٢ – أول كتاب الصلاة -6

٢٠٠ – باب من قام من ثنتين ولم يتشهد
٩٤٦ – عن عبد الله ابن بُحَيْنَةَ أنه قال: صلى لنا رسول الله ﷺ ركعتين، ثم قام فلم يجلس، فقام الناس معه، فلما قضى صلاته وانتظرنا التسليم؛ كَبَّرَ فسجد سجدتين وهو جالس قبل التسليم، ثم سلم ﷺ.
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجاه وكذا أبو عوانة في «صحاحهم». وقال الترمذي: «حسن صحيح»).
إسناده: حدثنا القعنبي عن مالك عن ابن شهاب عن عبد الرحمن الأعرج عن عبد الله ابن بُحَيْنَةَ.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين؛ وقد أخرجاه كما يأتي.
والحديث في «الموطأ» (١/ ١١٨).
وأخرجه البخاري (٣/ ٦٠)، ومسلم (٢/ ٨٣)، وأبو عوانة (٢/ ١٩١)، والنسائي (١/ ١٨١)، والدارمي (١/ ٣٥٢)، والبيهقي (٢/ ٣٣٣)، وأحمد (٥/ ٣٤٥) من طرق أخرى عن مالك … به.
٤ ‏/ ١٩٢
وأخرجه مسلم، وأبو عوانة، والترمذي (٢/ ٢٣٥ / ٣٩١)، وابن ماجة (١/ ٣٦٤)، وابن حبان في «صحيحه» (٢٦٦٧ – ٢٦٧٠)، والبيهقي، وأحمد (٥/ ٣٤٥ و٣٤٦)، من طرق أخرى عن ابن شهاب … به. وقال الترمذي:
«حديث حسن صحيح»؛ وزاد هو والشيخان وغيرهم:
وسجدهما الناس معه مكان ما نسي من الجلوس.
وأخرجه البخاري، ومسلم، وأبو عوانة، والنسائي، وابن ماجة، وابن الجارود (٢٤٢)، والدارقطني (١٤٤ – ١٤٥)، وأحمد، ومالك من طرق أخرى عن الأعرج … به.٩٤٧ – وفي رواية عنه … بمعناه؛ وزاد:
وكان مِنَّا المتشهِّدُ في قيامه.
(قلت: إسناده صحيح).
إسناده: حدثنا عمرو بن عثمان: ثنا أبي وبقية: ثنا شعيب عن الزهري … بمعنى إسناده وحديثه.
قلت: وهذا إسناد صحيح.

٩٤٨ – قال أبو داود: «وكذلك سجدهما ابن الزبير، قام من ثنتين قبل التسليم. وهو قول الزهري».
(قلت: وصله أحمد والبيهقي عن ابن الزبير. وهو عنه صحيح).
وصله أحمد (١/ ٣٥١) -من طريق مطر-، والبيهقي (٢/ ٣٦٠) -من طريق عِسْل بن سفيان- كلاهما عن عطاء:

٤ ‏/ ١٩٣
أن ابن الزبير صلى المغرب، فسلم في ركعتين، ونهض ليستلم الحَجَر، فسبحَ القوم، فقال: ما شأنكم؟ ! قال: فصلى ما بقي وسجدتين، قال: فذُكِرَ ذلك لابن عباس؟ فقال: ما أماط عن سنة نبيه ﷺ.
ومطر وعسل ضعيفان، لكن أحدهما يقوِّي الآخر، لا سيما وقد توبعا؛ فأخرجه البيهقي من طريق الحارث بن عُبَيْدٍ أبي قدامة الإيادي: ثنا عامر عن عطاء … به.
والحارث هذا أشبه بمطر في سوء الحفظ؛ قال في «التقريب»:
«صدوق يخطيء»، وقد أخرج له مسلم.
فاجتماع هؤلاء الثلاثة على رواية الحديث يدل على صحته، قد تفرد عِسْل عنهما بقوله:
ثم سلم، ثم سجد سجدتين! وكأنه لهذا قال البيهقي (٢/ ٣٣٥) -عقب قول المصنف هذا-:
«قد اختلف فيه عن عبد الله بن الزبير».
فإن كان يعني هذا؛ فلا يحتج بتفرد عِسْلِ؛ لأنه أشد ضعفًا من كل من مطر والحارث؛ فما اجتمعا عليه أقوى مما تفرد هو به كَما لا يخفى.
والحديث ذكره الهيثمي في «مجمع الزوائد» (٢/ ١٥٠) بلفظ أحمد، ثم قال:
«رواه أحمد والبزار والطبراني في»الكبير«و»الأوسط«، ورجال أحمد رجال (الصحيح)».
ووصله الطحاوي (١/ ٢٥٦) بسند آخر صحيح.
٤ ‏/ ١٩٤
٢٠١ – باب من نسي أن يتشهد وهو جالس
٩٤٩ – عن المغيرة بن شعبة قال: قال رسول الله ﷺ:
«إذا قام الإمام في الركعتين؛ فإن ذَكَرَ قبل أن يستويَ قائمًا فليجلسْ؛ فإن استوى قائمًا فلا يجلس، ويسجد سَجْدَتِي السهو».
(قلت: حديث صحيح).
إسناده: حدثنا الحسن بن عمرو عن عبد الله بن الوليد عن سفيان عن جابر قال: ثنا المغيرة بن شُبَيْلٍ الأحْمَسِيُّ عن قيس بن أبي حازم عن المغيرة بن شعبة.
قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات؛ غير جابر -وهو ابن يزيد الجعفي-، وهو ضعيف، لكنه قد توبع كما يأتي.
وقد أشار إلى ضعف جابر قول المصنف -في بعض النسخ عقب الحديث-: «قال أبو داود: وليس في كتابي عن جابر الجعفي إلا هذا الحديث».
والحديث أخرجه ابن ماجة (١/ ٣٦٥)، والطحاوي (١/ ٢٥٥)، والدارقطني (١٤٥)، والبيهقي (٢/ ٣٤٣)، وأحمد (٤/ ٢٥٣) من طرق أخرى عن سفيان … به.
وتابعه شعبة عن جابر … به.
أخرجه الطحاوي.
ولجابر متابعون:
الأول: قيس بن الربيع عن المغيرة بن شبيل … به.
٤ ‏/ ١٩٥
أخرجه الطحاوي؛ وقيس ضعيف أيضًا؛ لكنه أحسن حالًا من جابر.
والثاني: إبراهيم بن طهمان عن المغيرة بن شبيل … به.
أخرجه الطحاوي أيضًا قال: حدثنا ابن مرزوق قال: ثنا أبو عامر عن إبراهيم ابن طهمان.
وهذا إسناد جيد، رجاله كلهم ثقات رجال مسلم؛ غير المغيرة بن شبيل، وهو ثقة.
وابن مرزوق: اسمه محمد بن محمد بن مرزوق الباهلي، وهو مع كونه من شيوخ مسلم؛ ففيه كلام من قبل حفظه، وفي «التقريب»:
«صدوق له أوهام».
ولقيس بن أبي حازم متابعون، يأتي بعضهم في الكتاب. ولذلك؛ فالحديث صحيح بلا ريب.٩٥٠ – وعن زياد بن عِلَاقة قال:
صلَّى بنا المغيرة بن شعبة؛ فنهض في الركعتين. قلنا: سبحان الله. قال: سبحان الله، ومضى. فلما أتم صلاته وسلم؛ سجد سجدتي السهو، فلما انصرف قال:
رأيت رسول الله ﷺ يصنع كما صنعتُ.
(قلت: حديث صحيح).
إسناده: حدثنا عبيد الله بن عمر الجُشَمِيُّ: ثنا يزيد بن هارون: أخبرنا المسعودي عن زياد بن علاقة.

٤ ‏/ ١٩٦
قال أبو داود: «وكذلك رواه ابن أبي ليلى عن الشعبي عن المغيرة بن شعبة … رفعه. ورواه أبو عميس عن ثابت بن عبيد قال: صلى بنا المغيرة بن شعبة … مثل حديث زياد بن علاقة».
قال أبو داود: «أبو عميس أخو السعودي».
قلت: وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين؛ غير المسعودي -واسمه عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة بن مسعود الكوفي-، وهو ثقة، لكنه كان اختلط في آخره؛ قال الحافظ:
«وضابطه أن من سمع منه ببغداد فبعد الاختلاط».
والحديث أخرجه البيهقي (٢/ ٣٣٨) من طريق المصنف.
وأخرجه الدارمي (١/ ٣٥٣)، وأحمد (٤/ ٢٤٧ و٢٥٣): ثنا يزيد بن هارون … به.
وتابعه الطيالسي فقال في «مسنده» (١/ ١١٠ / ٥٠٨): حدثنا المسعودي … به.
ومن طريقه: أخرجه الطحاوي.
وأخرجه الترمذي (٢/ ٢٠١) من طريق الدارمي، وقال:
«حديث حسن صحيح. وقد روي من غير وجه عن المغيرة بن شعبة عن النبي ﷺ».
قلت: ولعل تصحيح الترمذي هذا من أجل تلك الوجوه التي أشار إليها؛ وإلا فقد عرفت حال المسعودي.
٤ ‏/ ١٩٧
ومن وجوه الحديث ما تقدم قبله، لكن ليس فيه: وسلم؛ إلا أنه قد جاء ذلك في حديث عامر الشعبي الذي علقه المصنف عن ابن أبي ليلى.
وقد وصله الترمذي (٢/ ١٩٨ – ١٩٩)، والبيهقي (٢/ ٣٤٤)، وأحمد (٤/ ٢٤٨) من طرق صحيحة عن ابن أبي ليلى … به. وقال الترمذي:
«وقد تكلم بعض أهل العلم في ابن أبي ليلى من قبل حفظه».
قلت: فمثله يستشهد به، ولا يحتج به إذا تفرد، وهو هنا قد توبع كما عرفت؛ فالحديث حسن بمجموع الطريقين، وذلك بخصوص زيادة السلام فيه. وأما أصل الحديث؛ فصحيح؛ لما سبق بيانه في الطريق الأولى.
ويزيده قوة أنه رواه علي بن مالك الرُّؤاسيُّ من -أنفسهم- قال: سمعت عامرًا يحدث … فذكره: أخرجه الطحاوي.
وعلي هذا؛ قال ابن أبي حاتم (٣/ ٢٠٣) عن أبيه:
«ليس بالقوي».
(تنبيه): قد أخرح البيهقي (٢/ ٣٥٥) من طريق محمد بن عمران بن أبي ليلى: ثنا أبي: ثنا ابن أبي ليلى قال: حدثني الشعبي … به مختصرًا؛ بلفظ:
أن النبي ﷺ تشهد بعد أن رفع رأسه من سجدتي للسهو. وقال:
«تفرد به محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن الشعبي، ولا يفرح بما يتفرد به».
قلت: وهو عندي -بزيادة التشهد- منكر؛ لأنه تفرد به دون الطرق الصحيحة المشار إليها عن ابن أبي ليلى: ابنه عمران بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى؛ وليس بالمشهور، لم يوثقه غير ابن حبان.
٤ ‏/ ١٩٨
٩٥١ – قال أبو داود: «وفعل سعد بن أبي وقاص مثلما فعل المغيرة».
(قلت: وصله الطحاوي بإسناد صحيح عنه من رواية قيس بن أبي حازم قال:
صلى بنا سعد بن مالك، فقام في الركعتين الأوليين، فقالوا: سبحان الله. فقال: سبحان الله، فمضى. فلما سلم سجد سجدتي السهو: رواه الحاكم مرفوعًا، وصححه على شرط الشيخين، يوافقه الذهبي).
وصله الطحاوي (١/ ٢٥٦): حدثنا سليمان قال: ثنا عبد الرحمن قال: ثنا شعبة عن بَيَانٍ أبي بشر الأحْمَسِيِّ قال: سمعت قيس بن أبي حازم.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين؛ غير شيخ الطحاوي -وهو سليمان بن شعيب الكِسَائي المصري-، وعبد الرحمن -وهو ابن زياد الرَّصَاصِي-، وهما ثقتان.
وتابعه إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم … به نحوه، دون قوله: فلما سلم. وقال: ثم سجد سجدتي السهو حين انصرف، وقال:
أكنتم تروني كنت أجلس؟ ! إنما صنعت كما رأيت رسول الله ﷺ يصنع.
أخرجه الحاكم (١/ ٣٢٢ – ٣٢٣)، والبيهقي (٢/ ٣٤٤). وقال الحاكم:
«صحيح على شرط الشيخين»، ووافقه الذهبي.
قلت: وله شاهد من حديث يزيد بن أبي حبيب عن عبد الرحمن بن شِمَاسَةَ قال:
صلى بنا عقبة بن عامر، فقام وعليه جلوس، فقال الناس وراءه: سبحان الله! فلم يجلس، فلما فرغ من صلاته؛ سجد سجدتين وهو جالس، فقال: إني
٤ ‏/ ١٩٩
سمعتكم تقولون: سبحان الله! كي أجلس؛ وليس تلك السنة، إنما السنة؛ التي صنعت.
أخرجه ابن حبان (٥٣٤)، والحاكم (١/ ٣٢٥)، وعنه البيهقي (٢/ ٣٤٤)، وابن أبي شيبة (٢/ ٣٥)، والطبراني في «المعجم الكبير» (١٧/ ٣١٣ – ٣١٤) من طرق عنه. وقال الحاكم:
«صحيح على شرط الشيخين»! ووافقه الذهبي!
وإنما هو على شرط مسلم فقط؛ فإن ابن شِماسة لم يخرج له البخاري.
وله شاهد آخر من حديث سعد بن أبي وقاص: رواه للطحاوي (١/ ٢٥٦)؛ وفيه:
فلما سلَّم؛ سجد سجدتي السهو.
وسنده جيد.
ورواه ابن خزيمة في «صحيحه» (١٠٣٢)، والبيهقي أيضًا.٩٥٢ – وعمران بن حصين.
(قلت: وصله الطحاوي عنه قال:
في سجدتي السهو يسلم، ثم يسجد، ثم يسلم.
ورجال إسناده ثقات).
وصله الطحاوي (١/ ٢٥٦): حدثنا أبو بكرة قال: ثنا أبو عمر قال: أنا حماد ابن سلمة أن خالد الحذاء أخبرهم عن أبي قِلابة عن عمران بن حصين.
قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات؛ فهو صحيح إن كان أبو قلابة سمعه من

٤ ‏/ ٢٠٠
عمران؛ فإن المعروف أنه يروي عنه بواسطة عمه أبي المُهَلَّبِ، كما تقدم في الحديث (٩٣٣)، ثم هو موصوف بشيء من التدليس. والله أعلم.
وأبو عمر: هو حفص بن عمر الضرير الأكبر البصري.٩٥٣ – وابن عباس أفتى بذلك. قال أبو داود: «هذا فيمن قام من ثنتين».
(قلت: وصله الطحاوي عنه قال: سجدتا السهو بعد السلام. وسنده حسن).
وصله الطحاوي (١/ ٢٥٦) من طريق قُرَّةَ بن عبد الرحمن عن عمرو بن دينار حدثه عن عبد الله بن عباس.
قلت: وهذا إسناد حسن إن شاء الله تعالى، رجاله كلهم ثقات؛ غير قرة بن عبد الرحمن؛ قال الحافظ:
«صدوق له مناكير».
قلت: وهذا الذي رواه عن ابن عباس ليس منكرًا من مناكيره؛ فإنه موافق للآثار والأحاديث التي قبله؛ ولذلك أوردته هنا، ولولا ذلك؛ لكان حقه أن أورده في الكتاب الآخر؛ فإنه من شرطه.
وقد ورد عن ابن عباس مرفوعًا عن النبي ﷺ ومضى برقم (٩٤٨).

٩٥٤ – عن ثوبان عن النبي ﷺ قال:
«لكل سهوٍ سجدتان بعدما يسلِّمُ».
(قلت: إسناده حسن، وكذا قال ابن التركماني، وقوّاه الصنعاني).

٤ ‏/ ٢٠١
إسناده: حدثنا عمرو بن عثمان والربيع بن نافع وعثمان بن أبي شيبة وشجاع ابن مَخْلَدٍ -بمعنى الإسناد- أن ابن عياش حدثهم عن عبيد الله بن عبيد الكَلَاعي عن زهير -يعني: ابن سالم العَنْسِيَّ عن عبد الرحمن بن جُبَيْرِ بن نُفَيْرٍ قال عمرو وحده- عن أبيه عن ثوبان.
قلت: وهذا إسناد حسن، رجاله كلهم ثقات؛ غير زهير بن سالم -وهو العنسي الشامي-؛ قال الدارقطني:
«حمصي منكر الحديث، روى عن ثوبان، ولم يسمع منه».
قلت: هذا الحديث قد رواه عن عبد الرحمن بن جبير عن ثوبان في رواية الجماعة عن ابن عياش عنه، وأدخل عمرو بن عثمان بين عبد الرحمن بن جبير وثوبان: أباه جبير بن نفير؛ وخالفه الجماعة فلم يذكروه بينهما.
وروايتهم أولى، وهي موصولة على كل حال. وقد ذكر زهيرًا هذا: ابن حبان في «الثقات»، وروى عنه جماعة؛ فهو حسن الحديث إن شاء الله تعالى.
وقد أُعِلَّ الحديث بعلة أخرى لا تقدح كما يأتي.
والحديث أخرجه البيهقي (٢/ ٣٣٧) من طريق المصنف.
ومن طريق أخرى عن عمرو بن عثمان وحده.
وأخرجه ابن ماجة (١/ ٣٦٨): حدثنا هشام بن عمار وعثمان بن أبي شيبة قالا: ثنا إسماعيل بن عياش … به مثل رواية الجماعة.
وقال أحمد (٥/ ٥ / ٢٨٠): ثنا الحكم بن نافع: ثنا إسماعيل بن عياش … به مثل رواية عمرو بن عثمان.
وقال الطيالسي (١/ ١٠٩ / ٥٠٥): حدثنا إسماعيل بن عياش … به مثل رواية
٤ ‏/ ٢٠٢
الجماعة؛ إلا أنه قال: عن زهير بن سَلَّام وابن بشار عن عبد الرحمن بن جبير عن ثوبان.
ولم أعرف ابن بشار هذا! وقال البيهقي.
«وهذا إسناد فيه ضعف»! وتعقبه ابن التركماني بقوله:
«أخرجه أبو داود، وسكت عنه، فأقل أحواله أن يكون حسنًا عنده على ما عرف، وليس في إسناده من تكلم -فيه فيما علمت- سوى ابن عياش، وبه عَلَّلَ البيهقي الحديث في»كتاب المعرفة«، فقال: ينفرد به إسماعيل بن عياش؛ وليس بالقوي. انتهى كلامه. وهذه العلة ضعيفة؛ فإن ابن عياش روى هذا الحديث عن شامي؛ وهو عبيد الله الكَلَاعي، وقد قال البيهقي في (باب ترك الوضوء من الدم): ما روى ابن عياش عن الشاميين صحيح. فلا أدري من أين حصل الضعف لهذا الإسناد؟ !».
وتبع البيهقيَّ العسقلانيُّ، فقال في «بلوغ المرام»:
«رواه أبو داود وابن ماجة بسند ضعيف»! وتعقبه الصنعاني في «شرحه»، فقال (١/ ٣٢٠):
«قالوا: لأن في إسناده إسماعيل بن عياش، وفيه مقال وخلاف. قال البخاري: إذا حدت عن أهل بلده -يعني: الشاميين- فصحيح. وهذا الحديث من روايته عن الشاميين، فتضعيف الحديث فيه نظر».
وللحديث شاهد من حديث معاوية بن أبي سفيان … مرفوعًا بلفظ:
«من نسي شيئًا في صلاته؛ فليسجد مثل هاتين السجدتين»؛ وهو في الكتاب الآخر (١٩١).
٤ ‏/ ٢٠٣
وشاهد آخر مرسل في «المدونة» (١/ ١٣٧): ابن وهب عن ابن لهيعة أن عبد الرحمن الأعرج حدثه … مرفوعًا:
«في كل سهو سجدتان».٢٠٢ – باب سجدتي السهو فيهما تشهد وتسليم
[تحته حديث واحد. انظره في «الضعيف»]

٢٠٣ – باب انصراف النساء قبل الرجال من الصلاة
٩٥٥ – عن أم سلمة قالت:
كان رسول الله إذا سلَّمَ مكث قليلًا، وكانوا يرون أن ذلك؛ كيما يَنْفُذَ النساءُ قَبْلَ الرجالِ.
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيحين. وقد أخرجه البخاري في «صحيحه»).
إسناده: حدثنا محمد بن يحيى ومحمد بن رافع قال: ثنا عبد الرزاق: أخبرنا معمر عن الزهري عن هند بنت الحارث عن أم سلمة.
قلت: وهذا سند صحيح، رجاله كلهم ثقات على شرط الشيخين.
والحديث في «مصنف عبد الرزاق» (٢/ ٢٤٥).
وأخرجه أحمد (٦/ ٣١٠): ثنا عبد الرزاق … به.
وأخرجه البيهقي (٢/ ١٨٣) من طريق أخرى عن عبد الرزاق … به.

٤ ‏/ ٢٠٤
وأخرجه أحمد (٦/ ٢٩٦)، والبخاري (١/ ١٤٠)، والنسائي (١/ ١٩٦)، وابن ماجة (١/ ٢٩٩)، والبيهقي (٢/ ١٨٢ – ١٨٣) من طرق أخرى عن الزهري … به، دون قوله: وكانوا يرون …
وجعله البخاري من قول الزهري؛ فقال: قال ابن شهاب: فنُرَى -والله أعلم- لكي يَنْفذَ مَنْ ينصرف من النساء.٢٠٤ – باب كيف الانصراف من الصلاة؟
٩٥٦ – عن قَبيصة بن هلْبٍ -رجل من طَيْءٍ- عن أبيه:
أنه صلى مع النبي ﷺ، وكان ينصرف عن شِقَّيْهِ.
(قلت: حديث حسن كما قال الترمذي، بل صحيح للذي بعده).
إسناده: حدثنا أبو الوليد الطيالسي: ثنا شعبة عن سِمَاك بن حرب عن قَبِيصة بن هُلْبٍ.
قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات رجال مسلم؛ غير قبيصة بن هلب؛ قال الذهبي في «الميزان»:
«قال ابن المديني: مجهول، لم يرو عنه غير سماك. قال العجلي: تابعي ثقة. قلت: وذكره ابن حبان في»الثقات«مع تصحيح من حديثه». وقال الحافظ في «التقريب»:
«مقبول».
يعني: عند المتابعة؛ ولم يتفرد بهذا الحديث، بل له شواهد كثيرة، منها الحديث الآتي بعده.

٤ ‏/ ٢٠٥
والحديث أخرجه أحمد (٥/ ٢٢٧) من طريقين آخرين عن شعبة … به.
وتابعه عنده سفيان: حدثني سماك … به؛ ولفظه في رواية:
رأيت النبي ﷺ ينصرف عن يمينه وعن يساره، ورأيته -قال- يضع هذه على صدره. وصف يحيى (هو ابن سعيد) اليمنى على اليسرى فوق المفصل.
ومن هذا الوجه: أخرجه البيهقي (٢/ ٢٩٥) دون الوضع.
وتابعه أبو الأحوص عن سماك … به.
أخرجه أحمد، وابن ماجة (١/ ٢٩٨)، والترمذي (٢/ ٩٨ – ٩٩)، وقال:
«حديث حسن».
قلت: بل هو صحيح لشواهد له:
منها: حديث عائشة رضي الله تعالى عنها قالت:
شرب رسول الله ﷺ قائمًا وقاعدًا، ومشى حافيًا وناعلًا، وانصرف عن يمينه وعن شماله.
أخرجه أحمد (٦/ ٨٧) من طريق عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان عَمَّنْ سمع مكحولًا يحدث عن مسروق بن الأجدع عنها.
قلت: ورجاله ثقات؛ غير الرجل الذي لم يُسَمَّ.
وله طريق أخرى في «أوسط الطبراني» (٢/ ٦١ / ٧١٤ – مجمع البحرين) … بنحوه.
ومنها: عن حسين المعلم عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال:
٤ ‏/ ٢٠٦
رأيت رسول الله ﷺ ينفتل عن يمينه وعن شماله … الحديث مثل حديث عائشة؛ إلا أنه قال:
… ويصلي حافيًا ومنتعلًا.
أخرجه أحمد (٢/ ١٧٤ و١٧٩ و٢٠٦ و٢١٥)؛ وإسناده حسن.
وله في «المسند» طرق أخرى عن عمرو بن شعيب.
وجملة الصلاة هذه؛ أخرجها المؤلف وغيره؛ وقد مضت برقم (٦٦٠).
وأخرجه البزار في «مسنده» (١/ ٤٧٠ / ٩٩٣): حدثنا الحسين بن يحيى الأرُزِّيُّ: ثنا موسى بن إسماعيل: ثنا هارون بن موسى عن حسين المعلم عن عبد الله بن بريدة عن عمران بن حصين:
أن النبي ﷺ كان يمشي حافيًا وناعلًا … الحديث بتمامه مثل حديث عائشة. وقال البزار:
«وهذا رواه حسين عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده. ورواه هارون عن حسين عن ابن بريدة عن عمران. وهارون ليس به بأس، وزاد: ويصوم في السفر ويفطر. ولا نحفظ هذا في حديث عمرو بن شعيب، ولو حفظناه كان هذا الإسناد أحسن من ذلك، وإن كان ذلك هو المعروف»!
قلت: الزيادة المذكورة محفوظة في رواية: عند أحمد (٢/ ٢١٥) عن الحسين.
وتابعه عليها حجاج -وهو ابن أرطاة-: عند أحمد (٢/ ١٩٠).
وإسناد البزار رجاله ثقات غير شيخه الأرزي؛ فلم أجد له ترجمة.
٤ ‏/ ٢٠٧
٩٥٧ – عن عبد الله قال:
لا يَجْعَلْ أحدكم نصيبًا للشيطان من صلاته أن لا ينصرف إلا عن يمينه، وقد رأيت رسول الله ﷺ أكثرَ ما ينصرف عن شماله. قال عُمَارة: أتيت المدينة بَعْدُ؛ فرأيت منازل النبي ﷺ عن يساره.
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد أخرجاه وكذا أبو عوانة في «صحاحهم» دون قول عمارة).
إسناده: حدثنا مسلم بن إبراهيم: ثنا شعبة عن سليمان عن عمارة عن الأسود بن يزيد عن عبد الله.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين؛ وقد أخرجاه كما يأتي.
والحديث أخرجه البيهقي (٢/ ٢٩٥) من طريق المصنف.
وأخرجه البخاري (١/ ١٤٠)، والدارمي (١/ ٣١١)، والبيهقي أيضًا، وأحمد (١/ ٤٦٤) من طرق أخرى عن شعبة … به؛ دون قول عمارة.
وكذلك أخرجه مسلم (٢/ ١٥٣)، وأبو عوانة (٢/ ٢٥٠)، والنسائي (١/ ٢٠٠)، وابن ماجة (١/ ٢٩٨)، والبيهقي أيضًا، وأحمد (١/ ٣٨٣ و٤٢٩) من طرق أخرى عن سليمان -وهو الأعمش- … به.
وتابعه عبد الرحمن بن الأسود بن يزيد عن أبيه … نحوه؛ ولفظه:
كان رسول الله ﷺ ينصرف حيث أراد، كان أكثر انصراف رسول الله من صلاته على شقه الأيسر إلى حجرته.
أخرجه أحمد (١/ ٤٠٨ و٤٥٩) من طريق محمد بن إسحاق قال: حدثني
٤ ‏/ ٢٠٨

عن انصراف رسول الله ﷺ عبد الرحمن بن الأسود بن يزيد النخعي … قلت: وإسناده جيد، وصححه ابن حبان (١٩٩٦).

٢٠٥ – باب صلاةِ الرَّجُلِ التَّطَوُّعَ في بيتهِ
٩٥٨ – عن ابن عمر قال: قال رسول الله ﷺ:
«اجعلوا في بيوتكم من صلاتكم، ولا تتخذوها قبورًا».
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد أخرجاه. وصححه الترمذي).
إسناده: حدثنا أحمد بن محمد بن حنبل: ثنا يحيى عن عبيد الله: أخبرني نافع عن ابن عمر.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين؛ وقد أخرجاه كما يأتي.
والحديث في «مسند أحمد» (٢/ ١٦) … بهذا السند.
وأخرجه البخاري (١/ ٧٩)، ومسلم (٢/ ١٨٧)، وابن ماجة (١/ ٤١٥ – ٤١٦)، والبيهقي (٢/ ١٨٩) من طرق أخرى عن يحيى بن سعيد القطان.
والترمذي (٢/ ٣١٣ / ٤٥١)، وكذا البخاري (٢/ ٥٣)، وأحمد (٢/ ١٢٢ – ١٢٣) من طرق أخرى عن عبيد الله بن عمر … به. وقال الترمذي:
«حديث حسن صحيح».
والبخاري (٢/ ٥٣)، ومسلم، وأحمد (٢/ ٦) من طريق أيوب عن نافع … به.
والحديث سيأتي في «الوتر» بإسناد آخر للمصنف عن يحيى.

٤ ‏/ ٢٠٩

وأخرجه النسائي (١/ ٢٣٧) من طريق الوليد بن أبي هشام عن نافع.

٩٥٩ – عن زيد بن ثابت أن رسول الله ﷺ قال:
«صلاة المرء في بيته أفضل من صلاته في مسجدي هذا؛ إلا المكتوبة».
(قلت: إسناده صحيح، وكذا قال الحافظ العراقي).
إسناده: حدثنا أحمد بن صالح: ثنا عبد الله بن وهب: أخبرني سليمان بن بلال عن إبراهيم بن أبي النضر عن أبيه عن بُسْرِ بن سعيد عن زيد بن ثابت.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات رجال البخاري؛ غير إبراهيم بن أبي النضر -سالم بن أبي أمية- أبي إسحاق المعروف بـ (بَرَدَانَ)؛ وقد وثقه ابن سعد وابن حبان، وصحح حديثه الحافظ العراقي كما يأتي.
والحديث أخرجه ابن نصر في «قيام الليل» (ص ٣٥) بلفظ:
«صلاتكم في بيوتكم أفضل من صلاتكم في …»؛ ولكن مختصره المقريزي -غفر الله له- اختصر إسناده، فلا ندري أهو من هذا الوجه؟ أم من الوجه الذي ساقه قبله من طريق عبد الله بن سعيد بن أبي هند عن سالم أبي النضر … به نحوه؛ ليس فيه: «في مسجدي هذا»؟ !
وهو عند المصنف كذلك في «الوتر» رقم (١٣٠١). وأورده الغزالي في «الإحياء» (١/ ١٨١) بلفظ:
«فضل صلاة التطوع في بيته على صلاته في المسجد؛ كفضل صلاة المكتوبة في المسجد على صلاته في البيت». فقال الحافظ العراقي في «تخريجه»:
«رواه آدم بن أبي إياس في»كتاب الثواب” من حديث ضمرة بن حبيب …

٤ ‏/ ٢١٠

مرسلًا. ورواه ابن أبي شيبة في «المصنف»؛ فجعله عن ضمرة بن حبيب عن رجل من أصحاب النبي ﷺ … موقوفًا. وفي «سنن أبي داود» بإسناد صحيح من حديث زيد بن ثابت: «صلاة المرء …» فذكره.

٢٠٦ – باب من صلى لغير القبلة ثم عَلِمَ
٩٦٠ – عن أنس:
أن النبي ﷺ وأصحابه كانوا يصلُّون نحو بيت المقدس، فلما نزلت هذه الآية: ﴿فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ﴾، فمَرَّ رجل من بني سَلِمَةَ؛ فناداهَم وَهُمْ رُكوعٌ في صلاة الفجر نحو بيت المقدس: ألا إن القبلة قد حُوِّلَتْ إلى الكعبة، -مرتين-، فمالوا كما هم ركوع إلى الكعبة.
(قلت: إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه هو وأبو عوانة في «صحيحيهما»).
إسناده: حدثنا موسى بن إسماعيل: ثنا حماد عن ثابت وحُمَيْدٍ عن أنس.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم؛ وقد أخرجه كما يأتي.
والحديث أخرجه البيهقي (٢/ ١١) من طريق المصنف.
وأخرجه مسلم (٢/ ٦٦)، وأبو عوانة (٢/ ٨٢)، وأحمد (٣/ ٢٨٤) -من طريق عفان-، وأبو عوانة أيضًا -من طريق أسد بن موسى- كلاهما عن حماد بن سلمة … به؛ وزادوا:
وقد صلوا ركعة.

٤ ‏/ ٢١١

باب تفريع أبواب الجمعة

٢٠٧ – باب فضل يوم الجمعة وليلة الجمعة
٩٦١ – عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ:
«خَيْرُ يومٍ طَلَعَتْ فيه الشمس: يومُ الجمعة؛ فيه خُلِقَ آدمُ، وفيه أُهْبِطَ، وفيه تِيبَ عليه، وفيه مات، وفيه تقوم الساعة، وما من دابة إلا وهي مُسيخةٌ يومَ الجمعة من حينِ يُصْبِحُ حتى تطلُعَ الشمسُ؛ شَفَقًا من الساعة؛ إلا الجن والإنس، وفيه ساعة لا يصادفها عبد مسلم وهو يصلي، يسأل الله حاجةً، إلا أعطاه إياها».
قال كعب: ذلك في كلِّ سنة؟ فقلت: بل في كل جمعة. قال: فقرأ كعب التوراة، فقال: صدق رسول الله ﷺ.
قال أبو هريرة: ثم لَقِيتُ عبد الله بن سلام؛ فحدَّثته بمجلسي مع كعب. فقال عبد الله بن سلام: هي آخر ساعة من يوم الجمعة. فقلت: كيف هي آخر ساعة من يوم الجمعة؛ وقد قال رسول الله ﷺ: «لا يصادفها عبد مسلم وهو يصلي»؛ وتلك الساعة لا يصلى فيها؟ ! فقال عبد الله بن سلام: ألم يقل رسول الله ﷺ:
«من جلس مجلسًا ينتظر الصلاة؛ فهو في الصلاة حتى يصلي»؟ ! قال: فقلت: بلى. قال: هو ذاك.
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين، وكذلك صححه الحاكم ووافقه الذهبي، وصححه الترمذي أيضًا. وطرفه الأول عند مسلم. وبعضه

٤ ‏/ ٢١٢
صححه ابن جان. وروى الشيخان منه ساعة الإجابة).
إسناده: حدثنا القعنبي عن مالك عن يزيد بن عبد الله بن الهاد عن محمد ابن إبراهيم عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.
والحديث في «الموطأ» (١/ ١٣١ – ١٣٣) … بهذا الإسناد.
ومن طريقه: أخرجه الترمذي (٢/ ٣٦٢ – ٣٦٣)، والحاكم (١/ ٢٧٨ – ٢٧٩)، والبيهقي (٣/ ٢٥٠)، وأحمد (٢/ ٤٨٦) كلهم عن مالك … به. وقال الترمذي:
«حديث حسن صحيح». وقال الحاكم:
«صحيح على شرط الشيخين». ووافقه الذهبي.
وتابعه بكر بن مُضَرَ عن محمد بن إبراهيم … به.
أخرجه النسائي (١/ ٢١٠).
وتابعه محمد بن إسحاق عنه.
أخرجه الحاكم. وتابعه محمد بن عمرو عن أبي سلمة … به مختصرًا؛ ليس فيه قصة كعب وعبد الله بن سلام.
أخرجه أحمد (٢/ ٥٠٤)، واسناده حسن.
وتابعه على طرفه الأول: الأعرج عن أبي هريرة … مرفوعًا بلفظ:
«.. فيه خلق آدم، وفيه أُدخل الجنة، وفيه أُخرج منها، ولا تقوم الساعة إلا في يوم الجمعة».
٤ ‏/ ٢١٣
أخرجه مسلم (٣/ ٦)، وأحمد (٢/ ٥١٢).
وله عنده (٢/ ٥٤٠) طريق ثالث.
وطريق رابع (٢/ ٢٧٢ و٤٥٧) باختصار، وصححه ابن حبان (٥٥١).
وفي «البخاري» (٢/ ١٢)، و«مسلم» (٣/ ٥) من طريق الأعرج عن أبي هريرة: طرف منه؛ في ذكر ساعة الجمعة.٩٦٢ – عن أوس بن أوس قال: قال رسول الله ﷺ:
«إن مِنْ أفضل أيامكم يومَ الجمعة؛ فيه خُلِقَ آدم، وفيه قُبِض، وفيه النَّفخة، وفيه الصَّعقة، فأكثروا علي من الصلاة فيه؛ فإن صلاتكم معروضة علي».
قال: قالوا: يا رسول الله! وكيف تُعْرَضُ صلاتنا عليك وقد أرَمْتَ؟ ! قال: يقولون: بَلِيت! فقال:
«إن الله عز وجل حَرَّمَ على الأرض أجسادَ الأنبياءِ».
(قلت: إسناده صحيح على شرط مسلم، وقال الحاكم: «صحيح على شرط البخاري»! ووافقه الذهبي! وصححه ابن حبان أيضًا والنووي).
إسناده: حدثنا هارون بن عبد الله: ثنا حسين بن علي عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن أبي الأشعث الصنعاني عن أوس بن أوس.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم؛ وأبو الأشعث الصنعاني: اسمه شراحيل بن آده؛ وقد أخرج له البخاري في «الأدب المفرد».

٤ ‏/ ٢١٤
والحديث أخرجه المصنف في «الاستغفار» (١٣٧٠) من طريق أخرى عن حسين بن علي.
وأخرجه أحمد (٤/ ٨): ثنا حسين بن علي الجُعْفِيُّ … به.
وأخرجه النسائي (١/ ٢٠٣)، والدارمي (١/ ٣٦٩) وابن ماجة (١/ ٣٣٦ – ٣٣٧ و٥٠٢)، وابن حبان (٥٥٠)، والحاكم (١/ ٢٧٨)، والبيهقي (٣/ ٢٤٨) من طرق عن حسين بن علي … به. وقال الحاكم:
«صحيح على شرط البخاري»! ووافقه الذهبي!
وإنما هو على شرط مسلم؛ لما ذكرنا في أبي الأشعث.
وقد أُعِلَّ الحديث بعلة غريبة، ذكرها ابن أبي حاتم في «العلل» (١/ ١٩٧)، وخلاصة كلامه: أن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر -وهو شامي- لم يحدث عنه أحد من أهل العراق -كالجعفي-، وأن الذي يروي عنه أبو أسامة وحسين الجعفي واحد، وهو عبد الرحمن بن يزيد بن تميم، وهو ضعيف؛ وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر ثقة، وهذا الحديث منكر، لا أعلم أحدًا رواه غير حسين الجعفي!
قلت: ويعني: أنه أخطأ في قوله: عبد الرحمن بن يزيد بن جابر؛ وإنما هو: عبد الرحمن بن يزيد بن تميم؛ الضعيف!
وهذه علة واهية كما ترى؛ لأن الجعفي ثقة اتفاقًا؛ فكيف يجوز تخطئته لمجرد عدم العلم بأن أحدًا من العراقيين لم يحدِّث عن ابن جابر؟ ! وما المانع من أن يكون الجعفي العرافي قد سمع من ابن جابر حين نزل هذا البصرة قبل أن يتحول إلى دمشق، كما جاء في ترجمته؟ ! وتفرد الثقة بالحديث لا يقدح؛ إلا أن يثبت خَطَأهُ كما هو معلوم.
٤ ‏/ ٢١٥
وقد أشار إلى هذه العلة الحافظ المنذري في «مختصره» (٢/ ٤)، وفي «الترغيب» (١/ ٢٤٩) أيضًا! وأطال الكلام في نقدها الحافظ الناجي فيما كتبه عليه -أعني: «الترغيب»-، وليس كتابه في متناول يدي الآن؛ فإنه من محفوطات المكتبة المحمودية في المسجد النبوي، وأنا أكتب الآن في دمشق، ولكنه ختم كلامه بقوله:
«ليست هذه بعلة قادحة».
ويؤيد ذلك تصحيح من صححه من الأئمة المتقدمين، وقد صححه النووي أيضًا في «رياض الصالحين» (ص ٤٢٨).
وللجعفي حديث آخر بهذا الإسناد، ذكرته تحت الحديث المتقدم (٣٧٣).
وللحديث شواهد يتقوى بها، تجد بعضها في «فضل الصلاة على النبي ﷺ» لإسماعيل القاضي رفم (٢٣ و٢٨ و٢٩)، والتعليق على حديث الباب منه رقم (٢٢ – طبع المكتب الإسلامي- بتحقيقي).٢٠٨ – باب الإجابة؛ أيةَ ساعةٍ هي في يوم الجمعة؟
٩٦٣ – عن جابر بن عبد الله عن رسول الله ﷺ أنه قال:
«يوم الجمعة ثِنْتا عَشْرَةَ -يريد- ساعةً، لا يوجد مسلم يسأل الله عز وجل شيئًا؛ إلا أتاه الله عز وجل، فالتمسوها آخرَ ساعة بعد العصر».
(قلت: إسناده صحيح على شرط مسلم، وكذا قال الحاكم، ووافقه المنذري والذهبي، وصححه أيضًا النووي، وحسنه العسقلاني).

٤ ‏/ ٢١٦
إسناده: حدثنا أحمد بن صالح: ثنا ابن وهب: أخبرني عمرو -يعني: ابن الحارث- أن الجُلاح مولى عبد العزيز حدَّثه أن أبا سلمة -يعني: ابن عبد الرحمن- حدثه عن جابر بن عبد الله.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات رجال مسلم؛ غير أحمد بن صالح، وهو ثقة من شيوخ البخاري، وقد توبع.
وهو في «الجامع» لابن وهب (ق ٣٢/ ١).
والحديث أخرجه الحاكم (١/ ٢٧٩) من طريق عثمان بن سعيد الدارمي: ثنا أحمد بن صالح … به.
والنسائي (١/ ٢٠٦)، والبيهقي (٣/ ٢٥٠) من طرق أخرى عن ابن وهب … به. وقال الحاكم:
«صحيح على شرط مسلم»، ووافقه الذهبي، ومن قبله المنذري في «الترغيب» (١/ ٢٥١).
وصححه النووي أيضًا في «المجموع» (٤/ ٥٥٠).
وأما الحافظ؛ فاقتصر على تحسينه في «الفتح» (٢/ ٣٣٦)!
وله شاهد من حديث أبي هريرة تقدم قبل حديث.
ورواه أحمد (٢/ ٢٧٢) عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة معًا؛ وفيه محمد بن سلمة الأنصاري، ولم أجد له ترجمة!
وعزاه الحافظ في «الفتح» من طريقه لابن عساكر وحده!
٤ ‏/ ٢١٧
٢٠٩ – باب فضل الجمعة
٩٦٤ – عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ:
«من توضأ فأحسن الوضوء، ثم أتى الجمعة فاستمع وأنصت؛ غُفِرَ له ما بين الجمعة إلى الجمعة، وزيادة ثلاثة أيام، ومَنْ مَسَّ الحصا فقد لغا».
(قلت: إسناده صحيح، رجاله رجال «الصحيح». وأخرجه مسلم في «صححيه». وقال الترمذي: «حديث حسن صحيح»، وصححه ابن حبان).
إسناده: حدثنا مسدد: ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط البخاري ولم يخرجه.
والحديث أخرجه مسلم (٣/ ٨)، والترمذي (٢/ ٣٧١)، وابن ماجة (١/ ٣٣٩)، وابن حبان (٥٦٧) من طرق أخرى عن أبي معاوية … به.
وأخرجه أحمد (٢/ ٤٢٤): ثنا أبو معاوية … به.٢١٠ – باب التشديد في ترك الجمعة
٩٦٥ – عن أبي الجَعْدِ الضَّمْرِيِّ -وكانت له صحبة- أن رسول الله ﷺ قال:
«من ترك ثلاثَ جُمَعٍ تهاونًا بها؛ طبع الله على قلبه».
(قلت: إسناده حسن صحيح، وقال الترمذي: «حديث حسن»، وصححه ابن حبان (٢٧٧٥)، والحاكم، ووافقه الذهبي).

٤ ‏/ ٢١٨
إسناده: حدثنا مسدد: ثنا يحيى عن محمد بن عمرو قال: حدثني عُبَيْدَةُ بن سفيان الحَضْرَمِيُّ عن أبي الجَعْدِ الضَّمْرِي.
قلت: وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال «الصحيح»؛ إلا أن محمد بن عمرو -وهو ابن علقمة- إنما أخرج له الشيخان متابعة.
والحديث أخرجه أحمد (٣/ ٤٢٤ – ٤٢٥): ثنا يحيى بن سعيد … به.
وأخرجه النسائي (٢/ ٢٠١)، وابن الجارود (٢٨٨) من طرق أخرى عن يحيى.
والحاكم (١/ ٢٨٠) من طريق مسدد … به، وقال:
«صحيح على شرط مسلم»! ووافقه الذهبي!
وأقول: فيه ما عرفت من حال محمد بن عمرو؛ ومسدد لم يخرج له مسلم شيئًا.
وأخرج الترمذي (٢/ ٣٧٣)، والدارمي (١/ ٣٦٩)، وابن ماجة (١/ ٣٤٦)، وابن حبان (٥٥٣ – ٥٥٤)، والبيهقي (٣/ ١٧٢) من طرق أخرى عن محمد بن عمرو … به. وقال الترمذي:
«حديث حسن».
وللحديث شاهد من حديث جابر قال: قال رسول الله ﷺ:
«من ترك الجمعة ثلاثًا من غير ضرورة؛ طبع الله على قلبه».
أخرجه ابن ماجة، وأحمد (٣/ ٣٣٢)، والحاكم (١/ ٢٩٢) شاهدًا.
وإسناده حسن؛ كما قال المنذري في «الترغيب» (١/ ٢٦١)، والحافظ في «التلخيص» (٢/ ٥٢).
٤ ‏/ ٢١٩

وصححه البوصيري في «الزوائد» (٧١/ ٢). وقال الدارقطني: إنه «أصح من حديث أبي الجعد».

٢١١ – باب كفارة من تركها
[ليس تحته حديث على شرط كتابنا هذا. (انظر «الضعيف»)]

٢١٢ – باب من تجب عليه الجمعة
٩٦٦ – عن عائشة زوج النبي ﷺ أنها قالت:
كان الناس ينتابون الجمعة من منازلهم من العوالي.
(قلت: إسناده صحيح على شرط البخاري. وأخرجه هو ومسلم في «صحيحيهما»).
إسناده: حدثنا أحمد بن صالح: ثنا ابن وهب: أخبرني عمرو عن عبيد الله ابن أبي جعفر أن محمد بن جعفر حدثه عن عروة بن الزبير عن عائشة.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط البخاري؛ وقد أخرجه كما يأتي.
والحديث أخرجه البيهقي (٣/ ١٧٣) من طريق المصنف.
وأخرجه البخاري (٢/ ٦) … بإسناده؛ وزاد:
فيأتون في الغبار، يصيبهم الغبار والعرق، فيخرج منهم العرق، فأتى رسولَ الله ﷺ إنسان منهم -وهو عندي-، فقال النبي ﷺ:
«لو أنكم تطهرتم ليومكم هذا!».

٤ ‏/ ٢٢٠
وهكذا أخرجه مسلم (٣/ ٣)، والبيهقي (٣/ ١٨٩) أيضًا من طرق أخرى عن ابن وهب … به.
٩٦٦ / م (*) -عن قبيصة: ثنا سفيان عن محمد بن سعيد -يعني الطائفي- عن أبي سلمة بن نبيه عن عبد الله بن هارون عن عبد الله بن عمرو عن النبي ﷺ قال:
«الجمعة على من سمع النداء».
قال أبو داود: «روى هذا الحديث جماعة عن سفيان مقصورًا على عبد الله بن عمرو؛ لم يرفعوه، وإنما أسنده قبيصة».
(قلت: قال ابن معين فيه: «ثقة إلا في حديث الثوري، ليس بذلك القوي».
زاد في رواية عنه: «فإنه سمع منه وهو صغير»، وأبو سلمة بن نبيه وعبد الله ابن هارون مجهولان؛ كما قال الحافظ، وقال عبد الحق: «الصحيح أنه موقوف»).
إسناده: حدثنا محمد بن يحيى بن فارس: ثنا قبيصة.
قلت: وهذا إسناد ضعيف، وفيه علل:
الأولى: تفرد قبيصة -وهو ابن عقبة- برفعه ومخالفته للجماعة الذين رووه عن سفيان موقوفًا كما ذكر المصنف عقب الحديث.
وقبيصة وإن كان ثقة، فقد تكلم ابن معين في روايته عن الثوري خاصة، وهذه منها، وقد ذكرت قوله آنفًا نقلًا عن «الجرح والتعديل»، والزيادة عن «التهذيب».
الثانية: جهالة أبي سلمة بن نبيه.


(*) هذا الحديث أشار الشيخ رحمه الله إلى نقله من «الضعيف». (الناشر).
٤ ‏/ ٢٢١
والثالثة: جهالة عبد الله بن هارون. قال ابن التركماني:
«ولا يعرف حالهما». وقال الحافظ:
«مجهولان». وقال الذهبي في الأول منهما:
«نكرة». وفي الآخر:
«تفرد عنه أبو سلمة بن نبيه». يشير إلى أنه مجهول. وقال ابن القيم في «تهذيب السنن» (٢/ ٧):
«قال عبد الحق: الصحيح أنه موقوف. وفيه أبو سلمة بن نبيه؛ قال ابن القطان: لا يعرف بغير هذا، وهو مجهول. وفيه أيضًا الطائفي؛ مجهول عند ابن أبي حاتم، ووثقه الدارقطني. وفيه أيضًا عبد الله بن هارون؛ قال ابن القطان: مجهول الحال. وفيه أيضًا قبيصة؛ قال النسائي: كثير الخطأ، وأطلق. وقيل: كثير الخطأ على الثوري. وقيل: هو ثقة إلا في الثوري».
قلت: وأعله بالطائفي أيضًا ابن التركماني فقال:
«والطائفي مجهول. كذا في»الميزان«، وقال ابن حبان: يروي عن الثقات ما ليس من أحاديثهم، لا يحل الاحتجاج به».
قلت: الذهبي قد نفى صراحة الجهالة عن الطائفي، فإنه قال بعد أن ذكر فيه ما نقله ابن التركماني:
«… وعنه أيضًا زيد بن الحباب ويحيى بن سليم الطائفي ومعتمر بن سليمان؛ فانتفت الجهالة».
قلت: وقد وثقه البيهقي في هذا الحديث، والدارقطني كما سبق في كلام ابن القيم، ولكني أخشى أن يكون خطأ منه أو من الناسخ، فإني لم أر من ذكر توثيق
٤ ‏/ ٢٢٢
الرجل من أحد سوى ابن وارة والبيهقي، وسوى ابن أبي داود؛ كما يأتي. والله أعلم.
وما حكاه ابن التركماني عن ابن حبان، إنما قاله في محمد بن سعيد الطائفي الصغير؛ كما في «الميزان» وغيره، وهو متأخر الطبقة عن هذا، فخلط بينهما ابن التركماني!
وجملة القول: أن الطائفي هذا بريء العهدة من هذا الحديث، وإنما العلة ممن فوقه أو من دونه.
والحديث أخرجه البيهقي (٣/ ١٧٣) من طريق المصنف.
وأخرجه الدارقطني في «سننه» (ص ١٦٥) من طريق ابن المصنف بهذا السند فقال: حدثنا عبد الله بن أبي داود: ثنا محمد بن يحيى … به. وقال الدارقطني:
«قال لنا ابن أبي داود: محمد بن سعيد هو الطائفي؛ ثقة، وهذه سنة تفرد بها أهل الطائف».
ثم أخرجه من طريق حميد بن الربيع: ثنا قبيصة … به.
وللحديث شاهد، يرويه الوليد عن زهير بن محمد عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعًا بلفظ:
«إنما الجمعة على من سمع النداء».
أخرجه الدارقطني، ومن طريقه البيهقي وقال:
«هكذا ذكره الدارقطني رحمه الله في كتابه مرفوعًا، ورَوى عن حجاج بن أرطاة عن عمرو كذلك مرفوعًا».
٤ ‏/ ٢٢٣
قلت: زهير بن محمد هو الخراساني، وهو ضعيف، ومتابعة الحجاج له لا تجدي؛ لأنه مدلس، وقد عنعنه، لا سيما وقد رواه البيهقي من طريق أخرى عن الوليد بن مسلم قال: وأخبرني زهير بن محمد … به؛ إلا أنه أوقفه، وقال: «وهذا موقوف».
قلت: وهذا يؤيد أن الحديث كما رواه الجماعة عن سفيان الثوري موقوفًا.
ثم بدا نقله إلى الكتاب الآخر (*)؛ انظر «الإرواء» (٥٩٣).٢١٣ – باب الجمعة في اليوم المَطِيرِ
٩٦٧ – عن أبي المَلِيحِ عن أبيه (وهو أسامة بن عُمَيْر):
أن يوم حنين كان يوم مطر، فأمر النبي ﷺ مناديه: أنِ الصلاةُ في الرِّحالِ.
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين، وصححه ابن خزيمة وابن حبان وكذا الحاكم كما يأتي).
إسناده: حدثنا محمد بن كثير: أخبرنا همام عن قتادة عن أبي المليح.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين.
والحديث أخرجه ابن خزيمة (١٦٥٨)، وأحمد (٥/ ٧٤ و٧٥) من طرق أخرى عن همام … به؛ وصرح قتادة بالتحديث في رواية عنده.
وتابعه شعبة: قال قتادة: أنا عن أبي المليح … به.


(*) وها قد نُقل هنا. (الناشر).
٤ ‏/ ٢٢٤
أخرجه أحمد وابن خزيمة.
وتابعه سعيد وأبان عن قتادة: عند أحمد أيضًا.
وتابعه عنده: أبو بشر الحلبي عن أبي مليح بن أسامة … به؛ وفيه: أن ذلك كان في يوم جمعة.
وأبو بشر الحلبي مجهول، لكن يشهد لزيادته الحديثان بعده.
ومتابعة شعبة: أخرجها النسائي أيضًا (١/ ١٣٧)، وابن حبان (٤٣٩)؛ ولفظه كلفظ حديث سفيان بن حبيب الآتي بعد حديث.
والحديث صححه الحافظ في «الفتح»، كتاب الأذان.٩٦٨ – وفي رواية عن أبي مليح:
أنَّ ذلك كان يومَ جمعةٍ.
(قلت: حديث صحيح).
إسناده: حدثنا محمد بن المثنى: ثنا عبد الأعلى: ثنا سعيد عن صاحب له عن أبي مليح.
قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ لجهالة صاحب سعيد -وهو ابن أبي عروبة-.
والحديث أخرجه البيهقي (٣/ ١٨٦) من طريق عبد الوهاب بن عطاء: أَبنا سعيد -هو ابن أبي عروبة- عن قتادة عن أبي المليح … فذكره نحو الرواية الأولى؛ وزاد: قال سعيد: وحدثا صاحب لنا أنه سمع أبا المليح يقول:
كان ذلك يوم جمعة.

٤ ‏/ ٢٢٥
وأما قتادة فلم يذكر في حديثه يوم جمعة.
قلت: لكن هذه الزيادة صحيحة؛ فإن لها شاهدًا من رواية أبي بشر الحلبي التي ذكرتها تحت الرواية الأولى. ومن رواية أبي قلابة عن أبي المليح، وهي الآتية بعدها.
ولها شاهد من حديث ابن عمر وغيره ممن يأتي حديثهم في الباب التالي.٩٦٩ – وفي أخرى عنه عن أبيه:
أنه شهد النبي ﷺ زمن الحُدَيْبِيَّةِ في يوم الجمعة، وأصابهم مطر لم تَبْتَلَّ أسفلُ نعالهم، فأمرهم أن يصلُّوا في رحالهم.
(قلت: إسناده صحيح، وكذا صححه الحاكم ووافقه الذهبي).
إسناده: حدثنا نصر بن علي قال: سفيان بن حبيب: خَبَّرنا عن خالد الحَذَّاء عن أبي قلابة عن أبي المليح.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين؛ غير سفيان بن حبيب، وهو ثقة، أخرج له البخاري في «الأدب المفرد».
والحديث أخرجه الحاكم (١/ ٢٩٣)، والبيهقي (٣/ ١٨٦) من طرق أخرى عن نصر بن علي … به. وقال الحاكم:
«صحيح الإسناد، احتج الشيخان برواته»! ووافقه الذهبي!
وأخرجه ابن ماجة (١/ ٣٠٠)، وابن حبان (٤٤٠)، وأحمد (٥/ ٧٤) من طرق أخرى عن خالد الحذاء … به؛ دون ذكر الجمعة.
وتابعه عامر بن عبيدة الباهلي: ثنا أبو المليح الهُذَلي عن أبيه قال:

٤ ‏/ ٢٢٦
كنا مع رسول الله ﷺ، فأصابنا بُغَيْشٌ من مطر، فنادى منادي رسول الله ﷺ ونحن في سفر: «من شاء أن يصلي في رحله فَلْيُصَلِّ».
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات.٢١٤ – باب التخلُّفِ عن الجماعة في الليلة الباردة أو الليلة المطيرة
٩٧٠ – عن نافع:
أن ابن عمر نزل بـ (ضَجْنَانَ) في ليلةٍ باردةٍ، فأمر المنادي فنادى: أنِ الصلاةُ في الرِّحال.
وعن ابن عمر:
أن رسول الله ﷺ كان إذا كانت ليلة باردة أو مطيرة؛ أمر المنادي فنادى الصلاةَ في الرِّحَالِ.
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين).
إسناده: حدثنا محمد بن عُبَيْدٍ: ثنا حماد بن زيد: ثنا أيوب عن نافع: أن ابن عمر نزل …
قال أيوب: وحدثنا نافع عن ابن عمر: أن رسول الله كان إذا كانت …
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه عن أيوب، وإنما عن مالك عن نافع كما يأتي.
والحديث أخرجه الدارمي (١/ ٢٩٢): حدثنا سليمان بن حرب: ثنا حماد بن زيد … به.

٤ ‏/ ٢٢٧

ورواه ابن ماجة (١/ ٣٠٠)، والبيهقي (٣/ ٧٠ – ٧١)، وأحمد (٢/ ٤ و١٠) من طرق أخرى عن أيوب … به؛ وليس عند ابن ماجة الموقوف منه؛ وزادوا: ذات الريح.

٩٧١ – وفي رواية عن نافع قال:
نادى ابن عمر بالصلاة بـ (ضَجنانَ)، ثم نادى؛ أن: صَلُّوا في رحالكم. قال فيه: ثم حَدَّث عن رسول الله ﷺ:
أنه كان يأمر المنادي فينادي بالصلاة، ثم ينادي؛ أن صَلُّوا في رحالكم؛ في الليلة الباردة المطيرة في السفر.
(قلت: إسناده صحيح على شرط البخاري).
إسناده: حدثنا مؤمل بن هشام: ثنا إسماعيل عن أيوب عن نافع.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط البخاري؛ ولم يخرجه عن أيوب كما تقدم.
والحديث أخرجه الإمام أحمد (٢/ ٤): ثنا إسماعيل … به.
فهذا على شرطهما.

٩٧٢ – قال أبو داود: «ورواه حماد بن سلمة عن أيوب وعبيد الله … قال فيه: في السفر في الليلة القَرَّةِ أو المطِيرة».
(قلت: لم أر من وصله!).
لم أقف على من وصله! وهو بمعنى الرواية التي قبلها.

٤ ‏/ ٢٢٨
٩٧٣ – وفي رواية عن ابن عمر:
أنه نادى بالصلاة بـ (ضَجْنَانَ) في ليلة ذات برد وريح؛ فقال في آخر ندائه: ألا صلُّوا في رحالكم، ألا صلُّوا في الرحال. ثم قال:
إن رسول الله ﷺ كان يأمر المؤذن -إذا كانت ليلة باردة أو ذات مطر في سفر- يقول: ألا صلُّوا في رحالكم.
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين).
إسناده: حدثنا عثمان بن أبي شيبة: ثنا أبو أسامة عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين؛ وقد أخرجاه.
والحديث أخرجه مسلم (٢/ ١٤٧): حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة (وهو عبد الله أخو عثمان): حدثنا أبو أسامة … به.
وأخرجه هو، والبخاري (١/ ١٠٧)، وأبو عوانة (٢/ ٣٤٨)، والبيهقي (٣/ ٧٠)، وأحمد (٢/ ٥٣ و١٠٣) من طرق أخرى عن عبيد الله … به.٩٧٤ – وفي أخرى عن نافع:
أن ابن عمر -يعني- أذَّن بالصلاة في ليلة ذات برد وريح، فقال: ألا صلُّوا في الرِّحال. ثم قال: إن رسول الله ﷺ كان يأمر المؤذن -إذا كانت ليلة باردة أو ذات مطر- يقول: ألا صلُّوا في الرِّحال.
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد أخرجاه وكذا أبو عوانة في «صحاحهم»).

٤ ‏/ ٢٢٩
إسناده: حدثنا القعنبي عن مالك عن نافع.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين؛ وقد أخرجاه كما يأتي.
والحديث في»الموطأ«(١/ ٩٤).
ومن طريقه: أخرجه البخاري (١/ ١١٢)، ومسلم (٢/ ١٤٧)، وأبو عوانة (٢/ ٣٤٨)، والنسائي (١/ ١٠٧)، وأحمد (٢/ ٦٣) كلهم عن مالك … به.٩٧٥ – قال أبو داود:»وروى هذا الخبرَ: يحيى بن سعيد الأنصاري عن القاسم عن ابن عمر عن النبي ﷺ … قال فيه: في السفر«.
(قلت: لم أر من وصله)!
لم أقف على من وصله! وتشهد له رواية أيوب وعبيد الله عن نافع رقم (٩٧١ – ٩٧٣).
»ثم وجدته موصولًا في «صحيح ابن خزيمة» (١٦٥٦) من طريق جرير عن يحيى بن سعيد.

٩٧٦ – كنَّا مع رسول الله ﷺ في سفر، فمُطِرْنا، فقال رسول الله ﷺ:
«ليُصَلِّ مَنْ شاء منكم في رَحْلِهِ».
(قلت: حديث صحيح، وإسناده على شرط مسلم. وقد أخرجه في «صحيحه»، وكذا أبو عوانة. وصححه الترمذي).
إسناده: حدثنا عثمان بن أبي شيبة: ثنا الفضل بن دكين: ثنا زهير عن أبي

٤ ‏/ ٢٣٠
الزبير عن جابر.
قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات على شرط مسلم؛ وقد أخرجه كما يأتي؛ إلا أن أبا الزبير مدلس، وقد عنعنه. لكن الحديث صحيح على كل حال، يشهد له ما قبله.
والحديث أخرجه مسلم (٢/ ١٤٧)، وأبو عوانة (٢/ ٣٤٨ – ٣٤٩)، والترمذي (٢/ ٢٦٣)، والبيهقي (٣/ ٧١)، وأحمد (٣/ ٣١٢ و٣٢٧ و٣٩٧) من طرق أخرى عن زهير … به. وقال الترمذي:
«حديث حسن صحيح».٩٧٧ – عن عبد الله بن الحارث ابن عم محمد بن سيرين:
أن ابن عباس قال لمؤذِّنه في يوم مَطِيرٍ: إذا قلت: أشهد أن محمدًا رسول الله؛ فلا تقل: حيَّ على الصلاة، قل: صلُّوا في بيوتكم. فكأن الناس استنكروا ذلك! فقال:
قد فعل ذا من هو خير مني؛ إن الجمعة عَزَمَةٌ، وإني كرهت أن أُحْرِجكم، فتمشون في الطين والمطر!
(قلت: إسناده صحيح على شرط البخاري. وقد أخرجه بإسناد المصنف، وأخرجه مسلم).
إسناده: حدثنا مسدد: ثنا إسماعيل: أحبرنى عبد الحميد صاحب الزِّيادي: ثنا عبد الله بن الحارث ابن عم محمد بن سيرين.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات على شرط الشيخين؛ غير مسدد فعلى شرط البخاري؛ وقد أخرجاه.

٤ ‏/ ٢٣١
والحديث أخرجه البخاري (٢/ ٦) … بإسناد المصنف، والبيهقي (٣/ ١٨٥).
ومسلم (٢/ ١٤٧ – ١٤٨) من طريق أخرى عن إسماعيل.
والبخاري (١/ ١١٢)، ومسلم، والبيهقي من طريق حماد بن زيد عن عبد الحميد … به.
وتابعه عاصم الأحول عن عبد الله بن الحارث بن نوفل … به نحوه.
أخرجه ابن ماجة (١/ ٣٠٠ – ٣٠١)، ومسلم أيضًا.٢١٥ – باب الجمعة للمملوك والمرأة
٩٧٨ – عن طارق بن شهاب عن النبي ﷺ قال:
«الجمعةُ حقٌّ واجبٌ على كل مسلم في جماعة؛ إلا أربعة: عبد مملوك، أو امرأة، أو صبي، أو مريض».
(قلت: إسناده صحيح، وصححه النووي والحاكم والذهبي).
إسناده: حدثنا عباس بن عبد العظيم: حدثني إسحاق بن منصور: ثنا هُرَيْم عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب.
قال أبو داود: «طارق بن شهاب قد رأى النبي ﷺ، ولم يسمع منه شيئًا».
قلت: إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال مسلم؛ لكن أعله الخطابي في «المعالم» (٢/ ٩) فقال:
«وليس إسناد هذا الحديث بذاك، وطارق بن شهاب لا يصح له سماع من رسول الله ﷺ؛ إلا أنه قد لقي النبي ﷺ»!

٤ ‏/ ٢٣٢
وكأنه أخذه من قول المصنف المذكور! وقد أجاب عنه النووي؛ فقال:
«وهذا غير قادح في صحة الحديث؛ فإنه يكون مرسل صحابي، وهو حجة، والحديث على شرط الشيخين». نقله الزيلعي في «نصب الراية» (٢/ ١٩٩)؛ وأقرَّه.
والحديث أخرجه البيهقي (٣/ ١٧٢) من طريق المؤلف.
والحاكم (١/ ٢٨٨) من طريق أخرى عن العباس بن عبد العظيم.
وتابعه إبراهيم بن إسحاق بن أبي العَنْبَسِ الكوفي: ثنا إسحاق بن منصور … به.
أخرجه الدارقطني (١٦٤)، والبيهقي أيضًا (٣/ ١٨٣)، وقال:
«وهذا الحديث وإن كان فيه إرسال، فهو مرسل جيد؛ فطارق من خيار التابعين، وممن رأى النبي ﷺ، وإن لم يسمع منه، ولحديثه هذا شواهد»! وتعقبه ابن التركماني بقوله:
«قلت: هذا مخالف لرأي المحدثين؛ فإن عندهم من رأى النبي عليه السلام فهو صحابي، وقد ذكره صاحب»الكمال«في (الصحابة) … وما نقله البيهقي عن أبي داود لا ينفي عنه الصحبة. على أنه لم ينقل كلام أبي داود على ما هو عليه؛ بل أغفل منه شيئًا؛ فإن أبا داود قال: طارق قد رأى النبي عليه السلام، وهو يُعَدُّ في الصحابة، ولم يسمع منه. فقد صرح بأنه من الصحابة»!
كذا قال! وليس في كلام المصنف: «وهو يعد في الصحابة»، فلم يغفل البيهقي من كلامه شيئًا! ولعل ما عزاه إليه ابن التركماني وقع في بعض نسخ الكتاب.
والشواهد التي أشار إليها البيهقي قد خرجتها في “إرواء الغليل في تخريج
٤ ‏/ ٢٣٣
أحاديث منار السبيل» رقم (٥٩٢)؛ وقد كمل والحمد لله، وفيه قرابة ثلاثة آلاف حديث، أكثره مرفوع.
(تنبيه): وقع الحديث في «المستدرك»: عن طارق بن شهاب عن أبي موسى عن النبي ﷺ … فجعله من (مسند أبي موسى)؛ وليس بمحفوظ كما قال البيهقي. وكذلك قال الحاكم عقبه:
«صحيح على شرط الشيخين؛ فقد اتفقا جميعًا على الاحتجاج بهريم بن سفيان»! ووافقه الذهبي!
مع أن العباس لم يخرج له البخاري!٢١٦ – باب الجمعة في القُرَى
٩٧٩ – عن ابن عباس قال:
إن أول جمعة جُمِّعَتْ في الإسلام -بعد جمعة جمعت في مسجد رسول الله ﷺ في المدينه- لَجُمُعَةٌ جُمِّعَتْ بـ (جُوَاثَا) قرية من قُرَى البحرين. قال عثمان: قرية من قرى عبد القيس.
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد أخرجه البخاري).
إسناده: حدثنا عثمان بن أبي شيبة ومحمد بن عبد الله المُخَرّمِيُّ -لفظه- قالا: ثنا وكيع عن إبراهيم بن طهمان عن أبي جَمْرَةَ عن ابن عباس.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين من طريق عثمان، وعلى شرط البخاري من طريق المخرمي؛ وقد أخرجه كما يأتي.
وأبو جمرة: هو نصر بن عمران الضُّبَعِيُّ.

٤ ‏/ ٢٣٤

والحديث أخرجه البخاري (٢/ ٥)، والبيهقي (٣/ ١٧٦) -من طريق أبي عامر العَقَدِيِّ-، والبيهقي -من طريق ابن المبارك- كلاهما عن إبراهيم بن طهمان … به.

٩٨٠ – عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك -وكان قائدَ أبيه بعد ما ذهب بَصَرُهُ- عن أبيه كعب بن مالك:
أنه كان إذا سمع النداء يوم الجمعة؛ تَرحَّم لأسعدَ بن زُرَارة. فقلت له:
إذا سمعتَ النداء ترحَّمتَ لأسعد بن زرارة؟ ! قال:
لأنه أول من جَمَّعَ بنا في هَزْمِ النَّبِيتِ من حَرَّةِ بني بَيَاضة، في نقيع يقال له: نقيع الخَضِماتِ.
قلت: كم أنتم يومئذٍ؟ قال:
أربعون.
(قلت: حديث حسن، وقال البيهقي: «حسن الإسناد صحيح»، وقال الحافظ ابن حجر: «إسناده حسن، وصححه ابن خزيمة وغير واحد». قلت: منهم الحاكم والذهبي).
إسناده: حدثنا قتيبة بن سعيد: ثنا ابن إدريس عن محمد بن إسحاق عن محمد بن أبي أمامة بن سهل عن أبيه عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك.
قلت: وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات؛ إلا أن ابن إسحاق مدلس، وقد عنعنه، لكنه قد صرح بالتحديث في رواية غير المصنف كما يأتي، فثبت الحديث

٤ ‏/ ٢٣٥
-والحمد لله- بدرجة الحسن؛ لأن ابن إسحاق وإن كان ثقة؛ ففي حفظه شيء يسير من الضعف.
والحديث أخرجه الدارقطني (١٦٥)، والبيهقي (٣/ ١٧٧) من طريق المصنف.
ثم أخرجاه، وكذا ابن ماجة (١/ ٣٣٥)، وابن الجارود (٢٩١)، وابن خزيمة (١٧٢٤)، والحاكم (١/ ٢٨١) من طريقين آخرين عن محمد بن إسحاق: حدثني محمد بن أبي أمامة … به. وقال الحاكم:
«صحيح على شرط مسلم»! ووافقه الذهبي! وقال البيهقي:
«ومحمد بن إسحاق إذا ذكر سماعه في الرواية، وكان الراوي ثقة؛ استقام الإسناد، وهذا حديث حسن الإسناد صحيح».
والحديث عزاه الحافظ في «التلخيص» (٢/ ٥٦) للمصنف وابن حبان. ولم يورده الهيثمي في «موارد الظمآن»! والله أعلم.
وحسنه الحافظ؛ وزاد في «الفتح» (٢/ ٢٨٣):
«وصححه ابن خزيمة وغير واحد».٢١٧ – باب إذا وافق يومُ الجمعة يومَ عيد
٩٨١ – عن إياس بن أبي رَمْلَةَ الشامي قال: شهدت معاوية بن أبي سفيان وهو يسأل زيد بن أرقم:
هل شهدت مع رسول الله ﷺ عيدين اجتمعا في يوم؟ قال: نعم.
قال: فكيف صنع؟ قال: صلى العيد، ثم رخَّص في الجمعة، فقال:
«من شاء أن يصلِّي فَلْيُصَلِّ».

٤ ‏/ ٢٣٦
(قلت: حديث صحيح، وصححه ابن المديني والحاكم والذهبي).
إسناده: حدثنا محمد بن كثير: أخبرنا إسرائيل: ثنا عثمان بن المغيرة عن إياس بن أبي رملة.
قلت: وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين؛ غير إياس بن أبي رملة؛ فهو مجهول، كما قال الحافظ. لكن الحديث صحيح بشواهده الآتية في الكتاب.
والحديث أخرجه الطيالسي في «مسنده» (١/ ١٤٥ / ٧٠٤) قال: حدثنا إسرائيل … به.
وأخرجه النسائي (١/ ٢٣٥)، والدارمي (١/ ٣٧٨)، وابن ماجة (١/ ٣٩٣)، والطحاوي في «المشكل» (٢/ ٥٣)، والحاكم (١/ ٢٨٨)، والبيهقي (٣/ ٣١٧)، وأحمد (٤/ ٣٧٢) من طرق أخرى عن إسرائيل … به. وقال الحاكم:
«صحيح الإسناد»! ووافقه الذهبي!
مع أنه أورد إياسًا هذا في «الميزان» بهذا الحديث، وقال:
«قال ابن المنذر: لا يثبت هذا؛ فإن إياسًا مجهول». وقال ابن القطان:
«هو كما قال». وتبعهم الحافظ كما سبق.
وأما ابن حبان؛ فذكره في «الثقات»!
وصحح حديثه ابن المديني، كما في «التلخيص» (٢/ ٨٨)؛ وهو صحيح كما ذكرنا.
٤ ‏/ ٢٣٧
٩٨٢ – عن عطاء بن أبي رباح قال:
صَلَّى بنا ابن الزبير في يوم عيد، في يومِ جمعة أولَ النهار، ثم رجعنا إلى الجمعة، فلم يَخْرُجْ إلينا، فصلَّينا وحدانًا، وكان ابن عباس بالطائف، فلما قدم ذكرنا ذلك له؟ فقال:
أصاب السنة.
(قلت: إسناده صحيح على شرط مسلم).
إسناده: حدثنا محمد بن طَرِيف البَجَلِيُّ: ثنا أسباط عن الأعمش عن عطاء ابن أبي رباح.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات على شرط مسلم ولم يخرجه؛ وأسباط: هو ابن محمد بن عبد الرحمن أبو محمد القرشي مولاهم.
والأعمش: اسمه سليمان بن مهران، وهو مدلس، لكن الجمهور على الاحتجاج بعنعنته؛ حتى يتبين أنه دلس. على أنه قد توبع هنا كما في الحديث الآتي.٩٨٣ – وفي رواية عنه قال:
اجتمع يوم جمعة ويوم فطر على عهد ابن الزبير، فقال:
عيدان اجتمعا في يوم واحد، فجمعهما جميعًا؛ فصلّاهما ركعتين بُكْرَةً، لم يزد عليهما حتى صلى العصر.
(قلت: إسناده صحيح على شرط مسلم، وصححه ابن خزيمة).
إسناده: حدثنا يحيى بن خلف: ثنا أبو عاصم عن ابن جريج قال: قال عطاء.

٤ ‏/ ٢٣٨
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات على شرط مسلم؛ وابن جريج -واسمه عبد الملك بن عبد العزيز- وإن كان مدلسًا؛ فقد روى ابن أبي خيثمة بإسناد صحيح عنه أنه قال:
إذا قلت: قال عطاء؛ فأنا سمعته منه، وإن لم أقل: سمعت.
وهذه فائدة مهمة؛ لعله غفل عنها صاحب «الروضة الندية»، فقال (١/ ١٤٥):
«وفي إسناده مقال»!
وله طريق أخرى: عند النسائي (١/ ٢٣٦) عن وهب بن كَيْسَان قال:
اجتمع عيدان على عهد ابن الزُّبير؛ فأخَّر الخروج حتى تعالى النهار، ثم خرج فخطب، فأطال الخطبة، ثم نزل فصلى، ولم يصل للناس يومئذٍ الجمعة. فذُكِرَ ذلك لابن عباس؟ فقال: أصاب السنة.
وإسناده صحيح على شرط مسلم.
ومن هذا الوجه: أخرجه ابن خزيمة في «صحيحه» (١٤٦٥).٩٨٤ – عن أبي هربرة عن رسول الله ﷺ أنه قال:
«قد اجتمع في يومكم هذا عيدان، فمن شاء أجزأه من الجمعة، وإنا مُجَمِّعون».
(قلت: حديث صحيح، وقال الحاكم: «صحيح على شرط مسلم»! ووافقه الذهبي! وقال البوصيري: «هذا إسناد صحيح»!).
إسناده: حدثنا محمد بن المُصَفَّى وعمر بن حفص الوَصَّابي -المعنى- قالا:

٤ ‏/ ٢٣٩
ثنا بقية: ثنا شعبة عن المغيرة الضَّبِّيِّ عن عبد العزيز بن رُفَيْعٍ عن أبي صالح عن أبي هريرة … قال عمر: عن شعبة.
قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات كلهم؛ وبقية إنما يخشى منه إذا عنعن؛ لأنه مدلس، وقد صرح بالتحديث في رواية ابن المصفى، وكذا في رواية غيره كما يأتي، فزالت شبهة تدليسه، فيتبادر إلى الذهن أنه صح الإسناد، وليس كذلك -وإن ظنه كثيرون-؛ فإن فيه مدلسًا آخر، ذهلوا عنه؛ لأنه ليس مشهورًا بالتدليس مثل بقية، ألا وهو المغيرة بن مِقْسَمٍ الضبي؛ فإنه -مع إتقانه- كان يدلس كما في «التقريب» وغيره؛ فهو علة هذا الإسناد؛ إلا أن الحديث صحيح بشواهده المتقدمة.
والحديث أخرجه ابن ماجة (١/ ٣٩٣) … بإسناد المصنف الأول؛ إلا أنه قال: عن ابن عباس! وهو شاذ، والمحفوظ: عن أبي هريرة.
وهكذا على الصواب: أخرجه البيهقي (٣/ ٣١٨) من طريقين آخرين عن ابن المصفى.
وكذلك أخرجه بعده: ابن ماجة، والطحاوي في «المشكل» (٢/ ٥٥)، وابن الجارود (٣٠٢)، والحاكم (١/ ٢٨٨) من طرق أخرى عن بقية … به. وقال الحاكم:
«صحيح على شرط مسلم»! ووافقه الذهبي! وقال البوصيري في «زوائده» (ق ٨٢/ ١):
«هذا إسناد صحيح، رجاله ثقات»!
وتابعه زياد بن عبد الله عن عبد العزيز بن أبي رفيع … به: أخرجه البيهقي.
وزياد بن عبد الله لين في غير ابن إسحاق، كما قال الحافظ.
٤ ‏/ ٢٤٠
وخالفهما سفيان فقال: عن عبد العزيز عن أبي صالح قال … فذكره مرسلًا.
قال الحافظ في «التلخيص» (٢/ ٨٨):
«وصحح الدارقطني وكذا ابن حنبل إرساله»!٢١٨ – باب ما يُقْرأ في صلاة الصبح يومَ الجمعة
٩٨٥ – عن ابن عباس:
أن رسول الله ﷺ كان يقرأ في صلاة الفجر يوم الجمعة: (تنزيل) السجدة، و﴿هل أتى على الإنسان حِينٌ من الدهر﴾.
(قلت: إسناده صحيح على شرط البخاري. وأخرجه مسلم. وصححه الترمذي).
إسناده: حدثنا مسدد: ثنا أبو عوانة عن مِخْوَلِ بن راشد عن مسلم البَطِينِ عن سعيد بن جبير عن ابن عباس.
قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين؛ غير مسدد؛ فهو على شرط البخاري، ولم يخرجه؛ وإنما أخرجه مسلم كما يأتي.
والحديث أخرجه النسائي (١/ ١٥٢): أخبرنا قتيبة قال: حدثنا أبو عوانة … به.
ثم أخرجه هو، ومسلم (٣/ ١٦)، والترمذي (٢/ ٣٩٨)، وابن ماجة (١/ ٢٧٣)، والبيهقي (٣/ ٢٠٠)، والطيالسي (١/ ١٤٥ / ٧٠٠) من طرق أخرى عن مخول … به؛ إلا أنهم زادوا الزيادة الآتية -غير الترمذي وابن ماجة-. وقال الترمذي:

٤ ‏/ ٢٤١

«حديث حسن صحيح».

٩٨٦ – وفي رواية … بإسناده ومعناه؛ وزاد:
في صلاة الجمعة بسورة (الجمعة) و(إذا جاءك المنافقون).
(قلت: إسناده صحيح على شرط البخاري. وأخرجه مسلم).
إسناده: حدثنا مسدد: ثنا يحيى عن شعبة عن مِخْول … بإسناده ومعناه …
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط البخاري كسابقه، ولم يخرجه.
والحديث أخرجه الطيالسي: حدثنا شعبة … به.
ومن هذا الوجه: أخرجه مسلم والنسائي.
وأخرجه البيهقي عن الطيالسي.

٢١٩ – باب اللُّبْس للجمعة
٩٨٧ – عن عبد الله بن عمر:
أن عمر بن الخطاب رأى حُلَّةَ سِيَرَاءَ -يعني- تُباع عند باب المسجد، فقال:
يا رسول الله! لو اشتريت هذه؛ فلبستها يوم الجمعة وللوفد إذا قدموا عليك! فقال رسول الله ﷺ:
«إنما يلبس هذه مَنْ لا خلاق له في الآخرة».

٤ ‏/ ٢٤٢
ثم جاءت رسولَ الله ﷺ منها حُلَلٌ، فأعطى عمر بن الخطاب منها حُلَّةً. فقال عمر:
كَسَوْتَنِيها يا رسول الله! وقد قلت في حلة عُطاردٍ ما قلت؟ ! فقال رسول الله ﷺ:
«إني لم أَكْسُكَها لِتَلْبَسَها». فكساها عمر أخًا له مشركًا بمكة.
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد أخرجاه في «صحيحيهما»).
إسناده: حدثنا القعنبي عن مالك عن نافع عن عبد الله.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين؛ وقد أخرجاه كما يأتي.
والحديث في «الموطأ» (٣/ ١٠٦).
وعنه البخاري أيضًا (٢/ ٤)، ومسلم (٦/ ١٣٧)، والبيهقي (٣/ ٢٤١).
وتابعه جماعة عن نافع … به.
أخرجه البخاري (٧/ ١٣٠)، ومسلم، والنسائي (٢/ ٢٩٦)، وابن ماجة (٢/ ٣٧٥)، وأحمد (٢/ ٢٠ و١٠٣).
وتابعه عبد الله بن دينار عن ابن عمر … به.
أخرجه البخاري (٣/ ١٤٣ – ١٤٤ و٨/ ٥).
وتابعه موسى بن عقبة أيضًا: عند مسلم. وتابعه سالم بن عبد الله بن عمر؛ وهي الرواية الآتية.
٤ ‏/ ٢٤٣
٩٨٨ – وفي رواية عنه قال:
وَجَدَ عمر بن الخطاب حُلَّةَ إستبرق تباعُ بالسوق، فأخذها، فأتى بها رسولَ الله ﷺ، فقال: ابْتعْ هذهِ؛ تَجَمَّلْ بها للعيد وللوفد … ثم ساق الحديث. والأول أتم.
(قلت: إسناده صحيح على شرط البخاري. وقد أخرجه مسلم في «صحيحه»).
إسناده: حدثنا أحمد بن صالح: ثنا ابن وهب: أخبرني يونس وعمرو بن الحارث عن ابن شهاب عن سالم عن أبيه.
قلت: وهذا إسناد على شرط البخاري ولم يخرجه؛ وإنما أخرجه في «العيدين» عن شعيب عن الزهري.
والحديث أخرجه مسلم (٦/ ١٣٨ – ١٣٩) من طريقبن آخرين عن ابن وهب … به.
وهو، والنسائي (٢/ ٢٩٦) من طريقين آخرين عن سالم … به؛ وفي آخره زيادة اختصرها المصنف هنا، وقد ذكرها في أول «اللباس» [١٠ – باب ما جاء في لبس الحرير] رقم (…).٩٨٩ – عن محمد بن يحيى بن حَبَّان؛ أن رسول الله ﷺ قال:
«ما على أحدكم إن وَجَدَ -أو ما على أحدكم إن وجدتم- أن يتخذ ثوبين ليوم الجمعة سوى ثَوْبَيْ مِهْنَتِهِ؟ !»
وعنه عن ابن سلام: أنه سمع رسول الله ﷺ يقول ذلك على المنبر.

٤ ‏/ ٢٤٤
(قلت: إسناده صحيح، وصححه عبد الحق الإشبيلي).
إسناده: حدثنا أحمد بن صالح: ثنا ابن وهب: أخبرني عمرو أن يحيى بن سعيد الأنصاري حدثه أن محمد بن يحيى بن حبان حدثه أن رسول الله ﷺ قال …
قال عمرو: وأخبرني ابن أبي حبيب عن موسى بن سعد عن ابن حبان عن ابن سلام: أنه سمع رسول الله ﷺ يقول ذلك على المنبر.
قلت: وهذا إسناد صحيح من الوجهين: المرسل عن ابن حبان، والمسند عن ابن سلام، ورجاله ثقات رجال مسلم؛ غير أحمد بن صالح؛ فهو من رجال البخاري.
والحديث أخرجه البيهقي (٣/ ٢٤٢) من طريق المصنف.
وأخرجه ابن ماجة (١/ ٣٤٠) من طريق حرملة بن يحيى: ثنا عبد الله بن وهب … به مسندًا عن عبد الله بن سلام:
أنه سمع رسول الله ﷺ يقول على المنبر في يوم الجمعة …
ثم أخرجه من طريق أبي بكر بن أبي شيبة: ثنا شيخ لنا عن عبد الحميد بن جعفر عن محمد بن يحيى بن حبان عن يوسف بن عبد الله بن سلام عن أبيه قال: خطبنا النبي ﷺ … فذكر ذلك.
وهذا الشيخ لم يسم؛ فهو مجهول؛ فلا يؤخذ بزيادته في السند يوسفَ بن عبد الله بن سلام.
وللحديث شاهد من حديث عائشة مرفوعًا: أخرجه ابن ماجة (١/ ٣٤٠ – ٣٤١)، وابن خزيمة في «صحيحه»، وعنه ابن حبان (٥٦٨).
٤ ‏/ ٢٤٥
وإسناده جيد في الشواهد.
والحديث صححه عبد الحق الإشبيلي بإيراده إياه في «الأحكام الكبرى» رقم (١٦٨٨ – بتحقيقي).٩٩٠ – وعن يوسف بن عبد الله بن سلام عن النبي ﷺ.
(قلت: حديث صحيح، ولم أر من وصله عنه!).
قال أبو داود: «ورواه وهب بن جرير عن أبيه عن يحيى بن أيوب عن يزيد بن أبي حبيب عن موسى بن سعد عن يوسف بن عبد الله بن سلام عن النبي ﷺ».
قلت: لم أر من وصله عن وهب! فإن صح عنه -وهو الظاهر-؛ فيكون يحيى ابن أيوب -وهو الغافقي المصري- قد خالف عمرًا -وهو ابن الحارث- في إسناده؛ فإنه أسقط من إسناده ابن حَبَّان، وجعله من (مسند يوسف بن عبد الله بن سلام)، وذاك جعله من (مسند أبيه عبد الله بن سلام)، وهو الأرجح عندي؛ لأن عمرًا أحفظ من يحيى بن أيوب؛ قال الحافظ في الأول منهما:
«ثقة فقيه حافظ». وقال في الآخر:
«صدوق ربما أخطأ».

٢٢٠ – باب التحلق يوم الجمعة قبل الصلاة
٩٩١ – عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده:
أن رسول الله ﷺ نهى عن الشراء والبيع في المسجد، وأن تُنْشَدَ فيه ضالَّةٌ، وأن ينشد فيه شِعْرٌ، ونهى عن الحِلَقِ قبل الصلاة يوم الجمعة.
(قلت: إسناده حسن، وقال الترمذي: «حديث حسن»، وصححه ابن

٤ ‏/ ٢٤٦
خزيمة وأبو بكر بن العربي).
إسناده: حدثنا مسدد: ثنا يحيى عن ابن عَجْلان عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده.
قلت: وهذا إسناد حسن؛ للخلاف المعروف في عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، كما سبق تحريره.
والحديث أخرجه الإمام أحمد في «المسند» (٢/ ١٧٩): ثنا يحيى عن ابن عجلان … به.
وأخرجه البيهقي (٢/ ٤٤٨ و٣/ ٢٣٤) من طرق أخرى عن ابن عجلان … به مفرقًا.
وأخرجه النسائي (١/ ١١٧)، والترمذي (٢/ ١٣٩ / ٣٢٢)؛ دون إنشاد الضالة.
وقال الترمذي:
«حديث حسن».
ولابن ماجة (١/ ٣٤٨) منه الجملة الأخيرة منه.
ولأحمد في رواية (٢/ ٢١٢) الجملة الأولى منه. والحديث؛ صححه ابن خزيمة وأبو بكر بن العربي؛ كما ذكر الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على «الترمذي».٢٢١ – باب في اتخاذ المنبر
٩٩٢ – عن أبي حازم بن دينار:
أن رجالًا أَتَوْا سهل بن سعد الساعدي وقد امْتَرَوْا في المنبر؛ مِمَّ عُوُدُه؟ فسألوه عن ذلك؟ فقال:

٤ ‏/ ٢٤٧
والله إني لأعرف مما هو؟ ولقد رأيته أولَ يوم وُضِع، وأولَ يوم جَلس عليه رسول الله ﷺ.
أرسل رسول الله ﷺ إلى فلانةَ -امرأةٌ قد سَماها سَهْل- أَنْ:
«مُرِي غلامك النجار أن يعمل لي أعوادًا أجلس عليهن إذا كَلَّمتُ الناس». فأمرته فعَمِلَها من طَرْفاءِ الغابة، ثم جاء بها. فأرسلته إلى النبي ﷺ. فأمر بها فوُضعت هنا. فرأيت رسول الله ﷺ صلى عليها، وكبّر عليها، ثم ركع وهو عليها، ثم نزل القهقرى، فسجد في أصل المنبر، ثم عاد، فلما فرغ أقبل على الناس فقال:
«أيها الناس! إنما صنعت هذا؛ لتأتمُّوا [بي] وَلِتَعلَّموا صلاتي».
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد أخرجاه وأبو عوانة في «صحاحهم»).
إسناده: حدثنا قتيبة بن سعيد: ثنا يعقوب بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن عَبْدٍ القاري القرشي: حدثني أبو حازم بن دينار.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين كما يأتي.
والحديث أخرجه أبو عوانة (٢/ ١٤٧ – ١٤٨) عن المؤلف.
وأخرجه البخاري (١/ ٨١ – ٨٢ و٢/ ٩)، ومسلم (٢/ ٧٤)، والنسائي (١/ ١٢٠ – ١٢١) … بإسناد المصنف.
وأخرجه مسلم، وأحمد (٥/ ٣٣٩) من طريق عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه … به. زاد أحمد:
٤ ‏/ ٢٤٨
فقيل لسهل: هل كان من شأن الجِذْعِ ما يقول الناس؟ قال: قد كان منه الذي كان.
وإسناده صحيح على شرط سسلم.
وأخرجه أبو عوانة، والدارمي (١/ ٣٦٧)، وابن ماجة (٤٣٣) من طرق أخرى عن أبي حازم … به مختصرًا؛ وزاد الدارمي:
فكان رسول الله ﷺ يجلس عليه، ويخطب عليه، فلما فعلوا ذلك حَنَّتِ الخشبة التي كان يقوم عندها، فقام رسول الله ﷺ إليها، فوضع يده عليها، فسكنت.
وهي زيادة صحيحة؛ لها شواهد كثيرة معروفة، سأذكر واحدًا منها تحت الحديث الآتي.٩٩٣ – عن ابن عمر:
أن النبي ﷺ لما بَدَّنَ قال له تميم الداري: ألا أتَّخِذُ لك منبرًا يا رسول الله! يجمع -أو يحمل- عظامك؟ ! قال:
«بلى». فاتخذ له منبرًا مِرْقاتين.
(قلت: إسناده صحيح على شرط مسلم. وعلَّقه البخاري في «صحيحه».
وقال الحافظ: «إسناده جيد قوي»).
إسناده: حدثنا الحسن بن علي: ثنا أبو عاصم عن ابن أبي رواد عن نافع عن ابن عمر.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم؛ إلا ابن أبي رواد -واسمه

٤ ‏/ ٢٤٩
عبد العزيز- فلم يخرج له، وروى له البخاري تعليقًا. وقال الحافظ في «الفتح» (٢/ ٢١٨):
«إسناده جيد قوي».
والحديث أخرجه البيهقي (٣/ ١٩٥ – ١٩٦) من طريق شعيب بن عمرو الضُّبَعِيِّ: ثنا أبو عاصم … به؛ وزاد:
أو ثلاثة؛ فجلس عليه، قال: فصعد النبي ﷺ، فحَنَّ جذع كان في المسجد كان رسول الله ﷺ إذا خطب يستند إليه، فنزل النبي ﷺ فاحتضنه، فقال له شيئًا لا أدري ما هو؟ ثم صعد النبر، وكانت أساطين المسجد جذوعًا، وسقائفه جريدًا.
وعلَّقه البخاري في «صحيحه» بصيغة الجزم؛ فقال (٤/ ١٥٦):
«ورواه أبو عاصم …».٢٢٢ – باب موضع المنبر
٩٩٤ – عن سَلَمَةَ قال:
كان بين منبر رسول الله ﷺ وبين الحائط كَقَدْرِ مَمَرِّ الشاة.
(قلت: إسناده صحيح على شرط مسلم. وقد أخرجه هو والبخاري وأبو عوانة في «صحاحهم»).
إسناده: حدثنا مَخْلَدُ بن خالد: ثنا أبو عاصم عن يزيد بن أبي عبيد عن سلمة.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم.

٤ ‏/ ٢٥٠
والحديث أخرجه أبو عوانة (٢/ ٥٦)، والبيهقي (٢/ ٢٧٢) من طرق أخرى عن أبي عاصم … به.
وأخرجه البخاري (٦/ ٨٩)، ومسلم (٢/ ٥٩)، وأحمد (٤/ ٥٤) من طرق أخرى عن يزيد بن أبي عبيد … به. وإسناد أحمد والبخاري ثلاثي.٢٢٣ – باب الصلاة يوم الجمعة قبل الزوال
[تحته حديث واحد. انظره في «الضعيف»]

٢٢٤ – باب في وقت الجمعة
٩٩٥ – عن أنس بن مالك قال:
كان رسول الله ﷺ يصلِّي الجمعة إذا مالت الشمس.
(قلت: حديث صحيح. وأخرجه البخاري في «صحيحه». وقال الترمذي: «حسن صحيح».
إسناده: حدثنا الحسن بن علي: ثنا زيد بن حُبَابٍ: حدثني فُلَيْحُ بن سليمان: حدثني عثمان بن عبد الرحمن التَّيْمِي: سمعت أنس بن مالك يقول …
قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات رجال «الصحيح»؛ إلا أن فليح بن سليمان -وإن أخرج له الشيخان- ففيه ضعف من قبل حفظه. وقال الحافظ:
«صدوق كثير الخظأ».
والحديث أخرجه الطيالسي في «مسنده» (١/ ١٤١ / ٦٧٣): حدثنا فليح بن

٤ ‏/ ٢٥١
سليمان الخزاعي … به.
ومن طريقه: أخرجه الترمذي (٢/ ٣٧٧)، وابن الجارود (٢٨٩).
وأخرجه البخاري (٢/ ٧)، والترمذي أيضًا، والبيهقي (٣/ ١٩٠)، وأحمد (٣/ ١٢٨ و١٥٠ و٢٢٨) من طرق عن فليح بن سليمان … به. وقال الترمذي:
«حسن صحيح».
ويشهد للحديث: ما أخرجه الطبراني في «الأوسط» من حديث جابر:
كان رسول الله ﷺ إذا زالت الشمس صلى الجمعة. قال الحافظ في «التلخيص» (٢/ ٥٩):
«وإسناده حسن».٩٩٦ – عن سَلَمَة بن الأكوع قال:
كنا نصلِّي مع رسول الله ﷺ الجمعة، ثم ننصرف؛ وليس للحيطان فَيْءٌ.
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد أخرجاه في «صحيحيهما»).
إسناده: حدثنا أحمد بن يونس: ثنا يعلى بن الحارث: سمعت إياس بن سلمة بن الأكوع يحدث عن أبيه قال …
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات على شرط الشيخين.
والحديث أخرجه البخاري (٥/ ١٠٣)، ومسلم (٣/ ٩)، والنسائي (١/ ٢٠٧)،

٤ ‏/ ٢٥٢

والدارمي (١/ ٣٦٣)، وابن ماجة (١/ ٣٤١)، والدارقطني (ص ١٧٠)، والبيهقي (٣/ ١٩٠)، وأحمد (٤/ ٤٦) من طرق عن يعلى بن الحارث … به.

٩٩٧ – عن سهل بن سعد قال:
كنا نَقِيلُ ونتغدَّى بعد الجمعة.
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد أخرجاه. وقال الترمذي: «حسن صحيح»).
إسناده: حدثنا محمد بن كثير: أخبرنا سفيان عن أبي حازم عن سهل بن سعد.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين؛ وقد أخرجاه كما يأتي.
والحديث أخرجه البخاري (٢/ ١٢)، ومسلم (٣/ ٩)، والترمذي (٢/ ٤٠٣)، وابن ماجة (١/ ٣٤١)، والدارقطني (١٧٠)، والبيهقي (٣/ ٢٤١)، وأحمد (٥/ ٣٣٦) من طرق عن أبي حازم … به. وقال الترمذي:
«حديث حسن صحيح».
وله شاهد من حديث حُمَيْد الطويل عن أنس بن مالك قال:
كنا نصلي مع رسول الله ﷺ الجمعة، ثم نرجع إلى القائلة فنقيل.
أخرجه أحمد (٣/ ٢٣٧)، وابن حبان (٢٧٩٨ – إحسان) عن محمد بن إسحاق: حدثني حُمَيد الطويل … به.
وهذا إسناد حسن.
وتابعه المعتمر بن سليمان: ثنا حميد … به.

٤ ‏/ ٢٥٣
رواه ابن ماجة؛ وإسناده صحيح على شرط مسلم.
ورواه البخاري (٩٠٥ و٩٤٠)، وفي «الأدب المفرد» (١٢٤٠)، وابن خزيمة (١٨٧٧)، وابن حبان أيضًا وكذا أحمد (٣/ ٢٣٧)، من طرق أخرى عن حميد … به.٢٢٥ – باب النداء يوم الجمعة
٩٩٨ – عن السائب بن يزيد:
أن الأذان كان أوله حين يجلس الإمام على المنبر يوم الجمعة؛ في عهد النبي ﷺ وأبي بكر وعمر رضي الله عنهما. فلما كان خلافة عثمان، وكثر الناس؛ أمر عثمان يوم الجمعة بالأذان الثالث، فأذِّن به على الزوراء، فثبت الأمر على ذلك.
(قلت: إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه البخاري في «صحيحه». وقال الترمذي: «حديث حسن صحيح»).
إسناده: حدثنا محمد بن سَلَمَةَ المرادي: ثنا ابن وهب عن يونس عن ابن شهاب: أخبرني السائب بن يزيد.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات على شرط الشيخين؛ غير المرادي؛ فهو على شرط مسلم وحده؛ وقد أخرجه البخاري كما يأتي.
والحديث أخرجه البخاري (٢/ ٨)، والنسائي (١/ ٢٠٧)، والترمذي (٢/ ٣٩٢)، وابن الجارود (٢٩٠)، والبيهقي (٣/ ١٩٢)، وأحمد (٣/ ٤٤٩) من طرق عن الزهري. وقال الترمذي:
«حديث حسن صحيح».

٤ ‏/ ٢٥٤
٩٩٩ – وفي رواية عنه قال:
لم يكن لرسول الله ﷺ إلا مؤذن واحد: بلال … ثم ذكر معناه.
(حديث صحيح).
إسناده: حدثنا هَنَّاد بن السَّرِيِّ: ثنا عبدة عن محمد -يعني: ابن إسحاق- عن الزهري عن السائب.
قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات رجال مسلم؛ على التفصيل المعروف في ابن إسحاق، وقد عنعنه، لكنه قد صَرَّح بالتحديث في رواية عنه كما يأتي.
وعبدة: هو ابن سليمان الكِلابي.
والحديث أخرجه ابن ماجة (١/ ٣٤٨)، وأحمد (٣/ ٤٤٩) من طرق أخرى عن ابن إسحاق … به.
وأحمد من طريق إبراهيم بن سعد الزهري عنه قال: حدثني محمد بن مسلم ابن عبيد الله الزهري … به؛ ولفظه:
لم يكن لرسول الله ﷺ إلا مؤذن واحد في الصلوات كلها؛ في الجمعة وغيرها، يؤذن ويقيم، قال: كان بلال يؤذن إذا جلس رسول الله ﷺ على المنبر يوم الجمعة، ويقيم إذا نزل، ولأبي بكر وعمر رضي الله عنهما؛ حتى كان عثمان.
وهذا إسناد حسن صحيح.١٠٠٠ – وفي أخرى عنه -وزاد في نسبه: ابن أخت نمر- قال:
ولم يكن لرسول الله ﷺ غير مؤذن واحد … وساق هذا الحديث، وليس بتمامه.

٤ ‏/ ٢٥٥
(قلت: إسناده صحيح على شرط البخاري. وقد أخرجه في «صحيحه»).
إسناده: حدثنا محمد بن يحيى بن فارس: ثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد: ثنا أبي عن صالح عن ابن شهاب أن السائب بنَ يزيد ابنَ أخت نمر … به.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط البخاري.
والحديث أخرجه النسائي (١/ ٢٠٧) … بهذا الإسناد؛ ولفظه:
إنما أمر بالتأذين الثالث عثمان؛ حين كثر أهل المدينة، ولم يكن لرسول الله ﷺ غير مؤذن واحد، وكان التأذين يوم الجمعة حين يجلس الإمام.
وأخرجه البخاري (٢/ ٨) من طريق عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون عن الزهري … به.٢٢٦ – باب الإمام يكلّم الرجل في خطبته
١٠٠١ – عن جابر قال:
لَمَّا استوى رسول الله ﷺ يوم الجمعة قال:
«اجلسوا». فسمع ذلك ابن مسعود؛ فجلس على باب المسجد، فرآه رسول الله ﷺ فقال:
«تَعَالَ يا عبدَ الله بنَ مسعود!».
(قلت: حديث صحيح، وقال الحاكم: «صحيح على شرط الشيخين»! ووافقه الذهبي!)
إسناده: حدثنا يعقوب بن كعب الأنطاكي: ثنا مَخْلَدُ بن يزيد: ثنا ابن جريج عن عطاء عن جابر.

٤ ‏/ ٢٥٦
قال أبو داود: «هذا يعرف مرسلًا؛ إنما رواه الناس عن النبي ﷺ. ومخلد هو شيخ».
قلت: هو صدوق من رجال الشيخين، وله أوهام كما في «التقريب»، ولكنه لم يتفرد به كما يأتي.
وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين؛ غير يعقوب بن كعب، وهو ثقة.
والحديث أخرجه البيهقي (٣/ ٢١٨) من طريق معاذ بن معاذ: أبَنا ابن جريج … به. وقال:
«ورواه عمرو بن دينار عن عطاء؛ فأرسله».
وتابعه أيضًا الوليد بن مسلم؛ لكنه خالف فقال: ثنا ابن جريج عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس قال … فذكره.
أخرجه الحاكم (١/ ٢٨٣ – ٢٨٤) عن هشام بن عمار: ثنا الوليد … وقال:
«صحيح على شرط الشيخين»! ووافقه الذهبي!
وأقول: هو كذلك لولا المخالفة؛ وأظنها من هشام؛ فإنه مضعف من قبل حفظه. فالصواب أنه من (مسند جابر)؛ لاتفاق مخلد بن يزيد ومعاذ بن معاذ عليه.٢٢٧ – باب الجلوس إذا صعد المنبر
١٠٠٢ – عن ابن عمر قال:
كان النبي ﷺ يخطب خطبتين؛ كان يجلس إذا صعد على المنبر؛ حتى يفرغ -أراه- المؤذن، ثم يقوم فيخطب، ثم يجلس فلا يتكلم، ثم يقوم فيخطب.

٤ ‏/ ٢٥٧
(قلت: حديث صحيح. وأخرجه الشيخان مختصرًا).
إسناده: حدثنا محمد بن سليمان الأنباري: ثنا عبد الوهاب -يعني: ابن عطاء- عن العمري عن نافع عن ابن عمر.
قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات؛ غير العمري -وهو عبد الله بن عمر بن حفص ابن عاصم بن عمر بن الخطاب المُكَبَّر-، وهو ضعيف من قبل حفظه. وقال المنذري (٢/ ١٧):
«وفيه مقال».
لكن الحديث صحيح؛ فقد تابعه عليه أخوه المصغر عبيد الله عن نافع … به مختصرًا:
كان رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَء يخطب يوم الجمعة خطبتين؛ بينهما جلسة.
أخرجه الترمذي (رقم ٥٠٦) -وصححه-، والبيهقي (٣/ ١٩٦) بإسناد صحيح.
وقد أخرجاه نحوه.
وأخرج الحاكم (١/ ٢٨٣) من طريق مصعب بن سَلَّام عن هشام الغازِ عن نافع … به مختصرًا؛ بلفظ:
كان النبي ﷺ إذا خرج يوم الجمعة فقعد على المنبر؛ أذَّنَ بلال. وقال:
«صحيح الإسناد»! وتعقبه الذهبي بقوله:
«قلت: مصعب ليس بحجة».
قلت: ويشهد له حديث السائب المتقدم برقم (٩٩٨).
٤ ‏/ ٢٥٨

والحديث أخرجه أحمد (٢/ ٩١ و٩٨) من طرق أخرى عن عبد الله بن عمر … مختصرًا.

٢٢٨ – باب الخطبة قائمًا
١٠٠٣ – عن جابر بن سَمُرة:
أن رسول الله ﷺ كان يخطب قائمًا، ثم يجلس، ثم يقوم فيخطب قائمًا، فمن حدثك أنه كان يخطب جالسًا؛ فقد كذب! فقد – والله- صلَّيْتُ معه أكثر من ألْفَيْ صلاة.
(قلت: إسناده حسن، وهو على شرط مسلم. وقد أخرجه في «صحيحه»).
إسناده: حدثنا النُّفَيْلي: ثنا زهير عن سماك عن جابر بن سمرة.
قلت: وهذا إسناد حسن، وهو على شرط مسلم، وإنما لم أصححه مع ذلك؛ لأن سماكًا كان قد تغير بأخرة، فكان ربما يلقَّن كما قال الحافظ؛ وقد أخرجه مسلم كما يأتي.
والحديث أخرجه مسلم (٣/ ٩)، والبيهقي (٣/ ١٩٧)، وأحمد (٥/ ٩٠ و٩١) من طرق أخرى عن زهير … به.

١٠٠٤ – وفي رواية عنه قال:
كان لرسول الله ﷺ خطبتان؛ كان يجلس بينهما، يقرأ القرآن ويذكِّرُ الناس.
(قلت: إسناده حسن، وهو على شرط مسلم. وقد أخرجه في «صحيحه»).

٤ ‏/ ٢٥٩
إسناده: حدثنا إبراهيم بن موسى وعثمان بن أبي شيبة -المعنى- عن أبي الأحوص: ثنا سماك عن جابر بن سمرة.
قلت: وهذا إسناد حسن، وهو على شرط مسلم أيضًا كالذي قبله.
والحديث أخرجه مسلم (٣/ ٩)، والدارمي (١/ ٣٦٦)، وعبد الله بن أحمد في «زوائد المسند» (٥/ ٩٤) من طرق أخرى عن أبي الأحوص … به.
وأخرجه البيهقي أيضًا (٣/ ٢١٠) من هذا الوجه.
وأحمد (٥/ ٨٧ و٨٨ و٨٩ و٩١ و٩٢ و٩٣ و٩٤ – ٩٥ و٩٥ و٩٧ و٩٨ و٩٩ – ١٠٠ و١٠١ و١٠٢ و١٠٧) من طرق أخرى عن سماك … به نحوه.
وأخرجه المصنف من طريقين آخرين عنه، يأتي أحدهما عقب هذا، والآخر في الباب الآتي برقم (١٠٠٩).١٠٠٥ – وفي أخرى عنه قال:
رأيت النبي ﷺ يخطب قائمًا، ثم يقعد قَعْدَةً لا يتكلم … وساق الحديث.
(قلت: إسناده حسن على شرط مسلم. وقد أخرجه باللفظين اللذين قبله كما سبق).
إسناده: حدثنا أبو كامل: ثنا أبو عوانة عن سماك بن حرب عن جابر بن سمرة.
قلت: وهذا إسناد حسن على شرط مسلم، وليس بصحيح؛ لما ذكرته في الرواية الأولى قبل حديث.

٤ ‏/ ٢٦٠
وأبو كامل: اسمه فُضَيْل بن حسين الجَحْدَرِيُّ.
والحديث أخرجه أحمد (٥/ ٩٠ و٩٧) من طريقين آخرين عن أبي عوانة … به؛ وتمام الحديث عنده:
ثم يقوم فيخطب خطبة أخرى على منبره، فمن حدثك أنه رآه يخطب قاعدًا؛ فلا تصدِّقْهُ!٢٢٩ – باب الرجل يخطب على قوس
١٠٠٦ – عن شُعَيْبِ بن رُزيقٍ الطائفي قال:
جلست إلى رجل له صحبة من رسول الله ﷺ -يقال له: الحكم بن حَزْنٍ الكُلَفِيُّ-، فأنشأ يحدثنا؛ قال: وفدت إلى رسول الله ﷺ سابع سبعة -أو تاسع تسعة-، فدخلنا عليه، فقلنا: يا رسول الله! زرناك فادْعُ الله لنا بخير! فأمر بنا -أو أمر لنا- بشيء من التمر، والشأنُ إذ ذاك دُونٌ. فأقمنا بها أيامًا؛ شهدنا فيها الجمعة مع رسول الله ﷺ، فقام متوكِّئًا على عصًا أو قوسٍ، فحمد الله وأثنى عليه، كلماتٍ خفيفاتٍ طيِّباتٍ مباركات، ثم قال:
«أيها الناس! إنكم لن تطيقوا -أو لن تفعلوا- كل ما أُمِرتم به؛ ولكن سَدِّدوا وأبشروا».
(قلت: إسناده حسن، وكذا قال الحافظ ابن حجر، وصححه ابن السكن وابن خزيمة).
إسناده: حدثنا سعيد بن منصور: ثنا شهاب بن خِراش: حدثنا شعيب بن

٤ ‏/ ٢٦١
رزيق الطائفي.
قال أبو علي: سمعت أبا داود قال: ثبتني في شيء منه بعض أصحابنا.
قلت: وهذا إسناد حسن؛ شعيب بن رُزَيْقٍ -بتقديم الراء على الزاي- قال ابن معين:
«ليس به بأس». وقال أبو حاتم:
«صالح».
وذكره ابن حبان في «الثقات».
وشهاب بن خراش؛ وثقه ابن المبارك وجماعة. وقال أحمد وأبو زرعة:
«لا بأس به». وقال ابن عدي:
«له أحاديث ليست بالكثيرة، وفي بعض رواياته ما ينكر عليه».
«والحديث أخرجه البيهقي (٣/ ٢٠٦) من طريق أخرى عن شهاب بن خراش … به. وقال الحافظ في»التلخيص«(٢/ ٦٥) – بعد أن عزاه للمصنف:
»وإسناده حسن؛ فيه شهاب بن خراش، وقد اختلف فيه؛ والأكثر وثقوه، وقد صححه ابن السكن وابن خزيمة«.١٠٠٧ – عن عَدِيِّ بن حاتم:
أنَّ خطيبًا خطب عند النبي ﷺ فقال. من يطع الله ورسوله … ومن يعصهما … فقال:
»قم -أو اذهب-؛ بئس الخطيبُ”.

٤ ‏/ ٢٦٢
(قلت: إسناده صحيح على شرط مسلم. وقد أخرجه في «صحيحه» بأتم منه).
إسناده: حدثنا مسدد: ثنا يحيى عن سفيان بن سعيد: حدثني عبد العزيز ابن رُفَيْعٍ عن تميم الطائي عن عدي بن حاتم.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم؛ غير مسدد؛ فهو على شرط البخاري؛ وقد أخرجه المصنف أيضًا بهذا الإسناد في «الأدب» [٨٥ – باب [(…).
والحديث أخرجه الحاكم (١/ ٢٨٩) من طريق أخرى عن مسدد … به أتم منه كما يأتي.
ثم أخرجه هو، ومسلم (٣/ ١٢ – ١٣)، والنسائي (٢/ ٧٩)، والبيهقي (١/ ٨٦ و٣/ ٢١٦)، وأحمد (٤/ ٢٥٦ و٣٧٩) من طرق أخرى عن سفيان … به أتم منه؛ بلفظ:
… من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعصهما فقد غوى. فقال رسول الله ﷺ:
«بئس الخطيب أنت! قل: ومن يعص الله ورسوله فقد غوى».١٠٠٨ – عن بنت الحارث بن النعمان قالت:
ما حفظت (ق) إلا من في رسول الله ﷺ؛ كان يخطب بها كلَّ جمعة
قالت: وكان تَنُّورُ رسول الله ﷺ وتَنُّورنا واحدًا.
(قلت: حديث صحيح. وأخرجه مسلم في «صحيحه»).

٤ ‏/ ٢٦٣
إسناده: حدثنا محمد بن بشار: ثنا محمد بن جعفر: ثنا شعبة عن خُبَيْبٍ عن عبد الله بن محمد بن مَعْنٍ عن بنت الحارث بن النعمان.
قال أبو داود: «قال روح بن عبادة عن شعبة قال: بنت حارثة بن النعمان.
وقال ابن إسحاق: أم هشام بنت حارثة بن النعمان».
قلت: وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين؛ غير عبد الله بن محمد ابن معين، ولم يوثقه غير ابن حبان. ولهذا قال الذهبي في الميزان«:
»وُثِّقَ؛ فيه جهالة«، واحتج به مسلم؛ ما روى عنه سوى خُبَيْبِ بن عبد الرحمن …»! ثم ساق له هذا الحديث.
وفي قوله: «احتج به مسلم» نظر؛ فقد ساق له عقبه متابعًا -بل متابعين- كما يأتي، وليس له عنده إلا هذا الحديث، كما في «التهذيب»؛ فلا يظهر حينئذٍ أنه احتج به.
والحديث أخرجه أحمد (٦/ ٤٦٣): ثنا محمد بن جعفر … به؛ إلا أنه قال: حارثة.
وكذلك أخرجه مسلم (٣/ ١٣)، والبيهقي (٣/ ٢١١) من هذا الوجه.
وتابعه يحيى بن عبد الله بن عبد الرحمن بن سعد بن زُرَارة عن أم هشام بنت حارثة بن النعمان … به؛ مع تقديم وتأخير.
أخرجه مسلم والبيهقي، وأحمد (٦/ ٤٣٥ – ٤٣٦)، وقال البيهقي:
«وأم هشام بنت حارثة بن النعمان: هي أخت عمرة بنت عبد الرحمن لأمِّها».
قلت: وقد روت عمرة هذا الجديث عن أختها أم هشام، كما يأتي بعد حديث.
٤ ‏/ ٢٦٤
وتابعه أيضًا محمد بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة عن ابنة حارثة بن النعمان … به؛ دون قصة التنور.
أخرجه النسائي (١/ ٢٠٨ – ٢٠٩)، وأحمد (٦/ ٤٣٥).
وإسناده صحيح؛ إن كان محمد هذا سمعه منها.
قلت: فهذه المتابعات تشهد لصحة حديث ابن معن. والله أعلم.١٠٠٩ – عن جابر بن سمرة قال:
كانت صلاة رسول الله ﷺ قَصْدًا، وخطبته قَصْدًا؛ يقرأ أيات من القرآن، ويذكر الناس.
(قلت: إسناده حسن وهو على شرط مسلم. وقد أخرجه مفرَّقًا في موضعين من «صحيحه». والترمذي نصفه الأول؛ وقال: «حسن صحيح»).
إسناده: حدثنا مسدد: ثنا يحيى عن سفيان: حدثني سماك عن جابر بن سمرة.
قلت: وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال «الصحيح»؛ وفي سماك -وهو ابن حرب- كلام ذكرته قريبًا عند الحديث (١٠٠٣)، فلا نعيده.
والحديث أخرجه النسائي (١/ ٢٠٩)، وابن ماجة (١/ ٣٤٢)، وأحمد (٥/ ٩٣ و٩٨ و١٠٢ و١٠٦ و١٠٧) من طرق أخرى عن سفيان … به.
ثم أخرجه أحمد (٥/ ٩١ و٩٤ و٩٥) من طرق أخرى عن سماك … به.
وأخرج منه الترمذي (٢/ ٣٨١)، والدارمي (١/ ٣٦٥)، وكذا مسلم (٣/ ١١) شطره الأول.

٤ ‏/ ٢٦٥

وله الشطر الثاني؛ أخرجه في مكان آخر، كما تقدم برقم (١٠٠٣ و١٠٠٤).

١٠١٥ – عن عمرة عن أختها قالت:
ما أخذت (ق) إلا من في رسول الله ﷺ؛ كان يقرؤها في كل جمعة
(قلت: إسناده صحيح. وأخرجه مسلم في «صحيحه»).
إسناده: حدثنا محمود بن خالد: ثنا مروان: ثنا سليمان بن بلال عن يحيى ابن سعيد عن عمرة.
قال أبو داود: «وكذا رواه يحيى بن أيوب وابن أبي الرجال عن يحيى بن سعيد عن عمرة عن أم هشام بنت حارثة بن النعمان».
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات على شرط مسلم؛ غير محمود بن خالد -وهو السلمي-، وهو ثقة.
والحديث أخرجه مسلم (٣/ ١٣)، والبيهقي (٣/ ٢١١) من طريق يحيى بن حسان: حدثنا سليمان بن بلال … به.
وتابعه يحيى بن أيوب، كما في الرواية الآتية.
وعبد الرحمن بن أبي الرجال، ولكنه خالف في متنه، فقال: ذكره يحيى بن سعيد عن عمرة عن أم هشام بنت حارثة بن النعمان قالت:
ما أخذت (ق والقرآن المجيد) إلا من وراء النبي ﷺ كان يصلي بها في الصبح.
أخرجه أحمد، وابنه عبد الله في «زوائد المسند» (٦/ ٤٦٢).

٤ ‏/ ٢٦٦
وابن أبي للرجال؛ قال الحافظ:
«صدوق ربما أخطأ».
قلت: والظاهر أنه أخطأ في قوله: يصلي بها في الصبح! والصواب رواية الجماعة: يخطب بها في كل جمعة.
وقد أشار الحافظ في «نتائج الأفكار» (١/ ٤٣٩ – ٤٤٠) إلى شذوذه؛ للمخالفة المذكورة.
ونحوه ما رواه الطبراني في «المعجم الكبير» (٢٥/ ١٤٢ / ٣٤٣) من طريق ابن أبي شيبة عن محمد بن إسحاق … بسنده عن أم هشام بنت حارثة مثل رواية ابن أبي الرجال.
لكن ابن إسحاق مدلس، وقد عنعنه.
على أن الحديث في «مصنف ابن أبي شيبة» (٢/ ١١٥) من طريق ابن إسحاق نفسه … باللفظ الموافق لرواية الجماعة. فدل ذلك على خطأ ما في «المعجم».
ومن الغريب: أن الحافظ المزي في «تحفة الأشراف» (١٣/ ١٠٨ – ١٠٩) لم يتنبه لخطأ رواية ابن أبي الرجال هذه؛ بل صنيعه يوهم أنها موافقة لرواية الجماعة! والله أعلم.١٠١١ – وفي رواية عن عمرة عن أخت لعمرة بنت عبد الرحمن كانت أكبر منها … بمعناه.
(قلت: إسناده صحيح على شرط مسلم. وقد أخرجه في «صحيحه» بإسناد المصنف).
إسناده: حدثنا ابن السَّرْح: ثنا ابن وهب: أخبرني يحيى بن أيوب عن يحيى

٤ ‏/ ٢٦٧
ابن سعيد عن عمرة.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم.
وقد أخرجه في «صحيحه» (٣/ ١٣) بإسناد المصنف؛ ولم يسق لفظه وإنما قال: بمثل حديث سليمان بن بلال. يعني: الذي قبله؛ وفيه عنده:
وهو يقرأ بها على المنبر في كل جمعة.٢٣٠ – باب رفع اليدين على المنبر
١٠١٢ – عن حُصَيْنِ بن عبد الرحمن قال:
رأى عُمَارة بن رُؤيبَةَ بِشْرَ بن مروان وهو يدعو في يوم جمعة، فقال عمارة:
قَبَّحَ الله هاتين اليدين -قال حصين: حدثني عمارة-؛ قال: لقد رأيت رسول الله ﷺ -وهو على المنبر- ما يزيد على هذه؛ يعني: السبابة التي تلي الإبهام.
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد أخرجه مسلم في «صحيحه». وقال الترمذي: «حسن صحيح»، وصححه ابن خزيمة وابن حبان).
إسناده: حدثنا أحمد بن يونس: ثنا زائدة عن حصين بن عبد الرحمن.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين؛ وقد أخرجه مسلم كما يأتي.
والحديث أخرجه الدارمي (١/ ٣٦٦) … بإسناد المصنف.

٤ ‏/ ٢٦٨
وأخرجه هو، ومسلم (٣/ ١٣ و١٣ – ١٤ و٤/ ٢٦١)، والنسائي (١/ ٢٠٩)، والترمذي (٢/ ٣٩١)، والبيهقي (٣/ ٢١٠)، وأحمد (٤/ ١٣٥ – ١٣٦ و١٣٦) من طرق عن حصين بن عبد الرحمن … به. وقال الترمذي:
«حديث حسن صحيح».
ومن هذا الوجه: أخرجه ابن خزيمة (١٤٥١ و١٧٩٣)، وابن حبان (٨٨٢ – الإحسان).٢٣١ – باب إقصار الخُطَبِ
١٠١٣ – عن عمار بن ياسر:
أَمَرَنا رسولُ الله ﷺ بإقصار الخُطَبِ.
(قلت: حديث صحيح، وقال الحاكم: «صحيح الإسناد»، ووافقه الذهبي).
إسناده: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير: ثنا أبي: ثنا العلاء بن صالح عن عَدِي بن ثابت عن أبي راشد عن عمار بن ياسر.
قلت: وهذا إسناد رجاله مُوثَّقون؛ غير أبي راشد، وهو مجهول كما قال الذهبي. وإلى ذلك أشار المنذري بقوله (٣/ ٢٠):
«لم يُسَمَّ ولم يُنْسَبْ».
لكن حديثه صحيح؛ لأن له شاهدًا كما يأتي.
والحديث أخرجه الحاكم (١/ ٢٨٩)، وعنه البيهقي (٣/ ٢٠٨) من طريق أخرى عن محمد بن عبد الله بن نمير … به. وصححه الحاكم كما ذكرناه آنفًا.

٤ ‏/ ٢٦٩
وقال الإمام أحمد (٤/ ٣٢٠): ثنا ابن نمير: ثنا العلاء بن صالح … به؛ ولفظه: ثنا أبو راشد: قال:
خطبنا عمار بن ياسر فتجوَّز في خطبته. فقال له رجل من قريش: لقد قلت قولًا شفاءً، فلو أنك أطلت! فقال:
إن رسول الله ﷺ نهى أن نُطِيلَ الخطبةَ.
وتابعه أبو وائل قال: خطبنا عمار فأوجز وأبلغ. فلما نزل قلنا: يا أبا اليقظان! لقد أبلغت وأوجزت، فلو كنت تنفَّست! فقال: إني سمعت رسول الله ﷺ يقول:
«إن طول صلاة الرجل وقصر خطبته مَئِنَّةٌ من فقهه؛ فأطيلوا الصلاة، وأقصروا الخطبة، وإن من البيان سحرًا».
أخرجه مسلم (٣/ ١٢)، والدارمي (١/ ٣٦٥)، والبيهقي، وأحمد (٤/ ٢٦٣) من طريق واصل بن حَيَّان قال: قال أبو وائل … به.١٠١٤ – عن جابر بن سَمُرَة السُّوَائي قال:
كان رسول الله ﷺ لا يُطِيلُ الموعظة يوم الجمعة؛ إنما هنَّ كلماتٌ يسيراتٌ.
(قلت: حديث حسن، وقال الحاكم: «صحيح على شرط مسلم»! ووافقه الذهبي!).
إسناده: حدثنا محمود بن خالد: ثنا الوليد: أخبرني شيبان أبو معاوية عن سماك بن حرب عن جابر بن سمرة السُّوائي.

٤ ‏/ ٢٧٠
قلت: وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات إن كان شيبان سمعه من سماك، وهذا من جابر؛ فإن الوليد -وهو ابن مسلم الدمشقي- كان يدلس تدليس التسوية؛ فيُخشى -حين لا يكون إسناده مسلسلًا بالتحديث- أن يكون أسقط منه رجلًا فوق شيخه.
إلا أن الحديث على كل حال حسن؛ فإنه بمعنى حديث سماك أيضًا عن جابر، المتقدم برقم (١٠٠٩).
والحديث أخرجه البيهقي (٣/ ٢٠٨) من طريق أخرى عن محمود بن خالد الدمشقي … به.٢٣٢ – باب الدُّنُوِّ من الإمام عند الموعظة
١٠١٥ – عن سَمُرة بن جُنْدُب أن نبي الله ﷺ قال:
«احْضُرُوا الذِّكْرَ، وادْنُوا من الإمام؛ فإن الرجل لا يزال يتباعد؛ حتى يؤخَّرَ في الجنة وإن دخلها».
(قلت: إسناده صحيح، وقال الحاكم: «صحيح على شرط مسلم»، ووافقه الذهبي).
إسناده: حدثنا علي بن عبد الله: ثنا معاذ بن هشام: وجدت في كتاب أبي بخط يده -ولم أسمعه منه- قال: قال قتادة: عن يحيى بن مالك عن سمرة بن جندب.
قلت: وهذا إسناد حسن، رجاله كلهم ثقات رجال البخاري؛ غير يحيى بن مالك؛ فقد أغفلوه ولم يذكروه في “التهذيب! وغيره! وإنما ترجم له ابن أبي حاتم (٤/ ٢ / ١٩٠)؛ وذكر أنه أبو أيوب الأزْدي العَتَكِيُّ البصري المَرَاغي -قبيلة من

٤ ‏/ ٢٧١
العرب-، وأنه روى عن جماعة من الصحابة، وعنه قتادة وأبو عمران الجوني وأبو الواصل عبد الحميد بن واصل، مات في ولاية الحجاج، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا.
فمثله في التابعين حسن الحديث إن شاء الله تعالى؛ وقد وثقه ابن حبان (١/ ٢٥٦ – ٢٥٧).
ثم تبين أنهم ترجموه في «الكنى»؛ وهو ثقة.
والحديث أخرجه أحمد (٥/ ١١) … بإسناد المصنف؛ فهو من رواية الأقران؛ لأن أحمد من شيوخ المصنف، فروى عن شيخه علي بن عبد الله -وهو ابن المديني-.
وأخرجه الحاكم (١/ ٢٨٩) من طريق أخرى عنه، وقال:
«صحيح على شرط مسلم»، ووافقه الذهبي.
وأخرجه البيهقي (٣/ ٢٨٩) من طريق المصنف والحاكم.٢٣٣ – باب الإمام يقطع الخطبة للأمر يحدث
١٠١٦ – «عن بُرَيْدَةَ (بن الحُصَيْبِ) قال: خطبنا رسول الله ﷺ؛ فأقبل الحسن والحسين رضي الله عنهما؛ عليهما، قميصان أحمران، يعثران ويقومان، فنزل فأخذهما فَصَعِدَ بهما، ثم قال:»صدق الله! (إنما أموالكم وأولادكم فتنة)؛ رأيت هذين فلم أصبر«؛ ثم أخذ في الخطبة.
(قلت: إسناده صحيح على شرط مسلم، وكذا قال الحاكم، ووافقه الذهبي، وصححه ابن خزيمة وابن حبان، وقال الترمذي:»حديث حسن”).

٤ ‏/ ٢٧٢
إسناده: حدثنا محمد بن العلاء أن زيد بن حُبَابٍ حدثهم: ثنا حسين بن واقد: حدثني عبد الله بن بريدة عن أبيه.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات كلهم على شرط مسلم ولم يخرجه.
والحديث أخرجه الإمام أحمد (٥/ ٣٥٤)، وابن أبي شيبة (١٢/ ٩٩ / ١٢٢٣٧) قالا: ثنا زيد بن حباب … به؛ وصرح بسماع عبد الله من أبيه.
وأخرجه ابن ماجة (٢/ ٣٧٧)، وابن خزيمة (١٨٠١)، والحاكم (٤/ ١٨٩) من طريقين آخرين عن ابن الحباب … به، وقال:
«صحيح على شرط الشيخين»! ووافقه الذهبي!
وفيه نظر؛ فإن الحسين بن واقد لم يخرج له البخاري إلا تعليقًا.
وزيد بن الحباب لم يخرج له أصلًا! ولكنه قد توبع؛ فأخرجه النسائي (١/ ٢٠٩ و٢٣٥)، والترمذي (٤/ ٣٤٠ – تحفة)، وابن خزيمة أيضًا (١٨٠٢)، وابن جرير (٢٨/ ٨١)، والحاكم أيضًا (١/ ٢٨٧)، والبيهقي (٣/ ٢١٨) من طرق أخرى عن الحسين بن واقد … به. وقال الحاكم:
«صحيح على شرط مسلم»؛ فأصاب هنا؛ ووافقه الذهبي.
وصرح ابن حبان بسماع عبد الله أيضًا.٢٣٤ – باب الاحتباء والإمام يخطب
١٠١٧ – عن معاذ بن أنس:
أن رسول الله ﷺ نهى عن الحبْوة يومَ الجمعة والإمامُ يخطب.
(قلت: حديث حسن، وكذا قال الترمذي، وقال الحاكم: “صحيح

٤ ‏/ ٢٧٣
الإسناد»! ووافقه الذهبي!).
إسناده: حدثنا محمد بن عوف: ثنا المقرئ: ثنا سعيد بن أبي أيوب عن أبي مرحوم عن سهل بن معاذ بن أنس عن أبيه.
قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات؛ غير أبي مرحوم -واسمه عبد الرحيم بن ميمون-، وهو مختلف فيه؛ فقال ابن معين:
«ضعيف الحديث». وقال أبو حاتم:
«يكتب حديثه، ولا يحتج به». وقال النسائي.
«أرجو أنه لا بأس به».
وذكره ابن حبان في «الثقات». وقال الحافظ:
«صدوق».
قلت: فحديثه يحتمل التحسين؛ فإذا وجد له شاهد أو متابع فهو حسن قطعًا، وستراه إن شاء الله قريبًا.
والحديث أخرجه أحمد (٣/ ٤٣٩): ثنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن يزيد … به.
وأخرجه الترمذي (٢/ ٣٩٠)، والحاكم (١/ ٢٨٩)، والبيهقي (٣/ ٢٣٥) من طرق عن أبي عبد الرحمن المقرئ … به. وقال الحاكم:
«صحيح الإسناد»! ووافقه الذهبي! وقال الترمذي:
«حديث حسن». وقال أحمد شاكر في تعليقه عليه:
«ورواه ابن عبد الحكم في»فتوح مصر«(ص ٢٩٧) من طريق المقرئ أيضًا.
ومن طريق رشدين بن سعد عن زَبَّان بن فائدٍ عن سهل بن معاذ».
٤ ‏/ ٢٧٤
قلت: وله شاهد من حديث بقية عن عبد الله بن واقد عن محمد بن عجلان عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال … فذكره.
أخرجه ابن ماجة (١/ ٣٤٨). وقال البوصيري في «الزوائد» (ق ١/ ٧٢):
«هذا إسناد ضعيف؛ بقية: هو ابن الوليد، مدلس. وشيخه إن كان الهروي فقد وثق؛ وإلا فهو مجهول».٢٣٥ – باب الكلام والإمام يخطب
١٠١٨ – عن أبي هريرة: أن رسول الله ﷺ قال:
«إذا قلت: أنصت والإمام يخطب؛ فقد لَغَوْتَ».
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد أخرجاه بأتم منه. وقال الترمذي: «حسن صحيح»).
إسناده: حدثنا القعنبي عن مالك عن ابن شهاب عن سعيد عن أبي هريرة.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين؛ وقد أخرجاه كما يأتي.
والحديث أخرجه الدارمي (١/ ٣٦٤)، وأحمد (٢/ ٤٧٤ و٤٨٥ و٥٣٢) من طرق أخرى عن مالك … به.
وهو (٢/ ٢٧٢ و٣٩٣ و٣٩٦ و٥٣٢)، والبخاري (٢/ ١٢)، ومسلم (٣/ ٤ – ٥)، والنسائي (١/ ٢٠٧)، والترمذي (٢/ ٣٨٧)، وابن ماجة (١/ ٣٤٣)، والبيهقي (٣/ ٢١٨ و٢١٩) من طرق أخرى عن ابن شهاب … به؛ وزاد الشيخان وغيرهما:
«إذا قلت لصاحبك يوم الجمعة …». وقال الترمذي:

٤ ‏/ ٢٧٥
«حديث حسن صحيح».
ولمالك فيه إسناد آخر، فقال في «الموطأ» (١/ ١٢٥): عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة … به.
ومن طريقه: أخرجه الدارمي أيضًا، وأحمد (٢/ ٤٨٥).
وتابعه سفيان بن عيينة: سمعت أبا الزناد … به.
أخرجه مسلم، وابن الجارود (٢٩٩)، والبيهقي، وأحمد (٢/ ٢٤٤).
وله عند مسلم والبيهقي، وأحمد (٢/ ٣١٨) طرق أخرى عن أبي هريرة.١٠١٩ – عن عبد الله بن عمرو عن النبي ﷺ قال:
«يحضُرُ الجمعةَ ثلاثةٌ: رجلٌ حضرها يَلْغُو؛ وهو حَظُّهُ منها. ورجل حضرها يدعو؛ فهو رجل دعا الله عز وجل؛ إن شاء أعطاه، وإن شاء منعه. ورجل حضرها بإنصات وسكوت، ولم يَتَخَطَّ رقبة مسلم، ولم يؤذ أحدًا؛ فهي كفارة إلى الجمعة التي تليها، وزيادة ثلاثة أيام، وذلك بأن الله عز وجل يقول: ﴿من جاء بالحسنة فله عَشْرُ أمثالها﴾».
(قلت: إسناده حسن. وأخرجه ابن خزيمة في «صحيحه»).
إسناده: حدثنا مسدد وأبو كامل قالا: ثنا يزيد عن حبيب المعلم عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو.
قلت: وهذا إسناد حسن؛ على الخلاف المعروف في عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده. وجَدُّهُ في هذه السلسلة: هو عبد الله بن عمرو، كما سبق تحقيقه في أول الكتاب، وهذا السند مما يشهد لذلك؛ فإنه قال: عن عبد الله بن عمرو.

٤ ‏/ ٢٧٦
والحديث أخرجه البيهقي (٣/ ٢١٩) من طريق المصنف.
ورواه ابن خزيمة في «صحيحه» (١٨١٣).٢٣٦ – باب استئذان المحدِث للإمام
١٠٢٠ – عن عائشة قالت: قال النبي ﷺ:
«إذا أحدث أحدكم في صلاته؛ فليأخذ بأنفه ثم لينصرف».
(قلت: إسناده صحيح، وقال الحاكم: «صحيح على شرطهما»، ووافقه الذهبي، وصححه البوصيري أيضًا).
إسناده: حدثنا إبراهيم بن الحسن المِصِّيصي: ثنا حجاج قال: ثنا ابن جريج: أخبرني هشام بن عروة [عن عروة] عن عائشة.
قال أبو داود: «رواه حماد بن سلمة وأبو أسامة عن هشام عن أبيه عن النبي ﷺ:»إذا دخل والإمام يخطب … «؛ لم يذكرا عائشة رضي الله عنها».
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير المصيصي، وهو ثقة.
والحديث أخرجه الدارقطني (ص ٥٧)، والحاكم (١/ ١٨٤) من طريقين آخرين عن حجاج بن محمد … به وقال الحاكم.
«صحيح على شرطهما»، ووافقه الذهبي.
وتابعه عمر بن علي المُقَدَّمي: نا هشام بن عروة … به.
أخرجه ابن ماجة (١/ ٣٦٨ – ٣٦٩)، وابن حبان (٢٠٦)، والدارقطني. وقال البوصيري في «الزوائد» (ق ٧٦/ ٢):

٤ ‏/ ٢٧٧
«إسناده صحيح رجاله ثقات».
وتابعه عمر بن قيس أيضًا -عند ابن ماجة-، والفضل بن موسى -عند ابن الجارود (٢٢٢) – وابن حبان (٢٠٥)، والدارقطني، والحاكم، والبيهقي (٣/ ٢٥٤) -، ومحمد بن بشر العبدي -عند الدارقطني- كلهم عن هشام بن عروة عن أبيه عنها.
قلت: فهؤلاء جماعة خمسة، كلهم ثقات -غير عمر بن قيس- قد وصلوه، فلا يضرُّه إرسال حماد بن سلمة وأبي أسامة وغيرهما ممن أرسله، ممن جاء ذكره عند البيهقي، قال:
«ورواه الثوري وشعبة وزائدة وابن المبارك وشعيب بن إسحاق وعبيدة بن سليمان عن هشام بن عروة عن أبيه عن النبي ﷺ … مرسلًا. قال أبو عيسى الترمذي: وهذا أصح من حديث الفضل بن موسى»!
قلت: قد توبع الفضل من جماعة ثقات كما سبق، والرفع زيادة من ثقات؛ فيجب قبولها؛ لأنه يبعد أن يتفقوا جميعًا على الوصل خطأً.٢٣٧ – باب إذا دخل الرجل والإمام يخطب
١٠٢١ – عن جابر:
أن رجلًا جاء يوم الجمعة والنبيُّ ﷺ يخطب، فقال:
«أصليت يا فلان؟ !». قال: لا. قال:
«قم فاركع».
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين، وقد أخرجاه. وقال الترمذي: «حسن صحيح»).

٤ ‏/ ٢٧٨
إسناده: حدثنا سليمان بن حرب: ثنا حماد عن عمرو -وهو ابن دينار- عن جابر.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين؛ وقد أخرجاه كما يأتي.
وحماد: هو ابن زيد.
والحديث أخرجه البيهقي (٣/ ٢١٧ و٢٢١) من طريق أخرى عن سليمان بن حرب … به.
وهو، والبخاري (٢/ ١١)، ومسلم (٣/ ١٤)، والنسائي (١/ ٢٠٨)، والترمذي (٢/ ٣٨٤ – ٣٨٥) من طرق أخرى عن حماد بن زيد … به.
ومسلم، وابن ماجة (١/ ٣٤٤)، وابن الجارود (٦٩٣)، والدارقطني (ص ١٦٨)، والبيهقي (٣/ ١٩٣) من طرق أخرى عن عمرو بن دينار … به؛ وزاد مسلم والدارقطني في رواية: وقال:
«إذا جاء أحدكم والإمام يخطب؛ فليصلِّ ركعتين».
وأخرجه الطبراني في ترجمة (سُلَيْكٍ) من «المعجم الكبير» (٧/ ١٩٢ – ١٩٦) من طرق عن جابر وأبي هريرة بروايات وألفاظ متقاربة.
ولهذه الزيادة طريق أخرى، يأتي ذكرها في الطريق الآتية.١٠٢٢ – ومن طريق آخر عنه وعن أبي هريرة قال:
جاء سُلَيْكٌ الغَطَفَانِيُّ ورسولُ اللهِ ﷺ يخطب، فقال له:
«أصليت شيئًا؟ !». قال: لا. قال:
«صلِّ ركعتين تجوَّزْ فيهما».

٤ ‏/ ٢٧٩
(قلت: إسناده عن أبي هريرة على شرط الشيخين، وهو عن جابر على شرط مسلم. وقد أخرجه في «صحيحه»).
إسناده: حدثنا محمد بن محبوب وإسماعيل بن إبراهيم -المعنى- قالا: ثنا حفص بن غياث عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر. وعن أبي صالح عن أبي هريرة.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط مسام عن جابر، وعلى شرطهما عن أبي هريرة من طريق إسماعيل بن إبراهيم -وهو ابن لمعْمَر الهلالي القَطِيعي-. وأما ابن محبوب فثقة.
والحديث أخرجه ابن ماجة (١/ ٣٤٤): حدثنا داود بن رُشَيْدٍ: ثنا حفص بن غياث … به.
وأخرجه مسلم (٣/ ١٤ – ١٥)، والدارقطني (١٦٨)، والبيهقي (٣/ ١٩٤)، وأحمد (٣/ ٣١٦ و٣٨٩) من طرق أخرى عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر … به مع الزيادة التي في الطريق الأولى؛ وزاد أيضًا:
«وليتجوز فيهما».١٠٢٣ – وفي رواية عن جابر:
أن سُليكًا جاء … فذكر نحوه؛ زاد: ثم أقبل على الناس قال:
«إذا جاء أحدكم والإمام يخطب؛ فليصلِّ ركعتين يتجوَّزُ فيهما».
(قلت: إسناده صحيح على شرط مسلم. وقد أخرجه في «صحيحه»).
إسناده: حدثنا أحمد بن حنبل: ثنا محمد بن جعفر عن سعيد عن الوليد أبي بشر عن طلحة أنه سمع جابر بن عبد الله يحدث.

٤ ‏/ ٢٨٠
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات على شرط مسلم؛ وقد أخرجه كما يأتي.
وطلحة: هو ابن نافع، وهو أبو سفيان الذي في الطريق السابقة.
والوليد: هو ابن مسلم.
وسعيد: هو ابن أبي عَرُوبة.
والحديث في «مسند أحمد» (٣/ ٢٩٧) … بهذا السند عن سعيد.
وبإسناد آخر عنه فقال: ثنا محمد بن جعفر: ثنا سعيد. وثنا رَوْحُ وعبد الوهاب عن سعيد … به.
وأخرجه مسلم (٣/ ١٤ – ١٥) من طريق الأعمش عن أبي سفيان … به.٢٣٨ – باب تخطِّي رقاب الناس يوم الجمعة
١٠٢٤ – عن أبي الزاهريَّة قال:
كنَّا مع عبد الله بن بُسْرٍ صاحب النبي ﷺ يومَ الجمعة، فجاء رجل يتخطَّى رقاب الناس، فقال عبد الله بن بسر: جاء رجل يتخطى رقاب الناس يوم الجمعة والنبي ﷺ يخطب، فقال له النبي ﷺ:
«اجلس فقد آذيت».
(قلت: إسناده صحيح على شرط مسلم، وكذا قال الحاكم، ووافقه الذهبي).
إسناده: حدثنا هارون بن معروف: ثنا بِشْرُ بن السَّرِيِّ: ثنا معاوية بن صالح

٤ ‏/ ٢٨١
عن أبي الزاهرية.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم.
والحديث أخرجه النسائي (١/ ٢٠٧)، وابن الجارود (٢٩٤)، وابن خزيمة (١٨١١)، وابن حبان (٥٧٢)، والحاكم (١/ ٢٨٨)، والبيهقي (٣/ ٢٣١)، وأحمد (٤/ ١٨٨ و١٩٠) من طرق أخرى عن معاوية … به؛ وزادوا جميعًا:
«وآنيت». وزاد ابن الجارود والبيهقي: قال أبو الزاهرية:
وكنا نتحدث معه حتى يخرج الإمام.
وسندها صحيح.٢٣٩ – باب الرجل يَنْعُسُ والإمام يخطب
١٠٢٥ – عن ابن عمر قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول:
«إذا نَعَسَ أحدكم وهو في المسجد؛ فليتحول من مجلسه ذلك إلى غيره».
(قلت: حديث صحيح).
إسناده: حدثنا هَنَّاد بن السَّرِيِّ عن عبدة عن ابن إسحاق عن نافع عن ابن عمر.
قلت: وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات؛ لولا أن ابن إسحاق مدلس، وقد عنعنه. لكنه قد توبع كما يأتي، فالحديث صحيح.
والحديث أخرجه الترمذي (٢/ ٤٠٤)، وابن حبان (٥٧١)، والحاكم

٤ ‏/ ٢٨٢
(١/ ٢٩١)، والبيهقي (٣/ ٢٣٧)، وأحمد (٢/ ٢٢ و٣٢) من طرق أخرى عن محمد بن إسحاق … به. وقال الترمذي:
«حديث حسن صحيح». وقال الحاكم:
«صحيح على شرط مسلم»! ووافقه الذهبي! وقال البيهقي:
«لا يثبت رفعه؛ والمشهور عن ابن عمر من قوله»!
ثم ساقه من طريق أخرى عنه … موقوفًا بإسناد صحيح.
وتعقبه ابن التركماني بأن البيهقي أخرجه من وجه آخر عن نافع: من طريق أحمد بن عمر الوكيعي: ثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن نافع … به مرفوعًا.
قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات رجال مسلم؛ إلا أن المحاربي كان يدلس.
وبأنه أخرج له شاهدًا من طريق إسماعيل بن مسلم عن الحسن عن سمرة بن جندب … مرفوعًا نحوه. وقال البيهقي:
«إسماعيل هذا غير قوي».
قلت: والخلاصة أن الحديث -بطربقيه وهذا الشاهد- صحيح إن شاء الله تعالى، وقد صححه من ذكرنا وغيرهم، ومنهم ابن خزيمة؛ فإنه أخرجه في «صحيحه» رقم (١٨١٩).
ثم رأيت ابن إسحاق قد صرح بالتحديث في رواية لأحمد (٢/ ١٣٥)؛ دلَّني عليها بعض الإخوان المصريين جزاه الله خيرًا.
٤ ‏/ ٢٨٣
٢٤٠ – باب الإمام يتكلم بعدما ينزل من المنبر
[تحته حديث واحد. انظره في «الضعيف»]٢٤١ – باب من أدرك من الجمعة ركعة
١٠٢٦ – عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ:
«من أدرك ركعة من الصلاة؛ فقد أدرك الصلاة».
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد أخرجاه وأبو عوانة في «صحاحهم». وصححه الترمذي).
إسناده: حدثنا القعنبي عن مالك عن ابن شهاب عن أبي سلمة عن أبي هريرة.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين؛ وقد أخرجاه كما يأتي.
والحديث في «موطأ مالك» (١/ ٢٨) … بهذا الإسناد.
وعنه: أخرجه البخاري (١/ ١٠٠)، ومسلم (٢/ ١٠٢)، وأبو عوانة (٢/ ٧٩)، والنسائي (١/ ٩٥)، والبيهقي (٢/ ٢٠٢) كلهم عن مالك … به.
وأخرجه مسلم وأبو عوانة، والنسائي، والترمذي (٢/ ٤٠٣)، والدارمي (١/ ٢٧٧)، وابن ماجة (١/ ٣٤٦)، وابن حبان (١٤٨٠ – ١٤٨٤)، وأحمد (١/ ٢٤٢ و٢٧١ و٢٨٠ و٣٧٥) من طرق أخرى عن ابن شهاب … به؛ وزاد مسلم وابن حبان:
«كلها». وزاد البخاري وابن حبان:

٤ ‏/ ٢٨٤
«وليتمَّ ما بقي». وقال الترمذي:
«حسن صحيح».
وله عند النسائي طريق ثانية.
وعند أحمد (٢/ ٢٦٥) ثالثة.
وله شاهد من حديث ابن عمر … مرفوعًا؛ بلفظ:
«من أدرك ركعة من صلاة الجمعة أو غيرها؛ فقد أدرك الصلاة».
أخرجه النسائي وابن ماجة بسند جيد.٢٤٢ – باب ما يقرأ به في الجمعة
١٠٢٧ – عن النعمان بن بَشِيرٍ:
أن رسول الله ﷺ كان يقرأ في العيدين ويوم الجمعة بـ (سَبِّحِ اسم ربك الأعلى) و(هل أتاك حديث الغاشية). قال: وربما اجتمعا في يوم واحد؛ فقرأ بهما.
(قلت: إسناده صحيح على شرط مسلم. وقد أخرجه في «صحيحه». وقال الترمذي: «حسن صحيح»).
إسناده: حدثنا قتيبة بن سعيد: ثنا أبو عوانة عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر عن أبيه عن حبيب بن سالم عن النعمان بن بشير.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله نقات على شرط الشيخين؛ غير حبيب بن سالم -وهو مولى النعمان بن بشير وكاتبه-، فهو على شرط مسلم وحده؛ وقد

٤ ‏/ ٢٨٥
أخرجه كما يأتي.
والحديث أخرجه البيهقي (٣/ ٢٩٤) من طريق المؤلف.
وأخرجه مسلم (٣/ ١٦)، والترمذي (٢/ ٤١٣) … بإسناده، وقال الترمذي: «حديث حسن صحيح».
وتابعه الطيالسي فقال (١/ ١٤٧ / ٧١١): حدثنا أبو عوانة … به مختصرًا.
ومن طريقه: أخرجه البيهقي.
وأخرجه أحمد (٤/ ٢٧٣) من طريق أخرى عن أبي عوانة.
وهو (٤/ ٢٧١ و٢٧٦ و٢٧٧)، ومسلم، والنسائي (١/ ٢١٠)، وابن الجارود (٣٠٠) من طرق أخرى عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر … به.
ورواه ابن ماجة (١١٢٠) من حديث أبي عنبسة الخولاني … مرفوعًا دون ذكر العيدين.
وسنده ضعيف جدًّا.١٠٢٨ – ومن طريق أخرى عنه: أن الضحاك بن قيس سأل النعمان ابن بشير:
ماذا كان يقرأ به رسول الله ﷺ يوم الجمعة على إثر سورة (الجمعة)؟ فقال:
كان يقرأ (هل أتاك حديث الغاشية).
(قلت: إسناده صحيح على شرط مسلم. وقد أخرجه في «صحيحه»).

٤ ‏/ ٢٨٦
إسناده: حدثنا القعنبي عن مالك عن ضَمْرَةَ بن سعيد المازني عن عبيد الله ابن عبد الله بن عتبة: أن الضحاك بن قيس …
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات؛ على شرط الشيخين؛ غير ضمرة بن سعيد، فهو على شرط مسلم وحده؛ وقد أخرجه كما يأتي.
والحديث في «موطأ مالك» (١/ ١٣٣ – ١٣٤) … بهذا الإسناد.
وعنه: أخرجه النسائي (١/ ٢٦٠)، والبيهقي (٣/ ٢٠٠)، وأحمد (٤/ ٢٧٠ و٢٧٧) كلهم عن مالك … به.
وتابعه سفيان بن عيينة عن ضمرة بن سعيد … به.
أخرجه مسلم (٣/ ١٦)، وابن ماجة (١/ ٣٤٥)، والبيهقي.١٠٢٩ – عن ابن أبي رافع قال: صلى بنا أبو هريرة يوم الجمعة، فقرأ بسورة (الجمعة) وفي الركعة الآخرة: (إذا جاءك المنافقون). قال: فأدركت أبا هريرة حين انصرف، فقلت له: إنك قرأت بسورتين كان علي رضي الله عنه يقرأ بهما بالكوفة؟ !
قال أبو هريرة: فإني سمعت رسول الله ﷺ يقرأ بهما يوم الجمعة.
(قلت: إسناده صحيح على شرط مسلم؛ وقد أخرجه في «صحيحه»).
إسناده: حدثنا القعنبي: ثنا سليمان بن بلال عن جعفر عن أبيه عن ابن أبي رافع.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين؛ غير جعفر -وهو ابن محمد بن علي بن الحسين-، المعروف بالصادق-، وهو ثقة من رجال مسلم؛ وقد أخرجه كما يأتي.

٤ ‏/ ٢٨٧
والحديث أخرجه مسلم (٣/ ١٥) … بإسناد المصنف.
ثم أخرجه هو، وابن ماجة (١/ ٣٤٥)، وابن الجارود (٣٠١)، وأحمد (٢/ ٤٣٠) من طرق أخرى عن جعفر … به.
وتابعه الحكم عن محمد بن علي:
أن رجلًا قال لأبي هريرة: إن عليًّا رضي الله عنه يقرأ … الحديث نحوه.
أخرجه أحمد (٢/ ٤٦٧)، ورجاله ثقات رجال الشيخين؛ لكنه منقطع بين محمد بن علي وأبي هريرة؛ بينهما ابن أبي رافع كما في الطريق الأولى.١٠٣٠ – عن سمرة بن جندب:
أن رسول الله ﷺ كان يقرأ في صلاة الجمعة بـ: (سبح اسم ربك الأعلى) و(هل أتاك حديث الغاشية).
(قلت: إسناده صحيح، وصححه ابن خزيمة وابن حبان (٢٧٩٧».
إسناده: حدثنا مسدد عن يحيى بن سعيد عن شعبة عن معبد بن خالد عن زيد بن عقبة عن سمرة.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات رجال البخاري؛ غير زيد بن عقبة، وهو ثقة.
والحديث أخرجه أحمد (٥/ ١٣): ثنا يحيى بن سعيد … به.
والنسائي (١/ ٢١٠) من طريق خالد عن شعبة … به.
وابن خزيمة (١٨٤٧) من طرق أخرى عن شعبة … به.

٤ ‏/ ٢٨٨

وأحمد (٥/ ١٤ و١٩)، والبيهقي (٣/ ٢٩٤) من طرق أخرى عن معبد بن خالد … به.

٢٤٣ – باب الرجل يأتمُّ بالإمام وبينهما جدار
١٠٣١ – عن عائشة رضي الله عنها قالت:
صلى رسول الله ﷺ في حجرته، والناس يأتَمُّون به من وراء الحجرة.
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد أخرجه البخاري بأتم منه).
إسناده: حدثنا زهير بن حرب: ثنا هُشَيْم: أخبرنا يحيى بن سعيد عن عمرة عن عائشة.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين؛ وقد أخرجه البخاري كما يأتي.
والحديث أخرجه البيهقي (٣/ ١١٠) من طريق أخرى عن هشيم … به.
وأخرجه هو، والبخاري (١/ ١٢١) من طريقين آخرين عن يحيى بن سعيد الأنصاري … به أتم منه؛ ولفظه:
كان رسول الله ﷺ يصلي من الليل في حجرته، وجدار الحجرة قصير، فرأى الناس شخص النبي ﷺ، فقام أناس يصلُّون بصلاته، فأصبحوا فتحدثوا بذلك، فقام ليلة الثانية، فقام معه أناس يصلون بصلاته، صنعوا ذلك ليلتين أو ثلاثة، حتى إذا كان بعد ذلك؛ جلس رسول الله ﷺ فلم يخرج، فلما أصبح ذكر ذلك الناس، فقال:

٤ ‏/ ٢٨٩

«إني خشيت أن يُكْتبَ عليكم صلاةُ الليل».

٢٤٤ – باب الصلاة بعد الجمعة
١٠٣٢ – عن نافع:
أن ابن عمر رأى رجلًا يصلي ركعتين يوم الجمعة في مقامه، فدفعه، وقال: أتصلي الجمعة أربعًا؟ ! وكان عبد الله يصلي يوم الجمعة ركعتين في بيته، ويقول: هكذا فعل رسول الله ﷺ.
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين؛ وقد أخرجا المرفوع منه).
إسناده: حدثنا محمد بن عُبَيْدٍ وسليمان بن داود -المعنى- قال: ثنا حماد بن زيد: ثنا أيوب عن نافع.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه؛ وسليمان: هو أبو الربيع العَتَكِيُّ الزهراني.
والحديث أخرجه الشيخان من طرق أخرى عن نافع … به؛ دون قصة الرجل، ويأتي ذكر طرقه في الرواية الآتية، وبعض طرقه في «التطوع» رقم (١١٤٧).

١٠٣٣ – وفي رواية عنه قال:
كان ابن عمر يُطِيلُ الصلاة قبل الجمعة، ويصلِّي بعدها ركعتين في بيته، ويحدِّث أن رسول الله ﷺ كان يفعل ذلك.
(قلت: إسناده صحيح على شرط البخاري، وصححه ابن خزيمة. وقد

٤ ‏/ ٢٩٠
أخرج البخاري ومسلم وابن حبان (٢٤٧٨) المرفوع منه).
إسناده: حدثنا مسدد: ثنا إسماعيل. أخبرنا أيوب عن نافع.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط البخاري؛ وقد أخرج الركعتين بعد الجمعة كما يأتي.
والحديث أخرجه البيهقي (٣/ ٢٤٠) من طريق المصنف.
وأخرجه ابن خزيمة (١٨٣٦) من طريق أخرى عن إسماعيل.
وأخرجه أحمد (٢/ ١٠٣) من طريق وهيب: ثنا أيوب … به؛ ولفظه:
أن ابن عمر كان يغدو إلى المسجد يوم الجمعة؛ فيصلي ركعات يطيل فيهن القيام، فإذا انصرف الإمام؛ رجع إلى بيته فصلى ركعتين … الحديث.
وإسناده على شرطهما.
وأخرجه النسائي (١/ ٢١٠) من طريق شعبة عن أيوب … به مختصرًا؛ بلفظ:
أنه كان يصلي بعد الجمعة ركعتين يطيل فيهما، ويقول: كان رسول الله ﷺ يفعله.
وسنده على شرط البخاري.
وأخرج هذا (٢/ ١٢)، ومسلم (٣/ ١٧)، والنسائي، والدارمي (١/ ٣٦٩)، والبيهقي من طريق مالك، وهذا في «الموطأ» (١/ ١٨٠ – ١٨١) عن نافع … به:
أن النبي ﷺ كان يصلي بعد الجمعة ركعتين في بيته.
ومسلم، والترمذي (٢/ ٣٩٩) من طريق الليث عن نافع … به نحوه، وقال: «حديث حسن صحيح».
٤ ‏/ ٢٩١
والطيالسي (١/ ١٤٥ / ٧٠٣): حدثنا ابن أبي ذئب عن نافع … به.
وتابعه سالم بن عبد الله عن أبيه … مرفوعًا به.
أخرجه مسلم والترمذي، وقال:
«حديث حسن صحيح». ويأتي في الكتاب برقم (١٠٣٧).١٠٣٤ – عن عمر بن عطاء بن أبي الخُوَار:
أن نافع بن جبير أرسله إلى السائب بن يزيد ابن أخت نَمِرٍ يسأله عن شيء رأى منه معاوية في الصلاة؟ فقال:
صليت معه الجمعة في المقصورة. فلما سلَّمت قمتُ في مقامي، فصليت، فلما دخل أرسل إلي فقال: لا تَعُدْ لما صنعت! إذا صليت الجمعة فلا تَصِلْها بصلاة؛ حتى تَكَلَّمَ أو تخرجَ؛ فإن نبي الله ﷺ أمر بذلك أن لا تُوصَلَ صلاة بصلاة؛ حتى يتكلم أو يخرج.
(قلت: إسناده صحيح على شرط مسلم. وقد أخرجه في “صحيحه).
إسناده: حدثنا الحسن بن علي: ثنا عبد الرزاق: أخبرنا ابن جريج: أخبرني عمر بن عطاء بن أبي الخُوَار.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين؛ غير ابن أبي الخوار، فمن رجال مسلم فقط؛ وقد أخرجه كما يأتي.
والحديث أخرجه أحمد (٤/ ٩٥ و٩٩): ثنا عبد الرزاق وابن بكر قالا: أنا ابن جريج.
وأخرجه البيهقي (٢/ ١٩١) من طريقين آخرين عن عبد الرزاق … به.

٤ ‏/ ٢٩٢
وأخرجه مسلم (٣/ ١٧)، والبيهقي أيضًا (٢/ ١٩٠ – ١٩١ و٣/ ٢٤٠) من طرق أخرى عن ابن جريج … به.
وللحديث شاهد بإسناد صحيح، خرجته في «الصحيحة» (٢٥٤٩).
١٠٣٥ (*) – عن عطاء عن ابن عمر قال:
كان إذا كان بمكة فصلى الجمعة؛ تقدَّم فصلى ركعتين، ثم تقدَّم فصلَّى أربعًا، وإذا كان بالمدينة صلى الجمعة، ثم رجع إلى بيته فصلى ركعتين، ولم يصلِّ في المسجد. فقيل له؟ فقال:
كان رسول الله ﷺ يفعل ذلك.
(قلت: إسناده صحيح، رجاله رجال «الصحيح»).
إسناده: حدثنا محمد بن عبد العزيز بن أبي رِزْمة المَرْوَزِيُّ: أخبرنا الفضل بن موسى عن عبد الحميد بن جعفر عن يزيد بن أبي حبيب عن عطاء.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات رجال «الصحيح» ولم يخرجاه؛ وإنما أخرجا منه من طريق أخرى عن ابن عمر: الجملة الأخيرة فقط، كما تقدم بيانه قبل حديث.
والحديث أخرجه البيهقي (٣/ ٢٤٠) من طريق أخرى عن الفضل بن موسى … به.
ورواه الترمذي (١/ ٤٠٢ – شاكر) من طريق ابن جريج عن عطاء قال:
رأيت ابن عمر صلى بعد الجمعة ركعتين، ثم صلى بعد ذلك أربعًا.


(*) الأرقام (١٠٣٥ – ١٠٤٤) ستأتي مكررة من (ص ٣٠٣ – ٣١١)؛ فاقتضى التنبيه. (الناشر).
٤ ‏/ ٢٩٣

وإسناده صحيح؛ إن كان ابن جريج سمعه من عطاء ولم يدلسه. وترجَّحَ الأولُ بتصريح المؤلف بسماعه منه في الحديث، كما يأتي برقم (١٠٣٨).

١٠٣٦ – عن سهيل (هو ابن أبي صالح) عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ:
«من كان منكم مصليًا بعد الجمعة؛ فليصلِّ أربعًا».
وفي رواية:
«إذا صليتم الجمعة؛ فصلُّوا بعدها أربعًا».
قال: فقال لي أبي: يا بُنَيَّ! فإن صليت في المسجد ركعتين، ثم أتيت المنزل أو البيت؛ فصل ركعتين«.
(قلت: صحيح على شرط مسلم، وقال الترمذي:»حسن صحيح”؛ وليس عنده: فقال لي …).
إسناده: حدثنا أحمد بن يونس: ثنا زهير. (ح) وحدثنا محمد بن الصباح البَزَّاز: ثنا إسماعيل بن زكريا عن سهيل عن أبيه.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم؛ وقد أخرجه كما يأتي.
والحديث أخرجه مسلم (٣/ ١٦ – ١٧)، والنسائي (١/ ١٠)، والترمذي (٢/ ٣٩٩ – ٤٠٠)، والدارمي (١/ ٣٧٠)، وابن ماجة (١/ ٣٤٧)، وابن حبان (٥٨٠)، والبيهقي (٣/ ٢٣٩)، والطيالسي (١/ ١٤٥ و٧٠٢)، وأحمد (٢/ ٢٤٩ و٤٤٢ و٤٩٩) من طرق عن سهيل … به، بعضهم بالرواية الأولى، وبعضهم بالأخرى، ومسلم بهما معا. وعنده من طريق ابن إدريس: قال سهيل:

٤ ‏/ ٢٩٤
فإن عجل بك شيء؛ فصلِّ ركعتين في السجد، وركعتين إذا رجعت.
وهذه الزيادة عند ابن حبان مدرجة في الحديث! وعند أحمد: قال ابن إدريس:
ولا أدري هذا من حديث رسول الله ﷺ أم لا؟ ! وعند البيهقي عن ابن إدريس قال: سمعت سهيلًا؛ وزاد في الحديث … فذكرها وقال:
«قال أحمد بن سلمة: الكلام الآخر في الحديث من قول سهيل».
قلت: ورواية المصنف الثانية صريحة في أن هذه الزيادة ليست من الحديث؛ وإنما هي من قول أبي صالح لابنه سهيل، وهي أوضح الروايات وأبينها.
وقد أخرجها البيهقي من طريق المصنف.
وابن حبان في رواية له (٢٤٧٧ – الإحسان) من طريق أخرى عن سهيل … نحوه.١٠٣٧ – عن ابن عمر قال:
كان رسول الله ﷺ يصلِّي بعد الجمعة ركعتين في بيته.
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد أخرجه مسلم في «صحيحه»، والبخاري معناه. وقال الترمذي: «حديث حسن صحيح»).
إسناده: حدثنا الحسن بن علي: ثنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن سالم عن ابن عمر.
قال أبو داود: «وكذلك رواه عبد الله بن دينار عن ابن عمر».
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين.

٤ ‏/ ٢٩٥
والحديث أخرجه النسائي (١/ ٢١٠) من طريق أخرى عن عبد الرزاق … به.
وأخرجه مسلم (٣/ ١٧)، والترمذي (٢/ ٣٩٩)، والدارمي (١/ ٣٦٩)، وابن ماجة (١/ ٣٤٧)، والبيهقي (٣/ ٢٣٩) من صلريق عمرو بن دينار عن الزهري … به.
ورواية عبد الله بن دينار التي علقها المصنف؛ لم أجد من وصلها!
وقد رواه نافع أيضًا عن ابن عمر، وقد مضى برقم (١٠٣٢).١٠٣٨ – عن عطاء:
أنه رأى ابن عمر يصلِّي بعد الجمعة، فَيَنْمازُ عن مُصَلَّاه الذي صلى فيه الجمعة قليلًا غير كثير، قال: فيركع ركعتين، قال: ثم يمشي أنْفَسَ من ذلك، فيركع أربع ركعات.
قلت لعطاء: كم رأيت ابن عمر يصنع ذلك؟
قال: مرارًا.
(قلت: إسناده صحيح).
إسناده: حدثنا ابراهيم بن الحسن: ثنا حجاج بن محمد عن ابن جريج: أخبرني عطاء.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين؛ غير إبراهيم بن الحسن -وهو أبو إسحاق المِصِّيِصيّ المِقْسَمِيُّ-، وهو ثقة.
والحديث أخرجه البيهقي (٣/ ٢٤١) من طريق جعفر بن عون: أبَنا ابن جريج … به.

٤ ‏/ ٢٩٦

ورواه الترمذي من طريق سفيان عن ابن جريج … به مختصرًا، كما تقدم تحت الحديث (١٠٣٥).

٢٤٥ – باب صلاة العيدين
١٠٣٩ – عن أنس قال:
قَدِمَ رسول الله ﷺ المدينة، ولهم يومان يلعبون فيهما؛ فقال:
«ما هذان اليومان؟».
قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية. فقال رسول الله ﷺ:
«إن الله قد أبدلكم بهما خيرًا منهما: يومَ الأضحى وبومَ الفطر».
(قلت: إسناده صحيح على شرط مسلم، وكذا قال الحاكم، ووافقه الذهبي).
إسناده: حدثنا موسى بن إسماعيل: ثنا حماد عن حميد عن أنس.
قلت: وهذا سند صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجه.
والحديث أخرجه الحاكم (١/ ٢٩٤) من طريق أخرى عن موسى بن إسماعيل … به.
وتابعه عفان: ثنا حماد: أنا حميد: سمعت أنس بن مالك … به.
أخرجه أحمد (٣/ ٢٥٠): ثنا عفان. وقال الحاكم:
«صحيح على شرط مسلم»، ووافقه الذهبي.

٤ ‏/ ٢٩٧

وأخرجه النسائي (١/ ٢٣١)، والطحاوي في «مشكل الآثار» (٢/ ٢١١)، والبيهقي (٣/ ٢٧٧)، وأحمد (٣/ ١٠٣ و١٧٨ و٢٣٥) من طرق أخرى عن حميد … به.

٢٤٦ – باب وقت الخروج إلى العيد
١٠٤٠ – عن يزيد بن خُمَيْرٍ الرَّحْبِيِّ قال:
خرج عبد الله بن بُسْرٍ صاحب رسول الله ﷺ مع الناس في يوم عيد فطر أو أضحى، فأنكر إبطاءَ الإمام، فقال: إنا كنَّا قد فرغنا ساعتَنا هذه، وذلك حين التسبيح.
(قلت: إسناده صحيح على شرط مسلم، وقال الحاكم: «صحيح على شرط البخاري»! ووافقه الذهبي!).
إسناده: حدثنا أحمد بن حنبل: ثنا أبو المغيرة: ثنا صفوان: ثنا يزيد بن خُمَيْرٍ الرَّحْبِيُّ.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات رجال مسلم.
والحديث أخرجه الحاكم (١/ ٢٩٥) من طريق القَطِيعِيُّ: ثنا عبد الله بن أحمد: ثني أبي … به.
فينبغي أن يكون في «المسند»، ولكني لم أره فيه!
وأخرجه البيهقي (٣/ ٢٨٢) من طريق الحاكم، وقال هذا:
«صحيح على شرط البخاري»! ووافقه الذهبي!

٤ ‏/ ٢٩٨
وإنما هو على شرط مسلم كما ذكرنا؛ فإن الرَّحْبي إنما روى له البخاري في «الأدب المفرد».
وكذلك صفوان -وهو ابن عَمْرِو السَّكْسَكِيُّ-.
وأخرجه ابن ماجة (١/ ٣٩٥) من طريق أخرى عنه.٢٤٧ – باب خروج النساء في العيد
١٠٤١ – عن أم عطيَّة قالت:
أَمَرَنا رسول الله ﷺ أن نُخْرِجَ ذواتِ الخدور يوم العيد. قيل: فالحُيَّض؟ قال:
«ليشهدْنَ الخيرَ ودعوةَ المسلمين». قال: فقالت امرأة:
يا رسول الله! إن لم يكن لإحداهن ثوب؛ كيف تصنع؟ ! قال:
«تُلْبِسُها صاحبتها طائفةً من ثوبها».
(قلت: إسناده صحيح على شرط مسلم. وقد أخرجه في «صحيحه»).
إسناده: حدثنا موسى بن إسماعيل: ثنا حماد عن أيوب ويونس وحبيب ويحيى بن عَتِيقٍ وهشام -في آخرين عن محمد أن أم عطية قالت …
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم؛ وحماد: هو ابن سلمة.
وأيوب: هو السّخْتِياني.
ويونس: هو ابن عُبَيْدٍ.

٤ ‏/ ٢٩٩
وحبيب: هو ابن الشهيد.
وهشام: هو ابن عروة.
ومحمد: هو ابن سيرين.
وحماد؛ إنما قلت: إنه ابن سلمة؛ لأنه هو المشهور بروايته عن حبيب بن الشهيد، وبرواية موسى بن إسماعيل عنه، حتى إنهم لم يذكروا في شيوخه غير ابن سلمة، وإن كنت أثبتُّ -فيما تقدم برقم (٤٩٠ و٦٥٧) – أنه قد روى عن حماد بن زيد أيضًا.
وشيء آخر حملني على القول بذلك، هو أنهم لم يذكروا في شيوخ ابن زيد حبيبًا هذا، وإنما في شيوخ ابن سلمة.
ومع هذا؛ فيحتمل أن يكون حماد هنا هو ابن زيد، أو على الأقل يكون قد تابع ابن سلمة؛ لأنه قد رواه عن أيوب أيضًا كما يأتي.
لكن يؤيد ما رجحت أولًا قول الإمام أحمد (٦/ ٤٠٨): ثنا عفان قال: ثنا حماد بن سلمة قال: أنا هشام وحبيب عن محمد بن سيرين عن أم عطية … بحديث آخر.١٠٤٢ – وفي رواية عنها … بهذا الخبر؛ قال:
«ويعتزل الحُيَّضُ مصلَّى المسلمين …»، ولم يذكر الثوب.
قال: وحدَّث عن حفصة عن امرأة تحدِّثه عن امرأة أخرى قالت: قيل: يا رسول الله … فذكر معنى الحديث الأول في الثوب.
(قلت: إسناده صحيح على شرط مسلم).

٤ ‏/ ٣٠٠
إسناده: حدثنا محمد بن عُبَيد: ثنا حماد: ثنا أيوب عن محمد عن أم عطية.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين؛ غير محمد بن عبيد -وهو ابن حِسَابٍ-، فهو على شرط مسلم؛ وقد أخرجه من طريق غيره كما يأتي.
والحديث أخرجه البخاري (٢/ ١٩)، ومسلم (٣/ ٢٠)، والبيهقي (٣/ ٣٠٥ – ٣٠٦) من طرق أخرى عن حماد بن زيد … به؛ دون قوله: وحدث عن حفصة … إلا البخاري فإنه قال: وعن أيوب عن حفصة … بنحوه؛ وزاد في حديث حفصة: قال -أو قالت-: العواتق وذوات الخدور … «ويعتزلن الحُيَّضُ المصلى».
وأخرجه النسائي (١/ ٢٣١)، وابن ماجة (١/ ٣٩٣) عن سفيان عن أيوب عن محمد … به.
وأخرجه الترمذي (٢/ ٤١٩) من طريق منصور بن زاذان عن ابن سيرين … به؛ وذكر الثوب، وقال:
«حديث حسن صحيح».١٠٤٣ – ومن طريق أخرى عنها قالت: كنَّا نؤمر … بهذا الخبر؛ قالت: «والحُيَّضُ يَكُنَّ خلف الناس، فيكبِّرْنَ مع الناس».
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد أخرجاه في «صحيحيهما»).
إسناده: ثنا النُّفَيْلي: ثنا زهير: ثنا عاصم الأحول عن حفصة بنت سيرين عن أم عطية.

٤ ‏/ ٣٠١
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين؛ وقد أخرجاه كما يأتي.
والحديث أخرجه البخاري (٢/ ١٨)، ومسلم (٣/ ٢٠) من طريقين آخرين عن حفصة بنت سيرين … به؛ ولفظه عند مسلم:
كنا نؤمر بالخروج فما العيدين والمُخَبَّأةُ والبكر. قالت: الحُيَّضُ يَخْرُجْنَ فَيَكُنَّ خلف …
وأخرجه النسائي (١/ ٢٣١)، والترمذي (٢/ ٤٢٠)، وابن ماجة (١/ ٣٩٢)، وللدارمي (١/ ٣٧٧)، وابن الجارود (٢٥٧) من طرق أخرى عن حفصة … دون تكبير النساء؛ وفيه ذكر الثوب والجلباب.
وهو رواية لمسلم.٢٤٨ – باب الخطبة في يوم العيد
١٠٤٤ – عن طارق بن شهاب عن أبي سعيد الخدري قال:
أخْرَجَ مروانُ المنبرَ في يوم عيد، فبدأ بالخطبة قبل الصلاة، فقام رجل فقال: يا مروان! خالفتَ السُّنَّةَ؛ أخرجت المنبر في يوم عيد؛ ولم يكن يُخْرَجُ فيه، وبدأت بالخطبة قبل الصلاة! فقال أبو سعيد: من هذا؟ قالوا: فلان بن فلان. فقال:
أمَّا هذا؛ فقد قضى ما عليه؛ سمعت رسول الله ﷺ يقول:
«من رأى منكرًا فاستطاع أن يغيِّره بيده؛ فليغيِّره بيده؛ فإن لم يستطع فبلسانه؛ فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان».
(قلت: إسناده صحيح على شرط مسلم. وقد أخرجه في «صحيحه»،

٤ ‏/ ٣٠٢
وكذا ابن حبان (٣٠٦».
إسناده: حدثنا محمد بن العلاء: ثنا أبو معاوية: ثنا الأعمش عن إسماعيل ابن رجاء عن أبيه عن أبي سعيد الخدري. وعن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب عن أبي سعيد الخدري.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين؛ غير إسماعيل بن رجاء، فهو من رجال مسلم وحده؛ وقد أخرجه كما يأتي.
والحديث أخرجه مسلم (١/ ٥٠)، وابن ماجة (١/ ٣٨٦)، والبيهقي (٣/ ٢٩٦) … بإسناد المصنف.
ومسلم أيضًا، والنسائي (٢/ ٢٧٠)، وأحمد (٣/ ٢٠ و٤٩ و٥٣) من طرق عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب … به؛ وليس عند النسائي منه إلا المرفوع فقط.
١٠٣٥ (*) – عن جابر بن عبد الله قال:
إن النبي ﷺ قام يوم الفطر، فصلى فبدأ بالصلاة قبل الخطبة، ثم خطب الناس، فلما فرغ نبي الله ﷺ نزل، فأتى النساء فذكَّرهن وهو يتوكَّأ على يد بلال، وبلال باسطٌ ثوبَهُ، تلقي فيه النساءُ الصَّدقَة. قال: تلقي المرأة فَتَخَها (وفي رواية: فَتَخَتَها)، ويُلْقِينَ ويُلْقِينَ.
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد أخرجاه في «صحيحيهما»).


(*) الأرقام الآتية: (١٠٣٥ – ١٠٤٤) مكررة فيما سبق قبلها من (ص ٢٩٣ – ٣٠٢)، وكان الشيخ رحمه الله قد صححها؛ لكنه ظل يعزو في كتبه إلى ترقيمه القديم؛ فاقتضى التنبيه.
٤ ‏/ ٣٠٣
إسناده: حدثنا أحمد بن حنبل: ثنا عبد الرزاق ومحمد بن بكر قالا: أخبرنا ابن جريج: أخبرني عطاء عن جابر.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين.
والحديث في «المسند» (٣/ ٢٩٦) كما رواه المصنف عنه.
وأخرجه مسلم (٣/ ١٨) من طريقين آخرين عن عبد الرزاق … به؛ وزاد في آخره:
قلت لعطاء: أحقًّا على الإمام الآن أن يأتي النساء حين يفرغ؛ فيذكرهن؟ قال: إي لعمري؛ إن ذلك لحق عليهم؛ وما لهم لا يفعلون ذلك؟ !
وأخرجه البخاري (٢/ ١٧). من طريق أخرى عن ابن جريج.
و(٢/ ١٩) من طريق عبد الرزاق.١٠٣٦ – عن عطاء قال: أشهد على ابن عباس، وشهد ابن عباس على رسول الله ﷺ:
أنه خرج يوم فطر، فصلى ثم خطب، ثم أتى النساء ومعه بلال، فأمرهن بالصدقة، فجعَلْن يُلْقِينَ.
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد أخرجاه بأتم منه).
إسناده: حدثنا حفص بن عمر: ثنا شعبة. (ح) وحدثنا ابن كثير: أخبرنا شعبة عن أيوب عن عطاء.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين.

٤ ‏/ ٣٠٤
والحديث أخرجه أحمد (١/ ٢٨٦): حدثنا محمد بن جعفر: حدثنا شعبة … به.
وقد أخرجه مسلم وغيره من طريق أخرى عن أيوب كما يأتي بعده.
وله عند البخاري (٢/ ١٧ و١٩ و٦/ ١٢٥ و٧/ ١٣٦)، وكذا مسلم طرق أخرى عن ابن عباس … مطولا ومختصرًا.
وكذا في «المسند» (١/ ٢٨٠)، والمصنِّف فيما يأتي (١٠٤٠ و١٠٥١).١٠٣٧ – وفي رواية عنه … بمعناه؛ قال:
فظنَّ أنه لم يُسْمِع النساءَ، فمشى إليهن وبلالٌ معه، فوعَظَهُنَّ وأمرهن بالصدقة، فكانت المرَأة تلقي القُرْطَ والخاتم في ثوب بلال.
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد أخرجه مسلم، وكذا البخاري بنحوه).
إسناده: حدثنا مسدد وأبو معمر عبد الله بن عمرو قالا: ثنا عبد الوارث عن أيوب عن عطاء عن ابن عباس … بمعناه قال.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين.
والحديث أخرجه أحمد (١/ ٢٢٠): حدثنا سفيان عن أيوب … به.
ومن هذا الوجه: أخرجه سسلم (٣/ ١٨)، والدارمي (١/ ٣٧٦)، وابن ماجة (١/ ٣٨٥)، والبيهقي (٣/ ٢٩٦).
ثم قال الإمام أحمد (١/ ٢٢٦): حدثنا إسماعيل: أخبرنا أيوب.

٤ ‏/ ٣٠٥

وأخرجه مسلم من هذا الوجه، ومن وجه آخر يأتي بعده.

١٠٣٨ – وفي أخرى عنه … في هذا الحديث؛ قال:
فجعلت المرأة تعطي القرط والخاتم، وجعل بلال يجعله في كسائه. قال: فقسمه على فقراء المسلمين.
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد أخرجه مسلم في «صحيحه»).
إسناده: حدثنا محمد بن عُبَيْدٍ: ثنا حماد بن زيد عن أيوب عن عطاء عن ابن عباس.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين.
والحديث أخرجه مسلم (٣/ ١٨) عن أبي الربيع الزهراني: حدثنا حماد … به.
وله في «المسند» (١/ ٢٤٢) طريق أخرى عن عطاء … به نحوه.

٢٤٩ – باب يخطب على قوس
١٠٣٩ – عن البراء (هو ابن عازب):
أن النبي ﷺ نُووِلَ يوم العيد قوسًا، فخطب عليه.
(قلت: حديث حسن).
إسناده: حدثنا الحسن بن علي: ثنا عبد الرزاق: أخبرنا ابن عيينة عن أبي جَنَابٍ عن يزيد بن البراء عن أبيه.

٤ ‏/ ٣٠٦
قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات؛ غير أبي جناب -واسمه يحيى بن أبي حية-، وهو ضعيف لكثرة تدليسه، ولكنه قد صرح بالتحديث كما يأتي؛ فالحديث حسن.
والحديث أخرجه البيهقي (٣/ ٣٠٠) من طريق زائدة عن أبي جناب الكلبي: ثنا يزيد بن البراء بن عازب … به أتم منه؛ ولفظه:
كنا جلوسًا في المصلى يوم أضحى، فأتانا رسول الله ﷺ، فسلم على الناس، ثم قال:
«إن أول مَنْسَكِ يومِكُم هذا الصلاةُ». قال: فتقدَّم فصلى ركعتين، ثم سلم، ثم استقبل الناس بوجهه، وأُعطي قوسًا أو عصًا، فاتكأ عليه، فحمِدَ الله وأثنى عليه.
وهذا إسناد حسن.
وللحديث شاهد من طريق ابن جريج قال: قلت لعطاء:
أكان النبي ﷺ يقوم على عصًا إذا خطب؟ قال: نعم، كان يعتمد عليها اعتمادًا.
أخرجه الشافعي (١/ ١٦٢ / ٤٦٦)، وهو مرسل لا بأس به في الشواهد.
وله شاهد آخر مضى برقم (١٠٠٦).٢٥٠ – بابُ تَرْكِ الأذان في العيد
١٠٤٠ – عن عبد الرحمن بن عابس قال: سأل رجلٌ ابنَ عباس:
أشهد العيد مع رسول الله ﷺ قال:
نعم، ولولا منزلتي منه ما شهدته؛ من الصغر:

٤ ‏/ ٣٠٧
فأتى رسول الله ﷺ العَلَم الذي عند دار كثير بن الصلت، فصلى ثم خطب، ولم يذكر أذانًا ولا إقامة. قال: ثم أمر بالصدقة. قال: فجعل النساء يُشِرْنَ إلى آذانهن وحُلوقهن. قال: فأمر بلالًا فأتاهن، ثم رجع إلى النبي ﷺ.
(قلت: إسناد صحيح على شرط الشيخين. وقد أخرجه البخاري في «صحيحه»).
إسناده: حدثنا محمد بن كثير: أخبرنا سفيان عن عبد الرحمن بن عابس.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين.
والحديث أخرجه البيهقي (٣/ ٣٠٧) من طريق المصنف.
وأخرجه البخاري (٩/ ٨٤) … بإسناده.
وأخرجه هو (٢/ ١٩)، والنسائي (١/ ٢٣٥) من طريق يحيى عن سفيان … به.
وأخرجه أحمد (١/ ٢٣٢ و٣٤٥ – ٣٤٦) عن سفيان … به.
وتابعه الحجاج عن عبد الرحمن بن عابس … به نحوه.
أخرجه أحمد (١/ ٣٥٤).١٠٤١ – عن ابن عباس:
أن رسول الله ﷺ صلى العيد بلا أذان ولا إقامة، وأبا بكر وعمر -أو عثمان؛ شك يحيى-.
(قلت: حديث صحيح، رجاله رجال البخاري).

٤ ‏/ ٣٠٨
إسناده: حدثنا مسدد: ثنا يحيى عن ابن جريج عن الحسن بن مسلم عن طاوس عن ابن عباس.
قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات رجال البخاري، ولولا أن ابن جريج مدلس لقلت: إنه صحيح على شرط البخاري، ولكنه قد صرح بالتحديث في رواية غير المصنف كما يأتي.
والحديث أخرجه أحمد (١/ ٢٢٧): حدثنا يحيى عن ابن جريج: حدثني الحسن بن مسلم … به؛ إلا أنه لم يذكر أبا بكر ومن بعده.
وكذلك أخرجه ابن ماجة (١/ ٣٨٦) من طريق أخرى عن يحيى بن سعيد … به؛ لكنه عنعنه.
وأخرجه أحمد (١/ ٢٤٢ و٢٤٣ و٢٨٥ و٣٤٦) من طرق أخرى عن ابن جريج … به؛ وفي بعضها الزيادة بدون شك.١٠٤٢ – عن جابر بن سَمُرة قال:
صليت مع النبي ﷺ -غيرَ مرَّةٍ ولا مرتين- العيدين بغير أذان ولا إقامة.
(قلت: إسناده حسن، صحيح على شرط مسلم، وقال الترمذي: «حسن صحيح»).
إسناده: حدثنا عثمان بن أبي شيبة وهَنَّاد -[وهذا] لفظه- قالا: ثنا أبو الأحوص عن سِمَاك -يعني: ابن حرب- عن جابر بن سمرة.
قلت: وهذا إسناد حسن، وهو على شرط مسلم؛ وقد أخرجه كما يأتي، وإنما لم أصححه لما سبق بيانه برقم (١٠٠٣).

٤ ‏/ ٣٠٩
والحديث أخرجه مسلم (٣/ ١٩ – ٢٠)، والترمذي (٢/ ٤١٢)، والبيهقي (٣/ ٢٨٤)، والطيالسي (١/ ١٤٦ / ٧٠٨)، وأحمد (٥/ ٩١ و٩٤ و٩٥ و١٠٧) من طرق عن سماك بن حرب … به. وقال الترمذي:
«حديث حسن صحيح».
وأخرجه عبد الله بن أحمد في «زوائد المسند» (٥/ ٩٨) من طريق أسباط عنه … به؛ وزاد: وزعم سماك:
أنه صلى خلف النعمان بن بشير والمغيرة بن شعبة بغير أذان ولا إقامة.
وأسباط -وهو ابن نصر الهَمْداني- فيه ضعف من قبل حفظه.
وللحديث شاهد، يرويه عطاء عن ابن عباس وعن جابر بن عبد الله الأنصاري قالا:
لم يكن يؤذن يوم الفطر. ولا يوم الأضحى.
ثم سألته بعد حين عن ذلك؟ فأخبرني، قال: أخبرني جابر بن عبد الله الأنصاري:
أن لا أذان للصلاة يوم الفطر حين يخرج الإمام، ولا بعد ما يخرج، ولا إقامة ولا نداء ولا شيء، ولا نداء يومئذٍ ولا إقامة.
أخرجه مسلم (٣/ ١٩)، والبخاري (٢/ ١٦ – ١٧) -دون قوله: ثم سألته … -، والنسائي (١/ ٢٣٢)، والدارمي (١/ ٣٧٥)، وابن الجارود (٢٥٩)، وأحمد (٣/ ٣١٠ و٣١٤ و٣١٨ و٣٨١ و٣٨٢) من طريق عطاء عن جابر وحده.
٤ ‏/ ٣١٠
٢٥١ – باب التكبير في العيدين
١٠٤٣ – عن عائشة:
أن رسول الله ﷺ كان يكبِّر في الفطر والأضحى: في الأولى سبع تكبيرات، وفي الثانية خمسًا.
(قلت: حديث صحيح (*)
إسناده: حدثنا قتيبة: ثنا ابن لهيعة عن عُقَيْلٍ عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة.
قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين؛ غير ابن لهيعة، وهو ضعيف لسوء حفظه بعد احتراق كتبه، لكن قد حدّث به عنه ابن وهب، وهو قديم السماع منه كما يأتي؛ فالحديث صحيح.
والحديث أخرجه أبو بكر الفريابي في «كتاب أحكام العيدين» (رقم ١٠٥ – نسختي) … بسند المصنف هذا.
وأخرجه الحاكم (١/ ٢٩٨)، والدارقطني (ص ١٨٠)، والبيهقي (٣/ ٢٨٦)، وأحمد (٦/ ٦٥) من طرق أخرى عن ابن لهيعة … به.
ولابن لهيعة شيخ آخر في هذا الإسناد، وهو الآتي:١٠٤٤ – وفي رواية عنها … بإسناده ومعناه، قال:
سوى تكبيرتي الركوع.
(قلت: (*)


(*) كذا في أصل الشيخ؛ لم يكمل ما أراد قوله. (الناشر).
٤ ‏/ ٣١١
إسناده: حدثنا ابن السرح: أخبرنا ابن وهب: أخبرني ابن لهيعة عن خالد ابن يزيد عن ابن شهاب … بإسناده ومعناه.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات رجال مسلم؛ غير ابن لهيعة، وهو -مع سوء حفظه كما تقدم آنفًا-؛ فإنه صحيح الحديث من رواية العبادلة عنه، ومنهم عبد الله بن وهب، كما ذكر ذلك غير واحد من الأئمة، ومنهم محمد بن يحيى الذُّهْلي كما يأتي.
والحديث أخرجه ابن ماجة (١/ ٣٨٧): حدثنا حرملة بن يحيى: ثنا عبد الله ابن وهب: أخبرني ابن لهيعة عن خالد بن يزيد وعُقَيْل عن ابن شهاب … به.
وكذلك أخرجه الطحاوي (٢/ ٣٩٩)، لكن وقع عنده: عن خالد بن يزيد عن عُقَيْلِ بن خالد!
وأخرجه الطحاوي (٢/ ٣٩٩)، والبيهقي (٣/ ٢٨٧) من طريق آخر عن ابن وهب … به؛ دون ذكر عقيل، وقال:
«قال محمد بن يحيى: هذا هو المحفوظ؛ لأن ابن وهب قديم السماع من ابن لهيعة».
قلت: يعني -والله أعلم- أن الصواب في شيخ ابن لهيعة أنه خالد بن يزيد وليس عقيلًا؛ لما ذكر من أن ابن وهب قديم السماع -يعني: صحيحه- من ابن وهب؛ فروايته عنه صحيحة؛ خلافًا لرواية غيره عنه.
لكن قد جمع حرملة بن يحيى -وهو ثقة- في روايته عن ابن وهب بين خالد ابن يزيد وعقيل، كما رأيت في رواية ابن ماجة.
فالأرجح أن لابن لهيعة فيه شيخين اثنين، كان يرويه تارة عن هذا، وتارة عن هذا، فحدث كل عنه بما سمع منه. والله أعلم.
٤ ‏/ ٣١٢
وقد تابعه يحيى بن إسحاق قال: أنا ابن لهيعة عن خالد بن يزيد عن ابن شهاب … به.
أخرجه أحمد (٦/ ٧٠).
وتابعه أيضًا أسد بن موسى: عند الطحاوي.
وعنده لابن لهيعة إسناد آخر، يرويه عن أبي الأسود عن عروة عن أبي واقد الليثي وعائشة.
فإن كان حفظه؛ وإلا فرواية ابن وهب هي الصحيحة لما تقدم.
وهذا أولى من إعلاله بالاضظراب، كما صنع الطحاوي، وتبعه الحافظ في «التلخيص» (٢/ ٨٤ – ٨٥)!
على أن هذا أبدى احتمال كونه محفوظًا من جميع الوجوه عنه، فقال:
«فيحتمل أن يكون سمع من الثلاثة عن الزهري».١٠٤٥ – عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: قال نبي الله ﷺ:
«التكبير في الفطر: سبع في الأولى، وخمس في الآخرة، والقراءة بعدهما كلتيهما».
(قلت: إسناده حسن، وصححه البخاري من فعله ﷺ؛ وهو الأرجح، وهو الآتي).
إسناده: حدثنا مسدد: ثنا المعتمر قال: سمعت عبد الله بن عبد الرحمن الطائفي يحدث عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو بن العاص.

٤ ‏/ ٣١٣
قلت: وهذا إسناد حسن، رجاله رجال «الصحيح»؛ غير عمرو بن شعيب وأبيه، وحديثهما حسن كما تقدم تحقيقه.
وعبد الله بن عبد الرحمن -وهو ابن يعلى الطائفي- مع أنه من رجال مسلم؛ ففيه ضعف من قبل حفظه. وفي «التقريب»:
«صدوق، يخطيء ويهم». وقال ابن عدي:
«يروي عن عمرو بن شعيب أحاديث مستقيمة، وهو ممن يكتب حديثه».
والحديث أخرجه البيهقي (٣/ ٢٨٥) من طريق المصنف.
ثم أخرجه هو وغيره من طرق أخرى عن الطائفي … به؛ إلا أنه جعل المتن من فعله ﷺ لا من قوله.
وهو الأرجح عندي من حديث عبد الله بن عمرو كما يأتي؛ وإن كنت وجدت للقول شاهدًا من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ:
«التكبير في العيدين سبعًا قبل القراءة. وخمسًا بعد القراءة».
لكنه ضعيف؛ لأنه من رواية ابن لهيعة: حدثنا الأعرج عنه. أخرجه أحمد (٢/ ٣٥٦ – ٣٥٧).
والمحفوظ عن ابن لهيعة في متنه: أنه من فعله ﷺ أيضًا، ومن (مسند عائشة) كما تقدم (١٠٤٣).
وقوله في الخمس: «بعد القراءة» خطأ! والصواب قبل القراءة، كما في هذا الحديث وغيره مما يأتي ذكره بعد.
٤ ‏/ ٣١٤
١٠٤٦ – وفي رواية عنه:
أن النبي ﷺ كان يكبِّر في الفطر: في الأولى سبعًا، ثم يقرأ، ثم يكبر، ثم يقوم، فيكبِّر أربعًا، ثم يقرأ، ثم يركع.
(قلت: إسناده حسن، لكن قوله: أربعًا … خطأ، كما قال البيهقي، والصواب: خمسًا. والمتن من فعله ﷺ كما في هذه الرواية، وصححها البخاري).
إسناده: حدثنا أبو توبة الربيع بن نافع: ثنا سليمان -يعني: ابن حيان- عن أبي يعلى الطائفي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده.
قال أبو داود: «رواه وكيع وابن المبارك قالا: سبعًا وخمسًا».
قلت: وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال مسلم؛ غير عمرو بن شعيب؛ وفيه وفي أبيه والطائفي كلام يسير؛ كما بينته في الذي قبله.
لكن قوله هنا: أربعًا .. خطأ، يبدو أنه من سليمان بن حيان -وهو أبو خالد الأحمر-، فإنه مع كونه من رجال الشيخين؛ فإنه كان يخطيء، كما في «التقريب».
ومع ذلك؛ فقد خالف وكيعًا وابن المبارك في قوله: أربعًا … فقالا: خمسًا كما علقه المصنف عنهما، مشيرًا بذلك إلى أن قولهما هو الصواب، وقول ابن حيان خطأ، وذلك ما صرح به البيهقي، فقال: عقب رواية المعتمر السابقة-:
«وكذلك رواه ابن المبارك ووكيع وأبو عاصم وعثمان بن عمر وأبو نعيم عن عبد الله. وفي كل ذلك دلالة على خطأً رواية سليمان بن حيان عن عبد الله الطائفي في هذا الحديث: سبعًا في الأولى، وأربعًا في الثانية».
٤ ‏/ ٣١٥
ورواية وكيع؛ وصلها أحمد (٢/ ١٨٠): ثنا وكيع: ثنا عبد الله بن عبد الرحمن سمعه من عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده … به مختصرًا؛ بلفظ: سبعًا في الأولى، وخمسًا في الآخرة. وزاد:
ولم يصلِّ قبلها ولا بعدها … وقال أحمد:
«وأنا أذهب إلى هذا».
ورواية ابن المبارك؛ لم أقف عليها الآن!
وقد تابعه الوليد بن مسلم -عند الفريابي (١٣٥) – وأبو أحمد الزبيري -عند الطحاوي (٢/ ٣٩٨) -؛ وزاد:
سوى تكبيرتي الصلاة.
وأبو نعيم: عند ابن الجارود (٢٦٢).
وللحديث شاهد من رواية كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف عن أبيه عن جده … مرفوعًا به مثل رواية الجماعة عن الطائفي عن عمرو بن شعيب.
أخرجه الترمذي (٢/ ٤١٦)، والبيهقي وقال:
«قال أبو عيسى: سألت محمدًا -يعني: البخاري- عن هذا الحديث؟ فقال: ليس في هذا الباب شيء أصح من هذا، وبه أقول. قال: وحديث عبد الله بن عبد الرحمن الطائفي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده في هذا الباب هو صحيح أيضًا»!
كذا قال! وحديث عمرو وكذا حديث ابن لهيعة أصح عندي من حديث كثير؛ لأنه -أعني: كثيرًا- متروك عند الجمهور؛ فراجع ترجمته في «الميزان» وغيره.
٤ ‏/ ٣١٦
١٠٤٦ / م-عن أبي عائشة جليس لأبي هريرة:
أنَّ سعيد بن العاص سأل أبا موسى الأشعري وحذيفة بن اليمان:
كيف كان رسول الله ﷺ يكبر في الأضحى والفطر؟ فقال أبو موسى: كان يكبر أربعًا تكبيره على الجنائز.
فقال حذيفة: صدق، فقال أبو موسى:
كذلك كنت أكبّر في البصرة حيث كنت عليهم. فقال أبو عائشة: وأنا حاضر سعيد بن العاص.
(قلت: إسناده ضعيف. أبو عائشة هذا غير معروف، وقال الخطابي: «حديث ضعيف»، وكذلك ضعفه البيهقي، ورجح وقفه على ابن مسعود، وهو الصواب) (١).
إسناده: حدثنا محمد بن العلاء وابن أبي زياد -المعنى قريب- قالا: ثنا زيد ابن حباب عن عبد الرحمن بن ثوبان عن أبيه عن مكحول قال: أخبرني أبو عائشة جليس لأبي هريرة.
قلت: وهذا إسناد ضعيف رحاله ثقات؛ غير أبي عائشة. قال الذهبي:
«غير معروف». وقال الحافظ في «التقريب»:
«مقبول». يعني: عند المتابعة لا التفرد -كما هنا-.
والحديث أخرجه البيهقي (٣/ ٢٨٩ – ٢٩٠) من طريق المصنف وقال:


(١) ثم وجدت له طريقًا أخرى؛ فانظر «الصحيحة» حديث (٢٩٩٧).
٤ ‏/ ٣١٧
»خولف راويه في موضعين: في رفعه، وفي جواب أبي موسى. والمشهور أنهم أسندوه إلى ابن مسعود، فأفتاهم بذلك، ولم يسنده إلى النبي ﷺ.
كذلك رواه أبو إسحاق السبيعي عن عبد الله بن موسى -أو ابن أبي موسى-:
أن سعيد بن العاص أرسل إلى ابن مسعود وحذيفة وأبي موسى، فسألهم عن التكبير في العيد، فأسندوا أمرهم إلى ابن مسعود، فقال: تكبر أربعًا … الحديث.
قلت: وكذلك أخرجه إسماعيل القاضي في «فضل الصلاة على النبي ﷺ» رقم (٨٨) من طريق حماد بن أبي سليمان عن إبراهيم عن علقمة:
أن ابن مسعود وأبا موسى وحذيفة خرج عليهم الوليد بن عقبة قبل العيد يومًا فقال:
إن هذا العيد قد دنا، فكيف التكبير فيه؟ فذكر نحوه.
وهذا إسناد حسن كما ذكرت في التعليق عليه، لكن وقع هناك التكبير ثلاثًا في الركعة الأولى، واثنتين في الأخرى، فلا أدري أهو نقص من الأصل، أم سقط من الطابع؛ فليراجع.
ورواه البيهقي من طريق أخرى عن حماد … به؛ عن ابن مسعود قال:
التكبير في العيدين: خمس في الأولى، وأربع في الثانية. وقال:
«وهذا رأي من جهة عبد الله رضي الله عنه، والحديث المسند -مع ما عليه من عمل المسلمين- أولى أن يتبع».
وبالله التوفيق.
٤ ‏/ ٣١٨
٢٥٢ – باب ما يقرأ في الأضحى والفطر
١٠٤٧ – عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود: أن عمر بن الخطاب سأل أبا واقد:
ماذا كان يقرأ به رسول الله ﷺ في الأضحى والفطر؟ قال:
كان يقرأ فيهما بـ: (ق والقرآن المجيد) و(اقتربت الساعة وانشق القمر).
(قلت: إسناده صحيح على شرط مسلم. وقد أخرجه).
إسناده: حدثنا القعنبي عن مالك عن ضَمْرَةَ بن سعيد المازني عن عبيد الله ابن عبد الله بن عتبة بن مسعود.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم؛ وقد أخرجه كما يأتي.
قلت: والحديث في «الموطأ» (١/ ١٩١).
وعنه: أخرجه مسلم (٣/ ٢١)، والترمذي (٢/ ٤١٥)، والبيهقي (٣/ ٢٩٤)، وأحمد (٥/ ٢١٧ – ٢١٨) عن مالك … به. وقال الترمذي:
«حديث حسن صحيح».
وتابعه سفيان بن عيينة عن ضمرة بن سعيد … به.
أخرجه النسائي (١/ ٢٣٢)، والترمذي، وابن ماجة (١/ ٣٨٨).
وقد أعله ابن القيم في «تهذيب السنن» (٢/ ٣٢) بأنه غير متصل في ظاهره؛ لأن عبيد الله لا سماع له من عمر! وهو مسبوق إلى هذا، فقال البيهقي عقبه:
٤ ‏/ ٣١٩
«قال الشافعي في رواية حرملة: هذا ثابت؛ إن كان عبيد الله لقي أبا واقد الليثي». قال البيهقي:
«وهذا لأن عبيد الله لم يدرك أيام عمر ومسألته، وبهذه العلة ترك البخاري إخراج هذا الحديث في»الصحيح«. وأخرجه مسلم؛ لأن فليح بن سليمان رواه عن ضمرة عن عبيد الله عن أبي واقد قال: سألني عمر رضي الله عنه، فصار الحديث بذلك موصولًا».
ثم أخرجه هو، ومسلم، وأحمد (٥/ ٢١٩) عن فليح … به.٢٥٣ – باب الجلوس للخطبة
١٠٤٨ – عن عبد الله بن السائب قال:
شهدت مع رسول الله ﷺ العيد. فلما قضى الصلاة قال:
«إنا نخطب؛ فمن أحب أن يجلس للخطبة؛ فليجلس، ومن أحب أن يذهب؛ فليذهب».
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين؛ كما قال الحاكم، ووافقه الذهبي).
إسناده: حدثنا محمد بن الصَّبَّاح البَزَّاز: ثنا الفضل بن موسى السِّينَانِيُّ: ثنا ابن جريج عن عطاء عن عبد الله بن السائب.
قال أبو داود: «هذا مرسل»!
قلت: ورجاله ثقات رجال الشيخين؛ وإنما أعله المصنف بالإرسال؛ لأن غير الفضل رواه عن ابن جريج عن عطاء مرسلًا … به؛ لم يذكر في سنده: ابن السائب.

٤ ‏/ ٣٢٠
لكن الفضل أوثق منه، وقد وصله، وهي زيادة منه، فهي مقبولة، وقد شرحت هذا في «إرواء الغليل» (٦٢٩).
والحديث أخرجه النسائي (١/ ٢٣٣)، وابن ماجة (١/ ٣٨٩)، والفريابي (رقم ١٠)، وابن الجارود (٢٦٤)، والدارقطني (ص ١٨٢)، والحاكم (١/ ٢٩٥)، والبيهقي (٣/ ٣٠١)، وقال الحاكم:
«صحيح على شرط الشيخين»، ووافقه الذهبي.٢٥٤ – باب الخروح إلى العيد في طريق ويرجع في طريق
١٠٤٩ – عن ابن عمر:
أن رسول الله ﷺ أخذ يوم العيد في طريق، ثم رجع في طريق آخر.
(قلت: حديث صحيح. وأخرج البخاري معناه عن جابر).
إسناده: حدثنا عبد الله بن مسلمة: ثنا عبد الله -يعني: ابن عمر- عن نافع عن ابن عمر.
قلت: وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين؛ غير عبد الله بن عمر -وهو العمري المكبَّر-، وهو ضعيف.
ووقع في بعض نسخ الكتاب: عبيد الله بن عمر! مصغرًا! وهو خطأ.
لكن الحديث صحيح؛ فإن له شواهد صحيحة، خرجتها في «الإرواء» (٦٣٧).
والحديث أخرجه ابن ماجة (١/ ٣٩١)، والحاكم (١/ ٢٩٦)، والبيهقي (٣/ ٣٠٩)، وأحمد (٢/ ١٠٩) من طرق عن عبد الله بن عمر … به.

٤ ‏/ ٣٢١
(تنبيه): كذا وقع في المصادر المذكورة: (عبد الله) مكبرًا؛ إلا ابن ماجة؛ فإنه فيه (عبيد الله) مصغرًا! وذلك في النسخة التازية، ونسخة عبد الباقي، ونسخة الأعظمي!
والظاهر أنه خطأ من بعض النساخ؛ فإن الحافظ المزي لم يذكر في شيوخ الراوي للحديث عند ابن ماجة عن عبد الله بن عمر -وهو أبو قتيبة سَلْم بن قتيبة- غير (عبد الله) المكبر. والله أعلم.٢٥٥ – باب إذا لم يخرج الإمام للعيد من يومه؛ يخرج من الغد
١٠٥٠ – عن أبي عُمَيْرِ بن أنس عن عمومة له من أصحاب النبي ﷺ:
أن ركْبًا جاؤوا إلى النبي ﷺ يشهدون أنهم رأوا الهلال بالأمس، فأمرهم أن يفطروا، وإذا أصبحوا أن يغدوا إلى مصلَّاهم.
(قلت: إسناده صحيح، وكذا قال البيهقي والعسقلاني، وقال الدارقطني: «إسناد حسن ثابت»، وصححه أيضًا ابن المنذر وابن السكن وابن حزم).
إسناده: حدثنا حفص بن عمر: ثنا شعبة عن جعفر بن أبي وحشية عن أبي عمير.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات رجال البخاري؛ غير أبي عمير ابن أنس، وهو ثقة كما قال الحافظ في «التقريب». وقد وصفه بعضهم بالجهالة! وأجبت عنه في «الإرواء» (٦٣٤) بما يغني عن الإعادة، وذكرت هناك تصحيح الأئمة المذكورين أعلاه ومصدره.

٤ ‏/ ٣٢٢
والحديث أخرجه النسائي (١/ ٢٣١)، وأحمد (٩/ ٥٧)، وابن خزيمة (١٤٣٦)، وابن حبان (٢٨٠٧)، من طريق أخرى عن شعبة … به.
وتابعه هشيم: نا أبو بشر … به.
أخرجه أحمد، وابن ماجة (١/ ٥٠٧)، والطحاوي (١/ ٢٢٦)، وابن الجارود (٢٦٦)، والدارقطني (ص ٢٣٣)، والبيهقي (٣/ ٣١٦).
وحسنه الدارقطني، وصححه البيهقي والعسقلاني وغيرهم؛ كما ذكرناه آنفًا.٢٥٦ – باب الصلاة بعد صلاة العيد
١٠٥١ – عن ابن عباس قال:
خرج رسول الله ﷺ يوم فطر، فصلى ركعتين، لم يصلِّ قبلهما ولا بعدهما، ثم أتى النساء ومعه بلال، فأمرهن بالصدقة، فجعلت المرأة تُلْقِي خُرْصَها وسِخَابها.
(قلت: إسناده صحيح على شرط البخاري. وقد أخرجه هو ومسلم وابن خزيمة في «صحاحهم». وقال الترمذي: «حسن صحيح»).
إسناده: حدثنا حفص بن عمر: ثنا شعبة: حدثني عَدِيُّ بن ثابت عن سعيد بن جبير عن ابن عباس.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين؛ إلا حفص بن عمر -وهو ابن الحارث أبو عمر الحَوْضِيُّ-، فمن رجال البخاري؛ وقد أخرجه كما يأتي.
والحديث أخرجه البخاري (٢/ ٢١ و٧/ ١٣٦)، ومسلم (٣/ ٢١)، والنسائي (١/ ٢٣٥)، والدارمي (١/ ٣٧٦)، وابن ماجة (١/ ٣٨٩ – ٣٩٠)، والبيهقي

٤ ‏/ ٣٢٣
(٣/ ٣٠٢)، والطيالسي (١/ ١٤٧ / ٧٠٩)، وعنه الترمذي (٢/ ٤١٧)، وكذا ابن الجارود (٢٦١)، وأحمد (١/ ٢٨٠) من طرق عن شعبة … به. وقال الترمذي:
«حديث حسن صحيح». 

عن معز نوني

متحصّل على شهادة ختم الدروس للمعهد الأعلى لتكوين المعلمين بقفصة دفعة 2000، يعمل حاليًّا أستاذ مدارس إبتدائية

شاهد أيضاً

١ – كتاب الطهارة -5

١١٣ – باب من قال: المستحاضة تغتسل من ظهر إلى ظهر ٣١٩ – عن سُمَيٍّ …