١٤٩٢ – عن سُوَيْدِ بن غَفَلَةَ قال:
غزوتُ مع زيد بن صُوحانَ وسلمان بن ربيعة، فوجدت سَوْطًا، فقالا لي: اطْرَحْهُ. فقلت: لا، ولكن إن وجدتُ صاحبه؛ وإلا استمتعتُ به! فحَجَجْتُ، فمررت على المدينة، فسألت أُبيّ بن كعب؟ فقال:
وجَدْتُ صُرَّةً فيها مئة دينار، فأتيت النبي ﷺ، فقال:
«عَرِّفْها حولًا»؛ فعَرَّفتها حولًا، ثم أتيته، فقلت: لم أجد من يَعْرِفها؟ !
فقال:
«احفظ عَدَدَها ووِكَاءَها ووِعَاءَها؛ فإن جاء صاحبها؛ وإلا فاستمتع بها». وقال: لا أدري أثلاثًا قال: «عَرِّفها» أو مرة واحد؟ !
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد أخرجاه بنحوه).
إسناده: حدثنا محمد بن كثير: أخبرنا شعبة عن سَلَمَةَ بن كهَيْل عن سوَيْدِ ابن غَفَلَةَ.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين؛ وقد أخرجاه كما يأتي.
والحديث أخرجه البخاري (٥/ ٥٩ و٧٠)، ومسلم (٥/ ١٣٥ – ١٣٦)، والبيهقي (٦/ ١٨٦ و١٩٣)، وأحمد (٥/ ١٢٦) من طرق أخرى عن شعبة … به.
أخرجه مسلم، والترمذي (١٣٧٤)، وابن ماجة (٢/ ١٠٢)، وابن الجارود (٦٦٨)، وأحمد، والبيهقي (٦/ ١٩٢).
١٤٩٣ – وفي رواية عنه … بمعناه؛ قال:
«عَرِّفْهَا حولًا»، وقال: ثلاث مِرَارٍ؛ قال: فلا أدري؛ قال له ذلك في سنة أو في ثلاث سنين؟ !
(قلت: إسناده على شرط البخاري. وقد أخرجه بهذا اللفظ، وكذا مسلم).
إسناده: حدثنا مسدد: ثنا يحيى عن شعبة … بمعناه.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط البخاري؛ وقد أخرجه كما يأتي.
والحديث أخرجه الشيخان من طرق عن شعبة … به كما تقدم، واللفظ المذكور هو رواية لهما.
وقد أتبعها مسلم برواية بَهْزٍ عن شعبة … نحوه؛ وفيها: قال شعبة: فسمعته بعد عشر سنين يقول:
«عرِّفها عامًا واحدًا». ورواها البيهقي، وقال:
«وكأن سلمة كان يشكُّ فيه، ثم تذكر، فثبت على عام واحد».
وبهذا جزم ابن حزم وابن الجوزي. وإليه مال الحافظ في «الفتح» (٥/ ٦٠).
ويؤيده حديث زيد بن خالد الآتي بعده. والله أعلم.
«اعْرِفْ عَدَدَها ووِعَاءَها ووِكَاءَها -زاد: فإنْ جاء صاحبها، فَعَرَفَ عددها ووكاءها؛ فادفعها إليه-».
(قلت: إسناده جيد، وهو على شرط مسلم. وقد أخرجه. والمعتمد: التعريف سنة واحدة).
إسناده: حدثنا موسى بن إسماعيل: ثنا حماد: ثنا سلمة بن كُهَيْلٍ … بإسناده ومعناه قال …
قلت: إسناده جيد، وهو على شرط مسلم؛ وقد أخرجه كما يأتي.
والحديث أخرجه البيهقي (٦/ ١٩٦) من طريق المصنف.
وهو، ومسلم (٥/ ١٣٩)، وأحمد (٥/ ١٢٧) من طرق أخرى عن حماد … به.
لكن الراجح: ذكر الحول مرة واحدة؛ لأن الراوي شك في الزيادة، كما تقدم آنفًا.
١٤٩٥ – عن زيد بن خالد الجُهَنِيِّ:
أن رجلًا سأل رسول الله ﷺ عن اللُّقَطَةِ؟ فقال:
«عَرِّفْها سنةً، ثم اعرف وكاءَها وعِفاصها، ثم استَنْفِقْ بها، فإنْ جاء ربُّها؛ فأدِّها إليه». فقال: يا رسول الله! فَضَالَّةُ الغنم؟ فقال:
«خُذْها فإنما هي لك أو لأخيك أو للذئب».
قال: يا رسول الله! فَضَالَّةُ الإبل؟ فغضِب رسول الله ﷺ، حتى احْمَرَّتْ وَجْنَتاه -أو احْمَرَّ وَجْهُه-، وقال:
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد أخرجاه بإسناده ومتنه. وصححه الترمذي).
إسناده: حدثنا قتيبة بن سعيد: ثنا إسماعيل بن جعفر عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن يزيد مولى المنبعث عن زيد بن خالد الجهني.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين، وقد أخرجاه كما يأتي.
والحديث أخرجه البيهقي (٦/ ١٩٢) من طريق المصنف.
وأخرجه البخاري (٥/ ٦٩)، ومسلم (٥/ ١٣٤)، والترمذي (١٣٧٢) ثلاثتهم … بإسناده ومتنه، وقال الترمذي:
«حديث حسن صحيح».
ثم أخرجه مسلم، والبيهقي (٦/ ١٨٩) من طرق أخرى عن إسماعيل بن جعفر … به.
١٤٩٦ – وفى رواية عنه … بمعناه؛ زاد:
«… سقاؤها، تَرِدُ الماءَ، وتأكل الشجر»، ولم يقل: «خُذْها» في ضالَّةِ الشاة، وقال في اللقطة:
«عَرِّفها سنة، فإن جاء صاحبها؛ وإلا فَشَأْنُكَ بها»، ولم يذكر: «استنفق».
(قلت: إسناده صحيح على شرط مسلم. وقد أخرجه هو والبخاري وابن الجارود).
إسناده: حدثنا ابن السرح: ثنا ابن وهب: أخبرني مالك … بإسناده ومعناه.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين؛ غير ابن السرح، فهو على شرط مسلم؛ وقد أخرجه كما يأتي.
والحديث أخرجه مسلم (٥/ ١٣٤) … بإسناد المصنف ومتنه؛ إلا أنه قرن مع مالك: سفيان الثوري وعمرو بن الحارث وغيرهم.
وهكذا أخرجه ابن الجارود (٦٦٦)، والبيهقي (٦/ ١٨٩) من طريق أخرى عن ابن وهب.
وحديث مالك في «الموطأ» (٢/ ٢٢٦).
وعنه: أخرجه البخاري (٥/ ٦٤)، ومسلم أيضًا، والبيهقي (٦/ ١٨٥ و١٩٢).
وحديث الثوري: وصله أحمد (٤/ ١١٧)، والشيخان، وابن الجارود (٦٦٧).
وحديث سليمان بن بلال: وصله مسلم.
وحديث حماد: وصله المصنف.
١٤٩٧ – ومن طريق أخرى عنه:
أن رسول الله ﷺ سُئِلَ عن اللُّقَطَةِ؟ فقال:
«عَرِّفْها سنة، فإن جاء باغِيها؛ فأدها إليه؛ وإلا فاعْرِفْ عِفَاصَها ووِكَاءَها، ثم كُلْهَا، فإن جاء باغيها؛ فأدِّها إليه».
(قلت: إسناده صحيح على شرط مسلم).
إسناده: حدثنا محمد بن رافع وهارون بن عبد الله -المعنى- قالا: ثنا ابن أبي
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم؛ لكنه سقط من الإسناد شيخ الضحاك بن عثمان؛ وهو سالم أبو النضر؛ فقد ثبت في كل الروايات التي وقفت عليها، كما يأتي في تخريج الحديث.
ويؤيده: أن الحافظ المزي في «التهذيب»لم يذكر في شيوخ الضحاك بن عثمان: بُسْرًا هذا؛ وإنما ذكر فيهم سالمًا أبا النضر، وهو المعروف باستقصائه لأسماء شيوخ المترجم والرواة عنه، مرتبًا إياهم على الحروف الهجائية ترتيبًا دقيقًا، وكذلك لم يذكره الحافظ في «تهذيبه».
والحديث أخرجه أحمد (٥/ ١٩٣): ثنا محمد بن إسماعيل بن أبي فُديكٍ: حدثني الضحاك بن عثمان عن أبي النضْرِ مولى عمر بن عبيد الله عن بُسْرِ بن سعيد.
ومن هذا الوجه: أخرجه الطحاوي (٢/ ٢٧٦).
وتابعه أبو بكر الحنفي قال: حدثنا الضحاك بن عثمان … بهذا الإسناد: أخرجه أحمد (٤/ ١١٦)، ومسلم (٥/ ١٣٥)، وابن ماجة (٢/ ١٠٢)، والبيهقي (٥/ ١٩٢).
وتابعه ابن وهب: حدثني الضحاك بن عثمان … به: أخرجه مسلم، وابن ماجة، وابن الجارود (٦٦٩)، والبيهقي (٥/ ١٨٦).
١٤٩٨ – وفي رواية أخرى من الطريق الأولى عنه: أنه قال:
سئل رسول الله ﷺ …. فذكر نحوها، قال: وسئل عن اللقطة؟ فقال:
«تُعَرِّفها حولًا، فإن جاء صاحبها؛ دفعتها إليه؛ وإلا عَرَفْتَ وِكاءَها وعِفَاصَها، ثم أفِضْها في مالك، فإن جاء صاحبها؛ فادفعها إليه».
إسناده: حدثنا أحمد بن حفص: حدثني أبي: حدثني إبراهيم بن طَهْمان عن عَبَّاد بن إسحاق عن عبد الله بن يزيد عن أبيه يزيد مولى المنبعث عن زيد بن خالد الجُهَنِي أنه قال …
قلت: وهذا إسناد جيد، رجاله رجال «الصحيح»؛ غير عبد الله بن يزيد، وهو صدوق.
والحديث أخرجه البيهقي (٦/ ١٨٦) من طريق أخرى عن أحمد بن حفص بن عبد الله … به.
١٤٩٩ – وفي رواية ثالثة عنه … بمعناه؛ وزاد فيه:
«فإن جاء باغيها، فَعَرَف عِفاصَها وعَدَدها؛ فادفعها إليه».
(قلت: إسناده جيد على شرط مسلم، ومَنْ أعَلَّهُ فقد وَهِمَ! والزيادة صححها الحافظ. وأخرجها البخاري من حديث زيد، ومسلم عن أُبَيٍّ وصححها الترمذي).
إسناده: حدثنا موسى بن إسماعيل عن حماد بن سلمة عن يحيى بن سعيد وربيعة … بإسناد قتيبة ومعناه؛ وزاد فيه …
قلت: وهذا إسناد جيد على شرط مسلم، وإسناد قتيبة ومعناه؛ يريد به الحديث (١٤٩٥).
وقد أعله المصنف بالشذوذ والمخالفة، كما يأتي في الحديث التالي! مع بيان ما عليه إن شاء الله تعالى.
(قلت: إسناده معلق حسن. وقد وصله البيهقي).
إسناده: علقه المصنف بقوله: «وقال حماد أيضًا: عن عبيد الله بن عمر عن عمرو بن شعيب عن أبيه …».
قال أبو داود: «وهذه الزيادة التي زاد حماد بن سلمة في حديث سلمة بن كُهَيْلٍ ويحيى بن سعيد وعبيد الله وربيعة:»إن جاء صاحبها، فعرف عفاصها ووكاءها؛ فادفعها إليه«؛ ليست محفوظة:»فعرف عفاصها ووكاءها«…»! !
كذا قال! ورده الحافظ في «التلخيص»، فقال (٣/ ٧٦):
«وأشار إلى أن حماد بن سلمة تفرد بها، وليس كذلك؛ بل في رواية مسلم: أن الثوري وزيد بن أبي أنيسة وافقا حمادًا. ورواها البخاري أيضًا في حديث زيد ابن خالد».
ونحوه قال البيهقي (٦/ ١٩٧).
والحديث وصله البيهقي (٦/ ١٩٧) من طريق علي بن عثمان: ثنا حماد … به في حديث يأتي عند المصنف قريبًا نحوه؛ وفيه:
ثم سأله عن اللقطة؟ فقال:
«اعْرِفْ عددها ووعاءها وعفاصها، وعَرِّفْها عامًا، فإن جاء صاحبها، فعرف عددها وعفاصها؛ فادفعها إليه؛ وإلا فهي لك».
وإسناده حسن.
»وفي حديث سفيان وزيد بن أبي أنيسة وحماد بن سلمة:
«فإن جاء أحد يخبرك بعددها …»«فذكرها.
وأخرجه عبد الرزاق أيضًا (١٨٦١٥)، ومن طريقه ابن الجارود (٦٦٧)، وصححها الترمذي (١٣٧٤) عن سفيان.
ورواها سفيان أيضًا في حديث زيد بن خالد المتقدم (١٤٩٥) … بنحوها: أخرجه البخاري (٥/ ٧١).
وصرح الحافظ (٥/ ٥٩) بتصحيح هذه الزيادة، وَرَدَّ على من ضعفها بنحو ما سبق عنه في»التلخيص«.
١٥٠١ – وحديث عُقْبَةَ بن سُويد عن أبيه عن النبي ﷺ أيضًا قال:»عَرِّفْها سَنَةً«.
(قلت: حديث صحيح. وصله الطبراني).
إسناده: وصله الطبراني في»الكبير«، كما في»المجمع«(٤/ ١٦٨)، وقال:»عقبة: مستور«.
١٥٠٢ – وحديث عمر بن الخطاب أيضًا عن النبي ﷺ قال:
»عَرِّفْها سَنَةً”.
(قلت: وصله الدارمي والطحاوي والبيهقي بإسناد صحيح عنه).
أن سفيان بن عبد الله وجد عَيْبَةً، فأتى بها عُمَرَ بنَ الخطاب، فقال: عَرَّفْها سنة؛ فإن عُرِفَتْ فذاك؛ وإلا فهي لك. فلم تُعْرَفْ، فلقيه بها في العام المُقْبِلِ في الموسم، فذكرها له، فقال عمر: هي لك؛ فإن رسول الله ﷺ أمرنا بذلك. قال: لا حاجة لي بها! فقبضها عمر، فجعلها في بيت المال.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات. غير عمرو بن سفيان، فقد وثقه ابن حبان، ولم يرو عنه غير عمرو بن شعيب.
بخلاف أخيه عاصم، فقد روى عنه جمع آخر من الثقات، وهما من رجال «التهذيب».
وكذلك أبوهما سفيان، وهو صحابي، وكان عامل عمر على الطائف. فالعجب من ابن التركماني؛ كيف قال فيهم ثلاثتهم:
«لم أقف على حالهم»؟ !
١٥٠٣ – عن عِيَاضِ بن حِمَارٍ قال: قال رسول الله ﷺ:
«مَنْ وَجَدَ لُقَطَةً؛ فليُشْهِدْ ذا عَدْلٍ -أو ذَوَيْ عَدْلٍ-، ولا يَكْتُمْ ولا يُغَيِّبْ، فإن وجد صاحبها؛ فلْيَرُدَّها عليه؛ وإلا فهو مالُ الله عز وجل يؤتيهِ مَنْ يشاءُ».
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين، وصححه ابن الجارود وابن حبان (٤٨٧٤».
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين؛ ولم يخرجاه.
والحديث أخرجه البيهقي (٦/ ١٩٢) من طريق أخرى عن مسدد … به.
وأخرجه هو (٦/ ١٨٧)، وأحمد (٤/ ١٦١ و٢٦٦)، وابن ماجة (٢/ ١٠٢)، والطحاوي (٢/ ٢٧٥)، وابن الجارود (٦٧١)، وابن حبان (١١٦٩) من طرق عن خالد الحذاء … به.
وتابعه أيوب عن أبي العلاء … به مختصرًا: أخرجه الطحاوي.
وخالفهما سعيد الجرَيْرِيُّ فقال: عن أبي العلاء عن مُطَرف عن أبي هريرة … به: أخرجه الحاكم (٢/ ٦٤) من طريق حماد عنه، وقال:
«صحيح على شرط مسلم»! ووافقه الذهبي!
وأظنه وهمًا من حماد -وهو ابن سلمة-؛ جعله من (مسند أبي هريرة). والله أعلم.
١٥٠٤ – عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن رسول الله ﷺ:
أنه سُئِلَ عن الثَّمَرِ المُعَلَّقِ؟ فقال:
«من أصاب بِفِيهِ من ذي حاجة، غَيْرَ مُتَّخِذٍ خُبْنَةً؛ فلا شيء عليه. ومن خرج بشيء منه؛ فعليه غَرَامَة مِثْلَيْهِ والعقوَبةُ. ومَنْ سرق منه شيئًا بعد أن يُؤْوَيهُ الجَرِين، فبلغ ثَمَنَ المِجَنِّ؛ فعليه القطع». وذكر في ضالَّةِ الإبل والغنم كما ذكر غيره. قال: وسُئِلَ عن اللُّقَطَةِ؟ فقال:
(قلت: إسناده حسن، وحسنه الترمذي، وصححه ابن الجارود والحاكم والذهبي).
إسناده: حدثنا قتيبة بن سعيد: ثنا الليث عن ابن عجلان عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عبد الله بن عمرو بن العاص.
قلت: وهذا إسناد حسن مشهور، وفيه فائدة هامة؛ وهي أن جده: هو عبد الله ابن عمرو بن العاص، وليس هو محمدًا؛ فإنه عمرو بن شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص، وهذا يبيِّن أنه هو المراد إذا قال: عن جده ولم يسمِّه، وقد سبق تحقيق ذلك.
والحديث أخرجه النسائي (٢/ ٢٦٠) و(١/ ٣٤) -مختصرًا-، والترمذي (١٢٨٩) -أخصر منه، وقال: «حديث حسن»- كلاهما عن قتيبة … به.
ثم أخرجه النسائي، وابن ماجة (٢/ ١٢٧)، وابن الجارود (٦٧٠ و٨٢٧)، والحاكم (٢/ ٦٥)، وأحمد (٢/ ١٨٠ و٢٠٣ و٢٠٧)، وعبد الرزاق (١٨٥٩٧) من طرق عن عمرو … به مختصرًا ومطولًا.
وصححه الحاكم! ووافقه الذهبي! وسيذكر المصنف بعض طرقه.
١٥٠٥ – وفي رواية عنه … بهذا؛ قال في ضالة الشاءِ؛ قال:
«فاجمعها».
(قلت: إسناده حسن، وصححه من ذكرنا آنفًا).
قلت: إسناده حسن، وهو مكرر الذي قبله.
١٥٠٦ – وفي أخرى عنه، قال في ضالة الغنم:
«لك أو لأخيك أو للذئب، خُذْهَا قَطُّ».
(قلت: إسناده حسن، وصححه من أشرنا إليه آنفًا).
إسناده: حدثنا مسدد: ثنا أبو عوانة عن عبيد الله بن الأخنس عن عمرو بن شعيب … به.
وكذا قال فيه أيوب ويعقوب بن عطاء: عن عمرو بن شعيب عن النبي ﷺ قال: «فخذها».
قلت: إسناده حسن أيضًا، وهو مكرر الذي قبله.
والحديث أخرجه النسائي (٢/ ٢٦٠) من طريق قتيبة: ثنا أبو عوانة … به مختصرًا عن الرواية الأولى، ولكنه لم يذكر موضع الشاهد منه.
وأخرجه أحمد وغيره من طرق أخرى عن عمرو بن شعيب … بلفظ الرواية الآتية.
ورواية أيوب المعلقة؛ لم أر من وصلها!
وأما رواية يعقوب بن عطاء؛ فوصلها الشافعي (٦٢٩)، وعنه البيهقي (٤/ ١٥٥): أخبرنا سفيان عن داود بن شَابُورِ ويعقوب بن عطاء عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده … بقصة اللقطة إلى الركاز؛ لم يذكر ضالة الغنم.
«فاجمعها؛ حتى يأتِيَهَا باغِيها».
(قلت: إسناده حسن).
إسناده: حدثنا موسى بن إسماعيل: ثنا حماد. (ح) وحدثنا ابن العلاء: ثنا ابن إدريس عن ابن إسحاق عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده.
قلت: وهذا إسناد حسن، وهو مكرر الذي قبله.
والحديث أخرجه أحمد (٢/ ١٨٠ و٢٠٣ و٢٠٧) من طرق أخرى عن ابن إسحاق … به.
وتابعه الوليد بن كثير: حدثني عمرو … به: أخرجه البيهقي (٦/ ١٩٠).
وتابعه عمرو بن الحارث وهشام بن سعد عنه … بلفظ: قال:
«طعام مأكول: لك أو لأخيك أو للذئب، احبس على أخيك ضَالَّتَهُ».
أخرجه البيهقي (٤/ ١٥٢ – ١٥٣).
١٥٠٨ – عن أبي سعيد:
أن علي بن أبي طالب وجد دينارًا، فأتى به فاطمةَ، فسألت عنه رسولَ الله ﷺ؟ فقال:
«هو رِزْقُ اللهِ عز وجل».
فأكل منه رسولُ الله ﷺ، وأكل عليٌّ وفاطمةُ. فلما كان بَعْدَ ذلك؛
(قلت: حديث حسن بالحديثين بعده).
إسناده: حدثنا محمد بن العلاء: ثنا عبد الله بن وهب عن عمرو بن الحارث عن بُكَيْرِ بن الأشَجِّ عن عبيد الله بن مِقْسَمٍ حدثه عن رجل عن أبي سعيد.
قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين؛ غير الرجل، فهو مجهول لم يُسَمَّ! ويحتمل عندي أنه عطاء بن يسار -وهو ثقة-، أو أبو هارون العبدي -وهو متروك-، الآتي ذِكْرهما في رواية عبد الرزاق.
والحديث أخرجه البيهقي (٦/ ١٩٤) من طريق أخرى عن ابن وهب … به.
وإنما حسنت الحديث -مع جهالة الراوي-؛ لأنه يشهد له حديثًا علي وسهل ابن سعد الآتيان بعده.
١٥٠٩ – عن علي رضي الله عنه:
أنه التقط دينارًا، فاشترى به دقيقًا، فعرفه صاحب الدقيق، فَرَدَّ عليه الدينار، فأخذه علي، فقطع منه قيراطين، فاشترى به لحمًا.
(قلت: إسناده صحيح).
إسناده: حدثنا الهيثم بن خالد الجهَنِيُّ: ثنا وكيع عن سعد بن أوس عن بلال ابن يحيى العَبْسِي عن علي.
قلت: وهذا إسناد صحيح عندي؛ لأن رجاله كلهم ثقات معروفون؛ غير بلال ابن يحيى العبسي؛ وقد قال ابن معين:
وصحح له الترمذي. وذكره ابن حبان في «الثقات». وأعله المنذري بما لا يقدح، فقال في «مختصره» (٢/ ٢٧١):
«بلال بن يحيى العبسي، روى عن النبي ﷺ -مرسل-، وعن عمر بن الخطاب، وهو مشهور بالرواية عن حذيفة، وقيل فيه: عنه: بلغني عن حذيفة، وفي سماعه من علي نظر»!
قلت: إن صح أنه لم يسمع من حذيفة؛ فليس يلزم منه أنه لم يسمع من علي؛ لأنه متأخر الوفاة عنه، فقد توفي حذيفة في أول خلافة علي، وتوفي علي سنة أربعين، فبين وفاتيهما نحو خمس سنين.
على أن الترمذي قد صحح حديثه عن حذيفة، فمعتقده أنه سمع منه. والله أعلم.
وقد غمز البيهقي من صحة الحديث، كما يأتي مع الجواب عنه أن شاء الله تعالى.
١٥١٠ – عن سهل بن سعد:
أن عليَّ بن أبي طالب دخل على فاطمة؛ وحسنٌ وحسينٌ يبكيان. فقال: ما يُبكيكما؟ ! قالت: الجوع. فخرج علي، فوجد دينارًا في السوق، فجاء إلى فاطمة فأخبرها. فقالت: اذهب إلى فلان اليهودي، فَخُذْ لنا دقيقًا. فجاء اليهوديَّ، فاشترى به دقيقًا. فقال اليهودي: أنت خَتَنُ هذا الذي يزعم أنه رسول الله؟ قال: نعم. قال: فَخُذْ دينارك، ولك الدقيقُ. فخرج عليٌّ حتى جاء به فاطمة فأخبرها. فقالت: اذهب إلى فلان الجَزَّارِ،
«يا عليُّ! اذهب إلى الجَزَّار فقل له: إن رسول الله ﷺ يقول لك: أرسل إليَّ بالدينار، ودرهمك عَلَيَّ»؛ فأرسل به، فدفعه رسول الله ﷺ إليه.
(قلت: حديث حسن).
إسناده: حدثنا جعفر بن مُسَافِرٍ التِّنِّيسِيّ: ثنا ابن أبي فُدَيْك: ثنا موسى بن يعقوب الزَّمْعِيُّ عن أبي حازم عن سهل بن سعد أخبره أن علي بن أبي طالب …
قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات؛ غير موسى بن يعقوب الزمْعِي، فهو صدوق سيئ الحفظ، كما قال الحافظ، ولكنه يتقوى في الجملة بما قبله.
ولعله يتقوى بما روى أبو بكر بن عبد الله بن محمد أن شريك بن عبد الله بن نَمِرٍ حدثه عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري عن النبي ﷺ:
أن عليًّا أتاه بدينار وجده في السوق، فقال: «عَرِّفْهُ»؛ فلم يجد من يعرفه. فرجع إلى النبي ﷺ فأخبره. فقال له:
«كُلْهُ، أو شأنُكَ بهِ». فابتاع منه بثلاثة دراهم شعيرًا، وبثلاثة دراهم تمرًا، وابتاع بدرهم لحمًا، وبدرهم زيتًا، وفضل عندهم درهم، وكان الصرف أحد عشر
«رُدَّهُ على الرجل». فقال: قد أكلته! قال النبي ﷺ:
«إن جاءنا شيء أدَّينْاه إليك».
أخرجه عبد الرزاق (١٨٦٣٧)، وأبو يعلى (ق ٦٣/ ١).
وأبو بكر هذا: هو ابن أبي سَبْرَةَ، وهو متروك.
وروى عبد الرزاق (١٨٦٣٦) عن أبي هارون العبْدِيِّ عن أبي سعيد الخدري … به نحوه؛ وفيه أن عليًّا قال: من يعترف الدينار؟
لكن أبو هارون متروك أيضًا. وقال البيهقي -بعد أن روى أكثر هذه الطرق-: «في متن هذا الحديث اختلاف، وفي أسانيده ضعف، والله أعلم».
قلت: نعم؛ إلا طريق العبسي عن علي (١٥٠٩)؛ فهو صحيح كما سبق، والأخرى يؤخذ منها ما لا ينافي تلك. والله أعلم.
١٥١١ – عن أبي هريرة: أن النبي ﷺ قال:
«ضالَّةُ الإبل المكتومةُ؛ غرامتها ومِثْلُها معها».
(قلت: حديث صحيح).
إسناده: حدثنا مخلد بن خالد: ثنا عبد الرزاق: أخبرنا معمر عن عمرو بن مسلم عن عكرمة -أحسبه- عن أبي هريرة.
قلت: وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال مسلم؛ على ضعف في عمرو بن
«ولم يجزم عكرمة بسماعه من أبي هريره، فهو مرسل».
قلت: لكنه يتقوى بالشاهد الذي سأذكره.
والحديث أخرجه عبد الرزاق في «مصنفه» (١٨٥٩٩)، والعقيلي (٣/ ٢٥٩ – ٢٦٠)، والبيهقي (٦/ ١٩١) من طريق المؤلف.
ويشهد له حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده في ضالة الغنم:
«لك أو لأخيك أو للذئب». قال:
«فمن أخذها من مرتعها؛ عوقب وغُرِّمَ مثلَ ثمنها». وفي رواية:
«فيها ثمنها مرتين، وضَرْبُ نَكَالٍ».
أخرجه أحمد (٢/ ١٨٠ و١٨٦) بسندٍ حسن، وأصله تقدم عند المصنف (١٥٠٤)؛ ولكنه لم يسق هذه القطعة منه.
١٥١٢ – عن عبد الرحمن بن عثمان التَّيْمِيِّ:
أن رسول الله ﷺ نهى عن لُقَطَةِ الحَاجِّ.
قال ابن وهب: يعني: في لقطة الحاج: يتركها حتى يجدَها صاحبها.
(قلت: إسناده صحيح على شرط مسلم. وقد أخرجه في «صحيحه»، وصححه ابن حبان والحاكم أيضًا، ووافقه الذهبي).
إسناده: حدثنا يزيد بن خالد بن مَوْهَبٍ وأحمد بن صالح قالا: ثنا ابن
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم؛ وقد أخرجه كما يأتي.
والحديث أخرجه مسلم (٥/ ١٣٧)، والبيهقي (٦/ ١٩٩)، وأحمد (٣/ ٤٩٩) من طرق أخرى عن ابن وهب … به؛ دون قوله: قال ابن وهب …
وكذلك أخرجه ابن حبان (١١٧٢)، والحاكم (٢/ ٦٤ – ٦٥)، وقال: «صحيح الإسناد».
١٥١٣ – عن المنذر بن جرير قال:
كنت مع جرير بـ (البوازيج)، فجاء الراعي بالبقر، وفيها بقرة ليست منها.
فقال له جرير: ما هذه؟ قال: لَحِقَتْ بالبقر، لا ندري لمن هي؟ ! فقال جرير: أخرجوه؛ سمعت النبي ﷺ يقول:
«لا يؤْوِي الضَّالَّةَ إلا الضَّالُّ».
(قلت: حديث صحيح، أعني: المرفوع منه).
إسناده: حدثنا عمرو بن عون: أخبرنا خالد عن أبي حَيَّان التيمي عن النذر ابن جرير.
قلت: وهذا إسناد ظاهره الصحة؛ فإن رجاله كلهم ثقات رجال مسلم؛ إلا أن له عِلَّةً خفية، وهي أن جماعة من الثقات خالفوا خالدًا -وهو ابن عبد الله الطحان-، فقالوا: عن أبي حيان التيمي: ثنا الضحاك -خال ابن المنذر بن جرير-
فأدخلوا بينهما الضحاك -وهو ابن المنذر بن جرير البَجَلِي-، وهو علة الإسناد؛ فإنه مجهول لا يعرف.
وقد خرجت الحديث من طرق الجماعة المشار إليهم في «الإرواء» (١٥٦٣)، فأغنى عن الإعادة.
لكن للحديث شاهد من حديث زبد بن خالد الجهني … مرفوعًا بلفظ:
«من آوى ضالَّةً؛ فهو ضالٌّ؛ ما لم يُعَرِّفها».
أخرجه مسلم (٥/ ١٣٧)، والحاكم (٢/ ٦٤)، والبيهقي (٦/ ١٩١)، وأحمد (٤/ ١١٧)، وقال الحاكم:
«صحيح الإسناد ولم يخرجاه»! ووافقه الذهبي!