مَكِّيَّةٌ وَآيَاتُهَا خَمْسٌ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
٢٤ / ٧١٤
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ﴾ [المسد: ٢] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: خَسِرَتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ، وَخَسِرَ هُوَ. وَإِنَّمَا عُنِيَ بِقَوْلِهِ: ﴿تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ﴾ [المسد: ١] تَبَّ عَمَلُهُ. وَكَانَ بَعْضُ أَهْلِ الْعَرَبِيَّةِ يَقُولُ: قَوْلُهُ: ﴿تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ﴾ [المسد: ١] دُعَاءٌ عَلَيْهِ مِنَ اللَّهِ. وَأَمَّا قَوْلُهُ: ﴿وَتَبَّ﴾ [البقرة: ١٢٨] فَإِنَّهُ خَبَرٌ. وَيُذْكَرُ أَنَّ ذَلِكَ فِي قِرَاءَةِ عَبْدِ اللَّهِ: «تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَقَدْ تَبَّ» . وَفِي دُخُولِ قَدْ فِيهِ دَلَالَةٌ عَلَى أَنَّهُ خَبَرٌ، وَيُمَثَّلُ ذَلِكَ بِقَوْلِ الْقَائِلِ، لِآخَرَ: أَهْلَكَكَ اللَّهُ، وَقَدْ أَهْلَكَكَ، وَجَعَلَكَ صَالِحًا وَقَدْ جَعَلَكَ. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي مَعْنَى قَوْلِهِ: ﴿تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ﴾ [المسد: ١] قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ
٢٤ / ٧١٤
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، ﴿تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ﴾ [المسد: ١] أَيْ «خَسِرَتْ وَتَبَّ»
٢٤ / ٧١٤
حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ، فِي قَوْلِ اللَّهِ: ﴿تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ﴾ [المسد: ١] قَالَ: التَّبُّ «الْخُسْرَانُ، قَالَ: قَالَ أَبُو لَهَبٍ لِلنَّبِيِّ ﷺ: مَاذَا أُعْطَى يَا مُحَمَّدُ إِنْ آمَنْتُ بِكَ؟ قَالَ؟ «كَمَا يُعْطَى الْمُسْلِمُونَ» فَقَالَ: مَا ⦗٧١٥⦘ لِي عَلَيْهِمْ فَضْلٌ؟ قَالَ: «وَأَيُّ شَيْءٍ تَبْتَغِي؟» قَالَ: تَبًّا لِهَذَا مِنْ دِينٍ تَبًّا، أَنْ أَكُونَ أَنَا وَهَؤُلَاءِ سَوَاءً، فَأَنْزَلَ اللَّهُ: ﴿تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ﴾ [المسد: ١] يَقُولُ: بِمَا عَمِلَتْ أَيْدِيهِمْ»
٢٤ / ٧١٤
حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: ثنا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ: ﴿تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ﴾ [المسد: ١] قَالَ: «خَسِرَتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَخَسِرَ» وَقِيلَ: إِنَّ هَذِهِ السُّورَةَ نَزَلَتْ فِي أَبِي لَهَبٍ، لِأَنَّ النَّبِيَّ ﷺ لَمَّا خَصَّ بِالدَّعْوَةِ عَشِيرَتَهُ، إِذْ نَزَلَ عَلَيْهِ: ﴿وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ﴾ [الشعراء: ٢١٤] وَجَمَعَهُمْ لِلدُّعَاءِ، قَالَ لَهُ أَبُو لَهَبٍ: تَبًّا لَكَ سَائِرَ الْيَوْمِ، أَلِهَذَا دَعَوْتَنَا؟
٢٤ / ٧١٥
ذِكْرُ الْأَخْبَارِ الْوَارِدَةِ بِذَلِكَ حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: صَعِدَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ ذَاتَ يَوْمٍ الصَّفَا، فَقَالَ: «يَا صَبَاحَاهُ» فَاجْتَمَعَتْ إِلَيْهِ قُرَيْشٌ، فَقَالُوا: مَا لَكَ؟ قَالَ: «أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَخْبَرْتُكُمْ أَنَّ الْعَدُوَّ مُصَبِّحُكُمْ أَوْ مُمَسِّيكُمْ، أَمَا كُنْتُمْ تُصَدِّقُونَنِي؟» قَالُوا: بَلَى، قَالَ: «فَإِنِّي نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ» فَقَالَ أَبُو لَهَبٍ: تَبًّا لَكَ، أَلِهَذَا دَعَوْتَنَا وَجَمَعْتَنَا؟ فَأَنْزَلَ اللَّهُ: تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ إِلَى آخِرِهَا ” حَدَّثَنِي أَبُو السَّائِبِ، قَالَ: ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، مِثْلَهُ
٢٤ / ٧١٥
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ ⦗٧١٦⦘ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ ﴿وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ﴾ [الشعراء: ٢١٤] قَامَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ عَلَى الصَّفَا ثُمَّ نَادَى: «يَا صَبَاحَاهُ» فَاجْتَمَعَ النَّاسُ إِلَيْهِ، فَبَيْنَ رَجُلٍ يَجِيءُ، وَبَيْنَ آخَرَ يَبْعَثُ رَسُولَهُ، فَقَالَ: «يَا بَنِي هَاشِمٍ، يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، يَا بَنِي فِهْرٍ، يَا بَنِي. يَا بَنِي أَرَأَيْتَكُمْ لَوْ أَخْبَرْتُكُمْ أَنَّ خَيْلًا بِسَفْحِ هَذَا الْجَبَلِ» يُرِيدُ تُغِيرُ عَلَيْكُمْ «صَدَّقْتُمُونِي؟» قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: «فَإِنِّي نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ» فَقَالَ أَبُو لَهَبٍ: تَبًّا لَكَ سَائِرَ الْيَوْمِ، أَلِهَذَا دَعَوْتَنَا؟ فَنَزَلَتْ: تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ “
٢٤ / ٧١٥
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا أَبُو أُسَامَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: ﴿وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ﴾ [الشعراء: ٢١٤] وَرَهْطَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ، خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، حَتَّى صَعِدَ الصَّفَا، فَهَتَفَ: «يَا صَبَاحَاهُ» فَقَالُوا: مَنْ هَذَا الَّذِي يَهْتِفُ؟ فَقَالُوا: مُحَمَّدٌ، فَاجْتَمَعُوا إِلَيْهِ، فَقَالَ: «يَا بَنِي فُلَانٍ، يَا بَنِي فُلَانٍ، يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ»، فَاجْتَمَعُوا إِلَيْهِ، فَقَالَ: «أَرَأَيْتَكُمْ لَوْ أَخْبَرْتُكُمْ أَنَّ خَيْلًا تَخْرُجُ بِسَفْحِ هَذَا الْجَبَلِ أَكُنْتُمْ مُصَدِّقِيَّ؟» قَالُوا: مَا جَرَّبْنَا عَلَيْكَ كَذِبًا، قَالَ «فَإِنِّي نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ» فَقَالَ أَبُو لَهَبٍ: تَبًّا لَكَ مَا جَمَعْتَنَا إِلَّا لِهَذَا؟ ثُمَّ قَامَ فَنَزَلَتْ هَذِهِ السُّورَةُ: «تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَقَدْ تَبَّ» كَذَا قَرَأَ الْأَعْمَشُ إِلَى آخِرِ السُّورَةِ
٢٤ / ٧١٦
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا مِهْرَانُ، عَنْ سُفْيَانَ، فِي قَوْلِهِ: تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ قَالَ: حِينَ أَرْسَلَ النَّبِيُّ ﷺ إِلَيْهِ وَإِلَى غَيْرِهِ، وَكَانَ أَبُو لَهَبٍ عَمَّ ⦗٧١٧⦘ النَّبِيِّ ﷺ، وَكَانَ اسْمُهُ عَبْدَ الْعُزَّى، فَذَكَرَهُمْ، فَقَالَ أَبُو لَهَبٍ: تَبًّا لَكَ، فِي هَذَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا؟ فَأَنْزَلَ اللَّهُ: تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ “
٢٤ / ٧١٦
وَقَوْلُهُ: ﴿مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ﴾ [المسد: ٢] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: أَيُّ شَيْءٍ أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ، وَدَفَعَ مِنْ سَخَطِ اللَّهُ عَلَيْهِ ﴿وَمَا كَسَبَ﴾ [المسد: ٢] وَهُمْ وَلَدُهُ. وَبِالَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ
٢٤ / ٧١٧
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُنْكَدِرِ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، قَالَ: جَاءَ بَنُو أَبِي لَهَبٍ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، فَقَامُوا يَخْتَصِمُونَ فِي الْبَيْتِ، فَقَامَ ابْنُ عَبَّاسٍ، فَحَجَزَ بَيْنَهُمْ، وَقَدْ كُفَّ بَصَرُهُ، فَدَفَعَهُ بَعْضُهُمْ حَتَّى وَقَعَ عَلَى الْفِرَاشِ، فَغَضِبَ وَقَالَ: «أَخْرِجُوا عَنِّي الْكَسْبَ الْخَبِيثَ»
٢٤ / ٧١٧
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا وَكِيعٌ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْهُذَلِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُفْيَانَ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ بَنِي مَخْزُومٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ رَأَى يَوْمًا وَلَدَ أَبِي لَهَبٍ يَقْتَتِلُونَ، فَجَعَلَ يَحْجُزُ بَيْنَهُمْ وَيَقُولُ: هَؤُلَاءِ مِمَا كَسَبَ “
٢٤ / ٧١٧
حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ ” ﴿مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ﴾ [المسد: ٢] قَالَ: «مَا كَسَبَ وَلَدُهُ»
٢٤ / ٧١٧
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: ثنا عِيسَى؛ وَحَدَّثَنِي ⦗٧١٨⦘ الْحَارِثُ، قَالَ: ثنا الْحَسَنُ، قَالَ: ثنا وَرْقَاءُ، جَمِيعًا عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي قَوْلِ اللَّهِ: «﴿وَمَا كَسَبَ﴾ [المسد: ٢] قَالَ: وَلَدُهُ هُمْ مِنْ كَسْبِهِ»
٢٤ / ٧١٧
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا مِهْرَانُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي قَوْلِ اللَّهِ ﴿وَمَا كَسَبَ﴾ [المسد: ٢] قَالَ: «وَلَدُهُ»
٢٤ / ٧١٨
وَقَوْلُهُ: ﴿سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ﴾ [المسد: ٣] يَقُولُ: سَيَصْلَى أَبُو لَهَبٍ نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ
٢٤ / ٧١٨
وَقَوْلُهُ: ﴿وَامْرَأَتُهُ حَمَالَةَ الْحَطَبِ﴾ [المسد: ٤] يَقُولُ: سَيَصْلَى أَبُو لَهَبٍ وَامْرَأَتُهُ حَمَالَةُ الْحَطَبِ، نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ. وَاخْتَلَفَتِ الْقُرَّاءُ فِي قِرَاءَةِ ﴿حَمَّالَةَ الْحَطَبِ﴾ [المسد: ٤] فَقَرَأَ ذَلِكَ عَامَّةُ قُرَّاءِ الْمَدِينَةِ وَالْكُوفَةِ وَالْبَصْرَةِ: (حَمَّالَةُ الْحَطَبِ) بِالرَّفْعِ، غَيْرَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ، فَأَنَّهُ قَرَأَ ذَلِكَ نَصَبًا فِيمَا ذُكِرَ لَنَا عَنْهُ. وَاخْتُلِفَ فِيهِ عَنْ عَاصِمٍ، فَحُكِيَ عَنْهُ الرَّفْعُ فِيهَا وَالنَّصْبُ، وَكَأَنَّ مَنْ رَفَعَ ذَلِكَ جَعَلَهُ مِنْ نَعْتِ الْمَرْأَةِ، وَجَعَلَ الرَّفْعَ لِلْمَرْأَةِ مَا تَقَدَّمَ مِنَ الْخَبَرِ، وَهُوَ سَيَصْلَى، وَقَدْ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ رَافِعُهَا الصِّفَةَ، وَذَلِكَ قَوْلُهُ: ﴿فِي جِيدِهَا﴾ [المسد: ٥] وَتَكُونُ «حَمَّالَةُ» نَعْتًا لِلْمَرْأَةِ. وَأَمَّا النَّصْبُ فِيهِ فَعَلَى الذَّمِّ، وَقَدْ يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ نَصْبُهَا عَلَى الْقَطْعِ مِنَ الْمَرْأَةِ، لِأَنَّ الْمَرْأَةَ مَعْرِفَةٌ، وَحَمَّالَةُ الْحَطَبِ نَكِرَةٌ. وَالصَّوَابُ مِنَ الْقِرَاءَةِ فِي ذَلِكَ عِنْدَنَا: الرَّفْعُ، لِأَنَّهُ أَفْصَحُ الْكَلَامَيْنِ فِيهِ،
٢٤ / ٧١٨
وَلِإِجْمَاعِ الْحُجَّةِ مِنَ الْقُرَّاءِ عَلَيْهِ. وَاخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ، فِي مَعْنَى قَوْلِهِ: ﴿حَمَّالَةَ الْحَطَبِ﴾ [المسد: ٤] فَقَالَ بَعْضُهُمْ: كَانَتْ تَجِيءُ بِالشَّوْكِ فَتَطْرَحُهُ فِي طَرِيقِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، لِيَدْخُلَ فِي قَدَمِهِ إِذَا خَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ
٢٤ / ٧١٩
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: ثني أَبِي، قَالَ: ثني عَمِّي، قَالَ: ثني أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ﴾ [المسد: ٤] قَالَ: «كَانَتْ تَحْمِلُ الشَّوْكَ، فَتَطْرَحُهُ عَلَى طَرِيقِ النَّبِيِّ ﷺ، لِيَعْقِرَهُ وَأَصْحَابَهُ، وَيُقَالُ: ﴿حَمَّالَةَ الْحَطَبِ﴾ [المسد: ٤] نَقَّالَةً لِلْحَدِيثِ»
٢٤ / ٧١٩
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ هَمْدَانَ يُقَالُ لَهُ يَزِيدُ بْنُ زَيْدٍ، أَنَّ امْرَأَةَ أَبِي لَهَبٍ، كَانَتْ تُلْقِي فِي طَرِيقِ النَّبِيِّ ﷺ الشَّوْكَ، فَنَزَلَتْ: تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ “
٢٤ / ٧١٩
حَدَّثَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ الضُّبَعِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ فِرَاسٍ، قَالَ: ثنا أَبُو عَامِرٍ، عَنْ قُرَّةَ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ عَطِيَّةَ الْجَدَلِيِّ، فِي قَوْلِهِ: ﴿حَمَّالَةَ الْحَطَبِ﴾ [المسد: ٤] قَالَ: كَانَتْ تَضَعُ الْعِضَاهَ عَلَى طَرِيقِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فَكَأَنَّمَا يَطَأُ بِهِ كَثِيبًا “
٢٤ / ٧١٩
حُدِّثْتُ عَنِ الْحُسَيْنِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُعَاذٍ، يَقُولُ: ثنا عُبَيْدٌ، قَالَ: سَمِعْتُ الضَّحَّاكَ، يَقُولُ، فِي قَوْلِهِ: ﴿وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ﴾ [المسد: ٤] كَانَتْ تَحْمِلُ الشَّوْكَ، ⦗٧٢٠⦘ فَتُلْقِيهِ عَلَى طَرِيقِ نَبِيِّ اللَّهِ ﷺ لِيَعْقِرَهُ “
٢٤ / ٧١٩
حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ﴾ [المسد: ٤] قَالَ: «كَانَتْ تَأْتِي بِأَغْصَانِ الشَّوْكِ، فَتَطْرَحُهَا بِاللَّيْلِ فِي طَرِيقِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ» وَقَالَ آخَرُونَ: قِيلَ لَهَا ذَلِكَ: حَمَّالَةَ الْحَطَبِ، لِأَنَّهَا كَانَتْ تَحْطِبُ الْكَلَامَ، وَتَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ، وَتُعَيِّرُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ بِالْفَقْرِ
٢٤ / ٧٢٠
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: ثنا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: قَالَ أَبُو الْمُعْتَمِرِ: زَعَمَ مُحَمَّدٌ، أَنَّ عِكْرِمَةَ، قَالَ: ﴿حَمَّالَةَ الْحَطَبِ﴾ [المسد: ٤] «كَانَتْ تَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ»
٢٤ / ٧٢٠
حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: ﴿وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ﴾ [المسد: ٤] قَالَ: «كَانَتْ تَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ» حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا الْأَشْجَعِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، مِثْلَهُ. حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا مِهْرَانُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، مِثْلَهُ
٢٤ / ٧٢٠
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: ثنا عِيسَى؛ وَحَدَّثَنِي الْحَارِثُ، قَالَ: ثنا الْحَسَنُ، قَالَ: ثنا وَرْقَاءُ، جَمِيعًا عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: ﴿حَمَّالَةَ الْحَطَبِ﴾ [المسد: ٤] قَالَ: «النَّمِيمَةُ»
٢٤ / ٧٢١
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، ﴿وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ﴾ [المسد: ٤] «أَيْ كَانَتْ تَنْقُلُ الْأَحَادِيثَ مِنْ بَعْضِ النَّاسِ إِلَى بَعْضٍ»
٢٤ / ٧٢١
حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: ثنا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ: ﴿وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ﴾ [المسد: ٤] قَالَ: «كَانَتْ تَحْطِبُ الْكَلَامَ، وَتَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ» وَقَالَ بَعْضُهُمْ: كَانَتْ تُعَيِّرُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ بِالْفَقْرِ، وَكَانَتْ تَحْطِبُ فَعُيِّرَتْ بِأَنَّهَا كَانَتْ تَحْطِبُ
٢٤ / ٧٢١
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا مِهْرَانُ، عَنْ سُفْيَانَ ” ﴿وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ﴾ [المسد: ٤] قَالَ: «كَانَتْ تَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ» وَأَوْلَى الْقَوْلَيْنِ فِي ذَلِكَ بِالصَّوَابِ عِنْدِي، قَوْلُ مَنْ قَالَ: كَانَتْ تَحْمِلُ الشَّوْكَ، فَتَطْرَحُهُ فِي طَرِيقِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، لِأَنَّ ذَلِكَ هُوَ أَظْهَرُ مَعْنَى ذَلِكَ
٢٤ / ٧٢١
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا مِهْرَانُ، عَنْ عِيسَى بْنِ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ زَيْدٍ، وَكَانَ أَلْزَمَ شَيْءٍ لِمَسْرُوقٍ، قَالَ: «لَمَّا نَزَلَتْ: تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ بَلَغَ امْرَأَةَ أَبِي لَهَبٍ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ يَهْجُوكِ، قَالَتْ: عَلَامَ يَهْجُونِي؟ هَلْ ⦗٧٢٢⦘ رَأَيْتُمُونِي كَمَا قَالَ مُحَمَّدٌ أَحْمِلُ حَطَبًا، فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ؟ فَمَكَثَتْ، ثُمَّ أَتَتْهُ، فَقَالَتْ: إِنَّ رَبَّكَ قَلَاكَ وَوَدَّعَكَ. فَأَنْزَلَ اللَّهُ: وَالضُّحَى وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى»
٢٤ / ٧٢١
وَقَوْلُهُ ﴿فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ﴾ [المسد: ٥] يَقُولُ فِي عُنُقِهَا؛ وَالْعَرَبُ تُسَمِّي الْعُنُقَ جِيدًا؛ وَمِنْهُ قَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ:
[البحر الطويل] فَعَيْنَاكِ عَيْنَاهَا وَلَوْنُكَ لَوْنُهَا … وَجِيدُكِ إِلَّا أَنَّهَا غَيْرُ عَاطِلِ
وَبِالَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ
[البحر الطويل] فَعَيْنَاكِ عَيْنَاهَا وَلَوْنُكَ لَوْنُهَا … وَجِيدُكِ إِلَّا أَنَّهَا غَيْرُ عَاطِلِ
وَبِالَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ
٢٤ / ٧٢٢
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ، فِي قَوْلِ اللَّهِ: ﴿فِي جِيدِهَا حَبْلٌ﴾ [المسد: ٥] قَالَ: «فِي رَقَبَتِهَا» وَقَوْلُهُ: ﴿حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ﴾ [المسد: ٥] اخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: هِيَ حِبَالٌ تَكُونُ بِمَكَّةَ
٢٤ / ٧٢٢
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ حُدِّثْتُ عَنِ الْحُسَيْنِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُعَاذٍ، يَقُولُ: ثنا عُبَيْدٌ، قَالَ: سَمِعْتُ ⦗٧٢٣⦘ الضَّحَّاكَ، يَقُولُ فِي قَوْلِهِ: ﴿فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ﴾ [المسد: ٥] قَالَ: «حَبْلٌ مِنْ شَجَرٍ، وَهُوَ الْحَبْلُ الَّذِي كَانَتْ تَحْتَطِبُ بِهِ»
٢٤ / ٧٢٢
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: ثني أَبِي، قَالَ: ثني عَمِّي، قَالَ: ثني أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، ﴿حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ﴾ [المسد: ٥] قَالَ: «هِيَ حِبَالٌ تَكُونُ بِمَكَّةَ؛ وَيُقَالُ: الْمَسَدُ: الْعَصَا الَّتِي تَكُونُ فِي الْبَكْرَةِ، وَيُقَالُ الْمَسَدُ: قِلَادَةٌ مِنْ وَدَعٍ»
٢٤ / ٧٢٣
حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ: فِي قَوْلِهِ: ﴿حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ﴾ [المسد: ٥] قَالَ: «حِبَالٌ مِنْ شَجَرٍ تَنْبُتُ فِي الْيَمَنِ لَهَا مَسَدٌ، وَكَانَتْ تُفْتَلُ؛ وَقَالَ ﴿حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ﴾ [المسد: ٥] حَبْلٌ مِنْ نَارٍ فِي رَقَبَتِهَا» وَقَالَ آخَرُونَ: الْمَسَدُ: اللِّيفُ
٢٤ / ٧٢٣
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ يَزِيدَ، عَنْ عُرْوَةَ، ﴿فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ﴾ [المسد: ٥] قَالَ: «سِلْسِلَةٌ مِنْ حَدِيدٍ، ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا»
٢٤ / ٧٢٣
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا مِهْرَانُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ رَجُلٍ يُقَالُ ⦗٧٢٤⦘ لَهُ يَزِيدُ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ: «﴿فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ﴾ [المسد: ٥] قَالَ: سِلْسِلَةٌ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا»
٢٤ / ٧٢٣
حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ يَزِيدَ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ: ﴿فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ﴾ [المسد: ٥] قَالَ: «سِلْسِلَةٌ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا»
٢٤ / ٧٢٤
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا وَكِيعٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، ﴿مِنْ مَسَدٍ﴾ [المسد: ٥] قَالَ: «مِنْ حَدِيدٍ»
٢٤ / ٧٢٤
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا مِهْرَانُ، عَنْ سُفْيَانَ، «﴿فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ﴾ [المسد: ٥] قَالَ: حَبْلٌ فِي عُنُقِهَا فِي النَّارِ مِثْلُ طَوْقٍ طُولُهُ سَبْعُونَ ذِرَاعًا» وَقَالَ آخَرُونَ: الْمَسَدُ: الْحَدِيدُ الَّذِي يَكُونُ فِي الْبَكْرَةِ
٢٤ / ٧٢٤
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا مِهْرَانُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، ﴿فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ﴾ [المسد: ٥] قَالَ: «الْحَدِيدَةُ تَكُونُ فِي الْبَكْرَةَ»
٢٤ / ٧٢٤
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: ثنا عِيسَى؛ وَحَدَّثَنِي الْحَارِثُ، قَالَ: ثنا الْحَسَنُ، قَالَ: ثنا وَرْقَاءُ، جَمِيعًا عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: ﴿حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ﴾ [المسد: ٥] قَالَ: «عُودُ الْبَكْرَةِ مِنْ حَدِيدٍ»
٢٤ / ٧٢٤
حَدَّثَنِي الْحَارِثُ، قَالَ: ثنا الْحَسَنُ، قَالَ: ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ ⦗٧٢٥⦘ مُجَاهِدٍ: ﴿حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ﴾ [المسد: ٥] قَالَ: «الْحَدِيدَةُ لِلْبَكْرَةِ»
٢٤ / ٧٢٤
حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: ثنا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: ثنا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: قَالَ أَبُو الْمُعْتَمِرِ: زَعَمَ مُحَمَّدٌ أَنَّ عِكْرِمَةَ، قَالَ: ﴿فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ﴾ [المسد: ٥] «أَنَّهُ الْحَدِيدَةُ الَّتِي فِي وَسَطِ الْبَكْرَةِ» وَقَالَ آخَرُونَ: هُوَ قِلَادَةٌ مِنْ وَدَعٍ فِي عُنُقِهَا
٢٤ / ٧٢٥
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، ﴿فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ﴾ [المسد: ٥] قَالَ: «قِلَادَةٌ مِنْ وَدَعٍ»
٢٤ / ٧٢٥
حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: ثنا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ: “﴿حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ﴾ [المسد: ٥] قَالَ: «قِلَادَةٌ مِنْ وَدَعٍ» وَأَوْلَى الْأَقْوَالِ فِي ذَلِكَ عِنْدِي بِالصَّوَابِ، قَوْلُ مَنْ قَالَ: هُوَ حَبْلٌ جُمِعَ مِنْ أَنْوَاعٍ مُخْتَلِفَةٍ، وَلِذَلِكَ اخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي تَأْوِيلِهِ عَلَى النَّحْوِ الَّذِي ذَكَرْنَا، وَمِمَّا يَدُلُّ عَلَى صِحَّةِ مَا قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَوْلُ الرَّاجِزِ:
[البحر الرجز] وَمَسَدٍ أُمِرَّ مِنْ أَيَانِقِ … ⦗٧٢٦⦘ صُهْبٍ عِتَاقٍ ذَاتِ مُخٍّ زَاهِقِ
فَجَعَلَ إِمْرَارَهُ مِنْ شَتَّى، وَكَذَلِكَ الْمَسَدُ الَّذِي فِي جِيدِ امْرَأَةِ أَبِي لَهَبٍ، أُمِرَّ مِنْ أَشْيَاءَ شَتَّى، مِنْ لِيفٍ وَحَدِيدٍ وَلِحَاءٍ، وَجُعِلَ فِي عُنُقِهَا طَوْقًا كَالْقِلَادَةِ مِنْ وَدَعٍ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الْأَعْشَى:
[البحر الكامل] تُمْسِي فَيَصْرِفُ بَابُهَا مِنْ دُونِنَا … غَلْقًا صَرِيفَ مَحَالَةِ الْأَمْسَادِ
يَعْنِي بِالْأَمْسَادِ: جَمْعُ مَسَدٍ، وَهِيَ الْحِبَالُ
[البحر الرجز] وَمَسَدٍ أُمِرَّ مِنْ أَيَانِقِ … ⦗٧٢٦⦘ صُهْبٍ عِتَاقٍ ذَاتِ مُخٍّ زَاهِقِ
فَجَعَلَ إِمْرَارَهُ مِنْ شَتَّى، وَكَذَلِكَ الْمَسَدُ الَّذِي فِي جِيدِ امْرَأَةِ أَبِي لَهَبٍ، أُمِرَّ مِنْ أَشْيَاءَ شَتَّى، مِنْ لِيفٍ وَحَدِيدٍ وَلِحَاءٍ، وَجُعِلَ فِي عُنُقِهَا طَوْقًا كَالْقِلَادَةِ مِنْ وَدَعٍ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الْأَعْشَى:
[البحر الكامل] تُمْسِي فَيَصْرِفُ بَابُهَا مِنْ دُونِنَا … غَلْقًا صَرِيفَ مَحَالَةِ الْأَمْسَادِ
يَعْنِي بِالْأَمْسَادِ: جَمْعُ مَسَدٍ، وَهِيَ الْحِبَالُ
٢٤ / ٧٢٥