سُورَةُ الْبَقَرَةِ 26

حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، وَيُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَا: ثنا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «إِذَا طَلَّقَ الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ قَبْلَ أَنْ يَفْرِضَ لَهَا وَقَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ بِهَا، فَلَيْسَ لَهَا إِلَّا الْمَتَاعُ»
٤ ‏/ ٣٠٥
حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ، قَالَ: ثنا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ يُونُسَ، قَالَ: قَالَ الْحَسَنُ: «إِنْ طَلَّقَ الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ، وَلَمْ يَدْخُلْ بِهَا، وَلَمْ يَفْرِضْ لَهَا، فَلَيْسَ لَهَا إِلَّا الْمَتَاعُ»
٤ ‏/ ٣٠٥
حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ، قَالَ: ثنا ابْنُ عُلَيَّةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: «إِذَا تَزَوَّجَ الرَّجُلُ الْمَرْأَةَ ثُمَّ طَلَّقَهَا وَلَمْ يَفْرِضْ لَهَا، فَإِنَّمَا لَهَا الْمَتَاعُ»
٤ ‏/ ٣٠٥
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: ثني اللَّيْثُ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: «إِذَا تَزَوَّجَ الرَّجُلُ الْمَرْأَةَ وَلَمْ يَفْرِضْ لَهَا، ثُمَّ طَلَّقَهَا قَبْلَ أَنْ يَمَسَّهَا وَقَبْلَ أَنْ يَفْرِضَ لَهَا، فَلَيْسَ لَهَا عَلَيْهِ إِلَّا الْمَتَاعُ بِالْمَعْرُوفِ»
٤ ‏/ ٣٠٥
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ عِيسَى، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي قَوْلِ اللَّهِ: «﴿لَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ مَا لَمْ تَمَسُّوهُنَّ أَوْ تَفْرِضُوا لَهُنَّ فَرِيضَةً﴾ [البقرة: ٢٣٦] قَالَ: لَيْسَ لَهَا صَدَاقٌ إِلَّا مَتَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ» ⦗٣٠٦⦘ حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثنا أَبُو حُذَيْفَةَ، قَالَ: ثنا شِبْلٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، بِنَحْوِهِ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: وَلَا مَتَاعَ إِلَّا بِالْمَعْرُوفِ
٤ ‏/ ٣٠٥
حَدَّثَنِي مُوسَى، قَالَ: ثنا عَمْرٌو، قَالَ: ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ: «﴿لَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ مَا لَمْ تَمَسُّوهُنَّ﴾ [البقرة: ٢٣٦] إِلَى: ﴿وَمَتِّعُوهُنَّ﴾ [البقرة: ٢٣٦] قَالَ: هَذَا الرَّجُلُ تُوهَبُ لَهُ، فَيُطَلِّقُهَا قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ بِهَا، فَإِنَّمَا عَلَيْهِ الْمُتْعَةُ»
٤ ‏/ ٣٠٦
حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُعَاذٍ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ: «هُوَ الرَّجُلُ يَتَزَوَّجُ الْمَرْأَةَ وَلَا يُسَمِّي لَهَا صَدَاقًا، ثُمَّ يُطَلِّقُهَا قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ بِهَا، فَلَهَا مَتَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ، وَلَا فَرِيضَةَ لَهَا» حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثنا إِسْحَاقُ، قَالَ: ثنا ابْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الرَّبِيعِ، مِثْلَهُ
٤ ‏/ ٣٠٦
حُدِّثْتُ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَرَجِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُعَاذٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ الضَّحَّاكَ، يَقُولُ فِي قَوْلِهِ: «﴿مَا لَمْ تَمَسُّوهُنَّ أَوْ تَفْرِضُوا لَهُنَّ فَرِيضَةً﴾ [البقرة: ٢٣٦] هَذَا رَجُلٌ وُهِبَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ فَطَلَّقَهَا مِنْ قَبْلِ أَنْ يَمَسَّهَا، فَلَهَا الْمُتْعَةُ، وَلَا فَرِيضَةَ لَهَا، وَلَيْسَتْ عَلَيْهَا عِدَّةٌ» وَأَمَّا الْمُوسِعُ، فَهُوَ الَّذِي قَدْ صَارَ مِنْ عَيْشِهِ إِلَى سَعَةٍ، وَغِنًى، يُقَالُ مِنْهُ. أَوْسَعَ فُلَانٌ فَهُوَ يُوسِعُ إِيسَاعًا وَهُوَ مُوسِعٌ وَأَمَّا الْمُقْتِرُ: فَهُوَ الْمُقِلُّ مِنَ الْمَالِ، يُقَالُ: قَدْ أَقْتَرَ فَهُوَ يُقْتِرُ إِقْتَارًا، وَهُوَ مُقْتِرٌ.
٤ ‏/ ٣٠٦
وَاخْتَلَفَ الْقُرَّاءُ فِي قِرَاءَةِ الْقَدَرِ، فَقَرَأَهُ بَعْضُهُمْ: ﴿(عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ)﴾ بِتَحْرِيكِ الدَّالِّ إِلَى الْفَتْحِ مِنَ الْقَدَرِ، تَوْجِيهًا مِنْهُمْ ذَلِكَ إِلَى الِاسْمِ مِنَ التَّقْدِيرِ، الَّذِي هُوَ مِنْ قَوْلِ الْقَائِلِ: قَدَرَ فُلَانٌ هَذَا الْأَمْرَ. وَقَرَأَ آخَرُونَ بِتَسْكِينِ الدَّالِّ مِنْهُ، تَوْجِيهًا مِنْهُمْ ذَلِكَ إِلَى الْمَصْدَرِ مِنْ ذَلِكَ، كَمَا قَالَ الشَّاعِرُ.
[البحر الطويل]

وَمَا صَبَّ رِجْلِي فِي حَدِيدِ … مُجَاشِعٍ مَعَ الْقَدْرِ إِلَّا حَاجَةٌ لِي أُرِيدُهَا
وَالْقَوْلُ فِي ذَلِكَ عِنْدِي أَنَّهُمَا جَمِيعًا قِرَاءَتَانِ قَدْ جَاءَتْ بِهِمَا الْأُمَّةُ، وَلَا يُحِيلُ الْقِرَاءَةَ بِإِحْدَاهُمَا مَعْنًى فِي الْأُخْرَى، بَلْ هُمَا مًتَّفِقَتَا الْمَعْنَى، فَبِأَيِّ الْقِرَاءَتَيْنِ قَرَأَ الْقَارِئُ ذَلِكَ، فَهُوَ لِلصَّوَابِ مُصِيبٌ. وَإِنَّمَا يَجُوزُ اخْتِيَارُ بَعْضِ الْقِرَاءَاتِ عَلَى بَعْضٍ لِبَيْنُونَةِ الْمُخْتَارَةِ عَلَى غَيْرِهَا بِزِيَادَةِ مَعْنَى أَوْجَبَتْ لَهَا الصِّحَّةَ دُونَ غَيْرِهَا؛ وَأَمَّا إِذَا كَانَتِ الْمَعَانِي فِي جَمِيعِهَا مُتَّفِقَةً، فَلَا وَجْهَ لِلْحُكْمِ لِبَعْضِهَا بِأَنَّهُ أَوْلَى أَنْ يَكُونَ مَقْرُوءًا بِهِ مِنْ غَيْرِهِ. فَتَأْوِيلُ الْآيَةِ إِذًا: لَا حَرَجَ عَلَيْكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ لِأَنْ طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ، وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ مَا لَمْ تُمَاسُّوهُنَّ، وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مَا لَمْ تُمَاسُّوهُنَّ قَبْلَ أَنْ تَفْرِضُوا لَهُنَّ، وَمَتِّعُوهُنَّ

٤ ‏/ ٣٠٧
جَمِيعًا عَلَى ذِي السَّعَةِ وَالْغِنَى مِنْكُمْ مِنْ مَتَاعِهِنَّ حِينَئِذٍ بِقَدْرِ غِنَاهُ وَسَعَتِهِ، وَعَلَى ذِي الْإِقْتَارِ، وَالْفَاقَةِ مِنْكُمْ مِنْهُ بِقَدْرِ طَاقَتِهِ، وَإِقْتَارِهِ
٤ ‏/ ٣٠٨
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿مَتَاعًا بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُحْسِنِينَ﴾ [البقرة: ٢٣٦] يَعْنِي تَعَالَى ذِكْرُهُ بِذَلِكَ: وَمَتِّعُوهُنَّ مَتَاعًا. وَقَدْ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَتَاعًا مَنْصُوبًا قَطْعًا مِنَ الْقَدَرِ، لِأَنَّ الْمَتَاعَ نَكِرَةٌ، وَالْقَدَرُ مَعْرِفَةٌ. وَيَعْنِي بِقَوْلِهِ ﴿بِالْمَعْرُوفِ﴾ [البقرة: ١٧٨] بِمَا أَمَرَكُمُ اللَّهُ بِهِ مِنْ إِعْطَائِكُمْ لَهُنَّ ذَلِكَ بِغَيْرِ ظُلْمٍ، وَلَا مُدَافَعَةٍ مِنْكُمْ لَهُنَّ بِهِ. وَيَعْنِي بِقَوْلِهِ: ﴿حَقًّا عَلَى الْمُحْسِنِينَ﴾ [البقرة: ٢٣٦] مَتَاعًا بِالْمَعْرُوفِ الْحَقِّ عَلَى الْمُحْسِنِينَ فَلَمَّا دَلَّ إِدْخَالُ الْأَلْفِ وَاللَّامِ عَلَى الْحَقِّ، وَهُوَ مِنْ نَعْتِ الْمَعْرُوفِ، وَالْمَعْرُوفُ مَعْرِفَةٌ، وَالْحَقُّ نَكِرَةٌ؛ نَصْبٌ عَلَى الْقَطْعِ مِنْهُ، كَمَا يُقَالُ: أَتَانِي الرَّجُلُ رَاكِبًا. وَجَائِزٌ أَنْ يَكُونَ نَصْبٌ عَلَى الْمَصْدَرَ مِنْ جُمْلَةِ الْكَلَامِ الَّذِي قَبْلَهُ، كَقَوْلِ الْقَائِلِ: عَبْدِ اللَّهِ عَالِمٌ حَقًّا، فَالْحَقُّ مَنْصُوبٌ مِنْ نِيَّةِ كَلَامِ الْمُخْبِرِ كَأَنَّهُ قَالَ: أُخْبِرُكُمْ بِذَلِكَ حَقًّا. وَالتَأْوِيلُ الْأَوَّلُ هُوَ وَجْهُ الْكَلَامِ، لِأَنَّ مَعْنَى الْكَلَامِ: فَمَتِّعُوهُنَّ مَتَاعًا بِمَعْرُوفٍ حَقٍّ عَلَى كُلِّ مَنْ كَانَ مِنْكُمْ مُحْسِنًا. وَقَدْ زَعَمَ بَعْضُهُمْ أَنَّ ذَلِكَ مَنْصُوبٌ بِمَعْنَى أَحَقُّ ذَلِكَ حَقًّا، وَالَّذِي قَالَهُ مِنْ ذَلِكَ بِخِلَافِ مَا دَلَّ عَلَيْهِ ظَاهِرُ التِّلَاوَةِ، لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى ذِكْرُهُ جَعَلَ الْمَتَاعَ لِلْمُطَلَّقَاتِ حَقًّا لَهُنَّ عَلَى أَزْوَاجِهِنَّ، فَزَعَمَ قَائِلُ هَذَا الْقَوْلِ أَنَّ مَعْنَى ذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى
٤ ‏/ ٣٠٨
ذِكْرُهُ أَخْبَرَ عَنْ نَفْسِهِ أَنَّهُ يَحِقُّ أَنَّ ذَلِكَ عَلَى الْمُحْسِنِينَ. فَتَأْوِيلُ الْكَلَامِ إِذًا: إِذْ كَانَ الْأَمْرُ كَذَلِكَ: وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ، وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ، مَتَاعًا بِالْمَعْرُوفِ الْوَاجِبِ عَلَى الْمُحْسِنِينَ. ويعني بِقَوْلِهِ: ﴿الْمُحْسِنِينَ﴾ [البقرة: ٥٨] الَّذِينَ يُحْسِنُونَ إِلَى أَنْفُسِهِمْ فِي الْمُسَارَعَةِ إِلَى طَاعَةِ اللَّهِ فِيمَا أَلْزَمَهُمْ بِهِ، وَأَدَائِهِمْ مَا كَلَّفَهُمْ مِنْ فَرَائِضِهِ. فَإِنْ قَالَ قَائِلٌ: إِنَّكَ قَدْ ذَكَرْتَ أَنَّ الْجُنَاحَ هُوَ الْحَرَجُ، وَقَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: ﴿لَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ مَا لَمْ تَمَسُّوهُنَّ﴾ [البقرة: ٢٣٦] فَهَلْ عَلَيْنَا مِنْ جُنَاحٍ لَوْ طَلَّقْنَاهُنَّ بَعْدَ الْمَسِيسِ، فَيُوضَعُ عَنَّا بِطَلَاقِنَا إِيَّاهُنَّ قَبْلَ الْمَسِيسِ؟ قِيلَ: قَدْ رُوِيَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ أَنَّهُ قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الذَّوَّاقِينَ، وَلَا الذَّوَّاقَاتِ»
٤ ‏/ ٣٠٩
حَدَّثَنَا بِذَلِكَ ابْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثنا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، وَعَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، «عَنِ النَّبِيِّ ﷺ. وَرُوِي عَنْهُ، أَنَّهُ قَالَ:»مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَلْعَبُونَ بِحُدُودِ اللَّهِ، يَقُولُونَ: قَدْ
٤ ‏/ ٣٠٩
طَلَّقْتُكِ، قَدْ رَاجَعْتُكِ، قَدْ طَلَّقْتُكِ ” حَدَّثَنَا بِذَلِكَ ابْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثنا مُؤَمَّلٌ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ. فَجَائِزٌ أَنْ يَكُونَ الْجُنَاحُ الَّذِي وُضِعَ عَنِ النَّاسِ فِي طَلَاقِهِمْ نِسَاءَهُمْ قَبْلَ الْمَسِيسِ، هُوَ الَّذِي كَانَ يَلْحَقُهُمْ مِنْهُ بَعْدَ ذَوْقِهِمْ إِيَّاهُنَّ، كَمَا رُوِيَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ. وَقَدْ كَانَ بَعْضُهُمْ يَقُولُ: مَعْنَى قَوْلِهِ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ: لَا جُنَاحَ: لَا سَبِيلَ عَلَيْكُمْ لِلنِّسَاءِ إِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ، وَلَمْ تَكُونُوا فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فِي إِتْبَاعِكُمْ بِصَدَاقٍ، وَلَا نَفَقَةٍ. وَذَلِكَ مَذْهَبٌ لَوْلَا مَا قَدْ وَصَفْتُ مِنْ أَنِّ الْمَعْنِيَّ بِالطَّلَاقِ قَبْلَ الْمَسِيسِ فِي هَذِهِ الْآيَةِ صِنْفَانِ مِنَ النِّسَاءِ: أَحَدُهُمَا الْمَفْرُوضُ لَهَا، وَالْآخَرُ غَيْرُ الْمَفْرُوضِ لَهَا، فَإِذْ كَانَ ذَلِكَ كَذَلِكَ، فَلَا وَجْهَ لِأَنْ يُقَالَ: لَا سَبِيلَ لَهُنَّ عَلَيْكُمْ فِي صَدَاقٍ إِذَا كَانَ الْأَمْرُ عَلَى مَا وَصَفْنَا. وَقَدْ يَحْتَمِلُ ذَلِكَ أَيْضًا وَجْهًا آخَرَ، وَهُوَ أَنْ يَكُونَ مَعْنَاهُ: لَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ مَا لَمْ تُمَاسُّوهُنَّ، فِي أَيِّ وَقْتٍ شِئْتُمْ طَلَاقَهُنَّ، لِأَنَّهُ لَا سُنَّةَ فِي طَلَاقِهِنَّ، فَلِلْرَجُلِ أَنْ يُطَلِّقَهُنَّ إِذَا لَمْ يَكُنَّ مَسَّهُنَّ حَائِضًا وَطَاهِرًا فِي كُلِّ وَقْتٍ أَحَبَّ، وَلَيْسَ ذَلِكَ كَذَلِكَ فِي الْمَدْخُولِ بِهَا الَّتِي قَدْ مُسَّتْ؛ لِأَنَّهُ لَيْسَ لِزَوْجِهَا طَلَاقُهَا إِنْ كَانَتْ مِنْ أَهْلِ الْأَقْرَاءِ إِلَّا لِلْعِدَّةِ طَاهِرًا فِي طُهْرٍ لَمْ يُجَامِعْ فِيهِ، فَيَكُونُ الْجُنَاحُ الَّذِي أَسْقَطَ عَنْ مُطَلِّقِ الَّتِي لَمْ يَمَسَّهَا فِي حَالِ حَيْضِهَا هُوَ الْجُنَاحُ الَّذِي كَانَ بِهِ مَأْخُوذًا الْمُطَلِّقُ بَعْدَ الدُّخُولِ بِهَا فِي حَالِ حَيْضِهَا أَوْ فِي طُهْرٍ قَدْ جَامَعَهَا فِيهِ.
٤ ‏/ ٣١٠
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ إَلَّا أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾ [البقرة: ٢٣٧] وَهَذَا الْحُكْمُ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى ذِكْرُهُ إِبَانَةٌ عَنْ قَوْلِهِ: ﴿لَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ مَا لَمْ تَمَسُّوهُنَّ أَوْ تَفْرِضُوا لَهُنَّ فَرِيضَةً﴾ [البقرة: ٢٣٦] وَتَأْوِيلُ ذَلِكَ: لَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ مَا لَمْ تُمَاسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً، فَلَهُنَّ عَلَيْكُمْ نِصْفُ مَا كُنْتُمْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ مِنْ قَبْلِ طَلَاقِكُمْ إِيَّاهُنَّ، يَعْنِي بِذَلِكَ: فَلَهُنَّ عَلَيْكُمْ نِصْفُ مَا أَصْدَقْتُمُوهُنَّ وَإِنَّمَا قُلْنَا: إِنَّ تَأْوِيلَ ذَلِكَ كَذَلِكَ لِمَا قَدْ قَدَّمْنَا الْبَيَانَ عَنْهُ مِنْ أَنَّ قَوْلَهُ: ﴿أَوْ تَفْرِضُوا لَهُنَّ فَرِيضَةً﴾ [البقرة: ٢٣٦] بَيَانٌ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى ذِكْرُهُ لِعِبَادِهِ حُكْمَ غَيْرِ الْمَفْرُوضِ لَهُنَّ إِذَا طَلَّقَهُنَّ قَبْلَ الْمَسِيسِ، فَكَانَ مَعْلُومًا بِذَلِكَ أَنَّ حُكْمَ اللَّوَاتِي عَطَفَ عَلَيْهِنَّ بِأَوْ غَيْرُ حُكْمِ الْمَعْطُوفِ بِهِنَّ بِهَا. وَإِنَّمَا كَرَّرَ تَعَالَى ذِكْرُهُ قَوْلِهِ: ﴿وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً﴾ [البقرة: ٢٣٧] وَقَدْ مَضَى ذِكْرُهُنَّ فِي قَوْلِهِ: ﴿لَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ مَا لَمْ تَمَسُّوهُنَّ﴾ [البقرة: ٢٣٦] لِيَزُولَ الشَّكُّ عَنْ سَامِعِيهِ وَاللَّبْسُ عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْ يَظُنُّوا أَنَّ الَّتِي حُكْمُهَا الْحُكْمُ الَّذِي وَصَفَهُ فِي هَذِهِ الْآيَةِ هِيَ غَيْرُ الَّتِي ابْتَدَأَ بِذِكْرِهَا وَذِكْرِ حُكْمِهَا فِي الْآيَةِ الَّتِي قَبْلَهَا
٤ ‏/ ٣١١
وَأَمَّا قَوْلُهُ: ﴿إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ﴾ [البقرة: ٢٣٧] فَإِنَّهُ يَعْنِي: إِلَّا أَنْ يَعْفُوَ اللَّوَاتِي وَجَبَ لَهُنَّ عَلَيْكُمْ نِصْفُ تِلْكَ الْفَرِيضَةِ فَيَتْرُكُنَّهُ لَكُمْ، وَيَصْفَحْنَ لَكُمْ عَنْهُ، تَفَضُّلًا مِنْهُنَّ بِذَلِكَ ⦗٣١٢⦘ عَلَيْكُمْ، إِنْ كُنَّ مِمَّنْ يَجُوزُ حُكْمُهُ فِي مَالِهِ، وَهُنَّ بَوَالِغُ رَشِيدَاتٌ، فَيَجُوزُ عَفْوُهُنَّ حِينَئِذٍ عَمَّا عَفَوْنَ عَنْكُمْ مِنْ ذَلِكَ، فَيَسْقُطُ عَنْكُمْ مَا كُنَّ عَفَوْنَ لَكُمْ عَنْهُ مِنْهُ. وَذَلِكَ النِّصْفُ الَّذِي كَانَ وَجَبَ لَهُنَّ مِنَ الْفَرِيضَةِ بَعْدَ الطَّلَاقِ وَقِيلَ الْعَفْوُ إِنْ عَفَتْ عَنْهُ، أَوْ مَا عَفَتْ عَنْهُ. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ
٤ ‏/ ٣١١
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: ثني مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: «﴿وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ﴾ [البقرة: ٢٣٧] فَهَذَا الرَّجُلُ يَتَزَوَّجُ الْمَرْأَةَ وَقَدْ سَمَّى لَهَا صَدَاقًا، ثُمَّ يُطَلِّقُهَا مِنْ قَبْلِ أَنْ يَمَسَّهَا، فَلَهَا نِصْفُ صَدَاقِهَا، لَيْسَ لَهَا أَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ»
٤ ‏/ ٣١٢
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: ثنا عِيسَى، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: «﴿وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ﴾ [البقرة: ٢٣٧] قَالَ: إِنْ طَلَّقَ الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ وَقَدْ فَرَضَ لَهَا فَنِصْفُ مَا فَرَضَ، إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ» حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثنا أَبُو حُذَيْفَةَ، قَالَ: ثنا شِبْلٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ مِثْلَهُ
٤ ‏/ ٣١٢
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ: «﴿وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ﴾ [البقرة: ٢٣٧] فَنَسَخَتْ هَذِهِ الْآيَةُ مَا كَانَ قَبْلَهَا إِذَا كَانَ لَمْ يَدْخُلْ بِهَا وَقَدْ كَانَ سَمَّى لَهَا صَدَاقًا، فَجَعَلَ لَهَا النِّصْفَ، وَلَا مَتَاعَ لَهَا»
٤ ‏/ ٣١٣
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثنا إِسْحَاقُ، قَالَ: ثنا ابْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الرَّبِيعِ: «﴿وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ﴾ [البقرة: ٢٣٧] قَالَ: هُوَ الرَّجُلُ يَتَزَوَّجُ الْمَرْأَةَ وَقَدْ فَرَضَ لَهَا صَدَاقًا، ثُمَّ طَلَّقَهَا قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ بِهَا، فَلَهَا نِصْفُ مَا فَرَضَ لَهَا، وَلَهَا الْمَتَاعُ، وَلَا عِدَّةَ عَلَيْهَا»
٤ ‏/ ٣١٣
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: ثنا اللَّيْثُ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ: «﴿وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ﴾ [البقرة: ٢٣٧] قَالَ: إِذَا طَلَّقَ الرَّجُلُ الْمَرْأَةَ وَقَدْ فَرَضَ لَهَا وَلَمْ يَمَسَّهَا، فَلَهَا نِصْفُ صَدَاقِهَا، وَلَا عِدَّةَ عَلَيْهَا»
٤ ‏/ ٣١٣
ذِكْرُ مَنْ قَالَ فِي قَوْلِهِ: ﴿إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ﴾ [البقرة: ٢٣٧] الْقَوْلُ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ مِنَ التَّأْوِيلِ: حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثنا حِبَّانُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ بِشْرٍ، أَنَّهُ، سَمِعَ عِكْرِمَةَ، يَقُولُ: «إِذَا طَلَّقَهَا قَبْلَ أَنْ يَمَسَّهَا وَقَدْ فَرَضَ لَهَا، فَنِصْفُ الْفَرِيضَةِ لَهَا عَلَيْهِ، إِلَّا أَنْ تَعْفُوَ عَنْهُ فَتَتْرُكَهُ»
٤ ‏/ ٣١٣
حُدِّثْتُ عَنِ الْحُسَيْنِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُعَاذٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ الضَّحَّاكَ، يَقُولُ فِي قَوْلِهِ: «﴿إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ﴾ [البقرة: ٢٣٧] قَالَ: الْمَرْأَةُ تَتْرُكُ الَّذِي لَهَا»
٤ ‏/ ٣١٤
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: ثني مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: «﴿إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ،﴾ [البقرة: ٢٣٧] هِيَ الْمَرْأَةُ الثَّيِّبُ، أَوِ الْبِكْرُ يُزَوِّجُهَا غَيْرُ أَبِيهَا، فَجَعَلَ اللَّهُ الْعَفْوَ إِلَيْهِنَّ إِنْ شِئْنَ عَفَوْنَ فَتَرَكْنَ، وَإِنْ شِئْنَ أَخَذْنَ نِصْفَ الصَّدَاقِ»
٤ ‏/ ٣١٤
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ عِيسَى، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: «﴿إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ،﴾ [البقرة: ٢٣٧] تَتْرُكُ الْمَرْأَةَ شَطْرَ صَدَاقِهَا، وَهُوَ الَّذِي لَهَا كُلُّهُ» حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثنا أَبُو حُذَيْفَةَ، قَالَ: ثنا شِبْلٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، مِثْلَهُ
٤ ‏/ ٣١٤
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثنا إِسْحَاقُ، قَالَ: ثنا ابْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الرَّبِيعِ، قَوْلَهُ: «﴿إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ،﴾ [البقرة: ٢٣٧] قَالَ: الْمَرْأَةُ تَدَعُ لِزَوْجِهَا النِّصْفَ»
٤ ‏/ ٣١٤
حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، قَالَ: ثني عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ شُرَيْحٍ: «﴿إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ﴾ [البقرة: ٢٣٧] قَالَ: إِنْ شَاءَتِ الْمَرْأَةُ عَفَتْ، فَتَرَكَتِ الصَّدَاقَ» ⦗٣١٥⦘ حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ، قَالَ: ثنا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ شُرَيْحٍ، مِثْلَهُ
٤ ‏/ ٣١٤
حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ، قَالَ: ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، قَوْلَهُ: «﴿إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ﴾ [البقرة: ٢٣٧] هِيَ الْمَرْأَةُ يُطَلِّقُهَا زَوْجُهَا قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ بِهَا، فَتَعْفُوَ عَنِ النِّصْفِ لِزَوْجِهَا»
٤ ‏/ ٣١٥
حَدَّثَنِي مُوسَى، قَالَ: ثنا عَمْرٌو، قَالَ: ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ: «﴿إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ﴾ [البقرة: ٢٣٧] أَمَّا «أَنْ يَعْفُونَ» فَالثَّيَّبُ أَنْ تَدَعَ مِنْ صَدَاقِهَا أَوْ تَدَعُهُ كُلَّهُ»
٤ ‏/ ٣١٥
حَدَّثَنَا الْمُثَنَّى، قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: ثني اللَّيْثُ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ: «﴿إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ﴾ [البقرة: ٢٣٧] قَالَ: الْعَفْوُ إِلَيْهِنَّ إِذَا كَانَتِ الْمَرْأَةُ ثَيِّبًا، فَهِيَ أَوْلَى بِذَلِكَ، وَلَا يَمْلِكُ ذَلِكَ عَلَيْهَا وَلِيُّ؛ لِأَنَّهَا قَدْ مَلَكَتْ أَمْرَهَا، فَإِنْ أَرَادَتْ أَنْ تَعْفُوَ فَتَضَعَ لَهُ نِصْفَهَا الَّذِي عَلَيْهِ مِنْ حَقِّهَا جَازَ ذَلِكَ، وَإِنْ أَرَادَتْ أَخْذَهُ فَهِيَ أَمْلَكُ بِذَلِكَ»
٤ ‏/ ٣١٥
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ. ثنا حِبَّانُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، وَقَالَ: وَحَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ: «﴿إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ،﴾ [البقرة: ٢٣٧] قَالَ: النِّسَاءُ»
٤ ‏/ ٣١٥
حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ، قَالَ: ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ: «﴿إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ،﴾ [البقرة: ٢٣٧] قَالَ: الثَّيِّبُ تَدَعُ صَدَاقَهَا»
٤ ‏/ ٣١٥
حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ، قَالَ: ثنا أَبُو أُسَامَةَ حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ: ثنا إِسْمَاعِيلُ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ شُرَيْحٍ: «﴿إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ﴾ [البقرة: ٢٣٧] قَالَ: قَالَ: تَعْفُو الْمَرْأَةُ عَنِ الَّذِي لَهَا كُلِّهِ» قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: مَا سَمِعْتُ أَحَدًا يَقُولُ حَمَّادُ بْنُ زَيْدِ بْنِ أُسَامَةَ، إِلَّا أَبَا هِشَامٍ
٤ ‏/ ٣١٦
حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ، قَالَ: ثنا عَبْدَةُ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: «إِنْ شَاءَتْ عَفَتْ عَنْ صَدَاقِهَا، يَعْنِي فِي قَوْلِهِ: ﴿إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ﴾ [البقرة: ٢٣٧]»
٤ ‏/ ٣١٦
حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ، قَالَ: ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ، عَنْ شُرَيْحٍ، قَالَ: «تَعْفُو الْمَرْأَةُ وَتَدَعُ نِصْفَ الصَّدَاقِ»
٤ ‏/ ٣١٦
حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: ثنا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قَالَ الزُّهْرِيُّ: «﴿إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ﴾ [البقرة: ٢٣٧] الثَّيِّبَاتُ»
٤ ‏/ ٣١٦
حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ، قَالَ: ثنا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قَالَ مُجَاهِدٌ: «﴿إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ﴾ [البقرة: ٢٣٧] قَالَ: تَتْرُكُ الْمَرْأَةُ شَطْرَهَا»
٤ ‏/ ٣١٦
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: ثني أَبِي، قَالَ: ثني عَمِّي، قَالَ: ثني أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَوْلَهُ: «﴿إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ﴾ [البقرة: ٢٣٧] يَعْنِي النِّسَاءَ»
٤ ‏/ ٣١٦
حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ: «﴿إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ﴾ [البقرة: ٢٣٧] إِنْ كَانَتْ ثَيِّبًا عَفَتْ»
٤ ‏/ ٣١٧
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَوْلَهُ: «﴿إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ﴾ [البقرة: ٢٣٧] يَعْنِي الْمَرْأَةَ»
٤ ‏/ ٣١٧
حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ سَهْلٍ، قَالَ: ثنا زَيْدٌ، وَحَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا مِهْرَانُ، جَمِيعًا، عَنْ سُفْيَانَ، «﴿إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ﴾ [البقرة: ٢٣٧] قَالَ: الْمَرْأَةُ إِذَا لَمْ يَدْخُلْ بِهَا أَنْ تَتْرُكَ لَهُ الْمَهْرَ، فَلَا تَأْخُذُ مِنْهُ شَيْئًا»
٤ ‏/ ٣١٧
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ﴾ [البقرة: ٢٣٧] اخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِيمَنْ عَنَى اللَّهُ تَعَالَى ذِكْرُهُ بِقَوْلِهِ: ﴿الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ﴾ [البقرة: ٢٣٧] فَقَالَ بَعْضُهُمْ: هُوَ وَلِيُّ الْبِكْرِ، وَقَالُوا: وَمَعْنَى الْآيَةِ: أَوْ يَتْرُكُ الَّذِي يَلِي عَلَى الْمَرْأَةِ عَقْدَ نِكَاحِهَا مِنْ أَوْلِيَائِهَا لِلزَّوْجِ النِّصْفَ الَّذِي وَجَبَ لِلْمُطَلَّقَةِ عَلَيْهِ قَبْلَ مَسِيسِهِ، فَيَصْفَحُ لَهُ عَنْهُ إِنْ كَانَتِ الْجَارِيَةُ مِمَّنْ لَا يَجُوزُ لَهَا أَمْرٌ فِي مَالِهَا
٤ ‏/ ٣١٧
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ، قَالَ: ثنا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ، رضي الله عنه: «أَذِنَ اللَّهُ فِي الْعَفْوِ وَأَمَرَ بِهِ، فَإِنْ عَفَتْ فَكَمَا عَفَتْ، وَإِنْ ضَنَّتْ، وَعَفَا وَلِيُّهَا جَازَ وَإِنْ أَبَتْ»
٤ ‏/ ٣١٧
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: ثني مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: «﴿أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ﴾ [البقرة: ٢٣٧] وَهُوَ أَبُو الْجَارِيَةِ الْبِكْرِ، جَعَلَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ الْعَفْوَ إِلَيْهِ، لَيْسَ لَهَا مَعَهُ أَمْرٌ إِذَا طُلِّقَتْ مَا كَانَتْ فِي حِجْرِهِ»
٤ ‏/ ٣١٨
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ: «﴿الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ﴾ [البقرة: ٢٣٧] الْوَلِيُّ»
٤ ‏/ ٣١٨
حَدَّثَنِي أَبُو السَّائِبِ، قَالَ: ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: قَالَ عَلْقَمَةُ، «هُوَ الْوَلِيُّ»
٤ ‏/ ٣١٨
حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ، قَالَ: ثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، أَنَّهُ قَالَ: «هُوَ الْوَلِيُّ»
٤ ‏/ ٣١٨
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا مُعْتَمِرٌ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنِ النَّخَعِيِّ، عَنْ عَلْقَمَةَ، قَالَ: «هُوَ الْوَلِيُّ»
٤ ‏/ ٣١٨
حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ، قَالَ: ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ، عَنْ بَيَانٍ النَّحْوِيِّ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، وَأَصْحَابِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالُوا: «هُوَ الْوَلِيُّ»
٤ ‏/ ٣١٨
حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ، قَالَ: ثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، أَنَّهُ قَالَ: «هُوَ الْوَلِيُّ»
٤ ‏/ ٣١٩
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا مُعْتَمِرٌ، عَنْ حَجَّاجٍ، أَنَّ الْأَسْوَدَ بْنَ يَزِيدَ قَالَ: «هُوَ الْوَلِيُّ»
٤ ‏/ ٣١٩
حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ، قَالَ: ثنا أَبُو خَالِدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، قَالَ: قَالَ طَاوُسٌ، وَمُجَاهِدٌ: «هُوَ الْوَلِيُّ، ثُمَّ رَجَعَا فَقَالَا: هُوَ الزَّوْجُ»
٤ ‏/ ٣١٩
حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ، قَالَ: ثنا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بِشْرٍ، قَالَ: قَالَ مُجَاهِدٌ، وَطَاوُسٌ: «هُوَ الْوَلِيُّ، ثُمَّ رَجَعَا، فَقَالَا: هُوَ الزَّوْجُ»
٤ ‏/ ٣١٩
حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ، قَالَ: ثنا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، قَالَ: «هُوَ الْوَلِيُّ»
٤ ‏/ ٣١٩
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا جَرِيرٌ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: «زَوَّجَ رَجُلٌ أُخْتَهُ، فَطَلَّقَهَا زَوْجُهَا قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ بِهَا، فَعَفَا أَخُوهَا عَنِ الْمَهْرِ، فَأَجَازَهُ شُرَيْحٌ، ثُمَّ قَالَ: أَنَا أَعْفُو عَنْ نِسَاءِ بَنِي مُرَّةَ، فَقَالَ عَامِرٌ: لَا وَاللَّهِ مَا قَضَى قَضَاءً قَطُّ أَحَقَّ مِنْهُ أَنْ يُجِيزَ عَفْوَ الْأَخِ فِي قَوْلِهِ: ﴿إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ﴾ [البقرة: ٢٣٧] فَقَالَ فِيهَا شُرَيْحٌ بَعْدُ: هُوَ الزَّوْجُ إِنْ عَفَا عَنِ الصَّدَاقِ كُلِّهِ فَسَلَّمَهُ إِلَيْهَا كُلَّهُ، أَوْ عَفَتْ هِيَ عَنِ النِّصْفِ الَّذِي سُمِّيَ لَهَا، وَإِنْ تَشَاحَّا كِلَاهُمَا أَخَذَتْ نِصْفَ صَدَاقِهَا، قَالَ: ﴿وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى﴾ [البقرة: ٢٣٧]»
٤ ‏/ ٣١٩
حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ، قَالَ: ثنا ابْنُ عُلَيَّةَ، قَالَ: ثنا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ عِيسَى بْنِ عَاصِمٍ الْأَسَدِيِّ: أَنَّ عَلِيًّا، سَأَلَ شُرَيْحًا، عَنِ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ؟ فَقَالَ: هُوَ الْوَلِيُّ “
٤ ‏/ ٣٢٠
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا هُشَيْمٌ، قَالَ: مُغِيرَةُ: أُخْبِرْنَا عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ شُرَيْحٍ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: «الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ: هُوَ الْوَلِيُّ. ثُمَّ تَرَكَ ذَلِكَ، فَقَالَ: هُوَ الزَّوْجُ»
٤ ‏/ ٣٢٠
حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ، قَالَ: ثنا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سَيَّارٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ: «أَنَّ رَجُلًا تَزَوَّجَ امْرَأَةً، فَوَجَدَهَا دَمِيمَةً، فَطَلَّقَهَا قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ بِهَا، فَعَفَا وَلِيُّهَا عَنْ نِصْفِ الصَّدَاقِ قَالَ: فَخَاصَمْتُهُ إِلَى شُرَيْحٍ، فَقَالَ لَهَا شُرَيْحٌ: قَدْ عَفَا وَلِيُّكِ. قَالَ: ثُمَّ إِنَّهُ رَجَعَ بَعْدَ ذَلِكَ، فَجَعَلَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ: الزَّوْجَ»
٤ ‏/ ٣٢٠
حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ، وَابْنُ الْمُثَنَّى، قَالَا: ثنا عَبْدُ الْأَعْلَى، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ «فِي الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ، قَالَ: الْوَلِيُّ»
٤ ‏/ ٣٢٠
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا هُشَيْمٌ، عَنْ مَنْصُورٍ أَوْ غَيْرِهِ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: «هُوَ الْوَلِيُّ»
٤ ‏/ ٣٢٠
حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ قَالَ: ثنا ابْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: «هُوَ الْوَلِيُّ»
٤ ‏/ ٣٢٠
حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ، قَالَ: ثنا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، قَالَ: «سُئِلَ الْحَسَنُ، عَنِ ⦗٣٢١⦘ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ؟ قَالَ: هُوَ الْوَلِيُّ»
٤ ‏/ ٣٢٠
حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ، قَالَ: ثنا وَكِيعٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: «هُوَ الَّذِي أَنْكَحَهَا»
٤ ‏/ ٣٢١
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا هُشَيْمٌ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: «الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ، هُوَ الْوَلِيُّ»
٤ ‏/ ٣٢١
حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ، قَالَ: ثنا وَكِيعٌ، وَابْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: «هُوَ الْوَلِيُّ»
٤ ‏/ ٣٢١
حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ، قَالَ: ثنا ابْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ أَبِي عَوَانَةَ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، وَالشَّعْبِيِّ، قَالَا: «هُوَ الْوَلِيُّ»
٤ ‏/ ٣٢١
حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ، قَالَ: ثنا ابْنُ عُلَيَّةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، قَالَ: «هُوَ الْوَلِيُّ»
٤ ‏/ ٣٢١
حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ، قَالَ: ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ: «﴿أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ﴾ [البقرة: ٢٣٧] قَالَ: وَلِيُّ الْعَذْرَاءِ»
٤ ‏/ ٣٢١
حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ، قَالَ: ثنا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قَالَ لِي الزُّهْرِيُّ: «﴿أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ﴾ [البقرة: ٢٣٧] وَلِيُّ الْبِكْرِ»
٤ ‏/ ٣٢١
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: ثني أَبِي، قَالَ: ثني عَمِّي، قَالَ: ثني أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: «﴿أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ﴾ [البقرة: ٢٣٧] هُوَ الْوَلِيُّ»
٤ ‏/ ٣٢٢
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، وَعَنْ رَجُلٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ مَعْمَرٌ، وَقَالَهُ الْحَسَنُ، أَيْضًا، قَالُوا: «الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ: الْوَلِيُّ»
٤ ‏/ ٣٢٢
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: «الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ: الْأَبُ»
٤ ‏/ ٣٢٢
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الثَّوْرِيُّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، قَالَ: «هُوَ الْوَلِيُّ»
٤ ‏/ ٣٢٢
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثنا الْحِمَّانِيُّ، قَالَ: ثنا شَرِيكٌ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: «هُوَ الْوَلِيُّ»
٤ ‏/ ٣٢٢
حَدَّثَنِي مُوسَى، قَالَ: ثنا عَمْرٌو، قَالَ: ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ: «﴿الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ﴾ [البقرة: ٢٣٧] هُوَ وَلِيُّ الْبِكْرِ»
٤ ‏/ ٣٢٢
حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ: «فِي الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ: الْوَالِدُ» ذَكَرَهُ ابْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ
٤ ‏/ ٣٢٢
حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ زَيْدٍ، وَرَبِيعَةَ: «﴿الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ﴾ [البقرة: ٢٣٧] الْأَبُ فِي ابْنَتِهِ الْبِكْرِ، وَالسَّيِّدُ فِي أَمَتِهِ»
٤ ‏/ ٣٢٢
حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ مَالِكٌ: «وَذَلِكَ إِذَا طُلِّقَتْ قَبْلَ الدُّخُولِ بِهَا، فَلَهُ أَنْ يَعْفُوَعَنْ نِصْفِ الصَّدَاقِ الَّذِي وَجَبَ لَهَا عَلَيْهِ مَا لَمْ يَقَعْ طَلَاقٌ»
٤ ‏/ ٣٢٣
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثنا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: ثني اللَّيْثُ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: «﴿الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ﴾ [البقرة: ٢٣٧] هِيَ الْبِكْرُ الَّتِي يَعْفُو وَلِيُّهَا، فَيَجُوزُ ذَلِكَ، وَلَا يَجُوزُ عَفْوُهَا هِيَ»
٤ ‏/ ٣٢٣
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثنا حِبَّانُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ بِشْرٍ، أَنَّهُ سَمِعَ عِكْرِمَةَ، يَقُولُ: «﴿إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ،﴾ [البقرة: ٢٣٧] أَنْ تَعْفُوَ الْمَرْأَةُ عَنْ نِصْفِ الْفَرِيضَةِ لَهَا عَلَيْهِ فَتَتْرُكَهُ، فَإِنْ هِيَ شَحَّتْ إِلَّا أَنْ تَأْخُذَهُ فَلَهَا، وَلِوَلِيِّهَا الَّذِي أَنْكَحَهَا الرَّجُلُ، عَمٍّ، أَوْ أَخٍ، أَوْ أَبٍ، أَنْ يَعْفُوَ عَنِ النِّصْفِ، فَإِنَّهُ إِنْ شَاءَ فَعَلَ وَإِنْ كَرِهَتِ الْمَرْأَةَ»
٤ ‏/ ٣٢٣
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ الرَّبِيعِ الْمُرَادِيُّ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: «أَذِنَ اللَّهُ فِي الْعَفْوِ وَأَمَرَ بِهِ، فَإِنِ امْرَأَةٌ عَفَتْ جَازَ عَفْوُهَا، وَإِنْ شَحَّتْ، وَضَنَّتْ عَفَا وَلِيُّهَا، وَجَازَ عَفْوُهُ»
٤ ‏/ ٣٢٣
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: «الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ: الْوَلِيُّ» ⦗٣٢٤⦘ وَقَالَ آخَرُونَ: بَلِ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ: الزَّوْجُ. قَالُوا: وَمَعْنَى ذَلِكَ: أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ نِكَاحُ الْمَرْأَةِ فَيُعْطِيَهَا الصَّدَاقَ كَامِلًا
٤ ‏/ ٣٢٣
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثنا أَبُو شَحْمَةَ، قَالَ: ثنا حَبِيبٌ، عَنِ اللَّيْثِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ خِلَاسِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: «الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ: الزَّوْجُ»
٤ ‏/ ٣٢٤
حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ، قَالَ: ثنا ابْنُ عُلَيَّةَ، قَالَ: ثنا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ عِيسَى بْنِ عَاصِمٍ الْأَسَدِيِّ، أَنَّ عَلِيًّا، «سَأَلَ شُرَيْحًا، عَنِ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ، فَقَالَ: هُوَ الْوَلِيُّ. فَقَالَ عَلِيُّ: لَا، وَلَكِنَّهُ الزَّوْجُ»
٤ ‏/ ٣٢٤
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا إِبْرَاهِيمُ، قَالَ: ثنا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ عِيسَى بْنِ عَاصِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ شُرَيْحًا، قَالَ: قَالَ لِي عَلِيٌّ: «مَنِ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ؟ قُلْتُ: وَلِيُّ الْمَرْأَةِ. قَالَ: لَا، بَلْ هُوَ الزَّوْجُ»
٤ ‏/ ٣٢٤
حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ، قَالَ: ثنا ابْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَ: ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «هُوَ الزَّوْجُ»
٤ ‏/ ٣٢٤
حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ حَازِمٍ، قَالَ: ثنا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: قُلْتُ لِحَمَّادِ بْنُ سَلَمَةَ، مَنِ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ؟ فَذَكَرَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ، عَنِ ابْنِ ⦗٣٢٥⦘ عَبَّاسٍ، قَالَ: الزَّوْجُ “
٤ ‏/ ٣٢٤
حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ، قَالَ: ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ خُصَيْفٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «هُوَ الزَّوْجُ»
٤ ‏/ ٣٢٥
حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ، قَالَ: ثنا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَشُرَيْحٍ، قَالَا: «هُوَ الزَّوْجُ»
٤ ‏/ ٣٢٥
حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ، قَالَ: ثنا ابْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ وَاصِلِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ أَنَّ أَبَاهُ تَزَوَّجَ امْرَأَةً ثُمَّ طَلَّقَهَا قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ بِهَا، فَأَرْسَلَ بِالصَّدَاقِ، وَقَالَ: أَنَا أَحَقُّ بِالْعَفْوِ “
٤ ‏/ ٣٢٥
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، أَنَّ جُبَيْرَ بْنَ مُطْعِمٍ، «تَزَوَّجَ امْرَأَةً، فَطَلَّقَهَا قَبْلَ أَنْ يَبْنِيَ بِهَا وَأَكْمَلَ لَهَا الصَّدَاقَ، وَتَأَوَّلَ ﴿أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ﴾ [البقرة: ٢٣٧]»
٤ ‏/ ٣٢٥
حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ قَالَ: ثنا ابْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ نَافِعٍ، ⦗٣٢٦⦘ عَنْ جُبَيْرٍ: «أَنَّهُ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ بِهَا، فَأَتَمَّ لَهَا الصَّدَاقَ، وَقَالَ: أَنَا أَحَقُّ بِالْعَفْوِ»
٤ ‏/ ٣٢٥
حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ شُرَيْحٍ: «﴿أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ﴾ [البقرة: ٢٣٧] قَالَ: إِنْ شَاءَ الزَّوْجُ أَعْطَاهَا الصَّدَاقَ كَامِلًا» حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ، قَالَ: ثنا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، بِنَحْوِهِ
٤ ‏/ ٣٢٦
حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ شُرَيْحٍ، قَالَ: «الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ: الزَّوْجُ»
٤ ‏/ ٣٢٦
حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ، قَالَ: ثنا دَاوُدُ، عَنْ عَامِرٍ، أَنَّ شُرَيْحًا قَالَ: «الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ: الزَّوْجُ. فَرَدَّ ذَلِكَ عَلَيْهِ»
٤ ‏/ ٣٢٦
حَدَّثَنِي أَبُو السَّائِبِ، قَالَ: ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ شُرَيْحٍ، قَالَ: «الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ: هُوَ الزَّوْجُ» قَالَ: وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: وَمَا يُدْرِي شُرَيْحًا؟
٤ ‏/ ٣٢٦
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ قَالَ: ثنا مَعْمَرٌ قَالَ: ثنا حَجَّاجٌ، عَنْ شُرَيْحٍ قَالَ: «هُوَ الزَّوْجُ»
٤ ‏/ ٣٢٦
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ شُرَيْحٍ، قَالَ: «هُوَ الزَّوْجُ»
٤ ‏/ ٣٢٧
حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ، قَالَ: ثنا أَبُو أُسَامَةَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدِ بْنِ أُسَامَةَ، قَالَ: ثنا إِسْمَاعِيلُ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ شُرَيْحٍ: «﴿أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ﴾ [البقرة: ٢٣٧] وَهُوَ الزَّوْجُ»
٤ ‏/ ٣٢٧
حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ، قَالَ: ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ، عَنْ شُرَيْحٍ، قَالَ: «﴿الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ﴾ [البقرة: ٢٣٧] قَالَ: الزَّوْجُ يُتِمُّ لَهَا الصَّدَاقَ»
٤ ‏/ ٣٢٧
حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ، قَالَ: ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، وَعَنِ الْحَجَّاجِ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ شُرَيْحٍ، وَعَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ شُرَيْحٍ، قَالَ: «هُوَ الزَّوْجُ»
٤ ‏/ ٣٢٧
حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ، قَالَ: ثنا وَكِيعٌ، قَالَ: ثنا إِسْمَاعِيلُ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ شُرَيْحٍ، قَالَ: «هُوَ الزَّوْجُ إِنْ شَاءَ أَتَمَّ لَهَا الصَّدَاقَ، وَإِنْ شَاءَتْ عَفَتْ عَنِ الَّذِي لَهَا»
٤ ‏/ ٣٢٧
حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ، قَالَ: ثنا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، قَالَ: قَالَ شُرَيْحٌ: «الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ: الزَّوْجُ»
٤ ‏/ ٣٢٧
حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ، قَالَ: ثنا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ شُرَيْحٍ: «﴿أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ﴾ [البقرة: ٢٣٧] قَالَ: إِنْ شَاءَ الزَّوْجُ عَفَا فَكَمَّلَ الصَّدَاقَ»
٤ ‏/ ٣٢٨
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الثَّوْرِيُّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ شُرَيْحٍ، قَالَ: «هُوَ الزَّوْجُ»
٤ ‏/ ٣٢٨
حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ، وَابْنُ الْمُثَنَّى، قَالَا: ثنا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: «الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ: قَالَ: هُوَ الزَّوْجُ»
٤ ‏/ ٣٢٨
حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثنا عَبْدَةُ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ: «﴿أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ﴾ [البقرة: ٢٣٧] النِّكَاحِ قَالَ: هُوَ الزَّوْجُ»
٤ ‏/ ٣٢٨
حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ، قَالَ: ثنا ابْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: «هُوَ الزَّوْجُ»
٤ ‏/ ٣٢٨
حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ، قَالَ: ثنا وَكِيعٌ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: «الزَّوْجُ»
٤ ‏/ ٣٢٨
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ عِيسَى، وَحَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثنا أَبُو حُذَيْفَةَ، قَالَ: ثنا شِبْلٌ، جَمِيعًا، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: «﴿أَوْ ⦗٣٢٩⦘ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ﴾ [البقرة: ٢٣٧] زَوْجُهَا أَنْ يُتِمَّ لَهَا الصَّدَاقَ كَامِلًا»
٤ ‏/ ٣٢٨
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَعَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، وَعَنْ أَيُّوبَ، وَعَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ شُرَيْحٍ، قَالُوا: «الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ: الزَّوْجُ»
٤ ‏/ ٣٢٩
حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ، قَالَ: ثنا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قَالَ مُجَاهِدٌ: «الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ: الزَّوْجُ، ﴿أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ﴾ [البقرة: ٢٣٧] إِتْمَامُ الزَّوْجِ الصَّدَاقَ كُلَّهُ»
٤ ‏/ ٣٢٩
حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ، قَالَ: ثنا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: قَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ: «﴿الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ﴾ [البقرة: ٢٣٧] النِّكَاحِ الزَّوْجُ»
٤ ‏/ ٣٢٩
حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ، قَالَ: ثنا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: «الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ: هُوَ الزَّوْجُ» قَالَ: وَقَالَ مُجَاهِدٌ، وَطَاوُسٌ: «هُوَ الْوَلِيُّ» قَالَ: قُلْتُ لِسَعِيدٍ: فَإِنَّ مُجَاهِدًا، وَطَاوُسًا يَقَوْلَانِ: هُوَ الْوَلِيُّ، قَالَ سَعِيدٌ: فَمَا تَأْمُرُنِي إِذًا؟ قَالَ: «أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّ الْوَلِيَّ عَفَا وَأَبَتِ الْمَرْأَةُ أَكَانَ يَجُوزُ ذَلِكَ؟ فَرَجَعْتُ إِلَيْهِمَا فَحَدَّثْتُهُمَا، فَرَجَعَا عَنْ قَوْلِهِمَا وَتَابَعَا سَعِيدًا»
٤ ‏/ ٣٢٩
حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ، قَالَ: ثنا حُمَيْدٌ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ سَالِمٍ الْأَفْطَسِ، عَنْ سَعِيدٍ، قَالَ: «هُوَ الزَّوْجُ»
٤ ‏/ ٣٣٠
حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ، قَالَ: ثنا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدٍ، قَالَ: «هُوَ الزَّوْجُ» وَقَالَ طَاوُسٌ، وَمُجَاهِدٌ: هُوَ الْوَلِيُّ، فَكَلَّمْتُهُمَا فِي ذَلِكَ حَتَّى تَابَعَا سَعِيدًا حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: ثنا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَطَاوُسٍ، وَمُجَاهِدٍ، بِنَحْوِهِ
٤ ‏/ ٣٣٠
حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ، قَالَ: ثنا أَبُو الْحُسَيْنِ يَعْنِي زَيْدَ بْنَ الْحُبَابِ، عَنْ أَفْلَحِ بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ كَعْبٍ الْقُرَظِيَّ، قَالَ: «هُوَ الزَّوْجُ أَعْطَى مَا عِنْدَهُ عَفْوًا»
٤ ‏/ ٣٣٠
حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ، قَالَ: ثنا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، عَنْ زُهَيْرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: «هُوَ الزَّوْجُ»
٤ ‏/ ٣٣٠
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ، قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: «الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ: الزَّوْجُ ﴿إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ﴾ [البقرة: ٢٣٧] قَالَ: أَمَّا قَوْلُهُ: ﴿إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ﴾ [البقرة: ٢٣٧] فَهِيَ الْمَرْأَةُ الَّتِي يُطَلِّقُهَا ⦗٣٣١⦘ زَوْجُهَا قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ بِهَا، فَإِمَّا أَنْ تَعْفُوَ عَنِ النِّصْفِ لِزَوْجِهَا، وَأَمَّا أَنْ يَعْفُوَ الزَّوْجُ فَيُكْمِلَ لَهَا صَدَاقَهَا»
٤ ‏/ ٣٣٠
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثنا إِسْحَاقُ، قَالَ: ثنا ابْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الرَّبِيعِ: «﴿الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ﴾ [البقرة: ٢٣٧] الزَّوْجُ»
٤ ‏/ ٣٣١
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثنا أَبِي، عَنِ الْمَسْعُودِيِّ، عَنِ الْقَاسِمِ، قَالَ: «كَانَ شُرَيْحٌ يُجَاثِيهِمْ عَلَى الرُّكَبِ وَيَقُولُ: هُوَ الزَّوْجُ»
٤ ‏/ ٣٣١
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثنا إِسْحَاقُ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: «الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ الزَّوْجُ، يَعْفُوُ، أَوْ تَعْفُوَ»
٤ ‏/ ٣٣١
حُدِّثْتُ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَرَجِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُعَاذٍ الْفَضْلَ بْنَ خَالِدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ الضَّحَّاكَ، يَقُولُ فِي قَوْلِهِ: «﴿أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ﴾ [البقرة: ٢٣٧] قَالَ: الزَّوْجُ. وَهَذَا فِي الْمَرْأَةِ يُطَلِّقُهَا زَوْجُهَا وَلَمْ يَدْخُلْ بِهَا، وَقَدْ فَرَضَ لَهَا، فَلَهَا نِصْفُ الْمَهْرِ، فَإِنْ شَاءَتْ تَرَكَتِ الَّذِي لَهَا وَهُوَ النِّصْفُ، وَإِنْ شَاءَتْ قَبَضَتْهُ»
٤ ‏/ ٣٣١
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا مِهْرَانُ، وَحَدَّثَنِي عَلِيٌّ، قَالَ: ثنا زَيْدٌ، جَمِيعًا، عَنْ ⦗٣٣٢⦘ سُفْيَانَ: «﴿أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ﴾ [البقرة: ٢٣٧] الزَّوْجُ»
٤ ‏/ ٣٣١
حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جُوَيْبِرٌ، عَنِ الضَّحَّاكِ، قَالَ: «الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ: الزَّوْجُ»
٤ ‏/ ٣٣٢
حَدَّثَنَا ابْنُ الْبَرْقِيِّ، قَالَ: ثنا عَمْرُو بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: سَمِعْتُ تَفْسِيرَ هَذِهِ الْآيَةِ: «﴿إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ﴾ [البقرة: ٢٣٧] النِّسَاءَ، فَلَا يَأْخُذَنَّ شَيْئًا ﴿أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ﴾ [البقرة: ٢٣٧] الزَّوْجُ، فَيَتْرُكُ ذَلِكَ فَلَا يَطْلُبُ شَيْئًا»
٤ ‏/ ٣٣٢
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، قَالَ: قَالَ شُرَيْحٌ فِي قَوْلِهِ: «﴿إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ﴾ [البقرة: ٢٣٧] قَالَ: يَعْفُو النِّسَاءُ ﴿أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ﴾ [البقرة: ٢٣٧] الزَّوْجُ» وَأَوْلَى الْقَوْلَيْنِ فِي ذَلِكَ بِالصَّوَابِ، قَوْلُ مَنْ قَالَ: الْمَعْنِيُّ بِقَوْلِهِ: ﴿الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ﴾ [البقرة: ٢٣٧] الزَّوْجُ، وَذَلِكَ لِإِجْمَاعِ الْجَمِيعِ عَلَى أَنَّ وَلِيَّ جَارِيَةٍ بَكْرٍ، أَوْ ثَيِّبٍ، صُبَيَّةٍ صَغِيرَةً كَانَتِ، أَوْ مُدْرِكَةً كَبِيرَةً، لَوْ أَبْرَأَ زَوْجَهَا مِنْ مَهْرِهَا قَبْلَ طَلَاقِهِ إِيَّاهَا، أَوْ وَهَبَهُ لَهُ، أَوْ عَفَا لَهُ عَنْهُ، أَنَّ إِبْرَاءَهُ ذَلِكَ، وَعَفْوَهُ لَهُ عَنْهُ بَاطِلٌ، وَأَنَّ صَدَاقَهَا عَلَيْهِ ثَابِتٌ ثُبُوتَهُ قَبْلَ إِبْرَائِهِ إِيَّاهُ مِنْهُ، فَكَانَ سَبِيلُ مَا أَبْرَأَهُ مِنْ ذَلِكَ بَعْدَ طَلَاقِهِ إِيَّاهَا سَبِيلُ مَا أَبْرَأَهُ مِنْهُ قَبْلَ طَلَاقِهِ إِيَّاهَا. وَأُخْرَى أَنَّ الْجَمِيعَ مُجْمِعُونَ عَلَى أَنَّ وَلِيَّ امْرَأَةٍ مَحْجُورٌ عَلَيْهَا أَوْ غَيْرَ مَحْجُورٍ عَلَيْهَا، لَوْ وَهَبَ لِزَوْجِهَا الْمُطَلِّقِهَا بَعْدَ بَيْنُونَتِهَا مِنْهُ دِرْهَمًا مِنْ مَالِهَا عَلَى غَيْرِ وَجْهِ الْعَفْوِ مِنْهُ عَمَّا وَجَبَ لَهَا مِنْ صَدَاقِهَا قَبْلَهُ أَنَّ هِبَتَهُ مَا وَهَبَ مِنْ ذَلِكَ مَرْدُودَةٌ بَاطِلَةٌ، وَهُمْ مَعَ ذَلِكَ مُجْمِعُونَ عَلَى أَنَّ صَدَاقَهَا مَالٌ مِنْ مَالِهَا، فَحُكْمُهُ حُكْمُ سَائِرِ أَمْوَالِهَا. ⦗٣٣٣⦘ وَأُخْرَى أَنَّ الْجَمِيعَ مُجْمِعُونَ عَلَى أَنَّ بَنِيَ أَعْمَامِ الْمَرْأَةِ الْبِكْرِ، وَبَنِي إِخْوَتِهَا مِنْ أَبِيهَا وَأُمِّهَا مِنْ أَوْلِيَائِهَا، وَأَنَّ بَعْضَهُمْ لَوْ عَفَا عَنْ مَالِهَا، أَوْ بَعْدَ دُخُولِهِ بِهَا، أَنَّ عَفْوَهُ ذَلِكَ عَمَّا عَفَا لَهُ عَنْهُ مِنْهُ بَاطِلٌ، وَإِنَّ حَقَّ الْمَرْأَةِ ثَابِتٌ عَلَيْهِ بِحَالِهِ، فَكَذَلِكَ سَبِيلُ عَفْوِ كُلِّ وَلِيٍّ لَهَا كَائِنًا مَنْ كَانَ مِنَ الْأَوْلِيَاءِ، وَالِدًا كَانَ أَوْ جَدًّا أَوْ أَخًا؛ لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى ذِكْرُهُ لَمْ يُخَصِّصْ بَعْضَ الَّذِينَ بِأَيْدِيهِمْ عُقَدُ النِّكَاحِ دُونَ بَعْضٍ فِي جَوَازِ عَفْوِهِ، إِذَا كَانُوا مِمَّنْ يَجُوزُ حُكْمُهُ فِي نَفْسِهِ وَمَالِهِ. وَيُقَالُ لِمَنْ أَبَى مَا قُلْنَا مِمَّنْ زَعَمَ أَنَّ الَّذِيَ بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ وَلِيُّ الْمَرْأَةِ، هَلْ يَخْلُو الْقَوْلُ فِي ذَلِكَ مِنْ أَحَدِ أَمْرَيْنِ، إِذْ كَانَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ هُوَ الْوَلِيُّ عِنْدَكَ إِمَّا أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ كُلُّ وَلِيٍّ جَازَ لَهُ تَزْوِيجُ وَلِيَّتِهِ، أَوْ يَكُونَ ذَلِكَ بَعْضُهُمْ دُونَ بَعْضٍ؟ فَلَنْ يَجِدَ إِلَى الْخُرُوجِ مِنْ أَحَدِ هَذَيْنِ الْقِسْمَيْنِ سَبِيلًا. فَإِنْ قَالَ: إِنَّ ذَلِكَ كَذَلِكَ، قِيلَ لَهُ: فَأَيُّ ذَلِكَ عُنِيَ بِهِ؟ فَإِنْ قَالَ: لِكُلِّ وَلِيٍّ جَازَ لَهُ تَزْوِيجُ وَلِيَّتِهِ. قِيلَ لَهُ: أَفَجَائِزٌ لِلْمُعْتِقِ أَمَةً تَزْوِيجُ مَوْلَاتِهِ بِإِذْنِهَا بَعْدَ عِتْقُهُ إِيَّاهَا؟ فَإِنْ قَالَ: نَعَمْ، قِيلَ لَهُ: أَفَجَائِزٌ عَفْوُهُ إِنْ عَفَا عَنْ صَدَاقِهَا لِزَوْجِهَا بَعْدَ طَلَاقِهِ إِيَّاهَا قَبْلَ الْمَسِيسِ، فَإِنْ قَالَ: نَعَمْ خَرَجَ مِنْ قَوْلِ الْجَمِيعِ. وَإِنْ قَالَ: لَا قِيلَ لَهُ: وَلِمَ وَمَا الَّذِي حَظَرَ ذَلِكَ عَلَيْهِ، وَهُوَ وَلِيُّهَا الَّذِي بِيَدِهِ ⦗٣٣٤⦘ عُقْدَةُ نِكَاحِهَا، ثُمَّ يُعْكَسُ الْقَوْلُ عَلَيْهِ فِي ذَلِكَ، وَيُسْأَلُ الْفَرْقَ بَيْنَهُ، وَبَيْنَ عَفْوِ سَائِرِ الْأَوْلِيَاءِ غَيْرِهِ. وَإِنْ قَالَ لِبَعْضٍ دُونَ بَعْضٍ، سُئِلَ الْبُرْهَانُ عَلَى خُصُوصِ ذَلِكَ، وَقَدْ عَمَّهُ اللَّهُ تَعَالَى ذِكْرُهُ فَلَمْ يُخَصِّصْ بَعْضًا دُونَ بَعْضٍ، وَيُقَالُ لَهُ: مَنِ الْمَعْنِيُّ بِهِ إِنْ كَانَ الْمُرَادُ بِذَلِكَ بَعْضُ الْأَوْلِيَاءِ دُونَ بَعْضٍ؟ فَإِنْ أَوْمَأَ فِي ذَلِكَ إِلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ، سُئِلَ الْبُرْهَانُ عَلَيْهِ، وَعُكِسَ الْقَوْلُ فِيهِ وَعُورِضَ فِي قَوْلِهِ ذَلِكَ، بِخِلَافِ دَعْوَاهُ، ثُمَّ لَنْ يَقُولَ فِي ذَلِكَ قَوْلًا إِلَّا أُلْزِمَ فِي الْآخَرِ مِثْلَهُ. فَإِنْ ظَنَّ ظَانٌّ أَنَّ الْمَرْأَةَ إِذَا فَارَقَهَا زَوْجُهَا، فَقَدْ بَطَلَ أَنْ يَكُونَ بِيَدِهِ عُقْدَةُ نِكَاحِهَا، وَاللَّهُ تَعَالَى ذِكْرُهُ إِنَّمَا أَجَازَ عَفْوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ نِكَاحِ الْمُطَلَّقَةِ فَكَانَ مَعْلُومًا بِذَلِكَ أَنَّ الزَّوْجَ غَيْرُ مَعْنِيٍّ بِهِ، وَأَنَّ الْمَعْنِيَّ بِهِ هُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ نِكَاحِ الْمُطَلَّقَةِ بَعْدَ بَيْنُونَتِهَا مِنْ زَوْجِهَا. وَفِي بُطُولِ ذَلِكَ أَنْ يَكُونَ حِينَئِذٍ بِيَدِ الزَّوْجِ، صِحَّةُ الْقَوْلِ أَنَّهُ بِيَدِ الْوَلِيِّ الَّذِي إِلَيْهِ عُقَدُ النِّكَاحِ إِلَيْهَا. وَإِذَا كَانَ ذَلِكَ كَذَلِكَ صَحَّ الْقَوْلُ بِأَنَّ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ، هُوَ الْوَلِيُّ، فَقَدْ غَفَلَ وَظَنَّ خَطَأً. وَذَلِكَ أَنَّ مَعْنَى ذَلِكَ: أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ نِكَاحِهِ، وَإِنَّمَا أُدْخِلَتِ الْأَلْفُ وَاللَّامُ فِي النِّكَاحِ بَدَلًا مِنَ الْإِضَافَةِ إِلَى الْهَاءِ الَّتِي كَانَ «النِّكَاحِ» لَوْ لَمْ يَكُونَا فِيهِ مُضَافًا إِلَيْهَا، كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: ﴿فَإِنِ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى﴾ [النازعات: ٤١] بِمَعْنَى: فَإِنَّ الْجَنَّةَ مَأْوَاهُ، وَكَمَا قَالَ نَابِغَةُ بَنِي ذُبْيَانَ:
[البحر الطويل]

⦗٣٣٥⦘ لَهُمْ شِيمَةٌ لَمْ يُعْطِهَا اللَّهُ غَيْرَهُمْ … مِنَ النَّاسِ فَالْأَحْلَامُ غَيْرُ عَوَازِبِ
بِمَعْنَى: فَأَحْلَامُهُمْ غَيْرُ عَوَازِبِ. وَالشَّوَاهِدُ عَلَى ذَلِكَ أَكْثَرُ مِنْ أَنْ تُحْصَى. فَتَأْوِيلُ الْكَلَامِ: إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ، وَهُوَ الزَّوْجُ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ نِكَاحِ نَفْسِهِ فِي كُلِّ حَالٍ، قَبْلَ الطَّلَاقِ وَبَعْدَهُ؛ لِأَنَّ مَعْنَاهُ: أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ نِكَاحِهِنَّ. فَيَكُونُ تَأْوِيلُ الْكَلَامِ مَا ظَنَّهُ الْقَائِلُونَ أَنَّهُ الْوَلِيُّ: وَلِيُّ الْمَرْأَةِ، لَا أَنَّ وَلِيَّ الْمَرْأَةِ لَا يَمْلِكُ عُقْدَةَ نِكَاحِ الْمَرْأَةِ بِغَيْرِ إِذْنِهَا إِلَّا فِي حَالِ طُفُولَتِهَا، وَتِلْكَ حَالٌ لَا يَمْلِكُ الْعِقْدَ عَلَيْهَا إِلَّا بَعْضُ أَوْلِيَائِهَا فِي قَوْلِ أَكْثَرِ مَنْ رَأَى أَنَّ الَّذِيَ بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ الْوَلِيُّ، وَلَمْ يُخَصِّصِ اللَّهُ تَعَالَى ذِكْرُهُ بِقَوْلِهِ. ﴿أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ﴾ [البقرة: ٢٣٧] بَعْضًا مِنْهُمْ، فَيَجُوزُ تَوْجِيهُ التَّأْوِيلِ إِلَى مَا تَأَوَّلُوهُ، لَوْ كَانَ لَمَا قَالُوا فِي ذَلِكَ وَجْهٌ. وَبَعْدُ، فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى ذِكْرُهُ إِنَّمَا كَنَّى بِقَوْلِهِ: ﴿وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ﴾ [البقرة: ٢٣٧] عَنْ ذِكْرِ النِّسَاءِ اللَّاتِي قَدْ جَرَى ذِكْرُهُنَّ فِي الْآيَةِ قَبْلَهَا، وَذَلِكَ قَوْلُهُ: ﴿لَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ مَا لَمْ تَمَسُّوهُنَّ﴾ [البقرة: ٢٣٦] وَالصَّبَايَا لَا يُسَمَّيْنَ نِسَاءً، وَإِنَّمَا يُسَمَّيْنَ صَبَايَا، أَوْ جَوَارِيَ، وَإِنَّمَا النِّسَاءُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ: جَمْعُ اسْمِ الْمَرْأَةِ، وَلَا تَقُولُ الْعَرَبُ لِلطِّفْلَةِ، وَالصِّبْيَةِ، وَالصَّغِيرَةِ امْرَأَةً، كَمَا لَا تَقُولُ لِلصَّبِيِّ الصَّغِيرِ رَجُلٌ. وَإِذْ كَانَ ذَلِكَ كَذَلِكَ، وَكَانَ قَوْلُهُ: ﴿أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ﴾ [البقرة: ٢٣٧] عِنْدَ الزَّاعِمِينَ أَنَّهُ الْوَلِيُّ، إِنَّمَا هُوَ: ﴿أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ﴾ [البقرة: ٢٣٧] عَمَّا وَجَبَ لِوَلِيَّتِهِ ⦗٣٣٦⦘ الَّتِي تُسْتَحَقَّ أَنْ يُوَلِّيَ عَلَيْهَا مَالَهَا، إِمَّا لِصِغَرٍ، وَإِمَّا لِسَفَهٍ، وَاللَّهُ تَعَالَى ذِكْرُهُ إِنَّمَا اخْتَصَّ فِي الْآيَتَيْنِ قَصَصَ النِّسَاءِ الْمُطَلَّقَاتِ، لِعُمُومِ الذِّكْرِ دُونَ خُصُوصِهِ، وَجَعَلَ لَهُنَّ الْعَفْوَ بِقَوْلِهِ: ﴿إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ﴾ [البقرة: ٢٣٧] كَانَ مَعْلُومًا بِقَوْلِهِ: ﴿إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ﴾ [البقرة: ٢٣٧] أَنَّ الْمَعْنِيَّاتِ مِنْهُنَّ بِالْآيَتَيْنِ اللَّتَيْنِ ذَكَرَهُنَّ فِيهِمَا جَمِيعَهُنَّ دُونَ بَعْضٍ، إِذْ كَانَ مَعْلُومًا أَنَّ عَفْوَ مَنْ تَوَلَّى عَلَيْهِ مَالَهُ مِنْهُنَّ بَاطِلٌ. وَإِذْ كَانَ ذَلِكَ كَذَلِكَ، فَبَيَّنَ أَنَّ التَّأْوِيلَ فِي قَوْلِهِ: أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ نِكَاحِهِنَّ، يُوجِبُ أَنْ يَكُونَ لِأَوْلِيَاءِ الثَّيِّبَاتِ الرُّشْدِ الْبَوَالِغِ مِنَ الْعَفْوِ عَمَّا وُهِبَ لَهُنَّ مِنَ الصَّدَاقِ بِالطَّلَاقِ قَبْلَ الْمَسِيسِ، مِثْلُ الَّذِي لِأَوْلِيَاءِ الْأَطْفَالِ الصِّغَارِ الْمُوَلَّى عَلَيْهِنَّ أَمْوَالَهُنَّ السُّفَّهِ. وَفِي إِنْكَارِ الْمَائِلِينَ إِنَّ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ الْوَلِيُّ، عَفْوَ أَوْلِيَاءِ الثَّيِّبَاتِ الرُّشْدِ الْبَوَالِغِ عَلَى مَا وَصَفْنَا، وَتَفْرِيقَهُمْ بَيْنَ أَحْكَامِهِمْ وَأَحْكَامِ أَوْلِيَاءِ الْأُخَرِ، مَا أَبَانَ عَنْ فَسَادِ تَأْوِيلِهِمُ الَّذِي تَأَوَّلُوهُ فِي ذَلِكَ. وَيَسْأَلُ الْقَائِلُونَ بِقَوْلِهِمْ فِي ذَلِكَ الْفَرْقَ بَيْنَ ذَلِكَ مِنْ أَصْلٍ أَوْ نَظِيرٍ، فَلَنْ يَقُولُوا فِي شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ قَوْلًا إِلَّا أُلْزِمُوا فِي خِلَافِهِ مِثْلَهُ

٤ ‏/ ٣٣٢
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى﴾ [البقرة: ٢٣٧] اخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِيمَنْ خُوطِبَ بِقَوْلِهِ: ﴿وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى﴾ [البقرة: ٢٣٧] فَقَالَ بَعْضُهُمْ: خُوطِبَ بِذَلِكَ الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ
٤ ‏/ ٣٣٦
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ جُرَيْجٍ، يُحَدِّثُ عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: «﴿وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى﴾ [البقرة: ٢٣٧] قَالَ: أَقْرَبُهُمَا لِلتَّقْوَى الَّذِي يَعْفُو»
٤ ‏/ ٣٣٧
حَدَّثَنَا ابْنُ الْبَرْقِيِّ، قَالَ: ثنا عَمْرُو بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: سَمِعْتُ تَفْسِيرَ، هَذِهِ الْآيَةِ: «﴿وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى﴾ [البقرة: ٢٣٧] قَالَ: يَعْفُونَ جَمِيعًا. فَتَأْوِيلُ الْآيَةِ عَلَى هَذَا الْقَوْلِ: وَأَنْ تَعْفُوا أَيُّهَا النَّاسُ بَعْضُكُمْ عَمَّا وَجَبَ لَهُ قَبْلَ صَاحِبِهِ مِنَ الصَّدَاقِ قَبْلَ الِافْتِرَاقِ عِنْدَ الطَّلَاقِ، أَقْرَبُ لَهُ إِلَى تَقْوَى اللَّهِ» وَقَالَ آخَرُونَ: بَلِ الَّذِي خُوطِبُوا بِذَلِكَ أَزْوَاجُ الْمُطَلَّقَاتِ
٤ ‏/ ٣٣٧
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا جَرِيرٌ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، «﴿وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى﴾ [البقرة: ٢٣٧] وَأَنْ يَعْفُوَ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى» فَتَأْوِيلُ ذَلِكَ عَلَى هَذَا الْقَوْلِ: وَأَنْ تَعْفُوا أَيُّهَا الْمُفَارِقُونَ أَزْوَاجَهُمْ، فَتَتْرُكُوا لَهُنَّ مَا وَجَبَ لَكُمُ الرُّجُوعُ بِهِ عَلَيْهِنَّ مِنَ الصَّدَاقِ الَّذِي سُقْتُمُوهُ إِلَيْهِنَّ، أَوْ. . لَهُنَّ، بِإِعْطَائِكُمْ إِيَّاهُنَّ الصَّدَاقَ الَّذِي كُنْتُمْ سَمَّيْتُمْ لَهُنَّ فِي عُقْدَةِ النِّكَاحِ، إِنْ لَمْ تَكُونُوا سُقْتُمُوهُ إِلَيْهِنَّ أَقْرَبُ لَكُمْ إِلَى تَقْوَى اللَّهِ.
٤ ‏/ ٣٣٧
وَالَّذِي هُوَ أَوْلَى الْقَوْلَيْنِ بِتَأْوِيلِ الْآيَةِ عِنْدِي فِي ذَلِكَ: مَا قَالَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ، وَهُوَ أَنَّ مَعْنَى ذَلِكَ: وَأَنْ يَعْفُوَ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ أَيُّهَا الْأَزْوَاجُ وَالزَّوْجَاتُ بَعْدَ فِرَاقِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا عَمَّا وَجَبَ لِبَعْضِكُمْ قِبَلَ بَعْضٍ، فَيَتْرُكُهُ لَهُ إِنْ كَانَ قَدْ بَقِيَ لَهُ قِبَلَهُ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ بَقِيَ لَهُ، فَبِأَنْ يُوَفِّيَهُ بِتَمَامِهِ أَقْرَبُ لَكُمْ إِلَى تَقْوَى اللَّهِ. فَإِنْ قَالَ قَائِلٌ: وَمَا فِي الصَّفْحِ عَنْ ذَلِكَ مِنَ الْقُرْبِ مِنْ تَقْوَى اللَّهِ، فَيُقَالُ لِلصَّافِحِ الْعَافِي عَمَّا وَجَبَ لَهُ قِبَلَ صَاحِبِهِ: فِعْلُكَ مَا فَعَلْتَ أَقْرَبُ لَكَ إِلَى تَقْوَى اللَّهِ؟ قِيلَ لَهُ: الَّذِي فِي ذَلِكَ مِنْ قُرْبِهِ مِنْ تَقْوَى اللَّهِ مُسَارَعَتُهُ فِي عَفْوِهِ ذَلِكَ إِلَى مَا نَدَبَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ، وَدَعَاهُ وَحَضَّهُ عَلَيْهِ، فَكَانَ فِعْلُهُ ذَلِكَ إِذَا فَعَلَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ، وَإِيثَارَ مَا نَدَبَهُ إِلَيْهِ عَلَى هَوَى نَفْسِهِ، مَعْلُومًا بِهِ، إِذْ كَانَ مُؤْثِرًا فِعْلَ مَا نَدَبَهُ إِلَيْهِ مِمَّا لَمْ يَفْرِضْهُ عَلَيْهِ عَلَى هَوَى نَفْسِهِ، أَنَّهُ لَمَّا فَرَضَهُ عَلَيْهِ وَأَوْجَبَهُ أَشَدَّ إِيثَارًا، وَلَمَّا نَهَاهُ أَشَدَّ تَجَنُّبًا، وَذَلِكَ هُوَ قُرْبُهُ مِنَ التَّقْوَى
٤ ‏/ ٣٣٨
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ﴾ [البقرة: ٢٣٧] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: وَلَا تَغْفُلُوا أَيُّهَا النَّاسُ الْأَخْذَ بِالْفَضْلِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فَتَتْرُكُوهُ، وَلَكِنْ لِيَتَفَضَّلِ الرَّجُلُ الْمُطَلِّقُ زَوْجَتَهُ قَبْلَ مَسِيسِهَا، فَيُكْمِلُ لَهَا تَمَامَ صَدَاقِهَا إِنْ كَانَ لَمْ يُعْطِهَا جَمِيعَهُ وَإِنْ كَانَ قَدْ سَاقَ إِلَيْهَا جَمِيعَ مَا كَانَ فَرَضَ لَهَا، فَلْيَتَفَضَّلْ عَلَيْهَا بِالْعَفْوِ عَمَّا يَجِبُ لَهُ، وَيَجُوزُ لَهُ الرُّجُوعُ بِهِ عَلَيْهَا، وَذَلِكَ نِصْفُهُ. فَإِنْ شَحَّ الرَّجُلُ بِذَلِكَ، وَأَبَى إِلَّا الرُّجُوعَ بِنِصْفِهِ عَلَيْهَا، فَلْتَتَفَضَّلِ الْمَرْأَةُ الْمُطَلَّقَةُ عَلَيْهِ بِرَدِّ جَمِيعِهِ عَلَيْهِ إِنْ كَانَتْ قَدْ قَبَضَتْهُ مِنْهُ، وَإِنْ لَمْ تَكُنْ قَبَضَتْهُ فَتَعْفُوَ عَنْ جَمِيعِهِ، فَإِنْ هُمَا لَمْ يَفْعَلَا ذَلِكَ وَشَحَا، وَتَرَكَا مَا نَدَبَهُمَا اللَّهُ إِلَيْهِ مِنْ أَخْذِ أَحَدِهِمَا عَلَى صَاحِبِهِ
٤ ‏/ ٣٣٨
بِالْفَضْلِ، فَلَهَا نِصْفُ مَا كَانَ فَرَضَ لَهَا فِي عَقْدِ النِّكَاحِ، وَلَهُ نِصْفُهُ. وَبِمَا قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ
٤ ‏/ ٣٣٩
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَازِمٍ، قَالَ: ثنا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: ثنا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ جُبَيْرٍ: «أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، فَعَرَضَ عَلَيْهِ ابْنَةً لَهُ فَتَزَوَّجَهَا، فَلَمَّا خَرَجَ طَلَّقَهَا، وَبَعَثَ إِلَيْهَا بِالصَّدَاقِ. قَالَ: قِيلَ لَهُ: فَلِمَ تَزَوَّجْتَهَا؟ قَالَ: عَرَضَهَا عَلَيَّ، فَكَرِهْتُ رَدَّهَا. قِيلَ: فَلِمَ تَبْعَثُ بِالصَّدَاقِ؟ قَالَ: فَأَيْنَ الْفَضْلُ؟»
٤ ‏/ ٣٣٩
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ وَرْقَاءَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: «﴿وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ﴾ [البقرة: ٢٣٧] قَالَ: إِتْمَامُ الزَّوْجِ الصَّدَاقَ، أَوْ تَرْكُ الْمَرْأَةِ الشَّطْرَ»
٤ ‏/ ٣٣٩
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ عِيسَى، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: «﴿وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ﴾ [البقرة: ٢٣٧] قَالَ: إِتْمَامُ الصَّدَاقِ، أَوْ تَرْكُ الْمَرْأَةِ شَطْرَهُ» حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثنا أَبُو حُذَيْفَةَ، قَالَ: ثنا شِبْلٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، مِثْلَهُ
٤ ‏/ ٣٣٩
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: «﴿وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ﴾ [البقرة: ٢٣٧] فِي هَذَا وَفِي غَيْرِهِ»
٤ ‏/ ٣٤٠
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثنا إِسْحَاقُ، قَالَ: ثنا ابْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الرَّبِيعِ، فِي قَوْلِهِ: «﴿وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ﴾ [البقرة: ٢٣٧] قَالَ: يَقُولُ لِيَتَعَاطَفَا»
٤ ‏/ ٣٤٠
حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُعَاذٍ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، قَالَ. ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ: «﴿وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾ [البقرة: ٢٣٧] يُرَغِّبُكُمُ اللَّهُ فِي الْمَعْرُوفِ، وَيُحِثُّكُمْ عَلَى الْفَضْلِ»
٤ ‏/ ٣٤٠
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جُوَيْبِرٌ، عَنِ الضَّحَّاكِ، فِي قَوْلِهِ: «﴿وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ﴾ [البقرة: ٢٣٧] قَالَ: الْمَرْأَةُ يُطَلِّقُهَا زَوْجُهَا وَقَدْ فَرَضَ لَهَا وَلَمْ يَدْخُلْ بِهَا، فَلَهَا نِصْفُ الصَّدَاقِ، فَأَمَرَ اللَّهُ أَنْ يَتْرُكَ لَهَا نَصِيبَهَا، وَإِنْ شَاءَ أَنْ يُتِمَّ الْمَهْرَ كَامِلًا؛ وَهُوَ الَّذِي ذَكَرَ اللَّهُ: ﴿وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ﴾ [البقرة: ٢٣٧]»
٤ ‏/ ٣٤٠
حَدَّثَنِي مُوسَى، قَالَ: ثنا عَمْرٌو، قَالَ: ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ: «﴿وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ﴾ [البقرة: ٢٣٧] حَضَّ كُلَّ وَاحِدٍ عَلَى الصِّلَةِ، يَعْنِي الزَّوْجَ وَالْمَرْأَةَ عَلَى الصِّلَةِ»
٤ ‏/ ٣٤٠
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثنا حِبَّانُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ بِشْرٍ، أَنَّهُ سَمِعَ عِكْرِمَةَ، يَقُولُ فِي قَوْلِ اللَّهِ: «﴿وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ﴾ [البقرة: ٢٣٧] وَذَلِكَ الْفَضْلُ هُوَ النِّصْفُ مِنَ الصَّدَاقِ، وَأَنْ تَعْفُوَ عَنْهُ الْمَرْأَةُ لِلزَّوْجِ، أَوْ يَعْفُوَ عَنْهُ وَلِيُّهَا»
٤ ‏/ ٣٤٠
حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ، فِي قَوْلِهِ: «﴿وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ﴾ [البقرة: ٢٣٧] قَالَ: يُعْفَى عَنْ نِصْفِ الصَّدَاقِ، أَوْ بَعْضِهِ»
٤ ‏/ ٣٤١
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا مِهْرَانُ، وَحَدَّثَنِي عَلِيٌّ، قَالَ. ثنا زَيْدٌ، جَمِيعًا، عَنْ سُفْيَانَ: ﴿وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ﴾ [البقرة: ٢٣٧] قَالَ: «حَثَّ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي هَذَا وَفِي غَيْرِهِ، حَتَّى فِي عَفْوِ الْمَرْأَةِ عَنِ الصَّدَاقِ، وَالزَّوْجِ بِالْإِتْمَامِ»
٤ ‏/ ٣٤١
حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جُوَيْبِرٌ، عَنِ الضَّحَّاكِ: «﴿وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ﴾ [البقرة: ٢٣٧] قَالَ: الْمَعْرُوفُ»
٤ ‏/ ٣٤١
حَدَّثَنَا ابْنُ الْبَرْقِيِّ، قَالَ: ثنا عَمْرٌو، عَنْ سَعِيدٍ قَالَ: «سَمِعْتُ تَفْسِيرَ هَذِهِ الْآيَةِ ﴿وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ﴾ [البقرة: ٢٣٧] قَالَ: لَا تَنْسَوُا الْإِحْسَانَ»
٤ ‏/ ٣٤١
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾ [البقرة: ١١٠] يَعْنِي تَعَالَى ذِكْرُهُ بِذَلِكَ: إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ أَيُّهَا النَّاسُ مِمَّا نَدَبَكُمْ إِلَيْهِ، وَحَضَّكُمْ عَلَيْهِ مِنْ عَفْوِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ عَمَّا وَجَبَ لَهُ قِبَلَهُ مِنْ حَقٍّ، بِسَبَبِ النِّكَاحِ الَّذِي كَانَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ أَزْوَاجِكُمْ، وَتَفَضَّلَ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي ذَلِكَ وَبِغَيْرِهِ مِمَّا تَأْتُونَ وَتَذَرُونَ مِنْ أُمُورَكُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ وَغَيْرِكُمْ، مِمَّا حَثَّكُمُ اللَّهُ عَلَيْهِ، وَأَمَرَكُمْ بِهِ أَوْ نَهَاكُمْ عَنْهُ ﴿بَصِيرٌ﴾ [البقرة: ٩٦] يَعْنِي بِذَلِكَ: ذُو بَصَرٍ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ مِنْهُ شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ، بَلْ هُوَ يُحْصِيَهُ عَلَيْكُمْ، وَيَحْفَظُهُ، حَتَّى يُجَازيَ ذَا الْإِحْسَانِ مِنْكُمْ عَلَى إِحْسَانِهِ، وَذَا الْإِسَاءَةِ مِنْكُمْ عَلَى إِسَاءَتِهِ
٤ ‏/ ٣٤١
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ﴾ [البقرة: ٢٣٨] يَعْنِي تَعَالَى ذِكْرُهُ بِذَلِكَ: وَاظِبُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ الْمَكْتُوبَاتِ فِي أَوْقَاتِهِنَّ، وَتَعَاهَدُوهُنَّ وَأَلْزِمُوهُنَّ وَعَلَى الصَّلَاةِ الْوسْطَى مِنْهُنَّ. وَبِمَا قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ
٤ ‏/ ٣٤٢
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثنا إِسْحَاقُ بْنُ الْحَجَّاجِ، قَالَ: ثنا أَبُو زُهَيْرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، فِي قَوْلِهِ: «﴿حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ﴾ [البقرة: ٢٣٨] قَالَ: الْمُحَافَظَةُ عَلَيْهَا: الْمُحَافَظَةُ عَلَى وَقْتِهَا، وَعَدَمُ السَّهْوِ عَنْهَا»
٤ ‏/ ٣٤٢
حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَسْعُودِيُّ، قَالَ: ثنا أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ فِي هَذِهِ الْآيَةِ: «﴿حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ﴾ [البقرة: ٢٣٨] فَالْحِفَاظُ عَلَيْهَا: الصَّلَاةُ لِوَقْتِهَا، وَالسَّهْوُ عَنْهَا: تَرْكُ وَقْتِهَا» ثُمَّ اخْتَلَفُوا فِي الصَّلَاةِ الْوسْطَى، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: هِيَ صَلَاةُ الْعَصْرِ
٤ ‏/ ٣٤٢
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِمٍ، وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: ثنا أَبُو أَحْمَدَ، جَمِيعًا، قَالَا: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: «الصَّلَاةُ الْوسْطَى» صَلَاةُ الْعَصْرِ “
٤ ‏/ ٣٤٢
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الْمُحَارِبِيُّ، قَالَ: ثنا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: ثني مِنْ، سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ، وَهُوَ يَقُولُ: «﴿حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوسْطَى﴾ [البقرة: ٢٣٨] قَالَ: الْعَصْرُ»
٤ ‏/ ٣٤٣
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا مُصْعَبُ بْنُ سَلَّامٍ، عَنْ أَبِي حَيَّانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: «الصَّلَاةُ الْوسْطَى» صَلَاةُ الْعَصْرِ ” حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ، قَالَ: ثنا ابْنُ عُلَيَّةَ، قَالَ: ثنا أَبُو حَيَّانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيٍّ، مِثْلَهُ
٤ ‏/ ٣٤٣
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ قَالَ: ثنا مُصْعَبُ، عَنِ الْأَجْلَحَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا، يَقُولُ: «الصَّلَاةُ الْوسْطَى»: صَلَاةُ الْعَصْرِ “
٤ ‏/ ٣٤٣
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا حَكَّامٌ، عَنْ عَنْبَسَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، قَالَ: «سَأَلْتُ عَلِيًّا، عَنِ الصَّلَاةِ الْوسْطَى، فَقَالَ: صَلَاةُ الْعَصْرِ»
٤ ‏/ ٣٤٣
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ الْمِصْرِيُّ، قَالَ: ثنا أَبُو ⦗٣٤٤⦘ زُرْعَةَ وَهْبُ بْنُ رَاشِدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو صَخْرٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا مُعَاوِيَةَ الْبَجَلِيَّ، مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الصَّهْبَاءِ الْبَكْرِيَّ، يَقُولُ: «سَأَلْتُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، عَنِ الصَّلَاةِ الْوسْطَى،؟ فَقَالَ: هِيَ صَلَاةُ الْعَصْرِ، وَهِيَ الَّتِي فُتِنَ بِهَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ ﷺ»
٤ ‏/ ٣٤٣
حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: ثنا ابْنُ عُلَيَّةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، وَحَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ، قَالَ: ثنا بِشْرُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَ: ثنا التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ قَالَ: «الصَّلَاةُ الْوسْطَى» صَلَاةُ الْعَصْرِ “
٤ ‏/ ٣٤٤
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثنا سُوَيْدٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ غَنْمٍ، عَنِ ابْنِ لَبِيبَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: «﴿حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوسْطَى﴾ [البقرة: ٢٣٨] أَلَا وَهِيَ الْعَصْرُ، أَلَا وَهِيَ الْعَصْرُ»
٤ ‏/ ٣٤٤
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، قَالَ: ثنا أَبِي، وَشُعَيْبُ بْنُ اللَّيْثِ، عَنِ اللَّيْثِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْهَادِ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «مَنْ فَاتَتْهُ صَلَاةُ الْعَصْرِ فَكَأَنَّمَا وُتِرَ أَهْلَهُ وَمَالَهُ» فَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَرَى لِصَلَاةِ الْعَصْرِ فَضِيلَةً لِلَّذِي قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ ⦗٣٤٥⦘ فِيهَا أَنَّهَا الصَّلَاةُ الْوسْطَى
٤ ‏/ ٣٤٤
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: ثنا مُعْتَمِرٌ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: زَعَمَ أَبُو صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ قَالَ: «هِيَ صَلَاةُ الْعَصْرِ» حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ وَهْبٍ، قَالَ: ثني عَمِّي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ بِنَحْوِهِ. قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَرَى أَنَّهَا الصَّلَاةُ الْوسْطَى
٤ ‏/ ٣٤٥
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثنا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: ثنا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: «الصَّلَاةُ الْوسْطَى: صَلَاةُ الْعَصْرِ»
٤ ‏/ ٣٤٥
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ، قَالَ: ثنا أَبُو عَامِرٍ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ، عَنْ حُمَيْدَةَ ابْنَةِ أَبِي يُونُسَ، مَوْلَاةِ عَائِشَةَ، قَالَتْ: أَوْصَتْ عَائِشَةَ، لَنَا بِمَتَاعِهَا، فَوَجَدْتُ فِي مُصْحَفِ عَائِشَةَ: ﴿حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوسْطَى﴾ [البقرة: ٢٣٨] وَهِيَ الْعَصْرُ ﴿وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ﴾ [البقرة: ٢٣٨]
٤ ‏/ ٣٤٥
حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى الْأُمَوِيُّ، قَالَ: ثنا أَبِي، قَالَ: ثنا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: ⦗٣٤٦⦘ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ أُمَّهُ أُمَّ حُمَيْدٍ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ” سَأَلْتُ عَائِشَةَ، عَنِ الصَّلَاةِ الْوسْطَى، قَالَتْ: كُنَّا نَقْرَؤُهَا فِي الْحَرْفِ الْأَوَّلِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ: «حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ، وَالصَّلَاةِ الْوسْطَى صَلَاةِ الْعَصْرِ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ»
٤ ‏/ ٣٤٥
حَدَّثَنِي عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثنا حَجَّاجٌ، قَالَ: قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أُمِّهِ أُمِّ حُمَيْدٍ ابْنَةِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّهَا سَأَلَتْ عَائِشَةَ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: «وَحَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوسْطَى، وَصَلَاةِ الْعَصْرِ»
٤ ‏/ ٣٤٦
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثنا أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو أَبِي سَهْلٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ فِي قَوْلِهِ: «﴿الصَّلَاةِ الْوُسْطَى﴾ [البقرة: ٢٣٨] قَالَتْ: صَلَاةُ الْعَصْرِ»
٤ ‏/ ٣٤٦
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثنا الْحَجَّاجُ، قَالَ: ثنا حَمَّادٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ فِي مُصْحَفِ عَائِشَةَ، «حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوسْطَى وَهِيَ صَلَاةُ الْعَصْرِ»
٤ ‏/ ٣٤٦
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا وَكِيعٌ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: ثني عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَافِعِ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَ: أَمَرَتْنِي أُمُّ سَلَمَةَ، أَنْ أَكْتُبَ لَهَا مُصْحَفًا وَقَالَتْ: إِذَا انْتَهَيْتَ إِلَى آيَةِ الصَّلَاةِ فَأَعْلِمْنِي فَأَعْلَمْتُهَا، فَأَمْلَتْ عَلَيَّ: «حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوسْطَى صَلَاةِ الْعَصْرِ»
٤ ‏/ ٣٤٧
حُدِّثْتُ عَنْ عَمَّارٍ، قَالَ: ثنا ابْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ الْحَسَنُ، يَقُولُ: «الصَّلَاةُ الْوسْطَى صَلَاةُ الْعَصْرِ»
٤ ‏/ ٣٤٧
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: ثنا الْمُعْتَمِرُ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: ثنا قَتَادَةُ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: «الصَّلَاةُ الْوسْطَى: صَلَاةُ الْعَصْرِ» حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثنا يَحْيَى، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ عَائِشَةَ، مِثْلَهُ
٤ ‏/ ٣٤٧
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا حَكَّامٌ، قَالَ: ثنا عَنْبَسَةُ، عَنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: «كَانَ يُقَالُ: الصَّلَاةُ الْوسْطَى: صَلَاةُ الْعَصْرِ»
٤ ‏/ ٣٤٧
حُدِّثْتُ عَنْ عَمَّارٍ، قَالَ: ثنا ابْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الرَّبِيعِ، قَالَ: ذُكِرَ لَنَا، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، أَنَّهُ قَالَ: «الصَّلَاةُ الْوسْطَى: صَلَاةُ الْعَصْرِ»
٤ ‏/ ٣٤٧
حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: ثنا هُشَيْمٌ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ ⦗٣٤٨⦘ جُبَيْرٍ، قَالَ: «صَلَاةُ الْوسْطَى: صَلَاةُ الْعَصْرِ»
٤ ‏/ ٣٤٧
حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ، قَالَ: ثنا هُشَيْمٌ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ حَفْصَةَ، «أَنَّهَا أَمَرَتْ رَجُلًا يَكْتُبُ لَهَا مُصْحَفًا، فَقَالَتْ: إِذَا بَلَغْتَ هَذَا الْمَكَانَ فَأَعْلِمْنِي فَلَمَّا بَلَغَ ﴿حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوسْطَى﴾ [البقرة: ٢٣٨] قَالَ: اكْتُبْ صَلَاةَ الْعَصْرِ»
٤ ‏/ ٣٤٨
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثنا حَجَّاجُ بْنُ الْمِنْهَالِ قَالَ: ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ حَفْصَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ ﷺ أَنَّهَا قَالَتْ لِكَاتِبِ مُصْحَفِهَا: “إِذَا بَلَغْتَ مَوَاقِيتَ الصَّلَاةِ فَأَخْبِرْنِي حَتَّى أُخْبِرَكَ بِمَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ فَلَمَّا أَخْبَرَهَا قَالَتِ: اكْتُبْ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوسْطَى وَهِيَ صَلَاةُ الْعَصْرِ»
٤ ‏/ ٣٤٨
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثنا الْحَجَّاجُ، قَالَ: ثنا حَمَّادٌ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، قَالَ: «صَلَاةُ الْوسْطَى: هِيَ الْعَصْرُ»
٤ ‏/ ٣٤٨
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلَهُ: «﴿حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوسْطَى﴾ [البقرة: ٢٣٨] كُنَّا نُحَدِّثُ أَنَّهَا صَلَاةُ الْعَصْرِ، قَبْلَهَا صَلَاتَانِ مِنَ النَّهَارِ وَبَعْدَهَا صَلَاتَانِ مِنَ اللَّيْلِ»
٤ ‏/ ٣٤٩
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جُوَيْبِرٌ، عَنِ الضَّحَّاكِ، فِي قَوْلِهِ: «﴿حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوسْطَى﴾ [البقرة: ٢٣٨] قَالَ: أُمِرُوا بِالْمُحَافَظَةِ عَلَى الصَّلَوَاتِ، قَالَ: وَخَصَّ الْعَصْرَ وَالصَّلَاةَ الْوسْطَى؛ يَعْنِي الْعَصْرَ»
٤ ‏/ ٣٤٩
حُدِّثْتُ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَرَجِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُعَاذٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ الضَّحَّاكَ، يَقُولُ فِي قَوْلِهِ: «﴿وَالصَّلَاةِ الْوسْطَى﴾ [البقرة: ٢٣٨] هِيَ الْعَصْرُ»
٤ ‏/ ٣٤٩
حُدِّثْتُ عَنْ عَمَّارٍ، قَالَ: ثنا ابْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الرَّبِيعِ، قَالَ: ذُكِرَ لَنَا، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، أَنَّهُ قَالَ: «الصَّلَاةُ الْوسْطَى»: صَلَاةُ الْعَصْرِ “
٤ ‏/ ٣٤٩
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: ثني أَبِي، قَالَ: ثني عَمِّي، قَالَ: ثني أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: «﴿حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ﴾ [البقرة: ٢٣٨] يَعْنِي الْمَكْتُوبَاتِ ﴿وَالصَّلَاةِ الْوسْطَى﴾ [البقرة: ٢٣٨] يَعْنِي صَلَاةَ الْعَصْرِ»
٤ ‏/ ٣٤٩
حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْأَهْوَازِيُّ، قَالَ: ثنا أَبُو أَحْمَدَ، قَالَ: ثنا قَيْسٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ رَزِينِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُهُ: «﴿حَافِظُوا ⦗٣٥٠⦘ عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوسْطَى﴾ [البقرة: ٢٣٨] قَالَ: صَلَاةُ الْعَصْرِ»
٤ ‏/ ٣٤٩
حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: ثنا أَبُو أَحْمَدَ، قَالَ: ثنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ ثُوَيْرٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: «الصَّلَاةُ الْوسْطَى: صَلَاةُ الْعَصْرِ»
٤ ‏/ ٣٥٠
حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جُوَيْبِرٌ، عَنِ الضَّحَّاكِ، قَالَ: «الصَّلَاةُ الْوسْطَى: صَلَاةُ الْعَصْرِ»
٤ ‏/ ٣٥٠
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَازِمٍ، قَالَ: ثنا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: ثنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ رَزِينِ بْنِ عُبَيْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: «هِيَ صَلَاةُ الْعَصْرِ»
٤ ‏/ ٣٥٠
حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثنا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، قَالَ: أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «الصَّلَاةُ الْوسْطَى صَلَاةُ الْعَصْرِ»
٤ ‏/ ٣٥٠
حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، قَالَ: ثنا أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ أَيُّوبَ يُحَدِّثُ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ مُرَّةَ بْنِ مِخْمَرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْحَكَمِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أَيُّوبَ، يَقُولُ: «صَلَاةُ الْوسْطَى: صَلَاةُ الْعَصْرِ»
٤ ‏/ ٣٥٠
حَدَّثَنَا ابْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ مُبَارَكٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: «صَلَاةُ ⦗٣٥١⦘ الْوسْطَى: صَلَاةُ الْعَصْرِ»
٤ ‏/ ٣٥٠
وَعِلَّةُ مَنْ قَالَ هَذَا الْقَوْلَ مَا: حَدَّثَنِي بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ، قَالَ: ثنا أَبُو عَامِرٍ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدٌ يَعْنِي ابْنَ طَلْحَةَ، عَنْ زُبَيْدٍ، عَنْ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: شَغَلَ الْمُشْرِكُونَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ عَنْ صَلَاةِ الْعَصْرِ حَتَّى اصْفَرَّتْ أَوِ احْمَرَّتْ، فَقَالَ: «شَغَلُونَا عَنِ الصَّلَاةِ الْوسْطَى، مَلَأَ اللَّهُ أَجْوَافَهُمْ، وَقُبُورَهُمْ نَارًا»
٤ ‏/ ٣٥١
حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ الْوَاسِطِيُّ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ، عَنْ زُبَيْدِ عَنْ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ بِنَحْوِهِ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: «مَلَأَ اللَّهُ بُيُوتَهُمْ، وَقُبُورَهُمْ نَارًا كَمَا شَغَلُونَا عَنِ الصَّلَاةِ الْوسْطَى»
٤ ‏/ ٣٥١
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، وَمُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَا: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: ثنا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي حَسَّانَ، عَنْ عَبِيدَةَ السَّلْمَانِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَوْمَ الْأَحْزَابِ: «شَغَلُونَا عَنِ الصَّلَاةِ الْوسْطَى حَتَّى آبَتِ الشَّمْسُ، مَلَأَ اللَّهُ قُبُورَهُمْ وَبُيُوتَهُمْ نَارًا» أَوْ «بُطُونَهُمْ نَارًا» شَكَّ شُعْبَةُ فِي الْبُطُونِ وَالْبُيُوتِ
٤ ‏/ ٣٥١
حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، ⦗٣٥٢⦘ قَالَ: قُلْتُ لِعَبِيدَةَ السَّلْمَانِيِّ: سَلْ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، عَنِ الصَّلَاةِ الْوسْطَى؟ فَسَأَلَهُ فَقَالَ: “كُنَّا نُرَاهَا الصُّبْحَ أَوِ الْفَجْرَ، حَتَّى سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ يَوْمَ الْأَحْزَابِ: «شَغَلُونَا عَنِ الصَّلَاةِ الْوسْطَى صَلَاةِ الْعَصْرِ، مَلَأَ اللَّهُ قُبُورَهُمْ، وَأَجْوَافَهُمْ نَارًا»
٤ ‏/ ٣٥١
حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ شُتَيْرِ بْنِ شَكَلٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: “شَغَلُونَا يَوْمَ الْأَحْزَابِ عَنْ صَلَاةِ الْعَصْرِ، حَتَّى سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «شَغَلُونَا عَنِ الصَّلَاةِ الْوسْطَى صَلَاةِ الْعَصْرِ مَلَأَ اللَّهُ قُبُورَهُمْ، وَبُيُوتَهُمْ نَارًا»، أَوْ «أَجْوَافَهُمْ نَارًا»
٤ ‏/ ٣٥٢
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: ثنا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْجَزَّارِ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ ” أَنَّهُ قَالَ يَوْمُ الْأَحْزَابَ عَلَى فُرْضَةٍ مِنْ فُرَضِ الْخَنْدَقِ، فَقَالَ: «شَغَلُونَا عَنِ الصَّلَاةِ الْوسْطَى حَتَّى غَرَبَتِ الشَّمْسُ، مَلَأَ اللَّهُ قُبُورَهُمْ وَبُيُوتَهُمْ نَارًا» أَوْ «بُطُونَهُمْ وَبُيُوتَهُمْ نَارًا»
٤ ‏/ ٣٥٢
حَدَّثَنِي أَبُو السَّائِبِ، وَسَعِيدُ بْنُ نُمَيْرٍ، قَالَا: ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ شُتَيْرِ بْنِ شَكَلٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «شَغَلُونَا عَنِ الصَّلَاةِ الْوسْطَى صَلَاةِ الْعَصْرِ، مَلَأَ اللَّهُ قُبُورَهُمْ، وَبُيُوتَهُمْ نَارًا» ثُمَّ صَلَّاهَا بَيْنَ الْعِشَاءَيْنِ، بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ “
٤ ‏/ ٣٥٣
حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الصُّدَائِيُّ، قَالَ: ثنا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ عَبِيدَةَ السَّلْمَانِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: “لَمْ يُصَلِّ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ الْعَصْرَ يَوْمَ الْخَنْدَقِ إِلَّا بَعْدَ مَا غَرَبَتِ الشَّمْسُ، فَقَالَ: «مَا لَهُمْ مَلَأَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ، وَبُيُوتَهُمْ نَارًا مَنَعُونَا عَنِ الصَّلَاةِ الْوسْطَى حَتَّى غَرَبَتِ الشَّمْسُ»
٤ ‏/ ٣٥٣
حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى الضَّرِيرُ، قَالَ: ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، قَالَ: «انْطَلَقْتُ أَنَا وَعَبِيدَةُ السَّلْمَانِيُّ، إِلَى عَلِيٍّ، فَأَمَرْتُ عُبَيْدَةَ، أَنْ يَسْأَلَهُ عَنِ الصَّلَاةِ الْوسْطَى، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا الصَّلَاةُ الْوسْطَى؟ فَقَالَ: كُنَّا نُرَاهَا صَلَاةَ الصُّبْحِ، فَبَيْنَا نَحْنُ نُقَاتِلُ أَهْلَ خَيْبَرَ، فَقَاتَلُوا، حَتَّى أَرْهَقُونَا عَنِ الصَّلَاةِ، وَكَانَ قَبِيلَ غُرُوبِ الشَّمْسِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «اللَّهُمَّ امْلَأْ قُلُوبَ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ الَّذِينَ شَغَلُونَا عَنِ الصَّلَاةِ الْوسْطَى، وَأَجْوَافِهِمْ نَارًا» أَوْ «امْلَأْ قُلُوبَهُمْ نَارًا» قَالَ: فَعَرَفْنَا ⦗٣٥٤⦘ يَوْمَئِذٍ أَنَّهَا الصَّلَاةُ الْوسْطَى»
٤ ‏/ ٣٥٣
حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُعَاذٍ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي حَسَّانَ الْأَعْرَجِ، عَنْ عَبِيدَةَ السَّلْمَانِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، ” أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ ﷺ قَالَ يَوْمَ الْأَحْزَابِ: «اللَّهُمَّ امْلَأْ قُلُوبَهُمْ، وَبُيُوتَهُمْ نَارًا، كَمَا شَغَلُونَا، أَوْ كَمَا حَبَسُونَا عَنِ الصَّلَاةِ الْوسْطَى حَتَّى غَرَبَتِ الشَّمْسُ»
٤ ‏/ ٣٥٤
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، قَالَ: ثنا ثَابِتُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ، عَنْ زُبَيْدٍ، عَنْ مُرَّةَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: “حَبَسَ الْمُشْرِكُونَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ عَنْ صَلَاةِ الْعَصْرِ، حَتَّى اصْفَرَّتِ الشَّمْسُ أَوِ احْمَرَّتْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «شَغَلُونَا عَنِ الصَّلَاةِ الْوسْطَى مَلَأَ اللَّهُ بُيُوتَهُمْ، وَقُلُوبَهُمْ نَارًا، أَوْ حَشَا اللَّهُ قُلُوبَهُمْ، وَبُيُوتَهُمْ نَارًا»
٤ ‏/ ٣٥٤
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عِمَارَةَ الْأَسَدِيُّ، قَالَ: ثنا سَهْلُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ: ثنا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ طَلْحَةَ، قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ مَرَّةَ، فِي بَيْتِهِ، فَسَهَا أَوْ قَالَ: نَسِيَ فَقَامَ قَائِمًا يُحَدِّثَنَا، وَقَدْ كَانَ يُعْجِبُنِي أَنْ أَسْمَعَهُ مِنْ ثِقَةٍ قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ الْخَنْدَقِ يَعْنِي يَوْمَ الْأَحْزَابِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَا لَهُمْ شَغَلُونَا عَنِ الصَّلَاةِ الْوسْطَى صَلَاةِ الْعَصْرِ، مَلَأَ اللَّهُ أَجْوَافَهُمْ، وَقُبُورَهُمْ نَارًا»
٤ ‏/ ٣٥٤
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنِ عَطَاءٍ، عَنِ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «صَلَاةُ الْوسْطَى صَلَاةُ الْعَصْرِ»
٤ ‏/ ٣٥٥
حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ مُسْلِمٍ الطُّوسِيُّ، قَالَ: ثنا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، عَنْ هِلَالِ بْنِ خَبَّابٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: “خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فِي غَزَاةٍ لَهُ، فَحَبَسَهُ الْمُشْرِكُونَ عَنْ صَلَاةِ الْعَصْرِ حَتَّى أَمْسَى بِهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «اللَّهُمَّ امْلَأْ بُيُوتَهُمْ، وَأَجْوَافَهُمْ نَارًا، كَمَا حَبَسُونَا عَنِ الصَّلَاةِ الْوسْطَى»
٤ ‏/ ٣٥٥
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ سَهْلٍ الرَّمْلِيُّ، قَالَ: ثنا إِسْحَاقُ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْمَوْصِلِيِّ، قَالَ: ثنا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: “قَالَ النَّبِيُّ ﷺ يَوْمَ الْأَحْزَابِ: «شَغَلُونَا عَنِ الصَّلَاةِ الْوسْطَى حَتَّى غَابَتِ الشَّمْسُ، مَلَأَ اللَّهُ قُبُورَهُمْ، وَبُيُوتَهُمْ نَارًا»
٤ ‏/ ٣٥٥
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثنا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: “شَغَلَ الْأَحْزَابُ النَّبِيَّ ﷺ يَوْمَ الْخَنْدَقِ، عَنْ صَلَاةِ الْعَصْرِ حَتَّى غَرَبَتِ الشَّمْسُ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «شَغَلُونَا عَنِ الصَّلَاةِ ⦗٣٥٦⦘ الْوسْطَى، مَلَأَ اللَّهُ قُبُورَهُمْ، وَبُيُوتَهُمْ نَارًا» أَوْ «أَجْوَافَهُمْ نَارًا»
٤ ‏/ ٣٥٥
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الْحَرَشِيُّ الْوَاسِطِيُّ، قَالَ: ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ أَخْبَرَنِي صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ دِهْقَانَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سِيلَانَ، عَنْ كُهَيْلِ بْنِ حَرْمَلَةَ، قَالَ: سُئِلَ أَبُو هُرَيْرَةَ، عَنِ الصَّلَاةِ الْوسْطَى، فَقَالَ: اخْتَلَفْنَا فِيهَا كَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهَا وَنَحْنُ بِفِنَاءِ بَيْتِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، وَفِينَا الرَّجُلُ الصَّالِحُ أَبُو هِشَامِ بْنُ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ، فَقَالَ: أَنَا أَعْلَمُ لَكُمْ ذَلِكَ. فَقَامَ فَاسْتَأْذَنَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَيْنَا فَقَالَ: «أَخْبَرَنَا أَنَّهَا صَلَاةُ الْعَصْرِ»
٤ ‏/ ٣٥٦
حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الصُّدَائِيُّ، قَالَ: ثنا أَبِي، وَحَدَّثَنَا ابْنُ إِسْحَاقَ الْأَهْوَازِيُّ، قَالَ: ثنا أَبُو أَحْمَدَ، قَالَا جَمِيعًا: ثنا فُضَيْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ، عَنْ شَقِيقِ بْنِ عُقْبَةَ الْعَبْدِيِّ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، قَالَ: نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: «حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَصَلَاةِ الْعَصْرِ» قَالَ: فَقَرَأْتُهَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ نَقْرَأَهَا، ثُمَّ ⦗٣٥٧⦘ إِنَّ اللَّهَ نَسَخَهَا، فَأَنْزَلَ: ﴿حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ﴾ [البقرة: ٢٣٨] قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ كَانَ مَعَ شَقِيقٍ: فَهِيَ صَلَاةُ الْعَصْرِ قَالَ: قَدْ حَدَّثْتُكَ كَيْفَ نَزَلَتْ، وَكَيْفَ نَسَخَهَا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ “
٤ ‏/ ٣٥٦
حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، وَحَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَا جَمِيعًا: ثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، وَحَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ، قَالَ: «الصَّلَاةُ الْوسْطَى صَلَاةُ الْعَصْرِ»
٤ ‏/ ٣٥٧
حَدَّثَنِي عِصَامُ بْنُ رَوَّادِ بْنِ الْجَرَّاحِ، قَالَ: ثنا أَبِي، قَالَ: ثنا سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ، قَالَ: «أَنْبَأَنَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ،» أَنَّ الصَّلَاةَ الْوسْطَى هِيَ الْعَصْرُ “
٤ ‏/ ٣٥٧
حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: ثنا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ، ⦗٣٥٨⦘ عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ شُتَيْرِ بْنِ شَكَلٍ، عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ يَوْمَ الْخَنْدَقِ: «شَغَلُونَا عَنِ الصَّلَاةِ الْوسْطَى صَلَاةِ الْعَصْرِ حَتَّى غَرَبَتِ الشَّمْسُ» قَالَ أَبُو مُوسَى: هَكَذَا قَالَ ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ
٤ ‏/ ٣٥٧
حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: ثنا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوسْطَى وَهِيَ الْعَصْرُ»
٤ ‏/ ٣٥٨
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: ثنا أَبُو أَحْمَدَ، قَالَ: ثنا عَبْدُ السَّلَامِ، عَنْ سَالِمٍ مَوْلَى أَبِي نُصَيْرٍ قَالَ: ثني إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَزِيدَ الدِّمَشْقِيُّ، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مَرْوَانَ، فَقَالَ: «يَا فُلَانُ اذْهَبْ إِلَى فُلَانٍ فَقُلْ لَهُ: أَيُّ شَيْءٍ سَمِعْتَ مِنَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فِي الصَّلَاةِ الْوسْطَى؟ فَقَالَ رَجُلٌ جَالِسٌ:»أَرْسَلَنِي أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَأَنَا غُلَامٌ صَغِيرٌ أَسْأَلُهُ عَنِ الصَّلَاةِ الْوسْطَى، فَأَخَذَ إِصْبَعِي الصَّغِيرَةَ فَقَالَ: «هَذِهِ الْفَجْرُ»، وَقَبَضَ الَّتِي تَلِيهَا وَقَالَ: «هَذِهِ الظُّهْرُ»، ثُمَّ قَبَضَ الْإِبْهَامَ فَقَالَ: «هَذِهِ الْمَغْرِبُ»، ثُمَّ قَبَضَ الَّتِي تَلِيهَا ثُمَّ قَالَ: «هَذِهِ الْعِشَاءُ»، ثُمَّ قَالَ: «أَيُّ أَصَابِعِكَ بَقِيَتْ؟» فَقُلْتُ: الْوسْطَى، فَقَالَ: «أَيُّ صَلَاةٍ بَقِيَتْ؟» قُلْتُ: الْعَصْرُ، قَالَ: «هِيَ الْعَصْرُ»
٤ ‏/ ٣٥٨
حُدِّثْتُ عَنْ عَمَّارِ بْنِ الْحَسَنِ، قَالَ: ثنا ابْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الرَّبِيعِ، قَالَ: ذُكِرَ لَنَا أَنَّ الْمُشْرِكِينَ، شَغَلُوهُمْ يَوْمَ الْأَحْزَابِ عَنْ صَلَاةِ الْعَصْرِ حَتَّى غَابَتِ الشَّمْسُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «شَغَلُونَا عَنِ الصَّلَاةِ الْوسْطَى صَلَاةِ الْعَصْرِ حَتَّى ⦗٣٥٩⦘ غَرَبَتِ الشَّمْسُ، مَلَأَ اللَّهُ بُيُوتَهُمْ، وَقُبُورَهُمْ نَارًا»
٤ ‏/ ٣٥٨
حَدَّثَنَا ابْنُ الْبَرْقِيِّ، قَالَ: ثنا عَمْرٌو بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، قَالَ: ثنا صَدَقَةُ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي حَسَّانَ، عَنْ عَبِيدَةَ السَّلْمَانِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ أَنَّهُ قَالَ يَوْمَ الْأَحْزَابِ: «اللَّهُمَّ امْلَأْ بُيُوتَهُمْ، وَقُبُورَهُمْ نَارًا كَمَا شَغَلُونَا عَنِ الصَّلَاةِ الْوسْطَى حَتَّى آبَتِ الشَّمْسُ»
٤ ‏/ ٣٥٩
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَوْفٍ الطَّائِيُّ، قَالَ: ثني مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ، قَالَ: ثنا أَبِي، قَالَ: ثني ضَمْضَمُ بْنُ زُرْعَةَ، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «الصَّلَاةُ الْوسْطَى صَلَاةُ الْعَصْرِ» وَقَالَ آخَرُونَ: بَلِ الصَّلَاةُ الْوسْطَى صَلَاةُ الظُّهْرِ
٤ ‏/ ٣٥٩
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثنا عَفَّانُ، قَالَ: ثنا هَمَّامٌ، قَالَ: ثنا قَتَادَةُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ: «الصَّلَاةُ الْوسْطَى صَلَاةُ الظُّهْرِ» حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَخْزُومِيُّ، قَالَ: ثنا أَبُو عَامِرٍ، قَالَ: ثنا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ زَيْدٍ يَعْنِي ابْنَ ثَابِتٍ، مِثْلَهُ
٤ ‏/ ٣٥٩
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: ثنا شُعْبَةُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: سَمِعْتُ حَفْصَ بْنَ عَاصِمٍ، يُحَدِّثُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: «الصَّلَاةُ الْوسْطَى الظُّهْرُ»
٤ ‏/ ٣٦٠
حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، قَالَ: ثنا شُعْبَةُ، وَحَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: ثنا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ مِنْ وَلَدِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ، يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ: «الصَّلَاةُ الْوسْطَى هِيَ الظُّهْرُ»
٤ ‏/ ٣٦٠
حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَ: ثنا شُعْبَةُ، عَنْ عُمَرَ بْنِ سُلَيْمَانَ – هَكَذَا قَالَ أَبُو زَائِدَةَ – عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، فِي حَدِيثِهِ رَفَعَهُ «الصَّلَاةُ الْوسْطَى صَلَاةُ الظُّهْرِ»
٤ ‏/ ٣٦٠
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ، قَالَ: ثنا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، وَابْنُ لَهِيعَةَ قَالَا: ثنا أَبُو عَقِيلٍ زُهْرَةُ بْنُ مَعْبَدٍ أَنَّ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ، حَدَّثَهُ أَنَّهُ كَانَ قَاعِدًا هُوَ، وَعُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ طَلْحَةَ، فَقَالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ، يَقُولُ: «الصَّلَاةُ الْوسْطَى هِيَ الظُّهْرُ» . فَمَرَّ عَلَيْنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، فَقَالَ عُرْوَةُ: أَرْسِلُوا إِلَى ابْنِ عُمَرَ، فَاسْأَلُوهُ فَأَرْسَلُوا إِلَيْهِ غُلَامًا فَسَأَلَهُ، ثُمَّ جَاءَنَا الرَّسُولُ فَقَالَ يَقُولُ: هِيَ صَلَاةُ الظُّهْرِ. فَشَكَكْنَا فِي قَوْلِ الْغُلَامِ، فَقُمْنَا جَمِيعًا، فَذَهَبْنَا إِلَى ⦗٣٦١⦘ ابْنِ عُمَرَ، فَسَأَلْنَاهُ، فَقَالَ: هِيَ صَلَاةُ الظُّهْرِ “
٤ ‏/ ٣٦٠
حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ، قَالَ: ثنا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، قَالَ: ثني رَجُلٌ، مِنَ الْأَنْصَارِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: «هِيَ الظُّهْرُ»
٤ ‏/ ٣٦١
حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا أَبُو أَحْمَدَ، قَالَ: ثنا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، وَحَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثنا آدَمُ، قَالَ: ثنا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزِّبْرِقَانِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ: «الصَّلَاةُ الْوسْطَى: صَلَاةُ الظُّهْرِ»
٤ ‏/ ٣٦١
حَدَّثَنَا الْمُثَنَّى، قَالَ: ثنا الْحَجَّاجُ، قَالَ: ثنا حَمَّادٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، أَنَّهُ قَالَ: «الصَّلَاةُ الْوسْطَى: هِيَ صَلَاةُ الظُّهْرِ»
٤ ‏/ ٣٦١
حَدَّثَنَا ابْنُ الْبَرْقِيِّ، قَالَ: ثنا ابْنُ أَبَى مَرْيَمَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا نَافِعُ بْنُ يَزِيدَ، قَالَ: ثني الْوَلِيدُ بْنُ أَبِي الْوَلِيدِ أَبُو عُثْمَانَ، قَالَ: ثني عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، «أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ الصَّلَاةِ الْوسْطَى، قَالَ: هِيَ الَّتِي عَلَى أَثَرِ الضُّحَى»
٤ ‏/ ٣٦١
حَدَّثَنَا ابْنُ الْبَرْقِيِّ، قَالَ: ثنا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، قَالَ: ثنا نَافِعُ بْنُ يَزِيدَ، قَالَ: ثني الْوَلِيدُ بْنُ أَبِي الْوَلِيدِ، أَنَّ سَلَمَةَ بْنَ أَبِي مَرْيَمَ، حَدَّثَهُ «أَنَّ نَفَرًا مِنْ قُرَيْشٍ أَرْسِلُوا إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، يَسْأَلُونَهُ عَنِ الصَّلَاةِ الْوسْطَى، فَقَالَ لَهُ: هِيَ الَّتِي عَلَى أَثَرِ صَلَاةِ الضُّحَى، فَقَالُوا لَهُ: ارْجِعْ وَاسْأَلْهُ، فَمَا زَادَنَا إِلَّا عِيًّا بِهَا فَمَرَّ بِهِمْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ ⦗٣٦٢⦘ أَفْلَحَ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، فَأَرْسَلُوا إِلَيْهِ أَيْضًا، فَقَالَ: هِيَ الَّتِي تَوَجَّهَ فِيهَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ إِلَى الْقِبْلَةِ»
٤ ‏/ ٣٦١
حَدَّثَنِي ابْنُ الْبَرْقِيِّ، قَالَ: ثنا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا نَافِعٌ، قَالَ: ثني زُهْرَةُ بْنُ مَعْبَدٍ، قَالَ: ثني سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ: «أَنَّهُ كَانَ قَاعِدًا هُوَ، وَعُرْوَةُ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ طَلْحَةَ، فَقَالَ لَهُ سَعِيدٌ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ، يَقُولُ:»إِنَّ صَلَاةَ الظُّهْرِ هِيَ الصَّلَاةُ الْوسْطَى. فَمَرَّ عَلَيْنَا ابْنُ عُمَرَ، فَقَالَ عُرْوَةُ: أَرْسِلُوا إِلَيْهِ فَاسْأَلُوهُ فَسَأَلَهُ الْغُلَامُ فَقَالَ: هِيَ الظُّهْرُ، فَشَكَكْنَا فِي قَوْلِ الْغُلَامِ، فَقُمْنَا إِلَيْهِ جَمِيعًا، فَسَأَلْنَاهُ، فَقَالَ: هِيَ الظُّهْرُ “
٤ ‏/ ٣٦٢
حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثنا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: ثنا أَبُو عَامِرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ قَيْسٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، وَكَانَ مَوْلًى لِحَفْصَةَ قَالَ: اسْتَكْتَبَتْنِي حَفْصَةُ، مُصْحَفًا وَقَالَتْ لِي: إِذَا أَتَيْتَ عَلَى هَذِهِ الْآيَةِ فَأَعْلِمْنِي حَتَّى أُمْلِيَهَا عَلَيْكَ كَمَا أَقْرَأَنِيهَا فَلَمَّا أَتَيْتُ عَلَى هَذِهِ الْآيَةِ: “﴿حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوسْطَى﴾ [البقرة: ٢٣٨] أَتَيْتُهَا، فَقَالَتِ: اكْتُبْ: حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوسْطَى وَصَلَاةِ الْعَصْرِ. فَلَقِيتُ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ أَوْ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا الْمُنْذِرِ، إِنَّ حَفْصَةَ قَالَتْ كَذَا وَكَذَا. قَالَ: هُوَ كَمَا قَالَتْ، أَوَ لَيْسَ أَشْغَلُ مَا نَكُونُ عِنْدَ صَلَاةِ الظُّهْرِ فِي غَنَمِنَا، وَنَوَاضِحَنَا؟
٤ ‏/ ٣٦٢
وَعِلَّةُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ مَا: حَدَّثَنَا بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: ثنا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ أَبِي حَكِيمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الزِّبْرِقَانَ، يُحَدِّثُ ⦗٣٦٣⦘ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ: “كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يُصَلِّي الظُّهْرَ بِالْهَاجِرَةِ، وَلَمْ يَكُنْ يُصَلِّي صَلَاةً أَشَدَّ عَلَى أَصْحَابِ النَّبِيِّ ﷺ مِنْهَا، قَالَ: فَنَزَلَتْ ﴿حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوسْطَى﴾ [البقرة: ٢٣٨] وَقَالَ: «إِنَّ قَبْلَهَا صَلَاتَيْنِ وَبَعْدَهَا صَلَاتَيْنِ»
٤ ‏/ ٣٦٢
حَدَّثَنَا مُجَاهِدُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ. أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزِّبْرِقَانِ قَالَ: «إِنَّ رَهْطًا مِنْ قُرَيْشٍ مَرَّ بِهِمْ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ فَأَرْسَلُوا إِلَيْهِ رَجُلَيْنِ يَسْأَلَانِهِ عَنِ الصَّلَاةِ الْوسْطَى،» فَقَالَ زَيْدٌ: هِيَ الظُّهْرُ». فَقَامَ رَجُلَانِ مِنْهُمْ فَأَتَيَا أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ فَسَأَلَاهُ عَنِ الصَّلَاةِ الْوسْطَى، فَقَالَ: هِيَ الظُّهْرُ، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ كَانَ يُصَلِّي الظُّهْرَ بِالْهَجِيرِ، فَلَا يَكُونُ وَرَاءَهُ إِلَّا الصَّفُّ وَالصَّفَّانِ، النَّاسُ يَكُونُونَ فِي قَائِلَتِهِمْ، وَفِي تِجَارَتِهِمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أُحَرِّقَ عَلَى أَقْوَامٍ لَا يَشْهَدُونَ الصَّلَاةَ بُيُوتَهُمْ» قَالَ: فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: ﴿حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوسْطَى﴾ [البقرة: ٢٣٨] ” وَكَانَ آخَرُونَ يَقْرَءُونَ ذَلِكَ: «حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوسْطَى وَصَلَاةِ الْعَصْرِ»
٤ ‏/ ٣٦٣
ذِكْرُ مَنْ كَانَ يَقُولُ ذَلِكَ كَذَلِكَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: ثنا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي ⦗٣٦٤⦘ بِشْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ الْأَزْدِيِّ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ حَفْصَةَ، «أَمَرَتْ إِنْسَانًا فَكَتَبَ مُصْحَفًا، فَقَالَتْ: إِذَا بَلَغْتَ هَذِهِ الْآيَةَ:»﴿حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوسْطَى﴾ [البقرة: ٢٣٨] فَآذِنِّي فَلَمَّا بَلَغَ أَذِنَهَا، فَقَالَتِ: اكْتُبْ: «حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوسْطَى وَصَلَاةِ الْعَصْرِ»
٤ ‏/ ٣٦٣
حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ، قَالَ: ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ حَفْصَةَ، «أَمَرَتْ مَوْلًى لَهَا أَنْ يَكْتُبَ لَهَا مُصْحَفًا، فَقَالَتْ: إِذَا بَلَغْتَ هَذِهِ الْآيَةَ: ﴿حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوسْطَى﴾ [البقرة: ٢٣٨] فَلَا تَكْتُبْهَا حَتَّى أُمْلِيَهَا عَلَيْكَ كَمَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقْرَؤُهَا. فَلَمَّا بَلَغَهَا أَمَرَتْهُ فَكَتَبَهَا: حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوسْطَى وَصَلَاةِ الْعَصْرِ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ» قَالَ نَافِعٌ: فَقَرَأْتُ ذَلِكَ الْمُصْحَفَ فَوَجَدْتُ فِيهِ «الْوَاوَ»
٤ ‏/ ٣٦٤
حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: ثنا أَسَدُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ حَفْصَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ ﷺ أَنَّهَا قَالَتْ لِكَاتِبِ مُصْحَفِهَا: “إِذَا بَلَغْتَ مَوَاقِيتَ الصَّلَاةِ فَأَخْبِرْنِي حَتَّى آمُرُكَ مَا سَمِعْتُ مِنَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ. فَلَمَّا أَخْبَرَهَا قَالَتِ: اكْتُبْ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوسْطَى وَصَلَاةِ الْعَصْرِ»
٤ ‏/ ٣٦٤
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: ثني أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ رَافِعٍ، مَوْلَى عُمَرَ، قَالَ: “كَانَ مَكْتُوبًا فِي مُصْحَفِ حَفْصَةَ: «⦗٣٦٥⦘ حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوسْطَى وَصَلَاةِ الْعَصْرِ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ»
٤ ‏/ ٣٦٤
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ الْمِصْرِيُّ، قَالَ: ثنا أَبِي، وَشُعَيْبٌ، عَنِ اللَّيْثِ، قَالَ: ثنا خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ أَبِي هِلَالٍ، عَنْ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ رَافِعٍ، قَالَ: «دَعَتْنِي حَفْصَةُ، فَكَتَبْتُ لَهَا مُصْحَفًا، فَقَالَتْ: إِذَا بَلَغْتَ آيَةَ الصَّلَاةِ فَأَخْبَرَنِي فَلَمَّا كَتَبْتُ:»﴿حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوسْطَى﴾ [البقرة: ٢٣٨] قَالَتْ: «وَصَلَاةِ الْعَصْرِ» أَشْهَدُ أَنِّي سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ ” حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، قَالَ: ثني أَبِي، وَشُعَيْبُ بْنُ اللَّيْثِ، عَنِ اللَّيْثِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ أَبِي هِلَالٍ، عَنْ زَيْدٍ، أَنَّهُ بَلَغَهُ عَنْ أَبِي يُونُسَ، مَوْلَى عَائِشَةَ، مِثْلُ ذَلِكَ حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثنا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: ثني اللَّيْثُ، قَالَ: حَدَّثَنِي خَالِدٌ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، أَنَّهُ بَلَغَهُ، عَنْ أَبِي يُونُسَ، مَوْلَى عَائِشَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، مِثْلُ ذَلِكَ
٤ ‏/ ٣٦٥
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: ثنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، ⦗٣٦٦⦘ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ مَرْيَمَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: «حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوسْطَى وَصَلَاةِ الْعَصْرِ»
٤ ‏/ ٣٦٥
حَدَّثَنَا مُجَاهِدُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ عَطَاءٍ، قَالَ: كَانَ عُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ، يَقْرَأُ: «حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوسْطَى وَصَلَاةِ الْعَصْرِ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ»
٤ ‏/ ٣٦٦
حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثنا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: ثنا أَبُو عَامِرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ قَيْسٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ وَكَانَ مَوْلَى حَفْصَةَ قَالَ: «اسْتَكْتَبَتْنِي حَفْصَةُ، مُصْحَفًا وَقَالَتْ: إِذَا أَتَيْتَ عَلَى هَذِهِ الْآيَةِ فَأَعْلِمْنِي حَتَّى أُمْلِيَهَا عَلَيْكَ كَمَا أُقْرِئْتُهَا، فَلَمَّا أَتَيْتُ عَلَى هَذِهِ الْآيَةِ: ﴿حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوسْطَى﴾ [البقرة: ٢٣٨] أَتَيْتُهَا، فَقَالَتِ: اكْتُبْ «حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوسْطَى وَصَلَاةِ الْعَصْرِ» فَلَقِيتُ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ أَوْ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا الْمُنْذِرِ، إِنَّ حَفْصَةَ قَالَتْ كَذَا وَكَذَا. قَالَ: هُوَ كَمَا قَالَتْ، أَوْ لَيْسَ أَشْغَلُ مَا نَكُونُ عِنْدَ صَلَاةِ الظُّهْرِ فِي نَوَاضِحِنَا، وَغَنَمِنَا؟» وَقَالَ آخَرُونَ: بَلِ الصَّلَاةُ الْوسْطَى صَلَاةُ الْمَغْرِبِ
٤ ‏/ ٣٦٦
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: ثنا أَبُو أَحْمَدَ، قَالَ: ثنا عَبْدُ السَّلَامِ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ ذُؤَيْبٍ، قَالَ: «الصَّلَاةِ الْوسْطَى صَلَاةِ الْمَغْرِبِ، أَلَا تَرَى أَنَّهَا لَيْسَتْ بِأَقَلِّهَا وَلَا أَكْثَرِهَا وَلَا تُقْصَرُ فِي السَّفَرِ، وَأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ لَمْ يُؤَخِّرْهَا عَنْ وَقْتِهَا وَلَمْ يُعَجِّلْهَا؟» قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: وَوَجَّهَ قَبِيصَةَ بْنِ ذُؤَيْبٍ قَوْلَهُ الْوسْطَى إِلَى مَعْنَى التَّوَسُّطِ، الَّذِي يَكُونُ صِفَةً لِلشَّيْءِ يَكُونُ عَدْلًا بَيْنَ الْأَمْرَيْنِ، كَالرَّجُلِ الْمُعْتَدِلِ الْقَامَةِ، الَّذِي لَا يَكُونُ مُفْرِطًا طُولُهُ وَلَا قَصِيرَةٌ قَامَتُهُ، وَلِذَلِكَ قَالَ: أَلَا تَرَى أَنَّهَا لَيْسَتْ بِأَقَلِّهَا وَلَا أَكْثَرِهَا. وَقَالَ آخَرُونَ: بَلِ الصَّلَاةُ الْوسْطَى الَّتِي عَنَاهَا اللَّهُ بِقَوْلِهِ: ﴿حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوسْطَى﴾ [البقرة: ٢٣٨] هِيَ صَلَاةُ الْغَدَاةِ
٤ ‏/ ٣٦٧
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثنا عَفَّانُ، قَالَ: ثنا هَمَّامٌ، قَالَ: ثنا قَتَادَةُ، عَنْ صَالِحٍ أَبِي الْخَلِيلِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «الصَّلَاةُ الْوسْطَى صَلَاةُ الْفَجْرِ»
٤ ‏/ ٣٦٧
حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثنا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، وَعَبْدُ الْوَهَّابِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عَوْفٍ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، قَالَ: «صَلَّيْتُ مَعَ ابْنِ عَبَّاسٍ الْغَدَاةَ فِي مَسْجِدِ الْبَصْرَةِ، ⦗٣٦٨⦘ فَقَنَتَ بِنَا قَبْلَ الرُّكُوعِ وَقَالَ: هَذِهِ الصَّلَاةُ الْوسْطَى الَّتِي قَالَ اللَّهُ: ﴿وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ﴾ [البقرة: ٢٣٨]» حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ، قَالَ: ثنا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ عَوْفٍ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيِّ، قَالَ: صَلَّيْتُ خَلْفَ ابْنِ عَبَّاسٍ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ
٤ ‏/ ٣٦٧
حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَسَدِيُّ، قَالَ: ثنا شَرِيكٌ، عَنْ عَوْفٍ الْأَعْرَابِيِّ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيِّ، قَالَ: «صَلَّيْتُ خَلْفَ ابْنِ عَبَّاسٍ الْفَجْرَ، فَقَنَتَ فِيهَا وَرَفَعَ يَدَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: هَذِهِ الصَّلَاةُ الْوسْطَى الَّتِي أَمَرَنَا اللَّهُ أَنْ نَقُومَ فِيهَا قَانِتِينَ»
٤ ‏/ ٣٦٨
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَوْفُ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، قَالَ: «صَلَّى بِنَا ابْنُ عَبَّاسٍ، الْفَجْرَ فَلَمَّا فَرَغَ، قَالَ: إِنَّ اللَّهَ قَالَ فِي كِتَابِهِ: ﴿حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوسْطَى﴾ [البقرة: ٢٣٨] فَهَذِهِ الصَّلَاةُ الْوسْطَى» حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا مَرْوَانُ يَعْنِي ابْنَ مُعَاوِيَةَ، عَنْ عَوْفٍ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ نَحْوَهُ
٤ ‏/ ٣٦٨
حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ، قَالَ. ثنا عَوْفٌ، عَنْ أَبِي الْمِنْهَالِ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، «أَنَّهُ صَلَّى الْغَدَاةَ فِي مَسْجِدِ الْبَصْرَةِ، فَقَنَتَ قَبْلَ الرُّكُوعِ، ⦗٣٦٩⦘ وَقَالَ: هَذِهِ الصَّلَاةُ الْوسْطَى الَّتِي ذَكَرَ اللَّهُ ﴿حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ﴾ [البقرة: ٢٣٨]»
٤ ‏/ ٣٦٨
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ، قَالَ: ثنا الْمُهَاجِرُ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، قَالَ: «سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، بِالْبَصْرَةِ هَا هُنَا، وَإِنَّ فَخِذَهُ لَعَلَى فَخِذِي، فَقُلْتُ: يَا أَبَا فُلَانٍ أَرَأَيْتَكَ صَلَاةَ الْوسْطَى الَّتِي ذَكَرَ اللَّهُ فِي الْقُرْآنِ، أَلَا تُحَدِّثْنِي أَيُّ صَلَاةٍ هِيَ؟ قَالَ: وَذَلِكَ حِينَ انْصَرَفُوا مِنْ صَلَاةِ الْغَدَاةِ، فَقَالَ: أَلَيْسَ قَدْ صَلَّيْتَ الْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ الْآخِرَةَ؟ قُلْ: قُلْتُ: بَلَى، قَالَ: ثُمَّ صَلَّيْتَ هَذِهِ؟ قَالَ: ثُمَّ تُصَلِّي الْأُولَى وَالْعَصْرَ؟ قَالَ: قُلْتُ: بَلَى. قَالَ: فَهِيَ هَذِهِ»
٤ ‏/ ٣٦٩
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى الدَّامِغَانِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الرَّبِيعُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، قَالَ: «صَلَّيْتُ خَلْفَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ بِالْبَصْرَةِ زَمَنَ عُمَرَ صَلَاةِ الْغَدَاةِ، قَالَ: فَقُلْتُ لِرَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ ﷺ إِلَى جَنْبِي: مَا الصَّلَاةُ الْوسْطَى؟ قَالَ: هَذِهِ الصَّلَاةُ»
٤ ‏/ ٣٦٩
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثنا الْحَجَّاجُ، قَالَ: ثنا حَمَّادٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَوْفٌ، عَنْ خِلَاسِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، «أَنَّهُ صَلَّى الْفَجْرَ، فَقَنَتَ قَبْلَ الرُّكُوعِ، وَرَفَعَ أُصْبُعَيْهِ، قَالَ: هَذِهِ الصَّلَاةُ الْوسْطَى»
٤ ‏/ ٣٦٩
حُدِّثْتُ عَنْ عَمَّارِ بْنِ الْحَسَنِ، قَالَ: ثنا ابْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الرَّبِيعِ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، «أَنَّهُ صَلَّى مَعَ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ صَلَاةَ الْغَدَاةِ، فَلَمَّا أَنْ فَرَغُوا قَالَ: ⦗٣٧٠⦘ قُلْتُ لَهُمْ: أَيَّتُهُنَّ الصَّلَاةُ الْوسْطَى؟ قَالُوا: الَّتِي صَلَّيْتَهَا قَبْلُ»
٤ ‏/ ٣٦٩
حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثنا ابْنُ عَثْمَةَ، قَالَ: ثنا سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: «الصَّلَاةُ الْوسْطَى صَلَاةُ الصُّبْحِ»
٤ ‏/ ٣٧٠
حَدَّثَنَا مُجَاهِدُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ، قَالَ: «كَانَ عَطَاءٌ، يَرَى أَنَّ الصَّلَاةَ الْوسْطَى صَلَاةُ الْغَدَاةِ»
٤ ‏/ ٣٧٠
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ وَاضِحٍ، قَالَ ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ، عَنْ يَزِيدَ النَّحْوِيِّ، عَنْ عِكْرِمَةَ، فِي قَوْلِهِ: «﴿وَالصَّلَاةِ الْوسْطَى﴾ [البقرة: ٢٣٨] قَالَ: صَلَاةُ الْغَدَاةِ»
٤ ‏/ ٣٧٠
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ عِيسَى، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى ذِكْرُهُ: «﴿حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوسْطَى﴾ [البقرة: ٢٣٨] قَالَ: الصُّبْحُ» حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثنا أَبُو حُذَيْفَةَ، قَالَ: ثنا شِبْلٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، مِثْلَهُ
٤ ‏/ ٣٧٠
حُدِّثْتُ عَنْ عَمَّارِ بْنِ الْحَسَنِ، قَالَ: ثنا ابْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ، قَالَ: «الصَّلَاةُ الْوسْطَى صَلَاةُ الْغَدَاةِ»
٤ ‏/ ٣٧٠
حُدِّثْتُ عَنْ عَمَّارٍ، قَالَ: ثنا ابْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الرَّبِيعِ، فِي قَوْلِهِ ⦗٣٧١⦘: «﴿حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوسْطَى﴾ [البقرة: ٢٣٨] قَالَ: الصَّلَاةُ الْوسْطَى صَلَاةُ الْغَدَاةِ» وَعِلَّةُ مَنْ قَالَ هَذِهِ الْمَقَالَةَ، أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى ذِكْرُهُ قَالَ: ﴿حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ﴾ [البقرة: ٢٣٨] بِمَعْنَى: وَقُومُوا لِلَّهِ فِيهَا قَانِتِينَ. قَالَ: فَلَا صَلَاةَ مَكْتُوبَةَ مِنَ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ فِيهَا قُنُوتٌ سِوَى صَلَاةِ الصُّبْحِ، فَعُلِمَ بِذَلِكَ أَنَّهَا هِيَ دُونَ غَيْرِهَا. وَقَالَ آخَرُونَ: هِيَ إِحْدَى الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ، وَلَا نَعْرِفُهَا بِعَيْنِهَا
٤ ‏/ ٣٧٠
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: ثني هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: “كُنَّا عِنْدَ نَافِعٍ، وَمَعَنَا رَجَاءُ بْنُ حَيْوَةَ، فَقَالَ لَنَا رَجَاءٌ: سَلُوا نَافِعًا عَنِ الصَّلَاةِ الْوسْطَى فَسَأَلْنَاهُ، فَقَالَ: قَدْ سَأَلَ عَنْهَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ، رَجُلٌ، فَقَالَ: «هِيَ فِيهِنَّ، فَحَافِظُوا عَلَيْهِنَّ كُلِّهِنَّ»
٤ ‏/ ٣٧١
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: ثنا أَبُو أَحْمَدَ، عَنْ قَيْسِ بْنِ الرَّبِيعِ، عَنْ نُسَيْرِ بْنِ ذُعْلُوقٍ، عَنْ أَبِي فَطِيمَةَ، قَالَ: «سَأَلْتُ الرَّبِيعَ بْنَ خَيْثَمَ عَنِ الصَّلَاةِ الْوسْطَى، قَالَ: ⦗٣٧٢⦘ أَرَأَيْتَ إِنْ عَلِمْتَهَا كُنْتُ مُحَافِظًا عَلَيْهَا وَمُضَيِّعًا سَائِرَهُنَّ؟ قُلْتُ: لَا. فَقَالَ: فَإِنَّكَ إِنْ حَافَظْتَ عَلَيْهِنَّ فَقَدْ حَافَظْتَ عَلَيْهَا»
٤ ‏/ ٣٧١
حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ، وَابْنُ الْمُثَنَّى، قَالَا: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: ثنا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ، يُحَدِّثُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: «كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فِيهِ هَكَذَا، يَعْنِي مُخْتَلِفَيْنِ فِي الصَّلَاةِ الْوسْطَى. وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ» وَالصَّوَابُ مِنَ الْقَوْلِ فِي ذَلِكَ مَا تَظَاهَرَتْ بِهِ الْأَخْبَارُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ الَّتِي ذَكَرْنَاهَا قَبْلَ فِي تَأْوِيلِهِ، وَهُوَ أَنَّهَا الْعَصْرُ. وَالَّذِي حَثَّ اللَّهُ تَعَالَى ذِكْرُهُ عَلَيْهِ مِنْ ذَلِكَ، نَظِيرَ الَّذِي رُوِيَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فِي الْحَثِّ عَلَيْهِ
٤ ‏/ ٣٧٢
كَمَا حَدَّثَنِي بِهِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَبِيبٍ الطُّوسِيُّ، قَالَ: ثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: ثنا أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: ثني يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ خَيْرِ بْنِ نُعَيْمٍ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هُبَيْرَةَ النَّسَائِيِّ، قَالَ: وَكَانَ ثِقَةً، عَنْ أَبِي تَمِيمٍ الْجَيْشَانِيِّ، عَنْ أَبِي بَصْرَةَ الْغِفَارِيِّ، قَالَ: «صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ صَلَاةَ الْعَصْرِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ، قَالَ: «إِنَّ هَذِهِ الصَّلَاةَ فُرِضَتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ فَتَوَانَوْا فِيهَا وَتَرَكُوهَا، فَمَنْ صَلَّاهَا مِنْكُمْ أَضْعَفَ أَجْرَهُ ضِعْفَيْنِ، وَلَا صَلَاةَ بَعْدَهَا حَتَّى يَرَى الشَّاهِدَ» وَالشَّاهِدُ: النَّجْمُ»
٤ ‏/ ٣٧٢
حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ دَاوُدَ، قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: ثني اللَّيْثُ، قَالَ: ثني ⦗٣٧٣⦘ خَيْرُ بْنُ نُعَيْمٍ، عَنِ ابْنِ هُبَيْرَةَ، عَنْ أَبِي تَمِيمِ الْجَيْشَانِيِّ، أَنَّ أَبَا بَصْرَةَ الْغِفَارِيَّ قَالَ: “صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ صَلَاةَ الْعَصْرِ بِالْمَغْمَسِ، فَقَالَ: «إِنَّ هَذِهِ الصَّلَاةِ فُرِضَتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ فَضَيَّعُوهَا وَتَرَكُوهَا، فَمَنْ حَافَظَ عَلَيْهَا مِنْكُمْ أُوتِيِ أَجْرِهَا مَرَّتَيْنِ»
٤ ‏/ ٣٧٢
«وَقَالَ ﷺ: بَكِّرُوا بِالصَّلَاةِ فِي يَوْمِ الْغَيْمِ، فَإِنَّهُ مَنْ فَاتَتْهُ الْعَصْرُ حَبِطَ عَمَلُهُ» حَدَّثَنَا بِذَلِكَ أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا وَكِيعٌ، وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، قَالَ: ثنا أَيُّوبُ بْنُ سُوَيْدٍ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي الْمُهَاجِرِ، عَنْ بُرَيْدَةَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ وَقَالَ: «مَنْ فَاتَتْهُ صَلَاةُ الْعَصْرِ فَكَأَنَّمَا وُتِرَ أَهْلَهُ وَمَالَهُ» . وَقَالَ ﷺ: «مَنْ صَلَّى قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا لَمْ يَلِجِ النَّارَ» ⦗٣٧٤⦘ فَحَثَّ ﷺ عَلَى الْمُحَافَظَةِ عَلَيْهَا حَثًا لَمْ يَحُثَّ مِثْلَهُ عَلَى غَيْرِهَا مِنَ الصَّلَوَاتِ وَإِنْ كَانَتِ الْمُحَافَظَةُ عَلَى جَمِيعِهَا وَاجِبَةً، فَكَانَ بَيِّنًا بِذَلِكَ أَنَّ الَّتِيَ حَضَّ اللَّهُ بِالْحَثِّ عَلَى الْمُحَافَظَةِ عَلَيْهَا بَعْدَ مَا عَمَّ الْأَمْرُ بِهَا جَمِيعَ الْمَكْتُوبَاتِ هِيَ الَّتِي اتَّبَعَهُ فِيهَا نَبِيَّهُ ﷺ، فَخَصَّهَا مِنَ الْحَضِّ عَلَيْهَا بِمَا لَمْ يُخَصِّصْ بِهِ غَيْرَهَا مِنَ الصَّلَوَاتِ، وَحَذَّرَ أُمَّتَهُ مِنْ تَضْيِيعِهَا مَا حَلَّ بِمَنْ قَبْلَهُمْ مِنَ الْأُمَمِ الَّتِي وَصَفَ أَمْرَهَا، وَوَعَدَهُمْ مِنَ الْأَجْرِ عَلَى الْمُحَافَظَةِ عَلَيْهَا ضِعْفَيْ مَا وَعَدَ عَلَى غَيْرِهَا مِنْ سَائِرِ الصَّلَوَاتِ، وَأَحْسَبُ أَنَّ ذَلِكَ كَانَ كَذَلِكَ؛ لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى ذِكْرُهُ جَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا، وَالنَّاسُ مِنْ شُغْلِهِمْ بِطَلَبِ الْمَعَاشِ، وَالتَّصَرُّفِ فِي أَسْبَابِ الْمَكَاسِبِ هَادِئُونَ إِلَّا الْقَلِيلَ مِنْهُمْ، وَلِلْمُحَافَظَةِ عَلَى فَرَائِضِ اللَّهِ، وَإِقَامِ الصَّلَوَاتِ الْمَكْتُوبَاتِ فَازِعُونَ، وَكَذَلِكَ ذَلِكَ فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ؛ لِأَنَّ ذَلِكَ وَقْتٌ قَلِيلٌ مَنْ يَتَصَرَّفُ فِيهِ لِلْمَكَاسِبِ وَالْمَطَالِبِ، وَلَا مُؤْنَةَ عَلَيْهِمْ فِي الْمُحَافَظَةِ عَلَيْهَا. وَأَمَّا صَلَاةُ الظُّهْرِ فَإِنَّ وَقْتَهَا وَقْتُ قَائِلَةِ النَّاسِ، وَاسْتِرْاحَتُهُمْ مِنْ مَطَالِبِهِمْ فِي أَوْقَاتِ شِدَّةِ الْحَرِّ، وَامْتِدَادُ سَاعَاتِ النَّهَارِ وَوَقْتُ تَوْدِيعِ النُّفُوسِ، وَالتَّفَرُّعِ لِرَاحَةِ الْأَبْدَانِ فِي أَوَانِ الْبَرْدِ وَأَيَّامِ الشِّتَاءِ، وَأَنَّ الْمَعْرُوفَ مِنَ الْأَوْقَاتِ لِتَصَرُّفِ النَّاسِ فِي مَطَالِبِهِمْ، وَمَكَاسِبِهِمْ، وَالِاشْتِغَالِ بِسَعْيِهِمْ لِمَا لَا بُدَّ مِنْهُ لَهُمْ مِنْ طَلَبِ أَقْوَاتِهِمْ وَقْتَانِ مِنَ النَّهَارِ: أَحَدُهُمَا أَوَّلُ النَّهَارِ بَعْدَ طُلُوعِ الشَّمْسِ إِلَى وَقْتِ الْهَاجِرَةِ، وَقَدْ خَفَّفَ اللَّهُ تَعَالَى ذِكْرُهُ فِيهِ عَنْ عِبَادِهِ عِبْءَ تَكْلِيفِهِمْ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ، وَثِقَلِ مَا ⦗٣٧٥⦘ يَشْغَلُهُمْ عَنْ سَعْيِهِمْ فِي مَطَالِبِهِمْ وَمَكَاسِبِهِمْ، وَإِنْ كَانَ قَدْ حَثَّهُمْ فِي كِتَابِهِ وَعَلَى لِسَانِ رَسُولِهِ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ عَلَى صَلَاةٍ وَوَعَدَهُمْ عَلَيْهَا الْجَزِيلَ مِنْ ثَوَابِهِ، مِنْ غَيْرِ أَنْ يَفْرِضَهَا عَلَيْهِمْ، وَهِيَ صَلَاةُ الضُّحَى. وَالْآخَرُ مِنْهُمَا آخِرُ النَّهَارِ، وَذَلِكَ مِنْ بَعْدِ إِبْرَادِ النَّاسِ، وَإِمْكَانِ التَّصَرُّفِ، وَطَلَبِ الْمَعَاشِ صَيْفًا وَشِتَاءً إِلَى وَقْتِ مُغِيبِ الشَّمْسِ وَفَرَضَ عَلَيْهِمْ فِيهِ صَلَاةَ الْعَصْرِ، ثُمَّ حَثَّ عَلَى الْمُحَافَظَةِ عَلَيْهَا لِئَلَّا يُضَيِّعُوهَا لَمَّا عَلِمَ مِنْ إيثارِ عِبَادِهِ أَسْبَابَ عَاجِلِ دُنْيَاهُمْ وَطَلَبَ مَعَايِشِهِمْ فِيهَا عَلَى أَسْبَابِ آجِلِ آخِرَتِهِمْ، بِمَا حَثَّهُمْ بِهِ عَلَيْهِ فِي كِتَابِهِ، وَعَلَى لِسَانِ رَسُولِهِ ﷺ، وَوَعَدَهُمْ مِنْ جَزِيلِ ثَوَابِهِ عَلَى الْمُحَافَظَةِ عَلَيْهَا مَا قَدْ ذَكَرْتُ بَعْضَهُ فِي كِتَابِنَا هَذَا. وَسَنَذْكُرُ بَاقِيهِ فِي كِتَابِنَا الْأَكْبَرِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنْ كِتَابِ أَحْكَامِ الشَّرَائِعِ. وَإِنَّمَا قِيلَ لَهَا الْوسْطَى: لِتَوَسُّطِهَا الصَّلَوَاتِ الْمَكْتُوبَاتِ الْخَمْسِ، وَذَلِكَ أَنَّ قَبْلَهَا صَلَاتَيْنِ وَبَعْدَهَا صَلَاتَيْنِ، وَهِيَ بَيْنَ ذَلِكَ وُسْطَاهُنَّ، وَالْوسْطَى: الْفُعْلَى مِنْ قَوْلِ الْقَائِلِ: وَسَطْتُ الْقَوْمَ أَسِطُهُمْ سِطَةً وَوُسُوطًا: إِذَا دَخَلْتُ وَسْطَهُمْ، وَيُقَالُ لِلذَّكَرِ فِيهِ: هُوَ أَوْسَطُنَا، وَلِلْأُنْثَى هِيَ وُسْطَانَا
٤ ‏/ ٣٧٣
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ﴾ [البقرة: ٢٣٨] اخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي مَعْنَى قَوْلِهِ ﴿قَانِتِينَ﴾ [البقرة: ٢٣٨] فَقَالَ بَعْضُهُمْ: مَعْنَى الْقُنُوتِ: الطَّاعَةُ، وَمَعْنَى ذَلِكَ: وَقُومُوا لِلَّهِ فِي صَلَاتِكُمْ، مُطِيعِينَ لَهُ فِيمَا أَمَرَكُمْ بِهِ فِيهَا وَنَهَاكُمْ عَنْهُ
٤ ‏/ ٣٧٥
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ سَعِيدٍ الْكِنْدِيُّ، قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنِ ⦗٣٧٦⦘ الشَّعْبِيِّ، فِي قَوْلِهِ: «﴿وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ﴾ [البقرة: ٢٣٨] قَالَ: مُطِيعِينَ» حَدَّثَنِي أَبُو السَّائِبِ سَلْمُ بْنُ جُنَادَةَ، قَالَ: ثنا ابْنُ إِدْرِيسَ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، مِثْلَهُ
٤ ‏/ ٣٧٥
حَدَّثَنِي ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ وَاضِحٍ، قَالَ: ثنا أَبُو الْمُنِيبِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ: «﴿وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ﴾ [البقرة: ٢٣٨] يَقُولُ: مُطِيعِينَ»
٤ ‏/ ٣٧٦
حَدَّثَنِي أَبُو السَّائِبِ، قَالَ: ثنا ابْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَطَاءٍ: «﴿وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ﴾ [البقرة: ٢٣٨] قَالَ: مُطِيعِينَ»
٤ ‏/ ٣٧٦
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ الْحِمْصِيُّ قَالَ: ثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنِ ابْنِ بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، فِي قَوْلِهِ: «﴿وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ﴾ [البقرة: ٢٣٨] قَالَ: مُطِيعِينَ»
٤ ‏/ ٣٧٦
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَبِي رَاشِدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ الْقُنُوتِ، فَقَالَ: «الْقُنُوتُ: الطَّاعَةُ»
٤ ‏/ ٣٧٦
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ وَاضِحٍ، قَالَ: ثنا عُبَيْدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنِ الضَّحَّاكِ، قَالَ: «الْقُنُوتُ الَّذِي ذَكَرَهُ اللَّهُ فِي الْقُرْآنِ، إِنَّمَا يَعْنِي بِهِ الطَّاعَةَ»
٤ ‏/ ٣٧٦
حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جُوَيْبِرٌ، عَنِ الضَّحَّاكِ: «﴿وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ﴾ [البقرة: ٢٣٨] قَالَ: إِنَّ أَهْلَ كُلِّ دِينٍ يَقُومُونَ لِلَّهِ عَاصِينَ، فَقُومُوا أَنْتُمْ لِلَّهِ طَائِعِينَ»
٤ ‏/ ٣٧٦
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثنا إِسْحَاقُ، قَالَ: ثنا أَبُو زُهَيْرٍ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، فِي قَوْلِهِ: «﴿وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ﴾ [البقرة: ٢٣٨] قَالَ: قُومُوا لِلَّهِ مُطِيعِينَ فِي كُلِّ شَيْءٍ، وَأَطِيعُوهُ فِي صَلَاتِكُمْ»
٤ ‏/ ٣٧٧
حُدِّثْتُ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَرَجِ، قَالَ سَمِعْتُ أَبَا مُعَاذٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ، قَالَ: سَمِعْتُ الضَّحَّاكَ، يَقُولُ: «﴿وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ﴾ [البقرة: ٢٣٨] الْقُنُوتُ: الطَّاعَةُ، يَقُولُ: لِكُلِّ أَهْلِ دِينٍ صَلَاةٌ، يَقُومُونَ فِي صَلَاتِهِمْ لِلَّهِ عَاصِينَ، فَقُومُوا لِلَّهِ مُطِيعِينَ»
٤ ‏/ ٣٧٧
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: ثني مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَوْلَهُ: «﴿قَانِتِينَ﴾ [البقرة: ٢٣٨] يَقُولُ: مُطِيعِينَ»
٤ ‏/ ٣٧٧
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: ثني أَبِي، قَالَ: ثني عَمِّي، قَالَ: ثني أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَوْلِهِ: «﴿وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ﴾ [البقرة: ٢٣٨] قَالَ: مُطِيعِينَ»
٤ ‏/ ٣٧٧
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثنا الْحِمَّانِيُّ، قَالَ: ثني شَرِيكٌ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ سَعِيدٍ: «﴿وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ﴾ [البقرة: ٢٣٨] يَقُولُ: مُطِيعِينَ»
٤ ‏/ ٣٧٧
حَدَّثَنِي عِمْرَانُ بْنُ بَكَّارٍ الْكَلَاعِيُّ، قَالَ: ثنا خَطَّابُ بْنُ عُثْمَانَ، قَالَ: ثنا أَبُو رَوْحٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سِنَانٍ السَّكُونِيُّ حِمْصِيُّ، لَقِيتُهُ بِأَرْمِينِيَّةَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ أَبِي الْحَسَنِ، يَقُولُ فِي قَوْلِهِ: «﴿وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ﴾ [البقرة: ٢٣٨] قَالَ: طَائِعِينَ»
٤ ‏/ ٣٧٧
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ عِيسَى، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، ⦗٣٧٨⦘ عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي قَوْلِ اللَّهِ: «﴿وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ﴾ [البقرة: ٢٣٨] قَالَ: مُطِيعِينَ» حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثنا أَبُو حُذَيْفَةَ، قَالَ: ثنا شِبْلٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، مِثْلَهُ
٤ ‏/ ٣٧٧
حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُعَاذٍ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلَهُ: «﴿وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ﴾ [البقرة: ٢٣٨] يَقُولُ: مُطِيعِينَ»
٤ ‏/ ٣٧٨
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: ثنا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، قَالَ: ثنا فُضَيْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ، عَنْ عَطِيَّةَ، قَالَ: «كَانُوا يَأْمُرُونَ فِي الصَّلَاةِ بِحَوَائِجِهِمْ، حَتَّى أُنْزِلَتْ: ﴿وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ﴾ [البقرة: ٢٣٨] فَتَرَكُوا الْكَلَامَ. قَالَ: قَانِتِينَ: مُطِيعِينَ»
٤ ‏/ ٣٧٨
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عِمَارَةَ الْأَسَدِيُّ، قَالَ: ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا فُضَيْلُ، عَنْ عَطِيَّةَ، فِي قَوْلِهِ: «﴿وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ﴾ [البقرة: ٢٣٨] قَالَ: كَانُوا يَتَكَلَّمُونَ فِي الصَّلَاةِ بِحَوَائِجِهِمْ، حَتَّى نَزَلَتْ: ﴿وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ﴾ [البقرة: ٢٣٨] فَتَرَكُوا الْكَلَامَ فِي الصَّلَاةِ»
٤ ‏/ ٣٧٨
حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ، قَالَ: ثنا الْحُسَيْنُ، قَالَ: حَدَّثَنِي حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ: «﴿وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ﴾ [البقرة: ٢٣٨] قَالَ: كَانَ أَهْلُ دِينٍ يَقُومُونَ فِيهَا عَاصِينَ، فَقُومُوا أَنْتُمْ لِلَّهِ مُطِيعِينَ»
٤ ‏/ ٣٧٨
حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: ثنا أَسَدُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، قَالَ: ⦗٣٧٩⦘ ثنا دَرَّاجٌ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ أَنَّهُ قَالَ: «كُلُّ حَرْفٍ فِي الْقُرْآنِ فِيهِ الْقُنُوتُ، فَإِنَّمَا هُوَ الطَّاعَةُ»
٤ ‏/ ٣٧٨
حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، قَالَ: ثنا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: الْقُنُوتُ: «طَاعَةُ اللَّهِ، يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: ﴿وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ﴾ [البقرة: ٢٣٨] مُطِيعِينَ»
٤ ‏/ ٣٧٩
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ الرَّبِيعِ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، قَالَ: قَالَ ابْنُ طَاوُسٍ، كَانَ أَبِي يَقُولُ: «الْقُنُوتُ: طَاعَةُ اللَّهِ» وَقَالَ آخَرُونَ: الْقُنُوتُ فِي هَذِهِ الْآيَةِ: السُّكُوتُ. وَقَالُوا: تَأْوِيلُ الْآيَةِ: قُومُوا لِلَّهِ سَاكِتِينَ عَمَّا نَهَاكُمُ اللَّهُ أَنَّ تَتَكَلَّمُوا بِهِ فِي صَلَاتِكُمْ
٤ ‏/ ٣٧٩
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ هَارُونَ، قَالَ: ثنا عَمْرٌو، قَالَ: ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ: «﴿وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ﴾ [البقرة: ٢٣٨] الْقُنُوتُ فِي هَذِهِ الْآيَةِ: السُّكُوتُ»
٤ ‏/ ٣٧٩
حَدَّثَنِي مُوسَى، قَالَ: ثنا عَمْرٌو، قَالَ: ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ، فِي خَبَرٍ ذَكَرَهُ، عَنْ مُرَّةَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: «كُنَّا نَقُومُ فِي الصَّلَاةِ، فَنَتَكَلَّمُ، وَيَسْأَلُ الرَّجُلُ ⦗٣٨٠⦘ صَاحِبَهُ عَنْ حَاجَتِهِ، وَيُخْبِرُهُ، وَيَرُدُّونَ عَلَيْهِ إِذَا سَلَّمَ. حَتَّى أَتَيْتُ أَنَا فَسَلَّمْتُ، فَلَمْ يَرُدُّوا عَلَيَّ السَّلَامَ، فَاشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَيَّ. فَلَمَّا قَضَى النَّبِيُّ ﷺ صَلَاتَهُ، قَالَ: «إِنَّهُ لَمْ يَمْنَعُنِي أَنْ أَرُدَّ عَلَيْكَ السَّلَامَ إِلَّا أَنَّا أُمِرْنَا أَنْ نَقُومَ قَانِتِينَ لَا نَتَكَلَّمُ فِي الصَّلَاةِ» . وَالْقُنُوتُ: السُّكُوتُ»
٤ ‏/ ٣٧٩
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الْمُحَارِبِيُّ، قَالَ: ثنا الْحَكَمُ بْنُ ظُهَيْرٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: «كُنَّا نَتَكَلَّمُ فِي الصَّلَاةِ، فَسَلَّمْتُ عَلَى النَّبِيِّ ﷺ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيَّ، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ: «قَدْ أَحْدَثَ اللَّهُ أَنْ لَا تَكَلَّمُوا فِي الصَّلَاةِ» وَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: ﴿وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ﴾ [البقرة: ٢٣٨]»
٤ ‏/ ٣٨٠
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ بَيَانٍ السُّكَّرِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، وَحَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ، وَابْنُ نُمَيْرٍ، وَوَكِيعٌ، وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، جَمِيعًا، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ شِبْلٍ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، قَالَ: «كُنَّا نَتَكَلَّمُ فِي الصَّلَاةِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ يُكَلِّمُ أَحَدُنَا صَاحِبَهُ فِي الْحَاجَةِ، حَتَّى نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: ﴿حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ﴾ [البقرة: ٢٣٨] فَأُمِرْنَا بِالسُّكُوتِ»
٤ ‏/ ٣٨٠
حَدَّثَنَا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ، قَالَ: ثنا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، فِي ⦗٣٨١⦘ قَوْلِهِ: «﴿وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ﴾ [البقرة: ٢٣٨] قَالَ: كَانُوا يَتَكَلَّمُونَ فِي الصَّلَاةِ يَجِيءُ خَادِمُ الرَّجُلِ إِلَيْهِ وَهُوَ فِي الصَّلَاةِ فَيُكَلِّمُهُ بِحَاجَتِهِ، فَنُهُوا عَنِ الْكَلَامِ»
٤ ‏/ ٣٨٠
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا هَارُونُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ عَنْبَسَةَ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَدِيٍّ، عَنْ كُلْثُومِ بْنِ الْمُصْطَلِقِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: “إِنَّ النَّبِيَّ ﷺ كَانَ عَوَّدَنِي أَنْ يَرُدَّ عَلَيَّ السَّلَامَ فِي الصَّلَاةِ، فَأَتَيْتُهُ ذَاتَ يَوْمٍ فَسَلَّمْتُ، فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيَّ وَقَالَ: «إِنَّ اللَّهَ يُحَدِّثُ فِي أَمْرِهِ مَا يَشَاءُ، وَإِنَّهُ قَدْ أَحْدَثَ لَكُمْ فِي الصَّلَاةِ أَنْ لَا يَتَكَلَّمَ أَحَدٌ الَّا بِذِكْرِ اللَّهِ، وَمَا يَنْبَغِي مِنْ تَسْبِيحٍ وَتَمْجِيدٍ، وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ»
٤ ‏/ ٣٨١
حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ، فِي قَوْلِهِ: «﴿وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ﴾ [البقرة: ٢٣٨] قَالَ: إِذَا قُمْتُمْ فِي الصَّلَاةِ فَاسْكُتُوا، لَا تَكَلَّمُوا أَحَدًا حَتَّى تَفْرُغُوا مِنْهَا. قَالَ: وَالْقَانِتُ: الْمُصَلِّي الَّذِي لَا يَتَكَلَّمُ» وَقَالَ آخَرُونَ: الْقُنُوتُ فِي هَذِهِ الْآيَةِ: الرُّكُوعُ فِي الصَّلَاةِ، وَالْخُشُوعُ فِيهَا. وَقَالُوا فِي تَأْوِيلِ الْآيَةِ: وَقُومُوا لِلَّهِ فِي صَلَاتِكُمْ خَاشِعِينَ، خَافِضِي الْأَجْنِحَةِ، غَيْرَ عَابِثِينَ، وَلَا لَاعِبِينَ
٤ ‏/ ٣٨١
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي سَلْمُ بْنُ جُنَادَةَ، قَالَ: ثنا ابْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: «﴿⦗٣٨٢⦘ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ﴾ [البقرة: ٢٣٨] قَالَ: فَمَنِ الْقُنُوتِ طُولُ الرُّكُوعِ، وَغَضُّ الْبَصَرِ، وَخَفْضُ الْجَنَاحِ، وَالْخُشُوعُ مِنْ رَهْبَةِ اللَّهِ، كَانَ الْعُلَمَاءُ إِذَا قَامَ أَحَدُهُمْ يُصَلِّي، يَهَابُ الرَّحْمَنَ أَنْ يَلْتَفِتَ، أَوْ أنْ يُقَلِّبَ الْحَصَى، أَوْ يَعْبَثَ بِشَيْءٍ، أَوْ يُحَدِّثُ نَفْسَهُ بِشَيْءٍ مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا إِلَّا نَاسِيًا»
٤ ‏/ ٣٨١
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا جَرِيرٌ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، نَحْوَهُ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: «فَمَنِ الْقُنُوتِ: الرُّكُودُ، وَالْخُشُوعُ»
٤ ‏/ ٣٨٢
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا حَكَّامٌ، عَنْ عَنْبَسَةَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: «﴿وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ﴾ [البقرة: ٢٣٨] قَالَ: مِنَ الْقُنُوتِ الْخُشُوعُ، وَخَفْضُ الْجَنَاحِ مِنْ رَهْبَةِ اللَّهِ. وَكَانَ الْفُقَهَاءُ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ ﷺ إِذَا قَامَ أَحَدُهُمْ إِلَى الصَّلَاةِ لَمْ يَلْتَفِتْ، وَلَمْ يُقَلِّبِ الْحَصَا، وَلَمْ يُحَدِّثْ نَفْسَهُ بِشَيْءٍ مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا إِلَّا نَاسِيًا حَتَّى يَنْصَرِفَ»
٤ ‏/ ٣٨٢
حُدِّثْتُ عَنْ عَمَّارِ بْنِ الْحَسَنِ، قَالَ: ثنا ابْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي قَوْلِهِ «﴿وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ﴾ [البقرة: ٢٣٨] قَالَ: إِنَّ مِنَ الْقُنُوتِ الرُّكُودَ» ثُمَّ ذَكَرَ نَحْوَهُ
٤ ‏/ ٣٨٢
حُدِّثْتُ عَنْ عَمَّارٍ، قَالَ: ثنا ابْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الرَّبِيعِ، فِي قَوْلِهِ ⦗٣٨٣⦘: «﴿وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ﴾ [البقرة: ٢٣٨] قَالَ: الْقُنُوتُ: الرُّكُودُ، يَعْنِي: الْقِيَامَ فِي الصَّلَاةِ وَالِانْتِصَابَ لَهُ» وَقَالَ آخَرُونَ: بَلِ الْقُنُوتُ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ: الدُّعَاءُ. قَالُوا: تَأْوِيلُ الْآيَةِ: وَقُومُوا لِلَّهِ رَاغِبِينَ فِي صَلَاتِكُمْ
٤ ‏/ ٣٨٢
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: ثنا ابْنُ عُلَيَّةَ، وَثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثنا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، وَعَبْدُ الْوَهَّابِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، جَمِيعًا، عَنْ عَوْفٍ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، قَالَ: «صَلَّيْتُ مَعَ ابْنِ عَبَّاسٍ، الْغَدَاةَ فِي مَسْجِدِ الْبَصْرَةِ، فَقَنَتَ بِنَا قَبْلَ الرُّكُوعِ، وَقَالَ: هَذِهِ الصَّلَاةُ الْوسْطَى الَّتِي قَالَ اللَّهُ: ﴿وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ﴾ [البقرة: ٢٣٨]» وَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: وَأَوْلَى هَذِهِ الْأَقْوَالِ بِالصَّوَابِ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ: ﴿وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ﴾ [البقرة: ٢٣٨] قَوْلُ مَنْ قَالَ: تَأْوِيلُهُ مُطِيعِينَ، وَذَلِكَ أَنَّ أَصْلَ الْقُنُوتِ: الطَّاعَةُ، وَقَدْ تَكُونُ الطَّاعَةُ لِلَّهِ فِي الصَّلَاةِ بِالسُّكُوتِ عَمَّا نَهَى اللَّهُ مِنَ الْكَلَامِ فِيهَا، وَلِذَلِكَ وَجَّهَ مَنْ وَجَّهَ تَأْوِيلَ الْقُنُوتِ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ إِلَى السُّكُوتِ فِي الصَّلَاةِ أَحَدَ الْمَعَانِي الَّتِي فَرَضَهَا اللَّهُ عَلَى عِبَادِهِ فِيهَا. إِلَّا عَنْ قِرَاءَةِ قُرْآنٍ، أَوْ ذِكْرٍ لَهُ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ. وَمِمَّا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُمْ قَالُوا ذَلِكَ كَمَا وَصَفْنَا، قَوْلُ النَّخَعِيِّ، وَمُجَاهِدٍ
٤ ‏/ ٣٨٣
الَّذِي حَدَّثَنَا بِهِ، أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْأَهْوَازِيُّ، قَالَ: ثنا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، وَمُجَاهِدٍ، قَالَا: «كَانُوا يَتَكَلَّمُونَ فِي الصَّلَاةِ، يَأْمُرُ أَحَدُهُمْ أَخَاهُ بِالْحَاجَةِ فَنَزَلَتْ ﴿وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ﴾ [البقرة: ٢٣٨] قَالَ: فَقَطَعُوا الْكَلَامَ، وَالْقُنُوتُ: ⦗٣٨٤⦘ السُّكُوتُ، وَالْقُنُوتُ: الطَّاعَةُ» فَجَعَلَ إِبْرَاهِيمُ، وَمُجَاهِدٌ الْقُنُوتَ سُكُوتًا فِي طَاعَةِ اللَّهِ عَلَى مَا قُلْنَا فِي ذَلِكَ مِنَ التَّأْوِيلِ، وَقَدْ تَكُونُ الطَّاعَةُ لِلَّهِ فِيهَا بِالْخُشُوعِ، وَخَفْضِ الْجَنَاحِ، وَإِطالَةِ الْقِيَامِ، وَبِالدُّعَاءِ؛ لِأَنَّ كَلًّا غَيْرُ خَارِجٍ مِنْ أَحَدِ مَعْنَيَيْنِ، مِنْ أَنْ يَكُونَ مِمَّا أُمِرَ بِهِ الْمُصَلِّي، أَوْ مِمَّا نُدِبَ إِلَيْهِ، وَالْعَبْدُ بِكُلِّ ذَلِكَ لِلَّهِ مُطِيعٌ، وَهُوَ لِرَبِّهِ فِيهِ قَانِتٌ، وَالْقُنُوتُ: أَصْلُهُ الطَّاعَةُ لِلَّهِ، ثُمَّ يُسْتَعْمَلُ فِي كُلِّ مَا أَطَاعَ اللَّهُ بِهِ الْعَبْدَ. فَتَأْوِيلُ الْآيَةِ إِذًا: حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوسْطَى، وَقُومُوا لِلَّهِ فِيهَا مُطِيعِينَ بِتَرْكِ بَعْضِكُمْ فِيهَا كَلَامَ بَعْضٍ، وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ مَعَانِي الْكَلَامِ، سِوَى قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ فِيهَا، أَوْ ذِكْرِ اللَّهِ بِالَّذِي هُوَ أَهْلُهُ أَوْ دُعَائِهِ فِيهَا، غَيْرِ عَاصِينَ لِلَّهِ فِيهَا بِتَضْيِيعِ حُدُودِهَا، وَالتَّفْرِيطِ فِي الْوَاجِبِ لِلَّهِ عَلَيْكُمْ فِيهَا، وَفِي غَيْرِهَا مِنْ فَرَائِضِ اللَّهِ
٤ ‏/ ٣٨٣
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ﴾ [البقرة: ٢٣٩] يَعْنِي تَعَالَى ذِكْرُهُ بِذَلِكَ: وَقُومُوا لِلَّهِ فِي صَلَاتِكُمْ مُطِيعِينَ لَهُ، لِمَا قَدْ بَيَّنَّاهُ مِنْ مَعْنَاهُ، فَإِنْ خِفْتُمْ مِنْ عَدُوٍّ لَكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ، تَخْشَوْنَهُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ فِي حَالِ الْتِقَائِكُمْ مَعَهُمْ، أَنَّ تُصَلُّوا قِيَامًا عَلَى أَرْجُلِكُمْ بِالْأَرْضِ، قَانِتِينَ لِلَّهِ، فَصَلُّوا رِجَالًا مُشَاةً عَلَى أَرْجُلِكُمْ، وَأَنْتُمْ فِي حَرْبِكُمْ، وَقِتَالِكُمْ، وَجِهَادِ عَدُوِّكُمْ، أَوْ رُكْبَانًا عَلَى ظُهُورِ دَوَابِّكُمْ، فَإِنَّ ذَلِكَ يَجْزِيكُمْ حِينَئِذٍ مِنَ الْقِيَامِ مِنْكُمْ قَانِتِينَ.
٤ ‏/ ٣٨٤
وَلَمَّا قُلْنَا مِنْ أَنَّ مَعْنَى ذَلِكَ كَذَلِكَ، جَازَ نَصْبُ الرِّجَالِ بِالْمَعْنَى الْمَحْذُوفِ، وَذَلِكَ أَنَّ الْعَرَبَ تَفْعَلُ ذَلِكَ فِي الْجَزَاءِ خَاصَّةً لِأَنَّ ثَانِيَهُ شَبِيهٌ بِالْمَعْطُوفِ عَلَى أَوَّلِهِ، وَيُبَيِّنُ ذَلِكَ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنْ خَيْرًا فَخَيْرًا، وَإِنْ شَرًّا فَشَرًّا، بِمَعْنَى: إِنْ تَفْعَلْ خَيْرًا تُصِبْ خَيْرًا، وَإِنْ تَفْعَلْ شَرًّا تُصِبْ شَرًّا، فَيَعْطِفُونَ الْجَوَابَ عَلَى الْأَوَّلِ لَانْجِزَامِ الثَّانِي بَجَزْمِ الْأَوَّلِ، فَكَذَلِكَ قَوْلُهُ: ﴿فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا﴾ [البقرة: ٢٣٩] بِمَعْنَى: إِنْ خِفْتُمْ أَنْ تُصَلُّوا قِيَامًا بِالْأَرْضِ فَصَلُّوا رِجَالًا؛ وَالرِّجَالُ جَمْعُ رَاجِلٍ وَرَجُلٍ. وَأَمَّا أَهْلُ الْحِجَازِ فَإِنَّهُمْ يَقُولُونَ لِوَاحِدِ الرِّجَالِ رَجُلٌ، مَسْمُوعٌ مِنْهُمْ: مَشَى فُلَانٌ إِلَى بَيْتِ اللَّهِ حَافِيًا رَجُلًا، وَقَدْ سُمِعَ مِنَ بَعْضِ أَحْيَاءِ الْعَرَبِ فِي وَاحِدِهِمْ رَجُلَانِ، كَمَا قَالَ بَعْضُ بَنِي عُقَيْلٍ:
[البحر الطويل] عَلَيَّ إِذَا أَبْصَرْتُ لَيْلَى بِخَلْوَةٍ … أَنَ ازْدَارَ بَيْتَ اللَّهِ رَجْلَانَ حَافِيَا
فَمَنْ قَالَ رَجْلَانَ لِلذَّكَرٍ، قَالَ لِلْأُنْثَى رِجْلَى، وَجَازَ فِي جَمْعِ الْمُذَكَّرِ وَالْمُؤَنَّثِ فِيهِ أَنْ يُقَالَ: أَتَى الْقَوْمُ رُجَالَى، وَرُجَالَى مِثْلَ كُسَالَى وَكَسَالَى. وَقَدْ حُكِيَ عَنْ بَعْضِهِمْ أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ ذَلِكَ: «فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا» مُشَدَّدَةٌ. وَعَنْ بَعْضِهِمْ أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ: «فَرِجَالًا»، وَكِلْتَا الْقِرَاءَتَيْنِ غَيْرُ جَائِزَةِ الْقِرَاءَةِ بِهَا عِنْدَنَا بِخِلَافِ الْقِرَاءَةِ الْمَوْرُوثَةِ الْمُسْتَفِيضَةِ فِي أَمْصَارِ الْمُسْلِمِينَ.
٤ ‏/ ٣٨٥
وَأَمَّا الرُّكْبَانُ، فَجَمْعُ رَاكِبٍ، يُقَالُ: هُوَ رَاكِبٌ وَهُوَ رُكْبَانُ وَرَكْبٌ وَرَكَبَةُ وَرُكَّابٌ وَأَرْكُبٌ وَأَرْكُوبٌ، يُقَالُ: جَاءَنَا أُرْكُوبٌ مِنَ النَّاسِ وَأَرَاكِيبُ. وَبِنَحْوِ مَا قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ
٤ ‏/ ٣٨٦
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: ثنا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُغِيرَةُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِهِ: ﴿فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا﴾ [البقرة: ٢٣٩] قَالَ: عِنْدَ الْمُطَارَدَةِ يُصَلِّي حَيْثُ كَانَ وَجْهُهُ، رَاكِبًا أَوْ رَاجِلًا، وَيَجْعَلُ السُّجُودَ أَخْفَضَ مِنَ الرُّكُوعِ، وَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ يُومِئُ إِيمَاءً “
٤ ‏/ ٣٨٦
حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، فِي قَوْلِهِ: «﴿فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا﴾ [البقرة: ٢٣٩] قَالَ: صَلَاةُ الضِّرَابِ رَكْعَتَيْنِ يُومِئُ إِيمَاءً»
٤ ‏/ ٣٨٦
حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: ثنا أَبُو أَحْمَدَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَوْلِهِ: «﴿فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا﴾ [البقرة: ٢٣٩] قَالَ: يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ حَيْثُ كَانَ وَجْهُهُ يُومِئُ إِيمَاءً»
٤ ‏/ ٣٨٦
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: ثنا أَبُو أَحْمَدَ، قَالَ: ثنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، «﴿فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا﴾ [البقرة: ٢٣٩] قَالَ: إِذَا طَرَدَتِ الْخَيْلَ فَأَوْمِئْ إِيمَاءً»
٤ ‏/ ٣٨٦
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: ثنا أَبُو أَحْمَدَ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ سَعِيدٍ، ⦗٣٨٧⦘ قَالَ «يُومِئُ إِيمَاءً»
٤ ‏/ ٣٨٦
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: ثنا أَبُو أَحْمَدَ، قَالَ: ثنا هُشَيْمٌ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ، «﴿فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا﴾ [البقرة: ٢٣٩] قَالَ: إِذَا كَانَ عِنْدَ الْقِتَالِ صَلَّى رَاكِبًا أَوْ مَاشِيًا حَيْثُ كَانَ وَجْهُهُ يُومِئُ إِيمَاءً»
٤ ‏/ ٣٨٧
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ عِيسَى، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي قَوْلِ اللَّهِ: «﴿فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا﴾ [البقرة: ٢٣٩] أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ ﷺ فِي الْقِتَالِ عَلَى الْخَيْلِ، فَإِذَا وَقَعَ الْخَوْفُ فَلْيُصَلِّ الرَّجُلُ عَلَى كُلِّ جِهَةٍ قَائِمًا أَوْ رَاكِبًا، أَوْ كَمَا قُدِّرَ، عَلَى أَنْ يُومِئَ بِرَأْسِهِ أَوْ يَتَكَلَّمَ بِلِسَانِهِ» حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثنا أَبُو حُذَيْفَةَ، قَالَ: ثنا شِبْلٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، بِنَحْوِهِ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: أَوْ رَاكِبًا لِأَصْحَابِ مُحَمَّدٍ ﷺ، وَقَالَ أَيْضًا: أَوْ رَاكِبًا، أَوْ مَا قُدِّرَ أَنْ يُومِئَ بِرَأْسِهِ، وَسَائِرُ الْحَدِيثِ مِثْلُهُ
٤ ‏/ ٣٨٧
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جُوَيْبِرٌ، عَنِ الضَّحَّاكِ، فِي قَوْلِهِ: «﴿فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا﴾ [البقرة: ٢٣٩] قَالَ: إِذَا الْتَقَوْا عِنْدَ الْقِتَالِ وَطُلِبُوا، أَوْ طَلَبُوا، أَوْ طَلَبَهُمْ سَبُعٌ، فَصَلَاتُهُمْ تَكْبِيرَتَانِ إِيمَاءً أَيَّ جِهَةٍ كَانَتْ»
٤ ‏/ ٣٨٧
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثنا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ، قَالَ: ثنا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جُوَيْبِرٌ، عَنِ الضَّحَّاكِ «فِي قَوْلِهِ:»فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا قَالَ: ذَلِكَ عِنْدَ الْقِتَالِ يُصَلِّي حَيْثُ كَانَ وَجْهُهُ رَاكِبًا، أَوْ رَاجِلًا إِذَا كَانَ يَطْلُبُ أَوْ يَطْلُبُهُ سَبُعٌ، فَلْيُصَلِّ رَكْعَةً يُومِئُ إِيمَاءً، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَلْيُكَبِّرْ تَكْبِيرَتَيْنِ “
٤ ‏/ ٣٨٧
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثنا أَبِي، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ دَلْهَمٍ، عَنِ الْحَسَنِ: «﴿فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا﴾ [البقرة: ٢٣٩] قَالَ: رَكْعَةً وَأَنْتَ تَمْشِي، وَأَنْتَ يُوضِعُ بِكَ بَعِيرُكَ، وَيَرْكُضُ بِكَ فَرَسُكَ عَلَى أَيِّ جِهَةٍ كَانَ»
٤ ‏/ ٣٨٨
حَدَّثَنِي مُوسَى، قَالَ: ثنا عَمْرٌو، قَالَ: ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ: «﴿فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا﴾ [البقرة: ٢٣٩] أَمَا رِجَالًا: فَعَلَى أَرْجُلِكُمْ إِذَا قَاتَلْتُمْ، يُصَلِّي الرَّجُلُ يُومِئُ بِرَأْسِهِ أَيْنَمَا تَوَجَّهَ، وَالرَّاكِبُ عَلَى دَابَّتِهِ يُومِئُ بِرَأْسِهِ أَيْنَمَا تَوَجَّهَ»
٤ ‏/ ٣٨٨
حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُعَاذٍ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ: «﴿فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا﴾ [البقرة: ٢٣٩] الْآيَةَ. أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ إِذَا كُنْتَ خَائِفًا عِنْدَ الْقِتَالِ أَنْ تُصَلِّيَ وَأَنْتَ رَاكِبٌ وَأَنْتَ تَسْعَى، تُومِئُ بِرَأْسِكَ مِنْ حَيْثُ كَانَ وَجْهُكَ إِنْ قَدَرْتَ عَلَى رَكْعَتَيْنِ، وَإِلَّا فَوَاحِدَةً»
٤ ‏/ ٣٨٨
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ: «﴿فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا﴾ [البقرة: ٢٣٩] قَالَ: ذَاكَ عِنْدَ الْمُسَايَفَةِ»
٤ ‏/ ٣٨٨
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثنا سُوَيْدٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، فِي قَوْلِهِ: «﴿فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا﴾ [البقرة: ٢٣٩] قَالَ: إِذَا طَلَبَ الْأَعْدَاءُ فَقَدْ ⦗٣٨٩⦘ حَلَّ لَهُمْ أَنْ يُصَلُّوا قَبْلَ أَيِّ جِهَةٍ كَانُوا رِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا يُومِئُونَ إِيمَاءً رَكْعَتَيْنِ. وَقَالَ قَتَادَةُ: تَجْزِي رَكْعَةٌ»
٤ ‏/ ٣٨٨
حُدِّثْتُ عَنْ عَمَّارٍ، قَالَ: ثنا ابْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الرَّبِيعِ، فِي قَوْلِهِ: «﴿فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا﴾ [البقرة: ٢٣٩] قَالَ: كَانُوا إِذَا خَشُوا الْعَدُوَّ صَلُّوا رَكْعَتَيْنِ رَاكِبًا كَانَ أَوْ رَاجِلًا»
٤ ‏/ ٣٨٩
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا جَرِيرٌ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، فِي قَوْلِهِ: «﴿فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا﴾ [البقرة: ٢٣٩] قَالَ: يُصَلِّي الرَّجُلُ فِي الْقِتَالِ الْمَكْتُوبَةَ عَلَى دَابَّتِهِ، وَعَلَى رَاحِلَتِهِ حَيْثُ كَانَ وَجْهُهُ، يُومِئُ إِيمَاءً عِنْدَ كُلِّ رُكُوعٍ وَسُجُودٍ، وَلَكِنَّ السُّجُودَ أَخْفَضُ مِنَ الرُّكُوعِ، فَهَذَا حِينَ تَأْخُذُ السُّيُوفُ بَعْضُهَا بَعْضًا؛ هَذَا فِي الْمُطَارَدَةِ»
٤ ‏/ ٣٨٩
حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثنا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: ثني أَبِي، قَالَ: كَانَ قَتَادَةُ، يَقُولُ: «إِنِ اسْتَطَاعَ رَكْعَتَيْنِ وَإِلَّا فَوَاحِدَةً يُومِئُ إِيمَاءً، إِنْ شَاءَ رَاكِبًا أَوْ رَاجِلًا، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: ﴿فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا﴾ [البقرة: ٢٣٩]»
٤ ‏/ ٣٨٩
حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثنا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: ثني أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: «فِي الْخَائِفِ الَّذِي يَطْلُبُهُ الْعَدُوُّ، قَالَ: إِنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يُصَلِّيَ رَكْعَتَيْنٍ، ⦗٣٩٠⦘ وَإِلَّا صَلَّى رَكْعَةً» حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: رَكْعَةٌ
٤ ‏/ ٣٨٩
حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثنا شُعْبَةُ، قَالَ: «سَأَلْتُ الْحَكَمَ، وَحَمَّادًا، وَقَتَادَةَ، عَنْ صَلَاةِ الْمُسَايَفَةِ، فَقَالُوا: رَكْعَةٌ»
٤ ‏/ ٣٩٠
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثنا شُعْبَةُ، قَالَ: «سَأَلْتُ الْحَكَمَ، وَحَمَّادًا، وَقَتَادَةَ عَنْ صَلَاةِ الْمُسَايَفَةِ، فَقَالُوا: يُومِئُ إِيمَاءً حَيْثُ كَانَ وَجْهُهُ»
٤ ‏/ ٣٩٠
حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ حَمَّادٍ، وَالْحَكَمِ، وَقَتَادَةَ، «أَنَّهُمْ سُئِلُوا عَنِ الصَّلَاةِ عِنْدَ الْمُسَايَفَةِ، فَقَالُوا: رَكْعَةٌ حَيْثُ وَجْهُكَ»
٤ ‏/ ٣٩٠
حَدَّثَنِي أَبُو السَّائِبِ، قَالَ: ثنا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ أَشْعَثَ بْنِ سَوَّارٍ، قَالَ: «سَأَلْتُ ابْنَ سِيرِينَ، عَنْ صَلَاةِ الْمُنْهَزِمِ، فَقَالَ: كَيْفَ اسْتَطَاعَ»
٤ ‏/ ٣٩٠
حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: ثنا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ غُرَابٍ، قَالَ: «كُنَّا نُقَاتِلُ الْقَوْمَ وَعَلَيْنَا هَرِمُ بْنُ حَيَّانَ، فَحَضَرَتِ ⦗٣٩١⦘ الصَّلَاةُ، فَقَالُوا: الصَّلَاةَ الصَّلَاةَ فَقَالَ هَرِمٌ: يَسْجُدُ الرَّجُلُ حَيْثُ كَانَ وَجْهُهُ سَجْدَةً. قَالَ: وَنَحْنُ مُسْتَقْبِلُو الْمَشْرِقَ»
٤ ‏/ ٣٩٠
حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ، قَالَ: ثنا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، قَالَ: كَانَ هَرِمُ بْنُ حَيَّانَ، عَلَى جَيْشٍ فَحَضَرُوا الْعَدُوَّ، فَقَالَ: يَسْجُدُ كُلُّ رَجُلٍ مِنْكُمْ تَحْتَ جَيْبِهِ حَيْثُ كَانَ وَجْهُهُ سَجْدَةً، أَوْ مَا اسْتَيْسَرَ، ” فَقُلْتُ لِأَبِي نَضْرَةَ: مَا «مَا اسْتَيْسَرَ»؟ قَالَ: يُومِئُ
٤ ‏/ ٣٩١
حَدَّثَنَا سَوَّارُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: ثنا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، قَالَ: ثنا أَبُو مَسْلَمَةَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، قَالَ: ثني جَابِرُ بْنُ غُرَابٍ، قَالَ: «كُنَّا مَعَ هَرِمِ بْنِ حَيَّانَ نُقَاتِلُ الْعَدُوَّ مُسْتَقْبِلِي الْمَشْرِقِ، فَحَضَرَتِ الصَّلَاةُ، فَقَالُوا: الصَّلَاةُ، فَقَالَ: يَسْجُدُ الرَّجُلُ تَحْتَ جَيْبِهِ سَجْدَةً»
٤ ‏/ ٣٩١
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثنا سُوَيْدُ بْنُ نَصْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ عَطَاءٍ، فِي قَوْلِهِ: «﴿فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا﴾ [البقرة: ٢٣٩] قَالَ: تُصَلِّي حَيْثُ تَوَجَّهَتْ رَاكِبًا وَمَاشِيًا، وَحَيْثُ تَوَجَّهَتْ بِكَ دَابَّتُكَ، تُومِئُ إِيمَاءً لِلْمَكْتُوبَةِ»
٤ ‏/ ٣٩١
حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ عَمْرٍو السَّكُونِيُّ، قَالَ: ثنا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ: ثنا ⦗٣٩٢⦘ الْمَسْعُودِيُّ، قَالَ: ثني يَزِيدُ الْفَقِيرُ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: «صَلَاةُ الْخَوْفِ رَكْعَةٌ»
٤ ‏/ ٣٩١
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: ثنا أَبُو أَحْمَدَ، قَالَ: ثنا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ عَطَاءٍ، فِي هَذِهِ الْآيَةِ، قَالَ: «إِذَا كَانَ خَائِفًا صَلَّى عَلَى أَيِّ حَالٍ كَانَ»
٤ ‏/ ٣٩٢
حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ مَالِكٌ، وَسَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ: «﴿فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا﴾ [البقرة: ٢٣٩] قَالَ: رَاكِبًا وَمَاشِيًا، وَلَوْ كَانَتِ إِنَّمَا عُنِيَ بِهَا النَّاسُ، لَمْ يَأْتِ إِلَّا رِجَالًا وَانْقَطَعَتِ الْأَلِفُ إِنَّمَا هِيَ رِجَالٌ مُشَاةٌ. وَعَنْ: ﴿يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ﴾ [الحج: ٢٧] قَالَ: يَأْتُونَ مُشَاةً وَرُكْبَانًا» قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: الْخَوْفُ الَّذِي لِلْمُصَلِّي أَنْ يُصَلِّيَ مِنْ أَجَلِهِ الْمَكْتُوبَةَ مَاشِيًا رَاجِلًا، وَرَاكِبًا جَائِلًا: الْخَوْفُ عَلَى الْمُهِمَّةِ عِنْدَ السَّلَّةِ، وَالْمُسَايَفَةِ فِي قِتَالِ مَنْ أُمِرَ بِقِتَالِهِ مِنْ عَدُوٍّ لِلْمُسْلِمِينَ، أَوْ مُحَارِبٍ، أَوْ طَلَبِ سَبُعٍ، أَوْ جَمَلٍ صَائِلٍ، أَوْ سَيْلٍ سَائِلٍ، فَخَافَ الْغَرَقَ فِيهِ، وَكُلِّ مَا الْأَغْلَبُ مِنْ شَأْنِهِ هَلَاكُ الْمَرْءِ مِنْهُ إِنْ صَلَّى صَلَاةَ الْأَمْنِ. فَإِنَّهُ إِذَا كَانَ ذَلِكَ كَذَلِكَ، فَلَهُ أَنْ يُصَلِّيَ صَلَاةَ شِدَّةِ الْخَوْفِ حَيْثُ
٤ ‏/ ٣٩٢
كَانَ وَجْهُهُ يُومِئُ إِيمَاءً لِعُمُومِ كِتَابِ اللَّهِ: ﴿فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا﴾ [البقرة: ٢٣٩] وَلَمْ يَخُصَّ الْخَوْفَ عَلَى ذَلِكَ عَلَى نَوْعٍ مِنَ الْأَنْوَاعِ، بَعْدَ أَنْ يَكُونَ الْخَوْفُ صِفَتَهُ مَا ذَكَرْتُ. وَإِنَّمَا قُلْنَا: إِنَّ الْخَوْفَ الَّذِي يَجُوزُ لِلْمُصَلِّي أَنْ يُصَلِّيَ كَذَلِكَ هُوَ الَّذِي الْأَغْلَبُ مِنْهُ الْهَلَاكُ بِإِقَامَةِ الصَّلَاةِ بِحُدُودِهَا، وَذَلِكَ حَالُ شِدَّةِ الْخَوْفِ؛ لِأَنَّ “
٤ ‏/ ٣٩٣
مُحَمَّدَ بْنَ حُمَيْدٍ، وَسُفْيَانَ بْنَ وَكِيعٍ، حَدَّثَانِي قَالَا، ثنا جَرِيرٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ ﷺ فِي صَلَاةِ الْخَوْفِ: «يَقُومُ الْأَمِيرُ وَطَائِفَةٌ مِنَ النَّاسِ مَعَهُ، فَيَسْجُدُونَ سَجْدَةً وَاحِدَةً، ثُمَّ تَكُونُ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْعَدُوِّ، ثُمَّ يَنْصَرِفُ الَّذِينَ سَجَدُوا سَجْدَةً مَعَ أَمِيرِهِمْ، ثُمَّ يَكُونُونَ مَكَانَ الَّذِينَ لَمْ يُصَلُّوا، وَيَتَقَدَّمُ الَّذِينَ لَمْ يُصَلُّوا فَيُصَلُّونَ مَعَ أَمِيرِهِمْ سَجْدَةً وَاحِدَةً، ثُمَّ يَنْصَرِفُ أَمِيرُهُمْ وَقَدْ قَضَى صَلَاتَهُ، وَيُصَلِّي بَعْدَ صَلَاتِهِ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَ الطَّائِفَتَيْنِ سَجْدَةً لِنَفْسِهِ، وَإِنْ كَانَ خَوْفٌ أَشَدُّ مِنْ ذَلِكَ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا»
٤ ‏/ ٣٩٣
حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى الْأُمَوِيُّ، قَالَ: ثني أَبِي، قَالَ: ثنا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: «إِذَا اخْتَلَطُوا يَعْنِي فِي الْقِتَالِ فَإِنَّمَا هُوَ الذِّكْرُ، وَأَشَارَ بِالرَّأْسِ» قَالَ ابْنُ عُمَرَ: قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «وَإِنْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ فَيُصَلُّونَ قِيَامًا وَرُكْبَانًا» ⦗٣٩٤⦘ فَفَصَلَ النَّبِيُّ ﷺ بَيْنَ حُكْمِ صَلَاةِ الْخَوْفِ فِي غَيْرِ حَالِ الْمُسَايَفَةِ، وَالْمُطَارَدَةِ وَبَيْنَ حُكْمِ صَلَاةِ الْخَوْفِ فِي حَالِ شِدَّةِ الْخَوْفِ وَالْمُسَايَفَةِ، عَلَى مَا رُوِّينَا عَنِ ابْنِ عُمَرَ، فَكَانَ مَعْلُومًا بِذَلِكَ أَنَّ قَوْلَهُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: ﴿فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا﴾ [البقرة: ٢٣٩] إِنَّمَا عَنَى بِهِ الْخَوْفَ الَّذِي وَصَفْنَا صِفَتَهُ. وَبِنَحْوِ الَّذِي رَوَى ابْنُ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ رُوِيَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ
٤ ‏/ ٣٩٣
حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ، قَالَ: ثنا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ قَالَ فِي صَلَاةِ الْخَوْفِ: «يُصَلَّى بِطَائِفَةٍ مِنَ الْقَوْمِ رَكْعَةً وَطَائِفَةٌ تَحْرُسُ، ثُمَّ يَنْطَلِقُ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ صَلَّى بِهِمْ رَكْعَةً حَتَّى يَقُومُوا مَقَامَ أَصْحَابِهِمْ، ثُمَّ يَجِيءُ أُولَئِكَ، فَيُصَلِّي بِهِمْ رَكْعَةً، ثُمَّ يُسَلِّمُ، وَتَقُومُ كُلُّ طَائِفَةٍ فَتُصَلِّي رَكْعَةً. قَالَ. فَإِنْ كَانَ خَوْفٌ أَشَدُّ مِنْ ذَلِكَ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا» وَأَمَّا عَدَدُ الرَّكَعَاتِ فِي تِلْكَ الْحَالِ مِنَ الصَّلَاةِ، فَإِنِّي أُحِبُّ أَنْ لَا يَقْتَصِرَ مِنْ عَدَدِهَا فِي حَالِ الْأَمْنِ، وَإِنْ قَصُرَ عَنْ ذَلِكَ فَصَلَّى رَكْعَةً رَأَيْتُهَا مُجْزِئَةً؛
٤ ‏/ ٣٩٤
لِأَنَّ بِشْرَ بْنَ مُعَاذٍ حَدَّثَنِي قَالَ: ثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ الْأَخْنَسِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «فَرَضَ اللَّهُ الصَّلَاةَ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّكُمْ ﷺ فِي الْحَضَرِ أَرْبَعًا، وَفِي السَّفَرِ رَكْعَتَيْنٍ، وَفِي الْخَوْفِ رَكْعَةً»
٤ ‏/ ٣٩٤
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُمْ مَا لَمْ
٤ ‏/ ٣٩٤
تَكُونُوا تَعْلَمُونَ﴾ [البقرة: ٢٣٩] وَتَأْوِيلُ ذَلِكَ: فَإِذَا أَمِنْتُمْ أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ مِنْ عَدُوِّكُمْ أَنْ يَقْدِرَ عَلَى قَتْلِكُمْ فِي حَالِ اشْتِغَالِكُمْ بِصَلَاتِكُمُ الَّتِي فَرَضَهَا عَلَيْكُمْ وَمَنْ غَيْرِهِ مِمَّنْ كُنْتُمْ تَخَافُونَهُ عَلَى أَنْفُسِكُمْ فِي حَالِ صَلَاتِكُمْ، فَاطْمَأْنَنْتُمْ، فَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي صَلَاتِكُمْ وَفِي غَيْرِهَا، بِالشُّكْرِ لَهُ، وَالْحَمْدِ، وَالثَّنَاءِ عَلَيْهِ، عَلَى مَا أَنْعَمَ بِهِ عَلَيْكُمْ مِنَ التَّوْفِيقِ لِإِصَابَةِ الْحَقِّ الَّذِي ضَلَّ عَنْهُ أَعْدَاؤُكُمْ مِنْ أَهْلِ الْكُفْرِ بِاللَّهِ، كَمَا ذَكَرَكُمْ بِتَعْلِيمِهِ إِيَّاكُمْ، مِنْ أَحْكَامِهِ، وَحَلَالِهِ، وَحَرَامِهِ، وَأَخْبَارِ مَنْ قَبْلَكُمْ مِنَ الْأُمَمِ السَّالِفَةِ، وَالْأَنْبَاءِ الْحَادِثَةِ بَعْدَكُمْ فِي عَاجِلِ الدُّنْيَا وَآجِلِ الْآخِرَةِ، الَّتِي جَهِلَهَا غَيْرُكُمْ، وَبَصَّرَكُمْ مِنْ ذَلِكَ وَغَيْرِهِ، إِنْعَامًا مِنْهُ عَلَيْكُمْ بِذَلِكَ، فَعَلَّمَكُمْ مِنْهُ مَا لَمْ تَكُونُوا مِنْ قَبْلِ تَعْلِيمَهُ إِيَّاكُمْ تَعْلَمُونَ. وَكَانَ مُجَاهِدٌ يَقُولُ فِي قَوْلِهِ: ﴿فَإِذَا أَمِنْتُمْ﴾ [البقرة: ١٩٦]
٤ ‏/ ٣٩٥
مَا حَدَّثَنَا بِهِ أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: «﴿فَإِذَا أَمِنْتُمْ﴾ [البقرة: ١٩٦] قَالَ: خَرَجْتُمْ مِنْ دَارِ السَّفَرِ إِلَى دَارِ الْإِقَامَةِ» وبِمِثْلِ الَّذِي قُلْنَا مِنْ ذَلِكَ قَالَ ابْنُ زَيْدٍ
٤ ‏/ ٣٩٥
حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ، فِي قَوْلِهِ: “﴿فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ﴾ [البقرة: ٢٣٩] قَالَ: فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَصَلُّوا الصَّلَاةَ كَمَا افْتَرَضَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ إِذَا جَاءَ الْخَوْفُ، كَانَتْ لَهُمْ رُخْصَةٌ. وَقَوْلُهُ هَاهُنَا ﴿فَاذْكُرُوا اللَّهَ﴾ [البقرة: ١٩٨] قَالَ: الصَّلَاةُ ﴿كَمَا عَلَّمَكُمْ مَا لَمْ
٤ ‏/ ٣٩٥
تَكُونُوا تَعْلَمُونَ﴾ [البقرة: ٢٣٩] ” وَهَذَا الْقَوْلُ الَّذِي ذَكَرْنَا عَنْ مُجَاهِدٍ قَوْلُ غَيْرِهِ أَوْلَى بِالصَّوَابِ مِنْهُ لِإِجْمَاعِ الْجَمِيعِ عَلَى أَنَّ الْخَوْفَ مَتَى زَالَ فَوَاجِبٌ عَلَى الْمُصَلِّي الْمَكْتُوبَةِ وَإِنْ كَانَ فِي سَفَرٍ أَدَاؤُهَا بِرُكُوعِها وَسُجُودِهَا وَحُدُودِهَا، وَقَائِمًا بِالْأَرْضِ غَيْرِ مَاشٍ وَلَا رَاكِبٍ، كَالَّذِي يَجِبُ عَلَيْهِ مِنْ ذَلِكَ إِذَا كَانَ مُقِيمًا فِي مِصْرِهِ، وَبَلَدِهِ، إِلَّا مَا أُبِيحَ لَهُ مِنَ الْقَصْرِ فِيهَا فِي سَفَرِهِ. وَلَمْ يَجْرِ فِي هَذِهِ الْآيَةِ لِلسَّفَرِ ذِكْرٌ، فَيَتَوَجَّهُ قَوْلُهُ: ﴿فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ﴾ [البقرة: ٢٣٩] إِلَيْهِ. وَإِنَّمَا جَرَى ذِكْرُ الصَّلَاةِ فِي حَالِ الْأَمْنِ وَحَالِ شِدَّةِ الْخَوْفِ، فَعَرَّفَ اللَّهُ سبحانه وتعالى عِبَادَهُ صِفَةَ الْوَاجِبِ عَلَيْهِمْ مِنَ الصَّلَاةِ فِيهِمَا، ثُمَّ قَالَ: فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَزَالَ الْخَوْفُ فَأَقِيمُوا صَلَاتَكُمْ، وَذِكْرِي فِيهَا وَفِي غَيْرِهَا مِثْلُ الَّذِي أَوْجَبْتُهُ عَلَيْكُمْ قَبْلَ حُدُوثِ حَالِ الْخَوْفِ وَبَعْدَهُ. فَإِنْ كَانَ جَرَى لِلسَّفَرِ ذِكْرٌ، ثُمَّ أَرَادَ اللَّهُ تَعَالَى ذِكْرُهُ تَعْرِيفَ خَلْقِهِ صِفَةَ الْوَاجِبِ عَلَيْهِمْ مِنَ الصَّلَاةِ بَعْدَ مَقَامِهِمْ لَقَالَ: فَإِذَا أَقَمْتُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ، وَلَمْ يَقُلْ: فَإِذَا أَمِنْتُمْ. وَفِي قَوْلِهِ تَعَالَى ذِكْرُهُ: ﴿فَإِذَا أَمِنْتُمْ﴾ [البقرة: ١٩٦] الدَّلَالَةُ الْوَاضِحَةُ عَلَى صِحَّةِ قَوْلِ مَنْ وَجَّهَ تَأْوِيلَ ذَلِكَ إِلَى الَّذِي قُلْنَا فِيهِ، وَخِلَافِ قَوْلِ مُجَاهِدٍ
٤ ‏/ ٣٩٦
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا وَصِيَّةً لِأَزْوَاجِهِمْ مَتَاعًا إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ فَإِنْ خَرَجْنَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِي مَا فَعَلْنَ فِيَ أَنْفُسِهِنَّ مِنْ مَعْرُوفٍ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ [البقرة: ٢٤٠]
٤ ‏/ ٣٩٦
يَعْنِي تَعَالَى ذِكْرُهُ بِذَلِكَ: وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ أَيُّهَا الرِّجَالُ ﴿وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا﴾ [البقرة: ٢٣٤] يَعْنِي زَوْجَاتٍ كُنَّ لَهُ نِسَاءً فِي حَيَاتِهِ، بِنِكَاحٍ لَا مِلْكِ يَمِينٍ. ثُمَّ صَرَفَ الْخَبَرَ عَنْ ذَكَرِ مَنِ ابْتَدَأَ الْخَبَرُ بِذِكْرِهِ، نَظِيرَ الَّذِي مَضَى مِنْ ذَلِكَ فِي قَوْلِهِ: ﴿وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا﴾ [البقرة: ٢٣٤] إِلَى الْخَبَرِ عَنْ ذَكْرِ أَزْوَاجِهِمْ. وَقَدْ ذَكَرْنَا وَجْهَ ذَلِكَ، وَدَلَّلْنَا عَلَى صِحَّةِ الْقَوْلِ فِيهِ فِي نَظِيرِهِ الَّذِي قَدْ تَقَدَّمَ قَبْلَهُ، فَأَغْنَى ذَلِكَ عَنْ إِعَادَتِهِ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ. ثُمَّ قَالَ تَعَالَى ذِكْرُهُ: ﴿وَصِيَّةً لِأَزْوَاجِهِمْ﴾ [البقرة: ٢٤٠] فَاخْتَلَفَتِ الْقُرَّاءُ فِي قِرَاءَةِ ذَلِكَ، فَقَرَأَ بَعْضُهُمْ: ﴿وَصِيَّةً لِأَزْوَاجِهِمْ﴾ [البقرة: ٢٤٠] بِنَصْبِ الْوَصِيَّةِ؛ بِمَعْنَى: فَلْيُوصُوا وَصِيَّةً لِأَزْوَاجِهِمْ، أَوْ عَلَيْهِمْ وَصِيَّةٌ لِأَزْوَاجِهِمْ. وقَرَأَ آخَرُونَ: «وَصِيَّةً وَلِأَزْوَاجِهِمْ» بِرَفْعِ «الْوَصِيَّةِ» . ثُمَّ اخْتَلَفَ أَهْلُ الْعَرَبِيَّةِ فِي وَجْهِ رَفْعَ الْوَصِيَّةَ؟ فَقَالَ بَعْضُهُمْ: رُفِعَتْ بِمَعْنَى: كُتِبَتْ عَلَيْهِمُ الْوَصِيَّةُ، وَاعْتَلَّ فِي ذَلِكَ بِأَنَّهَا كَذَلِكَ فِي قِرَاءَةِ عَبْدِ اللَّهِ. فَتَأْوِيلُ الْكَلَامِ عَلَى مَا قَالَهُ هَذَا الْقَائِلُ: وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا كُتِبَتْ عَلَيْهِمْ وَصِيَّةٌ لِأَزْوَاجِهِمْ، ثُمَّ تَرَكَ ذِكْرَ «كُتِبَتْ» وَرُفِعَتِ الْوَصِيَّةْ بِذَلِكَ الْمَعْنَى وَإِنْ كَانَ مَتْرُوكًا ذِكْرُهُ. وَقَالَ آخَرُونَ مِنْهُمْ: بَلِ الْوَصِيَّةُ مَرْفُوعَةٌ بِقَوْلِهِ: ﴿لِأَزْوَاجِهِمْ﴾ [البقرة: ٢٤٠] فَتَأَوَّلَ:
٤ ‏/ ٣٩٧
لِأَزْوَاجِهِمْ وَصِيَّةً. وَالْقَوْلُ الْأَوَّلُ أَوْلَى بِالصَّوَابِ فِي ذَلِكَ، وَهُوَ أَنْ تَكُونَ الْوَصِيَّةُ إِذَا رُفِعَتْ مَرْفُوعَةٌ بِمَعْنَى: كُتِبَتْ عَلَيْكُمْ وَصِيَّةٌ لِأَزْوَاجِكُمْ؛ لِأَنَّ الْعَرَبَ تُضْمِرُ النَّكِرَاتِ مَرَافِعَهَا قَبْلَهَا إِذَا أُضْمِرَتْ، فَإِذَا أُظْهِرَتْ بَدَأَتْ بِهِ قَبْلَهَا، فَتَقُولُ: جَاءَنِي رَجُلٌ الْيَوْمَ، وَإِذَا قَالُوا: رَجُلٌ جَاءَنِي الْيَوْمَ، لَمْ يَكَادُوا أَنْ يَقُولُوهُ إِلَّا وَالرَّجُلُ حَاضِرٌ يُشِيرُونَ إِلَيْهِ بِهَذَا، أَوْ غَائِبٌ قَدْ عَلِمَ الْمُخْبَرَ عَنْهُ خَبَرَهُ، أَوْ بِحَذْفِ «هَذَا» وَإِضْمَارِهِ، وَإِنْ حَذَفُوهُ لِمَعْرِفَةِ السَّامِعِ بِمَعْنَى الْمُتَكَلِّمُ، كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: ﴿سُورَةٌ أَنْزَلْنَاهَا﴾ [النور: ١] وَ﴿بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ﴾ [التوبة: ١] فَكَذَلِكَ ذَلِكَ فِي قَوْلِهِ: ﴿وَصِيَّةً لِأَزْوَاجِهِمْ﴾ [البقرة: ٢٤٠] وَأَوْلَى الْقِرَاءَتَيْنِ بِالصَّوَابِ فِي ذَلِكَ عِنْدَنَا قِرَاءَةُ مَنْ قَرَأَهُ رَفْعًا لِدَلَالَةِ ظَاهِرِ الْقُرْآنِ عَلَى أَنَّ مَقَامَ الْمُتَوَفَّى عَنْهَا زَوْجُهَا فِي بَيْتِ زَوْجِهَا الْمُتَوَفَّى حَوْلًا كَامِلًا، كَانَ حَقًّا لَهَا قَبْلَ نُزُولِ قَوْلِهِ: ﴿وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا﴾ [البقرة: ٢٣٤] وَقَبْلَ نُزُولِ آيَةِ الْمِيرَاثِ. وَلِتَظَاهِرِ الْأَخْبَارِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ بِنَحْوِ الَّذِي دَلَّ عَلَيْهِ الظَّاهِرُ مِنْ ذَلِكَ، أَوْصَى لَهُنَّ أَزْوَاجُهُنَّ بِذَلِكَ قَبْلَ وَفَاتِهِنَّ أَوْ لَمْ يُوصُوا لَهُنَّ بِهِ. فَإِنْ قَالَ قَائِلٌ: وَمَا الدَّلَالَةُ عَلَى ذَلِكَ؟ قِيلَ: لَمَّا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى ذِكْرُهُ. ﴿وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا وَصِيَّةً لِأَزْوَاجِهِمْ﴾ [البقرة: ٢٤٠] وَكَانَ الْمُوصِي لَا شَكَّ إِنَّمَا يُوصِي فِي حَيَاتِهِ بِمَا يُؤْمَرُ بِإِنْفَاذِهِ بَعْدَ وَفَاتِهِ، وَكَانَ مُحَالًا أَنْ يُوصِيَ بَعْدَ وَفَاتِهِ، كَانَ تَعَالَى ذِكْرُهُ إِنَّمَا جَعَلَ لِامْرَأَةَ الْمَيِّتَ سُكْنَى الْحَوْلَ بَعْدَ وَفَاتِهِ؛ عِلْمًا بِأَنَّهُ حَقٌّ
٤ ‏/ ٣٩٨
لَهَا وَجَبَ فِي مَالِهِ بِغَيْرِ وَصِيَّةٍ مِنْهُ لَهَا، إِذْ كَانَ الْمَيِّتُ مُسْتَحِيلًا أَنْ يَكُونَ مِنْهُ وَصِيَّةٌ بَعْدَ وَفَاتِهِ. وَلَوْ كَانَ مَعْنَى الْكَلَامِ عَلَى مَا تَأَوَّلَهُ مَنْ قَالَ: فَلْيُوصِ وَصِيَّةً، لَكَانَ التَّنْزِيلُ: وَالَّذِينَ يَحْضُرُهُمُ الْوَفَاةُ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا وَصِيَّةً لِأَزْوَاجِهِمْ، كَمَا قَالَ: ﴿كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ﴾ [البقرة: ١٨٠] وَبَعْدُ، فَلَوْ كَانَ ذَلِكَ وَاجِبًا لَهُنَّ بِوَصِيَّةٍ مِنْ أَزْوَاجِهِنَّ الْمُتَوَفِّينَ، لَمْ يَكُنْ ذَلِكَ حَقًّا لَهُنَّ إِذَا لَمْ يُوصِ أَزْوَاجُهُنَّ لَهُنَّ قَبْلَ وَفَاتِهِمْ، وَلَكَانَ لِوَرَثَتِهِمْ إِخْرَاجُهُنَّ قَبْلَ الْحَوْلِ، وَقَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: ﴿غَيْرَ إِخْرَاجٍ﴾ [البقرة: ٢٤٠] وَلَكِنَّ الْأَمْرَ فِي ذَلِكَ بِخِلَافِ مَا ظَنَّهُ فِي تَأْوِيلِهِ قَارِئُهُ: ﴿وَصِيَّةً لِأَزْوَاجِهِمْ﴾ [البقرة: ٢٤٠] بِمَعْنَى: أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى كَانَ أَمَرَ أَزْوَاجَهُنَّ بِالْوَصِيَّةِ لَهُنَّ، وَإِنَّمَا تَأْوِيلُ ذَلِكَ: ﴿وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا﴾ [البقرة: ٢٣٤] كَتَبَ اللَّهُ لِأَزْوَاجِهِمْ عَلَيْكُمْ وَصِيَّةً مِنْهُ لَهُنَّ أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ أَنْ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ مَنَازِلِ أَزْوَاجِهِنَّ حَوْلًا، كَمَا قَالَ تَعَالَى ذِكْرُهُ فِي سُورَةِ النِّسَاءِ: ﴿غَيْرَ مُضَارٍّ وَصِيَّةً مِنَ اللَّهِ﴾ [النساء: ١٢] ثُمَّ تَرَكَ ذِكْرَ «كَتَبَ اللَّهُ» اكْتِفَاءً بِدَلَالَةِ الْكَلَامِ عَلَيْهِ، وَرُفِعَتْ «الْوَصِيَّةُ» بِالْمَعْنَى الَّذِي قُلْنَا قَبْلُ. فَإِنْ قَالَ قَائِلٌ: فَهَلْ يَجُوزُ نَصْبُ الْوَصِيَّةِ. . . لَهُنَّ وَصِيَّةٌ؟
٤ ‏/ ٣٩٩
قِيلَ: لَا؛ لِأَنَّ ذَلِكَ إِنَّمَا كَانَ يَكُونُ جَائِزًا لَوْ تَقَدَّمَ الْوَصِيَّةَ مِنَ الْكَلَامِ مَا يَصْلُحُ أَنْ تَكُونَ الْوَصِيَّةُ خَارِجَةً مِنْهُ، فَأَمَّا وَلَمْ يَتَقَدَّمْهُ مَا يَحْسُنُ أَنْ تَكُونَ مَنْصُوبَةً بِخُرُوجِهَا مِنْهُ، فَغَيْرُ جَائِزٍ نَصَبُهَا بِذَلِكَ الْمَعْنَى. ذِكْرُ بَعْضِ مَنْ قَالَ: إِنَّ سُكْنَى حَوْلٍ كَامِلٍ كَانَ حَقًّا لِأَزْوَاجِ الَمُتَوَفِّينَ بَعْدَ مَوْتِهِمْ عَلَى مَا قُلْنَا، أَوْصَى بِذَلِكَ أَزْوَاجِهِنَّ لَهُنَّ أَوْ لَمْ يُوصُوا لَهُنَّ بِهِ، وَأَنَّ ذَلِكَ نُسِخَ بِمَا ذَكَرْنَا مِنَ الْأَرْبَعَةِ الْأَشْهُرِ وَالْعَشْرِ وَالْمِيرَاثِ
٤ ‏/ ٤٠٠
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثنا الْحَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ، قَالَ: ثنا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: سَأَلْتُ قَتَادَةَ، عَنْ قَوْلِهِ: «﴿وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا وَصِيَّةً لِأَزْوَاجِهِمْ مَتَاعًا إِلَى الْحَوْلِ غَيْرِ إِخْرَاجٍ﴾ [البقرة: ٢٤٠] فَقَالَ: كَانَتِ الْمَرْأَةُ إِذَا تُوُفِّيَ عَنْهَا زَوْجُهَا كَانَ لَهَا السُّكْنَى، وَالنَّفَقَةُ حَوْلًا فِي مَالِ زَوْجِهَا مَا لَمْ تَخْرُجْ، ثُمَّ نُسِخَ ذَلِكَ بَعْدُ فِي سُورَةِ النِّسَاءِ، فَجَعَلَ لَهَا فَرِيضَةً مَعْلُومَةَ الثَّمَنِ إِنْ كَانَ لَهُ وَلَدٌ، وَالرُّبُعُ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ، وَعِدَّتُهَا أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ وَعَشْرَا، فَقَالَ تَعَالَى ذِكْرُهُ: ﴿وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا﴾ [البقرة: ٢٣٤] فَنَسَخَتْ هَذِهِ الْآيَةُ مَا كَانَ قَبْلَهَا مِنْ أَمْرِ الْحَوْلِ»
٤ ‏/ ٤٠٠
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثنا إِسْحَاقُ، قَالَ: ثنا ابْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الرَّبِيعِ، فِي قَوْلِهِ: «﴿وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا وَصِيَّةً لِأَزْوَاجِهِمْ مَتَاعًا إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ﴾ [البقرة: ٢٤٠] الْآيَةُ. قَالَ: كَانَ هَذَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ آيَةُ الْمِيرَاثِ، فَكَانَتِ الْمَرْأَةُ إِذَا تُوُفِّيَ عَنْهَا زَوْجُهَا، كَانَ لَهَا السُّكْنَى، وَالنَّفَقَةُ حَوْلًا إِنْ شَاءَتْ، فَنُسِخَ ذَلِكَ ⦗٤٠١⦘ فِي سُورَةِ النِّسَاءِ، فَجَعَلَ لَهَا فَرِيضَةً مَعْلُومَةً: جَعَلَ لَهَا الثُّمُنَ إِنْ كَانَ لَهُ وَلَدٌ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ فَلَهَا الرُّبُعُ وَجَعَلَ عِدَّتَهَا أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا، فَقَالَ: ﴿وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا﴾ [البقرة: ٢٣٤]»

عن معز نوني

متحصّل على شهادة ختم الدروس للمعهد الأعلى لتكوين المعلمين بقفصة دفعة 2000، يعمل حاليًّا أستاذ مدارس إبتدائية

شاهد أيضاً

سُورَةُ الْفَاتِحَةِ

مَكِّيَّةٌ وَآيَاتُهَا سَبْعٌ ١ ‏/ ١١١ ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ [الفاتحة: ١] الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ …