⦗٢٠٥⦘
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثَنَا إِسْحَاقُ، قَالَ: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ وَرْقَاءَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، مِثْلَهُ
١٣ / ٢٠٤
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، «﴿الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ﴾
[يوسف: ٥١] الْآنَ تَبَيَّنَ الْحَقُّ»
حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ، قَالَ: ثَنَا الْحُسَيْنُ، قَالَ: ثَنِي حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، مِثْلَهُ
١٣ / ٢٠٥
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ: «﴿الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ﴾
[يوسف: ٥١] قَالَ: تَبَيَّنَ»
حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ، قَالَ: ثَنَا الْحُسَيْنُ، قَالَ: ثَنِي حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، مِثْلَهُ
١٣ / ٢٠٥
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ: «﴿الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ﴾
[يوسف: ٥١] قَالَ: تَبَيَّنَ»
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنِ السُّدِّيِّ، مِثْلَهُ
حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ، قَالَ: ثَنَا الْحُسَيْنُ، قَالَ: ثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جُوَيْبِرٌ، عَنِ الضَّحَّاكِ، مِثْلَهُ
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثَنَا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: «قَالَتْ رَاعِيلُ امْرَأَةُ إِطْفِيرِ الْعَزِيزِ: ﴿الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ﴾ [يوسف: ٥١]: أَيِ الْآنَ بَرَزَ الْحَقُّ وَتَبَيَّنَ، ﴿أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ﴾ [يوسف: ٥١] فِيمَا كَانَ قَالَ يُوسُفُ مِمَّا ادَّعَتْ عَلَيْهِ»
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثَنَا عَمْرٌو، عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنِ السُّدِّيِّ، قَالَ: «قَالَ الْمَلِكُ: ائْتُونِي بِهِنَّ، فَقَالَ: ﴿مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدْتُنَّ يُوسُفَ عَنْ نَفْسِهِ قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ﴾ [يوسف: ٥١] وَلَكِنِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ أَخْبَرَتْنَا أَنَّهَا رَاوَدَتْهُ عَنْ نَفْسِهِ، وَدَخَلَ مَعَهَا الْبَيْتَ، وَحَلَّ سَرَاوِيلَهُ، ثُمَّ شَدَّهُ بَعْدَ ذَلِكَ، فَلَا تَدْرِي مَا بَدَا لَهُ. فَقَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ: ﴿الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ﴾ [يوسف: ٥١]»
حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ، فِي قَوْلِهِ: «﴿الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ﴾ [يوسف: ٥١] تَبَيَّنَ» وَأَصْلُ حَصْحَصَ: حَصَّ؛ وَلَكِنْ قِيلَ: حَصْحَصَ، كَمَا قِيلَ: ﴿فَكُبْكِبُوا﴾ [الشعراء: ٩٤] فِي «كُبُّوا»، وَقِيلَ: «كَفْكَفَ» فِي «كَفَّ»، وَ«ذَرْذَرَ» فِي «ذَرَّ» . وَأَصْلُ الْحَصِّ: اسْتِئْصَالُ الشَّيْءِ، يُقَالُ مِنْهُ: حَصَّ شَعْرَهُ: إِذَا اسْتَأْصَلَهُ جَزًّا. وَإِنَّمَا أُرِيدَ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ: حَصْحَصَ الْحَقُّ: ذَهَبَ الْبَاطِلُ وَالْكَذِبُ، فَانْقَطَعَ، وَتَبَيَّنَ الْحَقُّ فَظَهَرَ
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي كَيَدَ الْخَائِنِينَ﴾ [يوسف: ٥٢] يَعْنِي بِقَوْلِهِ: ﴿ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ﴾ [يوسف: ٥٢] هَذَا الْفِعْلُ الَّذِي فَعَلْتُهُ مِنْ رَدِّي رَسُولَ الْمَلِكِ إِلَيْهِ، وَتَرْكِي إِجَابَتَهُ وَالْخُرُوجَ إِلَيْهِ، وَمَسْأَلَتِي إِيَّاهُ أَنْ يَسْأَلَ النِّسْوَةَ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ، عَنْ شَأْنِهِنَّ إِذْ قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ، إِنَّمَا فَعَلْتُهُ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ فِي زَوْجَتِهِ بِالْغَيْبِ: يَقُولُ: لَمْ أَرْكَبْ مِنْهَا فَاحِشَةً فِي حَالِ غَيْبَتِهِ عَنِّي. وَإِذَا لَمْ يَرْكَبْ ذَلِكَ بِمَغِيبِهِ، فَهُوَ فِي حَالِ مَشْهَدِهِ إِيَّاهُ أَحْرَى أَنْ يَكُونَ بَعِيدًا عَنْ رُكُوبِهِ
كَمَا: حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثَنَا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: «يَقُولُ يُوسُفُ: ﴿ذَلِكَ لِيَعْلَمَ﴾ [يوسف: ٥٢] إِطْفِيرُ سَيِّدُهُ، ﴿أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ﴾ [يوسف: ٥٢] أَنِّي لَمْ أَكُنْ لِأُخَالِفُهُ إِلَى أَهْلِهِ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُهُ»
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: ثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: ثَنَا عِيسَى، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، «﴿ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ﴾ [يوسف: ٥٢] يُوسُفُ يَقُولُهُ»
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ، قَالَ: ثَنَا شِبْلٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: «﴿ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ﴾ [يوسف: ٥٢] يُوسُفُ يَقُولُهُ: لَمْ أَخُنْ سَيِّدِي»
قَالَ: ثَنَا إِسْحَاقُ، قَالَ: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، عَنْ وَرْقَاءَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: «﴿ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ﴾ [يوسف: ٥٢] قَالَ يُوسُفُ يَقُولُهُ»
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، «﴿ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ﴾ [يوسف: ٥٢] قَالَ: هَذَا قَوْلُ يُوسُفَ»
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثَنَا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ، قَالَ: ثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، فِي قَوْلِهِ: «﴿ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ﴾ [يوسف: ٥٢] هُوَ يُوسُفُ يَقُولُ: لَمْ أَخُنِ الْمَلِكَ بِالْغَيْبِ»
وَقَوْلُهُ: ﴿وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي كَيَدَ الْخَائِنِينَ﴾ [يوسف: ٥٢] يَقُولُ: فَعَلْتُ ذَلِكَ لِيَعْلَمَ سَيِّدِي أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ، ﴿وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي كَيَدَ الْخَائِنِينَ﴾ [يوسف: ٥٢]: يَقُولُ: وَإِنَّ اللَّهَ لَا يُسَدِّدُ صَنِيعَ مَنْ خَانَ الْأَمَانَاتِ، وَلَا يُرْشِدُ فِعَالَهُمْ فِي خِيَانَتِهِمُوهَا. وَاتَّصَلَ قَوْلَهُ: ﴿ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ﴾ [يوسف: ٥٢] بِقَوْلِ امْرَأَةِ الْعَزِيزِ: ﴿أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ﴾ [يوسف: ٥١] الْمُعَرِّفَةُ السَّامِعِينَ لِمَعْنَاهُ، كَاتِّصَالِ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ﴾ [النمل: ٣٤] بِقَوْلِ الْمَرْأَةِ: ﴿وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً﴾ [النمل: ٣٤]، وَذَلِكَ أَنَّ قَوْلَهُ: ﴿وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ﴾ [النمل: ٣٤] خَبَرُ مُبْتَدَإٍ، وَكَذَلِكَ قَوْلُ فِرْعَوْنَ لِأَصْحَابِهِ فِي سُورَةِ الْأَعْرَافِ: ﴿فَمَاذَا تَأْمُرُونِ﴾ [الأعراف: ١١٠] وَهُوَ مُتَّصِلٌ بِقَوْلِ الْمَلَأِ: ﴿يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ﴾ [الأعراف: ١١٠] وَاللَّهُ أَعْلَمُ
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [يوسف: ٥٣] يَقُولُ يُوسُفَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ: ﴿وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي﴾ [يوسف: ٥٣] مِنَ الْخَطَأِ وَالزَّلَلِ فَأُزَكِّيَهَا ﴿إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ﴾ [يوسف: ٥٣] يَقُولُ: إِنَّ النُّفُوسَ نُفُوسَ الْعِبَادِ تَأْمُرُهُمْ بِمَا تَهْوَاهُ، وَإِنْ كَانَ هَوَاهَا فِي غَيْرِ مَا فِيهِ رِضَا اللَّهِ ﴿إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي﴾ [يوسف: ٥٣] يَقُولُ: إِلَّا أَنْ يَرْحَمَ رَبِّي مَنْ شَاءَ مِنْ خَلْقِهِ، فَيُنْجِيَهِ مِنِ اتِّبَاعِ هَوَاهَا وَطَاعَتِهِ فِيمَا تَأْمُرُهُ بِهِ مِنَ السُّوءِ. ﴿إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [يوسف: ٥٣] وَ«مَا» فِي قَوْلِهِ: ﴿إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي﴾ [يوسف: ٥٣] فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ، وَذَلِكَ أَنَّهُ اسْتِثْنَاءٌ مُنْقَطِعٌ عَمَّا قَبْلَهُ، كَقَوْلِهِ: ﴿وَلَا هُمْ يُنْقَذُونَ. إِلَّا رَحْمَةً مِنَّا﴾ [يس: ٤٤] بِمَعْنَى: إِلَّا أَنْ يُرْحَمُوا، (وَأَنْ) إِذَا كَانَتْ فِي مَعْنَى الْمَصْدَرِ تُضَارِعُ (مَا) . وَيَعْنِي بِقَوْلِهِ: ﴿إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [يوسف: ٥٣]: أَنَّ اللَّهَ ذُو صَفْحٍ عَنْ ذُنُوبِ مَنْ تَابَ مِنْ ذُنُوبِهِ، بِتَرْكِهِ عُقُوبَتَهُ عَلَيْهَا وَفَضَيحَتَهُ بِهَا، رَحِيمٌ بِهِ بَعْدَ تَوْبَتِهِ أَنْ يُعَذِّبَهُ عَلَيْهَا. وَذُكِرَ أَنَّ يُوسُفَ قَالَ هَذَا الْقَوْلَ مِنْ أَجْلِ أَنَّ يُوسُفَ لَمَّا قَالَ: ﴿ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ﴾ [يوسف: ٥٢] قَالَ مَلَكٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ: وَلَا يَوْمَ هَمَمْتَ بِهَا؟ فَقَالَ يُوسُفُ حِينَئِذٍ: ﴿وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي، إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ﴾ [يوسف: ٥٣] وَقَدْ قِيلَ: إِنَّ الْقَائِلَ لِيُوسُفَ: وَلَا يَوْمَ هَمَمْتَ بِهَا فَحَلَلْتَ سَرَاوِيلَكَ؟ هُوَ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ، فَأَجَابَهَا يُوسُفُ بِهَذَا الْجَوَابِ. وَقِيلَ: إِنَّ يُوسُفَ قَالَ ذَلِكَ ابْتِدَاءً مِنْ قِبَلِ نَفْسِهِ
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «لَمَّا جَمَعَ الْمَلِكُ النِّسْوَةَ فَسَأَلَهُنَّ: هَلْ ﴿رَاوَدْتُنَّ يُوسُفَ عَنْ نَفْسِهِ قُلْنَ حَاشَ للَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ، قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ﴾ [يوسف: ٥١] الْآيَةَ، قَالَ يُوسُفُ: ﴿ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ﴾ [يوسف: ٥٢] قَالَ: فَقَالَ لَهُ جَبْرَئِيلُ: وَلَا يَوْمَ هَمَمْتَ بِمَا هَمَمْتَ؟ فَقَالَ: ﴿وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي، إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ﴾ [يوسف: ٥٣]». حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ قَالَ: ثنا أَبِي، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا جَمَعَ الْمَلِكُ النِّسْوَةَ، قَالَ لَهُنَّ: أَنْتُنَّ رَاوَدْتُنَّ يُوسُفَ عَنْ نَفْسِهِ؟ ثُمَّ ذَكَرَ سَائِرَ الْحَدِيثِ مِثْلَ حَدِيثِ أَبِي كُرَيْبٍ، عَنْ وَكِيعٍ. حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: ثنا عَمْرٌو، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا جَمَعَ الْمَلِكُ النِّسْوَةَ، قَالَ: أَنْتُنَّ رَاوَدْتُنَّ يُوسُفَ عَنْ نَفْسِهِ؟ ثُمَّ ذَكَرَ نَحْوَهُ غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ: فَغَمَزَهُ جَبْرَائِيلُ فَقَالَ: وَلَا حِينَ هَمَمْتَ بِهَا؟ فَقَالَ يُوسُفُ: ﴿وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ﴾ [يوسف: ٥٣]
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا وَكِيعٌ، وَحَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثنا أَبِي، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: «لَمَّا قَالَ يُوسُفُ ﴿ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ﴾ [يوسف: ٥٢] قَالَ جَبْرَئِيلُ، أَوْ مَلَكٌ: وَلَا يَوْمَ هَمَمْتَ بِمَا هَمَمْتَ بِهِ؟ فَقَالَ: ﴿وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي، إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ﴾ [يوسف: ٥٣]». حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ قَالَ: ثنا وَكِيعٌ، قَالَ: ثنا مِسْعَرٌ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ بِنَحْوِهِ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: قَالَ لَهُ الْمَلِكُ: وَلَا حِينَ هَمَمْتَ بِهَا؟ وَلَمْ يَقُلْ: أَوْ جَبْرَئِيلُ، ثُمَّ ذَكَرَ سَائِرَ الْحَدِيثِ مِثْلَهُ
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ وَأَحْمَدُ بْنُ بَشِيرٍ عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ: ﴿ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ﴾ [يوسف: ٥٢] قَالَ: فَقَالَ لَهُ الْمَلِكُ، أَوْ جَبْرَئِيلُ: وَلَا حِينَ هَمَمْتَ بِهَا؟ فَقَالَ يُوسُفُ: ﴿وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي، إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ﴾ [يوسف: ٥٣]
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ، قَالَ: لَمَّا قَالَ يُوسُفُ: ﴿ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ﴾ [يوسف: ٥٢] قَالَ لَهُ جَبْرَئِيلُ: وَلَا يَوْمَ هَمَمْتَ بِمَا هَمَمْتَ بِهِ؟ فَقَالَ: ﴿وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي، إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ﴾ [يوسف: ٥٣] . حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ قَالَ: ثنا أَبِي، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ بِمِثْلِهِ. ⦗٢١٣⦘ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: ثنا عَمْرٌو قَالَ: أَخْبَرَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ مِثْلَ حَدِيثِ ابْنِ وَكِيعٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرٍ، وَأَحْمَدَ بْنِ بَشِيرٍ سَوَاءً
١٣ / ٢١٢
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثنا الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، وَزَيْدُ بْنُ حُبَابٍ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنِ الْحَسَنِ: ﴿ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ﴾ [يوسف: ٥٢] قَالَ لَهُ جَبْرَئِيلُ: اذْكُرْ هَمَّكَ فَقَالَ: ﴿وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي، إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ﴾ [يوسف: ٥٣]
١٣ / ٢١٣
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ قَالَ: ثنا عَفَّانُ قَالَ: ثنا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنِ الْحَسَنِ: ﴿ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ﴾ [يوسف: ٥٢] قَالَ جَبْرَئِيلُ: يَا يُوسُفُ اذْكُرْ هَمَّكَ قَالَ: ﴿وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي، إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ﴾ [يوسف: ٥٣]
١٣ / ٢١٣
حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ، قَالَ: ثنا هُشَيْمٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ﴾ [يوسف: ٥٢] قَالَ: هَذَا قَوْلُ يُوسُفَ، قَالَ: فَقَالَ لَهُ جَبْرَئِيلُ: وَلَا حِينَ حَلَلْتَ سَرَاوِيلَكَ؟ قَالَ: فَقَالَ يُوسُفُ ﴿وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي، إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ﴾ [يوسف: ٥٣] الْآيَةَ. حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى قَالَ: ثنا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، بِنَحْوِهِ
١٣ / ٢١٣
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلُهُ: ﴿ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ﴾ [يوسف: ٥٢] ذُكِرَ لَنَا أَنَّ الْمَلِكَ الَّذِي كَانَ مَعَ يُوسُفَ قَالَ لَهُ: اذْكُرْ مَا هَمَمْتَ بِهِ قَالَ نَبِيُّ اللَّهِ: ﴿وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي، إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ﴾ [يوسف: ٥٣]
١٣ / ٢١٤
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ الْمَلَكَ قَالَ لَهُ حِينَ قَالَ مَا قَالَ: أَتَذْكُرُ هَمَّكَ؟ فَقَالَ: ﴿وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي، إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي﴾ [يوسف: ٥٣]
١٣ / ٢١٤
حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ، قَالَ: ثنا الْحُسَيْنُ، قَالَ: ثني حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَوْلُهُ: ﴿ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ﴾ [يوسف: ٥٢] قَالَ الْمَلِكُ، وَطَعَنَ فِي جَنْبِهِ: يَا يُوسُفُ، وَلَا حِينَ هَمَمْتَ؟ قَالَ: فَقَالَ: ﴿وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي﴾ [يوسف: ٥٣] ذِكْرُ مَنْ قَالَ: قَائِلُ ذَلِكَ لَهُ الْمَرْأَةُ
١٣ / ٢١٤
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثنا عَمْرٌو، عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنِ السُّدِّيِّ: ﴿ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ﴾ [يوسف: ٥٢] قَالَ: قَالَهُ يُوسُفُ حِينَ جِيءَ بِهِ لِيُعْلِمَ الْعَزِيزَ أَنَّهُ لَمْ يَخُنْهُ بِالْغَيْبِ فِي أَهْلِهِ ﴿وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ﴾ [يوسف: ٥٢] فَقَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ: يَا يُوسُفَ وَلَا يَوْمَ حَلَلْتَ سَرَاوِيلَكَ؟ فَقَالَ يُوسُفُ: ﴿وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ﴾ [يوسف: ٥٣]⦗٢١٥⦘ ذِكْرُ مَنْ قَالَ: قَائِلُ ذَلِكَ يُوسُفُ لِنَفْسِهِ، مِنْ غَيْرِ تَذْكِيرِ مُذَكِّرٍ ذَكَّرَهُ وَلَكِنَّهُ تَذَكَّرَ مَا كَانَ سَلَفَ مِنْهُ فِي ذَلِكَ
١٣ / ٢١٤
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: ثني أَبِي قَالَ: ثني عَمِّي قَالَ: ثني أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَوْلُهُ: ﴿ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ﴾ [يوسف: ٥٢] هُوَ قَوْلُ يُوسُفَ لِمَلِيكِهِ حِينَ أَرَاهُ اللَّهُ عُذْرَهُ، فَذَكَّرَهُ أَنَّهُ قَدْ هَمَّ بِهَا وَهَمَّتْ بِهِ، فَقَالَ يُوسُفُ: ﴿وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ﴾ [يوسف: ٥٣] الْآيَةَ
١٣ / ٢١٥
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي، فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ﴾ [يوسف: ٥٤] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: وَقَالَ الْمَلِكُ، يَعْنِي مَلِكَ مِصْرَ الْأَكْبَرَ، وَهُوَ فِيمَا ذَكَرَ ابْنُ إِسْحَاقَ الْوَلِيدُ بْنُ الرَّيَّانِ
١٣ / ٢١٥
حَدَّثَنَا بِذَلِكَ ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا سَلَمَةُ، عَنْهُ: حِينَ تَبَيَّنَ عُذْرَ يُوسُفَ، وَعَرَفَ أَمَانَتَهُ وَعِلْمَهُ قَالَ لِأَصْحَابِهِ: ﴿ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي﴾ [يوسف: ٥٤] يَقُولُ: أَجْعَلْهُ مِنْ خُلَصَائِي دُونَ غَيْرِي
١٣ / ٢١٥
وَقَوْلُهُ: ﴿فَلَمَّا كَلَّمَهُ﴾ [يوسف: ٥٤] يَقُولُ: فَلَمَّا كَلَّمَ الْمَلِكُ يُوسُفَ، وَعَرَفَ بَرَاءَتَهُ وَعِظَمَ أَمَانَتِهِ، قَالَ لَهُ: إِنَّكَ يَا يُوسُفُ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ، أَيْ مُتَمَكِّنٌ مِمَّا أَرَدْتَ، وَعُرِضَ لَكَ مِنْ حَاجَةٍ قِبَلَنَا، لِرِفْعَةِ مَكَانِكَ وَمَنْزِلَتِكَ لَدَيْنَا، أَمِينٌ عَلَى مَا اؤُتُمِنْتَ عَلَيْهِ مِنْ شَيْءٍ
١٣ / ٢١٦
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثنا عَمْرٌو، عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنِ السُّدِّيِّ، قَالَ: لَمَّا وَجَدَ الْمَلِكُ لَهُ عُذْرًا قَالَ: ﴿ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي﴾ [يوسف: ٥٤]
١٣ / ٢١٦
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلُهُ: ﴿أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي﴾ [يوسف: ٥٤] يَقُولُ: أَتَّخِذْهُ لِنَفْسِي
١٣ / ٢١٦
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ: ﴿وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي﴾ [يوسف: ٥٤] قَالَ: قَالَ لَهُ الْمَلِكُ: إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُخْلِصُكَ لِنَفْسِي، غَيْرَ أَنِّي آنَفُ أَنْ تَأْكُلَ مَعِي فَقَالَ يُوسُفُ: أَنَا أَحَقُّ أَنْ آنَفَ، أَنَا ابْنُ إِسْحَاقَ أَوْ أَنَا ابْنُ إِسْمَاعِيلَ». أَبُو جَعْفَرٍ شَكَّ، وَفِي كِتَابِي: ابْنُ إِسْحَاقَ ذَبِيحِ اللَّهِ ابْنُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ اللَّهِ. ⦗٢١٧⦘ حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ قَالَ: ثني أَبِي، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ بِنَحْوِهِ غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ: أَنَا ابْنُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ اللَّهِ ابْنُ إِسْمَاعِيلَ ذَبِيحِ اللَّهِ
١٣ / ٢١٦
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ: ثنا أَبُو أَحْمَدَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ قَالَ: قَالَ الْعَزِيزُ لِيُوسُفَ: مَا مِنْ شَيْءٍ إِلَّا وَأَنَا أُحِبُّ أَنْ تُشْرِكَنِي فِيهِ، إِلَّا أَنِّي أُحِبُّ أَنْ لَا تُشْرِكَنِي فِي أَهْلِي، وَأَنْ لَا يَأْكُلَ مَعِي عَبْدِي قَالَ: أَتَأْنَفُ أَنْ آكُلَ مَعَكَ؟ فَأَنَا أَحَقُّ أَنْ آنَفَ مِنْكَ، أَنَا ابْنُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ اللَّهِ، وَابْنُ إِسْحَاقَ الذَّبِيحِ، وَابْنُ يَعْقُوبَ الَّذِي ابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ
١٣ / ٢١٧
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ حَمْزَةَ الزَّيَّاتِ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي مَيْسَرَةَ، قَالَ: لَمَّا رَأَى الْعَزِيزُ لَبَقَ يُوسُفَ وَكَيْسَهُ وَظُرْفَهَ، دَعَاهُ، فَكَانَ يَتَغَدَّى وَيَتَعَشَّى مَعَهُ دُونَ غِلْمَانَهُ، فَلَمَّا كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْمَرْأَةِ مَا كَانَ، قَالَتْ لَهُ: تُدْنِي هَذَا؟ مُرْهُ فَلْيَتَغَدَّ مَعَ الْغِلْمَانِ قَالَ لَهُ: اذْهَبْ فَتَغَدَّ مَعَ الْغِلْمَانِ فَقَالَ لَهُ يُوسُفُ فِي وَجْهِهِ: تَرْغَبُ أَنْ تَأْكُلَ مَعِي، أَوْ تَنْكَفُ؟ أَنَا وَاللَّهِ يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ نَبِيِّ اللَّهِ، ابْنِ إِسْحَاقَ ذَبِيحِ اللَّهِ، ابْنِ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ ⦗٢١٨⦘ اللَّهِ
١٣ / ٢١٧
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظُ عَلِيمٌ﴾ [يوسف: ٥٥] يَقُولُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: قَالَ يُوسُفُ لِلْمَلِكِ: اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ أَرْضِكَ، وَهِيَ جَمْعُ خِزَانَةٍ، وَالْأَلِفُ وَاللَّامُ دَخَلَتَا فِي الْأَرْضِ خَلَفًا مِنَ الْإِضَافَةِ، كَمَا قَالَ الشَّاعِرُ:
[البحر الطويل]
وَالْأَحْلَامُ غَيْرُ عَوَازِبِ
وَهَذَا مِنْ يُوسُفَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ مَسْأَلَةٌ مِنْهُ لِلْمَلِكِ أَنْ يُوَلِّيَهُ أَمْرَ طَعَامِ بَلَدِهِ وَخَرَاجِهَا، وَالْقِيَامَ بِأَسْبَابِ بَلَدِهِ، فَفَعَلَ ذَلِكَ الْمَلِكُ بِهِ فِيمَا بَلَغَنِي كَمَا
١٣ / ٢١٨
حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ فِي قَوْلِهِ: ﴿اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ﴾ [يوسف: ٥٥] قَالَ: كَانَ لِفِرْعَوْنَ خَزَائِنُ غَيْرُ الطَّعَامِ، قَالَ: فَأَسْلَمَ سُلْطَانَهُ كُلَّهُ إِلَيْهِ، وَجَعَلَ الْقَضَاءَ إِلَيْهِ، أَمْرُهُ وَقَضَاؤُهُ نَافِذٌ
١٣ / ٢١٨
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُخْتَارِ، عَنْ شَيْبَةَ الضَّبِّيِّ، فِي قَوْلِهِ: ﴿اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ﴾ [يوسف: ٥٥] قَالَ: عَلَى حِفْظِ الطَّعَامِ
١٣ / ٢١٨
وَقَوْلُهُ: ﴿إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ﴾ [يوسف: ٥٥] اخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: مَعْنَى ذَلِكَ: إِنِّي حَفِيظٌ لِمَا اسْتَوْدَعْتَنِي، عَلِيمٌ بِمَا وَلَّيْتَنِي
١٣ / ٢١٩
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ: ﴿إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ﴾ [يوسف: ٥٥] إِنِّي حَافِظٌ لِمَا اسْتَوْدَعْتَنِي، عَالِمٌ بِمَا وَلَّيْتَنِي قَالَ: قَدْ فَعَلْتَ
١٣ / ٢١٩
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلُهُ: ﴿إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ﴾ [يوسف: ٥٥] يَقُولُ: حَفِيظٌ لِمَا وَلِيتُ، عَلِيمٌ بِأَمْرِهِ
١٣ / ٢١٩
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُخْتَارِ، عَنْ شَيْبَةَ الضَّبِّيِّ، فِي قَوْلِهِ: ﴿إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ﴾ [يوسف: ٥٥] يَقُولُ: «إِنِّي حَفِيظٌ لِمَا اسْتَوْدَعْتَنِي، عَلِيمٌ بِسِنِيِّ الْمَجَاعَةِ» . وَقَالَ آخَرُونَ: إِنِّي حَافِظٌ لِلْحِسَابِ، عَلِيمٌ بِالْأَلْسُنِ
١٣ / ٢١٩
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثنا عَمْرٌو، عَنِ الْأَشْجَعِيِّ: ﴿إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ﴾ [يوسف: ٥٥]: «حَافِظٌ لِلْحِسَابِ، عَلِيمٌ بِالْأَلْسُنِ» وَأَوْلَى الْقَوْلَيْنِ عِنْدَنَا بِالصَّوَابِ، قَوْلُ مَنْ قَالَ: مَعْنَى ذَلِكَ: إِنِّي حَافِظٌ لِمَا ⦗٢٢٠⦘ اسْتَوْدَعْتَنِي، عَالِمٌ بِمَا أَوْلَيْتَنِي، لِأَنَّ ذَلِكَ عَقِيبَ قَوْلِهِ: ﴿اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ﴾ [يوسف: ٥٥] وَمَسْأَلَتُهُ الْمَلِكَ اسْتِكْفَاءَهُ خَزَائِنَ الْأَرْضِ، فَكَانَ إِعْلَامُهُ بِأَنَّ عِنْدَهُ خِبْرَةً فِي ذَلِكَ، وَكِفَايَتَهُ إِيَّاهُ، أَشْبَهَ مِنْ إِعْلَامِهِ حِفْظَهُ الْحِسَابَ وَمَعْرِفَتَهُ بِالْأَلْسُنِ
١٣ / ٢١٩
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ، نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَنْ نَشَاءُ، وَلَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ﴾ [يوسف: ٥٦] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: وَهَكَذَا وَطَّأْنَا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ، يَعْنِي أَرْضَ مِصْرَ، ﴿يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ﴾ [يوسف: ٥٦] يَقُولُ: يَتَّخِذُ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ مَنْزِلًا حَيْثُ يَشَاءُ بَعْدَ الْحَبْسِ وَالضِّيقِ، ﴿نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَنْ نَشَاءُ﴾ [يوسف: ٥٦] مِنْ خَلْقِنَا، كَمَا أَصَبْنَا يُوسُفَ بِهَا، فَمَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ بَعْدَ الْعُبُودَةِ وَالْإِسَارِ، وَبَعْدَ الْإِلْقَاءِ فِي الْجُبِّ ﴿وَلَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ﴾ [يوسف: ٥٦] يَقُولُ: وَلَا نُبْطِلُ جَزَاءَ عَمَلِ مَنْ أَحْسَنَ فَأَطَاعَ رَبَّهُ، وَعَمِلَ بِمَا أَمَرَهُ، وَانْتَهَى عَمَّا نَهَاهُ عَنْهُ، كَمَا لَمْ نُبْطِلْ جَزَاءَ عَمَلِ يُوسُفَ إِذْ أَحْسَنَ فَأَطَاعَ اللَّهَ، وَكَانَ تَمْكِينُ اللَّهِ لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ، كَمَا
١٣ / ٢٢٠
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، ثنا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: “لَمَّا قَالَ يُوسُفُ لِلْمَلِكِ: ﴿اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ﴾ [يوسف: ٥٥] قَالَ الْمَلِكُ: قَدْ فَعَلْتُ، فَوَلَّاهُ فِيمَا يَذْكُرُونَ عَمَلَ إِطْفِيرَ، وَعَزَلَ إِطْفِيرَ عَمَّا كَانَ عَلَيْهِ، يَقُولُ اللَّهُ: ﴿وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ﴾ [يوسف: ٥٦] الْآيَةَ قَالَ: فَذَكَرَ لِي وَاللَّهُ أَعْلَمُ أَنَّ إِطْفِيرَ هَلَكَ فِي تِلْكَ اللَّيَالِي، وَأَنَّ الْمَلِكَ الرَّيَّانَ بْنَ الْوَلِيدِ زَوَّجَ يُوسُفَ امْرَأَةَ إِطْفِيرَ رَاعِيلَ، وَأَنَّهَا حِينَ دَخَلَتْ عَلَيْهِ قَالَ: أَلَيْسَ ⦗٢٢١⦘ هَذَا خَيْرٌ مِمَّا كُنْتِ تُرِيدِينَ؟ قَالَ: فَيَزْعُمُونَ أَنَّهَا قَالَتْ: أَيُّهَا الصِّدِّيقُ لَا تَلُمْنِي، فَإِنِّي كُنْتُ امْرَأَةً كَمَا تَرَى حُسْنًا وَجَمَالًا، نَاعِمَةٌ فِي مُلْكٍ وَدُنْيَا، وَكَانَ صَاحِبِي لَا يَأْتِي النِّسَاءَ، وَكُنْتَ كَمَا جَعَلَكَ اللَّهُ فِي حُسْنِكَ وَهَيْئَتِكَ، فَغَلَبَتْنِي نَفْسِي عَلَى مَا رَأَيْتَ، فَيَزْعُمُونَ أَنَّهُ وَجَدَهَا عَذْرَاءَ، فَأَصَابَهَا، فَوَلَدَتْ لَهُ رَجُلَيْنِ: إِفْرَاثِيمَ بْنَ يُوسُفَ، وَمِيشَا بْنَ يُوسُفَ
١٣ / ٢٢٠
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثنا عَمْرٌو، عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنِ السُّدِّيِّ، ﴿وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ﴾ [يوسف: ٥٦] قَالَ: اسْتَعْمَلَهُ الْمَلِكُ عَلَى مِصْرَ، وَكَانَ صَاحِبَ أَمْرِهَا، وَكَانَ يَلِي الْبَيْعَ وَالتِّجَارَةَ وَأَمْرَهَا كُلَّهُ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ: ﴿وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ﴾ [يوسف: ٥٦]
١٣ / ٢٢١
حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ فِي قَوْلِهِ: ﴿يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ﴾ [يوسف: ٥٦] قَالَ: مَلَّكْنَاهُ فِيمَا يَكُونُ فِيهَا حَيْثُ يَشَاءُ مِنْ تِلْكَ الدُّنْيَا، يَصْنَعُ فِيهَا مَا يَشَاءُ، فُوِّضَتْ إِلَيْهِ، قَالَ: وَلَوْ شَاءَ أَنْ يَجْعَلَ فِرْعَوْنَ مِنْ ⦗٢٢٢⦘ تَحْتِ يَدَيْهِ، وَيَجْعَلَهُ فَوْقَهُ لَفَعَلَ
١٣ / ٢٢١
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثنا عَمْرٌو، قَالَ: أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْكُوفِيِّ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: «أَسْلَمَ الْمَلِكُ الَّذِي كَانَ مَعَهُ يُوسُفَ»
١٣ / ٢٢٢
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى ﴿وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ﴾ [يوسف: ٥٧] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: وَلَثَوَابُ اللَّهِ فِي الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَقُولُ: لِلَّذِينَ صَدَقُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِمَّا أَعْطَى يُوسُفَ فِي الدُّنْيَا مِنْ تَمْكِينِهِ لَهُ فِي أَرْضِ مِصْرَ ﴿وَكَانُوا يَتَّقُونَ﴾ [يونس: ٦٣] يَقُولُ: وَكَانُوا يَتَّقُونَ اللَّهَ فَيَخَافُونَ عِقَابَهُ فِي خِلَافِ أَمْرِهِ وَاسْتِحْلَالِ مَحَارِمِهِ، فَيُطِيعُونَهُ فِي أَمْرِهِ وَنَهْيِهِ
١٣ / ٢٢٢
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿وَجَاءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنْكَرُونَ﴾ [يوسف: ٥٨] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: ﴿وَجَاءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ﴾ [يوسف: ٥٨] يُوسُفُ، ﴿وَهُمْ﴾ [البقرة: ٢٥] لِيُوسُفَ ﴿مُنْكِرُونَ﴾ [يوسف: ٥٨] لَا يَعْرِفُونَهُ، وَكَانَ سَبَبُ مَجِيئِهِمْ يُوسُفَ فِيمَا ذُكِرَ لِي، كَمَا
١٣ / ٢٢٢
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: لَمَّا اطْمَأَنَّ يُوسُفُ فِي مُلْكِهِ، وَخَرَجَ مِنَ الْبَلَاءِ الَّذِي كَانَ فِيهِ، وَخَلَتِ السِّنُونُ الْمُخْصِبَةُ الَّتِي كَانَ أَمَرَهُمْ بِالْإِعْدَادِ فِيهَا لِلسِّنِينَ الَّتِي ⦗٢٢٣⦘ أَخْبَرَهُمْ بِهَا أَنَّهَا كَائِنَةٌ، جَهِدَ النَّاسُ فِي كُلِّ وَجْهٍ، وَضَرَبُوا إِلَى مِصْرَ يَلْتَمِسُونَ بِهَا الْمِيرَةَ مِنْ كُلِّ بَلْدَةٍ، وَكَانَ يُوسُفَ حِينَ رَأَى مَا أَصَابَ النَّاسَ مِنَ الْجَهْدِ، قَدْ أَسَى بَيْنَهُمْ، وَكَانَ لَا يَحْمِلُ لِلرَّجُلِ إِلَّا بَعِيرًا وَاحِدًا، وَلَا يَحْمِلُ لِلرَّجُلِ الْوَاحِدِ بَعِيرَيْنِ تَقْسِيطًا بَيْنَ النَّاسِ، وَتَوْسِيعًا عَلَيْهِمْ، فَقَدِمَ إِخْوَتُهُ فِيمَنْ قَدِمَ عَلَيْهِ مِنَ النَّاسِ، يَلْتَمِسُونَ الْمِيرَةَ مِنْ مِصْرَ، فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ، لَمَّا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يُبَلِّغَ لِيُوسُفَ عليه السلام مَا أَرَادَ
١٣ / ٢٢٢
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثنا عَمْرٌو، عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنِ السُّدِّيِّ، قَالَ: أَصَابَ النَّاسُ الْجُوعَ حَتَّى أَصَابَ بِلَادَ يَعْقُوبَ الَّتِي هُوَ بِهَا، فَبَعَثَ بَنِيهِ إِلَى مِصْرَ، وَأَمْسَكَ أَخَا يُوسُفَ بِنْيَامِينَ، فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ عَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهِمْ قَالَ: أَخْبِرُونِي مَا أَمْرُكُمْ، فَإِنِّي أُنْكِرُ شَأْنَكُمْ، قَالُوا: نَحْنُ قَوْمٌ مِنْ أَرْضِ الشَّامِ قَالَ: فَمَا جَاءَ بِكُمْ قَالُوا: جِئْنَا نَمْتَارُ طَعَامًا، قَالَ: كَذَبْتُمْ، أَنْتُمْ عُيُونٌ كَمْ أَنْتُمْ؟ قَالُوا: عَشَرَةٌ، قَالَ: أَنْتُمْ عَشَرَةُ آلَافٍ، كُلُّ رَجُلٍ مِنْكُمْ أَمِيرُ أَلْفٍ، فَأَخْبِرُونِي خَبَرَكُمْ، قَالُوا: إِنَّا إِخْوَةٌ بَنُو رَجُلٍ صِدِّيقٍ، وَإِنَّا كُنَّا اثْنَيْ عَشَرَ، وَكَانَ أَبُونَا يُحِبُّ أَخًا لَنَا، وَإِنَّهُ ذَهَبَ مَعَنَا الْبَرِّيَّةَ فَهَلَكَ مِنَّا فِيهَا، وَكَانَ أَحَبَّنَا إِلَى أَبِينَا قَالَ:
١٣ / ٢٢٣
فَإِلَى مَنْ سَكَنَ أَبُوكُمْ بَعْدَهُ؟ قَالُوا: إِلَى أَخٍ لَنَا أَصْغَرَ مِنْهُ، قَالَ: فَكَيْفَ تُخْبِرُونِي أَنَّ أَبَاكُمْ صِدِّيقٌ وَهُوَ يُحِبُّ الصَّغِيرَ مِنْكُمْ دُونَ الْكَبِيرِ؟ ائْتُونِي بِأَخِيكُمْ هَذَا حَتَّى أَنْظُرَ إِلَيْهِ ﴿فَإِنْ لَمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلَا كَيْلَ لَكُمْ عِنْدِي وَلَا تَقْرَبُونِ. قَالُوا سَنُرَاوِدُ عَنْهُ أَبَاهُ وَإِنَّا لَفَاعِلُونَ﴾ [يوسف: ٦١] قَالَ: فَضَعُوا بَعْضَكُمْ رَهِينَةً حَتَّى تَرْجِعُوا، فَوَضَعُوا شَمْعُونَ
١٣ / ٢٢٤
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ: ﴿وَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ﴾ [يوسف: ٥٨] قَالَ: لَا يَعْرِفُونَهُ
١٣ / ٢٢٤
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿وَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَكُمْ مِنْ أَبِيكُمْ، أَلَا تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَا خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ﴾ [يوسف: ٥٩] يَقُولُ: وَلَمَّا حَمَلَ يُوسُفُ لِإِخْوَتِهِ أَبَاعِرَهُمْ مِنَ الطَّعَامِ، فَأَوْقَرَ لِكُلِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ بَعِيرَهُ قَالَ لَهُمْ: ﴿ائْتُونِي بِأَخٍ لَكُمْ مِنْ أَبِيكُمْ﴾ [يوسف: ٥٩] كَيْمَا أَحْمِلُ لَكُمْ بَعِيرًا آخَرَ فَتَزْدَادُوا بِهِ حِمْلَ بَعِيرٍ آخَرَ ﴿أَلَا تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ﴾ [يوسف: ٥٩] فَلَا أَبْخَسْهُ أَحَدًا ﴿وَأَنَا خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ﴾ [يوسف: ٥٩]، وَأَنَا خَيْرُ مَنْ أَنْزَلَ ضَيْفًا عَلَى نَفْسِهِ مِنَ النَّاسِ بِهَذِهِ الْبَلْدَةِ، فَأَنَا أُضَيِّفُكُمْ، ⦗٢٢٥⦘ كَمَا
١٣ / ٢٢٤
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثنا أَبُو حُذَيْفَةَ، قَالَ: ثنا شِبْلٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: ﴿وَأَنَا خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ﴾ [يوسف: ٥٩]، يُوسُفُ يَقُولُ: «أَنَا خَيْرُ مَنْ يُضَيِّفُ بِمِصْرَ»
١٣ / ٢٢٥
حَدَّثَنِي ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: «لَمَّا جَهَّزَ يُوسُفُ فِيمَنْ جَهَّزَ مِنَ النَّاسِ حَمَلَ لِكُلِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ بَعِيرًا بِعِدَّتِهِمْ، ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: ﴿ائْتُونِي بِأَخٍ لَكُمْ مِنْ أَبِيكُمْ﴾ [يوسف: ٥٩] أَجْعَلُ لَكُمْ بَعِيرًا آخَرَ، أَوْ كَمَا قَالَ ﴿أَلَا تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ﴾ [يوسف: ٥٩] أَيْ لَا أَبْخَسُ النَّاسَ شَيْئًا، ﴿وَأَنَا خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ﴾ [يوسف: ٥٩]: أَيْ خَيْرٌ لَكُمْ مِنْ غَيْرِي، فَإِنَّكُمْ إِنْ أَتَيْتُمْ بِهِ أَكْرَمْتُ مَنْزِلَتَكُمْ وَأَحْسَنْتُ إِلَيْكُمْ، وَازْدَدْتُمْ بِهِ بَعِيرًا مَعَ عِدَّتِكُمْ، فَإِنِّي لَا أُعْطِي كُلَّ رَجُلٍ مِنْكُمْ إِلَّا بَعِيرًا ﴿فَإِنْ لَمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلَا كَيْلَ لَكُمْ عِنْدِي وَلَا تَقْرَبُونِ﴾ [يوسف: ٦٠] لَا تَقْرَبُوا بَلَدِي»
١٣ / ٢٢٥
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلُهُ: «﴿ائْتُونِي بِأَخٍ لَكُمْ مِنْ أَبِيكُمْ﴾ [يوسف: ٥٩] يَعْنِي بِنْيَامِينَ، وَهُوَ أَخُو يُوسُفَ لِأَبِيهِ وَأُمِّهِ»
١٣ / ٢٢٥
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿فَإِنْ لَمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلَا كَيْلَ لَكُمْ عِنْدِي وَلَا تَقْرَبُونَ﴾ [يوسف: ٦٠] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ مُخْبِرًا عَنْ قِيلِ يُوسُفَ لِإِخْوَتِهِ: ﴿فَإِنْ لَمْ تَأْتُونِي بِهِ﴾ [يوسف: ٦٠] بِأَخِيكُمْ مِنْ أَبِيكُمْ، ﴿فَلَا كَيْلَ لَكُمْ عِنْدِي﴾ [يوسف: ٦٠] يَقُولُ: فَلَيْسَ لَكُمْ عِنْدِي طَعَامٌ أَكِيلَهُ لَكُمْ، ﴿وَلَا تَقْرَبُونِ﴾ [يوسف: ٦٠] يَقُولُ: وَلَا تَقْرَبُوا بِلَادِي. وَقَوْلُهُ: ﴿وَلَا تَقْرَبُونِ﴾ [يوسف: ٦٠] فِي مَوْضِعِ جَزْمٍ بِالنَّهْيِ، وَالنُّونُ فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ، وَكُسِرَتْ لَمَّا حُذِفَتْ يَاؤُهَا، وَالْكَلَامُ: وَلَا تَقْرَبُونِي
١٣ / ٢٢٦
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿قَالُوا سَنُرَاوِدُ عَنْهُ أَبَاهُ وَإِنَّا لَفَاعِلُونَ. وَقَالَ لِفِتْيَانِهِ اجْعَلُوا بِضَاعَتَهُمْ فِي رِحَالِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَهَا إِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾ [يوسف: ٦٢] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: قَالَ إِخْوَةُ يُوسُفَ لِيُوسُفَ إِذْ قَالَ لَهُمْ: ﴿ائْتُونِي بِأَخٍ لَكُمْ مِنْ أَبِيكُمْ﴾ [يوسف: ٥٩]، ﴿قَالُوا سَنُرَاوِدُ عَنْهُ أَبَاهُ﴾ [يوسف: ٦١] وَنَسْأَلُهُ أَنْ يُخَلِّيهِ مَعَنَا حَتَّى نَجِيءَ بِهِ إِلَيْكَ، ﴿وَإِنَّا لَفَاعِلُونَ﴾ [يوسف: ٦١] يَعْنُونَ بِذَلِكَ: وَإِنَّا لَفَاعِلُونَ مَا قُلْنَا لَكَ أَنَّا نَفْعَلُهُ مِنْ مُرَاوَدَةِ أَبِينَا عَنْ أَخِينَا مِنْهُ وَلَنَجْتَهِدَنَّ، كَمَا
١٣ / ٢٢٦
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ: «﴿وَإِنَّا لَفَاعِلُونَ﴾ [يوسف: ٦١]⦗٢٢٧⦘ لَنَجْتَهِدَنَّ»
١٣ / ٢٢٦
وَقَوْلُهُ: ﴿وَقَالَ لِفِتْيَانِهِ اجْعَلُوا بِضَاعَتَهُمْ فِي رِحَالِهِمْ﴾ [يوسف: ٦٢] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: وَقَالَ يُوسُفُ لِفِتْيَانِهِ، وَهُمْ غِلْمَانُهُ، كَمَا
١٣ / ٢٢٧
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلُهُ: «﴿وَقَالَ لِفِتْيَانِهِ﴾ [يوسف: ٦٢] أَيْ لِغِلْمَانِهِ: ﴿اجْعَلُوا بِضَاعَتَهُمْ فِي رِحَالِهِمْ﴾ [يوسف: ٦٢] يَقُولُ: اجْعَلُوا أَثْمَانَ الطَّعَامِ الَّذِي أَخَذْتُمُوهَا مِنْهُمْ فِي رِحَالِهِمْ» وَالرِّحَالُ: جَمْعُ رَحْلٍ، وَذَلِكَ جَمْعُ الْكَثِيرِ، فَأَمَّا الْقَلِيلُ مِنَ الْجَمْعِ مِنْهُ فَهُوَ أَرْحُلٌ، وَذَلِكَ جَمْعُ مَا بَيْنَ الثَّلَاثَةِ إِلَى الْعَشَرَةِ. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي مَعْنَى الْبِضَاعَةِ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ
١٣ / ٢٢٧
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ: «﴿اجْعَلُوا بِضَاعَتَهُمْ فِي رِحَالِهِمْ﴾ [يوسف: ٦٢]: أَيْ أَوْرَاقِهِمْ»
١٣ / ٢٢٧
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: «ثُمَّ أَمَرَ بِبِضَاعَتِهِمُ الَّتِي أَعْطَاهُمْ بِهَا مَا أَعْطَاهُمْ مِنَ الطَّعَامِ، فَجُعِلَتْ فِي رِحَالِهِمْ وَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ»
١٣ / ٢٢٨
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثنا عَمْرٌو، عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنِ السُّدِّيِّ، قَالَ: «وَقَالَ لِفِتْيَانِهِ وَهُوَ يَكِيلُ لَهُمُ: اجْعَلُوا بِضَاعَتَهُمْ فِي رِحَالِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَهَا إِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ إِلَيَّ» فَإِنْ قَالَ قَائِلٌ: وَلِأَيَّةِ عِلَّةٍ أَمَرَ يُوسُفُ فِتْيَانَهُ أَنْ يَجْعَلُوا بِضَاعَةَ إِخْوَتِهِ فِي رِحَالِهِمْ؟ قِيلَ: يَحْتَمِلُ ذَلِكَ أَوْجُهًا: أَحَدُهَا: أَنْ يَكُونَ خَشِيَ أَنْ لَا يَكُونَ عِنْدَ أَبِيهِ دَرَاهِمَ، إِذْ كَانَتِ السَّنَةُ سَنَةَ جَدْبٍ وَقَحْطٍ، فَيَضُرُّ أَخْذَ ذَلِكَ مِنْهُمْ بِهِ، وَأَحَبَّ أَنْ يَرْجِعَ إِلَيْهِ، أَوْ أَرَادَ أَنْ يَتَّسِعَ بِهَا أَبُوهُ وَإِخْوَتُهُ مَعَ حَاجَتِهِمْ إِلَيْهِ، فَرَدَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ سَبَبَ رَدِّهِ تَكَرُّمًا وَتَفَضُّلًا، وَالثَّالِثُ: وَهُوَ أَنْ يَكُونَ أَرَادَ بِذَلِكَ أَنْ لَا يُخْلِفُوهُ الْوَعْدَ فِي الرُّجُوعِ، إِذَا وَجَدُوا فِي رِحَالِهِمْ ثَمَنَ طَعَامٍ قَدْ قَبَضُوهُ وَمَلَكَهُ عَلَيْهِمْ غَيْرُهُمْ عِوَضًا مِنْ طَعَامِهِمْ،
١٣ / ٢٢٨
وَيَتَحَرَّجُوا مِنْ إِمْسَاكِهِمْ ثَمَنَ طَعَامٍ قَدْ قَبَضُوهُ حَتَّى يُؤَدُّوهُ عَلَى صَاحِبِهِ، فَيَكُونُ ذَلِكَ أَدْعَى لَهُمْ إِلَى الْعَوْدِ إِلَيْهِ
١٣ / ٢٢٩
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿فَلَمَّا رَجَعُوا إِلَى أَبِيهِمْ قَالُوا يَا أَبَانَا مُنِعَ مِنَّا الْكَيْلُ، فَأَرْسِلْ مَعَنَا أَخَانَا نَكْتَلْ، وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ [يوسف: ٦٣] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: فَلَمَّا رَجَعَ إِخْوَةُ يُوسُفَ إِلَى أَبِيهِمْ قَالُوا: ﴿يَا أَبَانَا مُنِعَ مِنَّا الْكَيْلُ، فَأَرْسِلْ مَعَنَا أَخَانَا نَكْتَلْ﴾ [يوسف: ٦٣] يَقُولُ: مُنِعَ مِنَّا الْكَيْلُ فَوْقَ الْكَيْلِ الَّذِي كِيلَ لَنَا، وَلَمْ يُكَلْ لِكُلِّ رَجُلٍ مِنَّا إِلَّا كَيْلَ بَعِيرٍ، فَأَرْسِلْ مَعَنَا أَخَانَا بِنْيَامِينَ يَكْتَلْ لِنَفْسِهِ كَيْلَ بَعِيرٍ آخَرَ زِيَادَةً عَلَى كَيْلِ أَبَاعِرِنَا ﴿وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ [يوسف: ١٢] مِنْ أَنْ يَنَالَهُ مَكْرُوهٌ فِي سَفَرِهِ. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ
١٣ / ٢٢٩
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثنا عَمْرٌو، عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنِ السُّدِّيِّ: «فَلَمَّا رَجَعُوا إِلَى أَبِيهِمْ قَالُوا: يَا أَبَانَا إِنَّ مَلِكَ مِصْرَ أَكْرَمَنَا كَرَامَةً مَا لَوْ كَانَ رَجُلٌ مِنْ وَلَدِ يَعْقُوبَ مَا أَكَرَمَنَا كَرَامَتَهُ، وَإِنَّهُ ارْتَهَنَ شَمْعُونَ، وَقَالَ: ائْتُونِي بِأَخِيكُمْ هَذَا الَّذِي عَكَفَ عَلَيْهِ أَبُوكُمْ بَعْدَ أَخِيكُمُ الَّذِي هَلَكَ، فَإِنْ لَمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلَا تَقْرَبُوا بِلَادِي. قَالَ يَعْقُوبُ: ﴿هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلَّا كَمَا أَمِنْتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ مِنْ قَبْلُ، فَاللَّهُ خَيْرٌ ⦗٢٣٠⦘ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ﴾ [يوسف: ٦٤] قَالَ: فَقَالَ لَهُمْ يَعْقُوبُ: إِذَا أَتَيْتُمْ مَلِكَ مِصْرَ فَأقْرِئُوهُ مِنِّي السَّلَامَ، وَقُولُوا: إِنَّ أَبَانَا يُصَلِّي عَلَيْكَ، وَيَدْعُو لَكَ بِمَا أَوْلَيْتَنَا»
١٣ / ٢٢٩
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: «خَرَجُوا حَتَّى قَدِمُوا عَلَى أَبِيهِمْ، وَكَانَ مَنْزِلُهُمْ فِيمَا ذَكَرَ لِي بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ بِالْعَرَبَاتِ مِنْ أَرْضِ فِلَسْطِينَ بِغَوْرِ الشَّامِ وَبَعْضٌ يَقُولُ: بِالْأَوْلَاجِ مِنْ نَاحِيَةِ الشِّعْبِ أَسْفَلَ مِنْ حِسْمَى، وَكَانَ صَاحِبَ بَادِيَةٍ لَهُ شَاءٌ وَإِبِلٌ، فَقَالُوا: يَا أَبَانَا، قَدِمْنَا عَلَى خَيْرِ رَجُلٍ، أَنْزَلَنَا فَأَكْرَمَ مَنْزِلَنَا، وَكَالَ لَنَا فَأَوْفَانَا وَلَمْ يَبْخَسْنَا، وَقَدْ أَمَرَنَا أَنْ نَأْتِيَهُ بِأَخٍ لَنَا مِنْ أَبِينَا، وَقَالَ: إِنْ أَنْتُمْ لَمْ تَفْعَلُوا فَلَا تَقْرَبُنِّي، وَلَا تَدْخُلُنَّ بَلَدِي فَقَالَ لَهُمْ يَعْقُوبُ: ﴿هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلَّا كَمَا أَمِنْتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ مِنْ قَبْلُ، فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ﴾ [يوسف: ٦٤]» وَاخْتَلَفَتِ الْقُرَّاءُ فِي قِرَاءَةِ قَوْلِهِ: ﴿نَكْتَلْ﴾ [يوسف: ٦٣] فَقَرَأَ ذَلِكَ عَامَّةُ قُرَّاءِ أَهْلِ ⦗٢٣١⦘ الْمَدِينَةِ وَبَعْضُ أَهْلِ مَكَّةَ وَالْكُوفَةِ: ﴿نَكْتَلْ﴾ [يوسف: ٦٣] بِالنُّونِ، بِمَعْنَى: نَكْتَلْ نَحْنُ وَهُوَ، وَقَرَأَ ذَلِكَ عَامَّةُ قُرَّاءِ أَهْلِ الْكُوفَةِ: (يَكْتَلْ) بِالْيَاءِ، بِمَعْنَى يَكْتَلْ هُوَ لِنَفْسِهِ كَمَا نَكْتَالُ لِأَنْفُسِنَا. وَالصَّوَابُ مِنَ الْقَوْلِ فِي ذَلِكَ أَنَّهُمَا قِرَاءَتَانِ مَعْرُوفَتَانِ مُتَّفِقَتَا الْمَعْنَى، فَبِأَيَّتِهِمَا قَرَأَ الْقَارِئُ فَمُصِيبٌ الصَّوَابَ، وَذَلِكَ أَنَّهُمْ إِنَّمَا أَخْبَرُوا أَبَاهُمْ أَنَّهُ مُنِعَ مِنْهُمْ زِيَادَةُ الْكَيْلِ عَلَى عَدَدِ رُءُوسِهِمْ، فَقَالُوا: ﴿يَا أَبَانَا مُنِعَ مِنَّا الْكَيْلُ﴾ [يوسف: ٦٣] ثُمَّ سَأَلُوهُ أَنْ يُرْسِلَ مَعَهُمْ أَخَاهُمْ لِيَكْتَالَ لِنَفْسِهِ، فَهُوَ إِذَنْ اكْتَالَ لِنَفْسِهِ وَاكْتَالُوا هُمْ لِأَنْفُسِهِمْ، فَقَدْ دَخَلَ الْأَخُ فِي عَدَدِهِمْ، فَسَوَاءٌ كَانَ الْخَبَرُ بِذَلِكَ عَنْ خَاصَّةِ نَفْسِهِ، أَوْ عَنْ جَمِيعِهِمْ بِلَفْظِ الْجَمِيعِ، إِذْ كَانَ مَفْهُومًا مَعْنَى الْكَلَامِ وَمَا أُرِيدَ بِهِ
١٣ / ٢٣٠
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿قَالَ هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلَّا كَمَا أَمِنْتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ مِنْ قَبْلُ فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ﴾ [يوسف: ٦٤] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: قَالَ أَبُوهُمْ يَعْقُوبُ: هَلْ آمَنُكُمْ عَلَى أَخِيكُمْ مِنْ أَبِيكُمُ الَّذِي تَسْأَلُونِي أَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ إِلَّا كَمَا أَمِنْتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ يُوسُفَ مِنْ قَبْلُ؟ يَقُولُ: مِنْ قَبْلِهِ.
١٣ / ٢٣١
وَاخْتَلَفَتِ الْقُرَّاءُ فِي قِرَاءَةِ قَوْلِهِ: ﴿فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا﴾ [يوسف: ٦٤] فَقَرَأَ ذَلِكَ عَامَّةُ قُرَّاءِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ وَبَعْضُ الْكُوفِيِّينَ وَالْبَصْرِيِّينَ: (فَاللَّهُ خَيْرٌ حِفْظًا) بِمَعْنَى: وَاللَّهُ خَيْرُكُمْ حِفْظًا، وَقَرَأَ ذَلِكَ عَامَّةُ قُرَّاءِ الْكُوفِيِّينَ وَبَعْضُ أَهْلِ مَكَّةَ: ﴿فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا﴾ [يوسف: ٦٤] بِالْأَلِفِ عَلَى تَوْجِيهِ الْحَافِظِ إِلَى أَنَّهُ تَفْسِيرٌ لِلْخَيْرِ، كَمَا يُقَالُ: هُوَ خَيْرٌ رَجُلًا، وَالْمَعْنَى: فَاللَّهُ خَيْرُكُمْ حَافِظًا، ثُمَّ حُذِفَتِ الْكَافُ وَالْمِيمُ. وَالصَّوَابُ مِنَ الْقَوْلِ فِي ذَلِكَ: أَنَّهُمَا قِرَاءَتَانِ مَشْهُورَتَانِ مُتَقَارِبَتَا الْمَعْنَى، قَدْ قَرَأَ بِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا أَهْلُ عِلْمٍ بِالْقُرْآنِ، فَبِأَيَّتِهِمَا قَرَأَ الْقَارِئُ فَمُصِيبٌ، وَذَلِكَ أَنَّ مَنْ وَصَفَ اللَّهُ بِأَنَّهُ خَيْرُهُمْ حِفْظًا فَقَدْ وَصَفَهُ بِأَنَّهُ خَيْرُهُمْ حَافِظًا، وَمَنْ وَصَفَهُ بِأَنَّهُ خَيْرُهُمْ حَافِظًا فَقَدْ وَصَفَهُ بِأَنَّهُ خَيْرُهُمْ حِفْظًا ﴿وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ﴾ [يوسف: ٦٤] يَقُولُ: وَاللَّهُ أَرْحَمُ رَاحِمٍ بِخَلْقِهِ، يَرْحَمُ ضَعْفِي عَلَى كِبَرِ سِنِّي، وَوِحْدَتِي بِفَقْدِ وَلَدِي، فَلَا يُضَيِّعُهُ، وَلَكِنَّهُ يَحْفَظْهُ حَتَّى يَرُدَّهُ عَلَيَّ لِرَحْمَتِهِ
١٣ / ٢٣٢
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿وَلَمَّا فَتَحُوا مَتَاعَهُمْ وَجَدُوا بِضَاعَتَهُمْ رُدَّتْ إِلَيْهِمْ قَالُوا يَا أَبَانَا مَا نَبْغِي هَذِهِ بِضَاعَتُنَا رُدَّتْ إِلَيْنَا﴾ [يوسف: ٦٥]⦗٢٣٣⦘ يَعْنِي أَنَّهُمْ قَالُوا لِأَبِيهِمْ: مَاذَا نَبْغِي؟ هَذِهِ بِضَاعَتُنَا رُدَّتْ إِلَيْنَا تَطْيِيبًا مِنْهُمْ لِنَفْسِهِ بِمَا صَنَعَ بِهِمْ فِي رَدِّ بِضَاعَتِهِمْ إِلَيْهِ، وَإِذَا وُجِّهَ الْكَلَامُ إِلَى هَذَا الْمَعْنَى كَانَتْ «مَا» اسْتِفْهَامًا فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ بِقَوْلِهِ: ﴿نَبْغِي﴾ [يوسف: ٦٥] وَإِلَى هَذَا التَّأْوِيلِ كَانَ يُوَجِّهُهُ قَتَادَةُ
١٣ / ٢٣٢
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلُهُ: ﴿مَا نَبْغِي﴾ [يوسف: ٦٥] يَقُولُ: «مَا نَبْغِي وَرَاءَ هَذَا، إِنَّ بِضَاعَتَنَا رُدَّتْ إِلَيْنَا، وَقَدْ أُوفِيَ لَنَا الْكَيْلُ»
١٣ / ٢٣٣
وَقَوْلُهُ: ﴿وَنَمِيرُ أَهْلَنَا﴾ [يوسف: ٦٥] يَقُولُ: وَنَطْلُبُ لِأَهْلِنَا طَعَامًا فَنَشْتَرِيَهُ لَهُمْ، يُقَالُ مِنْهُ: مَارَ فُلَانٌ أَهْلَهُ يَمِيرَهُمْ مَيْرًا، وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ:
[البحر الوافر]
بَعَثْتُكَ مَائِرًا فَمَكَثْتَ حَوْلًا … مَتَى يَأْتِي غِيَاثُكَ مَنْ تُغِيثُ
﴿وَنَحْفَظُ أَخَانَا﴾ [يوسف: ٦٥] الَّذِي تُرْسِلْهُ مَعَنَا، ﴿وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ﴾ [يوسف: ٦٥] يَقُولُ: وَنَزْدَادُ عَلَى أَحْمَالِنَا مِنَ الطَّعَامِ حِمْلَ بَعِيرٍ يُكَالُ لَنَا مَا حَمَلَ بَعِيرٌ آخَرَ مِنْ إِبِلِنَا، ﴿ذَلِكَ كَيْلٌ يَسِيرٌ﴾ [يوسف: ٦٥] يَقُولُ: هَذَا حِمْلٌ يَسِيرٌ، ⦗٢٣٤⦘ كَمَا
١٣ / ٢٣٣
حَدَّثَنِي الْحَارِثُ، قَالَ: ثنا الْقَاسِمُ، قَالَ: ثنا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ: ﴿وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ﴾ [يوسف: ٦٥] قَالَ: «كَانَ لِكُلِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ حِمْلَ بَعِيرٍ، فَقَالُوا: أَرْسِلْ مَعَنَا أَخَانَا نَزْدَادُ حِمْلَ بَعِيرٍ»
١٣ / ٢٣٤
وَقَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: قَالَ مُجَاهِدٌ: ﴿كَيْلَ بَعِيرٍ﴾ [يوسف: ٦٥]: حِمْلَ حِمَارٍ، قَالَ: وَهِيَ لُغَةٌ». قَالَ الْقَاسِمُ: يَعْنِي مُجَاهِدٌ أَنَّ الْحِمَارَ يُقَالُ لَهُ فِي بَعْضِ الْلُّغَاتِ: بَعِيرٌ “
١٣ / ٢٣٤
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلُهُ: ﴿وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ﴾ [يوسف: ٦٥] يَقُولُ: «حِمْلَ بَعِيرٍ»
١٣ / ٢٣٤
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ: ﴿وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ﴾ [يوسف: ٦٥] نَعُدْ بِهِ بَعِيرًا مَعَ إِبِلِنَا ﴿ذَلِكَ كَيْلٌ يَسِيرٌ﴾ [يوسف: ٦٥] “
١٣ / ٢٣٤
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿قَالَ لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّى تُؤْتُونَ مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ لَتَأْتُنَّنِي بِهِ إِلَّا أَنْ يُحَاطَ بِكُمْ فَلَمَّا آتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ قَالَ اللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ﴾ [يوسف: ٦٦] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: قَالَ يَعْقُوبُ لِبَنِيهِ: لَنْ أُرْسِلَ أَخَاكُمْ مَعَكُمْ إِلَى مَلِكِ مِصْرَ ﴿حَتَّى تُؤْتُونِ مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ﴾ [يوسف: ٦٦] يَقُولُ: حَتَّى تُعْطُونِ مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ، بِمَعْنَى الْمِيثَاقِ، ⦗٢٣٥⦘ وَهُوَ مَا يُوثَقُ بِهِ مِنْ يَمِينٍ وَعَهْدٍ، ﴿لَتَأْتُنَّنِي بِهِ﴾ [يوسف: ٦٦] يَقُولُ لَتَأْتُنَّنِي بِأَخِيكُمْ، ﴿إِلَّا أَنْ يُحَاطَ بِكُمْ﴾ [يوسف: ٦٦] يَقُولُ: إِلَّا أَنْ يُحِيطَ بِجَمِيعِكُمْ مَا لَا تَقْدِرُونَ مَعَهُ عَلَى أَنْ تَأْتُونِيَ بِهِ. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ
١٣ / ٢٣٤
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثنا أَبُو حُذَيْفَةَ، قَالَ: ثنا شِبْلٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: ﴿فَلَمَّا آتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ﴾ [يوسف: ٦٦] قَالَ: «عَهْدَهُمْ» . حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ، قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ، عَنْ وَرْقَاءَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، مِثْلَهُ
١٣ / ٢٣٥
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثنا شَبَابَةُ، قَالَ: ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَوْلُهُ: ﴿إِلَّا أَنْ يُحَاطَ بِكُمْ﴾ [يوسف: ٦٦]: «إِلَّا أَنْ تَهْلِكُوا جَمِيعًا» . حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى قَالَ: ثنا أَبُو حُذَيْفَةَ قَالَ: ثنا شِبْلٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ. قَالَ: وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، عَنْ وَرْقَاءَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ مِثْلَهُ
١٣ / ٢٣٥
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ ⦗٢٣٦⦘ قَتَادَةَ: ﴿إِلَّا أَنْ يُحَاطَ بِكُمْ﴾ [يوسف: ٦٦] قَالَ: «إِلَّا أَنْ تُغْلَبُوا حَتَّى لَا تُطِيقُوا ذَلِكَ»
١٣ / ٢٣٥
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَوْلُهُ: ﴿إِلَّا أَنْ يُحَاطَ بِكُمْ﴾ [يوسف: ٦٦]: «إِلَّا أَنْ يُصِيبَكُمْ أَمْرٌ يَذْهَبُ بِكُمْ جَمِيعًا، فَيَكُونُ ذَلِكَ عُذْرًا لَكُمْ عِنْدِي»
١٣ / ٢٣٦
وَقَوْلُهُ: ﴿فَلَمَّا آتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ﴾ [يوسف: ٦٦] يَقُولُ: فَلَمَّا أَعْطَوْهُ عُهُودَهُمْ، قَالَ يَعْقُوبُ: ﴿اللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ﴾ [يوسف: ٦٦] أَنَا وَأَنْتُمْ ﴿وَكِيلٌ﴾ [الأنعام: ١٠٢]، يَقُولُ: هُوَ شَهِيدٌ عَلَيْنَا بِالْوَفَاءِ بِمَا نَقُولُ جَمِيعًا
١٣ / ٢٣٦
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿وَقَالَ يَا بَنِيَّ لَا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ، وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ، وَمَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ، إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا للَّهِ، عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ، وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ﴾ [يوسف: ٦٧] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: قَالَ يَعْقُوبُ لِبَنِيهِ لَمَّا أَرَادُوا الْخُرُوجَ مِنْ عِنْدِهِ إِلَى مِصْرَ لِيَمْتَارُوا الطَّعَامَ: يَا بَنِيَّ لَا تَدْخُلُوا مِصْرَ مِنْ طَرِيقٍ وَاحِدٍ، وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ، وَذَكَرَ أَنَّهُ قَالَ ذَلِكَ لَهُمْ، لِأَنَّهُمْ كَانُوا رِجَالًا لَهُمْ جَمَالٌ وَهَيْبَةٌ، فَخَافَ عَلَيْهِمُ الْعَيْنَ إِذَا دَخَلُوا جَمَاعَةً مِنْ طَرِيقٍ وَاحِدٍ وَهُمْ وَلَدُ رَجُلٍ وَاحِدٍ، فَأَمَرَهُمْ أَنْ ⦗٢٣٧⦘ يَفْتَرِقُوا فِي الدُّخُولِ إِلَيْهَا، كَمَا
١٣ / ٢٣٦
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ الْوَاسِطِيُّ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ: ﴿لَا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ، وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ﴾ [يوسف: ٦٧] قَالَ: «خَافَ عَلَيْهِمُ الْعَيْنَ»
١٣ / ٢٣٧
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلُهُ: ﴿يَا بَنِيَّ لَا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ﴾ [يوسف: ٦٧] . «خَشِيَ نَبِيُّ اللَّهِ ﷺ الْعَيْنَ عَلَى بَنِيهِ، كَانُوا ذَوِي صُورَةٍ وَجَمَالٍ»
١٣ / ٢٣٧
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ: ﴿وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ﴾ [يوسف: ٦٧] قَالَ: «كَانُوا قَدْ أُوتُوا صُورَةً وَجَمَالًا، فَخَشِيَ عَلَيْهِمْ أَنْفُسَ النَّاسِ»
١٣ / ٢٣٧
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: ثني أَبِي قَالَ: ثني عَمِّي قَالَ: ثني أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَوْلُهُ: ﴿وَقَالَ يَا بَنِيَّ لَا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ، وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ﴾ [يوسف: ٦٧] قَالَ: «رَهَبَ يَعْقُوبُ عليه السلام عَلَيْهِمُ الْعَيْنَ»
١٣ / ٢٣٧
حُدِّثْتُ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَرَجِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُعَاذٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ الضَّحَّاكَ يَقُولُ فِي قَوْلِهِ: ﴿لَا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ﴾ [يوسف: ٦٧] «خَشِيَ يَعْقُوبُ عَلَى وَلَدِهِ الْعَيْنَ»
١٣ / ٢٣٨
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثنا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ: ﴿لَا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ﴾ [يوسف: ٦٧] قَالَ: «خَشِيَ عَلَيْهِمُ الْعَيْنَ»
١٣ / ٢٣٨
قَالَ: ثنا عَمْرٌو، عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنِ السُّدِّيِّ، قَالَ: «خَافَ يَعْقُوبُ ﷺ عَلَى بَنِيهِ الْعَيْنَ فَقَالَ: ﴿يَا بَنِيَّ لَا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ﴾ [يوسف: ٦٧] فَيُقَالُ: هَؤُلَاءِ لِرَجُلٍ وَاحِدٍ، وَلَكِنِ ادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ»
١٣ / ٢٣٨
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: «لَمَّا أَجْمَعُوا الْخُرُوجَ يَعْنِي وَلَدَ يَعْقُوبَ، قَالَ يَعْقُوبُ: ﴿يَا بَنِيَّ لَا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ، وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ﴾ [يوسف: ٦٧] خَشِيَ عَلَيْهِمْ أَعْيُنَ النَّاسِ لِهَيْبَتِهِمْ، وَأَنَّهُمْ لِرَجُلٍ وَاحِدٍ»
١٣ / ٢٣٨
وَقَوْلُهُ: ﴿وَمَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ﴾ [يوسف: ٦٧] يَقُولُ: وَمَا أَقْدِرُ أَنْ أَدْفَعَ عَنْكُمْ مِنْ قَضَاءِ اللَّهِ الَّذِي قَدْ قَضَاهُ عَلَيْكُمْ مِنْ شَيْءٍ صَغِيرٍ وَلَا كَبِيرٍ، لِأَنَّ قَضَاءَهُ نَافِذٌ فِي خَلْقِهِ ﴿إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا للَّهِ﴾ [الأنعام: ٥٧] يَقُولُ: مَا الْقَضَاءُ وَالْحُكْمُ إِلَّا للَّهِ دُونَ مَا سِوَاهُ مِنَ الْأَشْيَاءِ، فَإِنَّهُ يَحْكُمُ فِي خَلْقِهِ بِمَا يَشَاءُ، فَيَنْفُذُ فِيهِمْ حُكْمُهُ، وَيَقْضِي فِيهِمْ، وَلَا ⦗٢٣٩⦘ يُرَدُّ قَضَاؤُهُ ﴿عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ﴾ [التوبة: ١٢٩] يَقُولُ: عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ، فَوَثِقْتُ بِهِ فِيكُمْ، وَفِي حِفْظِكُمْ عَلَيَّ حَتَّى يَرُدَّكُمْ إِلَيَّ وَأَنْتُمْ سَالِمُونَ مُعَافُونَ، لَا عَلَى دُخُولِكُمْ مِصْرَ إِذَا دَخَلْتُمُوهَا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ ﴿وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ﴾ [يوسف: ٦٧] يَقُولُ: وَإِلَى اللَّهِ فَلْيُفَوِّضْ أُمُورَهُمُ الْمُفَوِّضُونَ
١٣ / ٢٣٨
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿وَلَمَّا دَخَلُوا مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُمْ مَا كَانَ يُغْنِي عَنْهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ، إِلَّا حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا، وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِمَا عَلَّمْنَاهُ، وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾ [يوسف: ٦٨] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: وَلَمَّا دَخَلَ وَلَدُ يَعْقُوبَ ﴿مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُمْ﴾ [يوسف: ٦٨] وَذَلِكَ دُخُولُهُمْ مِصْرَ مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ ﴿مَا كَانَ يُغْنِي﴾ [يوسف: ٦٨] دُخُولُهُمْ إِيَّاهَا كَذَلِكَ ﴿عَنْهُمْ مِنْ﴾ [يوسف: ٦٨] قَضَاءِ ﴿اللَّهِ﴾ [الفاتحة: ١] الَّذِي قَضَاهُ فِيهِمْ فَحَتَمَهُ، ﴿مِنْ شَيْءٍ، إِلَّا حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا﴾ [يوسف: ٦٨] إِلَّا أَنَّهُمْ قَضَوْا وَطَرًا لِيَعْقُوبَ بِدُخُولِهِمْ لَا مِنْ طَرِيقٍ وَاحِدٍ خَوْفًا مِنَ الْعَيْنِ عَلَيْهِمْ، فَاطْمَأَنَّتْ نَفْسُهُ أَنْ يَكُونُوا أُوتُوا مِنْ قِبَلِ ذَلِكَ، أَوْ نَالَهُمْ مِنْ أَجْلِهِ مَكْرُوهٌ، كَمَا:
١٣ / ٢٣٩
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثنا شَبَابَةُ، قَالَ: ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: «﴿إِلَّا حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا﴾ [يوسف: ٦٨]: خِيفَةَ الْعَيْنِ عَلَى بَنِيهِ». ⦗٢٤٠⦘ حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى قَالَ: ثنا أَبُو حُذَيْفَةَ قَالَ: ثنا شِبْلٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، مِثْلَهُ. قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ، عَنْ وَرْقَاءَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ مِثْلَهُ
١٣ / ٢٣٩
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ قَالَ: ثنا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ وَرْقَاءَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: ﴿إِلَّا حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا﴾ [يوسف: ٦٨] قَالَ: خَشْيَةَ الْعَيْنِ عَلَيْهِمْ “
١٣ / ٢٤٠
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ: قَوْلُهُ: ﴿إِلَّا حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا﴾ [يوسف: ٦٨] قَالَ: مَا تَخَوَّفَ عَلَى بَنِيهِ مِنْ أَعْيُنِ النَّاسِ لِهَيْبَتِهِمْ وَعِدَّتِهِمْ “
١٣ / ٢٤٠
وَقَوْلُهُ: ﴿وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِمَا عَلَّمْنَاهُ﴾ [يوسف: ٦٨] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: وَإِنَّ يَعْقُوبَ لَذُو عِلْمٍ لِتَعْلِيمِنَا إِيَّاهُ، وَقِيلَ مَعْنَاهُ: وَإِنَّهُ لَذُو حِفْظٍ لِمَا اسْتَوْدَعْنَا صَدْرَهُ مِنَ الْعِلْمِ، وَاخْتُلِفَ عَنْ قَتَادَةَ فِي ذَلِكَ
١٣ / ٢٤٠
فَحَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلُهُ: «﴿وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِمَا عَلَّمْنَاهُ﴾ [يوسف: ٦٨]: أَيْ مِمَّا عَلَّمْنَاهُ»
١٣ / ٢٤٠
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى قَالَ: ثنا إِسْحَاقُ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ: ﴿وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِمَا عَلَّمْنَاهُ﴾ [يوسف: ٦٨] قَالَ: إِنَّهُ لِعَامِلٍ بِمَا عَلِمَ “
١٣ / ٢٤٠
قَالَ الْمُثَنَّى: قَالَ إِسْحَاقُ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: قَالَ سُفْيَانُ: ﴿إِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِمَا عَلَّمْنَاهُ﴾ [يوسف: ٦٨]، وَقَالَ: مَنْ لَا يَعْمَلُ لَا يَكُونُ عَالِمًا، ﴿وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾ [يوسف: ٦٨] يَقُولُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ غَيْرِ يَعْقُوبَ لَا يَعْلَمُونَ مَا يَعْلَمُهُ، لَأَنَّا حَرَمْنَاهُ ذَلِكَ فَلَمْ يَعْلَمْهُ “
١٣ / ٢٤١
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿وَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَخَاهُ، قَالَ إِنِّي أَنَا أَخُوكُ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [يوسف: ٦٩] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: وَلَمَّا دَخَلَ وَلَدُ يَعْقُوبَ عَلَى يُوسُفَ، ﴿آوَى إِلَيْهِ أَخَاهُ﴾ [يوسف: ٦٩] يَقُولُ: ضَمَّ إِلَيْهِ أَخَاهُ لِأَبِيهِ وَأُمِّهِ، وَكُلٌّ أَخُوهُ لِأَبِيهِ، كَمَا
١٣ / ٢٤١
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثنا عَمْرٌو، عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنِ السُّدِّيِّ: ﴿وَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَخَاهُ﴾ [يوسف: ٦٩] قَالَ: عَرَفَ أَخَاهُ، فَأَنْزَلَهُمْ مَنْزِلًا، وَأَجْرَى عَلَيْهِمُ الطَّعَامَ وَالشَّرَابَ، فَلَمَّا كَانَ اللَّيْلُ جَاءَهُمْ بِمُثُلٍ، فَقَالَ: لِيَنَمْ كُلُّ أَخَوَيْنِ مِنْكُمْ عَلَى مِثَالٍ، فَلَمَّا بَقِيَ الْغُلَامُ وَحْدَهُ، قَالَ يُوسُفُ: هَذَا يَنَامُ مَعِي عَلَى فِرَاشِي، فَبَاتَ مَعَهُ، فَجَعَلَ يُوسُفُ يَشُمُّ رِيحَهُ، وَيَضُمَّهُ إِلَيْهِ حَتَّى أَصْبَحَ، وَجَعَلَ رُوبِيلُ يَقُولُ: مَا رَأَيْنَا مِثْلَ هَذَا، أَرِيحُونَا مِنْهُ “
١٣ / ٢٤١
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: «لَمَّا دَخَلُوا يَعْنِي وَلَدَ يَعْقُوبَ عَلَى يُوسُفَ، قَالُوا: هَذَا أَخُونَا الَّذِي أَمَرْتَنَا أَنْ نَأْتِيَكَ بِهِ، قَدْ جِئْنَاكَ بِهِ، فَذُكِرَ لِي أَنَّهُ قَالَ لَهُمْ: قَدْ أَحْسَنْتُمْ وَأَصَبْتُمْ، وَسَتَجِدُونَ ذَلِكَ عِنْدِي، أَوْ كَمَا قَالَ، ثُمَّ قَالَ: إِنِّي أَرَاكُمْ رِجَالًا، وَقَدْ أَرَدْتُ أَنْ أُكْرِمَكُمْ، وَدَعَا ضَافَتَهُ، فَقَالَ: أَنْزِلْ كُلَّ رَجُلَيْنِ عَلَى حِدَةٍ، ثُمَّ أَكْرِمْهُمَا وَأَحْسِنْ ضَيَافَتَهُمَا ثُمَّ قَالَ: إِنِّي أَرَى هَذَا الرَّجُلَ الَّذِي جِئْتُمْ بِهِ لَيْسَ مَعَهُ ثَانٍ، فَسَأَضُمُّهُ إِلَيَّ، فَيَكُونُ مَنْزِلُهُ مَعِي، فَأَنْزِلْهُمْ رَجُلَيْنِ رَجُلَيْنِ فِي مَنَازِلَ شَتَّى، وَأَنْزَلَ أَخَاهُ مَعَهُ، فَآوَاهُ إِلَيْهِ، فَلَمَّا خَلَا بِهِ ﴿قَالَ إِنِّي أَنَا أَخُوكُ﴾ [يوسف: ٦٩] أنا يُوسُفُ ﴿فَلَا تَبْتَئِسْ﴾ [هود: ٣٦] بِشَيْءٍ فَعَلُوهُ بِنَا فِيمَا مَضَى، فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ أَحْسَنَ إِلَيْنَا، وَلَا تُعْلِمْهُمْ شَيْئًا مِمَّا أَعْلَمْتُكَ. يَقُولُ اللَّهُ: ﴿وَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَخَاهُ، قَالَ إِنِّي أَنَا أَخُوكُ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [يوسف: ٦٩]»
١٣ / ٢٤٢
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلُهُ: ﴿وَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَخَاهُ﴾ [يوسف: ٦٩]: «ضَمَّهُ إِلَيْهِ وَأَنْزَلَهُ، وَهُوَ بِنْيَامِينُ»
١٣ / ٢٤٢
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثنا إِسْحَاقُ، قَالَ: ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ، قَالَ: ثني عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ مَعْقِلٍ قَالَ: سَمِعْتُ وَهْبَ بْنَ مُنَبِّهٍ، يَقُولُ، وَسُئِلَ عَنْ قَوْلِ يُوسُفَ: ﴿وَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَخَاهُ، قَالَ إِنِّي أَنَا أَخُوكُ فَلَا ⦗٢٤٣⦘ تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [يوسف: ٦٩] كَيْفَ أَجَابَهُ حِينَ أَخَذَ بِالصُّوَاعِ، وَقَدْ كَانَ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ أَخُوهُ، وَأَنْتُمْ تَزْعُمُونَ أَنَّهُ لَمْ يَزَلْ مُتَنَكِّرًا لَهُمْ يُكَايِدُهُمْ حَتَّى رَجَعُوا، فَقَالَ: إِنَّهُ لَمْ يَعْتَرِفْ لَهُ بِالنِّسْبَةِ، وَلَكِنَّهُ قَالَ: أَنَا أَخُوكُ مَكَانَ أَخِيكَ الْهَالِكِ، ﴿فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [يوسف: ٦٩] يَقُولُ: لَا يَحْزُنْكَ مَكَانَهُ “
١٣ / ٢٤٢
وَقَوْلُهُ: ﴿فَلَا تَبْتَئِسْ﴾ [هود: ٣٦] يَقُولُ: فَلَا تَسْتَكِنْ وَلَا تَحْزَنْ، وَهُوَ: «فَلَا تَفْتَعِلْ» مِنَ «الْبُؤْسِ»، يُقَالُ مِنْهُ: ابْتَأَسَ يَبْتَئِسُ ابْتِئَاسًا. وَبِنَحْوِ مَا قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ
١٣ / ٢٤٣
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ: ﴿فَلَا تَبْتَئِسْ﴾ [هود: ٣٦] يَقُولُ: فَلَا تَحْزَنْ، وَلَا تَيْأَسْ “
١٣ / ٢٤٣
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثنا إِسْحَاقُ، قَالَ: ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ، قَالَ: ثني عَبْدُ الصَّمَدِ قَالَ: سَمِعْتُ وَهْبَ بْنَ مُنَبِّهٍ يَقُولُ: ﴿فَلَا تَبْتَئِسْ﴾ [هود: ٣٦] يَقُولُ: «لَا يَحْزُنْكَ مَكَانَهُ»
١٣ / ٢٤٣
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثنا عَمْرٌو، عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنِ السُّدِّيِّ: ﴿فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [يوسف: ٦٩] يَقُولُ: «لَا تَحْزَنْ عَلَى مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ» فَتَأْوِيلُ الْكَلَامِ إِذَنْ: فَلَا تَحْزَنْ وَلَا تَسْتَكِنْ لِشَيْءٍ سَلَفَ مِنْ إِخْوَتِكَ إِلَيْكَ فِي نَفْسِكَ وَفِي أَخِيكَ مِنْ أُمِّكَ، وَمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ قَبْلَ الْيَوْمِ بِكَ
١٣ / ٢٤٤
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ﴾ [يوسف: ٧٠] يَقُولُ: وَلَمَّا حَمَّلَ يُوسُفُ إِبِلَ إِخْوَتِهِ مَا حَمَّلَهَا مِنَ الْمِيرَةِ وَقَضَى حَاجَتَهُمْ، كَمَا
١٣ / ٢٤٤
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلُهُ: ﴿فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ﴾ [يوسف: ٧٠] يَقُولُ: «لَمَّا قَضَى لَهُمْ حَاجَتَهُمْ، وَوَفَّاهُمْ كَيْلَهُمْ»
١٣ / ٢٤٤
وَقَوْلُهُ: ﴿جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ﴾ [يوسف: ٧٠] يَقُولُ: جَعَلَ الْإِنَاءَ الَّذِي يَكِيلُ بِهِ الطَّعَامَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ وَالسِّقَايَةُ: هِيَ الْمَشْرَبَةُ، وَهِيَ الْإِنَاءُ الَّذِي كَانَ يَشْرَبُ فِيهِ الْمَلِكُ وَيَكِيلُ بِهِ الطَّعَامَ. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ
١٣ / ٢٤٤
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثنا عَفَّانُ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: «الصُّوَاعُ وَالسِّقَايَةُ سَوَاءٌ، هُوَ الْإِنَاءُ الَّذِي يُشْرَبُ فِيهِ»
١٣ / ٢٤٥
قَالَ: ثنا شَبَابَةُ، قَالَ: ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: «السِّقَايَةُ وَالصُّوَاعُ شَيْءٌ وَاحِدٌ، كَانَ يَشْرَبُ فِيهِ يُوسُفَ»
١٣ / ٢٤٥
قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ، عَنْ وَرْقَاءَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: «السِّقَايَةُ: الصُّوَاعُ الَّذِي يَشْرَبُ فِيهِ يُوسُفَ»
١٣ / ٢٤٥
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ: ﴿جَعَلَ السِّقَايَةَ﴾ [يوسف: ٧٠] قَالَ: مَشْرَبَةُ الْمَلِكِ “
١٣ / ٢٤٥
حَدَّثَنَا بِشْرٌ قَالَ: ثنا يَزِيدُ قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ: ﴿السِّقَايَةُ فِي رَحْلِ أَخِيهِ﴾ [يوسف: ٧٠] «وَهُوَ إِنَاءُ الْمَلِكِ الَّذِي كَانَ يَشْرَبُ فِيهِ»
١٣ / ٢٤٥
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: ثني أَبِي، قَالَ: ثني عَمِّي قَالَ: ثني أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَوْلُهُ: ﴿قَالُوا نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ وَلِمَنْ جَاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ﴾ [يوسف: ٧٢] «⦗٢٤٦⦘ وَهِيَ السِّقَايَةُ الَّتِي كَانَ يَشْرَبُ فِيهَا الْمَلِكُ، يَعْنِي مَكُّوكَهُ»
١٣ / ٢٤٥
حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ قَالَ: ثنا الْحُسَيْنُ قَالَ: ثني حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَوْلُهُ: ﴿جَعَلَ السِّقَايَةَ﴾ [يوسف: ٧٠] وَقَوْلُهُ: ﴿صُوَاعَ الْمَلِكِ﴾ [يوسف: ٧٢] قَالَ: هُمَا شَيْءٌ وَاحِدٌ، السِّقَايَةُ وَالصُّوَاعِ شَيْءٌ وَاحِدٌ يَشْرَبُ فِيهِ يُوسُفَ “
١٣ / ٢٤٦
حُدِّثْتُ عَنِ الْحُسَيْنِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُعَاذٍ، يَقُولُ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ الضَّحَّاكَ، يَقُولُ فِي قَوْلِهِ: ﴿جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ﴾ [يوسف: ٧٠]: هُوَ الْإِنَاءُ الَّذِي كَانَ يَشْرَبُ فِيهِ الْمَلِكُ “
١٣ / ٢٤٦
حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ فِي قَوْلِهِ: ﴿جَعَلَ السِّقَايَةَ﴾ [يوسف: ٧٠] فِي رَحْلِ أَخِيهِ قَالَ: «السِّقَايَةُ: هُوَ الصُّوَاعُ، وَكَانَ كَأْسًا مِنْ ذَهَبٍ فِيمَا يَذْكُرُونَ»
١٣ / ٢٤٦
قَوْلُهُ: ﴿فِي رَحْلِ أَخِيهِ﴾ [يوسف: ٧٠] فَإِنَّهُ يَعْنِي: فِي مَتَاعِ أَخِيهِ ابْنِ أُمِّهِ وَأَبِيهِ، وَهُوَ بِنْيَامِينَ، وَكَذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ
١٣ / ٢٤٦
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ: ﴿فِي رَحْلِ أَخِيهِ﴾ [يوسف: ٧٠] «أَيْ: فِي مَتَاعِ أَخِيهِ»
١٣ / ٢٤٦
وَقَوْلُهُ: ﴿ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ﴾ [يوسف: ٧٠] يَقُولُ: ثُمَّ نَادَى مُنَادٍ، وَقِيلَ: أَعْلَمَ مُعْلِمٌ، ﴿أَيَّتُهَا الْعِيرُ﴾ [يوسف: ٧٠]: وَهِيَ الْقَافِلَةُ فِيهَا الْأَحْمَالُ ﴿إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ﴾ [يوسف: ٧٠] . وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ
١٣ / ٢٤٧
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثنا عَمْرٌو، عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنِ السُّدِّيِّ: ﴿فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ﴾ [يوسف: ٧٠] وَالْأَخُ لَا يَشْعُرُ، فَلَمَّا ارْتَحَلُوا أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ قَبْلَ أَنْ تَرْتَحِلَ الْعِيرُ: ﴿إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ﴾ [يوسف: ٧٠] “
١٣ / ٢٤٧
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: «ثُمَّ جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ، وَأَكْرَمُهُمْ وَأَعْطَاهُمْ وَأَوْفَاهُمْ، وَحَمَلَ لَهُمْ بَعِيرًا بَعِيرًا، وَحَمَلَ لِأَخِيهِ بَعِيرًا بِاسْمِهِ كَمَا حَمَلَ لَهُمْ، ثُمَّ أَمَرَ بِسِقَايَةِ الْمَلِكِ، وَهُوَ الصُّوَاعُ، وَزَعَمُوا أَنَّهَا كَانَتْ مِنْ فِضَّةٍ، فَجُعِلَتْ فِي رَحْلِ أَخِيهِ بِنْيَامِينَ، ثُمَّ أَمْهَلَهُمْ، حَتَّى إِذَا انْطَلَقُوا وَأَمْعَنُوا مِنَ الْقَرْيَةِ، أَمَرَ بِهِمْ فَأُدْرِكُوا، فَاحْتَبَسُوا، ثُمَّ نَادَى مُنَادٍ: ﴿أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ﴾ [يوسف: ٧٠] قِفُوا وَانْتَهَى إِلَيْهِمْ رَسُولَهُ، فَقَالَ لَهُمْ فِيمَا يَذْكُرُونَ: أَلَمْ نُكْرِمْ ضَيَافَتَكُمْ، وَنُوَفِّكُمْ كَيْلَكُمْ، وَنُحْسِنْ مَنْزِلَتَكُمْ، وَنَفْعَلْ بِكُمْ مَا لَمْ نَفْعَلْ بِغَيْرِكُمْ، وَأَدْخَلْنَاكُمْ عَلَيْنَا فِي بُيُوتِنَا وَمَنَازِلِنَا؟ أَوْ كَمَا قَالَ لَهُمْ، قَالُوا: بَلَى، وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ: ⦗٢٤٨⦘ سِقَايَةُ الْمَلِكِ فَقَدْنَاهَا، وَلَا نَتَّهِمُ عَلَيْهَا غَيْرَكُمْ ﴿قَالُوا تَالَلَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُمْ مَا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِي الْأَرْضِ وَمَا كُنَّا سَارِقِينَ﴾ [يوسف: ٧٣]»
١٣ / ٢٤٧
وَقَوْلُهُ: ﴿أَيَّتُهَا الْعِيرُ﴾ [يوسف: ٧٠] قَدْ بَيَّنَّا فِيمَا مَضَى مَعْنَى الْعِيرِ، وَهُوَ جَمْعٌ لَا وَاحِدَ لَهُ مِنْ لَفْظِهِ، وَحُكِيَ عَنْ مُجَاهِدٍ أَنَّ عِيرَ بَنِي يَعْقُوبَ كَانَتْ حَمِيرًا
١٣ / ٢٤٨
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثنا إِسْحَاقُ، قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: ﴿أَيَّتُهَا الْعِيرُ﴾ [يوسف: ٧٠] قَالَ: كَانَتْ حَمِيرًا “
١٣ / ٢٤٨
حَدَّثَنِي الْحَرْثُ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ قَالَ: ثني رَجُلٌ، عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ: ﴿أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ﴾ [يوسف: ٧٠] قَالَ: «كَانَتِ الْعِيرُ حَمِيرًا»
١٣ / ٢٤٨
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿قَالُوا وَأَقْبَلُوا عَلَيْهِمْ مَاذَا تَفْقِدُونَ. قَالُوا نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ، وَلِمَنْ جَاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ، وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ﴾ [يوسف: ٧٢] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: قَالَ بَنُو يَعْقُوبَ لَمَّا نُودُوا: ﴿أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ﴾ [يوسف: ٧٠] وَأَقْبَلُوا عَلَى الْمُنَادِي وَمَنْ بِحَضَرَتِهِمْ يَقُولُونَ لَهُمْ: ﴿مَاذَا تَفْقِدُونَ﴾ [يوسف: ٧١] مَا الَّذِي تَفْقِدُونَ؟ ﴿قَالُوا نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ﴾ [يوسف: ٧٢] يَقُولُ: فَقَالَ لَهُمُ الْقَوْمُ: نَفْقِدُ مَشْرَبَةَ الْمَلِكِ.
١٣ / ٢٤٨
وَاخْتَلَفَتِ الْقُرَّاءُ فِي قِرَاءَةِ ذَلِكَ، فَذُكِرَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ قَرَأَ: (صَاعَ الْمَلِكِ) بِغَيْرِ وَاوٍ، كَأَنَّهُ وَجَّهَهُ إِلَى الصَّاعِ الَّذِي يُكَالُ بِهِ الطَّعَامُ، وَرُوِيَ عَنْ أَبِي رَجَاءٍ أَنَّهُ قَرَأَهُ: (صَوْعَ الْمَلِكِ) وَرُوِيَ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ أَنَّهُ قَرَأَهُ: (صَوْغَ الْمَلِكِ) بِالْغَيْنِ، كَأَنَّهُ وَجَّهَهُ إِلَى أَنَّهُ مَصْدَرٌ مِنْ قَوْلِهِمْ: صَاغَ يَصُوغَ صَوْغًا، وَأَمَّا الَّذِي عَلَيْهِ قُرَّاءُ الْأَمْصَارِ: فَصُوَاعَ الْمَلِكِ، وَهِيَ الْقِرَاءَةُ الَّتِي لَا أَسْتَجِيزُ الْقِرَاءَةَ بِخِلَافِهَا لِإِجْمَاعِ الْحُجَّةِ عَلَيْهَا، وَالصُّوَاعُ: هُوَ الْإِنَاءُ الَّذِي كَانَ يُوسُفُ يَكِيلُ بِهِ الطَّعَامَ، وَكَذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ
١٣ / ٢٤٩
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: ثنا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي هَذَا الْحَرْفِ: ﴿صُوَاعَ الْمَلِكِ﴾ [يوسف: ٧٢] قَالَ: «كَهَيْئَةِ الْمَكُّوكِ. قَالَ: وَكَانَ لِلْعَبَّاسِ مِثْلُهُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ يَشْرَبُ فِيهِ»
١٣ / ٢٤٩
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ قَالَ: ثنا وَكِيعٌ، وَحَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ قَالَ: ثنا أَبِي، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: ﴿صُوَاعَ الْمَلِكِ﴾ [يوسف: ٧٢] قَالَ: «كَانَ مِنْ فِضَّةٍ مِثْلَ الْمَكُّوكِ وَكَانَ لِلْعَبَّاسِ مِنْهَا وَاحِدٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ»
١٣ / ٢٥٠
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا وَكِيعٌ، وَحَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثنا أَبِي، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، فِي قَوْلِهِ: ﴿قَالُوا نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ﴾ [يوسف: ٧٢] قَالَ: «كَانَ مِنْ فِضَّةٍ»
١٣ / ٢٥٠
حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ، قَالَ: ثنا هُشَيْمٌ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، أَنَّهُ قَرَأَ: ﴿صُوَاعَ الْمَلِكِ﴾ [يوسف: ٧٢] قَالَ: «وَكَانَ إِنَاءَهُ الَّذِي يَشْرَبُ فِيهِ، وَكَانَ إِلَى الطُّوَلِ مَا هُوَ»
١٣ / ٢٥٠
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثنا سُوَيْدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ: ﴿صُوَاعَ الْمَلِكِ﴾ [يوسف: ٧٢] قَالَ: «الْمَكُّوكُ الْفَارِسِيُّ»
١٣ / ٢٥٠
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى قَالَ: ثنا الْحَجَّاجُ بْنُ الْمِنْهَالِ قَالَ: ثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: ﴿صُوَاعَ الْمَلِكِ﴾ [يوسف: ٧٢] قَالَ: «هُوَ الْمَكُّوكُ الْفَارِسِيُّ الَّذِي يَلْتَقِي طَرَفَاهُ، كَانَتْ تَشْرَبُ فِيهِ الْأَعَاجِمُ»
١٣ / ٢٥٠
قَالَ: ثنا إِسْحَاقُ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَغْرَاءَ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، ⦗٢٥١⦘ فِي قَوْلِهِ: ﴿صُوَاعَ الْمَلِكِ﴾ [يوسف: ٧٢] قَالَ: «إِنَاءُ الْمَلِكِ الَّذِي كَانَ يَشْرَبُ فِيهِ»
١٣ / ٢٥٠
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: ثنا يَحْيَى يَعْنِي ابْنَ عَبَّادٍ، قَالَ: ثنا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: قَالَ: ﴿صُوَاعَ الْمَلِكِ﴾ [يوسف: ٧٢]: «مَكُّوكٌ مِنْ فِضَّةٍ يَشْرَبُونَ فِيهِ، وَكَانَ لِلْعَبَّاسِ وَاحِدٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ»
١٣ / ٢٥١
حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ: ﴿صُوَاعَ الْمَلِكِ﴾ [يوسف: ٧٢]: «إِنَاءُ الْمَلِكِ الَّذِي يَشْرَبُ فِيهِ»
١٣ / ٢٥١
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: ثنا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: ثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فِي قَوْلِهِ: ﴿صُوَاعَ الْمَلِكِ﴾ [يوسف: ٧٢] قَالَ: «هُوَ الْمَكُّوكُ الْفَارِسِيُّ الَّذِي يَلْتَقِي طَرَفَاهُ»
١٣ / ٢٥١
حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ، قَالَ: ثنا الْحُسَيْنُ، قَالَ: ثني حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: «الصُّوَاعُ كَانَ يَشْرَبُ فِيهِ يُوسُفُ»
١٣ / ٢٥١
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ الْبَحْرَانِيُّ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، قَالَ: ثنا صَدَقَةُ بْنُ عَبَّادٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: ﴿صُوَاعَ الْمَلِكِ﴾ [يوسف: ٧٢] قَالَ: «كَانَ ⦗٢٥٢⦘ مِنْ نُحَاسِ، وَقَوْلُهُ: ﴿وَلِمَنْ جَاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ﴾ [يوسف: ٧٢] يَقُولُ: وَلِمَنْ جَاءَ بِالصُّوَاعِ حِمْلُ بَعِيرٍ مِنَ الطَّعَامِ» كَمَا
١٣ / ٢٥١
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلُهُ: ﴿وَلِمَنْ جَاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ﴾ [يوسف: ٧٢] يَقُولُ: «وِقْرُ بَعِيرٍ»
١٣ / ٢٥٢
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: ثنا عِيسَى، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿حِمْلُ بَعِيرٍ﴾ [يوسف: ٧٢] قَالَ: «حِمْلُ طَعَامٍ، وَهِيَ لُغَةٌ»
١٣ / ٢٥٢
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى قَالَ: ثنا أَبُو حُذَيْفَةَ قَالَ: ثنا شِبْلٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ. قَالَ: وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ، عَنْ وَرْقَاءَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَوْلُهُ: ﴿حِمْلُ بَعِيرٍ﴾ [يوسف: ٧٢] قَالَ: «حِمْلُ طَعَامٍ، وَهِيَ لُغَةٌ» . حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: ثنا شَبَابَةُ قَالَ: ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، ⦗٢٥٣⦘ عَنْ مُجَاهِدٍ، مِثْلَهُ
١٣ / ٢٥٢
حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ، قَالَ: ثنا الْحُسَيْنُ، قَالَ: ثني حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: “قَوْلُهُ ﴿حِمْلُ بَعِيرٍ﴾ [يوسف: ٧٢] قَالَ: «حِمْلُ حِمَارٍ»
١٣ / ٢٥٣
وَقَوْلُهُ: ﴿وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ﴾ [يوسف: ٧٢] يَقُولُ: وَأَنَا بِأَنْ أُوَفِّيَهُ حِمْلَ بَعِيرٍ مِنَ الطَّعَامِ إِذَا جَاءَنِي بِصُوَاعِ الْمَلِكِ كَفِيلٌ. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ
١٣ / ٢٥٣
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي عَلِيٌّ، قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: ثني مُعَاوِيَةُ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَوْلُهُ: ﴿وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ﴾ [يوسف: ٧٢] يَقُولُ: «كَفِيلٌ»
١٣ / ٢٥٣
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثنا شَبَابَةُ، قَالَ: ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَوْلُهُ: ﴿وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ﴾ [يوسف: ٧٢] الزَّعِيمُ: “هُوَ الْمُؤَذِّنُ الَّذِي قَالَ: ﴿أَيَّتُهَا الْعِيرُ﴾ [يوسف: ٧٠] . حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِمٍ قَالَ: ثنا عِيسَى، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، مِثْلَهُ. ⦗٢٥٤⦘ حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ قَالَ: ثنا الْحُسَيْنُ قَالَ: ثني حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، مِثْلَهُ. حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، وَأَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: بَلَغَنِي عَنْ مُجَاهِدٍ، ثُمَّ ذَكَرَ نَحْوَهُ
١٣ / ٢٥٣
حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ وَرْقَاءَ بْنِ إِيَاسَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ: ﴿وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ﴾ [يوسف: ٧٢] قَالَ: «كَفِيلٌ»
١٣ / ٢٥٤
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلُهُ: ﴿وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ﴾ [يوسف: ٧٢]: «أَيْ: وَأَنَا بِهِ كَفِيلٌ»
١٣ / ٢٥٤
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ: ﴿وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ﴾ [يوسف: ٧٢] قَالَ: «كَفِيلٌ»
١٣ / ٢٥٤
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثنا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ: ﴿وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ﴾ [يوسف: ٧٢] قَالَ: “كَفِيلٌ. حُدِّثْتُ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَرَجِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُعَاذٍ، يَقُولُ: ثنا عُبَيْدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ الضَّحَّاكَ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ
١٣ / ٢٥٤
حَدَّثَنِي الْحَارِثُ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: ﴿وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ﴾ [يوسف: ٧٢] قَالَ: «كَفِيلٌ»
١٣ / ٢٥٥
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ لَهُمُ الرَّسُولُ: «إِنَّهُ مَنْ جَاءَنَا بِهِ فَلَهُ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَا بِهِ كَفِيلٌ بِذَلِكَ حَتَّى أُؤَدِّيهِ إِلَيْهِ» وَمِنَ الزَّعِيمِ الَّذِي بِمَعْنَى الْكَفِيلِ قَوْلُ الشَّاعِرِ:
[البحر الوافر]
فَلَسْتُ بِآمِرٍ فِيهَا بِسَلْمٍ … وَلَكِنِّي عَلَى نَفْسِي زَعِيمٌ
وَأَصْلُ الزَّعِيمِ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ: الْقَائِمُ بِأَمْرِ الْقَوْمِ، وَكَذَلِكَ الْكَفِيلُ وَالْحَمِيلُ، وَلِذَلِكَ قِيلَ: رَئِيسُ الْقَوْمِ زَعِيمُهُمْ وَمُدَبِّرُهُمْ، يُقَالُ مِنْهُ: قَدْ زَعَمَ فُلَانٌ زَعَامَةً وَزَعَامًا، وَمِنْهُ قَوْلُ لَيْلَى الْأَخْيَلِيَّةِ:
[البحر الكامل]
حَتَّى إِذَا بَرَزَ اللِّوَاءُ رَأَيْتَهُ … تَحْتَ اللِّوَاءِ عَلَى الْخَمِيسِ زَعِيمَا
١٣ / ٢٥٥
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿قَالُوا تَالَلَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُمْ مَا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِي الْأَرْضِ وَمَا كُنَّا سَارِقِينَ﴾ [يوسف: ٧٣] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: قَالَ إِخْوَةُ يُوسُفَ: ﴿تَالَلَّهِ﴾ [يوسف: ٧٣] يَعْنِي: وَاللَّهِ، وَهَذِهِ التَّاءُ فِي «تَالَلَّهِ» إِنَّمَا هِيَ وَاوٌ قُلِبَتْ تَاءً، كَمَا فَعَلَ ذَلِكَ فِي التَّوْرِيَةِ وَهِيَ مِنْ وَرَّيْتُ، وَالتُّرَاثُ وَهِيَ مِنْ وَرِثْتُ، وَالتُّخْمَةُ وَهِيَ مِنَ الْوَخَامَةِ، قُلِبَتِ الْوَاوُ فِي
١٣ / ٢٥٥
ذَلِكَ كُلِّهِ تَاءً، وَالْوَاوُ فِي هَذِهِ الْحُرُوفِ كُلِّهَا مِنَ الْأَسْمَاءِ، وَلَيْسَتْ كَذَلِكَ فِي «تَالَلَّهِ»، لِأَنَّهَا إِنَّمَا هِيَ وَاوُ الْقَسَمِ، وَإِنَّمَا جُعِلَتْ تَاءً لِكَثْرَةِ مَا جَرَى عَلَى أَلْسُنِ الْعَرَبِ فِي الْأَيْمَانِ فِي قَوْلِهِمْ «وَاللَّهِ»، فَخُصَّتْ فِي هَذِهِ الْكَلِمَةِ بِأَنْ قُلِبَتْ تَاءً وَمَنْ قَالَ ذَلِكَ فِي اسْمِ اللَّهِ، فَقَالَ: «تَالَلَّهِ» لَمْ يَقُلْ تَالرَّحْمَنِ، وَتَالرَّحِيمِ، وَلَا مَعَ شَيْءٍ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ، وَلَا مَعَ شَيْءٍ مِمَّا يُقْسَمُ بِهِ، وَلَا يُقَالُ ذَلِكَ إِلَّا فِي «تَالَلَّهِ» وَحْدَهُ
١٣ / ٢٥٦
وَقَوْلُهُ: ﴿لَقَدْ عَلِمْتُمْ مَا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِي الْأَرْضِ﴾ [يوسف: ٧٣] يَقُولُ: لَقَدْ عَلِمْتُمْ مَا جِئْنَا لِنَعْصِيَ اللَّهَ فِي أَرْضِكُمْ، كَذَلِكَ كَانَ يَقُولُ جَمَاعَةٌ مِنْ أَهْلِ التَّأْوِيلِ
١٣ / ٢٥٦
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثنا إِسْحَاقُ، قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿قَالُوا تَالَلَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُمْ مَا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِي الْأَرْضِ﴾ [يوسف: ٧٣] يَقُولُ: «مَا جِئْنَا لِنَعْصِيَ فِي الْأَرْضِ» فَإِنْ قَالَ قَائِلٌ: وَمَا كَانَ عِلْمُ مَنْ قِيلَ لَهُ ﴿لَقَدْ عَلِمْتُمْ مَا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِي الْأَرْضِ﴾ [يوسف: ٧٣] بِأَنَّهُمْ لَمْ يَجِيئُوا لِذَلِكَ حَتَّى اسْتَجَازَ قَائِلُو ذَلِكَ أَنْ يَقُولُوهُ؟ قِيلَ: اسْتَجَازُوا أَنْ يَقُولُوا ذَلِكَ لِأَنَّهُمْ فِيمَا ذُكِرَ رَدُّوا الْبِضَاعَةَ الَّتِي وَجَدُوهَا فِي رِحَالِهِمْ، فَقَالُوا: لَوْ كُنَّا سُرَّاقًا لَمْ نَرُدَّ عَلَيْكُمُ الْبِضَاعَةَ الَّتِي وَجَدْنَاهَا فِي ⦗٢٥٧⦘ رِحَالِنَا، وَقِيلَ: إِنَّهُمْ كَانُوا قَدْ عَرَفُوا فِي طَرِيقِهِمْ وَمَسِيرِهِمْ أَنَّهُمْ لَا يَظْلِمُونَ أَحَدًا، وَلَا يَتَنَاوَلُونَ مَا لَيْسَ لَهُمْ، فَقَالُوا ذَلِكَ حِينَ قِيلَ لَهُمْ: ﴿إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ﴾ [يوسف: ٧٠]
١٣ / ٢٥٦
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿قَالُوا فَمَا جَزَاؤُهُ إِنْ كُنْتُمْ كَاذِبِينَ. قَالُوا جَزَاؤُهُ مَنْ وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزَاؤُهُ، كَذَلِكَ نَجِزِي الظَّالِمِينَ﴾ [يوسف: ٧٥] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: قَالَ أَصْحَابُ يُوسُفَ لِإِخْوَتِهِ: فَمَا ثَوَابُ السَّرَقِ إِنْ كُنْتُمْ كَاذِبِينَ فِي قَوْلِكُمْ ﴿مَا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِي الْأَرْضِ وَمَا كُنَّا سَارِقِينَ﴾ [يوسف: ٧٣] . ﴿قَالُوا جَزَاؤُهُ مَنْ وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزَاؤُهُ﴾ [يوسف: ٧٥] يَقُولُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: وَقَالَ إِخْوَةُ يُوسُفَ: ثَوَابُ السَّرَقِ مَنْ وُجِدَ فِي مَتَاعِهِ السَّرَقُ فَهُوَ جَزَاؤُهُ، يَقُولُ: فَالَّذِي وُجِدَ ذَلِكَ فِي رَحْلِهِ ثَوَابُهُ بِأَنْ يُسَلَّمَ بِسَرِقَتِهِ إِلَى مَنْ سَرَقَ مِنْهُ حَتَّى يَسْتَرِقَهُ ﴿كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ﴾ [يوسف: ٧٥] يَقُولُ: كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِمَنْ ظَلَمَ، فَفَعَلَ مَا لَيْسَ لَهُ فِعْلُهُ مِنْ أَخْذِهِ مَالَ غَيْرِهِ سَرَقًا. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ
١٣ / ٢٥٧
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ: ﴿فَهُوَ جَزَاؤُهُ﴾ [يوسف: ٧٥] ” أَيْ سُلِّمَ بِهِ، ﴿كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ﴾ [يوسف: ٧٥]: «أَيْ كَذَلِكَ نَصْنَعُ بِمَنْ سَرَقَ مِنَّا»
١٣ / ٢٥٧
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثنا إِسْحَاقُ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، قَالَ: «بَلَغَنَا فِي قَوْلِهِ: ﴿قَالُوا فَمَا جَزَاؤُهُ إِنْ كُنْتُمْ كَاذِبِينَ﴾ [يوسف: ٧٤] أَخْبَرُوا يُوسُفَ بِمَا يُحْكَمُ فِي بِلَادِهِمْ أَنَّهُ مَنْ سَرَقَ أُخِذَ عَبْدًا، فَقَالُوا: ﴿جَزَاؤُهُ مَنْ وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزَاؤُهُ﴾ [يوسف: ٧٥]»
١٣ / ٢٥٨
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثنا عَمْرٌو، عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنِ السُّدِّيِّ: ﴿قَالُوا فَمَا جَزَاؤُهُ إِنْ كُنْتُمْ كَاذِبِينَ، قَالُوا جَزَاؤُهُ مَنْ وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزَاؤُهُ﴾ [يوسف: ٧٥] «تَأْخُذُونَهُ فَهُوَ لَكُمْ» وَمَعْنَى الْكَلَامِ: قَالُوا: ثَوَابُ السَّرَقِ الْمُوجُودِ فِي رَحْلِهِ، كَأَنَّهُ قِيلَ: ثَوَابُهُ اسْتِرْقَاقُ الْمَوْجُودِ فِي رَحْلِهِ، ثُمَّ حَذَفَ «اسْتِرْقَاقَ» إِذْ كَانَ مَعْرُوفًا مَعْنَاهُ، ثُمَّ ابْتُدِئَ الْكَلَامُ فَقِيلَ: هُوَ جَزَاؤُهُ ﴿كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ﴾ [يوسف: ٧٥] . وَقَدْ يَحْتَمِلُ وَجْهًا آخَرَ: أَنْ يَكُونَ مَعْنَاهُ: قَالُوا: ثَوَابُ السَّرَقِ الَّذِي يُوجَدُ السَّرَقُ فِي رَحْلِهِ، فَالسَّارِقُ جَزَاؤُهُ، فَيَكُونَ «جَزَاؤُهُ» الْأَوَّلَ مَرْفُوعًا بِجُمْلَةِ الْخَبَرِ بَعْدَهُ، وَيَكُونُ مَرْفُوعًا بِالْعَائِدِ مِنْ ذِكْرِهِ فِي «هُوَ»، وَ«هُوَ» رَافِعٌ «جَزَاؤُهُ» الثَّانِي، وَيَحْتَمِلُ وَجْهًا ثَالِثًا: وَهُوَ أَنْ تَكُونَ «مِنْ» جَزَائِيَّةً، وَتَكُونُ مَرْفُوعَةً بِالْعَائِدِ مِنْ ذِكْرِهِ فِي الْهَاءِ الَّتِي فِي «رَحْلِهِ»، وَالْجَزَاءُ الْأَوَّلُ مَرْفُوعًا بِالْعَائِدِ مِنْ ذِكْرِهِ فِي «
١٣ / ٢٥٨
وُجِدَ»، وَيَكُونُ جَوَابَ الْجَزَاءِ الْفَاءُ فِي «فَهُوَ» وَالْجَزَاءُ الثَّانِي مَرْفُوعٌ بِـ «هُوَ»، فَيَكُونُ مَعْنَى الْكَلَامِ حِينَئِذٍ: قَالُوا: جَزَاءُ السَّرَقِ مَنْ وُجِدَ السَّرَقُ فِي رَحْلِهِ، فَهُوَ ثَوَابُهُ يُسْتَرَقُّ وَيُسْتَعْبَدُ
١٣ / ٢٥٩
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَاءِ أَخِيهِ ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِنْ وِعَاءِ أَخِيهِ، كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ، مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ، نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ، وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٍ﴾ [يوسف: ٧٦] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: فَفَتَّشَ يُوسُفُ أَوْعِيَتَهُمْ وَرِحَالَهُمْ طَالِبًا بِذَلِكَ صُوَاعَ الْمَلِكِ، فَبَدَأَ فِي تَفْتِيشِهِ بِأَوْعِيَةِ إِخْوَتِهِ مِنْ أَبِيهِ، فَجَعَلَ يُفَتِّشُهَا وِعَاءً وِعَاءً قَبْلَ وِعَاءِ أَخِيهِ مِنْ أَبِيهِ وَأُمِّهِ، فَإِنَّهُ أَخَّرَ تَفْتِيشَهُ، ثُمَّ فَتَّشَ آخِرَهَا وِعَاءَ أَخِيهِ، فَاسْتَخْرَجَ الصُّوَاعَ مِنْ وِعَاءِ أَخِيهِ. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ
١٣ / ٢٥٩
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلُهُ: ﴿فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَاءِ أَخِيهِ﴾ [يوسف: ٧٦] «ذُكِرَ لَنَا أَنَّهُ كَانَ لَا يَنْظُرُ فِي وِعَاءٍ إِلَّا اسْتَغْفَرَ اللَّهَ تَأَثُّمًا مِمَّا قَذَفَهُمْ بِهِ، حَتَّى بَقِيَ أَخُوهُ، وَكَانَ أَصْغَرَ الْقَوْمِ، قَالَ: مَا أَرَى هَذَا أَخَذَ شَيْئًا، قَالُوا: بَلَى فَاسْتَبْرِهِ، أَلَا وَقَدْ عَلِمُوا حَيْثُ وَضَعُوا سِقَايَتَهُمْ ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِنْ ⦗٢٦٠⦘ وِعَاءِ أَخِيهِ»
١٣ / ٢٥٩
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: «فَاسْتَخْرَجَهَا مِنْ وِعَاءِ أَخِيهِ، قَالَ: كَانَ كُلَّمَا فَتَحَ مَتَاعًا اسْتَغْفَرَ تَائِبًا مِمَّا صَنَعَ، حَتَّى بَلَغَ مَتَاعَ الْغُلَامِ فَقَالَ: مَا أَظُنُّ هَذَا أَخَذَ شَيْئًا، قَالُوا: بَلَى، فَاسْتَبْرِهِ»
١٣ / ٢٦٠
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثنا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنِ السُّدِّيِّ، قَالَ: ﴿فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَاءِ أَخِيهِ﴾ [يوسف: ٧٦] «فَلَمَّا بَقِيَ رَحْلُ الْغُلَامِ، قَالَ: مَا كَانَ هَذَا الْغُلَامُ لِيَأْخُذَهُ. قَالُوا: وَاللَّهِ لَا يُتْرَكُ حَتَّى تَنْظُرَ فِي رَحْلِهِ، لِنَذْهَبَ وَقَدْ طَابَتْ نَفْسُكَ فَأَدْخَلَ يَدَهُ فَاسْتَخْرَجَهَا مِنْ رَحْلِهِ»
١٣ / ٢٦٠
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: «لَمَّا قَالَ الرَّسُولُ لَهُمْ: ﴿وَلِمَنْ جَاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ﴾ [يوسف: ٧٢] قَالُوا: مَا نَعْلَمُهُ فِينَا وَلَا مَعَنَا، قَالَ: لَسْتُمْ بِبَارِحِينَ حَتَّى أُفَتِّشَ أَمْتِعَتَكُمْ وَأُعْذِرَ فِي طَلَبِهَا مِنْكُمْ، فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ وِعَاءً وِعَاءً، يُفَتِّشُهَا وَيَنْظُرُ مَا فِيهَا، حَتَّى مَرَّ عَلَى وِعَاءِ أَخِيهِ فَفَتَّشَهُ، فَاسْتَخْرَجَهَا مِنْهُ، فَأَخَذَ بِرَقَبَتِهِ، فَانْصَرَفَ بِهِ إِلَى يُوسُفَ. يَقُولُ اللَّهُ: ﴿كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ﴾ [يوسف: ٧٦]»
١٣ / ٢٦٠
حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ، قَالَ: ثنا الْحُسَيْنُ، قَالَ: ثني حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: «⦗٢٦١⦘ ذُكِرَ لَنَا أَنَّهُ كَانَ كُلَّمَا بَحَثَ مَتَاعَ رَجُلٍ مِنْهُمُ اسْتَغْفَرَ رَبَّهُ تَأَثُّمًا، قَدْ عَلِمَ أَيْنَ مَوْضِعُ الَّذِي يَطْلُبُ، حَتَّى إِذَا بَقِيَ أَخُوهُ وَعَلِمَ أَنَّ بُغْيَتَهُ فِيهِ، قَالَ: لَا أَرَى هَذَا الْغُلَامَ أَخَذَهُ، وَلَا أُبَالِي أَنْ لَا أَبْحَثَ مَتَاعَهُ قَالَ إِخْوَتُهُ: إِنَّهُ أَطْيَبُ لِنَفْسِكَ وَأَنْفُسِنَا أَنْ تَسْتَبْرِئَ مَتَاعَهُ أَيْضًا، فَلَمَّا فَتَحَ مَتَاعَهُ اسْتَخْرَجَ بُغْيَتَهُ مِنْهُ، قَالَ اللَّهُ: ﴿كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ﴾ [يوسف: ٧٦]» وَاخْتَلَفَ أَهْلُ الْعَرَبِيَّةِ فِي الْهَاءِ وَالْأَلِفِ اللَّتَيْنِ فِي قَوْلِهِ: ﴿ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِنْ وِعَاءِ أَخِيهِ﴾ [يوسف: ٧٦] فَقَالَ بَعْضُ نَحْوِيِّي الْبَصْرَةِ: هِيَ مِنْ ذِكْرِ «الصُّوَاعِ»، قَالَ: وَأُنِّثَ وَقَدْ قَالَ: ﴿وَلِمَنْ جَاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ﴾ [يوسف: ٧٢] لِأَنَّهُ عَنَى الصُّوَاعَ قَالَ: وَالصُّوَاعُ مُذَكَّرٌ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُؤَنِّثُ الصُّوَاعَ، وَعَنِيَ هَهُنَا السِّقَايَةَ، وَهِيَ مُؤَنَّثَةٌ، قَالَ: وَهُمَا اسْمَانِ لِوَاحِدٍ مِثْلُ الثَّوْبِ وَالْمَلْحَفَةِ مُذَكَّرٌ وَمُؤَنَّثٌ لِشَيْءٍ وَاحِدٍ. وَقَالَ بَعْضُ نَحْوِيِّي الْكُوفَةِ فِي قَوْلِهِ: ﴿ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِنْ وِعَاءِ أَخِيهِ﴾ [يوسف: ٧٦] ذَهَبَ إِلَى تَأْنِيثِ السَّرِقَةِ، قَالَ: وَإِنْ يَكُنِ الصُّوَاعُ فِي مَعْنَى الصَّاعِ فَلَعَلَّ هَذَا التَّأْنِيثَ مِنْ ذَلِكَ. قَالَ: وَإِنْ شِئْتَ جَعَلْتَهُ لِتَأْنِيثِ السِّقَايَةِ قَالَ: وَالصُّوَاعُ ذَكَرٌ، وَالصَّاعُ يُؤَنَّثُ وَيُذَكَّرُ، فَمَنْ أَنَّثَهُ قَالَ: ثَلَاثُ أَصْوُعٍ، مِثْلُ ثَلَاثِ أَدْوُرٍ، وَمَنْ ذَكَّرَهُ قَالَ: أَصْوَاعٌ، مِثْلُ أَبْوَابٍ. ⦗٢٦٢⦘ وَقَالَ آخَرُ مِنْهُمْ: إِنَّمَا أُنِّثَ الصُّوَاعُ حِينَ أُنِّثَ لِأَنَّهُ أُرِيدَتْ بِهِ السِّقَايَةُ، وَذُكِّرَ حِينَ ذُكِّرَ، لِأَنَّهُ أُرِيدَ بِهِ الصُّوَاعُ قَالَ: وَذَلِكَ مِثْلُ الْخِوَانِ وَالْمَائِدَةِ، وَسِنَانِ الرُّمْحِ وَعَالِيَتِهِ، وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ مِنَ الشَّيْءِ الَّذِي يَجْتَمِعُ فِيهِ اسْمَانِ: أَحَدُهُمَا مُذَكَّرٌ، وَالْآخَرُ مُؤَنَّثٌ
١٣ / ٢٦٠
وَقَوْلُهُ: ﴿كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ﴾ [يوسف: ٧٦] يَقُولُ: هَكَذَا صَنَعْنَا لِيُوسُفَ حَتَّى يُخَلِّصَ أَخَاهُ لِأَبِيهِ وَأُمِّهِ مِنْ إِخْوَتِهِ لِأَبِيهِ، بِإِقْرَارٍ مِنْهُمْ أَنَّ لَهُ أَنْ يَأْخُذَهُ مِنْهُمْ وَيَحْتَبِسَهُ فِي يَدَيْهِ، وَيَحُولُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُمْ، وَذَلِكَ أَنَّهُمْ قَالُوا إِذْ قِيلَ لَهُمْ ﴿مَا جَزَاؤُهُ إِنْ كُنْتُمْ كَاذِبِينَ﴾: “جَزَاءُ مَنْ سَرَقَ الصُّوَاعَ أَنَّ مَنْ وُجِدَ ذَلِكَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ مُسْتَرَقٌّ بِهِ، وَذَلِكَ كَانَ حُكْمُهُمْ فِي دِينِهِمْ، فَكَادَ اللَّهُ لِيُوسُفَ كَمَا وَصَفَ لَنَا حَتَّى أَخَذَ أَخَاهُ مِنْهُمْ، فَصَارَ عِنْدَهُ بِحُكْمِهِمْ وَصُنْعَ اللَّهِ لَهُ
١٣ / ٢٦٢
وَقَوْلُهُ: ﴿مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ﴾ [يوسف: ٧٦] يَقُولُ: مَا كَانَ يُوسُفُ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي حُكْمِ مَلِكِ مِصْرَ وَقَضَائِهِ وَطَاعَتِهِ مِنْهُمْ، لِأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ مِنْ حُكْمِ ذَلِكَ الْمَلِكِ وَقَضَائِهِ أَنْ يُسْتَرَقَّ أَحَدٌ بِالسَّرَقِ، فَلَمْ يَكُنْ لِيُوسُفَ أَخْذُ أَخِيهِ فِي حُكْمِ مَلِكِ أَرْضِهِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ بِكَيْدِهِ الَّذِي كَادَهُ لَهُ، حَتَّى أَسْلَمَ مَنْ وُجِدَ فِي وِعَائِهِ الصُّوَاعُ إِخْوَتُهُ وَرُفَقَاؤُهُ بِحُكْمِهِمْ عَلَيْهِ وَطَابَتْ أَنْفُسُهُمْ بِالتَّسْلِيمِ. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ
١٣ / ٢٦٢
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ، قَالَ: ثنا شَبَابَةُ، قَالَ: ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ ⦗٢٦٣⦘ مُجَاهِدٍ، قَوْلُهُ: ﴿مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ﴾ [يوسف: ٧٦] إِلَّا فَعْلَةً كَادَهَا اللَّهُ لَهُ، فَاعْتَلَّ بِهَا يُوسُفُ». حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِمٍ قَالَ: ثنا عِيسَى، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، مِثْلَهُ
١٣ / ٢٦٢
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى قَالَ: ثنا أَبُو حُذَيْفَةَ قَالَ: ثنا شِبْلٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: ﴿كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ﴾ [يوسف: ٧٦] «كَادَهَا اللَّهُ لَهُ، فَكَانَتْ عِلَّةً لِيُوسُفَ»
١٣ / ٢٦٣
حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ قَالَ: ثنا الْحُسَيْنُ قَالَ: ثني حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: ﴿لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ﴾ [يوسف: ٧٦] قَالَ: «إِلَّا فَعْلَةً كَادَهَا اللَّهُ فَاعْتَلَّ بِهَا يُوسُفُ»
١٣ / ٢٦٣
قَالَ: ثني حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَوْلُهُ: ﴿كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ﴾ [يوسف: ٧٦] قَالَ: «صَنَعْنَا»
١٣ / ٢٦٣
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثنا عَمْرٌو، عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنِ السُّدِّيِّ: ﴿كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ﴾ [يوسف: ٧٦] يَقُولُ: صَنَعْنَا لِيُوسُفَ “
١٣ / ٢٦٣
حُدِّثْتُ عَنِ الْحُسَيْنِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُعَاذٍ، يَقُولُ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ الضَّحَّاكَ يَقُولُ فِي قَوْلِهِ: ﴿كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ﴾ [يوسف: ٧٦] يَقُولُ: «⦗٢٦٤⦘ صَنَعْنَا لِيُوسُفَ» وَاخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ: ﴿مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ﴾ [يوسف: ٧٦] فَقَالَ بَعْضُهُمْ: مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي سُلْطَانِ الْمَلِكِ
١٣ / ٢٦٣
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: ثني أَبِي قَالَ: ثني عَمِّي قَالَ: ثني أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: ﴿مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ﴾ [يوسف: ٧٦] يَقُولُ: فِي سُلْطَانِ الْمَلِكِ “
١٣ / ٢٦٤
حُدِّثْتُ عَنِ الحُسَيْنِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُعَاذٍ، يَقُولُ: ثنا عُبَيْدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ الضَّحَّاكَ يَقُولُ فِي قَوْلِهِ: ﴿مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ﴾ [يوسف: ٧٦] يَقُولُ: فِي سُلْطَانِ الْمَلِكِ». وَقَالَ آخَرُونَ: مَعْنَى ذَلِكَ: فِي حُكْمِهِ وَقَضَائِهِ
١٣ / ٢٦٤
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلُهُ: ﴿مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ﴾ [يوسف: ٧٦] يَقُولُ: «مَا كَانَ ذَلِكَ فِي قَضَاءِ الْمَلِكِ أَنْ يَسْتَعَبِدَ رَجُلًا بِسَرِقَةٍ»
١٣ / ٢٦٤
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ: ﴿فِي دِينِ الْمَلِكِ﴾ [يوسف: ٧٦] قَالَ: «لَمْ يَكُنْ ذَلِكَ فِي دِينِ الْمَلِكِ، قَالَ: حُكْمُهُ»
١٣ / ٢٦٥
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثنا أَبُو صَالِحٍ مُحَمَّدُ بْنُ لَيْثٍ الْمَرْوَزِيُّ، عَنْ رَجُلٍ قَدْ سَمَّاهُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ أَبِي مَوْدُودٍ الْمَدِينِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ كَعْبٍ الْقُرَظِيَّ، يَقُولُ: ﴿قَالُوا جَزَاؤُهُ مَنْ وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزَاؤُهُ﴾ [يوسف: ٧٥] ﴿كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ﴾ [يوسف: ٧٦] قَالَ: «دِينُ الْمَلِكِ لَا يُؤْخَذُ بِهِ مَنْ سَرَقَ أَصْلًا، وَلَكِنَّ اللَّهَ كَادَ لِأَخِيهِ، حَتَّى تَكَلَّمُوا مَا تَكَلَّمُوا بِهِ، فَأَخَذَهُمْ بِقَوْلِهِمْ، وَلَيْسَ فِي قَضَاءِ الْمَلِكِ»
١٣ / ٢٦٥
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، قَالَ: “بَلَغَهُ فِي قَوْلِهِ: ﴿مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ﴾ [يوسف: ٧٦] قَالَ: «كَانَ حُكْمُ الْمَلِكِ أَنَّ مَنْ سَرَقَ ضُوعِفَ عَلَيْهِ الْغُرْمُ»
١٣ / ٢٦٥
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثنا عَمْرٌو، عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنِ السُّدِّيِّ: ﴿مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ﴾ [يوسف: ٧٦] يَقُولُ: «فِي حُكْمِ الْمَلِكِ»
١٣ / ٢٦٥
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ: ﴿مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي ⦗٢٦٦⦘ دِينِ الْمَلِكِ﴾ [يوسف: ٧٦]: «أَيْ بِظُلْمٍ، وَلَكِنَّ اللَّهَ كَادَ لِيُوسُفَ لِيَضُمَّ إِلَيْهِ أَخَاهُ»
١٣ / ٢٦٥
حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ فِي قَوْلِهِ: ﴿مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ﴾ [يوسف: ٧٦] قَالَ: «لَيْسَ فِي دِينِ الْمَلِكِ أَنْ يُؤْخَذَ السَّارِقُ بِسَرِقَتِهِ. قَالَ: وَكَانَ الْحُكْمُ عِنْدَ الْأَنْبِيَاءِ يَعْقُوبَ وَبَنِيهِ: أَنْ يُؤْخَذَ السَّارِقُ بِسَرِقَتِهِ عَبْدًا يُسْتَرَقُّ» وَهَذِهِ الْأَقْوَالُ وَإِنِ اخْتَلَفَتْ أَلْفَاظُ قَائِلِيهَا فِي مَعْنَى دِينِ الْمَلِكِ، فَمُتَقَارِبَةُ الْمَعَانِي، لِأَنَّ مَنْ أَخَذَهُ فِي سُلْطَانِ الْمَلِكِ عَامَلَهُ بِعَمَلِهِ، فَبِرِضَاهُ أَخَذَهُ إِذًا لَا بِغَيْرِهِ، وَذَلِكَ مِنْهُ حُكْمٌ عَلَيْهِ، وَحُكْمُهُ عَلَيْهِ قَضَاؤُهُ، وَأَصْلُ الدِّينِ: الطَّاعَةُ، وَقَدْ بَيَّنْتُ ذَلِكَ فِي غَيْرِ هَذَا الْمَوْضِعِ بِشَوَاهِدِهِ بِمَا أَغْنَى عَنْ إِعَادَتِهِ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ
١٣ / ٢٦٦
وَقَوْلُهُ: ﴿إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ﴾ [الأنعام: ١١١]
١٣ / ٢٦٦
كَمَا حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثنا عَمْرٌو، عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنِ السُّدِّيِّ: ﴿إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ﴾ [الأنعام: ١١١] «وَلَكِنْ صَنَعْنَا لَهُ بِأَنَّهُمْ قَالُوا: ﴿فَهُوَ جَزَاؤُهُ﴾ [يوسف: ٧٥]»
١٣ / ٢٦٦
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثنا أَبُو حُذَيْفَةَ، قَالَ: ثنا شِبْلٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: ﴿إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ﴾ [الأنعام: ١١١]، إِلَّا بِعِلَّةٍ كَادَهَا اللَّهُ، فَاعْتَلَّ بِهَا يُوسُفُ “
١٣ / ٢٦٧
وَقَوْلُهُ: ﴿نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ﴾ [الأنعام: ٨٣] اخْتَلَفَتِ الْقُرَّاءُ فِي قِرَاءَةِ ذَلِكَ، فَقَرَأَهُ بَعْضُهُمْ: (نَرْفَعُ دَرَجَاتِ مَنْ نَشَاءُ) بِإِضَافَةِ الدَّرَجَاتِ إِلَى «مَنْ» بِمَعْنَى: نَرْفَعُ مَنَازِلَ مَنْ نَشَاءُ، وَرَفْعُ مَنَازِلِهِ وَمَرَاتِبِهِ فِي الدُّنْيَا بِالْعِلْمِ عَلَى غَيْرِهِ، كَمَا رَفَعْنَا مَرْتَبَةَ يُوسُفَ فِي ذَلِكَ وَمَنْزِلَتَهُ فِي الدُّنْيَا عَلَى مَنَازِلِ إِخْوَتِهِ وَمَرَاتِبِهِمْ. وَقَرَأَ ذَلِكَ آخَرُونَ: ﴿نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ﴾ [الأنعام: ٨٣] بِتَنْوِينِ «الدَّرَجَاتِ» بِمَعْنَى: نَرْفَعُ مَنْ نَشَاءُ مَرَاتِبَ وَدَرَجَاتٍ فِي الْعِلْمِ عَلَى غَيْرِهِ، كَمَا رَفَعْنَا يُوسُفَ فَمَنْ عَلَى هَذِهِ الْقِرَاءَةِ نَصَبَ، وَعَلَى الْقِرَاءَةِ الْأُولَى خَفَضَ وَقَدْ بَيَّنَّا ذَلِكَ فِي سُورَةِ الْأَنْعَامِ. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ
١٣ / ٢٦٧
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ، قَالَ: ثنا الْحُسَيْنُ، قَالَ: ثني حَجَّاجٌ قَالَ: قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ، قَوْلُهُ: ﴿نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ﴾ [الأنعام: ٨٣] «يُوسُفُ وَإِخْوَتُهُ أُوتُوا عِلْمًا، فَرَفَعْنَا يُوسُفَ فَوْقَهُمْ فِي الْعِلْمِ»
١٣ / ٢٦٧
وَقَوْلُهُ: ﴿وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ﴾ [يوسف: ٧٦] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: وَفَوْقَ كُلِّ ⦗٢٦٨⦘ عَالِمٍ مَنْ هُوَ أَعْلَمُ مِنْهُ حَتَّى يَنْتَهِي ذَلِكَ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى، وَإِنَّمَا عَنَى بِذَلِكَ أَنَّ يُوسُفَ أَعْلَمُ إِخْوَتِهِ، وَأَنَّ فَوْقَ يُوسُفَ مَنْ هُوَ أَعْلَمُ مِنْ يُوسُفَ، حَتَّى يَنْتَهِي ذَلِكَ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ
١٣ / ٢٦٧
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثنا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى الثَّعْلَبِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ حَدَّثَ بِحَدِيثٍ، فَقَالَ رَجُلٌ عِنْدَهُ: ﴿وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ﴾ [يوسف: ٧٦] فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: «بِئْسَمَا قُلْتَ، إِنَّ اللَّهَ هُوَ عَلِيمٌ، وَهُوَ فَوْقَ كُلِّ عَالِمٍ»
١٣ / ٢٦٨
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ قَالَ: ثنا وَكِيعُ، وَحَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ قَالَ: ثنا أَبِي، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَ ابْنُ عَبَّاسٍ بِحَدِيثٍ، فَقَالَ رَجُلٌ عِنْدَهُ: الْحَمْدُ للَّهِ ﴿وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ﴾ [يوسف: ٧٦]، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: «الْعَالِمُ اللَّهُ، وَهُوَ فَوْقَ كُلِّ عَالِمٍ»
١٣ / ٢٦٨
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الثَّوْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ، فَحَدَّثَ حَدِيثًا، فَتَعَجَّبَ رَجُلٌ فَقَالَ: الْحَمْدُ للَّهِ ﴿وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ﴾ [يوسف: ٧٦]، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: «بِئْسَمَا قُلْتَ، اللَّهُ الْعَلِيمُ، وَهُوَ فَوْقَ كُلِّ عَالِمٍ»
١٣ / ٢٦٨
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَابْنُ وَكِيعٍ، قَالَا: ثنا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ⦗٢٦٩⦘ إِسْرَائِيلُ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: ﴿وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ﴾ [يوسف: ٧٦] قَالَ: «يَكُونُ هَذَا أَعْلَمُ مِنْ هَذَا، وَهَذَا أَعْلَمُ مِنْ هَذَا، وَاللَّهُ فَوْقَ كُلِّ عَالِمٍ»
١٣ / ٢٦٨
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: ثنا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: ﴿وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ﴾ [يوسف: ٧٦] قَالَ: «اللَّهُ الْخَبِيرُ الْعَلِيمُ فَوْقَ كُلِّ عَالِمٍ»
١٣ / ٢٦٩
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى قَالَ: ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: ﴿وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ﴾ [يوسف: ٧٦] قَالَ: «اللَّهُ فَوْقَ كُلِّ عَالِمٍ»
١٣ / ٢٦٩
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا وَكِيعٌ، وَحَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثنا أَبِي، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ: «سَأَلَ رَجُلٌ عَلِيًّا عَنْ مَسْأَلَةٍ، فَقَالَ فِيهَا، فَقَالَ الرَّجُلُ: لَيْسَ هَكَذَا وَلَكِنْ كَذَا وَكَذَا، قَالَ عَلِيٌّ:»أَصَبْتَ وَأَخْطَأْتُ ﴿وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ﴾ [يوسف: ٧٦] “
١٣ / ٢٦٩
حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ، وَابْنُ وَكِيعٍ، قَالَا: ثنا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، فِي قَوْلِهِ: ﴿وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ﴾ [يوسف: ٧٦] قَالَ: «عِلْمُ اللَّهِ فَوْقَ كُلِّ أَحَدٍ»
١٣ / ٢٦٩
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ قَالَ: ثنا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ نَصْرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: ﴿وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ﴾ [يوسف: ٧٦] قَالَ: «اللَّهُ عز وجل»
١٣ / ٢٧٠
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، ثنا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ: ﴿وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ﴾ [يوسف: ٧٦] قَالَ: «اللَّهُ أَعْلَمُ مِنْ كُلِّ أَحَدٍ»
١٣ / ٢٧٠
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا جَرِيرٌ، عَنِ ابْنِ شُبْرُمَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، فِي قَوْلِهِ: ﴿وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ﴾ [يوسف: ٧٦] قَالَ: «لَيْسَ عَالِمٌ إِلَّا فَوْقَهُ عَالِمٌ، حَتَّى يَنْتَهِي الْعِلْمُ إِلَى اللَّهِ»
١٣ / ٢٧٠
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثنا عَاصِمٌ، قَالَ: ثنا جُوَيْرِيَةُ، عَنْ بَشِيرٍ الْهُجَيْمِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ، قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ يَوْمًا: ﴿وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ﴾ [يوسف: ٧٦]، ثُمَّ وَقَفَ فَقَالَ: «إِنَّهُ وَاللَّهِ مَا أَمْسَى عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ عَالِمٌ إِلَّا فَوْقَهُ مَنْ هُوَ أَعْلَمُ مِنْهُ، حَتَّى يَعُودَ الْعِلْمُ إِلَى الَّذِي عَلَّمَهُ»
١٣ / ٢٧٠
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: ثنا عَلِيٌّ، عَنْ جَرِيرٍ، عَنِ ابْنِ شُبْرُمَةَ، عَنِ الْحَسَنِ: ﴿وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ﴾ [يوسف: ٧٦] قَالَ: «فَوْقَ كُلِّ عَالِمٍ عَالِمٌ، حَتَّى يَنْتَهِي الْعِلْمُ إِلَى اللَّهِ»
١٣ / ٢٧٠
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلُهُ: ﴿وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ﴾ [يوسف: ٧٦] ” حَتَّى يَنْتَهِي الْعِلْمُ إِلَى اللَّهِ، مِنْهُ بُدِئَ، وَتَعَلَّمَتِ الْعُلَمَاءُ، وَإِلَيْهِ يَعُودُ. فِي قِرَاءَةِ عَبْدِ اللَّهِ: (وَفَوْقَ كُلِّ عَالِمٍ عَلِيمٌ) قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: إِنْ قَالَ لَنَا قَائِلٌ: وَكَيْفَ جَازَ لِيُوسُفَ أَنْ يَجْعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ ثُمَّ يُسَرِّقَ قَوْمًا أَبْرِيَاءَ مِنَ السَّرَقِ، وَيَقُولُ ﴿أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ﴾ [يوسف: ٧٠] قِيلَ: إِنَّ قَوْلَهُ: ﴿أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ﴾ [يوسف: ٧٠] إِنَّمَا هُوَ خَبَرٌ مِنَ اللَّهِ عَنْ مُؤَذِّنٍ أَذَّنَ بِهِ، لَا خَبَرٌ عَنْ يُوسُفَ وَجَائِزٌ أَنْ يَكُونَ الْمُؤَذِّنُ أَذَّنَ بِذَلِكَ أَنْ فُقِدَ الصُّوَاعُ وَلَا يَعْلَمُ بِصَنِيعِ يُوسُفَ، وَجَائِزٌ أَنْ يَكُونَ كَانَ أَذَّنَ الْمُؤَذِّنُ بِذَلِكَ عَنْ أَمْرِ يُوسُفَ، وَاسْتَجَازَ الْأَمْرُ بِالنِّدَاءِ بِذَلِكَ لِعِلْمِهِ بِهِمْ أَنَّهُمْ قَدْ كَانُوا سَرَقُوا سَرِقَةً فِي بَعْضِ الْأَحْوَالِ، فَأَمَرَ الْمُؤَذِّنُ أَنْ يُنَادِيَهُمْ بِوَصْفِهِمْ بِالسَّرَقِ، وَيُوسُفُ يَعْنِي ذَلِكَ السَّرَقَ لَا سَرَقُهُمُ الصُّوَاعَ، وَقَدْ قَالَ بَعْضُ أَهْلِ التَّأْوِيلِ: إِنَّ ذَلِكَ كَانَ خَطَأً مِنْ فِعْلِ يُوسُفَ، فَعَاقَبَهُ اللَّهُ بِإِجَابَةِ الْقَوْمِ إِيَّاهُ: ﴿إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ﴾ [يوسف: ٧٧] وَقَدْ ذَكَرْنَا الرِّوَايَةَ فِيمَا مَضَى بِذَلِكَ
١٣ / ٢٧١
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿قَالُوا إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ، فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ، قَالَ أَنْتُمْ شَرٌّ مَكَانًا، وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَصِفُونَ﴾ [يوسف: ٧٧]⦗٢٧٢⦘ يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: ﴿قَالُوا إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ﴾ [يوسف: ٧٧] يَعْنُونَ أَخَاهُ لِأَبِيهِ وَأُمِّهِ وَهُوَ يُوسُفُ، كَمَا
١٣ / ٢٧١
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثنا شَبَابَةُ، قَالَ: ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَوْلُهُ: ﴿إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ﴾ [يوسف: ٧٧] لِيُوسُفُ. حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ عِيسَى، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ مِثْلَهُ
١٣ / ٢٧٢
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى قَالَ: ثنا إِسْحَاقُ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ، عَنْ وَرْقَاءَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ: ﴿إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ﴾ [يوسف: ٧٧] قَالَ: «يَعْنِي يُوسُفَ»
١٣ / ٢٧٢
حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ قَالَ: ثنا الْحُسَيْنُ قَالَ: ثني حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: ﴿فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ﴾ [يوسف: ٧٧] قَالَ: «يُوسُفُ» وَقَدِ اخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي السَّرَقِ الَّذِي وَصَفُّوا بِهِ يُوسُفَ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: كَانَ صَنَمًا لِجَدِّهِ أَبِي أُمِّهِ كَسَرَهُ وَأَلْقَاهُ عَلَى الطَّرِيقِ
١٣ / ٢٧٢
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرٍو الْبَصْرِيُّ، قَالَ: ثنا الْفَيْضُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَ: ثنا مِسْعَرٌ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ: ﴿إِنْ يَسْرِقْ فَقَدَ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ ⦗٢٧٣⦘ قَبْلُ﴾ [يوسف: ٧٧] قَالَ: «سَرَقَ يُوسُفُ صَنَمًا لِجَدِّهِ أَبِي أُمِّهِ، كَسَرَهُ وَأَلْقَاهُ فِي الطَّرِيقِ، فَكَانَ إِخْوَتُهُ يَعِيبُونَهُ بِذَلِكَ»
١٣ / ٢٧٢
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ: ﴿فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ﴾ [يوسف: ٧٧] «ذُكِرَ أَنَّهُ سَرَقَ صَنَمًا لِجَدِّهِ أَبِي أُمِّهِ، فَعَيَّرُوهُ بِذَلِكَ»
١٣ / ٢٧٣
حَدَّثَنَا بِشْرٌ قَالَ: ثنا يَزِيدُ قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلُهُ: ﴿إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ﴾ [يوسف: ٧٧]: «أَرَادُوا بِذَلِكَ عَيْبَ نَبِيِّ اللَّهِ يُوسُفَ، وَسَرِقَتُهُ الَّتِي عَابُوهُ بِهَا صَنَمٌ كَانَ لِجَدِّهِ أَبِي أُمِّهِ، فَأَخَذَهُ، إِنَّمَا أَرَادَ نَبِيُّ اللَّهِ بِذَلِكَ الْخَيْرَ، فَعَابُوهُ»
١٣ / ٢٧٣
حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ، قَالَ: ثنا الْحُسَيْنُ، قَالَ: ثني حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ﴾ [يوسف: ٧٧] قَالَ: «كَانَتْ أُمُّ يُوسُفَ أَمَرَتْ يُوسُفَ يَسْرِقَ صَنَمًا لِخَالِهِ يَعْبُدُهُ، كَانَتْ مُسْلِمَةً»
١٣ / ٢٧٣
وَقَالَ آخَرُونَ فِي ذَلِكَ مَا: حَدَّثَنَا بِهِ أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا ابْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي قَالَ: «كَانَ بَنُو يَعْقُوبَ عَلَى طَعَامٍ، اضْطُرَّ يُوسُفُ إِلَى عِرْقٍ فَخَبَّأَهُ، فَعَيَّرُوهُ بِذَلِكَ ﴿إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ﴾ [يوسف: ٧٧]»
١٣ / ٢٧٣
وَقَالَ آخَرُونَ فِي ذَلِكَ بِمَا: حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ أَبِي الْحَجَّاجِ، قَالَ: «كَانَ أَوَّلُ مَا دَخَلَ عَلَى يُوسُفَ مِنَ الْبَلَاءِ فِيمَا بَلَغَنِي أَنَّ عَمَّتَهُ ابْنَةَ إِسْحَاقَ، وَكَانَتْ أَكْبَرَ وَلَدِ إِسْحَاقَ، وَكَانَتْ إِلَيْهَا مِنْطَقَةُ إِسْحَاقَ، وَكَانُوا يَتَوَارَثُونَهَا بِالْكِبَرِ، فَكَانَ مَنِ اخْتُصَّ بِهَا مِمَّنْ وَلِيَهَا كَانَ لَهُ سَلَمًا لَا يُنَازَعُ فِيهِ، يَصْنَعُ فِيهِ مَا شَاءَ وَكَانَ يَعْقُوبُ حِينَ وُلِدَ لَهُ يُوسُفُ، كَانَ قَدْ حَضَنَتْهُ عَمَّتُهُ، فَكَانَ مَعَهَا وَإِلَيْهَا، فَلَمْ يُحِبَّ أَحَدٌ شَيْئًا مِنَ الْأَشْيَاءِ حُبَّهَا إِيَّاهُ، حَتَّى إِذَا تَرَعَرَعَ وَبَلَغَ سَنَوَاتٍ، وَوَقَعَتْ نَفْسُ يَعْقُوبَ عَلَيْهِ، أَتَاهَا فَقَالَ: يَا أُخَيَّةُ، سَلِّمِي إِلَيَّ يُوسُفَ، فَوَاللَّهِ مَا أَقْدِرُ عَلَى أَنْ يَغِيبَ عَنِّي سَاعَةً فَقَالَتْ: وَاللَّهِ مَا أَنَا بِتَارِكَتِهِ، وَاللَّهِ مَا أَقْدِرُ أَنْ يَغِيبَ عَنِّي سَاعَةً قَالَ: فَوَاللَّهِ مَا أَنَا بِتَارِكِهِ قَالَتْ: فَدَعْهُ عِنْدِي أَيَّامًا أَنْظُرُ إِلَيْهِ وَأَسْكُنُ عَنْهُ، لَعَلَّ ذَلِكَ يُسَلِّينِي عَنْهُ أَوْ كَمَا قَالَتْ، فَلَمَّا خَرَجَ مِنْ عِنْدِهَا يَعْقُوبُ عَمَدَتْ إِلَى مِنْطَقَةِ إِسْحَاقَ فَحَزَّمَتْهَا عَلَى يُوسُفَ مِنْ تَحْتِ ثِيَابِهِ، ثُمَّ قَالَتْ: لَقَدْ فَقَدْتُ مِنْطَقَةَ إِسْحَاقَ، فَانْظُرُوا مَنْ أَخَذَهَا وَمَنْ أَصَابَهَا فَالْتُمِسَتْ، ثُمَّ قَالَتِ: اكْشِفُوا أَهْلَ الْبَيْتِ فَكَشَفُوهُمْ، فَوَجَدُوهَا مَعَ يُوسُفَ، فَقَالَتْ: وَاللَّهِ إِنَّهُ لِي لَسَلْمٌ أَصْنَعُ فِيهِ مَا شِئْتُ. قَالَ: وَأَتَاهَا يَعْقُوبُ فَأَخْبَرَتْهُ الْخَبَرَ، فَقَالَ لَهَا: أَنْتِ وَذَاكَ، إِنْ كَانَ فَعَلَ ذَلِكَ فَهُوَ سَلْمٌ لَكِ، مَا أَسْتَطِيعُ غَيْرَ ذَلِكَ، فَأَمْسَكَتْهُ، فَمَا قَدَرَ عَلَيْهِ يَعْقُوبُ حَتَّى مَاتَتْ. قَالَ: فَهُوَ الَّذِي تَقُولُ إِخْوَةُ يُوسُفَ حِينَ صَنَعَ بِأَخِيهِ مَا صَنَعَ حِينَ أَخَذَهُ: ﴿إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ﴾ [يوسف: ٧٧] . قَالَ ابْنُ حُمَيْدٍ: قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: لَمَّا رَأَى بَنُو يَعْقُوبَ مَا صَنَعَ إِخْوَةُ يُوسُفَ، ⦗٢٧٥⦘ وَلَمْ يَشُكُّوا أَنَّهُ سَرَقَ، قَالُوا أَسَفًا عَلَيْهِمْ لِمَا دَخَلَ عَلَيْهِمْ فِي أَنْفُسِهِمْ تَأْنِيبًا لَهُ: ﴿إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ﴾ [يوسف: ٧٧] فَلَمَّا سَمِعَهَا يُوسُفُ ﴿قَالَ أَنْتُمْ شَرٌّ مَكَانًا﴾ [يوسف: ٧٧] سِرًّا فِي نَفْسِهِ ﴿وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ﴾ [يوسف: ٧٧] ﴿وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَصِفُونَ﴾ [يوسف: ٧٧]»
١٣ / ٢٧٤
وَقَوْلُهُ: ﴿فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ، قَالَ أَنْتُمْ شَرٌّ مَكَانًا، وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَصِفُونَ﴾ [يوسف: ٧٧] يَعْنِي بِقَوْلِهِ: ﴿فَأَسَرَّهَا﴾ [يوسف: ٧٧]: فَأَضْمَرَهَا، وَقَالَ: ﴿فَأَسَرَّهَا﴾ [يوسف: ٧٧] فَأَنَّثَ، لِأَنَّهُ عَنَى بِهَا الْكَلِمَةَ، وَهِيَ: ﴿أَنْتُمْ شَرٌّ مَكَانًا، وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَصِفُونَ﴾ [يوسف: ٧٧]، وَلَوْ كَانَتْ جَاءَتْ بِالتَّذْكِيرِ كَانَ جَائِزًا، كَمَا قِيلَ: ﴿تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ﴾ [هود: ٤٩] وَ﴿ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْقُرَى﴾ [هود: ١٠٠]، وَكَنَّى عَنِ الْكَلِمَةِ، وَلَمْ يَجْرِ لَهَا ذِكْرٌ مُتَقَدِّمٌ، وَالْعَرَبُ تَفْعَلُ ذَلِكَ كَثِيرًا، إِذَا كَانَ مَفْهُومًا الْمَعْنَى الْمُرَادُ عِنْدَ سَامِعِي الْكَلَامِ، وَذَلِكَ نَظِيرُ قَوْلِ /حَاتِمٍ الطَّائِيِّ:
[البحر الطويل]
أَمَاوِيَّ مَا يُغْنِي الثَّرَاءُ عَنِ الْفَتَى … إِذَا حَشْرَجَتْ يَوْمًا وَضَاقَ بِهَا الصَّدْرُ
يُرِيدُ: وَضَاقَ بِالنَّفْسِ الصَّدْرُ، فَكَنَّى عَنْهَا وَلَمْ يُجْرِ لَهَا ذِكْرٌ، إِذْ كَانَ فِي قَوْلِهِ: إِذَا حَشْرَجَتْ يَوْمًا، دَلَالَةٌ لِسَامِعِ كَلَامِهِ عَلَى مُرَادِهِ بِقَوْلِهِ: «وَضَاقَ بِهَا» وَمِنْهُ قَوْلُ اللَّهِ: ﴿ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا، ثُمَّ جَاهَدُوا وَصَبَرُوا، إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [النحل: ١١٠]
١٣ / ٢٧٥
فَقَالَ: «مِنْ بَعْدِهَا» وَلَمْ يَجْرِ قَبْلَ ذَلِكَ ذِكْرٌ لِاسْمٍ مُؤَنَّثٍ. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ
١٣ / ٢٧٦
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ: ﴿فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ﴾ [يوسف: ٧٧] «أَمَّا الَّذِي أَسَرَّ فِي نَفْسِهِ فَقَوْلُهُ: ﴿أَنْتُمْ شَرٌّ مَكَانًا، وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَصِفُونَ﴾ [يوسف: ٧٧]»
١٣ / ٢٧٦
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ: ﴿فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ، قَالَ أَنْتُمْ شَرٌّ مَكَانًا، وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَصِفُونَ﴾ [يوسف: ٧٧] . «قَالَ هَذَا الْقَوْلَ»
١٣ / ٢٧٦
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: ثني أَبِي قَالَ: ثني عَمِّي قَالَ: ثني أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: ﴿فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ﴾ [يوسف: ٧٧] يَقُولُ: «أَسَرَّ فِي نَفْسِهِ قَوْلَهُ: ﴿أَنْتُمْ شَرٌّ مَكَانًا، وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَصِفُونَ﴾ [يوسف: ٧٧]»
١٣ / ٢٧٦
وَقَوْلُهُ: ﴿وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَصِفُونَ﴾ [يوسف: ٧٧] يَقُولُ: وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَكْذِبُونَ فِيمَا تَصِفُونَ بِهِ أَخَاهُ بِنْيَامِينَ. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ
١٣ / ٢٧٦
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثنا شَبَابَةُ، قَالَ: ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَوْلُهُ: ﴿أَنْتُمْ شَرٌّ مَكَانًا وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَصِفُونَ﴾ [يوسف: ٧٧] «يَقُولُونَ: يُوسُفُ يَقُولُهُ». حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِمٍ قَالَ: ثنا عِيسَى، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ مِثْلَهُ. حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ، قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ، عَنْ وَرْقَاءَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، مِثْلَهُ
١٣ / ٢٧٧
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ: ﴿وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَصِفُونَ﴾ [يوسف: ٧٧]: «أَيْ بِمَا تَكْذِبُونَ» فَمَعْنَى الْكَلَامِ إذَنْ: فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ قَالَ: أَنْتُمْ شَرٌّ عِنْدَ اللَّهِ مَنْزِلًا مِمَّنْ وَصَفْتُمُوهُ بِأَنَّهُ سَرَقَ، وَأَخْبَثُ مَكَانًا بِمَا سَلَفَ مِنْ أَفْعَالِكُمْ، وَاللَهُ عَالِمٌ بِكَذِبِكُمْ، وَإِنْ جَهِلَهُ كَثِيرٌ مِمَّنْ حَضَرَ مِنَ النَّاسِ. وَذُكِرَ أَنَّ الصُّوَاعَ لَمَّا وُجِدَ فِي رَحْلِ أَخِي يُوسُفَ تَلَاوَمَ الْقَوْمُ بَيْنَهُمْ، كَمَا
١٣ / ٢٧٧
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثنا عَمْرٌو، عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنِ السُّدِّيِّ، قَالَ: “لَمَّا اسْتُخْرِجَتِ السَّرِقَةُ مِنْ رَحْلِ الْغُلَامِ انْقَطَعَتْ ظُهُورُهُمْ، وَقَالُوا: يَا بَنِي رَاحِيلَ، مَا يَزَالُ لَنَا مِنْكُمْ بَلَاءٌ حَتَّى أَخَذْتَ هَذَا الصُّوَاعَ فَقَالَ بِنْيَامِينُ: بَلْ بَنُو رَاحِيلَ الَّذِينَ لَا يَزَالُ لَهُمْ مِنْكُمْ
١٣ / ٢٧٧
بَلَاءٌ، ذَهَبْتُمْ بِأَخِي فَأَهْلَكْتُمُوهُ فِي الْبَرِّيَّةِ، وَضَعَ هَذَا الصُّوَاعَ فِي رَحْلِي الَّذِي وَضَعَ الدَّرَاهِمَ فِي رِحَالِكُمْ، فَقَالُوا: لَا تَذْكُرِ الدَّرَاهِمَ فَنُؤْخَذَ بِهَا، فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ دَعَا بِالصُّوَاعِ، فَنَقَرَ فِيهِ، ثُمَّ أَدْنَاهُ مِنْ أُذُنِهِ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ صُوَاعِي هَذَا لَيُخْبِرُنِي أَنَّكُمْ كُنْتُمْ اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلًا، وَأَنَّكُمُ انْطَلَقْتُمْ بِأَخٍ لَكُمْ فَبِعْتُمُوهُ، فَلَمَّا سَمِعَهَا بِنْيَامِينُ، قَامَ فَسَجَدَ لِيُوسُفَ، ثُمَّ قَالَ: أَيُّهَا الْمَلِكُ، سَلْ صُوَاعَكَ هَذَا عَنْ أَخِي، أَحَيُّ هُوَ؟ فَنَقَرَهُ، ثُمَّ قَالَ: هُوَ حَيٌّ، وَسَوْفَ تَرَاهُ، قَالَ: فَاصْنَعْ بِي مَا شِئْتَ، فَإِنَّهُ إِنْ عَلِمَ بِي سَوْفَ يَسْتَنْقِذُنِي، قَالَ: فَدَخَلَ يُوسُفُ فَبَكَى، ثُمَّ تَوَضَّأَ، ثُمَّ خَرَجَ فَقَالَ بِنْيَامِينُ: أَيُّهَا الْمَلِكُ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَضْرِبَ صُوَاعَكَ هَذَا فَيُخْبِرُكَ بِالْحَقِّ، فَسَلْهُ مَنْ سَرَقَهُ فَجَعَلَهُ فِي رَحْلِي؟ فَنَقَرَهُ فَقَالَ: إِنَّ صُوَاعِي هَذَا غَضْبَانُ، وَهُوَ يَقُولُ: كَيْفَ تَسْأَلُنِي عَنْ صَاحِبِي، وَقَدْ رُئِيتُ مَعَ مَنْ كُنْتُ قَالَ: وَكَانَ بَنُو يَعْقُوبَ إِذَا غَضِبُوا لَمْ يُطَاقُوا، فَغَضِبَ رُوبِيلُ، فَقَالَ: أَيُّهَا الْمَلِكُ، وَاللَّهِ لَتَتْرُكُنَا أَوْ لَأَصِيحَنَّ صَيْحَةً لَا يَبْقَى بِمِصْرَ امْرَأَةٌ حَامِلٌ إِلَّا أَلْقَتْ مَا فِي بَطْنِهَا وَقَامَتْ كُلُّ شَعْرَةٍ فِي جَسَدِ رُوبِيلَ فَخَرَجَتْ مِنْ ثِيَابِهِ، فَقَالَ يُوسُفُ لِابْنِهِ: قُمْ إِلَى جَنْبِ رُوبِيلَ فَمُسَّهُ وَكَانَ بَنُو يَعْقُوبَ إِذَا غَضِبَ أَحَدُهُمْ فَمَسَّهُ الْآخَرُ ذَهَبَ غَضَبُهُ، فَمَرَّ الْغُلَامُ إِلَى جَنْبِهِ فَمَسَّهُ، فَذَهَبَ غَضَبُهُ، فَقَالَ رُوبِيلُ: مَنْ هَذَا؟ إِنَّ فِي هَذَا الْبَلَدِ لَبِزَرًا مِنْ بَزْرِ يَعْقُوبَ فَقَالَ يُوسُفُ: مَنْ يَعْقُوبُ؟ فَغَضِبَ رُوبِيلُ فَقَالَ: يَا أَيُّهَا الْمَلِكُ لَا تَذْكُرُ يَعْقُوبَ، فَإِنَّهُ سَرِيُّ اللَّهِ، ابْنُ ذَبِيحِ اللَّهِ، ابْنِ خَلِيلِ اللَّهِ، قَالَ يُوسُفُ: أَنْتَ إِذَنْ
١٣ / ٢٧٨
كُنْتَ صَادِقًا “
١٣ / ٢٧٩
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى ﴿قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا، فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ، إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ﴾ [يوسف: ٧٨] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: قَالَتْ إِخْوَةُ يُوسُفَ لِيُوسُفَ: ﴿يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ﴾ [يوسف: ٧٨] يَا أَيُّهَا الْمَلِكُ ﴿إِنَّ لَهُ أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا﴾ [يوسف: ٧٨] كَلِفًا بِحُبِّهِ، يَعْنُونَ يَعْقُوبَ، ﴿فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ﴾ [يوسف: ٧٨] يَعْنُونَ فَخُذْ أَحَدًا مِنَّا بَدَلًا مِنْ بِنْيَامِينَ، وَخَلِّ عَنْهُ ﴿إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ﴾ [يوسف: ٣٦] يَقُولُونَ: إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ فِي أَفْعَالِكَ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ فِي ذَلِكَ مَا
١٣ / ٢٧٩
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ: ﴿إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ﴾ [يوسف: ٧٨] «إِنَّا نَرَى ذَلِكَ مِنْكَ إِحْسَانًا إِنْ فَعَلْتَ»
١٣ / ٢٧٩
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلَّا مَنْ وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِنْدَهُ، إِنَّا إِذًا لَظَالِمُونَ﴾ يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: قَالَ يُوسُفُ لِإِخْوَتِهِ: ﴿مَعَاذَ اللَّهِ﴾ [يوسف: ٢٣] أَعُوذُ بِاللَّهِ، وَكَذَلِكَ تَفْعَلُ الْعَرَبُ فِي كُلِّ مَصْدَرٍ وَضَعَتْهُ مَوْضِعَ يَفْعَلُ وَيَفْعِلُ، فَإِنَّهَا تَنْصِبُ، كَقَوْلِهِمْ: حَمْدًا للَّهِ وَشُكْرًا لَهُ، بِمَعْنَى: أَحْمَدُ اللَّهَ وَأَشْكُرُهُ، وَالْعَرَبُ تَقُولُ فِي ذَلِكَ: مَعَاذَ اللَّهِ، وَمَعَاذَةَ اللَّهِ، فَتَدْخُلُ فِيهِ هَاءُ التَّأْنِيثِ كَمَا يَقُولُونَ: مَا أَحْسَنَ ⦗٢٨٠⦘ مَعْنَاهُ هَذَا الْكَلَامِ، وَعَوْذُ اللَّهِ، وَعَوْذَةُ اللَّهِ، وَعِيَاذُ اللَّهِ، وَيَقُولُونَ: اللَّهُمَّ عَائِذًا بِكَ، كَأَنَّهُ قِيلَ: أَعُوذُ بِكَ عَائِذًا، أَوْ أَدْعُوكَ عَائِذًا ﴿أَنْ نَأْخُذَ إِلَّا مَنْ وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِنْدَهُ﴾ [يوسف: ٧٩] يَقُولُ: أَسْتَجِيرُ بِاللَّهِ مِنْ أَنْ نَأْخُذَ بَرِيئًا بِسَقِيمٍ، كَمَا
١٣ / ٢٧٩
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ: ﴿قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلَّا مَنْ وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِنْدَهُ إِنَّا إِذًا لَظَالِمُونَ﴾ يَقُولُ: «إِنْ أَخَذْنَا غَيْرَ الَّذِي وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِنْدَهُ إِنَّا إِذًا نَفْعَلُ مَا لَيْسَ لَنَا فِعْلُهُ، وَنَجُورُ عَلَى النَّاسِ»
١٣ / ٢٨٠
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثنا عَمْرٌو، عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنِ السُّدِّيِّ: ﴿قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا، فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ، إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ. قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلَّا مَنْ وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِنْدَهُ، إِنَّا إِذًا لَظَالِمُونَ﴾ قَالَ يُوسُفُ: إِذَا أَتَيْتُمْ أَبَاكُمْ فَأَقْرِئُوهُ السَّلَامَ، وَقُولُوا لَهُ: إِنَّ مَلِكَ مِصْرَ يَدْعُو لَكَ أَنْ لَا تَمُوتَ حَتَّى تَرَى ابْنَكَ يُوسُفَ، حَتَّى يَعْلَمَ أَنَّ فِي أَرْضِ مِصْرَ صِدِّيقِينَ مِثْلَهُ “
١٣ / ٢٨٠
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿فَلَمَّا اسْتَيْأَسُوا مِنْهُ خَلَصُوا نَجِيًّا قَالَ كَبِيرُهُمْ أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُمْ مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ وَمِنْ قَبْلُ مَا فَرَّطْتُمْ فِي يُوسُفَ فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللَّهُ لِي وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ﴾ [يوسف: ٨٠] يَعْنِي تَعَالَى ذِكْرُهُ: ﴿فَلَمَّا اسْتَيْأَسُوا مِنْهُ﴾ [يوسف: ٨٠] فَلَمَّا يَئِسُوا مِنْهُ مِنْ أَنْ ⦗٢٨١⦘ يُخَلِّيَ يُوسُفُ عَنْ بِنْيَامِينَ، وَيَأْخُذُ مِنْهُمْ وَاحِدًا مَكَانَهُ، وَأَنْ يُجِيبَهُمْ إِلَى مَا سَأَلُوهُ مِنْ ذَلِكَ، وَقَوْلُهُ ﴿اسْتَيْأَسُوا﴾ [يوسف: ٨٠] اسْتَفْعَلُوا، مِنْ يَئِسَ الرَّجُلُ مِنْ كَذَا يَيْأَسُ، كَمَا
١٣ / ٢٨٠
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ: ﴿فَلَمَّا اسْتَيْأَسُوا مِنْهُ﴾ [يوسف: ٨٠] يَئِسُوا مِنْهُ، وَرَأَوْا شِدَّتَهُ فِي أَمْرِهِ ” وَقَوْلُهُ: ﴿خَلَصُوا نَجِيًّا﴾ [يوسف: ٨٠] يَقُولُ: بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: يَتَنَاجَوْنَ، لَا يَخْتَلِطُ بِهِمْ غَيْرُهُمْ وَالنَّجِيُّ جَمَاعَةُ الْقَوْمِ الْمُتَنَاجِينَ يُسَمَّى بِهِ الْوَاحِدُ وَالْجَمَاعَةُ، كَمَا يُقَالُ: رَجُلٌ عَدْلٌ، وَرِجَالٌ عَدْلٌ، وَقَوْمٌ زُورٌ وَفِطْرٌ، وَهُوَ مَصْدَرٌ مِنْ قَوْلِ الْقَائِلِ: نَجَوْتُ فُلَانًا أَنْجُوهُ نَجِيًّا، جُعِلَ صِفَةً وَنَعْتًا، وَمِنَ الدَّلِيلِ عَلَى أَنَّ ذَلِكَ كَمَا ذَكَرْنَا قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا﴾ [مريم: ٥٢] فَوَصَفَ بِهِ الْوَاحِدَ، وَقَالَ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ: ﴿خَلَصُوا نَجِيًّا﴾ [يوسف: ٨٠] فَوَصَفَ بِهِ الْجَمَاعَةَ، وَيَجْمَعُ النَّجِيُّ أَنْجِيَةً، كَمَا قَالَ لَبِيدٌ:
[البحر الكامل]
وَشَهِدْتُ أَنْجِيَةَ الْأُفَاقَةِ عَالِيًا … كَعْبِي وَأَرْدَافُ الْمُلُوكِ شُهُودُ
وَقَدْ يُقَالُ لِلْجَمَاعَةِ مِنَ الرِّجَالِ: نَجْوَى، كَمَا قَالَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: ﴿وَإِذْ هُمْ نَجْوَى﴾ [الإسراء: ٤٧] وَقَالَ: ﴿مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ﴾ [المجادلة: ٧] وَهُمُ الْقَوْمُ الَّذِينَ يَتَنَاجَوْنَ وَتَكُونُ النَّجْوَى أَيْضًا مَصْدَرًا، كَمَا قَالَ ⦗٢٨٢⦘ اللَّهُ: ﴿إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ﴾ [المجادلة: ١٠] تَقُولُ مِنْهُ: نَجَوْتُ أَنْجُو نَجْوَى، فَهِيَ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ: الْمُنَاجَاةُ نَفْسُهَا، وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ:
[البحر المتقارب]
بُنَيَّ بَدَا خِبُّ نَجْوَى الرِّجَالِ … فَكُنْ عِنْدَ سِرِّكَ خَبَّ النَّجِي
فَالنَّجْوَى وَالنَّجِيُّ فِي هَذَا الْبَيْتِ بِمَعْنًى وَاحِدٍ، وَهُوَ الْمُنَاجَاةُ، وَقَدْ جَمَعَ بَيْنَ اللُّغَتَيْنِ. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ: ﴿خَلَصُوا نَجِيًّا﴾ [يوسف: ٨٠] قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ
١٣ / ٢٨١
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثنا عَمْرٌو، عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنِ السُّدِّيِّ: ﴿فَلَمَّا اسْتَيْأَسُوا مِنْهُ خَلَصُوا نَجِيًّا﴾ [يوسف: ٨٠] وَأَخْلَصَ لَهُمْ شَمْعُونُ، وَقَدْ كَانَ ارْتَهَنَهُ، خَلَوْا بَيْنَهُمْ نَجِيًّا يَتَنَاجَوْنَ بَيْنَهُمْ “
١٣ / ٢٨٢
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلُهُ: ﴿خَلَصُوا نَجِيًّا﴾ [يوسف: ٨٠] خَلَصُوا وَحْدَهُمْ نَجِيًّا “
١٣ / ٢٨٢
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ: ﴿خَلَصُوا نَجِيًّا﴾ [يوسف: ٨٠] «أَيْ خَلَا بَعْضُهُمْ بِبَعْضٍ، ثُمَّ قَالُوا: مَاذَا تَرَوْنَ؟» ⦗٢٨٣⦘ وَقَوْلُهُ: ﴿قَالَ كَبِيرُهُمْ﴾ [يوسف: ٨٠] اخْتَلَفَ أَهْلُ الْعِلْمِ فِي الْمَعْنِيِّ بِذَلِكَ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: عَنَى بِهِ كَبِيرَهُمْ فِي الْعَقْلِ وَالْعِلْمِ، لَا فِي السِّنِّ، وَهُوَ شَمْعُونُ، قَالُوا: وَكَانَ رُوبِيلُ أَكْبَرُ مِنْهُ فِي الْمِيلَادِ
١٣ / ٢٨٢
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: ثنا عِيسَى، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿قَالَ كَبِيرُهُمْ﴾ [يوسف: ٨٠] قَالَ: «هُوَ شَمْعُونُ الَّذِي تَخَلَّفَ، وَأَكْبَرُ مِنْهُ، وَأَكْبَرُ مِنْهُمْ فِي الْمِيلَادِ رُوبِيلُ»
١٣ / ٢٨٣
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: ثنا شَبَابَةُ قَالَ: ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: ﴿قَالَ كَبِيرُهُمْ﴾ [يوسف: ٨٠]: “شَمْعُونُ الَّذِي تَخَلَّفَ، وَأَكْبَرُ مِنْهُ فِي الْمِيلَادِ رُوبِيلُ. حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى قَالَ: ثنا أَبُو حُذَيْفَةَ، قَالَ: ثنا شِبْلٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، مِثْلَهُ
١٣ / ٢٨٣
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: ﴿قَالَ كَبِيرُهُمْ﴾ [يوسف: ٨٠] قَالَ: «شَمْعُونُ الَّذِي تَخَلَّفَ، وَأَكْبَرُهُمْ فِي الْمِيلَادِ رُوبِيلُ» . وَقَالَ آخَرُونَ: بَلْ عَنَى بِهِ كَبِيرُهُمْ فِي السِّنِّ وَهُوَ رُوبِيلُ
١٣ / ٢٨٣
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ: ﴿قَالَ كَبِيرُهُمْ﴾ [يوسف: ٨٠] وَهُوَ رُوبِيلُ أَخُو يُوسُفَ، وَهُوَ ابْنُ خَالَتِهِ، وَهُوَ الَّذِي نَهَاهُمْ عَنْ قَتْلِهِ “
١٣ / ٢٨٤
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ: ﴿قَالَ كَبِيرُهُمْ﴾ [يوسف: ٨٠] قَالَ: «رُوبِيلُ وَهُوَ الَّذِي أَشَارَ عَلَيْهِمْ أَنْ لَا يَقْتُلُوهُ»
١٣ / ٢٨٤
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثنا عَمْرٌو، عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنِ السُّدِّيِّ: ﴿قَالَ كَبِيرُهُمْ﴾ [يوسف: ٨٠] فِي الْعِلْمِ ﴿أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُمْ مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ، وَمِنْ قَبْلُ مَا فَرَّطْتُمْ فِي يُوسُفَ، فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ﴾ [يوسف: ٨٠] الْآيَةَ، فَأَقَامَ رُوبِيلُ بِمِصْرَ، وَأَقْبَلَ التِّسْعَةُ إِلَى يَعْقُوبَ فَأَخْبَرُوهُ الْخَبَرَ، فَبَكَى وَقَالَ: يَا بَنِيَّ، مَا تَذْهَبُونَ مَرَّةً إِلَّا نَقَصْتُمْ وَاحِدًا، ذَهَبْتُمْ مَرَّةً فَنَقَصْتُمْ يُوسُفَ، وَذَهَبْتُمُ الثَّانِيَةَ فَنَقَصْتُمْ شَمْعُونَ، وَذَهَبْتُمُ الْآنَ فَنَقَصْتُمْ رُوبِيلَ “
١٣ / ٢٨٤
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ: ﴿فَلَمَّا اسْتَيْأَسُوا مِنْهُ خَلَصُوا نَجِيًّا﴾ [يوسف: ٨٠] قَالَ: «مَاذَا تَرَوْنَ؟ فَقَالَ رُوبِيلُ كَمَا ذُكِرَ لِي، وَكَانَ كَبِيرَ الْقَوْمِ: ﴿أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُمْ مَوْثِقًا مِّنَ اللَّهِ﴾ [يوسف: ٨٠] ﴿لَتَأْتُنَّنِي بِهِ إِلَّا أَنْ يُحَاطَ بِكُمْ﴾ [يوسف: ٦٦] ﴿وَمِنْ قَبْلُ مَا ⦗٢٨٥⦘ فَرَّطْتُمْ فِي يُوسُفَ﴾ [يوسف: ٨٠] الْآيَةَ» وَأَوْلَى الْأَقْوَالِ فِي ذَلِكَ بِالصِّحَّةَ قَوْلُ مَنْ قَالَ: عَنَى بِقَوْلِهِ: ﴿قَالَ كَبِيرُهُمْ﴾ [يوسف: ٨٠] رُوبِيلُ لِإِجْمَاعِ جَمِيعِهِمْ عَلَى أَنَّهُ كَانَ أَكْبَرُهُمْ سِنًّا، وَلَا تَفْهَمُ الْعَرَبُ فِي الْمُخَاطَبَةِ إِذَا قِيلَ لَهُمْ: فُلَانٌ كَبِيرُ الْقَوْمِ مُطْلَقًا بِغَيْرِ وَصْلٍ إِلَّا أَحَدَ مَعْنَيَيْنِ، إِمَّا فِي الرِّيَاسَةِ عَلَيْهِمْ وَالسُّؤْدَدِ، وَإِمَّا فِي السِّنِّ، فَأَمَّا فِي الْعَقْلِ فَإِنَّهُمْ إِذَا أَرَادُوا ذَلِكَ وَصَلُوهُ، فَقَالُوا: هُوَ كَبِيرُهُمْ فِي الْعَقْلِ، فَأَمَّا إِذَا أُطْلِقَ بِغَيْرِ صِلَتِهِ بِذَلِكَ فَلَا يُفْهَمُ إِلَّا مَا ذَكَرْتُ وَقَدْ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ: لَمْ يَكُنْ لِشَمْعُونَ، وَإِنْ كَانَ قَدْ كَانَ مِنَ الْعِلْمِ وَالْعَقْلِ بِالْمَكَانِ الَّذِي جَعَلَهُ اللَّهُ بِهِ عَلَى إِخْوَتِهِ رِيَاسَةٌ وَسُؤْدَدٌ، فَيَعْلَمُ بِذَلِكَ أَنَّهُ عَنَى بِقَوْلِهِ: ﴿قَالَ كَبِيرُهُمْ﴾ [يوسف: ٨٠] فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ كَذَلِكَ فَلَمْ يَبْقَ إِلَّا الْوَجْهُ الْآخَرُ، وَهُوَ الْكِبْرُ فِي السِّنِّ، وَقَدْ قَالَ الَّذِينَ ذَكَرْنَا جَمِيعًا: رُوبِيلُ كَانَ أَكْبَرَ الْقَوْمِ سِنًّا، فَصَحَّ بِذَلِكَ الْقَوْلُ الَّذِي اخْتَرْنَاهُ
١٣ / ٢٨٤
وَقَوْلُهُ: ﴿أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُمْ مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ﴾ [يوسف: ٨٠] يَقُولُ: أَلَمْ تَعْلَمُوا أَيُّهَا الْقَوْمُ أَنَّ أَبَاكُمْ يَعْقُوبَ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُمُ عُهُودَ اللَّهِ وَمَوَاثِيقَهُ لَنَأْتِيَنَّهُ بِهِ جَمِيعًا، إِلَّا أَنْ يُحَاطَ بِكُمْ، وَمِنْ قَبْلِ
١٣ / ٢٨٥
فِعْلَتِكُمْ هَذِهِ تَفْرِيطُكُمْ فِي يُوسُفَ، يَقُولُ: أَوْ لَمْ تَعْلَمُوا مِنْ قَبْلِ هَذَا تَفْرِيطُكُمْ فِي يُوسُفَ، وَإِذَا صُرِفَ تَأْوِيلُ الْكَلَامِ إِلَى هَذَا الَّذِي قُلْنَاهُ، كَانَتْ «مَا» حِينَئِذٍ فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ وَقَدْ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ قَوْلُهُ: ﴿وَمِنْ قَبْلُ مَا فَرَّطْتُمْ فِي يُوسُفَ﴾ [يوسف: ٨٠] خَبَرَ مُبْتَدَأٍ، وَيَكُونُ قَوْلُهُ: ﴿أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُمْ مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ﴾ [يوسف: ٨٠] خَبَرًا مُتَنَاهِيًا، فتكون «مَا» حِينَئِذٍ فِي مَوْضِعِ رَفْعٍ، كَأَنَّهُ قِيلَ: وَمِنْ قَبْلِ هَذَا تَفْرِيطُكُمْ فِي يُوسُفَ، فَتَكُونُ «مَا» مَرْفُوعَةً بِـ «مِنْ» قَبْلُ هَذَا، وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ «مَا» الَّتِي تَكُونُ صِلَةً فِي الْكَلَامِ، فَيَكُونُ تَأْوِيلُ الْكَلَامِ: وَمِنْ قَبْلُ هَذَا تَفْرِيطُكُمْ فِي يُوسُفَ. وَقَوْلُهُ: ﴿فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ﴾ [يوسف: ٨٠] الَّتِي أَنَا بِهَا وَهِيَ مِصْرُ فَأُفَارِقُهَا، ﴿حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي﴾ [يوسف: ٨٠] بِالْخُرُوجِ مِنْهَا، كَمَا
١٣ / ٢٨٦
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ: ﴿فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ﴾ [يوسف: ٨٠] الَّتِي أَنَا بِهَا الْيَوْمَ، ﴿حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي﴾ [يوسف: ٨٠] بِالْخُرُوجِ مِنْهَا “
١٣ / ٢٨٦
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثنا أَبُو حُذَيْفَةَ، قَالَ: ثنا شِبْلٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: قَالَ شَمْعُونُ: ﴿لَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللَّهُ لِي وَهُوَ ⦗٢٨٧⦘ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ﴾ «وَقَوْلُهُ: ﴿أَوْ يَحْكُمَ اللَّهُ لِي﴾ [يوسف: ٨٠]:»أَوْ يَقْضِي لِي رَبِّي بِالْخُرُوجِ مِنْهَا وَتَرْكِ أَخِي بِنْيَامِينَ، وَإِلَّا فَإِنِّي غَيْرُ خَارِجٍ: ﴿وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ﴾ [يوسف: ٨٠] يَقُولُ: وَاللَّهُ خَيْرُ مَنْ حَكَمَ وَأَعْدَلُ مَنْ فَصَلَ بَيْنَ النَّاسِ. وَكَانَ أَبُو صَالِحٍ يَقُولُ فِي ذَلِكَ بِمَا
١٣ / ٢٨٦
حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ زَيْدٍ السَّبِيعِيُّ، قَالَ: ثنا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي، أَوْ يَحْكُمَ اللَّهُ لِي﴾ [يوسف: ٨٠] قَالَ: «بِالسَّيْفِ» وَكَأَنَّ أَبَا صَالِحٍ وَجَّهَ تَأْوِيلَ قَوْلِهِ: ﴿أَوْ يَحْكُمَ اللَّهُ لِي﴾ [يوسف: ٨٠] إِلَى: أَوْ يَقْضِيَ اللَّهُ لِي بِحَرْبِ مَنْ مَنَعَنِي مِنَ الِانْصِرَافِ بِأَخِي بِنْيَامِينَ إِلَى أَبِيهِ يَعْقُوبَ فَأُحَارِبُهُ
١٣ / ٢٨٧
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿ارْجِعُوا إِلَى أَبِيكُمْ فَقُولُوا يَا أَبَانَا إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ، وَمَا شَهِدْنَا إِلَّا بِمَا عَلِمْنَا، وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ﴾ [يوسف: ٨١] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ مُخْبِرًا عَنْ قِيلِ رُوبِيلَ لِإِخْوَتِهِ حِينَ أَخَذَ يُوسُفُ أَخَاهُ بِالصُّوَاعِ الَّذِي اسْتُخْرِجَ مِنْ وِعَائِهِ: ﴿ارْجِعُوا﴾ [يوسف: ٨١] إِخْوَتِي ﴿إِلَى أَبِيكُمْ﴾ [يوسف: ٨١] يَعْقُوبَ ﴿فَقُولُوا﴾ [آل عمران: ٦٤] لَهُ ﴿يَا أَبَانَا إِنَّ ابْنَكَ﴾ [يوسف: ٨١] بِنْيَامِينَ ﴿سَرَقَ﴾ [يوسف: ٧٧] وَالْقِرَاءَةُ عَلَى قِرَاءَةِ هَذَا الْحَرْفِ بِفَتْحِ السِّينِ وَالرَّاءِ وَالتَّخْفِيفِ: ﴿إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ﴾ [يوسف: ٨١]، وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: (إِنَّ ابْنَكَ سُرِّقَ) بِضَمِّ السِّينِ وَتَشْدِيدِ الرَّاءِ، عَلَى وَجْهِ
١٣ / ٢٨٧
مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ، بِمَعْنَى أَنَّهُ سَرَقَ ﴿وَمَا شَهِدْنَا إِلَّا بِمَا عَلِمْنَا﴾ [يوسف: ٨١] . وَاخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي تَأْوِيلِ ذَلِكَ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: مَعْنَاهُ: وَمَا قُلْنَا إِنَّهُ سَرَقَ إِلَّا بِظَاهِرِ عِلْمِنَا بِأَنَّ ذَلِكَ كَذَلِكَ، لِأَنَّ صُوَاعَ الْمَلِكِ أُصِيبَ فِي وِعَائِهِ دُونَ أَوْعِيَةِ غَيْرِهِ
١٣ / ٢٨٨
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ: ﴿ارْجِعُوا إِلَى أَبِيكُمْ﴾ [يوسف: ٨١] فَإِنِّي مَا كُنْتُ رَاجِعًا حَتَّى يَأْتِيَنِي أَمْرُهُ، ﴿فَقُولُوا يَا أَبَانَا إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ، وَمَا شَهِدْنَا إِلَّا بِمَا عَلِمْنَا﴾ [يوسف: ٨١]: أَيْ قَدْ وُجِدَتِ السَّرِقَةُ فِي رَحْلِهِ، وَنَحْنُ نَنْظُرُ لَا عِلْمَ لَنَا بِالْغَيْبِ ﴿وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ﴾ [يوسف: ٨١]». وَقَالَ آخَرُونَ: بَلْ مَعْنَى ذَلِكَ: وَمَا شَهِدْنَا عِنْدَ يُوسُفَ بِأَنَّ السَّارِقَ يُؤْخَذُ بِسَرِقَتِهِ إِلَّا بِمَا عَلِمْنَا
١٣ / ٢٨٨
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ: «قَالَ لَهُمْ يَعْقُوبُ عليه السلام: مَا يَدْرِي هَذَا الرَّجُلُ أَنَّ السَّارِقَ يُؤْخَذُ بِسَرِقَتِهِ إِلَّا بِقَوْلِكُمْ؟ فَقَالُوا: ﴿مَا شَهِدْنَا إِلَّا بِمَا عَلِمْنَا﴾ [يوسف: ٨١] لَمْ نَشْهَدْ أَنَّ السَّارِقَ يُؤْخَذُ بِسَرِقَتِهِ إِلَّا وَذَلِكَ الَّذِي ⦗٢٨٩⦘ عَلِمْنَا». قَالَ: «وَكَانَ الْحُكْمُ عِنْدَ الْأَنْبِيَاءِ يَعْقُوبَ وَبَنِيهِ أَنْ يُؤْخَذَ السَّارِقُ بِسَرِقَتِهِ عَبْدًا فَيُسْتَرَقُّ»
١٣ / ٢٨٨
وَقَوْلُهُ: ﴿وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ﴾ [يوسف: ٨١] يَقُولُ: وَمَا كُنَّا نَرَى أَنَّ ابْنَكَ يَسْرِقُ وَيَصِيرُ أَمْرُنَا إِلَى هَذَا، وَإِنَّمَا قُلْنَا ﴿وَنَحْفَظُ أَخَانَا﴾ [يوسف: ٦٥] مِمَّا لَنَا إِلَى حِفْظِهِ مِنْهُ السَّبِيلُ. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ
١٣ / ٢٨٩
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحُرَيْثِ أَبُو عَمَّارٍ الْمَرْوَزِيُّ، قَالَ: ثنا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ، عَنْ يَزِيدَ، عَنْ عِكْرِمَةَ: ﴿وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ﴾ [يوسف: ٨١] قَالَ: «مَا كُنَّا نَعْلَمُ أَنَّ ابْنَكَ يَسْرِقُ»
١٣ / ٢٨٩
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثنا شَبَابَةُ، قَالَ: ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَوْلُهُ: ﴿وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ﴾ [يوسف: ٨١] «لَمْ نَشْعُرْ أَنَّهُ سَيَسْرِقُ»
١٣ / ٢٨٩
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِمٍ قَالَ: ثنا عِيسَى، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدِ: ﴿وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ﴾ [يوسف: ٨١] قَالَ: «لَمْ نَشْعُرْ أَنَّهُ سَيَسْرِقُ»
١٣ / ٢٨٩
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى قَالَ: ثنا أَبُو حُذَيْفَةَ قَالَ: ثنا شِبْلٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ ⦗٢٩٠⦘ مُجَاهِدٍ: ﴿وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ﴾ [يوسف: ٨١] قَالَ: «لَمْ نَشْعُرْ أَنَّهُ سَيَسْرِقُ»
١٣ / ٢٨٩
حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ، قَالَ: ثنا الْحُسَيْنُ، قَالَ: ثني حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، وَأَبُو سُفْيَانَ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ: ﴿وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ﴾ [يوسف: ٨١] قَالَ: «مَا كُنَّا نَظُنُّ وَلَا نَشْعُرُ أَنَّهُ سَيَسْرِقُ»
١٣ / ٢٩٠
حَدَّثَنَا بِشْرٌ قَالَ: ثنا يَزِيدُ قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ: ﴿وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ﴾ [يوسف: ٨١] قَالَ: «مَا كُنَّا نَرَى أَنَّهُ سَيَسْرِقُ»
١٣ / ٢٩٠
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ: ﴿وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ﴾ [يوسف: ٨١] قَالَ: «مَا كُنَّا نَظُنُّ أَنَّ ابْنَكَ يَسْرِقُ» وَأَوْلَى التَّأْوِيلَيْنِ بِالصَّوَابِ عِنْدَنَا فِي قَوْلِهِ: ﴿وَمَا شَهِدْنَا إِلَّا بِمَا عَلِمْنَا﴾ [يوسف: ٨١] قَوْلُ مَنْ قَالَ: وَمَا شَهِدْنَا بِأَنَّ ابْنَكَ سَرَقَ إِلَّا بِمَا عَلِمْنَا مِنْ رُؤْيَتِنَا لِلصُّوَاعِ فِي وِعَائِهِ؛ لِأَنَّهُ عُقَيْبَ قَوْلِهِ: ﴿إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ﴾ [يوسف: ٨١] فَهُوَ بِأَنْ يَكُونَ خَبَرًا عَنْ شَهَادَتِهِمْ بِذَلِكَ أَوْلَى مِنْ أَنْ يَكُونَ خَبَرًا عَمَّا هُوَ مُنْفَصِلٌ، وَذَكَرَ أَنَّ الْغَيْبَ فِي لُغَةِ حِمْيَرَ هُوَ اللَّيْلُ بِعَيْنِهِ
١٣ / ٢٩٠
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا وَإِنَّا لَصَادِقُونَ﴾ [يوسف: ٨٢] يَقُولُ: وَإِنْ كُنْتَ مُتَّهِمًا لَنَا لَا تُصَدِّقُنَا عَلَى مَا نَقُولُ مِنْ أَنَّ ابْنَكَ سَرَقَ، فَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا، وَهِيَ مِصْرَ يَقُولُ: سَلْ مَنْ فِيهَا مِنْ أَهْلِهَا ⦗٢٩١⦘، ﴿وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا﴾ [يوسف: ٨٢] وَهِيَ الْقَافِلَةُ الَّتِي كُنَّا فِيهَا، الَّتِي أَقْبَلْنَا مِنْهَا مَعَهَا، عَنْ خَبَرِ ابْنِكَ، وَحَقِيقَةِ مَا أَخْبَرْنَاكَ عَنْهُ مِنْ سَرَقِهِ، فَإِنَّكَ تُخْبَرُ مِصْدَاقَ ذَلِكَ ﴿وَإِنَّا لَصَادِقُونَ﴾ [الأنعام: ١٤٦] فِيمَا أَخْبَرْنَاكَ مِنْ خَبَرِهِ. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ
١٣ / ٢٩٠
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلُهُ: ﴿وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا﴾ [يوسف: ٨٢] وَهِيَ مِصْرُ “
١٣ / ٢٩١
حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ، قَالَ: ثنا الْحُسَيْنُ، قَالَ: ثني حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: ﴿وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا﴾ [يوسف: ٨٢] قَالَ: «يَعْنُونَ مِصْرَ»
١٣ / ٢٩١
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: «قَدْ عَرَفَ رُوبِيلُ فِي رَجْعِ قَوْلِهِ لِإِخْوَتِهِ أَنَّهُمْ أَهْلُ تُهْمَةٍ عِنْدَ أَبِيهِمْ، لَمَّا كَانُوا صَنَعُوا فِي يُوسُفَ، وَقَوْلِهِمْ لَهُ: ﴿اسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا﴾ [يوسف: ٨٢] فَقَدْ عَلِمُوا مَا عَلِمْنَا، وَشَهِدُوا مَا شَهِدْنَا إِنْ كُنْتَ لَا تُصَدِّقُنَا ﴿وَإِنَّا لَصَادِقُونَ﴾ [يوسف: ٨٢]»
١٣ / ٢٩١
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ﴾ [يوسف: ٨٣]⦗٢٩٢⦘ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: فِي الْكَلَامِ مَتْرُوكٌ، وَهُوَ: فَرَجَعَ إِخْوَةُ بِنْيَامِينَ إِلَى أَبِيهِمْ، وَتَخَلَّفَ رُوبِيلُ، فَأَخْبَرُوهُ خَبَرَهُ، فَلَمَّا أَخْبَرُوهُ أَنَّهُ سَرَقَ قَالَ: ﴿بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا﴾ [يوسف: ١٨] يَقُولُ: بَلْ زَيَّنَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا هَمَمْتُمْ بِهِ وَأَرَدْتُمُوهُ ﴿فَصَبْرٌ جَمِيلٌ﴾ [يوسف: ١٨] يَقُولُ: فَصَبْرِي عَلَى مَا نَالَنِي مِنْ فَقْدِ وَلَدِي صَبْرٌ جَمِيلٌ لَا جَزَعَ فِيهِ وَلَا شِكَايَةَ، عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِأَوْلَادِي جَمِيعًا فَيَرُدُّهُمْ عَلَيَّ ﴿إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ﴾ [يوسف: ٨٣] بِوِحْدَتِي وَبِفَقْدِهِمْ وَحُزْنِي عَلَيْهِمْ، وَصِدْقِ مَا يَقُولُونَ مِنْ كَذِبِهِ ﴿الْحَكِيمُ﴾ [البقرة: ٣٢] فِي تَدْبِيرِهِ خَلْقَهُ. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ
١٣ / ٢٩١
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلُهُ: ﴿بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا، فَصَبْرٌ جَمِيلٌ﴾ [يوسف: ١٨] يَقُولُ: زَيَّنَتْ “
١٣ / ٢٩٢
وَقَوْلُهُ: ﴿عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا﴾ [يوسف: ٨٣] يَقُولُ: بِيُوسُفَ، وَأَخِيهِ، وَرُوبِيلَ
١٣ / ٢٩٢
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: “لَمَّا جَاءُوا بِذَلِكَ إِلَى يَعْقُوبَ، يَعْنِي بِقَوْلِ رُوبِيلَ لَهُمُ اتَّهَمَهُمْ، وَظَنَّ أَنَّ ذَلِكَ كَفِعْلَتِهِمْ بِيُوسُفَ، ثُمَّ قَالَ: ﴿بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا، فَصَبْرٌ جَمِيلٌ، عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا﴾ [يوسف: ٨٣]: «أَيْ بِيُوسُفَ، وَأَخِيهِ، وَرُوبِيلَ»
١٣ / ٢٩٢
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ﴾ [يوسف: ٨٤] يَعْنِي تَعَالَى ذِكْرُهُ بِقَوْلِهِ: ﴿وَتَوَلَّى عَنْهُمْ﴾ [يوسف: ٨٤] وَأَعْرَضَ عَنْهُمْ يَعْقُوبُ، ﴿وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ﴾ [يوسف: ٨٤] يَعْنِي: يَا حُزْنَا عَلَيْهِ، يُقَالُ: إِنَّ الْأَسَفَ هُوَ أَشَدُّ الْحُزْنِ وَالتَّنَدُّمِ، يُقَالُ مِنْهُ: أَسِفْتُ عَلَى كَذَا آسَفُ عَلَيْهِ أَسَفًا، يَقُولُ اللَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: وَابْيَضَّتْ عَيْنَا يَعْقُوبَ مِنَ الْحُزْنِ ﴿فَهُوَ كَظِيمٌ﴾ [يوسف: ٨٤] يَقُولُ: فَهُوَ مَكْظُومٌ عَلَى الْحُزْنِ، يَعْنِي أَنَّهُ مَمْلُوءٌ مِنْهُ، مُمْسِكٌ عَلَيْهِ، لَا يُبَيِّنُهُ، صَرَفَ الْمَفْعُولَ مِنْهُ إِلَى فَعِيلٍ وَمِنْهُ قَوْلُهُ: ﴿وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ﴾ [آل عمران: ١٣٤]، وَقَدْ بَيَّنَّا مَعْنَاهُ بِشَوَاهِدِهِ فِيمَا مَضَى. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ. ذِكْرُ مَنْ قَالَ مَا قُلْنَا فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ ﴿وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ﴾ [يوسف: ٨٤]
١٣ / ٢٩٣
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ: ﴿وَتَوَلَّى عَنْهُمْ﴾ [يوسف: ٨٤] «أَعْرَضَ عَنْهُمْ، وَتَتَامَّ حُزْنُهُ، وَبَلَغَ مَجْهُودُهُ، حِينَ لَحِقَ بِيُوسُفَ أَخُوهُ، وَهَيَّجَ عَلَيْهِ حُزْنَهُ عَلَى يُوسُفَ، فَقَالَ: ﴿يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ﴾ [يوسف: ٨٤]»
١٣ / ٢٩٣
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: ثني أَبِي قَالَ: ثني عَمِّي قَالَ: ثني أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَوْلُهُ: ﴿وَتَوَلَّى عَنْهُمْ، وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ﴾ [يوسف: ٨٤] يَقُولُ: «⦗٢٩٤⦘ يَا حُزْنِي عَلَى يُوسُفَ»
١٣ / ٢٩٣
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثنا شَبَابَةُ، قَالَ: ثنا وَرْقَاءُ، وَحَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثنا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ وَرْقَاءَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَوْلُهُ: ﴿يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ﴾ [يوسف: ٨٤]: «يَا حُزْنَا»
١٣ / ٢٩٤
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِمٍ قَالَ: ثنا عِيسَى، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: ﴿يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ﴾ [يوسف: ٨٤]: «يَا جَزَعَاهُ»
١٣ / ٢٩٤
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى قَالَ: ثنا أَبُو حُذَيْفَةَ قَالَ: ثنا شِبْلٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: ﴿يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ﴾ [يوسف: ٨٤] يَا جَزَعَاهُ حُزْنًا “
١٣ / ٢٩٤
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ، قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ، عَنْ وَرْقَاءَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: ﴿يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ﴾ [يوسف: ٨٤] قَالَ: «يَا جَزَعَا»
١٣ / ٢٩٤
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلُهُ: ﴿يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ﴾ [يوسف: ٨٤] «أَيْ: حُزْنَاهُ»
١٣ / ٢٩٤
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ: ﴿يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ﴾ [يوسف: ٨٤] قَالَ: «يَا حُزْنَاهُ» . حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الْمَعْمَرِيُّ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، ⦗٢٩٥⦘ نَحْوَهُ حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ، قَالَ: ثنا الْحُسَيْنُ، قَالَ: ثني حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: ﴿وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ﴾ [يوسف: ٨٤]
١٣ / ٢٩٤
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا وَكِيعٌ، وَحَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثنا أَبِي، عَنْ أَبِي حُجَيْرَةَ، عَنِ الضَّحَّاكِ: ﴿يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ﴾ [يوسف: ٨٤] قَالَ: «يَا حُزْنَا عَلَى يُوسُفَ»
١٣ / ٢٩٥
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ قَالَ: ثنا عَمْرٌو، عَنْ أَبِي مَرْزُوقٍ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ: ﴿يَا أَسَفَى﴾ [يوسف: ٨٤] «يَا حُزْنَاهُ»
١٣ / ٢٩٥
حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ قَالَ: ثنا الْحُسَيْنُ قَالَ: ثني حَجَّاجٌ قَالَ: ثني هُشَيْمٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا جُوَيْبِرٌ، عَنِ الضَّحَّاكِ: ﴿يَا أَسَفَى﴾ [يوسف: ٨٤] «يَا حُزْنَا عَلَى يُوسُفَ»
١٣ / ٢٩٥
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الثَّوْرِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ الْعُصْفُرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: “لَمْ يُعْطَ أَحَدٌ غَيْرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ الِاسْتِرْجَاعَ، أَلَا تَسْمَعُونَ إِلَى قَوْلِ يَعْقُوبَ: ﴿يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ﴾ [يوسف: ٨٤] . حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى قَالَ: ثنا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ نَحْوَهُ ⦗٢٩٦⦘ ذِكْرُ مَنْ قَالَ مَا قُلْنَا فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى ﴿وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ﴾ [يوسف: ٨٤]
١٣ / ٢٩٥
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: ثنا عِيسَى، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: ﴿فَهُوَ كَظِيمٌ﴾ [يوسف: ٨٤] قَالَ: «كَظِيمُ الْحُزْنِ»
١٣ / ٢٩٦
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: ثنا شَبَابَةُ قَالَ: ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: ﴿فَهُوَ كَظِيمٌ﴾ [يوسف: ٨٤] قَالَ: “كَظِيمُ الْحُزْنِ. حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ قَالَ: ثنا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ وَرْقَاءَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، نَحْوَهُ
١٣ / ٢٩٦
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ، قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ، عَنْ وَرْقَاءَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: ﴿فَهُوَ كَظِيمٌ﴾ [يوسف: ٨٤] قَالَ: «الْحُزْنُ»
١٣ / ٢٩٦
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ، قَالَ: ثنا شِبْلٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: ﴿فَهُوَ كَظِيمٌ﴾ [يوسف: ٨٤] مَكْمُودٌ “
١٣ / ٢٩٦
حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ قَالَ: ثنا الْحُسَيْنُ قَالَ: ثني حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: ﴿فَهُوَ كَظِيمٌ﴾ [يوسف: ٨٤] قَالَ: «كَظِيمٌ عَلَى الْحُزْنِ»
١٣ / ٢٩٦
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثنا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، فِي قَوْلِهِ: ﴿فَهُوَ كَظِيمٌ﴾ [يوسف: ٨٤] قَالَ: «الْكَظِيمُ: الْكَمِيدُ»
١٣ / ٢٩٦
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ قَالَ: ثنا الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ فِي قَوْلِهِ: ﴿فَهُوَ كَظِيمٌ﴾ [يوسف: ٨٤] قَالَ: «كَمِيدٌ»
١٣ / ٢٩٧
حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ قَالَ: ثنا الْحُسَيْنُ قَالَ: ثنا هُشَيْمٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا جُوَيْبِرٌ، عَنِ الضَّحَّاكِ، فِي قَوْلِهِ: ﴿كَظِيمٌ﴾ [يوسف: ٨٤] قَالَ: «كَمِيدٌ»
١٣ / ٢٩٧
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ: ﴿وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ﴾ [يوسف: ٨٤] يَقُولُ: «يُرَدِّدُ حُزْنَهُ فِي جَوْفِهِ، وَلَمْ يَتَكَلَّمْ بِسُوءٍ»
١٣ / ٢٩٧
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، فِي قَوْلِهِ: ﴿فَهُوَ كَظِيمٌ﴾ [يوسف: ٨٤] قَالَ: «كَظِيمٌ عَلَى الْحُزْنِ، فَلَمْ يَقُلْ بَأْسًا»
١٣ / ٢٩٧
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ قَالَ: ثنا ابْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ: ﴿وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ﴾ [يوسف: ٨٤] قَالَ: «كَظِيمٌ عَلَى الْحُزْنِ، فَلَمْ يَقُلْ إِلَّا خَيْرًا»
١٣ / ٢٩٧
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ زُرَيْعٍ، عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيُّ: ﴿فَهُوَ كَظِيمٌ﴾ [يوسف: ٨٤] قَالَ: «مَكْرُوبٌ»
١٣ / ٢٩٧
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثنا عَمْرٌو، عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنِ السُّدِّيِّ: ﴿فَهُوَ ⦗٢٩٨⦘ كَظِيمٌ﴾ [يوسف: ٨٤] قَالَ: «مِنَ الْغَيْظِ»
١٣ / ٢٩٧
حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ﴾ [يوسف: ٨٤] قَالَ: «الْكَظِيمُ: الَّذِي لَا يَتَكَلَّمُ، بَلَغَ بِهِ الْحُزْنُ حَتَّى كَانَ لَا يُكَلِّمُهُمْ»
١٣ / ٢٩٨
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿قَالُوا تَالَلَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ﴾ [يوسف: ٨٥] يَعْنِي تَعَالَى ذِكْرُهُ: قَالَ وَلَدُ يَعْقُوبَ الَّذِينَ انْصَرَفُوا إِلَيْهِ مِنْ مِصْرَ لَهُ حِينَ قَالَ ﴿يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ﴾ [يوسف: ٨٤]: تَالَلَّهِ لَا تَزَالُ تَذْكُرُ يُوسُفَ. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ
١٣ / ٢٩٨
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: ثنا عِيسَى، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: ﴿تَفْتَأُ﴾ [يوسف: ٨٥] تَفْتُرُ مِنْ حُبِّهِ “
١٣ / ٢٩٨
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثنا شَبَابَةُ، قَالَ: ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَوْلُهُ: ﴿تَفْتَأُ﴾ [يوسف: ٨٥] ” مَا تَفْتُرُ مِنْ حُبِّهِ. كَذَا قَالَ الْحَسَنُ فِي حَدِيثِهِ، وَهُوَ غَلَطٌ، إِنَّمَا هُوَ: تَفْتُرُ مِنْ حُبِّهِ، تَزَالُ تَذْكُرُ يُوسُفَ
١٣ / ٢٩٨
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ قَالَ: ثنا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ وَرْقَاءَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: ﴿قَالُوا تَالَلَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ﴾ [يوسف: ٨٥] قَالَ: «لَا تَفْتُرُ مِنْ حُبِّهِ»
١٣ / ٢٩٩
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى قَالَ: ثنا أَبُو حُذَيْفَةَ قَالَ: ثنا شِبْلٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: ﴿تَفْتَأُ﴾ [يوسف: ٨٥]: «تَفْتُرُ مِنْ حُبِّهِ»
١٣ / ٢٩٩
قَالَ: ثنا إِسْحَاقُ، قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ، عَنْ وَرْقَاءَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿تَالَلَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ﴾ [يوسف: ٨٥] قَالَ: «لَا تَزَالُ تَذْكُرُ يُوسُفَ»
١٣ / ٢٩٩
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا وَكِيعٌ، وَحَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثنا أَبِي، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: ﴿قَالُوا تَالَلَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ﴾ [يوسف: ٨٥] قَالَ: «لَا تَزَالُ تَذْكُرُ يُوسُفَ، قَالَ: لَا تَفْتُرُ مِنْ حُبِّهِ»
١٣ / ٢٩٩
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلُهُ: ﴿تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ﴾ [يوسف: ٨٥] قَالَ: «لَا تَزَالُ تَذْكُرُ يُوسُفَ»
١٣ / ٢٩٩
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ: ﴿تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ﴾ [يوسف: ٨٥] قَالَ: «لَا تَزَالُ تَذْكُرُ يُوسُفَ» يُقَالُ مِنْهُ: مَا فَتِئْتُ أَقُولُ ذَاكَ، وَمَا فَتَأْتُ لُغَةً، أَفْتِئُ وَأَفْتَأُ فَتْئًا وَفُتُوءًا وَحُكِيَ أَيْضًا مَا أَفْتَأْتُ بِهِ، وَمِنْهُ قَوْلُ أَوْسِ بْنِ حَجَرٍ:
[البحر الطويل]
⦗٣٠٠⦘ فَمَا فَتِئَتْ حَتَّى كَأَنَّ غُبَارَهَا … سُرَادِقُ يَوْمٍ ذِي رِيَاحٍ تَرَفَّعُ
وَقَوْلُ الْآخَرِ:
فَمَا فَتِئَتْ خَيْلٌ تَثُوبُ وَتَدَّعِي … وَيَلْحَقُ مِنْهَا لَاحِقٌ وَتَقَطَّعُ
بِمَعْنَى: فَمَا زَالَتْ وَحُذِفَتْ «لَا» مِنْ قَوْلِهِ ﴿تَفْتَأُ﴾ [يوسف: ٨٥] وَهِيَ مُرَادَةٌ فِي الْكَلَامِ، لِأَنَّ الْيَمِينَ إِذَا كَانَ مَا بَعْدَهَا خَبَرًا لَمْ يَصْحَبْهَا الْجَحْدُ، وَلَمْ تَسْقُطِ اللَّامُ الَّتِي يُجَابُ بِهَا الْأَيْمَانُ، وَذَلِكَ كَقَوْلِ الْقَائِلِ: وَاللَّهِ لَآتِيَنَّكَ، وَإِذَا كَانَ مَا بَعْدَهَا مَجْحُودًا تُلُقِّيَتْ بِ «مَا» أَوْ بِـ «لَا»، فَلَمَّا عُرِفَ مَوْقِعُهَا حُذِفَتْ مِنَ الْكَلَامِ لِمَعْرِفَةِ السَّامِعِ بِمَعْنَى الْكَلَامِ، وَمِنْهُ قَوْلُ امْرِئِ الْقَيْسِ:
[البحر الطويل]
فَقُلْتُ يَمِينُ اللَّهِ أَبْرَحُ قَاعِدًا … وَلَوْ قَطَّعُوا رَأْسِي لَدَيْكِ وَأَوْصَالِي
فَحُذِفَتْ «لَا» مِنْ قَوْلِهِ: «أَبْرَحُ قَاعِدًا»، لِمَا ذَكَرْتُ مِنَ الْعِلَّةِ، كَمَا قَالَ الْآخَرُ:
[البحر الطويل]
فَلَا وَأَبِي دَهْمَاءَ زَالَتْ عَزِيزَةً عَلَى قَوْمِهَا مَا فَتَّلَ الزَّنْدَ قَادِحُ يُرِيدُ: لَا زَالَتْ
١٣ / ٢٩٩
وَقَوْلُهُ: ﴿حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا﴾ [يوسف: ٨٥] يَقُولُ: حَتَّى تَكُونَ دَنِفَ الْجِسْمِ،
١٣ / ٣٠٠
مَخْبُولَ الْعَقْلِ وَأَصْلُ الْحَرَضِ: الْفَسَادُ فِي الْجِسْمِ وَالْعَقْلِ مِنَ الْحُزْنِ أَوِ الْعِشْقِ، وَمِنْهُ قَوْلُ الْعَرْجِيِّ:
[البحر البسيط]
إِنِّي امْرُؤٌ لَجَّ بِي حُبٌّ فَأَحْرَضَنِي … حَتَّى بَلِيتُ وَحَتَّى شَفَّنِي السَّقَمُ
يَعْنِي بِقَوْلِهِ: «فَأَحْرَضَنِي»: أَذَابَنِي فَتَرَكَنِي مُحْرَضًا، يُقَالُ مِنْهُ: رَجُلٌ حَرَضٌ، وَامْرَأَةٌ حَرَضٌ، وَقَوْمٌ حَرَضٌ، وَرَجُلَانِ حَرَضٌ، عَلَى صُورَةٍ وَاحِدَةٍ لِلْمُذَكَّرِ وَالْمُؤَنَّثِ وَفِي التَّثْنِيَةِ وَالْجَمْعِ، وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَقُولُ لِلذَّكَرِ: حَارِضٌ، وَلِلْأُنْثَى حَارِضَةٌ، فَإِذَا وُصِفَ بِهَذَا اللَّفْظِ ثُنِّيَ وَجُمِعُ وَذُكِّرَ وَأُنِّثَ، وَوُحِّدَ حَرَضٌ بِكُلِّ حَالٍ، وَلَمْ يَدْخُلْهُ التَّأْنِيثُ لِأَنَّهُ مَصْدَرٌ، فَإِذَا أُخْرِجَ عَلَى فَاعِلٍ عَلَى تَقْدِيرِ الْأَسْمَاءِ لَزِمَهُ مَا يَلْزَمُ الْأَسْمَاءَ مِنَ التَّثْنِيَةِ وَالْجَمْعِ وَالتَّذْكِيرِ وَالتَّأْنِيثِ وَذَكَرَ بَعْضُهُمْ سَمَاعًا: رَجُلٌ مُحْرَضٌ: إِذَا كَانَ وَجِعًا، وَأَنْشَدَ فِي ذَلِكَ بَيْتًا:
طَلَبَتْهُ الْخَيْلُ يَوْمًا كَامِلًا … وَلَوَ الْفَتْهُ لَأَضْحَى مُحْرَضَا
وَذُكِرَ أَنَّ مِنْهُ قَوْلَ امْرِئِ الْقَيْسِ:
[البحر الطويل]
أَرَى الْمَرْءَ ذَا الْأَذْوَادِ يُصْبِحُ مُحْرَضًا … كَإِحْرَاضِ بَكْرٍ فِي الدِّيَارِ مَرِيضِ
وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ
١٣ / ٣٠١