾ [يوسف: ١١٠] خَفِيفَةً، وَتَأْوِيلَهَا عِنْدَهُ، وَظَنَّ الْقَوْمُ أَنَّ الرُّسُلَ قَدْ كَذَبُوا “
١٣ / ٣٨٥
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ قَالَ: ثنا طَلْقُ بْنُ غَنَّامٍ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: ﴿حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ﴾ [يوسف: ١١٠] مِنْ قَوْمِهِمْ أَنْ يُصَدِّقُوهُمْ، وَظَنَّ قَوْمُهُمْ أَنْ قَدْ كَذَبَتْهُمْ رُسُلُهُمْ، ﴿جَاءَهُمْ نَصْرُنَا﴾ [يوسف: ١١٠] “
١٣ / ٣٨٦
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: ثني مُعَاوِيَةُ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَوْلُهُ: ﴿حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا﴾ [يوسف: ١١٠] يَعْنِي: أَيِسَ الرُّسُلُ مِنْ أَنْ يَتَّبِعَهُمْ قَوْمُهُمْ، وَظَنَّ قَوْمُهُمْ أَنَّ الرُّسُلَ قَدْ كَذَبُوا، فَيَنْصُرُ اللَّهُ الرُّسُلَ، وَيَبْعَثُ الْعَذَابَ “
١٣ / ٣٨٦
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: ثني أَبِي قَالَ: ثني عَمِّي قَالَ: ثني أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَوْلُهُ: ﴿حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا﴾ [يوسف: ١١٠] حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ مِنْ قَوْمِهِمْ أَنْ يُطِيعُوهُمْ وَيَتَّبِعُوهُمْ، وَظَنَّ قَوْمُهُمْ أَنَّ رُسُلَهُمْ كَذَبُوهُمْ ﴿جَاءَهُمْ نَصْرُنَا﴾ [يوسف: ١١٠] “
١٣ / ٣٨٦
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى قَالَ: ثنا إِسْحَاقُ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ الْحَارِثِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: ﴿حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ﴾ [يوسف: ١١٠] مِنْ قَوْمِهِمْ ﴿وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا﴾ [يوسف: ١١٠] قَالَ: «فَمَا أَبْطَأَ عَلَيْهِمْ إِلَّا مِنْ ظَنِّ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا»
١٣ / ٣٨٦
قَالَ: ثنا آدَمُ الْعَسْقَلَانِيُّ قَالَ: ثنا شُعْبَةُ قَالَ: أَخْبَرَنَا حُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: ﴿وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا﴾ [يوسف: ١١٠] خَفِيفَةً، وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: «ظَنَّ الْقَوْمُ أَنَّ الرُّسُلَ قَدْ كَذَبُوهُمْ، ⦗٣٨٧⦘ خَفِيفَةً»
١٣ / ٣٨٦
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ قَالَ: ثنا جَرِيرٌ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فِي قَوْلِهِ: «﴿حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ﴾ [يوسف: ١١٠] مِنْ قَوْمِهِمْ، وَظَنَّ قَوْمُهُمْ أَنَّ الرُّسُلَ قَدْ كَذَبُوهُمْ»
١٣ / ٣٨٧
قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ خُصَيْفٍ قَالَ: سَأَلْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ، عَنْ قَوْلِهِ: ﴿حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ﴾ [يوسف: ١١٠] مِنْ قَوْمِهِمْ، وَظَنَّ الْكُفَّارُ أَنَّهُمْ هُمْ كَذَبُوا “
١٣ / ٣٨٧
حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ وَالْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَا: ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ قَالَ: ثنا كُلْثُومُ بْنُ جَبْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَوْلُهُ: «﴿حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ﴾ [يوسف: ١١٠] مِنْ قَوْمِهِمْ أَنْ يُؤْمِنُوا، وَظَنَّ قَوْمُهُمْ أَنَّ الرُّسُلَ قَدْ كَذَبَتْهُمْ»
١٣ / ٣٨٧
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثنا عَارِمٌ أَبُو النُّعْمَانِ، قَالَ: ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: ثنا شُعَيْبٌ، قَالَ: ثني إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي حُرَّةَ الْجَزَرِيُّ قَالَ: «سَأَلَ فَتًى مِنْ قُرَيْشٍ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ، فَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ كَيْفَ تَقْرَأُ هَذَا الْحَرْفَ، فَإِنِّي إِذَا ⦗٣٨٨⦘ أَتَيْتُ عَلَيْهِ تَمَنَّيْتُ أَنْ لَا أَقْرَأَ هَذِهِ السُّورَةَ: ﴿حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا﴾ [يوسف: ١١٠]، قَالَ:»نَعَمْ، حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ مِنْ قَوْمِهِمْ أَنْ يُصَدِّقُوهُمْ، وَظَنَّ الْمُرْسَلُ إِلَيْهِمْ أَنَّ الرُّسُلَ كَذَبُوا. قَالَ: فَقَالَ الضَّحَّاكُ بْنُ مُزَاحِمٍ: مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ قَطُّ رَجُلًا يُدْعَى إِلَى عِلْمٍ فَيَتَلَكَّأُ، لَوْ رَحَلْتُ فِي هَذِهِ إِلَى الْيَمَنِ كَانَ قَلِيلًا “
١٣ / ٣٨٧
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى قَالَ: ثنا الْحَجَّاجُ قَالَ: ثنا رَبِيعَةُ بْنُ كُلْثُومٍ قَالَ: ثني أَبِي، أَنَّ مُسْلِمَ بْنَ يَسَارٍ سَأَلَ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، آيَةٌ بَلَغَتْ مِنِّي كُلَّ مَبْلَغٍ: ﴿حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا﴾ [يوسف: ١١٠] فَهَذَا الْمَوْتُ، أَنْ تَظُنَّ الرُّسُلُ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا، أَوْ نَظُنُّ أَنَّهُمْ قَدْ كَذَبُوا مُخَفَّفَةً؟ قَالَ: فَقَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ: «يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ مِنْ قَوْمِهِمْ أَنْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ، وَظَنَّ قَوْمُهُمْ أَنَّ الرُّسُلَ كَذَبَتْهُمْ ﴿جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ، وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ﴾ [يوسف: ١١٠] قَالَ:»فَقَامَ مُسْلِمٌ إِلَى سَعِيدٍ فَاعْتَنَقَهُ، وَقَالَ: «⦗٣٨٩⦘ فَرَّجَ اللَّهُ عَنْكَ، كَمَا فَرَّجْتَ عَنِّي»
١٣ / ٣٨٨
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ قَالَ: ثنا وُهَيْبٌ قَالَ: ثنا أَبُو الْمُعَلَّى الْعَطَّارُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: ﴿حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا﴾ [يوسف: ١١٠] قَالَ: «اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ مِنْ إِيمَانِ قَوْمِهِمْ، وَظَنَّ قَوْمُهُمْ أَنَّ الرُّسُلَ قَدْ كَذَبُوهُمْ، مَا كَانُوا يُخْبِرُونَهُمْ وَيُبَلِّغُونَهُمْ»
١٣ / ٣٨٩
قَالَ: ثنا شَبَابَةُ، قَالَ: ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَوْلُهُ «﴿حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ﴾ [يوسف: ١١٠] أَنْ يُصَدِّقَهُمْ قَوْمُهُمْ، وَظَنَّ قَوْمُهُمْ أَنَّ الرُّسُلَ قَدْ كَذَبُوا، جَاءَ الرُّسُلَ نَصْرُنَا». حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِمٍ قَالَ: ثنا عِيسَى، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، مِثْلَهُ
١٣ / ٣٨٩
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى قَالَ: ثنا الْحَجَّاجُ قَالَ: ثنا حَمَّادٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فِي هَذِهِ الْآيَةِ: «﴿حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ﴾ [يوسف: ١١٠] مِنْ قَوْمِهِمْ، وَظَنَّ قَوْمُهُمْ أَنَّ الرُّسُلَ قَدْ كَذَبَتْ»
١٣ / ٣٨٩
قَالَ: ثنا حَمَّادٌ، عَنْ كُلْثُومِ بْنِ جَبْرٍ، قَالَ: قَالَ لِي سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ: «سَأَلَنِي سَيِّدٌ مِنْ سَادَاتِكُمْ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ، فَقُلْتُ: اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ مِنْ قَوْمِهِمْ، وَظَنَّ قَوْمُهُمْ أَنَّ الرُّسُلَ قَدْ كَذَبَتْ»
١٣ / ٣٩٠
حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ فِي قَوْلِهِ: ﴿حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا﴾ [يوسف: ١١٠] قَالَ: «اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ أَنْ يُؤْمِنَ قَوْمُهُمْ بِهِمْ، وَظَنَّ قَوْمُهُمُ الْمُشْرِكُونَ أَنَّ الرُّسُلَ قَدْ كُذِبُوا مَا وَعَدَهُمُ اللَّهُ مِنْ نَصْرِهِ إِيَّاهُمْ عَلَيْهِمْ، وَخُلِفُوا، وَقَرَأَ: ﴿جَاءَهُمْ نَصْرُنَا﴾ [يوسف: ١١٠] قَالَ:»جَاءُ الرُّسُلَ النَّصْرُ حِينَئِذٍ، قَالَ: وَكَانَ أَبِي يَقْرَؤُهَا: ﴿كُذِبُوا﴾ [آل عمران: ١١] “
١٣ / ٣٩٠
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ أَبِي صَفْوَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، أَنَّهُ قَالَ: «﴿حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ﴾ [يوسف: ١١٠] مِنْ إِيمَانِ قَوْمِهِمْ ﴿وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا﴾ [يوسف: ١١٠]، وَظَنَّ الْقَوْمُ أَنَّهُمْ قَدْ كَذَبُوهُمْ فِيمَا جَاءُوهُمْ بِهِ»
١٣ / ٣٩٠
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، قَالَ: «ظَنَّ قَوْمُهُمْ أَنَّ رُسُلَهُمْ قَدْ كَذَبُوهُمْ فِيمَا وَعَدُوهُمْ بِهِ»
١٣ / ٣٩٠
حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ، قَالَ: ثنا الْحُسَيْنُ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ جَحْشِ بْنِ زِيَادٍ الضَّبِّيِّ، عَنْ تَمِيمِ بْنِ حَذْلَمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ، يَقُولُ فِي هَذِهِ ⦗٣٩١⦘ الْآيَةِ: ﴿حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ، وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا﴾ [يوسف: ١١٠] قَالَ: «اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ مِنْ إِيمَانِ قَوْمِهِمْ أَنْ يُؤْمِنُوا بِهِمْ، وَظَنَّ قَوْمُهُمْ حِينَ أَبْطَأَ الْأَمْرُ أَنَّهُمْ قَدْ كَذَبُوا، بِالتَّخْفِيفِ»
١٣ / ٣٩٠
حَدَّثَنَا أَبُو الْمُثَنَّى قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: ثنا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي الْمُعَلَّى، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فِي قَوْلِهِ: ﴿حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ﴾ [يوسف: ١١٠] قَالَ: «اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ مِنْ نَصْرِ قَوْمِهِمْ، وَظَنَّ قَوْمُ الرُّسُلِ أَنَّ الرُّسُلَ قَدْ كَذَبُوهُمْ»
١٣ / ٣٩١
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ: ثنا أَبُو أَحْمَدَ قَالَ: ثنا عَمْرُو بْنُ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرِ: «﴿حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ﴾ [يوسف: ١١٠] أَنْ يُصَدِّقُوهُمْ، وَظَنَّ قَوْمُهُمْ أَنَّ الرُّسُلَ قَدْ كَذَبُوهُمْ»
١٣ / ٣٩١
قَالَ: ثنا أَبُو أَحْمَدَ قَالَ: ثنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: «﴿حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ﴾ [يوسف: ١١٠] أَنْ يُصَدِّقَهُمْ قَوْمَهُمْ، وَظَنَّ قَوْمُهُمْ أَنَّ الرُّسُلَ قَدْ كَذَبُوهُمْ»
١٣ / ٣٩١
حُدِّثْتُ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَرَجِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُعَاذٍ يَقُولُ: ثنا عُبَيْدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ الضَّحَّاكَ فِي قَوْلِهِ: ﴿حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ﴾ [يوسف: ١١٠]⦗٣٩٢⦘ يَقُولُ: «اسْتَيْأَسُوا مِنْ قَوْمِهِمْ أَنْ يُجِيبُوهُمْ، وَيُؤْمِنُوا بِهِمْ، وَظَنُّوا: يَقُولُ: وَظَنَّ قَوْمُ الرُّسُلِ أَنَّ الرُّسُلَ قَدْ كَذَبُوهُمُ الْمَوْعِدَ». وَالْقِرَاءَةُ عَلَى هَذَا التَّأْوِيلِ الَّذِي ذَكَرْنَا فِي قَوْلِهِ: ﴿كُذِبُوا﴾ [آل عمران: ١١] بِضَمِّ الْكَافِ وَتَخْفِيفِ الذَّالِ، وَذَلِكَ أَيْضًا قِرَاءَةُ بَعْضِ قُرَّاءِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ وَعَامَّةِ قُرَّاءِ أَهْلِ الْكُوفَةِ. وَإِنَّمَا اخْتَرْنَا هَذَا التَّأْوِيلَ وَهَذِهِ الْقِرَاءَةَ، لِأَنَّ ذَلِكَ عُقَيْبَ قَوْلِهِ: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى، أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ﴾ [يوسف: ١٠٩] فَكَانَ ذَلِكَ دَلِيلًا عَلَى أَنَّ إِيَاسَ الرُّسُلِ كَانَ مِنْ إِيمَانِ قَوْمِهِمُ الَّذِينَ أُهْلِكُوا، وَأَنَّ الْمُضْمَرَ فِي قَوْلِهِ: ﴿وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا﴾ [يوسف: ١١٠] إِنَّمَا هُوَ مِنْ ذِكْرِ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْأُمَمِ الْهَالِكَةِ، وَزَادَ ذَلِكَ وُضُوحًا أَيْضًا إتْبَاعُ اللَّهِ فِي سِيَاقِ الْخَبَرِ عَنِ الرُّسُلِ وَأُمَمِهِمْ قَوْلَهُ: ﴿فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ﴾ [يوسف: ١١٠] إِذِ الَّذِينَ أُهْلِكُوا هُمُ الَّذِينَ ظَنُّوا أَنَّ الرُّسُلَ قَدْ كَذَبَتْهُمْ، فَكَذَّبُوهُمْ ظَنًّا مِنْهُمْ أَنَّهُمْ قَدْ كَذَبُوهُمْ. وَقَدْ ذَهَبَ قَوْمٌ مِمَّنْ قَرَأَ هَذِهِ الْقِرَاءَةَ إِلَى غَيْرِ التَّأْوِيلِ الَّذِي اخْتَرْنَا، وَوَجَّهُوا مَعْنَاهُ إِلَى: حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ مِنْ إِيمَانِ قَوْمِهِمْ، وَظَنَّتِ الرُّسُلُ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا فِيمَا وُعِدُوا مِنَ النَّصْرِ
١٣ / ٣٩١
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثنا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: ثنا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةً، قَالَ: قَرَأَ ابْنُ عَبَّاسٍ: ﴿حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا﴾ [يوسف: ١١٠] قَالَ: «كَانُوا بَشَرًا، ضَعُفُوا وَيَئِسُوا»
١٣ / ٣٩٣
قَالَ: ثنا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَرَأَ: ﴿وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا﴾ [يوسف: ١١٠] خَفِيفَةً قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: أَقُولُ كَمَا يَقُولُ: أُخْلِفُوا: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: قَالَ لِيَ ابْنُ عَبَّاسٍ: «كَانُوا بَشَرًا، وَتَلَا ابْنُ عَبَّاسٍ: ﴿حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ، أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ﴾ [البقرة: ٢١٤] قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: قَالَ ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ: ذَهَبَ بِهَا إِلَى أَنَّهُمْ ضَعُفُوا، فَظُنُّوا أَنَّهُمْ أُخْلِفُوا»
١٣ / ٣٩٣
حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثنا مُؤَمَّلٌ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّهُ قَرَأَ: ﴿حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا﴾ [يوسف: ١١٠] مُخَفَّفَةً، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: «هُوَ الَّذِي تَكْرَهُ»
١٣ / ٣٩٣
قَالَ: ثنا أَبُو عَامِرٍ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوقٍ، أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ: ﴿حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا﴾ [يوسف: ١١٠]، قَالَ: «هُوَ الَّذِي تَكْرَهُ، مُخَفَّفَةً»
١٣ / ٣٩٤
قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: ثنا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، أَنَّهُ قَالَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ: ﴿حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا﴾ [يوسف: ١١٠] قُلْتُ: كُذِبُوا؟ قَالَ: «نَعَمْ، أَلَمْ يَكُونُوا بَشَرًا»
١٣ / ٣٩٤
حَدَّثَنَا الْحَارِثُ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ، قَالَ: ثنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا﴾ [يوسف: ١١٠] قَالَ: «كَانُوا بَشَرًا قَدْ ظَنُّوا» وَهَذَا تَأْوِيلٌ، وَقَوْلُ غَيْرِهِ مِنْ أَهْلِ التَّأْوِيلِ أَوْلَى عِنْدِي بِالصَّوَابِ، وَخِلَافُهُ مِنَ الْقَوْلِ أَشْبَهُ بِصِفَاتِ الْأَنْبِيَاءِ وَالرُّسُلِ، إِنْ جَازَ أَنْ يَرْتَابُوا بِوَعْدِ اللَّهِ إِيَّاهُمْ، وَيَشُكُّوا فِي حَقِيقَةِ خَبَرِهِ، مَعَ مُعَايَنَتِهِمْ مِنْ حُجَجِ اللَّهِ وَأَدِلَّتِهِ مَا لَا يُعَايِنُهُ الْمُرْسَلُ إِلَيْهِمْ، فَيُعْذَرُوا فِي ذَلِكَ أَنَّ الْمُرْسَلَ إِلَيْهِمْ لِأَوْلَى فِي ذَلِكَ مِنْهُمْ بِالْعُذْرِ، وَذَلِكَ قَوْلٌ إِنْ قَالَهُ قَائِلٌ لَا يَخْفَى أَمْرُهُ، وَقَدْ ذُكِرَ هَذَا التَّأْوِيلُ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ أَخِيرًا عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ لِعَائِشَةَ، فَأَنْكَرَتْهُ أَشَدَّ النَّكْرَةِ فِيمَا ذُكِرَ لَنَا. ⦗٣٩٥⦘ ذِكْرُ الرِّوَايَةِ بِذَلِكَ عَنْهَا رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهَا
١٣ / ٣٩٤
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثنا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: ثنا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: قَرَأَ ابْنُ عَبَّاسٍ: ﴿حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا﴾ [يوسف: ١١٠] فَقَالَ: «كَانُوا بَشَرًا ضَعُفُوا وَيَئِسُوا»
١٣ / ٣٩٥
قَالَ ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِعُرْوَةَ، فَقَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: «مَعَاذَ اللَّهِ، مَا حَدَّثَ اللَّهُ رَسُولَهُ شَيْئًا قَطُّ إِلَّا عَلِمَ أَنَّهُ سَيَكُونُ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ، وَلَكِنْ لَمْ يَزَلِ الْبَلَاءُ بِالرُّسُلِ، حَتَّى ظَنَّ الْأَنْبِيَاءُ أَنَّ مَنْ تَبِعَهُمْ قَدْ كَذَبُوهُمْ، فَكَانَتْ تَقْرَؤُهَا: (قَدْ كُذِّبُوا) تُثَقِّلُهَا»
١٣ / ٣٩٥
قَالَ: ثنا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ قَرَأَ: ﴿وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا﴾ [يوسف: ١١٠] خَفِيفَةً، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: ثُمَّ قَالَ لِيَ ابْنُ عَبَّاسٍ: «كَانُوا بَشَرًا»، وَتَلَا ابْنُ عَبَّاسٍ: ﴿حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ، أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ﴾ [البقرة: ٢١٤] قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: قَالَ ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ: يَذْهَبُ بِهَا إِلَى أَنَّهُمْ ضَعُفُوا، فَظُنُّوا أَنَّهُمْ أُخْلِفُوا “
١٣ / ٣٩٥
قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: قَالَ ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ: وَأَخْبَرَنِي عُرْوَةُ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا خَالَفَتْ ذَلِكَ وَأَبَتْهُ، وَقَالَتْ: «مَا وَعَدَ اللَّهُ مُحَمَّدًا ﷺ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا وَقَدْ عَلِمَ أَنَّهُ سَيَكُونُ حَتَّى مَاتَ، وَلَكِنَّهُ لَمْ يَزَلِ الْبَلَاءُ بِالرُّسُلِ حَتَّى ظَنُّوا أَنَّ مَنْ مَعَهُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ كَذَّبُوهُمْ» . قَالَ ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ: فِي حَدِيثِ عُرْوَةَ: «كَانَتْ عَائِشَةُ تَقْرَؤُهَا: (وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِّبُوا) مُثَقَّلَةً، لِلتَّكْذِيبِ»
١٣ / ٣٩٥
قَالَ: ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ، قَالَ: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: ثني صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَ: قُلْتُ لَهَا: قَوْلُهُ: ﴿حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا﴾ [يوسف: ١١٠] قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: «⦗٣٩٦⦘ لَقَدِ اسْتَيْقَنُوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِّبُوا»، قُلْتُ: كُذِبُوا؟ قَالَتْ: مَعَاذَ اللَّهِ، لَمْ تَكُنِ الرُّسُلُ تَظُنُّ يَوْمًا، إِنَّمَا هُمْ أَتْبَاعُ الرُّسُلِ، لَمَّا اسْتَأْخَرَ عَنْهُمُ الْوَحْيُ، وَاشْتَدَّ عَلَيْهِمُ الْبَلَاءُ، ظَنَّتِ الرُّسُلُ أَنَّ أَتْبَاعَهُمْ قَدْ كَذَّبُوهُمْ ﴿جَاءَهُمْ نَصْرُنَا﴾ [يوسف: ١١٠] “
١٣ / ٣٩٥
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: «حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرَّجُلُ مِمَّنْ كَذَّبَهُمْ مِنْ قَوْمِهِمْ أَنْ يُصَدِّقُوهُمْ، وَظَنَّتِ الرُّسُلُ أَنَّ مَنْ قَدْ آمَنَ مِنْ قَوْمِهِمْ قَدْ كَذَّبُوهُمْ، جَاءَهُمْ نَصْرُ اللَّهِ عِنْدَ ذَلِكَ» . فَهَذَا مَا رُوِيَ فِي ذَلِكَ عَنْ عَائِشَةَ، غَيْرَ أَنَّهَا كَانَتْ تَقْرَأُ: (كُذِّبُوا) بِالتَّشْدِيدِ وَضَمِّ الْكَافِ، بِمَعْنَى مَا ذَكَرْنَا عَنْهَا، مِنْ أَنَّ الرُّسُلَ ظَنَّتْ بِأَتْبَاعِهَا الَّذِينَ قَدْ آمَنُوا بِهِمْ أَنَّهُمْ قَدْ كَذَّبُوهُمْ، فَارْتَدُّوا عَنْ دِينِهِمْ، اسْتِبْطَاءً مِنْهُمْ لِلنَّصْرِ. وَقَدْ بَيَّنَّا أَنَّ الَّذِي نَخْتَارُ مِنَ الْقِرَاءَةِ فِي ذَلِكَ وَالتَّأْوِيلِ غَيْرَهُ فِي هَذَا الْحَرْفِ خَاصَّةً. وَقَالَ آخَرُونَ مِمَّنْ قَرَأَ قَوْلَهُ: (كُذِّبُوا) بِضَمِّ الْكَافِ وَتَشْدِيدِ الذَّالِ، مَعْنَى ذَلِكَ: حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ مِنْ قَوْمِهِمْ أَنْ يُؤْمِنُوا بِهِمْ وَيُصَدِّقُوهُمْ، وَظَنَّتِ ⦗٣٩٧⦘ الرُّسُلُ: بِمَعْنَى وَاسْتَيْقَنَتْ أَنَّهُمْ قَدْ كَذَّبَهُمْ أُمَمُهُمْ، جَاءَتِ الرُّسُلَ نُصْرَتُنَا، وَقَالُوا: الظَّنُّ فِي هَذَا بِمَعْنَى الْعِلْمِ، مِنْ قَوْلِ الشَّاعِرِ:
[البحر الطويل]فَظُنُّوا بِأَلْفَيْ فَارِسٍ مُتَلَبِّبٍ … سَرَاتُهُمْ فِي الْفَارِسِيِّ الْمُسَرَّدِ
[البحر الطويل]فَظُنُّوا بِأَلْفَيْ فَارِسٍ مُتَلَبِّبٍ … سَرَاتُهُمْ فِي الْفَارِسِيِّ الْمُسَرَّدِ
١٣ / ٣٩٦
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، وَهُوَ قَوْلُ قَتَادَةَ: ﴿حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ﴾ [يوسف: ١١٠] مِنْ إِيمَانِ قَوْمِهِمْ، (وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِّبُوا): أَيِ اسْتَيْقَنُوا أَنَّهُ لَا خَيْرَ عِنْدَ قَوْمِهِمْ، وَلَا إِيمَانَ، جَاءَهُمْ نَصْرُنَا “
١٣ / ٣٩٧
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ: «﴿حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ﴾ [يوسف: ١١٠] قَالَ: مِنْ قَوْمِهِمْ، (وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِّبُوا)، قَالَ: وَعَلِمُوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِّبُوا ﴿جَاءَهُمْ نَصْرُنَا﴾ [يوسف: ١١٠]» وَبِهَذِهِ الْقِرَاءَةِ كَانَتْ تَقْرَأُ عَامَّةُ قُرَّاءِ الْمَدِينَةِ وَالْبَصْرَةِ وَالشَّامِ، أَعْنِي بِتَشْدِيدِ الذَّالِ مِنْ (كُذِّبُوا)، وَضَمِّ كَافِهَا، وَهَذَا التَّأْوِيلُ الَّذِي ذَهَبَ إِلَيْهِ الْحَسَنُ وَقَتَادَةُ فِي ذَلِكَ إِذَا قُرِئَ بِتَشْدِيدِ الذَّالِ وَضَمِّ الْكَافِ خِلَافٌ لِمَا ذَكَرْنَا مِنْ أَقْوَالِ جَمِيعِ مَنْ حَكَيْنَا قَوْلَهُ مِنَ الصَّحَابَةِ، لِأَنَّهُ
١٣ / ٣٩٧
لَمْ يُوَجِّهِ الظَّنَّ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ مِنْهُمْ أَحَدٌ إِلَى مَعْنَى الْعِلْمِ وَالْيَقِينِ، مَعَ أَنَّ الظَّنَّ إِنَّمَا اسْتَعْمَلَهُ الْعَرَبُ فِي مَوْضِعِ الْعِلْمِ فِيمَا كَانَ مِنْ عِلْمٍ أُدْرِكَ مِنْ جِهَةِ الْخَبَرِ، أَوْ مِنْ غَيْرِ وَجْهِ الْمُشَاهَدَةِ وَالْمُعَايَنَةِ، فَأَمَّا مَا كَانَ مِنْ عِلْمٍ أُدْرِكَ مِنْ وَجْهِ الْمُشَاهَدَةِ وَالْمُعَايَنَةِ فَإِنَّهَا لَا تَسْتَعْمِلُ فِيهِ الظَّنَّ، لَا تَكَادُ تَقُولُ: أَظُنُّنِي حَيًّا وَأَظُنُّنِي إِنْسَانًا، بِمَعْنَى: أَعْلَمُنِي إِنْسَانًا وَأَعْلَمُنِي حَيًّا وَالرُّسُلُ الَّذِينَ كَذَّبَتْهُمْ أُمَمُهُمْ لَا شَكَّ أَنَّهَا كَانَتْ لِأُمَمِهَا شَاهِدَةٌ وَلِتَكْذِيبِهَا إِيَّاهَا مِنْهَا سَامِعَةٌ، فَيُقَالُ فِيهَا: ظَنَّتْ بِأُمَمِهَا أَنَّهَا كَذَّبَتْهَا وَرُوِيَ عَنْ مُجَاهِدٍ فِي ذَلِكَ قَوْلٌ هُوَ خِلَافُ جَمِيعِ مَا ذَكَرْنَا مِنْ أَقْوَالِ الْمَاضِينَ الَّذِينَ سَمَّيْنَا أَسْمَاءَهُمْ وَذَكَرْنَا أَقْوَالَهُمْ، وَتَأْوِيلٌ خِلَافَ تَأْوِيلِهِمْ، وَقِرَاءَةٌ غَيْرُ قِرَاءَةِ جَمِيعِهِمْ، وَهُوَ أَنَّهُ فِيمَا ذُكِرَ عَنْهُ كَانَ يَقْرَأُ: (وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كَذَبُوا) بِفَتْحِ الْكَافِ وَالذَّالِ وَتَخْفِيفِ الذَّالِ. ذِكْرُ الرِّوَايَةِ عَنْهُ بِذَلِكَ
١٣ / ٣٩٨
حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: ثنا أَبُو عُبَيْدٍ، قَالَ: ثنا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، أَنَّهُ قَرَأَهَا: (كَذَبُوا) بِفَتْحِ الْكَافِ بِالتَّخْفِيفِ ” وَكَانَ يَتَأَوَّلَهُ، كَمَا
١٣ / ٣٩٨
حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ، قَالَ: ثنا الْحُسَيْنُ، قَالَ: ثني حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: «اسْتَيْأَسَ الرَّجُلُ أَنْ تُعَذَّبَ قَوْمَهُمْ، وَظَنَّ قَوْمُهُمْ أَنَّ الرُّسُلَ قَدْ كَذَبُوا، جَاءَهُمْ نَصْرُنَا، قَالَ: جَاءَ الرُّسُلَ نَصْرُنَا، قَالَ مُجَاهِدٌ: قَالَ فِي ⦗٣٩٩⦘ الْمُؤْمِنِ: ﴿فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ﴾ [غافر: ٨٣] قَالَ:»قَوْلُهُمْ نَحْنُ أَعْلَمُ مِنْهُمْ، وَلَنْ نُعَذَّبَ، وَقَوْلُهُ: ﴿وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزئُونَ﴾ [الزمر: ٤٨] قَالَ: «حَاقَ بِهِمْ مَا جَاءَتْ بِهِ رُسُلُهُمْ مِنَ الْحَقِّ» وَهَذِهِ الْقِرَاءَةُ لَا أَسْتَجِيزُ الْقِرَاءَةَ بِهَا، لِإِجْمَاعِ الْحُجَّةِ مِنْ قُرَّاءِ الْأَمْصَارِ عَلَى خِلَافِهَا، وَلَوْ جَازَتِ الْقِرَاءَةُ بِذَلِكَ لَاحْتَمَلَ وَجْهًا مِنَ التَّأْوِيلِ، وَهُوَ أَحْسَنُ مِمَّا تَأَوَّلَهُ مُجَاهِدٌ، وَهُوَ: ﴿حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ﴾ [يوسف: ١١٠] مِنْ عَذَابِ اللَّهِ قَوْمَهَا الْمُكَذِّبَةَ بِهَا، وَظَنَّتِ الرُّسُلُ أَنَّ قَوْمَهَا قَدْ كَذَّبُوا وَافْتَرُوا عَلَى اللَّهِ بِكُفْرِهِمْ بِهَا، وَيَكُونُ الظَّنُّ مُوَجَّهًا حِينَئِذٍ إِلَى مَعْنَى الْعِلْمِ، عَلَى مَا تَأَوَّلَهُ الْحَسَنُ وَقَتَادَةُ. وَأَمَّا قَوْلُهُ: ﴿فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ﴾ [يوسف: ١١٠] فَإِنَّ الْقُرَّاءَ اخْتَلَفَتْ فِي قِرَاءَتِهِ، فَقَرَأَهُ عَامَّةُ قُرَّاءِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَكَّةَ وَالْعِرَاقِ: (فَنُنْجِي مَنْ نَشَاءُ) بِنُونَيْنِ، بِمَعْنَى: فَنُنْجِي نَحْنُ مَنْ نَشَاءُ مِنْ رُسُلِنَا وَالْمُؤْمِنِينَ بِنَا، دُونَ الْكَافِرِينَ الَّذِينَ كَذَّبُوا رُسُلَنَا إِذَا جَاءَ الرُّسُلَ نَصْرُنَا، وَاعْتَلَّ الَّذِينَ قَرَءُوا ذَلِكَ كَذَلِكَ أَنَّهُ إِنَّمَا كُتِبَ فِي الْمُصْحَفِ بَنُونٍ وَاحِدَةٍ، وَحُكْمُهُ أَنْ يَكُونَ بِنُونَيْنِ، لِأَنَّ إِحْدَى النُّونَيْنِ حَرْفٌ مِنْ أَصْلِ الْكَلِمَةِ، مِنْ أَنْجَى يُنْجِي، وَالْأُخْرَى النُّونُ الَّتِي تَأْتِي لِمَعْنَى الدَّلَالَةِ عَلَى الِاسْتِقْبَالِ، مِنْ فِعْلِ جَمَاعَةٍ مُخْبِرَةٍ عَنْ أَنْفُسِهَا، لِأَنَّهُمَا حَرْفَانِ، أَعْنِي النُّونَيْنِ مِنْ ⦗٤٠٠⦘ جِنْسِ وَاحِدٍ يُخْفِي الثَّانِي مِنْهُمَا عَنِ الْإِظْهَارِ فِي الْكَلَامِ، فَحُذِفَتْ مِنَ الْخَطِّ، وَاجْتُزِئَ بِالْمُثْبَتَةِ مِنَ الْمَحْذُوفَةِ، كَمَا يَفْعَلُ ذَلِكَ فِي الْحَرْفَيْنِ اللَّذَيْنِ يُدْغَمُ أَحَدُهُمَا فِي صَاحِبِهِ، وَقَرَأَ ذَلِكَ بَعْضُ الْكُوفِيِّينَ عَلَى هَذَا الْمَعْنَى، غَيْرَ أَنَّهُ أَدْغَمَ النُّونَ الثَّانِيَةَ وَشَدَّدَ الْجِيمَ، وَقَرَأَهُ آخَرُ مِنْهُمْ بِتَشْدِيدِ الْجِيمِ وَنَصْبِ الْيَاءِ، عَلَى مَعْنَى فَعَلَ ذَلِكَ بِهِ مِنْ نَجَّيْتُهُ أُنْجِيهِ، وَقَرَأَ ذَلِكَ بَعْضُ الْمَكِّيِّينَ: (فَنَجَا مَنْ نَشَاءُ) بِفَتْحِ النُّونِ وَالتَّخْفِيفِ، مِنْ نَجَا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مَنْ نَشَاءُ يَنْجُو. وَالصَّوَابُ مِنَ الْقِرَاءَةِ فِي ذَلِكَ عِنْدَنَا قِرَاءَةُ مَنْ قَرَأَهُ: (فَنُنْجِي مَنْ نَشَاءُ) بِنُونَيْنِ، لِأَنَّ ذَلِكَ هُوَ الْقِرَاءَةُ الَّتِي عَلَيْهَا الْقِرَاءَةُ فِي الْأَمْصَارِ، وَمَا خَالَفَهُ مِمَّنْ قَرَأَ ذَلِكَ بِبَعْضِ الْوجُوهِ الَّتِي ذَكَرْنَاهَا فَمُنْفَرِدٌ بِقِرَاءَتِهِ عَمَّا عَلَيْهِ الْحُجَّةُ مُجْمَعَةٌ مِنَ الْقُرَّاءِ، وَغَيْرُ جَائِزٍ خِلَافُ مَا كَانَ مُسْتَفِيضًا بِالْقِرَاءَةِ فِي قِرَاءَةِ الْأَمْصَارِ. وَتَأْوِيلُ الْكَلَامِ: فَنُنَجِّي الرُّسُلُ وَمَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ إِذَا جَاءَ نَصْرُنَا، كَمَا
١٣ / ٣٩٨
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: ثني أَبِي قَالَ: ثني عَمِّي قَالَ: ثني ⦗٤٠١⦘ أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: (فَنُنْجِي مَنْ نَشَاءُ) فَنُنَجِّي الرُّسُلُ وَمَنْ نَشَاءُ، ﴿وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ﴾ [يوسف: ١١٠] وَذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ تبارك وتعالى بَعَثَ الرُّسُلَ، فَدَعَوْا قَوْمَهُمْ وَأَخْبَرُوهُمْ أَنَّهُ مَنْ أَطَاعَ نَجَا، وَمَنْ عَصَاهُ عُذِّبَ وَغَوَى “
١٣ / ٤٠٠
وَقَوْلُهُ ﴿وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ﴾ [يوسف: ١١٠] يَقُولُ: وَلَا تُرَدُّ عُقُوبَتُنَا وَبَطْشُنَا بِمَنْ بَطَشْنَا بِهِ مِنْ أَهْلِ الْكُفْرِ بِنَا عَنِ الْقَوْمِ الَّذِينَ أَجْرَمُوا، فَكَفَرُوا بِاللَّهِ وَخَالَفُوا رُسُلَهُ، وَمَا أَتَوْهُمْ بِهِ مِنْ عِنْدِهِ
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ، مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى، وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ، وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ، وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾ [يوسف: ١١١] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِ يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ عِبْرَةٌ لِأَهْلِ الْحِجَا وَالْعُقُولِ، يَعْتَبِرُونَ بِهَا، وَمَوْعِظَةٌ يَتَّعِظُونَ بِهَا، وَذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ بَعْدَ أَنْ أُلْقِيَ يُوسُفُ فِي الْجُبِّ لِيَهْلِكَ، ثُمَّ بِيعَ بَيْعَ الْعَبِيدِ بِالْخَسِيسِ مِنَ الثَّمَنِ، وَبَعْدَ الْإِسَارِ وَالْحَبْسِ الطَّوِيلِ، مَلَّكَهُ مِصْرَ، وَمَكَّنَ لَهُ فِي الْأَرْضِ، وَأَعْلَاهُ عَلَى مَنْ بَغَاهُ سُوءًا مِنْ إِخْوَتِهِ، وَجَمَعَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ وَالِدَيْهِ وَإِخْوَتِهِ بِقُدْرَتِهِ بَعْدَ الْمُدَّةِ الطَّوِيلَةِ، وَجَاءَ بِهِمْ إِلَيْهِ مِنَ الشُّقَّةِ النَّائِيَةِ الْبَعِيدَةِ، فَقَالَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ لِلْمُشْرِكِينَ مِنْ قُرَيْشٍ مِنْ قَوْمِ نَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ ﷺ: لَقَدْ كَانَ لَكُمْ أَيُّهَا الْقَوْمُ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لَوِ اعْتَبَرْتُمْ بِهِ أَنَّ الَّذِي فَعَلَ ذَلِكَ بِيُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ لَا يَتَعَذَّرُ عَلَيْهِ أَنْ يَفْعَلَ مِثْلَهُ بِمُحَمَّدٍ ﷺ،
١٣ / ٤٠١
فَيُخْرِجُهُ مِنْ بَيْنِ أَظْهُرِكُمْ ثُمَّ يُظْهِرُهُ عَلَيْكُمْ وَيُمَكِّنُ لَهُ فِي الْبِلَادِ، وَيُؤَيِّدُهُ بِالْجُنْدِ وَالرِّجَالِ مِنَ الْأَتْبَاعِ وَالْأَصْحَابِ، وَإِنْ مَرَّتْ بِهِ شَدَائِدُ، وَأَتَتْ دُونَهُ الْأَيَّامُ، وَاللَّيَالِي، وَالدُّهُورُ، وَالْأَزْمَانُ. وَكَانَ مُجَاهِدٌ يَقُولُ: مَعْنَى ذَلِكَ: لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِيُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ. ذِكْرُ الرِّوَايَةِ بِذَلِكَ
١٣ / ٤٠٢
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: ثنا عِيسَى، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي قَوْلِهِ: «﴿لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ﴾ [يوسف: ١١١] لِيُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ»
١٣ / ٤٠٢
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: ثنا شَبَابَةُ قَالَ: ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: “عِبْرَةٌ لِيُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ. حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى قَالَ: ثنا أَبُو حُذَيْفَةَ قَالَ: ثنا شِبْلٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، مِثْلَهُ
١٣ / ٤٠٢
حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ قَالَ: ثنا الْحُسَيْنُ قَالَ: ثني حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَوْلُهُ: ﴿لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ﴾ [يوسف: ١١١] قَالَ: «يُوسُفُ وَإِخْوَتُهُ» وَهَذَا الْقَوْلُ الَّذِي قَالَهُ مُجَاهِدٌ وَإِنْ كَانَ لَهُ وَجْهٌ يَحْتَمِلُهُ التَّأْوِيلُ، فَإِنَّ الَّذِي قُلْنَا ⦗٤٠٣⦘ فِي ذَلِكَ أَوْلَى بِهِ؛ لِأَنَّ ذَلِكَ عُقَيْبَ الْخَبَرِ عَنْ نَبِيِّنَا ﷺ وَعَنْ قَوْمِهِ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، وَعُقَيْبَ تَهْدِيدِهِمْ وَوَعِيدِهِمْ عَلَى الْكُفْرِ بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ مُحَمَّدٍ ﷺ، وَمُنْقَطِعٌ عَنْ خَبَرِ يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ، وَمَعَ ذَلِكَ أَنَّهُ خَبَرٌ عَامٌّ عَنْ جَمِيعِ ذَوِي الْأَلْبَابِ، أَنَّ قَصَصَهُمَ لَهُمْ عِبْرَةٌ، وَغَيْرَ مَخْصُوصٌ بَعْضٌ بِهِ دُونَ بَعْضٍ، فَإِذَا كَانَ الْأَمْرُ عَلَى مَا وَصَفْتَ فِي ذَلِكَ، فَهُوَ بِأَنْ يَكُونَ خَبَرًا عَنْ أَنَّهُ عِبْرَةٌ لِغَيْرِهِمْ أَشْبَهُ، وَالرِّوَايَةُ الَّتِي ذَكَرْنَاهَا عَنْ مُجَاهِدٍ مِنْ رِوَايَةِ ابْنِ جُرَيْجٍ أَشْبَهُ بِهِ أَنْ تَكُونَ مِنْ قَوْلِهِ، لِأَنَّ ذَلِكَ مُوَافِقُ الْقَوْلِ الَّذِي قُلْنَاهُ فِي ذَلِكَ
١٣ / ٤٠٢
وَقَوْلُهُ: ﴿مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى﴾ [يوسف: ١١١] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: مَا كَانَ هَذَا الْقَوْلُ حَدِيثًا يُخْتَلَقُ وَيُتَكَذَّبُ وَيُتَخَرَّصُ، كَمَا
١٣ / ٤٠٣
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ: «﴿مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى﴾ [يوسف: ١١١] وَالْفِرْيَةُ: الْكَذِبُ»
١٣ / ٤٠٣
﴿وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ﴾ [يونس: ٣٧] يَقُولُ: وَلَكِنَّهُ تَصْدِيقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ مِنْ كُتِبِ اللَّهِ الَّتِي أَنْزَلَهَا قَبْلَهُ عَلَى أَنْبِيَائِهِ، كَالتَّوْرَاةِ، وَالْإِنْجِيلِ، وَالزَّبُورِ، وَيُصَدِّقُ ذَلِكَ كُلَّهُ وَيَشْهَدُ عَلَيْهِ أَنَّ جَمِيعَهُ حَقٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ. كَمَا
١٣ / ٤٠٣
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ: «﴿وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ﴾ [يونس: ٣٧] وَالْفُرْقَانُ تَصْدِيقُ الْكُتُبِ الَّتِي قَبْلَهُ، وَيَشْهَدُ عَلَيْهَا»
١٣ / ٤٠٣
وَقَوْلُهُ: ﴿وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ﴾ [يوسف: ١١١] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: وَهُوَ أَيْضًا تَفْصِيلُ كُلِّ مَا بِالْعِبَادِ إِلَيْهِ حَاجَةٌ مِنْ بَيَانِ أَمْرِ اللَّهِ، وَنَهْيِهِ، وَحَلَالِهِ، وَحَرَامِهِ، وَطَاعَتِهِ، وَمَعْصِيَتِهِ
١٣ / ٤٠٤
وَقَوْلُهُ: ﴿وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾ [الأعراف: ٢٠٣] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: وَهُوَ بَيَانُ أَمْرِهِ، وَرَشَادُ مَنْ جَهِلَ سَبِيلَ الْحَقِّ فَعَمِيَ عَنْهُ إِذَا تَبِعَهُ، فَاهْتَدَى بِهِ مِنْ ضَلَالَتِهِ، وَرَحْمَةٌ لِمَنْ آمَنْ بِهِ، وَعَمِلَ بِمَا فِيهِ، يُنْقِذُهُ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ وَأَلِيمِ عَذَابِهِ، وَيُوَرِّثُهُ فِي الْآخِرَةِ جِنَانَهُ، وَالْخُلُودَ فِي النَّعِيمِ الْمُقِيمِ ﴿لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾ [الأنعام: ٩٩] يَقُولُ: لِقَوْمٍ يُصَدِّقُونَ بِالْقُرْآنِ، وَبِمَا فِيهِ مِنْ وَعَدِ اللَّهِ، وَوَعِيدِهِ، وَأَمْرِهِ، وَنَهْيِهِ، فَيَعْمَلُونَ بِمَا فِيهِ مِنْ أَمْرِهِ، وَيَنْتَهُونَ عَمَّا فِيهِ مِنْ نَهْيِهِ. آخِرُ تَفْسِيرِ سُورَةِ يُوسُفَ