٢ – أول كتاب الصلاة -7

٢٥٧ – باب يصلي بالناس العيد في المسجد إذا كان يوم مطر
[تحته حديث واحد. انظره في «الضعيف»]

٢٥٨ – جُمَّاعُ أبواب صلاة الاستسقاء وتفريعها
١٠٥٢ – عن عَبَّادِ بن تَمِيمٍ عن عمه:
أن رسول الله ﷺ خرج بالناس يستسقي؛ فصلى بهم ركعتين، جهر بالقراءة فيهما وحوَّل رداءه، ورفع يديه؛ فدعا واستسقى واستقبل القبلة.
(قلت: إسناده صحيح، وقال الترمذي: «حسن صحيح»).
إسناده: حدثنا أحمد بن محمد بن ثابت المَرْوَزِيُّ: ثنا عبد الرزاق: أخبرنا معمر عن الزهري عن عَبَّاد بن تميم.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين؛ غير أحمد بن محمد بن ثابت المروزي، وهو ثقة، وقد توبع كما يأتي.
والحديث أخرجه الترمذي (٢/ ٤٤٢)، وابن الجارود (٢٢٥)، والدارقطني (١٨٩)، والبيهقي (٣/ ٣٤٧) من طرق أخرى عن عبد الرزاق … به.
وله طرق أخرى عن الزهري …. نحوه، ذكر بعضها المؤلف، وخرج بعضها الشيخان كما يأتي.

٤ ‏/ ٣٢٤
١٠٥٣ – وفي رواية ثانية عنه: أنه سمع عمه -وكان من أصحاب رسول الله ﷺ يقول:
خرج رسول الله ﷺ يومًا يستسقى، فحوَّل إلى الناس ظهره؛ يدعو الله عز وجل، واستقبل القبلة، وحوَّل رداءه، ثم صلى ركعتين، وقرأ فيهما؛ يريد: الجهر.
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد أخرجاه في «صحيحيهما»؛ إلا أن مسلمًا لم يذكر القراءة والجهر).
إسناده: حدثنا ابن السَّرْحِ وسليمان بن داود قالا: أخبرنا ابن وهب قال: أخبرني ابن أبي ذئب ويونس عن ابن شهاب قال: أخبرني عباد بن تميم المازني.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين.
والحديث أخرجه أحمد (٤/ ٣٩): ثنا عبد الرزاق … به.
وأخرجه مسلم (٣/ ٢٣ – ٢٤)، والنسائي (١/ ٢٢٦)، والبيهقي (٣/ ٣٤٨ – ٣٤٩) من طرق أخرى عن ابن وهب … به؛ ولم يذكر مسلم في سنده: ابن أبي ذئب، ولا في متنه: القراءة.
وأخرجه البخاري (٢/ ٢٨)، والنسائي أيضًا، والطيالسي (١/ ١٤٩ / ٧٢٠)، وأحمد (٤/ ٣٩ و٤١) من طرق أخرى عن ابن أبي ذئب وحده … به.
وتابعه شعيب عن الزهري … به؛ إلا أنه لم يذكر الجهر؛ وزاد:
فأُسْقوا.
أخرجه البخاري (٢/ ٢٨)، والدارمي (١/ ٣٦١)، وأحمد (٤/ ٤٠)، والبيهقي (٣/ ٣٤٩ – ٣٥٠).
٤ ‏/ ٣٢٥
١٠٥٤ – وفي أخرى عنه … بهذا الحديث؛ لم يذكر الصلاة [قال]:
وحَوَّل رداءه، فجعل عِطَافَهُ الأيمنَ على عاتقه الأيسر، وجعل عِطَافَهُ الأيسرَ على عاتقه الأيمن، ثم دعا الله عز وجل.
(قلت: (*)
إسناده: حدثنا محمد بن عوف قال: قرأت في كتاب عمرو بن الحارث -يعني: الحمصي- عن عبد الله بن سالم عن الزُّبَيْدِيِّ عن محمد بن مسلم … بهذا الحديث بإسناده؛ لم يذكر الصلاة [قال] …
قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات؛ غير عمرو بن الحارث الحمصي؛ قال الذهبي:
«غير معروف العدالة». وقال الحافظ:
«مقبول»؛ يعني: عند المتابعة.
قلت: ولم يتفرد بهذه الزيادة؛ فحديثه صحيح يشهد له الحديث الآتي بعده.
والحديث أخرجه البيهقي (٣/ ٣٥٠) من طريق المصنف.

١٠٥٥ – وفي رواية رابعة عنه قال:
استسقى رسول الله ﷺ وعليه خَمِيصةٌ سوداءُ، فأراد رسول الله ﷺ أن يأخذ بأسفلها فيجعله أعلاها؛ فلما ثقلت قَلَبَها على عاتقه.
(قلت: إسناده صحيح على شرط مسلم، وكذا قال الحاكم، ووافقه الذهبي، وصححه ابن حبان (٢٨٥٦».


(*) كذا في أصل الشيخ رحمه الله؛ لم يكمل ما أراد قوله. (الناشر).
٤ ‏/ ٣٢٦
إسناده: حدثنا قتيبة بن سعيد: ثنا عبد العزيز عن عُمَارة بن غَزِيَّةَ عن عَبَّاد ابن تميم أن عبد الله بن زيد قال …
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم ولم يخرجه.
والحديث أخرجه النسائي، والحاكم (١/ ٣٢٧)، والبيهقي (٣/ ٣٥١)، وأحمد (٤/ ٤١ و٤٢) من طرق أخرى عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي … به. وقال الحاكم:
«صحيح على شرط مسلم»، ووافقه الذهبي.
وتابعه عبد الله بن أبي بكر عن عباد بن تميم … به نحوه.
رواه الطبراني في «الأوسط» (١/ ١٠ / ١) من طريق ابن لهيعة عنه.

١٠٥٦ – وفي أخرى عنه:
أن رسول الله ﷺ خرج إلى المصلى يستسقي، وأنه لما أراد أن يدعو؛ استقبل القبلة، ثم حَوَّل رداءه.
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد أخرجاه في «صحيحيهما»).
إسناده: حدثنا عبد الله بن مسلمة: ثنا سليمان -يعني: ابن بلال- عن يحيى عن أبي بكر بن محمد عن عَبَّاد بن تميم أن عبد الله بن زيد أخبره.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين؛ وقد أخرجاه كما يأتي.
والحديث أخرجه مسلم (٣/ ٢٣)، والبيهقي (٣/ ٣٥٠) من طريق يحيى بن يحيى: أخبرنا سليمان بن بلال … به.

٤ ‏/ ٣٢٧
وأخرجه البخاري (٢/ ٢٨)، والنسأئي، والدارمي (١/ ٣٦٠)، وابن ماجة (١/ ٣٨٣)، والدارقطني (١٨٩)، وأحمد (٤/ ٤٠) من طرق أخرى عن يحيى بن سعيد … به!
وأخرجه الدارقطني أيضًا من طريق جرير عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن عبد الله بن أبي بكر عن عباد بن تميم … به.
كذا قال: عبد الله بن أبي بكر.
وقد تابعه عليه سفيان عن عبد الله بن أبي بكر.
أخرجه البخاري وابن ماجة، وأحمد (٤/ ٤٠)؛ إلا أنه قال: عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم سمع عباد بن تميم … به.
فالظاهر أن كلًّا من أبي بكر بن محمد وابنه عبد الله بن أبي بكر سمعه من عباد، وأن يحيى بن سعيد وسفيان بن عيينة كان يرويه تارة عن هذا، وتارة عن هذا.
وتابعهما عن عبد الله محمد بن إسحاق فقال: حدثني عبد الله بن أبي بكر … به؛ ولفظه قال:
قد رأيت رسول الله ﷺ -حين استسقى لنا- أطال الدعاء وأكثر المسألة. قال: ثم تحول إلى القبلة؛ وحول رداءه؛ فقلبه ظهرًا لبطن، وتحول الناس معه (١).
أخرجه أحمد (٤/ ٤١)، وإسناده حسن. وتابعهما مالك أيضًا؛ وهو [الآتي بعد حديث]:


(١) قوله: «وتحول الناس معه»؛ شاذ. انظر «الضعيفة» (٥٦٢٩).
٤ ‏/ ٣٢٨
١٠٥٧ (*) – عن إسحاق بن عبد الله بن كِنَانة قال:
أرسلني الوليد بن عُتْبة (وفي رواية: ابن عقبة: قال المصنف: والصواب الأول) -وكان أمير المدينة- إلى ابن عباس أسأله عن صلاة رسول الله ﷺ في الاستسقاء؟ فقال: خرج رسول الله ﷺ مُتَبَذِّلًا متواضعًا متضرِّعًا؛ حتى أتى المصلى (زاد في الرواية المذكورة: فَرَقِي المنبر. ثم اتفقا)؛ ولم يخطب خطبتكم هذه، ولكن لم يزل في الدعاء والتضرع والتكبير، ثم صلى ركعتين كما يصلي في العيد.
(قلت: إسناده حسن، وقال الترمذي: «حديث حسن صحيح»، وصححه ابن خزيمة (١٤٠٥)، وابن حبان والحاكم، ووافقه الذهبي).
إسناده: حدثنا النفيلي وعثمان بن أبي شيبة -نحوه- قالا: ثنا حاتم بن إسماعيل: ثنا هشام بن إسحاق بن عبد الله بن كنانة قال: أخبرني أبي قال …
قال أبو داود: «والإخبار للنفيلي. والصواب ابن عُتْبة».
قلت: وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات؛ غير هشام بن إسحاق؛ قال أبو حاتم: «شيخ».
وذكره ابن حبان في «الثقات»، وأخرج له في «صحيحه» كما يأتي، وروى عنه جماعة من الثقات.
والحديث أخرجه النسائي (١/ ٢٢٤)، والترمذي (٢/ ٤٤٥)، والطحاوي


(*) تنبيه: هذا الحديث موقعه هنا في نسخة (الدعاس)، وقد كان في أصل الشيخ بعد الحديث (١٠٦٨)؛ تبعًا للطبعة التازية التي كان اعتمد عليها في مشروعه هذا. انظر المقدمة (ج ١ / ص ٦) (للناشر).
٤ ‏/ ٣٢٩
(١/ ١٩١ – ١٩٢) من طرق أخرى عن حاتم بن إسماعيل … به.
وأخرجه النسائي (١/ ٢٢٦)، والطحاوي، وابن الجارود (٢٥٣)، وابن حبان (٦٠٣)، والدارقطني (١٨٩)، والحاكم (١/ ٣٢٦)، والبيهقي (٣/ ٣٤٧)، وأحمد (١/ ٢٣٠ و٢٦٩ و٣٥٥) من طرق أخرى عن هشام بن إسحاق … به. وقال الترمذي:
«حديث حسن صحيح». وقال الحاكم مصححًا:
«لا أعلم في روايته مجروحًا»، ووافقه الذهبي.
وللحديث طريق أخرى عن ابن عباس … به أتم منه.
لكن إسناده ضعيف جدًّا، وقد بينت ذلك في «إرواء الغليل» تحت الحديث (٦٦٥).

٢٥٩ – باب في أي وقت يحول رداءه إذا استسقى؟
١٠٥٨ – وفي سادسة عنه (*) قال:
خرج رسول الله ﷺ إلى المصلى؛ فاستسقى، وحوَّل رداءه حين استقبل القبلة.
(قلت: (**)
إسناده: حدثنا القعنبي عن مالك عن عبد الله بن أبي بكر؛ أنه سمع عباد بن تميم يقول: سمعت عبد الله بن زيد المازني.


(*) يعني: عبد الله بن زيد. وهذه الرواية كانت في أصل الشيخ قبل الحديث (١٠٦٧). (الناشر).
(**) كذا في أصل الشيخ رحمه الله؛ لم يكمل ما أراد قوله. (الناشر).
٤ ‏/ ٣٣٠
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين؛ ولم يخرجه البخاري.
والحديث في «الموطأ» (١/ ١٩٧).
وعنه: مسلم (٣/ ٢٣)، والنسائي (١/ ٢٢٤)، والبيهقي (٣/ ٣٥٠)، وأحمد (٤/ ٤١) عن مالك … به.

٢٦٠ – باب رفع اليدين في الاستسقاء
١٠٥٩ – عن عُمَيْرٍ مولى بني آبي اللحم:
أنه رأى النبي ﷺ يستسقي عند أحجار الزيت قريبًا من الزوراء، قائمًا يدعو، يستسقي، رافعًا يديه قِبَلَ وجهه، لا يجاوز بهما رأسه.
(قلت: إسناده صحيح على شرط مسلم، وصححه ابن حبان والحاكم، ووافقه الذهبي).
إسناده: حدثنا محمد بن سَلَمة المُرَادي: أخبرنا ابن وهب عن حيوة وعمر بن مالك عن ابن الهاد عن محمد بن إبراهيم عن عمير مولى بني آبي اللحم.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجه.
وعمر بن مالك هو الشَّرْعَبي.
وابن الهاد: هو يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد الليثي.
والحديث أخرجه أحمد (٥/ ٢٢٣): ثنا هارون: ثنا ابن وهب … به؛ إلا أنه وقع فيه: حيوة عن عمر بن مالك.
ولعله الصواب، فإنهم ذكروا حيوة في الرواة عن عمر بن مالك؛ ولم يذكروا

٤ ‏/ ٣٣١
فيهم ابن وهب.
وفي رواية لأحمد بهذا السند عن حيوة عن ابن الهاد … به.
وهكذا أخرجه ابن حبان (٦٠٢ و٦٠١) من طريق هارون بن معروف وغيره عن ابن وهب عن حيوة … به.
قلت: وحيوة -وهو ابن شُرَيْحٍ المصري- قد سمع من ابن الهاد، فإذا ثبت أن بينهما عمر بن مالك -كما وقع في سند أحمد الأول-؛ فيكون من المزيد فيما اتصل من الأسانيد. والله أعلم.
وللحديث طريق أخرى؛ فقال أحمد: ثنا قتيبة بن سعيد: ثنا ليث بن سعد عن خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن يزيد بن عبد الله عن عمير مولى آبي اللحم … به.
وبهذا الإسناد: أخرجه النسائي (١/ ٢٢٤ – ٢٢٥)، والترمذي (٢/ ٤٤٣)؛ إلا أنهما زادا في الإسناد فقالا: عن عمير مولى آبي اللحم عن آبي اللحم. وقال الترمذي:
«كذا قال قتيبة: عن آبي اللحم. ولا تعرف له عن النبي ﷺ إلا هذا الحديث الواحد، وعمير مولى آبي اللحم قد روى عن النبي ﷺ أحاديث، وله صحبة».
قلت: لم يقل قتيبة: عن آبي اللحم.
في رواية أحمد عنه.
وهو الصواب؛ لأنه قد تابعه يحيى بن بكير: ثنا الليث … به.
أخرجه الحاكم (١/ ٣٢٧)، وقال:
«صحيح الإسناد»! ووافقه الذهبي!
٤ ‏/ ٣٣٢
وفيه نظر؛ لأن يزيد بن عبد الله: هو ابن الهاد، وبينه وبين عمير محمد بن إبراهيم، كما في الطريق الأولى.

١٠٦٠ – عن جابر بن عبد الله قال:
رَأيتُ النبي ﷺ يُواكي، فقال:
«اللهم! اسقنا غيثًا مُغِيثًا مَرِيئًا، نافعًا غير ضارٍّ، عاجلًا غير آجل».
قال: فأطبقت عليهم السماء.
(قلت: إسناده صحيح على شرط مسلم، وقال الحاكم: «على شرط الشيخين»! ووافقه الذهبي! والرواية المعتمدة في الكتاب بلفظ: أتت النبي ﷺ بواكي).
إسناده: حدثنا ابن أبي خلف: ثنا محمد بن عبيد: ثنا مِسْعَرٌ عن يزيد الفقير عن جابر بن عبد الله.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات على شرط الشيخين؛ غير ابن أبي خلف -واسمه محمد بن أحمد-، وهو ثقة من رجال مسلم.
والحديث أخرجه الحاكم (١/ ٣٢٧)، والبيهقي (٣/ ٣٥٥)، من طرقٍ أخرى عن محمد بن عبيد … به. وقال: الحاكم:
«صحيح على شرط الشيخين»! ووافقه الذهبي!
(تنبيه): قوله: رأيت النبي ﷺ يواكي؛ كذا وقع في بعض نسخ الكتاب.
وفي بعضها: أتت النبي ﷺ بواكي.
وهذه هي الرواية المعتمدة في «السنن». وكذلك هو في نسخة البيهقي منها، كما صرح به عقب إخراجه الحديث، وقال.

٤ ‏/ ٣٣٣
«وكان الخطابي رحمه الله يستغربه: رأيت رسول الله ﷺ يواكي. ثم فسره فقال: قوله: يُواكي: معاه التحامل إذا رفعهما ومدَّهما في الدعاء».
قلت: وتمام كلام الخطابي في «المعالم»:
«ومن هذا: التوكؤ على العصا، وهو التحامل عليها». وحكاه المنذري في «مختصره» (٢/ ٣٧)، وقال:
«قال بعضهم: والصحيح ما ذكره الخطابي. هذا آخر كلامه. وللرواية المشهورة وجه».
قلت: وهما جمع باكية؛ أي: جاءت عند النبي ﷺ نفوسٌ باكيةٌ، أو نساء باكيات.

١٠٦١ – عن أنس:
أن النبي ﷺ كان لا يرفع يديه في شيء من الدعاء إلا في الاستسقاء؛ فإنه كان يرفع يديه حتى يرى بياض إبطيه.
(قلت: (*)
إسناده: أخبرنا نصر بن علي: أخبرنا يزيد بن زُرَيع: ثنا سعيد عن قتادة عن أنس.
وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين؛ وقد أخرجاه كما يأتي.
والحديث أخرجه ابن ماجة (١/ ٣٥٩) … بسند المصف.
وأخرجه البخاري (٢/ ٢٨)، ومسلم (٣/ ٢٤)، والنسائي (١/ ٢٢٤)، والدارمي


(*) كذا في أصل الشيخ رحمه الله، لم يكمل ما أراد قوله. (الناشر).
٤ ‏/ ٣٣٤
(١/ ٣٦١)، والدارقطني (١٩٠)، والبيهقي (٣/ ٣٥٧)، وأحمد (٣/ ١٨١ و٢٨٢) من طرق عن سعيد … به؛ صرح قتادة في بعضها بالتحديث.

١٠٦٢ – ومن طريق أخرى عنه:
أن النبي ﷺ كان يستسقي هكذا -يعني: ومدَّ يديه، وجعل بطونهما مما يلي الأرض-، حتى رأيت بياض إبطيه.
(قلت: إسناده صحيح. وأخرجه مسلم في «صحيحه» مختصرًا).
إسناده: حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني: ثنا عفان: ثنا حماد: أخبرنا ثابت عن أنس.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات رجال «الصحيح».
والحديث أخرجه البيهقي (٣/ ٣٥٧) من طريقين آخرين عن حماد … به؛ زاد في أحدهما:
وهو على المنبر.
وأخرجه هو، ومسلم (٣/ ٢٤)، وأحمد (٣/ ١٥٣) من طريق الحسن بن موسى الأشيب: حدثنا حماد بن سلمة … به مختصرًا؛ بلفظ:
استسقى؛ فأشار بظهر كفَّيه إلى السماء.
وأخرجه أحمد (٣/ ٢٤١) … نحوه.

١٠٦٣ – عن محمد بن إبراهيم:
أخبرني من رأى النبي ﷺ يدعو عند أحجار الزيت باسطًا كَفَّيْه.

٤ ‏/ ٣٣٥
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين. واسم صحابيه: عمير؛ كما مضى برقم (١٠٥٩».
إسناده: حدثنا مسلم بن إبراهيم: ثنا شعبة عن عبد رَبِّهِ بن سعيد عن محمد بن إبراهيم.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات على شرط الشيخين، وجهالة الصحابي لا تضر.
على أنه قد سماه بعضهم: عميرًا آبي اللحم، كما تقدم برقم (١٠٥٩).

١٠٦٤ – عن عائشة رضي الله عنها قالت:
شكى الناس إلى رسول الله ﷺ قُحُوطَ المطرِ! فأمر بمنبر، فوضعَ له في المصلى، ووعد الناس يومًا يخرجون فيه. قالت عائشة: فخرج رسول الله ﷺ حين بدا حاجب الشمس؛ فقعد على المنبر، فكبَّر ﷺ، وحمد الله عز وجل، ثم قال:
«إنكم شكوتم جَدْبَ دياركم، واستئخارَ المطرِ عن إبّانِ زمانه عنكم، وقد أمر الله عز وجل أن تدعوه، ووعدكم أن يستجيب لكم»؛ ثم قال:
«﴿الحمد لله ربَ العالمين. الرحمن الرحيم. مَلِك يوم الدين)، لا إله إلا الله؛ يفعل ما يريد، اللهم! أنت الله لا إله إلا أنت الغَنيُّ ونحن الفقراء، أَنْزِلْ علينا الغيثَ، واجعل ما أنزلت لنا قُوَّةً وبلاغًا إلى حينٍ». ثم رفع يديه، فلم يزل في الرفع، حتى بدا بياضُ إبطيه، ثم حوَّل إلى الناس ظهره، وقلب -أو حوَّل- رداءه وهو رافع يديه، ثم أقبل على الناس ونزل؛ فصلى ركعتين، فأنشأ الله سحابةً، فرَعَدَتْ وبَرَقَتْ، ثم أمطرت بإذن الله،

٤ ‏/ ٣٣٦
فلم يأتِ مسجده حتى سالت السُّيول. فلما رأى سُرْعتهم إلى الكِنِّ ضحك ﷺ حتى بدت نواجذه، فقال:
«أشهد أن الله على كل شيء قدير، وأني عبد الله ورسوله».
قال أبو داود: «وهذا حديث غريب، إسناده جيد».
(قلت: إسناده حسن، وصححه ابن حبان، وقال الحاكم: «صحيح على شرط الشيخين»! ووافقه الذهبي!).
إسناده: حدثنا هارون بن سعيد الأيْلِيُّ: ثنا خالد بن نِزَارٍ: حدثني القاسم ابن مبرور عن يونس عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة.
قال أبو داود:
«وهذا حديث غريب، إسناده جيد، أهل المدينة يقرأون: ﴿مَلِك يوم الدين﴾، وإن هذا الحديث حجة لهم! .
قلت: وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال مسلم؛ غير خالد بن نزار والقاسم بن مبرور، وهما ثقتان؛ إلا أن في الأول منهما كلامًا يسيرًا، لا ينزل به حديثه عن رتبة الحسن. وفي»التقريب«:
»صدوق يخطيء”.
والحديث أخرجه الطحاوي (١/ ١٩٢)، والحاكم (١/ ٣٢٨)، والبيهقي (٣/ ٣٤٩) من طرق أخرى عن هارون بن سعيد … به.
وتابعه طاهر بن خالد بن نزار: حدثنا أبي … به.
أخرجه ابن حبان (٦٠٤). وقال الحاكم:
٤ ‏/ ٣٣٧
«صحيح على شرط الشيخين»! ووافقه الذهبي!
وذلك من أوهامها؛ لما ذكرنا من حال خالد والقاسم.

١٠٦٥ – عن أنس بن مالك قال:
أصاب أهلَ المدينة قَحْطٌ على عهد رسول الله ﷺ، فبينما هو يخطبنا يوم جمعة؛ إذ قام رجل فقال:
يا رسول الله! هلك الكُراعُ هلك الشَّاءُ، فادع الله أن يسقِيَنا! فمدَّ يديه ودعا. قال أنس: وإن السماء لَمِثْل الزجاجة، فهاجت ريح، ثم أنشأتْ سحابةً، ثم اجتمعت، ثم أرسلت السماء عَزالِيَها، فخرجنا نخوضُ الماءَ حتى أتينا منازلنا، فلم يزل المطر إلى الجمعة الأخرى. فقام إليه ذلك الرجل أو غيره، فقال:
يا رسول الله! تهدَّمَتِ البيوتُ؛ فادعُ الله أن يحبِسَهُ! فتبسّم رسول الله ﷺ، ثم قال:
«حوالَيْنا ولا علينا». فنظرت إلى السحاب يتصدَّع حول المدينة كأنه إكليل.
(قلت: إسناده صحيح على شرط البخاري. وقد أخرجه في “صحيحه بإسناد المؤلف ولفظه. ومسلم مختصرًا).
إسناده: حدثنا مسدد: ثنا حماد بن زيد عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس ابن مالك. ويونس بن عبيد عن ثابت عن أنس.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط البخاري من الوجهين عنه؛ وقد أخرجه

٤ ‏/ ٣٣٨
كما يأتي.
والحديث أخرجه البخاري (٤/ ١٥٥) … بإسناد المصنف ومتنه. ولم يقف عليه المنذري، فقال في «مختصره»:
«وأخرجه البخاري مختصرًا»!
وأخرجه البيهقي (٣/ ٣٥٦) من طريق أخرى عن مسدد … به.
وأخرجه مسلم (٣/ ٢٥)، والنسائي (٣/ ٢٥)، وكذا البخاري (٢/ ٢٧)، والبيهقي (٣/ ٣٥٣ – ٣٥٤)، وأحمد (٣/ ١٩٤ و٢٧١) من طرق أخرى عن ثابت … باختصار.
وله في «الصحيحين» وغيرهما طرق أخر عن أنس، يأتي أحدها.

١٠٦٦ – ومن طريق أخرى عنه … نحوه؛ قال:
فرفع رسول الله ﷺ يديه بحِذَاءِ وجهه، فقال:
«اللهم! اسقنا …»، وساق نحوه.
(قلت: إسناده صحيح على شرط مسلم. وقد أخرجه البخاري ومسلم في «صحيحيهما» مختصرًا).
إسناده: حدثنا عيسى بن حماد: أخبرنا الليث عن سعيد المقبري عن شريك ابن عبد الله بن أبي نَمِرٍ عن أنس أنه سمعه يقول … فذكر نحو حديث عبد العزيز قال …
قلت: وهذا إسناد حسن وهو على شرط الشيخين؛ لكن شريكًا هذا في حفظه كلام، أشار إليه الحافظ بقوله فيه:

٤ ‏/ ٣٣٩
«صدوق يخطيء».
وعيسى بن حماد لم يخرج له البخاري.
والحديث أخرجه النسائي (١/ ٢٢٥) … بإسناد المصنف ومتنه، وساقه بتمامه.
وأخرجه البخاري (٢/ ٢٥ – ٢٧)، ومسلم (٣/ ٢٤ – ٢٥)، والنسائي أيضًا (١/ ٢٢٤ و٢٢٥ – ٢٢٦)، والطحاوي (١/ ١٩٠)، ومالك (١/ ١٩٨) من طرق أخرى عن شريك … به أتم منه؛ لكن ليس عندهم قوله: بحذاء وجهه، وبعضهم لم يذكر الرفع أصلًا.

١٠٦٧ – عن عمرو بن شعيب:
أن رسول الله ﷺ (وفي رواية: عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: كان رسول الله ﷺ إذا استسقى قال:
«اللهم! اسْقِ عبادك وبهائمك، وانشر رحمتك، وأحْي بلدَك الميِّتَ». هذا لفظ المرسل.
(قلت: إسناده حسن).
إسناده: حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن يحيى بن سعيد عن عمرو ابن شعيب أن رسول الله ﷺ. وحدثنا سهل بن صالح: ثنا علي بن قادم: أخبرنا سفيان عن يحيى بن سعيد عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال … هذا لفظ حديث مالك.
قلت: وهذا إسناد حسن، وهو من طريق مالك مرسل، ومن طريق سفيان موصول. وقد قال ابن عبد البر:
“هكذا رواه مالك وجماعة عن يحيى مرسلًا. ورواه آخرون عن يحيى عن

٤ ‏/ ٣٤٠
عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مسندًا؛ منهم سفيان الثوري».
قلت: ومنهم عبد الرحيم بن سليمان الأشلُّ، وهو ثقة.
أخرجه البيهقي (٣/ ٣٥٦) من طريق سليمان بن داود المِنْقَرِيّ عنه … به باللفظ الثاني: كان إذا استسقى قال …
لكن سليمان هذا -وهو الشَّاذَكُوني- متروك.
والحديث أخرجه مالك في «الموطأ» (١/ ١٩٧ – ١٩٨) … بهذا السند مرسلًا.

٢٦١ – باب صلاة الكسوف
١٠٦٨ – عن عُبَيْدِ بن عُمَيْرٍ: أخبرني من أصدِّق -وظننتُ أنه يريد عائشة- قالت:
كَسَفَتِ الشمس على عهد النبي ﷺ فقام النبي ﷺ قيامًا شديدًا، يقوم بالناس، ثم يركع، ثم يقوم، ثم يركع، ثم يقوم، ثم يركع، فركع ركعتين، في كل ركعة ثلاث ركعات، يركع الثالثة، ثم يسجد، حتى إن رجالًا يومئذٍ لَيُغْشَى عليهم مما قام بهم، حتى إن سِجَالَ الماء لَتُصَبُّ عليهم، يقول إذا ركع: «الله أكبر»، وإذا رفع: «سمع الله لمن حمده»؛ حتى تجلَّتِ الشمس، ثم قال:
«إن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته، ولكنهما آيتان من آيات الله عز وجل؛ يخوِّفُ الله بهما عبادَهُ، فإذا كَسَفا فافزعوا إلى الصلاة».
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم وأبو عوانة في

٤ ‏/ ٣٤١
«صحيحيهما»، لكن قوله: ثلاث ركعات … شاذ، والمحفوظ: ركوعان … كما في «الصحيحين» وغيرهما من طرق عن عائشة رضي الله عنها، ويأتي أحدها برقم (١٠٧١».
إسناده: حدثنا عثمان بن أبي شيبة: ثنا إسماعيل ابن عُلَيَّةَ عن ابن جريج عن عطاء عن عبيد عن عمير.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين؛ وقد أخرجه مسلم كما يأتي، غير أن قوله: ثلاث ركعات .. شاذ، والمحفوظ: ركوعان .. ثبت ذلك عن عائشة من طرق ثلاثة في «الصحيحين» وغيرهما، وهي مخرجة في كتابنا الخاص بهذه الصلاة: «الكسوف».
والحديث أخرجه أبو عوانة (٢/ ٣٧٠) من طريق المصنف.
والحاكم (١/ ٣٣٢) من طريق أخرى عن ابن أبي شيبة.
وأخرجه النسائي (١/ ٢١٥) من طريق أخرى عن إسماعيل ابن عُلَيَّةَ … به.
وأخرجه مسلم (٣/ ٢٩)، وأبو عوانة أيضًا من طرق أخرى عن ابن جريج … به؛ وقد صرح ابن جريج بالسماع من عطاء عند مسلم.
وله عنده طريق أخرى عن عطاء، ذكرتها في المصدر السابق، وبينت علتها.

٢٦٢ – باب من قال: أربع ركعات
١٠٦٩ – عن جابر بن عبد الله قال:
كُسِفَتِ الشمسُ على عهد رسول الله ﷺ، وكان ذلك اليومَ الذي مات فيه إبراهيمُ ابنُ رسولِ الله ﷺ، فقال الناس: إنما كسفت لموت

٤ ‏/ ٣٤٢
إبراهيمَ ابنِهِ ﷺ! فقام النبي ﷺ؛ فصلى بالناس سِتَّ ركعات في أربع سجدات، كبَّر ثم قرأ فأطال القراءة، ثم ركع نحوًا مما قام، ثم رفع رأسه فقرأ دون القراءة الأولى، ثم ركع نحوًا مما قام، ثم رفع رأسه فقرأ القراءة الثالثة دون القراءة الثانية، ثم ركع نحوًا مما قام، ثم رفع رأسه فانحدر للسجود، فسجد سجدتين، ثم قام فركع ثلاث ركعات قبل أن يسجد، ليس فيها ركعة إلا التي قبلها أطول من التي بعدها؛ إلا أن ركوعه نحوٌ من قيامه. قال: ثم تأخَّر في صلاته، فتأخَّرتِ الصفوف معه، ثم تقدَّم فقام في مَقَامِهِ، وتقدَّمت الصفوف؛ فقضى الصلاة وقد طلعت الشمس. فقال:
«يا أيها الناس! إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله عز وجل؛ لا ينكسفان لموت بشر، فإذا رأيتم شيئًا من ذلك؛ فصلُّوا حتى تنجلي …»؛ وساق بقية الحديث.
(قلت: إسناده صحيح على شرط مسلم. وقد أخرجه هو وأبو عوانة في «صحيحيهما». لكن قوله: ست ركعات .. شاذ. والمحفوظ: أربع ركعات .. كما في الطريق الآتية).
إسناده: حدثنا أحمد بن حنبل: ثنا يحيى عن عبد الملك: حدثني عطاء عن جابر بن عبد الله.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم؛ وقد أخرجه كما يأتي مع بيان ما فيه من الشذوذ.
٤ ‏/ ٣٤٣
والحديث أخرجه أبو عوانة (٢/ ٣٧١)، والبيهقي (٣/ ٣٢٥ – ٣٢٦) من طريق المصنف.
وهو في «مسند أحمد» (٣/ ٣١٧ – ٣١٨) … بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (٣/ ٣١ – ٣٢)، وأبو عوانة، والبيهقي من طرق أخرى عن عبد الملك … به.
وقد تابعه أبو الزبير عن جابر … به نحوه؛ إلا أنه قال:
أربع ركعات في أربع سجدات … كما في الحديث الآتي. وهو الصواب الموافق لحديث عائشة الآني أيضًا بعده وسبقت الإشارة إليه. قال البيهقي عقب الحديث:
«من نظر في هذه القصة، وفي القصة التي رواها أبو الزبير عن جابر؛ علم أنها قصة واحدة، وأن الصلاة التي أخبر عنها إنما فعلها يوم توفي إبراهيم ابن رسول الله ﷺ، وقد اتفقت رواية عروة بن الزبير وعمرة بنت عبد الرحمن عن عائشة، ورواية عطاء بن يسار وكثير بن عباس عن ابن عباس، ورواية أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عبد الله بن عمرو، ورواية أبي الزبير عن جابر بن عبد الله: على أن النبي ﷺ إنما صلاها ركعتين، في كل ركعة ركوعين. وفي حكاية أكثرهم قوله ﷺ يومئذ:»إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، لا تنخسفان لموت أحد ولا لحياته«؛ دلالة على أنه إنما صلاها يوم توفي ابنه، فخطب وقال هذه المقالة؛ ردًّا لقولهم: إنما كسفت لموته، وفي اتفاق هذا العدد -مع فضل حفظهم- دلالة على أنه لم يزد في كل ركعة على ركوعين، كما ذهب إليه الشافعي ومحمد بن إسماعيل البخاري رحمهما الله تعالى».
قلت: وهذا هو التحقيق، وتفصيله في كتابي السابق.
٤ ‏/ ٣٤٤
١٠٧٠ – وفي طريق أخرى عنه قال:
كسفت الشمس على عهد رسول الله في يوم شديد الحَرِّ، فصلَّى رسول الله ﷺ بأصحابه، فأطال القيام؛ حتى جعلوا يَخِرُّون، ثم ركع فأطال، ثم رفع فأطال، ثم ركع فأطال، ثم رفع فأطال، ثم سجد سجدتين، ثم قام فصنع نحوًا من ذلك، فكان أربع ركعات وأربع سجدات … وساق الحديث.
(قلت: حديث صحيح. وأخرجه مسلم وأبو عوانة في «صحيحيهما»).
إسناده: حدثنا مؤمَّل بن هشام: ثنا إسماعيل عن هشام: ثنا أبو الزبير عن جابر.
قلت: وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال البخاري، ولولا أن أبا الزبير مدلس لقلت: إنه إسناد صحيح، وهو على شرط مسلم كما يأتي. لكن الحديث صحيح بالطريق الأولى.
والحديث أخرجه مسلم (٣/ ٣٠ – ٣١)، وأبو عوانة (٢/ ٣٧٢ – ٣٧٣)، والنسائي (١/ ٢١٧)، والطيالسي (١/ ١٤٨ / ٧١٧)، وعنه البيهقي (٣/ ٣٢٤)، وأحمد (٣/ ٣٧٤ و٣٨٢) من طرق أخرى عن هشام الدَّسْتُوائي … به.

١٠٧١ – عن عائشة زوج النبي ﷺ قالت:
خَسَفَتِ الشمسُ في حياة رسول الله ﷺ، فخرج رسول الله ﷺ إلى المسجد، فقام فكبَّر، وصفَّ الناسُ وراءه، فاقترأ رسول الله ﷺ قراءةً طويلةً، ثم كبَّر فركع ركوعًا طويلا، ثم رفع رأسه فقال: «سمع الله لمن حمده، ربَّنا! ولك الحمد»؛ ثم قام فاقترأ قراءة طويلة هي أدنى من القراءة

٤ ‏/ ٣٤٥
الأولى، ثم كبَّر فركع ركوعًا طويلًا هو أدنى من الركوع الأول، ثم قال: «سمع الله لمن حمده، ربَّنا! ولك الحمد»؛ ثم فعل في الركعة الأخرى مثل ذلك، فاستكمل أربع ركعات وأربع سجدات، وانجلت الشمس قبل أن ينصرف.
(قلت: إسناده صحيح على شرط مسلم. وقد أخرجه هو والبخاري وأبو عوانة في «صحاحهم». وقال الترمذي: «حسن صحيح»).
إسناده: حدثنا ابن السَّرْحِ: أخبرنا ابن وهب [ح]. وحدثنا محمد بن سلمة المرادي: ثنا ابن وهب عن يونس عن ابن شهاب: أخبرني عروة بن الزبير عن عائشة.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم؛ وقد أخرجه كما يأتي.
والحديث أخرجه مسلم (٣/ ٢٨) … بإسنادَي المؤلف عن ابن وهب.
وابن ماجة (٣٨١) … بإسناده الأول.
والنسائي (١/ ٢١٥ – ٢١٦)، والبيهقي (٣/ ٣٤١) … بإسناده الآخر.
ومسلم أيضًا، وأبو عوانة (٢/ ٣٧٤)، والطحاوي (١/ ١٩٣)، وابن الجارود (٢٤٩)، والبيهقي (٣/ ٣٢١) من طرق أخرى عن ابن وهب.
وأخرجه البخاري (٢/ ٣١) من طريق عنبسة عن يونس … به.
وتابعه جماعة عن الزهري … به مطولًا ومختصرًا.
أخرجه البخاري (٢/ ٣١ و٣٤)، ومسلم (٣/ ٢٩)، والنسائي (١/ ٢١٤ و٢١٦ و٢٢٢)، والترمذي (٢/ ٤٤٩)، وأحمد (٦/ ٧٦ و٨٧ و١٦٨). وقال الترمذي: «حديث حسن صحيح».
٤ ‏/ ٣٤٦
وتابعه هشام بن عروة عن أبيه … به مطولًا.
أخرجه مالك (١/ ١٩٤)، والشيخان، وأحمد (٦/ ٣٢ – ٣٣ و١٦٤) وغيرهم.
وله طريقان آخران مخرجان في كتابنا الخاص في الكسوف.
وله طريق رابع؛ وفيه ذكر ثلاث ركعات في كل ركعة، وهو شاذ كما تقدم بيانه (١٠٦٨).

١٠٧٢ – عن ابن عباس:
أن رسول الله ﷺ صلى في كسوف الشمس … مثل حديث عائشة عن رسول الله ﷺ:
أنه صلى ركعتين، في كل ركعة ركعتين.
(قلت: إسناده صحيح على شرط البخاري. وقد أخرجه هو ومسلم وأبو عوانة في «صحاحهم»).
إسناده: حدثنا أحمد بن صالح: ثنا عنبسة: ثنا يونس عن ابن شهاب قال: كان كثير بن عباس يحدث أن عبد الله بن عباس كان يحدث …
قلت: هذا إسناد صحيح على شرط البخاري.
والحديث أخرجه البخاري (٢/ ٣١) … بإسناد المؤلف.
وأخرجه البيهقي (٣/ ٣٢٢) من طريقه، ومن طريق أخرى عن أحمد بن صالح.
وأخرجه مسلم (٣/ ٢٩)، وأبو عوانة (٣٧٩)، والنسائي (١/ ٢١٥)، وأحمد (٦/ ٨٧)، من طرق أخرى عن الزهري … به؛ وزاد أحمد والبخاري:

٤ ‏/ ٣٤٧
فقلت لعروة: إن أخاك يوم خسفت بالمدينة لم يزد على ركعتين مثل الصبح؟ قال: أجل؛ لأنه أخطأ السنة.
وكذا أخرجه الطحاوي (١/ ١٩٦).

٢٦٣ – باب القراءة في صلاة الكسوف
١٠٧٣ – عن عائشة قالت:
كَسَفَتِ الشمس على عهد رسول الله ﷺ، فخرج رسول الله ﷺ فصلى بالناس، فقام، فحَزَرْتُ قراءته، فرأيت أنه قرأ بـ (سورة البقرة) … وساق الحديث؛ ثم سجد سجدتين، ثم قام فأطال القراءة، فحَزَرْتُ قراءته، فرأيت أنه قرأ بـ (سورة آل عمران).
(قلت: إسناده حسن، وقال الحاكم: «صحيح على شرط مسلم»! ووافقه الذهبي!).
إسناده: حدثنا عبيد الله بن سعد: ثنا عمي: ثنا أبي عن محمد بن إسحاق: حدثني هشام بن عروه وعبد الله بن أبي سلمة عن سليمان بن يسار كلهم قد حدثني عن عروة عن عائشة.
قلت: وهذا إسناد حسن، رجاله كلهم ثقات رجال «الصحيح»؛ غير أن ابن إسحاق إنما أخرج له مسلم فقط متابعة؛ وهو حسن الحديث كما تقدم مرارًا.
وعبيد الله بن سعد: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم الزهري.
وعمه: هو يعقوب بن إبراهيم بن سعد.

٤ ‏/ ٣٤٨
وعبد الله بن أبي سلمة: هو الماجشون.
والحديث أخرجه الحاكم (١/ ٣٣٣)، وعنه البيهقي. وقال الحاكم:
«صحيح على شرط مسلم»! ووافقه الذهبي!

١٠٧٤ – عن عائشة:
أن رسول الله ﷺ قرأ قراءة طويلة، فجهر بها؛ يعني: في صلاة الكسوف.
(قلت: إسناده صحيح. وأخرجه أبو عوانة في «صحيحه» … بإسناد المصنف. وقال الحاكم: «صحيح على شرط الشيخين»! ووافقه الذهبي! وأخرجه الشيخان في «صحيحيهما» نحوه. وقال الترمذي: «حسن صحيح»).
إسناده: حدثنا العباس بن الوليد بن مَزْيَدٍ: أخبرني أبي: ثنا الأوزاعي: أخبرني الزهري: أخبرني عروه بن الزبير عن عائشة.
قلت: وهذا سند صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين؛ غير العباس بن الوليد وأبيه، وهما ثقتان.
والحديث أخرجه أبو عوانة (٢/ ٣٧٨) … بإسناد المصنف.
وأخرجه البيهقي (٣/ ٣٣٦) من طريق الحاكم وهذا في «المستدرك» (١/ ٣٣٤) من طريق أخرى عن العباس بن الوليد … وقال:
«صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه هكذا»! ووافقه الذهبي!
وقد تابعه عبد الرحمن بن نمر سمع ابن شهاب … نحوه.

٤ ‏/ ٣٤٩
أخرجه البخاري (٢/ ٣٥)، ومسلم (٣/ ٢٩)، والنسائي (١/ ٢٢٣)، والبيهقي.
وأخرجه الترمذي (٢/ ٤٥٢)، والطحاوي (١/ ١٩٧)، وأحمد (٦/ ٦٥) من طريقين آخرين عن الزهري … به. وقال الترمذي:
«حديث حسن صحيح».
وله طريق ثالثة عنه: عند أحمد (٦/ ٧٦).

١٠٧٥ – عن ابن عباس قال:
خسفت [الشمسُ]، فصلى رسول الله ﷺ والناسُ معه، فقام قيامًا طويلًا بنحو من سورة (البقرة)، ثم ركع … وساق الحديث.
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد أخرجاه وكذا أبو عوانة في «صحاحهم»).
إسناده: حدثنا القعنبي عن مالك عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة -كذا عند القاضي! والصواب عن ابن عباس- قال …
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين؛ وقد أخرجاه كما يأتي.
والحديث في «الموطأ» (١/ ١٩٤ – ١٩٥) … بهذا السند، وعلى الصواب بتمامه.
وكذلك أخرجه البيهقي (٣/ ٣٣٥) من طريق المصنف.
والبخاري (٢/ ٣٣) … بإسناده.

٤ ‏/ ٣٥٠
وأبو عوانة (٢/ ٣٧٩) من طريق أخرى عن القعنبي.
ومسلم (٣/ ٣٤)، والنسائي (١/ ٢٢١)، والدارمي (١/ ٣٦٠)، والطحاوي (١/ ١٩٣)، وأحمد (١/ ٢٩٨ – ٣٥٨)، وأبو عوانة أيضًا من طرق أخرى عن مالك … به.
(تنبيه): اختلفت نسخ الكتاب في صحابي هذا الحديث، فوقع في بعضها: عن أبي هريرة! وفي بعضها: عن ابن عباس. وكذلك في «مختصر المنذري»، وكذا في نسختنا، وفيها التنبيه على خطأ الرواية الأولى، وأنها كذلك عند القاضي كما رأيت.
ولم أعرف القاضي! والظاهر أنه أحد رواة الكتاب عن اللؤلؤي صاحب المؤلف! وأظن أن التنبيه المذكور كتبه بعض الحفاظ على هامش نسخة الكتاب، فظنها الناسخ أو الطابع من الأصل، فضمَّها إليه! ولا شك بصواب ما ذكره.
ويؤيِّد ذلك -علاوة على ما ذكرنا- أن البيهقي رواه عن المصنف على الصواب. وكذلك البخاري وأبو عوانة روياه عن القعنبي شيخ المؤلف. وكذلك وقع في سائر الطرق عن مالك. ولذلك قال الحافظ في «الفتح»:
«ووقع في رواية اللؤلؤي في»سنن أبي داود«: عن أبي هريرة بدل: ابن عباس؛ وهو غلط». وراجع «بذل المجهود» (٢/ ٢٢٦).

٢٦٤ – باب ينادي فيها بالصلاة
١٠٧٦ – عن عائشة قالت:
كسفت الشمس، فأمرَ رسولُ الله ﷺ رجلًا؛ فنادى؛ أن: الصلاةُ جامعةٌ.

٤ ‏/ ٣٥١
(قلت: (*)
إسناده: حدثنا عمرو بن عثمان: ثنا الوليد: ثنا عبد الرحمن بن نمر أنه سأل الزهري؟ فقال الزهري: أخبرني عروة عن عائشة.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجال ثقات رجال الشيخين؛ غير عمرو بن عثمان -وهو الحمصي-، وهو ثقة.
والحديث أخرجه مسلم (٣/ ٢٩)، والنسائي (١/ ٢١٦)، والبيهقي (٣/ ٣٢٠) من طرق أخرى عن الوليد بن مسلم … به.
وعلقه البخارىِ (٢/ ٣٥) عن الأوزاعي.
وتابعه أبو حفصة عن عائشة: عند النسائي (١/ ٢١٧)، وأحمد (٦/ ٩٨).
وأبو حفصة مقبول عند الحافظ.

٢٦٥ – باب الصدقة فيها
١٠٧٧ – عن عائشة أن النبي ﷺ قال:
«[إن] الشمس والقمر لا يَخْسِفانِ لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتم ذلك؛ فادعوا الله عز وجل، وكبِّروا، وتصدقوا».
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد أخرجاه في «صحيحيهما»).
إسناده: حدثنا القعنبي عن مالك عن هشام بن عروة عن عروة عن عائشة.


(*) كذا في أصل الشيخ رحمه الله لم يكمل ما أراد قوله. (الناشر).
٤ ‏/ ٣٥٢
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين؛ وقد أخرجاه كما يأتي.
والحديث أخرجه البخاري (٢/ ٣٠ – ٣١)، والبيهقي (٣/ ٣٣٨) عن القعنبي عبد الله بن مسلمة.
وأخرجه مسلم (٣/ ٢٧)، والنسائي (١/ ٢١٦) من طريق مالك، وهذا في «الموطأ» (١/ ١٩٤) … أتم منه.
وللحديث طرق أخرى عن الزهري … به نحوه: عند البخاري (٢/ ٣١ و٣٤)، ومسلم (٣/ ٢٨)، والنسائي (١/ ٢١٥)، وأحمد (٦/ ٨٧ و١٦٤ و١٦٨).
وله عن عائشة طريق أخرى، تقدمت برقم (١٠٦٨) أتم منه.

٢٦٦ – باب العتق فيها
١٠٧٨ – عن أسماء قالت:
كان النبي ﷺ يأمر بالعَتاقة في صلاة الكسوف.
(قلت: إسناده صحيح عل شرط الشيخين. وأخرجه البخاري).
إسناده: حدثنا زهير بن حرب: ثنا معاوية بن عمرو: ثنا زائدة عن هشام عن فاطمة عن أسماء.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين؛ وأخرجه البخاري كما يأتي.
وزائدة: هو ابن قُدَامة الثقفي.
والحديث أخرجه أحمد (٦/ ٣٤٥): ثنا معاوية بن عمرو … به.
وأخرجه البخاري (٢/ ٣٣ – ٣٤)، والدارمي (١/ ٣٦٠)، والبيهقي (٣/ ٣٤٠)

٤ ‏/ ٣٥٣
من طرق أخرى عن زائدة … به.
وتابعه عبد العزيز بن محمد: عند الدارمي والبيهقي. وعَثَّامُ بن علي أبو عامر العامري: عنده، وكذا أحمد (٦/ ٣٤٥)، والبخاري (٣/ ١٢٦). واستدركه الحاكم عليه (١/ ٣٣١ – ٣٣٢ و٣٣٢)! فوهم.

٢٦٧ – باب من قال: يركع ركعتين
١٠٧٩ – عن عبد الله بن عمرو قال:
انكسفت الشمس على عهد رسول الله ﷺ، فقام رسول الله ﷺ لم يكد يركع؛ ثم ركع فلم يكد يرفع، ثم رفع فلم يكد يسجد، ثم سجد فلم يكد يرفع، ثم رفع فلم يكد يسجد، ثم سجد فلم يكد يرفع، ثم رفع، وفعل في الركعة الأخرى مثل ذلك، ثم نفخ في آخر سجوده فقال: «أف أف». ثم قال:
«ربِّ! ألم تَعِدْني أن لا تعذبهم وأنا فيهم؟ ! ألم تَعِدْني أن لا تعذبهم وهم يستغفرون؟ !». ففرغ رسول الله ﷺ من صلاته وقد أُمْحَصَتِ الشمسُ … وساق الحديث.
(قلت: حديث صحيح. لكن الاقتصار فيه على الركوع الواحد في الركعة قصور! فقد أخرجه الشيخان من طريق أخرى عن ابن عمرو مختصرًا؛ وفيه: فركع ركعتين في سجدة … وهو الثابت عن غيره عنه ﷺ، كما تقدم (١٠٧١ و١٠٧٢)، وهو رواية لابن خزيمة والحاكم في طريق المؤلف).
إسناده: حدثنا موسى بن إسماعيل: ثنا حماد عن عطاء بن السائب عن

٤ ‏/ ٣٥٤
أبيه عن عبد الله بن عمرو.
قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات رجال «الصحيح»؛ غير السائب والد عطاء، وهو ثقة.
إلا أن عطاءً كان اختلط، وحماد -وهو ابن سلمة- سمع منه قبل الاختلاط وبعده، فلم يتميز حديثه.
لكن قد رواه عنه سفيان وشعبة، وقد سمعا منه قبل الاختلاط، فصح الحديث بذلك. لكن الاقتصار على الركوع الواحد في كل ركعة فيه ما ذكرته آنفًا.
والحديث أخرجه الطحاوي (١/ ١٩٤) من طريق أخرى عن حماد بن سلمة … به.
وقد تابعه شعبة عن عطاء بن السائب … به.
أخرجه النسائي (١/ ٢٢٢)، وأحمد (٢/ ١٨٨).
وسفيان عنه.
ومن هذا الوجه: أخرجه الحاكم (١/ ٣٢٩)، والبيهقي (٣/ ٣٢٤)؛ إلا أنهما قالا: عن سفيان عن يعلى بن عطاء عن أبيه. وعطاء بن السائب … به.
وكل هذه الطرق ليس فيها ذكر الركوع الثاني من كل ركعة؛ إلا في رواية الحاكم عن سفيان، وهي موافقة لرواية أبي سلمة بن عبد الرحمن عن ابن عمرو: عند الشيخين وغيرهما، وهي مخرجة في كتابنا «صلاة الكسوف»، وذكرت لها طريقًا أخرى. وقال البيهقي:
“فهذا الراوي حفظ عن عبد الله بن عمرو طول السجود، ولم يحفظ ركعتين في ركعة واحدة. وأبو سلمة حفظ ركعتين في ركعة، وحفظ طول السجود عن
٤ ‏/ ٣٥٥
عائشة …»، ثم ساق رواية الحاكم من طريق مؤمل بن إسماعيل: ثنا سفيان … فذكره بالإسنادين جميعًا مع هذه الزيادة؛ وقال:
«وقد أخرجه ابن خزيمة في»مختصر الصحيح«…».

١٠٨٠ – عن عبد الرحمن بن سمرة قال:
بينما أنا أتَرَمَّى بأسهم في حياة رسول الله ﷺ، إذ كسفت الشمس، فنبذتهنَّ، وقلت: لأنظرنَّ ما أحْدَث لرسول الله ﷺ، كسوفُ الشمس اليومَ! فانتهيت إليه وهو رافع يديه؛ يسبِّح، ويحمد، ويهلِّل، ويدعو؛ حتى حُسِرَ عن الشمس، فقرأ بسورتين وركع ركعتين.
(قلت: إسناده صحيح. وقد أخرجه مسلم في «صحيحه» وقوله: فقرأ بسورتين وركع ركعتين … إن لم يحمل على أنه أراد بذلك: في كل ركعة فهو شاذ؛ لما سبق بيانه في الذي قبله).
إسناده: حدثنا مسدد: ثنا بشر بن المفَضَّلِ: ثنا الجُرَيْرِيُّ عن حيان بن عُمَيْرٍ عن عبد الرحمن بن سمرة.
قلت: وهذا إسناد صحيح؛ رجاله رجال «الصحيح»، وأخرجه مسلم كما يأتي.
والحديث أخرجه مسلم (٣/ ٣٥)، والبيهقي (٣/ ٣٣٢) من طريقين آخرين عن بشر … به.
وأخرجه النسائي (١/ ٢١٣)، والحاكم (١/ ٣٢٩)، وأحمد (٥/ ٦١ – ٦٢) من طرق أخرى عن الجريري … به نحوه.

٤ ‏/ ٣٥٦
وقد اختلفوا عليه في متنه، كما بينته في الكتاب المفرد في «صلاة الكسوف»، ورجحت هناك رواية بشر هذه؛ لمتابعة إسماعيل ابن عُلَيَّة إياه، وذكرت اختلاف العلماء في المراد من قوله: وركع ركعتين … وما تعقب ابن التركماني به البيهقي، وجوابنا عليه؛ فليراجع من شاء.

٢٦٨ – باب الصلاة عند الظُّلمة ونحوها
[تحته حديث واحد. انظره في «الضعيف»]

٢٦٩ – باب السجود عند الآيات
١٠٨١ – عن عكرمة قال: قيل لابن عباس:
ماتت فلانة -بعض أزواج النبي ﷺ فخرَّ ساجدًا. فقيل له: أتسجد هذه الساعة؟ ! فقال: قال رسول الله ﷺ:
«إذا رأيتم آية فاسجُدوا». وأيُّ آية أعظمُ من ذهاب أزواج النبي ﷺ؟ !
(قلت: إسناده حسن، وقال الترمذي: «حديث حسن غريب»، حسنه السيوطي أيضًا).
إسناده: حدثنا محمد بن عثمان بن أبي صفوان الثقفي: ثنا يحيى بن كثير: ثنا سَلْمُ بن جعفر عن الحكم بن أبَانَ عن عكرمة.
قلت: وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات. وفي الحكم بن أبان كلام لا يمنع من تحسين إسناده. وفي «التقريب»:
«صدوق له أوهام».

٤ ‏/ ٣٥٧
وقريب منه سلم بن جعفر؛ بل هو خير منه، فقد وثقه جماعة، ولم يجرحه أحد سوى الأزدي، فقال:
«متروك»!
فلا يسمع هذا منه؛ لأنه نفسه متكلم فيه، فكيف يقبل منه الجرح بدون بينة؟ ! ولا سيما مع مخالفته للأئمة الذين أشرنا إليهم، ومنهم الترمذي الذي حسن حديثه هذا كما يأتي، وتبعه السيوطي في «الجامع الصغير». وأما قول المناوي في «شرحه» -بعد أن ذكر قول الترمذي في تحسينه-:
«واغتر به المؤلف فرمز لحسنه؛ غفولًا عن تعقب الذهبي له في»المهذب«بأن إبراهيم واهٍ، وعن قول جمع: سلم بن جعفر لا يحتج به»!
فهو مردود؛ لأن سلمًا لم يتكلم فيه غير الأزدي فقط؛ على ما فيه مما بينا.
وأما إبراهيم -وهو ابن الحكم بن أبان- فهو واهٍ حقًّا، ولكن ذلك لا يضر الحديث؛ لأنه متابع لسلم بن جعفر كما يأتي.
ثم هو ليس في رواية المصنف، ولا في رواية الترمذي كما سترى؛ خلافًا لما صرح به المناوي غفر الله لنا وله!
والحديث أخرجه البيهقي (٣/ ٣٤٣) من طريق المصنف.
وأخرجه الترمذي (٤/ ٣٦٦ – تحفة) فقال: حدثنا العباس العنبري: نا يحيى ابن كثير العنبري: أبو غسان: نا سلم بن جعفر: -وكان ثقة-عن الحكم بن أبان … به. وقال:
«هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه».
ثم أخرجه البيهقي من طريق إبراهيم بن الحكم بن أبان: حدثني أبي … به.
٤ ‏/ ٣٥٨
تفريع أبواب صلاة السفر

٢٧٠ – باب صلاة المسافر
١٠٨٢ – عن عائشة رضي الله عنها قالت:
فُرِضَتِ الصلاةُ ركعتين ركعتين في الحضر والسفر، فأُقِرَّتْ صلاة السفر، وزِيدَ في صلاة الحضر.
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد أخرجاه وكذا أبو عوانة في «صحاحهم»).
إسناده: حدثنا القعنبي عن مالك عن صالح بن كَيْسَانَ عن عروة بن الزبير عن عائشة.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين؛ وقد أخرجاه كما يأتي.
والحديث في «الموطأ» (١/ ١٦٢ – ١٦٣).
وعنه: البخاري (١/ ٦٧)، ومسلم (٢/ ١٤٢)، وأبو عوانة (٢/ ٢٦)، والنسائي (١/ ٧٩) كلهم عن مالك … به.
وكذلك أخرجه الطحاوي (١/ ٢٤٥).
وتابعه ربيعة -وهو ابن أبي عبد الرحمن- عن صالح بن كيسان … به؛ وزاد: قال:
فأخبرتها عمر بن عبد العزيز. فقال: إن عروة قد أخبرني بأن عائشة كانت تصلي أربع ركعات في السفر؟ ! قال: فوجدت عروة يومًا عنده، فقلت: كيف

٤ ‏/ ٣٥٩
أخبرتني عن عائشة … فحدث بما حدث (الأصل: حدثني) به عمر؟ ! فقال عمر: أليس حدثتني أنها كانت تصلي أربعًا في السفر؟ قال: بلى.
وتابعه الزهري عن عروة … به؛ وزاد: قال الزهري:
فقلت لعروة: ما بال عائشة تتم؟ قال: تأولت ما تأول عثمان.
أخرجه البخاري (٢/ ٣٩)، ومسلم (٢/ ١٤٣)، والنسائي -وليس عنده قول الزهري-، والدارمي (١/ ٣٥٥)، والبيهقي (٢/ ١٤٣).
وله طرق أخرى عن عائشة: عند أحمد (٦/ ٢٣٤ و٢٤١ و٢٦٥ و٢٧٢)، والبيهقي (٣/ ١٤٥).

١٠٨٣ – عن يعلى بن أمية قال: قلت لعمر بن الخطاب:
أرأيت إقصار الناس الصلاة، وإنما قال تعالى: ﴿إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا﴾، فقد ذهب ذلك اليوم؟ ! فقال: عجبتُ مما عجبتَ منه، فذكرت ذلك لرسول الله ﷺ؟ ! فقال:
«صدقة تصدق الله بها عليكم؛ فاقبلوا صدقته».
(قلت: إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه هو وأبو عوانة في «صحيحيهما». وصححه الترمذي).
إسناده: حدثنا أحمد بن حنبل ومسدد قالا: ثنا يحيى عن ابن جريج. (ح) وثنا خُشَيْشٌ -يعني: ابن أصرم-: ثنا عبد الرزاق عن ابن جريج قال: حدثني عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي عمار عن عبد الله بن بَابِيه عن يعلى بن أمية … حدثنا أحمد بن حنبل: ثنا عبد الرزاق ومحمد بن بكر قالا: أخبرنا ابن جريج: سمعت عبد الله بن أبي عمار يحدث … فذكره.

٤ ‏/ ٣٦٠
قال أبو داود: «رواه أبو عاصم وحماد بن مسعدة كما رواه ابن بكر».
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم؛ وقد أخرجه كما يأتي.
والحديث أخرجه أبو عوانة (٢/ ٢٦)، والبيهقي (٣/ ١٣٤) من طريق المصنف.
وهو عند أحمد (١/ ٣٦) … بإسناديه عن يحيى وعبد الرزاق كلاهما عن ابن جريج …، ولم أره عنده عن محمد بن بكر!
وأخرجه الترمذي (٤/ ٩٢ – تحفة): حدثنا عبد بن حميد: أنا عبد الرزاق … به. وقال:
«حديث حسن صحيح».
وأخرجه مسلم (١/ ٤٧٨ – عبد الباقي)، والنسائي (١/ ٢١١)، وابن ماجة (١/ ٣٢٩)، وأحمد (١/ ٢٥) من طريق عبد الله بن إدريس: أنبأنا ابن جريج … به.
وقال الدارمي (١/ ٣٥٤): أخبرنا أبو عاصم عن ابن جريج … به.
والحديث عزاه السيوطي في «الجامع» البخاري أيضًا! فوهم.

٢٧١ – باب: متى يقصر المسافر؟
١٠٨٤ – عن يحيى بن يزيد الهُنَائي قال:
سألت أنس بن مالك عن قصر الصلاة؟ فقال أنس:
كان رسول الله ﷺ إذا خرج مسيرة ثلاثة أيام -أو ثلاثة فراسخ (شعبة شك) – يصلي ركعتين.
(قلت: إسناده صحيح على شرط مسلم. وقد أخرجه بإسناد المؤلف، وأبو

٤ ‏/ ٣٦١
عوانة من طريقه).
إسناده: حدثنا محمد بن بشار: ثنا محمد بن جعفر: ثنا شعبة عن يحيى ابن يزيد الهُنائي.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين؛ غير الهنائي -بضم الهاء-، فمن رجال مسلم وحده؛ وقد أخرجه كما يأتي.
والحديث أخرجه أبو عوانة (٢/ ٣٤٦)، والبيهقي (٢/ ١٤٦) من طريق المصنف.
وأخرجه مسلم (٢/ ١٤٥) … بإسناده.
وهو، والبيهقي بإسناد آخر عن محمد بن بشار.
وأحمد (٣/ ١٢٩): ثنا محمد بن جعفر … به؛ وزاد هو والبيهقي -بعد قوله: قصر الصلاة-:
وكنت أخرج إلى الكوفة؛ فأصلي ركعتين حتى أرجع.

١٠٨٥ – ومن طريق أخرى عن أنس بن مالك قال:
صليت مع رسول الله ﷺ الظهر بالمدينة أربعًا، والعصر بذي الحليفة ركعتين.
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد أخرجاه وكذا أبو عوانة في «صحاحهم». وصححه الترمذي).
إسناده: حدثنا زهير بن حرب: ثنا ابن عيينة عن محمد بن المنكدر وإبراهيم ابن ميسرة سمعا أنس بن مالك يقول …

٤ ‏/ ٣٦٢
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين؛ وقد أخرجاه كما يأتي.
والحديث أخرجه أحمد (٣/ ١١٠ و١١١ – ١١٢): حدثنا سفيان … به.
وأخرجه البخاري (٢/ ٣٩)، ومسلم (٢/ ١٤٤ – ١٤٥)، وأبو عوانة (٢/ ٣٤٧)، والنسائي (١/ ٨٢)، والترمذي (٢/ ٤٣١)، والدارمي (١/ ٣٥٥)، والبيهقي (٣/ ١٤٦)، وأحمد أيضًا (٣/ ١٧٧) من طرق عن سفيان … به. وقال الترمذي: «حديث صحيح».

٢٧٢ – باب الأذان في السفر
١٠٨٦ – عن عقبة بن عامر قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول:
«يَعْجَبُ ربُّكم من راعي غنم في رأس شَظِيَّةٍ بجبل؛ يؤذن بالصلاة ويصلي، فيقول الله عز وجل: انظروا إلى عبدي هذا، يؤذن ويقيم الصلاة؛ يخاف مني، قد غفرت لعبدي وأدخلته الجنة».
(قلت: إسناد صحيح، وقال المنذري: «رجاله ثقات»).
إسناده: حدثنا هارون بن معروف: ثنا ابن وهب عن عمرو بن الحارث أن أبا عُشَّانَةَ المَعَافِرِيَّ حدثه عن عقبة بن عامر.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات رجال مسلم؛ غير أبي عشانة -واسمه: حَيُّ بن يُؤْمِنَ-، وهو ثقة. وقال المنذري في «مختصره» (٢/ ٥٠):
«رجال إسناده ثقات».
والحديث أخرجه النسائي (١/ ١٠٨) من طريق أخرى عن ابن وهب … به.

٤ ‏/ ٣٦٣
وتابعه ابن لهيعة عن أبي عشانة … به مختصرًا.
أخرجه أحمد (٤/ ١٤٥ و١٥٧).

٢٧٣ – باب المسافر يصلي وهو يشكُّ في الوقت
١٠٨٧ -» عن المِسْحَاجِ بن موسى قال: قلت لأنس بن مالك: حدِّثنا ما سمعت من رسول الله ﷺ؟ قال:
كنا إذا كنا مع رسول الله ﷺ في السفر؛ فقلنا: زالت الشمس أو لم تزل؛ صلى الظهر ثم ارتحل.
(قلت: إسناده صحيح).
إسناده: حدثنا مسدد: ثنا أبو معاوية عن المِسْحَاجِ بن موسى.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله رجال «الصحيح»؛ غير المسحاج بن موسى، وهو ثقة.
والحديث أخرجه أحمد (٣/ ١١٣): ثنا أبو معاوية … به.

١٠٨٨ – ومن طريق أخرى عن أنس قال:
كان رسول الله ﷺ إذا نزل منزلًا؛ لم يرتحل حتى يصلي الظهر.
فقال له رجل: وإن كان بنصف النهار؟ قال: وإن كان بنصف النهار.
(قلت: إسناده صحيح على شرط (*)


(*) كذا في أصل الشيخ رحمه الله لم يكمل ما أراد قوله. (الناشر).
٤ ‏/ ٣٦٤
إسناده: حدثنا مسدد: ثنا يحيى عن شعبة: حدثني حمزة العائذي -رجل من بني ضَبَّةَ- سمعت أنس بن مالك يقول …
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات رجال «الصحيح»؛ وحمزة: هو ابن عمرو.
والحديث أخرجه أحمد (٣/ ١٢٠ و١٢٩)، وكذا الطحاوي (١/ ١٠٩) من طرق أخرى عن شعبة … به.

٢٧٤ – باب الجمع بين الصلاتين
١٠٨٩ – عن معاذ بن جبل:
أنهم خرجوا مع رسول الله ﷺ في غزوة تَبُوكَ، فكان رسول الله ﷺ يجمع بين الظهر والعصر، والمغرب والعشاء، فأخَّر الصلاة يومًا، ثم خرج فصلى الظهر والعصر، ثم دخل، ثم خرج فصلى المغرب والعشاء جميعًا.
(قلت: حديث صحيح. وقد أخرجه مسلم في «صحيحه»).
إسناده: حدثنا القعنبي عن مالك عن أبي الزبير المكي عن أبي الطفيل عامر ابن واثلة أن معاذ بن جبل أخبرهم.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات على شرط مسلم إن كان أبو الزبير قد سمعه من أبي الطفيل، وهو على شرط مسلم على كل حال؛ فقد أخرجه -كما يأتي- مصرحًا بالتحديث في رواية.
والحديث أخرجه البيهقي (٣/ ١٦٢) من طريق المؤلف.
وهو في «الموطأ» (١/ ١٦٠ – ١٦١).

٤ ‏/ ٣٦٥
وعنه: النسائي (١/ ٩٨)، والدارمي (١/ ٣٥٦).
وعنه: مسلم (٧/ ٦٠)، والبيهقي أيضًا من طرق أخرى عن مالك … به.
وأخرجه مسلم (٢/ ١٥١ – ١٥٢)، وابن ماجة (١/ ٣٣١)، وابن أبي شيبة في «المصنف» (٢/ ١١٣ / ١)، والطيالسي (١/ ١٢٦ / ٥٩٥)، وأحمد (٥/ ٢٢٩ و٢٣٠ و٢٣٦) من طرق أخرى عن أبي الزبير … به مختصرًا؛ وقد صرح مسلم وغيره -في رواية- بتحديث أبي الزبير؛ وزاد:
قلت: ما حمله على ذلك؟ قال: أراد أن لا يُحْرِجَ أمته.
أخرجه مسلم من طريق قرة بن خالد: حدثنا أبو الزبير … به.
وللحديث شاهد من حديث ابن عباس، وهو مخرج في «الإرواء» (٥٧٩/ ٢).

١٠٩٠ – عن نافع:
أن ابن عمر اسْتُصْرِخَ على صَفِيَّةَ وهو بمكة، فسار حتى غربت الشمس وبدت النجوم؛ فقال: إن النبي ﷺ كان إذا عَجِلَ به أمر في سفر؛ جمع بين هاتين الصلاتين. فسار حتى غاب الشفق، فنزل فجمع بينهما.
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البخاري من طريق أخرى. ولمسلم المرفوع منه).
إسناده: حدثنا سليمان بن داود العَتَكِيُّ: ثنا حماد: ثنا أيوب عن نافع.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.
والحديث أخرجه البيهقي (٣/ ١٥٩) من طريق سليمان بن حرب: ثنا حماد ابن زيد … به.

٤ ‏/ ٣٦٦
وأخرجه أحمد (٢/ ٥١): ثنا إسماعيل: نا أيوب عن نافع … به.
وهذا على شرطهما أيضًا.
وأخرجه النسائي (١/ ٩٩)، والترمذي (٢/ ٤٤١)، وأحمد أيضًا (٢/ ١٥٠) من طرق أخرى عن نافع … به نحوه. وقال الترمذي:
«حديث حسن صحيح».
وله طريق أخرى: عند البخاري (٤/ ٤٦) عن زيد بن أسلم عن أبيه قال:
كنت مع عبد الله بن عمر رضي الله عنهما بطريق مكة، فبلغه عن صفية بنت أبي عبيد شدة وجع، فأسرع السير … الحديث.
وعلقه (٢/ ٣٩) من طريق سالم عنه.
ولمسلم من الطريقين عنه: المرفوع فقط.

١٠٩١ – عن معاذ بن جبل:
أن رسول الله ﷺ كان في غزوه تبوك إذا زاغت الشمس قبل أن يرتحل؛ جمع بين الظهر والعصر، وإن يرتحلْ قبل أن تزيغ الشمس أخَّر الظهر حتى ينزل للعصر. وفي المغرب مثل ذلك: إن غابت الشمس قبل أن يرتحل؛ جمع بين المغرب والعشاء، وإن يرتحل قبل أن تغيب الشمس؛ أخَّر المغرب حتى ينزل للعشاء، ثم جمع بينهما.
(قلت: حديث صحيح).
إسناده: حدثنا يزيد بن خالد بن يزيد بن عبد الله بن مَوْهَبٍ الرملي

٤ ‏/ ٣٦٧
الهَمْداني: ثنا المُفَضَّلُ بن فَضَالَةَ والليث بن سعد عن هشام بن سعد عن أبي الزبير عن أبي الطفيل عن معاذ بن جبل.
قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات؛ إلا أن أبا الزبير مدلس، وقد عنعنه. لكن الحديث -مع ذلك- صحيح؛ لشواهده، التي منها حديث ابن عباس بعده.
والحديث أخرجه الدارقطني (ص ١٥٠)، والبيهقي (٣/ ١٦٢) كلاهما من طريق المؤلف .. به؛ إلا أن البيهقي قال: عن الليث، مكان: والليث.
وهو كذلك في بعض النسخ من «الدارقطني»؛ كما في «التعليق المغني» للشيخ أبي الطيب، وقال:
«وهو الصحيح»!
قلت: فإن كان يعني باعتبار نسخ «الدارقطني»؛ فلا كلام. وإن كان يعني باعتبار ما يقتضيه النقد العلمي العام؛ فلا أراه كذلك؛ بل الصواب ما في النسخ الأخرى؛ لأمرين:
الأول: لموافقتها لما في الكتاب.
والآخر: أنه الذي يوافق ما ذكروه في ترجمة الرملي هذا: أنه روى عن الليث ابن سعد ومفضل بن فضالة، وفي الوقت نفسه لم يذكروا الليث في شيوخ المفضل.
هذا وقد خولف الرملي في إسناد هذا الحديث عن الليث؛ فراجع الحديث الآتي برقم (١١٠٦) و«إرواء الغليل» (٥٧٨).

١٠٩٢ – قال أبو داود: «رواه هشام بن عروة عن حسين بن عبد الله عن كُرَيْبٍ عن ابن عباس عن النبي ﷺ … نحو حديث المفضل والليث».
(قلت: يعني: الذي قبله. وقد وصله الشافعي وغيره، وهو حديث

٤ ‏/ ٣٦٨
صحيح. وقد قوّاه البيهقي).
وصله الشافعي (١/ ١١٦)، وأحمد (١/ ٣٦٧ – ٣٦٨)، والطبراني في «المعجم الكبير» (٣/ ١٢٥ / ١)، والدارقطني (١٤٩)، والبيهقي (٣/ ١٦٣ – ١٦٤) من طرق -فيها عند بعضهم هشام بن عروة- عن حسين بن عبد الله … به. وقال البيهقي: «وهو بشواهده قوي».
قلت: وفي إسناده اختلاف بيّنه الدارقطني وجمع بينها. قال الحافظ:
«إلا أن علته ضعف حسين، ويقال: إن الترمذي حسنه، وكأنه باعتبار المتابعة، وغفل ابن العربي فصحح إسناده! لكن له طريق أخرى، أخرجها الحِمَّاني في»مسنده«عن أبي خالد الأحمر عن الحجاج عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس. وروى إسماعيل القاضي في»الأحكام«عن إسماعيل بن أبي أويس عن أخيه عن سليمان بن بلال عن هشام بن عروة عن كريب عن ابن عباس … نحوه».

١٠٩٣ – عن عبد الله بن عباس قال:
صلى رسول الله ﷺ الظهر والعصر جميعًا، والمغرب والعشاء جميعًا: في غير خوف ولا سفر.
قال مالك: أُرى ذلك كان في مطر.
(قلت: حديث صحيح. وأخرجه مسلم وأبو عوانة في «صحيحيهما»).
إسناده: حدثنا القعنبي عن مالك عن أبي الزبير المكي عن سعيد بن جبير عن عبد الله بن عباس.

٤ ‏/ ٣٦٩
قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات، وهو على شرط مسلم في «صحيحه»؛ وقد أخرجه كما يأتي.
والحديث في «الموطأ» (١/ ١٦١) … بهذا التمام.
ومن طريقه: أخرجه مسلم (٢/ ١٥١)، وأبو عوانة (٢/ ٣٥٣)، والنسائي (١/ ٩٩)، والشافعي (١/ ١١٨ / ٣٤٧)، والطحاوي (١/ ٩٥)، والبيهقي (٣/ ١٦٦)، من طرق عن مالك … به؛ ولم يذكر مسلم وغيره قول مالك: أرى …
وهذا الرأي يخالفه الحديث الآتي (١٠٩٦).
وله بعض المتابعات، فأخرجه أحمد (١/ ٢٨٣): حدثنا عبد الرزاق: حدثنا سفيان عن أبي الزبير … به؛ وزاد قال:
قلت: يا أبا العباس! ولِمَ فعلَ ذلك؟ قال: أراد أن لا يُحْرِج أحدًا من أمته.
ورواه أبو عوانة من طريقين آخرين عن سفيان … به.
وتابعه ابن عيينة عن أبي الزبير … به؛ إلا أنه لم يذكر: السفر ولا المطر.
أخرجه الشافعي (٣٤٩).
وتابعه زهير: حدثنا أبو الزبير … به؛ مثل رواية سفيان الثوري.
أخرجه مسلم؛ وزاد:
بالمدينة.
وتابعه حماد بن سلمة كما علقه المصنف فيما يأتي، وكل هؤلاء قالوا: عن أبي الزبير:
ولا سفر. وخالفهم قرة فقال:
٤ ‏/ ٣٧٠
في سفرة … وهو شاذ كما يأتي بيانه بعد حديث.

١٠٩٤ – قال أبو داود: «ورواه حماد بن سلمة نحوه عن أبي الزبير».
(قلت: يعني: عن سعيد بن جبير عن ابن عباس. وقد وصله البيهقي باختصار).
وصله البيهقي (٣/ ١٦٦) من طريق حجاج بن مِنْهال: قال حماد بن سلمة عن أبي الزبير عن سعيد بن جبير عن ابن عباس … مختصرًا؛ بلفظ:
أن النبي ﷺ جمع بين الظهر والعصر بالمدينة في غير خوف ولا سفر.
قلت: إسناده صحيح لولا عنعنة أبي الزبير، وهو مع ذلك على شرط مسلم، وهو يشهد لرواية مالك وغيره ممن سبق ذكره: أن الجمع لم يكن في سفر، وهو الصواب؛ خلافًا للرواية الآتية.

١٠٩٥ – ورواه قُرَّةُ بن خالد عن أبي الزبير قال: .. في سَفْرةٍ سافرْناها إلى تبوك.
(قلت: وصله مسلم وأبو عوانة في «صحيحيهما» بإسناد صحيح، صرح فيه أبو الزبير بالتحديث عن سعيد بن جبير. لكن قوله: في سفرة … شاذ مخالف لجميع روايات الثقات عن أبي الزبير التي فيها: «في غير خوف ولا سفر»؛ كما في الحديث (١٠٩٣). وقد رواه الطيالسي عن قرة فلم يذكر قوله: في سفرة …).
وصله مسلم (٢/ ١٥١)، وأبو عوانة (٢/ ٣٥٢) من طريقين عن قرة بن خالد عن أبي الزبير: حدثنا سعيد بن جبير: حدثنا ابن عباس:

٤ ‏/ ٣٧١
أن رسول الله ﷺ جمع بين الصلاة في سفرة سافرها في غزوة تبوك؛ فجمع بين الظهر والعصر، والمغرب والعشاء. قال سعيد: فقلت لابن عباس: ما حمله على ذلك؟ قال: أراد أن لا يحرج أمته.
وخالفهما الطيالسي فقال (١/ ١٢٧ / ٥٩٩): حدثنا قرة بن خالد … به؛ إلا أنه لم يذكر سفرة تبوك أصلًا.
وهذا هو الصواب عن أبي الزبير عن سعيد عن ابن عباس؛ لاتفاق جميع الروايات عنه: أن ذلك كان في المدينة ولا سفر.
ويبدو لي -والله أعلم- أن أبا الزبير له إسناد آخر عن معاذ بن جبل بقصة تبوك مثل روايته هذه عن ابن جبير عن ابن عباس، وقد رواه قرة بن خالد أيضًا عن أبي الزبير -كما تقدم في أول الباب (١٠٨٩) -؛ فأنا أظن أن قرة أو شيخه أبا الزبير دخل عليه حديث في حديث، فقصة معاذ هي التي وقع فيها ذكر تبوك، وليس حديث ابن عباس؛ فدخل عليه هذا في هذا. والله أعلم.
ثم رأيت البيهقي قد ذكر (٣/ ١٦٧) معنى هذا التوفيق، فالحمد لله على التوفيق!
والحديث أخرجه أبو عوانة (٢/ ٣٥٢) من طريق الطيالسي أيضًا.

١٠٩٦ – وفي رواية عن ابن عباس قال:
جمع رسول الله ﷺ الظهر والعصر، والمغرب والعشاء بالمدينة: من غير خوف ولا مطر.
فقيل لابن عباس: ما أراد إلى ذلك؟ قال:
أراد أن لا يُحْرِجَ أُمَّتَهُ.

٤ ‏/ ٣٧٢
(قلت: حديث صحيح على شرط مسلم. وأخرجه هو وأبو عوانة في «صحيحيهما». وقال الخطابي في «المعالم»: «إسناده جيد؛ إلا ما تكلموا قيه من أمر حبيب»! قلت: لم يتفرد به).
إسناده: حدثنا عثمان بن أبي شيبة: ثنا أبو معاوية: ثنا الأعمش عن حبيب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس.
قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين؛ إلا أن حبيبًا -وهو ابن أبي ثابت- مدلس، وقد عنعنه. ومع ذلك فهو على شرط مسلم؛ وقد أخرجه كما يأتي.
والحديث أخرجه مسلم (٢/ ١٥٢) … بإسناد المصنف.
وأخرجه هو، والترمذي (١/ ٣٥٤ – ٣٥٥)، والبيهقي (٣/ ١٦٧) من طرق أخرى عن أبي معاوية … به.
ثم أخرجه هو، وأبو عوانة (٢/ ٣٥٣)، والنسائي (١/ ٩٩)، والبيهقي، وأحمد (١/ ٣٥٤) من طرق أخرى عن الأعمش … به.
وتابعه صالح مولى التَّوأمَة عن ابن عباس قال … فذكره.
أخرجه أحمد (١/ ٣٤٦)، والطبراني في «المعجم الكبير» (٣/ ٩٩ / ١).
وإسناده جيد في الشواهد والمتابعات؛ فإن صالحًا هذا إنما عيبه أنه كان اختلط.

١٠٩٧ – عن نافع وعبد الله بن واقد:
أن مُؤَذِّنَ ابن عمر قال: الصلاة. قال: سِرْ سِرْ حتى إذا كان قبل غُيُوبِ الشفق؛ نزل فصلى المغرب، ثم انتظر حتى غاب الشفق فصلى العشاء، ثم قال:

٤ ‏/ ٣٧٣
إن رسول الله ﷺ كان إذا عَجِلَ به أَمْرٌ؛ صنع مثل الذي صنعتُ. فسار في ذلك اليوم والليلة مسيرةَ ثلاث.
(قلت: إسناده صحيح، لكن قوله: قبل غيوب الشفق … شاذ، والمحفوظ: أنه أخر المغرب إلى أن غاب الشفق، فجمع بين الصلاتين. كذلك أخرجه الشيخان والمصنف (١٠٩٠). وكذا في الرواية الآتية).
إسناده: حدثنا محمد بن عُبَيْدٍ المحاربي: ثنا محمد بن فُضَيل عن أبيه عن نافع وعبد الله بن واقد.
قال أبو داود: «رواه ابن جابر عن نافع … نحو هذا بإسناده».
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات رجال مسلم؛ غير المحاربي، وهو ثقة.
إلا أن قوله: قبل غيوب الشفق … خطأ من بعض رواته، لا أدري من هو؟ ! غير أن النظر الصحيح يقضي بأنه خطأ؛ لاتفاق الحفاظ من أصحاب نافع على خلافه. قال البيهقي (٣/ ١٦٠):
«اتفقت رواية يحيى بن سعيد الأنصاري، وموسى بن عقبة، وعبيد الله بن عمر، وأيوب السَّخْتِيَانيِّ، وعمر بن محمد بن زيد عن نافع: على أن جمع ابن عمر بين الصلاتين كان بعد غيبوبة الشفق. وخالفهم من لا يدانيهم في حفظ أحاديث نافع. ورواية الحفاظ من أصحاب نافع أولى بالصواب؛ فقد رواه سالم بن عبد الله، وأسلم مولى عمر، وعبد الله بن دينار، وإسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي ذُؤَيْبٍ -وقيل: ابن ذُؤيب- عن ابن عمر … نحو روايتهم …»، ثم أطال في تخريجها. وراجع لها «المسند» (٢/ ٤ و١٢ و٥١ و٥٤ و٧٧ و٨٠).
٤ ‏/ ٣٧٤
ورواية أيوب مضت برقم (١٠٩٠)، وذكرت هناك رواية أسلم عند البخاري.
ورواية ابن دينار وغيره تأتي برقم (١١٠١ – ١١٠٣).
والحديث أخرجه الدارقطني (١/ ١٥١) من طريق المصنف ومن طريق غيره عن محمد بن فضيل.
ومن طريق أخرى عن الفُضَيْل بن غزوان عن نافع وحده.
وأخرجه هو، والطحاوي (١/ ٩٧)، والبيهقي (٣/ ١٦٠) من طرق أخرى عن ابن جابر عن نافع … به نحوه.

١٠٩٨ – قال أبو داود: «ورواه عبد الله بن العلاء عن نافع قال: حتى إذا كان عند ذهاب الشفق؛ نزل فجمع بينهما».
(قلت: هذا هو المحفوظ عن نافع عن ابن عمر: أن جمعه بين الصلاتين كان حقيقيًّا لا صُورِيًّا).
لم أجد من وصله! وعبد الله بن العلاء -وهو ابن زَبْرٍ- ثقة.
وقد تابعه جماعة من ثقات أصحاب نافع على هذا اللفظ. خلافًا للفظ ابن فضيل وابن جابر كما تقدم قبله، وقد ذكرت هناك أسماء بعضهم. ومنهم عبيد الله ابن عمر قال: أخبرني نافع: أن ابن عمر كان إذا جَدَّ به السير؛ جمع بين المغرب والعشاء بعد أن يغيب الشفق، ويقول:
إن رسول الله ﷺ كان إذا جَدَّ به السير؛ جمع بين المغرب والعشاء.
أخرجه مسلم (٢/ ١٥٠)، وأحمد (٢/ ٤ و٥٤).

٤ ‏/ ٣٧٥
١٠٩٩ – عن ابن عباس قال:
صلى بنا رسول الله ﷺ بالمدينة ثمانيًا وسبعًا: الظهر والعصر، والمغرب والعشاء.
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد أخرجاه وكذا أبو عوانة في «صحاحهم»).
إسناده: حدثنا سليمان بن حرب ومسدد قالا: ثنا حماد بن زيد. (ح) وثنا عمرو بن عون: أخبرنا حماد بن زيد عن عمرو بن دينار عن جابر بن زيد عن ابن عباس؛ ولم يقل سليمان ومسدد: بنا.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين؛ وقد أخرجاه كما يأتي.
والحديث أخرجه البيهقي (٣/ ١٦٧) من طرق أخرى عن سليمان بن حرب ومسدد وأبي الربيع قالوا: ثنا حماد بن زيد … به.
وأخرجه مسلم (٢/ ١٥٢) من طريق أبي الربيع الزهراني وحده.
وتابعه سفيان بن عيينة عن عمرو … به وزاد:
قلت: يا أبا الشعثاء -وهو جابر بن زيد-! أظنه أخَّرَ الظهر وعجَّل العصر، وأخَّر المغرب وعجَّل العشاء؟ قال: وأنا أظنُّ ذلك.
أخرجه البخاري (٢/ ٥١)، ومسلم، والشافعي (١/ ١١٨ – ١١٩/ ٣٤٨)، والنسائي (١/ ٩٨)، وأحمد (١/ ٢٢١).
وأدرج النسائي هذه الزيادة في الحديث! وهو وهم من بعض رواته.
وتابعه شعبة عن عمرو بن دينار … به دون الزيادة.
٤ ‏/ ٣٧٦
أخرجه البخاري (١/ ٩٨)، وأبو عوانة (٢/ ٣٥٤).
وقال شعبة: حدثنا قتادة قال: سمعت جابر بن زيد عن ابن عباس قال … فذكره بلفظ سعيد بن جبير عن ابن عباس المتقدم (١٠٩٦).
وسنده صحيح على شرطهما؛ فهو شاهد قوي له.

١١٠٠ – قال أبو داود: «ورواه صالح مولى التوأمة عن ابن عباس قال: في غير مطر».
(قلت: حديث صحيح. وكذلك رواه جابر بن زيد عن ابن عباس: عند أحمد بسند صحيح على شرط الشيخين. وكذلك رواه سعيد بن جبير عنه كما تقدم برقم (١٠٩٦».
وصله أحمد والطبراني كما تقدم تخريجه قبل ثلاثة أحاديث وتابعه.
جابر بن زيد كما ذكرنا آنفًا.

١١٠١ – عن عبد الله بن دينار قال:
غابت الشمس وأنا عند عبد الله بن عمر، فسِرْنا، فلما رأيناه قد أمسى قلنا: الصلاةَ. فسار حتى غاب الشفق وتصوَّبتِ النُّجوم، ثم إنه نزل فصلى الصلاتين جميعًا، ثم قال:
رأيت رسول الله ﷺ إذا جَدَّ به السير؛ صلى صلاتي هذه، يقول: يجمع بينهما بعد لَيْلٍ.
(قلت: إسناده صحيح على شرط مسلم).

٤ ‏/ ٣٧٧
إسناده: حدثنا عبد الملك بن شعيب: ثنا ابن وهب عن الليث: قال ربيعة -يعني: كتب إليه-: حدثني عبد الله بن دينار.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم ولم يخرجه.
والحديث أخرجه البيهقي (٣/ ١٦٠ – ١٦١) من طريقين آخرين عن الليث بن سعد … به؛ دون قوله: يعني: كتب إليه.

١١٠٢ – قال أبو داود: «رواه عاصم بن محمد عن أخيه عن سالم».
(قلت: وصله الدارقطني بسند صحيح).
وصله الدارقطني (١٥٠) بسند صحيح عن عاصم عن أخيه عمر بن محمد … به.

١١٠٣ – ورواه ابن أبي نَجِيحٍ عن إسماعيل بن عبد الرحمن بن ذُؤيبٍ: أن الجمع بينهما من ابن عمر كان بعد غُيُوبِ الشفق.
(قلت: وصله الشافعي وأحمد والنسائي بإسناد صحيح).
وصله النسائي (١/ ٩٨ – ٩٩)، وأحمد (٢/ ١٢) من طريق سفيان عن ابن أبي نجيح … به.
وكذا رواه الشافعي (/ ١١٧/ ٣٤٦)، وعنه البيهقي (٣/ ١٦١).
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات رجال مسلم؛ غير إسماعيل بن عبد الرحمن بن ذؤيب، وهو ثقة.
وهذه الطرق الثلاث تشهد لحديث نافع المتقدم (١٠٩٧) في أن جمع ابن عمر

٤ ‏/ ٣٧٨
كان بعد غيوب الشفق، وهو الصواب المحفوظ عن ابن عمر، كما تقدم بيانه هناك من روية نافع وغيره عنه. ومن أجمع الروايات ما في «المسند» (٢/ ٨٠): ثنا عبد الرزاق عن يحيى وعبيد الله بن عمر وموسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر:
أن النبي ﷺ كان إذا جَدَّ به السير جمع بين المغرب والعشاء -وكان في بعض حديثهما- إلى ربع الليل؛ أخرهما جميعًا.
وهو إسناد صحيح على شرط الستة.

١١٠٤ – عن أنس بن مالك قال:
كان رسول الله ﷺ إذا ارتحل قبل أن تَزِيغَ الشمس؛ أخَّر الظهر إلى وقت العصر، ثم نزل فجمع بينهما، فإن زاغت الشمس قبل أن يرتحل؛ صلى الظهر ثم ركب ﷺ.
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد أخرجه أبو عوانة في «صحيحه» من طريق المصنف، والشيخان بإسناده).
إسناده: حدثنا قتيبة وابن موهب -المعنى- قالا: ثنا المُفَضَّلُ عن عُقَيْلٍ عن ابن شهاب عن أنس.
قال أبو داود: «كان مُفَضَّلٌ قاضيَ مصر، وكان مُجاب الدعوة، وهو ابن فَضَالة».
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين؛ وقد أخرجاه كما يأتي.
والحديث أخرجه أبو عوانة (٢/ ٣٥٢)، والبيهقي (٣/ ١٦١) من طريق المصنف.

٤ ‏/ ٣٧٩
والأول من طريق أخرى عن يزيد بن مَوْهَب … به.
وأخرجه البخاري (٢/ ٤١ – ٤٢)، ومسلم (٢/ ١٥٠ – ١٥١)، والنسائي (١/ ٩٨)، وأحمد (٣/ ٢٤٧) كلهم أخرجوه … بإسناد المصنف الأول.
وأخرجه أبو عوانة، والدارقطني (١٥٠)، والبيهقي، وأحمد (٣/ ٢٦٥) من طرق أخرى عن المفضل … به.
وتابعه الليث بن سعد عن عُقَيل بن خالد … به؛ دون الشطر الثاني منه، وقال:
أول وقت العصر.
أخرجه مسلم والدارقطني والبيهقي. وفي رواية للبيهقي من طريق ابن راهَوَيْهِ: أنا شَبَابَةُ بن سَوَّارٍ عن ليث بن سعد … به؛ دون الشطر الأول، ولفظه:
كان رسول الله ﷺ إذا كان في سفر فزالت الشمس؛ صلى الظهر والعصر جميعًا ثم ارتحل.
وإسناده صحيح. وعزاه الحافظ في «بلوغ المرام» للحاكم في «الأربعين» بإسناد صحيح، وأبي نعيم في «مستخرج مسلم».
وتابع الليثَ: جابرُ بن إسماعيل: عند المصنف وغيره، وهو الآتي:

١١٠٥ – وفي رواية قال:
ويؤخر المغرب؛ حتى يجمع بينها وبين العشاء حين يغيب الشفق.
(قلت: حديث صحيح. وقد أخرجه مسلم وأبو عوانة في «صحيحيهما»).
إسناده: حدثنا سليمان بن داود المَهْرِيُّ: ثنا ابن وهب: أخبرني جابر بن

٤ ‏/ ٣٨٠
إسماعيل عن عُقَيْل … بهذا الحديث بإسناده قال …
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات رجال مسلم؛ غير المهري، وهو ثقة.
ثم استدركت فقلت: جابر بن إسماعيل لم يذكروا له راويًا غير ابن وهب، ولا وثقه غير ابن حبان، وأخرج له ابن خزيمة في «صحيحه»؛ فهو غير معروف، ولذا قال الحافظ فيه:
«مقبول»! وأورده ابن أبي حاتم في كتابه (١/ ١ / ٥٠١) برواية ابن وهب عنه، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا، مشيرًا بذلك إلى أنه لم يعرفه.
لكن الحديث صحيح بالطريق الذي قبله، وبحديث معاذ الذي بعده.
والحديث؛ أخرجه مسلم (٢/ ١٥١)، وأبو عوانة (٢/ ٣٥١)، والبيهقي (٣/ ١٦١) من طرق عن ابن وهب … به؛ ولفظه:
كان إذا عَجِلَ به السير؛ يؤخر الظهر إلى أول وقت العصر فيجمع بينهما، ويؤخر المغرب …

١١٠٦ – عن معاذ بن جبل:
أن النبي ﷺ كان في غزوة توك إذا ارتحل قبل أن تزيغ الشمس؛ أخَّر الظهر حتى يجمعها إلى العصر فيصليهما جميعًا، وإذا ارتحل بعد زَيْغِ الشمس؛ صلى الظهر والعصر جميعًا ثم سار، وكان إذا ارتحل قبل المغرب؛ أخَّر المغرب حتى يصليها مع العشاء، وإذا ارتحل بعد المغرب؛ عجَّل العشاء فصلاها مع المغرب.
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين، وقال الترمذي: “حديث

٤ ‏/ ٣٨١
حسن صحيح»، وقال ابن القيم: «إسناده صحيح»).
إسناده: حدثنا قتيبة بن سعيد: أخبرنا الليث عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الطفيل عامر بن واثلة عن معاذ بن جبل.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. وقد أُعِلَّ بما لا يقدح كما بينته في «الإرواء» (٥٧٨)، وابن القيم من قبلي في «الزاد». وقال في «إعلام الموقعين»:
«وإسناده صحيح، وعلته واهية».
والحديث أخرجه الترمذي والدارقطني والبيهقي وأحمد عن قتيبة … به. وقال الترمذي:
«حديث حسن غريب، تفرد به قتيبة، لا نعرف أحدًا رواه عن الليث غيره».
قلت: هو ثقة؛ فلا يضر تفرده، ولذلك قال الترمذي في موضع آخر:
«حديث حسن صحيح».

٢٧٥ – باب قصر قراءة الصلاة في السفر
١١٠٧ – عن البراء قال:
خرجنا مع رسول الله ﷺ في سفر، فصلى بنا العشاء الآخرة، فقرأ في إحدى الركعتين بـ (التِّين والزَّيتونِ).
(قلت: إسناده صحيح على شرط البخاري. وقد أخرجه هو ومسلم وأبو عوانة في «صحاحهم». وقال الترمذي: «حديث حسن صحيح»).

٤ ‏/ ٣٨٢
إسناده: حدثنا حفص بن عمر: ثنا شعبة عن عَدِيِّ بن ثابت عن البراء.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط البخاري؛ وقد أخرجه كما يأتي.
والحديث أخرجه البخاري (١/ ١٢٧)، ومسلم (٢/ ٤١)، وأبو عوانة (٢/ ١٥٥)، والنسائي (١/ ١٥٥)، والبيهقي (٢/ ٣٩٣)، وأحمد (٤/ ٣٠٢) من طرق عن شعبة … به.
ثم أخرجوه هؤلاء جميعًا، ومالك (١/ ١٠١)، والترمذي (٢/ ١١٥)، وأحمد (٤/ ٢٩١ و٢٩٨ و٣٠٣ و٣٠٤) من طرق أخرى عن عدي بن ثابت … به؛ دون ذكر السفر. وقال الترمذي:
«حديث حسن صحيح».

٢٧٦ – باب التطوُّع في السفر
١١٠٨ – عن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب قال:
صَحِبتُ ابن عمر في طريق -قال: – فصلى بنا ركعتين، ثم أقبل، فرأى ناسًا قيامًا، فقال: ما يصنع هؤلاء؟ ! قلت: يسبِّحون. قال:
لو كنت مسبِّحًا أتممت صلاتي! يا ابن أخي! إني صحبت رسول الله ﷺ في السفر؛ فلم يزد على ركعتين حتى قبضه الله عز وجل.
وصحبت أبا بكر؛ فلم يزد على ركعتين حتى قبضه الله عز وجل.
وصحبت عمر؛ فلم يزد على ركعتين حتى قبضه الله عز وجل.
وصحبت عثمان؛ فلم يزد على ركعتين حتى قبضه الله تعالى، وقد قال الله تعالى: ﴿لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة﴾.

٤ ‏/ ٣٨٣
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد أخرجه مسلم بإسناده، وأبو عوانة من طريقه، والبخاري مختصرًا).
إسناده: حدثنا القعنبي: ثنا عيسى بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب عن أبيه.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين؛ وقد أخرجاه كما يأتي.
والحديث أخرجه أبو عوانة (٢/ ٣٣٦)، والبيهقي (١٣/ ٥٨)، من طريق المصنف.
ومسلم (٢/ ١٤٤) … بإسناده.
والبخاري (٢/ ٤٠)، والنسائي (١/ ٢١٣)، وابن ماجة (١/ ٣٣١)، وأبو عوانة أيضًا، وأحمد (٢/ ٢٤) من طرق أخرى عن عيسى بن حفص … به؛ وهو عند البخاري مختصر.

٢٧٧ – باب التطوُّع على الراحلة والوتر
١١٠٩ – عن سالم عن أبيه قال:
كان رسول الله ﷺ يسبِّحُ على الراحلة أيَّ وجه تَوَجَّهَ، ويوتر عليها؛ غير أنه لا يصلي المكتوبة عليها.
(قلت: إسناده صحيح على شرط البخاري. وقد علقه، ووصله مسلم وأبو عوانة).
إسناده: حدثنا أحمد بن صالح: ثنا ابن وهب: أخبرني يونس عن ابن شهاب عن سالم.

٤ ‏/ ٣٨٤
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط البخاري؛ وقد علقه كما يأتي.
والحديث أخرجه مسلم (٢/ ١٥٠)، وأبو عوانة (٢/ ٣٤٢)، والنسائي (١/ ٨٥ و١٢٢)، والطحاوي (١/ ٢٤٩)، والبيهقي (٢/ ٦ و٤٩١) من طرق عن عبد الله بن وهب … به.
وعلقه البخاري (٢/ ٤٠) فقال: وقال الليث: حدثني يونس … به.

١١١٠ – عن أنس بن مالك:
أن رسول الله ﷺ كان إذا سافر فأراد أن يتطوع؛ استقبل بناقته القبلة فكبر، ثم صلى حيث وَجَّهَهُ رِكَابُهُ.
(قلت: إسناده حسن، وكذا قال المنذري والنووي والعسقلاني، وصححه ابن السكن، وأخرجه الضياء في «المختارة»).
إسناده: حدثنا مسدد: ثنا رِبْعِيُّ بن عبد الله بن الجارود: حدثني عمرو بن أبي الحجاج: حدثني الجارود بن أبي سَبْرَة: حدثني أنس بن مالك.
قلت: وهذا إسناد حسن، كما قال المنذري في «مختصره» (٢/ ٥٩)، وتبعه النووي وابن حجر، وصححه ابن السكن كما نقلته في تخريج «صفة الصلاة». وأعلَّه ابن القيم بما لا يقدح كما ذكرته هناك! ورجاله كلهم ثقات معرفون؛ غير الجارود بن أبي سبرة، وقد وثقه الدارقطني وابن حبان. وقال أبو حاتم:
«صالح الحديث».
والحديث أخرجه الدارقطني (١٥٢)، والبيهقي (٢/ ٥)، وأحمد (٣/ ٢٠٣)، والضياء المقدسي في «الأحاديث المختارة» (٢/ ٧٢) من طرق عن ربعي بن عبد الله ابن الجارود … به.

٤ ‏/ ٣٨٥
١١١١ – عن عبد الله بن عمر أنه قال:
رأيت رسول الله ﷺ يصلي على حمار وهو متوجِّهٌ إلى خيبر.
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد أخرجه مسلم وأبو عوانة وابن خزيمة).
إسناده: حدثنا القعنبي عن مالك عن عمرو بن يحيى المازني عن أبي الحُبَابِ سعيد بن يسار عن عبد الله بن عمر.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين؛ وقد أخرجه مسلم كما يأتي. والحديث في «الموطأ» (١/ ١٦٥).
وعنه: مسلم (٢/ ١٤٩)، وأبو عوانة (٢/ ٣٤٣)، والنسائي (١/ ١٢١)، وابن خزيمة (١٢٦٨)، والبيهقي (٢/ ٤) كلهم عن مالك … به.
وقد أعله بعضهم بالشذوذ! ولا وجه له عندي، ولا سيما وله شاهد من حديث أنس مرفوعًا بسند حسن.
أخرجه النسائي (١/ ١٢١)، والسَّرَّاج، كما في «الفتح» (٢/ ٥٧٦).

١١١٢ – عن جابر قال:
بعثني رسول الله ﷺ في حاجة، قال: فجئت وهو يصلي على راحلته نحو المشرق؛ والسجود أخفض من الركوع.
(قلت: حديث صحيح على شرط مسلم. وقد أخرجه في «صحيحه» دون ذكر السجود، وأخرجه أبو عوانة في «صحيحه» من طريق المؤلف. وقال

٤ ‏/ ٣٨٦
الترمذي: «حسن صحيح»).
إسناده: حدثنا عثمان بن أبي شيبة: ثنا وكيع عن سفيان عن أبي الزبير عن جابر.
قلت: وهذا إسناد على شرط مسلم؛ وقد أخرجه كما يأتي.
والحديث أخرجه أبو عوانة (٢/ ٣٤٥) من طريق المصنف.
وهو، والترمذي (٢/ ١٨٢)، والبيهقي (٢/ ٥)، وأحمد (٣/ ٣٣٢) من طرق أخرى عن سفيان … به.
وأخرجه ابن الجارود (٢٢٨)، والبيهقي، وأحمد (٣/ ٢٩٦ و٣٨٠) من طريق ابن جريج: أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله … به نحوه. فصرح أبو الزبير بالتحديث، فأمنَّا تدليسه. وقال الترمذي.
«حديث حسن صحيح».
وأخرجه مسلم (٢/ ٧١) من طريق الليث عن أبي الزبير … به أتم منه؛ دون قوله: والسجود أخفض من الركوع.
وأخرجه البخاري (٢/ ٤٠) من طريق محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان قال: حدثني جابر بن عبد الله: أن النبي ﷺ كان يصلي على راحلته نحو المشرق، فإذا أراد أن يصلي المكتوبة؛ نزل فاستقبل القبلة.
ورواه زهير: ثنا أبو الزبير … به نحوه أتم منه.
رواه مسلم وغيره، ومضى عند المصنف (٨٥٩).
٤ ‏/ ٣٨٧
٢٧٨ – باب الفريضة على الراحلة من عذر
١١١٣ – عن عطاء بن أبي رباح:
أنه سأل عائشة رضي الله عنها: هل رُخِّصَ للنساء أن يصلين على الدواب؟ قالت:
لم يُرَخَّصْ لهن في ذلك في شِدَّةٍ ولا رَخاءٍ. قال محمد (ابن شعيب): هذا في المكتوبة.
(قلت: إسناده صحيح).
إسناده: حدثنا محمود بن خالد: ثنا محمد بن شعيب عن النعمان بن المنذر عن عطاء بن أبي رباح.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات. وفي «مختصر المنذري» (٢/ ٦٠):
«قال الدارقطني: تفرد به النعمان بن المنذر عن سليمان بن موسى عن عطاء.
هذا آخر كلامه. والنعمان بن المنذر هذا: غساني دمشقي ثقة، كنيته أبو الوزير»!
قلت: وهذا يوهم أن في سند الحديث سليمان بن موسى! وليس ذلك في رواية المصنف، فلعله في رواية الداقطني. فإذا كان كذلك؛ فما أظنه محفوظًا؛ فإنهم لم يذكروا للنعمان هذا رواية عن سليمان بن موسى، وإنما عن عطاء. والله أعلم.
والحديث أخرجه البيهقي (٢/ ٧) من طريق المصنف.
٤ ‏/ ٣٨٨
٢٧٩ – باب متى يُتِمُّ المسافر؟
١١١٤ – عن ابن عباس:
أن رسول الله ﷺ أقام سبع عشرة بمكة يقصر الصلاة.
قال ابن عباس: ومن أقام سبع عشرة قصر، ومن أقام أكثر أتم.
(قلت: إسناده صحيح على شرط البخاري. وقد أخرجه في «صحيحه» بلفظ: «تسعة عشر …» وهو الأرجح كما ذكر البيهقي. وقال الترمذي: «حسن صحيح». وكأن المصنف أشار إلى ذلك بقوله الآتي).
إسناده: حدثنا محمد بن العلاء وعثمان بن أبي شيبة -المعنى واحد- قالا: ثنا حفص عن عاصم عن عكرمة عن ابن عباس.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات على شرط البخاري؛ وقد أخرجه كما يأتي.
والحديث في «مصنف ابن أبي شيبة» (٢/ ١١٢ / ٢) … بهذا الإسناد.
وأخرجه البيهقي (٣/ ١٥٠) من طريق أخرى عن حفص بن غياث … به.
وأخرجه البخاري (٢/ ٣٨)، والدارقطني (١٤٩)، والبيهقي (٣/ ١٥٠) من طريق أبي عوانة عن عاصم وحصين عن عاصم … به. وليس عند الدارقطني: وحصين. وفي روايته: سبعة عشر يومًا.
وهي شاذة لما يأتي، وهي رواية ابن أبي شيبة في «المصنف»، فلعلها محرفة من الناسخ أو الطابع!
وقال الإمام أحمد (١/ ٢٢٣) ثنا أبو معاوية. ثنا عاصم الأحول … به باللفظ الأول.
٤ ‏/ ٣٨٩
وكذلك أخرجه الترمذي (٢/ ٤٣٤)، والطحاوي (١/ ٢٤٢)، والبيهقي من طرق عن أبي معاوية … به.
ثم أخرجه البخاري (٥/ ١٢٣) من طريقين آخرين عن عاصم … به. وقال الترمذي:»حديث غريب حسن صحيح«.
وكذلك أخرجه ابن ماجة (١/ ٣٣٢) من طريق عبد الواحد بن زياد: ثنا عاصم الأحول … به.
وأخرجه الدارقطني من بعض هذه الوجوه بالرواية الثانية: سبعة عشر، ورجح البيهقي الأولى فقال:»إنها «أصح الروايات، ولم يختلف فيها على عبد الله بن المبارك، وهو أحفظ من رواه عن عاصم الأحول. والله أعلم»!
ويرد عليه ما قد ذكرته في «الإرواء» (٥٧٥).

١١١٥ – قال أبو داود: «قال عَبَّاد بن منصور عن عكرمة عن ابن عباس قال: أقام تسع عشرة».
(قلت: حديث صحيح. وقد وصله البيهقي).
وصله البيهقي (٣/ ١٥٠) من طريق عبد الوارث: ثنا عباد بن منصور عن عكرمة عن ابن عباس قال:
أقام رسول الله ﷺ زمن الفتح تسعة عشر ليلة؛ يصلي ركعتين ركعتين. وقال البيهقي:
«ورواه عبد الرحمن بن الأصبهاني عن عكرمة: سبع عشرة».

٤ ‏/ ٣٩٠
قلت: لكن رواه عنه شريك، وهو سيئ الحفظ، ولذلك ذكرته في الكتاب الآخر (٢٢٧).

١١١٦ – عن أنس بن مالك قال:
خرجنا مع رسول الله ﷺ من المدينة إلى مكة، فكان يصلي ركعتين حتى رجعنا إلى المدينة. فقلنا: هل أقمتم بها شيئًا؟ قال: أقمنا بها عشرًا.
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد أخرجاه وكذا أبو عوانة في «صحاحهم». وقال الترمذي: «حديث حسن صحيح»).
إسناده: حدثنا موسى بن إسماعيل ومسلم بن إبراهيم -المعنى- قالا: ثنا وُهَيْب: حدثني يحيى بن أبي إسحاق عن أنس بن مالك.
قلت: وهذا سند صحيح على شرط الشيخين؛ وقد أخرجاه كما يأتي.
والحديث أخرجه البخاري (٢/ ٣٨)، ومسلم (٢/ ١٤٥)، وأبو عوانة (٢/ ٣٤٦ – ٣٤٧)، والنسائي (١/ ٢١١ و٢١٢)، والترمذي (٢/ ٤٣٣)، والدارمي (١/ ٣٥٥)، وابن ماجة (١/ ٣٣٣)، وابن الجارود (٢٢٤)، والبيهقي (٣/ ١٣٦)، وأحمد (٣/ ١٨٧ و١٩٥)، من طرق أخرى عن يحيى … به.
وصححه الترمذي كما ذكرنا في الأعلى.

١١١٧ – عن عمر بن علي بن أبي طالب:
أن عليًّا رضي الله عنه كان إذا سافر سار بعدما تغرب الشمس … (*)


(*) هذا الحديث علق عليه الشيخ رحمه الله:
«ينقل إلى»الضعيف«؛ إلا إذا وجد له متابع أو شاهد»؛ فانظره هناك. برقم (٢٢٧ / م).
٤ ‏/ ٣٩١
١١١٨ – سمعت أبا داود يقول: «وروى أسامة بن زيد عن حفص بن عبيد الله -يعني: ابن أنس بن مالك-:
أن أنسًا كان يجمع بينهما حين يغيب الشفق، ويقول: كان النبي ﷺ يصنع ذلك».
(قلت: لم أر من وصله من هذا الوجه! وقد مضى موصولًا من الوجه الآتي معلقًا).
لم أجد من وصله إلا من الوجه الآتي بعده!

١١١٩ – ورواية الزهري عن أنس عن النبي ﷺ … مثله.
(قلت: وصله المصنف فيما تقدم (١١٠٥».
تقدمت هذه الرواية موصولة: عند المصنف برقم (١١٠٥)، وذكرنا أن مسلمًا أخرجه.

٢٨٠ – باب: إذا أقام بأرض العدو يقصر
١١٢٠ – عن جابر بن عبد الله قال:
أقام رسول الله ﷺ بـ (تبوك) عشرين يومًا؛ يقصر الصلاة.
(قلت: إسناده صحيح، وصححه ابن حبان (٢٧٣٨)، وابن حزم والنووي).
إسناده: حدثنا أحمد بن حنبل: ثنا عبد الرزاق: أخبرنا معمر عن يحيى بن أبي كثير عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان عن جابر بن عبد الله.
قال أبو داود: «غير معمر لا يسنده».

٤ ‏/ ٣٩٢
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين؛ ومعمر ثقة قد احتجا به جميعًا.
والحديث في «مسند أحمد» (٣/ ٢٩٥) … بهذا الإسناد.
وعنه: أخرجه ابن حبان (٥٤٦).
ثم أخرجه هو، والبيهقي (٣/ ١٥٢) من طريقين آخرين عن عبد الرزاق … به.
وقد أُعِلَّ الحديث بما لا يقدح، وقد صححه من ذكرنا، وفصلت القول في ذلك في «إرواء الغليل» (رقم ٥٧٤).

٢٨١ – باب صلاة الخوف
من رأى أن يصلي بهم وهم صفان، فيكبر بهم جميعًا، ثم يركع بهم جميعًا، ثم يسجد الإمام والصف الذي يليه؛ والآخرون قيام يحرسونهم، فإذا قاموا سجد الآخرون الذين كانوا خلفهم، ثم تأخر الصف الذي يليه إلى مقام الآخرين، وتقدم الصف الأخير إلى مقامهم، ثم يركع الإمام ويركعون جميعًا، ثم يسجد ويسجد الصف الذي يليه؛ سجد الآخرون،
ثم جلسوا جميعًا، ثم سلم عليهم جميعًا.
قال أبو داود: «هذا قول سفيان».

١١٢١ – عن أبي عَيَّاش الزُّرَقِيِّ قال:
كنا مع رسول الله ﷺ بـ (عُسْفَانَ) وعلى المشركين خالد بن الوليد، فصلينا الظهر، فقال المشركون: لقد أصبنا غِرَّةً، لقد أصبنا غَفْلةً، لو كنَّا حملنا عليهم وهم في الصلاة! فنزلت آية القصر بين الظهر والعصر، فلما

٤ ‏/ ٣٩٣
حضرت العصر، قام رسول الله ﷺ مستقبل القبلة والمشركون أمامه، فصَفَّ خلف رسول الله صف، وصفَّ بعد ذلك الصف صف آخر، فركع رسول الله ﷺ وركعوا جميعًا، ثم سجد وسجد الصف الذي يَلُونه، وقام الآخرون يحرسونهم، فلما صلى هؤلاء السجدتين وقاموا؛ سجد الآخرون الذين كانوا خلفهم، ثم تأخر الصف الذي يليه إلى مقام الآخرين، وتقدم الصفُّ الأخير إلى مقام الصفِّ الأول، ثم ركع رسول الله ﷺ وركعوا جميعًا، ثم سجد وسجد الصفُّ الذي يليه؛ والآخرون يحرسونهم، فلما جلس رسول الله ﷺ والصفُّ الذي يليه؛ سجد الآخرون، ثم جلسوا جميعًا، فسلَّم عليهم جميعًا. فصلاها بـ (عْسْفان)، وصلاها يوم بني سُلَيمٍ.
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين، وكذلك قال الحاكم، ووافقه الذهبي، وصححه ابن حبان والدارقطني والبيهقي).
إسناده: حدثنا سعيد بن منصور: ثنا جرير بن عبد الحميد عن منصور عن مجاهد عن أبي عياش الزرقي.
قلت: وهذا إسناد صحيح؛ رجاله رجال الشيخين.
والحديث أخرجه الدارقطني (١٨٦)، والحاكم (١/ ٣٣٧)، والبيهقي (٣/ ٢٥٦) من طرق أخرى عن سعيد بن منصور … به. وقال الحاكم:
«صحيح على شرط الشيخين»، ووافقه الذهبي.
وأخرجه ابن حبان (٥٨٧)، والدارقطني من طرق أخرى عن جرير بن عبد الحميد … به. وقال الدارقطني:
٤ ‏/ ٣٩٤
«صحيح».
ثم أخرجه هو، والنسائي (١/ ٢٣٠ و٢٣١)، والطحاوي (١/ ١٨٨)، وابن الجارود (٢٣٢)، وابن حبان أيضًا (٥٨٨)، والطيالسي (٣٢٣)، وعنه البيهقي (٣/ ٢٥٤)، وأحمد (٤/ ٥٩ – ٦٠) من طرق أخرى عن منصور … به. وقد صرح مجاهد بالتحديث في رواية جرير: عند ابن حبان؛ فذلك مما يرد إعلال من أعله بالانقطاع بينه وبين أبي عياش. ولذلك قال البيهقي:
«وهذا إسناد صحيح. وقد رواه قتيبة بن سعيد عن جرير؛ فذكر فيه سماع مجاهد من أبي عياش زيد بن الصامت الزرقي».

١١٢٢ – قال أبو داود: «روى أيوب وهشام عن أبي الزبير عن جابر … هذا المعنى عن النبي ﷺ».
(قلت: وصله عنهما: أبو عوانة في «صحيحه»، وهو ومسلم من طرق أخرى عن أبي الزبير، وصرح هذا بالتحديث في بعضها).
قلت: وصله أبو عوانة في «صحيحه» (٢/ ٣٦٠ و٣٦١) عن أيوب وهشام.
وأحمد (٣/ ٣٧٤) من طريق هشام بن أبي عبد الله صاحب الدَّسْتوَائي وحده.
وأبو عوانة، ومسلم (٢/ ٢١٣) من طريق زهير: حدثنا أبو الزبير … به؛ وصرح أبو الزبير بالتحديث عند أبي عوانة، وكذا ابن حبان (٢٨٦٦ – إحسان).
وأبو عوانة، والنسائي (١/ ٢٣٠)، والطحاوي (١/ ١٨٨) من طريق سفيان عن أبي الزبير … به.
ويأتي له طريق أخرى بعد حديث.

٤ ‏/ ٣٩٥
١١٢٣ – وكذلك رواه داود بن حُصَيْنٍ عن عكرمة عن ابن عباس.
(قلت: وصله النسائي وأحمد بسند حسن).
وصله النسائي (١/ ٢٢٨)، والبيهقي (٣/ ٢٥٨ – ٢٥٩)، وأحمد (١/ ٢٦٥) من طريق ابن إسحاق قال: حدثني داود بن الحصين … به نحوه.
قلت: وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين؛ غير محمد بن إسحاق؛ فقد أخرج له مسلم متابعة.

١١٢٤ – وكذلك عبد الملك عن عطاء عن جابر.
(قلت: وصله مسلم وأبو عوانة من طرق عن عبد الملك بن أبي سليمان).
وصله مسلم (٢/ ٢١٣)، وأبو عوانة (٢/ ٣٥٨ – ٣٥٩)، والنسائي (١/ ٢٣٠)، والبيهقي (٣/ ٢٥٧)، وأحمد (٣/ ٣١٩) من طرق عن عبد الملك بن أبي سليمان … به.
وله في «المسند» (٣/ ٢٩٨ و٣٦٤ و٣٦٤ – ٣٦٥ و٣٩٠)، ومسلم (٤/ ٢١٢ – ٢١٥)، وأبي عوانة (٢/ ٣٦٢) طرق أخرى عن جابر رضي الله عنه. وانظر الحديث الآتي (١١٣٣).

١١٢٥ – وكذلك عكرمة بن خالد عن مجاهد عن النبي ﷺ.
(قلت: وصله ابن أبي شيبة بسند صحيح عنه مرسلًا).
قلت: وصله ابن أبي شيبة (٢/ ١١٥ / ٢): وكيع قال: حدثا عمر بن ذرٍّ سمعه من مجاهد قال:

٤ ‏/ ٣٩٦
كان رسول الله ﷺ بـ (عسفان) …
قلت: فذكره نحو حديث منصور عن مجاهد عن أبي عياش المتقدم (١١٢١).
وقد وصله ابن أبي شيبة أيضًا من طريق سفيان عن منصور … به.
وهو صحيح الإسناد مرسلًا وموصولًا.
وقد أخرجه ابن حبان (٥٨٨) من طريق ابن أبي شيبة موصولًا.
وأخرجه ابن جرير (١٠٣٧٤) من طريق أخرى عن عمر بن ذَرٍّ … به مرسلًا.

٢٨٢ – باب من قال: يقوم صفٌّ مع الإمام وصفٌّ وِجَاهَ العدو، فيصلي بالذين يَلُونَهُ ركعة، ثم يقوم قائمًا حتى يصلي الذين معه ركعة أخرى، ثم ينصرفون فيصلون وِجَاهَ العدو، وتجيء الطائفة الأخرى فيصلي بهم ركعة، ويثبت جالسًا، فيتمون لأنفسهم ركعة أخرى، ثم يسلم بهم جميعًا
١١٢٦ – عن سهل بن أبي حَثْمَةَ:
أن النبي ﷺ صلى بأصحابه في خوف، فجعلهم خلفه صَفَّيْنِ، فصلَّى بالذين يَلُونه ركعة، ثم قام، فلم يزل فائمًا حتى صلى الذين خلفهم ركعة، ثم تقدموا، وتأخَّر الذين كانوا قُدَّامهم، فصلى بهم النبي ﷺ ركعة، ثم قعد؛ حتى صلى الذين تخلَّفوا ركعة، ثم سلم.
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد أخرجه مسلم في

٤ ‏/ ٣٩٧
«صحيحه» بإسناد المصنف، وأبو عوانة من طريقه، وأخرجه البخاري. وقال الترمذي: «حسن صحيح». وسهل بن أبي حثمة صحابي صغير لم يدرك هذه القصة، فهو مرسل صحابي، ومراسيل الصحابة حجة).
إسناده: حدثنا عبيد الله بن معاذ: ثنا أبي: ثنا شعبة عن عبد الرحمن ابن القاسم عن أبيه عن صالح بن خَوَّات عن سهل بن أبي حثمة.
قال أبو داود: «أما رواية يحيى بن سعيد عن القاسم نحو رواية يزيد بن رومان؛ إلا أنه خالفه في السلام. ورواية عبيد الله نحو رواية يحيى بن سعيد قال: ويثبت قائمًا».
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين؛ وقد أخرجاه كما يأتي.
والحديث أخرجه أبو عوانة (٢/ ٣٦٤)، والبيهقي (٣/ ٢٥٣) من طريق المصنف.
وأخرجه مسلم (٢/ ٢١٤) … بإسناده.
وأخرجه البخاري (٥/ ٩٥)، والنسائي (١/ ٢٢٨)، والترمذي (٢/ ٤٥٦)، والدارمي (١/ ٣٥٨)، وابن ماجة (١/ ٣٨٠)، وابن الجارود (٢٣٧)، وأحمد (٣/ ٤٤٨) من طرق أخرى عن شعبة … به. وقال الترمذي:
«حديث حسن صحيح».
قلت: وسهل بن أبي حثمة صحابي صغير، مات النبي ﷺ وهو ابن ثمان سنين. وعلى هذا؛ فروايته لقصة صلاة الخوف هذه مرسلة؛ لأنها كانت يوم ذات الرقاع، كما في الرواية الآتية، وكانت بعد خيبر، كما قواه الحافظ في «الفتح» (٧/ ٣٤٠)؛ أي: سنة سبع. وقول المصنف:
٤ ‏/ ٣٩٨
«أما رواية يحيى بن سعيد …»!
لا مناسبة له هنا؛ لأن رواية يحيى بن لسعيد وغيره لم يسبق لها ذكر. وقد أعاده بعد حديث؛ وهو الصواب، ولعل ذكره هنا خطأ من بعض رواة الكتاب أو نساخه.

٢٨٣ – باب من قال: إذا صلى ركعة وثبت قائمًا؛ أتَمُّوا لأنفسهم ركعة ثم سلَّموا، ثم انصرفوا فكانوا وِجَاهَ العدو، واخْتُلِفَ في السلام
١١٢٧ – عن صالح بن خَوَّاتٍ، عَمَّن صلى مع رسول الله ﷺ يوم ذات الرقاع صلاة الخوف:
أن طائفةً صَفَّتْ معه، وطائفةٌ وِجاهَ العدوِّ، فصلى بالتي معه ركعة، ثم ثبت قائمًا، وأتَمُّوا لأنفسهم، ثم انصرفوا وصفُّوا وِجَاهَ العدو، وجاءت الطائفة الأخرى فصلَّى بهم الركعة التي بقيت من صلاته، ثم ثبت جالسًا، وأتَمُّوا لأنفسهم، ثم سلَّم بهم.
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه أبو عوانة عن المصنف، والشيخان في «صحاحهم»).
إسناده: حدثنا القعنبي عن مالك عن يزيد بن رومان عن صالح بن خَوَّات.
قال مالك: وحديث يزيد بن رومان أحب ما سمعت إليَّ.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين؛ وقد أخرجاه كما يأتي.
والحديث أخرجه أبو عوانة (٢/ ٣٦٤) من طريق المصنف.

٤ ‏/ ٣٩٩
ثم أخرجه هو، والبخاري (٥/ ٩٤ – ٩٥)، ومسلم (٢/ ٢١٤)، والنسائي (١/ ٢٢٩)، وابن الجارود (٢٣٥)، والدارقطني (١٨٦) -وقال: «صحيح»-، والبيهقي (٣/ ٢٥٢ – ٢٥٣)، وأحمد (٥/ ٣٧٠) كلهم عن مالك، وهذا في «الموطأ» (١/ ١٩٢)؛ وليس عندهم قول مالك في آخره: وحديث يزيد بن رومان … إلا أحمد وحده.
نعم؛ هو في «الموطأ» عقب حديث القاسم بن محمد الآتي بعده. وهو -مع أنه موقوف- مخالف لهذا؛ فإن فيه أن سلام الإمام قبل قيام الطائفة الأخرى إلى الركعة الثانية! وفي هذا أنه يسلم بهم. قال البيهقي:
«وهذا أولى أن يكون صحيحًا؛ لموافقته رواية عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه، وسائر ما مضى في الباب قبله».

١١٢٨ – عن سهل بن أبي حَثْمة:
أن صلاة الحوف: أن يقوم الإمام وطائفةٌ من أصحابه، وطائفةٌ مواجِهَةُ العدوِّ، فيركع الإمام ركعة، ويسجد بالذين معه، ثم يقوم، فإذا استوى قائمًا ثبت قائمًا، وأتَمُّوا لأنفسهم الركعة الباقية، ثم سلَّموا وانصرفوا؛ والإمامُ قائمٌ، فكانوا وِجاهَ العدوِّ، ثم يُقْبِلُ الآخرون الذين لم يصلّوا، فيُكبرون وراء الإمام؛ فيركع بهم ويسجد بهم، ثم يسلِّم، فيقومون فيركعون لأنفسهم الركعة الباقية، ثم يسلِّمون.
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البخاري في «صحيحه» دون ذكر التسليم في الموضعين، وأخرجه أبو عوانة من طريق المصنف. وهو موقوف، والذي قبله مرفوع، وفيه سلام الإمام بالطائفة الثانية، وهو الأصح، كما قال البيهقي).

٤ ‏/ ٤٠٠
إسناده: حدثنا القعنبي عن مالك عن يحيى بن سعيد عن القاسم بن محمد عن صالح بن خَوَّات الأنصاري أن سهل بن أبي حثمة الأنصاري حدثه.
قال أبو داود: «وأما رواية يحيى بن سعيد عن القاسم نحو رواية يزيد بن رومان؛ إلا أنه خالفه في السلام. ورواية يحيى بن سعيد قال: قال: ويثبت قائمًا».
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين؛ وقد أخرجه البخاري كما يأتي.
والحديث في «الموطأ» (١/ ١٩٢ – ١٩٣)، ثم قال مالك:
«وحديث القاسم بن محمد عن صالح بن خَوَّات أحبُّ ما سمعت إلي في صلاة الخوف».
وأخرجه أبو عوانة (٢/ ٣٦٢) من طريق المصنف.
وأخرجه ابن الجارود (٢٣٦)، والبيهقي (٣/ ٢٥٤)، وأحمد (٣/ ٤٤٨) من طرق أخرى عن مالك … به. وقال البيهقي:
«كذا رواه مالك بن أنس عن يحيى بن سعيد الأنصاري. وخالفه سفيان بن سعيد الثوري؛ فرواه عن يحيى بن سعيد … بإسناده ومعناه؛ إلا أنه قال في آخره: ثم ذهبوا إلى مَصَافِّ أولئك وجاؤوا أولئك، وقاموا وراء الإمام. فصلى بهم ركعة، ثم قاموا فقضوا تلك الركعة، ثم سلم الإمام …»، ثم ساق إسناده إلى الثوري به، ثم قال:
«وكذلك رواه رَوْحُ بن عُبَادة عن شعبة ومالك … قال في آخره: ثم يسلم. وهذا أولى أن يكون صحيحًا …» إلخ كلامه الذي ذكرته في الحديث قبله.
ورواية روح؛ وصلها ابن الجارود وأحمد.
وأخرجه البخاري (٥/ ٩٥)، والترمذي (٢/ ٤٥٥)، وابن ماجة (١/ ٣٨٠)،
٤ ‏/ ٤٠١
وابن جرير (٩/ ١٤٧ / ١٠٣٤٩) من طريق يحيى بن سعيد القطان عن يحيى بن سعيد الأنصاري … به؛ دون قوله: ثم يسلِّم … وقوله: ثم يسلمون.
لكن رواه ابن جرير (١٠٣٤٨) من طريق عبد الوهاب قال: سمعت يحيى بن سعيد قال: سمعت القاسم … به.
و(١٠٣٤٩) من طريق يزيد بن هارون قال: أخبرنا يحيى بن سعيد … نحوه؛ وفي رواية عبد الوهاب كما في رواية مالك: ثم سلم … و: ثم سلموا.
وهذا يدل على أن مالكًا قد توبع على قوله: ثم يسلم. وإن كانت رواية سفيان الثوري أصح؛ لما سبق عن البيهقي. والله أعلم.
والحديث أخرجه أبو عوانة (٢/ ٣٦٢) من طريق المصنف.
ومن طريق يحيى بن سعيد القطان عن يحيى الأنصاري.

٢٨٤ – باب من قال: يكبِّرون جميعًا وإن كانوا مستدبري القبلة، ثم يصلِّي بمن معه ركعة، ثم يأتون مصافَّ أصحابهم، ويجيء الآخرون، فيركعون لأنفسهم ركعة، ثم يصلِّي بهم ركعة، ثم تُقْبِلُ الطائفة التي كانت مُقابلَ العدوِّ، فيركعون لأنفسهم ركعة والإمامُ قاعدٌ، ثم يسلِّم بهم كلِّهم
١١٢٩ – عن عروة بن الزبير يحدث عن مروان بن الحكم:
أنه سأل أبا هريرة: هل صليت مع رسول الله ﷺ! صلاة الخوف؟
قال أبو هريرة: نعم.

٤ ‏/ ٤٠٢
قال مروان: متى؟ فقال أبو هريرة:
عَامَ غَزْوِ نَجْدٍ؛ قام رسول الله ﷺ إلى صلاه العصر، فقامت معه طائفةٌ، وطائفةٌ أخرى مقابلَ العدو وظهورُهم إلى القبلة، فكبَّر رسول الله ﷺ، فكبَّروا جميعًا: الذين معه والذين مقابلي العدو، ثم ركع رسول الله ﷺ ركعةً واحدةً، وركعت الطائفة التي معه، ثم سجد، فسجدت الطائفة التي تليه، والآخرون قيامٌ مُقابلي العدوِّ، ثم قام رسول الله ﷺ، وقامت الطائفة التي معه، فذهبوا إلى العدو فقابلوهم، وأقبلت الطائفة التي كانت مقابلي العدو، فركعوا وسجدوا؛ ورسول الله ﷺ قائمٌ كما هو، ثم قاموا، فركع رسول الله ﷺ ركعة أخرى وركعوا معه، وسجد وسجدوا معه، ثم أقبلت الطائفة التي كانت مقابلي العدو، فركعوا وسجدوا، ورسول الله ﷺ قاعدٌ ومن معه، ثم كان السلام، فسلم رسول الله ﷺ وسلَّموا جميعًا، فكان لرسول الله ﷺ ركعتان، ولكلِّ رجلٍ من الطائفتين ركعتان.
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين، وكذلك قال الحاكم، ووافقه الذهبي).
إسناده: حدثنا الحسن بن علي: ثنا أبو عبد الرحمن المقرئ: ثنا حيوة وابن لهيعة قالا: أخبرنا أبو الأسود أنه سمع عروة بن الزبير.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات على شرط الشيخين؛ غير ابن لهيعة، ولكنه مقرون.
وغير مروان بن الحكم؛ فإنه من رجال البخاري، وهو متكلم فيه، ولا يضر ذلك في الحديث؛ لأن الظاهر أن عروة لا يروي الحديث عنه؛ بل عن أبي هريرة،
٤ ‏/ ٤٠٣
وإنما ذكره بينه وبين أبي هريرة؛ ليتحدث عن أنه هو السائل لأبي هريرة، لا على أنه هو الراوي عنه.
ويؤيد ذلك أمران:
الأول: أن الحاكم والذهبي صححاه -كما يأتي- على شرط الشيخين، ومروان ليس على شرط مسلم كما تقدم. فلولا أنه ليس من رجال سند الحديث؛ لم يصححاه -إن شاء الله تعالى- إلا على شرط البخاري وحده! ويؤيده:
الأمر الآخر: وهو أن محمد بن جعفر بن الزبير ومحمد بن الأسود روياه عن عروة بن الزبير عن أبي هريرة مباشرة؛ لم يذكرا بينهما مروان بن الحكم، كما في الرواية الآتية.
والحديث أخرجه أحمد في «المسند» (٢/ ٣٢٠): ثنا عبد الله بن يزيد المقرئ … به.
وأخرجه النسائي (١/ ٢٢٩ – ٢٣٠)، وابن خزيمة (١٣٦١)، والطحاوي (١/ ١٨٥)، والحاكم (١/ ٣٣٨)، والبيهقي (٣/ ٢٦٤) من طرق أخرى عن عبد الله ابن يزيد أبي عبد الرحمن المقرئ … به؛ إلا أنهم لم يذكروا ابن لهيعة في إسناده؛ سوى أن النسائي أشار إليه فقط. وقال الحاكم:
«صحيح على شرط الشيخين». ووافقه الذهبي.

١١٣٠ – وفي رواية عن عروة بن الزبير عن أبي هريرة قال:
خرجنا مع رسول الله ﷺ إلى نجد، حتى إذا كنا بـ (ذات الرِّقَاع) من (نَخْلٍ)؛ لقي جمعًا من غَطَفَانَ … فذكر معناه، ولفظه على غير لفظ حيوة؛ وقال فيه حين ركع بمن معه وسجد، قال:

٤ ‏/ ٤٠٤
فلما قاموا؛ مَشَوُا القَهْقَرَى إلى مصافِّ أصحابهم … ولم يذكر استدبار القبلة.
(قلت: حديث صحيح).
إسناده: حدثنا محمد بن عمرو الرازي: ثنا سلمة: حدثني محمد بن إسحاق عن محمد بن جعفر بن الزبير ومحمد بن الأسود عن عروة بن الزبير.
قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات رجال مسلم (*)؛ إلا أنه ما أخرج لابن إسحاق إلا متابعة.
وابن الأسود: هو محمد بن عبد الرحمن بن نوفل بن الأسود أبو الأسود المدني، يتيم عروة.
وليس للإسناد عِلَّةً؛ سوى عنعنة ابن إسحاق، وقد صرح بالتحديث في رواية يونس بن بكير عنه؛ كما سأذكره.
والحديث أخرجه ابن حبان (٥٨٥) عن ابن خزيمة، وهذا في «صحيحه» (١٣٦٢) من طريق أحمد بن الأزهر: حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد: حدثنا أبي عن ابن إسحاق قال: حدثني محمد بن عبد الرحمن بن نوفل -وكان يتيمًا في حجر عروة بن الزبير قال (١): سمعت أبا هريرة؛ ومروان بن الحكم يسأله عن صلاة الخوف … الحديث.
قلت: وهذا يؤيد التأويل الذي ذكرته في الحديث الذي قبله في قوله: عروة ابن الزبير يحدث عن مروان بن الحكم … أنه ليس من رواية عروة عن مروان؛ فتأمل!
وأخرجه الطحاوي (١/ ١٨٦)، والبيهقي (٣/ ٢٦٤) من طريق يونس بن بكير


(*) لكن سلمة هذا؛ هو ابن الفضل الأبرش، وليس من رجال مسلم؛ كما في «السلسلة الصحيحة» (٢/ ٢٧٩). (الناشر).
(١) كذا في «الموارد»! وكأنه سقط من الناسخ أو الطابع قوله: (عن عروة بن الزبير)!
٤ ‏/ ٤٠٥
عن محمد بن إسحاق: حدثني محمد بن جعفر بن الزبير … به.
وهذا إسناد حسن.
وقد رواه ابن جعفر بإسناد آخر، كما في الحديث الآتي بعده.
وله في النسائي (١/ ٢٣٠)، وابن حبان (٥٨٤)، و«المسند» (٢/ ٥٢٢) طريق أخرى عن أبي هريرة … نحوه مختصرًا.
وسنده جيِّد.

١١٣١ – عن عروة بن الزبير؛ أن عائشة حدثته بهذه القصة قالت:
كبَّر رسول الله ﷺ، وكبَّرت الطائفة الذين صفوا معه، ثم ركع فركعوا، ثم سجد فسجدوا، ثم رفع فرفعوا، ثم مكث رسول الله ﷺ جالسًا، ثم سجدوا لأنفسهم الثانية، ثم قاموا فنَكَصُوا على أعقابهم، يمشون القَهْقَرَى، حتى قاموا من ورائهم، وجاءت الطائفة الأخرى، فقاموا فكبروا، ثم ركعوا لأنفسهم، ثم سجد رسول الله ﷺ، فسجدوا معه، ثم قام رسول الله ﷺ، وسجدوا لأنفسهم الثانية، ثم قامت الطائفتان جميعًا، فصلوا مع رسول الله ﷺ، فركع فركعوا، ثم سجد فسجدوا جميعًا، ثم عاد فسجد الثانية، وسجدوا معه سريعًا كأسرع الإسراع جاهدًا، لا يَأْلُونَ سِرَاعًا، ثم سلَّم رسول الله ﷺ وسلموا، فقام رسول الله ﷺ؛ وقد شاركه الناس في الصلاة كلِّها.
(قلت: إسناده حسن، وصححه ابن حبان (٢٨٦٢)، والحاكم، وقال: «على شرط مسلم»، ووافقه الذهبي).

٤ ‏/ ٤٠٦
إسناده: قال أبو داود: «وأما عبيد الله بن سعد فحدثنا قال: حدثني عمي: ثنا أبي عن ابن إسحاق: حدثني محمد بن جعفر بن الزبير: أن عروة بن الزبير حدثه».
قلت: وهذا إسناد حسن، رجاله كلهم ثقات رجال البخاري؛ غير ابن إسحاق، فأخرج له مسلم متابعة، وقد صرح بالتحديث.
وعم عبيد الله: هو يعقوب بن إبراهيم بن سعد.
والحديث أخرجه ابن حبان (٥٨٩)، والحاكم (١/ ٣٣٦)، والبيهقي (٣/ ٢٦٥)، وأحمد (٦/ ٢٧٥) من طرق أخرى عن يعقوب بن إبراهيم … به.
وقال الحاكم:
«صحيح على شرط مسلم» ووافقه الذهبي!

٢٨٥ – باب من قال: يصلي بكل طائفة ركعة، ثم يسلم، فيقوم كل صف، فيصلون لأنفسهم ركعة
١١٣٢ – عن ابن عمر:
أن رسول الله ﷺ صلى بإحدى الطائفتين ركعةً، والطائفة الأخرى مواجهة العدوِّ، ثم انصرفوا فقاموا مقام أولئك، وجاء أولئك، فصلى بهم ركعة أخرى، ثم سلَّم عليهم، ثم قام هؤلاء، فقضوا ركعتهم، وقام هؤلاء فقضوا ركعتهم.
(قلت: إسناده صحيح على شرط البخاري؛ وقد أخرجه في «صحيحه» بإسناد المصنف، وأخرجه مسلم وأبو عوانة في «صحيحيهما». وصححه

٤ ‏/ ٤٠٧
الترمذي، وقال الخطابي: «جيد الإسناد»).
إسناده: حدثنا مسدد: ثنا يزيد بن زُرَيْعٍ عن معمر عن الزهري عن سالم عن ابن عمر.
قال أبو داود: «وكذلك رواه نافع وخالد بن مَعْدان عن ابن عمر عن النبي ﷺ وكذلك قول مسروق ويوسف بن مهران عن ابن عباس. وكذلك روى يونس عن الحسن عن أبي موسى أنه فعله».
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط البخاري؛ وقد أخرجه كما يأتي.
والحديث أخرجه البخاري (٥/ ٩٥) … بإسناد المصنف.
والبيهقي (٣/ ٢٦٠) من طريق أخرى عن مسدد. والنسائي (١/ ٢٢٩)، والترمذي (٢/ ٤٥٣) من طريقين آخرين عن ابن زريع. وقال الترمذي:
«حديث صحيح».
ومسلم (٢/ ٢١٢)، وأبو عوانة (٢/ ٣٥٧)، وابن الجارود (٢٣٣)، والدارقطني (١٨٥)، وأحمد (٢/ ١٤٧) من طريق عبد الرزاق: أنا معمر … به.
وابن جرير (١٠٣٦٩) من طريق ابن عبد الأعلى عن معمر … به.
والبخاري (٢/ ١٣ و٥/ ٩٥)، والنسائي، والدارمي (١/ ٣٥٧)، والطحاوي (١/ ١٨٤)، والبيهقي، وأحمد (٢/ ١٥٠)، وابن جرير من طرق أخرى عن الزهري … به. وقال الخطابي في «معالم السنن» (٢/ ٦٨):
«وهذا حديث جيد الإسناد».
وتابعه نافع عن ابن عمر … نحوه.
٤ ‏/ ٤٠٨
أخرجه مسلم، وأحمد (٢/ ١٣٢ و١٥٥)، وابن جرير (١٠٣٦٥ و١٠٣٧٠ و١٠٣٧١). وإسناده صحيح على شرط الشيخين.

٢٨٦ – باب من قال: يصلي بكل طائفة ركعة، ثم يسلم، فيقوم الذين خلفه فيصلون ركعة، ثم يجيء الآخرون إلى مقام هؤلاء فيصلون ركعة
[ليس تحته حديث على شرط كتابنا هذا. (انظر «الضعيف»)]

٢٨٧ – باب من قال: يصلي بكل طائفة ركعة ولا يقضون
١١٣٣ – عن ثعلبة بن زَهْدَمٍ قال:
كنا مع سعيد بن العاص بـ (طَبَرِسْتَانَ)، فقام فقال: أيُّكم صلى مع رسول الله ﷺ صلاة الخوف؟
فقال حذيفة: أنا. فصلى بهؤلاء ركعة، وبهؤلاء ركعة؛ ولم يَقْضُوا.
(قلت: إسناده صحيح، وقال الحاكم: «صحيح الإسناد»، ووافقه الذهبي، وصححه ابن خزيمة وابن حبان).
إسناده: حدثنا مسدد: ثنا يحيى عن سفيان: حدثني الأشعث بن سُلَيم عن الأسود بن هلال عن ثعلبة بن زهدم.
قال أبو داود: “وكذا رواه عبيد الله بن عبد الله ومجاهد عن ابن عباس عن النبي ﷺ. وعبد الله بن شقيق عن أبي هريرة عن النبي ﷺ. ويزيد الفقير وأبو موسى جميعًا عن حابر عن النبي ﷺ وقد قال بعضهم في حديث يزيد

٤ ‏/ ٤٠٩
الفقير: إنهم قضوا ركعة أخرى (١)، وكذلك رواه سماك الحنفي عن ابن عمر عن النبي ﷺ. وكذلك زيد بن ثابت عن النبي ﷺ قال: فكانت للقوم ركعة، وللنبي ﷺ ركعتين».
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات رجال البخاري؛ غير ثعلبة بن زهدم، وقد جزم بصحبته جماعة. وقال العجلي:
«تابعي ثقة».
والحديث أخرجه النسائي (١/ ٢٢٨)، وابن أبي شيبة (٢/ ١١٥ / ١)، وابن خزيمة (١٣٤٣ و١٣٤٤)، وابن حبان (٥٨٦)، و(٢٨٥٧ – الإحسان)، والحاكم (١/ ٣٣٥)، والبيهقي (١/ ٢٦٣)، وأحمد (٥/ ٣٨٥ و٣٩٩) من طرق عن سفيان … به. وقال الحاكم:
«صحيح الإسناد»، ووافقه الذهبي.
وللحديث طريق أخرى: عند أحمد (٥/ ٣٩٥)، والطحاوي (١/ ١٨٣) من طريق أبي رَوْقٍ عطية بن الحارث: ثنا مُخْمِلُ بْنُ دَمَاثٍ قال:


(١) ثم رأيته في «صحيح ابن خزيمة» (١٣٥١)، وعنه ابن حبان (٢٩٠٧)، والحاكم (١/ ٣٣٦) من طريق شُرَحْبِيل أبي سعد عن جابر … مطولًا.
وصححه الحاكم! وردّه الذهبي بـ (شرحبيل) هذا.
وفي حديثه نكارة من وجوه؛ لمخالفته لما رواه عطاء وأبو الزبير -عند مسلم-، وغيرهما -عند غيره- مثل حديث أبي عياش الزرقي المتقدم (١١٢١).
وقد علّق المؤلف -عقبه- الطريقين المشار إليهما، وقد ذكرت من وصلهما هناك. وفيهما: أنهم صلَّوا خلفه ﷺ الركعتين، وأنهم سلموا منه جميعًا.
ومن تلك الوجوه: أن الصف الثاني كانوا قعودًا خلف رسول الله ﷺ؛ وجوههم كلُّهم إلى رسول الله ﷺ! !
٤ ‏/ ٤١٠
غزوت مع سعيد بن العاص، قال: فسأل الناس: من شهد منكم صلاة الخوف مع رسول الله ﷺ؟ … الحديث.
ورجاله ثقات معروفون؛ غير مخمل بن دماث، لم يوثقه أحد غير ابن حبان.
وله طريق ثالثة؛ يرويه أبو إسحاق عن سُلَيْمِ بن عبد السَّلولي قال:
كنا مع سعيد بن العاص بطبرستان … الحديث نحوه؛ إلا أنه قال:
فقال حذيفة: أنا؛ فَأْمُرْ أصحابك يقومون طائفتين؛ طائفة خلفك، وطائفة بإزاء العدو؛ فتكبِّر ويكبِّرون جميعًا، ثم تركع فيركعون جميعًا، ثم ترفع فيرفعون جميعًا، ثم تسجد ويسجد معك الطائفة التي تليك، والطائفةُ التي بإزاء العدو قيامٌ بإزاء العدو، فإذا رفعت رأسك من السجود يسجدون، ثم يتأخر هؤلاء، ويتأخر الآخرون، فقاموا في مصافِّهم، فتركع فيركعون جميعًا، ثم تسجد فتسجد الطائفة التي تليك، والطائفةُ الأخرى قائمةٌ بإزاء العدو، فإذا رفعت رأسك من السجود سجدوا، ثم سلَّمت وسلم بعضهم على بعض، وتأمر أصحابك إن هاجهم هَيْجٌ من العدو؛ فقد حل لهم القتال والكلام.
أخرجه أحمد (٥/ ٤٠٤ و٤٠٦).
قلت: وهذا سند ضعيف؛ سُلَيْمُ بن عبد لم يرو عنه غير أبي إسحاق؛ وإن وثقه ابن حبان والعجلي.
وأبو إسحاق -وهو السبيعي- كان اختلط.
وفيه مخالفة ظاهرة للطريقين الأوليين؛ فإن فيه قضاءَ كلٍّ من الطائفتين الركعتين مع الإمام لا ركعة واحدة؛ فلا يجوز حملهما عليه كما فعل البيهقي؛ لما عرفت من ضعف إسناده.
٤ ‏/ ٤١١
وأما رواية عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس؛ فقد وصلها النسائي (١/ ٢٢٨)، والحاكم (١/ ٣٣٥)، والبيهقي (٣/ ٢٦٢)، وأحمد (١/ ٢٣٢ و٥/ ٣٨٥) من طريق سفيان عن أبي بكر بن أبي الجهم عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة … به نحوه. وقال الحاكم:
«صحيح على شرط الشيخين»! ووافقه الذهبي!
كذا قالا، وهو على شرط مسلم وحده! فإن أبا بكر بن أبي الجهم لم يخرج له البخاري إلا في «جزء القراءة» له.
وأما رواية مجاهد عن ابن عباس؛ فقد وصلها مسلم وغيره، وهي الآتية في الكتاب بعد هذا.
وأما رواية عبد الله بن شقيق؛ فقد خرجتها تحت الحديث (١١٣٠) (*).
وأما رواية يزيد الفقير عن جابر؛ فوصلها أبو عوانة (٢/ ٣٦٢)، والنسائي (١/ ٢٣٠)، والبيهقي (٣/ ٢٦٣)، وأحمد (٣/ ٢٩٨) من طرق عن يزيد الفقير … به.
وأخرجه الطيالسي (١/ ١٥١ / ٧٢٥)، وعنه البيهقي من طريق المسعودي عن يزيد بن صهيب الفقير قال:
سألت جابر بن عبد الله عن الركعتين في السفر؛ أقصرهما؟ قال جابر:
إن الركعتين في السفر ليستا بقصر، إنما القصر ركعة عند للقتال. قال: ثم أنشأ يحدث … فذكره نحوه؛ وفيه:
فكانت لرسول الله ﷺ ركعتين، وللقوم ركعة.


(*) في نهاية التخريج ص (٤٠٦). (الناشر).
٤ ‏/ ٤١٢
وهذا فما رواية الجماعة عن يزيد؛ وإسنادهم صحيح.
أما المسعودي فكان اختلط.
وأما رواية بعضهم في حديث يزيد الفقير: أنهم قضوا ركعة أخرى؛ فلم أجد من وصلها!
وكذلك رواية أبي موسى عن جابر.
ورواية سماك الحنفي عن ابن عمر؛ وصلها البيهقي (٣/ ٢٦٣) مختصرًا جدًّا.
وأما رواية زيد بن ثابت؛ فوصلها ابن خزيمة (١٣٤٥)، وابن حبان (٥٩٠)، والبيهقي (٣/ ٢٦٢)، وأحمد (٥/ ١٨٣) من طريق القاسم بن حسان عنه.
والقاسم هذا فيه جهالة.
وبالجملة؛ فهذه شواهد كثيرة تشهد لحديث حذيفة في اقتصار المقتدين على ركعة واحدة في صلاة الخوف. ومثله ما يأتي.

١١٣٤ – عن ابن عباس قال:
فرض الله تعالى الصلاة على لسان نبيكم في الحضر أربعًا، وفي السفر ركعتين، وفي الخوف ركعة.
(قلت: إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه هو وأبو عوانة في «صحيحيهما»).
إسناده: حدثنا مسدد وسعيد بن منصور قالا: ثنا أبو عوانة عن بُكَيْرِ بن الأخنس عن مجاهد عن ابن عباس.

٤ ‏/ ٤١٣
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم؛ وقد أخرجه كما يأتي.
والحديث أخرجه أبو عوانة (٢/ ٣٥٦ – ٣٥٧) من طريق المصنف.
ومسلم (٢/ ١٤٣) من طريق سعيد بن منصور.
وهو، والنسائي (١/ ٢٢٨)، وابن خزيمة (١٣٤٦)، واحمد (١/ ٢٣٧) من طرق أخرى عن أبي عوانة … به.
وتابعه أيوب بن عائذ الطائي عن بكير بن الأخنس، .. به.
أخرجه مسلم وأبو عوانة، والبيهقي (٣/ ٢٦٣ – ٢٦٤)، وأحمد (١/ ٢٤٣).
وقال البيهقي:
«ويحتمل أن يكون المراد به ركعة مع الإمام، وينفرد بركعة أخرى … وفي كيفية صلاة الخوف في الأحاديث الثابتة -مع اختلاف وجوهها والاتفاق في عددها- دليل على صحة هذا التأويل. والله أعلم. وذهب أحمد بن حنبل رحمه الله وجماعة من أصحاب الحديث إلى أن كل حديث ورد في أبواب صلاة الخوف فالعمل به جائز. وبالله التوفيق».
قلت: وهذا المذهب هو الصواب، وبه تجتمع الأحاديث. وللتأويل المذكور بعيد؛ بل باطل كما يشعر به تصنيف الصلوات في الحديث:
في الحضر أربعًا، وفي السفر ركعتين، وفي الخوف ركعة.
ويؤيد بطلانه حديث حذيفة المتقدم: ولم يقضوا … وقد قال أبو الحسن السندي الحنفي في «حاشيته على النسائي»:
«قلت: لا منافاة بين وجوب واحدة والعمل باثنتين حتى يحتاج إلى التأويل للتوفيق؛ لجواز أنهم عملوا بالأحب والأولى. والله تعالى أعلم».
٤ ‏/ ٤١٤
٢٨٨ – باب من قال: يصلي بكل طائفة ركعتين
١١٣٥ – عن أبي بَكْرَةَ قال:
صلى النبي ﷺ في خوفٍ الظُّهْرَ، فصفَّ بعضهم خَلْفَهُ، وبعضُهم بإزاء العدوِّ، فصلَّى ركعتين ثم سلَّم، فانطلق الذين صلَّوْا معه فوقفوا مَوْقِفَ أصحابهم، ثم جاء أولئك فصلَّوْا خلفه، فصلى بهم ركعتين، ثم سلَّم، فكانت لرسول الله ﷺ أربعًا، ولأصحابه ركعتين ركعتين. وبذلك كان يفتي الحسن.
(قلت: حديث صحيح).
إسناده: حدثنا عبيد الله بن معاذ: ثنا أبي: ثنا الأشعث عن الحسن عن أبي بكرة.
قال أبو داود: «وكذلك في المغرب؛ يكون للإمام ست ركعات، وللقوم ثلاث ركعات».
قال أبو داود: «وكذلك رواه يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن جابر عن النبي ﷺ. وكذلك قال سليمان اليَشْكُرِي عن النبي ﷺ».
قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات رجال البخاري؛ ولولا أن الحسن -وهو البصري- كان يدلس لقلت: إنه صحيح على شرط البخاري، ولكن الحديث صحيح على كل حال؛ لما يأتي.
والحديث أخرجه البيهقي (٣/ ٢٦٠) من طريق المصنف.
وهو، والنسائي (١/ ٢٣١)، والطحاوي (١/ ١٨٦)، والدارقطني (١٨٦)، والحاكم (١/ ٣٣٧)، وأحمد (٥/ ٤٩) من طرق عن أشعث بن عبد الملك الحُمْرَاني … به.
٤ ‏/ ٤١٥
وتابعه أبو حَرَّةَ عن الحسن … به.
أخرجه الطيالسي (١/ ١٥١ / ٧٢٦)، وعنه الطحاوي.
وأبو حرة: اسمه واصل بن عبد الرحمن البصري؛ قال الحافظ:
«صدوق عابد، وكان يدلس عن الحسن».
ولفظ الحاكم مغاير للفظ الجماعة؛ فإنه قال:
صلى بالقوم في صلاة الخوف صلاة المغرب ثلاث ركعات، ثم انصرف، وجاء الآخرون، فصلى بهم ثلاث ركعات.
وهو رواية للدارقطني. وقال الحاكم:
«سمعت أبا علي الحافظ يقول: هذا حديث غريب». قال الحاكم:
«وإنه صحيح على شرط الشيخين»! وكذلك قال الذهبي في «تلخيصه»!
قلت: وهو عندي منكر بهذا اللفظ؛ لأنه تفرد به عمرو بن خليفة البَكرَاوِيُّ عن الأشعث دون سائر أصحاب الأشعث؛ فإنهم رووه باللفط الأول.
والبكراوي كان في روايته بعض المناكير، كما في «الميزان»، فلا يقبل منه ما خالف فيه الثقات. والله تعالى أعلم.
وكأن المصنف رحمه الله أشار إلى تقوية الحديث بالطريقين اللتين علقهما عن جابر.
وقد علق الأولى منهما: البخاري أيضًا في «صحيحه» (٥/ ٩٦)، ووصلها ابن أبي شيبة في «المصنف» (٢/ ١١٦/ ١)، والطحاوي (١/ ١٨٦)، وأحمد (٣/ ٣٦٤) من طريق أبان قال: ثنا يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن جابر بن عبد الله قال:
٤ ‏/ ٤١٦
كنا مع النبي ﷺ بـ (ذات الرقاع)، فأقيمت الصلاة … ثم ذكر مثله.
وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين.
ثم رواه الطحاوي، وأحمد (٣/ ٣٦٤ – ٣٦٥ و٣٩٠) من طريق أبي عوانة عن أبي بشر عن سليمان بن قيس عن جابر قال:
قاتل رسول الله ﷺ مُحَارِب خَصَفَةَ، فصلى بهم صلاة الخوف … فذكر مثل ذلك أيضًا.
وهذا إسناد صحيح أيضًا.
وقد أخرجه مسلم وغيره من طريق عبد الملك بن أبي سليمان عن جابر … بسياق آخر نحو سياق حديث أبي عياش الزرقي المتقدم برقم (١١٢١)، وعلقه المصنف هناك بعد حديثين.
فالظاهر أن جابرًا رضي الله عنه روى أكثر من صفة واحدة في صلاة الخوف، فروى كل من الرواة ما سمع منه؛ فالكل صحيح. والله أعلم.

٢٨٩ – باب صلاة الطالب
١١٣٥ / م (*) -عن ابن عبد الله بن أُنيس عن أبيه قال:
بعثني رسول الله ﷺ إلى خالد بن سفيان الهذلي، وكان نحو عُرنة وعرفات، فقال:
«اذهب فاقتله».


(*) هذا الحديث أشار الشيخ رحمه الله إلى نقله من «الضعيف» إلى هنا، قائلًا: «ينقل إلى»الصحيح«، وانظر»الصحيحة” (٣٢٩٣).
٤ ‏/ ٤١٧
قال: فرأيته، وحضرت صلاة العصر، فقلت: إني لأخاف أن يكون بيني وبينه ما أن أؤخر الصلاة، فانطلقت أمشي وأنا أصلي؛ أومئ إيماء نحوه، فلما دنوت منه قال لي: من أنت؟ قلت: رجل من العرب، بلغني أنك تجمع لهذا الرجل؛ فجئتك في ذاك، قال: إني لفي ذاك، فمشيت معه ساعة، حتى إذا أمكنني؛ علوته بسيفي حتى برد.
(قلت: إسناده ضعيف ابن عبد الله بن أُنيس اسمه عبد الله، وهو مجهول).
إسناده: حدثنا أبو معمر عبد الله بن عمرو: ثنا عبد الوارث: ثنا محمد بن إسحاق عن محمد بن جعفر عن ابن عبد الله بن أنيس.
قلت: وهذا إسناد ضعيف، رجاله كلهم ثقات؛ غير ابن عبد الله بن أنيس، وهو كما قال المنذري في «مختصره» (٢/ ٧٣):
«عبد الله بن عبد الله بن أنيس، جاء ذلك مبينًا من رواية محمد بن سلمة الحراني عن محمد بن إسحاق».
قلت: أورده ابن أبي حاتم (٢/ ٢ / ٩٠) في كتابه وقال:
«روى عن أبيه، روى عنه محمد بن إبراهيم التيمي». ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا.
وأما ابن حبان فذكره في «الثقات» (١/ ١٠٨).
قلت: وهذا الحديث إنما هو من رواية محمد بن جعفر -وهو ابن الزبير- عن ابن أنيس. وقد فرق الذهبي بين الذي روى عنه ابن إبراهيم، وبين الذي روى عنه ابن جعفر، وتبعه على ذلك ابن حجر. ثم إنهما لم يذكرا فيهما توثيقًا ولا تجريحًا؛
٤ ‏/ ٤١٨
فهو في عداد المجهولين؛ فهو علة الحديث. والله أعلم.
وقد نقل الشوكاني عن ابن حجر أنه حسن إسناده في «الفتح» (٢/ ٤٣٧)، فلينظر؛ فإنه موضع نظر.
والحديث أخرجه ابن خزيمة (٩٨٢)، وابن حبان (٥٩١)، والبيهقي (٣/ ٢٥٦)، وأحمد (٣/ ٤٩٦) من طرق أخرى عن محمد بن إسحاق: حدثني محمد بن جعفر بن الزبير … به.
وسمى البيهقي ابن عبد الله بن أنيس (عبيد الله)؛ كذا وقع في المطبوعة: «عبيد» مصغرًا، ولعله خطأ مطبعي، فقد نقلنا آنفًا عن المنذري أنه في رواية محمد ابن سلمة … «عبد الله بن عبد الله»، والبيهقي رواه من طريق ابن سلمة. والله أعلم.

٢٩٠ – باب تفريع أبواب التطوع وركعات السُّنَّة
١١٣٦ – عن أم حبيبة قالت: قال النبي ﷺ:
«من صلى في يومٍ ثنْتَيْ عَشْرَةَ ركعةً تطوعًا؛ بُنِيَ له بِهِنَّ بيتٌ في الجنة».
(قلت: إسناده صحيح. وأخرجه أبو عوانة في «صحيحه» من طريق المصنف، ومسلم في «صحيحه». وقال الترمذي: «حسن صحيح»).
إسناده: حدثنا محمد بن عيسى: ثنا ابن عُلَيَّةَ: ثنا داود بن أبي هند: حدثني النعمان بن سالم عن عمرو بن أوس عن عَنْبسَة بن أبي سفيان عن أم حبيبة.

٤ ‏/ ٤١٩
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات رجال مسلم؛ غير محمد بن عيسى -وهو الطباع-، وهو ثقة؛ وقد أخرجه مسلم من غير طريقه كما يأتي.
والحديث أخرجه أبو عوانة (٢/ ٢٦١ – ٢٦٢) من طريق المصنف.
وأخرجه مسلم (٢/ ١٦١) -من طريقين آخرين-، وأحمد (٦/ ٤٢٦) -من طريق ثالث- عن داود بن أبي هند … به.
ثم أخرجه مسلم، وأبو عوانة، والدارمي (٢/ ٣٣٥)، والبيهقي (٢/ ٤٧٢)، والطيالسي (١/ ١١٣ / ٥١٩)، وأحمد (٦/ ٣٢٧) من طريق شعبة عن النعمان بن سالم … به.
وأخرجه النسائي (١/ ٢٥٦) عن أبي إسحاق الهَمْداني عن عمرو بن أوس … به.
وابن أبي شيبة (٢/ ١٧ / ٢)، والترمذي (٢/ ٢٧٤)، والنسائي أيضًا، وابن ماجة (١/ ٣٥٠)، وأحمد (٦/ ٣٢٦ – ٣٢٧) من طرق عن المسيب بن رافع عن عنبسة بن أبي سفيان … به. وقال الترمذي:
«حديث حسن صحيح».

١١٣٧ – عن عبد الله بن شقيق قال:
سألت عائشة عن صلاة رسول الله ﷺ من التطوع؟ فقالت:
كان يصلي قبل الظهر أربعًا في بيتي، ثم يخرج فيصلي بالناس، ثم يرجع إلى بيتي فيصلي ركعتين، وكان يصلي بالناس المغرب ثم يرجع إلى بيتي فيصلي ركعتين، وكان يصلي بهم العشاء، ثم يدخل بيتي فيصلي ركعتين، وكان يصلي من الليل تسع ركعات فيهن الوتر، وكان يصلي ليلًا

٤ ‏/ ٤٢٠
طويلا قائمًا، وليلًا طويلًا جالسًا؛ فإذا قرأ وهو قائم؛ ركع وسجد وهو قائم، وإذا قرأ وهو قاعد؛ ركع وسجد وهو قاعد، وكان إذا طلع الفجر صلى ركعتين، ثم يخرج فيصلي بالناس صلاة الفجر ﷺ.
(قلت: إسناده صحيح على شرط مسلم. وقد أخرجه في «صحيحه»، ورواه أبو عوانة في «صحيحه» أيضًا عن المصنف، والترمذي مختصرًا، وقال: «حديث حسن صحيح»).
إسناده: حدثنا أحمد بن حنبل: ثنا هشيم: أخبرنا خالد. (ح) وثنا مسدد: ثنا يزيد بن زريع: ثنا خالد -المعنى- عن عبد الله بن شقيق.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم؛ وقد أخرجه كما يأتي.
والحديث أخرجه أبو عوانة (٢/ ٢٦٢)، والبيهقي (٢/ ٤٧١ – ٤٧٢) من طريق المصنف.
وأحمد في «المسند» (٦/ ٣٠).
وأخرجه مسلم (٢/ ١٦٢): حدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا هشيم عن خالد … به.
ففي رواية «المسند» فائدة هامة، وهي تصريح هشيم بالتحديث؛ فإنه كان يدلس!
وأخرجه الترمذي (٢/ ٢١٣) من طريق أخرى عن هشيم: أخبرنا خالد … به مقتصرًا على الصلاة قائمًا وقاعدًا.
وكذا رواه النسائي (١/ ٢٤٤) من طرق أخرى عن عبد الله بن شقيق … به أخصر منه.
٤ ‏/ ٤٢١
وصححه الترمذي.
ولابن ماجة (١/ ٣٥٥) منه من طريق هشيم: الصلاة بعد المغرب فقط.

١١٣٨ – عن عبد الله بن عمر:
أن رسول الله ﷺ كان يصلي قبل الظهر ركعتين، وبعدها ركعتين، وبعد المغرب ركعتين في بيته، وبعد صلاة العشاء ركعتين، وكان لا يصلي بعد الجمعة؛ حتى ينصرف فيصلي ركعتين.
(قلت: إسناده صحيح على شرطهما. وأخرجه البخاري وأبو عوانة بتمامه، ومسلم: الركعتين بعد الجمعة فقط).
إسناده: حدثنا القعنبي عن مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين.
والحديث في «الموطأ» (١/ ١٨٠ – ١٨١).
وأخرجه البخاري (٢/ ١٢) من طريق أخرى عنه … به.
وأخرجه البيهقي (٢/ ٤٧٧) من طريق عبد الله بن وهب: أخبرني عبد الله بن عمر ومالك بن أنس والليث بن سعد وأسامة بن زيد عن نافع … به.
وأخرجه مسلم (٣/ ١٧)، والنسائي (١/ ٢١٠) من طريق مالك … به مقتصرًا على الركعتين بعد الجمعة.
وأحمد (٢/ ٨٧) عنه: بالركعتين بعد المغرب فقط.
وأخرجه أبو عوانة (٢/ ٢٦٣) من طريق عبيد الله بن عمر عن نافع … بتمامه.

٤ ‏/ ٤٢٢
وابن الجارود (٢٧٦) من طريق أيوب عن نافع … به؛ دون الركعتين بعد المغرب.
وروى الشيخان منه: الركعتين بعد الجمعة.
وكذلك المصنف كما تقدم برقم (١٠٣٢ و١٠٣٣).

١١٣٩ – عن عائشة:
أن النبي ﷺ كان لا يدع أربعًا قبل الظهر، وركعتين قبل صلاة الغداة.
(قلت: إسناده صحيح على شرط البخاري. وقد أخرجه في «صحيحه» بإسناد المصنف).
إسناده: حدثنا مسدد: ثنا يحيى عن شعبة عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر عن أبيه عن عائشة.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط البخاري؛ وقد أخرجه كما يأتي.
والحديث أخرجه البخاري (٢/ ٥٢) … بإسناد المصنف.
وأخرجه البيهقي (٢/ ٤٧٢) من طريق أخرى عن مسدد … به.
وأخرجه الطيالسي (١/ ١١٣ / ٥٢٢): حدثنا شعبة … به.
وأخرجه النسائي (١/ ٢٥٢)، والدارمي (١/ ٣٣٥)، وأحمد (٦/ ٦٣) من طرق أخرى عن شعبة … به.
وأخرجه البيهقي أيضًا من طريق الطيالسي.

٤ ‏/ ٤٢٣
٢٩١ – باب ركعتي الفجر
١١٤٠ – وعنها قالت:
إن رسول الله ﷺ لم يكن على شيء من النوافل أشدّ معاهدةً منه على الركعتين قبل الصبح.
(قلت: إسناده صحيح على شرط البخاري. وقد أخرجه هو ومسلم وأبو عوانة في «صحاحهم»).
إسناده: حدثنا مسدد: ثنا يحيى عن ابن جريج: حدثني عطاء عن عُبَيْدِ بن عُمَيْرٍ عن عائشة.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط البخاري؛ وقد أخرجاه كما يأتي.
والحديث أخرجه البيهقي (٢/ ٤٧٠) من طريق المصنف.
وأخرجه البخاري (٢/ ٥١)، ومسلم (٢/ ١٦٠)، وأحمد (٦/ ٥٤) من طرق أخرى عن يحيى بن سعيد … به.
وأخرجه مسلم، وأبو عوانة (٢/ ٢٦٤)، وأحمد أيضًا (٦/ ١٧٠) من طرق أخرى عن ابن جريج … به.

٢٩٢ – باب في تخفيفها
١١٤١ – وعنها قالت:
كان النبي ﷺ يخفف الركعتين قبل صلاة الفجر، حتى إني لأقول: هل قرأ فيهما بأم القرآن؟ !

٤ ‏/ ٤٢٤
(قلت: إسناده صحيح على شرط البخاري. وقد أخرجه هو ومسلم وأبو عوانة في «صحاحهم»).
إسناده: حدثنا أحمد بن أبي شعيب الحَرَّاني: ثنا زهير بن معاوية: ثنا يحيى ابن سعيد عن محمد بن عبد الرحمن عن عَمْرَةَ عن عائشة.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات على شرط الشيخين؛ غير أحمد بن أبي شعيب -وهو ابن عبد الله بن أبي شعيب- فهو على شرط البخاري؛ وقد أخرجاه كما يأتي.
والحديث أخرجه البخاري (٢/ ٥١)، ومسلم (٢/ ١٦١)، وأبو عوانة (٢/ ٢٧٥ – ٢٧٦)، والنسائي (١/ ١٥١)، وأحمد (٦/ ١٦٥ و١٨٦ و٢٣٥) من طرق عن يحيى ابن سعيد … به.
وقد توبع، فقال الطيالسي (١/ ١١٤ و٥٣٠): حدثنا شعبة عن محمد بن عبد الرحمن … به.
وعن الطيالسي: أخرجه أبو عوانة.
ومسلم من طريق أخرى عن شعبة … به.

١١٤٢ – عن أبي هريرة:
أن النبي ﷺ قرأ في ركعتي الفجر: (قل يا أيها الكافرون) و(قل هو الله أحد).
(قلت: إسناده صحيح على شرط مسلم. وقد أخرجه هو وأبو عوانة في «صحيحيهما»).

٤ ‏/ ٤٢٥
إسناده: حدثنا يحيى بن معين: ثنا مروان بن معاوية: ثنا يزيد بن كَيْسَانَ عن أبي حازم عن أبي هريرة.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات على شرط الشيخين؛ غير يزيد بن كيسان؛ فهو على شرط مسلم وحده؛ وقد أخرجه كما يأتي.
وأبو حازم: هو سلمان الأشجعي.
والحديث أخرجه أبو عوانة (٢/ ٢٧٩) من طريق المصنف.
وأخرجه هو، والبيهقي (٣/ ٤٢) من طريق أخرى عن يحيى بن معين … به.
وأخرجه مسلم (٢/ ١٦٠ – ١٦١)، والنسائي (١/ ١٥١)، وابن ماجة (١/ ٣٥١)، والبيهقي أيضًا من طرق أخرى عن مروان بن معاوية … به.
وله شاهد من حديث ابن عمر: رواه ابن ماجة، والترمذي (٤١٧) وابن حبان (٦٠٩) وغيرهم من طريق سفيان عن أبي إسحاق عن مجاهد عنه. وقال الترمذي: «حديث حسن».
قلت: وإسناده صحيح لولا عنعنة أبي إسحاق!
ثم تبين لي أن الحديث صحيح، وأن العنعنة فيه ليست علة قادحة، فخرجته في «الصحيحة» (٣٣٢٨).

١١٤٣ – عن بلال:
أنه أتى رسول الله ﷺ لِيُؤْذِنَهُ بصلاة الغداة، فشَغَلَتْ عائشة رضي الله عنها بلالًا بأمر سألته عنه؛ حتى فَضَحَهُ الصُّبْحُ، فأصبح جدًّا. قال: فقام بلال، فآذنه بالصلاة، وتابع أذانه، فلم يخرج رسول الله ﷺ. فلما خرج

٤ ‏/ ٤٢٦
صلى بالناس، وأخبره أن عائشة شغلته بأمر سألته عنه حتى أصبح جدًّا، وأنه أبطأ عليه بالخروج. فقال:
«إني كنت رَكَعْتُ ركعتي الفجر». فقال: يا رسول الله! إنك أصبحت جدًّا؟ ! قال:
«لو أصبحت أكثر مما أصبحت؛ لركعتها وأحسنتها وأجملتها».
(قلت: إسناده صحيح).
إسناده: حدثنا أحمد بن حنبل: ثنا أبو المغيرة: ثنا عبد الله بن العلاء: حدثني أبو زيادة عبيد الله بن زيادة الكِنْدِيُّ عن بلال أنه حدثه.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات رجال البخاري؛ غير عبيد الله بن زيادة هذا، وهو ثقة، كما قال دحيم وغيره؛ وقد صرح بسماعه من بلال، فقول من قال: إن روايته عن بلال مرسلة! مردود.
والحديث في «المسند» (٦/ ١٤).
والبيهقي (٢/ ٤٧١) من طريق المصنف.

١١٤٤ – عن ابن عباس:
أن كثيرًا مما كان يقرأ رسول الله ﷺ في ركعتي الفجر بـ: (آمنا بالله وما أنزل إلينا …) هذه الآية، قال: هذه في الركعة الأولى، وفي الركعة الآخرة بـ: (آمنا بالله واشهد بأنَّا مسلمون).
(قلت: إسناده صحيح على شرط مسلم، كما قال الحاكم والذهبي. وأخرجه هو وأبو عوانة في «صحيحيهما» دون: إن كثيرًا مما …).

٤ ‏/ ٤٢٧
إسناده: حدثنا أحمد بن يونس: ثنا زهير: ثنا عثمان بن حكيم: أخبرني سعيد بن يسار عن عبد الله بن عباس.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم؛ وقد أخرجه كما يأتي.
والحديث أخرجه أبو عوانة (٢/ ٢٧٨) من طريق المصنف وغيره عن أحمد بن يونس.
وأخرجه مسلم (٢/ ١٦١)، والنسائي (١/ ١٥١)، والبيهقي (٣/ ٤٢) من طرق أخرى عن عثمان بن حكيم … به؛ وليس عند أحد منهم قوله: إن كثيرًا مما …
وأخرجه الحاكم (١/ ٣٠٧) من طريق أبي خالد الأحمر: ثنا عثمان بن حكيم … به مثل رواية المصنف، وقال:
«صحيح على شرط مسلم»، ووافقه الذهبي.

١١٤٥ – عن أبي هريرة:
أنه سمع النبي ﷺ يقرأ في ركعتي الفجر: ﴿قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا﴾ (١) في الركعة الأولى، وفي الركعة الأخرى بهذه الآية: ﴿رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ﴾ أو: ﴿إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ﴾. شك الدراوردي.
(قلت: إسناده حسن. وقد أخرجه البيهقي دون قوله: أو: ﴿إنا أرسلناك …﴾).


(١) كذا الأصل و«المنذري»! وفي «البيهقي»: ﴿قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا﴾، وهما آيتان: الأولى في (٣/ ٨٤)، والأخرى في (٢/ ١٣٦).
٤ ‏/ ٤٢٨
إسناده: حدثنا محمد بن الصَّبَّاح بن سفيان: ثنا عبد العزيز بن محمد عن عثمان بن عمر -يعني: ابن موسى- عن أبي الغَيْثِ عن أبي هريرة.
قلت: وهذا إسناد حسن، رجاله كلهم ثقات رجال مسلم؛ غير عثمان بن عمر ابن موسى، وقد ذكره ابن حبان في «الثقات»، وروى عنه جماعة، وكان على قضاء المدينة في زمن مروان بن محمد، ثم ولي القضاء للمنصور.
والحديث؛ أخرجه البيهقي (٣/ ٤٣) من طريق سعيد بن منصور: ثنا عبد العزيز بن محمد؛ دون قوله: أو: ﴿إنا …﴾

٢٩٣ – باب الاضطجاع بعدها
١١٤٦ – عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ:
«إذا صلى أحدكم الركعتين قبل الصبح؛ فليضطجع على يمينه».
فقال له مروان بن الحكم: أما يجزئ أحدَنا ممشاه إلى المسجد، حتى يضطجع على يمينه؟ ! -قال عبيد الله في حديثه- قال: لا. قال: فبلغ ذلك ابن عمر، فقال: أكثر أبو هريرة على نفسه! قال: فقيل لابن عمر: هل تنكر شيئًا مما يقول؟ قال: لا؛ ولكنه اجترأ على الرواية وَجَبُنَّا! فبلغ ذلك أبا هريرة، قال:
فما ذنبي إن كنت حفظت وَنَسُوا؟ !
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين، وكذا قال النووي، وقال الترمذي: «حسن صحيح»، وصححه ابن حبان أيضًا (٢٤٥٩)، وعبد الحق، واحتح به ابن حزم).

٤ ‏/ ٤٢٩
إسناده: حدثنا مسدد وأبو كامل وعبيد الله بن عمر بن ميسرة قالوا: ثنا عبد الواحد: ثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله رجال الشيخين؛ فهو على شرطهما. وكذلك قال النووي في «المجموع» (٤/ ٢٨)، وقد صححه غيره. وأُعِلَّ بما لا يقدح كما يأتي.
والحديث أخرجه البيهقي (٣/ ٤٥)، وابن حزم في «المحلى» (٣/ ١٩٦) -محتجًا به- كلاهما من طريق المصنف.
وأخرجه الترمذي (٢/ ٢٨١)، وابن خزيمة (١١٢٠)، وابن حبان (٦١٢)، وأحمد (٢/ ٤١٥) من طرق أخرى عن عبد الواحد بن زياد … به. وقال الترمذي:
«حديث حسن صحيح»؛ وليس عنده وكذا أحمد إلا المرفوع منه فقط. وأما البيهقي فأعله بقوله:
«وهذا يحتمل أن يكون المراد به الإباحة؛ فقد رواه محمد بن إبراهيم التيمي عن أبي صالح عن أبي هريرة … حكايةً عن فعل النبي ﷺ، لا خبرًا عن قوله …»، ثم ساقه من طريق ابن إسحاق قال:
«حدثني محمد بن إبراهيم عن أبي صالح السَّمَّان قال: سمعت أبا هريرة يحدث مروان بن الحكم وهو على المدينة:
أن رسول الله ﷺ كان يفصل بين ركعتيه من الفجر وبين الصبح بِضَجْعَةٍ على شقه الأيمن. وهذا أولى أن يكون محفوظًا؛ لموافقته سائر الروايات عن عائشة وابن عباس»!
قلت: وهذا التعليل -أو الإعلال- لا يساوي عندي شيئًا؛ وذلك لأن ابن إسحاق -وإن كان ثقة- فإن في حفظه ضعفًا، ولذلك كان حديثه حسنًا دون
٤ ‏/ ٤٣٠
الصحيح، فمثله لا يعارض به رواية عبد الواحد بن زياد المحتج به في «الصحيحين»؛ فضلًا عن أن تُرجَّح روايته على روايته وتقدم عليها!
على أنه يمكن الجمع بين الروايتين، فيقال: إن أبا هريرة روى عن النبي ﷺ كلًّا من الأمر والفعل، فحفظ ذلك عنه أبو صالح السمان، ثم حفظ عن هذا الأعمشُ الأمرَ، وابن إسحاق الفعلَ، وروى كل منهما ما حفظ، والكل صحيح.
وكذلك يقال في التوفيق بين حفظ أبي هريرة للأمر، وحفظ عائشة للفعل الآتي؛ فالكل صحيح، ولا منافاة بينهما كما هو ظاهر.
ومن تأمل في سياق الحديث في الكتاب، وقول ابن عمر: أكثر أبو هريرة (يعني: من الرواية عن النبي ﷺ وقول أبي هريرة: فما ذنبي إن كنت حفظت ونسوا؟ ! يعني: حديث النبي ﷺ. يقطع بأن أصل الحديث مرفوع ليس بموقوف، وهذا بيِّنٌ لا يخفى إن شاء الله.
وكأنه لذلك أقر الحافظ عبد الحق الإشبيليُّ في «أحكامه» (١٥٥٨ – بتحقيقي) الترمذيَّ على تصحيحه للحديث، ولم يتعقبه بشيء.
وإذا تبين هذا؛ فقول ابن تيمية في هذا الحديث:
«باطل» -كما نقله ابن القيم في «الزاد» عنه-! مردود؛ لأنه لا دليل عليه.

١١٤٧ – عن عائشة قالت:
كان رسول الله ﷺ إذا قضى صلاته من آخر الليل نظر؛ فإن كنت مستيقظ حدثني، وإن كنت نائمة أيقظني، وصلى الركعتين ثم اضطجع، حتى يأتيه المؤذن فيُؤْذِنَهُ بصلاة الصبح، فيصلي ركعتين خفيفتين، ثم يخرج إلى الصلاة.

٤ ‏/ ٤٣١
(قلت: إسناده صحيح، لكن ذكر التحديث والاضطجاع قبل ركعتي الصبح شاذ، والمحفوظ أن ذلك بعدهما، كما في الرواية الآتية. وكذلك أخرجه الشيخان وأبو عوانة في «صحاحهم»).
إسناده: حدثنا يحيى بن حكيم: ثنا بشر بن عمر: ثنا مالك بن أنس عن سالم أبي النضر عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين؛ غير يحيى بن حكيم، وهو ثقة؛ وقد أخرجاه كما يأتي.
والحديث أخرجه البيهقي (٣/ ٤٥) من طريق المصنف.
ولم أره في «الموطأ» المتداول اليوم! وقد ذكر البيهقي أن مالكًا رواه خارج «الموطأ».
وقد خولف في الاضطجاع قبل ركعتي الصبح، فجعلهما غيره بعدهما؛ فقال الحميدي في «مسنده» (١٧٥): ثنا سفيان قال: ثنا أبو النضر … به، بلفظ:
كان رسول الله ﷺ يصلي ركعتي الفجر؛ فإن كنت مستيقظة حدثني؛ وإلا اضطجع حتى يقوم إلى الصلاة.
وأخرجه أبو عوانة (٢/ ٢٧٨)، والبيهقي (٣/ ٤٥)، من طريق الحميدي.
وبإسناده: أخرجه ابن أبي شيبة في «المصنف» (٢/ ٣٥ / ٢)، وعنه مسلم (٢/ ١٦٨).
وأخرجه البخاري (٢/ ٤٩ و٥٠) من طريقين آخرين عن سفيان … به.
ولسفيان فيه إسناد آخر عن أبي سلمة، وهو الآتي بعده:
٤ ‏/ ٤٣٢
١١٤٨ – وفي رواية عنها قالت:
كان النبي ﷺ إذا صلى ركعتي الفجر، فإن كنت نائمة اضطجع، وإن كنت مستيقظة حدَّثني.
(قلت: إسناده صحيح على شرط مسلم. وقد أخرجه هو والبخاري وأبو عوانة في «صحاحهم»).
إسناده: حدثنا مسدد: ثنا سفيان عن زياد بن سعد عمَّن حدثه -ابن أبي عَتَّاب أو غيره- عن أبي سلمة قال: قالت عائشة ….
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم؛ غير مسدد، فهو على شرط البخاري، لكنه قد توبع عند مسلم وغيره كما يأتي.
والحديث أخرجه الحميدي في «مسنده» (١٧٦): ثنا سفيان … به؛ إلا أنه قال: عن ابن أبي عتاب … لم يشك.
وكذا رواه أبو عوانة (٢/ ٢٧٨)، والبيهقي (٣/ ٤٦) عن الحميدي.
وأخرجه مسلم (٢/ ١٦٨): حدثنا ابن أبي عمر: حدثنا سفيان … به.
وتابعه عروة بن الزبير عنها قالت:
كان النبي ﷺ إذا صلى ركعتي الفجر؛ اضطجع على شقه الأيمن.
أخرجه البخاري (٢/ ٤٩)، وابن أبي شيبة (٢/ ٣٥ / ١)، وأحمد (٦/ ١٢١ و١٣٣ و٢٥٤) من طرق عنه.
(تنبيه): ابن أبي عتاب: اسمه زيد، وثقه ابن معين وابن حبان، وروى عنه جماعة. ولم يعرفه المنذري، فقال في «مختصره» (٢/ ٧٦):
٤ ‏/ ٤٣٣
«في إسناده رجل مجهول»! ثم لم يَعْزُهُ لمسلم!
***
انتهى بحمد الله وفضله المجلد الرابع من «صحيح سنن أبي داود»، ويليه إن شاء الله تعالى المجلد الخامس، وأوله:

٢٩٤ – باب: إذا أدرك الإمام ولم يصلِّ ركعتي الفجر
و«سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك».

٤ ‏/ ٤٣٤
صحيح سنن أبي داود
الإمام الحافظ سليمان بن الأشعث السجستاني
المتوفى سنة (٢٧٥ هـ) رحمه الله تعالى
تأليف
الإمام المحدث الشيخ محمد ناصر الدين الألباني
المتوفى سنة (١٤٢٠ هـ) رحمه الله تعالى

وهو الكتاب (الأم) -كما سمَّاه مؤلفه الشيخ رحمه الله والذي خرّج فيه أحاديثه مطولًا، وتكلم على أسانيده ورجاله مفصلا، تعديلا وتجريحًا، وتصحيحًا وتضعيفًا، وعلى النحو الذي انتهجه رحمه الله في السلسلتين «الصحيحة» و«الضعيفة»
(٥)
المجلد الخامس

١١٤٩ – ١٥٣٧
كتاب (الصلاة – الزكاة – اللقطة – المناسك)
غراس
للنشر والتوزيع والدعاية والإعلان

٥ ‏/ ١
جميع حقوق الملكية الأدبية والفنية محفوظة لـ دار غراس – الكويت وشريكهما ويحظَر طبع أو تصوير أو ترجمة أو إعادة تنضيد الكتاب كاملًا أو مجزأ أو تسجيله على أشرطة كاسيت أو إدخاله على الكمبيوتر أو برمجته على أسطوانات ضوئية إلا بموافقة خطيّة من الناشر.
الطبعة الأولى
١٤٢٣ هـ
٢٠٠٢ م
الناشر
مؤسسة غراس للنشر والتوزيع
الكويت- شارع الصحافة- مقابل مطابع الرأي العام التجارية
هاتف: ٤٨١٩٠٣٧ – فاكس: ٤٨٣٨٤٩٥ – هاتف وفاكس: ٤٥٧٨٨٦٨
الجهراء: ص. ب: ٢٨٨٨ – الرمز البريدي: ٠١٠٣٠
Website: www.gheras.com
E-mail: [email protected]
٥ ‏/ ٢
٢٩٤ – باب إذا أدرك الإمام ولم يصلِّ ركعتي الفجر
١١٤٩ – عن عبد الله بن سَرجِس قال:
جاء رجلٌ والنبيُّ ﷺ يصلِّي الصبح، فصلى الركعتين، ثم دخل مع النبي ﷺ في الصلاة. فلما انصرف قال:
«يا فلان! أيَّتُهُما صلاتك؟ آلَّتِي صَلَّيْتَ وحدك، أو التي صليت معنا؟ !».
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم وأبو عوانة في «صحيحيهما»).
إسناده: حدثنا سليمان بن حرب: ثنا حماد بن زيد عن عاصم عن عبد الله ابن سرجس.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين؛ وقد أخرجه مسلم كما يأتي.
والحديث أخرجه أبو عوانة (٢/ ٣٥) من طريق المصنف.
وأخرجه مسلم (٢/ ١٥٤)، والنسائي (١/ ١٣٩) من طرق أخرى عن حماد … به.
وأخرجه مسلم، والبيهقي (٢/ ٤٨٢)، وأحمد (٥/ ٨٢)، وكذا ابن ماجة (١/ ٣٥١ – ٣٥٢) من طرق أخرى عن عاصم الأحول … به.

١١٥٠ – عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ:
«إذا أقيمت الصلاة فلا صلاةَ إلا المكتوبةُ».
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم وأبو عوانة في

٥ ‏/ ٣
«صحيحيهما». وقال الترمذي: «حديث حسن»! وهو قصور، بل هو صحيح جدًّا).
إسناده: حدثنا مسلم بن إبراهيم: ثنا حماد بن سلمة. (ح) وحدثنا أحمد ابن حنبل: ثنا محمد بن جعفر: ثنا شعبة عن ورقاء. (ح) وحدثنا الحسن بن علي: ثنا أبو عاصم عن ابن جريج. (ح) وحدثنا الحسن بن علي: ثنا يزيد بن هارون عن حماد بن زيد عن أيوب. (ح) وحدثنا محمد بن المتوكل: ثنا عبد الرزاق أخبرنا زكريا بن إسحاق كلهم عن عمرو بن دينار عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين؛ وقد أخرجه مسلم كما يأتي.
والحديث أخرجه البيهقي (٢/ ٤٨٢) عن المصنف … بأسانيده الخمسة هذه عن عمرو بن دينار.
وأبو عوانة (٢/ ٣٢ – ٣٣) عنه … بإسناده الأول والثاني والرابع فقط.
وأخرجه الدارمي (١/ ٣٣٨) … بإسناده الأول.
ومسلم (٢/ ١٥٣ – ١٥٤) … بإسناده الثاني.
وهو في «مسند أحمد» (٢/ ٤٥٥)، والنسائي (١/ ١٣٩)، والدارمي من طرق أخرى عن محمد بن جعفر … به.
ومسلم أيضًا … بإسناده الرابع.
وابن ماجة (١/ ٣٥١) من طريق أخرى عن يزيد بن هارون … به.
ومسلم أيضًا من طريق عبد بن حميد: أخبرنا عبد الرزاق … به.
وهو، وأبو عوانة، والنسائي، والترمذي (٢/ ٢٨٢)، والدارمي، وابن ماجة، وأحمد (٢/ ٥١٧ و٥٣١) من طرق أخرى عن زكريا بن إسحاق … به. وقال الترمذي:
٥ ‏/ ٤
«حديث حسن»!
وهذا قصور واضح.
وأخرجه مسلم، وأبو عوانة، وأحمد (٢/ ٣٣١) من طرق أخرى عن ورقاء بن عمر اليَشْكُرِيِّ … به.
وله عند أبي عوانة طرق أخرى عن أيوب وعن عمرو بن دينار … به.
وله في «المسند» (٢/ ٣٥٢) طريق أخرى فقال: حدثنا حسن: حدثنا ابن لهيعة: حدثنا عَيَّاش بن عَباس القِتْبَاني عن أبي تميم الزهري عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ:
«إذا أقيمت الصلاة، فلا صلاة إلا التي أقيمت».
ورجاله ثقات رجال مسلم؛ غير ابن لهيعة؛ فهو سيئ الحفظ.

٢٩٥ – باب من فاتته؛ متى يقضيها؟
١١٥١ – عن قيس بن عمرو قال:
رأى رسول الله ﷺ رجلًا يصلي بعد صلاة الصبح ركعتين. فقال رسول الله ﷺ:
«صلاة الصبح ركعتان!»
فقال الرجل: إني لم أكُنْ صليت الركعتين اللتين قبلهما؛ فصليتها الآن. فسكَتَ رسول الله ﷺ.
(قلت: حديث صحيح، وصححه ابن حبان والحاكم، ووافقه الذهبي).

٥ ‏/ ٥
إسناده: حدثنا عثمان بن أبي شيبة: ثا ابن نمير عن سعد بن سعيد: حدثني محمد بن إبراهيم عن قيس بن عمرو.
حدثنا حامد بن يحيى البَلْخِيُّ قال: قال سفيان: كان عطاء بن أبي رباح يحدث بهذا الحديث عن سعد بن سعيد.
قال أبو داود:»روى عبد ربه ويحيى ابنا سعيد هذا الحديث مرسلًا: أن جدهم زيدًا! (١) صلى مع النبي ﷺ.
قلت: وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال مسلم؛ غير أن سعدًا هذا -وهو ابن سعيد بن قيس بن عمرو الأنصاري- فيه كلام لسوء حفظه. لكنه قد توبع كما يأتي.
ثم إن الإسناد منقطع بين محمد بن إبراهيم وقيس بن عمرو، كما قال الترمذي. لكنه قد جاء موصولًا من طريق أخرى كما يأتي.
والحديث أخرجه البيهقي (٢/ ٤٨٣) من طريق المصنف.
وأخرجه أبو بكر بن أبي شيبة -أخو عثمان- في «المصنف» (٢/ ٣٧ / ٢): نا ابن نمير … به.
وعنه: أخرجه ابن ماجة (١/ ٣٥٢)، والحاكم (١/ ٢٧٥) أيضًا.
وأخرجه الترمذي (٢/ ٢٨٤ – ٢٨٥) من طريق عبد العزيز بن محمد عن سعد ابن سعيد … به. وقال:
«لا نعرفه إلا من حديث سعد بن سعيد. وقال سفيان بن عيينة: سمع عطاء


(١) كذا في النسخ الموجودة اليوم! وهو خطأ. والصواب:»قيسًا«؛ فإن جد ابني سعيد: قيس لا زيد! انظر»الإصابة” لابن حجر.
٥ ‏/ ٦
ابن أبي رباح من سعد بن سعيد هذا الحديث. وإنما يروى هذا الحديث مرسلًا.
وسعد بن سعيد: هو أخو يحيى بن سعيد الأنصاري. وقيس: هو جد يحيى بن سعيد، ويقال: هو قيس بن عمرو، ويقال: هو قيس بن قهد. وإسناد هذا الحديث ليس بمتصل؛ محمد بن إبراهيم التيمي لم يسمع من قيس».
وأخرجه الإمام أحمد (٥/ ٤٤٧): ثنا ابن نمير … به.
وأخرجه الحميدي في «مسنده» (٨٦٨): ثنا سفيان قال: ثنا سعد بن سعيد ابن قيس الأنصاري … به.
قال سفيان: وكان عطاء بن أبىِ رباح يروي هذا الحديث عن سعد بن سعيد.
وقد جاء موصولًا: أخرجه ابن حبان (٦٢٤)، والدارقطني (١٤٧)، والحاكم (١/ ٢٧٤ – ٢٧٥) من طرق عن أسد بن موسى: حدثنا الليث بن سعد: حدثنا يحيى بن سعيد عن أبيه عن جده قيس بن قهد:
أنه صلى مع رسول الله ﷺ الصبح؛ ولم يكن ركع الركعتين قبل الفجر. فلما سلم رسول الله ﷺ؛ قام فركع ركعتي الفجر ورسولُ الله ﷺ ينظر إليه، فلم ينكر ذلك عليه. وقال الحاكم:
«قيس بن قهد الأنصاري صحابي، والطريق إليه صحيح على شرطهما»! وأقره الذهبي!
وهو خطأ منهما؛ فإن أسد بن موسى -وإن كان ثقة على كلام فيه-؛ فليس على شرط الشيخين.
وسعيد والد يحيى -وهو سعيد بن قيس بن عمرو الأنصاري- لم يخرج له الشيخان؛ بل ولا بقية الستة شيئًا؛ وقد أورده ابن أبي حاتم (٢/ ١ / ٥٥ – ٥٦)، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا.
٥ ‏/ ٧
وأما ابن حبان؛ فذكره في «الثقات» (٤/ ٢٨١) برواية يحيى ابنه عنه! وقرن معه ابن أبي حاتم: سعد بن سعيد!
وفيه نظر؛ لأنه إنما روى عن محمد بن إبراهيم، كما في رواية ابن نمير عند المصنف وغيره.
ومن الغرائب: أن (سعيد بن قيس) لم يترجموا له في «تهذيب الكمال» وفروعه! ولم يذكره الذهبي في «الميزان» و«المغني»!
وأسد بن موسى؛ قال في «التقريب»:
«صدوق يغرب».
قلت: وقد خولف؛ فقال أحمد (٥/ ٤٤٧): ثنا عبد الرزاق: أنا ابن جريج قال: وسمعت عبد الله بن سعيد أخا يحيى بن سعيد يحدث عن جده قال:
خرج إلى الصبح … الحديث! هكذا وقع في «المسند»، وكذلك نقله الحافظ في «الإصابة»! قال الحقق أحمد شاكر على «الترمذي»:
«ولم أجد ترجمة لعبد الله بن سعيد في كتب الرجال، ولم يذكره الحافظ في»تعجيل المنفعة«، فالراجح عندي أن هذا خطأ من الناسخين، وأن صوابه: عبد ربه ابن سعيد، وتكون هي الرواية التي أشار إليها أبو داود».
قلت: وعبد ربه ثقة، كما في «ابن أبي حاتم» (٣/ ١ / ٤١). قال ابن معين: «ثقة مأمون».
قلت: فمخالفة أسد بن موسى -مع ما فيه من الكلام- لمثل عبد ربه بن سعيد؛ مما لا يطمئن القلب له؛ لا سيما وقد تابعه أخوه يحيى بن سعيد كما ذكر المصنف -على إرساله-؛ فهو الأرجح.
٥ ‏/ ٨
نعم؛ يتقوى الحديث بمرسل عطاء: عند ابن أبي شيبة قال: حدثنا هشيم قال: أخبر عبد الملك عن عطاء … به نحوه.
وروي موصولًا من وجهين عنه؛ أحدهما: عن قيس بن سهل، والآخر: عن رجل من الأنصار.
وله شاهد من حديث ثابت بن قيس بن شَمَّاس.
وقد أخرج ذلك كله أبو الطيب في «إعلام أهل العصر بأحكام ركعتي الفجر» (ص ٦١ – ٦٢)؛ فمن شاء فليرجع إليه.

٢٩٦ – باب الأربع قبل الظهر وبعدها
١١٥٢ – عن أم حبيبة زوج النبي ﷺ: قال رسول الله ﷺ!:
«من حافظ على أربع ركعات قبل الظهر، وأربع بعدها؛ حَرُمَ على النار».
(قلت: حديث صحيح، وصححه ابن خزيمة، وقال الترمذي: «حسن صحيح». وله عند أحمد إسناد صحيح على شرط الشيخين).
إسناده: حدثنا مُؤَمَّل بن الفضل: ثنا محمد بن شعيب عن النعمان عن مكحول عن عنبسة بن أبي سفيان قال: قالت أم حبيبة زوج النبي ﷺ …
قال أبو داود: «رواه العلاء بن الحارث وسليمان بن موسى عن مكحول … رواه مثله».
قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات كلهم. لكن مكحولًا مدلس، وقد عنعنه، وجزم النسائي بأنه لم يسمعه من عنبسة، ويأتي ما يشهد له.

٥ ‏/ ٩
والنعمان: هو ابن المنذر الغَسَّاني الدمشقي؛ وقد توبع كما سأذكره.
والحديث أخرجه الحاكم (١/ ٣١٢)، وعنه البيهقي (٢/ ٤٧٢) من طريق الهيثم ابن حميد: ثنا النعمان بن المنذر … به.
والنسائي (١/ ٢٥٧) من طريق سعيد بن عبد العزيز عن سليمان بن موسى عن مكحول … به، وقال:
«مكحول لم يسمع من عنبسة شيئًا».
قلت: ويشهد لهذا: رواية ابن لهيعة قال: ثنا سليمان بن موسى: أخبرني مكحول: أن مولى لعنبسة بن أبي سفيان حدثه: أن عنبسة بن أبي سفيان حدثه … به.
وتابعه محمد بن عبد الله الشُّعَيْثي عن أبيه عن عنبسة بن أبي سفيان … به.
أخرجه النسائي، والترمذي (٢/ ٢٩٢)، وابن أبي شيبة (٢/ ١٨ / ١)، وعنه ابن ماجة (١/ ٣٥٤)، وأحمد (٦/ ٤٢٦).
وهذا إسناد فيه ضعف؛ من أجل عبد الله -وهو ابن الهاجر الشعيثي-.
لكن تابعه حسان بن عطية: عند النسائي وأحمد (٦/ ٣٢٥).
وإسناده صحيح على شرط الشيخين.
وتابعه القاسم أبو عبد الرحمن: عند النسائي والترمذي، وقال:
«حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه».
٥ ‏/ ١٠
١١٥٣ – عن أبي أيوب عن النبي ﷺ قال:
«أربع قبل الظهر ليس فيهن تسليم تُفَتَّحُ لهن أبوابُ السماء».
(قلت: حديث حسن [دون قوله: «ليس فيهن تسليم» [).
إسناده: حدثنا ابن المثنى: ثنا محمد بن جعفر: ثنا شعبة: سمعت عُبَيدَةَ يحدث عن إبراهيم عن ابن مِنْجَاب عن قَرْثع عن أبي أيوب.
قال أبو داود: «بلغني عن يحيى بن سعيد القطان قال: لو حدثت عن عبيدة بشيء لحدثت عنه بهذا الحديث».
قال أبو داود: «عبَيدةُ ضعيف».
قال أبو داود: «ابن مِنْجَابٍ: هو سَهْمٌ».
قلت: وعُبَيدة -بضم العين-: هو ابن مُعَتِّبٍ الضَّبِّيُّ، وهو ضعيف كما قال المصنف، وذلك متفق عليه بين الأئمة.
والحديث أخرجه الطيالسي (١/ ١١٣ / ٥٢٣): حدثنا شعبة وغيره عن عبيدة … به نحوه؛ وزاد: قال:
فقلت: يا رسول الله! أنسلِّم بينهن؟ قال:
«لا؛ إلا في آخرهن».
وأخرجه ابن ماجة (١/ ٣٥٣)، وابن خزيمة (٢/ ٢٢١)، وأحمد (٥/ ٤١٦)، والحميدي (٣٨٥)، والبيهقي (٢/ ٤٨٨ – ٤٨٩)، والطبراني في «الكبير» (٦/ ٢٠٢ / ١) من طرق عن عبيدة بن معتِّب … به. وقال البيهقي -وكذا ابن خزيمة-:
٥ ‏/ ١١
«وعبيدة بن معتب ضعيف لا يحتج بخبره» (١).
وقال البيهقي:
«قد روي من وجه آخر غير قوي عن أبي أيوب …»؛ ثم ساقه هو، وأحمد (٥/ ٤١٨ و٤١٩)، والطبراني (٤/ ٢٠٢ / ٢٠٣٧ و٤٠٣٨)، والبخاري في «التاريخ» (٣/ ٢ / ٢٤٠٣) من طريق شريك عن الأعمش عن المسيِّب بن رافع عن علي بن الصلت عن أبي أيوب الأنصاري … به نحوه؛ دون الزيادة.
وإسناده ضعيف، كما قال العراقي في «تخريج الإحياء» (١/ ١٧٤)؛ علي بن الصلت لم يذكر فيه ابن أبي حاتم (٣/ ١ / ١٩٠) جرحًا ولا تعديلًا، وجهله ابن خزيمة.
وشريك سيئ الحفظ.
وقد خالفه سفيان عن الأعمش … به؛ إلا أنه قال: عن رجل عن أبي أيوب.
أخرجه أحمد (٥/ ٤١٩)، وابن خريمة (١٢١٥).
وقد وجدت له طريقين آخرين:
فأخرجه الحاكم (٣/ ٤٦١)، والطبراني (٤/ ١٤٠ / ٣٨٥٤) من طريق عبيد الله ابن زَحْرٍ عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة عن أبي أيوب الأنصاري … به نحوه؛ وفيه قصة.


(١) ثم وجدت له متابعًا، يرويه المسعودي عن عبد الخالق عن إبراهيم النخعي … بأتم منه.
أخرجه الطبراني في «المعجم الأوسط» (٣/ ٣٢٥ / ٢٦٩٤).
قلت: والمسعودي كان اختلط.
وشيخه عبد الخالق؛ لم أجد له ترجمة!
٥ ‏/ ١٢
وهذا سند ضعيف؛ والقاسم: هو ابن عبد الرحمن صاحب أبي أمامة.
ومن دونه ضعيف.
وأخرج محمد بن الحسن في «الموطأ» (ص ١٥٩): أخبرنا بُكَيْر بن عامر البَجَلِيُّ عن إبراهيم والشعبي عن أبي أيوب الأنصاري … وفيه الزيادة: وبكير هذا ضعيف.
وله شاهد من حديث عبد الله بن السائب … نحوه.
أخرجه الترمذي (٢/ ٣٤٢)، وأحمد (٣/ ٤١١) بسند صحيح؛ لكن ليس فيه: «ليس فيهن تسليم».
فالحديث بمجموع طرقه حسن إن شاء الله دون الزيادة؛ لا سيما والمنذري يقول في الطريق الأول: محتمل للتحسين.
وقد أخرجه ابن خزيمة في «صحيحه» رقم (١٢١٤)، وقال:
«لا يحتج بمثله».

٢٩٧ – باب الصلاة قبل العصر
١١٥٤ – عن ابن عمر قال: قال رسول الله ﷺ:
«رَحِمَ الله امرأً صلى قبل العصر أربعًا».
(قلت: إسناده حسن، وقال الترمذي: «غريب حسن»، وصححه عبد الحق وابن حبان).
إسناده: حدثنا أحمد بن إبراهيم: ثنا داود: ثنا محمد بن مهران القُرَشِيُّ:

٥ ‏/ ١٣
حدثني جدي أبو المثنى عن ابن عمر.
قلت: وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات؛ وفي محمد بن مهران القرشي كلام يسير؛ قال الحافظ في «التقريب»:
«صدوق يخطيء». وقال في «التلخيص» (٢/ ١٢):
«فيه مقال، لكن وثقه ابن حبان وابن عدي»!
قلت: وفي هذا العزو نظر؛ فإن ابن حبان وإن أورده في «الثقات»؛ فقد قال: «كان يخطيء». وابن عدي قال:
«ليس له من الحديث إلا اليسير، ومقدار ما له، لا يتبين صدقه من كذبه»!
فهل هذا توثيق؟ ! لكن قد قال فيه ابن معين:
«ليس به بأس». وروى عنه شعبة، والأصل فيه أنه لا يروي إلا عن ثقة؛ فمثله حسن الحديث إن شاء الله تعالى.
وقد صحح الحديث من يأتي ذكره، ومنهم عبد الحق الإشبيلي بإيراده إياه في «أحكامه» (رقم ١٥٧٤ – بتحقيقي).
وأعله ابن القطان، كما ذكر العراقي (١/ ١٧٥)، ولكنه لم يبين ما هي؟ !
وقد بينها ابن القيم في «زاد المعاد» (١/ ١١٣)، وأجاب عنها بما يدل على أنها لا تقدح في ثبوت الحديث.
والحديث أخرجه البيهقي (٢/ ٤٧٣) من طريق المصنف.
وهو، والترمذي (٢/ ٢٩٥)، وابن حبان (٦١٦)، وأحمد (٢/ ١١٧) كلهم من طريق أبي داود -وهو الطيالسي- صاحب «المسند».
٥ ‏/ ١٤
وقد أخرجه فيه (١/ ١١٤ / ٥٢٦)؛ إلا أنه وقع فيه: (عن أبيه عن جده)! فزاد فيه: (عن أبيه)!
وهو خطأ قديم، يبدو أنه من بعض رواه «المسند»؛ فقد ساقه البيهقي من طريقه؛ ثم قال:
«كذا وجدته في كتابي». ثم ساقه من طريق المصنف، ثم قال:
«هذا هو الصحيح، وهو أبو إبراهيم محمد بن إبراهيم بن مسلم بن مهران القرشي؛ سمع جده مسلم بن مهران القرشي، ويقال: محمد بن المثنى، وهو ابن أبي المثنى؛ لأن كنية مسلم: أبو المثنى؛ ذكره البخاري في»التاريخ«. وقول القائل في الإسناد الأول: (عن أبيه) أراه خطأ».

٢٩٨ – باب الصلاة بعد العصر
١١٥٥ – عن كُرَيْبٍ مولى ابن عباس:
أن عبد الله بن عباس وعبد الرحمن بن أزهر والمِسْوَرَ بن مَخْرَمَةَ أرسلوه إلى عائشة زوج النبي ﷺ فقالوا: اقْرَأْ عليها السلام منا جميعًا، وسَلْها عن الركعتين بعد العصر؟ وقل: إنا أُخبِرْنا أنك تُصَلِّينها، وقد بلغنا أن رسول الله ﷺ نهى عنهما؟ ! فدخلْتُ عليها، فبلغها ما أرسلوني به. فقالت: سَلْ أم سلمة. فخرجتُ إليهم، فأخبرتهم بقولها. فردُّوني إلى أم سلمة بمثل ما أرسلوني به إلى عائشة. فقالت أم سلمة:
سمعت رسول الله ﷺ ينهى عنهما، ثم رأيته يصليهما: أما حين صلاهما؛ فإنه صلى العصر، ثم دخل وعندي نسوة من بني حَرام من

٥ ‏/ ١٥
الأنصار، فصلاهما، فأرسلتُ إليه الجارية، فقلت: قومي بجنبه فقولي له: تقول أم سلمة: يا رسول الله! أسمعك تنهى عن هاتين الركعتين، وأراك تصليها؟ ! فإن أشار بيده فاستأخري عنه. قالت: ففعلتِ الجارية، فأشار بيده، فاستأخرتْ عنه. فلما انصرف قال:
«يا بنت أبي أمية! سألت عن الركعتين بعد العصر؟ إنه أتى ناس من عبد القيس بالإسلام من قومهم، فشَغَلُوني عن الركعتين اللتين بعد الظهر، فهما هاتان».
(قلت: إسناده صحيح على شرط البخاري، وأخرجه هو ومسلم وأبو عوانة في «صحاحهم»).
إسناده: حدثنا أحمد بن صالح: ثنا عبد الله بن وهب: أخبرني عمرو بن الحارث عن بُكَيْرٍ الأشَجِّ عن كُرَيْبٍ مولى ابن عباس.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله كلهم على شرط الشيخين؛ غير أحمد بن صالح، فهو على شرط البخاري؛ وقد أخرجاه كما يأتي.
والحديث أخرجه البخاري (٢/ ٦٢ و٥/ ١٣٨ – ١٣٩)، ومسلم (٢/ ٢١٠)، وأبو عوانة (٢/ ٣٨٤)، والدارمي (١/ ٣٣٤)، والبيهقي (٢/ ٤٥٧) من طرق عن عبد الله ابن وهب … به.
وتابعه بكر بن مُضَرَ عن عمرر بن الحارث … به.
أخرجه الطحاوي (١/ ١٧٨).
وللحديث طرق أخرى: فروى طلحة بن يحيى قال: زعم لي عبيد الله بن عبد الله بن عتبة:
٥ ‏/ ١٦
أن معاوية أرسل إلى عائشة يسألها: هل صلى النبي ﷺ بعد العصر شيئًا؟ قالت: أما عندي فلا، ولكن أم سلمة أخبرتني أنه فعل ذلك، فأرْسِلْ إليها فاسألها. فأرسل إلى أم سلمة؟ فقالت: نعم، دخل عليَّ بعد العصر … الحديث نحوه.
أخرجه أحمد (٦/ ٣٠٦ و٣٠٩)، وإسناده جيد على شرط مسلم.
وروى يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أم سلمة قالت:
لم أر رسول الله ﷺ صلى بعد العصر قط؛ إلا مرة واحدة، جاء ناس بعد الظهر … الحديث نحوه؛ وفيه.
فلما صلى العصر؛ دخل بيتي فصلى ركعتين.
أخرجه أحمد (٦/ ٣٠٤ و٣١٠)، وإسناده صحيح على شرط الشيخين.
وتابعه عنده (٦/ ٢٩٣): محمد بن عمرو عن أبي سلمة … به نحوه، وسنده جيد.
وتابعه محمد بن أبي حرملة قال: أخبرني أبو سلمة:
أنه سأل عائشة عن السجدتين اللتين كان رسول الله ﷺ يصليها بعد العصر؟ فقالت:
كان يصليهما قبل العصر، ثم إنه شُغِلَ عنهما أو نسيهما، فصلاهما بعد العصر، ثم أثبتهما، وكان إذا صلى صلاة أثبتها.
أخرجه مسلم (٢/ ٢١١)، وأبو عوانة (٢/ ٣٨٣).
وله طرق أخرى في «المسند» (٦/ ١٨٣ – ١٨٤ و١٨٨ و٢٩٩ و٣٠٣ و٣١٥ و٣٣٣)؛ وفي بعضها أن عائشة قالت:
٥ ‏/ ١٧
صلى العصر، فلما فرغ ركعهما في بيتي.
وهو شاذ؛ لمخالفته الروايات المتقدمة الصريحة في أنه إنما صلاهما في بيت أم سلمة. وفي أخرى:
فقالت عائشة: ذاك ما أخبرَتْهُ أم سلمة؛ زاد بعده: قال:
فدخلنا على أم سلمة، فأخبرناها ما قالت عائشة؟ فقالت:
يرحمها الله! أوَلَمْ أخبرها أن رسول الله ﷺ قد نهى عنهما؟ !
وفيه يزيد بن أبي زياد -وهو الهاشمي مولاهم الكوفي- قال الحافظ:
«ضعيف، كبر فتغير، صار يتلقن، وكان شيعيًّا».
فهذه الزيادة منكرة أيضًا؛ لأنها لم ترد في طريق أخرى من طرق الحديث الصحيحة.
ومثلها قول أم سلمة في رواية:
فقلت: يا رسول الله! أفنقضيهما إذا فاتتا؟ قال:
«لا».
وظاهر إسناده الجودة، واغتر به بعض المعلِّقين الأفاضل على «فتح الباري» (٢/ ٦٤ – ٦٥ – طبع الخطيب)! ولم يعتد بقول البيهقي:
«هي رواية ضعيفة لا تقوم بها حجة»، وقد أقره الحافظ.
وهو معلول بالاختلاف في متنه على حماد بن سلمة، والأكثر لم يذكر عنه قولها المذكور، وبالانقطاع بين ذكوان وأم سلمة، وغير ذلك. وبيانه في «الأحاديث الضعيفة» (٩٤٦).
٥ ‏/ ١٨

عن معز نوني

متحصّل على شهادة ختم الدروس للمعهد الأعلى لتكوين المعلمين بقفصة دفعة 2000، يعمل حاليًّا أستاذ مدارس إبتدائية

شاهد أيضاً

١ – كتاب الطهارة -5

١١٣ – باب من قال: المستحاضة تغتسل من ظهر إلى ظهر ٣١٩ – عن سُمَيٍّ …