الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ﴾ [الرحمن: ٧٧] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: يَنْعَمُ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَكْرَمُهُمْ جَلَّ ثَنَاؤُهُ هَذِهِ الْكَرَامَةَ الَّتِي وَصَفَهَا فِي هَذِهِ الْآيَاتِ فِي الْجَنَّتَيْنِ اللَّتَيْنِ وَصَفَهُمَا ﴿مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ﴾ [الرحمن: ٧٦] وَاخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي مَعْنَى الرَّفْرُفِ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: هِيَ رِيَاضُ الْجَنَّةِ، وَاحِدَتُهَا: رَفْرَفَةٌ
٢٢ / ٢٧٣
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ قَالَ: ثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، أَنَّهُ قَالَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ ﴿مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ﴾ [الرحمن: ٧٦] قَالَ: «رِيَاضِ الْجَنَّةِ» حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: ثَنَا أَبُو نُوحٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، مِثْلَهُ
٢٢ / ٢٧٣
حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: ثَنَا سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ﴾ [الرحمن: ٧٦] قَالَ: «الرَّفْرَفُ: رِيَاضُ الْجَنَّةِ» ⦗٢٧٤⦘ وَقَالَ آخَرُونَ: هِيَ الْمَحَابِسُ
٢٢ / ٢٧٣
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ حَدَّثَنِي عَلِيٌّ قَالَ: ثَنَا أَبُو صَالِحٍ قَالَ: ثَنِي مُعَاوِيَةُ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَوْلَهُ: ﴿مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ﴾ [الرحمن: ٧٦] يَقُولُ: «الْمَحَابِسُ»
٢٢ / ٢٧٤
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: ثَنِي أَبِي قَالَ: ثَنِي عَمِّي قَالَ: ثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَوْلَهُ: ﴿مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ﴾ [الرحمن: ٧٦] قَالَ: «الرَّفْرَفُ: فُضُولُ الْمَحَابِسِ وَالْبُسُطُ»
٢٢ / ٢٧٤
حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ قَالَ: ثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، عَنِ الْحَسَنِ، فِي قَوْلِهِ: ﴿مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ﴾ [الرحمن: ٧٦] قَالَ: «هِيَ الْبُسُطُ أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَقُولُونَ: هِيَ الْبُسُطُ»
٢٢ / ٢٧٤
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثَنَا مِهْرَانُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ رَجُلٍ، يُقَالُ لَهُ غَزْوَانُ ﴿رَفْرَفٍ خُضْرٍ﴾ [الرحمن: ٧٦] قَالَ: «فُضُولُ الْمَحَابِسِ»
٢٢ / ٢٧٤
قَالَ: ثَنَا مِهْرَانُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ هَارُونَ بْنِ عَنْتَرَةَ، عَنْ ⦗٢٧٥⦘ أَبِيهِ قَالَ: «فُضُولُ الْفُرُشِ وَالْمَحَابِسِ»
٢٢ / ٢٧٤
حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ قَالَ: ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَالَ: ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَرْوَانَ، فِي قَوْلِهِ: ﴿رَفْرَفٍ خُضْرٍ﴾ [الرحمن: ٧٦] قَالَ: «فُضُولُ الْمَحَابِسِ»
٢٢ / ٢٧٥
حَدَّثَنَا بِشْرٌ قَالَ: ثَنَا يَزِيدُ قَالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلَهُ: ﴿مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ﴾ [الرحمن: ٧٦] قَالَ: «الرَّفْرَفُ الْخُضْرُ: الْمَحَابِسُ»
٢٢ / ٢٧٥
حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالَ: ثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، ﴿رَفْرَفٍ خُضْرٍ﴾ [الرحمن: ٧٦] قَالَ: «مَحَابِسُ خُضْرٌ»
٢٢ / ٢٧٥
حُدِّثْتُ عَنِ الْحُسَيْنِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُعَاذٍ، يَقُولُ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدٌ قَالَ: سَمِعْتُ الضَّحَّاكَ، يَقُولُ فِي قَوْلِهِ: ﴿رَفْرَفٍ خُضْرٍ﴾ [الرحمن: ٧٦] قَالَ: «هِيَ الْمَحَابِسُ»
٢٢ / ٢٧٥
حَدَّثَنِي يُونُسُ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ﴾ [الرحمن: ٧٦] قَالَ: «الرَّفْرَفُ: الْمَحَابِسُ» وَقَالَ آخَرُونَ: بَلْ هِيَ الْمَرَافِقُ
٢٢ / ٢٧٥
حَدَّثَنَا بِشْرٌ قَالَ: ثَنَا يَزِيدُ قَالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: قَالَ الْحَسَنُ: “الرَّفْرَفُ: مَرَافِقُ خُضْرٌ، وَأَمَّا الْعَبْقَرِيُّ، فَإِنَّهُ الطَّنَافِسُ الثِّخَانُ، وَهِيَ جِمَاعٌ وَاحِدُهَا: عَبْقَرِيَّةٌ وَقَدْ ذُكِرَ أَنَّ الْعَرَبَ تُسَمِّي كُلَّ شَيْءٍ مِنَ الْبُسُطِ عَبْقَرِيًّا وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ
٢٢ / ٢٧٦
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي عَلِيٌّ قَالَ: ثَنَا أَبُو صَالِحٍ قَالَ: ثَنِي مُعَاوِيَةُ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَوْلَهُ: ﴿وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ﴾ [الرحمن: ٧٦] قَالَ: «الزَّرَابِيُّ»
٢٢ / ٢٧٦
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: ثَنِي أَبِي قَالَ: ثَنِي عَمِّي قَالَ: ثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ﴿وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ﴾ [الرحمن: ٧٦] قَالَ: «الْعَبْقَرِيُّ: الزَّرَابِيُّ الْحِسَانُ»
٢٢ / ٢٧٦
حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ قَالَ: ثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ﴾ [الرحمن: ٧٦] قَالَ: «الْعَبْقَرِيُّ: عِتَاقُ الزَّرَابِيِّ»
٢٢ / ٢٧٦
حَدَّثَنَا بِشْرٌ قَالَ: ثَنَا يَزِيدُ قَالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: «الْعَبْقَرِيُّ: الزَّرَابِيُّ»
٢٢ / ٢٧٦
حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَرْوَانَ قَالَ: ثَنَا أَبُو الْعَوَّامِ، عَنْ قَتَادَةَ ⦗٢٧٧⦘، ﴿وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ﴾ [الرحمن: ٧٦] قَالَ: «الزَّرَابِيُّ»
٢٢ / ٢٧٦
حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالَ: ثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ ﴿وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ﴾ [الرحمن: ٧٦] قَالَ: «زَرَابِيُّ»
٢٢ / ٢٧٧
حَدَّثَنِي يُونُسُ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ﴾ [الرحمن: ٧٦] قَالَ: «الْعَبْقَرِيُّ: الطَّنَافِسُ» وَقَالَ آخَرُونَ: الْعَبْقَرِيُّ: الدِّيبَاجُ
٢٢ / ٢٧٧
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثَنَا مِهْرَانُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مُجَاهِدٍ، ﴿وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ﴾ [الرحمن: ٧٦] قَالَ: «هُوَ الدِّيبَاجُ» وَالْقُرَّاءُ فِي جَمِيعِ الْأَمْصَارِ عَلَى قِرَاءَةِ ذَلِكَ ﴿عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ﴾ [الرحمن: ٧٦] بِغَيْرِ أَلِفٍ فِي كِلَا الْحَرْفَيْنِ وَذُكِرَ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ خَبَرٌ غَيْرُ مَحْفُوظٍ، وَلَا صَحِيحِ السِّنْدِ «عَلَى رَفَارِفٍ خُضْرٍ وَعَبَاقِرِيٍّ» بِالْأَلِفِ وَالْإِجْرَاءِ وَذُكِرَ عَنْ زُهَيْرٍ الْفُرْقُبِيِّ أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ (عَلَى رَفَارِفَ خُضْرٍ) بِالْأَلِفِ وَتَرْكِ الْإِجْرَاءِ
٢٢ / ٢٧٧
(وَعَبَاقِرِيٍّ حِسَانٍ) بِالْأَلِفِ أَيْضًا، وَبِغَيْرِ إِجْرَاءٍ وَأَمَّا الرَّفَارِفُ فِي هَذِهِ الْقِرَاءَةِ، فَإِنَّهَا قَدْ تَحْتَمِلُ وَجْهَ الصَّوَابِ وَأَمَّا الْعَبَاقِرِيُّ، فَإِنَّهُ لَا وَجْهَ لَهُ فِي الصَّوَابِ عِنْدَ أَهْلِ الْعَرَبِيَّةِ، لِأَنَّ أَلِفَ الْجِمَاعِ لَا يَكُونُ بَعْدَهَا أَرْبَعَةُ أَحْرُفٍ، وَلَا ثَلَاثَةٌ صِحَاحٌ وَأَمَّا الْقِرَاءَةُ الْأُولَى الَّتِي ذُكِرَتْ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ، فَلَوْ كَانَتْ صَحِيحَةً، لَوَجَبَ أَنْ تَكُونَ الْكَلِمَتَانِ غَيْرَ مُجْرَاتَيْنِ
٢٢ / ٢٧٨
وَقَوْلُهُ: ﴿فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾ [الرحمن: ١٣] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: فَبِأَيِّ نِعَمِ رَبِّكُمَا الَّتِي أَنْعَمَ عَلَيْكُمْ مِنْ إِكْرَامِهِ أَهْلَ الطَّاعَةِ مِنْكُمْ هَذِهِ الْكَرَامَةَ تُكَذِّبَانِ
٢٢ / ٢٧٨
وَقَوْلُهُ: ﴿تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ﴾ [الرحمن: ٧٨] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: تَبَارَكَ ذِكْرُ رَبِّكَ يَا مُحَمَّدُ ﴿ذِي الْجَلَالِ﴾ [الرحمن: ٧٨] يَعْنِي ذِي الْعَظَمَةِ ﴿وَالْإِكْرَامِ﴾ [الرحمن: ٢٧] يَعْنِي: وَمَنْ لَهُ الْإِكْرَامُ مِنْ جَمِيعِ خَلْقِهِ
٢٢ / ٢٧٨
كَمَا: حَدَّثَنِي عَلِيٌّ قَالَ: ثَنَا أَبُو صَالِحٍ قَالَ: ثَنِي مُعَاوِيَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَوْلَهُ: ﴿ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ﴾ [الرحمن: ٧٨] يَقُولُ: «ذُو الْعَظَمَةِ وَالْكِبْرِيَاءِ»
٢٢ / ٢٧٨
سُورَةُ الْوَاقِعَةِ مَكِّيَّةٌ وَآيَاتُهَا سِتٌّ وَتِسْعُونَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
٢٢ / ٢٧٩
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ خَافِضَةٌ رَّافِعَةٌ إِذَا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَثًّا﴾ [الواقعة: ٢] يَعْنِي تَعَالَى ذِكْرُهُ بِقَوْلِهِ: ﴿إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ﴾ [الواقعة: ١] إِذَا نَزَلَتْ صَيْحَةُ الْقِيَامَةِ، وَذَلِكَ حِينَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ لَقِيَامِ السَّاعَةِ
٢٢ / ٢٧٩
كَمَا: حُدِّثْتُ عَنِ الحُسَيْنِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُعَاذٍ، يَقُولُ: ثَنَا عُبَيْدٌ قَالَ: سَمِعْتُ الضَّحَّاكَ، يَقُولُ فِي قَوْلِهِ: ﴿إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ﴾ [الواقعة: ١] يَعْنِي: «الصَّيْحَةُ»
٢٢ / ٢٧٩
حَدَّثَنَا عَلِيٌّ قَالَ: ثَنَا أَبُو صَالِحٍ قَالَ: ثَنِي مُعَاوِيَةُ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ﴾ [الواقعة: ١] «الْوَاقِعَةُ وَالطَّامَّةُ وَالصَّاخَّةُ، وَنَحْوُ هَذَا مِنْ أَسْمَاءِ الْقِيَامَةِ، عَظَّمَهُ اللَّهُ، وَحَذَّرَهُ عِبَادَهُ»
٢٢ / ٢٧٩
وَقَوْلُهُ: ﴿لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ﴾ [الواقعة: ٢] يَقُولُ تَعَالَى: لَيْسَ لِوَقْعَةِ الْوَاقِعَةِ تَكْذِيبٌ وَلَا مَرْدُودِيَّةٌ وَلَا مَثْنَوِيَّةٌ، وَالْكَاذِبَةُ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ مَصْدَرٌ، مِثْلُ الْعَاقِبَةِ وَالْعَافِيَةِ ⦗٢٨٠⦘ وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ
٢٢ / ٢٧٩
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا بِشْرٌ قَالَ: ثَنَا يَزِيدُ قَالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، ﴿لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ﴾ [الواقعة: ٢] «أَيْ لَيْسَ لَهَا مَثْنَوِيَّةٌ، وَلَا رَجْعَةٌ، وَلَا ارْتِدَادٌ»
٢٢ / ٢٨٠
حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالَ: ثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ؛ عَنْ قَتَادَةَ، فِي قَوْلِهِ: ﴿لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ﴾ [الواقعة: ٢] قَالَ: «مَثْنَوِيَّةٌ»
٢٢ / ٢٨٠
وَقَوْلُهُ: ﴿خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ﴾ [الواقعة: ٣] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: الْوَاقِعَةُ حِينَئِذٍ خَافِضَةٌ أَقْوَامًا كَانُوا فِي الدُّنْيَا أَعِزَّاءَ إِلَى نَارِ اللَّهِ وَقَوْلُهُ: ﴿رَافِعَةٌ﴾ [الواقعة: ٣] يَقُولُ: رَفَعَتْ أَقْوَامًا كَانُوا فِي الدُّنْيَا وُضَعَاءَ إِلَى رَحْمَةِ اللَّهِ وَجَنَّتِهِ وَقِيلَ: خَفَضَتْ فَأَسْمَعَتِ الْأَدْنَى، وَرَفَعَتْ فَأَسْمَعَتِ الْأَقْصَى
٢٢ / ٢٨٠
ذِكْرُ مَنْ قَالَ فِي ذَلِكَ مَا قُلْنَا: حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثَنَا يَحْيَى بْنُ وَاضِحٍ قَالَ: ثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، يَعْنِي الْعَتَكِيَّ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُرَاقَةَ، ﴿خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ﴾ [الواقعة: ٣] قَالَ: «السَّاعَةُ خَفَضَتْ أَعْدَاءَ اللَّهِ إِلَى النَّارِ، وَرَفَعَتْ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ إِلَى الْجَنَّةِ»
٢٢ / ٢٨٠
حَدَّثَنَا بِشْرٌ قَالَ: ثَنَا يَزِيدُ قَالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلَهُ: ﴿⦗٢٨١⦘ خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ﴾ [الواقعة: ٣] يَقُولُ: «تَخَلَّلَتْ كُلَّ سَهْلٍ وَجَبَلٍ، حَتَّى أَسْمَعَتِ الْقَرِيبَ وَالْبَعِيدَ، ثُمَّ رَفَعَتْ أَقْوَامًا فِي كَرَامَةِ اللَّهِ، وَخَفَضَتْ أَقْوَامًا فِي عَذَابِ اللَّهِ»
٢٢ / ٢٨٠
حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالَ: ثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ ﴿خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ﴾ [الواقعة: ٣] قَالَ: «أَسْمَعَتِ الْقَرِيبَ وَالْبَعِيدَ، خَافِضَةٌ أَقْوَامًا إِلَى عَذَابِ اللَّهِ، وَرَافِعَةٌ أَقْوَامًا إِلَى كَرَامَةِ اللَّهِ»
٢٢ / ٢٨١
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثَنَا يَحْيَى بْنُ وَاضِحٍ قَالَ: ثَنَا الْحُسَيْنُ، عَنْ يَزِيدَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَوْلَهُ: ﴿خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ﴾ [الواقعة: ٣] قَالَ: «خَفَضَتْ وَأَسْمَعَتِ الْأَدْنَى، وَرَفَعَتْ فَأَسْمَعَتِ الْأَقْصَى»؛ قَالَ: «فَكَانَ الْقَرِيبُ وَالْبَعِيدُ مِنَ اللَّهِ سَوَاءً»
٢٢ / ٢٨١
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: ثَنِي أَبِي قَالَ: ثَنِي عَمِّي قَالَ: ثَنِي أَبِي عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: ﴿خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ﴾ [الواقعة: ٣] قَالَ: «سَمَّعَتِ الْقَرِيبَ، وَالْبَعِيدَ»
٢٢ / ٢٨١
حُدِّثْتُ عَنِ الْحُسَيْنِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُعَاذٍ، يَقُولُ: ثَنَا عُبَيْدٌ قَالَ: سَمِعْتُ الضَّحَّاكَ، يَقُولُ فِي قَوْلِهِ: ﴿خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ﴾ [الواقعة: ٣] «خَفَضَتْ فَأَسْمَعَتِ الْأَدْنَى وَرَفَعَتْ فَأَسْمَعَتِ الْأَقْصَى، فَكَانَ فِيهَا الْقَرِيبُ وَالْبَعِيدُ سَوَاءً»
٢٢ / ٢٨١
وَقَوْلُهُ: ﴿إِذَا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا﴾ [الواقعة: ٤] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ ⦗٢٨٢⦘ فَحُرِّكَتْ تَحْرِيكًا مِنْ قَوْلِهِمُ السَّهْمُ يَرْتَجُّ فِي الْغَرَضِ، بِمَعْنَى: يَهْتَزُّ وَيَضْطَرِبُ وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ
٢٢ / ٢٨١
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي عَلِيٌّ قَالَ: ثَنَا أَبُو صَالِحٍ قَالَ: ثَنِي مُعَاوِيَةُ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَوْلَهُ: ﴿إِذَا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا﴾ [الواقعة: ٤] يَقُولُ: «زَلزْلَهَا»
٢٢ / ٢٨٢
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: ثَنَا أَبُو عَاصِمٍ قَالَ: ثَنَا عِيسَى، وَحَدَّثَنِي الْحَارِثُ قَالَ: ثَنَا الْحَسَنُ قَالَ: ثَنَا وَرْقَاءُ، جَمِيعًا، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَوْلُ اللَّهِ: ﴿إِذَا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا﴾ [الواقعة: ٤] قَالَ: «زُلْزِلَتْ»
٢٢ / ٢٨٢
حَدَّثَنَا بِشْرٌ قَالَ: ثَنَا يَزِيدُ قَالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلَهُ: ﴿إِذَا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا﴾ [الواقعة: ٤] يَقُولُ: «زُلْزِلَتْ زَلْزَلَةً»
٢٢ / ٢٨٢
حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالَ: ثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ ﴿إِذَا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا﴾ [الواقعة: ٤] قَالَ: «زُلْزِلَتْ زِلْزَالًا»
٢٢ / ٢٨٢
وَقَوْلُهُ: ﴿وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا﴾ [الواقعة: ٥] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: فُتِّتَتِ الْجِبَالُ فَتًّا، فَصَارَتْ كَالدَّقِيقِ الْمَبْسُوسِ، وَهُوَ الْمَبْلُولُ، كَمَا قَالَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: ﴿وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيبًا مَهِيلًا﴾ [المزمل: ١٤] وَالْبَسِيسَةُ عِنْدَ الْعَرَبِ: الدَّقِيقُ وَالسَّوِيقُ تُلَتُّ وَتُتَّخَذُ زَادًا وَذُكِرَ عَنْ لِصٍّ مِنْ غَطَفَانَ أَنَّهُ أَرَادَ أَنْ يَخْبِزَ، فَخَافَ أَنْ يُعْجَلَ عَنِ الْخُبْزِ قَبْلَ ⦗٢٨٣⦘ الدَّقِيقِ وَأَكَلَهُ عَجِينًا، وَقَالَ:
لَا تَخْبِزَا خُبْزًا وَبُسَّا بَسَّا … مَلْسًا بِذَوْدِ الْحِلْسِيِّ مَلْسَا
وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ
لَا تَخْبِزَا خُبْزًا وَبُسَّا بَسَّا … مَلْسًا بِذَوْدِ الْحِلْسِيِّ مَلْسَا
وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ
٢٢ / ٢٨٢
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ قَالَ: ثَنَا أَبُو صَالِحٍ قَالَ: ثَنِي مُعَاوِيَةُ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَوْلَهُ: ﴿وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا﴾ [الواقعة: ٥] يَقُولُ: «فُتِّتَتْ فَتًّا»
٢٢ / ٢٨٣
حَدَّثَنِي الْحَارِثُ قَالَ: ثَنَا الْحَسَنُ قَالَ: ثَنَا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَوْلَهُ: ﴿وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا﴾ [الواقعة: ٥] قَالَ: «فُتِّتَتْ»
٢٢ / ٢٨٣
حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ قَالَ: ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَالَ: ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا﴾ [الواقعة: ٥] قَالَ: «كَمَا يُبَسُّ السَّوِيقُ»
٢٢ / ٢٨٣
حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ عَمْرٍو الْبَصْرِيُّ قَالَ: ثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْعَدَنِيُّ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ أَبَانَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، ﴿وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا﴾ [الواقعة: ٥] قَالَ: «فُتَّتْ فَتًّا»
٢٢ / ٢٨٣
حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى ابْنُ بِنْتِ السُّدِّيِّ قَالَ: أَخْبَرَنَا بِشْرُ بْنُ الْحَكَمِ الْأَحْمَسِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الصَّلْتِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ السُّدِّيِّ، وَأَبِي صَالِحٍ ﴿وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا﴾ [الواقعة: ٥] قَالَ: «فُتِّتَتْ فَتًّا»
٢٢ / ٢٨٤
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثَنَا مِهْرَانُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ ﴿وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا﴾ [الواقعة: ٥] قَالَ: «كَمَا يُبَسُّ السَّوِيقُ»
٢٢ / ٢٨٤
حَدَّثَنِي يُونُسُ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ، فِي قَوْلِ اللَّهِ: ﴿وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا﴾ [الواقعة: ٥] قَالَ: «صَارَتْ كَثِيبًا مَهِيلًا كَمَا قَالَ اللَّهُ»
٢٢ / ٢٨٤
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا﴾ [الواقعة: ٥] قَالَ: «فُتِّتَتْ فَتًّا»
٢٢ / ٢٨٤
وَقَوْلُهُ: ﴿فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَثًّا﴾ [الواقعة: ٦] اخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي مَعْنَى الْهَبَاءِ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: هُوَ شُعَاعُ الشَّمْسِ الَّذِي يَدْخُلُ مِنَ الْكُوَّةِ كَهَيْئَةِ الْغُبَارِ
٢٢ / ٢٨٤
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي عَلِيٌّ قَالَ: ثَنَا أَبُو صَالِحٍ قَالَ: ثَنِي مُعَاوِيَةُ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَثًّا﴾ [الواقعة: ٦] يَقُولُ: «شُعَاعُ الشَّمْسِ»
٢٢ / ٢٨٤
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثَنَا حَكَّامٌ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ سَعِيدٍ، ﴿هَبَاءً مُنْبَثًّا﴾ [الواقعة: ٦] قَالَ: «شُعَاعُ الشَّمْسِ حِينَ يَدْخُلُ مِنَ الْكُوَّةِ»
٢٢ / ٢٨٤
قَالَ: ثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَثًّا﴾ [الواقعة: ٦] قَالَ: «شُعَاعُ الشَّمْسِ يَدْخُلُ مِنَ الْكُوَّةِ، وَلَيْسَ بِشَيْءٍ» وَقَالَ آخَرُونَ: هُوَ رَهَجُ الدَّوَابِّ
٢٢ / ٢٨٥
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثَنَا مِهْرَانُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه قَالَ: «رَهَجُ الدَّوَابِّ» وَقَالَ آخَرُونَ: هُوَ مَا تَطَايَرَ مِنْ شَرَرِ النَّارِ الَّذِي لَا عَيْنَ لَهُ
٢٢ / ٢٨٥
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: ثَنِي أَبِي قَالَ: ثَنِي عَمِّي قَالَ: ثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَوْلَهُ: ﴿فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَثًّا﴾ [الواقعة: ٦] قَالَ: «الْهَبَاءُ: الَّذِي يَطِيرُ مِنَ النَّارِ إِذَا اضْطَرَمَتْ، يَطِيرُ مِنْهُ الشَّرَرُ، فَإِذَا وَقَعَ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا» وَقَالَ آخَرُونَ: هُوَ يَبِيسُ الشَّجَرِ الَّذِي تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ
٢٢ / ٢٨٥
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا بِشْرٌ قَالَ: ثَنَا يَزِيدُ قَالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، فِي قَوْلِهِ: ﴿فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَثًّا﴾ [الواقعة: ٦] «كَيَبِيسِ الشَّجَرِ، تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ يَمِينًا وَشِمَالًا»
٢٢ / ٢٨٥
حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالَ: ثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، فِي قَوْلِهِ: ﴿هَبَاءً مُنْبَثًّا﴾ [الواقعة: ٦] يَقُولُ: «الْهَبَاءُ: مَا تَذْرُوهُ الرِّيحُ مِنْ حُطَامِ الشَّجَرِ» وَقَدْ بَيَّنَّا مَعْنَى الْهَبَاءِ فِي غَيْرِ هَذَا الْمَوْضِعِ بِشَوَاهِدِهِ، فَأَغْنَى عَنْ إِعَادَتِهِ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ وَأَمَّا قَوْلُهُ: ﴿مُنْبَثًّا﴾ [الواقعة: ٦] فَإِنَّهُ يَعْنِي مُتَفَرِّقًا
٢٢ / ٢٨٦
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿وَكُنْتُمْ أَزْوَاجًا ثَلَاثَةً فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ﴾ [الواقعة: ٨] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: وَكُنْتُمْ أَيُّهَا النَّاسُ أَنْوَاعًا ثَلَاثَةً وَضُرُوبًا
٢٢ / ٢٨٦
كَمَا: حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالَ: ثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، ﴿وَكُنْتُمْ أَزْوَاجًا ثَلَاثَةً﴾ [الواقعة: ٧] قَالَ: «مَنَازِلُ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»
٢٢ / ٢٨٦
وَقَوْلُهُ: ﴿فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ﴾ [الواقعة: ٨] وَهَذَا بَيَانٌ مِنَ اللَّهِ عَنِ الْأَزْوَاجِ الثَّلَاثَةِ، يَقُولُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: وَكُنْتُمْ أَزْوَاجًا ثَلَاثَةً: أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ، وَالسَّابِقُونَ، فَجَعَلَ الْخَبَرَ عَنْهُمْ مُغْنِيًا عَنِ الْبَيَانِ عَنْهُمْ، عَلَى الْوَجْهِ الَّذِي ذَكَرْنَا، لِدِلَالَةِ الْكَلَامِ عَلَى مَعْنَاهُ قَالَ: ﴿فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ﴾ [الواقعة: ٨] يُعَجِّبُ نَبِيَّهُ مُحَمَّدًا مِنْهُمْ، وَقَالَ: ﴿مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ﴾ [الواقعة: ٢٧] الَّذِينَ يُؤْخَذُ بِهِمْ ذَاتَ ⦗٢٨٧⦘ الْيَمِينِ إِلَى الْجَنَّةِ، أَيُّ شَيْءٍ أَصْحَابُ الْيَمِينِ ﴿وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ﴾ [الواقعة: ٩] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ الَّذِينَ يُؤْخَذُ بِهِمْ ذَاتَ الشِّمَالِ إِلَى النَّارِ، وَالْعَرَبُ تُسَمِّي الْيَدَ الْيُسْرَى: الشُّؤْمَى؛ وَمِنْهُ قَوْلُ أَعْشَى بَنِي ثَعْلَبَةَ:
فَأَنْحَى عَلَى شُؤْمَى يَدَيْهِ فَذَادَهَا … بِأَظْمَأَ مِنْ فَرْغِ الذُّؤَابَةِ أَسْحَمَا
فَأَنْحَى عَلَى شُؤْمَى يَدَيْهِ فَذَادَهَا … بِأَظْمَأَ مِنْ فَرْغِ الذُّؤَابَةِ أَسْحَمَا
٢٢ / ٢٨٦
وَقَوْلُهُ: ﴿وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ﴾ [الواقعة: ١٠] وَهُمُ الزَّوْجُ الثَّالِثُ وَهُمُ الَّذِينَ سَبَقُوا إِلَى الْإِيمَانِ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَهُمُ الْمُهَاجِرُونَ الْأَوَّلُونَ وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ
٢٢ / ٢٨٧
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثَنَا يَحْيَى بْنُ وَاضِحٍ قَالَ: ثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ يَعْنِي الْعَتَكِيَّ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُرَاقَةَ، قَوْلَهُ: ﴿وَكُنْتُمْ أَزْوَاجًا ثَلَاثَةً﴾ [الواقعة: ٧] قَالَ: «اثَنَانِ فِي الْجَنَّةِ وَوَاحِدٌ فِي النَّارِ، يَقُولُ: الْحُورُ الْعِينُ لِلسَّابِقِينَ، وَالْعُرُبُ الْأَتْرَابُ لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ»
٢٢ / ٢٨٧
حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالَ: ثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، ﴿وَكُنْتُمْ أَزْوَاجًا ثَلَاثَةً﴾ [الواقعة: ٧] قَالَ: «مَنَازِلُ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»
٢٢ / ٢٨٧
حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ قَالَ: ثَنَا هَوْذَةُ قَالَ: ثَنَا عَوْفٌ، عَنِ الْحَسَنِ، فِي قَوْلِهِ: ﴿وَكُنْتُمْ أَزْوَاجًا ثَلَاثَةً فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ﴾ [الواقعة: ٨] إِلَى ﴿ثُلَّةٌ ⦗٢٨٨⦘ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخَرِينَ﴾ [الواقعة: ٣٩] فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «سَوَّى بَيْنَ أَصْحَابِ الْيَمِينِ مِنَ الْأُمَمِ السَّابِقَةِ، وَبَيْنَ أَصْحَابِ الْيَمِينِ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ، وَكَانَ السَّابِقُونَ مِنَ الْأُمَمِ أَكْثَرُ مِنْ سَابِقِي هَذِهِ الْأُمَّةِ»
٢٢ / ٢٨٧
حَدَّثَنَا بِشْرٌ قَالَ: ثَنَا يَزِيدُ قَالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلَهُ: ﴿فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ﴾ [الواقعة: ٨] «أَيْ مَاذَا لَهُمْ، وَمَاذَا أُعِدَّ لَهُمْ» ﴿وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ﴾ [الواقعة: ٩] «أَيْ مَاذَا لَهُمْ وَمَاذَا أُعِدَّ لَهُمْ» ﴿وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ﴾ [الواقعة: ١٠] «أَيْ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ»
٢٢ / ٢٨٨
حَدَّثَنَا يُونُسُ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ زَيْدٍ، يَقُولُ: “وَجَدْتُ الْهَوَى ثَلَاثَةَ أَثْلَاثٍ، فَالْمَرْءُ يَجْعَلُ هَوَاهُ عِلْمَهُ، فَيُدِيلُ هَوَاهُ عَلَى عِلْمِهِ، وَيَقْهَرُ هَوَاهُ عِلْمَهُ، حَتَّى إِنَّ الْعِلْمَ مَعَ الْهَوَى قَبِيحٌ ذَلِيلٌ، وَالْعِلْمُ ذَلِيلُ الْهَوَى غَالِبٌ قَاهِرٌ، فَالَّذِي قَدْ جَعَلَ الْهَوَى وَالْعِلْمَ فِي قَلْبِهِ، فَهَذَا مِنْ أَزْوَاجِ النَّارِ، وَإِذَا كَانَ مِمَّنْ يُرِيدُ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا اسْتَفَاقَ وَاسْتَنْبَهَ، فَإِذَا هُوَ عَوْنٌ لِلْعِلْمِ عَلَى الْهَوَى حَتَّى يُدِيلَ اللَّهُ الْعِلْمَ عَلَى الْهَوَى، فَإِذَا حَسُنَتْ حَالُ الْمُؤْمِنِ، وَاسْتَقَامَتْ طَرِيقَتُهُ كَانَ الْهَوَى ذَلِيلًا، وَكَانَ الْعِلْمُ غَالِبًا قَاهِرًا، فَإِذَا كَانَ مِمَّنْ يُرِيدُ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا، خَتَمَ عَمَلَهُ بِإِدَالَةِ الْعِلْمِ، فَتَوَفَّاهُ حِينَ تَوَفَّاهُ، وَعِلْمُهُ هُوَ الْقَاهِرُ، وَهُوَ الْعَامِلُ بِهِ، وَهَوَاهُ الذَّلِيلُ الْقَبِيحُ، لَيْسَ لَهُ فِي ذَلِكَ
٢٢ / ٢٨٨
نَصِيبٌ وَلَا فِعْلٌ وَالثَّالِثُ: الَّذِي قَبَّحَ اللَّهُ هَوَاهُ بِعِلْمِهِ، فَلَا يَطْمَعُ هَوَاهُ أَنْ يَغْلِبَ الْعِلْمَ، وَلَا أَنْ يَكُونَ مَعَهُ نِصْفٌ وَلَا نَصِيبٌ، فَهَذَا الثَّالِثُ، وَهُوَ خَيْرُهُمْ كُلِّهِمْ، وَهُوَ الَّذِي قَالَ اللَّهُ عز وجل فِي سُورَةِ الْوَاقِعَةِ: ﴿وَكُنْتُمْ أَزْوَاجًا ثَلَاثَةً﴾ [الواقعة: ٧] قَالَ: فَزَوْجَانِ فِي الْجَنَّةِ، وَزَوْجٌ فِي النَّارِ قَالَ: وَالسَّابِقُ الَّذِي يَكُونُ الْعِلْمُ غَالِبًا لِلْهَوَى، وَالْآخَرُ: الَّذِي خَتَمَ اللَّهُ بِإِدَالَةِ الْعِلْمِ عَلَى الْهَوَى، فَهَذَانِ زَوْجَانِ فِي الْجَنَّةِ، وَالْآخَرُ: هَوَاهُ قَاهِرٌ لِعِلْمِهِ، فَهَذَا زَوْجُ النَّارِ ” وَاخْتَلَفَ أَهْلُ الْعَرَبِيَّةِ فِي الرَّافِعِ أَصْحَابَ الْمَيْمَنَةِ وَأَصْحَابَ الْمَشْأَمَةِ، فَقَالَ بَعْضُ نَحْوِيِّي الْبَصْرَةِ: خَبَرُ قَوْلِهِ: ﴿فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ﴾ [الواقعة: ٩] قَالَ: وَيَقُولُ زَيْدٌ: مَا زَيْدٌ، يُرِيدُ: زَيْدٌ شَدِيدٌ وَقَالَ غَيْرُهُ: قَوْلُهُ: ﴿مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ﴾ [الواقعة: ٨] لَا تَكُونُ الْجُمْلَةُ خَبَرُهُ، وَلَكِنْ الثَّانِي عَائِدٌ عَلَى الْأَوَّلِ، وَهُوَ تَعَجُّبٌ، فَكَأَنَّهُ قَالَ: أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا هُمْ، وَالْقَارِعَةُ مَا هِيَ، وَالْحَاقَّةَ مَا هِيَ؟ فَكَانَ الثَّانِي عَائِدٌ عَلَى الْأَوَّلِ، وَكَانَ تَعَجُّبًا، وَالتَّعَجُّبُ بِمَعْنَى الْخَبَرِ، وَلَوْ كَانَ اسْتِفْهَامًا لَمْ يَجُزْ أَنْ يَكُونَ خَبَرًا لِلِابْتِدَاءِ، لِأَنَّ الِاسْتِفْهَامَ لَا يَكُونُ خَبَرًا، وَالْخَبَرُ لَا يَكُونُ اسْتِفْهَامًا، وَالتَّعَجُّبُ يَكُونُ خَبَرًا، فَكَانَ خَبَرًا لِلِابْتِدَاءِ وَقَوْلُهُ: زَيْدٌ وَمَا زَيْدٌ، لَا يَكُونُ إِلَّا مِنْ كَلَامَيْنِ، لِأَنَّهُ لَا تَدْخُلُ الْوَاوُ فِي خَبَرِ الِابْتِدَاءِ، كَأَنَّهُ قَالَ: هَذَا زَيْدٌ وَمَا هُوَ: أَيْ مَا أَشَدَّهُ وَمَا أَعْلَمَهُ وَاخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي الْمَعْنِيِّينَ بِقَوْلِهِ: ﴿وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ﴾ [الواقعة: ١٠] فَقَالَ
٢٢ / ٢٨٩
بَعْضُهُمْ: هُمُ الَّذِينَ صَلُّوا لِلْقِبْلَتَيْنِ
٢٢ / ٢٩٠
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثَنَا مِهْرَانُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ خَارِجَةَ، عَنْ قُرَّةَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، ﴿وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ﴾ [الواقعة: ١٠] الَّذِينَ صَلُّوا لِلْقِبْلَتَيْنِ “
٢٢ / ٢٩٠
وَقَالَ آخَرُونَ فِي ذَلِكَ بِمَا: حَدَّثَنِي بِهِ عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ أَبِي عُمَيْرٍ قَالَ: ثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: ثَنَا أَبُو عَمْرٍو قَالَ: ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي سَوْدَةَ قَالَ: ﴿وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ﴾ [الواقعة: ١٠] «أَوَّلُهُمْ رَوَاحًا إِلَى الْمَسَاجِدِ، وَأَسْرَعُهُمْ خُفُوقًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ» وَالرَّفْعِ فِي السَّابِقِينَ مِنْ وَجْهَيْنِ: أَحَدُهُمَا: أَنْ يَكُونَ الْأَوَّلُ مَرْفُوعًا بِالثَّانِي، وَيَكُونُ مَعْنَى الْكَلَامِ حِينَئِذٍ وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونِ، كَمَا يُقَالُ: السَّابِقُ الْأَوَّلُ، وَالثَّانِي أَنْ يَكُونَ مَرْفُوعًا بِأُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ يَقُولُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: أُولَئِكَ الَّذِينَ يُقَرِّبُهُمُ اللَّهُ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِذَا أَدْخَلَهُمُ الْجَنَّةَ
٢٢ / ٢٩٠
وَقَوْلُهُ: ﴿فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ﴾ [يونس: ٩] يَقُولُ: فِي بَسَاتِينِ النَّعِيمِ الدَّائِمِ
٢٢ / ٢٩١
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَقَلِيلٌ مِّنَ الْآخِرِينَ عَلَى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ مُتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنزِفُونَ وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ﴾ [الواقعة: ١٤] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: جَمَاعَةٌ مِنَ الْأُمَمِ الْمَاضِيَةِ، وَقَلِيلٌ مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ ﷺ، وَهُمُ الْآخِرُونَ وَقِيلَ لَهُمُ الْآخِرُونَ: لِأَنَّهُمْ آخِرُ الْأُمَمِ
٢٢ / ٢٩١
﴿عَلَى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ﴾ [الواقعة: ١٥] يَقُولُ: فَوْقَ سُرَرٍ مَنْسُوجَةٍ، قَدْ أُدْخِلَ بَعْضُهَا فِي بَعْضٍ، كَمَا يُوضَنُ حَلَقُ الدِّرْعِ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ مُضَاعَفَةً؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الْأَعْشَى:
وَمِنْ نَسْجِ دَاودَ مَوْضُونَةً … تُسَاقُ مَعَ الْحَيِّ عِيرًا فَعِيرَا
وَمِنْهُ وَضِينُ النَّاقَةِ، وَهُوَ الْبِطَانُ مِنَ السِّيُورِ إِذَا نُسِجَ بَعْضُهُ عَلَى بَعْضٍ مُضَاعَفًا كَالْحَلَقِ حَلَقِ الدِّرْعِ وَقِيلَ: وَضِينٌ، وَإِنَّمَا هُوَ مُوضُونٌ، صُرِفَ مِنْ مَفْعُولٍ إِلَى فَعِيلٍ، كَمَا قِيلَ: قَتِيلٌ لِمَقْتُولٍ وَحُكِيَ سَمَاعًا مِنْ بَعْضِ الْعَرَبِ أَزْيَارُ الْآجُرِّ مَوضُونٌ بَعْضُهَا عَلَى بَعْضٍ، يُرَادُ مُشَرَّجٌ صَفِيفٌ وَقِيلَ: إِنَّمَا قِيلَ لَهَا سُرَرٌ مَوْضُونَةٌ، لِأَنَّهَا مُشَبَّكَةٌ بِالذَّهَبِ وَالْجَوْهَرِ
وَمِنْ نَسْجِ دَاودَ مَوْضُونَةً … تُسَاقُ مَعَ الْحَيِّ عِيرًا فَعِيرَا
وَمِنْهُ وَضِينُ النَّاقَةِ، وَهُوَ الْبِطَانُ مِنَ السِّيُورِ إِذَا نُسِجَ بَعْضُهُ عَلَى بَعْضٍ مُضَاعَفًا كَالْحَلَقِ حَلَقِ الدِّرْعِ وَقِيلَ: وَضِينٌ، وَإِنَّمَا هُوَ مُوضُونٌ، صُرِفَ مِنْ مَفْعُولٍ إِلَى فَعِيلٍ، كَمَا قِيلَ: قَتِيلٌ لِمَقْتُولٍ وَحُكِيَ سَمَاعًا مِنْ بَعْضِ الْعَرَبِ أَزْيَارُ الْآجُرِّ مَوضُونٌ بَعْضُهَا عَلَى بَعْضٍ، يُرَادُ مُشَرَّجٌ صَفِيفٌ وَقِيلَ: إِنَّمَا قِيلَ لَهَا سُرَرٌ مَوْضُونَةٌ، لِأَنَّهَا مُشَبَّكَةٌ بِالذَّهَبِ وَالْجَوْهَرِ
٢٢ / ٢٩١
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ قَالَ: ثَنَا مُؤَمَّلٌ قَالَ: ثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: ثَنَا حُصَيْنٌ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، ﴿عَلَى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ﴾ [الواقعة: ١٥] قَالَ: «مَرْمُولَةٍ بِالذَّهَبِ»
٢٢ / ٢٩٢
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثَنَا مِهْرَانُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، ﴿عَلَى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ﴾ [الواقعة: ١٥] قَالَ: «مَرْمُولَةٍ بِالذَّهَبِ»
٢٢ / ٢٩٢
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: ثَنِي أَبِي قَالَ: ثَنِي عَمِّي قَالَ: ثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَوْلَهُ ﴿عَلَى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ﴾ [الواقعة: ١٥] قَالَ: «يَعْنِي الْأَسِرَّةَ الْمُرَمَّلَةَ»
٢٢ / ٢٩٢
حَدَّثَنَا هَنَّادٌ قَالَ: ثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: «الْمَوْضُونَةُ: الْمُرَمَّلَةُ بِالذَّهَبِ»
٢٢ / ٢٩٢
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثَنَا يَحْيَى بْنُ وَاضِحٍ قَالَ: ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ، عَنْ يَزِيدَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَوْلَهُ ﴿عَلَى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ﴾ [الواقعة: ١٥] قَالَ: «مُشَبَّكَةٍ بِالدُّرِّ وَالْيَاقُوتِ»
٢٢ / ٢٩٢
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: ثَنَا أَبُو عَاصِمٍ قَالَ: ثَنَا عِيسَى؛ وَحَدَّثَنِي الْحَارِثُ قَالَ: ثَنَا الْحَسَنُ قَالَ: ثَنَا وَرْقَاءُ، جَمِيعًا، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، ⦗٢٩٣⦘ فِي قَوْلِهِ: ﴿مَوْضُونَةٍ﴾ [الواقعة: ١٥] قَالَ: «مَرْمُولَةٍ بِالذَّهَبِ»
٢٢ / ٢٩٢
حَدَّثَنَا بِشْرٌ قَالَ: ثَنَا يَزِيدُ قَالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلَهُ: ﴿عَلَى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ﴾ [الواقعة: ١٥] «وَالْمَوْضُونَةُ: الْمَرْمُولَةُ، وَهِيَ أَوْثَرُ السُّرُرِ»
٢٢ / ٢٩٣
حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ قَالَ: ثَنَا سُلَيْمَانُ قَالَ: ثَنَا أَبُو هِلَالٍ، عَنْ قَتَادَةَ، فِي قَوْلِهِ: ﴿مَوْضُونَةٍ﴾ [الواقعة: ١٥] قَالَ: «مَرْمُولَةٍ»
٢٢ / ٢٩٣
حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالَ: ثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿عَلَى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ﴾ [الواقعة: ١٥] قَالَ: «مُرَمَّلَةٍ مُشَبَّكَةٍ»
٢٢ / ٢٩٣
حُدِّثْتُ عَنِ الْحُسَيْنِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُعَاذٍ، يَقُولُ: ثَنَا عُبَيْدٌ قَالَ: سَمِعْتُ الضَّحَّاكَ، يَقُولُ فِي قَوْلِهِ: ﴿عَلَى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ﴾ [الواقعة: ١٥] «الْوَضْنُ: التَّشْبِيكُ وَالنَّسْجُ، يَقُولُ: وَسَطُهَا مُشَبَّكٌ مَنْسُوجٌ»
٢٢ / ٢٩٣
حَدَّثَنِي يُونُسُ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿عَلَى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ﴾ [الواقعة: ١٥] «الْمَوْضُونَةُ: الْمَرْمُولَةُ بِالْجِلْدِ ذَاكَ الْوَضِينُ مَنْسُوجَةٌ» ⦗٢٩٤⦘ وَقَالَ آخَرُونَ: بَلْ مَعْنَى ذَلِكَ: أَنَّهَا مَصْفُوفَةٌ
٢٢ / ٢٩٣
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي عَلِيٌّ قَالَ: ثَنَا أَبُو صَالِحٍ قَالَ: ثَنِي مُعَاوِيَةُ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَوْلَهُ: ﴿عَلَى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ﴾ [الواقعة: ١٥] يَقُولُ: «مَصْفُوفَةٍ»
٢٢ / ٢٩٤
وَقَوْلُهُ: ﴿مُتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ﴾ [الواقعة: ١٦] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ مُتَّكِئِينَ عَلَى السُّرُرِ الْمَوْضُونَةِ، مُتَقَابِلِينَ بِوُجُوهِهِمْ، لَا يَنْظُرُ بَعْضُهُمْ إِلَى قَفَا بَعْضٍ
٢٢ / ٢٩٤
كَمَا: حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثَنَا مِهْرَانُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَوْلَهُ: ﴿عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ﴾ [الحجر: ٤٧] قَالَ: «لَا يَنْظُرُ أَحَدُهُمْ فِي قَفَا صَاحِبِهِ» وَذُكِرَ أَنَّ ذَلِكَ فِي قِرَاءَةِ عَبْدِ اللَّهِ «مُتَّكِئِينَ عَلَيْهَا نَاعِمِينَ»
٢٢ / ٢٩٤
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، فِي قِرَاءَةِ عَبْدِ اللَّهِ يَعْنِي ابْنَ مَسْعُودٍ «مُتَّكِئِينَ عَلَيْهَا نَاعِمِينَ» وَقَدْ بَيَّنَّا ذَلِكَ فِي غَيْرِ هَذَا الْمَوْضِعِ، وَذَكَرْنَا مَا فِيهِ مِنَ الرِّوَايَةِ
٢٢ / ٢٩٤
وَقَوْلُهُ: ﴿يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ﴾ [الواقعة: ١٧] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: يَطُوفُ عَلَى ⦗٢٩٥⦘ هَؤُلَاءِ السَّابِقِينَ الَّذِينَ قَرَّبَهُمُ اللَّهُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ، وِلْدَانٌ عَلَى سِنٍّ وَاحِدَةٍ، لَا يَتَغَيَّرُونَ وَلَا يَمُوتُونَ
٢٢ / ٢٩٤
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: ثَنَا أَبُو عَاصِمٍ قَالَ: ثَنَا عِيسَى، وَحَدَّثَنِي الْحَارِثُ قَالَ: ثَنَا الْحَسَنُ قَالَ: ثَنَا وَرْقَاءُ، جَمِيعًا، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، ﴿مُخَلَّدُونَ﴾ [الواقعة: ١٧] قَالَ: «لَا يَمُوتُونَ» وَقَالَ آخَرُونَ: عَنَى بِذَلِكَ أَنَّهُمْ مُقَرَّطُونَ مُسَوَّرُونَ وَالَّذِي هُوَ أَوْلَى بِالصَّوَابِ فِي ذَلِكَ قَوْلُ مَنْ قَالَ مَعْنَاهُ: إِنَّهُمْ لَا يَتَغَيَّرُونَ، وَلَا يَمُوتُونَ، لِأَنَّ ذَلِكَ أَظْهَرُ مَعْنَيَيْهِ، وَالْعَرَبُ تَقُولُ لِلرَّجُلِ إِذَا كَبِرَ وَلَمْ يَشْمَطْ: إِنَّهُ لَمُخَلَّدٌ، وَإِنَّمَا هُوَ مُفَعَّلٌ مِنَ الْخُلْدِ
٢٢ / ٢٩٥
وَقَوْلُهُ: ﴿بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ﴾ [الواقعة: ١٨] وَالْأَكْوَابُ: جَمْعُ كُوبٍ، وَهُوَ مِنَ الْأَبَارِيقِ مَا اتَّسَعَ رَأْسُهُ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ خُرْطُومٌ وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ
٢٢ / ٢٩٥
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: ثَنِي أَبِي قَالَ: ثَنِي عَمِّي قَالَ: ثَنِي أَبِي، عَنْ ⦗٢٩٦⦘ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَوْلَهُ: ﴿بِأَكْوَابٍ﴾ [الواقعة: ١٨] قَالَ: «الْأَكْوَابُ: الْجِرَارُ مِنَ الْفِضَّةِ»
٢٢ / ٢٩٥
حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ قَالَ: ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، ﴿بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ﴾ [الواقعة: ١٨] قَالَ: الْأَبَارِيقُ: مَا كَانَ لَهَا آذَانٌ، وَالْأَكْوَابُ مَا لَيْسَ لَهَا آذَانٌ “
٢٢ / ٢٩٦
حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ قَالَ: ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَالَ: ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: «الْأَكْوَابُ لَيْسَ لَهَا آذَانٌ»
٢٢ / ٢٩٦
حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ قَالَ: ثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ قَالَ: سُئِلَ الْحَسَنُ عَنِ الْأَكْوَابِ قَالَ: «هِيَ الْأَبَارِيقُ، الَّتِي يُصَبُّ لَهُمْ مِنْهَا»
٢٢ / ٢٩٦
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، وَأَبُو السَّائِبِ قَالَا: ثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي قَالَ: مَرَّ أَبُو صَالِحٍ صَاحِبُ الْكَلْبِيِّ قَالَ: فَقَالَ أَبِي: قَالَ لِي الْحَسَنُ وَأَنَا جَالِسٌ: سَلْهُ، فَقُلْتُ: مَا الْأَكْوَابُ؟ قَالَ: «جِرَارُ الْفِضَّةِ الْمُسْتَدِيرَةُ أَفْوَاهُهَا، وَالْأَبَارِيقُ ذَوَاتُ الْخَرَاطِيمِ»
٢٢ / ٢٩٦
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثَنَا مِهْرَانُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ ﴿بِأَكْوَابٍ﴾ [الواقعة: ١٨] قَالَ: «لَيْسَ لَهَا عُرًى وَلَا آذَانٌ»
٢٢ / ٢٩٦
حَدَّثَنَا بِشْرٌ قَالَ: ثَنَا يَزِيدُ قَالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلَهُ ﴿بِأَكْوَابٍ ⦗٢٩٧⦘ وَأَبَارِيقَ﴾ [الواقعة: ١٨] «وَالْأَكْوَابُ الَّتِي يُغْتَرَفُ بِهَا لَيْسَ لَهَا خَرَاطِيمُ، وَهِيَ أَصْغَرُ مِنَ الْأَبَارِيقِ»
٢٢ / ٢٩٦
حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالَ: ثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، فِي قَوْلِهِ: ﴿بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ﴾ [الواقعة: ١٨] قَالَ: «الْأَكْوَابُ الَّتِي دُونَ الْأَبَارِيقِ لَيْسَ لَهَا عُرًى»
٢٢ / ٢٩٧
حُدِّثْتُ عَنِ الْحُسَيْنِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُعَاذٍ، يَقُولُ: ثَنَا عُبَيْدٌ قَالَ: سَمِعْتُ الضَّحَّاكَ، يَقُولُ: «الْأَكْوَابُ جِرَارٌ لَيْسَتْ لَهَا عُرًى، وَهِيَ بِالنَّبَطِيَّةِ كُوبَا، وَإِيَّاهَا عَنَى الْأَعْشَى بِقَوْلِهِ
صَرِيفِيَّةٌ طَيِّبٌ طَعْمُهَا … لَهَا زَبَدٌ بَيْنَ كُوبٍ وَدَنْ
وَأَمَّا الْأَبَارِيقُ: فَهِيَ الَّتِي لَهَا عُرًى»
٢٢ / ٢٩٧
وَقَوْلُهُ: ﴿وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينِ﴾ [الواقعة: ١٨] وَكَأْسِ خَمْرٍ مِنْ شَرَابِ مَعِينٍ، ظَاهِرِ الْعُيُونِ، جَارٍ وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ
٢٢ / ٢٩٧
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي عَلِيٌّ قَالَ: ثَنَا أَبُو صَالِحٍ قَالَ: ثَنِي مُعَاوِيَةُ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَوْلَهُ: ﴿وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينِ﴾ [الواقعة: ١٨] قَالَ «الْخَمْرُ»
٢٢ / ٢٩٧
حَدَّثَنَا بِشْرٌ قَالَ: ثَنَا يَزِيدُ قَالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلَهُ: ﴿وَكَأْسٍ مِنْ ⦗٢٩٨⦘ مَعِينِ﴾ [الواقعة: ١٨] «أَيْ مِنْ خَمْرٍ جَارِيَةٍ»
٢٢ / ٢٩٧
حُدِّثْتُ عَنِ الْحُسَيْنِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُعَاذٍ، يَقُولُ: ثَنَا عُبَيْدٌ قَالَ: سَمِعْتُ الضَّحَّاكَ، يَقُولُ فِي قَوْلِهِ: ﴿وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينِ﴾ [الواقعة: ١٨] «الْكَأْسُ: الْخَمْرُ»
٢٢ / ٢٩٨
حَدَّثَنَا أَبُو سِنَانٍ قَالَ: ثَنَا سُلَيْمَانُ قَالَ: ثَنَا أَبُو هِلَالٍ، عَنْ قَتَادَةَ، فِي قَوْلِهِ: ﴿وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينِ﴾ [الواقعة: ١٨] قَالَ: «الْخَمْرُ الْجَارِيَةُ» حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثَنَا مِهْرَانُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ نُبَيْطٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، مِثْلَهُ
٢٢ / ٢٩٨
وَقَوْلُهُ: ﴿لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا﴾ [الواقعة: ١٩] يَقُولُ: لَا تُصَدَّعُ رُءُوسُهُمْ عَنْ شُرْبِهَا فَتَسْكَرُ وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ
٢٢ / ٢٩٨
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى السُّدِّيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ سَعِيدٍ، قَوْلَهُ: لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا قَالَ: «لَا تُصَدَّعُ رُءُوسُهُمْ»
٢٢ / ٢٩٨
حَدَّثَنَا بِشْرٌ قَالَ: ثَنَا يَزِيدُ قَالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، ﴿لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا﴾ [الواقعة: ١٩] «لَيْسَ لَهَا وَجَعُ رَأْسٍ»
٢٢ / ٢٩٩
حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ قَالَ: ثَنَا سُلَيْمَانُ قَالَ: ثَنَا أَبُو هِلَالٍ، عَنْ قَتَادَةَ، ﴿لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا﴾ [الواقعة: ١٩] قَالَ: «لَا تُصَدَّعُ رُءُوسُهُمْ»
٢٢ / ٢٩٩
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثَنَا مِهْرَانُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، ﴿لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا﴾ [الواقعة: ١٩] يَقُولُ: «لَا تُصَدَّعُ رُءُوسُهُمْ»
٢٢ / ٢٩٩
حُدِّثْتُ عَنِ الْحُسَيْنِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُعَاذٍ، يَقُولُ: ثَنَا عُبَيْدٌ قَالَ: سَمِعْتُ الضَّحَّاكَ، يَقُولُ فِي قَوْلِهِ: ﴿لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا﴾ [الواقعة: ١٩] يَعْنِي: «وَجَعَ الرَّأْسِ»
٢٢ / ٢٩٩
وَقَوْلُهُ: ﴿وَلَا يُنْزِفُونَ﴾ [الواقعة: ١٩] اخْتَلَفَتِ الْقُرَّاءُ فِي قِرَاءَتِهِ، فَقَرَأَتْ عَامَّةُ قُرَّاءِ الْمَدِينَةِ وَالْبَصْرَةِ (يُنْزَفُونَ) بِفَتْحِ الزَّايِ، وَوَجَّهُوا ذَلِكَ إِلَى أَنَّهُ لَا تُنْزَفُ عُقُولُهُمْ وَقَرَأَتْهُ عَامَّةُ قُرَّاءِ الْكُوفَةِ ﴿وَلَا يُنْزِفُونَ﴾ [الواقعة: ١٩] بِكَسْرِ الزَّايِ بِمَعْنَى: وَلَا يَنْفَدُ شَرَابُهُمْ وَالصَّوَابُ مِنَ الْقَوْلِ فِي ذَلِكَ عِنْدِي أَنَّهُمَا قِرَاءَتَانِ مَعْرُوفَتَانِ صَحِيحَتَا الْمَعْنَى، فَبِأَيَّتِهِمَا قَرَأَ الْقَارِئُ فَمُصِيبٌ فِيهَا الصَّوَابَ وَاخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي تَأْوِيلِ ذَلِكَ عَلَى نَحْوِ اخْتِلَافِ الْقُرَّاءِ فِيهِ وَقَدْ ذَكَرْنَا اخْتِلَافَ أَقْوَالِهِمْ فِي ذَلِكَ، وَبَيَّنَّا الصَّوَابَ مِنَ الْقَوْلِ فِيهِ فِي سُورَةِ ⦗٣٠٠⦘ الصَّافَّاتِ، فَأَغْنَى ذَلِكَ عَنْ إِعَادَتِهِ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ، غَيْرَ أَنَّا سَنَذْكُرُ قَوْلَ بَعْضِهِمْ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ لِئَلَّا يَظُنَّ ظَانٌّ أَنَّ مَعْنَاهُ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ مُخَالِفٌ مَعْنَاهُ هُنَالِكَ
٢٢ / ٢٩٩
ذِكْرُ قَوْلِ مَنْ قَالَ مِنْهُمْ: مَعْنَاهُ لَا تُنْزَفُ عُقُولُهُمْ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ سَعِيدٍ، ﴿وَلَا يُنْزَفُونَ﴾ [الواقعة: ١٩] قَالَ: «لَا تُنْزَفُ عُقُولُهُمْ»
٢٢ / ٣٠٠
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثَنَا مِهْرَانُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، ﴿وَلَا يُنْزَفُونَ﴾ [الواقعة: ١٩] قَالَ: «لَا تُنْزَفُ عُقُولُهُمْ» وَحَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ مَرَّةً أُخْرَى فَقَالَ وَلَا تَذْهَبُ عُقُولُهُمْ
٢٢ / ٣٠٠
حُدِّثْتُ عَنِ الْحُسَيْنِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُعَاذٍ، يَقُولُ: ثَنَا عُبَيْدٌ قَالَ: سَمِعْتُ الضَّحَّاكَ، يَقُولُ فِي قَوْلِهِ: ﴿وَلَا يُنْزَفُونَ﴾ [الواقعة: ١٩] «لَا تُنْزَفُ عُقُولُهُمْ»
٢٢ / ٣٠٠
حَدَّثَنَا بِشْرٌ قَالَ: ثَنَا يَزِيدُ قَالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، فِي قَوْلِهِ: ﴿وَلَا يُنْزَفُونَ﴾ [الواقعة: ١٩] قَالَ: «لَا يُغْلَبُ أَحَدٌ عَلَى عَقْلِهِ»
٢٢ / ٣٠٠
حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ قَالَ: ثَنَا يَزِيدُ قَالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، فِي قَوْلِهِ: ﴿وَلَا يُنْزَفُونَ﴾ [الواقعة: ١٩] قَالَ: «لَا يُغْلَبُ أَحَدٌ عَلَى عَقْلِهِ»
٢٢ / ٣٠٠
حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ قَالَ: ثَنَا سُلَيْمَانُ قَالَ: ثَنَا أَبُو هِلَالٍ، عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِ اللَّهِ: ﴿⦗٣٠١⦘ وَلَا يُنْزَفُونَ﴾ [الواقعة: ١٩] قَالَ: «لَا تُغْلَبُ عَلَى عُقُولِهِمْ»
٢٢ / ٣٠٠
وَقَوْلُهُ: ﴿وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ﴾ [الواقعة: ٢٠] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: وَيَطُوفُ هَؤُلَاءِ الْوِلْدَانُ الْمُخَلَّدُونَ عَلَى هَؤُلَاءِ السَّابِقِينَ بِفَاكِهَةٍ مِنَ الْفَوَاكِهِ الَّتِي يَتَخَيَّرُونَهَا مِنَ الْجَنَّةِ لِأَنْفُسِهِمْ، وَتَشْتَهِيهَا نُفُوسُهُمْ ﴿وَلَحْمٍ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ﴾ [الواقعة: ٢١] يَقُولُ: وَيَطُوفُونَ أَيْضًا عَلَيْهِمْ بِلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ مِنَ الطَّيْرِ الَّذِي تَشْتَهِيهِ نُفُوسُهُمْ
٢٢ / ٣٠١
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿وَحُورٌ عِينٌ كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا إِلَّا قِيلًا سَلَامًا سَلَامًا﴾ [الواقعة: ٢٣] اخْتَلَفَتِ الْقُرَّاءُ فِي قِرَاءَةِ قَوْلِهِ: ﴿وَحُورٌ عِينٌ﴾ [الواقعة: ٢٢] فَقَرَأَتْهُ عَامَّةُ قُرَّاءِ الْكُوفَةِ وَبَعْضُ الْمَدَنِيِّينَ (وَحُورٍ عِينٍ) بِالْخَفْضِ إِتْبَاعًا لِإِعْرَابِهَا إِعْرَابَ مَا قَبْلَهَا مِنَ الْفَاكِهَةِ وَاللَّحْمِ، وَإِنْ كَانَ ذَلِكَ مِمَّا لَا يُطَافُ بِهِ، وَلَكِنْ لَمَّا كَانَ مَعْرُوفًا مَعْنَاهُ الْمُرَادُ أُتْبِعَ الْآخِرُ الْأَوَّلَ فِي الْإِعْرَابِ، كَمَا قَالَ بَعْضُ الشُّعَرَاءِ:
إِذَا مَا الْغَانِيَاتُ بَرَزْنَ يَوْمًا … وَزَجَّجْنَ الْحَوَاجِبَ وَالْعُيُونَا
فَالْعُيُونُ تُكَحَّلُ، وَلَا تُزَجَّجُ إِلَّا الْحَوَاجِبُ، فَرَدَّهَا فِي الْإِعْرَابِ عَلَى الْحَوَاجِبِ، لِمَعْرِفَةِ السَّامِعِ مَعْنَى ذَلِكَ وَكَمَا قَالَ الْآخَرُ:
إِذَا مَا الْغَانِيَاتُ بَرَزْنَ يَوْمًا … وَزَجَّجْنَ الْحَوَاجِبَ وَالْعُيُونَا
فَالْعُيُونُ تُكَحَّلُ، وَلَا تُزَجَّجُ إِلَّا الْحَوَاجِبُ، فَرَدَّهَا فِي الْإِعْرَابِ عَلَى الْحَوَاجِبِ، لِمَعْرِفَةِ السَّامِعِ مَعْنَى ذَلِكَ وَكَمَا قَالَ الْآخَرُ:
٢٢ / ٣٠١
تَسْمَعُ لِلْأَحْشَاءِ مِنْهُ لَغَطَا … وَلِلْيَدَيْنِ جُسْأَةً وَبَدَدَا
وَالْجُسْأَةُ: غِلَظٌ فِي الْيَدِ، وَهِيَ لَا تُسْمَعُ وَقَرَأَ ذَلِكَ بَعْضُ قُرَّاءِ الْمَدِينَةِ وَمَكَّةَ وَالْكُوفَةِ وَبَعْضُ أَهْلِ الْبَصْرَةِ بِالرَّفْعِ ﴿وَحُورٌ عِينٌ﴾ [الواقعة: ٢٢] عَلَى الِابْتِدَاءِ، وَقَالُوا: الْحُورُ الْعَيْنُ لَا يُطَافُ بِهِنَّ، فَيَجُوزَ الْعَطْفُ بِهِنَّ فِي الْإِعْرَابِ عَلَى إِعْرَابِ فَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ، وَلَكِنَّهُ مَرْفُوعٌ بِمَعْنَى: وَعِنْدَهُمْ حُورٌ عِينٌ، أَوْ لَهُمْ حُورٌ عِينٌ وَالصَّوَابُ مِنَ الْقَوْلِ فِي ذَلِكَ عِنْدِي أَنْ يُقَالَ: إِنَّهُمَا قِرَاءَتَانِ مَعْرُوفَتَانِ قَدْ قَرَأَ بِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا جَمَاعَةٌ مِنَ الْقُرَّاءِ مَعَ تَقَارُبِ مَعْنَيَيْهِمَا، فَبِأَيِّ الْقِرَاءَتَيْنِ قَرَأَ الْقَارِئُ فَمُصِيبٌ وَالْحُورُ جَمَاعَةُ حَوْرَاءَ: وَهِيَ النَّقِيَّةُ بَيَاضِ الْعَيْنِ، الشَّدِيدَةُ سَوَادِهَا وَالْعِينُ: جَمْعُ عَيْنَاءَ، وَهِيَ النَّجْلَاءُ الْعِينِ فِي حُسْنٍ
وَالْجُسْأَةُ: غِلَظٌ فِي الْيَدِ، وَهِيَ لَا تُسْمَعُ وَقَرَأَ ذَلِكَ بَعْضُ قُرَّاءِ الْمَدِينَةِ وَمَكَّةَ وَالْكُوفَةِ وَبَعْضُ أَهْلِ الْبَصْرَةِ بِالرَّفْعِ ﴿وَحُورٌ عِينٌ﴾ [الواقعة: ٢٢] عَلَى الِابْتِدَاءِ، وَقَالُوا: الْحُورُ الْعَيْنُ لَا يُطَافُ بِهِنَّ، فَيَجُوزَ الْعَطْفُ بِهِنَّ فِي الْإِعْرَابِ عَلَى إِعْرَابِ فَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ، وَلَكِنَّهُ مَرْفُوعٌ بِمَعْنَى: وَعِنْدَهُمْ حُورٌ عِينٌ، أَوْ لَهُمْ حُورٌ عِينٌ وَالصَّوَابُ مِنَ الْقَوْلِ فِي ذَلِكَ عِنْدِي أَنْ يُقَالَ: إِنَّهُمَا قِرَاءَتَانِ مَعْرُوفَتَانِ قَدْ قَرَأَ بِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا جَمَاعَةٌ مِنَ الْقُرَّاءِ مَعَ تَقَارُبِ مَعْنَيَيْهِمَا، فَبِأَيِّ الْقِرَاءَتَيْنِ قَرَأَ الْقَارِئُ فَمُصِيبٌ وَالْحُورُ جَمَاعَةُ حَوْرَاءَ: وَهِيَ النَّقِيَّةُ بَيَاضِ الْعَيْنِ، الشَّدِيدَةُ سَوَادِهَا وَالْعِينُ: جَمْعُ عَيْنَاءَ، وَهِيَ النَّجْلَاءُ الْعِينِ فِي حُسْنٍ
٢٢ / ٣٠٢
وَقَوْلُهُ: ﴿كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ﴾ [الواقعة: ٢٣] يَقُولُ: هُنَّ فِي صَفَاءِ بَيَاضِهِنَّ وَحُسْنِهِنَّ، كَاللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ الَّذِي قَدْ صِينَ فِي كِنٍّ
٢٢ / ٣٠٢
وَقَوْلُهُ: ﴿جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [السجدة: ١٧] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: ثَوَابًا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ بِأَعْمَالِهِمُ الَّتِي كَانُوا يَعْمَلُونَهَا فِي الدُّنْيَا، وَعِوَضًا مِنْ طَاعَتِهِمْ إِيَّاهُ وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ
٢٢ / ٣٠٢
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ قَالَ: ثَنَا ابْنُ يَمَانٍ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرٍو، عَنِ ⦗٣٠٣⦘ الْحَسَنِ، ﴿وَحُورٌ عِينٌ﴾ [الواقعة: ٢٢] قَالَ: «شَدِيدَةُ السَّوَادِ: سَوَادِ الْعَيْنِ، شَدِيدَةُ الْبَيَاضِ: بَيَاضِ الْعَيْنِ»
٢٢ / ٣٠٢
قَالَ: ثَنَا ابْنُ يَمَانٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، ﴿وَحُورٌ عِينٌ﴾ [الواقعة: ٢٢] قَالَ: «بِيضٌ عِينٌ قَالَ: عِظَامُ الْأَعْيُنِ»
٢٢ / ٣٠٣
حَدَّثَنَا ابْنُ عَبَّاسٍ الدُّورِيُّ قَالَ: ثَنَا حَجَّاجٌ قَالَ: قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: «الْحُورُ: سُودُ الْحَدَقِ»
٢٢ / ٣٠٣
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ قَالَ: ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَسْلَمِيُّ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ مَنْصُورٍ الْبَاجِيُّ، أَنَّهُ سَمِعَ الْحَسَنَ الْبَصْرِيَّ، يَقُولُ: «الْحُورُ: صَوَالِحُ نِسَاءِ بَنِي آدَمَ»
٢٢ / ٣٠٣
قَالَ: ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ قَالَ: «بَلْغَنِي أَنَّ الْحُورَ الْعِينَ، خُلِقْنَ مِنَ الزَّعْفَرَانِ»
٢٢ / ٣٠٣
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَزِيدَ الطَّحَّانُ قَالَ: حَدَّثَتْنَا عَائِشَةُ، امْرَأَةُ لَيْثٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: «خُلِقَ الْحُورُ الْعِينُ مِنَ الزَّعْفَرَانِ»
٢٢ / ٣٠٣
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الْمُحَارِبِيُّ قَالَ: ثَنَا عَمْرُو بْنُ سَعْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ لَيْثًا، ثَنِي عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: «حُورُ الْعِينِ خُلِقْنَ مِنَ الزَّعْفَرَانِ» وَقَالَ آخَرُونَ: بَلْ مَعْنَى قَوْلِهِ: ﴿حُورٌ﴾ [الواقعة: ٢٢] أَنَّهُنَّ يَحَارُ فِيهِنَّ الطَّرْفُ
٢٢ / ٣٠٤
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ قَالَ: ثَنَا ابْنُ يَمَانٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، ﴿وَحُورٌ عِينٌ﴾ [الواقعة: ٢٢] قَالَ: «يَحَارُ فِيهِنَّ الطَّرْفُ» وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ: ﴿كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ﴾ [الواقعة: ٢٣] قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ، وَجَاءَ الْأَثَرُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ
٢٢ / ٣٠٤
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْفَرَجِ الصَّدَفِيُّ الدِّمْيَاطِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ هَاشِمٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي كَرِيمَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخْبِرْنِي عَنْ قَوْلِ اللَّهِ ﴿كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ﴾ [الواقعة: ٢٣] قَالَ: «صَفَاؤُهُنَّ كَصَفَاءِ الدُّرِّ الَّذِي فِي الْأَصْدَافِ الَّذِي لَا تَمَسُّهُ الْأَيْدِي»
٢٢ / ٣٠٤
وَقَوْلُهُ: ﴿لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا﴾ [الواقعة: ٢٥] يَقُولُ: لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا بَاطِلًا مِنَ الْقَوْلِ وَلَا تَأْثِيمًا، يَقُولُ: لَيْسَ فِيهَا مَا يُؤَثِّمُهُمْ وَكَانَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ بِكَلَامِ الْعَرَبِ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ يَقُولُ: ﴿لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا﴾ [الواقعة: ٢٥] وَالتَّأْثِيمُ لَا يُسْمَعُ، وَإِنَّمَا يُسْمَعُ اللَّغْوُ، كَمَا قِيلَ: أَكَلْتُ خُبْزًا وَلَبَنًا، وَاللَّبَنُ لَا يُؤْكَلُ، فَجَازَتْ إِذْ كَانَ مَعَهُ شَيْءٌ يُؤْكَلُ
٢٢ / ٣٠٥
وَقَوْلُهُ: ﴿إِلَّا قِيلًا سَلَامًا سَلَامًا﴾ [الواقعة: ٢٦] يَقُولُ: لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا قِيلًا سَلَامًا: أَيْ اسْلَمْ مِمَّا تَكْرَهُ وَفِي نَصْبِ قَوْلِهِ: ﴿سَلَامًا سَلَامًا﴾ [الواقعة: ٢٦] وَجْهَانِ: إِنْ شِئْتَ جَعَلْتَهُ تَابِعًا لِلْقِيلِ، وَيَكُونُ السَّلَامُ حِينَئِذٍ هُوَ الْقِيلُ، فَكَأَنَّهُ قِيلَ: لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا، إِلَّا سَلَامًا سَلَامًا، وَلَكِنَّهُمْ يَسْمَعُونَ سَلَامًا سَلَامًا وَالثَّانِي: أَنْ يَكُونَ نَصْبُهُ بِوُقُوعِ الْقِيلِ عَلَيْهِ، فَيَكُونُ مَعْنَاهُ حِينَئِذٍ: إِلَّا قِيلَ سَلَامٍ فَإِنْ نَوَّنَ نَصَبَ قَوْلَهُ: ﴿سَلَامًا سَلَامًا﴾ [الواقعة: ٢٦] بِوُقُوعِ قِيلَ عَلَيْهِ
٢٢ / ٣٠٥
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ وَظِلٍّ مَمْدُودٍ وَمَاءٍ مَسْكُوبٍ﴾ [الواقعة: ٢٨] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ لِنَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ ﷺ ﴿وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ﴾ [الواقعة: ٢٧] وَهُمُ الَّذِينَ يُؤْخَذُ بِهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ذَاتَ الْيَمِينِ، الَّذِي أَعْطُوا كُتُبَهُمْ بِأَيْمَانِهِمْ يَا مُحَمَّدُ ﴿مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ﴾ [الواقعة: ٢٧] أَيُّ شَيْءٍ هُمْ وَمَا لَهُمْ، وَمَاذَا أُعِدَّ لَهُمْ مِنَ ⦗٣٠٦⦘ الْخَيْرِ، وَقِيلَ: إِنَّهُمْ أَطْفَالُ الْمُؤْمِنِينَ
٢٢ / ٣٠٥
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ قَالَ: ثَنَا أَبُو هِشَامٍ الْمَخْزُومِيُّ قَالَ: ثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ قَالَ: ثَنَا الْأَعْمَشُ قَالَ: ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ قَيْسٍ، أَنَّهُ سَمِعَ زَاذَانَ أَبَا عَمْرٍو، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه يَقُولُ: ﴿وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ﴾ [الواقعة: ٢٧] قَالَ: «أَصْحَابُ الْيَمِينِ: أَطْفَالُ الْمُؤْمِنِينَ»
٢٢ / ٣٠٦
حَدَّثَنَا بِشْرٌ قَالَ: ثَنَا يَزِيدُ قَالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، فِي قَوْلِهِ: ﴿وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ﴾ [الواقعة: ٢٧] أَيْ مَاذَا لَهُمْ، وَمَاذَا أُعِدَّ لَهُمْ، ثُمَّ ابْتَدَأَ الْخَبَرَ عَمَّاذَا أُعِدَّ لَهُمْ فِي الْجَنَّةِ، وَكَيْفَ يَكُونُ حَالُهُمْ إِذَا هُمْ دَخَلُوهَا؟ فَقَالَ: هُمْ ﴿فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ﴾ [الواقعة: ٢٨] يَعْنِي: «فِي ثَمَرِ سِدْرٍ مُوَقَّرٍ حِمْلًا قَدْ ذَهَبَ شَوْكُهُ» وَقَدِ اخْتَلَفَ فِي تَأْوِيلِهِ أَهْلُ التَّأْوِيلِ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: يَعْنِي بِالْمَخْضُودِ: الَّذِي قَدْ خُضِّدَ مِنَ الشَّوْكِ، فَلَا شَوْكَ فِيهِ
٢٢ / ٣٠٦
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي عَلِيٌّ قَالَ: ثَنَا أَبُو صَالِحٍ قَالَ: ثَنِي مُعَاوِيَةُ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، ⦗٣٠٧⦘ فِي قَوْلِهِ: ﴿سِدْرٍ مَخْضُودٍ﴾ [الواقعة: ٢٨] قَالَ: «خَضَّدَهُ وَقَّرَهُ مِنَ الْحِمْلِ، وَيُقَالُ: خُضِّدَ حَتَّى ذَهَبَ شَوْكُهُ فَلَا شَوْكَ فِيهِ»
٢٢ / ٣٠٦
حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالَ: ثَنَا الْمُعْتَمِرُ، عَنْ أَبِيهِ، ﴿فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ﴾ [الواقعة: ٢٨] قَالَ: زَعَمَ مُحَمَّدُ بْنُ عِكْرِمَةَ قَالَ: «لَا شَوْكَ فِيهِ»
٢٢ / ٣٠٧
حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ قَالَ: ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَالَ: ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، فِي قَوْلِهِ: ﴿فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ﴾ [الواقعة: ٢٨] قَالَ: «لَا شَوْكَ فِيهِ»
٢٢ / ٣٠٧
حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ، ثَنَا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ قَالَ: ثَنَا عَوْفٌ، عَنْ قَسَامَةَ بْنِ زُهَيْرٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ﴾ [الواقعة: ٢٨] قَالَ: «خُضِّدَ مِنَ الشَّوْكِ، فَلَا شَوْكَ فِيهِ»
٢٢ / ٣٠٧
حَدَّثَنَا أَبُو حُمَيْدٍ الْحِمْصِيُّ أَحْمَدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ قَالَ: ثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: ثَنَا عَمْرُو بْنُ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأُحْمُوسِيُّ، عَنِ السَّفَرِ بْنِ نُسَيْرٍ، فِي قَوْلِ اللَّهِ عز وجل ﴿فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ﴾ [الواقعة: ٢٨] قَالَ: «خُضِّدَ شَوْكُهُ، فَلَا شَوْكَ فِيهِ»
٢٢ / ٣٠٧
حَدَّثَنَا بِشْرٌ قَالَ: ثَنَا يَزِيدُ قَالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلَهُ: ﴿فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ﴾ [الواقعة: ٢٨] قَالَ: «كُنَّا نُحَدَّثُ أَنَّهُ الْمُوقَّرُ الَّذِي لَا شَوْكَ فِيهِ»
٢٢ / ٣٠٨
حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ قَالَ: ثَنَا سُلَيْمَانُ قَالَ: ثَنَا قَتَادَةُ، فِي قَوْلِهِ: ﴿فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ﴾ [الواقعة: ٢٨] قَالَ: «لَيْسَ فِيهِ شَوْكٌ»
٢٢ / ٣٠٨
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثَنَا مِهْرَانُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، ﴿فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ﴾ [الواقعة: ٢٨] قَالَ: «لَا شَوْكَ لَهُ»
٢٢ / ٣٠٨
حَدَّثَنَا مِهْرَانُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ ﴿فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ﴾ [الواقعة: ٢٨] قَالَ: «لَا شَوْكَ فِيهِ» وَحَدَّثَنِي بِهِ ابْنُ حُمَيْدٍ مَرَّةً أُخْرَى، عَنْ مِهْرَانَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، فَقَالَ: «لَا شَوْكَ لَهُ، وَهُوَ الْمُوقَّرُ» وَقَالَ آخَرُونَ: بَلْ عُنِيَ بِهِ أَنَّهُ الْمُوقَّرُ حِمْلًا
٢٢ / ٣٠٨
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: ثَنَا أَبُو عَاصِمٍ قَالَ: ثَنَا عِيسَى، وَحَدَّثَنِي الْحَارِثُ قَالَ: ثَنَا الْحَسَنُ قَالَ: ثَنَا وَرْقَاءُ، جَمِيعًا، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، ﴿مَخْضُودٍ﴾ [الواقعة: ٢٨] قَالَ: «يَقُولُونَ هَذَا الْمُوقَّرُ حِمْلًا»
٢٢ / ٣٠٨
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ الْقَزَّازُ قَالَ: ثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ قَالَ: ثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ ﴿فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ﴾ [الواقعة: ٢٨] قَالَ: «الْمُوقَّرُ»
٢٢ / ٣٠٩
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثَنَا مِهْرَانُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ ﴿فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ﴾ [الواقعة: ٢٨] قَالَ: «الْمُوقَّرُ»
٢٢ / ٣٠٩
حُدِّثْتُ عَنِ الْحُسَيْنِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُعَاذٍ، يَقُولُ: ثَنَا عُبَيْدٌ قَالَ: سَمِعْتُ الضَّحَّاكَ، يَقُولُ فِي قَوْلِهِ: ﴿سِدْرٍ مَخْضُودٍ﴾ [الواقعة: ٢٨] يَقُولُ: «مُوَقَّرٌ»
٢٢ / ٣٠٩
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثَنَا حَكَّامٌ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، ﴿فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ﴾ [الواقعة: ٢٨] قَالَ: «ثَمَرُهَا أَعْظَمُ مِنَ الْقِلَالِ»
٢٢ / ٣٠٩
وَقَوْلُهُ: ﴿وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ﴾ [الواقعة: ٢٩] أَمَّا الْفَرَّاءُ فَعَلَى قِرَاءَةِ ذَلِكَ بِالْحَاءِ ﴿وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ﴾ [الواقعة: ٢٩] وَكَذَا هُوَ فِي مَصَاحِفِ أَهْلِ الْأَمْصَارِ وَرُوِي عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ «وَطَلْعٍ مَنْضُودٍ» بِالْعَيْنِ
٢٢ / ٣٠٩
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِيُّ قَالَ: ثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: ثَنَا زَكَرِيَّا، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، رضي الله عنه قَرَأَهَا «وَطَلْعٍ مَنْضُودٍ»
٢٢ / ٣٠٩
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى الْأُمَوِيُّ قَالَ: ثَنِي أَبِي قَالَ: ثَنَا مُجَاهِدٌ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: قَرَأَ رَجُلٌ عِنْدَ عَلِيٍّ ﴿وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ﴾ [الواقعة: ٢٩] فَقَالَ ⦗٣١٠⦘ عَلِيٌّ: «مَا شَأْنُ الطَّلْحِ»، إِنَّمَا هُوَ: وَطَلْعٍ مَنْضُودٍ ثُمَّ قَرَأَ ﴿طَلْعُهَا هَضِيمٌ﴾ [الشعراء: ١٤٨] فَقُلْنَا أَوَلَا نُحَوِّلُهَا فَقَالَ: «إِنَّ الْقُرْآنَ لَا يُهَاجُ الْيَوْمَ وَلَا يُحَوَّلُ» وَأَمَّا الطَّلْحُ فَإِنَّ الْمُعْمَرَ بْنَ الْمُثَنَّى كَانَ يَقُولُ: هُوَ عِنْدَ الْعَرَبِ شَجَرٌ عِظَامٌ كَثِيرُ الشَّوْكِ، وَأَنْشَدَ لِبَعْضِ الْحُدَاةِ:
بَشَّرَهَا دَلِيلُهَا وَقَالَا … غَدًا تَرَيْنَ الطَّلْحَ وَالْحِبَالَا
وَأَمَّا أَهْلُ التَّأْوِيلِ مِنَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ فَإِنَّهُمْ يَقُولُونَ: إِنَّهُ هُوَ الْمَوْزُ
بَشَّرَهَا دَلِيلُهَا وَقَالَا … غَدًا تَرَيْنَ الطَّلْحَ وَالْحِبَالَا
وَأَمَّا أَهْلُ التَّأْوِيلِ مِنَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ فَإِنَّهُمْ يَقُولُونَ: إِنَّهُ هُوَ الْمَوْزُ
٢٢ / ٣٠٩
حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ قَالَ: ثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ قَالَ: ثَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، مَوْلَى بَنِي رَقَاشٍ قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ عَنِ الطَّلْحِ، فَقَالَ: «هُوَ الْمَوْزُ»
٢٢ / ٣١٠
حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ قَالَ: ثَنَا هُشَيْمٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ قَالَ: ثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الرَّقَاشِيُّ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: «الطَّلْحُ الْمَنْضُودُ: هُوَ الْمَوْزُ»
٢٢ / ٣١٠
حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ، وَأَبُو كُرَيْبٍ قَالَا: ثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ قَالَ: ثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الرَّقَاشِيُّ قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ: مَا الطَّلْحُ الْمَنْضُودُ؟ قَالَ: «هُوَ الْمَوْزُ»
٢٢ / ٣١٠
حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالَ: ثَنَا الْمُعْتَمِرُ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: ثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الرَّقَاشِيُّ قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ عَنِ الطَّلْحِ فَقَالَ: «هُوَ الْمَوْزُ»
٢٢ / ٣١٠
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثَنَا مِهْرَانُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الرَّقَاشِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ﴿وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ﴾ [الواقعة: ٢٩] قَالَ: «الْمَوْزُ»
٢٢ / ٣١١
قَالَ: ثَنَا مِهْرَانُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الْكَلْبِيِّ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَلِيٍّ، رضي الله عنه ﴿وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ﴾ [الواقعة: ٢٩] قَالَ: «الْمَوْزُ»
٢٢ / ٣١١
حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ قَالَ: ثَنَا هُشَيْمٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بِشْرٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ فِي «الطَّلْحِ الْمَنْضُودِ: هُوَ الْمَوْزُ»
٢٢ / ٣١١
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: ثَنَا أَبُو عَاصِمٍ قَالَ: ثَنَا عِيسَى، وَحَدَّثَنِي الْحَارِثُ قَالَ: ثَنَا الْحَسَنُ قَالَ: ثَنَا وَرْقَاءُ، جَمِيعًا، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ﴾ [الواقعة: ٢٩] قَالَ: «مَوْزُكُمْ لِأَنَّهُمْ كَانُوا يُعْجَبُونَ بِوَجٍّ وَظِلَالَهِ مِنْ طَلْحِهِ وَسِدْرِهِ»
٢٢ / ٣١١
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ قَالَ: ثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ قَالَ: ثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ عَطَاءٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ﴾ [الواقعة: ٢٩] قَالَ: «الْمَوْزُ»
٢٢ / ٣١١
حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ قَالَ: ثَنَا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ، عَنْ عَوْفٍ، عَنْ قَسَامَةَ قَالَ: «الطَّلْحُ الْمَنْضُودُ: هُوَ الْمَوْزُ»
٢٢ / ٣١١
قَالَ: ثَنَا سُلَيْمَانُ قَالَ: ثَنَا أَبُو هِلَالٍ، عَنْ قَتَادَةَ، فِي قَوْلِ اللَّهِ: ﴿وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ﴾ [الواقعة: ٢٩] قَالَ: «الْمَوْزُ»
٢٢ / ٣١٢
حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالَ: ثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ ﴿وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ﴾ [الواقعة: ٢٩] قَالَ: «الْمَوْزُ»
٢٢ / ٣١٢
حَدَّثَنَا بِشْرٌ قَالَ: ثَنَا يَزِيدُ قَالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ ﴿وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ﴾ [الواقعة: ٢٩] «كُنَّا نُحَدَّثُ أَنَّهُ الْمَوْزُ»
٢٢ / ٣١٢
حَدَّثَنِي يُونُسُ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ﴾ [الواقعة: ٢٩] قَالَ «اللَّهُ أَعْلَمُ، إِلَّا أَنَّ أَهْلَ الْيَمَنِ يُسَمَّوْنَ الْمَوْزَ الطَّلْحَ»
٢٢ / ٣١٢
وَقَوْلُهُ: ﴿مَنْضُودٍ﴾ [هود: ٨٢] يَعْنِي أَنَّهُ قَدْ نُضِّدَ بَعْضُهُ عَلَى بَعْضٍ، وَجُمِعَ بَعْضُهُ إِلَى بَعْضٍ وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ
٢٢ / ٣١٢
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: ثَنِي أَبِي قَالَ: ثَنِي عَمِّي قَالَ: ثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَوْلَهُ: ﴿وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ﴾ [الواقعة: ٢٩] قَالَ: «بَعْضُهُ عَلَى بَعْضٍ»
٢٢ / ٣١٢
حَدَّثَنِي الْحَارِثُ قَالَ: ثَنَا الْحَسَنُ قَالَ: ثَنَا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ﴾ [الواقعة: ٢٩] «مُتَرَاكِمٍ، لِأَنَّهُمْ يُعْجَبُونَ بِوَجٍّ ⦗٣١٣⦘ وَظِلَالِهِ مِنْ طَلْحِهِ وَسِدْرِهِ»
٢٢ / ٣١٢
وَقَوْلُهُ: ﴿وَظِلٍّ مَمْدُودٍ﴾ [الواقعة: ٣٠] يَقُولُ: وَهُمْ فِي ظِلٍّ دَائِمٍ لَا تَنْسُخُهُ الشَّمْسُ فَتُذْهِبُهُ، وَكُلُّ مَا لَا انْقِطَاعَ لَهُ فَإِنَّهُ مَمْدُودٌ، كَمَا قَالَ لَبِيدٌ:
غَلَبَ الْبَقَاءَ وَكُنْتُ غَيْرَ مُغَلَّبِ … دَهْرٌ طَوِيلٌ دَائِمٌ مَمْدُودُ
وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ جَاءَتِ الْآثَارُ، وَقَالَ بِهِ أَهْلُ الْعِلْمِ
غَلَبَ الْبَقَاءَ وَكُنْتُ غَيْرَ مُغَلَّبِ … دَهْرٌ طَوِيلٌ دَائِمٌ مَمْدُودُ
وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ جَاءَتِ الْآثَارُ، وَقَالَ بِهِ أَهْلُ الْعِلْمِ
٢٢ / ٣١٣
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثَنَا مِهْرَانُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، ﴿وَظِلٍّ مَمْدُودٍ﴾ [الواقعة: ٣٠] قَالَ: «خَمْسُ مِئَةِ أَلْفِ سَنَةٍ»
٢٢ / ٣١٣
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثَنَا مِهْرَانُ قَالَ: ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ زِيَادٍ، مَوْلَى بَنِي مَخْزُومٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: «إِنَّ فِي الْجَنَّةِ لَشَجَرَةً يَسِيرُ الرَّاكِبُ فِي ظِلِّهَا مِئَةَ عَامٍ، اقْرَأُوا إِنْ شِئْتُمْ» ﴿وَظِلٍّ مَمْدُودٍ﴾ [الواقعة: ٣٠] فَبَلْغَ ذَلِكَ كَعْبًا، فَقَالَ: صَدَقَ وَالَّذِي أَنْزَلَ التَّوْرَاةَ عَلَى لِسَانِ مُوسَى، وَالْفُرْقَانَ عَلَى لِسَانِ مُحَمَّدٍ، لَوْ أَنَّ رَجُلًا رَكِبَ حِقَّةً أَوْ جَذَعَةً ثُمَّ دَارَ بِأَصْلِ تِلْكَ الشَّجَرَةِ مَا بَلْغَهَا، حَتَّى يَسْقُطَ هَرَمًا، إِنَّ اللَّهَ غَرَسَهَا بِيَدِهِ، وَنَفَخَ فِيهَا مِنْ رُوحِهِ، وَإِنَّ أَفْنَانَهَا لِمَنْ وَرَاءِ سُورِ الْجَنَّةِ وَمَا فِي الْجَنَّةِ نَهْرٌ إِلَّا وَهُوَ يَخْرُجُ مِنْ أَصْلِ تِلْكَ الشَّجَرَةِ ⦗٣١٤⦘ حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثَنَا حَكَّامٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ زِيَادٍ مَوْلَى لِبَنِي مَخْزُومٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: ثُمَّ ذَكَرَ نَحْوَهُ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: وَمَا فِي الْجَنَّةِ مِنْ نَهْرٍ
٢٢ / ٣١٣
حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ قَالَ: ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَالَ: ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، ﴿وَظِلٍّ مَمْدُودٍ﴾ [الواقعة: ٣٠] قَالَ: «مَسِيرَةُ سَبْعِينَ أَلْفَ سَنَةٍ»
٢٢ / ٣١٤
حَدَّثَنَا يُونُسُ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ هِلَالِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إِنَّ فِي الْجَنَّةِ شَجَرَةً يَسِيرُ الرَّاكِبُ فِي ظِلِّهَا مِئَةَ سَنَةٍ، اقْرَأُوا إِنْ شِئْتُمْ» ﴿وَظِلٍّ مَمْدُودٍ﴾ [الواقعة: ٣٠]
٢٢ / ٣١٤
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثَنَا يَحْيَى بْنُ وَاضِحٍ قَالَ: ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ زِيَادٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ ﷺ يَقُولُ: «إِنَّ فِي الْجَنَّةِ شَجَرَةً يَسِيرُ الرَّاكِبُ فِي ظِلِّهَا مِئَةَ عَامٍ، اقْرَأُوا إِنْ شِئْتُمْ» ﴿وَظِلٍّ مَمْدُودٍ﴾ [الواقعة: ٣٠]
٢٢ / ٣١٤
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثَنَا يَحْيَى بْنُ وَاضِحٍ قَالَ: ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ زِيَادٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ ﷺ يَقُولُ: «إِنَّ فِي الْجَنَّةِ شَجَرَةً يَسِيرُ الرَّاكِبُ فِي ظِلِّهَا مِئَةَ عَامٍ لَا يَقْطَعُهَا، وَاقْرَأُوا إِنْ شِئْتُمْ» ﴿وَظِلٍّ مَمْدُودٍ﴾ [الواقعة: ٣٠]
٢٢ / ٣١٤
حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ قَالَ: ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَالَ: ثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي الضَّحَّاكِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إِنَّ فِي الْجَنَّةِ ⦗٣١٥⦘ لَشَجَرَةً يَسِيرُ الرَّاكِبُ فِي ظِلِّهَا مِئَةَ عَامٍ لَا يَقْطَعُهَا، شَجَرَةُ الْخُلْدِ»
٢٢ / ٣١٤
حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: ثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الضَّحَّاكِ، يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «إِنَّ فِي الْجَنَّةِ لَشَجَرَةً يَسِيرُ الرَّاكِبُ فِي ظِلِّهَا سَبْعِينَ أَوْ مِئَةَ عَامٍ، هِيَ شَجَرَةُ الْخُلْدِ»
٢٢ / ٣١٥
حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى قَالَ: ثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: ثَنَا عِمْرَانٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: «إِنَّ فِي الْجَنَّةِ لَشَجَرَةً يَسِيرُ الرَّاكِبُ فِي ظِلِّهَا مِئَةَ عَامٍ لَا يَقْطَعُهَا» قَالَ: ثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: ثَنَا عِمْرَانٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ، مِثْلُ ذَلِكَ حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ قَالَ: ثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ مِثْلَهُ
٢٢ / ٣١٥
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ قَالَ: ثَنَا عَبْدَةُ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إِنَّ فِي الْجَنَّةِ شَجَرَةً يَسِيرُ الرَّاكِبُ فِي ظِلِّهَا مِئَةَ سَنَةٍ لَا يَقْطَعُهَا، وَاقْرَأُوا إِنْ شِئْتُمْ قَوْلَهُ»: ﴿وَظِلٍّ ⦗٣١٦⦘ مَمْدُودٍ﴾ [الواقعة: ٣٠]
٢٢ / ٣١٥
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ قَالَ: ثَنَا فِرْدَوْسُ قَالَ: ثَنَا لَيْثٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إِنَّ فِي الْجَنَّةِ شَجَرَةً يَسِيرُ الرَّاكِبُ فِي ظِلِّهَا مِئَةَ سَنَةٍ» حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ قَالَ: ثَنَا الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، مِثْلَهُ
٢٢ / ٣١٦
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالَ: ثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ قَالَ: ثَنَا عَوْفٌ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: بَلْغَنِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: «إِنَّ فِي الْجَنَّةِ شَجَرَةً يَسِيرُ الرَّاكِبُ فِي ظِلِّهَا مِئَةَ عَامٍ لَا يَقْطَعُهَا» حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالَ: ثَنَا خَالِدٌ قَالَ: ثَنَا عَوْفٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ، وَبِمِثْلِهِ عَنْ خِلَاسٍ
٢٢ / ٣١٦
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ قَالَ: ثَنَا أَبُو بَكْرٍ قَالَ: ثَنَا أَبُو حُصَيْنٍ قَالَ: كُنَّا عَلَى بَابٍ فِي مَوْضِعٍ وَمَعَنَا أَبُو صَالِحٍ وَشَقِيقٌ يَعْنِي الضَّبِّيَّ، فَحَدَّثَ أَبُو صَالِحٍ، فَقَالَ: ⦗٣١٧⦘ حَدَّثَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ قَالَ: «إِنَّ فِي الْجَنَّةِ لَشَجَرَةً يَسِيرُ الرَّاكِبُ فِي ظِلِّهَا سَبْعِينَ عَامًا»، فَقَالَ أَبُو صَالِحٍ أَتُكَذِّبُ أَبَا هُرَيْرَةَ، فَقَالَ: مَا أُكَذِّبُ أَبَا هُرَيْرَةَ، وَلَكِنِّي أُكَذِّبُكَ؛ قَالَ: فَشَقَّ عَلَى الْقُرَّاءِ يَوْمَئِذٍ
٢٢ / ٣١٦
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ: ثَنَا سُلَيْمَانُ قَالَ: ثَنَا أَبُو هِلَالٍ، عَنْ قَتَادَةَ ﴿وَظِلٍّ مَمْدُودٍ﴾ [الواقعة: ٣٠] قَالَ: حُدِّثْنَا عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: «إِنَّ فِي الْجَنَّةِ لَشَجَرَةً يَسِيرُ الرَّاكِبُ فِي ظِلِّهَا مِائَةَ عَامٍ لَا يَقْطَعُهَا»
٢٢ / ٣١٧
قَالَ: ثَنَا بِشْرٌ قَالَ: ثَنَا يَزِيدُ قَالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلَهُ: ﴿وَظِلٍّ مَمْدُودٍ﴾ [الواقعة: ٣٠] قَالَ قَتَادَةُ: حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ ﷺ قَالَ: «إِنَّ فِي الْجَنَّةِ لَشَجَرَةً يَسِيرُ الرَّاكِبُ فِي ظِلِّهَا مِائَةَ عَامٍ لَا يَقْطَعُهَا»
٢٢ / ٣١٧
حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالَ: ثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: «إِنَّ فِي الْجَنَّةِ لَشَجَرَةً يَسِيرُ الرَّاكِبُ فِي ظِلِّهَا مِائَةَ عَامٍ لَا يَقْطَعُهَا» حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالَ: ثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، مِثْلَ ذَلِكَ أَيْضًا
٢٢ / ٣١٧
وَقَوْلُهُ: ﴿وَمَاءٍ مَسْكُوبٍ﴾ [الواقعة: ٣١] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ وَفِيهِ أَيْضًا مَاءٌ مَسْكُوبٌ، يَعْنِي مَصْبُوبٌ سَائِلٌ فِي غَيْرِ أُخْدُودٍ
٢٢ / ٣١٨
كَمَا: حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثَنَا مِهْرَانُ، عَنْ سُفْيَانَ، ﴿وَمَاءٍ مَسْكُوبٍ﴾ [الواقعة: ٣١] قَالَ: «يَجْرِي فِي غَيْرِ أُخْدُودٍ»
٢٢ / ٣١٨
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ لَا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ إِنَّا أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَاءً فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا عُرُبًا أَتْرَابًا لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ﴾ [الواقعة: ٣٣]
٢٢ / ٣١٨
يَقُولُ ﴿وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ لَا مَقْطُوعَةٌ وَلَا مَمْنُوعَةٌ﴾ [الواقعة: ٣٣] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ وَفِيهَا ﴿فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ﴾ [الزخرف: ٧٣] لَا يَنْقَطِعُ عَنْهُمْ شَيْءٌ مِنْهَا أَرَادُوهُ فِي وَقْتٍ مِنَ الْأَوْقَاتِ، كَمَا تَنْقَطِعُ فَوَاكِهُ الصَّيْفِ فِي الشِّتَاءِ فِي الدُّنْيَا، وَلَا يَمْنَعُهُمْ مِنْهَا، وَلَا يَحُولُ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَهَا شَوْكٌ عَلَى أَشْجَارِهَا، أَوْ بُعْدُهَا مِنْهُمْ، كَمَا تَمْتَنِعُ فَوَاكِهُ الدُّنْيَا مِنْ كَثِيرٍ مِمَّنْ أَرَادَهَا بِبُعْدِهَا عَلَى الشَّجَرَةِ مِنْهُمْ، أَوْ بِمَا عَلَى شَجَرِهَا مِنَ الشَّوْكِ، وَلَكِنَّهَا إِذَا اشْتَهَاهَا أَحَدُهُمْ وَقَعَتْ فِي فِيهِ أَوْ دَنَتْ مِنْهُ حَتَّى يَتَنَاوَلُهَا بِيَدِهِ وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ وَقَدْ ذَكَرْنَا الرِّوَايَةَ فِيمَا مَضَى قَبْلُ
٢٢ / ٣١٨
وَنَذْكُرُ بَعْضًا آخَرَ مِنْهَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ: ثَنَا سُلَيْمَانُ قَالَ: ثَنَا أَبُو هِلَالٍ قَالَ: ثَنَا قَتَادَةُ، ⦗٣١٩⦘ فِي قَوْلِهِ: ﴿لَا مَقْطُوعَةٌ وَلَا مَمْنُوعَةٌ﴾ [الواقعة: ٣٣] قَالَ: «لَا يَمْنَعُهُ شَوْكٌ وَلَا بُعْدٌ»
٢٢ / ٣١٨
وَقَوْلُهُ: ﴿وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ﴾ [الواقعة: ٣٤] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: وَلَهُمْ فِيهَا فُرُشٌ مَرْفُوعَةٌ طَوِيلَةٌ، بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ، كَمَا يُقَالُ: بِنَاءٌ مَرْفُوعٌ
٢٢ / ٣١٩
وَكَالَّذِي: حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ قَالَ: ثَنَا رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ دَرَّاجٍ أَبِي السَّمْحِ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ، فِي قَوْلِهِ: ﴿وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ﴾ [الواقعة: ٣٤] قَالَ: «إِنَّ ارْتِفَاعَهَا لَكَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، وَإِنَّ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَمَسِيرَةَ خَمْسِ مِائَةِ عَامٍ» حَدَّثَنِي يُونُسُ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: ثَنَا عَمْرٌو، عَنْ دَرَّاجٍ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ ﴿وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ﴾ [الواقعة: ٣٤] «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ ارْتِفَاعَهَا» ثُمَّ ذَكَرَ مِثْلَهُ
٢٢ / ٣١٩
وَقَوْلُهُ: ﴿إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا عُرُبًا﴾ [الواقعة: ٣٦] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: إِنَّا خَلَقْنَاهُنَّ خَلْقًا فَأَوْجَدْنَاهُنَّ؛ قَالَ أَبُوعُبَيْدَةَ: يَعْنِي بِذَلِكَ: ⦗٣٢٠⦘ الْحُورَ الْعِينَ اللَّاتِي ذَكَرَهُنَّ قَبْلُ، فَقَالَ: ﴿وَحُورٌ عِينٌ كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ﴾ [الواقعة: ٢٢] ﴿إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً﴾ [الواقعة: ٣٥]، وَقَالَ الْأَخْفَشُ: أَضْمَرَهُنَّ وَلَمْ يَذْكُرْهُنَّ قَبْلَ ذَلِكَ وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ
٢٢ / ٣١٩
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالَ: ثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، ﴿إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً﴾ [الواقعة: ٣٥] قَالَ: «خَلَقْنَاهُنَّ خَلْقًا»
٢٢ / ٣٢٠
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ قَالَ: ثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ شَيْبَانَ، عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فِي هَذِهِ الْآيَةِ ﴿إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً﴾ [الواقعة: ٣٥] قَالَ: «مِنَ الثَّيِّبِ وَالْأَبْكَارِ»
٢٢ / ٣٢٠
وَقَوْلُهُ: ﴿فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا﴾ [الواقعة: ٣٦] يَقُولُ: فَصَيَّرْنَاهُنَّ أَبْكَارًا عَذَارَى بَعْدَ إِذْ كُنَّ
٢٢ / ٣٢٠
كَمَا: حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ قَالَ: ثَنَا مِهْرَانُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبَانَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ: ﴿إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً﴾ [الواقعة: ٣٥] قَالَ: «عَجَائِزُكُنَّ فِي الدُّنْيَا عُمْشًا رُمْصًا»
٢٢ / ٣٢٠
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثَنَا مِهْرَانُ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبَانَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً قَالَ: أَنْشَأَ عَجَائِزَكُنَّ فِي الدُّنْيَا عُمْشًا رُمْصًا»
٢٢ / ٣٢١
حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُجَالِدٍ قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ الْكِلَابِيُّ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ الرَّبَذِيِّ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، فِي قَوْلِهِ: ﴿إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً﴾ [الواقعة: ٣٥] قَالَ: «مِنْهُنَّ الْعَجَائِزُ اللَّاتِي كُنَّ فِي الدُّنْيَا عُمْشًا رُمْصًا»
٢٢ / ٣٢١
حَدَّثَنَا سَوَّارُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دَاوُدَ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ الرَّبَذِيِّ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ، فِي قَوْلِهِ: ﴿إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً﴾ [الواقعة: ٣٥] قَالَ: «هُنَّ اللَّوَاتِي كُنَّ فِي الدُّنْيَا عَجَائِزَ عُمْشًا رُمْصًا»
٢٢ / ٣٢١
حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ قَالَ: ثَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: ثَنَا الْمُعْتَمِرُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا﴾ [الواقعة: ٣٦] قَالَ: «فَهُنَّ الْعُجُزُ الرُّمْصُ»
٢٢ / ٣٢١
حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ قَالَ: ثَنَا سُلَيْمَانُ قَالَ: ثَنَا أَبُو هِلَالٍ قَالَ: ثَنَا قَتَادَةُ، فِي قَوْلِهِ: ﴿إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا﴾ [الواقعة: ٣٦] قَالَ: «إِنَّ مِنْهُنَّ الْعُجُزَ الرُّجُفَ، أَنْشَأَهُنَّ اللَّهُ فِي هَذَا الْخَلْقِ»
٢٢ / ٣٢٢
حَدَّثَنَا بِشْرٌ قَالَ: ثَنَا يَزِيدُ قَالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، ﴿إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً﴾ [الواقعة: ٣٥] قَالَ قَتَادَةُ: كَانَ صَفْوَانُ بْنُ مُحْرِزٍ يَقُولُ: «إِنَّ مِنْهُنَّ الْعُجُزَ الرُّجُفَ، صَيَّرَهُنَّ اللَّهُ كَمَا تَسْمَعُونَ»
٢٢ / ٣٢٢
حُدِّثْتُ عَنِ الْحُسَيْنِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُعَاذٍ، يَقُولُ: ثَنَا عُبَيْدٌ قَالَ: سَمِعْتُ الضَّحَّاكَ، يَقُولُ: قَوْلَهُ: ﴿أَبْكَارًا﴾ [الواقعة: ٣٦] يَقُولُ: «عَذَارَى»
٢٢ / ٣٢٢
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرَجِ الصَّدَفِيُّ الدِّمْيَاطِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ هَاشِمٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي كَرِيمَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ ﷺ أَنَّهَا قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَخْبِرْنِي عَنْ قَوْلِ اللَّهِ: ﴿إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا عُرُبًا أَتْرَابًا لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ﴾ [الواقعة: ٣٦] قَالَ: «هُنَّ اللَّوَاتِي قُبِضْنَ فِي الدُّنْيَا عَجَائِزَ رُمْصًا شُمْطًا، خَلَقَهُنَّ اللَّهُ بَعْدَ الْكِبَرِ فَجَعَلَهُنَّ عَذَارَى»
٢٢ / ٣٢٢
حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ الْوَصَّابِيُّ قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حِمْيَرٍ قَالَ: ثَنَا ثَابِتُ بْنُ ⦗٣٢٣⦘ عَجْلَانَ قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ، يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا عُرُبًا أَتْرَابًا﴾ [الواقعة: ٣٦] قَالَ: «هُنَّ مِنْ بَنِي آدَمَ، نِسَاءُكُنَّ فِي الدُّنْيَا يُنْشِئُهُنَّ اللَّهُ أَبْكَارًا عَذَارَى عُرُبًا»
٢٢ / ٣٢٢
وَقَوْلُهُ: ﴿عُرُبًا﴾ [الواقعة: ٣٧] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا غَنِجَاتٍ مُتَحَبِّبَاتٍ إِلَى أَزْوَاجِهِنَّ يُحْسِنَّ التَّبَعُّلَ وَهِيَ جَمْعٌ، وَاحِدُهُنَّ عَرُوبٌ، كَمَا وَاحِدُ الرُّسُلِ رَسُولٌ، وَوَاحِدُ الْقِطْفِ قَطُوفٌ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ لَبِيدٍ:
وَفِي الْحُدُوجِ عَرُوبٌ غَيْرُ فَاحِشَةٍ … رَيَّا الرَّوَادِفِ يَعْشَى دُونَهَا الْبَصَرُ
وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ
وَفِي الْحُدُوجِ عَرُوبٌ غَيْرُ فَاحِشَةٍ … رَيَّا الرَّوَادِفِ يَعْشَى دُونَهَا الْبَصَرُ
وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ
٢٢ / ٣٢٣
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ قَالَ: ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبَانَ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ صُبَيْحٍ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، ﴿عُرُبًا أَتْرَابًا﴾ [الواقعة: ٣٧] قَالَ: «الْمَلَقَةُ»
٢٢ / ٣٢٣
حَدَّثَنِي عَلِيٌّ قَالَ: ثَنَا أَبُو صَالِحٍ قَالَ: ثَنِي مُعَاوِيَةُ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، ⦗٣٢٤⦘ قَوْلَهُ: ﴿عُرُبًا﴾ [الواقعة: ٣٧] يَقُولُ: «عَوَاشِقُ»
٢٢ / ٣٢٣
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: ثَنِي أَبِي قَالَ: ثَنِي عَمِّي قَالَ: ثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، ﴿عُرُبًا﴾ [الواقعة: ٣٧] قَالَ: «الْعُرُبُ الْمُتَحَبِّبَاتُ الْمُتَوَدِّدَاتُ إِلَى أَزْوَاجِهِنَّ»
٢٢ / ٣٢٤
حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْغَيْلَانِيُّ قَالَ: ثَنَا أَيُّوبُ قَالَ: أَخْبَرَنَا قُرَّةُ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: الْعُرُبُ: «الْعَاشِقُ»
٢٢ / ٣٢٤
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: ثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، أَنَّهُ قَالَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ ﴿عُرُبًا﴾ [الواقعة: ٣٧] قَالَ: «الْعُرُبُ» الْمَغْنُوجَةُ “
٢٢ / ٣٢٤
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ قَالَ: ثَنَا ابْنُ يَمَانٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سِمَاكِ عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: «هِيَ الْمَغْنُوجَةُ»
٢٢ / ٣٢٤
حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ قَالَ: ثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ قَالَ: ثَنَا عُمَارَةُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، فِي قَوْلِهِ: ﴿عُرُبًا﴾ [الواقعة: ٣٧] قَالَ: «غَنِجَاتٌ»
٢٢ / ٣٢٤
حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الْأَزْدِيُّ قَالَ: ثَنَا يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ، عَنْ ⦗٣٢٥⦘ أَبِي إِسْحَاقَ التَّيْمِيِّ، عَنْ صَالِحِ بْنِ حَيَّانَ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، ﴿عُرُبًا﴾ [الواقعة: ٣٧] قَالَ: «الشَّكِلَةُ بِلُغَةِ مَكَّةَ، وَالْغَنِجَةُ بِلُغَةِ الْمَدِينَةِ» حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ قَالَ: ثَنَا ابْنُ يَمَانٍ قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيَّ يَعْنِي ابْنَ الزِّبْرِقَانِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ حَيَّانَ، عَنْ أَبِي يَزِيدَ، بِنَحْوِهِ
٢٢ / ٣٢٤
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ بَشَّارٍ، عَنْ تَمِيمِ بْنِ حَذْلَمٍ، قَوْلَهُ: ﴿عُرُبًا﴾ [الواقعة: ٣٧] قَالَ: «حُسْنُ تَبَعُّلِ الْمَرْأَةِ»
٢٢ / ٣٢٥
حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ قَالَ: ثَنَا هُشَيْمٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُغِيرَةُ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ بَشَّارٍ، عَنْ تَمِيمِ بْنِ حَذْلَمِ فِي ﴿عُرُبًا﴾ [الواقعة: ٣٧] قَالَ: الْعَرِبَةُ: «الْحَسَنَةُ التَّبَعُّلِ قَالَ: وَكَانَتِ الْعَرَبُ تَقُولُ لِلْمَرْأَةِ إِذَا كَانَتْ حَسَنَةَ التَّبَعُّلِ: إِنَّهَا لَعَرِبَةُ»
٢٢ / ٣٢٥
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ قَالَ: ثَنَا ابْنُ يَمَانٍ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، ﴿عُرُبًا﴾ [الواقعة: ٣٧] قَالَ: «حَسَنَاتُ الْكَلَامِ»
٢٢ / ٣٢٥
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ قَالَ: ثَنَا ابْنُ يَمَانٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ خُصَيْفٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: «عَوَاشِقُ» قَالَ: ثَنَا ابْنُ يَمَانٍ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ خُصَيْفٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، وَعِكْرِمَةَ، مِثْلَهُ
٢٢ / ٣٢٥
قَالَ: ثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي ﴿عُرُبًا﴾ [الواقعة: ٣٧] قَالَ: «الْعُرُبُ الْمُتَحَبِّبَاتُ»
٢٢ / ٣٢٦
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثَنَا مِهْرَانُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ خُصَيْفٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ ﴿عُرُبًا﴾ [الواقعة: ٣٧] قَالَ: الْعُرُبُ: «الْعَوَاشِقُ» حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ قَالَ: ثَنَا ابْنُ يَمَانٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سَالِمٍ الْأَفْطَسِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، مِثْلَهُ
٢٢ / ٣٢٦
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثَنَا مِهْرَانُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ غَالِبٍ أَبِي الْهُذَيْلِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، ﴿عُرُبًا﴾ [الواقعة: ٣٧] قَالَ: «الْعُرُبُ اللَّاتِي يَشْتَهِينَ أَزْوَاجَهُنَّ»
٢٢ / ٣٢٦
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ قَالَ: ثَنَا ابْنُ يَمَانٍ، عَنِ الْمُبَارَكِ بْنِ فَضَالَةَ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: «الْمُشْتَهِيَةُ لِبُعُولَتِهِنَّ»
٢٢ / ٣٢٦
قَالَ: ثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ: الْعُرُبُ: الَّتِي تَشْتَهِي زَوْجَهَا “
٢٢ / ٣٢٦
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثَنَا مِهْرَانُ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، ﴿عُرُبًا﴾ [الواقعة: ٣٧] قَالَ: «الْعَرِبَةُ: الَّتِي تَشْتَهِي زَوْجَهَا؛ أَلَا تَرَى أَنَّ الرَّجُلَ يَقُولُ لِلنَّاقَةِ: إِنَّهَا لَعَرِبَةٌ»
٢٢ / ٣٢٧
حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالَ: ثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، ﴿عُرُبًا﴾ [الواقعة: ٣٧] قَالَ: «عُشَّقًا لِأَزْوَاجِهِنَّ»
٢٢ / ٣٢٧
حَدَّثَنَا بِشْرٌ قَالَ: ثَنَا يَزِيدُ قَالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلَهُ: ﴿عُرُبًا أَتْرَابًا﴾ [الواقعة: ٣٧] يَقُولُ: «عُشَّقٌ لِأَزْوَاجِهِنَّ، يُحْبِبْنَ أَزْوَاجَهُنَّ حُبًّا شَدِيدًا»
٢٢ / ٣٢٧
حُدِّثْتُ عَنِ الْحُسَيْنِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُعَاذٍ، يَقُولُ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدٌ، يَقُولُ: سَمِعْتُ الضَّحَّاكَ، يَقُولُ: “الْعُرُبُ: «الْمُتَحَبِّبَاتُ»
٢٢ / ٣٢٧
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: ثَنَا أَبُو عَاصِمٍ قَالَ: ثَنَا عِيسَى، وَحَدَّثَنِي الْحَارِثُ قَالَ: ثَنَا الْحَسَنُ قَالَ: ثَنَا وَرْقَاءُ، جَمِيعًا، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿عُرُبًا أَتْرَابًا﴾ [الواقعة: ٣٧] قَالَ: «مُتَحَبِّبَاتٌ إِلَى أَزْوَاجِهِنَّ»
٢٢ / ٣٢٧
حَدَّثَنِي يُونُسُ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿عُرُبًا﴾ [الواقعة: ٣٧] قَالَ: «الْعُرُبُ: الْحَسَنَةُ الْكَلَامِ»
٢٢ / ٣٢٧
حَدَّثَنَا ابْنُ الْبَرْقِيُّ قَالَ: ثَنَا عَمْرُو بْنُ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: سُئِلَ ⦗٣٢٨⦘ الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ ﴿، عُرُبًا﴾ [الواقعة: ٣٧] قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى، يَقُولُ: «هُنَّ الْعَوَاشِقُ»
٢٢ / ٣٢٧
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرَجِ الصَّدَفِيُّ الدِّمْيَاطِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ هَاشِمٍ، عَنْ أَبِي كَرِيمَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَخْبِرْنِي عَنْ قَوْلهِ: ﴿عُرُبًا أَتْرَابًا﴾ [الواقعة: ٣٧] قَالَ: «عُرُبًا مُتَعَشِّقَاتٌ مُتَحَبِّبَاتٌ، أَتْرَابًا عَلَى مِيلَادٍ وَاحِدٍ»
٢٢ / ٣٢٨
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ حَفْصٍ أَبُو عُبَيْدٍ الْوَصَّابِيُّ قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حِمْيَرٍ قَالَ: ثَنَا ثَابِتُ بْنُ عَجْلَانَ قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ﴿عُرُبًا﴾ [الواقعة: ٣٧] «وَالْعَرَبُ: الشَّوْقُ» وَاخْتَلَفَتِ الْقُرَّاءُ فِي قِرَاءَةِ ذَلِكَ، فَقَرَأَهُ بَعْضُ قُرَّاءِ الْمَدِينَةِ وَبَعْضُ قُرَّاءِ الْكُوفِيِّينَ عُرُبًا بِضَمِّ الْعَيْنِ وَالرَّاءِ وَقَرَأَهُ بَعْضُ قُرَّاءِ الْكُوفَةِ وَالْبَصْرَةِ (عُرْبًا) بِضَمِّ الْعَيْنِ وَتَخْفِيفِ الرَّاءِ، وَهِيَ لُغَةُ تَمِيمٍ وَبَكْرٍ، وَالضَّمُّ فِي الْحَرْفَيْنِ أَوْلَى الْقِرَاءَتَيْنِ بِالصَّوَابِ لِمَا ذَكَرْتُ مِنْ أَنَّهَا جَمْعُ عَرُوبٍ، وَإِنْ كَانَ فَعُولٌ أَوْ فَعِيلٌ أَوْ فَعَالٌ إِذَا جُمِعَ، جُمِعَ عَلَى فُعُلٍ بِضَمِّ الْفَاءِ وَالْعَيْنِ، مُذَكَّرًا كَانَ أَوْ مُؤَنَّثًا، وَالتَّخْفِيفُ فِي الْعَيْنِ جَائِزٌ، وَإِنْ كَانَ الَّذِي ذَكَرْتُ أَقْصَى الْكَلَامَيْنِ عَنْ وَجْهِ التَّخْفِيفِ
٢٢ / ٣٢٨
وَقَوْلُهُ: ﴿أَتْرَابًا﴾ [الواقعة: ٣٧] يَعْنِي أَنَّهُنَّ مُسْتَوِيَاتٌ عَلَى سِنٍّ وَاحِدَةٍ، وَاحِدَتُهُنَّ تِرْبٌ، ⦗٣٢٩⦘ كَمَا يُقَالُ: شِبْهٌ وَأَشْبَاهٌ وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ
٢٢ / ٣٢٨
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ سَابُورَ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: «الْأَتْرَابُ: الْمُسْتَوِيَاتُ»
٢٢ / ٣٢٩
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: ثَنَا أَبُو عَاصِمٍ قَالَ: ثَنَا عِيسَى، وَحَدَّثَنِي الْحَارِثُ قَالَ: ثَنَا الْحَسَنُ قَالَ: ثَنَا وَرْقَاءُ، جَمِيعًا، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَوْلَهُ: ﴿أَتْرَابًا﴾ [الواقعة: ٣٧] قَالَ: «أَمْثَالًا»
٢٢ / ٣٢٩
حَدَّثَنَا بِشْرٌ قَالَ: ثَنَا يَزِيدُ قَالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، ﴿أَتْرَابًا﴾ [الواقعة: ٣٧] يَعْنِي: «سِنًّا وَاحِدَةً» حَدَّثَنِي ابْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالَ: ثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، مِثْلَهُ
٢٢ / ٣٢٩
حُدِّثْتُ عَنِ الْحُسَيْنِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا مُعَاذٍ، يَقُولُ: ثَنَا عُبَيْدٌ قَالَ: سَمِعْتُ الضَّحَّاكَ، يَقُولُ فِي قَوْلِهِ: ﴿أَتْرَابًا﴾ [الواقعة: ٣٧] قَالَ: «الْأَتْرَابُ: الْمُسْتَوِيَاتُ»
٢٢ / ٣٢٩
وَقَوْلُهُ: ﴿لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ﴾ [الواقعة: ٣٨] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: أَنْشَأْنَا هَؤُلَاءِ اللَّوَاتِي وَصَفَ صِفَتَهُنَّ مِنَ الْأَبْكَارِ لِلَّذِينَ يُؤْخَذُ بِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ مِنْ مَوْقِفِ الْحِسَابِ إِلَى الْجَنَّةِ
٢٢ / ٣٢٩
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ لَا بَارِدٍ وَلَا كَرِيمٍ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ وَكَانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنْثِ الْعَظِيمِ﴾ [الواقعة: ٤٠] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: الَّذِينَ لَهُمْ هَذِهِ الْكَرَامَةُ الَّتِي وَصَفَ صِفَتَهَا فِي هَذِهِ الْآيَاتِ ثُلَّتَانِ، وَهِيَ جَمَاعَتَانِ وَأُمَّتَانِ وَفِرْقَتَانِ: ﴿ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ﴾ [الواقعة: ١٣]، يَعْنِي جَمَاعَةً مِنَ الَّذِينَ مَضَوْا قَبْلَ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ ﷺ ﴿وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخَرِينَ﴾ [الواقعة: ٤٠]، يَقُولُ: وَجَمَاعَةٌ مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ ﷺ، وَقَالَ بِهِ أَهْلُ التَّأْوِيلِ
٢٢ / ٣٣٠
ذِكْرُ الرِّوَايَةِ بِذَلِكَ: حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثَنَا مِهْرَانُ، عَنْ سُفْيَانَ قَالَ: قَالَ الْحَسَنُ ﴿ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ﴾ [الواقعة: ١٣] «مِنَ الْأُمَمِ» ﴿وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخَرِينَ﴾ [الواقعة: ٤٠] «أُمَّةٌ مُحَمَّدٍ ﷺ»
٢٢ / ٣٣٠
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: ثَنَا أَبُو عَاصِمٍ قَالَ: ثَنَا عِيسَى، وَحَدَّثَنِي الْحَارِثُ قَالَ: ثَنَا الْحَسَنُ قَالَ: ثَنَا وَرْقَاءُ، جَمِيعًا، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ﴾ [الواقعة: ١٣] قَالَ: «أُمَّةٌ»
٢٢ / ٣٣٠
حَدَّثَنَا بِشْرٌ قَالَ: ثَنَا يَزِيدُ قَالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: ثَنَا الْحَسَنُ، عَنْ حَدِيثِ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: تَحَدَّثْنَا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ ذَاتَ لَيْلَةٍ حَتَّى أَكْرَيْنَا فِي الْحَدِيثِ، ثُمَّ رَجَعْنَا إِلَى أَهْلِينَا، فَلَمَّا أَصْبَحْنَا غَدَوْنَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «عُرِضَتْ عَلَيَّ الْأَنْبِيَاءُ اللَّيْلَةَ بِأَتْبَاعِهَا مِنْ أُمَمِهَا، فَكَانَ النَّبِيُّ يَجِيءُ مَعَهُ الثُّلَّةُ مِنْ أُمَّتِهِ، وَالنَّبِيُّ مَعَهُ الْعِصَابَةُ مِنْ أُمَّتِهِ؛ وَالنَّبِيُّ مَعَهُ النَّفْرُ مِنْ أُمَّتِهِ، وَالنَّبِيُّ مَعَهُ الرَّجُلُ مِنْ أُمَّتِهِ، وَالنَّبِيُّ مَا مَعَهُ مِنْ أُمَّتِهِ أَحَدٌ مِنْ قَوْمِهِ، حَتَّى أَتَى عَلَيَّ مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ فِي كَبْكَبَةٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ؛ فَلَمَّا رَأَيْتُهُمْ أَعْجَبُونِي، فَقُلْتُ: أَيْ رَبِّ مَنْ هَؤُلَاءِ؟» قَالَ: «هَذَا أَخُوكَ مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ وَمَنْ مَعَهُ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ»، فَقُلْتُ: «رَبِّ، فَأَيْنَ أُمَّتِي؟ فَقِيلَ: انْظُرْ عَنْ يَمِينِكَ، فَإِذَا ظِرَابُ مَكَّةَ قَدْ سُدَّتْ بِوُجُوهِ الرِّجَالِ فَقُلْتُ: مَنْ هَؤُلَاءِ؟ قِيلَ: هَؤُلَاءِ أُمَّتُكَ، فَقِيلَ: أَرَضِيتَ؟ فَقُلْتُ: رَبِّ رَضِيتُ رَبِّ رَضِيتُ، قِيلَ: انْظُرْ عَنْ يَسَارِكَ، فَإِذَا الْأُفُقُ قَدْ سُدَّ بِوُجُوهِ الرِّجَالِ، فَقُلْتُ: رَبِّ مَنْ هَؤُلَاءِ؟ قِيلَ: هَؤُلَاءِ أُمَّتُكَ، فَقِيلَ: أَرَضِيتَ؟ فَقُلْتُ: رَضِيتُ رَبِّ، رَضِيتُ؛ فَقِيلَ: إِنَّ مَعَ هَؤُلَاءِ سَبْعِينَ أَلْفًا مِنْ أُمَّتِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ لَا حِسَابَ عَلَيْهِمْ»؛ قَالَ: فَأَنْشَأَ عُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ، رَجُلٌ مِنْ بَنِي أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ، فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ ادْعُ رَبَّكَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ قَالَ: «اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ مِنْهُمْ» ثُمَّ أَنْشَأَ رَجُلٌ آخَرُ فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ ادْعُ رَبَّكَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ قَالَ: «سَبَقَكَ بِهَا عُكَّاشَةُ» فَقَالَ نَبِيُّ اللَّهِ ﷺ: «فِدًى لَكُمْ أَبِي وَأُمِّي إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَكُونُوا مِنَ السَّبْعِينَ ⦗٣٣٢⦘ فَكُونُوا مِنْ أَهْلِ الْأُفُقِ، فَإِنِّي رَأَيْتُ ثَمَّ أُنَاسًا يَتَهَرَّشُونَ كَثِيرًا» أَوْ قَالَ «يَتَهَوَّشُونَ»؛ قَالَ: فَتَرَاجَعَ الْمُؤْمِنُونَ، أَوْ قَالَ: فَتَرَاجَعْنَا عَلَى هَؤُلَاءِ السَّبْعِينَ، فَصَارَ مِنْ أَمْرِهِمْ أَنْ قَالُوا: نَرَاهُمْ نَاسًا ولِدُوا فِي الْإِسْلَامِ، فَلَمْ يَزَالُوا يَعْمَلُونَ بِهِ حَتَّى مَاتُوا عَلَيْهِ، فَنُمِيَ حَدِيثُهُمْ ذَاكَ إِلَى نَبِيِّ اللَّهِ ﷺ، فَقَالَ: «لَيْسَ كَذَاكَ، وَلَكِنَّهُمُ الَّذِينَ لَا يَسْتَرْقُونَ، وَلَا يَكْتَوُونَ، وَلَا يَتَطَيَّرُونَ، وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ» . ذُكِرَ أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ ﷺ قَالَ يَوْمَئِذٍ: «إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ يَكُونَ مَنْ تَبِعَنِي مِنْ أُمَّتِي رُبْعَ أَهْلِ الْجَنَّةِ» فَكَبَّرْنَا، ثُمَّ قَالَ: «إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ تَكُونُوا الشَّطْرَ» فَكَبَّرْنَا، ثُمَّ تَلَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ هَذِهِ الْآيَةَ: ﴿ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخَرِينَ﴾ [الواقعة: ٤٠] حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ قَالَ: ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ بِشْرٍ الْبَجَلِيُّ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: تَحَدَّثْنَا لَيْلَةً عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، حَتَّى أَكْرَيْنَا أَوْ أَكْثَرْنَا، ثُمَّ ذَكَرَ نَحْوَهُ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: فَإِذَا الظِّرَابُ ظِرَابُ مَكَّةَ مَسْدُودَةٌ بِوُجُوهِ الرِّجَالِ وَقَالَ أَيْضًا: فَإِنِّي رَأَيْتُ عِنْدَهُ أُنَاسًا يَتَهَاوَشُونَ كَثِيرًا؛ قَالَ: فَقُلْنَا: مَنْ هَؤُلَاءِ السَّبْعُونَ أَلْفًا، فَاتَّفَقَ رَأْيُنَا عَلَى أَنَّهُمْ قَوْمٌ ولِدُوا فِي الْإِسْلَامِ وَيَمُوتُونَ عَلَيْهِ قَالَ: فَذَكَرْنَا ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَقَالَ: «لَا، وَلَكِنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَكْتَوُونَ» وَقَالَ أَيْضًا: ثُمَّ قَالَ ⦗٣٣٣⦘ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ تَكُونُوا رُبْعَ أَهْلِ الْجَنَّةِ» فَكَبَّرَ أَصْحَابُهُ ثُمَّ قَالَ: «إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ تَكُونُوا ثُلُثَ أَهْلِ الْجَنَّةِ»، فَكَبَّرَ أَصْحَابُهُ؛ ثُمَّ قَالَ: «إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ تَكُونُوا شَطْرَ أَهْلِ الْجَنَّةِ»، ثُمَّ قَرَأَ ﴿ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخَرِينَ﴾ [الواقعة: ٣٩]
٢٢ / ٣٣١
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثَنَا مِهْرَانُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَوْفٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: «كُلُّهُمْ فِي الْجَنَّةِ»
٢٢ / ٣٣٣
حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالَ: ثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: «أَتَرْضَوْنَ أَنْ تَكُونُوا رُبْعَ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟» قَالُوا: نَعَمْ قَالَ: «أَتَرْضَوْنَ أَنْ تَكُونُوا ثُلُثَ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟» قَالُوا: نَعَمْ قَالَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ تَكُونُوا شَطْرَ أَهْلِ الْجَنَّةِ» ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ ﴿ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخَرِينَ﴾ [الواقعة: ٤٠]
٢٢ / ٣٣٣
حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالَ: ثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ بُدَيْلِ بْنِ كَعْبٍ، أَنَّهُ قَالَ: «أَهْلُ الْجَنَّةِ عِشْرُونَ وَمِائَةُ صَفٍّ، ثَمَانُونَ صَفًّا مِنْهَا مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ» وَفِي رَفْعِ ﴿ثُلَّةٌ﴾ [الواقعة: ٣٩] وَجْهَانِ: أَحَدُهُمَا الِاسْتِئْنَافُ، وَالْآخَرُ بِقَوْلِهِ: لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ ثُلَّتَانِ، ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ، وَقَدْ رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ خَبَرٌ مِنْ وَجْهٍ عَنْهُ صَحِيحٍ أَنَّهُ قَالَ: «الثُّلَّتَانِ جَمِيعًا مِنْ أُمَّتِي»
٢٢ / ٣٣٣
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثَنَا مِهْرَانُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبَانَ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، ﴿ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخَرِينَ﴾ [الواقعة: ٤٠] قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «هُمَا جَمِيعًا مِنْ أُمَّتِي»
٢٢ / ٣٣٤
وَقَوْلُهُ: ﴿وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ﴾ [الواقعة: ٤١] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ مُعَجِّبًا نَبِيَّهُ مُحَمَّدًا مِنْ أَهْلِ النَّارِ ﴿وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ﴾ [الواقعة: ٤١] الَّذِينَ يُؤْخَذُ بِهِمْ ذَاتَ الشِّمَالِ مِنْ مَوْقِفِ الْحِسَابِ إِلَى النَّارِ ﴿مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ﴾ [الواقعة: ٤١] مَاذَا لَهُمْ، وَمَاذَا أُعِدَّ لَهُمْ
٢٢ / ٣٣٤
كَمَا: حَدَّثَنَا بِشْرٌ قَالَ: ثَنَا يَزِيدُ قَالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلَهُ: ﴿وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ﴾ [الواقعة: ٤١] «أَيْ مَاذَا لَهُمْ، وَمَاذَا أُعِدَّ لَهُمْ»
٢٢ / ٣٣٤
وَقَوْلُهُ: ﴿وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومِ﴾ [الواقعة: ٤٣] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: وَظِلٍّ مِنْ دُخَانٍ شَدِيدِ السَّوَادِ وَالْعَرَبُ تَقُولُ لِكُلِّ شَيْءٍ وَصِفَتْهُ بِشِدَّةِ السَّوَادِ: أَسْوَدُ يَحْمُومٍ وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ
٢٢ / ٣٣٤
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي الشَّوَارِبِ قَالَ: ثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ قَالَ: ثَنَا سُلَيْمَانُ ⦗٣٣٥⦘ الشَّيْبَانِيُّ قَالَ: ثَنِي يَزِيدُ بْنُ الْأَصَمِّ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ فِي ﴿وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومِ﴾ [الواقعة: ٤٣] قَالَ: «هُوَ ظِلُّ الدُّخَانِ» حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ الْمُحَارِبِيُّ قَالَ: ثَنَا قَبِيصَةُ بْنُ لَيْثٍ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، مِثْلَهُ حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ قَالَ: ثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ قَالَ: سَمِعْتُ الشَّيْبَانِيَّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، بِمِثْلِهِ
٢٢ / ٣٣٤
حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ قَالَ: ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَالَ: ثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ﴿وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومِ﴾ [الواقعة: ٤٣] قَالَ: «هُوَ الدُّخَانُ»
٢٢ / ٣٣٥
حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ قَالَ: ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَالَ: ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ﴿وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومِ﴾ [الواقعة: ٤٣] قَالَ: «الدُّخَانُ»
٢٢ / ٣٣٥
حَدَّثَنِي عَلِيُّ قَالَ: ثَنَا أَبُو صَالِحٍ قَالَ: ثَنِي مُعَاوِيَةُ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَوْلَهُ: ﴿وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومِ﴾ [الواقعة: ٤٣] يَقُولُ: «مِنْ دُخَانٍ حَمِيمٍ»
٢٢ / ٣٣٥
حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: ثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، أَنَّهُ قَالَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ ﴿وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومِ﴾ [الواقعة: ٤٣] قَالَ: «الدُّخَانُ»
٢٢ / ٣٣٥
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ قَالَ: ثَنَا عَثَّامٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ، فِي ⦗٣٣٦⦘ قَوْلِهِ: ﴿وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومِ﴾ [الواقعة: ٤٣] قَالَ: «دُخَانٍ حَمِيمٍ» حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى الْأُمَوِيُّ قَالَ: ثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ بِمِثْلِهِ
٢٢ / ٣٣٥
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثَنَا حَكَّامٌ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، ﴿وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومِ﴾ [الواقعة: ٤٣] قَالَ: «الدُّخَانُ» قَالَ: ثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، مِثْلَهُ
٢٢ / ٣٣٦
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: ثَنَا أَبُو عَاصِمٍ قَالَ: ثَنَا عِيسَى، وَحَدَّثَنِي الْحَارِثُ قَالَ: ثَنَا الْحَسَنُ قَالَ: ثَنَا وَرْقَاءُ، جَمِيعًا، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَوْلَهُ: ﴿مِنْ يَحْمُومِ﴾ [الواقعة: ٤٣] قَالَ: «مِنْ دُخَانٍ حَمِيمٍ»
٢٢ / ٣٣٦
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثَنَا مِهْرَانُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سُلَيْمَانَ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَمَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ ﴿وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومِ﴾ [الواقعة: ٤٣] قَالَا: «دُخَانٌ»
٢٢ / ٣٣٦
حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالَ: ثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، ﴿وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومِ﴾ [الواقعة: ٤٣] قَالَ: «مِنْ دُخَانٍ»
٢٢ / ٣٣٦
حَدَّثَنَا بِشْرٌ قَالَ ثنا يَزِيدُ قَالَ ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، ﴿وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومِ﴾ [الواقعة: ٤٣] «كُنَّا نُحَدَّثُ أَنَّهَا ظِلُّ الدُّخَانِ»
٢٢ / ٣٣٧
حَدَّثَنِي يُونُسُ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومِ﴾ [الواقعة: ٤٣] قَالَ: «ظِلُّ الدُّخَانِ دُخَانِ جَهَنَّمَ، زَعَمَ ذَلِكَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ»
٢٢ / ٣٣٧
وَقَوْلُهُ: ﴿لَا بَارِدٍ وَلَا كَرِيمٍ﴾ [الواقعة: ٤٤] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: لَيْسَ ذَلِكَ الظِّلُّ بِبَارِدٍ، كَبَرْدِ ظِلَالِ سَائِرِ الْأَشْيَاءِ، وَلَكِنَّهُ حَارٌّ، لِأَنَّهُ دُخَانٌ مِنْ سِعِيرِ جَهَنَّمَ، وَلَيْسَ بِكَرِيمٍ لِأَنَّهُ مُؤْلِمٌ مَنِ اسْتَظَلَّ بِهِ، وَالْعَرَبُ تَتْبَعُ كُلَّ مَنْفِيٍّ عَنْهُ صِفَةُ حَمْدٍ نَفْيَ الْكَرَمِ عَنْهُ، فَتَقُولُ: مَا هَذَا الطَّعَامُ بِطَيِّبٍ وَلَا كَرِيمٍ، وَمَا هَذَا اللَّحْمُ بِسَمِينٍ وَلَا كَرِيمٍ وَمَا هَذِهِ الدَّارُ بِنَظِيفَةٍ وَلَا كَرِيمَةٍ وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ
٢٢ / ٣٣٧
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَزِيعٍ قَالَ: ثَنَا النَّضْرُ قَالَ: ثَنَا جُوَيْبِرٌ، عَنِ الضَّحَّاكِ، فِي قَوْلِهِ: ﴿لَا بَارِدٍ وَلَا كَرِيمٍ﴾ [الواقعة: ٤٤] قَالَ: «كُلُّ شَرَابٍ لَيْسَ بِعَذْبٍ فَلَيْسَ بِكَرِيمٍ»
٢٢ / ٣٣٧
وَكَانَ قَتَادَةُ يَقُولُ فِي ذَلِكَ مَا: حَدَّثَنَا بِشْرٌ قَالَ: ثَنَا يَزِيدُ قَالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلَهُ: ﴿لَا بَارِدٍ وَلَا كَرِيمٍ﴾ [الواقعة: ٤٤] قَالَ: «لَا بَارِدِ الْمَنْزِلِ، وَلَا كَرِيمِ الْمَنْظَرِ»
٢٢ / ٣٣٧
وَقَوْلُهُ: ﴿إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ﴾ [الواقعة: ٤٥] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: إِنَّ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ وَصَفَ صِفَتَهُمْ مِنْ أَصْحَابِ الشِّمَالِ، كَانُوا قَبْلَ أَنْ يُصِيبَهُمْ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مَا ⦗٣٣٨⦘ أَصَابَهُمْ فِي الدُّنْيَا مُتْرَفِينَ، يَعْنِي مُنَعَّمِينَ
٢٢ / ٣٣٧
كَمَا: حَدَّثَنِي عَلِيٌّ قَالَ: ثَنَا أَبُو صَالِحٍ قَالَ: ثَنِي مُعَاوِيَةُ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، ﴿إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ﴾ [الواقعة: ٤٥] يَقُولُ: «مُنَعَّمِينَ»
٢٢ / ٣٣٨
وَقَوْلُهُ: ﴿وَكَانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنْثِ الْعَظِيمِ﴾ [الواقعة: ٤٦] يَقُولُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: وَكَانُوا يُقِيمُونَ عَلَى الذَّنْبِ الْعَظِيمِ وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ
٢٢ / ٣٣٨
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي الْحَارِثُ قَالَ: ثَنَا الْحَسَنُ قَالَ: ثَنَا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، «يُصِرُّونَ: يُدْمِنُونَ»
٢٢ / ٣٣٨
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: ثَنَا أَبُو عَاصِمٍ قَالَ: ثَنَا عِيسَى، وَحَدَّثَنِي الْحَارِثُ قَالَ: ثَنَا الْحَسَنُ قَالَ: ثَنَا وَرْقَاءُ، جَمِيعًا، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: «يُدْهِنُونَ، أَوْ يُدْمِنُونَ»
٢٢ / ٣٣٨
حَدَّثَنِي يُونُسُ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿وَكَانُوا ⦗٣٣٩⦘ يُصِرُّونَ﴾ [الواقعة: ٤٦] قَالَ: «لَا يَتُوبُونَ وَلَا يَسْتَغْفِرُونَ، وَالْإِصْرَارُ عِنْدَ الْعَرَبِ عَلَى الذَّنْبِ: الْإِقَامَةُ عَلَيْهِ، وَتَرْكُ الْإِقْلَاعِ عَنْهُ»
٢٢ / ٣٣٨
وَقَوْلُهُ: ﴿عَلَى الْحِنْثِ الْعَظِيمِ﴾ [الواقعة: ٤٦] يَعْنِي: عَلَى الذَّنْبِ الْعَظِيمِ، وَهُوَ الشِّرْكُ بِاللَّهِ وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ
٢٢ / ٣٣٩
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: ثَنَا أَبُو عَاصِمٍ قَالَ: ثَنَا عِيسَى، وَحَدَّثَنِي الْحَارِثُ قَالَ: ثَنَا الْحَسَنُ قَالَ: ثَنَا وَرْقَاءُ، جَمِيعًا، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، ﴿عَلَى الْحِنْثِ الْعَظِيمِ﴾ [الواقعة: ٤٦] قَالَ: «عَلَى الذَّنْبِ»
٢٢ / ٣٣٩
حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: ثَنَا أَبُو تُمَيْلَةَ قَالَ: ثَنَا عُبَيْدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنِ الضَّحَّاكِ، فِي قَوْلِهِ: ﴿الْحِنْثِ الْعَظِيمِ﴾ [الواقعة: ٤٦] قَالَ: «الشِّرْكِ»
٢٢ / ٣٣٩
حُدِّثْتُ عَنِ الْحُسَيْنِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُعَاذٍ، يَقُولُ: ثَنَا عُبَيْدٌ قَالَ: سَمِعْتُ الضَّحَّاكَ يَقُولُ فِي قَوْلِهِ: ﴿عَلَى الْحِنْثِ الْعَظِيمِ﴾ [الواقعة: ٤٦] يَعْنِي: «الشِّرْكِ»
٢٢ / ٣٣٩
حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالَ: ثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، ﴿الْحِنْثِ الْعَظِيمِ﴾ [الواقعة: ٤٦] قَالَ: الذَّنْبِ “
٢٢ / ٣٣٩
حَدَّثَنِي يُونُسُ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ ﴿وَكَانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنْثِ الْعَظِيمِ﴾ [الواقعة: ٤٦] قَالَ: «الْحِنْثُ الْعَظِيمُ: الذَّنْبُ الْعَظِيمُ» قَالَ: «وَذَلِكَ الذَّنْبُ الْعَظِيمُ ⦗٣٤٠⦘ الشِّرْكُ لَا يَتُوبُونَ وَلَا يَسْتَغْفِرُونَ»
٢٢ / ٣٣٩
حَدَّثَنَا بِشْرٌ قَالَ: ثَنَا يَزِيدُ، ثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلَهُ: ﴿وَكَانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنْثِ الْعَظِيمِ﴾ [الواقعة: ٤٦] «وَهُوَ الشِّرْكُ»
٢٢ / ٣٤٠
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثَنَا مِهْرَانُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ ﴿عَلَى الْحِنْثِ الْعَظِيمِ﴾ [الواقعة: ٤٦] قَالَ: «الذَّنْبِ الْعَظِيمِ»
٢٢ / ٣٤٠
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿وَكَانُوا يَقُولُونَ أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ أَوَ آبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ لَمَجْمُوعُونَ إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ﴾ [الواقعة: ٤٨] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: وَكَانُوا يَقُولُونَ كُفْرًا مِنْهُمْ بِالْبَعْثِ، وَإِنْكَارًا لِإِحْيَاءِ اللَّهِ خَلْقَهُ مِنْ بَعْدِ مَمَاتِهِمْ: أَئِذَا كُنَّا تُرَابًا فِي قُبُورِنَا مِنْ بَعْدِ مَمَاتِنَا، وَعِظَامًا نَخْرَةً، أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ مِنْهَا أَحْيَاءً كَمَا كُنَّا قَبْلَ الْمَمَاتِ، أَوَ آبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ الَّذِينَ كَانُوا قَبْلَنَا، وَهُمُ الْأَوَّلُونَ، يَقُولُ اللَّهُ لِنَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ ﷺ: قُلْ يَا مُحَمَّدُ لِهَؤُلَاءِ إِنَّ الْأَوَّلِينَ مِنْ آبَائِكُمْ وَالْآخِرِينَ مِنْكُمْ وَمِنْ غَيْرِكُمْ، لَمَجْمَوعُونَ إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ، وَذَلِكَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ
٢٢ / ٣٤٠
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ لَآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ﴾ ⦗٣٤١⦘ يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ لِأَصْحَابِ الشِّمَالِ: ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ عَنْ طَرِيقِ الْهُدَى، الْمُكَذِّبُونَ بِوَعِيدِ اللَّهِ وَوَعْدِهِ، لَآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ
٢٢ / ٣٤٠
وَقَوْلُهُ: ﴿فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ﴾ يَقُولُ: فَمَالِئُونَ مِنَ الشَّجَرِ الزَّقُّومِ بُطُونَهُمْ: وَاخْتَلَفَ أَهْلُ الْعَرَبِيَّةِ فِي وَجْهِ تَأْنِيثِ الشَّجَرِ فِي قَوْلِهِ: ﴿فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ﴾ أَيْ مِنَ الشَّجَرِ، ﴿فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ﴾ [الواقعة: ٥٤] لِأَنَّ الشَّجَرَ تُؤَنَّثُ وَتُذَكَّرُ، وَأَنَّثَ لِأَنَّهُ حَمَلَهُ عَلَى الشَّجَرَةِ لِأَنَّ الشَّجَرَةَ قَدْ تَدُلُّ عَلَى الْجَمِيعِ، فَتَقُولُ الْعَرَبُ: نَبَتَتْ قِبَلَنَا شَجَرَةٌ مَرَّةً وَبَقْلَةٌ رَدِيئَةٌ، وَهُمْ يَعْنُونَ الْجَمِيعَ وَقَالَ بَعْضُ نَحْوِيِّي الْكُوفَةِ ﴿لَآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ﴾ [الواقعة: ٥٢]، وَفِي قِرَاءَةِ عَبْدِ اللَّهِ «لَآكِلُونَ مِنْ شَجَرَةٍ مِنْ زَقُّومٍ» عَلَى وَاحِدَةٍ، فَمَعْنَى شَجَرٍ وَشَجَرَةٍ وَاحِدٌ، لِأَنَّكَ إِذَا قُلْتَ أَخَذْتُ مِنَ الشَّاءِ، فَإِنْ نَوَيْتَ وَاحِدَةً أَوْ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ، فَهُوَ جَائِزٌ، ثُمَّ قَالَ: ﴿فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ﴾ يُرِيدُ مِنَ الشَّجَرَةِ؛ وَلَوْ قَالَ: فَمَالِئُونَ مِنْهُ إِذَا لَمْ يَذْكُرِ الشَّجَرَ كَانَ صَوَابًا يَذْهَبُ إِلَى الشَّجَرِ فِي مِنْهُ، وَيُؤَنَّثُ الشَّجَرُ، فَيَكُونُ مِنْهَا كِنَايَةٌ عَنِ الشَّجَرِ وَالشَّجَرُ يُؤَنَّثُ وَيُذَكَّرُ، مِثْلُ التَّمْرِ يُؤَنَّثُ وَيُذَكَّرُ
٢٢ / ٣٤١
وَالصَّوَابُ مِنَ الْقَوْلِ فِي ذَلِكَ عِنْدَنَا الْقَوْلُ الثَّانِي، وَهُوَ أَنَّ قَوْلَهُ: ﴿فَمَالِئُونَ مِنْهَا﴾ مُرَادٌ بِهِ مِنَ الشَّجَرِ أَنَّثَ لِلْمَعْنَى، وَقَالَ ﴿فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ﴾ [الواقعة: ٥٤] مُذَكِّرًا لِلَفْظِ الشَّجَرِ
٢٢ / ٣٤٢
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ هَذَا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ نَحْنُ خَلَقْنَاكُمْ فَلَوْلَا تُصَدِّقُونَ﴾ [الواقعة: ٥٥] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: فَشَارِبٌ أَصْحَابُ الشِّمَالِ عَلَى الشَّجَرِ مِنَ الزَّقُّومِ إِذَا أَكَلُوهُ، فَمَلَئُوا مِنْهُ بُطُونَهُمْ مِنَ الْحَمِيمِ الَّذِي انْتَهَى غَلْيُهُ وَحَرُّهُ وَقَدْ قِيلَ: إِنَّ مَعْنَى قَوْلِهِ: ﴿فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ﴾ [الواقعة: ٥٤] فَشَارِبُونَ عَلَى الْأَكْلِ مِنَ الشَّجَرِ مِنَ الزَّقُّومِ
٢٢ / ٣٤٢
وَقَوْلُهُ: ﴿فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ﴾ [الواقعة: ٥٥] اخْتَلَفَتِ الْقُرَّاءُ فِي قِرَاءَةِ ذَلِكَ، فَقَرَأَتْهُ عَامَّةُ قُرَّاءِ الْمَدِينَةِ وَالْكُوفَةِ ﴿شُرْبَ الْهِيمِ﴾ [الواقعة: ٥٥] بِضَمِّ الشِّينِ، وَقَرَأَ ذَلِكَ بَعْضُ قُرَّاءِ مَكَّةَ وَالْبَصْرَةِ وَالشَّأْمِ (شَرْبَ الْهِيمِ) اعْتِلَالًا بِأَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ لِأَيَّامِ مِنًى: «إِنَّهَا أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ» وَالصَّوَابُ مِنَ الْقَوْلِ فِي ذَلِكَ عِنْدَنَا أَنْ يُقَالَ: إِنَّهُمَا قِرَاءَتَانِ قَدْ قَرَأَ بِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا عُلَمَاءُ مِنَ الْقُرَّاءِ مَعَ تَقَارُبِ مَعْنَيَيْهِمَا، فَبِأَيَّتِهِمَا قَرَأَ الْقَارِئُ فَمُصِيبٌ فِي قِرَاءَتِهِ، لِأَنَّ ذَلِكَ فِي فَتْحِهِ وَضَمِّهِ نَظِيرُ فَتْحِ قَوْلِهِمُ: الضَّعْفُ وَالضُّعْفُ بِضَمِّهِ وَأَمَّا الْهِيمُ، فَإِنَّهَا جَمْعُ أَهْيَمَ، وَالْأُنْثَى هَيْمَاءُ؛ وَالْهِيمُ: الْإِبِلُ الَّتِي يُصِيبُهَا
٢٢ / ٣٤٢
دَاءٌ فَلَا تُرْوَى مِنَ الْمَاءِ وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَقُولِ: هَائِمٌ، وَالْأُنْثَى هَائِمَةٌ، ثُمَّ يَجْمَعُونَهُ عَلَى هِيمٍ، كَمَا قَالُوا: عَائِطٌ وَعِيطٌ، وَحَائِلٌ وَحُولٌ؛ وَيُقَالُ: إِنَّ الْهِيمَ: الرَّمْلُ، بِمَعْنَى أَنَّ أَهْلَ النَّارِ يَشْرَبُونَ الْحَمِيمَ شُرْبَ الرَّمَلِ الْمَاءَ
٢٢ / ٣٤٣
ذِكْرُ مَنْ قَالَ عَنَى بِالْهِيمِ الْإِبِلَ الْعِطَاشَ: حَدَّثَنِي عَلِيٌّ قَالَ: ثَنَا أَبُو صَالِحٍ قَالَ: ثَنِي مُعَاوِيَةُ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَوْلَهُ: ﴿شُرْبَ الْهِيمِ﴾ [الواقعة: ٥٥] يَقُولُ: «شُرْبَ الْإِبِلِ الْعِطَاشِ»
٢٢ / ٣٤٣
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: ثَنِي أَبِي قَالَ: ثَنِي عَمِّي قَالَ: ثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَوْلَهُ: ﴿فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ﴾ [الواقعة: ٥٥] قَالَ: «الْإِبِلِ الظِّمَاءِ»
٢٢ / ٣٤٣
حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ قَالَ: ثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُدَيْرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، فِي قَوْلِهِ: ﴿فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ﴾ [الواقعة: ٥٥] قَالَ: «هِيَ الْإِبِلُ الْمِرَاضُ، تَمُصُّ الْمَاءَ مَصًّا وَلَا تُرْوَى»
٢٢ / ٣٤٣
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثَنَا يَحْيَى بْنُ وَاضِحٍ قَالَ: ثَنَا الْحُسَيْنُ، عَنْ يَزِيدَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، فِي قَوْلِهِ: ﴿فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ﴾ [الواقعة: ٥٥] قَالَ: «الْإِبِلِ يَأْخُذُهَا الْعِطَاشُ، فَلَا تَزَالُ تَشْرَبُ حَتَّى تَهْلِكَ»
٢٢ / ٣٤٣
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثَنَا مِهْرَانُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ خُصَيْفٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ ﴿⦗٣٤٤⦘ فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ﴾ [الواقعة: ٥٥] قَالَ: «هِيَ الْإِبِلُ يَأْخُذُهَا الْعِطَاشُ»
٢٢ / ٣٤٣
قَالَ: ثَنَا مِهْرَانُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: «هِيَ الْإِبِلُ الْعِطَاشُ»
٢٢ / ٣٤٤
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: ثَنَا أَبُو عَاصِمٍ قَالَ: ثَنَا عِيسَى، وَحَدَّثَنِي الْحَارِثُ قَالَ: ثَنَا الْحَسَنُ قَالَ: ثَنَا وَرْقَاءُ، جَمِيعًا، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿شُرْبَ الْهِيمِ﴾ [الواقعة: ٥٥] قَالَ: «الْإِبِلِ الْهِيمِ»
٢٢ / ٣٤٤
حُدِّثْتُ عَنِ الْحُسَيْنِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُعَاذٍ، يَقُولُ: ثَنَا عُبَيْدٌ قَالَ: سَمِعْتُ الضَّحَّاكَ، يَقُولُ فِي قَوْلِهِ: ﴿فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ﴾ [الواقعة: ٥٥] «الْهِيمُ: الْإِبِلُ الْعِطَاشُ، تَشْرَبُ فَلَا تُرْوَى يَأْخُذُهَا دَاءٌ يُقَالُ لَهُ الْهُيَامُ»
٢٢ / ٣٤٤
حَدَّثَنَا بِشْرٌ قَالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلَهُ: ﴿فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ﴾ [الواقعة: ٥٥] قَالَ: «دَاءٌ بِالْإِبِلِ لَا تُرْوَى مَعَهُ»
٢٢ / ٣٤٤
ذِكْرُ مَنْ قَالَ هِيَ الرَّمْلَةُ: حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثَنَا مِهْرَانُ، عَنْ سُفْيَانَ، ﴿فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ﴾ [الواقعة: ٥٥] قَالَ: «السِّهْلَةِ»
٢٢ / ٣٤٤
وَقَوْلُهُ: ﴿هَذَا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ﴾ [الواقعة: ٥٦] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: هَذَا الَّذِي وَصَفْتُ لَكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ، أَنَّ هَؤُلَاءِ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ يَأْكُلُونَهُ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ، يَشْرَبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ، هُوَ نُزُلُهُمُ الَّذِي يُنْزِلُهُمْ رَبُّهُمْ يَوْمَ الدِّينِ، يَعْنِي: يَوْمَ يَدِينُ اللَّهُ عِبَادَهُ
٢٢ / ٣٤٥
وَقَوْلُهُ: ﴿نَحْنُ خَلَقْنَاكُمْ فَلَوْلَا تُصَدِّقُونَ﴾ [الواقعة: ٥٧] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ لِكُفَّارِ قُرَيْشٍ وَالْمُكَذِّبِينَ بِالْبَعْثِ: نَحْنُ خَلَقْنَاكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ وَلَمْ تَكُونُوا شَيْئًا، فَأَوْجَدْنَاكُمْ بَشَرًا، فَهَلَّا تُصَدِّقُونَ مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ بِكُمْ فِي قِيلِهِ لَكُمْ: إِنَّهُ يَبْعَثُكُمْ بَعْدَ مَمَاتِكُمْ وَبِلَاكُمْ فِي قُبُورِكُمْ، كَهَيْأَتِكُمْ قَبْلَ مَمَاتِكُمْ
٢٢ / ٣٤٥
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿أَفَرَأَيْتُمْ مَا تُمْنُونَ أَأَنتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ وَنُنْشِئَكُمْ فِي مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾ [الواقعة: ٥٩] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ لِهَؤُلَاءِ الْمُكَذِّبِينَ بِالْبَعْثِ: أَفَرَأَيْتُمْ أَيُّهَا الْمُنْكِرُونَ قُدْرَةَ اللَّهِ عَلَى إِحْيَائِكُمْ مِنْ بَعْدِ مَمَاتِكُمُ النُّطَفَ الَّتِي تُمْنُونَ فِي أَرْحَامِ نِسَائِكُمْ، أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَ تِلْكَ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ
٢٢ / ٣٤٥
وَقَوْلُهُ: ﴿نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ﴾ [الواقعة: ٦٠] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ الْمَوْتَ، فَعَجَلْنَاهُ لِبَعْضٍ، وَأَخَّرْنَاهُ عَنْ بَعْضٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ
٢٢ / ٣٤٥
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: ثَنَا أَبُو عَاصِمٍ قَالَ: ثَنَا عِيسَى، وَحَدَّثَنِي ⦗٣٤٦⦘ الْحَارِثُ قَالَ: ثَنَا الْحَسَنُ قَالَ: ثَنَا وَرْقَاءُ، جَمِيعًا، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ﴾ [الواقعة: ٦٠] قَالَ: «الْمُسْتَأْخِرُ وَالْمُسْتَعْجِلُ»
٢٢ / ٣٤٥
وَقَوْلُهُ: ﴿وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ﴾ [الواقعة: ٦١] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ ﴿وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ﴾ [الواقعة: ٦٠] أَيُّهَا النَّاسُ فِي أَنْفُسِكُمْ وَآجَالِكُمْ، فَمُفْتَاتٌ عَلَيْنَا فِيهَا فِي الْأَمْرِ الَّذِي قَدَّرْنَاهُ لَهَا مِنْ حَيَاةٍ وَمَوْتٍ بَلْ لَا يَتَقَدَّمُ شَيْءٌ مِنْ أَجَلِنَا، وَلَا يَتَأَخَّرُ عَنْهُ
٢٢ / ٣٤٦
وَقَوْلُهُ: ﴿عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ﴾ [الواقعة: ٦١] يَقُولُ: عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ مِنْكُمْ أَمْثَالَكُمْ بَعْدَ مَهْلِكِكُمْ فَنَجِيءَ بِآخَرِينَ مِنْ جِنْسِكُمْ
٢٢ / ٣٤٦
وَقَوْلُهُ: ﴿وَنُنْشِئَكُمْ فِي مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾ [الواقعة: ٦١] يَقُولُ: وَنُبَدِّلَكُمْ عَمَّا تَعْلَمُونَ مِنْ أَنْفُسِكُمْ فِيمَا لَا تَعْلَمُونَ مِنْهَا مِنَ الصُّوَرِ وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ
٢٢ / ٣٤٦
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: ثَنَا أَبُو عَاصِمٍ قَالَ: ثَنَا عِيسَى، وَحَدَّثَنِي الْحَارِثُ قَالَ: ثَنَا الْحَسَنُ قَالَ: ثَنَا وَرْقَاءُ، جَمِيعًا، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿وَنُنْشِئَكُمْ﴾ [الواقعة: ٦١] «فِي أَيِّ خَلْقٍ شِئْنَا»
٢٢ / ٣٤٦
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولَى فَلَوْلَا تَذَكَّرُونَ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ﴾ [الواقعة: ٦٣] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: وَلَقَدْ عَلِمْتُمْ أَيُّهَا النَّاسُ الْإِحْدَاثَةَ الْأُولَى الَّتِي أَحْدَثَنَاكُمُوهَا، وَلَمْ تَكُونُوا مِنْ قَبْلِ ذَلِكَ شَيْئًا وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ
٢٢ / ٣٤٧
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: ثَنَا أَبُو عَاصِمٍ قَالَ: ثَنَا عِيسَى، وَحَدَّثَنِي الْحَارِثُ قَالَ: ثَنَا الْحَسَنُ قَالَ: ثَنَا وَرْقَاءُ، جَمِيعًا، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿النَّشْأَةَ الْأُولَى﴾ [الواقعة: ٦٢] قَالَ: «إِذْ لَمْ تَكُونُوا شَيْئًا»
٢٢ / ٣٤٧
حَدَّثَنَا بِشْرٌ قَالَ: ثَنَا يَزِيدُ قَالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلَهُ: ﴿وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولَى﴾ [الواقعة: ٦٢] «يَعْنِي خَلْقَ آدَمَ لَسْتَ سَائِلًا أَحَدًا مِنَ الْخَلْقِ إِلَّا أَنْبَأَكَ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ آدَمَ مِنْ طِينٍ»
٢٢ / ٣٤٧
حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالَ: ثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ ﴿وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولَى﴾ [الواقعة: ٦٢] قَالَ: «هُوَ خَلْقُ آدَمَ»
٢٢ / ٣٤٧
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْحَرَسِيُّ قَالَ: ثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عِمْرَانَ الْجَوْنِيَّ، يَقْرَأُ هَذِهِ الْآيَةَ ﴿وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولَى﴾ [الواقعة: ٦٢] قَالَ: «هُوَ ⦗٣٤٨⦘ خَلْقُ آدَمَ»
٢٢ / ٣٤٧
وَقَوْلُهُ: ﴿فَلَوْلَا تَذَكَّرُونَ﴾ [الواقعة: ٦٢] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: فَهَلَّا تَذَكَّرُونَ أَيُّهَا النَّاسُ، فَتَعْلَمُوا أَنَّ الَّذِي أَنْشَأَكُمُ النَّشْأَةَ الْأُولَى وَلَمْ تَكُونُوا شَيْئًا، لَا يَتَعَذَّرُ عَلَيْهِ أَنْ يُعِيدَكُمْ مِنْ بَعْدِ مَمَاتِكُمْ وَفَنَائِكُمْ أَحْيَاءً
٢٢ / ٣٤٨
وَقَوْلُهُ: ﴿أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ﴾ [الواقعة: ٦٣] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: أَفَرَأَيْتُمْ أَيُّهَا النَّاسُ الْحَرْثَ الَّذِي تَحْرُثُونَهُ ﴿أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ﴾ [الواقعة: ٦٤] يَقُولُ: أَأَنْتُمْ تُصَيِّرُونَهُ زَرْعًا، أَمْ نَحْنُ نَجْعَلُهُ كَذَلِكَ؟
٢٢ / ٣٤٨
وَقَدْ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ الْوَلِيدِ الْقُرَشِيُّ قَالَ: ثَنَا مُسْلِمُ بْنُ أَبِي مُسْلِمٍ الْحَرَمِيُّ قَالَ: ثَنَا مَخْلَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، عَنْ هَاشِمٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «لَا تَقُولَنَّ زَرَعْتُ وَلَكِنْ قُلْ حَرَثْتُ» . قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: أَلَمْ تَسْمَعْ إِلَى قَوْلِ اللَّهِ: ﴿أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ﴾ [الواقعة: ٦٤]
٢٢ / ٣٤٨
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ إِنَّا لَمُغْرَمُونَ بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ﴾ يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَا ذَلِكَ الزَّرْعَ الَّذِي ⦗٣٤٩⦘ زَرَعْنَاهُ حُطَامًا، يَعْنِي هَشِيمًا لَا يُنْتَفَعُ بِهِ فِي مَطْعَمٍ وَغِذَاءٍ
٢٢ / ٣٤٨
وَقَوْلُهُ: ﴿فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ﴾ اخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي تَأْوِيلِ ذَلِكَ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: مَعْنَى ذَلِكَ: فَظَلْتُمْ تَتَعَجَّبُونَ مِمَّا نَزَلَ بِكُمْ فِي زَرْعِكُمْ مِنَ الْمُصِيبَةِ بِاحْتِرَاقِهِ وَهَلَاكِهِ
٢٢ / ٣٤٩
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: ثَنِي أَبِي قَالَ: ثَنِي عَمِّي قَالَ: ثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَوْلَهُ: ﴿فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ﴾ قَالَ: «تَعْجَبُونَ»
٢٢ / ٣٤٩
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثَنَا مِهْرَانُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، ﴿فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ﴾ قَالَ: «تَعْجَبُونَ»
٢٢ / ٣٤٩
حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالَ: ثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، ﴿فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ﴾ قَالَ: «تَعْجَبُونَ» وَقَالَ آخَرُونَ: مَعْنَى ذَلِكَ: فَظَلْتُمْ تَلَاوَمُونَ بَيْنَكُمْ فِي تَفْرِيطِكُمْ فِي طَاعَةِ رَبِّكُمْ جَلَّ ثَنَاؤُهُ، حَتَّى نَالَكُمْ بِمَا نَالَكُمْ مِنْ إِهْلَاكِ زَرْعِكُمْ
٢٢ / ٣٤٩
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثَنَا يَحْيَى بْنُ وَاضِحٍ قَالَ: ثَنَا الْحُسَيْنُ، عَنْ يَزِيدَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، فِي قَوْلِهِ: ﴿فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ﴾ يَقُولُ: «تَلَاوَمُونَ»
٢٢ / ٣٤٩
قَالَ: ثَنَا مِهْرَانُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ الْبَكْرِيِّ، عَنْ عِكْرِمَةَ ﴿فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ﴾ قَالَ: «تَلَاوَمُونَ» وَقَالَ آخَرُونَ: بَلْ مَعْنَى ذَلِكَ: فَظَلْتُمْ تَنْدَمُونَ عَلَى مَا سَلَفَ مِنْكُمْ مِنْ مَعْصِيَةِ اللَّهِ الَّتِي أَوْجَبَ لَكُمْ عُقُوبَتَهُ، حَتَّى نَالَكُمْ فِي زَرْعِكُمْ مَا نَالَكُمْ
٢٢ / ٣٥٠
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: ثَنِي ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، عَنِ الْحَسَنِ، ﴿فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ﴾ قَالَ: «تَنْدَمُونَ»
٢٢ / ٣٥٠
حَدَّثَنَا بِشْرٌ قَالَ: ثَنَا يَزِيدُ قَالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلَهُ: ﴿فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ﴾ قَالَ: «تَنْدَمُونَ» وَقَالَ آخَرُونَ: بَلْ مَعْنَى ذَلِكَ: فَظَلْتُمْ تَعْجَبُونَ
٢٢ / ٣٥٠
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي يُونُسُ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ﴾ قَالَ: «تَعْجَبُونَ حِينَ صَنَعَ بِحَرْثِكُمْ مَا صَنَعَ بِهِ»، وَقَرَأَ ⦗٣٥١⦘ قَوْلَ اللَّهِ عز وجل ﴿إِنَّا لَمُغْرَمُونَ بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ﴾ [الواقعة: ٦٧] وَقَرَأَ قَوْلَ اللَّهِ: ﴿وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِينَ﴾ [المطففين: ٣١] قَالَ: «هَؤُلَاءِ نَاعِمِينَ»، وَقَرَأَ قَوْلَ اللَّهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: ﴿فَأَخْرَجْنَاهُمْ مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ﴾ [الشعراء: ٥٧] إِلَى قَوْلِهِ: ﴿كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ﴾ [الدخان: ٢٧] . وَأَوْلَى الْأَقْوَالِ فِي ذَلِكَ بِالصَّوَابِ قَوْلُ مَنْ قَالَ: مَعْنَى ﴿فَظَلْتُمْ﴾ فَأَقَمْتُمْ تَعْجَبُونَ مِمَّا نَزَلَ بِزَرْعِكُمْ وَأَصْلُهُ مِنَ التَّفَكُّهِ بِالْحَدِيثِ إِذَا حَدَّثَ الرَّجُلُ الرَّجُلَ بِالْحَدِيثِ يَعْجَبُ مِنْهُ، وَيُلَهَّى بِهِ، فَكَذَلِكَ ذَلِكَ وَكَأَنَّ مَعْنَى الْكَلَامِ: فَأَقَمْتُمْ تَتَعَجَّبُونَ يُعَجِّبُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا مِمَّا نَزَلَ بِكُمْ
٢٢ / ٣٥٠
وَقَوْلُهُ: ﴿إِنَّا لَمُغْرَمُونَ﴾ [الواقعة: ٦٦] اخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي مَعْنَاهُ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِنَّا لَمُولَعٌ بِنَا
٢٢ / ٣٥١
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَسْرُوقِيُّ قَالَ: ثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ قَالَ: أَخْبَرَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ قَالَ: ثَنِي يَزِيدُ النَّحْوِيُّ، عَنْ عِكْرِمَةَ، فِي قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى ذِكْرُهُ: ﴿إِنَّا لَمُغْرَمُونَ﴾ [الواقعة: ٦٦] قَالَ: «إِنَّا لَمُولَعٌ بِنَا»
٢٢ / ٣٥١
حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالَ: ثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: قَالَ مُجَاهِدٌ فِي قَوْلِهِ: ﴿إِنَّا لَمُغْرَمُونَ﴾ [الواقعة: ٦٦] أَيْ «لَمُولَعٌ بِنَا» ⦗٣٥٢⦘ وَقَالَ آخَرُونَ: بَلْ مَعْنَى ذَلِكَ: إِنَّا لَمُعَذَّبُونَ
٢٢ / ٣٥١
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا بِشْرٌ قَالَ: ثَنَا يَزِيدُ قَالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، ﴿إِنَّا لَمُغْرَمُونَ﴾ [الواقعة: ٦٦] أَيْ «مُعَذَّبُونَ» وَقَالَ آخَرُونَ: بَلْ مَعْنَى ذَلِكَ: إِنَّا لُمَلْقَوْنَ لِلشَّرِّ
٢٢ / ٣٥٢
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: ثَنَا أَبُو عَاصِمٍ قَالَ: ثَنَا عِيسَى، وَحَدَّثَنِي الْحَارِثُ قَالَ: ثَنَا الْحَسَنُ قَالَ: ثَنَا وَرْقَاءُ، جَمِيعًا، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، ﴿إِنَّا لَمُغْرَمُونَ﴾ [الواقعة: ٦٦] قَالَ: «مُلْقَوْنَ لِلشَّرِّ» وَأَوْلَى الْأَقْوَالِ فِي ذَلِكَ بِالصَّوَابِ قَوْلُ مَنْ قَالَ: مَعْنَاهُ: إِنَّا لَمُعَذَّبُونَ، وَذَلِكَ أَنَّ الْغَرَامَ عِنْدَ الْعَرَبِ: الْعَذَابُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الْأَعْشَى:
إِنْ يُعَاقِبْ يَكُنْ غَرَامًا وَإِنْ يُعْـ … طَ جَزِيلًا فَإِنَّهُ لَا يُبَالِي
يَعْنِي بِقَوْلِهِ: يَكُنْ غَرَامًا: يَكُنْ عَذَابًا وَفِي الْكَلَامِ مَتْرُوكٌ اكْتُفِيَ بِدِلَالَةِ الْكَلَامِ عَلَيْهِ، وَهُوَ: فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ «تَقُولُونَ» إِنَّا لَمُغْرَمُونَ، فَتَرَكَ تَقُولُونَ مِنَ الْكَلَامِ لِمَا وَصَفْنَا
إِنْ يُعَاقِبْ يَكُنْ غَرَامًا وَإِنْ يُعْـ … طَ جَزِيلًا فَإِنَّهُ لَا يُبَالِي
يَعْنِي بِقَوْلِهِ: يَكُنْ غَرَامًا: يَكُنْ عَذَابًا وَفِي الْكَلَامِ مَتْرُوكٌ اكْتُفِيَ بِدِلَالَةِ الْكَلَامِ عَلَيْهِ، وَهُوَ: فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ «تَقُولُونَ» إِنَّا لَمُغْرَمُونَ، فَتَرَكَ تَقُولُونَ مِنَ الْكَلَامِ لِمَا وَصَفْنَا
٢٢ / ٣٥٢
وَقَوْلُهُ: ﴿بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ﴾ [الواقعة: ٦٧] يَعْنِي بِذَلِكَ تَعَالَى ذِكْرُهُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ: مَا هَلَكَ زَرْعُنَا وَأُصِبْنَا ⦗٣٥٣⦘ بِهِ مِنْ أَجْلِ ﴿إِنَّا لَمُغْرَمُونَ﴾ [الواقعة: ٦٦] وَلَكِنَّا قَوْمٌ مَحْرُومُونَ، يَقُولُ: إِنَّهُمْ غَيْرُ مَجْدُودِينَ، لَيْسَ لَهُمْ جَدٌّ وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ
٢٢ / ٣٥٢
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: ثَنَا أَبُو عَاصِمٍ قَالَ: ثَنَا عِيسَى، وَحَدَّثَنِي الْحَارِثُ قَالَ: ثَنَا الْحَسَنُ قَالَ: ثَنَا وَرْقَاءُ، جَمِيعًا، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، ﴿بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ﴾ [الواقعة: ٦٧] قَالَ: «حُورِفْنَا فَحُرِمْنَا»
٢٢ / ٣٥٣
حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالَ: ثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، فِي قَوْلِهِ: ﴿بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ﴾ [الواقعة: ٦٧] قَالَ: «أَيْ مُحَارَفُونَ»
٢٢ / ٣٥٣
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ﴾ [الواقعة: ٦٩] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: أَفَرَأَيْتُمْ أَيُّهَا النَّاسُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ، أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ السَّحَابِ فَوْقَكُمْ إِلَى قَرَارِ الْأَرْضِ، أَمْ نَحْنُ مُنْزِلُوهُ لَكُمْ ⦗٣٥٤⦘ وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي مَعْنَى قَوْلِهِ الْمُزْنِ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ
٢٢ / ٣٥٣
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: ثَنَا أَبُو عَاصِمٍ قَالَ: ثَنَا عِيسَى، وَحَدَّثَنِي الْحَارِثُ قَالَ: ثَنَا الْحَسَنُ قَالَ: ثَنَا وَرْقَاءُ، جَمِيعًا، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿مِنَ الْمُزْنِ﴾ [الواقعة: ٦٩] قَالَ «السَّحَابِ»
٢٢ / ٣٥٤
حَدَّثَنَا بِشْرٌ قَالَ: ثَنَا يَزِيدُ قَالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلَهُ: ﴿أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ﴾ [الواقعة: ٦٩] «أَيْ مِنَ السَّحَابِ»
٢٢ / ٣٥٤
حَدَّثَنِي يُونُسُ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ﴾ [الواقعة: ٦٩] قَالَ: «الْمُزْنُ: السَّحَابُ اسْمُهَا، أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ» قَالَ: «السَّحَابِ»
٢٢ / ٣٥٤
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: ثَنِي أَبِي قَالَ: ثَنِي عَمِّي قَالَ: ثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ﴾ [الواقعة: ٦٩] قَالَ: «الْمُزْنُ: السَّمَاءُ وَالسَّحَابُ»
٢٢ / ٣٥٤
وَقَوْلُهُ: ﴿لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا﴾ [الواقعة: ٧٠] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَا ذَلِكَ الْمَاءَ الَّذِي أَنْزَلْنَاهُ لَكُمْ مِنَ الْمُزْنِ مِلْحًا، وَهُوَ الْأُجَاجُ، وَالْأُجَاجُ مِنَ الْمَاءِ: مَا اشْتَدَّتْ مُلُوحَتُهُ، يَقُولُ: لَوْ نَشَاءُ فَعَلْنَا ذَلِكَ بِهِ فَلَمْ تَنْتَفِعُوا بِهِ فِي شُرْبٍ وَلَا غَرْسٍ وَلَا غَرْسٍ وَلَا زَرْعٍ
٢٢ / ٣٥٤
وَقَوْلُهُ: ﴿فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ﴾ [الواقعة: ٧٠] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: فَهَلَّا تَشْكُرُونَ رَبَّكُمْ عَلَى ⦗٣٥٥⦘ إِعْطَائِهِ مَا أَعْطَاكُمْ مِنَ الْمَاءِ الْعَذْبِ لِشُرْبِكُمْ وَمَنَافِعِكُمْ، وَصَلَاحِ مَعَايِشِكُمْ، وَتَرْكِهِ أَنْ يَجْعَلَهُ أُجَاجًا لَا تَنْتَفِعُونَ بِهِ
٢٢ / ٣٥٤
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ أَأَنتُمْ أَنشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِئُونَ نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعًا لِلْمُقْوِينَ﴾ يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: أَفَرَأَيْتُمْ أَيُّهَا النَّاسُ النَّارَ الَّتِي تَسْتَخْرِجُونَ مِنْ زَنْدِكُمْ ﴿أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا﴾ [الواقعة: ٧٢] يَقُولُ: أَأَنْتُمْ أَحْدَثْتُمْ شَجَرَتَهَا وَاخْتَرَعْتُمْ أَصْلَهَا ﴿أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِئُونَ﴾ يَقُولُ: أَمْ نَحْنُ اخْتَرَعْنَا ذَلِكَ وَأَحْدَثْنَاهُ؟
٢٢ / ٣٥٥
وَقَوْلُهُ: ﴿نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً﴾ [الواقعة: ٧٣] يَقُولُ: نَحْنُ جَعَلْنَا النَّارَ تَذْكِرَةً لَكُمْ تَذْكُرُونَ بِهَا نَارَ جَهَنَّمَ، فَتَعْتَبِرُونَ وَتَتَّعِظُونَ بِهَا وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ
٢٢ / ٣٥٥
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: ثَنَا أَبُو عَاصِمٍ قَالَ: ثَنَا عِيسَى، وَحَدَّثَنِي الْحَارِثُ قَالَ: ثَنَا الْحَسَنُ قَالَ: ثَنَا وَرْقَاءُ، جَمِيعًا، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿تَذْكِرَةً﴾ [الواقعة: ٧٣] قَالَ: «تَذْكِرَةَ النَّارِ الْكُبْرَى»
٢٢ / ٣٥٥
حَدَّثَنَا بِشْرٌ قَالَ: ثَنَا يَزِيدُ قَالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلَهُ: ﴿أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِئُونَ نَحْنُ جَعَلْنَاهَا ⦗٣٥٦⦘ تَذْكِرَةً﴾ «لِلنَّارِ الْكُبْرَى» ذُكِرَ لَنَا أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ ﷺ قَالَ: «نَارُكُمْ هَذِهِ الَّتِي تُوقِدُونَ جُزْءٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزْءًا مِنْ نَارِ جَهَنَّمَ» قَالُوا: يَا نَبِيَّ اللَّهِ إِنْ كَانَ لَكَافِيَةً قَالَ: «قَدْ ضُرِبَتْ بِالْمَاءِ ضَرْبَتَيْنِ أَوْ مَرَّتَيْنِ، لِيَسْتَنْفِعَ بِهَا بَنُو آدَمَ وَيَدْنُو مِنْهَا»
٢٢ / ٣٥٥
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثَنَا مِهْرَانُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، ﴿تَذْكِرَةً﴾ [الواقعة: ٧٣] قَالَ: «لِلنَّارِ الْكُبْرَى الَّتِي فِي الْآخِرَةِ»
٢٢ / ٣٥٦
وَقَوْلُهُ: ﴿وَمَتَاعًا لِلْمُقْوِينَ﴾ [الواقعة: ٧٣] اخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي مَعْنَى الْمُقْوِينَ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: هُمُ الْمُسَافِرُونَ
٢٢ / ٣٥٦
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي عَلِيٌّ قَالَ: ثَنَا أَبُو صَالِحٍ قَالَ: ثَنِي مُعَاوِيَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿لِلْمُقْوِينَ﴾ [الواقعة: ٧٣] قَالَ: «لِلْمُسَافِرِينَ»
٢٢ / ٣٥٦
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: ثَنِي أَبِي قَالَ: ثَنِي عَمِّي قَالَ: ثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَوْلَهُ: ﴿وَمَتَاعًا لِلْمُقْوِينَ﴾ [الواقعة: ٧٣] قَالَ: «يَعْنِي الْمُسَافِرِينَ»
٢٢ / ٣٥٦
حَدَّثَنَا بِشْرٌ قَالَ: ثَنَا يَزِيدُ قَالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، ﴿وَمَتَاعًا لِلْمُقْوِينَ﴾ [الواقعة: ٧٣]⦗٣٥٧⦘ قَالَ «لِلْمُرْمِلِ: الْمُسَافِرِ»
٢٢ / ٣٥٦
حَدَّثَنِي ابْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالَ: ثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ: ﴿لِلْمُقْوِينَ﴾ [الواقعة: ٧٣] قَالَ: «لِلْمُسَافِرِينَ»
٢٢ / ٣٥٧
حُدِّثْتُ عَنِ الْحُسَينِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُعَاذٍ، يَقُولُ: ثَنَا عُبَيْدٌ قَالَ: سَمِعْتُ الضَّحَّاكَ، يَقُولُ فِي قَوْلِهِ: ﴿وَمَتَاعًا لِلْمُقْوِينَ﴾ [الواقعة: ٧٣] قَالَ: «لِلْمُسَافِرِينَ» وَقَالَ آخَرُونَ: عُنِيَ بِالْمُقْوِينَ: الْمُسْتَمْتِعُونَ بِهَا
٢٢ / ٣٥٧
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: ثَنَا أَبُو عَاصِمٍ قَالَ: ثَنَا عِيسَى، وَحَدَّثَنِي الْحَارِثُ قَالَ: ثَنَا الْحَسَنُ قَالَ: ثَنَا وَرْقَاءُ، جَمِيعًا، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَوْلَهُ: ﴿وَمَتَاعًا لِلْمُقْوِينَ﴾ [الواقعة: ٧٣] «لِلْمُسْتَمْتِعِينَ، النَّاسِ أَجْمَعِينَ»
٢٢ / ٣٥٧
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثَنَا مِهْرَانُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، ﴿وَمَتَاعًا لِلْمُقْوِينَ﴾ [الواقعة: ٧٣] «لِلْمُسْتَمْتِعِينَ الْمُسَافِرِ وَالْحَاضِرِ»
٢٢ / ٣٥٧
حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ حَبِيبٍ الشَّهِيدُ قَالَ: ثَنَا عَتَّابُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ خُصَيْفٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿وَمَتَاعًا لِلْمُقْوِينَ﴾ [الواقعة: ٧٣] قَالَ: «لِلْخَلْقِ» وَقَالَ آخَرُونَ: بَلْ عُنِيَ بِذَلِكَ: الْجَائِعُونَ
٢٢ / ٣٥٧
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي يُونُسُ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ ابْنُ زَيْدٍ فِي قَوْلِهِ: ﴿وَمَتَاعًا لِلْمُقْوِينَ﴾ [الواقعة: ٧٣] قَالَ: «الْمُقْوِي: الْجَائِعُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ، يَقُولُ: أَقْوَيْتُ مِنْهُ كَذَا وَكَذَا: مَا أَكَلْتُ مِنْهُ كَذَا وَكَذَا شَيْئًا» وَأَوْلَى الْأَقْوَالِ فِي ذَلِكَ بِالصَّوَابِ عِنْدِي قَوْلُ مَنْ قَالَ: عُنِيَ بِذَلِكَ لِلْمُسَافِرِ الَّذِي لَا زَادَ مَعَهُ، وَلَا شَيْءَ لَهُ، وَأَصْلُهُ مِنْ قَوْلِهِمْ: أَقْوَتِ الدَّارُ: إِذَا خَلَتْ مِنْ أَهْلِهَا وَسُكَّانِهَا؛ كَمَا قَالَ الشَّاعِرُ:
أَقْوَى وَأَقْفَرَ مِنْ نُعْمٍ وَغَيَّرَهَا … هُوجُ الرِّيَاحِ بَهَابِي التُّرْبِ مَوَّارِ
يَعْنِي بِقَوْلِهِ: «أَقْوَى»: خَلَا مِنْ سُكَّانِهِ، وَقَدْ يَكُونُ الْمُقْوِي: ذَا الْفَرَسِ الْقَوِيُّ، وَذَا الْمَالِ الْكَثِيرِ فِي غَيْرِ هَذَا الْمَوْضِعِ
أَقْوَى وَأَقْفَرَ مِنْ نُعْمٍ وَغَيَّرَهَا … هُوجُ الرِّيَاحِ بَهَابِي التُّرْبِ مَوَّارِ
يَعْنِي بِقَوْلِهِ: «أَقْوَى»: خَلَا مِنْ سُكَّانِهِ، وَقَدْ يَكُونُ الْمُقْوِي: ذَا الْفَرَسِ الْقَوِيُّ، وَذَا الْمَالِ الْكَثِيرِ فِي غَيْرِ هَذَا الْمَوْضِعِ
٢٢ / ٣٥٨
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ تَنزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ [الواقعة: ٧٥] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ لِنَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ ﷺ: فَسَبِّحْ يَا مُحَمَّدُ بِذِكْرِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ، وَتَسْمِيَتِهِ
٢٢ / ٣٥٨
وَقَوْلُهُ: ﴿فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ﴾ [الواقعة: ٧٥] اخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي تَأْوِيلِ ⦗٣٥٩⦘ قَوْلِهِ: ﴿فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ﴾ [الواقعة: ٧٥] فَقَالَ بَعْضُهُمْ: عُنِيَ بِقَوْلِهِ: ﴿فَلَا أُقْسِمُ﴾ [الواقعة: ٧٥] أُقْسِمُ
٢٢ / ٣٥٨
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثَنَا مِهْرَانُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، ﴿فَلَا أُقْسِمُ﴾ [الواقعة: ٧٥] قَالَ: «أُقْسِمُ» وَقَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْعَرَبِيَّةِ: مَعْنَى قَوْلِهِ: ﴿فَلَا﴾ [الواقعة: ٧٥] فَلَيْسَ الْأَمْرُ كَمَا تَقُولُونَ ثُمَّ اسْتَأْنَفَ الْقَسَمَ بَعْدُ فَقِيلَ أُقْسِمُ وَقَوْلُهُ: ﴿بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ﴾ [الواقعة: ٧٥] اخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي مَعْنَى ذَلِكَ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: مَعْنَاهُ: فَلَا أُقْسِمُ بِمَنَازِلِ الْقُرْآنِ، وَقَالُوا: أُنْزِلَ الْقُرْآنُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ نُجُومًا مُتَفَرِّقَةً
٢٢ / ٣٥٩
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: ثَنَا هُشَيْمٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا حُصَيْنٌ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: «نَزَلَ الْقُرْآنُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ مِنَ السَّمَاءِ الْعُلْيَا إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا جُمْلَةً وَاحِدَةً، ثُمَّ فُرِّقَ فِي السِّنِينَ بَعْدُ» قَالَ: وَتَلَا ابْنُ عَبَّاسٍ هَذِهِ الْآيَةَ ﴿فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ﴾ [الواقعة: ٧٥] قَالَ: «نَزَلَ مُتَفَرِّقًا»
٢٢ / ٣٥٩
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثَنَا يَحْيَى بْنُ وَاضِحٍ قَالَ: ثَنَا الْحُسَيْنُ، عَنْ يَزِيدَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، فِي قَوْلِهِ: ﴿فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ﴾ [الواقعة: ٧٥] قَالَ: «أَنْزَلَ اللَّهُ الْقُرْآنَ نُجُومًا ثَلَاثَ آيَاتٍ وَأَرْبَعَ آيَاتٍ وَخَمْسَ آيَاتٍ»
٢٢ / ٣٦٠
حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالَ: ثَنَا الْمُعْتَمِرُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ: «إِنَّ الْقُرْآنَ نَزَلَ جَمِيعًا، فَوُضِعَ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ، فَجَعَلَ جِبْرِيلُ يَأْتِي بِالسُّورَةِ، وَإِنَّمَا نَزَلَ جَمِيعًا فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ»
٢٢ / ٣٦٠
حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَسْعُودِيُّ قَالَ: ثَنَا أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، ﴿فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ﴾ [الواقعة: ٧٥] قَالَ: «هُوَ مُحْكَمُ الْقُرْآنِ»
٢٢ / ٣٦٠
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: ثَنِي أَبِي قَالَ: ثَنِي عَمِّي قَالَ: ثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَوْلَهُ: ﴿فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ﴾ [الواقعة: ٧٦] قَالَ «مُسْتَقَرُّ الْكِتَابِ أَوَّلُهُ وَآخِرُهُ» وَقَالَ آخَرُونَ: بَلْ مَعْنَى ذَلِكَ: فَلَا أُقْسِمُ بِمَسَاقِطِ النُّجُومِ
٢٢ / ٣٦٠
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: ثَنَا أَبُو عَاصِمٍ قَالَ: ثَنَا عِيسَى، وَحَدَّثَنِي الْحَارِثُ قَالَ: ثَنَا الْحَسَنُ قَالَ: ثَنَا وَرْقَاءُ، جَمِيعًا، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، ⦗٣٦١⦘ عَنْ مُجَاهِدٍ، قَوْلَهُ: ﴿بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ﴾ [الواقعة: ٧٥] قَالَ «فِي السَّمَاءِ وَيُقَالُ مَطَالِعُهَا وَمَسَاقِطُهَا»
٢٢ / ٣٦٠
حَدَّثَنِي بِشْرٌ قَالَ: ثَنَا يَزِيدُ قَالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلَهُ: ﴿فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ﴾ [الواقعة: ٧٥] «أَيْ مَسَاقِطُهَا» وَقَالَ آخَرُونَ: بَلْ مَعْنَى ذَلِكَ: بِمَنَازِلِ النُّجُومِ
٢٢ / ٣٦١
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالَ: ثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، ﴿فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ﴾ [الواقعة: ٧٥] قَالَ: «بِمَنَازِلِ النُّجُومِ» وَقَالَ آخَرُونَ: بَلْ مَعْنَى ذَلِكَ: بِانْتِثَارِ النُّجُومِ عِنْدَ قِيَامِ السَّاعَةِ
٢٢ / ٣٦١
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا بِشْرٌ قَالَ: ثَنَا يَزِيدُ قَالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، فِي قَوْلِهِ: ﴿فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ﴾ [الواقعة: ٧٥] قَالَ: قَالَ الْحَسَنُ: «انْكِدَارُهَا وَانْتِثَارُهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ» وَأَوْلَى الْأَقْوَالِ فِي ذَلِكَ بِالصَّوَابِ قَوْلُ مَنْ قَالَ: مَعْنَى ذَلِكَ: فَلَا أُقْسِمُ بِمَسَاقِطِ النُّجُومِ وَمَغَايِبِهَا فِي السَّمَاءِ، وَذَلِكَ أَنَّ الْمَوَاقِعَ جَمْعُ مَوْقِعٍ، وَالْمَوْقِعُ الْمَفْعِلُ مِنْ وَقَعَ يَقَعُ مَوْقِعًا، فَالْأَغْلَبُ مِنْ مَعَانِيهِ وَالْأَظْهَرُ مِنْ تَأْوِيلِهِ مَا قُلْنَا فِي ذَلِكَ، وَلِذَلِكَ قُلْنَا: هُوَ أَوْلَى مَعَانِيهِ بِهِ ⦗٣٦٢⦘ وَاخْتَلَفَتِ الْقُرَّاءُ فِي قِرَاءَةِ ذَلِكَ، فَقَرَأَتْهُ عَامَّةُ قُرَّاءِ الْكُوفَةِ (بِمَوْقِعِ) عَلَى التَّوْحِيدِ، وَقَرَأَتْهُ عَامَّةُ قُرَّاءِ الْمَدِينَةِ وَالْبَصْرَةِ وَبَعْضُ الْكُوفِيِّينَ ﴿بِمَوَاقِعِ﴾ [الواقعة: ٧٥]: عَلَى الْجِمَاعِ وَالصَّوَابُ مِنَ الْقَوْلِ فِي ذَلِكَ أَنَّهُمَا قِرَاءَتَانِ مَعْرُوفَتَانِ بِمَعْنًى وَاحِدٍ، فَبِأَيَّتِهِمَا قَرَأَ الْقَارِئُ فَمُصِيبٌ
٢٢ / ٣٦١
وَقَوْلُهُ: ﴿وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ﴾ [الواقعة: ٧٦] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ وَإِنَّ هَذَا الْقَسَمَ الَّذِي أَقْسَمْتُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ مَا هُوَ، وَمَا قَدْرُهُ، قَسَمٌ عَظِيمٌ مِنَ الْمُؤَخَّرِ الَّذِي مَعْنَاهُ التَّقْدِيمُ، وَإِنَّمَا هُوَ: وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ عَظِيمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عِظَمَهُ
٢٢ / ٣٦٢
وَقَوْلُهُ: ﴿إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ﴾ [الواقعة: ٧٧] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ أَنَّ هَذَا الْقُرْآنَ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ، وَالْهَاءُ فِي قَوْلِهِ: «إِنَّهُ» مِنْ ذِكْرِ الْقُرْآنِ
٢٢ / ٣٦٢
وَقَوْلُهُ: ﴿فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ﴾ [الواقعة: ٧٨] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: هُوَ فِي كِتَابٍ مَصُونٍ عِنْدَ اللَّهِ لَا يَمَسُّهُ شَيْءٌ مِنْ أَذًى مِنْ غُبَارٍ وَلَا غَيْرِهِ وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ
٢٢ / ٣٦٢
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ حَكِيمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، ﴿لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ﴾ [الواقعة: ٧٩] «الْكِتَابُ الَّذِي فِي السَّمَاءِ»
٢٢ / ٣٦٢
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: ثَنَا أَبُو عَاصِمٍ قَالَ: ثَنَا عِيسَى، وَحَدَّثَنِي الْحَارِثُ، قَالَ: ثنا الْحَسَنُ قَالَ: ثَنَا وَرْقَاءُ، جَمِيعًا، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ﴾ [الواقعة: ٧٨] قَالَ: «الْقُرْآنُ فِي كِتَابِهِ الْمَكْنُونِ الَّذِي لَا يَمَسُّهُ شَيْءٌ مِنْ تُرَابٍ وَلَا غُبَارٍ»
٢٢ / ٣٦٣
حُدِّثْتُ عَنِ الْحُسَيْنِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُعَاذٍ، يَقُولُ: ثَنَا عُبَيْدٌ قَالَ: سَمِعْتُ الضَّحَّاكَ، يَقُولُ فِي قَوْلِهِ: ﴿لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ﴾ [الواقعة: ٧٩] «زَعَمُوا أَنَّ الشَّيَاطِينَ تَنَزَّلَتْ بِهِ عَلَى مُحَمَّدٍ، فَأَخْبَرَهُمُ اللَّهُ أَنَّهَا لَا تَقْدِرُ عَلَى ذَلِكَ، وَلَا تَسْتَطِيعُهُ، وَمَا يَنْبَغِي لَهُمْ أَنْ يَنْزِلُوا بِهَذَا، وَهُوَ مَحْجُوبٌ عَنْهُمْ،» وَقَرَأَ قَوْلَ اللَّهِ: ﴿وَمَا يَنْبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ﴾ [الشعراء: ٢١٢]
٢٢ / ٣٦٣
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثَنَا يَحْيَى بْنُ وَاضِحٍ قَالَ: ثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، يَعْنِي الْعَتَكِيَّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ، وَأَبِي نَهِيكٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ﴾ [الواقعة: ٧٨] قَالَ: «هُوَ كِتَابٌ فِي السَّمَاءِ»
٢٢ / ٣٦٣
قَوْلُهُ: ﴿لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ﴾ [الواقعة: ٧٩] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: لَا يَمَسُّ ذَلِكَ ⦗٣٦٤⦘ الْكِتَابَ الْمَكْنُونَ إِلَّا الَّذِينَ قَدْ طَهَّرَهُمُ اللَّهُ مِنَ الذُّنُوبِ وَاخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي الَّذِينَ عُنُوا بِقَوْلِهِ: ﴿إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ﴾ [الواقعة: ٧٩] فَقَالَ بَعْضُهُمْ: هُمُ الْمَلَائِكَةُ
٢٢ / ٣٦٣
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: ثَنِي أَبِي قَالَ: ثَنِي عَمِّي قَالَ: ثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: «إِذَا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يُنْزِلَ كِتَابًا نَسَخَتْهُ السَّفَرَةُ، فَلَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ» قَالَ: «يَعْنِي الْمَلَائِكَةَ»
٢٢ / ٣٦٤
حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ قَالَ: ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَالَ: ثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَبِي رَاشِدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، ﴿لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ﴾ [الواقعة: ٧٩] قَالَ: «الْمَلَائِكَةُ الَّذِينَ فِي السَّمَاءِ»
٢٢ / ٣٦٤
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثَنَا مِهْرَانُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَبِي رَاشِدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ﴿لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ﴾ [الواقعة: ٧٩] قَالَ: «الْمَلَائِكَةُ»
٢٢ / ٣٦٤
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ قَالَ: ثَنَا ابْنُ يَمَانٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَبِي رَاشِدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ﴿لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ﴾ [الواقعة: ٧٩] قَالَ: «الْمَلَائِكَةُ»
٢٢ / ٣٦٤
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثَنَا يَحْيَى بْنُ وَاضِحٍ قَالَ: ثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، يَعْنِي ⦗٣٦٥⦘ الْعَتَكِيَّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ، وَأَبِي نَهِيكٍ فِي قَوْلِهِ: ﴿لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ﴾ [الواقعة: ٧٩] يَقُولُ: «الْمَلَائِكَةُ»
٢٢ / ٣٦٤
قَالَ: ثَنَا مِهْرَانُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، ﴿لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ﴾ [الواقعة: ٧٩] قَالَ: «الْمَلَائِكَةُ»
٢٢ / ٣٦٥
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: ثَنَا أَبُو عَاصِمٍ قَالَ: ثَنَا عِيسَى، وَحَدَّثَنِي الْحَارِثُ قَالَ: ثَنَا الْحَسَنُ قَالَ: ثَنَا وَرْقَاءُ، جَمِيعًا، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ﴾ [الواقعة: ٧٩] قَالَ: «الْمَلَائِكَةُ»
٢٢ / ٣٦٥
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، ﴿لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ﴾ [الواقعة: ٧٩] قَالَ: «الْمَلَائِكَةُ» وَقَالَ آخَرُونَ: هُمْ حَمَلَةُ التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ
٢٢ / ٣٦٥
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ قَالَ: ثَنَا ابْنُ يَمَانٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، ﴿لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ﴾ [الواقعة: ٧٩] قَالَ: «حَمَلَةُ التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ» وَقَالَ آخَرُونَ فِي ذَلِكَ: هُمُ الَّذِينَ قَدْ طُهِّرُوا مِنَ الذُّنُوبِ كَالْمَلَائِكَةِ وَالرُّسُلِ
٢٢ / ٣٦٥
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: ثَنَا مَرْوَانُ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ، عَنْ ⦗٣٦٦⦘ أَبِي الْعَالِيَةِ الرِّيَاحِيِّ، فِي قَوْلِهِ: ﴿لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ﴾ [الواقعة: ٧٩] قَالَ: «لَيْسَ أَنْتُمْ، أَنْتُمْ أَصْحَابُ الذُّنُوبِ»
٢٢ / ٣٦٥
حَدَّثَنِي يُونُسُ قَالَ أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ فِي قَوْلِهِ: ﴿لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ﴾ [الواقعة: ٧٩] قَالَ: «الْمَلَائِكَةُ وَالْأَنْبِيَاءُ وَالرُّسُلُ الَّتِي تَنْزِلُ بِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُطَهَّرَةً، وَالْأَنْبِيَاءُ مُطَهَّرَةٌ، فَجِبْرِيلُ يَنْزِلُ بِهِ مُطَهَّرٌ، وَالرُّسُلُ الَّذِينَ تَجِيئُهُمْ بِهِ مُطَهَّرُونَ فَذَلِكَ قَوْلُهُ: ﴿لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ﴾ [الواقعة: ٧٩] وَالْمَلَائِكَةُ وَالْأَنْبِيَاءُ وَالرُّسُلُ مِنَ الْمَلَائِكَةِ، وَالرُّسُلُ مِنْ بَنِي آدَمَ، فَهَؤُلَاءِ يَنْزِلُونَ بِهِ مُطَهَّرُونَ، وَهَؤُلَاءِ يَتْلُونَهُ عَلَى النَّاسِ مُطَهَّرُونَ»، وَقَرَأَ قَوْلَ اللَّهِ ﴿بِأَيْدِي سَفَرَةٍ كِرَامٍ بَرَرَةٍ﴾ [عبس: ١٦] قَالَ: «بِأَيْدِي الْمَلَائِكَةِ الَّذِينَ يُحْصُونَ عَلَى النَّاسِ أَعْمَالَهُمْ» وَقَالَ آخَرُونَ: عَنَى بِذَلِكَ: أَنَّهُ لَا يَمَسُّهُ عِنْدَ اللَّهِ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ
٢٢ / ٣٦٦
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا بِشْرٌ قَالَ: ثَنَا يَزِيدُ قَالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلَهُ: ﴿لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ﴾ [الواقعة: ٧٩] «ذَاكُمْ عِنْدَ رَبِّ الْعَالَمِينَ، فَأَمَّا عِنْدَكُمْ فَيَمَسُّهُ الْمُشْرِكُ النَّجِسُ، وَالْمُنَافِقُ الرِّجِسُ»
٢٢ / ٣٦٦
حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالَ: ثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلَهُ: ﴿لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ﴾ [الواقعة: ٧٩] قَالَ: «لَا يَمَسُّهُ عِنْدَ اللَّهِ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ، فَأَمَّا فِي الدُّنْيَا فَإِنَّهُ يَمَسُّهُ الْمَجُوسِيُّ النَّجِسُ، وَالْمُنَافِقُ الرِّجِسُ» وَقَالَ فِي حَرْفِ ابْنِ مَسْعُودٍ «مَا يَمَسُّهُ ⦗٣٦٧⦘ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ» . وَالصَّوَابُ مِنَ الْقَوْلِ مِنْ ذَلِكَ عِنْدَنَا، أَنَّ اللَّهَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ، أَخْبَرَ أَنْ لَا يَمَسَّ الْكِتَابَ الْمَكْنُونَ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ فَعَمَّ بِخَبَرِهِ الْمُطَهَّرِينَ، وَلَمْ يُخَصِّصْ بَعْضًا دُونَ بَعْضٍ؛ فَالْمَلَائِكَةُ مِنَ الْمُطَهَّرِينَ، وَالرُّسُلُ وَالْأَنْبِيَاءُ مِنَ الْمُطَهَّرِينَ وَكُلُّ مَنْ كَانَ مُطَهَّرًا مِنَ الذُّنُوبِ، فَهُوَ مِمَّنْ اسْتُثَنِيَ، وَعُنِيَ بِقَوْلِهِ: ﴿إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ﴾ [الواقعة: ٧٩]
٢٢ / ٣٦٦
وَقَوْلُهُ: ﴿تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ [الواقعة: ٨٠] يَقُولُ: هَذَا الْقُرْآنُ تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ، نَزَّلَهُ مِنَ الْكِتَابِ الْمَكْنُونِ
٢٢ / ٣٦٧
كَمَا: حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثَنَا يَحْيَى بْنُ وَاضِحٍ قَالَ: ثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ الْعَتَكِيُّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ، وَأَبِي نَهِيكٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ [الواقعة: ٨٠] قَالَ: «الْقُرْآنُ مِنْ ذَلِكَ الْكِتَابِ»
٢٢ / ٣٦٧
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿أَفَبِهَذَا الْحَدِيثِ أَنْتُمْ مُدْهِنُونَ وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَكِنْ لَا تُبْصِرُونَ﴾ [الواقعة: ٨٢] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: أَفَبِهَذَا الْقُرْآنِ الَّذِي أَنْبَأْتُكُمْ خَبَرَهُ، وَقَصَصْتُ عَلَيْكُمْ أَمْرَهُ أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمْ تُلِينُونَ الْقَوْلَ لِلْمُكَذِّبِينَ بِهِ، مُمَالَأَةً مِنْكُمْ لَهُمْ عَلَى التَّكْذِيبِ بِهِ وَالْكُفْرِ وَاخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي تَأْوِيلِهِ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ فِي ذَلِكَ نَحْوَ قَوْلِنَا فِيهِ
٢٢ / ٣٦٧
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: ثَنَا أَبُو عَاصِمٍ قَالَ: ثَنَا عِيسَى، وَحَدَّثَنِي الْحَارِثُ قَالَ: ثَنَا الْحَسَنُ قَالَ: ثَنَا وَرْقَاءُ، جَمِيعًا، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي قَوْلِ اللَّهِ: ﴿أَفَبِهَذَا الْحَدِيثِ أَنْتُمْ مُدْهِنُونَ﴾ [الواقعة: ٨١] قَالَ: «تُرِيدُونَ أَنْ تُمَالِئُوهُمْ فِيهِ، وَتَرْكَنُوا إِلَيْهِمْ» وَقَالَ آخَرُونَ: بَلْ مَعْنَاهُ: أَفَبِهَذَا الْحَدِيثِ أَنْتُمْ مُكَذِّبُونَ
٢٢ / ٣٦٨
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: ثَنِي أَبِي قَالَ: ثَنِي عَمِّي قَالَ: ثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَوْلَهُ: ﴿أَفَبِهَذَا الْحَدِيثِ أَنْتُمْ مُدْهِنُونَ﴾ [الواقعة: ٨١] يَقُولُ: «مُكَذِّبُونَ غَيْرُ مُصَدِّقِينَ»
٢٢ / ٣٦٨
حُدِّثْتُ عَنِ الْحُسَيْنِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُعَاذٍ، يَقُولُ: ثَنَا عُبَيْدٌ قَالَ: سَمِعْتُ الضَّحَّاكَ، يَقُولُ فِي قَوْلِهِ: ﴿أَنْتُمْ مُدْهِنُونَ﴾ [الواقعة: ٨١] يَقُولُ: «مُكَذِّبُونَ»
٢٢ / ٣٦٨
وَقَوْلُهُ: ﴿وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ﴾ [الواقعة: ٨٢] يَقُولُ: وَتَجْعَلُونَ شُكْرَ اللَّهِ عَلَى رِزْقِهِ إِيَّاكُمُ التَّكْذِيبَ، وَذَلِكَ كَقَوْلِ الْقَائِلِ الِآخَرِ: جَعَلْتَ إِحْسَانِي إِلَيْكَ إِسَاءَةً مِنْكَ إِلَيَّ، بِمَعْنَى: جَعَلْتَ شُكْرَ إِحْسَانِي، أَوْ ثَوَابَ إِحْسَانِي إِلَيْكَ إِسَاءَةً مِنْكَ إِلَيَّ وَقَدْ ذُكِرَ عَنِ الْهَيْثَمِ بْنِ عَدِيٍّ: أَنَّ مِنَ لُغَةِ أَزْدِ شَنُوءَةَ: مَا رَزَقَ فُلَانٌ: بِمَعْنَى مَا شَكَرَ ⦗٣٦٩⦘ وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ عَلَى اخْتِلَافٍ فِيهِ مِنْهُمْ
٢٢ / ٣٦٨
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ قَالَ: ثَنَا يَحْيَى قَالَ: ثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: ثَنِي عَبْدُ الْأَعْلَى الثَّعْلَبِيُّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ، رضي الله عنه ﴿وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ﴾ [الواقعة: ٨٢] قَالَ: «شُكْرَكُمْ»
٢٢ / ٣٦٩
حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى قَالَ: ثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى الثَّعْلَبِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ، رَفَعَهُ ﴿وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ﴾ [الواقعة: ٨٢] قَالَ: «شُكْرَكُمْ تَقُولُونَ مُطِرْنَا بِنَوْءِ كَذَا وَكَذَا، وَبِنَجْمِ كَذَا» وَكَذَا “
٢٢ / ٣٦٩
حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: ثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: ﴿وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ﴾ [الواقعة: ٨٢] قَالَ: «شُكْرَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ» قَالَ: وَيَقُولُونَ مُطِرْنَا بِنَوْءِ كَذَا وَكَذَا “
٢٢ / ٣٦٩
حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: ثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ ⦗٣٧٠⦘ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: «مَا مُطِرَ قَوْمٌ قَطُّ إِلَّا أَصْبَحَ بَعْضُهُمْ كَافِرًا، يَقُولُونَ: مُطِرْنَا بِنَوْءِ كَذَا وَكَذَا»، وَقَرَأَ ابْنُ عَبَّاسٍ ﴿وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ﴾ [الواقعة: ٨٢]
٢٢ / ٣٦٩
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ قَالَ: ثَنَا ابْنُ عَطِيَّةَ قَالَ: ثَنَا مُعَاذُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ ﴿وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ﴾ [الواقعة: ٨٢] ثُمَّ قَالَ: «مَا مُطِرَ النَّاسُ لَيْلَةً قَطُّ، إِلَّا أَصْبَحَ بَعْضُ النَّاسِ مُشْرِكِينَ يَقُولُونَ: مُطِرْنَا بِنَوْءِ كَذَا وَكَذَا» قَالَ: وَقَالَ «وَتَجْعَلُونَ شُكْرَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ»
٢٢ / ٣٧٠
حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ قَالَ: ثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ﴾ [الواقعة: ٨٢] يَقُولُ: «شُكْرَكُمْ عَلَى مَا أَنْزَلْتُ عَلَيْكُمْ مِنَ الْغَيْثِ وَالرَّحْمَةِ تَقُولُونَ: مُطِرْنَا بِنَوْءِ كَذَا وَكَذَا؛ قَالَ: فَكَانَ ذَلِكَ مِنْهُمْ كُفْرًا بِمَا أَنْعَمَ عَلَيْهِمْ»
٢٢ / ٣٧٠
حَدَّثَنِي يُونُسُ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ قَالَ: أَحْسَبُهُ أَوْ غَيْرُهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ سَمِعَ رَجُلًا وَمُطِرُوا يَقُولُ: مُطِرْنَا بِبَعْضِ عَثَانِينِ الْأَسَدِ، فَقَالَ: «كَذَبْتَ بَلْ هُوَ رِزْقُ اللَّهِ»
٢٢ / ٣٧٠
حَدَّثَنِي يُونُسُ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ لَيُصَبِّحُ الْقَوْمَ بِالنِّعْمَةِ، أَوْ يُمَسِّيهِمْ بِهَا، فَيُصْبِحُ بِهَا قَوْمٌ كَافِرِينَ يَقُولُونَ: مُطِرْنَا بِنَوْءِ كَذَا وَكَذَا»
٢٢ / ٣٧٠
قَالَ مُحَمَّدٌ: فَذَكَرْتُ هَذَا الْحَدِيثَ لِسَعِيدِ بْنِ ⦗٣٧١⦘ الْمُسَيَّبِ، فَقَالَ: وَنَحْنُ قَدْ سَمِعْنَا مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَقَدْ أَخْبَرَنِي مَنْ شَهِدَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه وَهُوَ يَسْتَسْقِي فَلَمَّا اسْتَسْقَى الْتَفَتَ إِلَى الْعَبَّاسِ فَقَالَ: يَا عَبَّاسُ يَا عَمُّ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، كَمْ بَقِيَ مِنْ نَوْءِ الثُّرَيَّا؟ فَقَالَ: «الْعُلَمَاءُ بِهَا يَزْعُمُونَ أَنَّهَا تَعْتَرِضُ فِي الْأُفُقِ بَعْدَ سُقُوطِهَا سَبْعًا» قَالَ: فَمَا مَضَتْ سَابِعَةٌ حَتَّى مُطِرُوا
٢٢ / ٣٧٠
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثَنَا مِهْرَانُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَلِيٍّ، ﴿وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ﴾ [الواقعة: ٨٢] قَالَ: كَانَ يَقْرَأُهَا «وَتَجْعَلُونَ شُكْرَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ» يَقُولُ: «جَعَلْتُمْ رِزْقَ اللَّهِ بِنَوْءِ النَّجْمِ، وَكَانَ رِزْقُهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ بِالْأَنْوَاءِ أَنْوَاءِ الْمَطَرِ إِذَا نَزَلَ عَلَيْهِمُ الْمَطَرُ، قَالُوا: رُزِقْنَا بِنَوْءِ كَذَا وَكَذَا، وَإِذَا أُمْسِكَ عَنْهُمْ كَذَبُوا، فَذَلِكَ تَكْذِيبُهُمْ»
٢٢ / ٣٧١
حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالَ: ثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، فِي قَوْلِهِ: ﴿وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ﴾ [الواقعة: ٨٢] قَالَ: «كَانَ نَاسٌ يُمْطَرُونَ فَيَقُولُونَ: مُطِرْنَا بِنَوْءِ كَذَا، مُطِرْنَا بِنَوْءِ كَذَا»
٢٢ / ٣٧١
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: ثَنَا أَبُو عَاصِمٍ قَالَ: ثَنَا عِيسَى، وَحَدَّثَنِي الْحَارِثُ قَالَ: ثَنَا الْحَسَنُ قَالَ: ثَنَا وَرْقَاءُ، جَمِيعًا، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، ⦗٣٧٢⦘ قَوْلَهُ: ﴿وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ﴾ [الواقعة: ٨٢] قَالَ: «قَوْلُهُمْ فِي الْأَنْوَاءِ: مُطِرْنَا بِنَوْءِ كَذَا وَنَوْءِ كَذَا، يَقُولُ: قُولُوا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَهُوَ رِزْقُهُ»
٢٢ / ٣٧١
حُدِّثْتُ عَنِ الْحُسَيْنِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُعَاذٍ، يَقُولُ: ثَنَا عُبَيْدٌ قَالَ: سَمِعْتُ الضَّحَّاكَ، يَقُولُ، فِي قَوْلِهِ: ﴿وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ﴾ [الواقعة: ٨٢] يَقُولُ: «جَعَلَ اللَّهُ رِزْقَكُمْ فِي السَّمَاءِ، وَأَنْتُمْ تَجْعَلُونَهُ فِي الْأَنْوَاءِ»
٢٢ / ٣٧٢
حَدَّثَنِي أَبُو صَالِحٍ الصِّرَارِيُّ قَالَ: ثَنَا أَبُو جَابِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْأَزْدِيُّ قَالَ: ثَنَا جَعْفَرُ بْنُ الزُّبَيْرِ، عَنِ الْقَاسِمِ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «مَا مُطِرَ قَوْمٌ مِنْ لَيْلَةٍ إِلَّا أَصْبَحَ قَوْمٌ بِهَا كَافِرِينَ»، ثُمَّ قَالَ: ﴿وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ﴾ [الواقعة: ٨٢] «يَقُولُ قَائِلٌ مُطِرْنَا بِنَجْمِ كَذَا وَكَذَا» وَقَالَ آخَرُونَ: بَلْ مَعْنَى ذَلِكَ: وَتَجْعَلُونَ حَظَّكُمْ مِنْهُ التَّكْذِيبِ
٢٢ / ٣٧٢
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا بِشْرٌ قَالَ: ثَنَا يَزِيدُ قَالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلَهُ: ﴿وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ﴾ [الواقعة: ٨٢] أَمَا الْحَسَنُ فَكَانَ يَقُولُ: «بِئْسَمَا أَخَذَ قَوْمٌ لِأَنْفُسِهِمْ لَمْ يُرْزَقُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ إِلَّا التَّكْذِيبَ بِهِ»
٢٢ / ٣٧٢
حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالَ: ثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: قَالَ الْحَسَنُ، فِي قَوْلِهِ: ﴿وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ﴾ [الواقعة: ٨٢] «خَسِرَ عَبْدٌ لَا يَكُونُ حَظُّهُ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ ⦗٣٧٣⦘ إِلَّا التَّكْذِيبَ»
٢٢ / ٣٧٢
وَقَوْلُهُ: ﴿فَلَوْلَا إِذَا بَلْغَتِ الْحُلْقُومَ﴾ [الواقعة: ٨٣] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: فَهَلَّا إِذَا بَلْغَتِ النُّفُوسُ عِنْدَ خُرُوجِهَا مِنْ أَجْسَادِكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ حَلَاقِيمَكُمْ ﴿وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ﴾ [الواقعة: ٨٤] يَقُولُ وَمَنْ حَضَرَهُمْ مِنْكُمْ مِنْ أَهْلِيهِمْ حِينَئِذٍ إِلَيْهِمْ يَنْظُرُ، وَخَرَجَ الْخِطَابُ هَاهُنَا عَامًّا لِلْجَمِيعِ، وَالْمُرَادُ بِهِ: مَنْ حَضَرَ الْمَيِّتَ مِنْ أَهْلِهِ وَغَيْرِهِمْ وَذَلِكَ مَعْرُوفٌ مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ وَهُوَ أَنْ يُخَاطَبَ الْجَمَاعَةُ بِالْفِعْلِ، كَأَنَّهُمْ أَهْلُهُ وَأَصْحَابُهُ، وَالْمُرَادُ بِهِ بَعْضُهُمْ غَائِبًا كَانَ أَوْ شَاهِدًا، فَيَقُولُ: قَتَلْتُمْ فُلَانًا، وَالْقَاتِلُ مِنْهُمْ وَاحِدٌ، إِمَّا غَائِبٌ، وَإِمَّا شَاهِدٌ وَقَدْ بَيَّنَّا نَظَائِرَ ذَلِكَ فِي مَوَاضِعَ كَثِيرَةٍ مِنْ كِتَابِنَا هَذَا
٢٢ / ٣٧٣
يَقُولُ: ﴿وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ﴾ [الواقعة: ٨٥] يَقُولُ: وَرُسُلُنَا الَّذِينَ يَقْبِضُونَ رُوحَهُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ، ﴿وَلَكِنْ لَا تُبْصِرُونَ﴾ [الواقعة: ٨٥] وَكَانَ بَعْضُ أَهْلِ الْعَرَبِيَّةِ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ يَقُولُ: قِيلَ ﴿فَلَوْلَا إِذَا بَلْغَتِ الْحُلْقُومَ وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ﴾ [الواقعة: ٨٤] كَأَنَّهُ قَدْ سَمِعَ مِنْهُمْ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ: إِنَّا نَقْدِرُ عَلَى أَنْ لَا نَمُوتَ، فَقَالَ: ﴿فَلَوْلَا إِذَا بَلْغَتِ الْحُلْقُومَ﴾ [الواقعة: ٨٣]، ثُمَّ قَالَ ﴿فَلَوْلَا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ﴾ [الواقعة: ٨٦] أَيْ غَيْرَ مَجْزِيِّينَ تُرْجِعُونَ تِلْكَ النُّفُوسَ وَأَنْتُمْ تَرَوْنَ كَيْفَ تَخْرُجُ عِنْدَ ذَلِكَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ بِأَنَّكُمْ تَمْتَنِعُونَ مِنَ الْمَوْتِ
٢٢ / ٣٧٣
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿فَلَوْلَا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ تَرْجِعُونَهَا إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ﴾ [الواقعة: ٨٧] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: فَهَلَّا إِنْ كُنْتُمْ أَيُّهَا النَّاسُ غَيْرَ مَدِينِينَ وَاخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ: ﴿مَدِينِينَ﴾ [الواقعة: ٨٦] فَقَالَ بَعْضُهُمْ: غَيْرَ مُحَاسَبِينَ
٢٢ / ٣٧٤
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ قَالَ: ثَنَا أَبُو صَالِحٍ قَالَ: ثَنِي مُعَاوِيَةُ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَوْلَهُ: ﴿فَلَوْلَا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ﴾ [الواقعة: ٨٦] يَقُولُ: «غَيْرَ مُحَاسَبِينَ»
٢٢ / ٣٧٤
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: ثَنَا أَبُو عَاصِمٍ قَالَ: ثَنَا عِيسَى، وَحَدَّثَنِي الْحَارِثُ قَالَ: ثَنَا الْحَسَنُ قَالَ: ثَنَا وَرْقَاءُ، جَمِيعًا، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿غَيْرَ مَدِينِينَ﴾ [الواقعة: ٨٦] قَالَ: «مُحَاسَبِينَ»
٢٢ / ٣٧٤
حَدَّثَنَا بِشْرٌ قَالَ: ثَنَا يَزِيدُ قَالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، ﴿فَلَوْلَا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ﴾ [الواقعة: ٨٦] «أَيْ مُحَاسَبِينَ»
٢٢ / ٣٧٤
حَدَّثَنِي يُونُسُ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ، فِي قَوْلِ اللَّهِ: ﴿فَلَوْلَا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ﴾ [الواقعة: ٨٦] قَالَ: «كَانُوا يَجْحَدُونَ أَنْ يُدَانُوا بَعْدَ الْمَوْتِ» قَالَ: «وَهُوَ مَالِكُ يَوْمِ الدِّينِ، يَوْمَ يُدَانُ النَّاسُ بِأَعْمَالِهِمْ قَالَ: يُدَانُونَ: يُحَاسَبُونَ»
٢٢ / ٣٧٤
حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ قَالَ: ثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو رَجَاءٍ، عَنِ الْحَسَنِ، فِي ⦗٣٧٥⦘ قَوْلِهِ: ﴿فَلَوْلَا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ﴾ [الواقعة: ٨٦] قَالَ: «غَيْرَ مُحَاسَبِينَ»
٢٢ / ٣٧٤
حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ قَالَ: ثَنَا سُلَيْمَانُ قَالَ: ثَنَا أَبُو هِلَالٍ، عَنْ قَتَادَةَ ﴿فَلَوْلَا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ﴾ [الواقعة: ٨٦] قَالَ «غَيْرَ مَبْعُوثِينَ، غَيْرَ مُحَاسَبِينَ» وَقَالَ آخَرُونَ: مَعْنَاهُ: غَيْرَ مَبْعُوثِينَ
٢٢ / ٣٧٥
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ قَالَ: ثَنَا هَوْذَةُ قَالَ: ثَنَا عَوْفٌ، عَنِ الْحَسَنِ، ﴿فَلَوْلَا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ﴾ [الواقعة: ٨٦] «غَيْرَ مَبْعُوثِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، تَرْجِعُونَهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ» وَقَالَ آخَرُونَ: بَلْ مَعْنَاهُ: غَيْرَ مَجْزِيِّينَ بِأَعْمَالِكُمْ وَأَوْلَى الْأَقْوَالِ فِي ذَلِكَ بِالصَّوَابِ قَوْلُ مَنْ قَالَ: غَيْرَ مُحَاسَبِينَ فَمَجْزِيِّينَ بِأَعْمَالِكُمْ مِنْ قَوْلِهِمْ: كَمَا تَدِينُ تُدَانُ، وَمِنْ قَوْلِ اللَّهِ: ﴿مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ﴾
٢٢ / ٣٧٥
وَقَوْلُهُ: ﴿تَرْجِعُونَهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾ [الواقعة: ٨٧] يَقُولُ: تَرُدُّونَ تِلْكَ النُّفُوسَ مِنْ بَعْدِ مَصِيرِهَا إِلَى الْحَلَاقِيمِ إِلَى مُسْتَقَرِّهَا مِنَ الْأَجْسَادِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ، إِنْ كُنْتُمْ تَمْتَنِعُونَ مِنَ الْمَوْتِ وَالْحِسَابِ وَالْمُجَازَاةِ، وَجَوَابُ قَوْلِهِ: ﴿فَلَوْلَا إِذَا بَلْغَتِ الْحُلْقُومَ﴾ [الواقعة: ٨٣]، وَجَوَابُ قَوْلِهِ: ﴿فَلَوْلَا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ﴾ [الواقعة: ٨٦] جَوَابٌ وَاحِدٌ وَهُوَ قَوْلُهُ: ﴿تَرْجِعُونَهَا﴾ [الواقعة: ٨٧] وَذَلِكَ نَحْوَ قَوْلِهِ: ﴿فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ﴾ [البقرة: ٣٨] جَعَلَ جَوَابَ الْجَزَاءَيْنِ جَوَابًا وَاحِدًا وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي قَوْلِهِ: ﴿تَرْجِعُونَهَا﴾ [الواقعة: ٨٧] قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ
٢٢ / ٣٧٥
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي يُونُسُ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿تَرْجِعُونَهَا﴾ [الواقعة: ٨٧] قَالَ: «لِتِلْكَ النَّفْسِ» ﴿إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾ [البقرة: ٢٣]
٢٢ / ٣٧٦
وَقَوْلُهُ: ﴿فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ فَرُوحٌ وَرَيْحَانٌ﴾ [الواقعة: ٨٩] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: فَأَمَّا إِنْ كَانَ الْمَيِّتُ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ الَّذِينَ قَرَّبَهُمُ اللَّهُ مِنْ جِوَارِهِ فِي جِنَانِهِ ﴿فَرُوحٌ وَرَيْحَانٌ﴾ [الواقعة: ٨٩] يَقُولُ: فَلَهُ رَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَاخْتَلَفَ الْقُرَّاءُ فِي قِرَاءَةِ ذَلِكَ، فَقَرَأَتْهُ عَامَّةُ قُرَّاءِ الْأَمْصَارِ ﴿فَرَوْحٌ﴾ [الواقعة: ٨٩] بِفَتْحِ الرَّاءِ، بِمَعْنَى: فَلَهُ بَرْدٌ ﴿وَرَيْحَانٌ﴾ [الواقعة: ٨٩] يَقُولُ: وَرِزْقٌ وَاسِعٌ فِي قَوْلِ بَعْضِهِمْ، وَفِي قَوْلِ آخَرِينَ فَلَهُ رَاحَةٌ وَرَيْحَانٌ وَقَرَأَ ذَلِكَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ (فَرُوحٌ) بِضَمِّ الرَّاءِ، بِمَعْنَى: أَنَّ رُوحَهُ تَخْرُجُ فِي رَيْحَانَةٍ وَأَوْلَى الْقِرَاءَتَيْنِ فِي ذَلِكَ بِالصَّوَابِ قِرَاءَةُ مَنْ قَرَأَهُ بِالْفَتْحِ لِإِجْمَاعِ الْحُجَّةِ مِنَ الْقُرَّاءِ عَلَيْهِ، بِمَعْنَى: فَلَهُ الرَّحْمَةُ وَالْمَغْفِرَةُ، وَالرِّزْقُ الطَّيِّبُ الْهَنِيُّ وَاخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ: ﴿فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ﴾ [الواقعة: ٨٩] فَقَالَ بَعْضُهُمْ: مَعْنَى ذَلِكَ: فَرَاحَةٌ وَمُسْتَرَاحٌ
٢٢ / ٣٧٦
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ قَالَ: ثَنَا أَبُو صَالِحٍ قَالَ: ثَنِي مُعَاوِيَةُ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ ⦗٣٧٧⦘ عَبَّاسٍ، ﴿فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ﴾ [الواقعة: ٨٩] يَقُولُ: «رَاحَةٌ وَمُسْتَرَاحٌ»
٢٢ / ٣٧٦
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: ثَنِي أَبِي قَالَ: ثَنِي عَمِّي قَالَ: ثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَوْلَهُ: ﴿فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ﴾ [الواقعة: ٨٩] قَالَ: «يَعْنِي بِالرَّيْحَانِ: الْمُسْتَرِيحَ مِنَ الدُّنْيَا» ﴿وَجَنَّةُ نَعِيمٍ﴾ [الواقعة: ٨٩] يَقُولُ: «مَغْفِرَةٌ وَرَحْمَةٌ» وَقَالَ آخَرُونَ: الرَّوْحُ: الرَّاحَةُ، وَالرَّيْحَانُ: الرِّزْقُ
٢٢ / ٣٧٧
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: ثَنَا أَبُو عَاصِمٍ قَالَ: ثَنَا عِيسَى، وَحَدَّثَنِي الْحَارِثُ قَالَ: ثَنَا الْحَسَنُ قَالَ: ثَنَا وَرْقَاءُ، جَمِيعًا، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ﴾ [الواقعة: ٨٩] قَالَ: «رَاحَةٌ» وَقَوْلُهُ: وَرَيْحَانٌ قَالَ: «الرِّزْقُ» وَقَالَ آخَرُونَ: الرَّوْحُ: الْفَرَحُ، وَالرَّيْحَانُ: الرِّزْقُ
٢٢ / ٣٧٧
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ قَالَ: ثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ﴾ [الواقعة: ٨٩] قَالَ: «الرَّوْحُ: الْفَرَحُ، وَالرَّيْحَانُ: الرِّزْقُ» ⦗٣٧٨⦘ وَأَمَّا الَّذِينَ قَرَأُوا ذَلِكَ بِضَمِّ الرَّاءِ فَإِنَّهُمْ قَالُوا: الرُّوحُ: هِيَ رُوحُ الْإِنْسَانِ، وَالرَّيْحَانُ: هُوَ الرَّيْحَانُ الْمَعْرُوفُ وَقَالُوا: مَعْنَى ذَلِكَ: أَنَّ أَرْوَاحَ الْمُقَرَّبِينَ تَخْرُجُ مِنْ أَبْدَانِهِمْ عِنْدَ الْمَوْتِ بَرَيْحَانٍ تَشُمُّهُ
٢٢ / ٣٧٧
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالَ: ثَنَا الْمُعْتَمِرُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْحَسَنِ، ﴿فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ﴾ [الواقعة: ٨٩] قَالَ: «تَخْرُجُ رُوحُهُ فِي رَيْحَانَةٍ»
٢٢ / ٣٧٨
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثَنَا مِهْرَانُ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنِ الرَّبِيعِ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، ﴿فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ﴾ [الواقعة: ٨٨] قَالَ: «لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ يُفَارِقُ الدُّنْيَا، وَالْمُقَرَّبُونَ السَّابِقُونَ، حَتَّى يُؤْتَى بِغُصْنٍ مِنْ رَيْحَانِ الْجَنَّةِ فَيَشُمَّهُ، ثُمَّ يُقْبَضُ» وَقَالَ آخَرُونَ مِمَّنْ قَرَأَ ذَلِكَ بِفَتْحِ الرَّاءِ: الرَّوْحُ: الرَّحْمَةُ، وَالرَّيْحَانُ: الرَّيْحَانُ الْمَعْرُوفُ
٢٢ / ٣٧٨
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا بِشْرٌ قَالَ: ثَنَا يَزِيدُ قَالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، ﴿فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ﴾ [الواقعة: ٨٩] قَالَ: «الرَّوْحُ: الرَّحْمَةُ، وَالرَّيْحَانُ: يُتَلَقَّى بِهِ عِنْدَ الْمَوْتِ» وَقَالَ آخَرُونَ مِنْهُمُ: الرَّوْحُ: الرَّحْمَةُ، وَالرَّيْحَانُ: الِاسْتِرَاحَةُ
٢٢ / ٣٧٨
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حُدِّثْتُ عَنِ الْحُسَيْنِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُعَاذٍ، يَقُولُ: ثَنَا عُبَيْدٌ قَالَ: سَمِعْتُ ⦗٣٧٩⦘ الضَّحَّاكَ، يَقُولُ ﴿فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ﴾ [الواقعة: ٨٩] «الرَّوْحُ: الْمَغْفِرَةُ وَالرَّحْمَةُ، وَالرَّيْحَانُ: الِاسْتِرَاحَةُ»
٢٢ / ٣٧٨
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثَنَا مِهْرَانُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُنْذِرٍ الثَّوْرِيِّ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ، ﴿فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ﴾ [الواقعة: ٨٨] قَالَ: هَذَا عِنْدَ الْمَوْتِ ﴿فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ﴾ [الواقعة: ٨٩] قَالَ: «يُجَاءُ لَهُ مِنَ الْجَنَّةِ»
٢٢ / ٣٧٩
حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ قَالَ: ثَنَا أَبُو عَامِرٍ قَالَ: ثَنَا قُرَّةُ، عَنِ الْحَسَنِ، فِي قَوْلِهِ: ﴿فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ﴾ [الواقعة: ٨٩] قَالَ: «ذَلِكَ فِي الْآخِرَةِ،» فَقَالَ لَهُ بَعْضُ الْقَوْمِ قَالَ: «أَمَا وَاللَّهِ إِنَّهُمْ لَيَرَوْنَ عِنْدَ الْمَوْتِ» حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ قَالَ: ثَنَا حَمَّادٌ قَالَ: ثَنَا قُرَّةُ، عَنِ الْحَسَنِ، بِمِثْلِهِ. وَأَوْلَى الْأَقْوَالِ فِي ذَلِكَ بِالصَّوَابِ عِنْدِي: قَوْلُ مَنْ قَالَ: عُنِيَ بِالرَّوْحِ: الْفَرَحُ وَالرَّحْمَةُ وَالْمَغْفِرَةُ، وَأَصْلُهُ مِنْ قَوْلِهِمْ: وَجَدْتُ رَوْحًا: إِذَا وَجَدَ نَسِيمًا يَسْتَرْوِحُ إِلَيْهِ مِنْ كَرْبِ الْحَرِّ وَأَمَّا الرَّيْحَانُ، فَإِنَّهُ عِنْدِي الرَّيْحَانُ الَّذِي يُتَلَقَّى بِهِ عِنْدَ الْمَوْتِ، كَمَا قَالَ أَبُو الْعَالِيَةِ وَالْحَسَنُ، وَمَنْ قَالَ فِي ذَلِكَ نَحْوَ قَوْلِهِمَا، لِأَنَّ ذَلِكَ الْأَغْلَبُ وَالْأَظْهَرُ مِنْ مَعَانِيهِ
٢٢ / ٣٧٩
وَقَوْلُهُ: ﴿وَجَنَّةُ نَعِيمٍ﴾ [الواقعة: ٨٩] يَقُولُ: وَلَهُ مَعَ ذَلِكَ بُسْتَانُ نَعِيمٍ يَتَنَعَّمُ فِيهِ
٢٢ / ٣٧٩
حَدَّثَنِي يُونُسُ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ: ﴿وَجَنَّةُ ⦗٣٨٠⦘ نَعِيمٍ﴾ [الواقعة: ٨٩] قَالَ: «قَدْ عُرِضَتْ عَلَيْهِ»
٢٢ / ٣٧٩
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ فَسَلَامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ﴾ [الواقعة: ٩١] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: ﴿وَأَمَّا إِنْ كَانَ﴾ [الواقعة: ٩٠] الْمَيِّتُ ﴿مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ﴾ [الواقعة: ٩٠] الَّذِينَ يُؤْخَذُ بِهِمْ إِلَى الْجَنَّةِ مِنْ ذَاتِ أَيْمَانِهِمْ ﴿فَسَلَامٌ لَّكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ﴾ [الواقعة: ٩١] ثُمَّ اخْتُلِفَ فِي مَعْنَى قَوْلِهِ: ﴿فَسَلَامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ﴾ [الواقعة: ٩١] فَقَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِيهِ
٢٢ / ٣٨٠
مَا: حَدَّثَنَا بِشْرٌ قَالَ: ثَنَا يَزِيدُ قَالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلَهُ: ﴿وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ﴾ [الواقعة: ٩٠] «فَسَلَامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ قَالَ: سَلَامٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ، وَسَلَّمَتْ عَلَيْهِ مَلَائِكَةُ اللَّهِ»
٢٢ / ٣٨٠
حَدَّثَنِي يُونُسُ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ فِي قَوْلِهِ: ﴿وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ فَسَلَامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ﴾ [الواقعة: ٩١] قَالَ: «سَلِمَ مِمَّا يَكْرَهُ» وَأَمَّا أَهْلُ الْعَرَبِيَّةِ فَإِنَّهُمُ اخْتَلَفُوا فِي ذَلِكَ، فَقَالَ بَعْضُ نَحْوِيِّي الْبَصْرَةِ ﴿وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ فَسَلَامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ﴾ [الواقعة: ٩٠] أَيْ فَيُقَالُ سَلْمٌ لَكَ وَقَالَ بَعْضُ نَحْوِيِّي الْكُوفَةِ: قَوْلُهُ: ﴿فَسَلَامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ﴾ [الواقعة: ٩١] أَيْ
٢٢ / ٣٨٠
فَذَلِكَ مُسَلَّمٌ لَكَ أَنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ، وَأُلْقِيَتْ «أَنَّ» وَنُوِيَ مَعْنَاهَا، كَمَا تَقُولُ: أَنْتَ مُصَدَّقٌ مُسَافِرٌ عَنْ قَلِيلٍ، إِذَا كَانَ قَدْ قَالَ: إِنِّي مُسَافِرٌ عَنْ قَلِيلٍ، وَكَذَلِكَ يَجِبُ مَعْنَاهُ أَنَّكَ مُسَافِرٌ عَنْ قَلِيلٍ، وَمُصَدَّقٌ عَنْ قَلِيلٍ قَالَ: وَقَوْلُهُ: ﴿فَسَلَامٌ لَكَ﴾ [الواقعة: ٩١] مَعْنَاهُ: فَسُلِّمَ لَكَ أَنْتَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ قَالَ: وَقَدْ يَكُونُ كَالدُّعَاءِ لَهُ، كَقَوْلِهِ: فَسُقْيًا لَكَ مِنَ الرِّجَالِ قَالَ: وَإِنْ رَفَعْتَ السَّلَامَ فَهُوَ دُعَاءٌ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِصَوَابِهِ وَقَالَ آخَرُ مِنْهُمْ قَوْلُهُ: ﴿فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ﴾ [الواقعة: ٨٨] فَإِنَّهُ جَمَعَ بَيْنَ جَوَابَيْنِ، لِيُعْلَمَ أَنَّ أَمَّا جَزَاءٌ قَالَ: وَأَمَّا قَوْلُهُ: ﴿فَسَلَامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ﴾ [الواقعة: ٩١] قَالَ: وَهَذَا أَصْلُ الْكَلِمَةِ مُسَلَّمٌ لَكَ هَذَا، ثُمَّ حُذِفَتْ «أَنَّ» وَأُقِيمَ «مِنْ» مَقَامَهَا قَالَ: وَقَدَ قِيلَ: فَسَلَامٌ لَكَ أَنْتَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ، فَهُوَ عَلَى ذَاكَ: أَيْ سَلَامٌ لَكَ يُقَالُ: أَنْتَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ، وَهَذَا كُلُّهُ عَلَى كَلَامَيْنِ قَالَ: وَقَدَ قِيلَ مُسَلَّمٌ: أَيْ كَمَا تَقُولُ: فَسَلَامٌ لَكَ مِنَ الْقَوْمِ، كَمَا تَقُولُ: فَسُقْيًا لَكَ مِنَ الْقَوْمِ، فَتَكُونُ كَلِمَةً وَاحِدَةً وَأَوْلَى الْأَقْوَالِ فِي ذَلِكَ بِالصَّوَابِ أَنْ يُقَالَ: مَعْنَاهُ: فَسَلَامٌ لَكَ إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ، ثُمَّ حُذِفَتْ وَاجْتُزِئَ بِدِلَالَةِ مِنْ عَلَيْهَا مِنْهَا، فَسَلِمْتَ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ، وَمِمَّا تَكْرَهُ، لِأَنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ
٢٢ / ٣٨١
وَقَوْلُهُ: ﴿وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ﴾ [الواقعة: ٩٣]⦗٣٨٢⦘ يَقُولُ تَعَالَى: وَأَمَّا إِنْ كَانَ الْمَيِّتُ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ، الْجَائِرِينَ عَنْ سَبِيلِهِ، فَلَهُ نُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ قَدْ أُغْلِيَ حَتَّى انْتَهَى حَرُّهُ، فَهُوَ شَرَابُهُ ﴿وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ﴾ [الواقعة: ٩٤] يَقُولُ: وَحَرِيقُ النَّارِ يُحْرَقُ بِهَا؛ وَالتَّصْلِيَةُ: التَّفْعِلَةُ مِنْ صَلَاهُ اللَّهُ النَّارَ فَهُوَ يَصْلِيهِ تَصْلِيَةً، وَذَلِكَ إِذَا أَحْرَقَهُ بِهَا
٢٢ / ٣٨١
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ﴾ [الواقعة: ٩٦] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: إِنَّ هَذَا الَّذِي أَخْبَرْتُكُمْ بِهِ أَيُّهَا النَّاسُ مِنَ الْخَبَرِ عَنِ الْمُقَرَّبِينَ وَأَصْحَابِ الْيَمِينِ، وَعَنِ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ، وَمَا إِلَيْهِ صَائِرَةٌ أُمُورُهُمْ ﴿لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ﴾ [الواقعة: ٩٥] يَقُولُ: لَهُوَ الْحَقُّ مِنَ الْخَبَرِ الْيَقِينِ لَا شَكَّ فِيهِ وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ
٢٢ / ٣٨٢
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: ثَنَا أَبُو عَاصِمٍ قَالَ: ثَنَا عِيسَى، وَحَدَّثَنِي الْحَارِثُ قَالَ: ثَنَا الْحَسَنُ قَالَ: ثَنَا وَرْقَاءُ، جَمِيعًا، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، ﴿إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ﴾ [الواقعة: ٩٥] قَالَ: «الْخَبَرُ الْيَقِينُ»
٢٢ / ٣٨٢
حَدَّثَنَا بِشْرٌ قَالَ: ثَنَا يَزِيدُ قَالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، ﴿وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ﴾ [الواقعة: ٩٣] حَتَّى خَتَمَ، إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَيْسَ تَارِكًا أَحَدًا مِنْ خَلْقِهِ حَتَّى يُوقِفَهُ عَلَى الْيَقِينِ ⦗٣٨٣⦘ مِنْ هَذَا الْقُرْآنِ فَأَمَّا الْمُؤْمِنُ فَأَيْقَنَ فِي الدُّنْيَا، فَنَفَعَهُ ذَلِكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَأَمَّا الْكَافِرُ، فَأَيْقَنَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِينَ لَا يَنْفَعُهُ ” وَاخْتَلَفَ أَهْلُ الْعَرَبِيَّةِ فِي وَجْهِ إِضَافَةِ الْحَقِّ إِلَى الْيَقِينِ، وَالْحَقُّ يَقِينٌ، فَقَالَ بَعْضُ نَحْوَيِّي الْبَصْرَةِ قَالَ: حَقُّ الْيَقِينِ، فَأَضَافَ الْحَقَّ إِلَى الْيَقِينِ، كَمَا قَالَ: ﴿وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ﴾ [البينة: ٥] أَيْ ذَلِكَ دِينُ الْمِلَّةِ الْقَيِّمَةِ، وَذَلِكَ حَقُّ الْأَمْرِ الْيَقِينِ قَالَ: وَأَمَّا هَذَا رَجُلُ السُّوءِ، فَلَا يَكُونُ فِيهِ هَذَا الرَّجُلُ السُّوءُ، كَمَا يَكُونُ فِي الْحَقِّ الْيَقِينِ، لِأَنَّ السُّوءَ لَيْسَ بِالرَّجُلِ، وَالْيَقِينُ هُوَ الْحَقُّ وَقَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْكُوفَةِ: الْيَقِينُ نَعْتٌ لِلْحَقِّ، كَأَنَّهُ قَالَ: الْحَقُّ الْيَقِينُ، وَالدِّينُ الْقَيِّمُ، فَقَدْ جَاءَ مِثْلُهُ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْكَلَامِ وَالْقُرْآنِ ﴿وَلَدَارُ الْآخِرَةِ﴾ [يوسف: ١٠٩] ﴿وَالدَّارُ الْآخِرَةُ﴾ [الأعراف: ١٦٩] قَالَ: فَإِذَا أُضِيفَ تُوُهِّمَ بِهِ غَيْرُ الْأَوَّلِ
٢٢ / ٣٨٢
وَقَوْلُهُ: ﴿فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ﴾ [الواقعة: ٧٤] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: فَسَبِّحْ بِتَسْمِيَةِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ بِأَسْمَائِهِ الْحُسْنَى