مَكِّيَّةٌ وَآيَاتُهَا ثَمَانٍ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
٢٤ / ٥٩٨
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ﴾ [التكاثر: ٢] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: أَلْهَاكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ الْمُبَاهَاةُ بِكَثْرَةِ الْمَالِ وَالْعَدَدِ عَنْ طَاعَةِ رَبِّكُمْ، وَعَمَّا يُنْجِيكُمْ مِنْ سَخَطِهِ عَلَيْكُمْ. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ
٢٤ / ٥٩٨
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، ﴿أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ﴾ [التكاثر: ٢] قَالَ: «كَانُوا يَقُولُونَ: نَحْنُ أَكْثَرُ مِنْ بَنِي فُلَانٍ، وَنَحْنُ أَعَدُّ مِنْ بَنِي فُلَانٍ، وَهُمْ كُلَّ يَوْمٍ يَتَسَاقَطُونَ إِلَى آخِرِهِمْ، وَاللَّهِ مَا زَالُوا كَذَلِكَ حَتَّى صَارُوا مِنْ أَهْلِ الْقُبُورِ كُلُّهُمْ»
٢٤ / ٥٩٨
حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: ثنا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ: ﴿أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ﴾ [التكاثر: ١] قَالُوا: «نَحْنُ أَكْثَرُ مِنْ بَنِي فُلَانٍ، وَبَنُو فُلَانٍ أَكْثَرُ مِنْ بَنِي فُلَانٍ، ⦗٥٩٩⦘ أَلْهَاهُمْ ذَلِكَ حَتَّى مَاتُوا ضُلَّالًا» وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ كَلَامٌ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ مَعْنَاهُ التَّكَاثُرُ بِالْمَالِ
٢٤ / ٥٩٨
ذِكْرُ الْخَبَرِ بِذَلِكَ حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا وَكِيعٌ، عَنْ هِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيِّ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ انْتَهَى إِلَى النَّبِيِّ ﷺ، وَهُوَ يَقْرَأُ: ﴿أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ﴾ [التكاثر: ٢] قَالَ: «ابْنَ آدَمَ، لَيْسَ لَكَ مِنْ مَالِكِ إِلَّا مَا أَكَلْتَ فَأَفْنَيْتَ، أَوْ لَبِسْتَ فَأَبْلَيْتَ، أَوْ تَصَدَّقْتَ فَأَمْضَيْتَ»
٢٤ / ٥٩٩
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفٍ الْعَسْقَلَانِيُّ، قَالَ: ثنا آدَمُ، قَالَ: ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ: كُنَّا نَرَى أَنَّ هَذَا الْحَدِيثَ مِنَ الْقُرْآنِ: «لَوْ أَنَّ لِابْنِ آدَمَ وَادِيَيْنِ مِنْ مَالٍ، لَتَمَنَّى وَادِيًا ثَالِثًا، وَلَا يَمْلَأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إِلَّا التُّرَابُ، ثُمَّ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ تَابَ» حَتَّى نَزَلَتْ هَذِهِ السُّورَةُ: ﴿أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ﴾ [التكاثر: ١] إِلَى آخِرِهَا ” ⦗٦٠٠⦘ وَقَوْلُهُ ﷺ بِعَقِبِ قِرَاءَتِهِ: أَلْهَاكُمْ لَيْسَ لَكَ مِنْ مَالِكَ إِلَّا كَذَا وَكَذَا، يُنَبِّئُ أَنَّ مَعْنَى ذَلِكَ عِنْدَهُ: أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ: الْمَالُ
٢٤ / ٥٩٩
وَقَوْلُهُ: ﴿حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ﴾ [التكاثر: ٢] يَعْنِي: حَتَّى صِرْتُمْ إِلَى الْمَقَابِرِ فَدُفِنْتُمْ فِيهَا؛ وَفِي هَذَا دَلِيلٌ عَلَى صِحَّةِ الْقَوْلِ بِعَذَابِ الْقَبْرِ، لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى ذِكْرُهُ، أَخْبَرَ عَنْ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ الَّذِينَ أَلْهَاهُمُ التَّكَاثُرُ، أَنَّهُمْ سَيَعْلَمُونَ مَا يَلْقَوْنَ إِذَا هُمْ زَارُوا الْقُبُورَ وَعِيدًا مِنْهُ لَهُمْ وَتَهَدُّدًا. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ
٢٤ / ٦٠٠
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا ابْنُ عَطِيَّةَ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنِ الْمِنْهَالِ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: «كُنَّا نَشُكُّ فِي عَذَابِ الْقَبْرِ، حَتَّى نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: ﴿أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ﴾ [التكاثر: ١] إِلَى: ﴿كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ﴾ [التكاثر: ٣] فِي عَذَابِ الْقَبْرِ»
٢٤ / ٦٠٠
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا حَكَّامُ بْنُ سَلْمٍ، عَنْ عَنْبَسَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْمِنْهَالِ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: «نَزَلَتْ ﴿أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ﴾ [التكاثر: ١] فِي عَذَابِ الْقَبْرِ»
٢٤ / ٦٠٠
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا حَكَّامٌ، عَنْ عَمْرٍو، عَنِ الْحَجَّاجِ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: «مَا زِلْنَا نَشُكُّ فِي عَذَابِ الْقَبْرِ، حَتَّى نَزَلَتْ: ﴿أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ﴾ [التكاثر: ٢]»
٢٤ / ٦٠٠
وَقَوْلُهُ: ﴿كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ﴾ [التكاثر: ٣] يَعْنِي تَعَالَى ذِكْرُهُ بِقَوْلِهِ: ﴿كَلَّا﴾ [النساء: ١٣٠]: مَا ⦗٦٠١⦘ هَكَذَا يَنْبَغِي أَنْ تَفْعَلُوا، أَنْ يُلْهِيَكُمُ التَّكَاثُرُ. وَقَوْلُهُ: ﴿سَوْفَ تَعْلَمُونَ﴾ [هود: ٩٣] يَقُولُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: سَوْفَ تَعْلَمُونَ إِذَا زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ، أَيُّهَا الَّذِينَ أَلْهَاهُمُ التَّكَاثُرُ، غِبَّ فِعْلِكُمْ، وَاشْتِغَالِكُمْ بِالتَّكَاثُرِ فِي الدُّنْيَا عَنْ طَاعَةِ اللَّهِ رَبِّكُمْ.
٢٤ / ٦٠٠
وَقَوْلُهُ: ﴿ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ﴾ [التكاثر: ٤] يَقُولُ: ثُمَّ مَا هَكَذَا يَنْبَغِي أَنْ تَفْعَلُوا أَنْ يُلْهِيَكُمُ التَّكَاثُرُ بِالْأَمْوَالِ، وَكَثْرَةِ الْعَدَدِ، سَوْفَ تَعْلَمُونَ إِذَا زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ، مَا تَلْقَوْنَ إِذَا أَنْتُمْ زُرْتُمُوهَا، مِنْ مَكْرُوهِ اشْتِغَالِكُمْ عَنْ طَاعَةِ رَبِّكُمْ بِالتَّكَاثُرِ. وَكَرَّرَ قَوْلَهُ: ﴿كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ﴾ [التكاثر: ٣] مَرَّتَيْنِ، لِأَنَّ الْعَرَبَ إِذَا أَرَادَتِ التَّغْلِيظَ فِي التَّخْوِيفِ وَالتَّهْدِيدِ، كَرَّرُوا الْكَلِمَةَ مَرَّتَيْنِ. وَرُوِيَ عَنِ الضَّحَّاكِ فِي ذَلِكَ مَا
٢٤ / ٦٠١
حَدَّثَنَا بِهِ ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا مِهْرَانُ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، ﴿كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ﴾ [التكاثر: ٣] قَالَ: الْكُفَّارُ ﴿ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ﴾ [التكاثر: ٤] قَالَ: الْمُؤْمِنُونَ. وَكَذَلِكَ كَانَ يَقْرَؤُهَا “
٢٤ / ٦٠١
وَقَوْلُهُ: ﴿كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ﴾ [التكاثر: ٥] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: مَا هَكَذَا يَنْبَغِي أَنْ تَفْعَلُوا، أَنْ يُلْهِيَكُمُ التَّكَاثُرُ أَيُّهَا النَّاسُ، لَوْ تَعْلَمُونَ أَيُّهَا النَّاسُ عِلْمًا يَقِينًا، أَنَّ اللَّهَ بَاعِثُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ بَعْدِ مَمَاتِكُمْ، مِنْ قُبُورِكُمْ، مَا أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ عَنْ طَاعَةِ اللَّهِ رَبِّكُمْ، وَلَسَارَعْتُمْ إِلَى عِبَادَتِهِ، وَالِانْتِهَاءِ إِلَى أَمْرِهِ وَنَهْيِهِ، وَرَفْضِ الدُّنْيَا إِشْفَاقًا عَلَى أَنْفُسِكُمْ مِنْ عُقُوبَتِهِ. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ
٢٤ / ٦٠١
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، ﴿كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ﴾ [التكاثر: ٥] كُنَّا نُحَدِّثُ أَنَّ عِلْمَ الْيَقِينِ، أَنْ يَعْلَمَ أَنَّ اللَّهَ بَاعِثُهُ بَعْدَ الْمَوْتِ “
٢٤ / ٦٠٢
وَقَوْلُهُ: ﴿لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ﴾ [التكاثر: ٦] اخْتَلَفَتِ الْقُرَّاءُ فِي قِرَاءَةِ ذَلِكَ، فَقَرَأَتْهُ قُرَّاءُ الْأَمْصَارِ: ﴿لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ﴾ [التكاثر: ٦] بِفَتْحِ التَّاءِ مِنْ ﴿لَتَرَوُنَّ﴾ [التكاثر: ٦] فِي الْحَرْفَيْنِ كِلَيْهِمَا، وَقَرَأَ ذَلِكَ الْكِسَائِيُّ بِضَمِّ التَّاءِ مِنَ الْأُولَى، وَفَتْحِهَا مِنَ الثَّانِيَةِ. وَالصَّوَابُ عِنْدَنَا فِي ذَلِكَ الْفَتْحُ فِيهِمَا كِلَيْهِمَا، لِإِجْمَاعِ الْحُجَّةِ عَلَيْهِ. وَإِذَا كَانَ ذَلِكَ كَذَلِكَ، فَتَأْوِيلُ الْكَلَامِ: لَتَرَوُنَّ أَيُّهَا الْمُشْرِكُونَ جَهَنَّمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عِيَانًا لَا تَغِيبُونُ عَنْهَا
٢٤ / ٦٠٢
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: ثني أَبِي، قَالَ: ثني عَمِّي، قَالَ: ثني أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَوْلُهُ: «﴿ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ﴾ [التكاثر: ٧] يَعْنِي: أَهْلَ الشِّرْكِ»
٢٤ / ٦٠٢
وَقَوْلُهُ: ﴿ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ﴾ [التكاثر: ٨] يَقُولُ: ثُمَّ لَيَسْأَلَنَّكُمُ اللَّهُ عز وجل عَنِ النَّعِيمِ الَّذِي كُنْتُمْ فِيهِ فِي الدُّنْيَا: مَاذَا عَمِلْتُمْ فِيهِ، مِنْ أَيْنَ وَصَلْتُمْ إِلَيْهِ، وَفِيمَ أَصَبْتُمُوهُ، وَمَاذَا عَمِلْتُمْ بِهِ؟ وَاخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي ذَلِكَ النَّعِيمِ مَا هُوَ؟ فَقَالَ بَعْضُهُمْ: هُوَ الْأَمْنُ ⦗٦٠٣⦘ وَالصِّحَّةُ
٢٤ / ٦٠٢
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ حَدَّثَنِي عَبَّادُ بْنُ يَعْقُوبَ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، فِي قَوْلِهِ: «﴿ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ﴾ [التكاثر: ٨] قَالَ: الْأَمْنُ وَالصِّحَّةُ»، حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا حَفْصٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، مِثْلَهُ
٢٤ / ٦٠٣
حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ سَعِيدٍ الْكِنْدِيُّ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَرْوَانَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، «﴿ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ﴾ [التكاثر: ٨] قَالَ: الْأَمْنُ وَالصِّحَّةُ»
٢٤ / ٦٠٣
حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، قَالَ: بَلَغَنِي فِي قَوْلِهِ: «﴿لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ﴾ [التكاثر: ٨] قَالَ: الْأَمْنُ وَالصِّحَّةُ»
٢٤ / ٦٠٣
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا مِهْرَانُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ، يَقُولُ: «النَّعِيمُ الْمَسْئُولُ عَنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: الْأَمْنُ وَالصِّحَّةُ» قَالَ: ثنا مِهْرَانُ، عَنْ خَالِدٍ الزَّيَّاتِ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ، عَنِ ⦗٦٠٤⦘ ابْنِ مَسْعُودٍ، مِثْلَهُ
٢٤ / ٦٠٣
قَالَ: ثنا مِهْرَانُ، عَنْ سُفْيَانَ: “﴿ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ﴾ [التكاثر: ٨] قَالَ: «الْأَمْنُ وَالصِّحَّةُ» وَقَالَ آخَرُونَ: بَلْ مَعْنَى ذَلِكَ: ثُمَّ لَيُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَمَّا أَنْعَمَ اللَّهُ بِهِ عَلَيْهِمْ مِمَّا وَهَبَ لَهُمْ مِنَ السَّمْعِ وَالْبَصَرِ وَصِحَّةِ الْبَدَنِ
٢٤ / ٦٠٤
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ حَدَّثَنِي عَلِيٌّ، قَالَ: ثنا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: ثني مُعَاوِيَةُ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ: «﴿ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ﴾ [التكاثر: ٨] قَالَ: النَّعِيمُ: صِحَّةُ الْأَبْدَانِ وَالْأَسْمَاعِ وَالْأَبْصَارِ، قَالَ: يَسْأَلُ اللَّهُ الْعِبَادَ فِيمَ اسْتَعْمَلُوهَا، وَهُوَ أَعْلَمُ بِذَلِكَ مِنْهُمْ، وَهُوَ قَوْلُهُ: ﴿إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا﴾»
٢٤ / ٦٠٤
حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى الْفَزَارِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ شَاكِرٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: كَانَ يَقُولُ فِي قَوْلِهِ: «﴿ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ﴾ [التكاثر: ٨] قَالَ: السَّمْعُ وَالْبَصَرُ، وَصِحَّةُ الْبَدَنِ» وَقَالَ آخَرُونَ: هُوَ الْعَافِيَةُ
٢٤ / ٦٠٤
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ حَدَّثَنِي عَبَّادُ بْنُ يَعْقُوبَ، قَالَ: ثنا نُوحُ بْنُ دَرَّاجٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ طَرِيفٍ، عَنْ أَبِي ⦗٦٠٥⦘ جَعْفَرٍ، ﴿ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ﴾ [التكاثر: ٨] قَالَ: «الْعَافِيَةُ» وَقَالَ آخَرُونَ: بَلْ عُنِيَ بِذَلِكَ: بَعْضُ مَا يَطْعَمُهُ الْإِنْسَانُ، أَوْ يَشْرَبُهُ
٢٤ / ٦٠٤
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ، قَالَ ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَتِيقٍ، قَالَ: رَأَيْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ أُتِيَ بِشَرْبَةِ عَسَلٍ، فَشَرِبَهَا، وَقَالَ: هَذَا النَّعِيمُ الَّذِي تُسْأَلُونَ عَنْهُ “
٢٤ / ٦٠٥
حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ سَهْلٍ الرَّمْلِيُّ، قَالَ: ثنا الْحَسَنُ بْنُ بِلَالٍ، قَالَ: ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، يَقُولُ: «أَتَانَا النَّبِيُّ ﷺ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ رضي الله عنهما فَأَطْعَمْنَاهُمْ رُطَبًا، وَسَقَيْنَاهُمْ مَاءً، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ» هَذَا مِنَ النَّعِيمِ الَّذِي تُسْأَلُونَ عَنْهُ ” حَدَّثَنَا جَابِرُ بْنُ الْكُرْدِيِّ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: أَتَانَا النَّبِيُّ ﷺ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ
٢٤ / ٦٠٥
حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الصُّدَائِيُّ، قَالَ: ثنا الْوَلِيدُ بْنُ الْقَاسِمِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ ⦗٦٠٦⦘ كَيْسَانَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: بَيْنَمَا أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ رضي الله عنهما جَالِسَانِ، إِذْ جَاءَ النَّبِيُّ ﷺ، فَقَالَ: «مَا أَجْلَسَكُمَا هَاهُنَا؟» قَالَا: الْجُوعُ، قَالَ: «وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ مَا أَخْرَجَنِي غَيْرُهُ»، فَانْطَلَقُوا حَتَّى أَتَوْا بَيْتَ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَاسْتَقْبَلَتْهُمُ الْمَرْأَةُ، فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ ﷺ: «أَيْنَ فُلَانٌ؟» فَقَالَتْ: ذَهَبَ يَسْتَعْذِبُ لَنَا مَاءً، فَجَاءَ صَاحِبُهُمْ يَحْمِلُ قِرْبَتَهُ، فَقَالَ: مَرْحَبًا، مَا زَارَ الْعِبَادَ شَيْءٌ أَفْضَلَ مِنْ شَيْءٍ زَارَنِي الْيَوْمَ، فَعَلَّقَ قِرْبَتَهُ بِكَرَبِ نَخْلَةٍ، وَانْطَلَقَ فَجَاءَهُمْ بِعِذْقٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «أَلَا كُنْتَ اجْتَنَيْتَ؟» فَقَالَ: أَحْبَبْتُ أَنْ تَكُونُوا الَّذِينَ تَخْتَارُونَ عَلَى أَعْيُنِكُمْ، ثُمَّ أَخَذَ الشَّفْرَةَ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «إِيَّاكَ وَالْحَلُوبَ»، فَذَبَحَ لَهُمْ يَوْمَئِذٍ، فَأَكَلُوا، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «لَتُسْأَلُنَّ عَنْ هَذَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمُ الْجُوعُ، فَلَمْ تَرْجِعُوا حَتَّى أَصَبْتُمْ هَذَا، فَهَذَا مِنَ النَّعِيمِ»
٢٤ / ٦٠٥
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، قَالَ ثنا شَيْبَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ ﷺ لِأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ: «انْطَلِقُوا بِنَا إِلَى أَبِي الْهَيْثَمِ بْنِ التَّيْهَانِ الْأَنْصَارِيِّ»، فَانْطَلَقَ بِهِمْ إِلَى ظِلِّ حَدِيقَتِهِ، فَبَسَطَ لَهُمْ بِسَاطًا، ثُمَّ انْطَلَقَ إِلَى نَخْلَةٍ، فَجَاءَ بِقِنْوٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «فَهَلَّا تَنَقَّيْتَ لَنَا مِنْ رُطَبِهِ؟» فَقَالَ: أَرَدْتُ أَنْ تُخَيِّرُوا مِنْ رُطَبِهِ وَبُسْرِهِ، فَأَكَلُوا وَشَرِبُوا مِنَ الْمَاءِ؛ فَلَمَّا فَرَغَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، قَالَ: «هَذَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مِنَ النَّعِيمِ، الَّذِي أَنْتُمْ فِيهِ مَسْئُولُونَ عَنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، هَذَا الظِّلُّ ⦗٦٠٧⦘ الْبَارِدُ، وَالرُّطَبُ الْبَارِدُ، عَلَيْهِ الْمَاءُ الْبَارِدُ» حَدَّثَنِي صَالِحُ بْنُ مِسْمَارٍ الْمَرْوَزِيُّ، قَالَ: ثنا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، قَالَ: ثنا شَيْبَانُ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ بِنَحْوِهِ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ فِي حَدِيثِهِ: «ظِلٌّ بَارِدٌ، وَرُطَبٌ بَارِدٌ، وَمَاءٌ بَارِدٌ»
٢٤ / ٦٠٦
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عِيسَى الْبَزَّازُ، قَالَ: ثنا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ حَشْرَجِ بْنِ نُبَاتَةَ، قَالَ: ثنا أَبُو نُصَيْرَةَ، عَنْ أَبِي عَسِيبٍ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ ﷺ حَتَّى دَخَلَ حَائِطًا لِبَعْضِ الْأَنْصَارِ، فَقَالَ لِصَاحِبِ الْحَائِطِ: «أَطْعِمْنَا بُسْرًا» فَجَاءَ بِعِذْقٍ فَوَضَعَهُ فَأَكَلَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وَأَصْحَابُهُ، ثُمَّ دَعَا بِمَاءٍ بَارِدٍ فَشَرِبَ، فَقَالَ: «لَتُسْأَلُنَّ عَنْ هَذَا يَوْمِ الْقِيَامَةِ» فَأَخَذَ عُمَرُ الْعِذْقَ، فَضَرَبَ بِهِ الْأَرْضِ، حَتَّى تَنَاثَرَ الْبُسْرُ، ثُمَّ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا لَمَسْئُولُونَ عَنْ هَذَا؟ قَالَ: «نَعَمْ، إِلَّا مِنْ كِسْرَةٍ يَسُدُّ بِهَا جُوعَهُ، أَوْ حَجَرٍ يَدْخُلُ فِيهِ مِنَ الْحَرِّ وَالْقُرِّ»
٢٤ / ٦٠٧
حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ عَمْرٍو السَّكُونِيُّ، قَالَ: ثنا بَقِيَّةُ، عَنْ حَشْرَجِ بْنِ نُبَاتَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو نُصَيْرَةَ، عَنْ أَبِي عَسِيبٍ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، قَالَ: مَرَّ بِي النَّبِيُّ ﷺ، فَدَعَانِي وَخَرَجْتُ وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ رضي الله عنهما، فَدَخَلَ حَائِطًا لِبَعْضِ الْأَنْصَارِ، فَأُتِيَ بِبُسْرٍ عِذْقٍ مِنْهُ، فَوُضِعَ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَأَكَلَ هُوَ وَأَصْحَابُهُ، ثُمَّ دَعَا بِمَاءٍ بَارِدٍ، فَشَرِبَ، ثُمَّ قَالَ: «لَتُسْأَلُنَّ عَنْ هَذَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ»، فَقَالَ عُمَرُ: عَنْ هَذَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ فَقَالَ: «نَعَمْ، إِلَّا مِنْ ثَلَاثَةٍ: خِرْقَةٍ كَفَّ بِهَا عَوْرَتَهُ، أَوْ كِسْرَةٍ سَدَّ بِهَا جَوْعَتَهُ، أَوْ حَجَرٍ يَدْخُلُ فِيهِ مِنَ الْحَرِّ وَالْقُرِّ»
٢٤ / ٦٠٨
حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ، قَالَ: ثنا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، قَالَ: أَكَلَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وَنَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ أُكْلَةً مِنْ خُبْزِ شَعِيرٍ لَمْ يُنْخَلْ، بِلَحْمٍ سَمِينٍ، ثُمَّ شَرِبُوا مِنْ جَدْوَلٍ، فَقَالَ: «وَهَذَا كُلُّهُ مِنَ النَّعِيمِ الَّذِي تُسْأَلُونَ عَنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»
٢٤ / ٦٠٨
حَدَّثَنَا مُجَاهِدُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ، قَالَ: “لَمَّا نَزَلَتْ أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ فَقَرَأَهَا حَتَّى بَلَغَ: ﴿لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ﴾ [التكاثر: ٨] قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ عَنْ أَيِّ النَّعِيمِ نُسْأَلُ؛ وَإِنَّمَا هُوَ الْأَسْوَدَانِ: الْمَاءُ، وَالتَّمْرُ، وَسُيُوفُنَا عَلَى عَوَاتِقَنَا، وَالْعَدُوُّ حَاضِرٌ، قَالَ: «إِنَّ ذَلِكَ سَيَكُونُ»
٢٤ / ٦٠٨
حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَالْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الصُّدَائِيُّ، قَالَا: ثنا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ، قَالَ: ثني عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَلَاءِ أَبُو رَزِينٍ الشَّامِيُّ، قَالَ: ثنا الضَّحَّاكُ بْنُ عَزْرَبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ: رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إِنَّ أَوَّلَ مَا يُسْأَلُ عَنْهُ الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ النَّعِيمِ أَنْ يُقَالَ لَهُ: أَلَمْ نُصِحَّ لَكَ جِسْمَكَ، وَتَرْوِ مِنَ الْمَاءِ الْبَارِدِ؟»
٢٤ / ٦٠٩
حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ، قَالَ: ثنا ابْنُ عُلَيَّةَ، قَالَ: ثنا لَيْثٌ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو مَعْمَرٍعَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَخْبَرَةَ: «مَا أَصْبَحَ أَحَدٌ بِالْكُوفَةِ إِلَّا نَاعِمًا؛ وَإِنَّ أَهْوَنَهُمْ عَيْشًا الَّذِي يَأْكُلُ خُبْزَ الْبُرِّ، وَيَشْرَبُ مَاءَ الْفُرَاتِ، وَيَسْتَظِلُّ مِنَ الظِّلِّ، وَذَلِكَ مِنَ النَّعِيمِ»
٢٤ / ٦٠٩
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا مِهْرَانُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ التَّمِيمِيِّ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «النَّعِيمُ الْمَسْئُولُ عَنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: كِسْرَةُ تُقَوِّيهِ، وَمَاءٌ يَرْوِيهِ، وَثَوْبٌ يُوَارِيهِ»
٢٤ / ٦٠٩
قَالَ: ثنا مِهْرَانُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ بِشْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَشَّارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ بَعْضَ أَهْلِ يَمَنٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ، يَقُولُ: «النَّعِيمُ الْمَسْئُولُ عَنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: خُبْزُ الْبُرِّ، وَالْمَاءُ الْعَذْبِ»
٢٤ / ٦٠٩
قَالَ: ثنا مِهْرَانُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَتِيقٍ الْعَامِرِيِّ، قَالَ: أُتِيَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ بِشَرْبَةِ عَسَلٍ، فَقَالَ: «أَمَا إِنَّ هَذَا النَّعِيمُ الَّذِي نُسْأَلُ عَنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ﴿ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ﴾ [التكاثر: ٨]»
٢٤ / ٦١٠
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَتِيقٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، «أَنَّهُ أُتِيَ بِشَرْبَةَ عَسَلٍ، فَقَالَ: هَذَا مِنَ النَّعِيمِ الَّذِي تُسْأَلُونَ عَنْهُ» وَقَالَ آخَرُونَ: ذَلِكَ كُلُّ مَا الْتَذَّهُ الْإِنْسَانُ فِي الدُّنْيَا مِنْ شَيْءٍ
٢٤ / ٦١٠
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: ثنا عِيسَى، وَحَدَّثَنِي الْحَارِثُ، قَالَ: ثنا الْحَسَنُ، قَالَ: ثنا وَرْقَاءُ، جَمِيعًا عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي قَوْلِ اللَّهِ: «﴿ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ﴾ [التكاثر: ٨] قَالَ: عَنْ كُلِّ شَيْءٍ مِنْ لَذَّةِ الدُّنْيَا»
٢٤ / ٦١٠
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلُهُ: «﴿ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ﴾ [التكاثر: ٨] إِنَّ اللَّهَ عز وجل سَائِلٌ كُلَّ عَبْدٍ عَمَّا اسْتَوْدَعَهُ مِنْ نِعَمِهِ وَحَقِّهِ»
٢٤ / ٦١٠
حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: ثنا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ: «﴿لَتُسْأَلُنَّ ⦗٦١١⦘ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ﴾ [التكاثر: ٨] قَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى ذِكْرُهُ سَائِلٌ كُلَّ ذِي نِعْمَةٍ فِيمَا أَنْعَمَ عَلَيْهِ» وَكَانَ الْحَسَنُ وَقَتَادَةُ يَقُولَانِ: «ثَلَاثٌ لَا يُسْأَلُ عَنْهُنَّ ابْنُ آدَمَ، وَمَا خَلَاهُنَّ فِيهِ الْمَسْأَلَةُ وَالْحِسَابُ، إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ: كِسْوَةٌ يُوَارِي بِهَا سَوْءَتَهُ، وَكِسْرَةٌ يَشُدُّ بِهَا صُلْبَهُ، وَبَيْتٌ يُظِلُّهُ» وَالصَّوَابُ مِنَ الْقَوْلِ فِي ذَلِكَ: أَنْ يُقَالَ: إِنَّ اللَّهَ أَخْبَرَ أَنَّهُ سَائِلٌ هَؤُلَاءِ الْقَوْمَ عَنِ النَّعِيمِ، وَلَمْ يُخَصِّصْ فِي خَبَرِهِ أَنَّهُ سَائِلُهُمْ عَنْ نَوْعٍ مِنَ النَّعِيمِ دُونَ نَوْعٍ، بَلْ عَمَّ بِالْخَبَرِ فِي ذَلِكَ عَنِ الْجَمِيعِ، فَهُوَ سَائِلُهُمْ كَمَا قَالَ عَنْ جَمِيعِ النَّعِيمِ، لَا عَنْ بَعْضٍ دُونَ بَعْضٍ