مَكِّيَّةٌ وَآيَاتُهَا سَبْعَ عَشْرَةَ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
٢٤ / ٢٨٨
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ النَّجْمُ الثَّاقِبُ إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ فَمَا لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلَا نَاصِرٍ﴾ [الطارق: ٢] أَقْسَمَ رَبُّنَا بِالسَّمَاءِ وَبِالطَّارِقِ الَّذِي يَطْرُقُ لَيْلًا مِنَ النُّجُومِ الْمُضِيئَةِ، وَيَخْفَى نَهَارًا، وَكُلُّ مَا جَاءَ لَيْلًا فَقَدْ طَرَقَ وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ
٢٤ / ٢٨٨
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: ثني أَبِي، قَالَ: ثني عَمِّي، قَالَ: ثني أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، «﴿وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ﴾ [الطارق: ١] قَالَ: السَّمَاءُ وَمَا يَطْرُقُ فِيهَا»
٢٤ / ٢٨٨
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، «﴿وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ﴾ [الطارق: ٢] قَالَ: طَارِقٌ يَطْرُقُ بِلَيْلٍ، وَيَخْفَى بِالنَّهَارِ»
٢٤ / ٢٨٨
حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: ثنا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، فِي قَوْلِهِ ⦗٢٨٩⦘: «﴿وَالطَّارِقِ﴾ [الطارق: ١] قَالَ: ظُهُورُ النُّجُومِ، يَقُولُ: يَطْرُقُكَ لَيْلًا»
٢٤ / ٢٨٨
حُدِّثْتُ عَنِ الْحُسَيْنِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُعَاذٍ، يَقُولُ: ثنا عُبَيْدٌ، قَالَ: سَمِعْتُ الضَّحَّاكَ، يَقُولُ فِي قَوْلِهِ: «﴿الطَّارِقِ﴾ [الطارق: ٢] النَّجْمُ»
٢٤ / ٢٨٩
﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ﴾ [الطارق: ٢] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ لِنَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ ﷺ: وَمَا أَشْعَرَكَ يَا مُحَمَّدُ مَا الطَّارِقُ الَّذِي أَقْسَمْتُ بِهِ؟ ثُمَّ بَيَّنَ ذَلِكَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ، فَقَالَ: هُوَ النَّجْمُ الثَّاقِبُ، يَعْنِي: يَتَوَقَّدُ ضِيَاؤُهُ وَيَتَوَهَّجُ وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ
٢٤ / ٢٨٩
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ حَدَّثَنِي عَلِيٌّ، قَالَ: ثنا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: ثني مُعَاوِيَةُ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ: «﴿النَّجْمُ الثَّاقِبُ﴾ [الطارق: ٣] يَعْنِي: الْمُضِيءُ»
٢٤ / ٢٨٩
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: ثني أَبِي، قَالَ: ثني عَمِّي، قَالَ: ثني أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: «﴿النَّجْمُ الثَّاقِبُ﴾ [الطارق: ٣] قَالَ: هِيَ الْكَوَاكِبُ الْمُضِيئَةُ، وَثُقُوبُهُ: إِذَا أَضَاءَ»
٢٤ / ٢٨٩
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ وَاضِحٍ، قَالَ: ثنا الْحُسَيْنُ، عَنْ يَزِيدَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، فِي قَوْلِهِ: «﴿النَّجْمُ الثَّاقِبُ﴾ [الطارق: ٣] قَالَ: الَّذِي يَثْقُبُ»
٢٤ / ٢٨٩
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: ثنا عِيسَى، وَحَدَّثَنِي ⦗٢٩٠⦘ الْحَارِثُ، قَالَ: ثنا الْحَسَنُ، قَالَ: ثنا وَرْقَاءُ، جَمِيعًا عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي قَوْلِ اللَّهِ: «﴿الثَّاقِبُ﴾ [الطارق: ٣] قَالَ: الَّذِي يَتَوَهَّجُ»
٢٤ / ٢٨٩
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ: «ثُقُوبُهُ: ضَوْءُهُ»
٢٤ / ٢٩٠
حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: ثنا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ: «﴿النَّجْمُ الثَّاقِبُ﴾ [الطارق: ٣]: الْمُضِيءُ»
٢٤ / ٢٩٠
حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ، فِي قَوْلِهِ: «﴿النَّجْمُ الثَّاقِبُ﴾ [الطارق: ٣] قَالَ: كَانَتِ الْعَرَبُ تُسَمِّي الثُّرَيَّا النَّجْمَ، وَيُقَالَ: إِنَّ الثَّاقِبَ النَّجْمُ الَّذِي يُقَالُ لَهُ زُحَلُ. وَالثَّاقِبُ أَيْضًا: الَّذِي قَدِ ارْتَفَعَ عَلَى النُّجُومِ، وَالْعَرَبُ تَقُولُ لِلطَّائِرِ. إِذَا هُوَ لَحِقَ بِبَطْنِ السَّمَاءِ ارْتِفَاعًا: قَدْ ثَقَبَ، وَالْعَرَبُ تَقُولُ: أَثْقِبْ نَارَكَ: أَيْ أَضِئْهَا» وَقَوْلُهُ: ﴿إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ﴾ [الطارق: ٤] اخْتَلَفَتِ الْقُرَّاءُ فِي قِرَاءَةِ ذَلِكَ، فَقَرَأَهُ مِنْ قُرَّاءِ الْمَدِينَةِ أَبُو جَعْفَرٍ، وَمِنْ قُرَّاءِ الْكُوفَةِ حَمْزَةُ ﴿لَمَّا عَلَيْهَا﴾ [الطارق: ٤] بِتَشْدِيدِ الْمِيمِ وَذُكِرَ عَنِ الْحَسَنِ أَنَّهُ قَرَأَ ذَلِكَ كَذَلِكَ
٢٤ / ٢٩٠
حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: ثنا أَبُو عُبَيْدٍ، قَالَ: ثنا حَجَّاجٌ، عَنْ هَارُونَ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّهُ كَانَ يَقْرَؤُهَا: ﴿إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ﴾ [الطارق: ٤] مُشَدَّدَةً، وَيَقُولُ: «إِلَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ، وَهَكَذَا كُلُّ شَيْءٍ فِي الْقُرْآنِ بِالتَّثْقِيلِ»
٢٤ / ٢٩٠
وَقَرَأَ ذَلِكَ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ نَافِعٌ، وَمِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ أَبُو عَمْرٍو: (لَمَا) بِالتَّخْفِيفِ، بِمَعْنَى: إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَعَلَيْهَا حَافِظٌ. وَعَلَى أَنَّ اللَّامَ جَوَابُ إِنْ وَمَا الَّتِي بَعْدَهَا صِلَةٌ وَإِذَا كَانَ ذَلِكَ كَذَلِكَ لَمْ يَكُنْ فِيهِ تَشْدِيدٌ. وَالْقِرَاءَةُ الَّتِي لَا أَخْتَارُ غَيْرَهَا فِي ذَلِكَ: التَّخْفِيفُ، لِأَنَّ ذَلِكَ هُوَ الْكَلَامُ الْمَعْرُوفُ مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ، وَقَدْ أَنْكَرَ التَّشْدِيدَ جَمَاعَةٌ مِنْ أَهْلِ الْمَعْرِفَةِ بِكَلَامِ الْعَرَبِ، أَنْ يَكُونَ مَعْرُوفًا مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ، غَيْرَ أَنَّ الْفَرَّاءَ كَانَ يَقُولُ: لَا نَعْرِفُ جِهَةَ التَّثْقِيلِ فِي ذَلِكَ، وَنَرَى أَنَّهَا لُغَةٌ مِنْ هُذَيْلٍ، يَجْعَلُونَ إِلَّا مَعَ إِنِ الْمُخَفَّفَةِ لَمَّا، وَلَا يُجَاوِزُونَ ذَلِكَ، كَأَنَّهُ قَالَ: مَا كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ، فَإِنْ كَانَ صَحِيحًا مَا ذَكَرَ الْفَرَّاءُ، مِنْ أَنَّهَا لُغَةُ هُذَيْلٍ، فَالْقِرَاءَةُ بِهَا جَائِزَةٌ صَحِيحَةٌ، وَإِنْ كَانَ الِاخْتِيَارُ أَيْضًا إِذَا صَحَّ ذَلِكَ عِنْدَنَا، الْقِرَاءَةَ الْأُخْرَى، وَهِيَ التَّخْفِيفُ، لِأَنَّ ذَلِكَ هُوَ الْمَعْرُوفُ مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ، وَلَا يَنْبَغِي أَنْ يُتْرَكَ الْأَعْرَفُ إِلَى الْأَنْكَرِ
٢٤ / ٢٩١
وَقَدْ حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: ثنا أَبُو عُبَيْدٍ، قَالَ: ثنا مُعَاذٍ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، قَالَ: قَرَأْتُ عِنْدَ ابْنِ سِيرِينَ: (إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَا عَلَيْهَا حَافِظٌ) فَأَنْكَرَهُ، وَقَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ، سُبْحَانَ اللَّهِ ” فَتَأْوِيلُ الْكَلَامِ: إِذَنْ: إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَعَلَيْهَا حَافِظٌ مِنْ رَبِّهَا، يَحْفَظُ عَمَلَهَا، وَيُحْصِي عَلَيْهَا مَا تَكْسِبُ مِنْ خَيْرٍ أَوْ شَرٍّ. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ
٢٤ / ٢٩١
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: ثني أَبِي، قَالَ: ثني عَمِّي، قَالَ: ثني أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَوْلُهُ: «إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَا عَلَيْهَا حَافِظٌ» قَالَ: كُلُّ نَفْسٍ عَلَيْهَا حَفَظَةٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ “
٢٤ / ٢٩٢
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلُهُ: (إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَا عَلَيْهَا حَافِظٌ): حَفَظَةٌ يَحْفَظُونَ عَمَلَكَ وَرِزْقَكَ وَأَجَلَكَ إِذَا تَوَفَّيْتَهُ يَا ابْنَ آدَمَ قُبِضْتَ إِلَى رَبِّكَ “
٢٤ / ٢٩٢
وَقَوْلُهُ: ﴿فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ﴾ [الطارق: ٥] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ الْمُكَذِّبُ بِالْبَعْثِ بَعْدَ الْمَمَاتِ، الْمُنْكَرُ قُدْرَةَ اللَّهِ عَلَى إِحْيَائِهِ بَعْدَ مَمَاتِهِ ﴿مِمَّ خُلِقَ﴾ [الطارق: ٥] يَقُولُ: مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ رَبُّهُ؟ ثُمَّ أَخْبَرَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ عَمَّا خَلَقَهُ مِنْهُ، فَقَالَ: ﴿خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ﴾ [الطارق: ٦] يَعْنِي: مِنْ مَاءٍ مَدْفُوقٍ، وَهُوَ مِمَّا أَخْرَجَتْهُ الْعَرَبُ بِلَفْظِ فَاعِلٍ، وَهُوَ بِمَعْنَى الْمَفْعُولِ، وَيُقَالُ: إِنَّ أَكْثَرَ مَنْ يَسْتَعْمِلُ ذَلِكَ مِنْ أَحْيَاءِ الْعَرَبِ، سُكَّانُ الْحِجَازِ إِذَا كَانَ فِي مَذْهَبِ النَّعْتِ، كَقَوْلِهِمْ: هَذَا سِرٌّ كَاتِمٌ، وَهَمٌّ نَاصِبٌ، وَنَحْوِ ذَلِكَ
٢٤ / ٢٩٢
وَقَوْلُهُ: ﴿يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ﴾ [الطارق: ٧] يَقُولُ: يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ ذَلِكَ، وَمَعْنَى الْكَلَامِ مِنْهُمَا، كَمَا يُقَالُ: سَيَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ هَذَيْنِ الشَّيْئَيْنِ خَيْرٌ كَثِيرٌ، بِمَعْنَى يَخْرُجُ مِنْهُمَا. وَاخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي مَعْنَى التَّرَائِبِ وَمَوْضِعِهَا، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: التَّرَائِبُ: ⦗٢٩٣⦘ مَوْضِعُ الْقِلَادَةِ مِنْ صَدْرِ الْمَرْأَةِ
٢٤ / ٢٩٢
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْأَسْوَدِ الطُّفَاوِيُّ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ سَابُورٍ، عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: «﴿الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ﴾ [الطارق: ٧] قَالَ: التَّرَائِبُ: مَوْضِعُ الْقِلَادَةِ»
٢٤ / ٢٩٣
حَدَّثَنِي عَلِيٌّ، قَالَ: ثنا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: ثني مُعَاوِيَةُ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَوْلُهُ: «﴿يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ﴾ [الطارق: ٧] يَقُولُ: مِنْ بَيْنِ ثَدْيَيِ الْمَرْأَةِ»
٢٤ / ٢٩٣
حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ، قَالَ: ثنا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، قَالَ: سُئِلَ عِكْرِمَةُ عَنِ التَّرَائِبِ، فَقَالَ: «هَذِهِ، وَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى صَدْرِهِ بَيْنَ ثَدْيَيْهِ»
٢٤ / ٢٩٣
حَدَّثَنِي ابْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: ثني سَلْمُ بْنُ قُتَيْبَةَ، قَالَ: ثني عَبْدُ اللَّهِ بْنُ النُّعْمَانِ الْحُدَّانِيُّ أَنَّهُ سَمِعَ عِكْرِمَةَ، يَقُولُ: «﴿يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ﴾ [الطارق: ٧] قَالَ: صُلْبُ الرَّجُلِ، وَتَرَائِبُ الْمَرْأَةِ»
٢٤ / ٢٩٣
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا ابْنُ يَمَانٍ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: «التَّرَائِبُ: الصَّدْرُ»
٢٤ / ٢٩٣
قَالَ: ثنا ابْنُ يَمَانٍ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ أَبِي عِيَاضٍ، قَالَ: «التَّرَائِبُ: الصَّدْرُ»
٢٤ / ٢٩٤
حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ، فِي قَوْلِهِ: «﴿يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ﴾ [الطارق: ٧] وَالتَّرَائِبِ قَالَ: التَّرَائِبُ: الصَّدْرُ، وَهَذَا الصُّلْبُ، وَأَشَارَ إِلَى ظَهْرِهِ» وَقَالَ آخَرُونَ: التَّرَائِبُ: مَا بَيْنَ الْمَنْكِبَيْنِ وَالصَّدْرِ
٢٤ / ٢٩٤
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا ابْنُ يَمَانٍ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ ثُوَيْرٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَوْلُهُ: «﴿التَّرَائِبِ﴾ [الطارق: ٧] مَا بَيْنَ الْمَنْكِبَيْنِ وَالصَّدْرِ»
٢٤ / ٢٩٤
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: ثنا عِيسَى؛ وَحَدَّثَنِي الْحَارِثُ، قَالَ: ثنا الْحَسَنُ، قَالَ: ثنا وَرْقَاءُ، جَمِيعًا عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَوْلُهُ: «﴿التَّرَائِبِ﴾ [الطارق: ٧] قَالَ: أَسْفَلَ مِنَ التَّرَاقِيِ»
٢٤ / ٢٩٤
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا مِهْرَانُ، عَنْ سُفْيَانَ، قَالَ: «الصُّلْبُ لِلرَّجُلِ، وَالتَّرَائِبُ لِلْمَرْأَةِ، وَالتَّرَائِبُ فَوْقَ الثَّدْيَيْنِ» وَقَالَ آخَرُونَ: هُوَ الْيَدَانِ وَالرِّجْلَانِ وَالْعَيْنَانِ
٢٤ / ٢٩٤
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: ثني أَبِي، قَالَ: ثني عَمِّي، قَالَ: ثني أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَوْلُهُ: «﴿يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ﴾ [الطارق: ٧] قَالَ: فَالتَّرَائِبُ أَطْرَافُ الرِّجُلِ وَالْيَدَانِ وَالرِّجْلَانِ وَالْعَيْنَانِ، فَتِلْكَ التَّرَائِبُ»
٢٤ / ٢٩٥
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا مِهْرَانُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ: «﴿يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ﴾ [الطارق: ٧] قَالَ: التَّرَائِبُ: الْيَدَانِ وَالرِّجْلَانِ»
٢٤ / ٢٩٥
قَالَ: ثنا مِهْرَانُ، عَنْ سُفْيَانَ، قَالَ: قَالَ غَيْرُهُ: التَّرَائِبُ: مَاءُ الْمَرْأَةِ وَصُلْبُ الرَّجُلِ “
٢٤ / ٢٩٥
حُدِّثْتُ عَنِ الْحُسَيْنِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُعَاذٍ، يَقُولُ: ثنا عُبَيْدٌ، قَالَ: سَمِعْتُ الضَّحَّاكَ، يَقُولُ فِي قَوْلِهِ: «﴿يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ﴾ [الطارق: ٧]: عَيْنَاهُ وَيَدَاهُ وَرِجْلَاهُ» وَقَالَ آخَرُونَ: مَعْنَى ذَلِكَ، أَنَّهُ يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ صُلْبِ الرَّجُلِ وَنَحْرِهِ
٢٤ / ٢٩٥
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلُهُ: «﴿يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ﴾ [الطارق: ٧] يَقُولُ: يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ صُلْبِ الرَّجُلِ وَنَحْرِهِ» وَقَالَ آخَرُونَ: هِيَ الْأَضْلَاعُ الَّتِي أَسْفَلَ الصُّلْبِ
٢٤ / ٢٩٥
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا ابْنُ يَمَانٍ، عَنْ أَشْعَثَ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ سَعِيدٍ، فِي قَوْلِهِ: «﴿يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ﴾ [الطارق: ٧] قَالَ: التَّرَائِبُ: الْأَضْلَاعُ الَّتِي أَسْفَلَ الصُّلْبِ» وَقَالَ آخَرُونَ: هِيَ عُصَارَةُ الْقَلْبِ
٢٤ / ٢٩٦
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: ثنا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: ثني اللَّيْثُ أَنَّ مَعْمَرَ بْنَ أَبِي حَبِيبَةَ الْمَدِينِيَّ، حَدَّثَهُ أَنَّهُ، بَلَغَهُ فِي قَوْلِ اللَّهِ: «﴿يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ﴾ [الطارق: ٧] قَالَ: هُوَ عُصَارَةُ الْقَلْبِ، وَمِنْهُ يَكُونُ الْوَلَدُ» وَالصَّوَابُ مِنَ الْقَوْلِ فِي ذَلِكَ عِنْدَنَا: قَوْلُ مَنْ قَالَ: هُوَ مَوْضِعُ الْقِلَادَةِ مِنَ الْمَرْأَةِ، حَيْثُ تَقَعُ عَلَيْهِ مِنْ صَدْرِهَا، لِأَنَّ ذَلِكَ هُوَ الْمَعْرُوفُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ، وَبِهِ جَاءَتْ أَشْعَارُهُمْ، قَالَ الْمُثَقِّبُ الْعَبْدِيُّ:
[البحر الوافر] وَمِنْ ذَهَبٍ يُسَنُّ عَلَى تَرِيبٍ … كَلَوْنِ الْعَاجِ لَيْسَ بِذِي غُضُونِ
وَقَالَ آخَرُ:
[البحر الكامل] وَالزَّعْفَرَانُ عَلَى تَرَائِبِهَا … شَرِقًا بِهِ اللَّبَّاتُ وَالنَّحْرُ
[البحر الوافر] وَمِنْ ذَهَبٍ يُسَنُّ عَلَى تَرِيبٍ … كَلَوْنِ الْعَاجِ لَيْسَ بِذِي غُضُونِ
وَقَالَ آخَرُ:
[البحر الكامل] وَالزَّعْفَرَانُ عَلَى تَرَائِبِهَا … شَرِقًا بِهِ اللَّبَّاتُ وَالنَّحْرُ
٢٤ / ٢٩٦
وَقَوْلُهُ: ﴿إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ﴾ [الطارق: ٨] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: إِنَّ هَذَا الَّذِي خَلَقَكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ مِنْ هَذَا الْمَاءِ الدَّافِقِ، فَجَعَلَكُمْ بَشَرًا سَوِيًّا، بَعْدَ أَنْ كُنْتُمْ مَاءً مَدْفُوقًا، عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ. وَاخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي الْهَاءِ الَّتِي فِي قَوْلِهِ: ﴿عَلَى رَجْعِهِ﴾ [الطارق: ٨] عَلَى مَا هِيَ عَائِدَةٌ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: هِيَ عَائِدَةٌ عَلَى الْمَاءِ. وَقَالُوا: مَعْنَى الْكَلَامِ: إِنَّ اللَّهَ عَلَى رَدِّ النُّطْفَةِ فِي الْمَوْضِعِ الَّتِي خَرَجَتْ مِنْهُ ﴿لَقَادِرٌ﴾ [الطارق: ٨]
٢٤ / ٢٩٧
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ، قَالَ: ثنا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، فِي قَوْلِهِ: «﴿إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ﴾ [الطارق: ٨] قَالَ: إِنَّهُ عَلَى رَدِّهِ فِي صُلْبِهِ لَقَادِرٌ»
٢٤ / ٢٩٧
حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: ثنا أَبُو النُّعْمَانِ الْحَكَمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: ثنا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ فِي قَوْلِهِ: «﴿إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ﴾ [الطارق: ٨] قَالَ: لِلصُّلْبِ»
٢٤ / ٢٩٧
حَدَّثَنِي عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْهَبَّارِيُّ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي قَوْلِهِ: «﴿إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ﴾ [الطارق: ٨] قَالَ: عَلَى أَنْ يَرُدَّ الْمَاءَ فِي الْإِحْلِيلِ»
٢٤ / ٢٩٧
حَدَّثَنِي نَصْرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَوْدِيُّ الْوَشَّاءُ، قَالَ: ثنا أَبُو قَطَنٍ عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ، عَنْ وَرْقَاءَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، ⦗٢٩٨⦘ فِي قَوْلِهِ: «﴿إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ﴾ [الطارق: ٨] قَالَ: عَلَى رَدِّ النُّطْفَةِ فِي الْإِحْلِيلِ»
٢٤ / ٢٩٧
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: ثنا عِيسَى؛ وَحَدَّثَنِي الْحَارِثُ، قَالَ: ثنا الْحَسَنُ، قَالَ: ثنا وَرْقَاءُ، جَمِيعًا عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَوْلُهُ: «﴿إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ﴾ [الطارق: ٨] قَالَ: فِي الْإِحْلِيلِ»
٢٤ / ٢٩٨
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا مِهْرَانُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: «﴿إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ﴾ [الطارق: ٨] قَالَ: رَدُّهُ فِي الْإِحْلِيلِ» وَقَالَ آخَرُونَ: بَلْ مَعْنَى ذَلِكَ: إِنَّهُ عَلَى رَدِّ الْإِنْسَانِ مَاءً كَمَا كَانَ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَهُ مِنْهُ
٢٤ / ٢٩٨
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ حُدِّثْتُ عَنِ الْحُسَيْنِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُعَاذٍ، يَقُولُ: ثنا عُبَيْدٌ، قَالَ: سَمِعْتُ الضَّحَّاكَ، يَقُولُ فِي قَوْلِهِ: «﴿إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ﴾ [الطارق: ٨] إِنْ شِئْتَ رَدَدْتُهُ كَمَا خَلَقْتُهُ مِنْ مَاءٍ» وَقَالَ آخَرُونَ: بَلْ مَعْنَى ذَلِكَ: إِنَّهُ عَلَى حَبْسِ ذَلِكَ الْمَاءِ لَقَادِرٌ
٢٤ / ٢٩٨
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ، فِي قَوْلِهِ: «﴿إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ﴾ [الطارق: ٨] قَالَ: عَلَى رَجْعِ ذَلِكَ الْمَاءِ لَقَادِرٌ، حَتَّى لَا يَخْرُجُ، كَمَا قَدَرَ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِنْهُ مَا خَلَقَ، قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُرْجِعَهُ» وَقَالَ آخَرُونَ: بَلْ مَعْنَى ذَلِكَ أَنَّهُ قَادِرٌ عَلَى رَجْعِ الْإِنْسَانِ مِنْ حَالِ الْكِبَرِ إِلَى حَالِ الصِّغَرِ
٢٤ / ٢٩٩
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ وَاضِحٍ، قَالَ: ثنا الْحُسَيْنُ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ، عَنِ الضَّحَّاكِ، قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ فِي قَوْلِهِ: «﴿إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ﴾ [الطارق: ٨] يَقُولُ: إِنْ شِئْتُ رَدَدْتُهُ مِنَ الْكِبَرِ إِلَى الشَّبَابِ، وَمِنَ الشَّبَابِ إِلَى الصِّبَا، وَمِنَ الصِّبَا إِلَى النُّطْفَةِ» وَعَلَى هَذَا التَّأْوِيلِ تَكُونُ الْهَاءُ فِي قَوْلِهِ: ﴿عَلَى رَجْعِهِ﴾ [الطارق: ٨] مِنْ ذِكْرِ الْإِنْسَانِ. وَقَالَ آخَرُونَ مِمَّنْ زَعَمَ أَنَّ الْهَاءَ لِلْإِنْسَانِ مَعْنَى ذَلِكَ أَنَّهُ عَلَى إِحْيَائِهِ بَعْدَ مَمَاتِهِ لَقَادِرٌ
٢٤ / ٢٩٩
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلُهُ: «﴿إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ ⦗٣٠٠⦘ لَقَادِرٌ﴾ [الطارق: ٨] إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى ذِكْرُهُ عَلَى بَعْثِهِ وَإِعَادَتِهِ قَادِرٌ» وَأَوْلَى الْأَقْوَالِ فِي ذَلِكَ بِالصَّوَابِ: قَوْلُ مَنْ قَالَ مَعْنَى ذَلِكَ: إِنَّ اللَّهَ عَلَى رَدِّ الْإِنْسَانِ الْمَخْلُوقِ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ مِنْ بَعْدِ مَمَاتِهِ حَيًّا، كَهَيْئَتِهِ قَبْلَ مَمَاتِهِ لَقَادِرٌ. وَإِنَّمَا قُلْتُ هَذَا أَوْلَى الْأَقْوَالِ فِي ذَلِكَ بِالصَّوَابِ، لِقَوْلِهِ: ﴿يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ﴾ [الطارق: ٩] فَكَانَ فِي إِتْبَاعِهِ قَوْلَهُ ﴿إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ﴾ [الطارق: ٨] نَبَأٌ مِنْ أَنْبَاءِ الْقِيَامَةِ، دَلَالَةٌ عَلَى أَنَّ السَّابِقَ قَبْلَهَا أَيْضًا مِنْهُ، وَمِنْهُ ﴿يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ﴾ [الطارق: ٩] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: إِنَّهُ عَلَى إِحْيَائِهِ بَعْدَ مَمَاتِهِ لَقَادِرٌ، يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ؛ فَالْيَوْمُ مِنْ صِفَةِ الرَّجْعِ، لِأَنَّ الْمَعْنَى: إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ لَقَادِرٌ
٢٤ / ٢٩٩
وَعُنِيَ بِقَوْلِهِ: ﴿يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ﴾ [الطارق: ٩] يَوْمَ تُخْتَبَرُ سَرَائِرُ الْعِبَادِ، فَيَظْهَرُ مِنْهَا يَوْمَئِذٍ مَا كَانَ فِي الدُّنْيَا مُسْتَخْفِيًا عَنْ أَعْيُنِ الْعِبَادِ، مِنَ الْفَرَائِضِ الَّتِي كَانَ اللَّهُ أَلْزَمَهُ إِيَّاهَا، وَكَلَّفَهُ الْعَمَلَ بِهَا. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ
٢٤ / ٣٠٠
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ حُدِّثْتُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ فِي قَوْلِهِ: «﴿يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ﴾ [الطارق: ٩] قَالَ: ذَلِكَ الصَّوْمُ وَالصَّلَاةُ وَغُسْلُ الْجَنَابَةِ، وَهُوَ السَّرَائِرُ؛ وَلَوْ شَاءَ أَنْ يَقُولَ: قَدْ صُمْتُ وَلَيْسَ بِصَائِمٍ، وَقَدْ صَلَّيْتُ وَلَمْ يُصَلِّ، وَقَدِ اغْتَسَلْتُ وَلَمْ يَغْتَسِلْ»
٢٤ / ٣٠٠
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، «﴿يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ﴾ [الطارق: ٩] إِنَّ هَذِهِ السَّرَائِرَ مُخْتَبَرَةٌ، فَأَسِرُّوا خَيْرًا وَأَعْلِنُوهُ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ، وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ»
٢٤ / ٣٠١
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا مِهْرَانُ، عَنْ سُفْيَانَ، «﴿يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ﴾ [الطارق: ٩] قَالَ: تُخْتَبَرُ»
٢٤ / ٣٠١
وَقَوْلُهُ: ﴿فَمَا لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلَا نَاصِرٍ﴾ [الطارق: ١٠] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: فَمَا لِلْإِنْسَانِ الْكَافِرِ يَوْمَئِذٍ مِنْ قُوَّةٍ يَمْتَنِعُ بِهَا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ، وَأَلِيمِ نَكَالِهِ، وَلَا نَاصِرٍ يَنْصُرُهُ، فَيَسْتَنْقِذُهُ مِمَّنْ نَالَهُ بِمَكْرُوهٍ، وَقَدْ كَانَ فِي الدُّنْيَا يَرْجِعُ إِلَى قُوَّةٍ مِنْ عَشِيرَتِهِ، يَمْتَنِعُ بِهِمْ مِمَّنْ أَرَادَهُ بِسُوءٍ، وَنَاصِرٍ مِنْ حَلِيفٍ يَنْصُرُهُ عَلَى مَنْ ظَلَمَهُ وَاضْطَهَدَهُ. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ
٢٤ / ٣٠١
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلُهُ: «﴿فَمَا لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلَا نَاصِرٍ﴾ [الطارق: ١٠] يَنْصُرُهُ مِنَ اللَّهِ»
٢٤ / ٣٠١
حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: ثنا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، فِي قَوْلِهِ: «﴿وَلَا نَاصِرٍ﴾ [الطارق: ١٠] قَالَ: مِنْ قُوَّةٍ يَمْتَنِعُ بِهَا، وَلَا نَاصِرٍ يَنْصُرُهُ مِنَ اللَّهِ»
٢٤ / ٣٠١
حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ سَهْلٍ، قَالَ: ثنا ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، فِي قَوْلِهِ: «﴿⦗٣٠٢⦘ مِنْ قُوَّةٍ وَلَا نَاصِرٍ﴾ [الطارق: ١٠] قَالَ: الْقُوَّةُ: الْعَشِيرَةُ، وَالنَّاصِرُ: الْحَلِيفُ»
٢٤ / ٣٠١
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا وَأَكِيدُ كَيْدًا فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا﴾ [الطارق: ١٢] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: ﴿وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ﴾ [الطارق: ١١] تَرْجِعُ بِالْغُيُومِ وَأَرْزَاقِ الْعِبَادِ كُلَّ عَامٍ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الْمُتَنَخِّلُ فِي صِفَةِ سَيْفٍ:
[البحر السريع] أَبْيَضُ كَالرَّجْعِ رَسُوبٌ … إِذَا مَا ثَاخَ فِي مُحْتَفَلٍ يَخْتَلِي
وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ
[البحر السريع] أَبْيَضُ كَالرَّجْعِ رَسُوبٌ … إِذَا مَا ثَاخَ فِي مُحْتَفَلٍ يَخْتَلِي
وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ
٢٤ / ٣٠٢
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا مِهْرَانُ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ خُصَيْفٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، «﴿وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ﴾ [الطارق: ١١] قَالَ: السَّحَابُ فِيهِ الْمَطَرُ»
٢٤ / ٣٠٢
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ سَهْلٍ، قَالَ: ثنا مُؤَمَّلٌ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ خُصَيْفٍ، عَنْ ⦗٣٠٣⦘ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: «﴿وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ﴾ [الطارق: ١١] قَالَ: ذَاتِ السَّحَابِ فِيهِ الْمَطَرُ»
٢٤ / ٣٠٢
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: ثني أَبِي، قَالَ: ثني عَمِّي، قَالَ: ثني أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: «﴿وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ﴾ [الطارق: ١١] يَعْنِي بِالرَّجْعِ: الْقَطْرِ وَالرِّزْقِ كُلَّ عَامٍ»
٢٤ / ٣٠٣
حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ، قَالَ: ثنا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، عَنِ الْحَسَنِ، فِي قَوْلِهِ: «﴿وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ﴾ [الطارق: ١١] قَالَ: تَرْجِعُ بِأَرْزَاقِ النَّاسِ كُلَّ عَامٍ قَالَ أَبُو رَجَاءٍ: سُئِلَ عَنْهَا عِكْرِمَةُ، فَقَالَ: رَجَعَتْ بِالْمَطَرِ»
٢٤ / ٣٠٣
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: ثنا عِيسَى، وَحَدَّثَنِي الْحَارِثُ، قَالَ: ثنا الْحَسَنُ، قَالَ: ثنا وَرْقَاءُ، جَمِيعًا عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَوْلُهُ: «﴿ذَاتِ الرَّجْعِ﴾ [الطارق: ١١] قَالَ: السَّحَابُ يُمْطِرُ، ثُمَّ يَرْجِعُ بِالْمَطَرِ»
٢٤ / ٣٠٣
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلُهُ: «﴿وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ﴾ [الطارق: ١١] قَالَ: تَرْجِعُ بِأَرْزَاقِ الْعِبَادِ كُلَّ عَامٍ، لَوْلَا ذَلِكَ هَلَكُوا وَهَلَكَتْ مَوَاشِيهِمْ»
٢٤ / ٣٠٣
حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: ثنا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلُهُ: «﴿وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ﴾ [الطارق: ١١] قَالَ: تَرْجِعُ بِالْغَيْثِ كُلَّ عَامٍ»
٢٤ / ٣٠٣
حُدِّثْتُ عَنِ الْحُسَيْنِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُعَاذٍ، يَقُولُ: ثنا عُبَيْدٌ، قَالَ: سَمِعْتُ الضَّحَّاكَ، يَقُولُ فِي قَوْلِهِ: «﴿وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ﴾ [الطارق: ١١] يَعْنِي: الْمَطَرَ» وَقَالَ آخَرُونَ: يَعْنِي بِذَلِكَ: أَنَّ شَمْسَهَا وَقَمَرَهَا يَغِيبُ وَيَطْلُعُ
٢٤ / ٣٠٤
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ، فِي قَوْلِهِ: «﴿وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ﴾ [الطارق: ١١] قَالَ: شَمْسُهَا وَقَمَرُهَا وَنُجُومُهَا يَأْتِينَ مِنْ هَاهُنَا»
٢٤ / ٣٠٤
وَقَوْلُهُ: ﴿وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ﴾ [الطارق: ١٢] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ بِالنَّبَاتِ. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ.
٢٤ / ٣٠٤
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا مِهْرَانُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ خُصَيْفٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، «﴿وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ﴾ [الطارق: ١٢] قَالَ: ذَاتِ النَّبَاتِ»
٢٤ / ٣٠٤
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: ثني أَبِي، قَالَ: ثني عَمِّي، قَالَ: ثني أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: «﴿وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ﴾ [الطارق: ١٢] يَقُولُ: صَدْعُهَا إِخْرَاجُ النَّبَاتِ فِي كُلِّ عَامٍ»
٢٤ / ٣٠٤
حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ، قَالَ: ثنا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، عَنِ الْحَسَنِ، ﴿وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ﴾ [الطارق: ١٢] قَالَ: هَذِهِ تَصَدَّعُ عَمَّا تَحْتَهَا؛ قَالَ أَبُو رَجَاءٍ: وَسُئِلَ عَنْهَا عِكْرِمَةُ فَقَالَ: هَذِهِ تَصَدَّعَ عَنِ الرِّزْقِ “
٢٤ / ٣٠٥
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: ثنا عِيسَى، وَحَدَّثَنِي الْحَارِثُ، قَالَ: ثنا الْحَسَنُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، قَالَ مُجَاهِدٌ: «﴿وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ﴾ [الطارق: ١٢] مِثْلُ الْمَأْزِمِ مَأْزِمُ مِنًى»
٢٤ / ٣٠٥
حَدَّثَنِي الْحَارِثُ، قَالَ: ثنا الْحَسَنُ، قَالَ: ثنا وَرْقَاءُ، جَمِيعًا عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: «﴿وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ﴾ [الطارق: ١٢] قَالَ: الصَّدْعُ: مِثْلُ الْمَأْزِمِ، غَيْرَ الْأَوْدِيَةِ وَغَيْرَ الْجُرُفِ»
٢٤ / ٣٠٥
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلُهُ: «﴿وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ﴾ [الطارق: ١٢] تَصَدَّعَ عَنِ الثِّمَارِ وَعَنِ النَّبَاتِ، كَمَا رَأَيْتُمْ»
٢٤ / ٣٠٥
حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: ثنا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ: «﴿وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ﴾ [الطارق: ١٢] قَالَ: تَصَدَّعَ عَنِ النَّبَاتِ»
٢٤ / ٣٠٥
حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ، فِي قَوْلِهِ: «﴿وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ﴾ [الطارق: ١٢] وَقَرَأَ: ﴿ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا وَعِنَبًا ⦗٣٠٦⦘ وَقَضْبًا﴾ [عبس: ٢٧] إِلَى آخِرِ الْآيَةِ، قَالَ: صَدَعَهَا لِلْحَرْثِ»
٢٤ / ٣٠٥
حُدِّثْتُ عَنِ الْحُسَيْنِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُعَاذٍ، يَقُولُ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدٌ، قَالَ: سَمِعْتُ الضَّحَّاكَ، يَقُولُ فِي قَوْلِهِ: «﴿وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ﴾ [الطارق: ١٢]: النَّبَاتِ»
٢٤ / ٣٠٦
وَقَوْلُهُ: إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: إِنَّ هَذَا الْقَوْلَ وَهَذَا الْخَبَرَ لَقَوْلٌ فَصْلٌ: يَقُولُ: لَقَوْلٌ يَفْصِلُ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ بِبَيَانِهِ وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ عَلَى اخْتِلَافٍ مِنْهُمْ فِي الْعِبَارَةِ عَنْهُ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَقَوْلٌ حَقٌّ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَقَوْلٌ حُكْمٌ
٢٤ / ٣٠٦
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ حَدَّثَنِي عَلِيٌّ، قَالَ: ثنا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: ثني مُعَاوِيَةُ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَوْلُهُ: «﴿إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ﴾ [الطارق: ١٣] يَقُولُ: حَقٌّ»
٢٤ / ٣٠٦
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلُهُ: «﴿إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ﴾ [الطارق: ١٣]: أَيْ حُكْمٌ»
٢٤ / ٣٠٦
وَقَوْلُهُ: ﴿وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ﴾ [الطارق: ١٤] يَقُولُ: وَمَا هُوَ بِاللَّعِبِ وَلَا الْبَاطِلِ وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ
٢٤ / ٣٠٦
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ حَدَّثَنِي عَلِيٌّ، قَالَ: ثنا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: ثني مُعَاوِيَةُ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَوْلُهُ: «﴿وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ﴾ [الطارق: ١٤] يَقُولُ: بِالْبَاطِلِ»
٢٤ / ٣٠٧
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: ثنا عِيسَى، وَحَدَّثَنِي الْحَارِثُ، قَالَ: ثنا الْحَسَنُ، قَالَ: ثنا وَرْقَاءُ، جَمِيعًا عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَوْلُهُ: «﴿وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ﴾ [الطارق: ١٤] قَالَ: بِاللَّعِبِ»
٢٤ / ٣٠٧
وَقَوْلُهُ: ﴿إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا﴾ [الطارق: ١٥] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: إِنَّ هَؤُلَاءِ الْمُكَذِّبِينَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْوَعْدِ وَالْوَعِيدِ يَمْكُرُونَ مَكْرًا
٢٤ / ٣٠٧
وَقَوْلُهُ: ﴿وَأَكِيدُ كَيْدًا﴾ [الطارق: ١٦] يَقُولُ: وَأَمْكُرُ مَكْرًا؛ وَمَكْرُهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ بِهِمْ: إِمْلَاؤُهُ إِيَّاهُمْ عَلَى مَعْصِيَتِهِمْ وَكُفْرِهِمْ بِهِ. وَقَوْلُهُ: ﴿فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ﴾ [الطارق: ١٧] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ لِنَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ ﷺ: فَمَهِّلْ يَا مُحَمَّدُ الْكَافِرِينَ وَلَا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ.
٢٤ / ٣٠٧
﴿أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا﴾ [الطارق: ١٧] يَقُولُ: أَمْهِلْهُمْ آنًا قَلِيلًا، وَأَنْظِرْهُمْ لِلْمَوْعِدِ الَّذِي هُوَ وَقْتُ حُلُولِ النِّقْمَةِ بِهِمْ. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ
٢٤ / ٣٠٧
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ حَدَّثَنِي عَلِيٌّ، قَالَ: ثنا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: ثني مُعَاوِيَةُ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، ⦗٣٠٨⦘ قَوْلُهُ: «﴿أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا﴾ [الطارق: ١٧]، يَقُولُ: قَرِيبًا»
٢٤ / ٣٠٧
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، «﴿أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا﴾ [الطارق: ١٧] الرُّوَيْدُ: الْقَلِيلُ»
٢٤ / ٣٠٨
حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: ثنا أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ، فِي قَوْلِهِ: «﴿فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا﴾ [الطارق: ١٧] قَالَ: مَهِّلْهُمْ، فَلَا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ، تَرَكَهُمْ حَتَّى لَمَّا أَرَادَ الِانْتِصَارَ مِنْهُمْ، أَمَرَهُ بِجِهَادِهِمْ وَقِتَالِهِمْ، وَالْغِلْظَةِ عَلَيْهِمْ»
أخبار تونس نور العقيدة، أساس العلم، وحقائق الكون !