مَكِّيَّةٌ وَآيَاتُهَا سِتٌّ وَخَمْسُونَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
٢٣ / ٤٠٠
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنذِرْ وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ﴾ [المدثر: ٢] يَقُولُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: ﴿يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ﴾ [المدثر: ١] يَا أَيُّهَا الْمُتَدَثِّرُ بِثِيَابِهِ عِنْدَ نَوْمِهِ. وَذُكِرَ أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ ﷺ قِيلَ لَهُ ذَلِكَ، وَهُوَ مُتَدَثِّرٌ بِقَطِيفَةٍ.
٢٣ / ٤٠٠
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، ﴿يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ﴾ [المدثر: ١] قَالَ: كَانَ مُتَدَثِّرًا فِي قَطِيفَةٍ وَذُكِرَ أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ أَوَّلُ شَيْءٍ نَزَلَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، وَأَنَّهُ قِيلَ لَهُ: ﴿يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ﴾ [المدثر: ١]
٢٣ / ٤٠٠
كَمَا: حَدَّثَنَا يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيَّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وَهُوَ يُحَدِّثُ عَنْ فَتْرَةِ الْوَحْيِ: «بَيْنَا أَنَا أَمْشِي سَمِعْتُ صَوْتًا مِنَ السَّمَاءِ فَرَفَعْتُ رَأْسِي، فَإِذَا الْمَلَكُ الَّذِي جَاءَنِي بِحِرَاءٍ ⦗٤٠١⦘ جَالِسٌ عَلَى كُرْسِيٍّ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ» . قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «فَجُثِثْتُ مِنْهُ فَرَقًا، وَجِئْتُ أَهْلِي فَقُلْتُ: زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي فَدَثَّرُونِي». فَأَنْزَلَ اللَّهُ: ﴿يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنْذِرْ وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ﴾ [المدثر: ٢] إِلَى قَوْلِهِ: ﴿وَالرُّجْزَ﴾ [المدثر: ٥] فَاهْجُرْ قَالَ: ثُمَّ تَتَابَعَ الْوَحْيُ
٢٣ / ٤٠٠
حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: ثنا الْأَوْزَاعِيُّ، قَالَ: ثني يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا سَلَمَةَ: أَيُّ الْقُرْآنِ أُنْزِلَ أَوَّلَ، فَقَالَ: ﴿يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ﴾ [المدثر: ١] فَقُلْتُ: يَقُولُونَ ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ﴾ [العلق: ١] فَقَالَ أَبُو سَلَمَةَ: سَأَلْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ: أَيُّ الْقُرْآنِ أُنْزِلَ أَوَّلَ؟ فَقَالَ: ﴿يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ ⦗٤٠٢⦘﴾ [المدثر: ١] فَقُلْتُ يَقُولُونَ: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ﴾ [العلق: ١] فَقَالَ: لَا أُخْبِرُكَ إِلَّا مَا حَدَّثَنَا النَّبِيُّ ﷺ، قَالَ: «جَاوَرْتُ فِي حِرَاءٍ؛ فَلَمَّا قَضَيْتُ جِوَارِي هَبَطْتُ، فَاسْتَبْطَنْتُ الْوَادِي، فَنُودِيتُ، فَنَظَرْتُ عَنْ يَمِينِي وَعَنْ شِمَالِي وَخَلْفِي وَقُدَّامِي، فَلَمْ أَرَ شَيْئًا، فَنَظَرْتُ فَوْقَ رَأْسِي فَإِذَا هُوَ جَالِسٌ عَلَى عَرْشٍ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، فَخَشِيتُ مِنْهُ» هَكَذَا قَالَ عُثْمَانُ بْنُ عَمْرٍو، إِنَّمَا هُوَ: “فَجُثِثْتُ مِنْهُ، وَلَقِيتُ خَدِيجَةَ، فَقُلْتُ: دَثِّرُونِي، فَدَثَّرُونِي، وَصُبُّوا عَلَيَّ مَاءً، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيَّ: ﴿يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنْذِرْ﴾ [المدثر: ٢]
٢٣ / ٤٠١
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا وَكِيعٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُبَارَكٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا سَلَمَةَ عَنْ أَوَّلِ مَا نَزَلَ مِنَ الْقُرْآنِ، قَالَ: نَزَلَتْ ﴿يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ﴾ [المدثر: ١] أَوَّلَ؛ قَالَ: قُلْتُ: إِنَّهُمْ يَقُولُونَ ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ﴾ [العلق: ١] فَقَالَ: سَأَلْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، فَقَالَ: لَا أُحَدِّثُكَ إِلَّا مَا حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ قَالَ: “جَاوَرْتُ بِحِرَاءٍ؛ فَلَمَّا قَضَيْتُ جِوَارِي هَبَطْتُ، فَسَمِعْتُ صَوْتًا، فَنَظَرْتُ عَنْ يَمِينِي فَلَمْ أَرَ شَيْئًا، وَنَظَرْتُ خَلْفِي فَلَمْ أَرَ شَيْئًا، فَرَفَعْتُ رَأْسِي فَرَأَيْتُ شَيْئًا، فَأَتَيْتُ خَدِيجَةَ، فَقُلْتُ: ⦗٤٠٣⦘ دَثِّرُونِي وَصُبُّوا عَلَيَّ مَاءً بَارِدًا، فَنَزَلَتْ ﴿يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ﴾ [المدثر: ١]
٢٣ / ٤٠٢
حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: ثنا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: فَتَرَ الْوَحْيُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَتْرَةً، فَحَزِنَ حُزْنًا، فَجَعَلَ يَعْدُو إِلَى شَوَاهِقِ رُءُوسِ الْجِبَالِ لِيَتَرَدَّى مِنْهَا، فَكُلَّمَا أَوْفَى بِذِرْوَةِ جَبَلٍ تَبَدَّى لَهُ جِبْرِيلُ عليه السلام فَيَقُولُ: إِنَّكَ نَبِيُّ اللَّهِ، فَيَسْكُنُ جَأْشُهُ، وَتَسْكُنُ نَفْسُهُ؛ فَكَانَ النَّبِيُّ ﷺ يُحَدِّثُ عَنْ ذَلِكَ، قَالَ: «بَيْنَمَا أَنَا أَمْشِي يَوْمًا إِذْ رَأَيْتُ الْمَلَكَ الَّذِي كَانَ يَأْتِينِي بِحِرَاءٍ عَلَى كُرْسِيٍّ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، فَجُثِثْتُ مِنْهُ رُعْبًا، فَرَجَعْتُ إِلَى خَدِيجَةَ فَقُلْتُ: زَمِّلُونِي، فَزَمَّلْنَاهُ»: أَيْ فَدَثَّرْنَاهُ فَأَنْزَلَ اللَّهُ ﴿يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنْذِرْ وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ﴾ [المدثر: ٢] . قَالَ الزُّهْرِيُّ: فَكَانَ أَوَّلَ شَيْءٍ أُنْزِلَ عَلَيْهِ: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ﴾ [العلق: ١] حَتَّى بَلَغَ ﴿مَا لَمْ يَعْلَمْ﴾ [العلق: ٥] وَاخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي مَعْنَى قَوْلِهِ: ﴿يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ﴾ [المدثر: ١] فَقَالَ بَعْضُهُمْ: مَعْنَى ذَلِكَ: يَا أَيُّهَا النَّائِمُ فِي ثِيَابِهِ
٢٣ / ٤٠٣
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: ثني أَبِي، قَالَ: ثني عَمِّي، قَالَ: ثني أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَوْلُهُ: ﴿يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ﴾ [المدثر: ١] قَالَ: يَا أَيُّهَا النَّائِمُ.
٢٣ / ٤٠٤
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلُهُ: ﴿يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ﴾ [المدثر: ١] يَقُولُ: الْمُتَدَثِّرُ فِي ثِيَابِهِ وَقَالَ آخَرُونَ: بَلْ مَعْنَى ذَلِكَ: يَا أَيُّهَا الْمُتَدَثِّرُ النُّبُوَّةَ وَأَثْقَالَهَا
٢٣ / ٤٠٤
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: ثنا عَبْدُ الْأَعْلَى، قَالَ: وَسُئِلَ دَاوُدُ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ: ﴿يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ﴾ [المدثر: ١] فَحُدِّثْنَا عَنْ عِكْرِمَةَ أَنَّهُ قَالَ: دُثِّرْتَ هَذَا الْأَمْرَ فَقُمْ بِهِ
٢٣ / ٤٠٤
وَقَوْلُهُ: ﴿قُمْ فَأَنْذِرْ﴾ [المدثر: ٢] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ لِنَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ ﷺ: قُمْ مِنْ نَوْمِكَ فَأَنْذِرْ عَذَابَ اللَّهِ قَوْمَكَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا بِاللَّهِ، وَعَبَدُوا غَيْرَهُ. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ.
٢٣ / ٤٠٤
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، ﴿قُمْ فَأَنْذِرْ﴾ [المدثر: ٢] أَيْ أَنْذِرْ عَذَابَ اللَّهِ وَوَقَائِعَهُ فِي الْأُمَمِ، وَشِدَّةَ نِقْمَتِهِ
٢٣ / ٤٠٤
وَقَوْلُهُ: ﴿وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ﴾ [المدثر: ٣] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: وَرَبَّكَ يَا مُحَمَّدُ فَعَظِّمْ بِعِبَادَتِهِ، وَالرَّغْبَةِ إِلَيْهِ فِي حَاجَاتِكَ دُونَ غَيْرِهِ مِنَ الْآلِهَةِ وَالْأَنْدَادِ.
٢٣ / ٤٠٥
وَقَوْلُهُ: ﴿وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ﴾ [المدثر: ٤] اخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي تَأْوِيلِ ذَلِكَ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: مَعْنَى ذَلِكَ: لَا تَلْبَسْ ثِيَابَكَ عَلَى مَعْصِيَةٍ، وَلَا عَلَى غَدْرَةٍ.
٢٣ / ٤٠٥
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: ثني أَبِي، قَالَ: ثني عَمِّي، قَالَ: ثني أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، ﴿وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ﴾ [المدثر: ٤] قَالَ: أَمَا سَمِعْتَ قَوْلَ غَيْلَانَ بْنِ سَلَمَةَ:
[البحر الطويل] وَإِنِّي بِحَمْدِ اللَّهِ لَا ثَوْبَ فَاجِرٍ … لَبِسْتُ وَلَا مِنْ غَدْرَةٍ أَتَقَنَّعُ
[البحر الطويل] وَإِنِّي بِحَمْدِ اللَّهِ لَا ثَوْبَ فَاجِرٍ … لَبِسْتُ وَلَا مِنْ غَدْرَةٍ أَتَقَنَّعُ
٢٣ / ٤٠٥
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا مُصْعَبُ بْنُ سَلَّامٍ، عَنِ الْأَجْلَحِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أَتَاهُ رَجُلٌ وَأَنَا جَالِسٌ فَقَالَ: أَرَأَيْتَ قَوْلَ اللَّهِ: ﴿وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ﴾ [المدثر: ٤] قَالَ: لَا تَلْبَسْهَا عَلَى مَعْصِيَةٍ وَلَا عَلَى غَدْرَةٍ، ثُمَّ قَالَ: أَمَا سَمِعْتَ قَوْلَ غَيْلَانَ بْنِ سَلَمَةَ الثَّقَفِيِّ:
[البحر الطويل] وَإِنِّي بِحَمْدِ اللَّهِ لَا ثَوْبَ فَاجِرٍ … لَبِسْتُ وَلَا مِنْ غَدْرَةٍ أَتَقَنَّعُ
[البحر الطويل] وَإِنِّي بِحَمْدِ اللَّهِ لَا ثَوْبَ فَاجِرٍ … لَبِسْتُ وَلَا مِنْ غَدْرَةٍ أَتَقَنَّعُ
٢٣ / ٤٠٥
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: ثنا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنِ الْأَجْلَحِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَوْلُهُ: ﴿وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ﴾ [المدثر: ٤] قَالَ: لَا تَلْبَسْهَا عَلَى غَدْرَةٍ، وَلَا عَلَى فَجْرَةٍ ثُمَّ تَمَثَّلَ ⦗٤٠٦⦘ بِشَعْرِ غَيْلَانَ بْنِ سَلَمَةَ هَذَا
٢٣ / ٤٠٥
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا مِهْرَانُ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَجْلَحِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْكِنْدِيِّ، عَنْ عِكْرِمَةَ ﴿وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ﴾ [المدثر: ٤] قَالَ: لَا تَلْبَسْ ثِيَابَكَ عَلَى مَعْصِيَةٍ، أَلَمْ تَسْمَعْ قَوْلَ غَيْلَانَ بْنِ سَلَمَةَ الثَّقَفِيِّ:
[البحر الطويل] وَإِنِّي بِحَمْدِ اللَّهِ لَا ثَوْبَ فَاجِرٍ … لَبِسْتُ وَلَا مِنْ غَدْرَةٍ أَتَقَنَّعُ
[البحر الطويل] وَإِنِّي بِحَمْدِ اللَّهِ لَا ثَوْبَ فَاجِرٍ … لَبِسْتُ وَلَا مِنْ غَدْرَةٍ أَتَقَنَّعُ
٢٣ / ٤٠٦
حَدَّثَنِي زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، قَالَ: ثنا حَجَّاجٌ، قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: ﴿وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ﴾ [المدثر: ٤] قَالَ: مِنَ الْإِثْمِ، ثُمَّ قَالَ: نَقِيُّ الثِّيَابِ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ
٢٣ / ٤٠٦
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: ثنا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ الْقَاضِي، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَوْلُهُ ﴿وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ﴾ [المدثر: ٤] قَالَ: فِي كَلَامِ الْعَرَبِ: نَقِيُّ الثِّيَابِ
٢٣ / ٤٠٦
حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، ﴿وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ﴾ [المدثر: ٤] قَالَ: مِنَ الذُّنُوبِ
٢٣ / ٤٠٦
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ﴿وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ﴾ [المدثر: ٤] قَالَ: مِنَ الذُّنُوبِ
٢٣ / ٤٠٦
حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: ثنا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، ﴿وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ﴾ [المدثر: ٤] قَالَ: هِيَ كَلِمَةٌ مِنَ الْعَرَبِيَّةِ كَانَتِ الْعَرَبُ تَقُولُهَا: طَهِّرْ ثِيَابَكَ: أَيْ مِنَ الذُّنُوبِ
٢٣ / ٤٠٧
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلُهُ: ﴿وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ﴾ [المدثر: ٤] يَقُولُ: طَهِّرْهَا مِنَ الْمَعَاصِي، فَكَانَتِ الْعَرَبُ تُسَمِّي الرَّجُلَ إِذَا نَكَثَ وَلَمْ يَفِ بِعَهْدٍ أَنَّهُ دَنِسُ الثِّيَابِ، وَإِذَا وَفَى وَأَصْلَحَ قَالُوا: مُطَهَّرُ الثِّيَابِ
٢٣ / ٤٠٧
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ ثنا مِهْرَانُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: ﴿وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ﴾ [المدثر: ٤] قَالَ: مِنَ الْإِثْمِ
٢٣ / ٤٠٧
قَالَ ثنا مِهْرَانُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ﴿وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ﴾ [المدثر: ٤] قَالَ: مِنَ الْإِثْمِ
٢٣ / ٤٠٧
حُدِّثْتُ، عَنِ الْحُسَيْنِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُعَاذٍ، يَقُولُ: ثنا عُبَيْدٌ، قَالَ: سَمَعْتُ الضَّحَّاكَ، يَقُولُ فِي قَوْلِهِ: ﴿وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ﴾ [المدثر: ٤] يَقُولُ: لَا تَلْبَسْ ثِيَابَكَ عَلَى مَعْصِيَةٍ
٢٣ / ٤٠٧
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ﴿وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ﴾ [المدثر: ٤] قَالَ: مِنَ الْإِثْمِ. ⦗٤٠٨⦘ قَالَ ثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: مِنَ الْإِثْمِ. قَالَ: ثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الْأَجْلَحِ، سَمِعَ عِكْرِمَةَ، قَالَ: لَا تَلْبَسْ ثِيَابَكَ عَلَى مَعْصِيَةٍ. قَالَ: ثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَامِرٍ وَعَطَاءٍ، قَالَا: مِنَ الْخَطَايَا وَقَالَ آخَرُونَ: بَلْ مَعْنَى ذَلِكَ: لَا تَلْبَسْ ثِيَابَكَ مِنْ مَكْسَبٍ غَيْرِ طَيِّبٍ
٢٣ / ٤٠٧
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: ثني أَبِي، قَالَ: ثني عَمِّي، قَالَ: ثني أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، ﴿وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ﴾ [المدثر: ٤] قَالَ: لَا تَكُنْ ثِيَابَكَ الَّتِي تَلْبَسُ مِنْ مَكْسَبٍ غَيْرِ طَائِبٍ، وَيُقَالُ: لَا تَلْبَسْ ثِيَابَكَ عَلَى مَعْصِيَةٍ وَقَالَ آخَرُونَ: بَلْ مَعْنَى ذَلِكَ: أَصْلِحْ عَمَلَكَ
٢٣ / ٤٠٨
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ طَلْحَةَ الْيَرْبُوعِيُّ، قَالَ: ثنا فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ﴾ [المدثر: ٤] قَالَ: عَمَلَكَ فَأَصْلِحْ
٢٣ / ٤٠٨
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي رَزِينٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ﴾ [المدثر: ٤] قَالَ: عَمَلَكَ فَأَصْلِحْهُ، وَكَانَ الرَّجُلُ إِذَا كَانَ خَبِيثَ الْعَمَلِ، قَالُوا: فُلَانٌ خَبِيثُ الثِّيَابِ، وَإِذَا كَانَ حَسَنَ الْعَمَلِ قَالُوا: فُلَانٌ طَاهِرُ الثِّيَابِ
٢٣ / ٤٠٩
وَقَالَ آخَرُونَ فِي ذَلِكَ مَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: ثنا عِيسَى، وَحَدَّثَنِي الْحَارِثُ، قَالَ: ثنا الْحَسَنُ، قَالَ: ثنا وَرْقَاءُ، جَمِيعًا عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَوْلُهُ: ﴿وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ﴾ [المدثر: ٤] قَالَ: لَسْتَ بِكَاهِنٍ وَلَا سَاحِرٍ، فَأَعْرِضْ عَمَّا قَالُوا وَقَالَ آخَرُونَ: بَلْ مَعْنَى ذَلِكَ: اغْسِلْهَا بِالْمَاءِ، وَطَهِّرْهَا مِنَ النَّجَاسَةِ
٢٣ / ٤٠٩
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ حَدَّثَنِي عَبَّاسُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: ثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، صَاحِبِ اللُّؤْلُؤِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، ﴿وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ﴾ [المدثر: ٤] قَالَ: اغْسِلْهَا بِالْمَاءِ
٢٣ / ٤٠٩
حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ﴾ [المدثر: ٤] قَالَ: كَانَ الْمُشْرِكُونَ لَا يَتَطَهَّرُونَ، فَأَمَرَهُ أَنْ يَتَطَهَّرَ، وَيُطَهِّرَ ثِيَابَهُ وَهَذَا الْقَوْلُ الَّذِي قَالَهُ ابْنُ سِيرِينَ وَابْنُ زَيْدٍ فِي ذَلِكَ أَظْهَرُ مَعَانِيهِ، وَالَّذِي قَالَهُ
٢٣ / ٤٠٩
ابْنُ عَبَّاسٍ وَعِكْرِمَةُ وَابْنُ زَكَرِيَّا قَوْلٌ عَلَيْهِ أَكْثَرُ السَّلَفِ مِنْ أَنَّهُ عُنِيَ بِهِ: جِسْمَكَ فَطَهِّرْ مِنَ الذُّنُوبِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمُرَادِهِ مِنْ ذَلِكَ. ﴿وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ﴾ [المدثر: ٥] اخْتَلَفَتِ الْقُرَّاءُ فِي قِرَاءَةِ ذَلِكَ، فَقَرَأَهُ بَعْضُ قُرَّاءِ الْمَدِينَةِ وَعَامَّةُ قُرَّاءِ الْكُوفَةِ: (وَالرِّجْزَ) بِكَسْرِ الرَّاءِ، وَقَرَأَهُ بَعْضُ الْمَكِّيِّينَ وَالْمَدَنِيِّينَ: ﴿وَالرُّجْزَ﴾ [المدثر: ٥] بِضَمِّ الرَّاءِ، فَمَنْ ضَمَّ الرَّاءَ وَجَّهَهُ إِلَى الْأَوْثَانِ، وَقَالَ: مَعْنَى الْكَلَامِ: وَالْأَوْثَانَ فَاهْجُرْ عِبَادَتَهَا، وَاتْرُكْ خِدْمَتَهَا، وَمَنْ كَسَرَ الرَّاءَ وَجَّهَهُ إِلَى الْعَذَابِ، وَقَالَ: مَعْنَاهُ: وَالْعَذَابَ فَاهْجُرْ، أَيْ مَا أَوْجَبَ لَكَ الْعَذَابَ مِنَ الْأَعْمَالِ فَاهْجُرْ. وَالصَّوَابُ مِنَ الْقَوْلِ فِي ذَلِكَ أَنَّهُمَا قِرَاءَتَانِ مَعْرُوفَتَانِ، فَبِأَيَّتِهِمَا قَرَأَ الْقَارِئُ فَمُصِيبٌ، وَالضَّمُّ وَالْكَسْرُ فِي ذَلِكَ لُغَتَانِ بِمَعْنًى وَاحِدٍ، وَلَمْ نَجِدْ أَحَدًا مِنْ مُتَقَدِّمِي أَهْلِ التَّأْوِيلِ فَرَّقَ بَيْنَ تَأْوِيلِ ذَلِكَ، وَإِنَّمَا فَرَّقَ بَيْنَ ذَلِكَ فِيمَا بَلَّغَنَا الْكِسَائِيُّ. وَاخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي مَعْنَى ﴿وَالرُّجْزَ﴾ [المدثر: ٥] فِي هَذَا الْمَوْضِعِ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: هُوَ الْأَصْنَامُ
٢٣ / ٤١٠
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ حَدَّثَنِي عَلِيٌّ، قَالَ: ثنا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: ثني مُعَاوِيَةُ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ﴾ [المدثر: ٥] يَقُولُ: السَّخَطُ وَهُوَ الْأَصْنَامُ
٢٣ / ٤١٠
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: ثنا عِيسَى، وَحَدَّثَنِي ⦗٤١١⦘ الْحَارِثُ، قَالَ: ثنا الْحَسَنُ، قَالَ: ثنا وَرْقَاءُ، جَمِيعًا عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَوْلُهُ: ﴿وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ﴾ [المدثر: ٥] قَالَ: الْأَوْثَانُ
٢٣ / ٤١٠
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: أَحْسِبُهُ أنا عَنْ جَابِرٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ وَعِكْرِمَةَ، ﴿وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ﴾ [المدثر: ٥] قَالَ: الْأَوْثَانُ
٢٣ / ٤١١
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، ﴿وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ﴾ [المدثر: ٥] إِسَافٌ وَنَائِلَةُ، وَهُمَا صَنَمَانِ كَانَا عِنْدَ الْبَيْتِ يَمْسَحُ وُجُوهَهُمَا مَنْ أَتَى عَلَيْهِمَا، فَأَمَرَ اللَّهُ نَبِيِّهِ ﷺ أَنْ يَجْتَنِبَهُمَا وَيَعْتَزِلَهُمَا
٢٣ / ٤١١
حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: ثنا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، ﴿وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ﴾ [المدثر: ٥] قَالَ: هِيَ الْأَوْثَانُ
٢٣ / ٤١١
حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ﴾ [المدثر: ٥] قَالَ: الرُّجْزُ: آلِهَتُهُمُ الَّتِي كَانُوا يَعْبُدُونَ؛ أَمَرَهُ أَنْ يَهْجُرَهَا، فَلَا يَأْتِيهَا، وَلَا يَقْرَبُهَا وَقَالَ آخَرُونَ: بَلْ مَعْنَى ذَلِكَ: وَالْمَعْصِيَةَ وَالْإِثْمَ فَاهْجُرْ
٢٣ / ٤١١
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا مِهْرَانُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ⦗٤١٢⦘، ﴿وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ﴾ [المدثر: ٥] قَالَ الْإِثْمُ
٢٣ / ٤١١
حُدِّثْتُ، عَنِ الْحُسَيْنِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُعَاذٍ، يَقُولُ: ثنا عُبَيْدٌ، قَالَ: سَمَعْتُ الضَّحَّاكَ، يَقُولُ فِي قَوْلِهِ: ﴿وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ﴾ [المدثر: ٥] يَقُولُ: اهْجُرِ الْمَعْصِيَةَ وَقَدْ بَيَّنَّا مَعْنَى الرُّجْزِ فِيمَا مَضَى بِشَوَاهِدِهِ الْمُغْنِيَةِ عَنْ إِعَادَتِهَا فِي هَذَا الْمَوْضِعِ
٢٣ / ٤١٢
وَقَوْلُهُ: ﴿وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ﴾ [المدثر: ٦] اخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي تَأْوِيلِ ذَلِكَ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: مَعْنَى ذَلِكَ: وَلَا تُعْطِ يَا مُحَمَّدُ عَطِيَّةً لَتُعْطَى أَكْثَرَ مِنْهَا.
٢٣ / ٤١٢
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: ثني أَبِي، قَالَ: ثني عَمِّي، قَالَ: ثني أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَوْلُهُ: ﴿وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ﴾ [المدثر: ٦] قَالَ: لَا تُعْطِ عَطِيَّةً تَلْتَمِسُ بِهَا أَفْضَلَ مِنْهَا
٢٣ / ٤١٢
حَدَّثَنَا أَبُو حُمَيْدٍ الْحِمْصِيُّ أَحْمَدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، قَالَ: ثني أَبُو حَيْوَةَ شُرَيْحُ بْنُ يَزِيدَ الْحَضْرَمِيُّ، قَالَ: ثني أَرْطَاةُ، عَنْ ضَمْرَةَ بْنِ حَبِيبٍ وَأَبِي الْأَحْوَصِ، فِي قَوْلِهِ: ﴿وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ﴾ [المدثر: ٦] قَالَ: لَا تُعْطِ شَيْئًا، لَتُعْطَى أَكْثَرَ مِنْهُ
٢٣ / ٤١٢
حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ، قَالَ: ثنا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، فِي قَوْلِهِ: ﴿وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ﴾ [المدثر: ٦] قَالَ: لَا تُعْطِ شَيْئًا لِتُعْطَى أَكْثَرَ مِنْهُ
٢٣ / ٤١٣
حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: ثنا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مَنْ سَمِعَ عِكْرِمَةَ يَقُولُ: ﴿وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ﴾ [المدثر: ٦] قَالَ: لَا تُعْطِ الْعَطِيَّةَ لِتُرِيدَ أَنْ تَأْخُذَ أَكْثَرَ مِنْهَا
٢٣ / ٤١٣
حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ طَلْحَةَ الْيَرْبُوعِيُّ، قَالَ: ثنا فُضَيْلٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، ﴿وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ﴾ [المدثر: ٦] قَالَ: لَا تُعْطِ كَيْمَا تَزْدَادَ
٢٣ / ٤١٣
حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، فِي قَوْلِهِ: ﴿وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ﴾ [المدثر: ٦] قَالَ: لَا تُعْطِ شَيْئًا لِتَأْخُذَ أَكْثَرَ مِنْهُ
٢٣ / ٤١٣
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا وَكِيعٌ، عَنْ سَلَمَةَ، عَنِ الضَّحَّاكِ، ﴿وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ﴾ [المدثر: ٦] قَالَ: لَا تُعْطِ لَتُعْطَى أَكْثَرَ مِنْهُ
٢٣ / ٤١٣
قَالَ: ثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، فِي قَوْلِهِ: ﴿وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ﴾ [المدثر: ٦] قَالَ: لَا تُعْطِ لَتُعْطَى أَكْثَرَ مِنْهُ
٢٣ / ٤١٣
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، فِي قَوْلِهِ: ﴿وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ﴾ [المدثر: ٦] قَالَ: لَا تُعْطِ شَيْئًا لِتَزْدَادَ
٢٣ / ٤١٣
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا وَكِيعٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي رَوَّادٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، قَالَ: هُوَ الرِّبَا الْحَلَالُ، كَانَ لِلنَّبِيِّ ﷺ خَاصَّةً
٢٣ / ٤١٤
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا وَكِيعٌ، عَنْ أَبِي حُجَيْرَةَ، عَنِ الضَّحَّاكِ، هُمَا رِبَوَانِ: حَلَالٌ، وَحَرَامٌ؛ فَأَمَّا الْحَلَالُ: فَالْهَدَايَا، وَالْحَرَامُ: فَالرِّبَا
٢٣ / ٤١٤
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلُهُ: ﴿وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ﴾ [المدثر: ٦] يَقُولُ: لَا تُعْطِ شَيْئًا، إِنَّمَا بِكَ مُجَازَاةُ الدُّنْيَا وَمُعارِضُهَا
٢٣ / ٤١٤
حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: ثنا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، ﴿وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ﴾ [المدثر: ٦] قَالَ: لَا تُعْطِ شَيْئًا لِتُثَابَ أَفْضَلَ مِنْهُ. وَقَالَهُ أَيْضًا طَاوُسٌ
٢٣ / ٤١٤
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: ثنا عِيسَى،؛ وَحَدَّثَنِي الْحَارِثُ، قَالَ: ثنا الْحَسَنُ، قَالَ: ثنا وَرْقَاءُ، جَمِيعًا عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَوْلُهُ: ﴿وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ﴾ [المدثر: ٦] قَالَ: تُعْطِي مَالًا مُصَانَعَةً رَجَاءَ أَفْضَلَ مِنْهُ مِنَ الثَّوَابِ فِي الدُّنْيَا
٢٣ / ٤١٤
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا مِهْرَانُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: لَا تُعْطِ لَتُعْطَى أَكْثَرَ مِنْهُ
٢٣ / ٤١٤
قَالَ: ثنا مِهْرَانُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ﴿وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ﴾ [المدثر: ٦] قَالَ: لَا تُعْطِ لِتَزْدَادَ
٢٣ / ٤١٥
قَالَ: ثنا مِهْرَانُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ ﴿وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ﴾ [المدثر: ٦] قَالَ: هِيَ لِلنَّبِيِّ ﷺ خَاصَّةً، وَلِلنَّاسِ عَامَّةً مُوَسَّعٌ عَلَيْهِمْ وَقَالَ آخَرُونَ: بَلْ مَعْنَى ذَلِكَ: وَلَا تَمْنُنْ عَمَلَكَ عَلَى رَبِّكَ تَسْتَكْثِرُ
٢٣ / ٤١٥
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ حَدَّثَنَا مُجَاهِدُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ، عَنِ الْحَسَنِ، فِي قَوْلِهِ: ﴿وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ﴾ [المدثر: ٦] قَالَ: لَا تَمْنُنْ عَمَلَكَ تَسْتَكْثِرُهُ عَلَى رَبِّكَ
٢٣ / ٤١٥
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثنا هَوْذَةُ، قَالَ: ثنا عَوْفٌ، عَنِ الْحَسَنِ ﴿وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ﴾ [المدثر: ٦] قَالَ: لَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ عَمَلَكَ
٢٣ / ٤١٥
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ وَاضِحٍ، قَالَ: ثنا يُونُسُ بْنُ نَافِعٍ أَبُو غَانِمٍ، عَنْ أَبِي سَهْلٍ كَثِيرِ بْنِ زِيَادٍ، عَنِ الْحَسَنِ ﴿وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ﴾ [المدثر: ٦] يَقُولُ: لَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ عَمَلَكَ الصَّالِحَ
٢٣ / ٤١٥
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا مِهْرَانُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، ﴿وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ﴾ [المدثر: ٦] قَالَ: لَا يَكْثُرُ عَمَلُكَ فِي عَيْنِكَ، فَإِنَّهُ فِيمَا أَنْعَمَ اللَّهُ ⦗٤١٦⦘ عَلَيْكَ وَأَعْطَاكَ قَلِيلٌ وَقَالَ آخَرُونَ: بَلْ مَعْنَى ذَلِكَ: لَا تَضْعَفْ أَنْ تَسْتَكْثِرَ مِنَ الْخَيْرِ. وَوَجَّهُوا مَعْنَى قَوْلِهِ: ﴿وَلَا تَمْنُنْ﴾ [المدثر: ٦] أَيْ لَا تَضْعَفْ، مِنْ قَوْلِهِمْ: حَبَلٌ مَنِينٌ: إِذَا كَانَ ضَعِيفًا
٢٣ / ٤١٥
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ حَدَّثَنَا أَبُو حُمَيْدِ بْنُ الْمُغِيرَةِ الْحِمْصِيُّ، قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ خُصَيْفٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ﴾ [المدثر: ٦] قَالَ: لَا تَضْعَفْ أَنْ تَسْتَكْثِرَ مِنَ الْخَيْرِ، قَالَ: تَمْنُنْ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ: تَضْعَفُ وَقَالَ آخَرُونَ فِي ذَلِكَ: لَا تَمْنُنْ بِالنُّبُوَّةِ عَلَى النَّاسِ، تَأْخُذُ عَلَيْهِ مِنْهُمْ أَجْرًا
٢٣ / ٤١٦
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ﴾ [المدثر: ٦] قَالَ: لَا تَمْنُنْ بِالنُّبُوَّةِ وَالْقُرْآنِ الَّذِي أَرْسَلْنَاكَ بِهِ تَسْتَكْثِرُهُمْ بِهِ، تَأْخُذُ عَلَيْهِ عِوَضًا مِنَ الدُّنْيَا وَأَوْلَى هَذِهِ الْأَقْوَالِ عِنْدِي بِالصَّوَابِ فِي ذَلِكَ قَوْلُ مَنْ قَالَ: مَعْنَى ذَلِكَ: وَلَا تَمْنُنْ عَلَى رَبِّكَ مِنْ أَنْ تَسْتَكْثِرَ عَمَلَكَ الصَّالِحَ. ⦗٤١٧⦘ وَإِنَّمَا قُلْتُ ذَلِكَ أَوْلَى بِالصَّوَابِ، لِأَنَّ ذَلِكَ فِي سِيَاقِ آيَاتٍ تَقَدَّمَ فِيهِنَّ أَمْرُ اللَّهِ نَبِيَّهُ ﷺ بِالْجَدِّ فِي الدُّعَاءِ إِلَيْهِ، وَالصَّبْرِ عَلَى مَا يَلْقَى مِنَ الْأَذَى فِيهِ، فَهَذِهِ بِأَنْ تَكُونَ مِنْ أَنْوَاعِ تِلْكَ، أَشْبَهُ مِنْهَا بِأَنْ تَكُونَ مِنْ غَيْرِهَا. وَذُكِرَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ أَنَّ ذَلِكَ فِي قِرَاءَتِهِ: «وَلَا تَمْنُنْ أَنْ تَسْتَكْثِرَ»
٢٣ / ٤١٦
وَقَوْلُهُ: ﴿وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ﴾ [المدثر: ٧] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ عَلَى مَا لَقِيتَ فِيهِ مِنَ الْمَكْرُوهِ. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ جَمَاعَةٌ مِنْ أَهْلِ التَّأْوِيلِ عَلَى اخْتِلَافٍ فِيهِ بَيْنَ أَهْلِ التَّأْوِيلِ.
٢٣ / ٤١٧
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: ثنا عِيسَى،؛ وَحَدَّثَنِي الْحَارِثُ، قَالَ: ثنا الْحَسَنُ، قَالَ: ثنا وَرْقَاءُ، جَمِيعًا عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَوْلُهُ: ﴿وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ﴾ [المدثر: ٧] قَالَ: عَلَى مَا أُوتِيتَ
٢٣ / ٤١٧
حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ﴾ [المدثر: ٧] قَالَ: حَمَلَ أَمْرًا عَظِيمًا مُحَارَبَةَ الْعَرَبِ، ثُمَّ الْعَجَمِ مِنْ بَعْدِ الْعَرَبِ فِي اللَّهِ ⦗٤١٨⦘ وَقَالَ آخَرُونَ: بَلْ مَعْنَى ذَلِكَ: وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ عَلَى عَطِيَّتِكَ
٢٣ / ٤١٧
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، ﴿وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ﴾ [المدثر: ٧] قَالَ: اصْبِرْ عَلَى عَطِيَّتِكَ. حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا مِهْرَانُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: اصْبِرْ عَلَى عَطِيَّتِكَ لِلَّهِ. حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، فِي قَوْلِهِ: ﴿وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ﴾ [المدثر: ٧] قَالَ: عَطِيَّتُكَ اصْبِرْ عَلَيْهَا
٢٣ / ٤١٨
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَمْدُودًا﴾ [المدثر: ٩] يَعْنِي جَلَّ ثَنَاؤُهُ بِقَوْلِهِ: فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَذَلِكَ يَوْمَئذٍ يَوْمٌ شَدِيدٌ. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ.
٢٣ / ٤١٨
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا ابْنُ فُضَيْلٍ وَأَسْبَاطٌ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ﴾ [المدثر: ٩] قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «كَيْفَ أَنْعَمُ وَصَاحِبُ الْقَرْنِ قَدِ الْتَقَمَ الْقَرْنَ وَحَنَى جَبْهَتَهُ ⦗٤١٩⦘ يَسْتَمِعُ مَتَى يُؤْمَرَ يَنْفُخُ فِيهِ»، فَقَالَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ: كَيْفَ نَقُولُ؟ فَقَالَ: «تَقُولُونَ: حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ، عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا»
٢٣ / ٤١٨
حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ، قَالَ: ثنا ابْنُ عُلَيَّةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو رَجَاءٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، فِي قَوْلِهِ: ﴿فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ﴾ [المدثر: ٨] قَالَ: إِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: ثنا أَبُو النُّعْمَانِ الْحَكَمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: ثنا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، فِي قَوْلِهِ: ﴿فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ﴾ [المدثر: ٨] مِثْلَهُ
٢٣ / ٤١٩
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا وَكِيعٌ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، ﴿فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ﴾ [المدثر: ٨] قَالَ: إِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ
٢٣ / ٤١٩
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: ثنا عِيسَى؛ وَحَدَّثَنِي الْحَارِثُ، قَالَ: ثنا الْحَسَنُ، قَالَ: ثنا وَرْقَاءُ، جَمِيعًا عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَوْلُهُ ﴿فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ﴾ [المدثر: ٨] قَالَ: فِي الصُّورِ، قَالَ: هُوَ شَيْءٌ كَهَيْئَةِ الْبُوقِ
٢٣ / ٤١٩
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: ثني أَبِي، قَالَ: ثني عَمِّي، قَالَ: ثني أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَوْلُهُ: ﴿فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ﴾ [المدثر: ٨] قَالَ: هُوَ يَوْمُ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ الَّذِي يُنْفَخُ فِيهِ؛ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: إِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ ﷺ خَرَجَ إِلَى أَصْحَابِهِ، فَقَالَ: «كَيْفَ أَنْعَمُ وَصَاحِبُ الْقَرْنِ قَدِ الْتَقَمَ الْقَرْنَ، وَحَنَى جَبْهَتَهُ، ⦗٤٢٠⦘ ثُمَّ أَقْبَلَ بِأُذُنِهِ يَسْتَمِعُ مَتَى يُؤْمَرُ بِالصَّيْحَةِ» . فَاشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَى أَصْحَابِهِ، فَأَمَرَهُمْ أَنْ يَقُولُوا: «حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ، عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا»
٢٣ / ٤١٩
حَدَّثَنِي عَلِيٌّ، قَالَ: ثنا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: ثني مُعَاوِيَةُ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَوْلُهُ ﴿فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ﴾ [المدثر: ٨] يَقُولُ: الصُّورِ
٢٣ / ٤٢٠
حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: ثنا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، قَالَ الْحَسَنُ: ﴿فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ﴾ [المدثر: ٨] قَالَ: إِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ
٢٣ / ٤٢٠
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، فِي قَوْلِهِ: ﴿فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ﴾ [المدثر: ٨] وَالنَّاقُورُ: الصُّورُ، وَالصُّورُ: الْخَلْقُ
٢٣ / ٤٢٠
حُدِّثْتُ، عَنِ الْحُسَيْنِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُعَاذٍ، يَقُولُ: ثنا عُبَيْدٌ، قَالَ: سَمَعْتُ الضَّحَّاكَ، يَقُولُ، فِي قَوْلِهِ: ﴿فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ﴾ [المدثر: ٨] يَعْنِي: الصُّورَ
٢٣ / ٤٢٠
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا حَكَّامٌ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنِ الرَّبِيعِ، قَوْلُهُ: ﴿فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ﴾ [المدثر: ٨] قَالَ: النَّاقُورُ: الصُّورُ. حَدَّثَنَا مِهْرَانُ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنِ الرَّبِيعِ مِثْلَهُ
٢٣ / ٤٢٠
حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ﴾ [المدثر: ٨] قَالَ: الصُّورِ
٢٣ / ٤٢٠
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ ⦗٤٢١⦘ حَدَّثَنِي عَلِيٌّ، قَالَ: ثنا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: ثني مُعَاوِيَةُ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَوْلُهُ: ﴿فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ﴾ [المدثر: ٩] يَقُولُ: شَدِيدٌ
٢٣ / ٤٢٠
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى ذِكْرُهُ ﴿فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ﴾ [المدثر: ٩] فَبَيَّنَ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَقَعُ ﴿عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ﴾ [المدثر: ١٠]
٢٣ / ٤٢١
وَقَوْلُهُ: ﴿ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا﴾ [المدثر: ١١] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ لِنَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ ﷺ: كُلٌّ يَا مُحَمَّدُ أَمْرُ الَّذِي خَلَقْتُهُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ وَحِيدًا، لَا شَيْءَ لَهُ مِنْ مَالٍ وَلَا وَلَدٍ إِلَيَّ. وَذُكِرَ أَنَّهُ عُنِيَ بِذَلِكَ: الْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ الْمَخْزُومِيُّ.
٢٣ / ٤٢١
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: ثنا وَكِيعٌ، قَالَ: ثنا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مُحَمَّدٍ، مَوْلَى زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، أَوْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أَنْزَلَ اللَّهُ فِي الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ قَوْلَهُ: ﴿ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا﴾ [المدثر: ١١] وَقَوْلُهُ: ﴿فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ﴾ [الحجر: ٩٢] إِلَى آخِرِهَا
٢٣ / ٤٢١
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: ثنا عِيسَى، وَحَدَّثَنِي الْحَارِثُ، قَالَ: ثنا الْحَسَنُ، قَالَ: ثنا وَرْقَاءُ، جَمِيعًا عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، ﴿ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا﴾ [المدثر: ١١] قَالَ: خَلَقْتُهُ وَحْدَهُ لَيْسَ مَعَهُ مَالٌ وَلَا وَلَدٌ
٢٣ / ٤٢١
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا وَكِيعٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شَرِيكٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، ﴿ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا﴾ [المدثر: ١١] قَالَ: نَزَلَتْ فِي الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، وَكَذَلِكَ الْخَلْقُ كُلُّهُمْ
٢٣ / ٤٢١
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلُهُ: ﴿ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ ⦗٤٢٢⦘ وَحِيدًا﴾ [المدثر: ١١] وَهُوَ الْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، أَخْرَجَهُ اللَّهُ مِنْ بَطْنِ أُمِّهِ وَحِيدًا لَا مَالَ لَهُ وَلَا وَلَدَ، فَرَزَقَهُ اللَّهُ الْمَالَ وَالْوَلَدَ، وَالثَّرْوَةَ وَالنَّمَاءَ
٢٣ / ٤٢١
حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا﴾ [المدثر: ١١] إِلَى قَوْلِهِ: ﴿إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ﴾ [المدثر: ٢٤] حَتَّى بَلَغَ ﴿سَأُصْلِيهِ سَقَرَ﴾ [المدثر: ٢٦] قَالَ: هَذِهِ الْآيَةُ أُنْزِلَتْ فِي الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ
٢٣ / ٤٢٢
حُدِّثْتُ، عَنِ الْحُسَيْنِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُعَاذٍ، يَقُولُ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدٌ، قَالَ: سَمَعْتُ الضَّحَّاكَ، يَقُولُ فِي قَوْلِهِ: ﴿ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا﴾ [المدثر: ١١] يَعْنِي الْوَلِيدَ بْنَ الْمُغِيرَةِ ﴿وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَمْدُودًا﴾ [المدثر: ١٢] اخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي هَذَا الْمَالِ الَّذِي ذَكَرَهُ اللَّهُ، وَأَخْبَرَ أَنَّهُ جَعَلَهُ لِلْوَحِيدِ مَا هُوَ، وَمَا مَبْلَغُهُ؟ فَقَالَ بَعْضُهُمْ: كَانَ ذَلِكَ دَنَانِيرَ، وَمَبْلَغُهَا أَلْفُ دِينَارٍ
٢٣ / ٤٢٢
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُجَاهِدٍ: ﴿وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَمْدُودًا﴾ [المدثر: ١٢] قَالَ: كَانَ مَالُهُ أَلْفَ دِينَارٍ
٢٣ / ٤٢٢
حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ مِسْمَارٍ الْمَرْوَزِيُّ، قَالَ: ثنا الْحَارِثُ بْنُ عِمْرَانَ الْكُوفِيُّ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سُوقَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَمْدُودًا﴾ [المدثر: ١٢] قَالَ: أَلْفَ دِينَارٍ ⦗٤٢٣⦘ وَقَالَ آخَرُونَ: كَانَ مَالُهُ أَرْبَعَةَ آلَافِ دِينَارٍ
٢٣ / ٤٢٢
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا مِهْرَانُ، عَنْ سُفْيَانَ، ﴿وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَمْدُودًا﴾ [المدثر: ١٢] قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّهُ أَرْبَعَةُ آلَافِ دِينَارٍ وَقَالَ آخَرُونَ: كَانَ مَالُهُ أَرْضًا
٢٣ / ٤٢٣
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: ثني وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، قَالَ: ثنا شُعْبَةُ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ سَالِمٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَمْدُودًا﴾ [المدثر: ١٢] قَالَ: الْأَرْضَ. حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْأَهْوَازِيُّ، قَالَ: ثنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، قَالَ: ثنا شُعْبَةُ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ سَالِمٍ مِثْلَهُ وَقَالَ آخَرُونَ: كَانَ ذَلِكَ غَلَّةَ شَهْرٍ بِشَهْرٍ
٢٣ / ٤٢٣
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، قَالَ: ثنا حَلْبَسٌ، إِمَامُ مَسْجِدِ ابْنِ عُلَيَّةَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عُمَرَ رضي الله عنه فِي قَوْلِهِ: ﴿وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَمْدُودًا﴾ [المدثر: ١٢] قَالَ: غَلَّةُ شَهْرٍ بِشَهْرٍ. ⦗٤٢٤⦘ حَدَّثَنِي أَبُو حَفْصٍ الْحِيرِيُّ، قَالَ: ثنا حَلْبَسٌ الضُّبَعِيُّ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ مِثْلَهُ، وَلَمْ يَقُلْ عَنْ عُمَرَ. حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْوَلِيدِ الرَّمْلِيُّ، قَالَ: ثنا غَالِبُ بْنُ حَلْبَسٍ، قَالَ: ثنا أَبِي، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ مِثْلَهُ، وَلَمْ يَقُلْ عَنْ عُمَرَ. حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ: ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، قَالَ: ثنا حَلْبَسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعِجْلِيُّ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عُمَرَ مِثْلَهُ وَالصَّوَابُ مِنَ الْقَوْلِ فِي ذَلِكَ أَنْ يُقَالَ كَمَا قَالَ اللَّهُ: ﴿وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَمْدُودًا﴾ [المدثر: ١٢] وَهُوَ الْكَثِيرُ الْمَمْدُودُ عَدَدُهُ أَوْ مِسَاحَتُهَ
٢٣ / ٤٢٣
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿وَبَنِينَ شُهُودًا وَمَهَّدتُّ لَهُ تَمْهِيدًا ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ كَلاَّ إِنَّهُ كَانَ لآَيَاتِنَا عَنِيدًا سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا﴾ [المدثر: ١٤] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: وَجَعَلْتُ لَهُ بَنِينَ شُهُودًا، ذُكِرَ أَنَّهُمْ كَانُوا عَشْرَةً
٢٣ / ٤٢٤
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، ﴿وَبَنِينَ شُهُودًا﴾ [المدثر: ١٣] قَالَ: كَانَ بَنُوهُ عَشْرَةً
٢٣ / ٤٢٤
وَقَوْلُهُ: ﴿وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيدًا﴾ [المدثر: ١٤] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: وَبَسَطْتُ لَهُ فِي الْعَيْشِ ⦗٤٢٥⦘ بَسْطًا.
٢٣ / ٤٢٤
كَمَا: حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا مِهْرَانُ، عَنْ سُفْيَانَ، ﴿وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيدًا﴾ [المدثر: ١٤] قَالَ: بُسِطَ لَهُ
٢٣ / ٤٢٥
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: ثنا عِيسَى،؛ وَحَدَّثَنِي الْحَارِثُ، قَالَ: ثنا الْحَسَنُ، قَالَ: ثنا وَرْقَاءُ، جَمِيعًا عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَوْلُهُ: ﴿وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيدًا﴾ [المدثر: ١٤] قَالَ: مِنَ الْمَالِ وَالْوَلَدِ
٢٣ / ٤٢٥
وَقَوْلُهُ: ﴿ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ﴾ [المدثر: ١٥] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: ثُمَّ يَأْمَلُ وَيَرْجُو أَنْ أَزِيدَهُ مِنَ الْمَالِ وَالْوَلَدِ عَلَى مَا أُعْطَيْتَهُ. ﴿كَلَّا﴾ [النساء: ١٣٠] يَقُولُ: لَيْسَ ذَلِكَ كَمَا يَأْمَلُ وَيَرْجُو مِنْ أَنْ أَزِيدَهُ مَالًا وَوَلَدًا، وتَمْهِيدًا فِي الدُّنْيَا. ﴿إِنَّهُ كَانَ لِآيَاتِنَا عَنِيدًا﴾ [المدثر: ١٦] يَقُولُ: إِنَّ هَذَا الَّذِي خَلَقْتُهُ وَحِيدًا كَانَ لِآيَاتِنَا، وَهِيَ حُجَجُ اللَّهِ عَلَى خَلْقِهِ مِنَ الْكُتُبِ وَالرُّسُلِ عَنِيدًا، يَعْنِي مُعَانِدًا لِلْحَقِّ مُجَانِبًا لَهُ، كَالْبَعِيرِ الْعَنُودِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الْقَائِلِ:
إِذَا نَزَلْتُ فَاجْعَلَانِي وَسَطًا … إِنِّي كَبِيرٌ لَا أُطِيقُ الْعُنَّدَا
وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ.
إِذَا نَزَلْتُ فَاجْعَلَانِي وَسَطًا … إِنِّي كَبِيرٌ لَا أُطِيقُ الْعُنَّدَا
وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ.
٢٣ / ٤٢٥
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ حَدَّثَنِي عَلِيٌّ، قَالَ: ثنا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: ثني مُعَاوِيَةُ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَوْلُهُ: ﴿إِنَّهُ كَانَ لِآيَاتِنَا عَنِيدًا﴾ [المدثر: ١٦] قَالَ: جُحُودًا
٢٣ / ٤٢٥
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: ثنا عِيسَى،؛ وَحَدَّثَنِي ⦗٤٢٦⦘ الْحَارِثُ، قَالَ: ثنا الْحَسَنُ، قَالَ: ثنا وَرْقَاءُ، جَمِيعًا عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَوْلُهُ: ﴿إِنَّهُ كَانَ لِآيَاتِنَا عَنِيدًا﴾ [المدثر: ١٦] قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو: مُعَانِدًا لَهَا. وَقَالَ الْحَارِثُ: مُعَانِدًا عَنْهَا، مُجَانِبًا لَهَا
٢٣ / ٤٢٥
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَوْلُهُ ﴿عَنِيدًا﴾ [المدثر: ١٦] قَالَ: مُعَانِدًا لِلْحَقِّ مُجَانِبًا
٢٣ / ٤٢٦
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، ﴿إِنَّهُ كَانَ لِآيَاتِنَا عَنِيدًا﴾ [المدثر: ١٦] كَفُورًا بِآيَاتِ اللَّهِ جُحُودًا بِهَا
٢٣ / ٤٢٦
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا مِهْرَانُ، عَنْ سُفْيَانَ، ﴿لِآيَاتِنَا عَنِيدًا﴾ [المدثر: ١٦] قَالَ: مُشَاقًّا، وَقِيلَ: عَنِيدًا، وَهُوَ مِنْ عَانَدَ مُعَانَدَةً فَهُوَ مُعَانِدٌ، كَمَا قِيلَ: عَامَ قَابِلٍ، وَإِنَّمَا هُوَ مُقْبِلٌ
٢٣ / ٤٢٦
وَقَوْلُهُ: ﴿سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا﴾ [المدثر: ١٧] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: سَأُكَلِّفُهُ مَشَقَّةً مِنَ الْعَذَابِ لَا رَاحَةَ لَهُ مِنْهَا. وَقِيلَ: إِنَّ الصَّعُودُ جَبَلٌ فِي النَّارِ يُكَلَّفُ أَهْلُ النَّارِ صَعُودَهُ.
٢٣ / ٤٢٦
ذِكْرُ الرِّوَايَةِ بِذَلِكَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُمَارَةَ الْأَسَدِيُّ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ زَائِدَةَ، قَالَ: ⦗٤٢٧⦘ ثنا شَرِيكٌ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ النَّبِيِّ ﷺ ﴿سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا﴾ [المدثر: ١٧] قَالَ: «هُو جَبَلٌ فِي النَّارِ مِنْ نَارٍ، يُكَلَّفُونَ أَنْ يَصْعَدُوهُ، فَإِذَا وَضَعَ يَدَهُ ذَابَتْ، فَإِذَا رَفَعَهَا عَادَتْ، فَإِذَا وَضَعَ رِجْلَهُ كَذَلِكَ»
٢٣ / ٤٢٦
حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: ثني عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ دَرَّاجٍ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ قَالَ: «الصَّعُودُ جَبَلٌ مِنْ نَارٍ يَصْعَدُ فِيهِ سَبْعِينَ خَرِيفًا ثُمَّ يَهْوِي كَذَلِكَ مِنْهُ أَبَدًا»
٢٣ / ٤٢٧
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: ثنا عِيسَى، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، ﴿سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا﴾ [المدثر: ١٧] قَالَ: مَشَقَّةً مِنَ الْعَذَابِ. حَدَّثَنِي الْحَارِثُ، قَالَ: ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، مِثْلَهُ
٢٣ / ٤٢٧
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلُهُ: ﴿سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا﴾ [المدثر: ١٧] أَيْ عَذَابًا لَا رَاحَةَ مِنْهُ
٢٣ / ٤٢٧
حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثنا سُلَيْمَانُ قَالَ: ثنا أَبُو هِلَالٍ، عَنْ قَتَادَةَ ﴿سَأُرْهِقُهُ ⦗٤٢٨⦘ صَعُودًا﴾ [المدثر: ١٧] قَالَ: مَشَقَّةً مِنَ الْعَذَابِ
٢٣ / ٤٢٧
حَدَّثَنَا يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا﴾ [المدثر: ١٧] قَالَ: تَعَبًا مِنَ الْعَذَابِ
٢٣ / ٤٢٨
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ ثُمَّ نَظَرَ ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ﴾ [المدثر: ١٩] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: إِنَّ هَذَا الَّذِي خَلَقْتُهُ وَحِيدًا، فَكَّرَ فِيمَا أُنْزِلَ عَلَى عَبْدِهِ مُحَمَّدٍ ﷺ مِنَ الْقُرْآنِ، وَقَدَّرَ فِيمَا يَقُولُ فِيهِ. ﴿فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ﴾ [المدثر: ١٩] يَقُولُ: ثُمَّ لُعِنَ كَيْفَ قَدَّرَ النَّازِلُ فِيهِ ﴿ثُمَّ نَظَرَ﴾ [المدثر: ٢١] يَقُولُ: ثُمَّ رُوِي فِي ذَلِكَ ﴿ثُمَّ عَبَسَ﴾ [المدثر: ٢٢] يَقُولُ: ثُمَّ قُبِضَ مَا بَيْنَ عَيْنَيْهِ ﴿وَبَسَرَ﴾ [المدثر: ٢٢] يَقُولُ: كَلَحَ وَجْهُهُ وَمِنْهُ قَوْلُ تَوْبَةَ بْنِ الْحُمَيِّرِ:
وَقَدْ رَابَنِي مِنْهَا صُدُودٌ رَأَيْتُهُ … وَإِعْرَاضُهَا عَنْ حَاجَتِي وَبُسُورُهَا
. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ، وَجَاءَتِ الْأَخْبَارُ عَنِ الْوَحِيدِ أَنَّهُ فَعَلَ.
وَقَدْ رَابَنِي مِنْهَا صُدُودٌ رَأَيْتُهُ … وَإِعْرَاضُهَا عَنْ حَاجَتِي وَبُسُورُهَا
. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ، وَجَاءَتِ الْأَخْبَارُ عَنِ الْوَحِيدِ أَنَّهُ فَعَلَ.
٢٣ / ٤٢٨
ذِكْرُ الرِّوَايَةِ بِذَلِكَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: ثنا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ مَنْصُورٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ أَنَّ الْوَلِيدَ بْنَ الْمُغِيرَةَ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ، فَقَرَأَ عَلَيْهِ الْقُرْآنَ، فَكَأَنَّهُ رَقَّ لَهُ، فَبَلَغَ ذَلِكَ أَبَا جَهْلٍ، فَقَالَ: أَيْ عَمِّ إِنَّ قَوْمَكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَجْمَعُوا لَكَ مَالًا، قَالَ: لِمَ؟ قَالَ: يُعْطُونَكَهُ فَإِنَّكَ أَتَيْتَ مُحَمَّدًا تَتَعَرَّضُ لِمَا قِبَلَهُ؛ قَالَ: قَدْ عَلِمَتْ قُرَيْشٌ أَنِّي أَكْثَرُهَا مَالًا، قَالَ: فَقُلْ فِيهِ قَوْلًا يَعْلَمُ قَوْمُكَ أَنَّكَ مُنْكِرٍ لِمَا قَالَ، وَأَنَّكَ كَارِهٌ لَهُ؛ قَالَ: فَمَا أَقُولُ فِيهِ، فَوَاللَّهِ مَا مِنْكُمْ رَجُلٌ أَعْلَمَ بِالْأَشْعَارِ مِنِّي، وَلَا أَعْلَمَ بِرَجَزِهِ مِنِّي، وَلَا بِقَصِيدِهِ، وَلَا بِأَشْعَارِ الْجِنِّ، وَاللَّهِ مَا يُشْبِهُ الَّذِي يَقُولُ شَيْئًا مِنْ هَذَا، وَوَاللَّهِ إِنَّ لِقَوْلُهُ لَحَلَاوَةً، وَإِنَّهُ لَيَحْطِمُ مَا تَحْتَهُ، وَإِنَّهُ لَيَعْلُو وَلَا يُعْلَى. قَالَ: وَاللَّهِ لَا يَرْضَى قَوْمُكَ حَتَّى تَقُولَ فِيهِ، قَالَ: فَدَعْنِي حَتَّى أُفَكِّرَ فِيهِ؛ فَلَمَّا فَكَّرَ قَالَ: هَذَا سِحْرٌ يَأْثُرُهُ عَنْ غَيْرِهِ، فَنَزَلَتْ ﴿ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا﴾ [المدثر: ١١] . قَالَ قَتَادَةُ: خَرَجَ مِنْ بَطْنِ أُمِّهِ وَحِيدًا، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ حَتَّى بَلَغَ ﴿تِسْعَةَ عَشَرَ﴾ [المدثر: ٣٠]
٢٣ / ٤٢٩
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: ثني أَبِي، قَالَ: ثني عَمِّي، قَالَ: ثني أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَوْلُهُ: ﴿إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ﴾ [المدثر: ١٨] إِلَى ﴿ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ﴾ [المدثر: ٢٢] قَالَ: دَخَلَ الْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ عَلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي قُحَافَةَ رضي الله عنه يَسْأَلُهُ عَنِ ⦗٤٣٠⦘ الْقُرْآنِ؛ فَلَمَّا أَخْبَرَهُ خَرَجَ عَلَى قُرَيْشٍ فَقَالَ: يَا عَجَبًا لِمَا يَقُولُ ابْنُ أَبِي كَبْشَةَ، فَوَاللَّهِ مَا هُوَ بِشَعْرٍ، وَلَا بِسِحْرٍ، وَلَا بِهَذْيٍ مِنَ الْجُنُونِ، وَإِنَّ قَوْلَهُ لَمِنْ كَلَامِ اللَّهِ؛ فَلَمَّا سَمِعَ بِذَلِكَ النَّفَرُ مِنْ قُرَيْشٍ ائْتَمِرُوا وَقَالُوا: وَاللَّهِ لَئِنْ صَبَأَ الْوَلِيدُ لَتَصْبَأَنَّ قُرَيْشٌ، فَلَمَّا سَمِعَ بِذَلِكَ أَبُو جَهْلٍ قَالَ: أَنَا وَاللَّهِ أَكْفِيكُمْ شَأْنَهُ؛ فَانْطَلَقَ حَتَّى دَخَلَ عَلَيْهِ بَيْتَهُ، فَقَالَ لِلْوَلِيدِ: أَلَمْ تَرَ قَوْمَكَ قَدْ جَمَعُوا لَكَ الصَّدَقَةَ؟ قَالَ: أَلَسْتُ أَكْثَرَهُمْ مَالًا وَوَلَدًا؟ فَقَالَ لَهُ أَبُو جَهْلٍ: يَتَحَدَّثُونَ أَنَّكَ إِنَّمَا تَدْخُلُ عَلَى ابْنِ أَبِي قُحَافَةَ لِتُصِيبَ مِنْ طَعَامِهِ. قَالَ الْوَلِيدُ: أَقَدْ تَحَدَّثَتْ بِهِ عَشِيرَتِي؟ فَلَا يَقْصُرُ عَنْ سَائِرِ بَنِي قُصَيٍّ، لَا أَقْرَبُ أَبَا بَكْرٍ وَلَا عُمَرَ وَلَا ابْنَ أَبِي كَبْشَةَ، وَمَا قَوْلُهُ: ﴿إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ﴾ [المدثر: ٢٤]؛ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى نَبِيِّهِ ﷺ: ﴿ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا﴾ [المدثر: ١١] إِلَى ﴿لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ﴾ [المدثر: ٢٨]
٢٣ / ٤٢٩
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلُهُ: ﴿إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ﴾ [المدثر: ١٨] زَعَمُوا أَنَّهُ قَالَ: وَاللَّهِ لَقَدْ نَظَرْتُ فِيمَا قَالَ هَذَا الرَّجُلُ، فَإِذَا هُوَ لَيْسَ لَهُ بِشِعْرٍ، وَإِنَّ لَهُ لَحَلَاوَةً، وَإِنَّ عَلَيْهِ لَطَلَاوَةً، وَإِنَّهُ لَيَعْلُو وَمَا يُعْلَى، وَمَا أَشُكُّ أَنَّهُ سِحْرٌ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ: ﴿فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ﴾ [المدثر: ١٩] الْآيَةُ ﴿ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ﴾ [المدثر: ٢٢] قُبِضَ مَا بَيْنَ عَيْنَيْهِ وَكَلُحَ
٢٣ / ٤٣٠
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: ثنا عِيسَى،؛ وَحَدَّثَنِي الْحَارِثُ، قَالَ: ثنا الْحَسَنُ، قَالَ: ثنا وَرْقَاءُ، جَمِيعًا عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَوْلُهُ: ﴿فَكَرَّ وَقَدَّرَ﴾ [المدثر: ١٨] قَالَ: الْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةَ يَوْمَ دَارِ النَّدْوَةِ
٢٣ / ٤٣٠
حُدِّثْتُ، عَنِ الْحُسَيْنِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُعَاذٍ، يَقُولُ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدٌ، قَالَ: سَمَعْتُ الضَّحَّاكَ، يَقُولُ فِي قَوْلِهِ: ﴿ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا﴾ [المدثر: ١١] يَعْنِي الْوَلِيدَ بْنَ الْمُغِيرَةِ دَعَاهُ نَبِيُّ اللَّهِ ﷺ إِلَى الْإِسْلَامِ، فَقَالَ: حَتَّى أَنْظُرَ، فَفَكَّرَ ﴿ثُمَّ نَظَرَ ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرَ﴾ [المدثر: ٢٢] فَجَعَلَ اللَّهُ لَهُ سَقَرَ
٢٣ / ٤٣١
حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ فِي قَوْلِهِ: ﴿ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَمْدُودًا﴾ [المدثر: ١٢] إِلَى قَوْلِهِ: ﴿إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ﴾ [المدثر: ٢٤] قَالَ: هَذَا الْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ قَالَ: سَأَبْتَارُ لَكُمْ هَذَا الرَّجُلَ اللَّيْلَةَ، فَأَتَى النَّبِيَّ ﷺ، فَوَجَدَهُ قَائِمًا يُصَلِّي وَيَقْتَرِئُ، وَأَتَاهُمْ فَقَالُوا: مَهْ؟ قَالَ: سَمِعْتُ قَوْلًا حُلْوًا أَخْضَرَ مُثْمِرًا يَأْخُذُ بِالْقُلُوبِ، فَقَالُوا: هُوَ شِعْرٌ، فَقَالَ: لَا وَاللَّهِ مَا هُوَ بِالشِّعْرِ، لَيْسَ أَحَدٌ أَعْلَمَ بِالشِّعْرِ مِنِّي، أَلَيْسَ قَدْ عَرَضَتْ عَلَيَّ الشُّعَرَاءُ شِعْرَهُمْ نَابِغَةُ وَفُلَانٌ وَفُلَانٌ؟ قَالُوا: فَهُوَ كَاهِنٌ، فَقَالَ: لَا وَاللَّهِ مَا هُوَ بِكَاهِنٍ، قَدْ عُرِضَتْ عَلَيَّ الْكِهَانَةُ، قَالُوا: فَهَذَا سِحْرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهُ، قَالَ: لَا أَدْرِي إِنْ كَانَ شَيْئًا فَعَسَى هُوَ إِذًا سِحْرٌ يُؤْثَرُ، فَقَرَأَ: ﴿فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ﴾ [المدثر: ١٩] قَالَ: قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ حِينَ قَالَ: لَيْسَ بِشِعْرٍ، ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ حِينَ قَالَ: لَيْسَ بِكَهَانَةٍ
٢٣ / ٤٣١
وَقَوْلُهُ: ﴿ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ﴾ [المدثر: ٢٣] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: ثُمَّ وَلَّى عَنِ الْإِيمَانِ وَالتَّصْدِيقِ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابِهِ، وَاسْتَكْبَرَ عَنِ الْإِقْرَارِ بِالْحَقِّ. ﴿فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ﴾ [المدثر: ٢٤] قَالَ: ⦗٤٣٢⦘ يَأْثُرُهُ عَنْ غَيْرِهِ. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ.
٢٣ / ٤٣١
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا مِهْرَانُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سُمَيْعٍ، عَنْ أَبِي رَزِينٍ، ﴿إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ﴾ [المدثر: ٢٤] قَالَ: يَأْخُذُهُ عَنْ غَيْرِهِ
٢٣ / ٤٣٢
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ أَبِي رَزِينٍ ﴿إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ﴾ [المدثر: ٢٤] قَالَ: يَأْثُرُهُ عَنْ غَيْرِهِ
٢٣ / ٤٣٢
وَقَوْلُهُ: ﴿إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ﴾ [المدثر: ٢٥] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ مُخْبِرًا عَنْ قِيلِ الْوَحِيدِ فِي الْقُرْآنِ ﴿إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ﴾ [المدثر: ٢٥] مَا هَذَا الَّذِي يَتْلُوهُ مُحَمَّدٌ إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ، يَقُولُ: مَا هُوَ إِلَّا كَلَامُ ابْنِ آدَمَ، وَمَا هُوَ بِكَلَامِ اللَّهِ.
٢٣ / ٤٣٢
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿سَأُصْلِيهِ سَقَرَ وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ﴾ [المدثر: ٢٧] يَعْنِي تَعَالَى ذِكْرُهُ بِقَوْلِهِ: ﴿سَأُصْلِيهِ سَقَرَ﴾ [المدثر: ٢٦] سَأُورِدُهُ بَابًا مِنْ أَبْوَابِ جَهَنَّمَ اسْمُهُ سَقَرُ؛ وَلَمْ يُجَرَّ سَقَرُ لِأَنَّهُ اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ جَهَنَّمَ
٢٣ / ٤٣٢
﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرٌ﴾ [المدثر: ٢٧] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: وَأَيُّ شَيْءٍ أَدْرَاكَ يَا مُحَمَّدُ أَيُّ شَيْءٍ سَقَرُ. ثُمَّ بَيَّنَ اللَّهُ تَعَالَى ذِكْرُهُ مَا سَقَرُ، فَقَالَ: هِيَ نَارٌ ﴿لَا تُبْقِي﴾ [المدثر: ٢٨] مَنْ فِيهَا حَيًّا ﴿وَلَا تَذَرُ﴾ [المدثر: ٢٨] مَنْ فِيهَا مَيِّتًا، وَلَكِنَّهَا تَحْرِقُهُمْ كُلَّمَا جُدِّدَ خَلْقُهُمْ. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ.
٢٣ / ٤٣٣
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: ثنا عِيسَى، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَوْلُهُ: ﴿لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ﴾ [المدثر: ٢٨] قَالَ: لَا تُمِيتُ وَلَا تُحْيِي. حَدَّثَنِي الْحَارِثُ، قَالَ: ثنا الْحَسَنُ، قَالَ: ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، مِثْلَهُ
٢٣ / ٤٣٣
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُمَارَةَ الْأَسَدِيُّ، قَالَ: ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنِ مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو لَيْلَى، عَنْ مَرْثَدٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ﴾ [المدثر: ٢٨] قَالَ: لَا تُبْقِي مِنْهُمْ شَيْئًا أَنْ تَأْكُلَهُمُ، فَإِذَا خُلِقُوا لَهَا لَا تَذَرُهُمْ حَتَّى تَأْخُذَهُمْ فَتَأْكُلَهُمْ
٢٣ / ٤٣٣
وَقَوْلُهُ: ﴿لَوَّاحَةً لِلْبَشَرِ﴾ [المدثر: ٢٩] يَعْنِي جَلَّ ثَنَاؤُهُ مُغَيِّرَةً لِبَشَرِ أَهْلِهَا؛ وَاللَّوَّاحَةُ مِنْ نَعْتِ سَقَرَ، وَبِالرَّدِّ عَلَيْهَا رُفِعَتْ، وَحَسُنَ الرَّفْعُ فِيهَا، وَهِيَ نَكِرَةٌ، وَسَقَرُ مَعْرِفَةٌ، لِمَا فِيهَا ⦗٤٣٤⦘ مِنْ مَعْنَى الْمَدْحِ. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ.
٢٣ / ٤٣٣
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: ثنا عِيسَى،؛ وَحَدَّثَنِي الْحَارِثُ، قَالَ: ثنا الْحَسَنُ، قَالَ: ثنا وَرْقَاءُ، جَمِيعًا عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، ﴿لَوَّاحَةً لِلْبَشَرِ﴾ [المدثر: ٢٩] قَالَ: الْجِلْدُ
٢٣ / ٤٣٤
حَدَّثَنِي أَبُو السَّائِبِ، قَالَ: ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ أَبِي رَزِينٍ ﴿لَوَّاحَةً لِلْبَشَرِ﴾ [المدثر: ٢٩] قَالَ: تَلْفَحُ الْجِلْدَ لَفْحَةً، فَتَدَعُهُ أَشَدَّ سَوَادًا مِنَ اللَّيْلِ
٢٣ / ٤٣٤
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، قَالَ: ثنا أَبِي وَشُعَيْبُ بْنُ اللَّيْثِ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ أَبِي هِلَالٍ، قَالَ: قَالَ زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ ﴿لَوَّاحَةً لِلْبَشَرِ﴾ [المدثر: ٢٩] أَيْ: تُلَوِّحُ أَجْسَادَهُمْ عَلَيْهَا
٢٣ / ٤٣٤
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلُهُ: ﴿لَوَّاحَةً لِلْبَشَرِ﴾ [المدثر: ٢٩] أَيْ حَرَّاقَةً لِلْجِلْدِ
٢٣ / ٤٣٤
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: ثني أَبِي، قَالَ: ثني عَمِّي، قَالَ: ثني أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: ﴿لَوَّاحَةً لِلْبَشَرِ﴾ [المدثر: ٢٩] يَقُولُ: تَحْرِقُ بَشَرَةَ الْإِنْسَانِ
٢٣ / ٤٣٤
حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿لَوَّاحَةً لِلْبَشَرِ﴾ [المدثر: ٢٩] قَالَ: تُغَيِّرُ الْبَشَرَ، تَحْرِقُ الْبَشَرَ؛ يُقَالُ: قَدْ لَاحَهُ اسْتِقْبَالُهُ السَّمَاءَ، ثُمَّ قَالَ: النَّارُ تُغَيِّرُ أَلْوَانَهُمْ
٢٣ / ٤٣٥
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا مِهْرَانُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سُمَيْعٍ، عَنْ أَبِي رَزِينٍ، ﴿لَوَّاحَةً لِلْبَشَرِ﴾ [المدثر: ٢٩] غَيَّرَتْ جُلُودَهُمْ فَاسْوَدَّتْ. حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سَمِيعٍ، عَنْ أَبِي رَزِينٍ مِثْلَهُ
٢٣ / ٤٣٥
حُدِّثْتُ، عَنِ الْحُسَيْنِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُعَاذٍ، يَقُولُ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدٌ، قَالَ: سَمَعْتُ الضَّحَّاكَ، يَقُولُ فِي قَوْلِهِ: ﴿لَوَّاحَةً لِلْبَشَرِ﴾ [المدثر: ٢٩] يَعْنِي بَشَرَ الْإِنْسَانِ، يَقُولُ: تَحْرِقُ بَشَرَهُ
٢٣ / ٤٣٥
وَرُوِي عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي ذَلِكَ مَا: حَدَّثَنِي عَلِيٌّ، قَالَ: ثنا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: ثني مُعَاوِيَةُ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿لَوَّاحَةً لِلْبَشَرِ﴾ [المدثر: ٢٩] يَقُولُ: مُعَرِّضَةً وَأَخْشَى أَنْ يَكُونَ خَبَرُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ هَذَا غَلَطًا، وَأَنْ يَكُونَ مَوْضِعَ مُعَرِّضَةٍ مُغَيَّرَةً، لَكِنْ صُحِّفَ فِيهِ
٢٣ / ٤٣٥
وَقَوْلُهُ: ﴿عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ﴾ [المدثر: ٣٠] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: عَلَى سَقَرَ تِسْعَةَ عَشَرَ مِنَ الْخَزَنَةِ. ⦗٤٣٦⦘ وَذُكِرَ أَنَّ ذَلِكَ لَمَّا أُنْزِلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، قَالَ أَبُو جَهْلٍ:
٢٣ / ٤٣٥
مَا: حَدَّثَنِي بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: ثني أَبِي، قَالَ: ثني عَمِّي، قَالَ: ثني أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، ﴿عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ﴾ [المدثر: ٣٠] إِلَى قَوْلِهِ: ﴿وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا﴾ [المدثر: ٣١] فَلَمَّا سَمِعَ أَبُو جَهْلٍ بِذَلِكَ قَالَ لِقُرَيْشٍ: ثَكِلَتْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ، أَسْمَعُ ابْنَ أَبِي كَبْشَةَ يُخْبِرُكُمْ أَنَّ خَزَنَةَ النَّارِ تِسْعَةَ عَشَرَ وَأَنْتُمُ الدَّهْمُ، أَفَيَعْجَزُ كُلُّ عَشَرَةٍ مِنْكُمْ أَنْ يَبْطُشُوا بِرَجُلٍ مِنْ خَزَنَةِ جَهَنَّمَ؟ فَأُوحِيَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ أَنْ يَأْتِيَ أَبَا جَهْلٍ، فَيَأْخُذَهُ بِيَدِهِ فِي بَطْحَاءِ مَكَّةَ فَيَقُولَ لَهُ: ﴿أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى ثُمَّ أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى﴾ [القيامة: ٣٥] فَلَمَّا فَعَلَ ذَلِكَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ قَالَ أَبُو جَهْلٍ: وَاللَّهِ لَا تَفْعَلُ أَنْتَ وَرَبُّكَ شَيْئًا. فَأَخْزَاهُ اللَّهُ يَوْمَ بَدْرٍ
٢٣ / ٤٣٦
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، ﴿عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ﴾ [المدثر: ٣٠] ذُكِرَ لَنَا أَنَّ أَبَا جَهْلٍ حِينَ أُنْزِلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ قَالَ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ مَا يَسْتَطِيعُ كُلُّ عَشْرَةٍ مِنْكُمْ أَنْ يَغْلِبُوا وَاحِدًا مِنْ خَزَنَةِ النَّارِ وَأَنْتُمُ الدَّهْمُ؟ فَصَاحِبُكُمْ يُحَدِّثُكُمْ أَنَّ عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ
٢٣ / ٤٣٦
حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: ثنا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: قَالَ أَبُو جَهْلٍ: يُخْبِرُكُمْ مُحَمَّدٌ أَنَّ خَزَنَةَ النَّارِ تِسْعَةَ عَشَرَ، وَأَنْتُمُ الدَّهْمُ لِيَجْتَمِعْ كُلُّ عَشْرَةٍ عَلَى وَاحِدٍ
٢٣ / ٤٣٦
حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشْرَ﴾ [المدثر: ٣٠] قَالَ: خَزَنَتُهَا تِسْعَةَ عَشَرَ
٢٣ / ٤٣٧
وَقَوْلُهُ: ﴿وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً﴾ [المدثر: ٣١] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: وَمَا جَعَلْنَا خَزَنَةَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً. يَقُولُ لِأَبِي جَهْلٍ فِي قَوْلِهِ لِقُرَيْشٍ: أَمَا يَسْتَطِيعُ كُلُّ عَشْرَةٍ مِنْكُمْ أَنْ تَغْلِبَ مِنْهَا وَاحِدًا؟ فَمَنْ ذَا يَغْلِبُ خَزَنَةَ النَّارِ وَهُمُ الْمَلَائِكَةُ. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ.
٢٣ / ٤٣٧
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: ثنا ابْنُ زَيْدٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً﴾ [المدثر: ٣١] قَالَ: مَا جَعَلْنَاهُمْ رِجَالًا، فَيَأْخُذُ كُلُّ رَجُلٍ رَجُلًا كَمَا قَالَ هَذَا
٢٣ / ٤٣٧
وَقَوْلُهُ: ﴿وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا﴾ [المدثر: ٣١] يَقُولُ: وَمَا جَعَلْنَا عِدَّةَ هَؤُلَاءِ الْخَزَنَةِ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا بِاللَّهِ مِنْ مُشْرِكِي قُرَيْشٍ. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ.
٢٣ / ٤٣٧
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، ﴿وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا﴾ [المدثر: ٣١] إِلَّا بَلَاءً ⦗٤٣٨⦘ وَإِنَّمَا جَعَلَ اللَّهُ الْخَبَرَ عَنْ عِدَّةِ خَزَنَةِ جَهَنَّمَ فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا، لِتَكْذِيبِهِمْ بِذَلِكَ، وَقَوْلِ بَعْضِهِمْ لِأَصْحَابِهِ: أَنَا أَكْفِيكُمُوهُمْ
٢٣ / ٤٣٧
ذِكْرُ الْخَبَرِ عَمَّنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: ثنا عِيسَى،؛ وَحَدَّثَنِي الْحَارِثُ، قَالَ: ثنا الْحَسَنُ، قَالَ: ثنا وَرْقَاءُ، جَمِيعًا عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَوْلُهُ: ﴿تِسْعَةَ عَشَرَ﴾ [المدثر: ٣٠] قَالَ: جُعِلُوا فِتْنَةً، قَالَ أَبُو الْأَشَدِّ بْنُ الْجُمَحِيِّ: لَا يَبْلُغُونَ رَتْوَتِي حَتَّى أُجْهِضَهُمْ عَنْ جَهَنَّمَ
٢٣ / ٤٣٨
وَقَوْلُهُ: ﴿لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ﴾ [المدثر: ٣١] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: لِيَسْتَيْقِنَ أَهْلُ التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ حَقِيقَةَ مَا فِي كُتُبِهِمْ مِنَ الْخَبَرِ عَنْ عِدَّةِ خَزَنَةِ جَهَنَّمَ، إِذْ وَافَقَ ذَلِكَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ عَلَى مُحَمَّدٍ ﷺ. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ.
٢٣ / ٤٣٨
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: ثني أَبِي، قَالَ: ثني عَمِّي، قَالَ: ثني أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَوْلُهُ: ﴿لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا﴾ [المدثر: ٣١] قَالَ: وَإِنَّهَا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ تِسْعَةَ عَشَرَ، فَأَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَسْتَيْقِنَ أَهْلُ الْكِتَابِ، وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا
٢٣ / ٤٣٨
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: ثنا عِيسَى،؛ وَحَدَّثَنِي الْحَارِثُ، قَالَ: ثنا الْحَسَنُ، قَالَ: ثنا وَرْقَاءُ، جَمِيعًا عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَوْلُهُ: ﴿لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ﴾ [المدثر: ٣١] قَالَ: يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ عِدَّةُ خَزَنَةِ أَهْلِ النَّارِ
٢٣ / ٤٣٩
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، ﴿لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ﴾ [المدثر: ٣١] يُصَدِّقُ الْقُرْآنُ الْكُتُبَ الَّتِي كَانَتْ قَبْلَهُ فِيهَا كُلَّهَا، التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ أَنَّ خَزَنَةَ النَّارِ تِسْعَةَ عَشَرَ
٢٣ / ٤٣٩
حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: ثنا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ: ﴿لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ﴾ [المدثر: ٣١] قَالَ: لِيَسْتَيْقِنَ أَهْلُ الْكِتَابِ حِينَ وَافَقَ عِدَّةُ خَزَنَةِ النَّارِ مَا فِي كُتُبِهِمْ
٢٣ / ٤٣٩
حُدِّثْتُ، عَنِ الْحُسَيْنِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُعَاذٍ، يَقُولُ: ثنا عُبَيْدٌ، قَالَ: سَمَعْتُ الضَّحَّاكَ، يَقُولُ فِي قَوْلِهِ: ﴿لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ﴾ [المدثر: ٣١] قَالَ: عِدَّةُ خَزَنَةِ جَهَنَّمَ تِسْعَةَ عَشَرَ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ
٢٣ / ٤٣٩
وَكَانَ ابْنُ زَيْدٍ يَقُولُ فِي ذَلِكَ مَا: حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ فِي قَوْلِهِ: ﴿لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ﴾ [المدثر: ٣١] أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ
٢٣ / ٤٣٩
وَقَوْلُهُ: ﴿وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا﴾ [المدثر: ٣١] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: وَلِيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا ⦗٤٤٠⦘ بِاللَّهِ تَصْدِيقًا إِلَى تَصْدِيقِهِمْ بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ بِتَصْدِيقِهِمْ بِعِدَّةِ خَزَنَةِ جَهَنَّمَ.
٢٣ / ٤٣٩
وَقَوْلُهُ: ﴿وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ﴾ [المدثر: ٣١] يَقُولُ: وَلَا يَشُكُّ أَهْلُ التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ فِي حَقِيقَةِ ذَلِكَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ ﷺ.
٢٣ / ٤٤٠
وَقَوْلُهُ: ﴿وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ﴾ [المدثر: ٣١] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضُ النِّفَاقِ، وَالْكَافِرُونَ بِاللَّهِ مِنْ مُشْرِكِي قُرَيْشٍ ﴿مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا﴾ [البقرة: ٢٦] .
٢٣ / ٤٤٠
كَمَا: حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، ﴿وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ﴾ [المدثر: ٣١] أَيْ نِفَاقٌ
٢٣ / ٤٤٠
حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مِثْلًا﴾ [المدثر: ٣١] يَقُولُ: حَتَّى يُخَوِّفُنَا بِهَؤُلَاءِ التِسْعَةِ عَشَرَ
٢٣ / ٤٤٠
وَقَوْلُهُ: ﴿كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ﴾ [المدثر: ٣١] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: كَمَا أَضَلَّ اللَّهُ هَؤُلَاءِ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُشْرِكِينَ الْقَائِلِينَ فِي خَبَرِ اللَّهِ عَنْ عِدَّةِ خَزَنَةِ جَهَنَّمَ: أَيُّ شَيْءٍ أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا الْخَبَرِ مِنَ الْمَثَلِ حَتَّى يُخَوِّفُنَا بِذِكْرِ عِدَّتِهِمْ، وَيَهْتَدِي بِهِ الْمُؤْمِنُونِ، فَازْدَادُوا بِتَصْدِيقِهِمْ إِلَى إِيمَانِهِمْ إِيمَانًا ﴿كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ﴾ [المدثر: ٣١] مِنْ خَلْقِهِ فَيَخْذُلُهُ عَنْ إِصَابَةِ الْحَقِّ ﴿وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ﴾ [يونس: ٢٥] مِنْهُمْ، فَيُوَفِّقُهُ لِإِصَابَةِ الصَّوَابِ. ﴿وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ﴾ [المدثر: ٣١] مِنْ كَثْرَتِهِمْ ﴿إِلَّا هُوَ﴾ [البقرة: ١٦٣] يَعْنِي اللَّهَ.
٢٣ / ٤٤٠
كَمَا: حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، ﴿وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ﴾ [المدثر: ٣١] أَيْ مِنْ كَثْرَتِهِمْ
٢٣ / ٤٤١
وَقَوْلُهُ: ﴿وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ﴾ [المدثر: ٣١] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: وَمَا النَّارُ الَّتِي وَصَفْتُهَا إِلَّا تَذْكِرَةً ذُكِّرَ بِهَا الْبَشَرُ، وَهُمْ بَنُو آدَمَ. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ.
٢٣ / ٤٤١
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلُهُ: ﴿وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ﴾ [المدثر: ٣١] يَعْنِي النَّارَ
٢٣ / ٤٤١
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: ثنا عِيسَى،؛ وَحَدَّثَنِي الْحَارِثُ، قَالَ: ثنا الْحَسَنُ، قَالَ: ثنا وَرْقَاءُ، جَمِيعًا عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، ﴿وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ﴾ [المدثر: ٣١] قَالَ: النَّارُ
٢٣ / ٤٤١
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿كَلَّا وَالْقَمَرِ وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ نَذِيرًا لِلْبَشَرِ لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ﴾ [المدثر: ٣٣] يَعْنِي تَعَالَى ذِكْرُهُ بِقَوْلِهِ: ﴿كَلَّا﴾ [النساء: ١٣٠] لَيْسَ الْقَوْلُ كَمَا يَقُولُ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ يَكْفِي أَصْحَابَهُ الْمُشْرِكِينَ خَزَنَةَ جَهَنَّمَ حَتَّى ⦗٤٤٢⦘ يُجْهِضَهُمْ عَنْهَا. ثُمَّ أَقْسَمَ رَبُّنَا تَعَالَى فَقَالَ: ﴿وَالْقَمَرِ وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ﴾ [المدثر: ٣٢] يَقُولُ: وَاللَّيْلِ إِذْ وَلَّى ذَاهِبًا. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ.
٢٣ / ٤٤١
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، ﴿وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ﴾ [المدثر: ٣٣] إِذْ وَلَّى
٢٣ / ٤٤٢
وَقَالَ آخَرُونَ فِي ذَلِكَ مَا: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: ثني أَبِي، قَالَ: ثني عَمِّي، قَالَ: ثني أَبِي؛ عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: ﴿وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ﴾ [المدثر: ٣٣] دُبُورُهُ: إِظْلَامُهُ وَاخْتَلَفَتِ الْقُرَّاءُ فِي قِرَاءَةِ ذَلِكَ، فَقَرَأَتْهُ عَامَّةُ قُرَّاءِ الْمَدِينَةِ وَالْبَصْرَةِ ﴿إِذْ أَدْبَرَ﴾ [المدثر: ٣٣] وَبَعْضُ قُرَّاءِ مَكَّةَ وَالْكُوفَةِ: (إِذَا دَبَرَ) . وَالصَّوَابُ مِنَ الْقَوْلِ فِي ذَلِكَ عِنْدَنَا، أَنَّهُمَا قِرَاءَتَانِ مَعْرُوفَتَانِ صَحِيحَتَا الْمَعْنَى، ⦗٤٤٣⦘ فَبِأَيَّتِهِمَا قَرَأَ الْقَارِئُ فَمُصِيبٌ. وَقَدِ اخْتَلَفَ أَهْلُ الْعِلْمِ بِكَلَامِ الْعَرَبِ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ بَعْضُ الْكُوفِيِّينَ: هُمَا لُغَتَانِ، يُقَالُ: دَبَرَ النَّهَارُ وَأَدْبَرَ، وَدَبَرَ الصَّيْفُ وَأَدْبَرَ؛ قَالَ: وَكَذَلِكَ قَبَلَ وَأَقْبَلَ؛ فَإِذَا قَالُوا: أَقْبَلَ الرَّاكِبُ وَأَدْبَرَ لَمْ يَقُولُوهُ إِلَّا بِالْأَلِفِ. وَقَالَ بَعْضُ الْبَصْرِيِّينَ: «وَاللَّيْلِ إِذَا دَبَرَ» يَعْنِي: إِذَا دَبَرَ النَّهَارَ وَكَانَ فِي آخِرِهِ؛ قَالَ: وَيُقَالُ: دَبَرَنِي: إِذَا جَاءَ خَلْفِي، وَأَدْبَرَ: إِذَا وَلَّى. وَالصَّوَابُ مِنَ الْقَوْلِ فِي ذَلِكَ عِنْدِي أَنَّهُمَا لُغَتَانِ بِمَعْنَى، وَذَلِكَ أَنَّهُ مَحْكِيٌّ عَنِ الْعَرَبِ: قَبَّحَ اللَّهُ مَا قَبَلَ مِنْهُ وَمَا دَبَرَ. وَأُخْرَى أَنَّ أَهْلَ التَّفْسِيرِ لَمْ يُمَيِّزُوا فِي تَفْسِيرِهِمْ بَيْنَ الْقِرَاءَتَيْنِ، وَذَلِكَ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّهُمْ فَعَلُوا ذَلِكَ كَذَلِكَ، لِأَنَّهُمَا بِمَعْنَى وَاحِدٍ
٢٣ / ٤٤٢
وَقَوْلُهُ: ﴿وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ﴾ [المدثر: ٣٤] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: وَالصُّبْحِ إِذَا أَضَاءَ.
٢٣ / ٤٤٣
كَمَا: حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، ﴿وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ﴾ [المدثر: ٣٤] إِذَا أَضَاءَ وَأَقْبَلَ
٢٣ / ٤٤٣
﴿إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ﴾ [المدثر: ٣٥] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: إِنَّ جَهَنَّمَ لِإِحْدَى الْكُبَرِ، يَعْنِي ⦗٤٤٤⦘ الْأُمُورَ الْعِظَامَ. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ.
٢٣ / ٤٤٣
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: ثني عِيسَى؛ وَحَدَّثَنِي الْحَارِثُ، قَالَ: ثنا الْحَسَنُ، قَالَ: ثنا وَرْقَاءُ، جَمِيعًا عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، ﴿إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ﴾ [المدثر: ٣٥] يَعْنِي: جَهَنَّمَ
٢٣ / ٤٤٤
حَدَّثَنَا أَبُو السَّائِبِ، قَالَ: ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سُمَيْعٍ، عَنْ أَبِي رَزِينٍ، ﴿إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ﴾ [المدثر: ٣٥] قَالَ: جَهَنَّمُ
٢٣ / ٤٤٤
حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ﴾ [المدثر: ٣٥] قَالَ: هَذِهِ النَّارُ
٢٣ / ٤٤٤
حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: ثنا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، ﴿إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ﴾ [المدثر: ٣٥] قَالَ: هِيَ النَّارُ
٢٣ / ٤٤٤
حُدِّثْتُ، عَنِ الْحُسَيْنِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُعَاذٍ، يَقُولُ: ثنا عُبَيْدٌ، قَالَ: سَمَعْتُ الضَّحَّاكَ، يَقُولُ فِي قَوْلِهِ: ﴿إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ﴾ [المدثر: ٣٥] يَعْنِي: جَهَنَّمَ
٢٣ / ٤٤٥
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: ثني أَبِي، قَالَ: ثني عَمِّي، قَالَ: ثني أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، ﴿إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ﴾ [المدثر: ٣٥] يَعْنِي جَهَنَّمَ
٢٣ / ٤٤٥
وَقَوْلُهُ: ﴿نَذِيرًا لِلْبَشَرِ﴾ [المدثر: ٣٦] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: إِنَّ النَّارَ لَإِحْدَى الْكُبَرِ، نَذِيرًا لِبَنِي آدَمَ. وَاخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي مَعْنَى قَوْلِهِ: ﴿نَذِيرًا لِلْبَشَرِ﴾ [المدثر: ٣٦] وَمَا الْمَوْصُوفُ بِذَلِكَ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: عَنَى بِذَلِكَ النَّارَ، وَقَالُوا: هِيَ صِفَةٌ لِلْهَاءِ الَّتِي فِي قَوْلِهِ: ﴿إِنَّهَا﴾ [البقرة: ٦٨] وَقَالُوا: هِيَ النَّذِيرُ؛ فَعَلَى قَوْلِ هَؤُلَاءِ النَّذِيرُ نُصِبَ عَلَى الْقَطْعِ مِنْ إِحْدَى الْكُبَرِ، لِأَنَّ إِحْدَى الْكُبَرِ مَعْرِفَةٌ، وَقَوْلُهُ: ﴿نَذِيرًا﴾ [الفرقان: ١] نَكِرَةٌ، وَالْكَلَامُ قَدْ يَحْسُنُ الْوُقُوفُ عَلَيْهِ دُونَهُ.
٢٣ / ٤٤٥
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: قَالَ الْحَسَنُ: وَاللَّهِ مَا أُنْذِرَ النَّاسُ بِشَيْءٍ أَدْهَى مِنْهَا، أَوْ بِدَاهِيَةٍ هِيَ أَدْهَى مِنْهَا وَقَالَ آخَرُونَ: بَلْ ذَلِكَ مِنْ صِفَةِ اللَّهِ تَعَالَى، وَهُوَ خَبَرٌ مِنَ اللَّهِ عَنْ نَفْسِهِ، أَنَّهُ نَذِيرٌ لِخَلْقِهِ. وَعَلَى هَذَا الْقَوْلِ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ نَصْبُ قَوْلِهِ: ﴿نَذِيرًا﴾ [الفرقان: ١] عَلَى الْخُرُوجِ مِنْ جُمْلَةِ الْكَلَامِ الْمُتَقَدِّمِ، فَيَكُونُ مَعْنَى الْكَلَامِ: وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ ⦗٤٤٦⦘ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً نَذِيرًا لِلْبَشَرِ؛ يَعْنِي: إِنْذَارًا لَهُمْ؛ فَيَكُونُ قَوْلُهُ: ﴿نَذِيرًا﴾ [الفرقان: ١] بِمَعْنَى إِنْذَارًا لَهُمْ؛ كَمَا قَالَ: ﴿كَيْفَ نَذِيرِ﴾ [الملك: ١٧] بِمَعْنَى إِنْذَارِي؛ وَيَكُونُ أَيْضًا بِمَعْنَى: إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرُ؛ صَيَّرْنَا ذَلِكَ كَذَلِكَ نَذِيرًا، فَيَكُونُ قَوْلُهُ: ﴿إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ﴾ [المدثر: ٣٥] مُؤَدِّيًا عَنْ مَعْنَى صَيَّرْنَا ذَلِكَ كَذَلِكَ، وَهَذَا الْمَعْنَى قَصْدُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ
٢٣ / ٤٤٥
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ حَدَّثَنِي أَبُو السَّائِبِ، قَالَ: ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ أَبِي رَزِينٍ، ﴿إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ﴾ [المدثر: ٣٥] قَالَ: جَهَنَّمُ ﴿نَذِيرًا لِلْبَشَرِ﴾ [المدثر: ٣٦] يَقُولُ اللَّهُ: أَنَا لَكُمْ مِنْهَا نَذِيرٌ فَاتَّقُوهَا وَقَالَ آخَرُونَ: بَلْ ذَلِكَ مِنْ صِفَةِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ وَقَالُوا: نُصِبَ ﴿نَذِيرًا﴾ [الفرقان: ١] عَلَى الْحَالِ مِمَّا فِي قَوْلِهِ: ﴿قُمْ﴾ [المدثر: ٢] وَقَالُوا: مَعْنَى الْكَلَامِ: قُمْ نَذِيرًا لِلْبَشَرِ فَأَنْذِرْ
٢٣ / ٤٤٦
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿نَذِيرًا لِلْبَشَرِ﴾ [المدثر: ٣٦] قَالَ: الْخَلْقُ، قَالَ: بَنُو آدَمَ الْبَشَرُ، فَقِيلَ لَهُ: مُحَمَّدٌ النَّذِيرُ قَالَ: نَعَمْ يُنْذِرُهُمْ
٢٣ / ٤٤٦
وَقَوْلُهُ: ﴿لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ﴾ [المدثر: ٣٧] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: نَذِيرًا لِلْبَشَرِ لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ أَنْ يَتَقَدَّمَ فِي طَاعَةِ اللَّهِ، أَوْ يَتَأَخَّرَ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ. ⦗٤٤٧⦘ وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ.
٢٣ / ٤٤٦
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: ثني أَبِي، قَالَ: ثني عَمِّي، قَالَ: ثني أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَوْلُهُ: ﴿لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ﴾ [المدثر: ٣٧] قَالَ: مَنْ شَاءَ اتَّبَعَ طَاعَةَ اللَّهِ، وَمَنْ شَاءَ تَأَخَّرَ عَنْهَا
٢٣ / ٤٤٧
حَدَّثَنِي بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، ﴿لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ﴾ [المدثر: ٣٧] يَتَقَدَّمُ فِي طَاعَةِ اللَّهِ، أَوْ يَتَأَخَّرُ فِي مَعْصِيَتِهِ
٢٣ / ٤٤٧
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ عَنِ الْمُجْرِمِينَ مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ﴾ [المدثر: ٣٩] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: كُلُّ نَفْسٍ مَأْمُورَةٌ مَنْهِيَّةٌ بِمَا عَمِلَتْ مِنْ مَعْصِيَةِ اللَّهِ فِي الدُّنْيَا، رَهِينَةٌ فِي جَهَنَّمَ ﴿إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ﴾ [المدثر: ٣٩] فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مُرْتَهَنِينَ، وَلَكِنَّهُمْ ﴿فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ﴾ [المدثر: ٤٠] عَنِ الْمُجْرِمِينَ. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ.
٢٣ / ٤٤٧
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: ثني أَبِي، قَالَ: ثني عَمِّي، قَالَ: ثني أَبِي، عَنْ ⦗٤٤٨⦘ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: ﴿كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ﴾ [المدثر: ٣٨] يَقُولُ: مَأْخُوذَةٌ بِعَمَلِهَا
٢٣ / ٤٤٧
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلُهُ: ﴿كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ﴾ [المدثر: ٣٩] قَالَ: غَلِقَ النَّاسُ كُلُّهُمْ إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ
٢٣ / ٤٤٨
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: ثنا عِيسَى، وَحَدَّثَنِي الْحَارِثُ، قَالَ: ثنا الْحَسَنُ، قَالَ: ثنا وَرْقَاءُ، جَمِيعًا عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَوْلُهُ: ﴿كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ﴾ [المدثر: ٣٩] قَالَ: لَا يُحَاسَبُونَ
٢٣ / ٤٤٨
حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ، فِي قَوْلِ اللَّهِ: ﴿كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ﴾ [المدثر: ٣٩] أَصْحَابُ الْيَمِينِ لَا يُرْتَهَنُونُ بِذُنُوبِهِمْ، وَلَكِنْ يَغْفِرُهَا اللَّهُ لَهُمْ؛ وَقَرَأَ قَوْلَ اللَّهِ: ﴿إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ﴾ [الصافات: ٤٠] قَالَ: لَا يُؤَاخِذُهُمُ اللَّهُ بِسَيِّئِ أَعْمَالِهِمْ، وَلَكِنْ يَغْفِرُهَا اللَّهُ لَهُمْ، وَيَتَجَاوَزُ عَنْهُمْ كَمَا وَعَدَهُمْ
٢٣ / ٤٤٨
حُدِّثْتُ، عَنِ الْحُسَيْنِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُعَاذٍ، يَقُولُ: ثنا عُبَيْدٌ، قَالَ: سَمَعْتُ الضَّحَّاكَ، يَقُولُ فِي قَوْلِهِ: ﴿كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ﴾ [المدثر: ٣٨] قَالَ: كُلُّ نَفْسٍ سَبَقَتْ ⦗٤٤٩⦘ لَهُ كَلِمَةُ الْعَذَابِ يَرْتَهِنُهُ اللَّهُ فِي النَّارِ، لَا يَرْتَهِنُ اللَّهُ أَحَدًا مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، أَلَمْ تَسْمَعْ أَنَّهُ قَالَ: ﴿كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ﴾ [المدثر: ٣٩] يَقُولُ: لَيْسُوا رَهِينَةً ﴿فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ﴾ [المدثر: ٤٠]
٢٣ / ٤٤٨
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: ثني أَبِي، قَالَ: ثني عَمِّي، قَالَ: ثني أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ﴾ [المدثر: ٣٩] قَالَ: إِنْ كَانَ أَحَدُهُمْ سَبَقَتْ لَهُ كَلِمَةُ الْعَذَابِ جَعَلَ مَنْزِلَهُ فِي النَّارِ يَكُونُ فِيهَا رَهْنًا، وَلَيْسَ يُرْتَهَنُ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ هُمْ فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ وَاخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي أَصْحَابِ الْيَمِينِ الَّذِينَ ذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: هُمْ أَطْفَالُ الْمُسْلِمِينَ
٢٣ / ٤٤٩
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ حَدَّثَنِي وَاصِلُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: ثنا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عُثْمَانَ، عَنْ زَاذَانَ، عَنْ عَلِيٍّ، رضي الله عنه فِي هَذِهِ الْآيَةِ: ﴿كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ﴾ [المدثر: ٣٩] قَالَ: هُمُ الْوِلْدَانُ
٢٣ / ٤٤٩
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثنا مُؤَمَّلٌ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عُثْمَانَ أَبِي الْيَقْظَانِ، عَنْ زَاذَانَ أَبِي عُمَرَ، عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه فِي قَوْلِهِ: ﴿كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ﴾ [المدثر: ٣٩] قَالَ: أَطْفَالُ الْمُسْلِمِينَ
٢٣ / ٤٤٩
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا مِهْرَانُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عُمَيْرٍ أَبِي الْيَقْظَانِ، عَنْ زَاذَانَ أَبِي عُمَرَ، عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه ﴿إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ﴾ [المدثر: ٣٩] قَالَ: أَوْلَادَ الْمُسْلِمِينَ
٢٣ / ٤٥٠
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي الْيَقْظَانِ، عَنْ زَاذَانَ، عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه ﴿إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ﴾ [المدثر: ٣٩] قَالَ: هُمُ الْوِلْدَانُ وَقَالَ آخَرُونَ: هُمُ الْمَلَائِكَةُ
٢٣ / ٤٥٠
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا وَكِيعٌ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: هُمُ الْمَلَائِكَةُ وَإِنَّمَا قَالَ مَنْ قَالَ: أَصْحَابُ الْيَمِينِ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ: هُمُ الْوِلْدَانُ وَأَطْفَالُ الْمُسْلِمِينَ؛ وَمَنْ قَالَ: هُمُ الْمَلَائِكَةَ، لِأَنَّ هَؤُلَاءِ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ ذُنُوبٌ، وَقَالُوا: لَمْ يَكُونُوا لِيُسْأَلُوا الْمُجْرِمِينَ ﴿مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ﴾ [المدثر: ٤٢] إِلَّا أَنَّهُمْ لَمْ يَقْتَرِفُوا فِي الدُّنْيَا مَآثِمَ، وَلَوْ كَانُوا اقْتَرَفُوهَا وَعَرَفُوهَا لَمْ يَكُونُوا لِيَسْأَلُوهُمْ عَمَّا سَلَكَهُمْ فِي ⦗٤٥١⦘ سَقَرَ، لِأَنَّ كُلَّ مَنْ دَخَلَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِمَّنْ بَلَغَ التَّكْلِيفَ، وَلَزِمَهُ فَرْضُ الْأَمْرِ وَالنَّهْيِ، قَدْ عَلِمَ أَنَّ أَحَدًا لَا يُعَاقَبُ إِلَّا عَلَى الْمَعْصِيَةِ
٢٣ / ٤٥٠
وَقَوْلُهُ: ﴿فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ عَنِ الْمُجْرِمِينَ مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ﴾ [المدثر: ٤١] يَقُولُ: أَصْحَابُ الْيَمِينِ فِي بَسَاتِينَ يَتَسَاءَلُونَ عَنِ الْمُجْرِمِينَ الَّذِينَ سُلِكُوا فِي سَقَرَ، أَيُّ شَيْءٍ سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ؟ ﴿قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ﴾ [المدثر: ٤٣] يَقُولُ: قَالَ الْمُجْرِمُونَ لَهُمْ: لَمْ نَكُ فِي الدُّنْيَا مِنَ الْمُصَلِّينَ لِلَّهِ. ﴿وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ﴾ [المدثر: ٤٤] بُخْلًا بِمَا خَوَّلَهُمُ اللَّهُ، وَمَنْعًا لَهُ مِنْ حَقَّهِ. ﴿وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ﴾ [المدثر: ٤٥] يَقُولُ: وَكُنَّا نَخُوضُ فِي الْبَاطِلِ وَفِيمَا يَكْرَهُهُ اللَّهُ مَعَ مَنْ يَخُوضُ فِيهِ.
٢٣ / ٤٥١
كَمَا: حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، ﴿وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ﴾ [المدثر: ٤٥] قَالَ: كُلَّمَا غَوَى غَاوٍ غَوَيْنَا مَعَهُ
٢٣ / ٤٥١
حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: ثنا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: ﴿وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ﴾ [المدثر: ٤٥] قَالَ: يَقُولُونَ: كُلَّمَا غَوَى غَاوٍ غَوَيْنَا مَعَهُ
٢٣ / ٤٥١
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ فَمَا تَنفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ﴾ [المدثر: ٤٧]
٢٣ / ٤٥١
وَقَوْلُهُ: ﴿وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ﴾ [المدثر: ٤٦] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: قَالُوا: وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الْمُجَازَاةِ وَالثَّوَابِ وَالْعَذَابِ، وَلَا نُصَدِّقُ بِثَوَابٍ وَلَا عِقَابٍ وَلَا حِسَابٍ. ﴿حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ﴾ [المدثر: ٤٧] يَقُولُ: قَالُوا: حَتَّى أَتَانَا الْمَوْتُ الْمُوقَنُ بِهِ. ﴿فَمَا تَنفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ﴾ [المدثر: ٤٨] يَقُولُ: فَمَا يَشْفَعُ لَهُمُ الَّذِينَ شَفَّعَهُمُ اللَّهُ فِي أَهْلِ الذُّنُوبِ مِنْ أَهْلِ التَّوْحِيدِ، فَتَنْفَعُهُمْ شَفَاعَتُهُمْ. وَفِي هَذِهِ الْآيَةِ دَلَالَةٌ وَاضِحَةٌ عَلَى أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى ذِكْرُهُ مُشَفِّعٌ بَعْضَ خَلْقِهِ فِي بَعْضٍ. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ.
٢٣ / ٤٥٢
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، قَالَ: ثنا أَبُو الزَّعْرَاءِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، فِي قِصَّةٍ ذَكَرَهَا فِي الشَّفَاعَةِ، قَالَ: ثُمَّ تَشْفَعُ الْمَلَائِكَةُ وَالنَّبِيُّونَ وَالشُّهَدَاءُ وَالصَّالِحُونَ وَالْمُؤْمِنُونَ، وَيُشَفِّعُهُمُ اللَّهُ فَيَقُولُ: أَنَا أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ، فَيُخْرِجُ مِنَ النَّارِ أَكْثَرَ مِمَّا أَخْرَجَ مِنْ جَمِيعِ الْخَلْقِ مِنَ النَّارِ؛ ثُمَّ يَقُولُ: أَنَا أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ؛ ثُمَّ قَرَأَ عَبْدُ اللَّهِ: يَا أَيُّهَا الْكُفَّارُ ﴿مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ﴾ [المدثر: ٤٣] وَعَقَدَ بِيَدِهِ أَرْبَعًا، ثُمَّ قَالَ: هَلْ تَرَوْنَ فِي هَؤُلَاءِ مِنْ خَيْرٍ، أَلَا مَا يُتْرَكُ فِيهَا أَحَدٌ فِيهِ خَيْرٌ
٢٣ / ٤٥٢
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا ابْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمِّيَ وَإِسْمَاعِيلَ بْنَ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ أَبِي الزَّعْرَاءِ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: لَا يَبْقَى فِي النَّارِ إِلَّا أَرْبَعَةٌ، أَوْ ذُو الْأَرْبَعَةِ – الشَّكُّ مِنْ أَبِي جَعْفَرٍ الطَّبَرِيِّ – ثُمَّ يَتْلُو: ﴿مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ﴾ [المدثر: ٤٣] قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ
٢٣ / ٤٥٣
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، ﴿فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ﴾ [المدثر: ٤٨] تَعْلَمَنَّ أَنَّ اللَّهَ يُشَفِّعُ الْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. ذُكِرَ لَنَا أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ ﷺ كَانَ يَقُولُ: «إِنَّ مِنْ أُمَّتِي رَجُلًا يُدْخِلُ اللَّهُ بِشَفَاعَتِهِ الْجَنَّةَ أَكْثَرَ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ» . قَالَ الْحَسَنُ: أَكْثَرُ مِنْ رَبِيعَةَ وَمُضَرَ، كُنَّا نُحَدِّثُ أَنَّ الشَّهِيدَ يَشْفَعُ فِي سَبْعِينَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ
٢٣ / ٤٥٣
حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: ثنا ابْنُ ثَوْرٍ عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ ﴿فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ﴾ [المدثر: ٤٨] قَالَ: تَعْلَمَنَّ أَنَّ اللَّهَ يُشَفِّعُ بَعْضَهُمْ فِي بَعْضٍ
٢٣ / ٤٥٣
قَالَ: ثنا أَبُو ثَوْرٍ، قَالَ مَعْمَرٌ: وَأَخْبَرَنِي مَنْ، سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، يَقُولُ: إِنَّ الرَّجُلَ لَيَشْفَعُ لِلرَّجُلَيْنِ وَالثَّلَاثَةِ وَالرَّجُلِ
٢٣ / ٤٥٣
قَالَ ثنا أَبُو ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي ⦗٤٥٤⦘ قِلَابَةَ، قَالَ: يُدْخِلُ اللَّهُ بِشَفَاعَةِ رَجُلٍ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ الْجَنَّةَ مِثْلَ بَنِي تَمِيمٍ، أَوْ قَالَ: أَكْثَرَ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ، وَقَالَ الْحَسَنُ: مِثْلَ رَبِيعَةَ وَمُضَرَ
٢٣ / ٤٥٣
وَقَوْلُهُ: ﴿فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ﴾ [المدثر: ٤٩] يَقُولُ: فَمَا لِهَؤُلَاءِ الْمُشْرِكِينَ عَنْ تَذْكِرَةِ اللَّهِ إِيَّاهُمْ بِهَذَا الْقُرْآنِ مُعْرِضِينَ، لَا يَسْتَمِعُونَ لَهَا فَيَتَّعِظُوا وَيَعْتَبِرُوا. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ.
٢٣ / ٤٥٤
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، ﴿فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ﴾ [المدثر: ٤٩] أَيْ عَنْ هَذَا الْقُرْآنِ
٢٣ / ٤٥٤
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُؤْتَى صُحُفًا مُنَشَّرَةً كَلَّا بَلْ لَا يَخَافُونَ الْآخِرَةَ﴾ [المدثر: ٥١] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: فَمَا لِهَؤُلَاءِ الْمُشْرِكِينَ بِاللَّهِ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ، مُوَلِّينَ عَنْهَا تَوْلِيَةَ الْحُمُرِ الْمُسْتَنْفِرَةِ ﴿فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ﴾ [المدثر: ٥١] . وَاخْتَلَفَ الْقُرَّاءُ فِي قِرَاءَةِ قَوْلِهِ: ﴿مُسْتَنْفِرَةٍ﴾ [المدثر: ٥٠] فَقَرَأَ ذَلِكَ عَامَّةُ قُرَّاءِ ⦗٤٥٥⦘ الْكُوفَةِ وَالْبَصْرَةِ بِكَسْرِ الْفَاءِ، وَفِي قِرَاءَةِ بَعْضِ الْمَكِّيِّينَ أَيْضًا بِمَعْنَى نَافِرَةٍ. وَالصَّوَابُ مِنَ الْقَوْلِ فِي ذَلِكَ عِنْدَنَا، أَنَّهُمَا قِرَاءَتَانِ مَعْرُوفَتَانِ، صَحِيحَتَا الْمَعْنَى، فَبِأَيَّتِهِمَا قَرَأَ الْقَارِئُ فَمُصِيبٌ. وَكَانَ الْفَرَّاءُ يَقُولُ: الْفَتْحُ وَالْكَسْرُ فِي ذَلِكَ كَثِيرَانِ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ؛ وَأَنْشَدَ:
أَمْسِكَ حِمَارَكَ إِنَّهُ مُسْتَنْفِرٌ … فِي إِثْرِ أَحْمِرَةٍ عَمِدْنَ لِغُرَّبِ
أَمْسِكَ حِمَارَكَ إِنَّهُ مُسْتَنْفِرٌ … فِي إِثْرِ أَحْمِرَةٍ عَمِدْنَ لِغُرَّبِ
٢٣ / ٤٥٤
وَقَوْلُهُ: ﴿فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ﴾ [المدثر: ٥١] اخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي مَعْنَى الْقَسْوَرَةِ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: هُمُ الرُّمَاةُ.
٢٣ / ٤٥٥
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ حَدَّثَنِي أَبُو السَّائِبِ، قَالَ: ثنا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ﴾ [المدثر: ٥١] قَالَ: الرُّمَاةُ
٢٣ / ٤٥٥
حَدَّثَنِي ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا مِهْرَانُ، عَنْ سُفْيَانَ،؛ وَحَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، ﴿فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ﴾ [المدثر: ٥١] قَالَ: الرُّمَاةُ
٢٣ / ٤٥٥
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا مِهْرَانُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، ﴿فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ﴾ [المدثر: ٥١] قَالَ: هِيَ الرُّمَاةُ. ⦗٤٥٦⦘ قَالَ: ثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، مِثْلَهُ. حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، مِثْلَهُ. حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، مِثْلَهُ
٢٣ / ٤٥٥
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: ثنا عِيسَى، وَحَدَّثَنِي الْحَارِثُ، قَالَ: ثنا الْحَسَنُ، قَالَ: ثنا وَرْقَاءُ، جَمِيعًا عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَوْلُهُ: ﴿قَسْوَرَةٌ﴾ [المدثر: ٥١] قَالَ: عَصَبَةُ قَنَّاصٍ مِنَ الرُّمَاةِ. زَادَ الْحَارِثُ فِي حَدِيثِهِ. قَالَ: وَقَالَ بَعْضُهُمْ فِي الْقَسْوَرَةِ: هُوَ الْأَسَدُ، وَبَعْضُهُمُ: الرُّمَاةُ
٢٣ / ٤٥٦
حَدَّثَنَا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ، قَالَ: ثنا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، فِي قَوْلِهِ: ﴿فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ﴾ [المدثر: ٥١] قَالَ: الْقَسْوَرَةُ: الرُّمَاةُ، فَقَالَ رَجُلٌ لِعِكْرِمَةَ: هُوَ الْأَسَدُ بِلِسَانِ الْحَبَشَةِ. فَقَالَ عِكْرِمَةُ: اسْمُ الْأَسَدِ بِلِسَانِ الْحَبَشَةِ عَنْبَسَةُ
٢٣ / ٤٥٦
حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: ثنا ابْنُ عُلَيَّةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو رَجَاءٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، فِي قَوْلِهِ: ﴿فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ﴾ [المدثر: ٥١] قَالَ: الرُّمَاةُ
٢٣ / ٤٥٦
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، ⦗٤٥٧⦘ عَنْ سُلَيْمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ السَّلُولِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: هِيَ الرُّمَاةُ
٢٣ / ٤٥٦
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، ﴿فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ﴾ [المدثر: ٥١] وَهُمُ الرُّمَاةُ الْقُنَّاصُ
٢٣ / ٤٥٧
حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: ثنا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ: ﴿فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ﴾ [المدثر: ٥١] قَالَ: قَسْوَرَةُ النَّبْلِ وَقَالَ آخَرُونَ: هُمُ الْقُنَّاصُ
٢٣ / ٤٥٧
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: ثني أَبِي، قَالَ: ثني عَمِّي، قَالَ: ثني أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، ﴿فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ﴾ [المدثر: ٥١] يَعْنِي: رِجَالَ الْقَنْصِ
٢٣ / ٤٥٧
حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: ثنا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، فِي هَذِهِ الْآيَةِ ﴿فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ﴾ [المدثر: ٥١] قَالَ: هُمُ الْقُنَّاصُ. حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا وَكِيعٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ ⦗٤٥٨⦘ جُبَيْرٍ قَالَ: هُمُ الْقُنَّاصُ وَقَالَ آخَرُونَ: هُمْ جَمَاعَةُ الرِّجَالِ
٢٣ / ٤٥٧
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: ثنا شُعْبَةُ، وَحَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا وَكِيعٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ عَنِ الْقَسْوَرَةِ، فَقَالَ: مَا أَعْلَمُهُ بِلُغَةِ أَحَدٍ مِنَ الْعَرَبِ: الْأَسَدُ هِيَ عِصَبُ الرِّجَالِ
٢٣ / ٤٥٨
حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: ثنا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، قَالَ: مَا أَعْلَمُهُ بِلُغَةِ أَحَدٍ مِنَ الْعَرَبِ الْأَسَدَ هِيَ عِصَبُ الرِّجَالِ
٢٣ / ٤٥٨
حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: ثنا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ قَالَ: ثنا دَاوُدُ، قَالَ: ثني عَبَّادُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، قَالَ: سُئِلَ ابْنُ عَبَّاسٍ عَنِ الْقَسْوَرَةِ، قَالَ: جَمْعُ الرِّجَالِ، أَلَمْ تَسْمَعْ مَا قَالَتْ فُلَانَةُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ:
يَا بِنْتَ لُؤَيٍّ خَيْرَةً لِخَيْرَهْ … أَحْوَالُهَا فِي الْحَيِّ مِثْلُ الْقَسْوَرَهْ
وَقَالَ آخَرُونَ: هِيَ أَصْوَاتُ الرِّجَالِ.
يَا بِنْتَ لُؤَيٍّ خَيْرَةً لِخَيْرَهْ … أَحْوَالُهَا فِي الْحَيِّ مِثْلُ الْقَسْوَرَهْ
وَقَالَ آخَرُونَ: هِيَ أَصْوَاتُ الرِّجَالِ.
٢٣ / ٤٥٨
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ⦗٤٥٩⦘، ﴿فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ﴾ [المدثر: ٥١] قَالَ: رِكْزُ النَّاسِ أَصْوَاتَهُمْ. قَالَ أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ سُفْيَانُ: ﴿هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزًا﴾ [مريم: ٩٨] وَقَالَ آخَرُونَ: بَلْ هُوَ الْأَسَدُ
٢٣ / ٤٥٨
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا وَكِيعٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، ﴿فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ﴾ [المدثر: ٥١] قَالَ: هُوَ الْأَسَدُ
٢٣ / ٤٥٩
حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنِ ابْنِ سِيلَانَ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ كَانَ يَقُولُ فِي قَوْلِ اللَّهِ: ﴿فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ﴾ [المدثر: ٥١] قَالَ: هُوَ الْأَسَدُ
٢٣ / ٤٥٩
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ، قَالَ: ثنا هِشَامٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، فِي قَوْلِ اللَّهِ: ﴿فَرَّتْ مِنْ ⦗٤٦٠⦘ قَسْوَرَةٍ﴾ [المدثر: ٥١] قَالَ: الْأَسَدُ
٢٣ / ٤٥٩
حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي دَاوُدُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، فِي قَوْلِ اللَّهِ: ﴿فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ﴾ [المدثر: ٥١] قَالَ: هُوَ الْأَسَدُ
٢٣ / ٤٦٠
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ خِدَاشٍ، قَالَ ثني سَلْمُ بْنُ قُتَيْبَةَ، قَالَ: ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانُ،؛ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،؛ أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ قَوْلِهِ: ﴿فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ﴾ [المدثر: ٥١] قَالَ: هُوَ بِالْعَرَبِيَّةِ الْأَسَدُ، وَبِالْفَارِسِيَّةِ: شَارُ، وَبِالنَّبَطِيِّةَ: أَرْيَا، وَبِالْحَبَشِيَّةِ: قَسْوَرَةٌ
٢٣ / ٤٦٠
حَدَّثَنِي عَلِيٌّ، قَالَ: ثنا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: ثني مُعَاوِيَةُ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَوْلُهُ ﴿فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ﴾ [المدثر: ٥١] يَقُولُ: الْأَسَدُ
٢٣ / ٤٦٠
حَدَّثَنِي أَبُو السَّائِبِ، قَالَ: ثنا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: الْأَسَدُ
٢٣ / ٤٦٠
حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ﴾ [المدثر: ٥١] قَالَ: الْقَسْوَرَةُ: الْأَسَدُ
٢٣ / ٤٦٠
وَقَوْلُهُ: ﴿بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُؤْتَى صُحُفًا مُنَشَّرَةً﴾ [المدثر: ٥٢] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: مَا بِهَؤُلَاءِ الْمُشْرِكِينَ فِي إِعْرَاضِهِمْ عَنْ هَذَا الْقُرْآنِ أَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ، ⦗٤٦١⦘ وَلَكِنَّ كُلَّ رَجُلٍ مِنْهُمْ يُرِيدُ أَنْ يُؤْتَى كِتَابًا مِنَ السَّمَاءِ يَنْزِلُ عَلَيْهِ. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ.
٢٣ / ٤٦٠
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلُهُ: ﴿بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُؤْتَى صُحُفًا مُنَشَّرَةً﴾ [المدثر: ٥٢] قَالَ: قَدْ قَالَ قَائِلُونَ مِنَ النَّاسِ: يَا مُحَمَّدُ إِنْ سَرَّكَ أَنْ نَتَّبَعَكَ فَأْتِنَا بِكِتَابٍ خَاصَّةً إِلَى فُلَانٍ وَفُلَانٍ، نُؤْمَرُ فِيهِ بِاتِّبَاعِكَ، قَالَ قَتَادَةُ: يُرِيدُونَ أَنْ يُؤْتُوا بَرَاءَةً بِغَيْرِ عَمَلٍ
٢٣ / ٤٦١
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: ثنا عِيسَى، وَحَدَّثَنِي الْحَارِثُ، قَالَ: ثنا الْحَسَنُ، قَالَ: ثنا وَرْقَاءُ، جَمِيعًا عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَوْلُهُ: ﴿بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُؤْتَى صُحُفًا مُنَشَّرَةً﴾ [المدثر: ٥٢] قَالَ: إِلَى فُلَانٍ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ
٢٣ / ٤٦١
وَقَوْلُهُ: ﴿كَلَّا بَلْ لَا يَخَافُونَ الْآخِرَةَ﴾ [المدثر: ٥٣] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: مَا الْأَمْرُ كَمَا يَزْعُمُونَ مِنْ أَنَّهُمْ لَوْ أُوتُوا صُحُفًا مُنَشَّرَةً صَدَّقُوا، بَلْ لَا يَخَافُونَ الْآخِرَةَ، يَقُولُ: لَكِنَّهُمْ لَا يَخَافُونَ عِقَابَ اللَّهِ، وَلَا يُصَدِّقُونَ بِالْبَعْثِ وَالثَّوَابِ وَالْعِقَابِ ⦗٤٦٢⦘ فَذَلِكَ الَّذِي دَعَاهُمْ إِلَى الْإِعْرَاضِ عَنْ تَذْكِرَةِ اللَّهِ، وَهَوَّنَ عَلَيْهِمْ تَرْكَ الِاسْتِمَاعِ لَوْحَيْهِ وَتَنْزِيلِهِ. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ.
٢٣ / ٤٦١
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلُهُ: ﴿كَلَّا بَلْ لَا يَخَافُونَ الْآخِرَةَ﴾ [المدثر: ٥٣] إِنَّمَا أَفْسَدَهُمْ أَنَّهُمْ كَانُوا لَا يُصَدِّقُونَ بِالْآخِرَةِ، وَلَا يَخَافُونَهَا، هُوَ الَّذِي أَفْسَدَهُمْ
٢٣ / ٤٦٢
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿كَلَّا إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ وَمَا يَذْكُرُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ﴾ [المدثر: ٥٥] يَعْنِي جَلَّ ثَنَاؤُهُ بِقَوْلِهِ: ﴿كَلَّا إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ﴾ [المدثر: ٥٤] لَيْسَ الْأَمْرُ كَمَا يَقُولُ هَؤُلَاءِ الْمُشْرِكُونَ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ أَنَّهُ سِحْرٌ يُؤْثَرُ، وَأَنَّهُ قَوْلُ الْبَشَرِ، وَلَكِنَّهُ تَذْكِرَةٌ مِنَ اللَّهِ لِخَلْقِهِ، ذَكَّرَهُمْ بِهِ. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ.
٢٣ / ٤٦٢
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلُهُ: ﴿كَلَّا إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ﴾ [المدثر: ٥٤] أَيِ الْقُرْآنُ
٢٣ / ٤٦٣
وَقَوْلُهُ: ﴿فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ﴾ [المدثر: ٥٥] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: فَمَنْ شَاءَ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ الَّذِينَ ذَكَرَهُمُ اللَّهُ بِهَذَا الْقُرْآنِ ذَكَّرَهُ، فَاتَّعَظَ فَاسْتَعْمَلَ مَا فِيهِ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ وَنَهْيِهِ. ﴿وَمَا يَذْكُرُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ﴾ [المدثر: ٥٦] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: وَمَا يَذْكُرُونَ هَذَا الْقُرْآنَ فَيَتَّعِظُونَ بِهِ، وَيُسْتَعْمَلُونَ فِيهِ، إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ أَنْ يَذْكُرُوهُ، لِأَنَّهُ لَا أَحَدَ يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ إِلَّا بِأَنْ يَشَاءَ اللَّهُ يُقَدِّرُهُ عَلَيْهِ، وَيُعْطِيهِ الْقُدْرَةَ عَلَيْهِ.
٢٣ / ٤٦٣
وَقَوْلُهُ: ﴿هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ﴾ [المدثر: ٥٦] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: اللَّهُ أَهْلٌ أَنْ يَتَّقِيَ عِبَادُهُ عِقَابَهُ عَلَى مَعْصِيَتِهِمْ إِيَّاهُ، فَيَجْتَنِبُوا مَعَاصِيَهُ، وَيُسَارِعُوا إِلَى طَاعَتِهِ. ﴿وَأَهلُ الْمَغْفِرَةِ﴾ [المدثر: ٥٦] يَقُولُ: هُوَ أَهْلٌ أَنْ يَغْفِرَ ذُنُوبَهُمْ إِذَا هُمْ فَعَلُوا ذَلِكَ، وَلَا يُعَاقِبَهُمْ عَلَيْهَا مَعَ تَوْبَتِهِمْ مِنْهَا. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ.
٢٣ / ٤٦٣
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، ﴿هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ﴾ [المدثر: ٥٦] رَبُّنَا مَحْقُوقٌ أَنْ تُتَّقَى مَحَارِمُهُ، وَهُوَ أَهْلُ الْمَغْفِرَةِ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ
٢٣ / ٤٦٤
حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: ثنا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ: ﴿هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ﴾ [المدثر: ٥٦] قَالَ: أَهْلٌ أَنْ تُتَّقَى مَحَارِمُهُ، وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ: أَهْلٌ أَنْ يَغْفِرَ الذُّنُوبَ