مَكِّيَّةٌ وَآيَاتُهَا ثَمَانٍ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
٢٤ / ٥٠١
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ وَطُورِ سِينِينَ وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ﴾ [التين: ٢] اخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ: ﴿وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ﴾ [التين: ١] فَقَالَ بَعْضُهُمْ: عُنِيَ بِالتِّينِ: التِّينُ الَّذِي يُؤْكَلُ، وَالزَّيْتُونِ: الزَّيْتُونُ الَّذِي يُعْصَرُ
٢٤ / ٥٠١
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثنا رَوْحٌ، قَالَ: ثنا عَوْفٌ، عَنِ الْحَسَنِ، فِي قَوْلِ اللَّهِ: ﴿وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ﴾ [التين: ١] قَالَ: تِينُكُمْ هَذَا الَّذِي يُؤْكَلُ، وَزَيْتُونُكُمْ هَذَا الَّذِي يُعْصَرُ
٢٤ / ٥٠١
حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: ثنا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَكَمَ، يُحَدِّثُ عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: التِّينُ: هُوَ التِّينُ، وَالزَّيْتُونُ: الَّذِي تَأْكُلُونَ
٢٤ / ٥٠١
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ وَاضِحٍ، قَالَ: ثنا الْحُسَيْنُ، عَنْ يَزِيدَ، عَنْ عِكْرِمَةَ ﴿وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ﴾ [التين: ١] قَالَ: تِينُكُمْ وَزَيْتُونُكُمْ
٢٤ / ٥٠١
حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ، قَالَ: ثنا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، قَالَ: سُئِلَ عِكْرِمَةُ عَنْ قَوْلِهِ: ﴿وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ﴾ [التين: ١] قَالَ: التِّينُ تِينُكُمْ هَذَا، وَالزَّيْتُونُ: زَيْتُونُكُمْ هَذَا
٢٤ / ٥٠١
حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثنا مُؤَمَّلٌ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ﴾ [التين: ١] قَالَ: التِّينُ الَّذِي يُؤْكَلُ، وَالزَّيْتُونُ: الَّذِي يُعْصَرُ، حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، مِثْلَهُ، حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا مِهْرَانُ؛ وَحَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا وَكِيعٌ، جَمِيعًا عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، مِثْلَهُ
٢٤ / ٥٠٢
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: ثنا عِيسَى؛ وَحَدَّثَنِي الْحَارِثُ، قَالَ: ثنا الْحَسَنُ، قَالَ: ثنا وَرْقَاءُ، جَمِيعًا عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي قَوْلِ اللَّهِ ﴿وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ﴾ [التين: ١] قَالَ: الْفَاكِهَةُ الَّتِي تَأْكُلُ النَّاسُ
٢٤ / ٥٠٢
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا مِهْرَانُ، عَنْ سَلَّامِ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ خُصَيْفٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ ﴿وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ﴾ [التين: ١] قَالَ: «هُوَ تِينُكُمْ وَزَيْتُونُكُمْ»
٢٤ / ٥٠٢
حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثنا مُؤَمَّلٌ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، فِي قَوْلِهِ: ﴿وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ﴾ [التين: ١] قَالَ: «التِّينُ الَّذِي يُؤْكَلُ، وَالزَّيْتُونُ الَّذِي يُعْصَرُ»
٢٤ / ٥٠٢
حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: ثنا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الْكَلْبِيِّ، ﴿وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ﴾ [التين: ١]: «هُوَ الَّذِي تَرَوْنَ»
٢٤ / ٥٠٢
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: قَالَ الْحَسَنُ، فِي قَوْلِهِ: ﴿وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ﴾ [التين: ١]: «التِّينُ تِينُكُمْ، وَالزَّيْتُونُ زَيْتُونُكُمْ هَذَا» وَقَالَ آخَرُونَ: التِّينُ: مَسْجِدُ دِمَشْقَ، وَالزَّيْتُونُ: بَيْتُ الْمَقْدِسِ
٢٤ / ٥٠٣
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثنا رَوْحٌ، قَالَ: ثنا عَوْفٌ، عَنْ يَزِيدَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ كَعْبٍ، أَنَّهُ قَالَ فِي قَوْلِ اللَّهِ: ﴿وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ﴾ [التين: ١] قَالَ: التِّينُ: مَسْجِدُ دِمَشْقَ، وَالزَّيْتُونُ: بَيْتُ الْمُقَدَّسِ
٢٤ / ٥٠٣
حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: ثنا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، فِي قَوْلِهِ: ﴿وَالتِّينِ﴾ [التين: ١] قَالَ: «الْجَبَلُ الَّذِي عَلَيْهِ دِمَشْقُ ﴿وَالزَّيْتُونِ﴾ [الأنعام: ٩٩] الَّذِي عَلَيْهِ بَيْتُ الْمَقْدِسِ»
٢٤ / ٥٠٣
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ ﴿وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ﴾ [التين: ١] «ذُكِرَ لَنَا أَنَّ التِّينَ الْجَبَلُ الَّذِي عَلَيْهِ دِمَشْقُ، وَالزَّيْتُونَ: الَّذِي عَلَيْهِ بَيْتُ الْمَقْدِسِ»
٢٤ / ٥٠٣
حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ، وَسَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ: ﴿وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ﴾ [التين: ١] قَالَ: «التِّينُ: مَسْجِدُ دِمَشْقَ، وَالزَّيْتُونُ، مَسْجِدُ ⦗٥٠٤⦘ إِيلِيَاءَ»
٢٤ / ٥٠٣
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا وَكِيعٌ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، ﴿وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ﴾ [التين: ١] قَالَ: «هُمْ جَبَلَانِ» وَقَالَ آخَرُونَ: التِّينُ: مَسْجِدُ نُوحٍ، وَالزَّيْتُونُ: مَسْجِدُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ
٢٤ / ٥٠٤
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: ثني أَبِي، قَالَ: ثني عَمِّي، قَالَ: ثني أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَوْلُهُ: ﴿وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ﴾ [التين: ١] يَعْنِي: مَسْجِدَ نُوحٍ الَّذِي بُنِيَ عَلَى الْجُودِيِّ، وَالزَّيْتُونُ: بَيْتُ الْمَقْدِسِ؛ قَالَ: وَيُقَالُ: التِّينُ وَالزَّيْتُونُ وَطُورُ سِينِينَ: ثَلَاثَةُ مَسَاجِدَ بِالشَّامِ وَالصَّوَابُ مِنَ الْقَوْلِ فِي ذَلِكَ عِنْدَنَا: قَوْلُ مَنْ قَالَ: التِّينُ: هُوَ التِّينُ الَّذِي يُؤْكَلُ، وَالزَّيْتُونُ: هُوَ الزَّيْتُونُ الَّذِي يُعْصَرُ مِنْهُ الزَّيْتُ، لِأَنَّ ذَلِكَ هُوَ الْمَعْرُوفُ عِنْدَ الْعَرَبِ، وَلَا يُعْرَفُ جَبَلٌ يُسَمَّى تِينًا، وَلَا جَبَلٌ يُقَالُ لَهُ زَيْتُونٌ، إِلَّا أَنْ يَقُولَ قَائِلٌ: أَقْسَمَ رَبُّنَا جَلَّ ثَنَاؤُهُ بِالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ. وَالْمُرَادُ مِنَ الْكَلَامِ: الْقَسَمُ بِمَنَابِتِ التِّينِ، وَمَنَابِتِ الزَّيْتُونِ، فَيَكُونُ ذَلِكَ مَذْهَبًا، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ عَلَى صِحَّةِ ذَلِكَ أَنَّهُ كَذَلِكَ، دَلَالَةٌ فِي ظَاهِرِ التَّنْزِيلِ، وَلَا مِنْ قَوْلِ مَنْ لَا يَجُوزُ خِلَافُهُ، لِأَنَّ دِمَشْقَ بِهَا مَنَابِتُ التِّينِ، وَبَيْتُ الْمَقْدِسِ مَنَابِتُ الزَّيْتُونِ
٢٤ / ٥٠٤
وَقَوْلُهُ: ﴿وَطُورِ سِينِينَ﴾ [التين: ٢] اخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي تَأْوِيلِهِ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: هُوَ ⦗٥٠٥⦘ جَبَلُ مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَمَسْجِدُهُ
٢٤ / ٥٠٤
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثنا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: ثني أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ قَزَعَةَ، قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ عُمَرَ: إِنِّي أُرِيدُ أَنْ آتِيَ بَيْتَ الْمَقْدِسِ وَطُورِ سِينِينَ فَقَالَ: لَا تَأْتِ طُورَ سِينِينَ، مَا تُرِيدُونَ أَنْ تَدَعُوا أَثَرَ نَبِيٍّ إِلَّا وَطِئْتُمُوهُ. قَالَ قَتَادَةُ ﴿وَطُورِ سِينِينَ﴾ [التين: ٢] مَسْجِدُ مُوسَى ﷺ
٢٤ / ٥٠٥
حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثنا رَوْحٌ، قَالَ: ثنا عَوْفٌ، عَنِ الْحَسَنِ، فِي قَوْلِهِ ﴿وَطُورِ سِينِينَ﴾ [التين: ٢] قَالَ: «جَبَلُ مُوسَى»
٢٤ / ٥٠٥
قَالَ: ثَنَا عَوْفٌ، عَنْ يَزِيدَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ كَعْبٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿وَطُورِ سِينِينَ﴾ [التين: ٢] قَالَ: «جَبَلُ مُوسَى ﷺ»
٢٤ / ٥٠٥
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: ثني أَبِي، قَالَ: ثني عَمِّي، قَالَ: ثني أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، ﴿وَطُورِ سِينِينَ﴾ [التين: ٢] قَالَ: «هُوَ الطُّورُ»
٢٤ / ٥٠٥
حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿وَطُورِ سِينِينَ﴾ [التين: ٢] قَالَ: «مَسْجِدُ الطُّورِ» وَقَالَ آخَرُونَ: الطُّورُ: هُوَ كُلُّ جَبَلٍ يُنْبِتُ. وَقَوْلُهُ ﴿سِينِينَ﴾ [التين: ٢] حَسَنٌ
٢٤ / ٥٠٥
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى الْقَزَّازُ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: ثنا ⦗٥٠٦⦘ عُمَارَةُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، فِي قَوْلِهِ: ﴿وَطُورِ سِينِينَ﴾ [التين: ٢] قَالَ: هُوَ الْحَسَنُ، وَهِيَ لُغَةُ الْحَبَشَةِ، يَقُولُونَ لِلشَّيْءِ الْحَسَنِ: سِينَا سِينَا
٢٤ / ٥٠٥
حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: ثنا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، قَالَ: سُئِلَ عِكْرِمَةُ، عَنْ قَوْلِهِ ﴿وَطُورِ سِينِينَ﴾ [التين: ٢] قَالَ: “طُورٌ: جَبَلٌ، وَسِينِينَ: حَسَنٌ بِالْحَبَشِيَّةِ
٢٤ / ٥٠٦
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا الصَّبَّاحُ بْنُ مُحَارِبٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، قَالَ: صَلَّيْتُ خَلْفَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه الْمَغْرِبَ، فَقَرَأَ فِي أَوَّلِ رَكْعَةٍ ﴿وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ وَطُورِ سِينِينَ﴾ [التين: ٢] قَالَ: «هُوَ جَبَلٌ»
٢٤ / ٥٠٦
حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ، قَالَ: ثنا الْمُعْتَمِرُ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَكَمَ، يُحَدِّثُ عَنْ عِكْرِمَةَ، ﴿وَطُورِ سِينِينَ﴾ [التين: ٢] قَالَ: سَوَاءٌ عَلَيَّ نَبَاتُ السَّهْلِ وَالْجَبَلِ
٢٤ / ٥٠٦
حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، ﴿وَطُورِ سِينِينَ﴾ [التين: ٢] قَالَ: الْجَبَلُ
٢٤ / ٥٠٦
حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثنا مُؤَمَّلٌ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ ﴿وَطُورِ سِينِينَ﴾ [التين: ٢]: «جَبَلٌ»، حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، مِثْلَهُ
٢٤ / ٥٠٦
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا مِهْرَانُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ ﴿وَطُورِ سِينِينَ﴾ [التين: ٢]: «الْجَبَلُ»
٢٤ / ٥٠٧
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا وَكِيعٌ، عَنِ النَّضْرِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: «الطُّورُ: الْجَبَلُ، وَالسِينِينَ: الْحَسَنُ، كَمَا يَنْبُتُ فِي السَّهْلِ، كَذَلِكَ يَنْبُتُ فِي الْجَبَلِ»
٢٤ / ٥٠٧
حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: ثنا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الْكَلْبِيِّ، أَمَّا ﴿وَطُورِ سِينِينَ﴾ [التين: ٢] فَهُوَ: «الْجَبَلُ ذُو الشَّجَرِ» وَقَالَ آخَرُونَ: هُوَ الْجَبَلُ، وَقَالُوا: سِينِينَ: مُبَارَكٌ حَسَنٌ
٢٤ / ٥٠٧
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: ثنا عِيسَى، وَحَدَّثَنِي الْحَارِثُ، قَالَ: ثنا الْحَسَنُ، قَالَ: ثنا وَرْقَاءُ، جَمِيعًا عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، ﴿وَطُورِ﴾ [التين: ٢]: «الْجَبَلُ» وَ﴿سِينِينَ﴾ [التين: ٢] قَالَ: «الْمُبَارَكُ»
٢٤ / ٥٠٧
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، ﴿وَطُورِ سِينِينَ﴾ [التين: ٢] قَالَ: «جَبَلٌ مُبَارَكٌ بِالشَّامِ»
٢٤ / ٥٠٧
حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: ثنا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ ﴿وَطُورِ سِينِينَ﴾ [التين: ٢] قَالَ: «جَبَلٌ بِالشَّامِ، مُبَارَكٌ حَسَنٌ» ⦗٥٠٨⦘ وَأَوْلَى الْأَقْوَالِ فِي ذَلِكَ بِالصَّوَابِ: قَوْلُ مَنْ قَالَ: طُورُ سِينِينَ: جَبَلٌ مَعْرُوفٌ، لِأَنَّ الطُّورَ هُوَ الْجَبَلُ ذُو النَّبَاتِ، فَإِضَافَتُهُ إِلَى سِينِينَ تَعْرِيفٌ لَهُ، وَلَوْ كَانَ نَعْتًا لِلطُّورِ، كَمَا قَالَ مَنْ قَالَ مَعْنَاهُ حَسَنٌ أَوْ مُبَارَكٌ، لَكَانَ الطُّورُ مُنَوَّنًا، وَذَلِكَ أَنَّ الشَّيْءَ لَا يُضَافُ إِلَى نَعْتِهِ، لِغَيْرِ عِلَّةٍ تَدْعُو إِلَى ذَلِكَ
٢٤ / ٥٠٧
وَقَوْلُهُ: ﴿وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ﴾ [التين: ٣] يَقُولُ: وَهَذَا الْبَلَدِ الْآمِنِ مِنْ أَعْدَائِهِ أَنْ يُحَارِبُوا أَهْلَهُ، أَوْ يَغْزُوهُمْ. وَقِيلَ: الْأَمِينُ، وَمَعْنَاهُ: الْآمِنُ، كَمَا قَالَ الشَّاعِرُ:
[البحر الطويل] أَلَمْ تَعْلَمِي يَا أَسْمَ وَيْحَكِ أَنَّنِي … حَلَفْتُ يَمِينًا لَا أَخُونُ أَمِينِي
يُرِيدُ: آمِنِي، وَهَذَا كَمَا قَالَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: ﴿أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ﴾ [العنكبوت: ٦٧]، وَإِنَّمَا عُنِيَ بِقَوْلِهِ: ﴿وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ﴾ [التين: ٣] مَكَّةُ وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ
[البحر الطويل] أَلَمْ تَعْلَمِي يَا أَسْمَ وَيْحَكِ أَنَّنِي … حَلَفْتُ يَمِينًا لَا أَخُونُ أَمِينِي
يُرِيدُ: آمِنِي، وَهَذَا كَمَا قَالَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: ﴿أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ﴾ [العنكبوت: ٦٧]، وَإِنَّمَا عُنِيَ بِقَوْلِهِ: ﴿وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ﴾ [التين: ٣] مَكَّةُ وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ
٢٤ / ٥٠٨
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: ثني أَبِي، قَالَ: ثني عَمِّي، قَالَ: ثني أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَوْلُهُ: ﴿وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ﴾ [التين: ٣] قَالَ: مَكَّةُ
٢٤ / ٥٠٨
حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثنا رَوْحٌ، قَالَ: ثنا عَوْفٌ، عَنْ يَزِيدَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ ⦗٥٠٩⦘ كَعْبٍ، فِي قَوْلِ اللَّهِ ﴿وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ﴾ [التين: ٣] قَالَ: الْبَلَدِ الْحَرَامِ
٢٤ / ٥٠٨
حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثنا رَوْحٌ، قَالَ: ثنا عَوْفٌ، عَنِ الْحَسَنِ، فِي قَوْلِهِ ﴿وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ﴾ [التين: ٣] قَالَ: «الْبَلَدِ الْحَرَامِ»
٢٤ / ٥٠٩
قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، وَحَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا مِهْرَانُ، عَنْ سُفْيَانَ، وَحَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، ﴿وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ﴾ [التين: ٣] قَالَ: «مَكَّةُ»، حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثنا مُؤَمَّلٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، مِثْلَهُ
٢٤ / ٥٠٩
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا مِهْرَانُ، عَنْ سَلَّامِ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ خُصَيْفٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: ﴿وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ﴾ [التين: ٣]: «مَكَّةُ»
٢٤ / ٥٠٩
حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ، قَالَ: ثنا الْمُعْتَمِرُ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَكَمَ، يُحَدِّثُ عَنْ عِكْرِمَةَ، ﴿وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ﴾ [التين: ٣] قَالَ: «الْبَلَدِ الْحَرَامِ»
٢٤ / ٥٠٩
قَالَ: ثنا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، قَالَ: سُئِلَ عِكْرِمَةُ، عَنْ قَوْلِهِ ﴿وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ﴾ [التين: ٣] قَالَ: «مَكَّةُ»
٢٤ / ٥٠٩
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، ﴿وَهَذَا الْبَلَدِ ⦗٥١٠⦘ الْأَمِينِ﴾ [التين: ٣] يَعْنِي: «مَكَّةَ»
٢٤ / ٥٠٩
حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ﴾ [التين: ٣] قَالَ: «الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ»
٢٤ / ٥١٠
حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثنا مُؤَمَّلٌ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، ﴿وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ﴾ [التين: ٣] «مَكَّةُ»
٢٤ / ٥١٠
وَقَوْلُهُ: ﴿لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ﴾ [التين: ٤] وَهَذَا جَوَابُ الْقَسَمِ، يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: ﴿وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ﴾ [التين: ١]، ﴿لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ﴾ [التين: ٤] وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ
٢٤ / ٥١٠
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: وَقَعَ الْقَسَمُ هَاهُنَا ﴿لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ﴾ [التين: ٤] اخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ ﴿لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ﴾ [التين: ٤] فَقَالَ بَعْضُهُمْ: مَعْنَاهُ: فِي أَعْدَلِ خَلْقٍ، وَأَحْسَنِ صُورَةٍ
٢٤ / ٥١٠
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا حَكَّامٌ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي رَزِينٍ، عَنِ ⦗٥١١⦘ ابْنِ عَبَّاسٍ، ﴿فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ﴾ [التين: ٤] قَالَ: فِي أَعْدَلِ خَلْقٍ
٢٤ / ٥١٠
حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثنا مُؤَمَّلٌ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، ﴿لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ﴾ [التين: ٤] قَالَ: «فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ»، قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، مِثْلَهُ
٢٤ / ٥١١
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا مِهْرَانُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ﴿فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ﴾ [التين: ٤] قَالَ: خَلْقٍ
٢٤ / ٥١١
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ﴿لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ﴾ [التين: ٤] قَالَ: «فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ»
٢٤ / ٥١١
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا مِهْرَانُ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنِ الرَّبِيعِ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، ﴿فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ﴾ [التين: ٤] يَقُولُ: «فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ»
٢٤ / ٥١١
حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثنا مُؤَمَّلٌ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، ﴿فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ﴾ [التين: ٤]: «فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ»
٢٤ / ٥١١
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: ﴿لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ﴾ [التين: ٤] قَالَ: «أَحْسَنِ خَلْقٍ»
٢٤ / ٥١١
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: ثنا عِيسَى؛ وَحَدَّثَنِي الْحَارِثُ، قَالَ: ثنا الْحَسَنُ، قَالَ: ثنا وَرْقَاءُ، جَمِيعًا عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، ⦗٥١٢⦘ قَوْلُهُ ﴿فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ﴾ [التين: ٤] قَالَ: «فِي أَحْسَنِ خَلْقٍ»
٢٤ / ٥١١
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، ﴿فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ﴾ [التين: ٤] يَقُولُ: «فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ»
٢٤ / ٥١٢
حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: ثنا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، هُوَ وَالْكَلْبِيُّ ﴿فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ﴾ [التين: ٤] قَالَا: «فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ» وَقَالَ آخَرُونَ: بَلْ مَعْنَى ذَلِكَ: ﴿لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ﴾ [البلد: ٤]، فَبَلَغْنَا بِهِ اسْتِوَاءَ شَبَابِهِ وَجَلَدِهِ وَقُوَّتِهِ، وَهُوَ أَحْسَنُ مَا يَكُونُ، وَأَعْدَلُ مَا يَكُونُ وَأَقْوَمُهُ
٢٤ / ٥١٢
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ، قَالَ: ثنا الْمُعْتَمِرُ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَكَمَ، يُحَدِّثُ عَنْ عِكْرِمَةَ، فِي قَوْلِهِ: ﴿لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ﴾ [التين: ٤] قَالَ: «الشَّابُّ الْقَوِيُّ الْجَلْدُ»
٢٤ / ٥١٢
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: ثني أَبِي، قَالَ: ثني عَمِّي، قَالَ: ثني أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، ﴿لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ﴾ [التين: ٤] قَالَ: «شَبَابُهُ أَوَّلَ مَا نَشَأَ» وَقَالَ آخَرُونَ: قِيلَ ذَلِكَ لِأَنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ مِنَ الْحَيَوَانِ إِلَّا وَهُوَ مُنْكَبٌّ عَلَى وَجْهِهِ غَيْرَ الْإِنْسَانِ
٢٤ / ٥١٢
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: ثنا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ دَاوُدَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ⦗٥١٣⦘ ابْنِ عَبَّاسٍ، ﴿لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ﴾ [التين: ٤] قَالَ: «خَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ مُنْكَبًّا عَلَى وَجْهِهِ، إِلَّا الْإِنْسَانَ» وَأَوْلَى الْأَقْوَالِ فِي ذَلِكَ بِالصَّوَابِ: أَنْ يُقَالَ: إِنَّ مَعْنَى ذَلِكَ: ﴿لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ﴾ [التين: ٤] صُورَةٍ وَأَعْدَلِهَا؛ لِأَنَّ قَوْلَهُ: ﴿أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ﴾ [التين: ٤] إِنَّمَا هُوَ نَعْتٌ لِمَحْذُوفٍ، وَهُوَ فِي تَقْوِيمِ أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ، فَكَأَنَّهُ قِيلَ: لَقَدْ خَلَقْنَاهُ فِي تَقْوِيمِ أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ
٢٤ / ٥١٢
وَقَوْلُهُ: ﴿ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ﴾ [التين: ٥] اخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي تَأْوِيلِ ذَلِكَ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: مَعْنَى ذَلِكَ: ثُمَّ رَدَدْنَاهُ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ
٢٤ / ٥١٣
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: ثنا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ دَاوُدَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، ﴿ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ﴾ [التين: ٥] قَالَ: «إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ»
٢٤ / ٥١٣
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا حَكَّامُ بْنُ سَلْمٍ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي رَزِينٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ﴿ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ﴾ [التين: ٥] قَالَ: «إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ»
٢٤ / ٥١٣
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: ثني أَبِي، قَالَ: ثني عَمِّي، قَالَ: ثني أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، ﴿ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ﴾ [التين: ٥] يَقُولُ: يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ، كَبِرَ حَتَّى ذَهَبَ عَقْلُهُ، وَهُمْ نَفَرٌ رُدُّوا إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فَسُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ حِينَ سَفِهَتْ عُقُولُهُمْ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عُذْرَهُمْ أَنَّ لَهُمْ أَجْرَهُمُ الَّذِي عَمِلُوا قَبْلَ أَنْ تَذْهَبَ عُقُولُهُمْ
٢٤ / ٥١٣
حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ، قَالَ: ثنا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، قَالَ: سُئِلَ عِكْرِمَةُ، عَنْ قَوْلِهِ: ﴿ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ﴾ [التين: ٥] قَالَ: «رُدُّوا إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ»
٢٤ / ٥١٤
حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثنا مُؤَمَّلٌ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَا: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، فِي قَوْلِهِ: ﴿ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ﴾ [التين: ٥] قَالَ: «إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ»، حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا مِهْرَانُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، مِثْلَهُ، حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، مِثْلَهُ
٢٤ / ٥١٤
حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: ثنا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، ﴿ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ﴾ [التين: ٥] قَالَ: «رَدَدْنَاهُ إِلَى الْهَرَمِ»
٢٤ / ٥١٤
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: الْهَرَمُ
٢٤ / ٥١٤
حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ، قَالَ: ثنا الْمُعْتَمِرُ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَكَمَ، يُحَدِّثُ عَنْ عِكْرِمَةَ، ﴿ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ﴾ [التين: ٥] قَالَ: «الشَّيْخُ الْهَرَمُ، لَمْ يَضُرَّهُ كِبَرُهُ أَنْ خَتَمَ اللَّهُ لَهُ بِأَحْسَنِ مَا كَانَ يَعْمَلُ» وَقَالَ آخَرُونَ: بَلْ مَعْنَى ذَلِكَ: ثُمَّ رَدَدْنَاهُ إِلَى النَّارِ فِي أَقْبَحِ صُورَةٍ
٢٤ / ٥١٤
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا وَكِيعٌ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الرَّازِيِّ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، ⦗٥١٥⦘ عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، ﴿ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ﴾ [التين: ٥] قَالَ: «فِي شَرِّ صُورَةٍ فِي صُورَةِ خِنْزِيرٍ»
٢٤ / ٥١٤
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا مِهْرَانُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، ﴿ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ﴾ [التين: ٥] قَالَ: «النَّارُ»
٢٤ / ٥١٥
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: «إِلَى النَّارِ»
٢٤ / ٥١٥
حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: «فِي النَّارِ»
٢٤ / ٥١٥
قَالَ ثنا مُؤَمَّلٌ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: «إِلَى النَّارِ»
٢٤ / ٥١٥
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، ﴿ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ﴾ [التين: ٥] قَالَ: قَالَ الْحَسَنُ: «جَهَنَّمُ مَأْوَاهُ»
٢٤ / ٥١٥
حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: ثنا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: قَالَ الْحَسَنُ، فِي قَوْلِهِ: ﴿ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ﴾ [التين: ٥] قَالَ: «فِي النَّارِ»
٢٤ / ٥١٥
حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ﴾ [التين: ٥] قَالَ: «إِلَى النَّارِ»
٢٤ / ٥١٥
وَأَوْلَى الْأَقْوَالِ فِي ذَلِكَ عِنْدِي بِالصِّحَّةِ، وَأَشْبَهُهَا بِتَأْوِيلِ الْآيَةِ، قَوْلُ مَنْ قَالَ: مَعْنَاهُ: ثُمَّ رَدَدْنَاهُ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ، إِلَى عُمُرِ الْخَرْفَى، الَّذِينَ ذَهَبَتْ عُقُولُهُمْ مِنَ الْهَرَمِ وَالْكِبَرِ، فَهُوَ فِي أَسْفَلَ مِنْ سَفَلٍ، فِي إِدْبَارِ الْعُمُرِ وَذَهَابِ الْعَقْلِ وَإِنَّمَا قُلْنَا: هَذَا الْقَوْلَ أَوْلَى بِالصَّوَابِ فِي ذَلِكَ: لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى ذِكْرُهُ، أَخْبَرَ عَنْ خَلْقِهِ ابْنَ آدَمَ، وَتَصْرِيفِهِ فِي الْأَحْوَالِ، احْتِجَاجًا بِذَلِكَ عَلَى مُنْكِرِي قُدْرَتِهِ عَلَى الْبَعْثِ بَعْدَ الْمَوْتِ. أَلَا تَرَى أَنَّهُ يَقُولُ: ﴿فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدَ بِالدِّينِ﴾ [التين: ٧] يَعْنِي: بَعْدَ هَذِهِ الْحُجَجِ. وَمَحَا أَنْ يُحْتَجَّ عَلَى قَوْمٍ كَانُوا مُنْكِرِينَ مَعْنًى مِنَ الْمَعَانِي، بِمَا كَانُوا لَهُ مُنْكِرِينَ. وَإِنَّمَا الْحُجَّةُ عَلَى كُلِّ قَوْمٍ بِمَا لَا يَقْدِرُوا عَلَى دَفْعِهِ، مِمَّا يُعَايِنُونَهُ وَيَحِسُّونَهُ، أَوْ يُقِرُّونَ بِهِ، وَإِنْ لَمْ يَكُونُوا لَهُ مُحِسِّينَ وَإِذَا كَانَ ذَلِكَ كَذَلِكَ، وَكَانَ الْقَوْمُ لِلنَّارِ الَّتِي كَانَ اللَّهُ يَتَوَعَّدُهُمْ بِهَا فِي الْآخِرَةِ مُنْكِرِينَ، وَكَانُوا لِأَهْلِ الْهَرَمِ وَالْخَرَفِ مِنْ بَعْدِ الشَّبَابِ وَالْجَلَدِ شَاهِدَيْنَ، عُلِمَ أَنَّهُ إِنَّمَا احْتَجَّ عَلَيْهِمْ بِمَا كَانُوا لَهُ مُعَايِنِينَ، مِنْ تَصْرِيفِهِ خَلْقَهُ، وَنَقْلِهِ إِيَّاهُمْ مِنْ حَالِ التَّقْوِيمِ الْحَسَنِ وَالشَّبَابِ وَالْجَلَدِ، إِلَى الْهَرَمِ وَالضَّعْفِ وَفَنَاءِ الْعُمُرِ، وَحُدُوثِ الْخَرَفِ
٢٤ / ٥١٦
وَقَوْلُهُ: ﴿إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ﴾ [الشعراء: ٢٢٧] اخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي مَعْنَى هَذَا الِاسْتِثْنَاءِ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: هُوَ اسْتِثْنَاءٌ صَحِيحٌ مِنْ قَوْلِهِ ﴿ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ﴾ [التين: ٥] قَالُوا: وَإِنَّمَا جَازَ اسْتِثْنَاءُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ، وَهُمْ جَمْعٌ، مِنَ الْهَاءِ فِي قَوْلِهِ ﴿ثُمَّ رَدَدْنَاهُ﴾ [التين: ٥] وَهِيَ كِنَايَةُ الْإِنْسَانِ، وَالْإِنْسَانُ فِي لَفْظِ وَاحِدٍ، لِأَنَّ ⦗٥١٧⦘ الْإِنْسَانَ وَإِنْ كَانَ فِي لَفْظِ وَاحِدٍ، فَإِنَّهُ فِي مَعْنَى الْجَمْعِ، لِأَنَّهُ بِمَعْنَى الْجِنْسِ، كَمَا قِيلَ: ﴿وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ﴾ [العصر: ٢] قَالُوا: وَكَذَلِكَ جَازَ أَنْ يُقَالَ: ﴿ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ﴾ [التين: ٥] فَيُضَافُ أَفْعَلُ إِلَى جَمَاعَةٍ، وَقَالُوا: وَلَوْ كَانَ مَقْصُودًا بِهِ قَصْدَ وَاحِدٍ بِعَيْنِهِ، لَمْ يَجُزْ ذَلِكَ، كَمَا لَا يُقَالُ: هَذَا أَفْضَلُ قَائِمَيْنَ، وَلَكِنْ يُقَالُ: هَذَا أَفْضَلُ قَائِمٍ
٢٤ / ٥١٦
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا حَكَّامٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ سَابِقٍ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: «كَانَ يُقَالُ: مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ لَمْ يُرَدَّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ، ثُمَّ قَرَأَ: ﴿لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ﴾ [التين: ٥] قَالَ: لَا يَكُونُ حَتَّى لَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا» فَعَلَى هَذَا التَّأْوِيلِ قَوْلُهُ: ﴿ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ﴾ [التين: ٥] لِخَاصٍّ مِنَ النَّاسِ، غَيْرِ دَاخِلٍ فِيهِمُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ، لِأَنَّهُ مُسْتَثْنَى مِنْهُمْ وَقَالَ آخَرُونَ: بَلِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قَدْ يَدْخُلُونَ فِي الَّذِينَ رُدُّوا إِلَى أَسْفَلِ سَافِلِينَ، لِأَنَّ أَرْذَلَ الْعُمُرِ قَدْ يُرَدُّ إِلَيْهِ الْمُؤْمِنُ وَالْكَافِرُ. قَالُوا: وَإِنَّمَا اسْتَثْنَى قَوْلَهُ: ﴿إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ﴾ [التين: ٦] مِنْ مَعْنَى مُضْمَرٍ فِي قَوْلِهِ: ﴿ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ﴾ [التين: ٥] قَالُوا: وَمَعْنَاهُ: ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ، فَذَهَبَتْ عُقُولُهُمْ وَخَرِفُوا، ⦗٥١٨⦘ وَانْقَطَعَتْ أَعْمَالُهُمْ، فَلَمْ تَثْبُتْ لَهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ حَسَنَةٌ ﴿إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ﴾ [التين: ٦] فَإِنَّ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَهُ مِنَ الْخَيْرِ، فِي حَالِ صِحَّةِ عُقُولِهِمْ، وَسَلَامَةِ أَبْدَانِهِمْ، جَارٍ لَهُمْ بَعْدَ هَرَمِهِمْ وَخَرَفِهِمْ وَقَدْ يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ قَوْلُهُ: ﴿إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ﴾ [التين: ٦] اسْتِثْنَاءً مُنْقَطِعًا، لِأَنَّهُ يَحْسُنُ أَنْ يُقَالَ: ﴿ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ، إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ﴾ [التين: ٥]، لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ، بَعْدَ أَنْ يُرَدَّ أَسْفَلَ سَافِلِينَ
٢٤ / ٥١٧
ذِكْرُ مَنْ قَالَ مَعْنَى هَذَا الْقَوْلِ: حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: ثنا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ دَاوُدَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، ﴿إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ﴾ [التين: ٦] قَالَ: «فَأَيُّمَا رَجُلٍ كَانَ يَعْمَلُ عَمَلًا صَالِحًا وَهُوَ قَوِيٌّ شَابٌّ، فَعَجَزَ عَنْهُ، جَرَى لَهُ أَجْرُ ذَلِكَ الْعَمَلِ حَتَّى يَمُوتَ»
٢٤ / ٥١٨
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: ثَنَّى أَبِي، قَالَ: ثني عَمِّي، قَالَ: ثني أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: ﴿إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ﴾ [التين: ٦] يَقُولُ: «إِذَا كَانَ يَعْمَلُ بِطَاعَةِ اللَّهِ فِي شَبِيبَتِهِ كُلِّهَا، ثُمَّ كَبِرَ حَتَّى ذَهَبَ عَقْلُهُ، كُتِبَ لَهُ مِثْلُ عَمَلِهِ الصَالِحِ، الَّذِي كَانَ يَعْمَلُ فِي شَبِيبَتِهِ، وَلَمْ يُؤَاخَذْ بِشَيْءٍ مِمَّا عَمِلَ فِي كِبَرِهِ، وَذَهَابِ عَقْلِهِ، مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ مُؤْمِنٌ، وَكَانَ يُطِيعُ اللَّهَ فِي شَبِيبَتِهِ»
٢٤ / ٥١٨
حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثنا مُؤَمَّلٌ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، فِي قَوْلِهِ: ﴿ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ﴾ [التين: ٥] قَالَ: “إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ، فَإِذَا بَلَغَ الْمُؤْمِنُ إِلَى أَرْذَلِ ⦗٥١٩⦘ الْعُمُرِ، كُتِبَ لَهُ كَأَحْسَنِ مَا كَانَ يَعْمَلُ فِي شَبَابِهِ وَصِحَّتِهِ، فَهُوَ قَوْلُهُ: ﴿فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ﴾ [التين: ٦]
٢٤ / ٥١٨
حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ: ﴿ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ﴾ [التين: ٦] فَإِنَّهُ «يُكْتَبُ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ، مِثْلُ مَا كَانَ يَعْمَلُ فِي الصِّحَّةِ» حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا مِهْرَانُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، مِثْلَهُ
٢٤ / ٥١٩
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ﴿إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ﴾ [التين: ٦] قَالَ: «إِذَا بَلَغَ مِنَ الْكِبَرِ مَا يُعْجِزُ عَنِ الْعَمَلِ، كُتِبَ لَهُ مَا كَانَ يَعْمَلُ» وَقَالَ آخَرُونَ: بَلْ مَعْنَى ذَلِكَ: ﴿إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ﴾ [التين: ٦] فَإِنَّهُ يُكْتَبُ لَهُمْ حَسَنَاتُهُمْ وَيُتَجَاوَزُ لَهُمْ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ
٢٤ / ٥١٩
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا حَكَّامٌ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي رَزِينٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، ﴿ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ﴾ [التين: ٦] قَالَ: «هُمُ الَّذِينَ أَدْرَكَهُمُ الْكِبَرُ، لَا يُؤَاخَذُونُ بِعَمَلٍ عَمِلُوهُ فِي كِبَرِهِمْ، وَهُمْ هَرْمَى لَا يَعْقِلُونَ»
٢٤ / ٥١٩
حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ، قَالَ: ثنا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، قَالَ: سُئِلَ عِكْرِمَةُ، عَنْ قَوْلِهِ: ﴿إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ﴾ [التين: ٦] قَالَ: «يُوَفِّيهِ اللَّهُ أَجْرَهُ أَوْ عَمَلَهُ، وَلَا يُؤَاخِذُهُ إِذَا رُدَّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ»
٢٤ / ٥٢٠
حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ، قَالَ: ثنا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَكَمَ يُحَدِّثُ عَنْ عِكْرِمَةَ ﴿ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ﴾ [التين: ٦] قَالَ: «الشَّيْخُ الْهَرِمُ لَمْ يَضُرَّهُ كِبَرَهُ إِنْ خَتَمَ اللَّهُ لَهُ بِأَحْسَنِ مَا كَانَ يَعْمَلُ»
٢٤ / ٥٢٠
حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: ثنا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، ﴿إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ﴾ [التين: ٦] قَالَ: مَنْ أَدْرَكَهُ الْهَرَمُ، وَكَانَ يَعْمَلُ صَالِحًا، كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ إِذَا كَانَ يَعْمَلُ وَقَالَ آخَرُونَ: بَلْ مَعْنَى ذَلِكَ: ﴿ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ﴾ [التين: ٥] فِي جَهَنَّمَ، ﴿إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ، فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ﴾ [التين: ٦]، فَعَلَى هَذَا التَّأْوِيلِ: ﴿إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ﴾ [التين: ٦] مُسْتَثْنُونَ مِنَ الْهَاءِ فِي قَوْلِهِ: ﴿ثُمَّ رَدَدْنَاهُ﴾ [التين: ٥] وَجَازَ اسْتِثْنَاؤُهُمْ مِنْهَا إِذْ كَانَتْ كِنَايَةً لِلْإِنْسَانِ، وَهُوَ بِمَعْنَى الْجَمْعِ، كَمَا قَالَ: ﴿إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ﴾ [العصر: ٣]
٢٤ / ٥٢٠
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: ثنا عِيسَى، وَحَدَّثَنِي الْحَارِثُ، قَالَ: ثنا الْحَسَنُ، قَالَ: ثنا وَرْقَاءُ، جَمِيعًا عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ ⦗٥٢١⦘ مُجَاهِدٍ، ﴿ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا﴾ [التين: ٦]: إِلَّا مَنْ آمَنَ
٢٤ / ٥٢٠
حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: ثنا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، قَالَ: قَالَ الْحَسَنُ، فِي قَوْلِهِ: ﴿ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ﴾ [التين: ٥]: «فِي النَّارِ» ﴿إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ﴾ [التين: ٦] قَالَ الْحَسَنُ: هِيَ كَقَوْلِهِ: ﴿وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ﴾ [العصر: ٢] وَأَوْلَى الْأَقْوَالِ فِي ذَلِكَ عِنْدَنَا بِالصِّحَّةِ، قَوْلُ مَنْ قَالَ: مَعْنَاهُ: ثُمَّ رَدَدْنَاهُ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ، ﴿إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ﴾ [التين: ٦] فِي حَالِ صِحَّتِهِمْ وَشَبَابِهِمْ، ﴿فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ﴾ [التين: ٦] بَعْدَ هَرَمِهِمْ، كَهَيْئَةِ مَا كَانَ لَهُمْ مِنْ ذَلِكَ عَلَى أَعْمَالِهِمْ، فِي حَالِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ وَهُمْ أَقْوِيَاءُ عَلَى الْعَمَلِ وَإِنَّمَا قُلْنَا ذَلِكَ أَوْلَى بِالصِّحَّةِ لِمَا وَصَفْنَا مِنَ الدَّلَالَةِ عَلَى صِحَّةِ الْقَوْلِ بِأَنَّ تَأْوِيلَ قَوْلِهِ: ﴿ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ﴾ [التين: ٥] إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ. وَاخْتَلَفُوا فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ: ﴿غَيْرُ مَمْنُونٍ﴾ [التين: ٦] فَقَالَ بَعْضُهُمْ: مَعْنَاهُ: لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَنْقُوصٍ
٢٤ / ٥٢١
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي عَلِيٌّ، قَالَ: ثنا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: ثني مُعَاوِيَةُ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ﴾ [التين: ٦] يَقُولُ: «غَيْرُ مَنْقُوصٍ» ⦗٥٢٢⦘ وَقَالَ آخَرُونَ: بَلْ مَعْنَاهُ: غَيْرُ مَحْسُوبٍ
٢٤ / ٥٢١
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، ﴿فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ﴾ [التين: ٦]: «غَيْرُ مَحْسُوبٍ»، حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا مِهْرَانُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ مِثْلَهُ
٢٤ / ٥٢٢
حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثنا مُؤَمَّلٌ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ ﴿فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ﴾ [التين: ٦] قَالَ: غَيْرُ مَحْسُوبٍ
٢٤ / ٥٢٢
قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، ﴿فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ﴾ [التين: ٦] قَالَ: «غَيْرُ مَحْسُوبٍ» وَقَدْ قِيلَ: إِنَّ مَعْنَى ذَلِكَ: فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَقْطُوعٍ. وَأَوْلَى الْأَقْوَالِ فِي ذَلِكَ بِالصَّوَابِ: قَوْلُ مَنْ قَالَ: فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَنْقُوصٍ، كَمَا كَانَ لَهُ أَيَّامَ صِحَّتِهِ وَشَبَابِهِ، وَهُوَ عِنْدِي مِنْ قَوْلِهِمْ: جَبَلٌ مَنِينٌ: إِذَا كَانَ ضَعِيفًا؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ:
[البحر البسيط] أَعْطَوْا هُنَيْدَةَ يَحْدُوهَا ثَمَانِيَةٌ … مَا فِي عَطَائِهِمُ مَنٌّ وَلَا سَرَفُ
يَعْنِي: أَنَّهُ لَيْسَ فِيهِ نَقْصٌ، وَلَا خَطَأٌ
[البحر البسيط] أَعْطَوْا هُنَيْدَةَ يَحْدُوهَا ثَمَانِيَةٌ … مَا فِي عَطَائِهِمُ مَنٌّ وَلَا سَرَفُ
يَعْنِي: أَنَّهُ لَيْسَ فِيهِ نَقْصٌ، وَلَا خَطَأٌ
٢٤ / ٥٢٢
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ أَلَيْسَ اللهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ﴾ [التين: ٨] اخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ: ﴿فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ﴾ [التين: ٧] فَقَالَ بَعْضُهُمْ مَعْنَاهُ: فَمَنْ يُكَذِّبُكَ يَا مُحَمَّدُ بَعْدَ هَذِهِ الْحُجَجِ الَّتِي احْتَجَجْنَا بِهَا، بِالدِّينِ، يَعْنِي: بِطَاعَةِ اللَّهِ، وَمَا بَعَثَكَ بِهِ مِنَ الْحَقِّ، وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ؟ قَالُوا: مَا فِي مَعْنَى مِنْ، لِأَنَّهُ عُنِيَ بِهِ ابْنُ آدَمَ، وَمَنْ بُعِثَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ ﷺ، وَقَالَ آخَرُونَ: بَلْ مَعْنَى ذَلِكَ: ﴿فَمَا يُكَذِّبُكَ﴾ [التين: ٧] أَيُّهَا الْإِنْسَانُ ﴿بَعْدُ﴾ [البقرة: ٢٧] هَذِهِ الْحُجَجِ ﴿بِالدِّينِ﴾ [الانفطار: ٩]
٢٤ / ٥٢٣
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، قَالَ: قُلْتُ لِمُجَاهِدٍ: ﴿فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ﴾ [التين: ٧] عُنِيَ بِهِ النَّبِيُّ ﷺ؟ قَالَ: «مَعَاذَ اللَّهِ، عُنِيَ بِهِ الْإِنْسَانُ»
٢٤ / ٥٢٣
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا مِهْرَانُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَمَّنْ سَمِعَ مُجَاهِدًا يَقُولُ: ﴿فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ﴾ [التين: ٧] قُلْتُ: يَعْنِي بِهِ النَّبِيَّ ﷺ؟ قَالَ: «مَعَاذَ اللَّهِ، إِنَّمَا يَعْنِي بِهِ الْإِنْسَانَ»
٢٤ / ٥٢٣
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ ﴿فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ﴾ [التين: ٧] أَعُنِيَ بِهِ النَّبِيُّ ﷺ؟ قَالَ: «مَعَاذَ اللَّهِ، إِنَّمَا عُنِيَ بِهِ الْإِنْسَانُ»
٢٤ / ٥٢٣
حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: ثنا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الْكَلْبِيِّ، ﴿فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ﴾ [التين: ٧]: «إِنَّمَا يَعْنِي الْإِنْسَانَ، يَقُولُ: خَلَقْتُكَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ، فَمَا يُكَذِّبُكَ أَيُّهَا الْإِنْسَانُ بَعْدُ بِالدِّينِ» وَقَالَ آخَرُونَ: إِنَّمَا عُنِيَ بِذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، وَقِيلَ لَهُ: اسْتَيْقِنْ مَعَ مَا جَاءَكَ مِنَ اللَّهِ مِنَ الْبَيَانِ، أَنَّ اللَّهَ أَحْكُمُ الْحَاكِمِينَ
٢٤ / ٥٢٤
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلُهُ: ﴿فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ﴾ [التين: ٧]: أَيِ: اسْتَيْقِنْ بَعْدَ مَا جَاءَكَ مِنَ اللَّهِ الْبَيَانُ ﴿أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ﴾ [التين: ٨] وَأَوْلَى الْأَقْوَالِ فِي ذَلِكَ عِنْدِي بِالصَّوَابِ قَوْلُ مَنْ قَالَ: مَعْنَى مَا مَعْنَى مَنْ. وَوَجْهُ تَأْوِيلِ الْكَلَامِ إِلَى: فَمَنْ يُكَذِّبُكَ يَا مُحَمَّدُ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنْ هَذَا الْبَيَانِ مِنَ اللَّهِ بِالدِّينِ؟ يَعْنِي: بِطَاعَةِ اللَّهِ، وَمُجَازَاتِهِ الْعِبَادَ عَلَى أَعْمَالِهِمْ. وَقَدْ تَأَوَّلَ ذَلِكَ بَعْضُ أَهْلِ الْعَرَبِيَّةِ بِمَعْنَى: فَمَا الَّذِي يُكَذِّبُكَ بِأَنَّ النَّاسَ يُدَانُونَ بِأَعْمَالِهِمْ؟ وَكَأَنَّهُ قَالَ: فَمَنْ يَقْدِرُ عَلَى تَكْذِيبِكَ بِالثَّوَابِ وَالْعِقَابِ، بَعْدَ مَا تَبَيَّنَ لَهُ خَلْقُنَا الْإِنْسَانَ عَلَى مَا وَصَفْنَا وَاخْتَلَفُوا فِي مَعْنَى قَوْلِهِ: ﴿بِالدِّينِ﴾ [التين: ٧] فَقَالَ بَعْضُهُمْ: بِالْحِسَابِ
٢٤ / ٥٢٤
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْأَسْوَدِ الطُّفَاوِيُّ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ عَرَبِيٍّ، عَنْ عِكْرِمَةَ، فِي قَوْلِهِ: ﴿فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ﴾ [التين: ٧] قَالَ: «الْحِسَابُ» وَقَالَ آخَرُونَ: مَعْنَاهُ: بِحُكْمِ اللَّهِ
٢٤ / ٥٢٥
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: ثني أَبِي، قَالَ: ثني عَمِّي، قَالَ: ثني أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: ﴿فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ﴾ [التين: ٧] يَقُولُ: «مَا يُكَذِّبُكَ بِحُكْمِ اللَّهِ» وَأَوْلَى الْقَوْلَيْنِ فِي ذَلِكَ بِالصَّوَابِ قَوْلُ مَنْ قَالَ: الدِّينُ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ: الْجَزَاءُ وَالْحِسَابُ، وَذَلِكَ أَنَّ أَحَدَ مَعَانِي الدِّينِ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ: الْجَزَاءُ وَالْحِسَابُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: كَمَا تَدِينُ تُدَانُ. وَلَا أَعْرِفُ مِنْ مَعَانِي الدِّينِ الْحُكْمَ فِي كَلَامِهِمْ، إِلَّا أَنْ يَكُونَ مُرَادًا بِذَلِكَ: فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِأَمْرِ اللَّهِ الَّذِي حَكَمَ بِهِ عَلَيْكَ أَنْ تُطِيعَهُ فِيهِ؟ فَيَكُونَ ذَلِكَ
٢٤ / ٥٢٥
وَقَوْلُهُ: ﴿أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ﴾ [التين: ٨] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: أَلَيْسَ اللَّهُ يَا مُحَمَّدُ بِأَحْكَمِ مِنْ حَكَمَ فِي أَحْكَامِهَ، وَفَصْلِ قَضَائِهِ بَيْنَ عِبَادِهِ؟ وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ إِذَا قَرَأَ ذَلِكَ فِيمَا بَلَغَنَا قَالَ: بَلَى
٢٤ / ٥٢٥
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، ﴿أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ ⦗٥٢٦⦘ الْحَاكِمِينَ﴾ [التين: ٨]: ذُكِرَ لَنَا أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ ﷺ كَانَ إِذَا قَرَأَهَا قَالَ: “بَلَى، وَأَنَا عَلَى ذَلِكَ مِنَ الشَّاهِدِينَ
٢٤ / ٥٢٥
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا وَكِيعٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ إِذَا قَرَأَ: ﴿أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ﴾ [التين: ٨] قَالَ: «سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ، وَبَلَى»
٢٤ / ٥٢٦
حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: ثنا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، قَالَ: كَانَ قَتَادَةُ إِذَا تَلَا: ﴿أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ﴾ [التين: ٨] قَالَ: «بَلَى، وَأَنَا عَلَى ذَلِكَ مِنَ الشَّاهِدِينَ» أَحْسِبُهُ كَانَ يَرْفَعُ ذَلِكَ؛ وَإِذَا قَرَأَ: ﴿أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى﴾ [القيامة: ٤٠] قَالَ: «بَلَى»، وَإِذَا تَلَا: ﴿فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ﴾ [المرسلات: ٥٠] قَالَ: «آمَنْتُ بِاللَّهِ، وَبِمَا أَنْزَلَ»
أخبار تونس نور العقيدة، أساس العلم، وحقائق الكون !