مَكِّيَّةٌ وَآيَاتُهَا إِحْدَى عَشْرَةَ وَمِائَةٌ الْقَولُ فِي تَفْسِيرِ السُّورَةِ الَّتِي يُذْكَرُ فِيهَا يُوسُفُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
١٣ / ٥
﴿الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ﴾ [يوسف: ١] قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنُ جَرِيرٍ: قَدْ ذَكَرْنَا اخْتِلَافَ أَهْلِ التَّأْوِيلِ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ: ﴿الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ﴾ [يوسف: ١]، وَالْقَوْلُ الَّذِي نَخْتَارُهُ فِي تَأْوِيلِ ذَلِكَ فِيمَا مَضَى بِمَا أَغْنَى عَنْ إِعَادَتِهِ هَاهُنَا. وَأَمَّا قَوْلُهُ: ﴿تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ﴾ [يوسف: ١] فَإِنَّ أَهْلَ التَّأْوِيلِ اخْتَلَفُوا فِي تَأْوِيلِهِ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: مَعْنَاهُ: تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ: بَيِّنٌ حَلَالُهُ وَحَرَامُهَ، وَرُشْدُهُ وَهُدُاهُ. ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ:
١٣ / ٥
حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ عَمْرٍو السَّكُونِيُّ، قَالَ: ثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ سَلَمَةَ الْفِلَسْطِينِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِيهِ، فِي قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: «﴿الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ﴾ [يوسف: ١] قَالَ: بَيَّنَ حَلَالَهُ وَحَرَامَهُ»
١٣ / ٥
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلُهُ: «﴿الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ﴾ [يوسف: ١] إِي وَاللَّهِ، لَمُبِينٌ تَرْكِيبُهُ هُدَاهُ وَرُشْدَهُ»
١٣ / ٦
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، فِي قَوْلِهِ: «﴿الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ﴾ [يوسف: ١] قَالَ: بَيَّنَ اللَّهُ رُشْدَهُ وَهُدَاهُ» وَقَالَ آخَرُونَ فِي ذَلِكَ بِمَا:
١٣ / ٦
حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ عَمْرٍو السَّكُونِيُّ، قَالَ: ثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: ثَنَا ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ مُعَاذٍ، أَنَّهُ قَالَ فِي قَوْلِ اللَّهِ عز وجل: «﴿الْكِتَابِ الْمُبِينِ﴾ [يوسف: ١] قَالَ بَيَّنَ الْحُرُوفَ الَّتِي سَقَطَتْ عَنْ أَلْسُنِ الْأَعَاجِمِ، وَهِيَ سِتَّةُ أَحْرُفٍ» وَالصَّوَابُ مِنَ الْقَوْلِ فِي ذَلِكَ عِنْدِي أَنْ يُقَالَ: مَعْنَاهُ: هَذِهِ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ، لِمَنْ تَلَاهُ وَتَدَبَّرَ مَا فِيهِ مِنْ حَلَالِهِ وَحَرَامِهِ وَنَهْيِهِ وَسَائِرِ مَا حَوَاهُ مِنْ صُنُوفِ مَعَانِيهِ؛ لِأَنَّ اللَّهَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ أَخْبَرَ أَنَّهُ مُبِينٌ، وَلَمْ يَخُص إِبَانَتَهُ عَنْ بَعْضِ مَا فِيهِ دُونَ جَمِيعِهِ، فَذَلِكَ عَلَى جَمِيعِهِ، إِذْ كَانَ جَمِيعُهُ مُبِينًا عَمَّا فِيهِ
١٣ / ٦
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾ [يوسف: ٢] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: إِنَّا أَنْزَلْنَا هَذَا الْكِتَابَ الْمُبِينَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا عَلَى الْعَرَبِ، لِأَنَّ لِسَانَهُمْ وَكَلَامَهُمْ عَرَبِيُّ، فَأَنْزَلْنَا هَذَا الْكِتَابَ بِلِسَانِهِمْ لِيَعْقِلُوهُ وَيَفْقَهُوا مِنْهُ، وَذَلِكَ ⦗٧⦘ قَوْلُهُ عز وجل: ﴿لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾ [البقرة: ٧٣]
١٣ / ٦
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ﴾ [يوسف: ٣] يَقُولُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ لِنَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ ﷺ: نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ يَا مُحَمَّدُ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِوَحْيِنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ، فَنُخْبِرُكَ فِيهِ عَنِ الْأَخْبَارِ الْمَاضِيَةِ، وَأَنْبَاءِ الْأُمَمِ السَّالِفَةِ، وَالْكُتُبِ الَّتِي أَنْزَلْنَاهَا فِي الْعُصُورِ الْخَالِيَةِ. ﴿وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ﴾ [يوسف: ٣] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: وَإِنْ كُنْتَ يَا مُحَمَّدُ مِنْ قَبْلِ أَنْ نُوحِيَهُ إِلَيْكَ لَمِنَ الْغَافِلِينَ عَنْ ذَلِكَ، لَا تَعْلَمُهُ وَلَا شَيْئًا مِنْهُ
١٣ / ٧
كَمَا: حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، «﴿نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ﴾ [يوسف: ٣] مِنَ الْكُتُبِ الْمَاضِيَةِ، وَأُمُورِ اللَّهِ السَّالِفَةِ فِي الْأُمَمِ، ﴿وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ﴾ [يوسف: ٣]» وَذُكِرَ أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ نَزَلَتْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ؛ لِمَسْأَلَةِ أَصْحَابِهِ إِيَّاهُ أَنْ يَقُصَّ عَلَيْهِمْ ذِكْرُ الرِّوَايَةِ بِذَلِكَ:
١٣ / ٧
حَدَّثَنِي نَصْرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَوْدِيُّ، قَالَ: ثَنَا حَكَّامُ الرَّازِيُّ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عَمْرِو الْمُلَائِيُّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَوْ قَصَصْتَ عَلَيْنَا قَالَ: فَنَزَلَتْ: ﴿نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ﴾ [يوسف: ٣]» ⦗٨⦘ حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثَنَا حَكَّامٌ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ سَيَّارٍ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: قَالُوا: “يَا نَبِيَّ اللَّهِ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ
١٣ / ٧
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثَنَا أَبِي، عَنِ الْمَسْعُودِيِّ، عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: «مَلَّ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ مَلَّةً، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ حَدِّثْنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ عز وجل: ﴿اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ﴾ [الزمر: ٢٣] ثُمَّ مَلُّوا مَلَّةً أُخْرَى فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ حَدِّثْنَا فَوْقَ الْحَدِيثِ وَدُونَ الْقُرْآنِ يَعْنُونَ الْقَصَصَ. فَأَنْزَلَ اللَّهُ: ﴿الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنِ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ﴾ [يوسف: ٢] فَأَرَادُوا الْحَدِيثَ فَدَلَّهُمْ عَلَى أَحْسَنِ الْحَدِيثِ، وَأَرَادُوا الْقَصَصَ فَدَلَّهُمْ عَلَى أَحْسَنِ الْقَصَصِ»
١٣ / ٨
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ الْعَطَّارُ، قَالَ: ثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا خَلَّادٌ الصَّفَّارُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ سَعْدٍ، قَالَ: «أُنْزِلَ عَلَى النَّبِيِّ ﷺ الْقُرْآنُ، قَالَ: فَتَلَاهُ عَلَيْهِمْ زَمَانًا، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَوْ قَصَصْتَ عَلَيْنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ: ﴿الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ﴾ [يوسف: ١] . . إِلَى قَوْلِهِ: ﴿لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾ [يوسف: ٢] . . الْآيَةَ. قَالَ: ثُمَّ تَلَاهُ عَلَيْهِمْ زَمَانًا، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوْ حَدَّثْتَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى. ﴿اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا﴾ [الزمر: ٢٣]⦗٩⦘ قَالَ خَلَّادٌ: وَزَادُوا فِيهِ رَجُلًا آخَرَ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَوْ قَالَ أَبُو يَحْيَى: ذَهَبَتْ مِنْ كِتَابِي كَلِمَةٌ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ: ﴿أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ﴾ [الحديد: ١٦]»
١٣ / ٨
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ﴾ [يوسف: ٤] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ لِنَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ ﷺ: وَإِنْ كُنْتَ يَا مُحَمَّدُ لَمِنَ الْغَافِلِينَ عَنْ نَبَإِ يُوسُفَ بْنِ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ: يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا؛ يَقُولُ: إِنِّي رَأَيْتُ فِيَ مَنَامِي أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا. وَقِيلَ: إِنَّ رُؤْيَا الْأَنْبِيَاءِ كَانَتْ وَحْيًا
١٣ / ٩
حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، قَالَ: ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ: «﴿إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ ⦗١٠⦘ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ﴾ [يوسف: ٤] قَالَ: كَانَتْ رُؤْيَا الْأَنْبِيَاءِ وَحْيًا»
١٣ / ٩
وَحَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ «﴿إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا﴾ [يوسف: ٤] قَالَ: كَانَتِ الرُّؤْيَا فِيهِمْ وَحْيًا» وَذُكِرَ أَنَّ الْأَحَدَ الْعَشْرَ، الْكَوَاكِبُ الَّتِي رَآهَا فِي مَنَامِهِ سَاجِدَةً مَعَ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ
١٣ / ١٠
مَا: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ سَعِيدٍ الْكِنْدِيُّ، قَالَ: ثَنَا الْحَكَمُ بْنُ ظُهَيْرٍ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: أَتَى النَّبِيَّ ﷺ رَجُلٌ مِنْ يَهُودَ يُقَالُ لَهُ بُسْتَانَةُ الْيَهُودِيُّ، فَقَالَ لَهُ: يَا مُحَمَّدُ أَخْبِرْنِي عَنِ الْكَوَاكِبِ الَّتِي رَآهَا يُوسُفُ سَاجِدَةً لَهُ، مَا أَسْمَاؤُهَا؟ قَالَ: فَسَكَتَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، فَلَمْ يُجِبْهُ بِشَيْءٍ، وَنَزَلَ عَلَيْهِ جَبْرَئِيلَ وَأَخْبَرَهُ بِأَسْمَائِهَا. قَالَ: فَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ إِلَيْهِ، فَقَالَ: «هَلْ أَنْتَ مُؤْمِنٌ إِنْ أَخْبَرْتُكَ بِأَسْمَائِهَا؟» قَالَ: نَعَمْ، فَقَالَ: «جَرْبَانُ وَالطَّارِقُ، وَالذَّيَّالُ، وَذُو الْكَتِفَيْنِ، وَقَابِسٌ، وَوَثَّابُ وَعَمُودَانِ، وَالْفَلِيقُ، وَالْمُصْبَحُ، وَالضَّرُوحُ، وَذُو الْفَرْغِ، وَالضِّيَاءُ، وَالنُّورُ» . فَقَالَ الْيَهُودِيُّ: وَاللَّهِ ⦗١١⦘ إِنَّهَا لَأَسْمَاؤُهَا
١٣ / ١٠
وَقَوْلُهُ: ﴿وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ﴾ [يوسف: ٤] يَقُولُ: وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ فِي مَنَامِي سُجُودًا. وَقَالَ ﴿سَاجِدِينَ﴾ [الأعراف: ١٢٠] وَالْكَوَاكِبُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ إِنَّمَا يُخْبَرُ عَنْهَا بِفَاعِلَةٍ وَفَاعِلَاتِ، لَا بِالْوَاوِ وَالنُّونِ، إِنَّمَا هِيَ عَلَامَةُ جَمْعِ أَسْمَاءِ ذُكُورِ بَنِي آدَمَ أَوِ الْجِنِّ أَوِ الْمَلَائِكَةِ. وَإِنَّمَا قِيلَ ذَلِكَ كَذَلِكَ، لِأَنَّ السُّجُودَ مِنْ أَفْعَالِ مَنْ يُجْمَعُ أَسْمَاءُ ذُكُورِهِمْ بِالْيَاءِ وَالنُّونِ، أَوِ الْوَاوِ وَالنُّونِ، فَأَخْرَجَ جَمْعَ أَسْمَائِهَا مَخْرَجَ جَمْعِ أَسْمَاءِ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ، كَمَا قِيلَ: ﴿يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنِكُمْ﴾ [النمل: ١٨] وَقَالَ: «رَأَيْتُهُمْ» وَقَدْ قِيلَ: إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا، فَكَرَّرَ الْفِعْلَ، وَذَلِكَ عَلَى لُغَةِ مَنْ قَالَ: كَلَّمْتُ أَخَاكَ كَلِمَتَهُ، تَوْكِيدًا لُلْفِعْلِ بِالْتَكْرِيرِ. وَقَدْ قِيلَ: إِنَّ الْكَوَاكِبَ الْأَحَدَ عَشَرَ كَانَتْ إِخْوَتَهُ، وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ أَبَوَيْهِ ⦗١٢⦘ ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ:
١٣ / ١١
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلُهُ: «﴿إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا﴾ [يوسف: ٤] إِخْوَتُهُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا، وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ، يَعْنِي بِذَلِكَ: أَبَوَيْهِ»
١٣ / ١٢
حَدَّثَنِي الْحَرْثُ، قَالَ: ثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ، قَالَ: ثَنَا شَرِيكٌ، عَنِ السُّدِّيِّ، فِي قَوْلِهِ: “﴿إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ﴾ [يوسف: ٤] . . الْآيَةَ، قَالَ: رَأَى أَبَوَيْهِ وَإِخْوَتَهُ سُجُودًا لَهُ «. فَإِذَا قِيلَ لَهُ عَمَّنْ قَالَ إِنْ كَانَ حَقًّا، فَإِنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ فَسَّرَهُ»
١٣ / ١٢
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، فِي قَوْلِهِ: «﴿أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ﴾ [يوسف: ٤] قَالَ: الْكَوَاكِبُ: إِخْوَتُهُ، وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ: أَبَوَاهُ»
١٣ / ١٢
حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ، قَالَ: ثَنَا الْحُسَيْنُ، قَالَ: ثَنِي حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَوْلُهُ: «﴿إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا﴾ [يوسف: ٤] إِخْوَتَهُ ﴿وَالشَّمْسَ﴾ [يوسف: ٤] أُمَّهُ ﴿وَالْقَمَرَ﴾ [يوسف: ٤] أَبُوهُ»
١٣ / ١٢
حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ: «كَانَ أَبَوَيْهِ وَإِخْوَتَهُ»
١٣ / ١٢
حُدِّثْتُ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَرَجِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُعَاذٍ، قَالَ: ثَنَا عُبَيْدُ بْنُ ⦗١٣⦘ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ الضَّحَّاكَ، قَوْلُهُ: «﴿إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا﴾ [يوسف: ٤] هُمْ إِخْوَةُ يُوسُفَ ﴿وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ﴾ [يوسف: ٤] هُمَا أَبَوَاهُ»
١٣ / ١٢
حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ، فِي قَوْلِهِ: «﴿يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا﴾ [يوسف: ٤] . . . الْآيَةَ، قَالَ: أَبَوَاهُ وَإِخْوَتُهُ. قَالَ: فَنَعَاهُ إِخْوَتُهُ وَكَانُوا أَنْبِيَاءَ، فَقَالُوا: مَا رَضِيَ أَنْ يَسْجُدَ لَهُ إِخْوَتُهُ حَتَّى سَجَدَ لَهُ أَبَوَاهُ حِينَ بَلَغَهُمْ» وَرُوِي عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ: الْكَوَاكِبُ إِخْوَتُهُ، وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ: أَبُوهُ وَخَالَتُهُ، مِنْ وَجْهٍ غَيْرِ مَحْمُودٍ، فَكَرِهْتُ ذِكْرَهُ
١٣ / ١٣
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ﴾ [يوسف: ٥] يَقُولُ جَلَّ ذِكْرُهُ ﴿قَالَ﴾ [البقرة: ٣٠] يَعْقُوبُ لِابْنِهِ يُوسُفَ: ﴿يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ﴾ [يوسف: ٥] هَذِهِ ﴿عَلَى إِخْوَتِكَ﴾ [يوسف: ٥] فَيَحْسِدُوكَ ﴿فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا﴾ [يوسف: ٥] يَقُولُ: فَيَبْغُوكَ الْغَوَائِلَ، وَيُنَاصِبُوكَ الْعَدَاوَةَ، وَيُطِيعُوا فِيكَ الشَّيْطَانَ. ﴿إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ﴾ [يوسف: ٥] يَقُولُ: إِنَّ الشَّيْطَانَ لِآدَمَ وَبَنِيهِ عَدُوٌّ، وَقَدْ أَبَانَ لَهُمْ عَدَاوَتَهُ وَأَظْهَرَهَا. يَقُولُ: فَاحْذَرِ الشَّيْطَانَ أَنْ يُغْرِيَ إِخْوَتَكَ بِكَ بِالْحَسَدِ مِنْهُمْ لَكَ إِنْ أَنْتَ قَصَصْتَ عَلَيْهِمْ رُؤْيَاكَ. وَإِنَّمَا قَالَ يَعْقُوبُ ذَلِكَ، لِأَنَّهُ قَدْ كَانَ تَبَيَّنَ لَهُ مِنْ ⦗١٤⦘ إِخْوَتِهِ قَبْلَ ذَلِكَ حَسَدَهُ
١٣ / ١٣
كَمَا: حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنْقَزِيُّ، عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنِ السُّدِّيِّ، قَالَ: «نَزَلَ يَعْقُوبُ الشَّامَ، فَكَانَ هَمُّهُ يُوسُفَ وَأَخَاهُ، فَحَسَدَهُ إِخْوَتُهُ لَمَّا رَأَوْا حُبَّ أَبِيهِ لَهُ، وَرَأَى يُوسُفُ فِي الْمَنَامِ كَأَنَّ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَآهُمْ لَهُ سَاجِدِينَ، فَحَدَّثَ بِهَا أَبَاهُ فَقَالَ: ﴿يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا. . .﴾ [يوسف: ٥] الْآيَةَ» وَاخْتَلَفَ أَهْلُ الْعَرَبِيَّةِ فِي وَجْهِ دُخُولِ اللَّامِ فِي قَوْلِهِ: ﴿فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا﴾ [يوسف: ٥] فَقَالَ بَعْضُ نَحْوِيِّي الْبَصْرَةِ: مَعْنَاهُ: فَيَتَّخِذُوا لَكَ كَيْدًا، وَلَيْسَتْ مِثْلَ: ﴿إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ﴾ [يوسف: ٤٣] تِلْكَ أَرَادُوا أَنْ يُوصَلَ الْفِعْلُ إِلَيْهَا بِاللَّامِ كَمَا يُوصَلُ بِالْبَاءِ، كَمَا تَقُولُ: قَدَّمْتُ لَهُ طَعَامًا، تُرِيدُ قَدَّمْتُ إِلَيْهِ. وَقَالَ: ﴿يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ﴾ [يوسف: ٤٨]، وَمِثْلُهُ قَوْلُهُ: ﴿قُلِ اللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ﴾ [يونس: ٣٥] قَالَ: وَإِنْ شِئْتَ كَانَ: فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا، فِي مَعْنَى: فَيَكِيدُوكَ، وَتَجْعَلُ اللَّامَ مِثْلَ: ﴿لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ﴾ [الأعراف: ١٥٤] وَقَدْ قَالَ «⦗١٥⦘ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ» إِنَّمَا هُوَ بِمَكَانِ: «رَبَّهُمْ يَرْهَبُونَ» . وَقَالَ بَعْضُهُمْ: أُدْخِلَتِ اللَّامُ فِي ذَلِكَ، كَمَا تَدْخُلُ فِي قَوْلِهِمْ: حَمِدْتُ لَكَ وَشَكَرْتُ لَكَ، وَحَمِدْتُكَ وَشَكَرْتُكَ، وَقَالَ: هَذِهِ لَامٌ عَلَيْهَا الْفِعْلُ، فَكَذَلِكَ قَوْلُهُ: ﴿فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا﴾ [يوسف: ٥] تَقُولُ: فَيَكِيدُوكَ، وَيَكِيدُوا لَكَ فَيَقْصِدُوكَ، وَيَقْصِدُوا لَكَ، قَالَ: «وَكَيْدًا»: تَوْكِيدٌ
١٣ / ١٤
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾ يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ مُخْبِرًا عَنْ قِيلِ يَعْقُوبَ لِابْنِهِ يُوسُفَ لَمَّا قَصَّ عَلَيْهِ رُؤْيَاهُ: ﴿وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ﴾ [يوسف: ٦] وَهَكَذَا يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ. يَقُولُ: كَمَا أَرَاكَ رَبُّكَ الْكَوَاكِبَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَكَ سُجُودًا، فَكَذَلِكَ يَصْطَفِيكَ رَبُّكَ
١٣ / ١٥
كَمَا: حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثَنَا عَمْرٌو الْعَنْقَزِيُّ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْهُذَلِيِّ، عَنْ عِكْرِمَةَ، «﴿وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ﴾ [يوسف: ٦] قَالَ: يَصْطَفِيكَ»
١٣ / ١٥
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلُهُ: «﴿وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ﴾ [يوسف: ٦] فَاجْتَبَاهُ وَاصْطَفَاهُ وَعَلَّمَهُ مِنْ عِبَرِ الْأَحَادِيثِ، وَهُوَ تَأْوِيلُ الْأَحَادِيثِ»
١٣ / ١٥
وَقَوْلُهُ: ﴿وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ﴾ [يوسف: ٦] يَقُولُ: وَيُعَلِّمُكَ رَبُّكَ مِنْ عِلْمِ مَا يُؤَوَّلُ إِلَيْهِ أَحَادِيثُ النَّاسِ عَمَّا يَرَوْنَهُ فِي مَنَامِهِمْ، وَذَلِكَ تَعْبِيرُ الرُّؤْيَا
١٣ / ١٥
حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ، قَالَ: ثَنَا الْحُسَيْنُ، قَالَ: ثَنِي حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، «﴿وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ﴾ [يوسف: ٦] قَالَ: عِبَارَةُ الرُّؤْيَا»
١٣ / ١٦
حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ، فِي قَوْلِهِ: «﴿وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ﴾ [يوسف: ٦] قَالَ: تَأْوِيلُ الْكَلَامِ: الْعِلْمُ وَالْحِلْمُ، وَكَانَ يُوسُفُ أَعْبُرَ النَّاسِ. وَقَرَأَ: ﴿وَلَمَّا بَلَغَ أَشَدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا﴾ [يوسف: ٢٢]»
١٣ / ١٦
وَقَوْلُهُ: ﴿وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ﴾ [يوسف: ٦] بِاجْتِبَائِهِ إِيَّاكَ وَاخْتِيَارِهِ وَتَعْلِيمِهِ إِيَّاكَ تَأْوِيلَ الْأَحَادِيثِ. ﴿وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ﴾ [يوسف: ٦] يَقُولُ: وَعَلَى أَهْلِ دِينِ يَعْقُوبَ وَمِلَّتِهِ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ وَغَيْرِهِمْ. ﴿كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ﴾ بِاتِّخَاذِهِ هَذَا خَلِيلًا، وَتَنْجِيَتِهِ مِنَ النَّارِ، وَفِدْيَةِ هَذَا بِذِبْحٍ عَظِيمٍ
١٣ / ١٦
كَالَّذِي: حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ، قَالَ: ثَنَا الْحُسَيْنُ، قَالَ: ثَنِي حَجَّاجٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، فِي قَوْلِهِ: «﴿وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ﴾ قَالَ: فَنِعْمَتُهُ عَلَى إِبْرَاهِيمَ أَنْ نَجَّاهُ مِنَ النَّارِ، وَعَلَى إِسْحَاقَ أَنْ نَجَّاهُ مِنَ الذَّبْحِ»
١٣ / ١٦
وَقَوْلُهُ: ﴿إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾ [يوسف: ٦] يَقُولُ: ﴿إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ﴾ [يوسف: ٦] بِمَوَاضِعِ الْفَضْلِ، وَمَنْ هُوَ أَهْلٌ لِلْاجْتِبَاءَ وَالنِّعْمَةِ، ﴿حَكِيمٌ﴾ [البقرة: ٢٠٩] فِي تَدْبِيرِهِ خَلْقَهُ
١٣ / ١٦
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ﴾ [يوسف: ٧] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: ﴿لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ﴾ [يوسف: ٧] الْأَحَدَ عَشَرَ ﴿آيَاتٌ﴾ [البقرة: ٩٩] يَعْنِي عِبَرَ، وَذَكَرَ ﴿لِلسَّائِلِينَ﴾ [يوسف: ٧] يَعْنِي السَّائِلِينَ عَنْ أَخْبَارِهِمْ وَقَصَصَهِمْ. وَإِنَّمَا أَرَادَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ بِذَلِكَ نَبِيَّهُ مُحَمَّدًا ﷺ، وَذَلِكَ أَنَّهُ يُقَالُ: إِنَّ اللَّهَ تبارك وتعالى إِنَّمَا أَنْزَلَ هَذِهِ السُّورَةَ عَلَى نَبِيِّهِ يُعْلِمُهُ فِيهَا مَا لَقِيَ يُوسُفُ مِنْ إِخْوَتِهِ، وَإِذَايَتَهُ مِنَ الْحَسَدِ، مَعَ تَكْرِمَةِ اللَّهِ إِيَّاهُ، تَسْلِيَةً لَهُ بِذَلِكَ مِمَّا يَلْقَى مِنْ إِذَايَتِهِ وَأَقَارِبِهِ مِنْ مُشْرِكِي قُرَيْشٍ كَذَلِكَ كَانَ ابْنُ إِسْحَاقَ يَقُولُ:
١٣ / ١٧
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثَنَا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: «إِنَّمَا قَصَّ اللَّهُ تبارك وتعالى عَلَى مُحَمَّدٍ خَبَرَ يُوسُفَ، وَبَغْيَ إِخْوَتِهِ عَلَيْهِ وَحَسَدَهُمْ إِيَّاهُ حِينَ ذَكَرَ رُؤْيَاهُ لَمَّا رَأَى رَسُولُ اللَّهِ ﷺ مِنْ بَغْيِ قَوْمِهِ وَحَسَدِهِ حِينَ أَكْرَمَهُ اللَّهُ عز وجل بِنُبُوَّتِهِ لِيَتَأَسَّى بِهِ» وَاخْتَلَفَتِ الْقُرَّاءُ فِي قِرَاءَةِ قَوْلِهِ: ﴿آيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ﴾ [يوسف: ٧] فَقَرَأَتْهُ عَامَّةُ قُرَّاءِ الْأَمْصَارِ «آيَاتٌ» عَلَى الْجِمَاعِ. وَرُوِي عَنْ مُجَاهِدٍ وَابْنِ كَثِيرٍ أَنَّهُمَا قَرَأَا ذَلِكَ عَلَى التَّوْحِيدِ. وَالَّذِي هُوَ أَوْلَى الْقِرَاءَتَيْنِ بِالصَّوَابِ قِرَاءَةُ مَنْ قَرَأَ ذَلِكَ عَلَى الْجِمَاعِ، ⦗١٨⦘ لِإِجْمَاعِ الْحُجَّةِ مِنَ الْقُرَّاءِ عَلَيْهِ
١٣ / ١٧
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ﴾ [يوسف: ٨] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِمَنْ سَأَلَ عَنْ شَأْنِهِمْ حِينَ قَالُوا إِخْوَةُ يُوسُفَ ﴿لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ﴾ [يوسف: ٨] مِنْ أُمِّهِ ﴿أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ﴾ [يوسف: ٨] يَقُولُونَ: وَنَحْنُ جَمَاعَةٌ ذَوُو عَدَدٍ أَحَدَ عَشَرَ رَجُلًا. وَالْعَصَبَةُ مِنَ النَّاسِ هُمْ عَشْرَةٌ فَصَاعِدًا، قِيلَ إِلَى خَمْسَةَ عَشَرَ فَصَاعِدًا عَشَرٌ، لَيْسَ لَهَا وَاحِدٌ مِنْ لَفْظِهَا، كَالنَّفَرِ وَالرَّهْطِ. ﴿إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ﴾ [يوسف: ٨] يَعْنُونَ: إِنَّ أَبَانَا يَعْقُوبَ لَفِي خَطَأٍ مِنْ فِعْلِهِ فِي إِيثَارِهِ يُوسُفَ وَأَخَاهُ مِنْ أُمِّهِ عَلَيْنَا بِالْمَحَبَّةِ، وَيَعْنِي بِالْمُبِينٍ أَنَّهُ خَطَأٌ، يُبَيِّنُ عَنْ نَفْسِهِ أَنَّهُ خَطَأٌ لِمَنْ تَأَمَّلَهُ وَنَظَرَ إِلَيْهِ. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ:
١٣ / ١٨
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنْقَزِيُّ، عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنِ السُّدِّيِّ، «﴿إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا﴾ [يوسف: ٨] قَالَ: يَعْنُونَ بِنْيَامِينَ. قَالَ: وَكَانُوا عَشَرَةً»
١٣ / ١٨
قَالَ: ثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنِ السُّدِّيِّ، «﴿إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ﴾ [يوسف: ٨] قَالَ: فِي ضَلَالٍ مِنْ أَمْرِنَا»
١٣ / ١٩
حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ، فِي قَوْلِهِ: «﴿وَنَحْنُ عُصْبَةٌ﴾ [يوسف: ٨] قَالَ: الْعُصْبَةُ: الْجَمَاعَةُ»
١٣ / ١٩
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوْ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ﴾ [يوسف: ٩] يَقُولُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: قَالَ إِخْوَةُ يُوسُفَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ فِي أَرْضٍ مِنَ الْأَرْضِ، يَعْنُونَ مَكَانًا مِنَ الْأَرْضِ. ﴿يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ﴾ [يوسف: ٩] يَعْنُونَ: يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ مِنْ شُغْلِهِ بِيُوسُفَ، فَإِنَّهُ قَدْ شَغَلَهُ عَنَّا وَصَرَفَ وَجْهَهُ عَنَّا إِلَيْهِ. ﴿وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ﴾ [يوسف: ٩] يَعْنُونَ أَنَّهُمْ يَتُوبُونَ مِنْ قَتْلِهِمْ يُوسُفَ، وَذَنْبِهِمُ الَّذِي يَرْكَبُونَهُ فِيهِ، فَيَكُونُونَ بِتَوْبَتِهِمْ مِنْ قَتْلِهِ مِنْ بَعْدِ هَلَاكِ يُوسُفَ قَوْمًا صَالِحِينَ. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ:
١٣ / ١٩
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنِ السُّدِّيِّ، «﴿اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْمًا ⦗٢٠⦘ صَالِحِينَ﴾ [يوسف: ٩] قَالَ: تَتُوبُونَ مِمَّا صَنَعْتُمْ، أَوْ مِنْ صَنِيعِكُمْ»
١٣ / ١٩
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ لَا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ﴾ يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: قَالَ قَائِلٌ مِنْ إِخْوَةِ يُوسُفَ: ﴿لَا تَقْتُلُوا يُوسُفَ﴾ [يوسف: ١٠]، وَقِيلَ إِنَّ قَائِلَ ذَلِكَ رُوبِيلُ كَانَ ابْنَ خَالَةِ يُوسُفَ ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ:
١٣ / ٢٠
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، «﴿لَا تَقْتُلُوا يُوسُفَ﴾ [يوسف: ١٠] ذُكِرَ لَنَا أَنَّهُ رُوبِيلُ كَانَ أَكْبَرَ الْقَوْمِ، وَهُوَ ابْنُ خَالَةِ يُوسُفَ، فَنَهَاهُمْ عَنْ قَتْلِهِ»
١٣ / ٢٠
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثَنَا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، «﴿اقْتُلُوا يُوسُفَ﴾ [يوسف: ٩] . إِلَى قَوْلِهِ: ﴿إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ﴾ [يوسف: ١٠] قَالَ: ذُكِرَ لِي وَاللَّهُ أَعْلَمُ أَنَّ الَّذِي قَالَ ذَلِكَ مِنْهُمْ رُوبِيلُ الْأَكْبَرُ مِنْ بَنِي يَعْقُوبَ، وَكَانَ أَقْصَدَهُمْ فِيهِ رَأْيًا»
١٣ / ٢٠
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلُهُ: «﴿لَا تَقْتُلُوا يُوسُفَ﴾ [يوسف: ١٠] قَالَ: كَانَ أَكْبَرَ إِخْوَتِهِ، وَكَانَ ابْنَ خَالَةِ يُوسُفَ، فَنَهَاهُمْ عَنْ قَتْلِهِ» وَقِيلَ: كَانَ قَائِلُ ذَلِكَ مِنْهُمْ شَمْعُونُ ⦗٢١⦘ ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ:
١٣ / ٢٠
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثَنَا إِسْحَاقُ، قَالَ: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ: «﴿قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ لَا تَقْتُلُوا يُوسُفَ﴾ [يوسف: ١٠] قَالَ: هُوَ شَمْعُونُ»
١٣ / ٢١
وَقَوْلُهُ: ﴿وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ﴾ يَقُولُ: وَأَلْقُوهُ فِي قَعْرِ الْجُبِّ حَيْثُ يَغِيبُ خَبَرُهُ. وَاخْتَلَفَتِ الْقُرَّاءُ فِي قِرَاءَةِ ذَلِكَ، فَقَرَأَتْهُ عَامَّةُ قُرَّاءِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ: (غَيَابَاتِ الْجُبِّ) عَلَى الْجِمَاعِ. وَقَرَأَ ذَلِكَ عَامَّةُ قُرَّاءِ سَائِرِ الْأَمْصَارِ: ﴿غَيَابَتِ الْجُبِّ﴾ بِتَوْحِيدِ الْغِيَابَةِ. وَقِرَاءَةُ ذَلِكَ بِالتَّوْحِيدِ أَحَبُّ إِلَيَّ وَالْجُبُّ: بِئْرٌ. وَقِيلَ: إِنَّهُ اسْمُ بِئْرٍ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ، ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ:
١٣ / ٢١
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، «﴿فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ﴾ قَالَ: بِئْرٌ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ»
١٣ / ٢١
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ ⦗٢٢⦘ قَتَادَةَ، فِي قَوْلِهِ: «﴿غَيَابَةِ الْجُبِّ﴾ [يوسف: ١٠] قَالَ: بِئْرٌ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ» وَالْغَيَابَةُ: كُلُّ شَيْءٍ غَيَّبَ شَيْئًا فَهُوَ غَيَابَةُ، وَالْجُبُّ: الْبِئْرُ غَيْرُ الْمَطْوِيَّةِ. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ:
١٣ / ٢١
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، «﴿فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ﴾ فِي بَعْضِ نَوَاحِيهَا: فِي أَسْفَلِهَا»
١٣ / ٢٢
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلُهُ: «﴿وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ﴾ يَقُولُ: فِي بَعْضِ نَوَاحِيهَا» حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، مِثْلَهُ
١٣ / ٢٢
حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ، قَالَ: ثَنَا الْحُسَيْنُ، قَالَ: ثَنِي حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: «﴿وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ﴾ قَالَ: قَالَهَا كَبِيرُهُمُ الَّذِي تَخَلَّفَ. قَالَ: وَالْجُبُّ: بِئْرٌ بِالشَّامِ»
١٣ / ٢٢
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: ثَنِي أَبِي، قَالَ: ثَنِي عَمِّي، قَالَ: ثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، «﴿وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ﴾ يَعْنِي: الرَّكِيَّةَ»
١٣ / ٢٢
حُدِّثْتُ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَرَجِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُعَاذٍ، قَالَ: ثَنَا عُبَيْدُ بْنُ ⦗٢٣⦘ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ الضَّحَّاكَ، يَقُولُ: «الْجُبُّ: الْبِئْرُ»
١٣ / ٢٢
وَقَوْلُهُ: ﴿يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ﴾ [يوسف: ١٠] يَقُولُ: يَأْخُذُهُ بَعْضُ مَارَّةِ الطَّرِيقِ مِنَ الْمُسَافِرِينَ. ﴿إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ﴾ [يوسف: ١٠] يَقُولُ: إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ مَا أَقُولُ لَكُمْ. فَذُكِرَ أَنَّهُ الْتَقَطَهُ بَعْضُ الْأَعْرَابِ
١٣ / ٢٣
حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ، قَالَ: ثَنَا الْحُسَيْنُ، قَالَ: ثَنِي حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: «﴿يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ﴾ [يوسف: ١٠] قَالَ: الْتَقَطَهُ نَاسٌ مِنَ الْأَعْرَابِ» وَذُكِرَ عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ أَنَّهُ قَرَأَ: «تَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ» بِالتَّاءِ حَدَّثَنِي بِذَلِكَ أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: ثَنَا الْقَاسِمُ، قَالَ: ثَنِي حَجَّاجٌ، عَنْ هَارُونَ، عَنْ مَطَرٍ الْوَرَّاقِ، عَنِ الْحَسَنِ وَكَأَنَّ الْحَسَنُ ذَهَبَ فِي تَأْنِيثِهِ بَعْضَ السَّيَّارَةِ إِلَى أَنَّ فِعْلَ بَعْضِهَا فِعْلُهَا، وَالْعَرَبُ تَفْعَلُ ذَلِكَ فِي خَبَرِ كَانَ عَنِ الْمُضَافِ إِلَى مُؤَنَّثِ يَكُونُ الْخَبَرُ عَنْ بَعْضِهِ خَبَرًا عَنْ جَمِيعِهِ، وَذَلِكَ كَقَوْلِ الشَّاعِرِ:
[البحر الوافر] أَرَى مَرَّ السِّنِينَ أَخَذْنَ مِنِّي … كَمَا أَخَذَ السِّرَارُ مِنَ الْهِلَالِ
فَقَالَ: «أَخَذْنَ مِنِّي»، وَقَدِ ابْتَدَأَ الْخَبَرَ عَنِ الْمُرَادِ، إِذْ كَانَ الْخَبَرُ عَنِ الْمَرِّ خَبَرًا عَنِ السِّنِينَ، وَكَمَا قَالَ الْآخَرُ:
[البحر الطويل]
[البحر الوافر] أَرَى مَرَّ السِّنِينَ أَخَذْنَ مِنِّي … كَمَا أَخَذَ السِّرَارُ مِنَ الْهِلَالِ
فَقَالَ: «أَخَذْنَ مِنِّي»، وَقَدِ ابْتَدَأَ الْخَبَرَ عَنِ الْمُرَادِ، إِذْ كَانَ الْخَبَرُ عَنِ الْمَرِّ خَبَرًا عَنِ السِّنِينَ، وَكَمَا قَالَ الْآخَرُ:
[البحر الطويل]
١٣ / ٢٣
إِذَا مَاتَ مِنْهُمْ سَيِّدٌ قَامَ سَيِّدٌ … فَدَانَتْ لَهُ أَهْلُ الْقُرَى وَالْكَنَائِسِ
فَقَالَ: «دَانَتْ لَهُ»، وَالْخَبَرُ عَنْ أَهْلِ الْقُرَى، لِأَنَّ الْخَبَرَ عَنْهُمْ كَالْخَبَرِ عَنِ الْقُرَى. وَمَنْ قَالَ ذَلِكَ، لَمْ يَقُلْ: فَدَانَتْ لَهُ غُلَامُ هِنْدٍ، لِأَنَّ الْغُلَامَ لَوْ أُلْقِيَ مِنَ الْكَلَامِ لَمْ تَدُلْ هِنْدٌ عَلَيْهِ، كَمَا يَدُلُّ الْخَبَرُ عَنِ الْقَرْيَةِ عَلَى أَهْلِهَا. وَذَلِكَ أَنَّهُ لَوْ قِيلَ: فَدَانَتْ لَهُ الْقُرَى، كَانَ مَعْلُومًا أَنَّهُ خَبَرٌ عَنْ أَهْلِهَا، وَكَذَلِكَ بَعْضِ السَّيَّارَةِ، لَوْ أُلْقِيَ الْبَعْضُ، فَقِيلَ: تَلْتَقِطْهُ السَّيَّارَةُ، عُلِمَ أَنَّهُ خَبَرٌ عَنِ الْبَعْضِ أَوِ الْكَلِّ، وَدَلَّ عَلَيْهِ الْخَبَرُ عَنِ السَّيَّارَةِ
فَقَالَ: «دَانَتْ لَهُ»، وَالْخَبَرُ عَنْ أَهْلِ الْقُرَى، لِأَنَّ الْخَبَرَ عَنْهُمْ كَالْخَبَرِ عَنِ الْقُرَى. وَمَنْ قَالَ ذَلِكَ، لَمْ يَقُلْ: فَدَانَتْ لَهُ غُلَامُ هِنْدٍ، لِأَنَّ الْغُلَامَ لَوْ أُلْقِيَ مِنَ الْكَلَامِ لَمْ تَدُلْ هِنْدٌ عَلَيْهِ، كَمَا يَدُلُّ الْخَبَرُ عَنِ الْقَرْيَةِ عَلَى أَهْلِهَا. وَذَلِكَ أَنَّهُ لَوْ قِيلَ: فَدَانَتْ لَهُ الْقُرَى، كَانَ مَعْلُومًا أَنَّهُ خَبَرٌ عَنْ أَهْلِهَا، وَكَذَلِكَ بَعْضِ السَّيَّارَةِ، لَوْ أُلْقِيَ الْبَعْضُ، فَقِيلَ: تَلْتَقِطْهُ السَّيَّارَةُ، عُلِمَ أَنَّهُ خَبَرٌ عَنِ الْبَعْضِ أَوِ الْكَلِّ، وَدَلَّ عَلَيْهِ الْخَبَرُ عَنِ السَّيَّارَةِ
١٣ / ٢٤
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿قَالُوا يَا أَبَانَا مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ﴾ [يوسف: ١١] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: قَالَ إِخْوَةُ يُوسُفَ إِذْ تَآمَرُوا بَيْنَهُمْ، وَأَجْمَعُوا عَلَى الْفُرْقَةِ بَيْنَهُ وَبَيْنَ وَالِدِهِ يَعْقُوبَ لِوَالِدِهِمْ يَعْقُوبَ: ﴿يَا أَبَانَا مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ﴾ [يوسف: ١١] فَتَتْرُكُهُ مَعَنَا إِذَا نَحْنُ خَرَجْنَا خَارِجَ الْمَدِينَةِ إِلَى الصَّحْرَاءِ، ﴿وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ﴾ [يوسف: ١١] نَحُوطُهُ وَنَكْلَؤُهُ
١٣ / ٢٤
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ [يوسف: ١٢] وَاخْتَلَفَتِ الْقُرَّاءُ فِي قِرَاءَةِ ذَلِكَ، فَقَرَأَتْهُ عَامَّةُ قُرَّاءِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ: (يَرْتَعِ وَيَلْعَبْ) بِكَسْرِ الْعَيْنِ مِنْ يَرْتَعِ، وَبِالْيَاءِ فِي يَرْتَعُ وَيَلْعَبُ، عَلَى مَعْنَى «
١٣ / ٢٤
يَفْتَعِلْ» مِنَ الرَّعَيِ: ارْتَعَيْتُ فَأَنَا أَرْتَعِي. كَأَنَّهُمْ وَجَّهُوا مَعْنَى الْكَلَامِ إِلَى: أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعِ الْإِبِلَ، وَيَلْعَبْ. ﴿وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ [يوسف: ١٢] وَقَرَأَ ذَلِكَ عَامَّةُ قُرَّاءِ أَهْلِ الْكُوفَةِ: (أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعِ وَيَلْعَبْ) بِالْيَاءِ فِي الْحَرْفَيْنِ جَمِيعًا وَتَسْكِينِ الْعَيْنِ، مِنْ قَوْلِهِمْ: رَتَعْ فُلَانٌ فِي مَالِهِ: إِذَا لَهَى فِيهِ وَنَعِمَ وَأَنْفَقَهُ فِي شَهَوَاتِهِ، وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلِهِمْ فِي مَثَلٍ مَنَ الْأَمْثَالِ: «الْقَيْدُ وَالرَّتَعَةُ»؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الْقُطَامِيِّ:
[البحر الوافر] أَكُفْرًا بَعْدَ رَدِّ الْمَوْتِ عَنِّي … وَبَعْدَ عَطَائِكَ الْمِئَةَ الرِّتَاعَا
وَقَرَأَ بَعْضُ أَهْلِ الْبَصْرَةِ: (نَرْتَعْ) بِالنُّونِ (وَنَلْعَبْ) بِالنُّونِ فِيهِمَا جَمِيعًا، وَسُكُونِ الْعَيْنِ مِنْ «نَرْتَعْ»
[البحر الوافر] أَكُفْرًا بَعْدَ رَدِّ الْمَوْتِ عَنِّي … وَبَعْدَ عَطَائِكَ الْمِئَةَ الرِّتَاعَا
وَقَرَأَ بَعْضُ أَهْلِ الْبَصْرَةِ: (نَرْتَعْ) بِالنُّونِ (وَنَلْعَبْ) بِالنُّونِ فِيهِمَا جَمِيعًا، وَسُكُونِ الْعَيْنِ مِنْ «نَرْتَعْ»
١٣ / ٢٥
حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: ثَنَا الْقَاسِمُ، قَالَ: ثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ هَارُونَ، قَالَ: «كَانَ أَبُو عَمْرٍو يَقْرَأُ: «نَرْتَعْ وَنَلْعَبْ» بِالنُّونِ، قَالَ: فَقُلْتُ لِأَبِي عَمْرٍو: كَيْفَ يَقُولُونَ نَلْعَبُ وَهُمْ أَنْبِيَاءٌ؟ قَالَ: لَمْ يَكُونُوا يَوْمَئِذٍ أَنْبِيَاءً «وَأَوْلَى الْقِرَاءَةِ فِي ذَلِكَ عِنْدِي بِالصَّوَابِ، قِرَاءَةُ مَنْ قَرَأَهُ فِي الْحَرْفَيْنِ كِلَيْهِمَا بِالْيَاءِ، وَبِجَزْمِ الْعَيْنِ فِي» يَرْتَعْ». لِأَنَّ الْقَوْمَ إِنَّمَا سَأَلُوا إِيَّاهُمْ إِرْسَالَ يُوسُفَ مَعَهُمْ، وَخَدَعُوهُ بِالْخَبَرِ عَنْ مَسْأَلَتِهِمْ إِيَّاهُ ذَلِكَ عَمَّا لِيُوسُفَ فِي إِرْسَالِهِ مَعَهُمْ ⦗٢٦⦘ مِنَ الْفَرَحِ وَالسُّرُورِ، وَالنَّشَاطِ بِخُرُوجِهِ إِلَى الصَّحْرَاءِ وَفُسْحَتِهَا وَلِعْبِهِ هُنَالِكَ، لَا بِالْخَبَرِ عَنْ أَنْفُسِهِمْ. وَبِذَلِكَ أَيْضًا جَاءَ تَأْوِيلُ أَهْلِ التَّأْوِيلِ ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ:
١٣ / ٢٥
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: ثَنِي أَبِي، قَالَ: ثَنِي عَمِّي، قَالَ: ثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَوْلُهُ: «﴿أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ﴾ [يوسف: ١٢] يَقُولُ: يَسْعَ وَيَنْشَطْ»
١٣ / ٢٦
حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ، قَالَ: ثَنَا الْحُسَيْنُ، قَالَ: ثَنِي حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: «﴿يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ﴾ [يوسف: ١٢] قَالَ: يَلْهُو، وَيَنْشَطْ، وَيَسْعَى»
١٣ / ٢٦
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلُهُ: «﴿أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ﴾ [يوسف: ١٢] قَالَ: يَنْشَطُ، وَيَلْهُو» حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، بِنَحْوِهِ
١٣ / ٢٦
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ ⦗٢٧⦘ قَتَادَةَ: «﴿يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ﴾ [يوسف: ١٢] قَالَ: يَسْعَى، وَيَلْهُو»
١٣ / ٢٦
حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ، قَالَ: ثَنَا الْحُسَيْنُ، قَالَ: ثَنِي هُشَيْمٌ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، قَوْلُهُ: «﴿يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ﴾ [يوسف: ١٢] قَالَ: يَتَلَهَّى وَيَلْعَبُ»
١٣ / ٢٧
حُدِّثْتُ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَرَجِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُعَاذٍ، قَالَ: ثَنَا عُبَيْدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ الضَّحَّاكَ يَقُولُ فِي قَوْلِهِ: «﴿يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ﴾ [يوسف: ١٢] قَالَ: يَتَلَهَّى وَيَلْعَبُ»
١٣ / ٢٧
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثَنَا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ، «﴿يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ﴾ [يوسف: ١٢] قَالَ: يَنْشَطُ وَيَلْعَبُ»
١٣ / ٢٧
قَالَ: ثَنَا عَمْرٌو، عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنِ السُّدِّيِّ: «﴿أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ﴾ [يوسف: ١٢] يَلْهُو»
١٣ / ٢٧
قَالَ: ثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ شَيْبَانَ، عَنْ قَتَادَةَ: «﴿أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ﴾ [يوسف: ١٢] قَالَ: يَنْشَطُ، وَيَلْعَبُ»
١٣ / ٢٧
حَدَّثَنِي الْحَرْثُ، قَالَ: ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، قَالَ: ثَنَا نُعَيْمُ بْنُ ضَمْضَمٍ الْعَامِرِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ الضَّحَّاكَ بْنَ مُزَاحِمٍ، فِي قَوْلِهِ: «﴿أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ﴾ [يوسف: ١٢] قَالَ: يَسْعَى، وَيَنْشَطُ» ⦗٢٨⦘ وَكَأَنَّ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ ذَلِكَ: «يَرْتَعِ وَيَلْعَبْ» بِكَسْرِ الْعَيْنِ مِنْ يَرْتَعِ، يَتَأَوَّلُونَهُ عَلَى الْوَجْهِ الَّذِي
١٣ / ٢٧
حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ، فِي قَوْلِهِ: «أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعِ وَيَلْعَبْ» قَالَ: يَرْعَى غَنَمَهُ، وَيَنْظُرُ وَيَعْقِلُ، فَيَعْرِفُ مَا يَعْرِفُ الرَّجُلُ ” وَكَانَ مُجَاهِدٌ يَقُولُ فِي ذَلِكَ بِمَا:
١٣ / ٢٨
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثَنَا شَبَابَةُ، قَالَ: ثَنَا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَوْلُهُ: «نَرْتَعِ»: يَحْفَظُ بَعْضُنَا بَعْضًا، نَتَكَالَأُ، نَتَحَارَسُ “
١٣ / ٢٨
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: ثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: ثَنَا عِيسَى، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: «نَرْتَعِ» قَالَ: يَحْفَظُ بَعْضُنَا بَعْضًا، نَتَكَالَأُ ” حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ، قَالَ: ثَنَا شِبْلٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ. وحَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثَنَا إِسْحَاقُ، قَالَ: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ وَرْقَاءَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، بِنَحْوِهِ حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ، قَالَ: ثَنَا الْحُسَيْنُ، قَالَ: ثَنِي حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، بِنَحْوِهِ فَتَأْوِيلُ الْكَلَامِ: أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا نَلْهُو وَنَلْعَبْ وَنَنْعَمْ، وَنَنْشَطْ فِي ⦗٢٩⦘ الصَّحْرَاءِ، وَنَحْنُ حَافِظُوهُ مِنْ أَنْ يَنَالَهُ شَيْءٌ يَكْرَهُهُ أَوْ يُؤْذِيهِ
١٣ / ٢٨
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ﴾ [يوسف: ١٣] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: قَالَ يَعْقُوبُ لَهُمْ: إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ مَعَكُمْ إِلَى الصَّحْرَاءِ، مَخَافَةَ عَلَيْهِ مِنَ الذِّئْبِ أَنْ يَأْكُلَهُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ لَا تَشْعُرُونَ
١٣ / ٢٩
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿قَالُوا لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذًا لَخَاسِرُونَ﴾ [يوسف: ١٤] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: قَالَ إِخْوَةُ يُوسُفَ لِوَالِدِهِمْ يَعْقُوبَ: لَئِنْ أَكَلَ يُوسُفَ الذِّئْبُ فِي الصَّحْرَاءِ، وَنَحْنُ أَحَدَ عَشَرَ رَجُلًا مَعَهُ نَحْفَظُهُ، وَهُمُ الْعُصْبَةُ؛ ﴿إِنَّا إِذًا لَخَاسِرُونَ﴾ [يوسف: ١٤] يَقُولُ: إِنَّا إِذًا لَعَجَزَةٌ هَالِكُونَ
١٣ / ٢٩
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ﴾ وَفِي الْكَلَامِ مَتْرُوكٌ حُذِفَ ذِكْرُهُ اكْتِفَاءً بِمَا ظَهَرَ عَمَّا تَرَكَ، وَهُوَ: فَأَرْسَلَهُ مَعَهُمْ، فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ، ﴿وَأَجْمَعُوا﴾ [يوسف: ١٥] يَقُولُ: وَأَجْمَعُوا رَأْيَهُمْ وَعَزَمُوا عَلَى ﴿أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ﴾
١٣ / ٢٩
كَمَا: حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنِ السُّدِّيِّ، قَوْلُهُ: ﴿إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ﴾ [يوسف: ١٣] . الْآيَةَ، قَالَ: قَالَ: لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ، إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ، وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ. ﴿قَالُوا لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذًا لَخَاسِرُونَ﴾ [يوسف: ١٤] فَأَرْسَلَهُ مَعَهُمْ، فَأَخْرَجُوهُ وَبِهِ عَلَيْهِمْ كَرَامَةٌ. فَلَمَّا بَرَزُوا بِهِ إِلَى الْبَرِيَّةِ أَظْهَرُوا لَهُ الْعَدَاوَةَ، وَجَعَلَ أَخُوهُ يَضْرِبُهُ، ⦗٣٠⦘ فَيَسْتَغِيثُ بِالْآخَرِ فَيَضْرِبُهُ، فَجَعَلَ لَا يَرَى مِنْهُمْ رَحِيمًا، فَضَرَبُوهُ حَتَّى كَادُوا يَقْتُلُونَهُ، فَجَعَلَ يَصِيحُ وَيَقُولُ: يَا أَبَتَاهُ يَا يَعْقُوبُ، لَوْ تَعْلَمُ مَا صَنَعَ بِابْنِكِ بَنُو الْإِمَاءِ فَلَمَّا كَادُوا يَقْتُلُونَهُ قَالَ يَهُوذَا: أَلَيْسَ قَدْ أَعْطَيْتُمُونِي مَوْثِقًا أَنْ لَا تَقْتُلُوهُ؟ فَانْطَلَقُوا بِهِ إِلَى الْجُبِّ لِيَطْرَحُوهُ، فَجَعَلُوا يُدِلُّونَهُ فِي الْبِئْرِ، فَيَتَعَلَّقُ بِشَفِيرِ الْبِئْرِ، فَرَبَطُوا يَدَيْهِ وَنَزَعُوا قَمِيصَهُ، فَقَالَ: يَا إِخْوَتَاهْ رُدُّوا عَلَيَّ قَمِيصِي أَتَوَارَى بِهِ فِي الْجُبِّ فَقَالُوا: ادْعُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالْأَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا تُؤْنِسُكَ قَالَ: إِنِّي لَمْ أَرْ شَيْئًا. فَدَلُّوهُ فِي الْبِئْرِ. حَتَّى إِذَا بَلَغَ نِصْفَهَا أَلْقَوْهُ إِرَادَةَ أَنْ يَمُوتَ، وَكَانَ فِي الْبِئْرِ مَاءٌ، فَسَقَطَ فِيهِ، ثُمَّ أَوَى إِلَى صَخْرَةٍ فِيهَا، فَقَامَ عَلَيْهَا. قَالَ: فَلَمَّا أَلْقَوْهُ فِي الْبِئْرِ جَعَلَ يَبْكِي، فَنَادَوْهُ، فَظَنَّ أَنَّهَا رَحْمَةٌ أَدْرَكَتْهُمْ، فَلَبَّاهُمْ، فَأَرَادُوا أَنْ يَرْضَخُوهُ بِصَخْرَةٍ فَيَقْتُلُوهُ، فَقَامَ يَهُوذَا فَمَنَعَهُمْ، وَقَالَ: قَدْ أَعْطَيْتُمُونِي مَوْثِقًا أَنْ لَا تَقْتُلُوهُ وَكَانَ يَهُوذَا يَأْتِيهِ بِالطَّعَامِ “
١٣ / ٢٩
وَقَوْلُهُ: ﴿فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا﴾ [يوسف: ١٥] فَأُدْخِلَتِ الْوَاوُ فِي الْجَوَابِ، كَمَا قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ:
[البحر الطويل] فَلَمَّا أَجَزْنَا سَاحَةَ الْحَيِّ وَانْتَحَى … بِنَا بَطْنَ خَبْتٍ ذِي قِفَافٍ عَقَنْقَلِ
فَأَدْخَلَ الْوَاوَ فِي جَوَابِ «لَمَّا»، وَإِنَّمَا الْكَلَامُ: فَلَمَّا أَجَزْنَا سَاحَةَ الْحَيِّ انْتَحَى بِنَا، وَكَذَلِكَ: ﴿فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا﴾ [يوسف: ١٥] لِأَنَّ قَوْلَهُ «أَجْمَعُوا» هُوَ الْجَوَابُ
[البحر الطويل] فَلَمَّا أَجَزْنَا سَاحَةَ الْحَيِّ وَانْتَحَى … بِنَا بَطْنَ خَبْتٍ ذِي قِفَافٍ عَقَنْقَلِ
فَأَدْخَلَ الْوَاوَ فِي جَوَابِ «لَمَّا»، وَإِنَّمَا الْكَلَامُ: فَلَمَّا أَجَزْنَا سَاحَةَ الْحَيِّ انْتَحَى بِنَا، وَكَذَلِكَ: ﴿فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا﴾ [يوسف: ١٥] لِأَنَّ قَوْلَهُ «أَجْمَعُوا» هُوَ الْجَوَابُ
١٣ / ٣٠
وَقَوْلُهُ: ﴿وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ﴾ [يوسف: ١٥] يَقُولُ: وَأَوْحَيْنَا إِلَى يُوسُفَ لَتُخْبِرَنَّ إِخْوَتَكَ بِأَمْرِهِمْ هَذَا؛ يَقُولُ: بِفِعْلِهِمْ هَذَا الَّذِي فَعلُوهُ بِكَ. ﴿وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ﴾ [الأعراف: ٩٥] يَقُولُ: وَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ وَلَا يَدْرُونَ ثُمَّ اخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي الْمَعْنَى الَّذِي عَنَاهُ اللَّهُ عز وجل بِقَوْلِهِ: ﴿وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ﴾ [الأعراف: ٩٥] فَقَالَ بَعْضُهُمْ: عَنَى بِذَلِكَ: أَنَّ اللَّهَ أَوْحَى إِلَى يُوسُفَ أَنْ يُوسُفَ سَيُنَبِّئُ إِخْوَتَهُ بِفِعْلِهِمْ بِهِ مَا فَعَلُوهُ مِنْ إِلْقَائِهِ فِي الْجُبِّ، وَبَيْعِهِمْ إِيَّاهُ، وَسَائِرِ مَا صَنَعُوا بِهِ مِنْ صَنِيعِهِمْ، وَإِخْوَتُهُ لَا يَشْعُرُونَ بِوَحْيِ اللَّهِ إِلَيْهِ بِذَلِكَ ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ:
١٣ / ٣١
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: ثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: ثَنَا عِيسَى، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، «﴿وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ﴾ [يوسف: ١٥] إِلَى يُوسُفَ»
١٣ / ٣١
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ، قَالَ: ثَنَا شِبْلٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: «﴿وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا﴾ [يوسف: ١٥] قَالَ: أَوْحَيْنَا إِلَى يُوسُفَ: لَتُنَبِّئَنَّ إِخْوَتَكَ»
١٣ / ٣١
قَالَ: ثَنَا إِسْحَاقُ، قَالَ: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، عَنْ وَرْقَاءَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، «فِي قَوْلِهِ: ﴿وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ﴾ [يوسف: ١٥] قَالَ: أَوْحَى إِلَى يُوسُفَ وَهُوَ فِي الْجُبِّ أَنْ سَيُنَبِّئَهُمْ بِمَا صَنَعُوا، وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ⦗٣٢⦘ بِذَلِكَ الْوَحْيِ»
١٣ / ٣١
حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ، قَالَ: ثَنَا الْحُسَيْنُ، قَالَ: ثَنِي حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قَالَ مُجَاهِدٌ: «﴿وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ﴾ [يوسف: ١٥] قَالَ: إِلَى يُوسُفَ» وَقَالَ آخَرُونَ: مَعْنَى ذَلِكَ: وَأَوْحَيْنَا إِلَى يُوسُفَ بِمَا إِخْوَتُهُ صَانِعُونَ بِهِ، وَإِخْوَتُهُ لَا يَشْعُرُونَ بِإِعْلَامِ اللَّهِ إِيَّاهُ بِذَلِكَ ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ:
١٣ / ٣٢
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلُهُ: «﴿وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ﴾ [يوسف: ١٥] بِمَا أَطَلَعَ اللَّهُ عَلَيْهِ يُوسُفَ مِنْ أَمْرِهِمْ وَهُوَ فِي الْبِئْرِ»
١٣ / ٣٢
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ: «﴿وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ﴾ [يوسف: ١٥] قَالَ: أَوْحَى اللَّهُ إِلَى يُوسُفَ، وَهُوَ فِي الْجُبِّ أَنْ يُنَبِّئَهُمْ بِمَا صَنَعُوا بِهِ، وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ بِذَلِكَ الْوَحْيِ» حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثَنَا سُوَيْدٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ بِنَحْوِهِ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: «أَنْ سَيُنَبِّئَهُمْ» وَقَالَ آخَرُونَ: بَلْ مَعْنَى ذَلِكَ: أَنْ يُوسُفَ سَيُنَبِّئَهُمْ بِصَنِيعِهِمْ بِهِ وَهُمْ لَا ⦗٣٣⦘ يَشْعُرُونَ أَنَّهُ يُوسُفُ ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ:
١٣ / ٣٢
حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ، قَالَ: ثَنَا الْحُسَيْنُ، قَالَ: ثَنِي حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَوْلُهُ: «﴿وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ﴾ [يوسف: ١٥] يَقُولُ: وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ أَنَّهُ يُوسُفُ»
١٣ / ٣٣
حَدَّثَنِي الْحَرْثُ، قَالَ: ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، قَالَ: ثَنَا صَدَقَةُ بْنُ عُبَادَةَ الْأَسَدِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: «لَمَّا دَخَلَ إِخْوَةُ يُوسُفَ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ، قَالَ: جِيءَ بِالصُّوَاعِ فَوَضَعَهُ عَلَى يَدِهِ، ثُمَّ نَقْرَهُ فَطَنَّ فَقَالَ: إِنَّهُ لَيُخْبِرُنِي هَذَا الْجَامُ أَنَّهُ كَانَ لَكُمْ أَخٌ مِنْ أَبِيكُمْ يُقَالُ لَهُ يُوسُفُ يُدْنِيهِ دُونَكُمْ، وَإِنَّكُمُ انْطَلَقْتُمْ بِهِ فَأَلْقَيْتُمُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ قَالَ: ثُمَّ نَقْرَهُ فَطَنَّ، فَأَتَيْتُمْ أَبَاكُمْ فَقُلْتُمْ: إِنَّ الذِّئْبَ أَكَلَهُ، وَجِئْتُمْ عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ. قَالَ: فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: إِنَّ هَذَا الْجَامَ لِيُخْبِرُهُ بِخَبَرِكُمْ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَلَا نَرَى هَذِهِ الْآيَةَ نَزَلَتْ إِلَّا فِيهِمْ: ﴿لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ﴾ [يوسف: ١٥]»
١٣ / ٣٣
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿وَجَاءُوا أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُونَ قَالُوا يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِندَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَمَا أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لِّنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ﴾ يَقُولُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: وَجَاءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ أَبَاهُمْ بَعْدَ مَا أَلْقُوا يُوسُفَ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ ⦗٣٤⦘ ﴿عِشَاءً يَبْكُونَ﴾ [يوسف: ١٦] وَقِيلَ: إِنَّ مَعْنَى قَوْلِهِ: ﴿نَسْتَبِقُ﴾ [يوسف: ١٧] نَنْتَضِلُ مِنَ السِّبَاقِ
١٣ / ٣٣
كَمَا: حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثَنَا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ، قَالَ: «أَقْبَلُوا عَلَى أَبِيهِمْ عِشَاءً يَبْكُونَ فَلَمَّا سَمِعَ أَصْوَاتَهُمُ فَزِعَ، وَقَالَ: مَا لَكُمْ يَا بَنِيَّ؟ هَلْ أَصَابَكُمْ فِي غَنَمِكُمْ شَيْءٌ؟ قَالُوا: لَا قَالَ: فَمَا فَعَلَ يُوسُفُ؟ قَالُوا: يَا أَبَانَا ﴿إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْدَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ﴾ [يوسف: ١٧] فَبَكَى الشَّيْخُ، وَصَاحَ بِأَعْلَى صَوْتِهِ وَقَالَ: أَيْنَ الْقَمِيصُ؟ فَجَاءُوهُ بِالْقَمِيصِ عَلَيْهِ دَمٌ كَذِبٌ، فَأَخَذَ الْقَمِيصَ فَطَرَحَهُ عَلَى وَجْهِهِ، ثُمَّ بَكَى حَتَّى تَخْضَّبَ وَجْهُهُ مِنْ دَمِ الْقَمِيصِ»
١٣ / ٣٤
وَقَوْلُهُ: ﴿وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا﴾ [يوسف: ١٧] يَقُولُونَ: وَمَا أَنْتَ بِمُصَدِّقُنَا عَلَى قِيلِنَا إِنَّ يُوسُفَ أَكَلَهُ الذِّئْبُ ﴿وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ﴾ [يوسف: ١٧]
١٣ / ٣٤
كَمَا: حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنِ السُّدِّيِّ، «﴿وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا﴾ [يوسف: ١٧] قَالَ: بِمُصَدِّقٍ لَنَا. . ﴿وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ﴾ [يوسف: ١٧] إِمَّا خَبَرٌ عَنْهُمْ أَنَّهُمْ غَيْرُ صَادِقِينَ، فَذَلِكَ تَكْذِيبٌ مِنْهُمْ أَنْفُسَهُمْ، أَوْ خَبَرٌ مِنْهُمْ عَنْ أَبِيهِمْ أَنَّهُ لَا يُصَدِّقْهُمْ لَوْ صَدَقُوهُ، فَقَدْ عَلِمَتَ أَنَّهُمْ لَوْ صَدَقُوا أَبَاهُمُ الْخَبَرَ صَدَّقَهُمْ؟ قِيلَ: لَيْسَ مَعْنَى ذَلِكَ بِوَاحِدٍ مِنْهُمَا، وَإِنَّمَا مَعْنَى ذَلِكَ: وَمَا أَنْتَ بِمُصَدِّقٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا مِنْ أَهْلِ الصِّدْقِ الَّذِينَ لَا يُتَّهَمُونَ لِسُوءِ ظَنِّكَ بِنَا، وَتُهْمَتِكَ لَنَا»
١٣ / ٣٤
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبَرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ﴾ يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: ﴿وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ﴾ وَسَمَّاهُ اللَّهُ كَذِبًا لِأَنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْقَمِيصِ وَهُوَ فِيهِ كَذَبُوا، فَقَالُوا لِيَعْقُوبَ: هُوَ دَمُ يُوسُفَ، وَلَمْ يَكُنْ دَمَهُ، وَإِنَّمَا كَانَ دَمُ سَخْلَةٍ فِيمَا قِيلَ ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ:
١٣ / ٣٥
حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ: ثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ شِبْلٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي قَوْلِهِ: «﴿وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ﴾ قَالَ: دَمُ سَخْلَةٍ»
١٣ / ٣٥
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثَنَا شَبَابَةُ، قَالَ: ثَنَا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي قَوْلِهِ: «﴿وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ﴾ قَالَ: دَمُ سَخْلَةِ شَاةٍ»
١٣ / ٣٥
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: ثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: ثَنَا عِيسَى، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ «فِي قَوْلِ اللَّهِ: ﴿بِدَمٍ كَذِبٍ﴾ [يوسف: ١٨] قَالَ: دَمُ سَخْلَةٍ، يَعْنِي: شَاةً»
١٣ / ٣٥
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ، قَالَ: ثَنَا شِبْلٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي قَوْلِ اللَّهِ: «﴿بِدَمٍ كَذِبٍ﴾ [يوسف: ١٨] قَالَ: دَمُ سَخْلَةِ شَاةٍ»
١٣ / ٣٥
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثَنَا إِسْحَاقُ، قَالَ: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، عَنْ وَرْقَاءَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَوْلُهُ: «﴿بِدَمٍ كَذِبٍ﴾ [يوسف: ١٨] قَالَ: كَانَ ذَلِكَ الدَّمُ كَذِبًا، لَمْ يَكُنْ دَمَ يُوسُفَ»
١٣ / ٣٥
حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ، قَالَ: ثَنَا الْحُسَيْنُ، قَالَ: ثَنِي حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: «﴿بِدَمٍ كَذِبٍ﴾ [يوسف: ١٨] قَالَ: دَمُ سَخْلَةِ شَاةٍ»
١٣ / ٣٦
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ: «﴿بِدَمٍ كَذِبٍ﴾ [يوسف: ١٨] قَالَ: بِدَمِ سَخْلَةٍ»
١٣ / ٣٦
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنِ السُّدِّيِّ، قَالَ: «ذَبَحُوا جَدْيًا مِنَ الْغَنَمِ، ثُمَّ لَطَّخُوا الْقَمِيصَ بِدَمِهِ، ثُمَّ أَقْبَلُوا إِلَى أَبِيهِمْ، فَقَالَ يَعْقُوبُ: إِنْ كَانَ هَذَا الذِّئْبُ لَرَحِيمًا كَيْفَ أَكَلَ لَحْمَهُ، وَلَمْ يَخْرِقْ قَمِيصَهُ يَا بُنَيَّ يَا يُوسُفُ مَا فَعَلَ بِكَ بَنُو الْإِمَاءِ.؟»
١٣ / ٣٦
حَدَّثَنِي الْحَرْثُ، قَالَ: ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، قَالَ: ثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، «﴿وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ﴾ قَالَ: لَوْ أَكَلَهُ السَّبْعُ لَخَرَقَ الْقَمِيصَ» حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثَنَا أَبُو خَالِدٍ، قَالَ: ثَنَا سُفْيَانُ بِإِسْنَادِهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مِثْلَهُ، «إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: لَوْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ لَخَرَقَ الْقَمِيصَ»
١٣ / ٣٦
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، قَالَ: ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ: «﴿وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ﴾ قَالَ: لَوْ كَانَ الذِّئْبُ أَكَلَهُ لَخَرَقَهُ»
١٣ / ٣٦
حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، قَالَ: ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: ثَنَا قُرَّةُ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: «جِيءَ بِقَمِيصِ يُوسُفَ إِلَى يَعْقُوبَ، فَجَعَلَ يَنْظُرُ إِلَيْهِ فَيَرَى أَثَرَ الدَّمِ، وَلَا يَرَى فِيهِ خَرْقًا، قَالَ: يَا بَنِيَّ مَا كُنْتُ أَعْهَدُ الذِّئْبَ حَلِيمًا»
١٣ / ٣٧
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ: ثَنَا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، عَنْ قُرَّةَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ: «لَمَّا جَاءُوا بِقَمِيصِ يُوسُفَ، فَلَمْ يَرَ يَعْقُوبُ شَقًّا، قَالَ: يَا بَنِيَّ، وَاللَّهِ مَا عَهِدْتُ الذِّئْبَ حَلِيمًا»
١٣ / ٣٧
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: ثَنَا حَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: «لَمَّا جَاءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ بِقَمِيصِهِ إِلَى أَبِيهِمْ، قَالَ: جَعَلَ يُقَلِّبُهُ، فَيَقُولُ: مَا عَهِدْتُ الذِّئْبَ حَلِيمًا، أَكَلَ ابْنِي وَأَبْقَى عَلَى قَمِيصِهِ»
١٣ / ٣٧
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلُهُ: «﴿وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ﴾ قَالَ: لَمَّا أَتَوْا نَبِيَّ اللَّهِ يَعْقُوبَ بِقَمِيصِهِ، قَالَ: مَا أَرَى أَثَرَ سَبْعٍ وَلَا طَعْنٍ وَلَا خَرْقٍ»
١٣ / ٣٧
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، «﴿بِدَمٍ كَذِبٍ﴾ [يوسف: ١٨] الدَّمُ كَذِبٌ، لَمْ يَكُنْ دَمَ يُوسُفَ»
١٣ / ٣٧
حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ، قَالَ: ثَنَا الْحُسَيْنُ، قَالَ: ثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُجَالِدٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: «ذَبَحُوا جَدْيًا وَلَطَّخُوهُ مِنْ دَمِهِ؛ فَلَمَّا نَظَرَ يَعْقُوبُ إِلَى الْقَمِيصِ ⦗٣٨⦘ صَحِيحًا، عَرَفَ أَنَّ الْقَوْمَ كَذَبُوهُ، فَقَالَ لَهُمْ: إِنْ كَانَ هَذَا الذِّئْبُ لَحَلِيمًا، حَيْثُ رَحِمَ الْقَمِيصَ، وَلَمْ يَرْحَمِ ابْنِي فَعَرَفَ أَنَّهُمْ قَدْ كَذَبُوهُ»
١٣ / ٣٧
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: «﴿وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ﴾ قَالَ: لَمَّا أُتِيَ يَعْقُوبُ بِقَمِيصِ يُوسُفَ، فَلَمْ يَرَ فِيهِ خَرْقًا، قَالَ: كَذَبْتُمْ، لَوْ أَكَلَهُ السَّبْعُ لَخَرَقَ قَمِيصَهُ»
١٣ / ٣٨
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثَنَا إِسْحَاقُ الْأَزْرَقُ، وَيَعْلَى، عَنْ زَكَرِيَّا، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عَامِرٍ، قَالَ: «كَانَ فِي قَمِيصِ يُوسُفَ ثَلَاثُ آيَاتٍ حِينَ جَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ. قَالَ: وَقَالَ يَعْقُوبُ: لَوْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ لَخَرَقَ قَمِيصَهُ»
١٣ / ٣٨
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: ثَنَا زَكَرِيَّا، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عَامِرٍ، قَالَ: إِنَّهُ كَانَ يَقُولُ: «فِي قَمِيصِ يُوسُفَ ثَلَاثُ آيَاتٍ، حِينَ أُلْقِيَ عَلَى وَجْهِ أَبِيهِ فَارْتَدَّ بَصِيرًا، وَحِينَ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ، وَحِينَ جَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ»
١٣ / ٣٨
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثَنَا أَبِي، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عَامِرٍ، قَالَ: «كَانَ فِي قَمِيصِ يُوسُفَ ثَلَاثُ آيَاتٍ: الشِّقُّ، وَالدَّمُ، وَأَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِ أَبِيهِ فَارْتَدَّ بَصِيرًا»
١٣ / ٣٨
حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثَنَا أَبُو عَامِرٍ، قَالَ: ثَنَا قُرَّةُ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: «لَمَّا جِيءَ بِقَمِيصِ يُوسُفَ إِلَى يَعْقُوبَ، فَرَأَى الدَّمَ وَلَمْ يَرَ الشَّقَّ، قَالَ: مَا عَهِدْتُ الذِّئْبَ حَلِيمًا» ⦗٣٩⦘ قَالَ: ثَنَا حَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ، قَالَ: ثَنَا قُرَّةُ، عَنِ الْحَسَنِ، بِمِثْلِهِ فَإِنْ قَالَ قَائِلٌ: كَيْفَ قِيلَ: ﴿بِدَمٍ كَذِبٍ﴾ [يوسف: ١٨] وَقَدْ عَلِمْتَ أَنَّهُ كَانَ دَمًا لَا شَكَّ فِيهِ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ كَانَ دَمَ يُوسُفَ؟ قِيلَ. فِي ذَلِكَ مِنَ الْقَوْلِ وَجْهَانِ: أَحَدُهُمَا: أَنْ يَكُونَ قِيلَ ﴿بِدَمٍ كَذِبٍ﴾ [يوسف: ١٨] لِأَنَّهُ كَذَبَ فِيهِ كَمَا يُقَالُ: اللَّيْلَةَ الْهِلَالُ، وَكَمَا قِيلَ: ﴿فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ﴾ [البقرة: ١٦] وَذَلِكَ قَوْلٌ كَانَ بَعْضُ نَحْوِيِّي الْبَصْرَةِ يَقُولُهُ وَالْوَجْهُ الْآخَرُ: وَهُوَ أَنْ يُقَالَ: هُوَ مَصْدَرٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ، وَتَأْوِيلُهُ: وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ مَكْذُوبٌ، كَمَا يُقَالُ: مَا لَهُ عَقْلٌ وَلَا مَعْقُولٌ، وَلَا لَهُ جَلْدٌ وَلَا لَهُ مَجْلُودٌ. وَالْعَرَبُ تَفْعَلُ ذَلِكَ كَثِيرًا، تَضَعُ مَفْعُولًا فِي مَوْضِعِ الْمَصْدَرِ، وَالْمَصْدَرُ فِي مَوْضِعِ مَفْعُولِ، كَمَا قَالَ الرَّاعِي:
[البحر الكامل] حَتَّى إِذَا لَمْ يَتْرُكُوا لِعِظَامِهِ … لَحْمًا وَلَا لِفُؤَادِهِ مَعْقُولَا
وَذَلِكَ كَانَ يَقُولُهُ بَعْضُ نَحْوِيِّي الْكُوفَةِ
[البحر الكامل] حَتَّى إِذَا لَمْ يَتْرُكُوا لِعِظَامِهِ … لَحْمًا وَلَا لِفُؤَادِهِ مَعْقُولَا
وَذَلِكَ كَانَ يَقُولُهُ بَعْضُ نَحْوِيِّي الْكُوفَةِ
١٣ / ٣٨
وَقَوْلُهُ: ﴿قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا﴾ [يوسف: ١٨] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: قَالَ يَعْقُوبُ لِبَنِيهِ الَّذِينَ أَخْبَرُوهُ أَنَّ الذِّئْبَ أَكَلَ يُوسُفَ مُكَذِّبًا لَهُمْ فِي خَبَرِهِمْ ذَلِكَ: مَا الْأَمْرُ كَمَا تَقُولُونَ ﴿بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا﴾ [يوسف: ١٨] يَقُولُ: بَلْ زَيَّنَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فِي يُوسُفَ وَحَسَّنَتْهُ فَفَعَلْتُمُوهُ
١٣ / ٣٩
كَمَا: حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، «﴿قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا﴾ [يوسف: ١٨] قَالَ: يَقُولُ: بَلْ زَيَّنَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا»
١٣ / ٣٩
وَقَوْلُهُ: ﴿فَصَبْرٌ جَمِيلٌ﴾ [يوسف: ١٨] يَقُولُ: فَصَبْرِي عَلَى مَا فَعَلْتُمْ بِي فِي أَمْرِ يُوسُفَ صَبْرٌ جَمِيلٌ، أَوْ فَهُوَ صَبْرٌ جَمِيلٌ. ﴿وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ﴾ [يوسف: ١٨] يَقُولُ: وَاللَّهُ أَسْتَعِينُ عَلَى كِفَايَتِي شَرَّ مَا تَصِفُونَ مِنَ الْكَذِبِ. وَقِيلَ: إِنَّ الصَّبْرَ الْجَمِيلَ: هُوَ الصَّبْرُ الَّذِي لَا جَزَعَ فِيهِ ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ:
١٣ / ٤٠
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ وَرْقَاءَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، «﴿فَصَبْرٌ جَمِيلٌ﴾ [يوسف: ١٨] قَالَ: لَيْسَ فِيهِ جَزَعٌ» حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: ثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: ثَنَا عِيسَى، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، مِثْلَهُ. حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ، قَالَ: ثَنَا شِبْلٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، مِثْلَهُ
١٣ / ٤٠
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُجَاهِدٍ: «﴿فَصَبْرٌ جَمِيلٌ﴾ [يوسف: ١٨] فِي غَيْرِ جَزَعٍ» قَالَ: ثَنَا إِسْحَاقُ، قَالَ: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، عَنْ وَرْقَاءَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، مِثْلَهُ
١٣ / ٤٠
قَالَ: ثَنَا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَحْيَى، عَنْ ⦗٤١⦘ حِبَّانَ بْنِ أَبِي جَبَلَةَ، قَالَ: “سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ عَنْ قَوْلِهِ: ﴿فَصَبْرٌ جَمِيلٌ﴾ [يوسف: ١٨] قَالَ: «صَبْرٌ لَا شَكْوَى فِيهِ» . قَالَ: «مَنْ بَثَّ فَلَمْ يَصْبِرْ»
١٣ / ٤٠
حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ، قَالَ: ثَنَا الْحُسَيْنُ، قَالَ: ثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَحْيَى، عَنْ حِبَّانَ بْنِ أَبِي جَبَلَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ ” سُئِلَ عَنْ قَوْلِهِ: ﴿فَصَبْرٌ جَمِيلٌ﴾ [يوسف: ١٨] قَالَ: «صَبْرٌ لَا شَكْوَى فِيهِ»
١٣ / ٤١
قَالَ: ثَنَا الْحُسَيْنُ، قَالَ: ثَنِي حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: «﴿فَصَبْرٌ جَمِيلٌ﴾ [يوسف: ١٨]: لَيْسَ فِيهِ جَزَعٌ» حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثَنَا شَبَابَةُ، قَالَ: ثَنَا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، مِثْلَهُ
١٣ / ٤١
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الثَّوْرِيُّ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ: «﴿فَصَبْرٌ جَمِيلٌ﴾ [يوسف: ١٨]: قَالَ: فِي غَيْرِ جَزَعٍ» حَدَّثَنِي الْحَرْثُ، قَالَ: ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، قَالَ: ثَنَا الثَّوْرِيُّ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، مِثْلَهُ
١٣ / ٤١
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الثَّوْرِيُّ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ قَالَ: «يُقَالُ ثَلَاثٌ مِنَ الصَّبْرِ: أَنْ لَا تُحَدِّثَ بِوَجَعِكَ، وَلَا بِمُصِيبَتِكَ، وَلَا تُزَكِّي نَفْسَكَ»
١٣ / ٤١
قَالَ: أَخْبَرَنَا الثَّوْرِيُّ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، «أَنْ يَعْقُوبَ النَّبِيَّ، ﷺ كَانَ قَدْ سَقَطَ حَاجِبَاهُ، فَكَانَ يَرْفَعُهُمَا بِخِرْقَةٍ، فَقِيلَ لَهُ: مَا هَذَا؟ قَالَ: طُولُ الزَّمَانِ، وَكَثْرَةُ الْأَحْزَانِ. فَأَوْحَى اللَّهُ تبارك وتعالى إِلَيْهِ: يَا يَعْقُوبُ أَتَشْكُونِي؟ قَالَ: يَا رَبِّ خَطِيئَةً أَخْطَأْتُهَا، فَاغْفِرْهَا لِي»
١٣ / ٤٢
وَقَوْلُهُ: ﴿وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ﴾ [يوسف: ١٨]
١٣ / ٤٢
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، «﴿وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ﴾ [يوسف: ١٨]: أَيْ عَلَى مَا تَكْذِبُونَ»
١٣ / ٤٢
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿وَجَاءَتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُوا وَارِدَهُمْ فَأَدْلَى دَلْوَهُ قَالَ يَا بُشْرَى هَذَا غُلَامٌ وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَعْمَلُونَ﴾ [يوسف: ١٩] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: وَجَاءَتْ مَارَّةُ الطَّرِيقِ مِنَ الْمُسَافِرِينَ. ﴿فَأَرْسَلُوا وَارِدَهُمْ﴾ [يوسف: ١٩] وَهُوَ الَّذِي يَرِدُ الْمَنْهلَ وَالْمَنْزِلَ، وَوُرُودُهُ إِيَّاهُ: مَصِيرُهُ إِلَيْهِ وَدُخُولُهُ. ﴿فَأَدْلَى دَلْوَهُ﴾ [يوسف: ١٩] يَقُولُ: أَرْسَلَ دَلْوَهُ فِي الْبِئْرِ، يُقَالُ: دَلَّيْتُ الدَّلْوَ فِي الْبِئْرِ إِذَا أَرْسَلْتَهَا فِيهِ، فَإِذَا اسْتَقَيْتَ فِيهَا قُلْتَ: دَلَوْتُ أَدْلُو دَلْوًا. وَفِي الْكَلَامِ مَحْذُوفٌ اسْتَغْنَى بِدَلَالَةِ مَا ذُكِرَ عَلَيْهِ فَتُرِكَ، وَذَلِكَ: فَأَدْلَى دَلْوَهُ، فَتَعَلَّقَ بِهِ يُوسُفُ فَخَرَجَ، فَقَالَ الْمُدَلِّي: ﴿يَا بُشْرَى هَذَا غُلَامٌ﴾ [يوسف: ١٩] . ⦗٤٣⦘ وَبِالَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ، جَاءَتِ الْأَخْبَارُ عَنْ أَهْلِ التَّأْوِيلِ ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ:
١٣ / ٤٢
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنِ السُّدِّيِّ، «﴿وَجَاءَتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُوا وَارِدَهُمْ فَأَدْلَى دَلْوَهُ﴾ [يوسف: ١٩] فَتَعَلَّقَ يُوسُفُ بِالْحَبْلِ فَخَرَجَ، فَلَمَّا رَآهُ صَاحِبُ الْحَبْلِ نَادَى رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِهِ يُقَالُ لَهُ بُشْرَى: ﴿يَا بُشْرَى هَذَا غُلَامٌ﴾ [يوسف: ١٩]»
١٣ / ٤٣
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، «﴿فَأَرْسَلُوا وَارِدَهُمْ فَأَدْلَى دَلْوَهُ﴾ [يوسف: ١٩] فَتَشَبَّثَ الْغُلَامُ بِالدَّلْوِ، فَلَمَّا خَرَجَ قَالَ: يَا بُشْرَى هَذَا غُلَامٌ»
١٣ / ٤٣
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلُهُ: «﴿فَأَرْسَلُوا وَارِدَهُمْ﴾ [يوسف: ١٩] يَقُولُ: أَرْسَلُوا رَسُولَهُمْ، فَلَمَّا أَدْلَى دَلْوَهُ تَشَبَّثَ بِهَا الْغُلَامُ ﴿قَالَ يَا بُشْرَى هَذَا غُلَامٌ﴾ [يوسف: ١٩]» وَاخْتَلَفُوا فِي مَعْنَى قَوْلِهِ: ﴿يَا بُشْرَى هَذَا غُلَامٌ﴾ [يوسف: ١٩] فَقَالَ بَعْضُهُمْ: ذَلِكَ تَبْشِيرٌ مِنَ الْمُدَلِّي دَلْوَهُ أَصْحَابَهُ فِي إِصَابَتِهِ يُوسُفَ بِأَنَّهُ أَصَابَ عَبْدًا ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ:
١٣ / ٤٣
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، «﴿قَالَ يَا بُشْرَى هَذَا ⦗٤٤⦘ غُلَامٌ﴾ [يوسف: ١٩] تَبَاشَرُوا بِهِ حِينَ أَخْرَجُوهُ. وَهِيَ بِئْرٌ بِأَرْضِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ مَعْلُومٌ مَكَانُهَا»
١٣ / ٤٣
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ: «﴿يَا بُشْرَى هَذَا غُلَامٌ﴾ [يوسف: ١٩] قَالَ: بَشَّرَهُمْ وَارِدُهُمْ حِينَ وَجَدَ يُوسُفَ» وَقَالَ آخَرُونَ: بَلْ ذَلِكَ اسْمُ رَجُلٍ مِنَ السَّيَّارَةِ بِعَيْنِهِ نَادَاهُ الْمُدَلِّي لَمَّا خَرَجَ يُوسُفُ مِنَ الْبِئْرِ مُتَعَلِّقًا بِالْحَبْلِ ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ:
١٣ / ٤٤
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثَنَا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ، «﴿يَا بُشْرَى هَذَا غُلَامٌ﴾ [يوسف: ١٩] قَالَ: نَادَى رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِهِ يُقَالُ لَهُ: بُشْرَى، فَقَالَ: ﴿يَا بُشْرَى هَذَا غُلَامٌ﴾ [يوسف: ١٩]»
١٣ / ٤٤
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثَنَا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: ثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، عَنْ قَيْسِ بْنِ الرَّبِيعِ، عَنِ السُّدِّيِّ، فِي قَوْلِهِ: «﴿يَا بُشْرَى هَذَا غُلَامٌ﴾ [يوسف: ١٩] قَالَ: كَانَ اسْمُ صَاحِبِهِ بُشْرَى»
١٣ / ٤٤
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثَنَا إِسْحَاقُ، قَالَ: ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَمَّادٍ، قَالَ: ثَنَا الْحَكَمُ بْنُ ظُهَيْرٍ، عَنِ السُّدِّيِّ، فِي قَوْلِهِ: “﴿يَا بُشْرَى هَذَا غُلَامٌ﴾ [يوسف: ١٩] قَالَ: اسْمُ
١٣ / ٤٤
الْغُلَامِ بُشْرَى؛ قَالَ: يَا بُشْرَى، كَمَا تَقُولُ: يَا زَيْدٌ ” وَاخْتَلَفَتِ الْقُرَّاءُ فِي قِرَاءَةِ ذَلِكَ، فَقَرَأَ ذَلِكَ عَامَّةُ الْقُرَّاءِ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ: (يَا بُشْرَيَّ) بِإِثْبَاتِ يَاءِ الْإِضَافَةِ، غَيْرَ أَنَّهُ أَدْغَمَ الْأَلِفَ فِي الْيَاءِ طَلَبًا لِلْكَسْرَةِ الَّتِي تَلْزَمُ مَا قَبْلَ يَاءِ الْإِضَافَةِ مِنَ الْمُتَكَلِّمِ فِي قَوْلِهِمْ: غُلَامِي وَجَارِيَتِي فِي كُلِّ حَالٍ، وَذَلِكَ مِنْ لُغَةِ طَيِّئٍ، كَمَا قَالَ أَبُو ذُؤَيْبٍ:
[البحر الكامل] سَبَقُوا هَوَيَّ وَأَعْنَقُوا لِهَوَاهُمُ … فَتُخُرِّمُوا وَلِكُلِّ جَنْبٍ مَصْرَعُ
وَقَرَأَ ذَلِكَ عَامَّةُ قُرَّاءِ الْكُوفِيِّينَ: ﴿يَا بُشْرَى﴾ [يوسف: ١٩] بِإِرْسَالِ الْيَاءِ وَتَرْكِ الْإِضَافَةِ. وَإِذَا قُرِئَ ذَلِكَ كَذَلِكَ، احْتَمَلَ وَجْهَيْنِ مِنَ التَّأْوِيلِ: أَحَدُهُمَا مَا قَالَهُ السُّدِّيُّ، وَهُوَ أَنْ يَكُونَ اسْمُ رَجُلٍ دَعَاهُ الْمُسْتَقِي بِاسْمِهِ، كَمَا يُقَالُ: يَا زَيْدُ، وَيَا عَمْرُو، فَيَكُونُ «بُشْرَى» فِي مَوْضِعِ رَفْعٍ بِالنِّدَاءِ. وَالْآخَرُ: أَنْ يَكُونَ أَرَادَ إِضَافَةَ الْبُشْرَى إِلَى نَفْسِهِ، فَحَذَفَ الْيَاءَ وَهُوَ يُرِيدُهَا، فَيَكُونُ مُفْرَدًا وَفِيهِ نِيَّةُ الْإِضَافَةِ، كَمَا تَفْعَلُ الْعَرَبُ فِي النِّدَاءِ فَتَقُولُ: يَا نَفْسُ اصْبِرِي،
[البحر الكامل] سَبَقُوا هَوَيَّ وَأَعْنَقُوا لِهَوَاهُمُ … فَتُخُرِّمُوا وَلِكُلِّ جَنْبٍ مَصْرَعُ
وَقَرَأَ ذَلِكَ عَامَّةُ قُرَّاءِ الْكُوفِيِّينَ: ﴿يَا بُشْرَى﴾ [يوسف: ١٩] بِإِرْسَالِ الْيَاءِ وَتَرْكِ الْإِضَافَةِ. وَإِذَا قُرِئَ ذَلِكَ كَذَلِكَ، احْتَمَلَ وَجْهَيْنِ مِنَ التَّأْوِيلِ: أَحَدُهُمَا مَا قَالَهُ السُّدِّيُّ، وَهُوَ أَنْ يَكُونَ اسْمُ رَجُلٍ دَعَاهُ الْمُسْتَقِي بِاسْمِهِ، كَمَا يُقَالُ: يَا زَيْدُ، وَيَا عَمْرُو، فَيَكُونُ «بُشْرَى» فِي مَوْضِعِ رَفْعٍ بِالنِّدَاءِ. وَالْآخَرُ: أَنْ يَكُونَ أَرَادَ إِضَافَةَ الْبُشْرَى إِلَى نَفْسِهِ، فَحَذَفَ الْيَاءَ وَهُوَ يُرِيدُهَا، فَيَكُونُ مُفْرَدًا وَفِيهِ نِيَّةُ الْإِضَافَةِ، كَمَا تَفْعَلُ الْعَرَبُ فِي النِّدَاءِ فَتَقُولُ: يَا نَفْسُ اصْبِرِي،
١٣ / ٤٥
وَيَا نَفْسُ اصْبِرِي، وَيَا بُنَيَّ لَا تَفْعَلْ، وَيَا بُنَيَّ لَا تَفْعَلْ، فَتُفْرِدُ وَتَرْفَعُ وَفِيهِ نِيَّةُ الْإِضَافَةِ، وَتُضِيفُ أَحْيَانًا فَتُكْسِرُ، كَمَا تَقُولُ: يَا غُلَامُ أَقْبِلْ، وَيَا غُلَامِي أَقْبِلْ. وَأَعْجَبُ الْقِرَاءَةِ فِي ذَلِكَ إِلَيَّ قِرَاءَةُ مِنْ قَرَأَهُ بِإِرْسَالِ الْيَاءِ وَتَسْكِينِهَا؛ لِأَنَّهُ إِنْ كَانَ اسْمَ رَجُلٍ بِعَيْنِهِ كَانَ مَعْرُوفًا فِيهِمْ كَمَا قَالَ السُّدِّيُّ، فَذَلِكَ هِيَ الْقِرَاءَةُ الصَّحِيحَةُ لَا شَكَّ فِيهَا، وَإِنْ كَانَ مِنَ التَّبْشِيرِ فَإِنَّهُ يَحْتَمِلُ ذَلِكَ إِذَا قُرِئَ كَذَلِكَ عَلَى مَا بَيَّنْتُ. وَأَمَّا التَّشْدِيدُ وَالْإِضَافَةِ فِي الْيَاءِ فَقِرَاءَةٌ شَاذَّةٌ لَا أَرَى الْقِرَاءَةَ بِهَا، وَإِنْ كَانَتْ لُغَةً مَعْرُوفَةً؛ لِإِجْمَاعِ الْحُجَّةِ مِنَ الْقُرَّاءِ عَلَى خِلَافِهَا
١٣ / ٤٦
وَأَمَّا قَوْلُهُ: ﴿وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً﴾ [يوسف: ١٩] فَإِنَّ أَهْلَ التَّأْوِيلِ اخْتَلَفُوا فِي تَأْوِيلِهِ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: وَأَسَرَّهُ الْوَارِدُ الْمُسْتَقِي وَأَصْحَابُهُ مِنَ التُّجَّارِ الَّذِينَ كَانُوا مَعَهُمْ، وَقَالُوا لَهُمْ: هُوَ بُضَاعَةٌ اسْتَبْضَعْنَاهَا بَعْضَ أَهْلِ مِصْرَ؛ لِأَنَّهُمْ خَافُوا إِنْ عَلِمُوا أَنَّهُمُ اشْتَرُوهُ بِمَا اشْتَرُوهُ بِهِ أَنْ يَطْلُبُوا مِنْهُمْ فِيهِ الشَّرِكَةَ، ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ:
١٣ / ٤٦
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: ثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: ثَنَا عِيسَى، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، «﴿وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً﴾ [يوسف: ١٩] قَالَ: صَاحِبُ الدَّلْوِ وَمَنْ مَعَهُ، قَالُوا لِأَصْحَابِهِمْ: إِنَّمَا اسْتَبْضَعْنَاهُ، خِيفَةً أَنْ يُشْرِكُوهُمْ فِيهِ إِنْ عَلِمُوا بِثَمَنِهِ، وَتَبِعَهُمْ إِخْوَتُهُ ⦗٤٧⦘ يَقُولُونَ لِلْمُدَلِّي وَأَصْحَابِهِ: اسْتَوْثِقْ مِنْهُ لَا يَأْبِقُ حَتَّى وَقَفُّوهُ بِمِصْرَ، فَقَالَ: مَنْ يَبْتَاعُنِي وَيُبْشِرُ؟ فَاشْتَرَاهُ الْمَلِكُ، وَالْمَلِكُ مُسْلِمٌ» حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثَنَا شَبَابَةُ، قَالَ: ثَنَا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ بِنَحْوِهِ، غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ: خِيفَةَ أَنْ يَسْتَشْرِكُوهُمْ إِنْ عَلِمُوا بِهِ، وَاتَّبَعَهُمْ إِخْوَتُهُ يَقُولُونَ لِلْمُدَلِّي وَأَصْحَابِهِ: اسْتَوْثِقُوا مِنْهُ لَا يَأْبِقُ حَتَّى أَوْقَفُوهُ بِمِصْرَ، وَسَائِرُ الْحَدِيثِ مِثْلُ حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ، قَالَ: ثَنَا شِبْلٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: وثَنَا إِسْحَاقُ، قَالَ: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، عَنْ وَرْقَاءَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، بِنَحْوِهِ، غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ: «خِيفَةَ أَنْ يُشَارِكُوهُمْ فِيهِ إِنْ عَمِلُوا بِثَمَنِهِ» حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ، قَالَ: ثَنَا الْحُسَيْنُ، قَالَ: ثَنِي حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، بِنَحْوِهِ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: «خِيفَةَ أَنْ يَسْتَشْرِكُوهُمْ فِيهِ إِنْ عَلِمُوا ثَمَنَهُ. وَقَالَ أَيْضًا: حَتَّى أَوْقَفُوهُ بِمِصْرَ»
١٣ / ٤٦
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثَنَا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ، «﴿وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً﴾ [يوسف: ١٩] قَالَ: لَمَّا اشْتَرَاهُ الرَّجُلَانِ فَرَقَا مِنَ الرِّفْقَةِ أَنْ يَقُولُوا اشْتَرَيْنَاهُ فَيَسْأَلُوهُمُ الشَّرِكَةَ، فَقَالَا: إِنْ سَأَلُونَا مَا هَذَا؟ قُلْنَا بِضَاعَةٌ اسْتَبْضَعْنَاهُ أَهْلَ الْمَاءِ. ⦗٤٨⦘ فَذَلِكَ قَوْلُهُ: ﴿وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً﴾ [يوسف: ١٩] بَيْنَهُمْ» وَقَالَ آخَرُونَ: بَلْ مَعْنَى ذَلِكَ: وَأَسَرَّهُ التُّجَّارُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ:
١٣ / ٤٧
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، «﴿وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً﴾ [يوسف: ١٩] قَالَ: أَسَرَّهُ التُّجَّارُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ»
١٣ / ٤٨
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ، قَالَ: ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُجَاهِدٍ: «﴿وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً﴾ [يوسف: ١٩] قَالَ: أَسَرَّهُ التُّجَّارُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ» وَقَالَ آخَرُونَ: مَعْنَى ذَلِكَ: وَأَسَرُّوا بَيْعَهُ ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ:
١٣ / ٤٨
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، «﴿وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً﴾ [يوسف: ١٩] قَالَ: أَسَرُّوا بَيْعَهُ»
١٣ / ٤٨
حَدَّثَنِي الْحَارِثُ، قَالَ: ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، قَالَ: ثَنَا قَيْسٌ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، «﴿⦗٤٩⦘ وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً﴾ [يوسف: ١٩] قَالَ: قَالُوا لِأَهْلِ الْمَاءِ: إِنَّمَا هُوَ بِضَاعَةٌ» وَقَالَ آخَرُونَ: إِنَّمَا عَنَى بِقَوْلِهِ: ﴿وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً﴾ [يوسف: ١٩] إِخْوَةَ يُوسُفَ أَنَّهُمْ أَسَرُّوا شَأْنَ يُوسُفَ أَنْ يَكُونَ أَخَاهُمْ، قَالُوا: هُوَ عَبْدٌ لَنَا ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ:
١٣ / ٤٨
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: ثَنِي أَبِي، قَالَ: ثَنِي عَمِّي، قَالَ: ثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَوْلُهُ: «﴿وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً﴾ [يوسف: ١٩] يَعْنِي إِخْوَةَ يُوسُفَ أَسَرُّوا شَأْنَهُ وَكَتَمُوا أَنْ يَكُونَ أَخَاهُمْ، فَكَتَمَ يُوسُفُ شَأْنَهُ مَخَافَةَ أَنْ تَقْتُلَهُ إِخْوَتُهُ، وَأَخْتَارَ الْبَيْعَ فَذَكَرَهُ إِخْوَتُهُ لِوَارِدِ الْقَوْمِ، فَنَادَى أَصْحَابَهُ قَالَ: ﴿يَا بُشْرَى هَذَا غُلَامٌ﴾ [يوسف: ١٩] يُبَاعُ فَبَاعَهُ إِخْوَتُهُ» وَأَوْلَى هَذِهِ الْأَقْوَالِ بِالصَّوَابِ قَوْلُ مَنْ قَالَ: وَأَسَرَّ وَارِدُ الْقَوْمِ الْمُدَلِّي دَلْوَهُ وَمَنْ مَعَهُ مِنْ أَصْحَابِهِ مِنْ رِفْقَتِهِ السَّيَّارَةِ أَمْرَ يُوسُفَ أَنَّهُمُ اشْتَرَوهُ خِيفَةً مِنْهُمْ أَنْ يَسْتَشْرِكُوهُمْ، وَقَالُوا لَهُمْ: هُوَ بِضَاعَةٌ أَبْضَعَهَا مَعَنَا أَهْلُ الْمَاءِ. وَذَلِكَ أَنَّهُ عَقِيبُ الْخَبَرِ عَنْهُ، فَلَأَنْ يَكُونَ مَا وَلِيَّهُ مِنَ الْخَبَرِ خَبَرًا عَنْهُ، أَشْبَهُ مِنْ أَنْ يَكُونَ خَبَرًا عَمَّنْ هُوَ بِالْخَبَرِ عَنْهُ غَيْرُ مُتَّصِلٍ
١٣ / ٤٩
وَقَوْلُهُ: ﴿وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَعْمَلُونَ﴾ [يوسف: ١٩] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: وَاللَّهُ ذُو عِلْمٍ بِمَا يَعْمَلُهُ بَاعَةُ يُوسُفَ وَمُشْتَرُوهُ فِي أَمْرِهِ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ مِنْ ذَلِكَ شَيْءٌ، وَلَكِنَّهُ تَرَكَ تَغْيِيرِ
١٣ / ٤٩
ذَلِكَ لِيَمْضِيَ فِيهِ وَفِيهِمْ حُكْمُهُ السَّابِقُ فِي عَلْمِهِ، وَلِيَرَى إِخْوَةُ يُوسُفَ، وَيُوسُفُ وَأَبُوهُ قُدْرَتَهُ فِيهِ. وَهَذَا، وَإِنْ كَانَ خَبَرًا مِنَ اللَّهِ تَعَالَى ذِكْرُهُ عَنْ يُوسُفَ نَبِيِّهِ ﷺ، فَإِنَّهُ تَذْكِيرٌ مِنَ اللَّهِ نَبِيَّهُ مُحَمَّدًا ﷺ، وَتَسْلِيَةً مِنْهُ لَهُ عَمَّا كَانَ يَلْقَى مِنْ أَقْرِبَائِهِ وَأَنْسَبَائِهِ الْمُشْرِكِينَ مِنَ الْأَذَى فِيهِ، يَقُولُ لَهُ: فَاصْبِرْ يَا مُحَمَّدُ عَلَى مَا نَالَكَ فِي اللَّهِ، فَإِنِّي قَادِرٌ عَلَى تَغْيِيرِ مَا يَنَالُكَ بِهِ هَؤُلَاءِ الْمُشْرِكُونِ، كَمَا كُنْتُ قَادِرًا عَلَى تَغْيِيرِ مَا لَقِيَ يُوسُفُ مِنْ إِخْوَتِهِ فِي حَالِ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ بِهِ مَا فَعَلُوا، وَلَمْ يَكُنْ تَرْكِي ذَلِكَ لِهَوَانِ يُوسُفَ عَلَيَّ، وَلَكِنْ لِمَاضِيَ عِلْمِي فِيهِ وَفِي إِخْوَتِهِ، فَكَذَلِكَ تَرْكِي تَغْيِيرِ مَا يَنَالُكَ بِهِ هَؤُلَاءِ الْمُشْرِكُونَ لِغَيْرِ هَوَانٍ بِكَ عَلَيَّ، وَلَكِنْ لِسَابِقِ عِلْمِي فِيكَ وَفِيهِمْ، ثُمَّ يَصِيرُ أَمْرُكَ وَأَمْرُهُمْ إِلَى عُلُوِّكَ عَلَيْهِمْ، وَإِذْعَانِهِمْ لَكَ، كَمَا صَارَ أَمْرُ إِخْوَةِ يُوسُفَ إِلَى الْإِذْعَانِ لِيُوسُفَ بِالسُّؤْدُدِ عَلَيْهِمْ، وَعُلُوِّ يُوسُفُ عَلَيْهِمْ
١٣ / ٥٠
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿وَشَرَوهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ﴾ [يوسف: ٢٠] يَعْنِي تَعَالَى ذِكْرُهُ بِقَوْلِهِ: ﴿وَشَرَوهُ﴾ [يوسف: ٢٠] بِهِ، وَبَاعَ إِخْوَةُ يُوسُفَ يُوسُفَ، فَأَمَّا إِذَا أَرَادَ الْخَبَرَ عَنْ أَنَّهُ ابْتَاعَهُ، قَالَ: اشْتَرَيْتُهُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ ابْنِ مُفَرِّغِ الْحِمْيَرِيِّ:
[البحر الكامل] ⦗٥١⦘ وَشَرَيْتُ بُرْدًا لَيْتَنِي … مِنْ قَبْلِ بُرْدٍ كُنْتُ هَامَهْ
يَقُولُ: «بِعْتُ بُرْدًا»، وَهُوَ عَبْدٌ كَانَ لَهُ. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ:
[البحر الكامل] ⦗٥١⦘ وَشَرَيْتُ بُرْدًا لَيْتَنِي … مِنْ قَبْلِ بُرْدٍ كُنْتُ هَامَهْ
يَقُولُ: «بِعْتُ بُرْدًا»، وَهُوَ عَبْدٌ كَانَ لَهُ. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ:
١٣ / ٥٠
حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمُ، قَالَ: ثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، «أَنَّهُ كَرِهَ الشِّرَاءَ وَالْبَيْعَ لِلْبَدَوِيِّ؛ قَالَ: وَالْعَرَبُ تَقُولُ: اشْرِ لِي كَذَا وَكَذَا: أَيْ بِعْ لِي كَذَا وَكَذَا. وَتَلَا هَذِهِ الْآيَةَ ﴿وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ﴾ [يوسف: ٢٠] يَقُولُ: بَاعُوهُ، وَكَانَ بَيْعُهُ حَرَامًا»
١٣ / ٥١
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثَنَا شَبَابَةُ، قَالَ: ثَنَا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، «إِخْوَةُ يُوسُفَ أَحَدَ عَشَرَ رَجُلًا بَاعُوهُ حِينَ أَخْرَجَهُ الْمُدَلِّي بِدَلْوِهِ» حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: ثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: ثَنَا عِيسَى، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ بِمِثْلِهِ حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ، قَالَ: ثَنَا شِبْلٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ؛ وثَنَا إِسْحَاقُ، قَالَ: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ وَرْقَاءَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، مِثْلَهُ حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ، قَالَ: ثَنَا الْحُسَيْنُ، قَالَ: ثَنِي حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ ⦗٥٢⦘ مُجَاهِدٍ، مِثْلَهُ
١٣ / ٥١
قَالَ: ثَنِي حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، «﴿وَشَرَوهُ﴾ [يوسف: ٢٠] قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَبِيعَ بَيْنَهُمْ»
١٣ / ٥٢
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثَنَا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، فِي قَوْلِهِ: «﴿وَشَرَوهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ﴾ [يوسف: ٢٠] قَالَ: بَاعُوهُ» حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ، قَالَ: ثَنَا الْحُسَيْنُ، قَالَ: ثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، مِثْلَهُ
١٣ / ٥٢
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: ثَنِي أَبِي، قَالَ: ثَنِي عَمِّي، قَالَ: ثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: «فَبَاعَهُ إِخْوَتُهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ» وَقَالَ آخَرُونَ: بَلْ عَنَى بِقَوْلِهِ: ﴿وَشَرَوهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ﴾ [يوسف: ٢٠] السَّيَّارَةَ أَنَّهُمْ بَاعُوا يُوسُفَ بِثَمَنٍ بَخْسٍ ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ:
١٣ / ٥٢
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، «﴿وَشَرَوهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ﴾ [يوسف: ٢٠] وَهُمُ السَّيَّارَةُ الَّذِينَ بَاعُوهُ» وَأَوْلَى الْقَوْلَيْنِ فِي ذَلِكَ بِالصَّوَابِ قَوْلُ مَنْ قَالَ: تَأْوِيلُ ذَلِكَ: وَشَرَى إِخْوَةُ ⦗٥٣⦘ يُوسُفَ يُوسُفَ بِثَمَنٍ بَخْسٍ، وَذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ عز وجل قَدْ أَخْبَرَ عَنِ الَّذِينَ اشْتَرُوهُ أَنَّهُمْ أَسَرُّوا شِرَاءَ يُوسُفَ مِنْ أَصْحَابِهِمْ خِيفَةَ أَنْ يَسْتَشْرِكُوهُمْ بِادِّعَائِهِمْ أَنَّهُ بِضَاعَةً، وَلَمْ يَقُولُوا ذَلِكَ إِلَّا رَغْبَةً فِيهِ أَنْ يَخْلُصَ، لَهُمْ دُونَهُمْ وَاسْتِرْخَاصًا لِثَمَنِهِ الَّذِي ابْتَاعُوهُ بِهِ، لِأَنَّهُمُ ابْتَاعُوهُ كَمَا قَالَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ ﴿بِثَمَنٍ بَخْسٍ﴾ [يوسف: ٢٠] وَلَوْ كَانَ مُبْتَاعُوهُ مِنْ إِخْوَتِهِ فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ لَمْ يَكُنْ لِقِيلِهِمْ لِرُفَقَائِهِمْ هُوَ بِضَاعَةٌ مَعْنَى، وَلَا كَانَ لِشِرَائِهِمْ إِيَّاهُ وَهُمْ فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ وَجْهٌ، إِلَّا أَنْ يَكُونُوا كَانُوا مَغْلُوبًا عَلَى عُقُولِهِمْ؛ لِأَنَّهُ مُحَالٌ أَنْ يَشْتَرِيَ صَحِيحُ الْعَقْلِ مَا هُوَ فِيهِ زَاهِدٌ مِنْ غَيْرِ إِكْرَاهِ مُكْرِهٍ لَهُ عَلَيْهِ، ثُمَّ يَكْذِبُ فِي أَمْرِهِ النَّاسَ بِأَنْ يَقُولُ: هُوَ بِضَاعَةٌ لَمْ أَشْتَرِهِ مَعَ زُهْدِهِ فِيهِ، بَلْ هَذَا الْقَوْلُ مِنْ قَوْلِ مَنْ هُوَ بِسِلْعَتِهِ ضَنِينٌ لِنَفَاسَتِهَا عِنْدَهُ، وَلِمَا يَرْجُو مِنْ نَفِيسِ الثَّمَنِ لَهَا وَفَضْلِ الرِّبْحِ وَأَمَّا قَوْلُهُ: ﴿بَخْسٍ﴾ [يوسف: ٢٠] فَإِنَّهُ يَعْنِي: نَقْصٍ، وَهُوَ مَصْدَرٌ مِنْ قَوْلِ الْقَائِلِ: بَخِسْتُ فُلَانًا حَقَّهُ: إِذَا ظَلَمْتُهُ، يَعْنِي: ظَلَمَهُ فَنَقَصَهُ عَمَّا يَجِبُ لَهُ مِنَ الْوَفَاءِ، أَبْخَسُهُ بَخْسًا؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ: ﴿وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ﴾ [الأعراف: ٨٥] وَإِنَّمَا أُرِيدَ بِثَمَنٍ مَبْخُوسٍ: مَنْقُوصٍ، فَوَضَعَ الْبَخْسَ وَهُوَ مَصْدَرٌ مَكَانَ مَفْعُولٍ، كَمَا قِيلَ: ﴿بِدَمٍ كَذِبٍ﴾ [يوسف: ١٨] وَإِنَّمَا هُوَ بِدَمٍ مَكْذُوبٍ فِيهِ. وَاخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي مَعْنَى ذَلِكَ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: قِيلَ ﴿بِثَمَنٍ بَخْسٍ﴾ [يوسف: ٢٠] لِأَنَّهُ كَانَ حَرَامًا عَلَيْهِمْ ⦗٥٤⦘ ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ:
١٣ / ٥٢
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثَنَا الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، «﴿وَشَرَوهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ﴾ [يوسف: ٢٠] قَالَ: الْبَخْسُ: الْحَرَامُ»
١٣ / ٥٤
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَرَجِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُعَاذٍ، يَقُولُ: ثَنَا عُبَيْدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ الضَّحَّاكَ، يَقُولُ: «كَانَ ثَمَنُهُ بَخْسًا حَرَامًا، لَمْ يَحِلِّ لَهُمْ أَنْ يَأْكُلُوهُ»
١٣ / ٥٤
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثَنَا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ، قَالَ: ثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، فِي قَوْلِهِ: «﴿وَشَرَوهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ﴾ [يوسف: ٢٠] قَالَ: بَاعُوهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ، قَالَ: كَانَ بَيْعُهُ حَرَامًا وَشِرَاؤُهُ حَرَامًا»
١٣ / ٥٤
حَدَّثَنِي الْقَاسِمُ، قَالَ: ثَنَا الْحُسَيْنُ، قَالَ: ثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جُوَيْبِرٌ، عَنِ الضَّحَّاكِ: «﴿بِثَمَنٍ بَخْسٍ﴾ [يوسف: ٢٠] قَالَ: حَرَامٌ»
١٣ / ٥٤
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: ثَنِي أَبِي، قَالَ: ثَنِي عَمِّي، قَالَ: ثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، «﴿بِثَمَنٍ بَخْسٍ﴾ [يوسف: ٢٠] يَقُولُ: لَمْ يَحِلَّ لَهُمْ أَنْ يَأْكُلُوا ثَمَنَهُ» ⦗٥٥⦘ وَقَالَ آخَرُونَ: مَعْنَى الْبَخْسِ هُنَا: الظُّلْمُ ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ:
١٣ / ٥٤
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلُهُ: «﴿وَشَرَوهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ﴾ [يوسف: ٢٠] قَالَ: الْبَخْسُ: هُوَ الظُّلْمُ، وَكَانَ بَيْعُ يُوسُفَ وَثَمَنُهُ حَرَامًا عَلَيْهِمْ»
١٣ / ٥٥
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، قَالَ: قَالَ قَتَادَةُ: «﴿وَشَرَوهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ﴾ [يوسف: ٢٠] قَالَ: ظُلْمٍ» وَقَالَ آخَرُونَ: عَنَى بِالْبَخْسِ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ: الْقَلِيلَ ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ:
١٣ / ٥٥
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَامِرٍ، قَالَ: «الْبَخْسُ: الْقَلِيلُ» حَدَّثَنِي الْحَارِثُ، قَالَ: ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، قَالَ: ثَنَا قَيْسٌ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، مِثْلَهُ ⦗٥٦⦘ وَقَدْ بَيَّنَّا الصَّحِيحَ مِنَ الْقَوْلِ فِي ذَلِكَ. وَأَمَّا قَوْلُهُ ﴿دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ﴾ [يوسف: ٢٠] فَإِنَّهُ يَعْنِي عز وجل أَنَّهُمْ بَاعُوهُ بِدَرَاهِمَ غَيْرِ مَوْزُونَةٍ نَاقِصَةٍ غَيْرِ وَافِيَةٍ لِزُهْدِهِمْ كَانَ فِيهِ. وَقِيلَ: إِنَّمَا قِيلَ مَعْدُودَةٍ لِيَعْلَمَ بِذَلِكَ أَنَّهَا كَانَتْ أَقَلَّ مِنَ الْأَرْبَعِينَ، لِأَنَّهُمْ كَانُوا فِي ذَلِكَ الزَّمَانَ لَا يَزِنُونَ مَا كَانَ وَزْنَهُ أَقَلُّ مِنْ أَرْبَعِينَ دِرْهَمًا، لِأَنَّ أَقَلَّ أَوْزَانِهِمْ وَأَصْغَرَهَا كَانَ الْأُوقِيَّةَ، وَكَانَ وَزْنُ الْأُوقِيَّةِ أَرْبَعِينَ دِرْهَمًا. قَالُوا: وَإِنَّمَا دَلَّ بِقَوْلِهِ: ﴿مَعْدُودَةٍ﴾ [البقرة: ٨٠] عَلَى قِلَّةِ الدَّرَاهِمِ الَّتِي بَاعُوهُ بِهَا، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: كَانَ عِشْرِينَ دِرْهَمًا ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ:
١٣ / ٥٥
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثَنَا حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ زُهَيْرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: «إِنَّ مَا اشْتُرِيَ بِهِ يُوسُفُ عِشْرُونَ دِرْهَمًا»
١٣ / ٥٦
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثَنَا الْحِمَّانِيُّ، قَالَ: ثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ: «﴿وَشَرَوهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ﴾ [يوسف: ٢٠] قَالَ: عِشْرُونَ دِرْهَمًا»
١٣ / ٥٦
حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ نَوْفٍ الْبِكَالِيِّ، فِي قَوْلِهِ: «﴿وَشَرَوهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ﴾ [يوسف: ٢٠] قَالَ: ⦗٥٧⦘ عِشْرُونَ دِرْهَمًا»
١٣ / ٥٦
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثَنَا وَكِيعٌ: وحَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثَنَا أَبِي، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ نَوْفٍ الْبِكَالِيِّ: «﴿بَخْسٍ دَرَاهِمَ﴾ [يوسف: ٢٠] قَالَ: كَانَتْ عِشْرِينَ دِرْهَمًا» حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثَنَا الْحِمَّانِيُّ، قَالَ: ثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ نَوْفٍ، مِثْلَهُ
١٣ / ٥٧
حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ، قَالَ: ثَنَا الْحُسَيْنُ، قَالَ: ثَنِي حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ: «﴿بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ﴾ [يوسف: ٢٠] قَالَ: عِشْرُونَ دِرْهَمًا»
١٣ / ٥٧
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثَنَا عَمْرٌو، عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنِ السُّدِّيِّ، «﴿دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ﴾ [يوسف: ٢٠] قَالَ: كَانَتْ عِشْرِينَ دِرْهَمًا»
١٣ / ٥٧
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، «ذُكِرَ لَنَا أَنَّهُ بِيعَ بِعِشْرِينَ دِرْهَمًا، ﴿وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزاهدينَ﴾ [يوسف: ٢٠]» حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، مِثْلَهُ
١٣ / ٥٧
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ، عَنْ عَطِيَّةَ، ⦗٥٨⦘ قَالَ: «كَانَتِ الدَّرَاهِمُ عِشْرِينَ دِرْهَمًا اقْتَسَمُوهَا دِرْهَمَيْنِ دِرْهَمَيْنِ» وَقَالَ آخَرُونَ: بَلْ كَانَ عَدَدُهَا اثْنَيْنِ وَعِشْرِينَ دِرْهَمًا، أَخَذَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْ إِخْوَةِ يُوسُفَ، وَهُمْ أَحَدَ عَشَرَ رَجُلًا دِرْهَمَيْنِ دِرْهَمَيْنِ مِنْهَا ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ:
١٣ / ٥٧
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثَنَا أَسْبَاطٌ، قَالَ: ثَنَا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، «﴿دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ﴾ [يوسف: ٢٠] قَالَ: اثْنَيْنِ وَعِشْرِينَ دِرْهَمًا»
١٣ / ٥٨
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: ثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: ثَنَا عِيسَى، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي قَوْلِ اللَّهِ: «﴿دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ﴾ [يوسف: ٢٠] قَالَ: اثَنَانِ وَعِشْرُونَ دِرْهَمًا لِإِخْوَةِ يُوسُفَ أَحَدَ عَشَرَ رَجُلًا»
١٣ / ٥٨
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ، قَالَ: ثَنَا شِبْلٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي قَوْلِ اللَّهِ: «﴿دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ﴾ [يوسف: ٢٠]» قَالَ: وَثَنَا إِسْحَاقُ، قَالَ: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، عَنْ وَرْقَاءَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، بِنَحْوِهِ. حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ، قَالَ: ثَنَا الْحُسَيْنُ، قَالَ: ثَنِي حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ ⦗٥٩⦘ مُجَاهِدٍ، بِنَحْوِهِ وَقَالَ آخَرُونَ: بَلْ كَانَتْ أَرْبَعِينَ دِرْهَمًا ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ:
١٣ / ٥٨
حَدَّثَنِي الْحَارِثُ، قَالَ: ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، قَالَ: ثَنَا قَيْسٌ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، «﴿دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ﴾ [يوسف: ٢٠] قَالَ: أَرْبَعِينَ دِرْهَمًا»
١٣ / ٥٩
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثَنَا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: «بَاعُوهُ، وَلَمْ يَبْلُغْ ثَمَنُهُ الَّذِي بَاعُوهُ بِهِ أُوقِيَّةً، وَذَلِكَ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا يَتَبَايَعُونَ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ بِالْأَوَاقِي، فَمَا قَصُرَ عَنِ الْأُوقِيَّةِ فَهُوَ عَدَدٌ؛ يَقُولُ اللَّهُ: ﴿وَشَرَوهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ﴾ [يوسف: ٢٠] أَيْ لَمْ يَبْلُغْ الْأُوقِيَّةَ» وَالصَّوَابُ مِنَ الْقَوْلِ فِي ذَلِكَ أَنْ يُقَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى ذِكْرُهُ أَخْبَرَ أَنَّهُمْ بَاعُوهُ بِدَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ غَيْرِ مَوْزُونَةٍ، وَلَمْ يُحَد مَبْلَغَ ذَلِكَ بِوَزْنٍ وَلَا عَدَدٍ، وَلَا وَضَعَ عَلَيْهِ دَلَالَةً فِي كِتَابٍ وَلَا خَبَرٍ مِنَ الرَّسُولِ ﷺ. وَقَدْ يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ كَانَ عِشْرِينَ، وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ كَانَ اثْنَيْنِ وَعِشْرِينَ، وَأَنْ يَكُونَ كَانَ أَرْبَعِينَ، وَأَقَلَّ مِنْ ذَلِكَ وَأَكْثَرَ، وَأَيُّ ذَلِكَ كَانَ فَإِنَّهَا كَانَتْ مَعْدُودَةً غَيْرَ مَوْزُونَةٍ؛ وَلَيْسَ فِي الْعِلْمِ بِمَبْلَغِ وَزْنِ ذَلِكَ فَائِدَةٌ تَقَعُ فِي دِينٍ وَلَا فِي الْجَهْلِ بِهِ دُخُولُ ضُرٍّ فِيهِ، وَالْإِيمَانُ بِظَاهِرِ التَّنْزِيلِ فَرْضٌ، وَمَا عَدَاهُ فَمَوضُوعٌ عَنَّا تَكَلُّفُ عِلْمِهِ
١٣ / ٥٩
وَقَوْلُهُ: ﴿وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ﴾ [يوسف: ٢٠] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: وَكَانَ إِخْوَةُ ⦗٦٠⦘ يُوسُفَ فِي يُوسُفَ مِنَ الزَّاهِدِينَ، لَا يَعْلَمُونَ كَرَامَتَهُ عِنْدَ اللَّهِ، وَلَا يَعْرِفُونَ مَنْزِلَتَهُ عِنْدَهُ، فَهُمْ مَعَ ذَلِكَ يُحِبُّونَ أَنْ يَحُولُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ وَالِدِهِ لِيَخْلُو لَهُمْ وَجْهُهُ مِنْهُ، وَيَقْطَعُوهُ عَنِ الْقُرْبِ مِنْهُ لِتَكُونَ الْمَنَافِعُ الَّتِي كَانَتْ مَصْرُوفَةً إِلَى يُوسُفَ دُونَهُمْ مَصْرُوفَةً إِلَيْهِمْ. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ:
١٣ / ٥٩
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي مَرْزُوقٍ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، «﴿وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ﴾ [يوسف: ٢٠] قَالَ: لَمْ يَعْلَمُوا بِنُبُوَّتِهِ وَمَنْزِلَتِهِ مِنَ اللَّهِ»
١٣ / ٦٠
حُدِّثْتُ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَرَجِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُعَاذٍ، يَقُولُ: ثَنَا عُبَيْدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ الضَّحَّاكَ، فِي قَوْلِهِ: «﴿وَجَاءَتْ سَيَّارَةٌ﴾ [يوسف: ١٩] فَنَزَلَتْ عَلَى الْجُبِّ، ﴿فَأَرْسَلُوا وَارِدَهُمْ﴾ [يوسف: ١٩] فَاسْتَقَى مِنَ الْمَاءِ فَاسْتَخْرَجَ يُوسُفَ، فَاسْتَبْشَرُوا بِأَنَّهُمْ أَصَابُوا غُلَامًا لَا يَعْلَمُونَ عِلْمَهُ وَلَا مَنْزِلَتَهُ مِنْ رَبِّهِ، فَزَهَدُوا فِيهِ فَبَاعُوهُ، وَكَانَ بَيْعُهُ حَرَامًا، وَبَاعُوهُ بِدَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ»
١٣ / ٦٠
حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ، قَالَ: ثَنَا الْحُسَيْنُ، قَالَ: ثَنِي هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جُوَيْبِرٌ، عَنِ ⦗٦١⦘ الضَّحَّاكِ: «﴿وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ﴾ [يوسف: ٢٠] قَالَ إِخْوَتُهُ زَهَدُوا، فَلَمْ يَعْلَمُوا مَنْزِلَتَهُ مِنَ اللَّهِ وَنُبُوَّتَهُ وَمَكَانَهُ»
١٣ / ٦٠
حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ، قَالَ: ثَنَا الْحُسَيْنُ، قَالَ: ثَنِي حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: «إِخْوَتُهُ زَهَدُوا فِيهِ، لَمْ يَعْلَمُوا مَنْزِلَتَهُ مِنَ اللَّهِ عز وجل»
١٣ / ٦١
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾ [يوسف: ٢١] يَقُولُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَى يُوسُفَ مِنْ بَائِعِهِ بِمِصْرَ، وَذُكِرَ أَنَّ اسْمَهُ قَطْفِيرُ
١٣ / ٦١
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: ثَنِي أَبِي، قَالَ: ثَنِي عَمِّي، قَالَ: ثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «كَانَ اسْمُ الَّذِي اشْتَرَاهُ قَطْفِيرُ» وَقِيلَ: إِنَّ اسْمَهُ إِطْفِيرُ بْنُ رُوحِيبِ، وَهُوَ الْعَزِيزُ، وَكَانَ عَلَى خَزَائِنِ مِصْرَ، وَكَانَ الْمَلِكُ يَوْمَئِذٍ الرَّيَّانَ بْنَ الْوَلِيدِ، رَجُلًا مِنَ الْعَمَالِيقِ كَذَلِكَ
١٣ / ٦١
: حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثَنَا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ ⦗٦٢⦘ وَقِيلَ: «إِنَّ الَّذِي بَاعَهُ بِمِصْرَ كَانَ مَالِكُ بْنُ ذُعْرَ بْنِ ثُوَيْبِ بْنِ عَنْقَاءَ بْنِ مُدْيَانَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ» كَذِلَكَ
١٣ / ٦١
: حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثَنَا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، «﴿وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَ لِامْرَأَتِهِ﴾ [يوسف: ٢١] وَاسْمُهَا فِيمَا ذَكَرَ ابْنُ إِسْحَاقَ: رَاعِيلُ بِنْتُ رَعَائِيلَ»
١٣ / ٦٢
حَدَّثَنَا بِذَلِكَ ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثَنَا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، «﴿أَكْرِمِي مَثْوَاهُ﴾ [يوسف: ٢١] يَقُولُ: أَكْرِمِي مَوْضِعَ مَقَامِهِ، وَذَلِكَ حَيْثُ يَثْوِي وَيُقِيمُ فِيهِ، يُقَالُ: ثَوَى فُلَانٌ بِمَكَانِ كَذَا: إِذَا أَقَامَ فِيهِ» وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ ⦗٦٣⦘ ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ:
١٣ / ٦٢
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلُهُ: «﴿أَكْرِمِي مَثْوَاهُ﴾ [يوسف: ٢١]» مَنْزِلَتَهُ، وَهِيَ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ
١٣ / ٦٣
حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ، قَالَ: ثَنَا الْحُسَيْنُ، قَالَ: ثَنِي حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَوْلُهُ: «﴿وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ﴾ [يوسف: ٢١] قَالَ: مَنْزِلَتَهُ»
١٣ / ٦٣
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: ثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: ثَنَا عِيسَى، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ «اشْتَرَاهُ الْمَلِكُ، وَالْمَلِكُ مُسْلِمٌ»
١٣ / ٦٣
وَقَوْلُهُ: ﴿عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا﴾ [يوسف: ٢١] ذُكِرَ أَنَّ مُشْتَرِيَ يُوسُفَ قَالَ هَذَا الْقَوْلَ لِامْرَأَتِهِ حِينَ دَفَعَهُ إِلَيْهَا، لِأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ، وَلَمْ يَأْتِ النِّسَاءَ، فَقَالَ لَهَا: أَكْرِمِيهِ عَسَى أَنْ يَكْفِيَنَا بَعْضَ مَا نُعَانِي مِنْ أُمُورِنَا إِذَا فَهِمَ الْأُمُورَ الَّتِي نُكَلَّفُهَا وَعَرَفَهَا، ﴿أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا﴾ [يوسف: ٢١] يَقُولُ: أَوْ نَتَبَنَّاهُ
١٣ / ٦٣
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثَنَا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: «كَانَ إِطْفِيرُ فِيمَا ذُكِرَ لِي رَجُلًا لَا يَأْتِي النِّسَاءَ، وَكَانَتِ امْرَأَتُهُ رَاعِيلُ امْرَأَةً حَسْنَاءَ نَاعِمَةً طَاعِمَةً فِي مُلْكٍ وَدُنْيَا»
١٣ / ٦٣
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثَنَا أَبِي، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي ⦗٦٤⦘ الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: «أَفْرَسُ النَّاسِ ثَلَاثَةٌ: الْعَزِيزُ حِينَ تَفَرَّسَ فِي يُوسُفَ فَقَالَ لِامْرَأَتِهِ: ﴿أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا﴾ [يوسف: ٢١] وَأَبُو بَكْرٍ حِينَ تَفَرَّسَ فِي عُمَرَ. وَالَّتِي قَالَتْ: ﴿يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ﴾ [القصص: ٢٦]»
١٣ / ٦٣
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثَنَا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ، قَالَ: «انْطُلِقَ بِيُوسُفَ إِلَى مِصْرَ، فَاشْتَرَاهُ الْعَزِيزُ مَلِكُ مِصْرَ، فَانْطَلَقَ بِهِ إِلَى بَيْتِهِ فَقَالَ لِامْرَأَتِهِ: ﴿أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا﴾ [يوسف: ٢١]»
١٣ / ٦٤
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: ثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، قَالَ: ثَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: «أَفْرَسُ النَّاسِ ثَلَاثَةٌ: الْعَزِيزُ حِينَ قَالَ لِامْرَأَتِهِ: ﴿أَكْرِمِي مَثْوَاهُ﴾ [يوسف: ٢١] وَالْقَوْمُ فِيهِ زَاهِدُونَ. وَأَبُو بَكْرٍ حِينَ تَفَرَّسَ فِي عُمَرَ فَاسْتَخْلَفَهُ. وَالْمَرْأَةُ الَّتِي قَالَتْ: ﴿يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ﴾ [القصص: ٢٦]»
١٣ / ٦٤
وَقَوْلُهُ: ﴿وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ﴾ [يوسف: ٢١] يَقُولُ عز وجل: وَكَمَا أَنْقَذَنَا يُوسُفَ مِنْ أَيْدِي إِخْوَتِهِ، وَقَدْ هَمُّوا بِقَتْلِهِ، وَأَخْرَجْنَاهُ مِنَ الْجُبِّ بَعْدَ أَنْ أُلْقِيَ فِيهِ، فَصَيَّرْنَاهُ إِلَى الْكَرَامَةِ وَالْمَنْزِلَةِ الرَّفِيعَةِ عِنْدَ عَزِيزِ مِصْرَ، كَذَلِكَ مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ ⦗٦٥⦘ فَجَعَلْنَاهُ عَلَى خَزَائِنِهَا
١٣ / ٦٤
وَقَوْلُهُ: ﴿وَلِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ﴾ [يوسف: ٢١] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: وَكْي نُعَلِّمَ يُوسُفَ مِنْ عِبَارَةِ الرُّؤْيَا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ
١٣ / ٦٥
كَمَا: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: ثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: ثَنَا عِيسَى، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، «﴿مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ﴾ [يوسف: ٦] قَالَ: عِبَارَةِ الرُّؤْيَا» حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثَنَا شَبَابَةُ، قَالَ: ثَنَا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، مِثْلَهُ
١٣ / ٦٥
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثَنَا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ، «﴿وَلِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ﴾ [يوسف: ٢١] قَالَ: تَعْبِيرِ الرُّؤْيَا»
١٣ / ٦٥
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ شِبْلٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، «﴿وَلِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ﴾ [يوسف: ٢١] قَالَ: عِبَارَةِ الرُّؤْيَا»
١٣ / ٦٥
وَقَوْلُهُ: ﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ﴾ [يوسف: ٢١] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: وَاللَّهُ مُسْتَوْلٍ عَلَى أَمْرِ يُوسُفَ يَسُوسُهُ وَيُدَبِّرُهُ وَيَحُوطُهُ. وَالْهَاءُ فِي قَوْلِهِ: ﴿عَلَى أَمْرِهِ﴾ [يوسف: ٢١] عَائِدَةٌ عَلَى يُوسُفَ وَرُوِي عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فِي مَعْنَى ﴿غَالِبٌ﴾ [آل عمران: ١٦٠]،
١٣ / ٦٥
مَا: حَدَّثَنِي الْحَارِثُ، قَالَ: ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، قَالَ: ثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، «﴿وَاللَّهُ ⦗٦٦⦘ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ﴾ [يوسف: ٢١] قَالَ: فَعَّالٌ»
١٣ / ٦٥
وَقَوْلُهُ ﴿وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾ [الأعراف: ١٨٧] يَقُولُ: وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ الَّذِينَ زَهَدُوا فِي يُوسُفَ فَبَاعُوهُ بِثَمَنٍ خَسِيسٍ، وَالَّذِي صَارَ بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ حِينَ بِيعَ فِيهِمْ، لَا يَعْلَمُونَ مَا اللَّهُ بِيُوسُفَ صَانِعٌ وَإِلَيْهِ يُوسُفُ مِنْ أَمْرِهِ صَائِرٌ
١٣ / ٦٦
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ﴾ [يوسف: ٢٢] يَقُولَ تَعَالَى ذِكْرُهُ: لَمَّا بَلَغَ يُوسُفُ أَشَدَّهُ، يَقُولُ: لَمَّا بَلَغَ مُنْتَهَى شِدَّتِهِ، وَقُوَّتِهِ فِي شَبَابِهِ وَحَدِّهِ. وَذَلِكَ فِيمَا بَيْنَ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ إِلَى سِتِّينَ سَنَةً، وَقِيلَ إِلَى أَرْبَعِينَ سَنَةً، يُقَالُ مِنْهُ: مَضَتْ أَشُدُّ الرَّجُلِ: أَيْ شِدَّتِهِ، وَهُوَ جَمْعٌ مِثْلُ الْأَضَرِّ وَالْأَسُرِّ لَمْ يُسْمَعْ لَهُ بِوَاحِدٍ مِنْ لَفْظِهِ، وَيَجِبُ فِي الْقِيَاسِ أَنْ يَكُونَ وَاحِدُهُ شَدَّ، كَمَا وَاحِدُ الْأَضَرِّ ضَرٌّ، وَوَاحِدُ الْأَسُرُّ سِرٌّ، كَمَا قَالَ الشَّاعِرُ:
[البحر الكامل] هَلْ غَيْرَ أَنْ كَثُرَ الْأَشُدُّ وَأَهْلَكَتْ … حَرْبُ الْمُلُوكِ أَكَاثِرَ الْأَمْوَالِ
وَقَالَ حُمَيْدٌ:
[البحر الرجز]
[البحر الكامل] هَلْ غَيْرَ أَنْ كَثُرَ الْأَشُدُّ وَأَهْلَكَتْ … حَرْبُ الْمُلُوكِ أَكَاثِرَ الْأَمْوَالِ
وَقَالَ حُمَيْدٌ:
[البحر الرجز]
١٣ / ٦٦
وَقَدْ أَتَى لَوْ تُعْتِبُ الْعَوَاذِلُ … بَعْدَ الْأَشُدِّ أَرْبَعٌ كَوَامِلُ
وَقَدِ اخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي الَّذِي عَنَى اللَّهُ بِهِ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ مِنْ مَبْلَغِ الْأَشُدِّ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: عُنِيَ بِهِ ثَلَاثٌ وَثَلَاثُونَ سَنَةً ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ:
وَقَدِ اخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي الَّذِي عَنَى اللَّهُ بِهِ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ مِنْ مَبْلَغِ الْأَشُدِّ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: عُنِيَ بِهِ ثَلَاثٌ وَثَلَاثُونَ سَنَةً ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ:
١٣ / ٦٧
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، وَالْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: ثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، «﴿وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ﴾ [يوسف: ٢٢] قَالَ: ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ سَنَةً» حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ، قَالَ: ثَنَا شِبْلٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، مِثْلَهُ حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، مِثْلَهُ
١٣ / ٦٧
حُدِّثْتُ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْهَيْثَمِ، عَنْ بِشْرِ بْنِ الْمُفَضَّلِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ فِي قَوْلِهِ: «﴿وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ﴾ [يوسف: ٢٢] قَالَ: بِضْعًا وَثَلَاثِينَ» وَقَالَ آخَرُونَ: بَلْ عُنِيَ بِهِ عِشْرُونَ سَنَةً ⦗٦٨⦘ ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ:
١٣ / ٦٧
حُدِّثْتُ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، فِي قَوْلِهِ: «﴿وَلَمَّا بَلَغَ أَشَدَّهُ﴾ [يوسف: ٢٢] قَالَ: عِشْرِينَ سَنَةً» وَرُوِي عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مِنْ وَجْهٍ غَيْرِ مَرَضِي أَنَّهُ قَالَ: مَا بَيْنَ ثَمَانِي عَشْرَةَ سَنَةً إِلَى ثَلَاثِينَ. وَقَدْ بَيَّنْتُ مَعْنَى الْأَشَدِّ. وَأَوْلَى الْأَقْوَالِ فِي ذَلِكَ بِالصَّوَابِ أَنْ يُقَالَ: إِنَّ اللَّهَ أَخْبَرَ أَنَّهُ آتَى يُوسُفَ لَمَّا بَلَغَ أَشَدَّهُ حُكْمًا وَعِلْمًا. وَالْأَشُدُّ: هُوَ انْتِهَاءُ قُوَّتِهِ وَشَبَابِهِ. وَجَائِزٌ أَنْ يَكُونَ آتَاهُ ذَلِكَ وَهُوَ ابْنُ ثَمَانِي عَشْرَةَ سَنَةً، وَجَائِزٌ أَنْ يَكُونَ آتَاهُ وَهُوَ ابْنُ عِشْرِينَ سَنَةً، وَجَائِزٌ أَنْ يَكُونَ آتَاهُ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَثَلَاثِينَ سَنَةً، وَلَا دَلَالَةَ فِي كِتَابِ اللَّهِ، وَلَا أَثَرَ عَنِ الرَّسُولِ ﷺ، وَلَا فِي إِجْمَاعِ الْأُمَّةِ عَلَى أَيِّ ذَلِكَ كَانَ. وَإِذَا لَمْ يَكُنْ ذَلِكَ مَوْجُودًا مِنَ الْوَجْهِ الَّذِي ذَكَرْتُ، فَالصَّوَابُ أَنْ يُقَالَ فِيهِ كَمَا قَالَ عز وجل، حَتَّى تَثْبُتَ حُجَّةٌ بِصِحَّةِ مَا قِيلَ فِي ذَلِكَ مِنَ الْوَجْهِ الَّذِي يَجِبُ التَّسْلِيمُ لَهُ فَيُسَلِّمُ لَهَا حِينَئِذٍ
١٣ / ٦٨
وَقَوْلُهُ: ﴿آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا﴾ [يوسف: ٢٢] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: أَعْطَيْنَاهُ حِينَئِذٍ الْفَهْمَ وَالْعِلْمَ
١٣ / ٦٨
كَمَا: حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ، قَالَ: ثَنَا شِبْلٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، «﴿حُكْمًا وَعِلْمًا﴾ [يوسف: ٢٢] قَالَ: الْعَقْلَ وَالْعِلْمَ قَبْلَ النُّبُوَّةِ»
١٣ / ٦٨
وَقَوْلُهُ: ﴿وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ﴾ [الأنعام: ٨٤] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: وَكَمَا جَزَيْتُ يُوسُفَ فَآتَيْتُهُ بِطَاعَتِهِ إِيَّايَ الْحُكْمَ وَالْعِلْمَ، وَمَكَّنْتُهُ فِي الْأَرْضِ، وَاسْتَنْقَذْتُهُ مِنْ أَيْدِي إِخْوَتِهِ الَّذِينَ أَرَادُوا قَتَلَهُ، كَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَحْسَنَ فِي عَمَلِهِ، فَأَطَاعَنِي فِي أَمْرِي وَانْتَهَى عَمَّا نَهَيْتُهُ عَنْهُ مِنْ مَعَاصِيِّ. وَهَذَا وَإِنْ كَانَ مَخْرَجُ ظَاهِرِهِ عَلَى كُلِّ مُحْسِنٍ، فَإِنَّ الْمُرَادَ بِهِ مُحَمَّدٌ نَبِيُّ اللَّهِ ﷺ. يَقُولُ لَهُ عز وجل: كَمَا فَعَلْتُ هَذَا بِيُوسُفَ مِنْ بَعْدِ مَا لَقِيَ مِنْ إِخْوَتِهِ مَا لَقِيَ وَقَاسَى مِنَ الْبَلَاءِ مَا قَاسَى، فَمَكَّنْتُهُ فِي الْأَرْضِ، وَوَطَّأْتُ لَهُ فِي الْبِلَادِ، فَكَذَلِكَ أَفْعَلُ بِكَ فَأُنْجِيكَ مِنْ مُشْرِكِي قَوْمِكَ الَّذِينَ يَقْصُدُونَكَ بِالْعَدَاوَةِ، وَأُمَكِّنُ لَكَ فِي الْأَرْضِ وَأُوتِيكَ الْحُكْمَ وَالْعِلْمَ، لِأَنَّ ذَلِكَ جَزَائِي أَهْلَ الْإِحْسَانِ فِي أَمْرِي وَنَهْيِي
١٣ / ٦٩
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: ثَنِي مُعَاوِيَةُ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، «﴿وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ﴾ [يوسف: ٢٢] يَقُولُ: الْمُهْتَدِينَ»
١٣ / ٦٩
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى ﴿وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ﴾ [يوسف: ٢٣] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: وَرَاوَدَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ وَهِيَ الَّتِي كَانَ يُوسُفُ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ أَنْ يُوَاقِعَهَا
١٣ / ٦٩
كَمَا: حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثَنَا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، «وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ ⦗٧٠⦘ رَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ: امْرَأَةُ الْعَزِيزِ»
١٣ / ٦٩
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثَنَا عَمْرٌو، قَالَ: ثَنَا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ، «﴿وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ﴾ [يوسف: ٢٣] قَالَ: أَحَبَّتْهُ»
١٣ / ٧٠
قَالَ: ثَنِي أَبِي، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: «قَالَتْ تَعَالَهْ»
١٣ / ٧٠
وَقَوْلُهُ: ﴿وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ﴾ [يوسف: ٢٣] يَقُولُ: وَغَلَّقَتِ الْمَرْأَةُ أَبْوَابَ الْبُيُوتِ، عَلَيْهَا وَعَلَى يُوسُفَ لَمَّا أَرَادَتْ مِنْهُ وَرَاوَدَتْهُ عَلَيْهِ، بَابًا بَعْدَ بَابٍ
١٣ / ٧٠
وَقَوْلُهُ: ﴿وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ﴾ [يوسف: ٢٣] اخْتَلَفَتِ الْقُرَّاءُ فِي قِرَاءَةِ ذَلِكَ، فَقَرَأَتْهُ عَامَّةُ قُرَّاءِ الْكُوفَةِ وَالْبَصْرَةِ: ﴿هَيْتَ لَكَ﴾ [يوسف: ٢٣] بِفَتْحِ الْهَاءِ وَالتَّاءِ، بِمَعْنَى: هَلُمَّ لَكَ وَادْنُ وَتَقَرَّبْ، كَمَا قَالَ الشَّاعِرُ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه:
[البحر الكامل] أَبْلِغْ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ … أَخَا الْعِرَاقِ إِذَا أَتَيْتَا
أَنَّ الْعِرَاقَ وَأَهْلَهُ … عُنُقٌ إِلَيْكَ فَهَيْتَ هَيْتَا
يَعْنِي: تَعَالَ وَاقْرُبْ. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ تَأَوَّلَهُ مِنْ قَرَأَهُ كَذَلِكَ
[البحر الكامل] أَبْلِغْ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ … أَخَا الْعِرَاقِ إِذَا أَتَيْتَا
أَنَّ الْعِرَاقَ وَأَهْلَهُ … عُنُقٌ إِلَيْكَ فَهَيْتَ هَيْتَا
يَعْنِي: تَعَالَ وَاقْرُبْ. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ تَأَوَّلَهُ مِنْ قَرَأَهُ كَذَلِكَ
١٣ / ٧٠
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُخَرِّمِيُّ، قَالَ: ثَنَا أَبُو الْجَوَّابِ، قَالَ: ثَنَا عَمَّارُ بْنُ رُزَيْقٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، «﴿هَيْتَ لَكَ﴾ [يوسف: ٢٣] قَالَ: هَلُمَّ لَكَ»
١٣ / ٧١
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: ثَنِي مُعَاوِيَةُ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَوْلُهُ: «﴿هَيْتَ لَكَ﴾ [يوسف: ٢٣] قَالَ: هَلُمَّ لَكَ»
١٣ / ٧١
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: ثَنِي أَبِي، قَالَ: ثَنِي عَمِّي، قَالَ: ثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «﴿هَيْتَ لَكَ﴾ [يوسف: ٢٣] تَقُولُ: هَلُمَّ لَكَ»
١٣ / ٧١
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: ثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَاصِمِ ابْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، «أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ هَذَا الْحَرْفَ: ﴿هَيْتَ لَكَ﴾ [يوسف: ٢٣] نَصْبًا: أَيْ هَلُمَّ لَكَ»
١٣ / ٧١
حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ، قَالَ: ثَنَا الْحُسَيْنُ، قَالَ: ثَنِي حَجَّاجٌ، قَالَ: قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ، قَوْلُهُ: «﴿هَيْتَ لَكَ﴾ [يوسف: ٢٣] قَالَ: تَقُولُ: هَلُمَّ لَكَ»
١٣ / ٧١
حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ سُهَيْلٍ الْوَاسِطِيُّ، قَالَ: ثَنَا قُرَّةُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: ثَنَا النَّضْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَزَرِيُّ، عَنْ عِكْرِمَةَ، مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ: «﴿هَيْتَ لَكَ﴾ [يوسف: ٢٣] قَالَ: هَلُمَّ ⦗٧٢⦘ لَكَ. قَالَ: هِيَ بِالْحَوْرَانِيَّةِ»
١٣ / ٧١
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلُهُ: «﴿وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ﴾ [يوسف: ٢٣] قَالَ: كَانَ الْحَسَنُ يَقُولُ: هَلُمَّ لَكَ»
١٣ / ٧٢
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ: «﴿هَيْتَ لَكَ﴾ [يوسف: ٢٣] يَقُولُ بَعْضُهُمْ: هَلُمَّ لَكَ»
١٣ / ٧٢
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنِ السُّدِّيِّ، «﴿وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ﴾ [يوسف: ٢٣] قَالَ: هَلُمَّ لَكَ. وَهِيَ بِالْقِبْطِيَّةِ»
١٣ / ٧٢
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ عَمْرٍو، عَنِ الْحَسَنِ: «﴿هَيْتَ لَكَ﴾ [يوسف: ٢٣] قَالَ: كَلِمَةٌ بِالسُّرْيَانِيَّةِ: أَيْ عَلَيْكَ»
١٣ / ٧٢
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ: «﴿هَيْتَ لَكَ﴾ [يوسف: ٢٣] قَالَ: هَلُمَّ لَكَ»
١٣ / ٧٢
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثَنَا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: ثَنَا مَحْبُوبٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ: «﴿هَيْتَ لَكَ﴾ [يوسف: ٢٣] قَالَ: هَلُمَّ لَكَ»
١٣ / ٧٢
قَالَ: ثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: ثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرِّ: «﴿هَيْتَ لَكَ﴾ [يوسف: ٢٣]: أَيْ هَلُمَّ»
١٣ / ٧٢
حَدَّثَنِي الْحَرْثُ، قَالَ: ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، قَالَ: ثَنَا الثَّوْرِيُّ، قَالَ: بَلَغَنِي فِي قَوْلِهِ: «﴿هَيْتَ لَكَ﴾ [يوسف: ٢٣] قَالَ: هَلُمَّ لَكَ»
١٣ / ٧٣
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: ثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ، قَالَ: ثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، «أَنَّهُ قَرَأَ: ﴿هَيْتَ لَكَ﴾ [يوسف: ٢٣] وَقَالَ: تَدَعُوهُ إِلَى نَفْسِهَا»
١٣ / ٧٣
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: ثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: ثَنَا عِيسَى، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: «﴿هَيْتَ لَكَ﴾ [يوسف: ٢٣] قَالَ: لُغَةٌ عَرَبِيَّةٌ تَدَعُوهُ بِهَا» حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ، قَالَ: ثَنَا شِبْلٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، مِثْلَهُ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: «لُغَةٌ بِالْعَرَبِيَّةِ تَدَعُوهُ بِهَا إِلَى نَفْسِهَا» حَدَّثَنَا الْحَسَنُ، قَالَ: ثَنَا شَبَابَةُ، عَنْ وَرْقَاءَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، مِثْلَ حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو سَوَاءً حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ، قَالَ: ثَنَا الْحُسَيْنُ، قَالَ: ثَنِي حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، مِثْلَهُ
١٣ / ٧٣
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: ثَنَا الْقَاسِمُ، قَالَ: ثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ: «﴿هَيْتَ لَكَ﴾ [يوسف: ٢٣] بِفَتْحِ الْهَاءِ وَالتَّاءِ، وَقَالَ: تَقُولُ: هَلُمَّ لَكَ»
١٣ / ٧٤
حَدَّثَنِي الْحَرْثُ، قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: «كَانَ الْكَسَائِيُّ يَحْكِيهَا، يَعْنِي: ﴿هَيْتَ لَكَ﴾ [يوسف: ٢٣] قَالَ: وَقَالَ: وَهِيَ لُغَةٌ لِأَهْلِ حَوْرَانَ وَقَعَتْ إِلَى الْحِجَازِ، مَعْنَاهَا: تَعَالَ. قَالَ: وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: سَأَلْتُ شَيْخًا عَالِمًا مِنْ أَهْلِ حَوْرَانَ، فَذَكَرَ أَنَّهَا لُغَتُهُمْ يَعْرِفُهَا»
١٣ / ٧٤
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثَنَا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، «﴿هَيْتَ لَكَ﴾ [يوسف: ٢٣] قَالَ: تَعَالَ»
١٣ / ٧٤
حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ، فِي قَوْلِهِ: «﴿وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ﴾ [يوسف: ٢٣] قَالَ: هَلُمَّ لَكَ إِلَيَّ» وَقَرَأَ ذَلِكَ جَمَاعَةٌ مِنَ الْمُتَقَدِّمِينَ: «وَقَالَتْ هِئْتُ لَكَ» بِكَسْرِ الْهَاءِ وَضَمِّ التَّاءِ وَالْهَمْزِ، بِمَعْنَى: تَهَيَّأْتُ لَكَ، مِنْ قَوْلِ الْقَائِلِ: هِئْتُ لِلْأَمْرِ أَهِيءُ هَيْئَةً. وَمِمَّنْ رُوِيَ ذَلِكَ عَنْهُ ابْنُ عَبَّاسٍ وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ وَجَمَاعَةٌ غَيْرُهُمَا
١٣ / ٧٤
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: ثَنَا الْقَاسِمُ، قَالَ: ثَنَا الْحَجَّاجُ، عَنْ هَارُونَ، عَنْ أَبَانَ الْعَطَّارِ، عَنْ قَتَادَةَ، «أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ، قَرَأَهَا كَذَلِكَ مَكْسُورَةَ الْهَاءِ مَضْمُومَةَ ⦗٧٥⦘ التَّاءِ. قَالَ أَحْمَدُ: قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: لَا أَعْلَمُهَا إِلَّا مَهْمُوزَةً»
١٣ / ٧٤
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ أَبَانَ الْعَطَّارِ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، «هِئْتُ لَكَ» أَيْ تَهَيَّأْتُ لَكَ ” قَالَ: ثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، مِثْلَهُ
١٣ / ٧٥
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: «كَانَ عِكْرِمَةُ يَقُولُ: تَهَيَّأَتُ لَكَ»
١٣ / ٧٥
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: «هِئْتُ لَكَ» قَالَ عِكْرِمَةُ: تَهَيَّأَتُ لَكَ “
١٣ / ٧٥
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثَنَا الْحَجَّاجُ، قَالَ: ثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَاصِمِ ابْنِ بَهْدَلَةَ، قَالَ: «كَانَ أَبُو وَائِلٍ يَقُولُ: «هِئْتُ لَكَ»: أَيْ تَهَيَّأَتُ لَكَ» وَكَانَ أَبُو عَمْرِو بْنُ الْعَلَاءِ، وَالْكَسَائِيُّ يُنْكِرَانِ هَذِهِ الْقِرَاءَةَ
١٣ / ٧٥
حُدِّثْتُ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْمُغِيرَةِ، قَالَ: قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى: «شَهِدْتُ أَبَا عَمْرٍو وَسَأَلَهُ أَبُو أَحْمَدَ، أَوْ أَحْمَدُ، وَكَانَ عَالِمًا بِالْقُرْآنِ، عَنْ قَوْلِ مَنْ قَالَ: «هِئْتُ لَكَ» بِكَسْرِ الْهَاءِ وَهَمْزِ الْيَاءِ، فَقَالَ: أَبُو عَمْرٍو. يَنْسَى أَيُّ بَاطِلٍ ⦗٧٦⦘ جَعَلَهَا، «فِعِلْتُ» مِنْ «تَهَيَّأْتُ»، فَهَذَا الْخَنْدَقُ، فَاسْتَعْرِضِ الْعَرَبَ حَتَّى تَنْتَهِي إِلَى الْيَمَنِ، هَلْ تَعْرِفُ أَحَدًا يَقُولُ هِئْتُ لَكَ؟»
١٣ / ٧٥
حَدَّثَنِي الْحَرْثُ، قَالَ: ثَنَا الْقَاسِمُ، قَالَ: «لَمْ يَكُنِ الْكَسَائِيُّ يَحْكِي هِئْتُ لَكَ عَنِ الْعَرَبِ» وَقَرَأَ ذَلِكَ عَامَّةُ قُرَّاءِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ: (هِيتَ لَكَ) بِكَسْرِ الْهَاءِ وَتَسْكِينِ الْيَاءِ وَفَتْحِ التَّاءِ. وَقَرَأَهُ بَعْضُ الْمَكِّيِّينَ: (هَيْتَ) لَكَ بِفَتْحِ الْهَاءِ وَتَسْكِينِ الْيَاءِ وَضَمِّ التَّاءِ وَقَرَأَهُ بَعْضُ الْبَصْرِيِّينَ، وَهُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ: «هَيْتِ لَكَ» بِفَتْحِ الْهَاءِ وَكَسْرِ التَّاءِ. وَقَدْ أَنْشَدَ بَعْضُ الرُّوَاةِ بَيْتًا لِطَرَفَةَ بْنِ الْعَبْدِ فِي «هَيْتُ» بِفَتْحِ الْهَاءِ وَضَمِّ التَّاءِ، وَذَلِكَ:
[البحر الخفيف] لَيْسَ قَوْمِي بِالْأَبْعَدِينَ إِذَا مَا … قَالَ دَاعٍ مِنَ الْعَشِيرَةِ هَيْتُ
وَأَوْلَى الْقِرَاءَةِ فِي ذَلِكَ قِرَاءَةُ مَنْ قَرَأَهُ: ﴿هَيْتَ لَكَ﴾ [يوسف: ٢٣] بِفَتْحِ الْهَاءِ ⦗٧٧⦘ وَالتَّاءِ، وَتَسْكِينِ الْيَاءِ، لِأَنَّهَا اللُّغَةُ الْمَعْرُوفَةُ فِي الْعَرَبِ دُونَ غَيْرِهَا، وَأَنَّهَا فِيمَا ذُكِرَ قِرَاءَةُ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ
[البحر الخفيف] لَيْسَ قَوْمِي بِالْأَبْعَدِينَ إِذَا مَا … قَالَ دَاعٍ مِنَ الْعَشِيرَةِ هَيْتُ
وَأَوْلَى الْقِرَاءَةِ فِي ذَلِكَ قِرَاءَةُ مَنْ قَرَأَهُ: ﴿هَيْتَ لَكَ﴾ [يوسف: ٢٣] بِفَتْحِ الْهَاءِ ⦗٧٧⦘ وَالتَّاءِ، وَتَسْكِينِ الْيَاءِ، لِأَنَّهَا اللُّغَةُ الْمَعْرُوفَةُ فِي الْعَرَبِ دُونَ غَيْرِهَا، وَأَنَّهَا فِيمَا ذُكِرَ قِرَاءَةُ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ
١٣ / ٧٦
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الثَّوْرِيُّ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: «قَدْ سَمِعْتُ الْقُرَّاءَ، فَسَمِعْتُهُمْ مُتَقَارِبَيْنَ، فَاقْرَءُوا كَمَا عَلِمْتُمْ، وَإِيَّاكُمْ وَالتَّنَطُّعَ وَالِاخْتِلَافَ، فَإِنَّمَا هُوَ كَقَوْلِ أَحَدِكُمْ: هَلُمَّ وَتَعَالَ. ثُمَّ قَرَأَ عَبْدُ اللَّهِ: ﴿هَيْتَ لَكَ﴾ [يوسف: ٢٣] فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِنَّ نَاسًا يَقْرَءُونَهَا: «هِيتَ لَكَ» فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: إِنِّي أَقْرَؤُهَا كَمَا عَلِمْتُ أَحَبَّ إِلَيَّ»
١٣ / ٧٧
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ يَقْرَأُ هَذِهِ الْآيَةَ: «﴿وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ﴾ [يوسف: ٢٣] قَالَ: فَقَالُوا لَهُ: مَا كُنَّا نَقْرَؤُهَا إِلَّا «هِيتَ لَكَ» . فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ إِنِّي أَقْرَؤُهَا كَمَا عَلِمْتُ أَحَبُّ إِلَيَّ»
١٣ / ٧٧
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ: «قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: ﴿هَيْتَ لَكَ﴾ [يوسف: ٢٣] فَقَالَ لَهُ مَسْرُوقٌ: إِنَّ نَاسًا يَقْرَءُونَهَا: «هِيتَ لَكَ» فَقَالَ: دَعُونِي، فَإِنِّي أَقْرَأُ كَمَا أُقْرِئْتُ أَحَبُّ إِلَيَّ»
١٣ / ٧٧
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثَنَا آدَمُ الْعَسْقَلَانِيُّ، قَالَ: ثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: «﴿هَيْتَ لَكَ﴾ [يوسف: ٢٣] بِنَصْبِ الْهَاءِ وَالتَّاءِ وَبِلَا هَمْزِ» وَذَكَرَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى، أَنَّ الْعَرَبَ، لَا تُثَنِّي ﴿هَيْتَ لَكَ﴾ [يوسف: ٢٣] وَلَا تَجْمَعُ وَلَا تُؤَنِّثُ، وَأَنَّهَا تُصَوِّرْهُ فِي كُلِّ حَالٍ، وَإِنَّمَا يَتَبَيَّنُ الْعَدَدُ بِمَا بَعْدُ، وَكَذَلِكَ التَّأْنِيثُ وَالتَّذْكِيرُ، وَقَالَ: تَقُولُ لِلْوَاحِدِ: هَيْتَ لَكَ، وَلِاثْنَيْنِ: هَيْتَ لَكُمَا، وَلِلْجَمْعِ: هَيْتَ لَكُمْ، وَلِلنِّسَاءِ: هَيْتَ لَكُنَّ
١٣ / ٧٨
وَقَوْلُهُ: ﴿قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ﴾ [يوسف: ٢٣] يَقُولُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: قَالَ يُوسُفُ إِذْ دَعَتْهُ الْمَرْأَةُ إِلَى نَفْسِهَا، وَقَالَتْ لَهُ هَلُمَّ إِلَيَّ: أَعْتَصِمُ بِاللَّهِ مِنَ الَّذِي تَدْعُونِي إِلَيْهِ وَأَسْتَجِيرُ بِهِ مِنْهُ
١٣ / ٧٨
وَقَوْلُهُ: ﴿إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ﴾ [يوسف: ٢٣] يَقُولُ: إِنَّ صَاحِبَكِ وَزَوْجَكِ سَيِّدِي
١٣ / ٧٨
كَمَا: حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنِ السُّدِّيِّ، «﴿مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي﴾ [يوسف: ٢٣] قَالَ: سَيِّدِي»
١٣ / ٧٨
قَالَ: ثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ وَرْقَاءَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، «﴿إِنَّهُ رَبِّي﴾ [يوسف: ٢٣] قَالَ: سَيِّدِي» حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثَنَا شَبَابَةُ، عَنْ وَرْقَاءَ، عَنِ ابْنِ أَبِي ⦗٧٩⦘ نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، مِثْلَهُ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: ثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: ثَنَا عِيسَى، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، مِثْلَهُ. حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ، قَالَ: ثَنَا شِبْلٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، مِثْلَهُ
١٣ / ٧٨
حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ، قَالَ: ثَنَا الْحُسَيْنُ، قَالَ: ثَنِي حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، «﴿قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ﴾ [يوسف: ٢٣] قَالَ: سَيِّدِي. يَعْنِي: زَوْجَ الْمَرْأَةِ»
١٣ / ٧٩
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثَنَا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، «﴿قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي﴾ [يوسف: ٢٣] يَعْنِي: إِطْفِيرَ، يَقُولُ: إِنَّهُ سَيِّدِي»
١٣ / ٧٩
وَقَوْلُهُ: ﴿أَحْسَنَ مَثْوَايَ﴾ [يوسف: ٢٣] يَقُولُ: أَحْسَنَ مَنْزِلَتِي، وَأَكْرَمَنِي وَائْتَمَنَنِي، فَلَا أَخُونُهُ
١٣ / ٧٩
كَمَا: حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثَنَا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: «﴿أَحْسَنَ مَثْوَايَ﴾ [يوسف: ٢٣] أَمَّنَنِي عَلَى بَيْتِهِ وَأَهْلِهِ»
١٣ / ٧٩
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثَنَا عَمْرٌو، قَالَ: ثَنَا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ، «﴿أَحْسَنَ مَثْوَايَ﴾ [يوسف: ٢٣] فَلَا أَخُونُهُ فِي أَهْلِهِ»
١٣ / ٧٩
حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ، قَالَ: ثَنَا الْحُسَيْنُ، قَالَ: ثَنِي حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، «﴿أَحْسَنَ مَثْوَايَ﴾ [يوسف: ٢٣] قَالَ: يُرِيدُ يُوسُفُ سَيِّدَهُ زَوْجَ الْمَرْأَةِ»
١٣ / ٨٠
وَقَوْلُهُ: ﴿إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ﴾ [الأنعام: ٢١] يَقُولُ: إِنَّهُ لَا يُدْرِكُ الْبَقَاءَ، وَلَا يَنْجَحُ مَنْ ظَلَمَ فَفَعَلَ مَا لَيْسَ لَهُ فِعْلُهُ، وَهَذَا الَّذِي تَدْعُونِي إِلَيْهِ مِنَ الْفُجُورِ ظُلْمٌ وَخِيَانَةٌ لِسَيِّدِي الَّذِي ائْتَمَنَنِي عَلَى مَنْزِلِهِ
١٣ / ٨٠
كَمَا: حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثَنَا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، «﴿إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ﴾ [الأنعام: ٢١] قَالَ: هَذَا الَّذِي تَدْعُونِي إِلَيْهِ ظُلْمٌ، وَلَا يُفْلِحُ مَنْ عَمِلَ بِهِ»
١٣ / ٨٠
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ﴾ [يوسف: ٢٤] ذُكِرَ أَنَّ امْرَأَةَ الْعَزِيزِ لَمَّا هَمَّتْ بِيُوسُفَ، وَأَرَادَتْ مُرَاوَدَتَهُ، جَعَلَتْ تَذْكُرُ لَهُ مَحَاسِنَ نَفْسِهِ، وَتُشَوِّقُهُ إِلَى نَفْسِهَا
١٣ / ٨٠
كَمَا: حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثَنَا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ، «﴿وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا﴾ [يوسف: ٢٤] قَالَ: قَالَتْ لَهُ: يَا يُوسُفُ مَا أَحْسَنَ شَعْرَكَ قَالَ: هُوَ أَوَّلُ مَا يَنْتَثِرُ مِنْ جَسَدِي. قَالَتْ: يَا يُوسُفُ مَا أَحْسَنَ وَجْهَكَ قَالَ: هُوَ لِلْتُرَابِ يَأْكُلُهُ. فَلَمْ تَزَلْ حَتَّى أَطْمَعَتْهُ فَهَمَّتْ ⦗٨١⦘ بِهِ وَهَمَّ بِهَا. فَدَخَلَا الْبَيْتَ، وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ، وَذَهَبَ لِيَحِلَّ سَرَاوِيلَهُ، فَإِذَا هُوَ بِصُورَةِ يَعْقُوبَ قَائِمًا فِي الْبَيْتِ قَدْ عَضَّ عَلَى إِصْبَعِهِ يَقُولُ: يَا يُوسُفُ تُوَاقِعُهَا فَإِنَّمَا مِثْلُكَ مَا لَمْ تُوَاقِعْهَا مِثْلُ الطَّيْرِ فِي جَوِّ السَّمَاءِ لَا يُطَاقُ، وَمِثْلُكَ إِذَا وَاقَعْتَهَا مِثْلُهُ إِذَا مَاتَ وَوَقَعَ إِلَى الْأَرْضِ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَدْفَعَ عَنْ نَفْسِهِ؛ وَمَثَلُكَ مَا لَمْ تُوَاقِعْهَا مِثْلُ الثَّوْرِ الصَّعْبِ الَّذِي لَا يُعْمَلُ عَلَيْهِ، وَمَثَلُكَ إِنْ وَاقَعْتَهَا مِثْلُ الثَّوْرِ حِينَ يَمُوتُ فَيَدْخُلُ النَّمْلُ فِي أَصْلِ قَرْنَيْهِ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَدْفَعَ عَنْ نَفْسِهِ. فَرَبَطَ سَرَاوِيلَهُ، وَذَهَبَ لِيَخْرُجَ يَشْتَدُّ، فَأَدْرَكَتْهُ، فَأَخَذَتْ بِمُؤَخِّرِ قَمِيصِهِ مِنْ خَلْفِهِ، فَخَرَقَتْهُ حَتَّى أَخْرَجَتْهُ مِنْهُ، وَسَقَطَ، وَطَرَحَهُ يُوسُفُ، وَاشْتَدَّ نَحْوَ الْبَابِ»
١٣ / ٨٠
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثَنَا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: «أَكَبَّتْ عَلَيْهِ يَعْنِي الْمَرْأَةَ تُطَمِّعْهُ مَرَّةً وَتُخِيفُهُ أُخْرَى، وَتَدْعُوهُ إِلَى لَذَّةٍ مِنْ حَاجَةِ الرِّجَالِ فِي جَمَالِهَا وَحُسْنِهَا وَمُلْكِهَا، وَهُوَ شَابٌّ مُسْتَقْبِلٌ يَجِدُ مِنْ شَبَقِ الرِّجَالِ مَا يَجِدُ الرَّجُلُ؛ حَتَّى رَقَّ لَهَا مِمَّا يَرَى مِنْ كُلْفِهَا بِهِ، وَلَمْ يَتَخَوَّفْ مِنْهَا حَتَّى هَمَّ بِهَا وَهَمَّتْ بِهِ، حَتَّى خَلَوَا فِي بَعْضِ بُيُوتِهِ» وَمَعْنَى الْهَمِّ بِالشَّيْءِ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ: حَدِيثُ الْمَرْءِ نَفْسَهُ بِمُوَاقَعَتِهِ، مَا لَمْ يُوَاقِعْ. ⦗٨٢⦘ فَأَمَّا مَا كَانَ مِنْ هَمِّ يُوسُفَ بِالْمَرْأَةِ وَهَمِّهَا بِهِ، فَإِنَّ أَهْلَ الْعِلْمِ قَالُوا فِي ذَلِكَ مَا أَنَا ذَاكِرُهُ
١٣ / ٨١
وَذَلِكَ مَا: حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، وَسُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، وَسَهْلُ بْنُ مُوسَى الرَّازِيُّ، قَالُوا: ثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، ” سُئِلَ عَنْ هَمِّ يُوسُفَ مَا بَلَغَ؟ قَالَ: حَلَّ الْهِمْيَانَ، وَجَلَسَ مِنْهَا مَجْلِسَ الْخَاتنِ «لَفْظُ الْحَدِيثِ لِأَبِي كُرَيْبٍ»
١٣ / ٨٢
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، وَابْنُ وَكِيعٍ، قَالَا: ثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، قَالَ: سَمِعَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي يَزِيدَ ابْنَ عَبَّاسٍ فِي «﴿وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا﴾ [يوسف: ٢٤] قَالَ: جَلَسَ مِنْهَا مَجْلِسَ الْخَاتنِ، وَحَلَّ الْهِمْيَانَ»
١٣ / ٨٢
حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَسَّانَيُّ، وَعَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، وَالْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالُوا: ثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ سُئِلَ: «مَا بَلَغَ مِنْ هَمِّ يُوسُفَ؟ قَالَ: حَلَّ الْهِمْيَانَ، وَجَلَسَ مِنْهَا مَجْلِسَ الْخَاتنِ»
١٣ / ٨٢
حَدَّثَنِي زِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ: مَا بَلَغَ مِنْ هَمِّ يُوسُفَ؟ قَالَ: «⦗٨٣⦘ اسْتَلْقَتْ لَهُ، وَجَلَسَ بَيْنَ رِجْلَيْهَا»
١٣ / ٨٢
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثَنَا يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، «﴿وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا﴾ [يوسف: ٢٤] قَالَ: اسْتَلْقَتْ لَهُ، وَحَلَّ ثِيَابَهُ»
١٣ / ٨٣
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، قَالَ: ثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: «﴿وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا﴾ [يوسف: ٢٤] مَا بَلَغَ؟ قَالَ: اسْتَلْقَتْ لَهُ وَجَلَسَ بَيْنَ رِجْلَيْهَا، وَحَلَّ ثِيَابَهُ، أَوْ ثِيَابَهَا»
١٣ / ٨٣
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثَنَا إِسْحَاقُ، قَالَ: ثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: «سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ مَا بَلَغَ مِنْ هَمِّ يُوسُفَ؟ قَالَ: اسْتَلْقَتْ عَلَى قَفَاهَا، وَقَعَدَ بَيْنَ رِجْلَيْهَا لِيَنْزِعَ ثِيَابَهُ»
١٣ / ٨٣
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثَنَا وَكِيعٌ، وحَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثَنَا أَبِي، عَنْ نَافِعِ بْنِ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: «سُئِلَ ابْنُ عَبَّاسٍ، عَنْ قَوْلِهِ: ﴿وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا﴾ [يوسف: ٢٤] مَا بَلَغَ مِنْ هَمِّ يُوسُفَ؟ قَالَ: حَلَّ الْهِمْيَانَ» يَعْنِي السَّرَاوِيلَ
١٣ / ٨٣
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، وَابْنُ وَكِيعٍ، قَالَا: ثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْأَعْمَشَ، عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي قَوْلِهِ: «﴿وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا﴾ [يوسف: ٢٤] قَالَ: حَلَّ السَّرَاوِيلَ حَتَّى التُّبَانِ، ⦗٨٤⦘ وَاسْتَلْقَتْ لَهُ»
١٣ / ٨٣
حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَسَّانَيُّ، قَالَ: ثَنَا مَالِكُ بْنُ سُعَيْرٍ، قَالَ: ثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي قَوْلِهِ: «﴿وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا﴾ [يوسف: ٢٤] قَالَ: حَلَّ سَرَاوِيلَهُ، حَتَّى وَقَعَ عَلَى التُّبَانِ»
١٣ / ٨٤
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، «﴿وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا﴾ [يوسف: ٢٤] قَالَ: جَلَسَ مِنْهَا مَجْلِسَ الرَّجُلِ مِنِ امْرَأَتِهِ»
١٣ / ٨٤
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ، قَالَ: ثَنَا شِبْلٌ، قَالَ: ثَنِي الْقَاسِمُ بْنُ أَبِي بَزَّةَ: «﴿وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا﴾ [يوسف: ٢٤] قَالَ: أَمَّا هَمُّهَا بِهِ، فَاسْتَلْقَتْ لَهُ، وَأَمَّا هَمُّهُ بِهَا: فَإِنَّهُ قَعَدَ بَيْنَ رِجْلَيْهَا وَنَزَعَ ثِيَابَهُ»
١٣ / ٨٤
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثَنِي حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: «قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ: مَا بَلَغَ مِنْ هَمِّ يُوسُفَ؟ قَالَ: اسْتَلْقَتْ لَهُ، وَجَلَسَ بَيْنَ رِجْلَيْهَا يَنْزِعُ ثِيَابَهُ»
١٣ / ٨٤
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثَنَا الْحِمَّانِيُّ، قَالَ: ثَنَا يَحْيَى بْنُ الْيَمَانِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ بَذِيمَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَعِكْرِمَةَ، قَالَا: «حَلَّ السَّرَاوِيلَ، وَجَلَسَ مِنْهَا مَجْلِسَ الْخَاتنِ»
١٣ / ٨٥
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنْقَزِيُّ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: «﴿وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا﴾ [يوسف: ٢٤] قَالَ: اسْتَلْقَتْ، وَحَلَّ ثِيَابَهُ حَتَّى بَلَغَ التُّبَّانَ»
١٣ / ٨٥
حَدَّثَنِي الْحَرْثُ، قَالَ: ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، قَالَ: ثَنَا قَيْسٌ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، «﴿وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا﴾ [يوسف: ٢٤] قَالَ: أَطْلَقَ تِكَّةَ سَرَاوِيلِهِ»
١٣ / ٨٥
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: «شَهِدْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ سُئِلَ عَنْ هَمِّ يُوسُفَ مَا بَلَغَ؟ قَالَ: حَلَّ الْهِمْيَانَ، وَجَلَسَ مِنْهَا مَجْلِسَ الْخَاتنِ» فَإِنْ قَالَ قَائِلٌ: وَكَيْفَ يَجُوزُ أَنْ يُوصَفَ يُوسُفُ بِمِثْلِ هَذَا وَهُوَ لِلَّهِ نَبِيُّ؟ قِيلَ: إِنَّ أَهْلَ الْعِلْمِ اخْتَلَفُوا فِي ذَلِكَ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: كَانَ مِمَّنِ ابْتُلِيَ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ بِخَطِيئَةٍ، فَإِنَّمَا ابْتَلَاهُ اللَّهُ بِهَا لِيَكُونَ مِنَ اللَّهِ عز وجل عَلَى وَجَلٍ إِذَا ذَكَرَهَا، فَيَجِدُ فِي طَاعَتِهِ إِشْفَاقًا مِنْهَا، وَلَا يَتَّكِلُ عَلَى سَعَةِ عَفُوِ اللَّهِ وَرَحْمَتِهِ. ⦗٨٦⦘ وَقَالَ آخَرُونَ: بَلِ ابْتَلَاهُمُ اللَّهُ بِذَلِكَ لِيُعَرِّفَهُمْ مَوْضِعَ نِعْمَتِهِ عَلَيْهِمْ، بِصَفْحِهِ عَنْهُمْ وَتَرْكِهِ عُقُوبَتَهُ عَلَيْهِ فِي الْآخِرَةِ. وَقَالَ آخَرُونَ: بَلِ ابْتَلَاهُمْ بِذَلِكَ لِيَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً لِأَهْلِ الذُّنُوبِ فِي رَجَاءِ رَحْمَةِ اللَّهِ، وَتَرْكِ الْإِيَاسِ مِنْ عَفْوِهِ عَنْهُمْ إِذَا تَابُوا. وَأَمَّا آخَرُونَ مِمَّنْ خَالَفَ أَقْوَالَ السَّلَفِ وَتَأَوَّلُوا الْقُرْآنَ بِآرَائِهِمْ، فَإِنَّهُمْ قَالُوا فِي ذَلِكَ أَقْوَالًا مُخْتَلِفَةً، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: مَعْنَاهُ: وَلَقَدْ هَمَّتِ الْمَرْأَةُ بِيُوسُفَ، وَهَمَّ بِهَا يُوسُفُ أَنْ يَضْرِبَهَا أَوْ يَنَالَهَا بِمَكْرُوهٍ لِهَمِّهَا بِهِ مَا أَرَادَتُهُ مِنَ الْمَكْرُوهِ، لَوْلَا أَنَّ يُوسُفَ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ، وَكَفَّهُ ذَلِكَ عَمَّا هَمَّ بِهِ مِنْ أَذَاهَا، لَا أَنَّهَا ارْتَدَعَتْ مِنْ قِبَلِ نَفْسِهَا. قَالُوا: وَالشَّاهِدُ عَلَى صِحَّةِ ذَلِكَ قَوْلُهُ: ﴿كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ﴾ [يوسف: ٢٤] قَالُوا: فَالسُّوءُ: هُوَ مَا كَانَ هَمَّ بِهِ مِنْ أَذَاهَا، وَهُوَ غَيْرُ الْفَحْشَاءِ. وَقَالَ آخَرُونَ مِنْهُمْ: مَعْنَى الْكَلَامِ: وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ. فَتَنَاهَى الْخَبَرُ عَنْهَا، ثُمَّ أَبْتُدِئَ الْخَبَرُ عَنْ يُوسُفَ، فَقِيلَ: وَهَمَّ بِهَا يُوسُفُ، لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ. كَأَنَّهُمْ وَجَّهُوا مَعْنَى الْكَلَامِ إِلَى أَنَّ يُوسُفَ لَمْ يَهِمِّ بِهَا، وَأَنَّ اللَّهَ إِنَّمَا أَخْبَرَ أَنَّ يُوسُفَ لَوْلَا رُؤْيَتُهُ بُرْهَانَ رَبِّهِ لَهَمَّ بِهَا، وَلَكِنَّهُ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ فَلَمْ يَهِمَّ بِهَا، كَمَا قِيلَ: ﴿وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا﴾ [النساء: ٨٣] وَيُفْسِدُ هَذَيْنِ الْقَوْلَيْنِ أَنَّ الْعَرَبَ لَا تُقَدِّمُ جَوَابَ «لَوْلَا» قَبْلَهَا، لَا تَقُولُ: لَقَدْ قُمْتُ لَوْلَا زَيْدٌ، وَهِيَ تُرِيدُ: لَوْلَا زَيْدٌ لَقَدْ قُمْتُ، هَذَا مَعَ خِلَافِهِمَا جَمِيعَ أَهْلِ ⦗٨٧⦘ الْعِلْمِ بِتَأْوِيلِ الْقُرْآنِ الَّذِينَ عَنْهُمْ يُؤْخَذُ تَأْوِيلُهُ وَقَالَ آخَرُونَ مِنْهُمْ: بَلْ قَدْ هَمَّتِ الْمَرْأَةُ بِيُوسُفَ وَهَمَّ يُوسُفُ بِالْمَرْأَةِ، غَيْرَ أَنَّ هَمِّهَمَا كَانَ تَمْثِيلًا مِنْهُمَا بَيْنَ الْفِعْلِ وَالْتَرْكِ، لَا عَزْمًا وَلَا إِرَادَةً؛ قَالُوا: وَلَا حَرَجَ فِي حَدِيثِ النَّفْسِ، وَلَا فِي ذِكْرِ الْقَلْبِ إِذَا لَمْ يَكُنْ مَعَهُمَا عَزْمٌ وَلَا فِعْلٌ. وَأَمَّا الْبُرْهَانُ الَّذِي رَآهُ يُوسُفُ فَتَرَكَ مِنْ أَجْلِهِ مُوَاقَعَةِ الْخَطِيئَةِ، فَإِنَّ أَهْلَ الْعِلْمِ مُخْتَلِفُونَ فِيهِ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: نُودِيَ بِالنَّهْيِ عَنْ مُوَاقَعَةِ الْخَطِيئَةِ ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ:
١٣ / ٨٥
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: «﴿لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ﴾ [يوسف: ٢٤] قَالَ: نُودِيَ: يَا يُوسُفُ أَتَزْنِي، فَتَكُونُ كَالطَّيْرِ وَقَعَ رِيشُهُ فَذَهَبَ يَطِيرُ فَلَا رِيشَ لَهُ»
١٣ / ٨٧
قَالَ: ثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «لَمْ يَتَّعِظْ عَلَى النِّدَاءِ حَتَّى رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ، قَالَ: تِمْثَالٌ صُورَةُ وَجْهِ أَبِيهِ. قَالَ سُفْيَانُ: عَاضًّا عَلَى أُصْبُعِهِ فَقَالَ: يَا يُوسُفُ تَزْنِي، فَتَكُونُ كَالطَّيْرِ ذَهَبَ ⦗٨٨⦘ رِيشُهُ؟»
١٣ / ٨٧
حَدَّثَنِي زِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَسَّانِيُّ، قَالَ: ثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: «نُودِيَ: يَا ابْنَ يَعْقُوبَ لَا تَكُنُ كَالطَّائِرِ لَهُ رِيشٌ، فَإِذَا زَنَى ذَهَبَ رِيشُهُ أَوْ قَعَدَ لَا رِيشَ لَهُ قَالَ: فَلَمْ يَتَّعِظْ عَلَى النِّدَاءِ، فَلَمْ يَزِدْ عَلَى هَذَا. قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَحَدَّثَنِي غَيْرُ وَاحِدٍ، أَنَّهُ رَأَى أَبَاهُ عَاضًّا عَلَى أُصْبُعِهِ»
١٣ / ٨٨
حَدَّثَنِي أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: ثَنَا أَبِي، عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: «﴿لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ﴾ [يوسف: ٢٤] قَالَ: نُودِيَ فَلَمْ يَسْمَعْ، فَقِيلَ لَهُ: يَا ابْنَ يَعْقُوبَ تُرِيدُ أَنْ تَزْنِيَ فَتَكُونَ كَالطَّيْرِ نُتِفَ فَلَا رِيشَ لَهُ؟»
١٣ / ٨٨
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ،. قَالَ: ثَنَا سَلَمَةُ، عَنْ طَلْحَةَ، عَنْ عَمْرٍو الْحَضْرَمِيِّ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: «بَلَغَنِي أَنْ يُوسُفَ، لَمَّا جَلَسَ بَيْنَ رِجْلَيِّ الْمَرْأَةِ فَهُوَ يَحِلُّ هِمْيَانَهُ، نُودِيَ: يَا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ لَا تَزْنِ، فَإِنَّ الطَّيْرَ إِذَا زَنَى تَنَاثَرَ رِيشُهُ فَأَعْرَضَ. ثُمَّ ⦗٨٩⦘ نُودِيَ فَأَعْرَضَ. فَتَمَثَّلَ لَهُ يَعْقُوبُ عَاضًّا عَلَى أُصْبُعِهِ، فَقَامَ»
١٣ / ٨٨
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، قَالَ: ثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «نُودِيَ: يَا ابْنَ يَعْقُوبَ لَا تَكُنْ كَالطَّيْرِ إِذَا زَنَى ذَهَبَ رِيشُهُ وَبَقِيَ لَا رِيشَ لَهُ فَلَمْ يَتَّعِظْ عَلَى النِّدَاءِ، فَفَزِعَ»
١٣ / ٨٩
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: «نُودِيَ: يَا ابْنَ يَعْقُوبَ لَا تَكُونَنَّ كَالطَّائِرِ لَهُ رِيشٌ، فَإِذَا زَنَى ذَهَبَ رِيشُهُ قَالَ: أَوْ قَعَدَ لَا رِيشَ لَهُ فَلَمْ يَتَّعِظْ عَلَى النِّدَاءِ شَيْئًا، حَتَّى رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ، فَفَرِقَ فَفَرَّ»
١٣ / ٨٩
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: «نُودِيَ: يَا ابْنَ يَعْقُوبَ أَتَزْنِي فَتَكُونُ كَالطَّيْرِ وَقَعَ رِيشُهُ فَذَهَبَ يَطِيرُ فَلَا رِيشَ لَهُ؟»
١٣ / ٨٩
حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي نَافِعُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ يَحْيَى، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: «نُودِيَ يُوسُفُ فَقِيلَ: أَنْتَ مَكْتُوبٌ فِي الْأَنْبِيَاءِ تَعْمَلُ ⦗٩٠⦘ عَمَلَ السُّفَهَاءِ»
١٣ / ٨٩
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثَنَا يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: نُودِيَ: «يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ تَزْنِي، فَتَكُونُ كَالطَّيْرِ نُتِفَ فَلَا رِيشَ لَهُ؟» وَقَالَ آخَرُونَ: الْبُرْهَانُ الَّذِي رَأَى يُوسُفُ فَكَفَّ عَنْ مُوَاقَعَةِ الْخَطِيئَةِ مِنْ أَجْلِهِ صُورَةُ يَعْقُوبَ عليهما السلام يَتَوَعَّدُهُ ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ:
١٣ / ٩٠
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنْقَزِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ: «﴿لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ﴾ [يوسف: ٢٤] قَالَ: رَأَى صُورَةَ أَوْ تِمْثَالَ وَجْهِ يَعْقُوبَ عَاضًّا عَلَى أُصْبُعِهِ، فَخَرَجَتْ شَهْوَتُهُ مِنْ أَنَامِلِهِ»
١٣ / ٩٠
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثَنَا عَمْرُو بْنُ الْعَنْقَزِيِّ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: «﴿لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ﴾ [يوسف: ٢٤] قَالَ: مُثِّلَ لَهُ يَعْقُوبُ، فَضَرَبَ فِي صَدْرِهِ، فَخَرَجَتْ شَهْوَتُهُ مِنْ أَنَامِلِهِ»
١٣ / ٩٠
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، «﴿لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ﴾ [يوسف: ٢٤] قَالَ: رَأَى تِمْثَالَ وَجْهِ أَبِيهِ قَائِلًا بِكَفِّهِ هَكَذَا، وَبَسَطَ كَفَّهُ، فَخَرَجَتْ شَهْوَتُهُ مِنْ أَنَامِلِهِ»
١٣ / ٩٠
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثَنَا وَكِيعٌ، وحَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثَنَا أَبِي، عَنْ سُفْيَانَ عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ: «﴿لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ﴾ [يوسف: ٢٤] قَالَ: مُثِّلَ لَهُ يَعْقُوبُ عَاضًّا عَلَى أَصَابِعِهِ، فَضَرَبَ صَدْرَهُ، فَخَرَجَتْ شَهْوَتُهُ مِنْ أَنَامِلِهِ»
١٣ / ٩١
حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ: «﴿لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ﴾ [يوسف: ٢٤] قَالَ: رَأَى صُورَةَ يَعْقُوبَ وَاضِعًا أُنْمُلَتَهُ عَلَى فِيهِ يَتَوَعَّدُهُ، فَفَرَّ»
١٣ / ٩١
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ، قَالَ: ثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي مُلَيْكَةَ يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ: «﴿وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا﴾ [يوسف: ٢٤] قَالَ: حِينَ رَأَى يَعْقُوبُ فِي سَقْفِ الْبَيْتِ، قَالَ: فَنُزِعَتْ شَهْوَتُهُ الَّتِي كَانَ يَجِدُهَا حَتَّى خَرَجَ يَسْعَى إِلَى بَابِ الْبَيْتِ، فَتَبِعَتْهُ الْمَرْأَةُ»
١٣ / ٩١
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثَنَا وَكِيعٌ، وحَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثَنَا أَبِي، عَنْ قُرَّةَ بْنِ خَالِدٍ السَّدُوسِيِّ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: «زَعَمُوا وَاللَّهُ أَعْلَمُ أَنَّ سَقْفَ الْبَيْتِ انْفَرَجَ، فَرَأَى يَعْقُوبُ عَاضًّا عَلَى أَصَابِعِهِ»
١٣ / ٩١
حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ، قَالَ: ثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ، فِي قَوْلِهِ: «﴿لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ﴾ [يوسف: ٢٤] قَالَ: رَأَى تِمْثَالَ يَعْقُوبَ عَاضًّا عَلَى أُصْبُعِهِ يَقُولُ: ⦗٩٢⦘ يُوسُفَ، يُوسُفَ» حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ، نَحْوَهُ
١٣ / ٩١
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثَنَا عَمْرُو الْعَنْقَزِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ: «﴿لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ﴾ [يوسف: ٢٤] قَالَ: رَأَى تِمْثَالَ وَجْهِ يَعْقُوبَ، فَخَرَجَتْ شَهْوَتُهُ مِنْ أَنَامِلِهِ»
١٣ / ٩٢
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثَنَا يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ بَذِيمَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: «رَأَى صُورَةً فِيهَا وَجْهُ يَعْقُوبَ عَاضًّا عَلَى أَصَابِعِهِ، فَدَفَعَ فِي صَدْرِهِ، فَخَرَجَتْ شَهْوَتُهُ مِنْ أَنَامِلِهِ. فَكُلُّ وَلَدِ يَعْقُوبَ، وُلِدَ لَهُ اثَنَا عَشَرَ رَجُلًا إِلَّا يُوسُفُ، فَإِنَّهُ نُقِصَ بِتِلْكَ الشَّهْوَةِ، وَلَمْ يُولَدْ لَهُ غَيْرُ أَحَدَ عَشَرَ»
١٣ / ٩٢
حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي يُونُسُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّ حُمَيْدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَخْبَرَهُ: «أَنَّ الْبُرْهَانَ الَّذِي رَأَى يُوسُفُ يَعْقُوبَ» حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثَنَا عِيسَى بْنُ الْمُنْذِرِ، قَالَ: ثَنَا أَيْوبُ بْنُ سُوَيْدٍ، قَالَ: ثَنَا يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ الْأَيْلِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، مِثْلَهُ
١٣ / ٩٢
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، «﴿لَوْلَا أَنْ رَأَى ⦗٩٣⦘ بُرْهَانَ رَبِّهِ﴾ [يوسف: ٢٤] قَالَ: مُثِّلَ لَهُ يَعْقُوبُ» حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثَنَا حَكَّامٌ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، مِثْلَهُ
١٣ / ٩٢
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: ثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: ثَنَا عِيسَى، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: «﴿لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ﴾ [يوسف: ٢٤] قَالَ: يَعْقُوبَ» حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثَنَا شَبَابَةُ، قَالَ: ثَنَا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، مِثْلَهُ حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ، قَالَ: ثَنَا شِبْلٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، مِثْلَهُ
١٣ / ٩٣
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ، وحَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الثَّوْرِيُّ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: «مُثِّلَ لَهُ يَعْقُوبُ»
١٣ / ٩٣
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ أَنَّهُ قَالَ: «جَلَسَ مِنْهَا مَجْلِسَ الرَّجُلِ مِنِ امْرَأَتِهِ حَتَّى رَأَى صُورَةَ يَعْقُوبَ فِي الْجِدَارِ»
١٣ / ٩٣
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي قَوْلِهِ: «﴿لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ﴾ [يوسف: ٢٤] قَالَ: مُثِّلَ لَهُ يَعْقُوبُ»
١٣ / ٩٤
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ، قَالَ: ثَنَا شِبْلٌ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي بَزَّةَ، قَالَ: «نُودِيَ: يَا ابْنَ يَعْقُوبَ، لَا تَكُونَنَّ كَالطَّيْرِ لَهُ رِيشٌ فَإِذَا زَنَى قَعَدَ لَيْسَ لَهُ رِيشٌ فَلَمْ يَعْرِضْ لِلْنِدَاءِ وَقَعَدَ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ، فَرَأَى وَجْهَ يَعْقُوبَ عَاضًّا عَلَى أُصْبُعِهِ، فَقَامَ مَرْعُوبًا اسْتِحْيَاءً مِنَ اللَّهِ تَعَالَى ذِكْرُهُ. فَذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ سبحانه وتعالى: ﴿لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ﴾ [يوسف: ٢٤] وَجْهَ يَعْقُوبَ»
١٣ / ٩٤
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثَنَا أَبِي، عَنِ النَّضْرِ بْنِ عَرَبِيٍّ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: «مُثِّلَ لَهُ يَعْقُوبُ عَاضًّا عَلَى أَصَابِعِهِ» حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ نَضْرِ بْنِ عَرَبِيٍّ عَنْ عِكْرِمَةَ، مِثْلَهُ
١٣ / ٩٤
حَدَّثَنِي الْحَارِثُ، قَالَ: ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، قَالَ: ثَنَا قَيْسٌ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: «مُثِّلَ لَهُ يَعْقُوبُ، فَدَفَعَ فِي صَدْرِهِ، فَخَرَجَتْ شَهْوَتُهُ مِنْ أَنَامِلِهِ»
١٣ / ٩٤
قَالَ: ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، قَالَ: ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ بَذِيمَةَ، قَالَ: «كَانَ يُولَدُ لِكُلِّ رَجُلٍ مِنْهُمُ اثَنَا عَشَرَ ابْنًا إِلَّا يُوسُفَ، وُلِدَ لَهُ أَحَدَ عَشَرَ مِنْ أَجْلِ مَا خَرَجَ مِنْ ⦗٩٥⦘ شَهْوَتِهِ»
١٣ / ٩٤
حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا: ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو شُرَيْحٍ: سَمِعْتُ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي جَعْفَرٍ، يَقُولُ: «بَلَغَ مِنْ شَهْوَةِ يُوسُفَ أَنْ خَرَجَتْ مِنْ بَنَانِهِ»
١٣ / ٩٥
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ الْخُرَاسَانِيِّ، قَالَ: «سَأَلْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ، عَنْ قَوْلِهِ: ﴿لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ﴾ [يوسف: ٢٤] قَالَ: مُثِّلَ لَهُ يَعْقُوبُ عَاضًّا عَلَى أَصَابِعِهِ يَقُولُ: يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ اللَّهِ، اسْمُكَ فِي الْأَنْبِيَاءِ وَتَعْمَلُ عَمَلَ السُّفَهَاءِ؟»
١٣ / ٩٥
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: ثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ، فِي قَوْلِهِ: «﴿لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ﴾ [يوسف: ٢٤] قَالَ: رَأَى يَعْقُوبَ عَاضًّا عَلَى أُصْبُعِهِ يَقُولُ: يُوسُفُ»
١٣ / ٩٥
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، قَالَ: قَالَ قَتَادَةُ: «رَأَى صُورَةَ يَعْقُوبَ، فَقَالَ: يَا يُوسُفُ تَعْمَلُ عَمَلَ الْفُجَّارِ، وَأَنْتَ مَكْتُوبٌ فِي الْأَنْبِيَاءِ؟ فَاسْتَحْيَا مِنْهُ»
١٣ / ٩٥
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، «﴿لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ﴾ [يوسف: ٢٤] رَأَى آيَةً مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ، حَجَزَهُ اللَّهُ بِهَا عَنْ مَعْصِيَتِهِ؛ ذُكِرَ لَنَا أَنَّهُ مُثِّلَ لَهُ يَعْقُوبُ حَتَّى كَلَّمَهُ فَعَصَمَهُ اللَّهُ وَنَزَعَ كُلَّ شَهْوَةٍ كَانَتْ فِي مَفَاصِلِهِ»
١٣ / ٩٥
قَالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ: «أَنَّهُ مُثِّلَ لَهُ يَعْقُوبُ وَهُوَ عَاضٌّ عَلَى أُصْبُعٍ مِنْ أَصَابِعِهِ»
١٣ / ٩٦
حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ، قَالَ: ثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ سَالِمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، قَالَ: «رَأَى صُورَةَ يَعْقُوبَ فِي سَقْفِ الْبَيْتِ عَاضًّا عَلَى أُصْبُعِهِ يَقُولُ: يَا يُوسُفُ، يَا يُوسُفُ يَعْنِي قَوْلَهُ: ﴿لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ﴾ [يوسف: ٢٤]»
١٣ / ٩٦
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثَنَا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، وَيُونُسَ عَنِ الْحَسَنِ، فِي قَوْلِهِ: «﴿لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ﴾ [يوسف: ٢٤] قَالَ: رَأَى صُورَةَ يَعْقُوبَ فِي سَقْفِ الْبَيْتِ عَاضًّا عَلَى أُصْبُعِهِ» حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثَنَا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ مِثْلَهُ، وَقَالَ: «عَاضًّا عَلَى أُصْبُعِهِ يَقُولُ: يُوسُفُ، يُوسُفُ»
١٣ / ٩٦
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثَنَا يَعْقُوبُ الْقُمِّيُّ، عَنْ حَفْصِ بْنِ حُمَيْدٍ، عَنْ شِمْرِ بْنِ عَطِيَّةَ، قَالَ: «نَظَرَ يُوسُفُ إِلَى صُورَةِ يَعْقُوبَ عَاضًّا عَلَى أُصْبُعِهِ يَقُولُ: يَا يُوسُفُ فَذَاكَ حَيْثُ كَفَّ، وَقَامَ فَانْدَفَعَ»
١٣ / ٩٦
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثَنَا الْحِمَّانِيُّ، قَالَ: ثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سَالِمٍ وَأَبِي حُصَيْنٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ: «﴿لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ﴾ [يوسف: ٢٤] قَالَ: رَأَى صُورَةً فِيهَا وَجْهُ ⦗٩٧⦘ يَعْقُوبَ عَاضًّا عَلَى أَصَابِعِهِ، فَدَفَعَ فِي صَدْرِهِ فَخَرَجَتْ شَهْوَتُهُ مِنْ بَيْنِ أَنَامِلِهِ»
١٣ / ٩٦
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: ثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ: «﴿لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ﴾ [يوسف: ٢٤] قَالَ: رَأَى تِمْثَالَ وَجْهِ أَبِيهِ، فَخَرَجَتِ الشَّهْوَةُ مِنْ أَنَامِلِهِ»
١٣ / ٩٧
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ، قَالَ: ثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ: «﴿لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ﴾ [يوسف: ٢٤] قَالَ: تِمْثَالَ صُورَةِ يَعْقُوبَ فِي سَقْفِ الْبَيْتِ»
١٣ / ٩٧
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: «رَأَى يَعْقُوبَ عَاضًّا عَلَى يَدِهِ»
١٣ / ٩٧
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فِي قَوْلِهِ: «﴿لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ﴾ [يوسف: ٢٤] قَالَ: يَعْقُوبَ ضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى صَدْرِهِ، فَخَرَجَتْ شَهْوَتُهُ مِنْ أَنَامِلِهِ»
١٣ / ٩٧
حُدِّثْتُ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَرَجِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُعَاذٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ الضَّحَّاكَ، يَقُولُ فِي قَوْلِهِ: «﴿لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ﴾ [يوسف: ٢٤] آيَةً مِنْ رَبِّهِ؛ يَزْعُمُونَ أَنَّهُ مُثِّلَ لَهُ يَعْقُوبُ، فَاسْتَحْيَا» ⦗٩٨⦘ وَقَالَ آخَرُونَ: بَلِ الْبُرْهَانُ الَّذِي رَأَى يُوسُفُ مَا أَوْعَدَ اللَّهُ عز وجل عَلَى الزِّنَا أَهْلَهُ ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ:
١٣ / ٩٧
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ أَبِي مَوْدُودٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ كَعْبٍ الْقُرَظِيَّ، قَالَ: «رَفَعَ يُوسُفُ رَأْسَهُ إِلَى سَقْفِ الْبَيْتِ، فَإِذَا كِتَابٌ فِي حَائِطِ الْبَيْتِ: ﴿لَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا﴾»
١٣ / ٩٨
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثَنَا أَبِي، عَنْ أَبِي مَوْدُودٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ: «رَفَعَ يُوسُفُ رَأْسَهُ إِلَى سَقْفِ الْبَيْتِ حِينَ هَمَّ، فَرَأَى كِتَابًا فِي حَائِطِ الْبَيْتِ: ﴿لَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا﴾»
١٣ / ٩٨
قَالَ: ثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ، «﴿لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ﴾ [يوسف: ٢٤] قَالَ: لَوْلَا مَا رَأَى فِي الْقُرْآنِ مِنْ تَعْظِيمِ الزِّنَا»
١٣ / ٩٨
حَدَّثَنَا يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي نَافِعُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي صَخْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْقُرَظِيَّ، يَقُولُ: «فِي الْبُرْهَانِ الَّذِي رَأَى يُوسُفُ: ثَلَاثُ آيَاتٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ: ﴿إِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ﴾ [الانفطار: ١٠] . الْآيَةَ، وَقَوْلُهُ: ﴿وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ﴾ [يونس: ٦١] . الْآيَةَ، وَقَوْلُهُ: ﴿أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ﴾ [الرعد: ٣٣]⦗٩٩⦘ قَالَ نَافِعٌ: سَمِعْتُ أَبَا هِلَالٍ يَقُولُ مِثْلَ قَوْلِ الْقُرَظِيِّ، وَزَادَ آيَةً رَابِعَةً: ﴿وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا﴾»
١٣ / ٩٨
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مِعْشَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ: «﴿لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ﴾ [يوسف: ٢٤] فَقَالَ: مَا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ مِنَ الزِّنَا» وَقَالَ آخَرُونَ: بَلْ رَأَى تِمْثَالَ الْمَلِكِ ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ:
١٣ / ٩٩
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: ثَنِي أَبِي، قَالَ: ثَنِي عَمِّي، قَالَ: ثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، «﴿وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ﴾ [يوسف: ٢٤] يَقُولُ: آيَاتِ رَبِّهِ أُرِيَ تِمْثَالَ الْمَلِكِ»
١٣ / ٩٩
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثَنَا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: «كَانَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ فِيمَا بَلَغَنِي يَقُولُ: الْبُرْهَانُ الَّذِي رَأَى يُوسُفُ فَصَرَفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ: يَعْقُوبَ عَاضًّا عَلَى أُصْبُعِهِ، فَلَمَّا رَآهُ انْكَشَفَ هَارِبًا. وَيَقُولُ بَعْضُهُمْ: إِنَّمَا هُوَ خَيَالُ إِطْفِيرِ سَيِّدِهِ حِينَ دَنَا مِنَ الْبَابِ، وَذَلِكَ أَنَّهُ لَمَّا هَرَبَ مِنْهَا، وَاتَّبَعَتْهُ أَلْفَيَاهُ لَدَى الْبَابِ» وَأَوْلَى الْأَقْوَالِ فِي ذَلِكَ بِالصَّوَابِ أَنْ يُقَالَ: إِنَّ اللَّهَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ أَخْبَرَ عَنْ هَمِّ يُوسُفَ، وَامْرَأَةِ الْعَزِيزِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا بِصَاحِبِهِ، لَوْلَا أَنْ رَأَى يُوسُفُ بُرْهَانَ رَبِّهِ،
١٣ / ٩٩
وَذَلِكَ آيَةٌ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ، زَجَرَتْهُ عَنْ رُكُوبِ مَا هَمَّ بِهِ يُوسُفُ مِنَ الْفَاحِشَةِ. وَجَائِزٌ أَنْ تَكُونَ تِلْكَ الْآيَةُ صُورَةُ يَعْقُوبَ، وَجَائِزٌ أَنْ تَكُونَ صُورَةَ الْمَلِكِ، وَجَائِزٌ أَنْ يَكُونَ الْوَعِيدُ فِي الْآيَاتِ الَّتِي ذَكَرَهَا اللَّهُ فِي الْقُرْآنِ عَلَى الزِّنَا، وَلَا حُجَّةَ لِلْعُذْرِ قَاطِعَةً بِأَيِّ ذَلِكَ مِنْ أَيٍّ. وَالصَّوَابُ أَنْ يُقَالَ فِي ذَلِكَ مَا قَالَهُ اللَّهُ تبارك وتعالى، وَالْإِيمَانُ بِهِ، وَتَرْكُ مَا عَدَا ذَلِكَ إِلَى عَالِمِهِ
١٣ / ١٠٠
وَقَوْلُهُ: ﴿كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ﴾ [يوسف: ٢٤] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: كَمَا أَرَيْنَا يُوسُفَ بُرْهَانَنَا عَلَى الزَّجْرِ عَمَّا هَمَّ بِهِ مِنَ الْفَاحِشَةِ، كَذَلِكَ نُسَبِّبُ لَهُ فِي كُلِّ مَا عَرَضَ لَهُ مِنْ هَمٍّ يَهِمُّ بِهِ فِيمَا لَا يَرْضَاهُ مَا يَزْجُرُهُ وَيَدْفَعُهُ عَنْهُ؛ كَيْ نَصْرِفَ عَنْهُ رُكُوبَ مَا حَرَّمْنَا عَلَيْهِ، وَإِتْيَانِ الزِّنَا، لِنُطَهِّرَهُ مِنْ دَنَسِ ذَلِكَ
١٣ / ١٠٠
وَقَوْلُهُ: ﴿إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ﴾ [يوسف: ٢٤] اخْتَلَفَ الْقُرَّاءُ فِي قِرَاءَةِ ذَلِكَ، فَقَرَأَتْهُ عَامَّةُ قُرَّاءِ الْمَدِينَةِ وَالْكُوفَةِ: ﴿إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ﴾ [يوسف: ٢٤] بِفَتْحِ الْلَّامِ مِنَ «الْمُخْلَصِينَ»، بِتَأْوِيلِ: إِنَّ يُوسُفَ مِنْ عِبَادِنَا الَّذِينَ أَخْلَصْنَاهُمْ لِأَنْفُسِنَا، وَاخْتَرْنَاهُمْ لِنُبُوَّتِنَا وَرِسَالَتِنَا. وَقَرَأَ ذَلِكَ بَعْضُ قُرَّاءِ الْبَصْرَةِ: «إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلِصِينَ» بِكَسْرِ الْلَّامِ،
١٣ / ١٠٠
بِمَعْنَى: أَنْ يُوسُفَ مِنْ عِبَادِنَا الَّذِينَ أَخْلَصُوا تَوْحِيدَنَا وَعِبَادَتَنَا، فَلَمْ يُشْرِكُوا بِنَا شَيْئًا، وَلَمْ يَعْبُدُوا شَيْئًا غَيْرَنَا. وَالصَّوَابُ مِنَ الْقَوْلِ فِي ذَلِكَ أَنْ يُقَالَ: إِنَّهُمَا قَرَاءَتَانِ مَعْرُوفَتَانِ قَدْ قَرَأَ بِهِمَا جَمَاعَةٌ كَثِيرَةٌ مِنَ الْقُرَّاءِ، وَهُمَا مُتَّفِقَتَا الْمَعْنَى؛ وَذَلِكَ أَنَّ مَنْ أَخْلَصَهُ اللَّهُ لِنَفْسِهِ فَاخْتَارَهُ، فَهُوَ مُخْلِصٌ لِلَّهِ التَّوْحِيدَ وَالْعِبَادَةَ، وَمَنْ أَخْلَصَ تَوْحِيدَ اللَّهِ وَعِبَادَتَهُ فَلَمْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ شَيْئًا، فَهُوَ مَنْ أَخْلَصَهُ اللَّهُ، فَبِأَيَّتِهِمَا قَرَأَ الْقَارِئُ فَهُوَ الصَّوَابُ مُصِيبٌ
١٣ / ١٠١