مَكِّيَّةٌ وَآيَاتُهَا ثَلَاثُونُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
٢٤ / ٣٤٤
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿وَالْفَجْرِ، وَلَيَالٍ عَشْرٍ، وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ، وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ، هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ﴾ [الفجر: ٢] هَذَا قَسَمٌ أَقْسَمَ رَبُّنَا جَلَّ ثَنَاؤُهُ بِالْفَجْرِ، وَهُوَ فَجْرُ الصُّبْحِ وَاخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي الَّذِي عُنِيَ بِذَلِكَ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: عُنِيَ بِهِ النَّهَارُ
٢٤ / ٣٤٤
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا مِهْرَانُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الْأَغَرِّ الْمِنْقَرِيِّ، عَنْ خَلِيفَةَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ أَبِي نَصْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَوْلُهُ: ﴿وَالْفَجْرِ﴾ [الفجر: ١] قَالَ: النَّهَارُ وَقَالَ آخَرُونَ: عُنِيَ بِهِ صَلَاةُ الصُّبْحِ
٢٤ / ٣٤٤
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: ثني أَبِي، قَالَ: ثني عَمِّي، قَالَ: ثني أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَوْلُهُ: ﴿وَالْفَجْرِ﴾ [الفجر: ١] يَعْنِي: صَلَاةَ الْفَجْرِ ⦗٣٤٥⦘ وَقَالَ آخَرُونَ: هُوَ فَجْرُ الصُّبْحِ
٢٤ / ٣٤٤
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ، قَالَ: ثنا ابْنُ عُلَيَّةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، فِي قَوْلِهِ: ﴿وَالْفَجْرِ﴾ [الفجر: ١] قَالَ: الْفَجْرُ: فَجْرُ الصُّبْحِ
٢٤ / ٣٤٥
حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُرْتَفِعِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ قَالَ: ﴿وَالْفَجْرِ﴾ [الفجر: ١] قَالَ: الْفَجْرُ: قَسَمٌ أَقْسَمَ اللَّهُ بِهِ
٢٤ / ٣٤٥
وَقَوْلُهُ: ﴿وَلَيَالٍ عَشْرٍ﴾ [الفجر: ٢] اخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي هَذِهِ اللَّيَالِي الْعَشْرِ أَيُّ لَيَالٍ هِيَ؟ فَقَالَ بَعْضُهُمْ: هِيَ لَيَالِي عَشْرِ ذِي الْحِجَّةِ
٢٤ / ٣٤٥
حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثنا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، وَعَبْدُ الْوَهَّابِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عَوْفٍ، عَنْ زُرَارَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: إِنَّ اللَّيَالِي الْعَشْرَ الَّتِي أَقْسَمَ اللَّهُ بِهَا، هِيَ لَيَالِي الْعَشْرِ الْأُوَلُ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ
٢٤ / ٣٤٥
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: ثني أَبِي، قَالَ: ثني عَمِّي، قَالَ: ثني أَبِي، عَنْ ⦗٣٤٦⦘ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: ﴿وَلَيَالٍ عَشْرٍ﴾ [الفجر: ٢]: عَشْرُ الْأَضْحَى؛ قَالَ: وَيُقَالُ: الْعَشْرُ: أَوَّلُ السَّنَةِ مِنَ الْمُحَرِّمِ
٢٤ / ٣٤٥
حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُرْتَفِعِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، ﴿وَلَيَالٍ عَشْرٍ﴾ [الفجر: ٢]: أَوَّلُ ذِي الْحِجَّةِ إِلَى يَوْمِ النَّحْرِ
٢٤ / ٣٤٦
حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ، قَالَ: ثنا ابْنُ عُلَيَّةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَوْفٌ، قَالَ: ثنا زُرَارَةُ بْنُ أَوْفَى، قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: إِنَّ اللَّيَالِي الْعَشْرَ الْآتِي أَقْسَمَ اللَّهُ بِهِنَّ: هُنَّ اللَّيَالِي الْأُوَلُ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ
٢٤ / ٣٤٦
حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مَسْرُوقٍ، ﴿وَلَيَالٍ عَشْرٍ﴾ [الفجر: ٢] قَالَ: عَشْرُ ذِي الْحِجَّةِ، وَهِيَ الَّتِي وَعَدَ اللَّهُ مُوسَى ﷺ
٢٤ / ٣٤٦
حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ، قَالَ: ثنا ابْنُ عُلَيَّةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، ﴿وَلَيَالٍ عَشْرٍ﴾ [الفجر: ٢] قَالَ: عَشْرُ ذِي الْحِجَّةِ
٢٤ / ٣٤٦
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا مِهْرَانُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الْأَغَرِّ الْمِنْقَرِيِّ، عَنْ خَلِيفَةَ بْنِ حُصَيْنٍ، عَنْ أَبِي نَصْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: ﴿وَلَيَالٍ عَشْرٍ﴾ [الفجر: ٢] قَالَ: عَشْرُ ⦗٣٤٧⦘ الْأَضْحَى
٢٤ / ٣٤٦
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: ثنا عِيسَى، وَحَدَّثَنِي الْحَارِثُ، قَالَ: ثنا الْحَسَنُ، قَالَ: ثنا وَرْقَاءُ، جَمِيعًا عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي قَوْلِ اللَّهِ: ﴿وَلَيَالٍ عَشْرٍ﴾ [الفجر: ٢] قَالَ: عَشْرُ ذِي الْحِجَّةِ
٢٤ / ٣٤٧
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، ﴿وَلَيَالٍ عَشْرٍ﴾ [الفجر: ٢] قَالَ: كُنَّا نُحَدِّثُ أَنَّهَا عَشْرُ الْأَضْحَى
٢٤ / ٣٤٧
حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: ثنا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: لَيْسَ عَمَلٌ فِي لَيَالٍ مِنْ لَيَالِي السَّنَةِ أَفْضَلَ مِنْهُ فِي لَيَالِي الْعَشْرِ، وَهِيَ عَشْرُ مُوسَى الَّتِي أَتَمَّهَا اللَّهُ لَهُ
٢٤ / ٣٤٧
حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: ثنا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ: لَيَالِي الْعَشْرِ، قَالَ: هِيَ أَفْضَلُ أَيَّامِ السَّنَةِ
٢٤ / ٣٤٧
حُدِّثْتُ عَنِ الْحُسَيْنِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُعَاذٍ، ⦗٣٤٨⦘ يَقُولُ: ثنا عُبَيْدٌ، قَالَ: سَمِعْتُ الضَّحَّاكَ، يَقُولُ فِي قَوْلِهِ: ﴿وَلَيَالٍ عَشْرٍ﴾ [الفجر: ٢] يَعْنِي: عَشْرَ الْأَضْحَى
٢٤ / ٣٤٧
حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿وَلَيَالٍ عَشْرٍ﴾ [الفجر: ٢] قَالَ: أَوَّلُ ذِي الْحِجَّةِ؛ وَقَالَ: هِيَ عَشْرُ الْمُحَرَّمِ مِنْ أَوَّلِهِ وَالصَّوَابُ مِنَ الْقَوْلِ فِي ذَلِكَ عِنْدَنَا: أَنَّهَا عَشْرُ الْأَضْحَى، لِإِجْمَاعِ الْحُجَّةِ مِنْ أَهْلِ التَّأْوِيلِ عَلَيْهِ
٢٤ / ٣٤٨
وَأَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي زِيَادٍ الْقَطَوَانِيَّ حَدَّثَنِي قَالَ: ثني زَيْدُ بْنُ حُبَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَيَّاشُ بْنُ عُقْبَةَ، قَالَ: ثني خَيْرُ بْنُ نُعَيْمٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: ﴿وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ﴾ [الفجر: ١] قَالَ: «عَشْرُ الْأَضْحَى»
٢٤ / ٣٤٨
وَقَوْلُهُ: ﴿وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ وَاللَّيلِ إِذَا يَسْرِ هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ﴾ [الفجر: ٤] اخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي الَّذِي عُنِيَ بِهِ مِنَ الْوَتْرِ بِقَوْلِهِ: ﴿وَالْوَتْرِ﴾ [الفجر: ٣] فَقَالَ بَعْضُهُمْ: الشَّفْعُ: يَوْمُ النَّحْرِ، وَالْوَتْرُ: يَوْمُ عَرَفَةَ
٢٤ / ٣٤٨
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثنا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، وَعَبْدُ الْوَهَّابِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ ⦗٣٤٩⦘ عَوْفٍ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: الْوَتْرُ: يَوْمُ عَرَفَةَ، وَالشَّفْعُ: يَوْمُ الذَّبْحِ
٢٤ / ٣٤٨
حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ، قَالَ: ثنا ابْنُ عُلَيَّةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَوْفٌ، قَالَ: ثنا زُرَارَةُ بْنُ أَوْفَى، قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: الشَّفْعُ: يَوْمُ النَّحْرِ، وَالْوَتْرُ: يَوْمُ عَرَفَةَ
٢٤ / ٣٤٩
حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثنا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: ثنا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: قَالَ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: الشَّفْعُ: يَوْمُ النَّحْرِ، وَالْوَتْرُ: يَوْمُ عَرَفَةَ
٢٤ / ٣٤٩
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ وَاضِحٍ، قَالَ: ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، ﴿وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ﴾ [الفجر: ٣] قَالَ: الشَّفْعُ: يَوْمُ النَّحْرِ، وَالْوَتْرُ: يَوْمُ عَرَفَةَ وَحَدَّثَنَا بِهِ، مَرَّةً أُخْرَى، فَقَالَ: الشَّفْعُ: أَيَّامُ النَّحْرِ وَسَائِرُ الْحَدِيثِ مِثْلُهُ
٢٤ / ٣٤٩
حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ، قَالَ: ثنا ابْنُ عُلَيَّةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ، عَنْ عِكْرِمَةَ فِي قَوْلِهِ: ﴿وَالشَّفْعِ﴾ [الفجر: ٣] قَالَ: يَوْمُ النَّحْرِ ﴿وَالْوَتْرِ﴾ [الفجر: ٣] قَالَ: يَوْمُ عَرَفَةَ
٢٤ / ٣٤٩
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا مِهْرَانُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: الشَّفْعُ: يَوْمُ النَّحْرِ، وَالْوَتْرُ: يَوْمُ عَرَفَةَ
٢٤ / ٣٤٩
قَالَ: ثنا مِهْرَانُ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، ﴿وَلَيَالٍ عَشْرٍ وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ﴾ [الفجر: ٣] قَالَ: أَقْسَمَ اللَّهُ بِهِنَّ لِمَا يَعْلَمُ مِنْ فَضْلِهِنَّ عَلَى سَائِرِ الْأَيَّامِ، وَخَيْرُ هَذَيْنِ الْيَوْمَيْنِ لِمَا يَعْلَمُ مِنْ فَضْلِهِمَا عَلَى سَائِرِ هَذِهِ اللَّيَالِي. ﴿وَالشَّفْعِ ⦗٣٥٠⦘ وَالْوَتْرِ﴾ [الفجر: ٣] قَالَ: ﴿الشَّفْعُ﴾ [الفجر: ٣]: يَوْمُ النَّحْرِ، ﴿وَالْوَتْرُ﴾ [الفجر: ٣]: يَوْمُ عَرَفَةَ
٢٤ / ٣٤٩
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: كَانَ عِكْرِمَةُ يَقُولُ: ﴿الشَّفْعُ﴾ [الفجر: ٣]: يَوْمُ الْأَضْحَى، ﴿وَالْوَتْرُ﴾ [الفجر: ٣]: يَوْمُ عَرَفَةَ
٢٤ / ٣٥٠
حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: ثنا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: قَالَ عِكْرِمَةُ: عَرَفَةُ وَتْرٌ، وَالنَّحْرُ شَفْعٌ، عَرَفَةُ يَوْمُ التَّاسِعِ، وَالنَّحْرُ يَوْمُ الْعَاشِرِ
٢٤ / ٣٥٠
حُدِّثْتُ عَنِ الْحُسَيْنِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُعَاذٍ، يَقُولُ: ثنا عُبَيْدٌ، قَالَ: سَمِعْتُ الضَّحَّاكَ، يَقُولُ فِي قَوْلِهِ: ﴿وَالشَّفْعِ﴾ [الفجر: ٣]: يَوْمُ النَّحْرِ ﴿وَالْوَتْرِ﴾ [الفجر: ٣] يَوْمُ عَرَفَةَ وَقَالَ آخَرُونَ: ﴿الشَّفْعُ﴾ [الفجر: ٣]: الْيَوْمَانِ بَعْدَ يَوْمِ النَّحْرِ، ﴿وَالْوَتْرُ﴾ [الفجر: ٣]: الْيَوْمُ الثَّالِثُ
٢٤ / ٣٥٠
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ﴾ [الفجر: ٣] قَالَ: ﴿الشَّفْعُ﴾ [الفجر: ٣]: يَوْمَانِ بَعْدَ يَوْمِ النَّحْرِ، ﴿وَالْوَتْرُ﴾ [الفجر: ٣]: يَوْمُ النَّفْرِ الْآخَرِ، يَقُولُ اللَّهُ: ﴿فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ﴾ [البقرة: ٢٠٣] وَقَالَ آخَرُونَ: الشَّفْعُ: الْخَلْقُ كُلُّهُ، وَالْوَتْرُ: اللَّهُ
٢٤ / ٣٥٠
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: ثني أَبِي، قَالَ: ثني عَمِّي، قَالَ: ثني أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، ﴿وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ﴾ [الفجر: ٣] قَالَ: اللَّهُ وَتْرٌ وَأَنْتُمْ شَفْعٌ، وَيُقَالُ الشَّفْعُ صَلَاةُ الْغَدَاةِ، وَالْوَتْرُ صَلَاةُ الْمَغْرِبِ
٢٤ / ٣٥١
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: ثنا عِيسَى، وَحَدَّثَنِي الْحَارِثُ، قَالَ: ثنا الْحَسَنُ، قَالَ: ثنا وَرْقَاءُ، جَمِيعًا عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، ﴿وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ﴾ [الفجر: ٣] قَالَ: كُلُّ خَلْقِ اللَّهِ شَفْعٌ، السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ، وَالْبَرُّ وَالْبَحْرُ، وَالْجِنُّ وَالْإِنْسُ، وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ، وَاللَّهُ الْوَتْرُ وَحْدَهُ
٢٤ / ٣٥١
حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ، قَالَ: ثنا ابْنُ عُلَيَّةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: قَالَ مُجَاهِدٌ، فِي قَوْلِهِ: ﴿وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ﴾ [الذاريات: ٤٩] قَالَ: الْكُفْرَ وَالْإِيمَانَ، وَالسَّعَادَةَ وَالشَّقَاوَةَ، وَالْهُدَى وَالضَّلَالَةَ، وَاللَّيْلَ وَالنَّهَارَ، وَالسَّمَاءَ وَالْأَرْضَ، وَالْجِنَّ وَالْإِنْسَ، وَالْوَتْرُ: اللَّهُ؛ قَالَ: وَقَالَ فِي الشَّفْعِ وَالْوَتْرِ مِثْلَ ذَلِكَ
٢٤ / ٣٥١
حَدَّثَنِي عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ وَاصِلٍ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، فِي قَوْلِهِ ﴿وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ﴾ [الفجر: ٣] قَالَ: خَلَقَ اللَّهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ زَوْجَيْنِ، وَاللَّهُ وَتْرٌ وَاحِدٌ صَمَدٌ
٢٤ / ٣٥١
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُمَارَةَ، قَالَ: ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي يَحْيَى، عَنْ مُجَاهِدٍ ﴿وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ﴾ [الفجر: ٣] قَالَ: الشَّفْعُ: الزَّوْجُ، وَالْوَتْرُ: اللَّهُ
٢٤ / ٣٥٢
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا مِهْرَانُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ ﴿وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ﴾ [الفجر: ٣] قَالَ: الْوَتْرُ: اللَّهُ، وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ شَفْعٌ وَقَالَ آخَرُونَ: عُنِيَ بِذَلِكَ الْخَلْقُ، وَذَلِكَ أَنَّ الْخَلْقَ كُلَّهُ شَفْعٌ وَوَتْرٌ
٢٤ / ٣٥٢
قَالَ: ثنا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي قَوْلِهِ ﴿وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ﴾ [الفجر: ٣] قَالَ: الْخَلْقُ كُلُّهُ شَفْعٌ وَوَتْرٌ، وَأَقْسَمَ بِالْخَلْقِ
٢٤ / ٣٥٢
قَالَ: ثنا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، قَالَ: قَالَ الْحَسَنُ فِي ذَلِكَ: الْخَلْقُ كُلُّهُ شَفْعٌ ﴿وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ﴾ [الفجر: ٣] قَالَ: كَانَ أَبِي يَقُولُ: كُلُّ شَيْءٍ خَلَقَ اللَّهُ شَفْعٌ وَوَتْرٌ، فَأَقْسَمَ بِمَا ⦗٣٥٣⦘ خَلَقَ، وَأَقْسَمَ بِمَا تُبْصِرُونَ وَبِمَا لَا تُبْصِرُونَ وَقَالَ آخَرُونَ: بَلْ ذَلِكَ: الصَّلَاةُ الْمَكْتُوبَةُ، مِنْهَا الشَّفْعُ كَصَلَاةِ الْفَجْرِ وَالظُّهْرِ، وَمِنْهَا الْوَتْرُ كَصَلَاةِ الْمَغْرِبِ
٢٤ / ٣٥٢
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: كَانَ عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ يَقُولُ: ﴿الشَّفْعِ وَالْوَتْرِ﴾ [الفجر: ٣] الصَّلَاةُ
٢٤ / ٣٥٣
حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: ثنا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، فِي قَوْلِهِ: ﴿وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ﴾ [الفجر: ٣] قَالَ عِمْرَانُ: هِيَ الصَّلَاةُ الْمَكْتُوبَةُ فِيهَا الشَّفْعُ وَالْوَتْرُ
٢٤ / ٣٥٣
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا مِهْرَانُ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، ﴿وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ﴾ [الفجر: ٣] قَالَ: ذَلِكَ صَلَاةُ الْمَغْرِبِ، الشَّفْعُ: الرَّكْعَتَانِ، وَالْوَتْرُ: الرَّكْعَةُ الثَّالِثَةُ وَقَدْ رَفَعَ حَدِيثَ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ بَعْضُهُمْ
٢٤ / ٣٥٣
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: ثني أَبِي، قَالَ: ثني خَالِدُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ عِصَامٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ فِي الشَّفْعِ وَالْوَتْرِ، قَالَ: «هِيَ الصَّلَاةُ مِنْهَا شَفْعٌ وَمِنْهَا وَتْرٌ»
٢٤ / ٣٥٤
حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثنا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: ثنا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ الشَّفْعِ وَالْوَتْرِ، فَقَالَ: أَخْبَرَنِي عِمْرَانُ بْنُ عِصَامٍ الضُّبَعِيُّ، عَنْ شَيْخٍ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ، قَالَ: «هِيَ الصَّلَاةُ مِنْهَا شَفْعٌ، وَمِنْهَا وَتْرٌ»
٢٤ / ٣٥٤
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ عِصَامٍ، عَنْ شَيْخٍ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ ﴿وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ﴾ [الفجر: ٣] قَالَ: «هِيَ الصَّلَاةُ مِنْهَا شَفْعٌ وَمِنْهَا وَتْرٌ»
٢٤ / ٣٥٤
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، ﴿وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ﴾ [الفجر: ٣] إِنَّ مِنَ الصَّلَاةِ شَفْعًا، وَإِنَّ مِنْهَا وَتْرًا
٢٤ / ٣٥٤
حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثنا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: ثنا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ الشَّفْعِ، وَالْوَتْرِ، فَقَالَ: قَالَ الْحَسَنُ: هُوَ الْعَدَدُ. وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ خَبَرٌ يُؤَيِّدُ الْقَوْلَ الَّذِي ذَكَرْنَا عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ
٢٤ / ٣٥٥
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي زِيَادٍ الْقَطَوَانِيُّ، قَالَ: ثنا زَيْدُ بْنُ حُبَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَيَّاشُ بْنُ عُقْبَةَ، قَالَ: ثني جُبَيْرُ بْنُ نُعَيْمٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: «الشَّفْعُ: الْيَوْمَانِ، وَالْوَتْرُ: الْيَوْمُ الْوَاحِدُ» وَالصَّوَابُ مِنَ الْقَوْلِ فِي ذَلِكَ: أَنْ يُقَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى ذِكْرُهُ أَقْسَمَ بِالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ، وَلَمْ يُخَصِّصْ نَوْعًا مِنَ الشَّفْعِ وَلَا مِنَ الْوَتْرِ دُونَ نَوْعٍ بِخَبَرٍ وَلَا عَقْلٍ، وَكُلُّ شَفْعٍ وَوَتْرٍ فَهُوَ مِمَّا أَقْسَمَ بِهِ، مِمَّا قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ إِنَّهُ دَاخِلٌ فِي قَسَمِهِ هَذَا لِعُمُومِ قَسَمِهِ
٢٤ / ٣٥٥
بِذَلِكَ، وَاخْتَلَفَتِ الْقُرَّاءُ فِي قِرَاءَةِ قَوْلِهِ: ﴿وَالْوَتْرِ﴾ [الفجر: ٣] فَقَرَأَتْهُ عَامَّةُ قُرَّاءِ الْمَدِينَةِ وَمَكَّةَ وَالْبَصْرَةِ وَبَعْضُ قُرَّاءِ الْكُوفَةِ بِكَسْرِ الْوَاوِ، وَالصَّوَابُ مِنَ الْقَوْلِ فِي ذَلِكَ: أَنَّهُمَا قِرَاءَتَانِ مُسْتَفِيضَتَانِ مَعْرُوفَتَانِ فِي قِرَاءَةِ الْأَمْصَارِ، وَلُغَتَانِ مَشْهُورَتَانِ فِي الْعَرَبِ، فَبِأَيَّتِهِمَا قَرَأَ الْقَارِئُ فَمُصِيبٌ
٢٤ / ٣٥٦
وَقَوْلُهُ: ﴿وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ﴾ [الفجر: ٤] يَقُولُ: وَاللَّيْلِ إِذَا سَارَ فَذَهَبَ، يُقَالُ مِنْهُ: سَرَى فُلَانٌ لَيْلًا يَسْرِي: إِذَا سَارَ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: عُنِيَ بِقَوْلِهِ ﴿وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ﴾ [الفجر: ٤] لَيْلَةَ جَمْعٍ، وَهِيَ لَيْلَةُ الْمُزْدَلِفَةِ وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ
٢٤ / ٣٥٦
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُرْتَفِعِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، ﴿وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ﴾ [الفجر: ٤]: حَتَّى يُذْهِبَ بَعْضُهُ بَعْضًا
٢٤ / ٣٥٦
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: ثني أَبِي، قَالَ: ثني عَمِّي، قَالَ: ثني أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: ﴿وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ﴾ [الفجر: ٤] يَقُولُ: إِذَا ذَهَبَ
٢٤ / ٣٥٧
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُمَارَةَ، قَالَ: ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي يَحْيَى، عَنْ مُجَاهِدٍ، ﴿وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ﴾ [الفجر: ٤] قَالَ: إِذَا سَارَ
٢٤ / ٣٥٧
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا مِهْرَانُ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنِ الرَّبِيعِ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، ﴿وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ﴾ [الفجر: ٤] قَالَ: وَاللَّيْلِ إِذَا سَارَ
٢٤ / ٣٥٧
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، ﴿وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ﴾ [الفجر: ٤] يَقُولُ: إِذَا سَارَ
٢٤ / ٣٥٧
حَدَّثَنِي ابْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: ثنا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، فِي قَوْلِهِ ﴿وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ﴾ [الفجر: ٤] قَالَ: إِذَا سَارَ
٢٤ / ٣٥٧
حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ﴾ [الفجر: ٤] قَالَ: اللَّيْلُ إِذَا يَسِيرُ
٢٤ / ٣٥٧
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا مِهْرَانُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ ⦗٣٥٨⦘، ﴿وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ﴾ [الفجر: ٤] قَالَ: لَيْلَةُ جَمْعٍ وَاخْتَلَفَتِ الْقُرَّاءُ فِي قِرَاءَةِ ذَلِكَ، فَقَرَأَتْهُ عَامَّةُ قُرَّاءِ الشَّامِ وَالْعِرَاقِ ﴿يَسْرِ﴾ [الفجر: ٤] بِغَيْرِ يَاءٍ، وَقَرَأَ ذَلِكَ جَمَاعَةُ مِنَ الْقُرَّاءِ بِإِثْبَاتِ الْيَاءِ؛ وَحَذْفُ الْيَاءِ فِي ذَلِكَ أَعْجَبُ إِلَيْنَا، لَيُوَفَّقَ بَيْنَ رُءُوسِ الْآيِ إِذْ كَانَتْ بِالرَّاءِ. وَالْعَرَبُ رُبَّمَا أَسْقَطَتِ الْيَاءَ فِي مَوْضِعِ الرَّفْعِ مِثْلَ هَذَا، اكْتِفَاءً بِكَسْرَةِ مَا قَبْلَهَا مِنْهَا، مِنْ ذَلِكَ قَوْلُ الشَّاعِرِ:
[البحر الخفيف] لَيْسَ تَخْفَى يَسَارَتِي قَدْرَ يَوْمٍ … وَلَقَدْ تُخْفِ شِيمَتِي إِعْسَارِي
[البحر الخفيف] لَيْسَ تَخْفَى يَسَارَتِي قَدْرَ يَوْمٍ … وَلَقَدْ تُخْفِ شِيمَتِي إِعْسَارِي
٢٤ / ٣٥٧
وَقَوْلُهُ: ﴿هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ﴾ [الفجر: ٥] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: هَلْ فِيمَا أَقْسَمْتُ بِهِ مِنْ هَذِهِ الْأُمُورِ مَقْنَعٌ لِذِي حِجْرٍ. وَإِنَّمَا عُنِيَ بِذَلِكَ: إِنَّ فِي هَذَا الْقَسَمِ مُكْتَفًى لِمَنْ عَقَلَ عَنْ رَبِّهِ، مِمَّا هُوَ أَغْلَظُ مِنْهُ فِي الْأَقْسَامِ. فَأَمَّا مَعْنَى قَوْلِهِ: ﴿لِذِي حِجْرٍ﴾ [الفجر: ٥] فَإِنَّهُ لِذِي حِجًى وَذِي عَقْلٍ؛ يُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذَا كَانَ مَالِكًا نَفْسَهُ قَاهِرًا لَهَا ضَابِطًا: إِنَّهُ لَذُو حِجْرٍ، وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: حَجَرَ الْحَاكِمُ عَلَى فُلَانٍ وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ
٢٤ / ٣٥٨
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، وَأَبُو السَّائِبِ، قَالَا: ثنا ابْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا قَابُوسُ بْنُ أَبِي ظَبْيَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿لِذِي حِجْرٍ﴾ [الفجر: ٥] قَالَ: ⦗٣٥٩⦘ لِذِي النُّهَى وَالْعَقْلِ
٢٤ / ٣٥٨
حَدَّثَنِي عَلِيٌّ، قَالَ: ثنا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: ثني مُعَاوِيَةُ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ ﴿لِذِي حِجْرٍ﴾ [الفجر: ٥] قَالَ: لِأُولِي النُّهَى
٢٤ / ٣٥٩
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: ثني أَبِي، قَالَ: ثني عَمِّي، قَالَ: ثني أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: ﴿هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ﴾ [الفجر: ٥] قَالَ: ذُو الْحِجْرِ وَالنُّهَى وَالْعَقْلِ
٢٤ / ٣٥٩
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا مِهْرَانُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ قَابُوسَ بْنِ أَبِي ظَبْيَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ﴿قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ﴾ [الفجر: ٥] قَالَ: لِذِي عَقْلٍ، لِذِي نُهَى
٢٤ / ٣٥٩
قَالَ ثنا مِهْرَانُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الْأَغَرِّ الْمِنْقَرِيِّ، عَنْ خَلِيفَةَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ أَبِي نَصْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ﴿قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ﴾ [الفجر: ٥] قَالَ: لِذِي لُبٍّ لِذِي حِجًى
٢٤ / ٣٥٩
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: ثنا عِيسَى، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَوْلُهُ ﴿هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ﴾ [الفجر: ٥] قَالَ: لِذِي عَقْلٍ
٢٤ / ٣٥٩
حَدَّثَنِي الْحَارِثُ، قَالَ: ثنا الْحَسَنُ، قَالَ: ثنا وَرْقَاءُ جَمِيعًا، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: لِذِي عَقْلٍ، لِذِي رَأْيٍ
٢٤ / ٣٥٩
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُمَارَةَ، قَالَ: ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، ⦗٣٦٠⦘ عَنْ أَبِي يَحْيَى، عَنْ مُجَاهِدٍ ﴿هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ﴾ [الفجر: ٥] قَالَ: لِذِي لُبٍّ، أَوْ نُهَى
٢٤ / ٣٥٩
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، قَالَ: ثنا خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ، عَنْ هِلَالِ بْنِ خَبَّابٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي قَوْلِهِ ﴿قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ﴾ [الفجر: ٥] قَالَ: لِذِي عَقْلٍ
٢٤ / ٣٦٠
حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ، قَالَ: ثنا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، عَنِ الْحَسَنِ، ﴿هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ﴾ [الفجر: ٥] قَالَ: لِذِي حِلْمٍ
٢٤ / ٣٦٠
حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: ثنا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، فِي قَوْلِهِ: ﴿لِذِي حِجْرٍ﴾ [الفجر: ٥] قَالَ: لِذِي حِجًى وَقَالَ الْحَسَنُ: لِذِي لُبٍّ
٢٤ / ٣٦٠
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، فِي قَوْلِهِ ﴿هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ﴾ [الفجر: ٥]: لِذِي حِجًى، لِذِي عَقْلٍ وَلُبٍّ
٢٤ / ٣٦٠
حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ﴾ [الفجر: ٥] قَالَ: لِذِي عَقْلٍ، وَقَرَأَ: ﴿لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ﴾ [البقرة: ١٦٤] وَ﴿لِأُولِي الْأَلْبَابِ﴾ [آل عمران: ١٩٠]، وَهُمُ الَّذِينَ عَاتَبَهُمُ اللَّهُ، وَقَالَ: الْعَقْلُ وَاللُّبُّ وَاحِدٌ، إِلَّا أَنَّهُ يَفْتَرِقُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ
٢٤ / ٣٦٠
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ، إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ، الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ، وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ، وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ، الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ﴾
٢٤ / ٣٦٠
وَقَوْلُهُ: ﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ﴾ [الفجر: ٦]، ﴿إِرَمَ﴾ [الفجر: ٧] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ لِنَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ ﷺ: أَلَمْ تَنْظُرْ يَا مُحَمَّدُ بِعَيْنِ قَلْبِكَ، فَتَرَى كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ؟ اخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ: ﴿إِرَمَ﴾ [الفجر: ٧] فَقَالَ بَعْضُهُمْ: هِيَ اسْمُ بَلْدَةٍ، ثُمَّ اخْتَلَفَ الَّذِينَ قَالُوا ذَلِكَ فِي الْبَلْدَةِ الَّتِي عُنِيَتْ بِذَلِكَ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: عُنِيَتْ بِهِ الْإِسْكَنْدَرِيَّةُ
٢٤ / ٣٦١
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: ثني يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِي صَخْرٍ، عَنِ الْقُرَظِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ: ﴿إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ﴾ [الفجر: ٧] الْإِسْكَنْدَرِيَّةُ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ، وَقَالَ آخَرُونَ: هِيَ دِمَشْقُ
٢٤ / ٣٦١
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْهِلَالِيُّ، مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، قَالَ: ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ، قَالَ: ثنا ابْنُ أَبَى ذِئْبٍ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ: ﴿بِعَادٍ إِرَمَ ذَاتِ ⦗٣٦٢⦘ الْعِمَادِ﴾ [الفجر: ٧] قَالَ: دِمَشْقُ وَقَالَ آخَرُونَ: عُنِيَ بِقَوْلِهِ: ﴿إِرَمَ﴾ [الفجر: ٧] أُمَّةٌ
٢٤ / ٣٦١
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُمَارَةَ، قَالَ: ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي يَحْيَى، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَوْلُهُ: ﴿إِرَمَ﴾ [الفجر: ٧] قَالَ: أُمَّةٌ وَقَالَ آخَرُونَ: مَعْنَى ذَلِكَ: الْقَدِيمَةُ
٢٤ / ٣٦٢
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: ثنا عِيسَى، وَحَدَّثَنِي الْحَارِثُ، قَالَ: ثنا الْحَسَنُ، قَالَ: ثنا وَرْقَاءُ، جَمِيعًا عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَوْلُهُ: ﴿إِرَمَ﴾ [الفجر: ٧] قَالَ: الْقَدِيمَةُ وَقَالَ آخَرُونَ: تِلْكَ قَبِيلَةٌ مِنْ عَادٍ
٢٤ / ٣٦٢
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلُهُ: ﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ﴾ [الفجر: ٧] قَالَ: كُنَّا نُحَدِّثُ أَنَّ إِرَمَ قَبِيلَةٌ ⦗٣٦٣⦘ مِنْ عَادٍ، بَيْتُ مَمْلَكَةِ عَادٍ
٢٤ / ٣٦٢
حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: ثنا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، فِي قَوْلِهِ: ﴿إِرَمَ﴾ [الفجر: ٧] قَالَ: قَبِيلَةٌ مِنْ عَادٍ، كَانَ يُقَالُ لَهُمْ: إِرَمُ، جَدُّ عَادٍ
٢٤ / ٣٦٣
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، ﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ إِرَمَ﴾ [الفجر: ٧] يَقُولُ اللَّهُ: بِعَادٍ إِرَمَ، إِنَّ عَادَ بْنَ إِرَمَ بْنِ عَوْصَ بْنِ بَسَّامِ بْنِ نُوحٍ وَقَالَ آخَرُونَ ﴿إِرَمَ﴾ [الفجر: ٧] الْهَالِكُ
٢٤ / ٣٦٣
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: ثني أَبِي، قَالَ: ثني عَمِّي، قَالَ: ثني أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: ﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ إِرَمَ﴾ [الفجر: ٧] يَعْنِي بِالْإِرَمِ: الْهَالِكَ؛ أَلَا تَرَى أَنَّكَ تَقُولُ: أَرِمَ بَنُو فُلَانٍ
٢٤ / ٣٦٣
حُدِّثْتُ عَنِ الْحُسَيْنِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُعَاذٍ، يَقُولُ: ثنا عُبَيْدٌ، قَالَ: سَمِعْتُ الضَّحَّاكَ، يَقُولُ فِي قَوْلِهِ: ﴿بِعَادٍ إِرَمَ﴾ [الفجر: ٧] الْهَلَاكُ؛ أَلَا تَرَى أَنَّكَ تَقُولُ: أَرِمَ بَنُو فُلَانٍ: أَيْ هَلَكُوا وَالصَّوَابُ مِنَ الْقَوْلِ فِي ذَلِكَ: أَنْ يُقَالَ: إِنَّ إِرَمَ إِمَّا بَلْدَةٌ كَانَتْ عَادٌ تَسْكُنُهَا، فَلِذَلِكَ رُدَّتْ عَلَى عَادٍ لِلِاتِّبَاعِ لَهَا، وَلَمْ يُجْرَ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ، وَإِمَّا اسْمُ قَبِيلَةٍ فَلَمْ يُجْرَ أَيْضًا، كَمَا لَا يُجْرَى أَسْمَاءُ الْقَبَائِلِ، كَتَمِيمٍ وَبَكْرٍ، وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ إِذَا أَرَادُوا بِهِ الْقَبِيلَةَ. وَأَمَّا اسْمُ عَادٍ فَلَمْ يُجْرَ، إِذْ كَانَ اسْمًا أَعْجَمِيًّا فَأَمَّا مَا ذُكِرَ عَنْ مُجَاهِدٍ، أَنَّهُ قَالَ: عُنِيَ بِذَلِكَ الْقَدِيمَةُ، فَقَوْلٌ لَا مَعْنَى لَهُ، لِأَنَّ ذَلِكَ لَوْ كَانَ مَعْنَاهُ لَكَانَ مَخْفُوضًا بِالتَّنْوِينِ، وَفِي تَرْكِ الْإِجْرَاءِ الدَّلِيلُ عَلَى أَنَّهُ لَيْسَ بِنَعْتٍ وَلَا صِفَةٍ وَأَشْبَهُ الْأَقْوَالِ فِيهِ بِالصَّوَابِ عِنْدِي: أَنَّهَا اسْمُ قَبِيلَةٍ مِنْ عَادٍ، وَلِذَلِكَ جَاءَتِ الْقِرَاءَةُ بِتَرْكِ إِضَافَةِ عَادٍ إِلَيْهَا، وَتَرْكُ إِجْرَائِهَا، كَمَا يُقَالُ: أَلَمْ تَرَ مَا فَعَلَ رَبُّكَ بِتَمِيمِ نَهْشَلَ؟ فَيُتْرَكَ إِجْرَاءُ نَهْشَلَ، وَهِيَ قَبِيلَةٌ، فَتَرَكَ إِجْرَاءَهَا لِذَلِكَ، وَهِيَ فِي مَوْضِعِ خَفْضٍ بِالرَّدِّ عَلَى تَمِيمٍ، وَلَوْ كَانَتْ إِرَمُ اسْمَ بَلْدَةٍ أَوِ اسْمَ جَدٍّ لِعَادٍ لَجَاءَتِ الْقِرَاءَةُ بِإِضَافَةِ عَادٍ إِلَيْهَا، كَمَا يُقَالُ: هَذَا عُمَرُ وَزُبَيْدٌ وَحَاتِمُ طَيِّئٍ وَأَعْشَى هَمْدَانَ، وَلَكِنَّهَا اسْمُ قَبِيلَةٍ مِنْهَا، فِيمَا أَرَى، كَمَا قَالَ قَتَادَةُ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ، فَلِذَلِكَ أَجْمَعَتِ الْقُرَّاءُ فِيهَا عَلَى تَرْكِ الْإِضَافَةِ، وَتَرْكِ الْإِجْرَاءِ
٢٤ / ٣٦٤
وَقَوْلُهُ: ﴿ذَاتِ الْعِمَادِ﴾ [الفجر: ٧] اخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي مَعْنَى قَوْلِهِ: ﴿ذَاتِ ⦗٣٦٥⦘ الْعِمَادِ﴾ [الفجر: ٧] فِي هَذَا الْمَوْضِعِ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: مَعْنَاهُ: ذَاتِ الطَّوْلِ، وَذَهَبُوا فِي ذَلِكَ إِلَى قَوْلِ الْعَرَبِ لِلرَّجُلِ الطَّوِيلِ: رَجُلٌ مُعَمَّدٌ، وَقَالُوا: كَانُوا طُوَالَ الْأَجْسَامِ
٢٤ / ٣٦٤
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: ثني أَبِي، قَالَ: ثني عَمِّي، قَالَ: ثني أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، ﴿ذَاتِ الْعِمَادِ﴾ [الفجر: ٧] يَعْنِي: طُولُهُمْ مِثْلُ الْعِمَادِ
٢٤ / ٣٦٥
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُمَارَةَ، قَالَ: ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي يَحْيَى، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَوْلُهُ: ﴿ذَاتِ الْعِمَادِ﴾ [الفجر: ٧] قَالَ: كَانَ لَهُمْ جِسْمٌ فِي السَّمَاءِ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: بَلْ قِيلَ لَهُمْ ﴿ذَاتِ الْعِمَادِ﴾ [الفجر: ٧] لِأَنَّهُمْ كَانُوا أَهْلَ عَمَدٍ، يَنْتَجِعُونَ الْغُيُوثَ، وَيَنْتَقِلُونَ إِلَى الْكَلَأِ حَيْثُ كَانَ، ثُمَّ يَرْجِعُونَ إِلَى مَنَازِلِهِمْ
٢٤ / ٣٦٥
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: ثنا عِيسَى، وَحَدَّثَنِي الْحَارِثُ، قَالَ: ثنا الْحَسَنُ، قَالَ: ثنا وَرْقَاءُ، جَمِيعًا عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَوْلُهُ: ﴿الْعِمَادِ﴾ [الفجر: ٧] قَالَ: أَهْلُ عَمُودٍ لَا يُقِيمُونَ
٢٤ / ٣٦٥
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، ﴿ذَاتِ الْعِمَادِ﴾ [الفجر: ٧] قَالَ: ذُكِرَ لَنَا أَنَّهُمْ كَانُوا أَهْلَ عَمُودٍ لَا يُقِيمُونَ سَيَّارَةً
٢٤ / ٣٦٥
حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: ثنا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ ﴿ذَاتِ الْعِمَادِ﴾ [الفجر: ٧] قَالَ: كَانُوا أَهْلَ عَمُودٍ وَقَالَ آخَرُونَ: بَلْ قِيلَ ذَلِكَ لَهُ لِبِنَاءٍ بَنَاهُ بَعْضُهُمْ، فَشَيَّدَ عُمُدَهُ، وَرَفَعَ بِنَاءَهُ
٢٤ / ٣٦٦
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ﴾ [الفجر: ٧] قَالَ: عَادٌ قَوْمُ هُودٍ، بَنَوْهَا وَعَمِلُوهَا حِينَ كَانُوا فِي الْأَحْقَافِ، قَالَ: ﴿لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا﴾ [الفجر: ٨] مِثْلُ تِلْكَ الْأَعْمَالِ فِي الْبِلَادِ. قَالَ: وَكَذَلِكَ فِي الْأَحْقَافِ فِي حَضْرَمَوْتَ، ثُمَّ كَانَتْ عَادٌ؛ قَالَ: وَثَمَّ أَحْقَافُ الرَّمْلِ كَمَا قَالَ اللَّهُ ﴿بِالْأَحْقَافِ﴾ [الأحقاف: ٢١] مِنَ الرَّمْلِ، رِمَالٌ أَمْثَالُ الْجِبَالُ، تَكُونُ مُظِلَّةً مُجَوَّفَةً وَقَالَ آخَرُونَ: قِيلَ ذَلِكَ لَهُمْ لِشِدَّةِ أَبْدَانِهِمْ وَقُوَاهُمْ
٢٤ / ٣٦٦
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حُدِّثْتُ عَنِ الْحُسَيْنِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُعَاذٍ، يَقُولُ: ثنا عُبَيْدٌ، قَالَ: سَمِعْتُ الضَّحَّاكَ، يَقُولُ، فِي قَوْلِهِ: ﴿ذَاتِ الْعِمَادِ﴾ [الفجر: ٧] يَعْنِي: الشِّدَّةَ وَالْقُوَّةَ وَأَشْبَهُ الْأَقْوَالِ فِي ذَلِكَ بِمَا دَلَّ عَلَيْهِ ظَاهِرُ التَّنْزِيلِ: قَوْلُ مَنْ قَالَ: عُنِيَ بِذَلِكَ أَنَّهُمْ ⦗٣٦٧⦘ كَانُوا أَهْلَ عَمُودٍ سَيَّارَةً، لِأَنَّ الْمَعْرُوفَ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ مِنَ الْعِمَادِ، مَا عُمِدَ بِهِ الْخِيَامُ مِنَ الْخَشَبِ، وَالسَّوَارِي الَّتِي يُحْمَلُ عَلَيْهَا الْبِنَاءُ، وَلَا يُعْلَمُ بِنَاءٌ كَانَ لَهُمْ بِالْعِمَادِ بِخَبَرٍ صَحِيحٍ، بَلْ وَجَّهَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ قَوْلَهُ: ﴿ذَاتِ الْعِمَادِ﴾ [الفجر: ٧] إِلَى أَنَّهُ عُنِيَ بِهِ طُولُ أَجْسَامِهِمْ، وَبَعْضُهُمْ إِلَى أَنَّهُ عُنِيَ بِهِ عِمَادُ خِيَامِهِمْ، فَأَمَّا عِمَادُ الْبُنْيَانِ، فَلَا يُعْلَمُ كَثِيرُ أَحَدٍ مِنْ أَهْلِ التَّأْوِيلِ وَجَّهَهُ إِلَيْهِ، وَتَأْوِيلُ الْقُرْآنِ إِنَّمَا يُوَجَّهُ إِلَى الْأَغْلَبِ الْأَشْهُرِ مِنْ مَعَانِيهِ، مَا وُجِدَ إِلَى ذَلِكَ سَبِيلٌ، دُونَ الْأَنْكَرِ
٢٤ / ٣٦٦
وَقَوْلُهُ: ﴿الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ﴾ [الفجر: ٨] يَقُولُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: ﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ، إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ﴾ [الفجر: ٧]، يَعْنِي: مِثْلَ عَادٍ، وَالْهَاءُ عَائِدَةٌ عَلَى عَادٍ. وَجَائِزٌ أَنْ تَكُونَ عَائِدَةً عَلَى إِرَمَ، لِمَا قَدْ بَيَّنَّا قَبْلُ أَنَّهَا قَبِيلَةٌ. وَإِنَّمَا عُنِيَ بِقَوْلِهِ: ﴿لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا﴾ [الفجر: ٨] فِي الْعِظَمِ وَالْبَطْشِ وَالْأَيْدِ. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ
٢٤ / ٣٦٧
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلُهُ: ﴿الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ﴾ [الفجر: ٨] ذَكَرَ أَنَّهُمْ كَانُوا اثْنَيْ عَشَرَ ذِرَاعًا طُولًا فِي السَّمَاءِ وَقَالَ آخَرُونَ: بَلْ مَعْنَى ذَلِكَ: ذَاتِ الْعِمَادِ الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ، لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُ الْأَعْمِدَةِ فِي الْبِلَادِ، وَقَالُوا: الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا مِنْ صِفَةِ ذَاتِ الْعِمَادِ، وَالْهَاءُ الَّتِي فِي
٢٤ / ٣٦٧
مِثْلُهَا إِنَّمَا هِيَ مِنْ ذِكْرِ ذَاتِ الْعِمَادِ ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ، فِي قَوْلِهِ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ وَهَذَا قَوْلٌ لَا وَجْهَ لَهُ، لِأَنَّ الْعِمَادَ وَاحِدٌ مُذَكَّرٌ، وَالَّتِي لِلْأُنْثَى، وَلَا يُوصَفُ الْمُذَكَّرُ بِالَّتِي، وَلَوْ كَانَ ذَلِكَ مِنْ صِفَةِ الْعِمَادِ لَقِيلَ: الَّذِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهُ فِي الْبِلَادِ، وَإِنْ جَعَلْتَ الَّتِي لِإِرَمَ، وَجَعَلْتَ الْهَاءَ عَائِدَةً فِي قَوْلِهِ: ﴿مِثْلُهَا﴾ [البقرة: ١٠٦] عَلَيْهَا؛ وَقِيلَ: هِيَ دِمَشْقُ أَوْ إِسْكَنْدَرِيَّةُ، فَإِنَّ بِلَادَ عَادٍ هِيَ الَّتِي وَصَفَهَا اللَّهُ فِي كِتَابِهِ فَقَالَ: ﴿وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ﴾ [الأحقاف: ٢١] وَالْأَحْقَافُ: هِيَ جَمْعُ حِقْفٌ، وَهُوَ مَا انْعَطَفَ مِنَ الرَّمْلِ وَانْحَنَى، وَلَيْسَتِ الْإِسْكَنْدَرِيَّةُ وَلَا دِمَشْقُ مِنْ بِلَادِ الرِّمَالِ، بَلْ ذَلِكَ الشِّحْرُ مِنْ بِلَادِ حَضْرَمَوْتَ، وَمَا وَالَاهَا
٢٤ / ٣٦٨
وَقَوْلُهُ: ﴿وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ﴾ يَقُولُ: وَبِثَمُودَ الَّذِي خَرَقُوا الصَّخْرَ وَدَخَلُوهُ، فَاتَّخَذُوهُ بُيُوتًا، كَمَا قَالَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ ﴿وَكَانُوا يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا آمِنَيْنَ﴾ [الحجر: ٨٢] وَالْعَرَبُ تَقُولُ: جَابَ فُلَانٌ الْفَلَاةَ يَجُوبُهَا جَوْبًا: إِذَا دَخَلَهَا وَقَطَعَهَا؛ وَمِنْهُ قَوْلُ نَابِغَةَ:
[البحر الطويل] ⦗٣٦٩⦘ أَتَاكَ أَبُو لَيْلَى يَجُوبُ بِهِ الدُّجَى … دُجَى اللَّيْلِ جَوَّابُ الْفَلَاةِ عَمِيمُ
يَعْنِي بِقَوْلِهِ: يَجُوبُ: يَدْخُلُ وَيَقْطَعُ. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ
[البحر الطويل] ⦗٣٦٩⦘ أَتَاكَ أَبُو لَيْلَى يَجُوبُ بِهِ الدُّجَى … دُجَى اللَّيْلِ جَوَّابُ الْفَلَاةِ عَمِيمُ
يَعْنِي بِقَوْلِهِ: يَجُوبُ: يَدْخُلُ وَيَقْطَعُ. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ
٢٤ / ٣٦٨
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي عَلِيٌّ، قَالَ: ثنا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: ثني مُعَاوِيَةُ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ﴾ يَقُولُ: فَخَرَقُوهَا
٢٤ / ٣٦٩
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: ثني أَبِي، قَالَ: ثني عَمِّي، قَالَ: ثني أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: ﴿وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ﴾ يَعْنِي: ثَمُودَ قَوْمَ صَالِحٍ، كَانُوا يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا
٢٤ / ٣٦٩
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُمَارَةَ، قَالَ: ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي يَحْيَى، عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ﴾ قَالَ: جَابُوا الْجِبَالَ، فَجَعَلُوهَا بُيُوتًا
٢٤ / ٣٦٩
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلُهُ: ﴿وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ﴾ جَابُوهَا وَنَحَتُوهَا بُيُوتًا
٢٤ / ٣٦٩
حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: ثنا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: ﴿جَابُوا ⦗٣٧٠⦘ الصَّخْرَ﴾ [الفجر: ٩] قَالَ: نَقَبُوا الصَّخْرَ
٢٤ / ٣٦٩
حُدِّثْتُ عَنِ الْحُسَيْنِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُعَاذٍ، يَقُولُ: ثنا عُبَيْدٌ، قَالَ: سَمِعْتُ الضَّحَّاكَ، يَقُولُ فِي قَوْلِهِ: ﴿جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ﴾ يَقُولُ: قَدُّوا الْحِجَارَةَ
٢٤ / ٣٧٠
حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ﴾: ضَرَبُوا الْبُيُوتَ وَالْمَسَاكِنَ فِي الصَّخْرِ فِي الْجِبَالِ، حَتَّى جَعَلُوا فِيهَا مَسَاكِنَ، جَابُوا: جَوَّبُوهَا، تَجَوَّبُوا الْبُيُوتَ فِي الْجِبَالِ؛ قَالَ قَائِلٌ:
[البحر الطويل] إِلَّا كُلُّ شَيْءٍ مَا خَلَا اللَّهَ بَائِدٌ … كَمَا بَادَ حَيٌّ مِنْ شَنِيقٍ وَمَارِدِ
هُمُ ضَرَبُوا فِي كُلِّ صَلَّاءَ صَعْدَةً … بَأَيْدٍ شِدَادٍ أَيِّدَاتِ السَّوَاعِدِ
[البحر الطويل] إِلَّا كُلُّ شَيْءٍ مَا خَلَا اللَّهَ بَائِدٌ … كَمَا بَادَ حَيٌّ مِنْ شَنِيقٍ وَمَارِدِ
هُمُ ضَرَبُوا فِي كُلِّ صَلَّاءَ صَعْدَةً … بَأَيْدٍ شِدَادٍ أَيِّدَاتِ السَّوَاعِدِ
٢٤ / ٣٧٠
وَقَوْلُهُ: ﴿وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ﴾ [الفجر: ١٠] يَقُولُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ أَيْضًا بِفِرْعَوْنَ صَاحِبِ الْأَوْتَادِ وَاخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي مَعْنَى قَوْلِهِ: ﴿ذِي الْأَوْتَادِ﴾ [الفجر: ١٠] وَلِمَ قِيلَ لَهُ ذَلِكَ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: مَعْنَى ذَلِكَ: ذِي الْجُنُودِ الَّذِي يُقَوُّونَ لَهُ أَمْرَهُ، وَقَالُوا: الْأَوْتَادُ فِي هَذَا ⦗٣٧١⦘ الْمَوْضِعِ: الْجُنُودُ
٢٤ / ٣٧٠
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: ثني أَبِي، قَالَ: ثني عَمِّي، قَالَ: ثني أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، ﴿وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ﴾ [الفجر: ١٠] قَالَ: الْأَوْتَادُ: الْجُنُودُ الَّذِينَ يَشُدُّونَ لَهُ أَمْرَهُ، وَيُقَالُ: كَانَ فِرْعَوْنُ يُوتِدُ فِي أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلِهِمْ أَوْتَادًا مِنْ حَدِيدٍ، يُعَلِّقُهُمْ بِهَا وَقَالَ آخَرُونَ: بَلْ قِيلَ لَهُ ذَلِكَ لِأَنَّهُ كَانَ يُوتِدُ النَّاسَ بِالْأَوْتَادِ
٢٤ / ٣٧١
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: ثنا عِيسَى، وَحَدَّثَنِي الْحَارِثُ، قَالَ: ثنا الْحَسَنُ، قَالَ: ثنا وَرْقَاءُ، جَمِيعًا عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَوْلُهُ: ﴿ذِي الْأَوْتَادِ﴾ [الفجر: ١٠] قَالَ: كَانَ يُوتِدُ النَّاسَ بِالْأَوْتَادِ وَقَالَ آخَرُونَ: كَانَتْ مَظَالَّ وَمَلَاعِبَ يُلْعَبُ لَهُ تَحْتَهَا
٢٤ / ٣٧١
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، ﴿وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ﴾ [الفجر: ١٠]: ذُكِرَ لَنَا أَنَّهَا كَانَتْ مَظَالَّ وَمَلَاعِبَ يُلْعَبُ لَهُ تَحْتَهَا، مِنْ أَوْتَادٍ وَحِبَالٍ
٢٤ / ٣٧١
حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: ثنا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ ﴿ذِي ⦗٣٧٢⦘ الْأَوْتَادِ﴾ [الفجر: ١٠] قَالَ: ذِي الْبِنَاءِ كَانَتْ مَظَالَّ يُلْعَبُ لَهُ تَحْتَهَا، وَأَوْتَادًا تُضْرَبُ لَهُ
٢٤ / ٣٧١
قَالَ: ثنا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، قَالَ: أَوْتَدَ فِرْعَوْنُ لِامْرَأَتِهِ أَرْبَعَةَ أَوْتَادٍ، ثُمَّ جَعَلَ عَلَى ظَهْرِهَا رَحًا عَظِيمَةً حَتَّى مَاتَتْ وَقَالَ آخَرُونَ: بَلْ ذَلِكَ لِأَنَّهُ كَانَ يُعَذِّبُ النَّاسَ بِالْأَوْتَادِ
٢٤ / ٣٧٢
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا مِهْرَانُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ مَحْمُودٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، ﴿وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ﴾ [الفجر: ١٠] قَالَ: كَانَ يَجْعَلُ رِجْلًا هَاهُنَا، وَرِجْلًا هَاهُنَا، وَيَدًا هَاهُنَا، وَيَدًا هَاهُنَا بِالْأَوْتَادِ
٢٤ / ٣٧٢
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: ثنا عِيسَى، وَحَدَّثَنِي الْحَارِثُ، قَالَ: ثنا الْحَسَنُ، قَالَ: ثنا وَرْقَاءُ، جَمِيعًا عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَوْلُهُ: ﴿ذِي الْأَوْتَادِ﴾ [الفجر: ١٠] قَالَ: كَانَ يُوتِدُ النَّاسَ بِالْأَوْتَادِ وَقَالَ آخَرُونَ: إِنَّمَا قِيلَ ذَلِكَ لِأَنَّهُ كَانَ لَهُ بُنْيَانٌ يُعَذِّبُ النَّاسَ عَلَيْهِ
٢٤ / ٣٧٢
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا مِهْرَانُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ ⦗٣٧٣⦘ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، ﴿وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ﴾ [الفجر: ١٠] قَالَ: كَانَ لَهُ مَنَارَاتٌ يُعَذِّبُهُمْ عَلَيْهَا وَأَوْلَى هَذِهِ الْأَقْوَالِ عِنْدِي بِالصَّوَابِ، قَوْلُ مَنْ قَالَ: عُنِيَ بِذَلِكَ: الْأَوْتَادُ الَّتِي تُوتَدُ، مِنْ خَشَبٍ كَانَتْ أَوْ حَدِيدٍ، لِأَنَّ ذَلِكَ هُوَ الْمَعْرُوفُ مِنْ مَعَانِي الْأَوْتَادِ، وَوُصِفَ بِذَلِكَ، لِأَنَّهُ إِمَّا أَنْ يَكُونَ كَانَ يُعَذِّبُ النَّاسَ بِهَا، كَمَا قَالَ أَبُو رَافِعٍ وَسَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، وَإِمَّا أَنْ يَكُونَ كَانَ يُلْعَبُ لَهُ بِهَا
٢٤ / ٣٧٢
وَقَوْلُهُ: ﴿الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ﴾ [الفجر: ١١] يَعْنِي بِقَوْلِهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: ﴿الَّذِينَ﴾ [الفاتحة: ٧] عَادًا وَثَمُودَ وَفِرْعَوْنَ وَجُنْدَهُ وَيَعْنِي بِقَوْلِهِ: ﴿طَغَوْا﴾ [الفجر: ١١] تَجَاوَزُوا مَا أَبَاحَهُ لَهُمْ رَبُّهُمْ، وَعَتَوْا عَلَى رَبِّهِمْ إِلَى مَا حَظَرَهُ عَلَيْهِمْ مِنَ الْكُفْرِ بِهِ وَقَوْلِهِ ﴿فِي الْبِلَادِ﴾ [آل عمران: ١٩٦] الَّتِي كَانُوا فِيهَا
٢٤ / ٣٧٣
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ﴾ [الفجر: ١٣] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: فَأَكْثَرُوا فِي الْبِلَادِ الْمَعَاصِي، وَرُكُوبَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ﴿فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ﴾ [الفجر: ١٣] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: فَأَنْزَلَ بِهِمْ يَا مُحَمَّدُ رَبُّكَ عَذَابَهُ، وَأَحَلَّ بِهِمْ نِقْمَتَهُ، بِمَا أَفْسَدُوا فِي الْبِلَادِ، وَطَغَوْا عَلَى اللَّهِ فِيهَا. وَقِيلَ: فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ سَوْطَ عَذَابٍ وَإِنَّمَا كَانَتْ نِقَمًا تَنْزِلُ بِهِمْ، إِمَّا رِيحًا تُدَمِّرُهُمْ، وَإِمَّا رَجْفًا يُدَمْدِمُ عَلَيْهِمْ، وَإِمَّا غَرْقًا يُهْلِكُهُمْ، مِنْ غَيْرِ ضَرْبٍ بِسَوْطٍ وَلَا عَصًا، لِأَنَّهُ كَانَ مِنْ أَلِيمِ عَذَابِ الْقَوْمِ الَّذِينَ خُوطِبُوا بِهَذَا الْقُرْآنِ، الْجَلْدُ بِالسِّيَاطِ، فَكَثُرَ اسْتِعْمَالُ الْقَوْمِ الْخَبَرَ عَنْ شِدَّةِ الْعَذَابِ الَّذِي يُعَذَّبُ بِهِ
٢٤ / ٣٧٣
الرَّجُلُ مِنْهُمْ، أَنْ يَقُولُوا: ضُرِبَ فُلَانٌ حَتَّى بِالسِّيَاطِ، إِلَى أَنْ صَارَ ذَلِكَ مَثَلًا، فَاسْتَعْمَلُوهُ فِي كُلِّ مُعَذَّبٍ بِنَوْعٍ مِنَ الْعَذَابِ شَدِيدٍ، وَقَالُوا: صُبَّ عَلَيْهِ سَوْطُ عَذَابٍ. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ
٢٤ / ٣٧٤
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: ثنا عِيسَى، وَحَدَّثَنِي الْحَارِثُ، قَالَ: ثنا الْحَسَنُ، قَالَ: ثنا وَرْقَاءُ، جَمِيعًا عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَوْلُهُ: ﴿سَوْطَ عَذَابٍ﴾ [الفجر: ١٣] قَالَ: مَا عُذِّبُوا بِهِ
٢٤ / ٣٧٤
حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ﴾ [الفجر: ١٣] قَالَ: الْعَذَابُ الَّذِي عَذَّبَهُمْ بِهِ سَمَّاهُ: سَوْطَ عَذَابٍ
٢٤ / ٣٧٤
وَقَوْلُهُ: ﴿إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ﴾ [الفجر: ١٤] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ لِنَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ ﷺ: إِنَّ رَبَّكَ يَا مُحَمَّدُ لِهَؤُلَاءِ الَّذِينَ قَصَصْتُ عَلَيْكَ قَصَصَهُمْ، وَلِضُرَبَائِهِمْ مِنْ أَهْلِ الْكُفْرِ بِهِ، لَبِالْمِرْصَادِ يَرْصُدُهُمْ بِأَعْمَالِهِمْ فِي الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ، عَلَى قَنَاطِرِ جَهَنَّمَ، لِيُكَرْدِسَهُمْ فِيهَا إِذَا وَرَدُوهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ. وَاخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي تَأْوِيلِهِ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: مَعْنَى قَوْلِهِ: ﴿لَبِالْمِرْصَادِ﴾ [الفجر: ١٤] بِحَيْثُ يَرَى وَيَسْمَعُ
٢٤ / ٣٧٤
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي عَلِيٌّ، قَالَ: ثنا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: ثني مُعَاوِيَةُ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَوْلُهُ: ﴿إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ﴾ [الفجر: ١٤] يَقُولُ: يَرَى وَيَسْمَعُ وَقَالَ آخَرُونَ: يَعْنِي بِذَلِكَ أَنَّهُ بِمَرْصَدٍ لِأَهْلِ الظُّلْمِ
٢٤ / ٣٧٥
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا مِهْرَانُ، عَنِ الْمُبَارَكِ بْنِ مُجَاهِدٍ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، فِي هَذِهِ الْآيَةِ، قَالَ: إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ، يَأْمُرُ الرَّبُّ بِكُرْسِيِّهِ، فَيُوضَعُ عَلَى النَّارِ، فَيَسْتَوِي عَلَيْهِ، ثُمَّ يَقُولُ: وَعِزَّتِي وَجَلَالِي، لَا يَتَجَاوَزُنِي الْيَوْمَ ذُو مَظْلَمَةٍ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ: ﴿لَبِالْمِرْصَادِ﴾ [الفجر: ١٤]
٢٤ / ٣٧٥
قَالَ: ثنا الْحَكَمُ بْنُ بَشِيرٍ، قَالَ: ثنا عَمْرُو بْنُ قَيْسٍ، قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ عَلَى، جَهَنَّمَ ثَلَاثَ قَنَاطِرَ: قَنْطَرَةٌ عَلَيْهَا الْأَمَانَةُ، إِذَا مَرُّوا بِهَا تَقُولُ: يَا رَبِّ هَذَا أَمِينُ، يَا رَبِّ هَذَا خَائِنٌ؛ وَقَنْطَرَةٌ عَلَيْهَا الرَّحِمُ، إِذَا مَرُّوا بِهَا تَقُولُ: يَا رَبِّ هَذَا وَاصِلٌ، يَا رَبِّ هَذَا قَاطِعٌ؛ وَقَنْطَرَةٌ عَلَيْهَا الرَّبُّ ﴿إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ﴾ [الفجر: ١٤]
٢٤ / ٣٧٥
قَالَ: ثَنَا مِهْرَانُ، عَنْ سُفْيَانَ، ﴿إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ﴾ [الفجر: ١٤] يَعْنِي: جَهَنَّمَ عَلَيْهَا ثَلَاثُ قَنَاطِرَ: قَنْطَرَةٌ فِيهَا الرَّحْمَةُ، وَقَنْطَرَةٌ فِيهَا الْأَمَانَةُ، وَقَنْطَرَةٌ فِيهَا ⦗٣٧٦⦘ الرَّبُّ تبارك وتعالى
٢٤ / ٣٧٥
حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: ثنا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الْحَسَنِ، ﴿إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ﴾ [الفجر: ١٤] قَالَ: مِرْصَادُ عَمَلِ بَنِي آدَمَ
٢٤ / ٣٧٦
وَقَوْلُهُ: ﴿فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ﴾ [الفجر: ١٥] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا امْتَحَنَهُ رَبُّهُ بِالنِّعَمِ وَالْغِنَى ﴿فَأَكْرَمَهُ﴾ [الفجر: ١٥] بِالْمَالِ، وَأَفْضَلَ عَلَيْهِ ﴿وَنَعَّمَهُ﴾ [الفجر: ١٥] بِمَا أَوْسَعَ عَلَيْهِ مِنْ فَضْلِهِ ﴿فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ﴾ [الفجر: ١٥] فَيَفْرَحُ بِذَلِكَ، وَيُسَرُّ بِهِ وَيَقُولُ: رَبِّي أَكْرَمَنِي بِهَذِهِ الْكَرَامَةِ
٢٤ / ٣٧٦
كَمَا حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلُهُ ﴿فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ﴾ [الفجر: ١٥] وَحُقَّ لَهُ
٢٤ / ٣٧٦
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ كَلَّا بَلْ لَّا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَمًّا﴾ [الفجر: ١٧]
٢٤ / ٣٧٦
وَقَوْلُهُ: ﴿وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ﴾ [الفجر: ١٦] يَقُولُ: وَأَمَّا إِذَا مَا امْتَحَنَهُ رَبُّهُ بِالْفَقْرِ ﴿فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ﴾ [الفجر: ١٦] يَقُولُ: فَضَيَّقَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ وَقَتَّرَهُ، فَلَمْ يُكْثِرْ مَالَهُ، وَلَمْ يُوَسِّعْ عَلَيْهِ ﴿فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ﴾ [الفجر: ١٦] يَقُولُ: فَيَقُولُ ذَلِكَ الْإِنْسَانُ: رَبِّي أَهَانَنِي، يَقُولُ: أَذَلَّنِي بِالْفَقْرِ، وَلَمْ يَشْكُرِ اللَّهَ عَلَى مَا وَهَبَ لَهُ مِنْ سَلَامَةِ جَوَارِحِهِ، وَرِزْقِهِ مِنَ الْعَافِيَةِ فِي جِسْمِهِ
٢٤ / ٣٧٦
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، ﴿وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ ⦗٣٧٧⦘ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ﴾ [الفجر: ١٦] مَا أَسْرَعَ كُفْرَ ابْنِ آدَمَ
٢٤ / ٣٧٦
حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ، قَوْلُهُ: ﴿فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ﴾ [الفجر: ١٦] قَالَ: ضَيَّقَهُ وَاخْتَلَفَتِ الْقُرَّاءُ فِي قِرَاءَةِ قَوْلِهِ ﴿فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ﴾ [الفجر: ١٦] فَقَرَأَتْ عَامَّةُ قُرَّاءِ الْأَمْصَارِ ذَلِكَ بِالتَّخْفِيفِ، فَقَدَرَ: بِمَعْنَى فَقَتَّرَ، خَلَا أَبِي جَعْفَرٍ الْقَارِئِ، فَإِنَّهُ قَرَأَ ذَلِكَ بِالتَّشْدِيدِ: (فَقَدَّرَ) وَذُكِرَ عَنْ أَبِي عَمْرِو بْنِ الْعَلَاءِ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: قَدَّرَ، بِمَعْنَى يُعْطِيهِ مَا يَكْفِيهِ، وَيَقُولُ: لَوْ فَعَلَ ذَلِكَ بِهِ مَا قَالَ رَبِّي أَهَانَنِي وَالصَّوَابُ مِنْ قِرَاءَةِ ذَلِكَ عِنْدَنَا بِالتَّخْفِيفِ، لِإِجْمَاعِ الْحُجَّةِ مِنَ الْقُرَّاءِ عَلَيْهِ
٢٤ / ٣٧٧
وَقَوْلُهُ: ﴿كَلَّا بَلْ لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ﴾ [الفجر: ١٧] اخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي الْمَعْنِيِّ بِقَوْلِهِ: ﴿كَلَّا﴾ [النساء: ١٣٠] فِي هَذَا الْمَوْضِعِ، وَمَا الَّذِي أَنْكَرَ بِذَلِكَ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: أَنْكَرَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ أَنْ يَكُونَ سَبَبُ كَرَامَتِهِ مَنْ أَكْرَمَ كَثْرَةَ مَالِهِ، وَسَبَبُ إِهَانَتِهِ مَنْ أَهَانَ قِلَّةَ مَالِهِ
٢٤ / ٣٧٧
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلُهُ: ﴿وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ﴾ [الفجر: ١٦] مَا أَسْرَعَ مَا كَفَرَ ابْنُ آدَمَ، يَقُولُ اللَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: كَلَّا إِنِّي لَا أُكْرِمُ مَنْ أَكْرَمْتُ بِكَثْرَةِ الدُّنْيَا، وَلَا أُهِينُ مَنْ أَهَنْتُ بِقِلَّتِهَا، وَلَكِنْ إِنَّمَا أُكْرِمُ مَنْ أَكْرَمْتُ بِطَاعَتِي، وَأُهِينُ مَنْ أَهَنْتُ بِمَعْصِيَتِي
٢٤ / ٣٧٧
وَقَالَ آخَرُونَ: بَلْ أَنْكَرَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ حَمْدَ الْإِنْسَانِ رَبَّهُ عَلَى نِعَمِهِ دُونَ فَقْرِهِ، وَشَكْوَاهُ الْفَاقَةَ وَقَالُوا: مَعْنَى الْكَلَامِ: كَلَّا، أَيْ لَمْ يَكُنْ يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ هَكَذَا، وَلَكِنْ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ يَحْمَدَهُ عَلَى الْأَمْرَيْنِ جَمِيعًا، عَلَى الْغِنَى وَالْفَقْرِوَأَوْلَى الْقَوْلَيْنِ فِي ذَلِكَ بِالصَّوَابِ: الْقَوْلُ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ عَنْ قَتَادَةَ لِدَلَالَةِ قَوْلِهِ ﴿بَلْ لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ﴾ [الفجر: ١٧] وَالْآيَاتِ الَّتِي بَعْدَهَا، عَلَى أَنَّهُ إِنَّمَا أَهَانَ مَنْ أَهَانَ بِأَنَّهُ لَا يُكْرِمُ الْيَتِيمَ، وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ، وَسَائِرُ الْمَعَانِي الَّتِي عَدَّدَ، وَفِي إِبَانَتِهِ عَنِ السَّبَبِ الَّذِي مِنْ أَجْلِهِ أَهَانَ مَنْ أَهَانَ، الدَّلَالَةَ الْوَاضِحَةَ عَلَى سَبَبِ تَكْرِيمِهِ مَنْ أَكْرَمَ، وَفِي تَبْيِينِهِ ذَلِكَ عُقَيْبَ قَوْلِهِ: ﴿فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنْ وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنْ﴾ [الفجر: ١٦] بَيَانٌ وَاضِحٌ عَنِ الَّذِي أَنْكَرَ مِنْ قَوْلِهِ مَا وَصَفْنَا
٢٤ / ٣٧٨
وَقَوْلُهُ: ﴿بَلْ لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ﴾ [الفجر: ١٧] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: بَلْ إِنَّمَا أَهَنْتُ مَنْ أَهَنْتُ مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ لَا يُكْرَمُ الْيَتِيمُ، فَأَخْرَجَ الْكَلَامَ عَلَى الْخَطَّابِ، فَقَالَ: بَلْ لَسْتُمْ تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ، فَلِذَلِكَ أَهَنْتُكُمْ ﴿وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينَ﴾ [الفجر: ١٨] اخْتَلَفَتِ الْقُرَّاءُ فِي قِرَاءَةِ ذَلِكَ، فَقَرَأَهُ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ أَبُو جَعْفَرٍ وَعَامَّةُ قُرَّاءِ الْكُوفَةِ ﴿بَلْ لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ وَلَا تَحَاضُّونَ﴾ [الفجر: ١٨] بِالتَّاءِ أَيْضًا وَفَتْحِهَا، وَإِثْبَاتِ الْأَلِفِ فِيهَا، بِمَعْنَى: وَلَا يَحُضُّ بَعْضُكُمْ بَعْضًا عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ. وَقَرَأَ ذَلِكَ بَعْضُ قُرَّاءِ مَكَّةَ وَعَامَّةُ قُرَّاءِ الْمَدِينَةِ، بِالتَّاءِ وَفَتْحِهَا وَحَذْفِ الْأَلِفِ: وَلَا (تَحُضُّونَ) بِمَعْنَى: وَلَا تَأْمُرُونَ بِإِطْعَامِ الْمِسْكِينِ. وَقَرَأَ ذَلِكَ عَامَّةُ قُرَّاءِ الْبَصْرَةِ
٢٤ / ٣٧٨
: (يَحُضُّونَ) بِالْيَاءِ وَحَذْفِ الْأَلِفِ، بِمَعْنَى: وَلَا يُكْرَمُ الْقَائِلُونَ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ رَبِّي أَكْرَمَنِي، وَإِذَا قَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ رَبِّي أَهَانَنِي الْيَتِيمُ (وَلَا يَحُضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ) وَكَذَلِكَ يَقْرَأُ الَّذِينَ ذَكَرْنَا مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ (يُكْرِمُونَ) وَسَائِرُ الْحُرُوفِ مَعَهَا بِالْيَاءِ، عَلَى وَجْهِ الْخَبَرِ عَنِ الَّذِينَ ذَكَرْتُ، وَقَدْ ذُكِرَ عَنْ بَعْضِهِمْ أَنَّهُ قَرَأَ: (تُحَاضُّونَ) بِالتَّاءِ وَضَمِّهَا وَإِثْبَاتِ الْأَلِفِ، بِمَعْنَى: وَلَا تُحَافِظُونَ، وَالصَّوَابُ مِنَ الْقَوْلِ فِي ذَلِكَ عِنْدِي: أَنَّ هَذِهِ قِرَاءَاتٌ مَعْرُوفَاتٌ فِي قِرَاءَةِ الْأَمْصَارِ، أَعْنِي الْقِرَاءَاتِ الثَّلَاثَ صَحِيحَاتِ الْمَعَانِي، فَبِأَيِّ ذَلِكَ قَرَأَ الْقَارِئُ فَمُصِيبٌ
٢٤ / ٣٧٩
وَقَوْلُهُ: ﴿وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَمًّا﴾ [الفجر: ١٩] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: ﴿وَتَأْكُلُونَ﴾ [الفجر: ١٩] أَيُّهَا النَّاسُ الْمِيرَاثَ ﴿أَكْلًا لَمًّا﴾ [الفجر: ١٩]، يَعْنِي: أَكْلًا شَدِيدًا، لَا تَتْرُكُونَ مِنْهُ شَيْئًا، وَهُوَ مِنْ قَوْلِهِمْ: لَمَمْتُ مَا عَلَى الْخِوَانِ أَجْمَعَ، فَأَنَا أَلُمُّهُ لَمًّا: إِذَا أَكَلْتُ مَا عَلَيْهِ، فَأَتَيْتُ عَلَى جَمِيعِهِ. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ
٢٤ / ٣٧٩
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ الْقُرَشِيُّ، قَالَ: ثنا الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ أَشْعَثَ، ⦗٣٨٠⦘ عَنِ الْحَسَنِ، ﴿وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَمًّا﴾ [الفجر: ١٩] قَالَ: الْمِيرَاثُ
٢٤ / ٣٧٩
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، ﴿وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ﴾ [الفجر: ١٩] أَيِ: الْمِيرَاثَ وَكَذَلِكَ فِي قَوْلِهِ: ﴿أَكْلًا لَمًّا﴾ [الفجر: ١٩]
٢٤ / ٣٨٠
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: ثني أَبِي، قَالَ: ثني عَمِّي، قَالَ: ثني أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، ﴿وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَمًّا﴾ [الفجر: ١٩] يَقُولُ: تَأْكُلُونَ أَكْلًا شَدِيدًا
٢٤ / ٣٨٠
حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ، قَالَ: ثنا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ، فِي قَوْلِهِ: ﴿وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَمًّا﴾ [الفجر: ١٩] قَالَ: نَصِيبَهُ وَنَصِيبَ صَاحِبِهِ
٢٤ / ٣٨٠
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: ثنا عِيسَى، وَحَدَّثَنِي الْحَارِثُ، قَالَ: ثنا الْحَسَنُ، قَالَ: ثنا وَرْقَاءُ، جَمِيعًا عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَوْلُهُ: ﴿أَكْلًا لَمًّا﴾ [الفجر: ١٩] قَالَ: اللَّمُّ: السَّفُّ، لَفُّ كُلِّ شَيْءٍ
٢٤ / ٣٨٠
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، ﴿أَكْلًا لَمًّا﴾ [الفجر: ١٩] أَيْ: شَدِيدًا
٢٤ / ٣٨٠
حُدِّثْتُ عَنِ الْحُسَيْنِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُعَاذٍ، يَقُولُ: ثنا عُبَيْدٌ، قَالَ: سَمِعْتُ الضَّحَّاكَ، يَقُولُ فِي قَوْلِهِ: ﴿أَكْلًا لَمًّا﴾ [الفجر: ١٩] يَقُولُ: أَكْلًا شَدِيدًا
٢٤ / ٣٨١
حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ، فِي قَوْلِ اللَّهِ: ﴿وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَمًّا﴾ [الفجر: ١٩] قَالَ: الْأَكْلُ اللَّمُّ: الَّذِي يَأْكُلُ كُلَّ شَيْءٍ يَجِدُهُ وَلَا يَسْأَلُ، فَأَكَلَ الَّذِي لَهُ، وَالَّذِي لِصَاحِبِهِ. كَانُوا لَا يُوَرِّثُونَ النِّسَاءَ، وَلَا يُوَرِّثُونَ الصِّغَارَ، وَقَرَأَ: ﴿يَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ فِي يَتَامَى النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا تُؤْتُونَهُنَّ مَا كُتِبَ لَهُنَّ وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْوِلْدَانِ﴾ [النساء: ١٢٧] أَيْ: لَا تُوَرِّثُونَهُنَّ أَيْضًا ﴿أَكْلًا لَمًّا﴾ [الفجر: ١٩] يَأْكُلُ مِيرَاثَهُ، وَكُلَّ شَيْءٍ لَا يَسْأَلُ عَنْهُ، وَلَا يَدْرِي أَحَلَالٌ أَوْ حَرَامٌ
٢٤ / ٣٨١
حَدَّثَنِي عَلِيٌّ، قَالَ: ثنا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: ثني مُعَاوِيَةُ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، ﴿تَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَمًّا﴾ [الفجر: ١٩] يَقُولُ: سَفًّا
٢٤ / ٣٨١
حَدَّثَنِي ابْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ الْبَرْقِيُّ، قَالَ: ثنا عَمْرُو بْنُ أَبِي سَلَمَةَ التَّنَّيسِيُّ، عَنْ زُهَيْرٍ، عَنْ سَالِمٍ، قَالَ: قَدْ سَمِعْتُ بَكْرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، يَقُولُ فِي هَذِهِ الْآيَةِ: ﴿وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَمًّا﴾ [الفجر: ١٩] قَالَ: اللَّمُّ: الِاعْتِدَاءُ فِي الْمِيرَاثِ، يَأْكُلُ مِيرَاثَهُ وَمِيرَاثَ غَيْرِهِ
٢٤ / ٣٨١
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى﴾ [الفجر: ٢١] يَعْنِي تَعَالَى ذِكْرُهُ بِقَوْلِهِ: ﴿وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا﴾ [الفجر: ٢٠] وَتُحِبُّونَ جَمْعَ الْمَالِ أَيُّهَا النَّاسُ وَاقْتِنَاءَهُ حُبًّا كَثِيرًا شَدِيدًا؛ مِنْ قَوْلِهِمْ: قَدْ جَمَّ الْمَاءُ فِي الْحَوْضِ: إِذَا اجْتَمَعَ، وَمِنْهُ قَوْلُ زُهَيْرِ بْنِ أَبِي سُلْمَى:
[البحر الطويل] فَلَمَّا وَرَدْنَ الْمَاءَ زُرْقًا جِمَامُهُ … وَضَعْنَ عِصِيَّ الْحَاضِرِ الْمُتَخَيِّمِ
وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ
[البحر الطويل] فَلَمَّا وَرَدْنَ الْمَاءَ زُرْقًا جِمَامُهُ … وَضَعْنَ عِصِيَّ الْحَاضِرِ الْمُتَخَيِّمِ
وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ
٢٤ / ٣٨٢
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي عَلِيٌّ، قَالَ: ثنا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: ثني مُعَاوِيَةُ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا﴾ [الفجر: ٢٠] يَقُولُ: شَدِيدًا
٢٤ / ٣٨٢
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: ثني أَبِي، قَالَ: ثني عَمِّي، قَالَ: ثني أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ﴿وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا﴾ [الفجر: ٢٠]: فَيُحِبُّونَ كَثْرَةَ الْمَالِ
٢٤ / ٣٨٢
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: ثنا عِيسَى، وَحَدَّثَنِي الْحَارِثُ، قَالَ: ثنا الْحَسَنُ، قَالَ: ثنا وَرْقَاءُ، جَمِيعًا عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَوْلُهُ: ﴿حُبًّا جَمًّا﴾ [الفجر: ٢٠] قَالَ: الْجَمُّ: الْكَثِيرُ
٢٤ / ٣٨٢
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، ﴿وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا﴾ [الفجر: ٢٠] أَيْ: حُبًّا شَدِيدًا
٢٤ / ٣٨٣
حُدِّثْتُ عَنِ الْحُسَيْنِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُعَاذٍ، يَقُولُ: ثنا عُبَيْدٌ، قَالَ: سَمِعْتُ الضَّحَّاكَ، يَقُولُ فِي قَوْلِهِ: ﴿حُبًّا جَمًّا﴾ [الفجر: ٢٠] يُحِبُّونَ كَثْرَةَ الْمَالِ
٢٤ / ٣٨٣
حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ فِي قَوْلِهِ: ﴿وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا﴾ [الفجر: ٢٠] قَالَ: الْجَمُّ: الشَّدِيدُ وَيَعْنِي جَلَّ ثَنَاؤُهُ بِقَوْلِهِ: ﴿كَلَّا﴾ [الفجر: ٢١] مَا هَكَذَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ الْأَمْرُ ثُمَّ أَخْبَرَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ عَنْ نَدَمِهِمْ عَلَى أَفْعَالِهِمُ السَّيِّئَةِ فِي الدُّنْيَا، وَتَلَهُّفِهِمْ عَلَى مَا سَلَفَ مِنْهُمْ حِينَ لَا يَنْفَعُهُمُ النَّدَمُ، فَقَالَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: ﴿إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا﴾ [الفجر: ٢١] يَعْنِي: إِذَا رُجَّتْ وَزُلْزِلَتْ زَلْزَلَةً، وَحُرِّكَتْ تَحْرِيكًا بَعْدَ تَحْرِيكٍ وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ
٢٤ / ٣٨٣
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي عَلِيٌّ، قَالَ: ثنا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: ثني مُعَاوِيَةُ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَوْلُهُ ﴿إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا﴾ [الفجر: ٢١] يَقُولُ: تَحْرِيكُهَا
٢٤ / ٣٨٣
حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: ثني حَرْمَلَةُ بْنُ عِمْرَانَ، أَنَّهُ سَمِعَ عُمَرَ، مَوْلَى غُفْرَةَ يَقُولُ: إِذَا سَمِعْتَ اللَّهَ، يَقُولُ كَلَّا، فَإِنَّمَا يَقُولُ: كَذَبْتَ
٢٤ / ٣٨٣
وَقَوْلُهُ: ﴿وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا﴾ [الفجر: ٢٢] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: وَإِذَا جَاءَ رَبُّكَ يَا مُحَمَّدُ وَأَمْلَاكُهُ صُفُوفًا صَفًّا بَعْدَ صَفٍّ
٢٤ / ٣٨٤
كَمَا: حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَعَبْدُ الْوَهَّابِ، قَالَا: ثنا عَوْفٌ، عَنْ أَبِي الْمِنْهَالِ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أَنَّهُ قَالَ: إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ مُدَّتِ الْأَرْضُ مَدَّ الْأَدِيمِ، وَزِيدَ فِي سَعَتِهَا كَذَا وَكَذَا، وَجُمِعَ الْخَلَائِقُ بِصَعِيدٍ وَاحِدٍ، جِنُّهُمْ وَإِنْسُهُمْ. فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ الْيَوْمُ قُيِّضَتْ هَذِهِ السَّمَاءُ الدُّنْيَا عَنْ أَهْلِهَا عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ، وَلَأَهْلُ السَّمَاءِ وَحْدَهُمْ أَكْثَرُ مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ جِنِّهِمْ وَإِنْسِهِمْ بِضِعْفٍ، فَإِذَا نُثِرُوا عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ فَزِعُوا مِنْهُمْ، فَيَقُولُونَ: أَفِيكُمْ رَبُّنَا: فَيَفْزَعُونَ مِنْ قَوْلِهِمْ، وَيَقُولُونَ: سُبْحَانَ رَبِّنَا، لَيْسَ فِينَا، وَهُوَ آتٍ؛ ثُمَّ تُقَاضُ السَّمَاءُ الثَّانِيَةُ، وَلَأَهْلِ السَّمَاءِ الثَّانِيَةِ وَحْدَهُمْ أَكْثَرُ مِنْ أَهْلِ السَّمَاءِ الدُّنْيَا وَمِنْ جَمِيعِ أَهْلِ الْأَرْضِ بِضِعْفٍ جِنِّهِمْ وَإِنْسِهِمْ، فَإِذَا نُثِرُوا عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ فَزِعَ إِلَيْهِمْ أَهْلُ الْأَرْضِ، فَيَقُولُونَ: أَفِيكُمْ رَبُّنَا؟ فَيَفْزَعُونَ مِنْ قَوْلِهِمْ وَيَقُولُونَ: سُبْحَانَ رَبِّنَا، لَيْسَ فِينَا، وَهُوَ آتٍ؛ ثُمَّ تُقَاضُ السَّمَوَاتُ سَمَاءً سَمَاءً، كُلَّمَا قُيِّضَتْ سَمَاءٌ عَنْ أَهْلِهَا كَانَتْ أَكْثَرَ مِنْ أَهْلِ السَّمَوَاتِ الَّتِي تَحْتَهَا، وَمِنْ جَمِيعِ أَهْلِ الْأَرْضِ بِضِعْفٍ، فَإِذَا نُثِرُوا عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ، فَزِعَ إِلَيْهِمْ أَهْلُ الْأَرْضِ، فَيَقُولُونَ لَهُمْ مِثْلَ ذَلِكَ، وَيَرْجِعُونَ إِلَيْهِمْ مِثْلَ ذَلِكَ، حَتَّى تُقَاضَ السَّمَاءُ السَّابِعَةُ، فَلَأَهْلُ السَّمَاءِ السَّابِعَةِ أَكْثَرُ مِنْ أَهْلِ سِتِّ سَمَوَاتٍ، وَمِنْ جَمِيعِ أَهْلِ الْأَرْضِ بِضِعْفٍ، فَيَجِيءُ اللَّهُ فِيهِمْ وَالْأُمَمُ جِثِيٌّ صُفُوفٌ، وَيُنَادِي مُنَادٍ: سَتَعْلَمُونَ الْيَوْمَ مَنْ أَصْحَابُ ⦗٣٨٥⦘ الْكَرَمِ، لِيَقُمِ الْحَمَّادُونَ لِلَّهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ؛ قَالَ: فَيَقُومُونَ فَيَسْرَحُونَ إِلَى الْجَنَّةِ؛ ثُمَّ يُنَادِي الثَّانِيَةَ: سَتَعْلَمُونَ الْيَوْمَ مَنْ أَصْحَابُ الْكَرَمِ، أَيْنَ الَّذِينَ كَانَتْ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ، يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا، وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ؟ فَيَسْرَحُونَ إِلَى الْجَنَّةِ؛ ثُمَّ يُنَادِي الثَّالِثَةَ: سَتَعْلَمُونَ الْيَوْمَ مَنْ أَصْحَابُ الْكَرَمِ: أَيْنَ الَّذِينَ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ، وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ، فَيَقُومُونَ فَيَسْرَحُونَ إِلَى الْجَنَّةِ؛ فَإِذَا أَخَذَ مِنْ هَؤُلَاءِ ثَلَاثَةً خَرَجَ عُنُقٌ مِنَ النَّارِ، فَأَشْرَفَ عَلَى الْخَلَائِقِ، لَهُ عَيْنَانِ تُبْصِرَانِ، وَلِسَانٌ فَصِيحٌ، فَيَقُولُ: إِنِّي وُكِّلْتُ مِنْكُمْ بِثَلَاثَةٍ: بِكُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ، فَيَلْقُطُهُمْ مِنَ الصُّفُوفِ لَقْطَ الطَّيْرِ حَبَّ السِّمْسِمِ، فَيَحْبِسُ بِهِمْ فِي جَهَنَّمَ، ثُمَّ يَخْرُجُ ثَانِيَةً فَيَقُولُ: إِنِّي وُكِّلْتُ مِنْكُمْ بِمَنْ آذَى اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَيَلْقُطُهُمْ لَقْطَ الطَّيْرِ حَبِّ السِّمْسِمِ، فَيَحْبِسُ بِهِمْ فِي جَهَنَّمَ، ثُمَّ يَخْرُجُ ثَالِثَةً، قَالَ عَوْفٌ، قَالَ أَبُو الْمِنْهَالِ: حَسِبْتُ أَنَّهُ يَقُولُ: وُكِّلْتُ بِأَصْحَابِ التَّصَاوِيرِ، فَيَلْتَقِطُهُمْ مِنَ الصُّفُوفِ لَقْطَ الطَّيْرِ حَبَّ السِّمْسِمِ، فَيَحْبِسُ بِهِمْ فِي جَهَنَّمَ، فَإِذَا أَخَذَ مِنْ هَؤُلَاءِ ثَلَاثَةً، وَمِنْ ⦗٣٨٦⦘ هَؤُلَاءِ ثَلَاثَةً، نُشِرَتِ الصُّحُفُ، وَوُضِعَتِ الْمَوَازِينُ، وَدُعِيَ الْخَلَائِقُ لِلْحِسَابِ
٢٤ / ٣٨٤
حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثنا أَبُو أُسَامَةَ، عَنِ الْأَجْلَحَ، قَالَ: سَمِعْتُ الضَّحَّاكَ بْنَ مُزَاحِمٍ، يَقُولُ: إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ، أَمَرَ اللَّهُ السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِأَهْلِهَا، وَنَزَلَ مَنْ فِيهَا مِنَ الْمَلَائِكَةِ، وَأَحَاطُوا بِالْأَرْضِ وَمَنْ عَلَيْهَا، ثُمَّ الثَّانِيَةَ، ثُمَّ الثَّالِثَةَ، ثُمَّ الرَّابِعَةَ، ثُمَّ الْخَامِسَةَ، ثُمَّ السَّادِسَةَ، ثُمَّ السَّابِعَةَ، فَصَفُّوا صَفًّا دُونَ صَفٍّ، ثُمَّ يَنْزِلُ الْمَلَكُ الْأَعْلَى عَلَى مَجْنَبَتِهِ الْيُسْرَى جَهَنَّمُ، فَإِذَا رَآهَا أَهْلُ الْأَرْضِ نَدُّوا، فَلَا يَأْتُونَ قُطْرًا مِنْ أَقْطَارِ الْأَرْضِ إِلَّا وَجَدُوا سَبْعَةَ صُفُوفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ، فَيَرْجِعُونَ إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي كَانُوا فِيهِ، فَذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ: ﴿إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ مَا لَكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ﴾ [غافر: ٣٣] وَذَلِكَ قَوْلُهُ: ﴿وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ﴾ [الفجر: ٢٢] وَقَوْلُهُ: ﴿يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ﴾ وَذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ: ﴿وَانْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا﴾ [الحاقة: ١٦]
٢٤ / ٣٨٦
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَافِعٍ الْمَدَنِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، عَنْ رَجُلٍ، مِنَ الْأَنْصَارِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «تُوقَفُونَ مَوْقِفًا وَاحِدًا يَوْمَ ⦗٣٨٧⦘ الْقِيَامَةِ مِقْدَارَ سَبْعِينَ عَامًا لَا يَنْظُرُ إِلَيْكُمْ وَلَا يُقْضَى بَيْنَكُمْ. قَدْ حُصِرَ عَلَيْكُمْ، فَتَبْكُونَ حَتَّى يَنْقَطِعَ الدَّمْعُ، ثُمَّ تَدْمَعُونَ دَمًا، وَتَبْكُونَ حَتَّى يَبْلُغَ ذَلِكَ مِنْكُمُ الْأَذْقَانَ، أَوْ يُلْجِمُكُمْ فَتَضُجُّونَ، ثُمَّ تَقُولُونَ مَنْ يَشْفَعُ لَنَا إِلَى رَبِّنَا، فَيَقْضِيَ بَيْنَنَا، فَيَقُولُونَ مَنْ أَحَقُّ بِذَلِكَ مِنْ أَبِيكُمْ؟ جَعَلَ اللَّهُ تُرْبَتَهُ، وَخَلْقَهُ بِيَدِهِ، وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ، وَكَلَّمَهُ قُبُلًا، فَيُؤْتَى آدَمُ ﷺ فَيُطْلَبُ ذَلِكَ إِلَيْهِ، فَيَأْبَى، ثُمَّ يَسْتَقْرُونَ الْأَنْبِيَاءَ نَبِيًّا نَبِيًّا، كُلَّمَا جَاءُوا نَبِيًّا أَبَى» قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «حَتَّى يَأْتُونِي، فَإِذَا جَاءُونِي خَرَجْتُ حَتَّى آتِيَ الْفَحْصَ» قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا الْفَحْصُ؟ قَالَ: «قُدَّامَ الْعَرْشِ، فَأَخِرُّ سَاجِدًا، فَلَا أَزَالُ سَاجِدًا حَتَّى يَبْعَثَ اللَّهُ إِلَيَّ مَلَكًا، فَيَأْخُذَ بِعَضُدِي، فَيَرْفَعَنِي ثُمَّ يَقُولُ اللَّهُ لِي: مُحَمَّدُ، وَهُوَ أَعْلَمُ، فَأَقُولُ: نَعَمْ، فَيَقُولُ: مَا شَأْنُكَ؟ فَأَقُولُ: يَا رَبِّ وَعَدْتَنِي الشَّفَاعَةَ، شَفِّعْنِي فِي خَلَقِكَ فَاقْضِ بَيْنَهُمْ، فَيَقُولُ: قَدْ شَفَّعْتُكَ، أَنَا آتِيكُمْ فَأَقْضِي بَيْنَكُمْ». قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «فَأَنْصَرِفُ حَتَّى أَقِفَ مَعَ النَّاسِ، فَبَيْنَا نَحْنُ وُقُوفٌ، سَمِعْنَا حِسًّا مِنَ السَّمَاءِ شَدِيدًا، فَهَالَنَا، فَنَزَلَ أَهْلُ السَّمَاءِ الدُّنْيَا بِمِثْلَيْ مَنْ فِي الْأَرْضِ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ، حَتَّى إِذَا دَنَوْا مِنَ الْأَرْضِ، أَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِهِمْ، وَأَخَذُوا مَصَافَّهُمْ، وَقُلْنَا لَهُمْ: أَفِيكُمْ رَبُّنَا؟ قَالُوا: لَا، وَهُوَ آتٍ ثُمَّ يَنْزِلُ أَهْلُ السَّمَاءِ الثَّانِيَةِ بِمِثْلَيْ مَنْ نَزَلَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ، وَبِمِثْلَيْ مَنْ فِيهَا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ، حَتَّى إِذَا دَنَوْا مِنَ الْأَرْضِ، أَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِهِمْ، وَأَخَذُوا مَصَافَّهُمْ، وَقُلْنَا لَهُمْ: أَفِيكُمْ رَبُّنَا: قَالُوا: لَا، وَهُوَ آتٍ. ثُمَّ نَزَلَ أَهْلُ السَّمَوَاتِ عَلَى قَدْرِ ذَلِكَ مِنَ الضِّعْفِ، حَتَّى نَزَلَ الْجَبَّارُ فِي ظُلَلٍ مِنَ ⦗٣٨٨⦘ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ، وَلَهُمْ زَجَلٌ مِنْ تَسْبِيحِهِمْ، يَقُولُونَ: سُبْحَانَ ذِي الْمُلْكِ وَالْمَلَكُوتِ، سُبْحَانَ رَبِّ الْعَرْشِ ذِي الْجَبَرُوتِ، سُبْحَانَ الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ، سُبْحَانَ الَّذِي يُمِيتُ الْخَلَائِقَ وَلَا يَمُوتُ، سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْمَلَائِكَةِ وَالرُّوحِ، قُدُّوسٌ قُدُّوسٌ، سُبْحَانَ رَبِّنَا الْأَعْلَى، سُبْحَانَ ذِي الْجَبَرُوتِ وَالْمَلَكُوتِ وَالْكِبْرِيَاءِ وَالسُّلْطَانِ وَالْعَظَمَةِ، سُبْحَانَهُ أَبَدًا أَبَدًا، يَحْمِلُ عَرْشَهُ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ، وَهُمُ الْيَوْمَ أَرْبَعَةٌ، أَقْدَامُهُمْ عَلَى تُخُومِ الْأَرْضِ السُّفْلَى وَالسَّمَوَاتُ إِلَى حُجَزِهِمْ، وَالْعَرْشُ عَلَى مَنَاكِبِهِمْ، فَوَضَعَ اللَّهُ عَرْشَهُ حَيْثُ شَاءَ مِنَ الْأَرْضِ، ثُمَّ يُنَادِي بِنِدَاءٍ يُسْمِعُ الْخَلَائِقَ، فَيَقُولُ: يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ، إِنِّي قَدْ أَنْصَتُّ مُنْذُ يَوْمِ خَلَقْتُكُمْ إِلَى يَوْمِكُمْ هَذَا، أَسْمَعُ كَلَامَكُمْ، وَأُبْصِرُ أَعْمَالَكُمْ، فَأَنْصِتُوا إِلَيَّ، فَإِنَّمَا هِيَ صُحُفُكُمْ وَأَعْمَالُكُمْ تُقْرَأُ عَلَيْكُمْ، فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا فَلْيَحْمَدِ اللَّهَ، وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ فَلَا يَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَهُ. ثُمَّ يَأْمُرُ اللَّهُ جَهَنَّمَ فَتَخْرُجُ مِنْهَا عُنُقًا سَاطِعًا مُظْلِمًا، ثُمَّ يَقُولُ اللَّهُ: ﴿أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ﴾ [يس: ٦٠] إِلَى قَوْلِهِ: ﴿هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ﴾ [يس: ٦٣] ﴿وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ﴾ [يس: ٥٩] فَيَتَمَيَّزُ النَّاسُ وَيَجْثُونَ، وَهِيَ الَّتِي يَقُولُ اللَّهُ: ﴿وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةٌ كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا الْيَوْمَ﴾ [الجاثية: ٢٨] الْآيَةُ، فَيَقْضِي اللَّهُ بَيْنَ خَلْقِهِ، الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالْبَهَائِمِ، فَإِنَّهُ لَيَقِيدُ يَوْمَئِذٍ لِلْجَمَّاءِ مِنْ ذَاتِ الْقُرُونِ، حَتَّى إِذَا لَمْ ⦗٣٨٩⦘ يَبْقَ تَبَعَةٌ عِنْدَ وَاحِدَةٍ لِأُخْرَى، قَالَ اللَّهُ: كُونُوا تُرَابًا، فَعِنْدَ ذَلِكَ يَقُولُ الْكَافِرُ: ﴿يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا﴾ [النبأ: ٤٠]، ثُمَّ يَقْضِي اللَّهُ سُبْحَانَهُ بَيْنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ»
٢٤ / ٣٨٦
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلُهُ: ﴿وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا﴾ [الفجر: ٢٢]: صُفُوفُ الْمَلَائِكَةِ
٢٤ / ٣٨٩
وَقَوْلُهُ: ﴿وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ﴾ [الفجر: ٢٣] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: وَجَاءَ اللَّهُ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ
٢٤ / ٣٨٩
كَمَا: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، قَالَ: ثنا مَرْوَانُ الْفَزَارِيُّ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ خَالِدٍ الْأَسَدِيِّ، عَنْ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ﴾ [الفجر: ٢٣] قَالَ: جِيءَ بِهَا تُقَادُ بِسَبْعِينَ أَلْفَ زِمَامٍ، مَعَ كُلِّ زِمَامٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ يَقُودُونَهَا
٢٤ / ٣٨٩
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ وَاضِحٍ، قَالَ: ثنا الْحُسَيْنُ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ: ﴿وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ﴾ [الفجر: ٢٣] قَالَ: يُجَاءُ بِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُقَادُ بِسَبْعِينَ أَلْفَ زِمَامٍ، مَعَ كُلِّ زِمَامٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ
٢٤ / ٣٨٩
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا الْحَكَمُ بْنُ بَشِيرٍ، قَالَ: ثنا عَمْرُو بْنُ قَيْسٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: جَنْبَتَيْهِ: الْجَنَّةُ وَالنَّارُ؛ قَالَ: هَذَا حِينَ يَنْزِلُ مِنْ عَرْشِهِ إِلَى كُرْسِيِّهِ، لِحِسَابِ خَلْقِهِ، وَقَرَأَ: ﴿وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ﴾ [الفجر: ٢٣]
٢٤ / ٣٨٩
حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: ثنا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، ﴿وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ﴾ [الفجر: ٢٣] قَالَ: جِيءَ بِهَا مَزْمُومَةً
٢٤ / ٣٩٠
وَقَوْلُهُ: ﴿يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ﴾ [الفجر: ٢٣] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: ﴿يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ﴾ [الفجر: ٢٣] تَفْرِيطَهُ فِي الدُّنْيَا فِي طَاعَةِ اللَّهِ، وَفِيمَا يُقَرِّبُ إِلَيْهِ مِنْ صَالِحِ الْأَعْمَالِ ﴿وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى﴾ [الفجر: ٢٣] يَقُولُ: مِنْ أَيِّ وَجْهٍ لَهُ التَّذْكِيرُوَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ
٢٤ / ٣٩٠
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي عَلِيٌّ، قَالَ: ثنا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: ثني مُعَاوِيَةُ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَوْلُهُ: ﴿وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى﴾ [الفجر: ٢٣] يَقُولُ: وَكَيْفَ لَهُ
٢٤ / ٣٩٠
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي فَيَوْمَئِذٍ لَّا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي﴾ [الفجر: ٢٥] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ مُخْبِرًا عَنْ تَلَهُّفِ ابْنِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَتَنَدُّمِهِ عَلَى تَفْرِيطِهِ فِي الصَّالِحَاتِ مِنَ الْأَعْمَالِ فِي الدُّنْيَا الَّتِي تُوَرِّثُهُ بَقَاءَ الْأَبَدِ، فِي نَعِيمٍ لَا انْقِطَاعَ لَهُ: ﴿يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي﴾ [الفجر: ٢٤] فِي الدُّنْيَا مِنْ صَالِحِ الْأَعْمَالِ لِحَيَاتِي هَذِهِ، الَّتِي لَا مَوْتَ ⦗٣٩١⦘ بَعْدَهَا، مَا يُنَجِّينِي مِنْ غَضَبِ اللَّهِ، وَيُوجِبُ لِي رِضْوَانَهُ وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ
٢٤ / ٣٩٠
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثنا هَوْذَةُ، قَالَ: ثنا عَوْفٌ، عَنِ الْحَسَنِ، فِي قَوْلِهِ: ﴿يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي﴾ [الفجر: ٢٤] قَالَ: عَلِمَ اللَّهُ أَنَّهُ صَادِقٌ، هُنَاكَ حَيَاةٌ طَوِيلَةٌ لَا مَوْتُ فِيهَا آخِرَ مَا عَلَيْهِ
٢٤ / ٣٩١
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلُهُ: ﴿يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي﴾ [الفجر: ٢٤] هُنَاكُمْ وَاللَّهِ الْحَيَاةُ الطَّوْيلَةُ
٢٤ / ٣٩١
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: ثنا عِيسَى، وَحَدَّثَنِي الْحَارِثُ، قَالَ: ثنا الْحَسَنُ، قَالَ: ثنا وَرْقَاءُ، جَمِيعًا عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَوْلُهُ: ﴿يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي﴾ [الفجر: ٢٤] قَالَ: الْآخِرَةُ
٢٤ / ٣٩١
وَقَوْلُهُ: ﴿فَيَوْمَئِذٍ لَا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ﴾ [الفجر: ٢٦] أَجْمَعَتِ الْقُرَّاءُ قُرَّاءُ الْأَمْصَارِ فِي قِرَاءَةِ ذَلِكَ عَلَى كَسْرِ الذَّالِ مِنْ يُعَذِّبُ، وَالثَّاءِ مِنْ يُوثِقُ، خَلَا الْكِسَائِيِّ، فَإِنَّهُ قَرَأَ ذَلِكَ بِفَتْحِ الذَّالِ وَالثَّاءِ، اعْتِلَالًا مِنْهُ بِخَبَرٍ رُوِيَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ أَنَّهُ قَرَأَهُ كَذَلِكَ، وَاهِي الْإِسْنَادِ
٢٤ / ٣٩١
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا مِهْرَانُ، عَنْ خَارِجَةَ، عَنْ خَالِدٍ ⦗٣٩٢⦘ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، قَالَ: ثني مَنْ أَقْرَأَهُ النَّبِيُّ ﷺ: ﴿فَيَوْمَئِذٍ لَا يُعَذَّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ﴾ [الفجر: ٢٥] وَالصَّوَابُ مِنَ الْقَوْلِ فِي ذَلِكَ عِنْدَنَا: مَا عَلَيْهِ قُرَّاءُ الْأَمْصَارِ، وَذَلِكَ كَسْرُ الذَّالِ وَالثَّاءِ، لِإِجْمَاعِ الْحُجَّةِ مِنَ الْقُرَّاءِ عَلَيْهِ. فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ كَذَلِكَ، فَتَأْوِيلُ الْكَلَامِ: فَيَوْمَئِذٍ لَا يُعَذِّبُ بِعَذَابِ اللَّهِ أَحَدٌ فِي الدُّنْيَا، وَلَا يُوثِقُ كَوَثَاقِهِ يَوْمَئِذٍ أَحَدٌ فِي الدُّنْيَاوَكَذَلِكَ تَأَوَّلَهُ قَارِئُو ذَلِكَ كَذَلِكَ مِنْ أَهْلِ التَّأْوِيلِ
٢٤ / ٣٩١
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلُهُ: ﴿فَيَوْمَئِذٍ لَا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ﴾ [الفجر: ٢٥] وَلَا يُوثِقُ كَوَثَاقِ اللَّهِ
٢٤ / ٣٩٢
حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: ثنا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الْحَسَنِ، ﴿فَيَوْمَئِذٍ لَا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ﴾ [الفجر: ٢٦] قَالَ: قَدْ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّ فِيَ الدُّنْيَا عَذَابًا وَوَثَاقًا، فَقَالَ: فَيَوْمَئِذٍ لَا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ فِي الدُّنْيَا، وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ فِي الدُّنْيَا ⦗٣٩٣⦘ وَأَمَّا الَّذِي قَرَأَ ذَلِكَ بِالْفَتْحِ، فَإِنَّهُ وَجَّهَ تَأْوِيلَهُ إِلَى: فَيَوْمَئِذٍ لَا يُعَذِّبُ أَحَدٌ فِي الدُّنْيَا كَعَذَابِ اللَّهِ يَوْمَئِذٍ، وَلَا يُوثِقُ أَحَدٌ فِي الدُّنْيَا كَوَثَاقِهِ يَوْمَئِذٍ. وَقَدْ تَأَوَّلَ ذَلِكَ بَعْضُ مَنْ قَرَأَ ذَلِكَ كَذَلِكَ بِالْفَتْحِ مِنَ الْمُتَأَخِّرِينَ: فَيَوْمَئِذٍ لَا يُعَذَّبُ عَذَابَ الْكَافِرِ أَحَدٌ وَلَا يُوثَقُ وَثَاقَ الْكَافِرِ أَحَدٌ. وَقَالَ: كَيْفَ يَجُوزُ الْكَسْرُ، وَلَا مُعَذِّبَ يَوْمَئِذٍ سِوَى اللَّهِ وَهَذَا مِنَ التَّأْوِيلِ غَلَطٌ. لِأَنَّ أَهْلَ التَّأْوِيلِ تَأَوَّلُوهُ بِخِلَافِ ذَلِكَ. مَعَ إِجْمَاعِ الْحُجَّةِ مِنَ الْقُرَّاءِ عَلَى قِرَاءَتِهِ بِالْمَعْنَى الَّذِي جَاءَ بِهِ تَأْوِيلُ أَهْلِ التَّأْوِيلِ، وَمَا أَحْسِبُهُ دَعَاهُ إِلَى قِرَاءَةِ ذَلِكَ كَذَلِكَ، إِلَّا ذَهَابَهُ عَنْ وَجْهِ صِحَّتِهِ فِي التَّأْوِيلِ
٢٤ / ٣٩٢
وَقَوْلُهُ: ﴿يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكَ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً﴾ [الفجر: ٢٨] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ مُخْبِرًا عَنْ قِيلِ الْمَلَائِكَةِ لِأَوْلِيَائِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: ﴿يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ﴾ [الفجر: ٢٧]، يَعْنِي بِالْمُطْمَئِنَّةِ: الَّتِي اطْمَأَنَّتْ إِلَى وَعْدِ اللَّهِ الَّذِي وَعَدَ أَهْلَ الْإِيمَانِ بِهِ، فِي الدُّنْيَا مِنَ الْكَرَامَةِ فِي الْآخِرَةِ، فَصَدَّقَتْ بِذَلِكَ. وَقَدِ اخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي تَأْوِيلِ ذَلِكَ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ نَحْوَ الَّذِي قُلْنَا فِيهِ
٢٤ / ٣٩٣
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي عَلِيٌّ، قَالَ: ثنا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: ثني مُعَاوِيَةُ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، ﴿يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ﴾ [الفجر: ٢٧] يَقُولُ: الْمُصَدِّقَةُ
٢٤ / ٣٩٣
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلُهُ: ﴿يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ﴾ [الفجر: ٢٧]: هُوَ الْمُؤْمِنُ اطْمَأَنَّتْ نَفْسُهُ إِلَى مَا وَعَدَ اللَّهَ
٢٤ / ٣٩٣
حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: ثنا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، وَالْحَسَنِ، فِي ⦗٣٩٤⦘ قَوْلِهِ ﴿يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ﴾ [الفجر: ٢٧] قَالَ: الْمُطْمَئِنَّةُ إِلَى مَا قَالَ اللَّهُ، وَالْمُصَدِّقَةُ بِمَا قَالَ وَقَالَ آخَرُونَ: بَلْ مَعْنَى ذَلِكَ: الْمُصَدِّقَةُ الْمُوقِنَةُ بِأَنَّ اللَّهَ رَبُّهَا، الْمُسَلِّمَةُ لَأَمْرِهِ فِيمَا هُوَ فَاعِلٌ بِهَا
٢٤ / ٣٩٣
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ﴾ [الفجر: ٢٧] قَالَ: النَّفْسُ الَّتِي أَيْقَنَتْ أَنَّ اللَّهَ رَبُّهَا، وَضَرَبَتْ جَأْشًا لَأَمْرِهِ وَطَاعَتِهِ
٢٤ / ٣٩٤
حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ ﴿يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ﴾ [الفجر: ٢٧] قَالَ: أَيْقَنَتْ بِأَنَّ اللَّهَ رَبُّهَا، وَضَرَبَتْ لَأَمْرِهِ جَأْشًا
٢٤ / ٣٩٤
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا ابْنُ يَمَانٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ ﴿يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ﴾ [الفجر: ٢٧] قَالَ: الْمُنِيبَةُ الْمُخْبِتَةُ الَّتِي قَدْ أَيْقَنَتْ أَنَّ اللَّهَ رَبُّهَا، وَضَرَبَتْ لَأَمْرِهِ جَأْشًا
٢٤ / ٣٩٤
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا مِهْرَانُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ ⦗٣٩٥⦘ ﴿يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ﴾ [الفجر: ٢٧] قَالَ: أَيْقَنَتْ بِأَنَّ اللَّهَ رَبُّهَا، وَضَرَبَتْ لَأَمْرِهِ جَأْشًا
٢٤ / ٣٩٤
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: ثنا عِيسَى؛ وَحَدَّثَنِي الْحَارِثُ، قَالَ: ثنا الْحَسَنُ، قَالَ: ثنا وَرْقَاءُ، جَمِيعًا عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَوْلُهُ: ﴿الْمُطْمَئِنَّةُ﴾ [الفجر: ٢٧] قَالَ: الْمُخْبِتَةُ وَالْمُطْمَئِنَّةُ إِلَى اللَّهِ
٢٤ / ٣٩٥
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ قَالَ: ثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ ﴿يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ﴾ [الفجر: ٢٧] قَالَ: الَّتِي قَدْ أَيْقَنَتْ بِأَنَّ اللَّهَ رَبُّهَا، وَضَرَبَتْ لَأَمْرِهِ جَأْشًا
٢٤ / ٣٩٥
حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ، قَالَ: ثنا ابْنُ عُلَيَّةَ، قَالَ: ثنا ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي قَوْلِهِ ﴿يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ﴾ [الفجر: ٢٧] قَالَ: الْمُخْبِتَةُ
٢٤ / ٣٩٥
حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ الرَّبِيعِ الرَّازِيُّ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ ﴿يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ﴾ [الفجر: ٢٧] قَالَ: الَّتِي أَيْقَنَتْ بِلِقَاءِ اللَّهِ، وَضَرَبَتْ لَهُ جَأْشًا وَذُكِرَ أَنَّ ذَلِكَ فِي قِرَاءَةِ أُبَيٍّ: «يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْآمِنَةُ»
٢٤ / ٣٩٥
ذِكْرُ الرِّوَايَةِ بِذَلِكَ: حَدَّثَنَا خَلَّادُ بْنُ أَسْلَمَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا النَّضْرُ، عَنْ هَارُونَ الْقَارِئِ، قَالَ: ثني هِلَالٌ، عَنْ أَبِي شَيْخٍ الْهُنَائِيِّ، فِي قِرَاءَةِ أُبَيٍّ: «يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْآمِنَةُ الْمُطْمَئِنَّةُ» وَقَالَ الْكَلْبِيُّ: إِنَّ الْآمِنَةَ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ، يَعْنِي بِهِ الْمُؤْمِنَةَ، وَقِيلَ: إِنَّ ذَلِكَ قَوْلُ الْمَلَكِ لِلْعَبْدِ عِنْدَ خُرُوجِ نَفْسِهِ مُبَشِّرَهُ بِرِضَا رَبِّهِ عَنْهُ، وَإِعْدَادِهِ مَا أَعَدَّ لَهُ مِنَ الْكَرَامَةِ عِنْدَهُ
٢٤ / ٣٩٥
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا ابْنُ يَمَانٍ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ سَعِيدٍ، قَالَ: قُرِئَتْ: ﴿يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً﴾ [الفجر: ٢٨] عِنْدَ النَّبِيِّ ﷺ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: إِنَّ هَذَا لَحَسَنٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «أَمَا إِنَّ الْمَلَكَ سَيَقُولُهَا لَكَ عِنْدَ الْمَوْتِ»
٢٤ / ٣٩٦
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا مِهْرَانُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، ﴿ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً﴾ [الفجر: ٢٨] قَالَ: هَذَا عِنْدَ الْمَوْتِ ﴿فَادْخُلِي فِي عِبَادِي﴾ [الفجر: ٢٩] قَالَ هَذَا يَوْمُ الْقِيَامَةِ
٢٤ / ٣٩٦
وَقَالَ آخَرُونَ فِي ذَلِكَ بِمَا: حَدَّثَنَا بِهِ أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا ابْنُ يَمَانٍ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، فِي قَوْلِهِ: ﴿يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ﴾ [الفجر: ٢٧] قَالَ: بُشِّرَتْ بِالْجَنَّةِ عِنْدَ الْمَوْتِ، وَيَوْمَ الْجَمْعِ، وَعِنْدَ الْبَعْثَ
٢٤ / ٣٩٦
وَقَوْلُهُ: ﴿ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ﴾ [الفجر: ٢٨] اخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي تَأْوِيلِهِ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: هَذَا خَبَرٌ مِنَ اللَّهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ عَنْ قِيلِ الْمَلَائِكَةِ لِنَفْسِ الْمُؤْمِنِ عِنْدَ الْبَعْثِ، تَأْمُرُهَا أَنْ تَرْجِعَ فِي جَسَدِ صَاحِبِهَا؛ قَالُوا: وَعُنِيَ بِالرَّدِّ هَاهُنَا صَاحِبُهَا
٢٤ / ٣٩٦
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: ثني أَبِي، قَالَ: ثني عَمِّي، قَالَ: ثني أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَوْلُهُ: ﴿يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً﴾ [الفجر: ٢٨] قَالَ: تُرَدُّ الْأَرْوَاحُ الْمُطْمَئِنَّةُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي الْأَجْسَادِ
٢٤ / ٣٩٧
حُدِّثْتُ عَنِ الْحُسَيْنِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُعَاذٍ، يَقُولُ: ثنا عُبَيْدٌ، قَالَ: سَمِعْتُ الضَّحَّاكَ، يَقُولُ فِي قَوْلِهِ: ﴿فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي﴾ [الفجر: ٣٠]: يَأْمُرُ اللَّهُ الْأَرْوَاحَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنْ تَرْجِعَ إِلَى الْأَجْسَادِ، فَيَأْتُونَ اللَّهَ كَمَا خَلَقَهُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ
٢٤ / ٣٩٧
حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: ثنا الْمُعْتَمِرُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، فِي هَذِهِ الْآيَةِ: ﴿ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً﴾ [الفجر: ٢٨]: إِلَى الْجَسَدِ وَقَالَ آخَرُونَ: بَلْ يُقَالُ ذَلِكَ لَهَا عِنْدَ الْمَوْتِ
٢٤ / ٣٩٧
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا مِهْرَانُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، ﴿ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً﴾ [الفجر: ٢٨] قَالَ: هَذَا عِنْدَ الْمَوْتِ ﴿فَادْخُلِي فِي عِبَادِي﴾ [الفجر: ٢٩] قَالَ: هَذَا يَوْمُ الْقِيَامَةِ وَأَوْلَى الْقَوْلَيْنِ فِي ذَلِكَ بِالصَّوَابِ الْقَوْلُ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَالضَّحَّاكِ، أَنَّ ذَلِكَ إِنَّمَا يُقَالُ لَهُمْ عِنْدَ رَدِّ الْأَرْوَاحِ فِي الْأَجْسَادِ يَوْمَ الْبَعْثِ لِدَلَالَةِ ⦗٣٩٨⦘ قَوْلِهِ: ﴿فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي﴾ [الفجر: ٣٠] اخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي مَعْنَى ذَلِكَ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: مَعْنَى ذَلِكَ: فَادْخُلِي فِي عِبَادِيَ الصَّالِحِينَ، وَادْخُلِي جَنَّتِي
٢٤ / ٣٩٧
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلُهُ: ﴿فَادْخُلِي فِي عِبَادِي﴾ [الفجر: ٢٩] قَالَ: ادْخُلِي فِي عِبَادِيَ الصَّالِحِينَ ﴿وَادْخُلِي جَنَّتِي﴾ [الفجر: ٣٠] وَقَالَ آخَرُونَ: مَعْنَى ذَلِكَ: فَادْخُلِي فِي طَاعَتِي ﴿وَادْخُلِي جَنَّتِي﴾ [الفجر: ٣٠]
٢٤ / ٣٩٨
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا وَكِيعٌ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ ضَمْضَمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُزَاحِمٍ، أَخِي الضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ: ﴿فَادْخُلِي فِي عِبَادِي﴾ [الفجر: ٢٩] قَالَ: فِي طَاعَتِي ﴿وَادْخُلِي جَنَّتِي﴾ [الفجر: ٣٠] قَالَ: فِي رَحْمَتِي وَكَانَ بَعْضُ أَهْلِ الْعَرَبِيَّةِ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ يُوَجِّهُ مَعْنَى قَوْلِهِ: ﴿فَادْخُلِي فِي عِبَادِي﴾ [الفجر: ٢٩] إِلَى: فَادْخُلِي فِي حِزْبِي وَكَانَ بَعْضُ أَهْلِ الْعَرَبِيَّةِ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ يَتَأَوَّلُ ذَلِكَ ﴿يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ﴾ [الفجر: ٢٧] بِالْإِيمَانِ، وَالْمُصَدِّقَةُ بِالثَّوَابِ وَالْبَعْثِ ارْجِعِي، تَقُولُ لَهُمُ الْمَلَائِكَةُ: إِذَا
٢٤ / ٣٩٨
أُعْطُوا كُتُبَهُمْ بِأَيْمَانِهِمْ ﴿ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ﴾ [الفجر: ٢٨] إِلَى مَا أَعَدَّ اللَّهُ لَكِ مِنَ الثَّوَابِ؛ قَالَ: وَقَدْ يَكُونُ أَنْ تَقُولَ لَهُمْ شَبَهَ هَذَا الْقَوْلِ: يَنْوُونَ ارْجِعُوا مِنَ الدُّنْيَا إِلَى هَذَا الْمَرْجِعِ؛ قَالَ: وَأَنْتَ تَقُولُ لِلرَّجُلِ: مِمَّنْ أَنْتَ؟ فَيَقُولُ: مُضَرِيٌّ، فَتَقُولُ: كُنْ تَمِيمِيًّا أَوْ قَيْسِيًّا، أَيْ أَنْتَ مِنْ أَحَدِ هَذَيْنِ، فَتَكُونُ كُنْ صِلَةً، كَذَلِكَ الرُّجُوعُ يَكُونُ صِلَةً، لِأَنَّهُ قَدْ صَارَ إِلَى الْقِيَامَةِ، فَكَانَ الْأَمْرُ بِمَعْنَى الْخَبَرِ، كَأَنَّهُ قَالَ: أَيَّتُهَا النَّفْسُ، أَنْتِ رَاضِيَةٌ مَرْضِيَّةٌ قَدْ رُوِيَ عَنْ بَعْضِ السَّلَفِ أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ ذَلِكَ: (فَادْخُلِي فِي عَبْدِي وَادْخُلِي جَنَّتِي)
٢٤ / ٣٩٩
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: ثنا الْقَاسِمُ بْنُ سَلَّامٍ، قَالَ: ثنا حَجَّاجٌ، عَنْ هَارُونَ، عَنْ أَبَانَ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ قَتَّةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قَرَأَهَا: «فَادْخُلِي فِي عَبْدِي» عَلَى التَّوْحِيدِ
٢٤ / ٣٩٩
حَدَّثَنِي خَلَّادُ بْنُ أَسْلَمَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، عَنْ هَارُونَ الْقَارِئِ، قَالَ: ثني هِلَالٌ، عَنْ أَبِي الشَّيْخِ الْهُنَائِيِّ: (فَادْخُلِي فِي عَبْدِي) وَفِي قَوْلِ الْكَلْبِيِّ: (فَادْخُلِي فِي عَبْدِي وَادْخُلِي فِي جَنَّتِي) يَعْنِي: الرُّوحُ تَرْجِعُ فِي الْجَسَدِ ⦗٤٠٠⦘ وَالصَّوَابُ مِنَ الْقِرَاءَةِ فِي ذَلِكَ ﴿فَادْخُلِي فِي عِبَادِي﴾ [الفجر: ٢٩] بِمَعْنَى: فَادْخُلِي فِي عِبَادِيَ الصَّالِحِينَ؛ لِإِجْمَاعِ الْحُجَّةِ مِنَ الْقُرَّاءِ عَلَيْه