دَعَا رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يوم الأحزاب على المشركين، فقال: (اللهم منزل الكتاب، سريع الحساب، اللهم اهزم الأحزاب، اللهم اهزمهم وزلزلهم).
[٣٨٨٩، ٦٠٢٩، ٧٠٥١، وانظر: ٢٦٦٣]
عَنْهُ قَالَ:
كَانَ النَّبِيُّ ﷺ يُصَلِّي في ظل الكعبة، فقال أبو جهل وناس من قريش، ونحرت جزور بناحية مكة، فأرسلوا فجاؤوا من سلاها وطرحوه عليه، فجاءت فاطمة فألقته عنه، فقال: (اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِقُرَيْشٍ،
⦗١٠٧٣⦘
اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِقُرَيْشٍ، اللَّهُمَّ عليك بقريش). لأبي جهل بْنِ هِشَامٍ، وَعُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ، وَشَيْبَةَ بْنِ ربيعة، والوليد بن عتبة، وأبي بن خلف، وعقبة بن أبي معيط. قال عبد الله: فلقد رأيتهم في قليب بدر قتلى. قال أبو إسحاق: ونسيت السابع. وقال يوسف بن إسحاق، عن أبي إسحاق: أمية بن خلف. وقال شعبة: أمية أو أبي. والصحيح أمية.
[ر: ٢٣٧]
أن اليهود دخلوا عَلَى النَّبِيِّ ﷺ فَقَالُوا: السام عليك، فلعنتهم، فقال: (ما لك). قلت: أو لم تسمع ما قالوا؟ قال: (فلم تسمعي ما قلت: وعليكم).
[٥٦٧٨، ٥٦٨٣، ٥٩٠١، ٦٠٣٢، ٦٠٣٨، ٦٥٢٨]
أن رسول الله ﷺ كتب إلى قيصر وقال: (فإن توليتم فإن عليك إثم الأريسيين).
[ر: ٧]
قدم طفيل بن عمرو الدوسي وأصحابه، عَلَى النَّبِيِّ ﷺ فَقَالُوا: يا رسول الله، إن دوسا عصت وأبت، فادع الله عليها، فقيل: هلكت دوس، قال: (اللهم اهد دوسا وأت بهم).
[٤١٣١، ٦٠٣٤]
لَمَّا أَرَادَ النَّبِيُّ ﷺ أَنْ يَكْتُبَ إِلَى الرُّومِ، قِيلَ لَهُ: إِنَّهُمْ لا يقرؤون كتابا إلا أن يمون مختوما، فاتخذ خاتما من فضة، فكأني أنظر إلى بياضه في يده، ونقش فيه محمد رسول الله.
[ر: ٦٥]
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ بَعَثَ كتابه إِلَى كِسْرَى، فَأَمَرَهُ أَنْ يَدْفَعَهُ إِلَى عَظِيمِ الْبَحْرَيْنِ، يَدْفَعُهُ عَظِيمُ الْبَحْرَيْنِ إِلَى كِسْرَى، فَلَمَّا قرأه كسرى حرقه، فحسبت أن سعيد بن المسيب قال: فَدَعَا عَلَيْهِمُ النَّبِيُّ ﷺ: (أَنْ يُمَزَّقُوا كُلَّ ممزق).
[ر: ٤٦]
وقوله تعالى: ﴿ما كان لبشر أن يؤتيه الله﴾ إلى آخر الآية /آل عمران: ٧٩/.
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ كتب إلى قيصر يدعوه إلى الإسلام، وبعث بكتابه إليه مع دحية الكلبي، وأمره رسول الله ﷺ أن يدفعه إلى عظيم بصرى ليدفعه إلى قيصر، وكان قيصر لما كشف الله عنه جنود فارس، مشى من حمص إلى إيلياء شكرا لما أبلاه الله، فلما جاء قيصر كتاب رسول الله ﷺ، قال حين قرأه: التمسوا لي ها هنا أحدا من قومه، لأسألهم عَنْ
⦗١٠٧٥⦘
رَسُولِ اللَّهِ ﷺ.
قال ابن عباس: فأخبرني أبو سفيان: أنه كان بالشأم في رجال من قريش قدموا تجارا، في المدة التي كانت بَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ وبين كفار قريش، قال أبو سفيان: فوجدنا رسول قيصر ببعض الشأم، فانطلق بي وبأصحابي، حتى قدمنا إيلياء فأدخلنا عليه، فإذا هو جالس في مجلس ملكه، وعليه التاج، وإذا حوله عظماء الروم، فقال لترجمانه: سلهم أيهم أقرب نسبا إلى هذا الرجل الذي يزعم أنه نبي، قال أبو سفيان: فقلت: أنا أقربهم إليه نسبا، قال: ما قرابة ما بينك وبينه؟ فقلت: هو ابن عمي، وليس في الركب يومئذ أحد من بني عبد مناف غيري، فقال قيصر: أدنوه، وأمر بأصحابي فجعلوا خلف ظهري عند كتفي، ثم قال لترجمانه: قل لأصحابه: إني سائل هذا الرجل عن الذي يزعم أنه نبي، فإن كذب فكذبوه، قال أبو سفيان: والله لولا الحياء يومئذ، من أن يأثر أصحابي عني الكذب، لكذبته حين سألني عنه، ولكني استحييت أن يأثروا الكذب عني فصدقته، ثم قال لترجمانه: قل له كيف نسب هذا الرجل فِيكُمْ؟ قُلْتُ: هُوَ فِينَا ذُو نَسَبٍ، قَالَ: فهل هذا القول أحد منكم قبله؟ قلت: لا، فقال: كنتم تتهمونه على الكذب قَبْلَ أَنْ يَقُولَ مَا قَالَ؟ قُلْتُ: لَا، قَالَ: فَهَلْ كَانَ مِنْ آبَائِهِ مِنْ مَلِكٍ؟ قلت: لا، قال: فأشراف الناس يتبعونه أن ضعفاؤهم؟ قلت: بل ضعفاؤهم، قال:
فيزيدون أو يَنْقُصُونَ؟ قُلْتُ: بَلْ يَزِيدُونَ، قَالَ: فَهَلْ يَرْتَدُّ أَحَدٌ سَخْطَةً لِدِينِهِ بَعْدَ أَنْ يَدْخُلَ فِيهِ؟ قُلْتُ: لَا، قَالَ: فَهَلْ يَغْدِرُ؟ قُلْتُ: لَا، ونحن الآن منه في مدة نحن نخاف أن يغدر – قال أبو سفيان: ولم يمكني كلمة أن أدخل فيها شيئا أنتقصه به لا أخاف أن تؤثر عني غيرها – قال: فهل قاتلتموه أو قاتلكم؟ قلت: نعم، قال: فكيف كانت حربه وحربكم؟ قلت: كانت دولا وسجالا، يدال علينا المرة وندال عليه الأخرى، قال فماذا يأمركم؟ قال: يأمرنا أن نعبد الله وحده لا نشرك به شيئا، وينهانا عما كان يعبد أباؤنا، ويأمرنا بالصلاة، والصدقة، والعفاف، والوفاء بالعهد، وأداء الأمانة. فقال لترجمانه حين قلت ذلك له: قل له: إني سألتك عن نسبه فيكم فزعمت أنه ذو نسب، وكذلك الرُّسُلُ تُبْعَثُ فِي نَسَبِ قَوْمِهَا، وَسَأَلْتُكَ: هَلْ قال
⦗١٠٧٦⦘
أحد منكم هذا القول قبله، فزعمت أن لا، فقلت: لو كان أحد منكم قال هذا القول قبله، قلت رجل يأتم بقول قد قيل قبله، وَسَأَلْتُكَ: هَلْ كُنْتُمْ تَتَّهِمُونَهُ بِالْكَذِبِ قَبْلَ أَنْ يقول ما قال، فزعمت أن لا، فعرفت أنه لم ليدع الْكَذِبَ عَلَى النَّاسِ وَيَكْذِبَ عَلَى اللَّهِ، وَسَأَلْتُكَ: هل كان من آبائه من ملك، فزعمت أن لا، فقلت لو كان من آبائه ملك، قلت يطلب ملك آبائه، وسألتك: أشراف الناس يتبعونه أم ضعفاؤهم، فزعمت أن ضعفاؤهم اتبعوه، وهم أتباع الرسل، وسألتك: هل يزيدون أو يَنْقُصُونَ، فَزَعَمْتَ أَنَّهُمْ يَزِيدُونَ، وَكَذَلِكَ الْإِيمَانُ حَتَّى يَتِمَّ، وَسَأَلْتُكَ هَلْ يَرْتَدُّ أَحَدٌ سَخْطَةً لِدِينِهِ بَعْدَ أَنْ يَدْخُلَ فِيهِ، فَزَعَمْتَ أَنْ لَا، فكذلك الإيمان حين تخلط بشاشته القلوب لا يسخطه أحد، وسألتك هل يغدر، فزعمت أن لا، وكذلك الرسل لا يغدرون، وسألتك: هل قاتلتموه وقاتلكم، فزعمت أن قد فعل، وأن حربكم وحربه تكون دولا، ويدال عليكم المرة وتدالون عليه الأخرى، وكذلك الرسل تبتلى وتكون لها العاقبة، وسألتك: بماذا يأمركم، فزعمت أَنَّهُ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا به شيئا، وينهاكم عما كان يعبد آباؤكم، ويأمركم بِالصَّلَاةِ، وَالصِّدْقِ وَالْعَفَافِ، وَالْوَفَاءِ بِالْعَهْدِ، وَأَدَاءِ الْأَمَانَةِ، قال: وهذه صفة النبي، قد كنت أعلم أنه خارج، ولكن لم أظن أنه منكم، وإن يك ما قلت حقا، فيوشك أن يملك موضع قدمي هاتين، ولو أرجو أن أخلص إليه لتجمشت لقاءه، ولو كنت عنده لغسلت قدميه.
قال أبو سفيان: ثُمَّ دَعَا بِكِتَابِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَقُرِئَ فَإِذَا فِيهِ: (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، مِنْ مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ، إِلَى هِرَقْلَ عَظِيمِ الرُّومِ، سَلَامٌ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى، أَمَّا بَعْدُ: فَإِنِّي أَدْعُوكَ بِدِعَايَةِ الْإِسْلَامِ، أَسْلِمْ تَسْلَمْ، وأسلم يؤتك الله أجرك مرتين، فإن توليت فعليك إثم الأريسيين، و: ﴿يا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَنْ لَا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ﴾).
قَالَ أَبُو سُفْيَانَ: فَلَمَّا أن قضى مقالته علت أصوات الذين من حوله من عظماء الروم، وكثر لغطهم، فلا أدري ما قالوا، وأمر بنا فأخرجنا، فلما أن خرجت مع أصحابي وخلوت بهم، قلت لهم: لقد أمر أمر ابن أبي كبشة، هذا ملك بني الأصفر يخافه، قال أبو سفيان: والله ما زلت ذليلا مستيقنا بأن أمره سيظهر، حتى أدخل الله قلبي الإسلام وأنا كاره.
[ر: ٧]
سَمِعَ النَّبِيَّ ﷺ يَقُولُ يوم خيبر: (لأعطين الراية رجلا يفتح الله على يديه). فقاموا يرجون لذلك أيهم يعطى، فغدوا وكلهم يرجو أن يعطى، فقال: (أين علي). فقيل: يشتكي عينيه، فأمر فدعي له، فبصق في عينيه، فبرأ مكانه حتى كأنه لك يكن به شيء، فقال: نقاتلهم حتى يكونوا مثلنا؟ فقال: (على رسلك، حتى تنزل بساحتهم، ثم ادعهم إلى الإسلام، وأخبرهم بما يجب عليهم، فوالله لأن يهدى بك رجل واحد خير لك من حمر النعم).
[٢٨٤٧، ٣٤٩٨، ٣٩٧٣]
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ إذا غزا قوما لم يغر حتى يصبح، فإن سمع أذانا أمسك، وإن لم يسمع أذانا أغار بعد ما يصبح، فنزلنا خيبر ليلا.
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ حميد، عن أنس: أن النبي ﷺ كان إذا غزا بنا.
إن النبي ﷺ خرج إلى خيبر، فجاءها ليلا، وكان إذا جاء قوما بليل لا يغير عليهم حتى يصبح، فلما أصبح خرجت يهود بمساحيهم ومكاتلهم، فلما رأوه قالوا: محمد والله، محمد والخميس. فقال النبي ﷺ: (اللَّهُ أَكْبَرُ، خَرِبَتْ خَيْبَرُ، إِنَّا إِذَا نَزَلْنَا بساحة قوم فساء صباح المنذرين).
[ر: ٣٦٤]
قال رسول الله ﷺ: (أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا
⦗١٠٧٨⦘
لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَمَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَقَدْ عَصَمَ مني نفسه وماله إلا بحقه، وحسابه على الله).
رواه عمر وابن عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ.
[ر: ٢٥، ١٣٣٥]
أَنَّ عبد الله بن كعب رضي الله عنه، وكان قائد كعب من بنيه، قال: سمعت كعب بن مالك: حين تَخَلَّفَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، وَلَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يريد غزوة إلا ورى بغيرها.
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ قلما يريد غزوة يغزوها إلا ورى بغيرها، حتى كانت غزوة تبوك، فغزاها رسول الله ﷺ في حر شديد، واستقبل سفرا بعيدا ومفازا، واستقبل غزو عدو كثير، فجلى للمسلمين أمرهم، ليتأهبوا أهبة عدوهم، وأخبرهم بوجهه الذي يريد.
لقلما كان رسول الله ﷺ يخرج، إذا خرج في سفر، إلا يوم الخميس.
أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ خرج يوم الخميس في غزوة تبوك، وكان يحب أن يخرج يوم الخميس.
[ر: ٢٦٠٦]
⦗١٠٧٩⦘
أنس رضي الله عنه:
أن النبي ﷺ صلى بالمدينة الظُّهْرَ أَرْبَعًا، وَالْعَصْرَ بِذِي الْحُلَيْفَةِ رَكْعَتَيْنِ، وسمعتهم يصرخون بهما جميعا.
[ر: ١٠٣٩]
انْطَلَقَ النَّبِيُّ ﷺ مِنْ المدينة لخمس بقين من ذي القعدة، وقدم مَكَّةَ لِأَرْبَعِ لَيَالٍ خَلَوْنَ مِنْ ذِي الْحَجَّةِ.
[ر: ١٤٧٠]
خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ لخمس ليال بَقِينَ مِنْ ذِي الْقَعْدَةِ، وَلَا نُرَى إِلَّا الْحَجَّ، فَلَمَّا دَنَوْنَا مِنْ مَكَّةَ، أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ مَنْ لَمْ يكن معه هدي، إذا طاف بالبيت وَسَعَى بَيْنَ الصَّفَا والمروة، أَنْ يَحِلَّ، قَالَتْ عائشة: فَدُخِلَ عَلَيْنَا يَوْمَ النَّحْرِ بِلَحْمِ بَقَرٍ، فَقُلْتُ: ما هذا؟ فقال: نَحَرَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ عَنْ أَزْوَاجِهِ.
قَالَ يَحْيَى: فَذَكَرْتُ هَذَا الْحَدِيثَ للقاسم بن محمد، فقال: أتتك والله بالحديث على وجهه.
[ر: ٢٩٠]
خَرَجَ النَّبِيُّ ﷺ فِي رَمَضَانَ، فَصَامَ حَتَّى بَلَغَ الْكَدِيدَ أَفْطَرَ.
قال سفيان: قال الزهري: أخبرني عبيد الله، عن ابن عباس: ساق الحديث.
[ر: ١٨٤٢]
بَعَثَنَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ في بعث، وقال لنا: (إن لقيتم فلانا وفلانا – لرجلين من قريش سماهما – فحرقوهما بالنار). قال: ثم أتيناه نودعه حين أردنا
⦗١٠٨٠⦘
الخروج، فقال: (إني كنت أمرتكم أن تحرقوا فلانا وفلانا بالنار، وإن النار لا يعذب بها إلا الله، فإن أخذتموهما فاقتلوهما).
[٢٨٥٣]
ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ. وحدثني محمد ابن صباح: حدثنا إسماعيل بن زكرياء، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عُمَرَ رضي الله عنهما،
عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قال: (السمع والطاعة حق ما لم يؤمر بالمعصية، فَإِذَا أُمِرَ بِمَعْصِيَةٍ فَلَا سَمْعَ وَلَا طَاعَةَ).
[٦٧٢٥]
أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: (نَحْنُ الْآخِرُونَ السَّابِقُونَ).
وبهذا الإسناد: (مَنْ أَطَاعَنِي فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ، وَمَنْ عَصَانِي فقد عصى الله، ومن يطع الأمير فقد أطاعني، ومن يعص الأمير فقد عصاني، وإنما الإمام جنة، يقاتل من ورائه ويتقى به، فإن أمر بتقوى الله وعدل فإن له بذلك أجرا، وإن قال بغيره فإن عليه منه).
[٦٧١٨، وانظر: ٢٣٦]
لقول الله تعالى: ﴿لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة﴾ /الفتح: ١٨/.
⦗١٠٨١⦘
رضي الله عنهما:
رجعنا من العام المقبل، فما اجتمع منا اثنان على الشجرة التي بايعنا تحتها، كانت رحمة من الله، فسألت نافعا: على أي شيء بايعهم، على الموت؟ قال: لا، بل بايعهم على الصبر.
لما كان زمن الحرة أتاه آت فقال له: إن ابن حنظلة يبايع الناس على الموت، فقال: لا أبايع على هذا أحدا بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ.
[٣٩٣٤]
بَايَعْتُ النَّبِيَّ ﷺ ثم عدلت إلى ظل الشجرة، فلما خف الناس قال: (يا ابن الأكوع ألا تبايع). قال: قلت: قد بايعت يا رسول الله، قال: (وأيضا). فبايعته الثانية. فقلت له: يا أبا مسلم، على أي شيء كنتم تبايعون يومئذ؟ على الموت.
[٣٩٣٦، ٦٧٨٠، ٦٧٨٢]
كانت الأنصار يوم الخندق تقول:
نَحْنُ الَّذِينَ بَايَعُوا مُحَمَّدَا … عَلَى الْجِهَادِ مَا حيينا أبدا
⦗١٠٨٢⦘
فأجابهم النبي ﷺ فَقَالَ: (اللَّهُمَّ لَا عَيْشَ إِلَّا عَيْشُ الْآخِرَهْ. فأكرم الأنصار والمهاجره).
[ر: ٢٦٧٩]
أَتَيْتُ النَّبِيَّ ﷺ أنا وأخي فقلت: بايعنا على الهجرة، فقال: (مضت الهجرة لأهلها). فقلت: علام تبايعنا؟ قال: (على الإسلام والجهاد).
[٢٩١٣، ٤٠٥٤، ٤٠٥٥]
لقد أتاني اليوم رجل، فسألني عن أمر ما دريت ما أرد عليه، فقال: أرأيت رجلا مؤديا نشيطا، يخرج مع أمرائنا في المغازي، فيعزم علينا في أشياء لا نحصيها؟ فقلت له: والله ما أدري ما أقول لك، إلا أنا كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ ﷺ، فعسى أن لا يعزم علينا في أمر إلا مرة حتى نفعله، وإن أحدكم لن يزال بخير ما اتقى الله، وإذا شك في نفسه شيء سأل رجلا فشفاه منه، وأوشك أن لا تجدوه، والذي لا إله إلا هو، ما أذكر ما غبر من الدنيا إلا كالثغب، شرب صفوه وبقي كدره.
⦗١٠٨٣⦘
كَتَبَ إِلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي أَوْفَى رضي الله عنهما فقرأته:
أن رسول الله ﷺ في بعض أيامه التي لقي فيها، انتظر حتى مالت الشمس، ثم قام في الناس خطيبا قال: (أيها الناس، لَا تَتَمَنَّوْا لِقَاءَ الْعَدُوِّ، وَسَلُوا اللَّهَ الْعَافِيَةَ، فإذا لقيتموهم فاصبروا، واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف. ثم قال: اللهم منزل الكتاب، ومجري السحاب، وهازم الأهزاب، اهزمهم وانصرنا عليهم).
[ر: ٢٦٦٣]
لقوله: ﴿إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله وإذا كانوا معه على أمر جامع لم يذهبوا حتى يستأذنوه إن الذين يستأذنوك﴾. إلى آخر الآية /النور: ٦٢/.
غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، قال: فتلاحق بِيَ النَّبِيُّ ﷺ، وَأَنَا على ناضح لنا قد أعيا، فلا يكاد يسير، فقال لي: (ما لبعيرك). قال: قلت: عيي، قال: فتخلف رسول الله ﷺ فزجره ودعا له، فما زال بين يدي الإبل قدامها يسير، فقال لي: (كيف ترى بعيرك). قال: قلت: بخير، قد أصابته بركتك، قال: (أفتبيعنيه). قال: فاستحييت، ولم يكن لنا ناضح غيره، قال: فقلت: نعم، قال: (فبعنيه). فبعته إياه عَلَى أَنَّ لِي فَقَارَ ظَهْرِهِ حَتَّى أَبْلُغَ المدينة، قال: فقلت: يا رسول الله، إني عروس، فاستأذنته فأذن لي، فتقدمت الناس إلى المدينة حتى أتيت المدينة، فلقيني خالي، فسألني عن البعير، فأخبرته بما صنعت فيه، فلامني، قال: وَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ قال لي حين استأذنته: (هل تزوجت بكرا أم ثيبا). فقلت: تزوجت ثيبا، فقال: (هلا تزوجت بكرا
⦗١٠٨٤⦘
تلاعبها وتلاعبك). قلت: يا رسول الله، توفي والدي، أو استشهد، ولي أخوات صغار، فكرهت أن أتزوج مثلهن فلا تؤدبهن ولا تقوم عليهن، فتزوجت ثيبا لتقوم عليهن وتؤدبهن، قال: فَلَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ المدينة، غدوت عليه بالبعير، فأعطاني ثمنه ورده علي.
قال المغيرة: هذا في قضائنا حسن لا نرى به بأسا.
[ر: ٤٣٢]
فيه جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ.
[ر: ٢٨٠٥]
فِيهِ أَبُو هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ.
[ر: ٢٩٥٦]
كَانَ بِالْمَدِينَةِ فَزَعٌ، فَرَكِبَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فَرَسًا لِأَبِي طَلْحَةَ، فَقَالَ: (مَا رَأَيْنَا مِنْ شَيْءٍ، وَإِنْ وَجَدْنَاهُ لَبَحْرًا).
[ر: ٢٤٨٤]
فزع الناس، فَرَكِبَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فرسا لأبي طلحة بطيئا، ثم خرج يركض وحده، فركب الناس يركضون خلفه، فقال: «لم تراعوا، إنه لبحر). فما سبق بعد ذلك اليوم.
[ر: ٢٤٨٤]
وقال مجاهد: قلت لابن عمر: الغزو، قال: إني أحب أن أعينك بطائفة من مالي،
⦗١٠٨٥⦘
قلت: أوسع الله علي، قال: إن غناك لك، وإني أحب أن يكون من مالي في هذا الوجه.
[ر: ٤٠٥٦]
وقال عمر: إن ناسا يأخذون من هذا المال ليجاهدوا، ثم لا يجاهدون، فمن فعله فنحن أحق بماله حتى نأخذ منه ما أخذ.
وقال طاوس ومجاهد: إذا دفع إليك شيء تخرج به في سبيل الله، فاصنع به ما شئت، وضعه عند أهلك.
حَمَلْتُ عَلَى فَرَسٍ فِي سبيل الله، فرأيته يباع، فسألت النبي ﷺ: آشتريه؟ فَقَالَ: (لَا تَشْتَرِهِ، وَلَا تَعُدْ فِي صَدَقَتِكَ).
[ر: ١٤١٩]
أن عمر بن الخطاب حمل على فرس فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَوَجَدَهُ يُبَاعُ، فَأَرَادَ أَنْ يبتاعه، فسأل رسول الله ﷺ فقال: (لا تبتعه، ولا تعد في صدقتك).
[ر: ١٤١٨]
قال رسول الله ﷺ: (لولا أن أشق على أمتي ما تخلفت عن سرية، ولكن لا أجد حمولة، ولا أجد ما أحملهم عليه، ويشق علي أن يتخلفوا عني، ولوددت أني قاتلت في سبيل الله فقتلت، ثم أحييت ثم قتلت، ثم أحييت).
[ر: ٢٦٤٤]
أن قيس بن سعد الأنصاري رضي
⦗١٠٨٦⦘
الله عنه، وكان صاحب لواء رسول الله ﷺ، أراد الحج فرجل.
كان علي رضي الله عنه تَخَلَّفَ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ فِي خيبر، وكان به رمد، فقال: أنا أتخلف عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فخرج علي فلحق بالنبي ﷺ، فلما كان مساء الليلة التي فتحها في صباحها، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (لأعطين الراية – أو قال: ليأخذن – غدا رجلا يحبه الله ورسوله، أو قال: يحب الله ورسوله، يفتح الله عليه).فإذا نحن بعلي وما نرجوه، فقالوا: هذا علي، فأعطاه رسول الله ﷺ، ففتح الله عليه.
[٣٤٩٩، ٣٩٧٢]
ها هنا أمرك النبي ﷺ أن تركز الراية.
[٤٠٣٠]
وقال الحسن وابن سيرين: يقسم للأجير من المغنم. وأخذ عطية بن قيس فرسا على النصف، فبلغ سهم الفرس أربعمائة دينار، فأخذ مائتين، وأعطى صاحبه مائتين.
غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ غزوة تبوك، فحملت على بكر، فهو أوثق أعمالي في نفسي، فاستأجرت أجيرا، فقاتل رجلا، فعض أحدهما
⦗١٠٨٧⦘
الآخر، فانتزع يده من فيه ونزع ثنيته، فأتى النبي ﷺ فأهدرها، فقال: (أيدفع يده إليك فتقضمها كما يقضم الفحل).
[ر: ٢١٤٦]
وقوله جل وعز: ﴿سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب بما أشركوا بالله﴾ /آل عمران: ١٥١/. قاله جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ.
[ر: ٣٢٨]
أن رسول الله ﷺ قال: (بعثت بجوامع الكلم، ونصرت بالرعب، فبينا أَنَا نَائِمٌ أُتِيتُ بِمَفَاتِيحِ خَزَائِنِ الْأَرْضِ فَوُضِعَتْ في يدي).
قال أبو هريرة: وقد ذَهَبَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وأنتم تنتثلوها.
[٦٥٩٧، ٦٦١١، ٦٨٤٥]
أَنَّ هِرَقْلَ أرسل وهم بإيلياء، ثُمَّ دَعَا بِكِتَابِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فلما فرغ من قراءة الكتاب كثر عنده الصخب، فارتفعت الْأَصْوَاتُ وَأُخْرِجْنَا، فَقُلْتُ لِأَصْحَابِي حِينَ أُخْرِجْنَا: لَقَدْ أَمِرَ أَمْرُ ابْنِ أَبِي كَبْشَةَ إِنَّهُ يَخَافُهُ ملك بني الأصفر.
[ر: ٧]
وقول الله تعالى: ﴿وتزودوا فإن خير الزاد التقوى﴾ /البقرة: ١٩٧/.
صنعت سفرة رسول الله ﷺ في
⦗١٠٨٨⦘
بيت أبي بكر، حين أراد أن يهاجر إلى المدينة، قالت: فلم نجد لسفرته، ولا لسقائه ما نربطهما به، فقلت لأبي بكر: والله ما أجد شيئا أربط به إلا نطاقي، قال: فشقيه باثنين فاربطيه: بواحد السقاء وبالآخر السفرة، ففعلت، فلذلك سميت: ذات النطاقين.
[٣٦٩٥، ٥٠٧٣]
كُنَّا نَتَزَوَّدُ لُحُومَ الأضاحي عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ إلى المدينة.
[ر: ١٦٣٢]
أنه خرج مَعَ النَّبِيِّ ﷺ عَامَ خيبر، حتى إذا كانوا بالصهباء، وهي من خيبر، وهي أدنى خيبر فصلوا العصر، فدعا النبي ﷺ بالأطعمة، فلم يؤت النبي ﷺ إلا بسويق، فلكنا فَأَكَلْنَا وَشَرِبْنَا، ثُمَّ قَامَ النَّبِيُّ ﷺ فمضمض ومضمضنا وصلينا.
[ر: ٢٠٦]
خَفَّتْ أَزْوَادُ الناس وَأَمْلَقُوا، فَأَتَوْا النَّبِيَّ ﷺ فِي نَحْرِ إِبِلِهِمْ فَأَذِنَ لَهُمْ، فَلَقِيَهُمْ عُمَرُ فَأَخْبَرُوهُ، فَقَالَ: مَا بَقَاؤُكُمْ بَعْدَ إِبِلِكُمْ، فَدَخَلَ عمر عَلَى النَّبِيِّ ﷺ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا بَقَاؤُهُمْ بَعْدَ إِبِلِهِمْ؟ قال رسول الله ﷺ: (ناد في الناس يأتون بفضل أزوادهم). فَدَعَا وَبَرَّكَ عَلَيْهِ، ثُمَّ دَعَاهُمْ بِأَوْعِيَتِهِمْ، فَاحْتَثَى حَتَّى فَرَغُوا، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنِّي رَسُولُ الله).
[ر: ٢٣٥٢]
خرجنا ونحن ثلاثمائة نحمل زادنا على رقابنا، ففني زادنا، حتى كان الرجل منا يأكل في كل يوم تمرة، قال رجل: يا أبا عبد الله، وأين كانت التمرة تقع من الرجل؟ قال: لقد وجدنا فقدها حين فقدناها، حتى أتينا البحر، فإذا حوت قد
⦗١٠٨٩⦘
قذفه البحر، فأكلنا منه ثمانية عشر يوما ما أحببنا.
[ر: ٢٣٥١]
يا رسول الله، يرجع أصحابك بأجر حج وعمرة، ولم أزد على الحج؟ فقال لها: (اذهبي، وليردفك عبد الرحمن). فأمر عبد الرحمن أن يعمرها من التنعيم، فانتظرها رسول الله ﷺ بأعلى مكة حتى جاءت.
أَمَرَنِي النَّبِيُّ ﷺ أن أردف عائشة، وأعمرها من التنعيم.
[ر: ١٦٩٢]
كنت رديف أبي طلحة، وإنهم ليصرخون بهما جميعا: الحج والعمرة.
[ر: ١٠٣٩]
أن رسول الله ﷺ رَكِبَ عَلَى حِمَارٍ، عَلَى إِكَافٍ عَلَيْهِ قَطِيفَةٌ، وأردف أسامة وراءه.
[٤٢٩٠، ٥٣٣٩، ٥٦١٩، ٥٨٥٤، ٥٨٩٩]
أن رسول الله ﷺ أقبل يوم الفتح من أعلى مكة على راحلته، مردفا أسامة بن زيد، ومعه بلال، ومعه عثمان بن طلحة من الحجبة، حتى أناخ في المسجد، فأمره أن يأتي بمفتاح البيت ففتح، وَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ ومعه أسامة وبلال وعثمان، فمكث
⦗١٠٩٠⦘
فيها نهارا طويلا، ثم خرج، فاستبق الناس، وكان عبد الله بن عمر أول من دخل، فوجد بلالا وراء الباب قائما، فسأله أين صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ ﷺ؟ فأشار إلى المكان الذي صلى فيه. قال عبد الله: فنسيت أن أسأله كم صلى من سجدة.
[ر: ٣٨٨]
قال رسول الله ﷺ: (كُلُّ سُلَامَى مِنَ النَّاس عَلَيْهِ صَدَقَةٌ، كُلَّ يوم تطلع فيه الشمس، يعدل بين الاثنين صدقة، ويعين الرجل على دابته فيحمل عليها، أو يرفع عليها متاعه صدقة، والكلمة الطيبة صدقة، وكل خطوة يخطوها إلى الصلاة صدقة، ويميط الأذى عن الطريق صدقة).
[ر: ٢٥٦٠]
وكذلك يروى عن محمد بن بشر، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ. وتابعه ابن إسحاق، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ.
وقد سافر النَّبِيُّ ﷺ وَأَصْحَابُهُ فِي أرض العدو، وهم يعلمون القرآن.
أن رسول الله ﷺ نهى أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو.
صبح النبي ﷺ خيبر، وقد خرجوا بالمساحي على أعناقهم، فلما رأوه قالوا: هذا محمد والخميس، محمد والخميس فلجؤوا إلى الحصن، فرفع النَّبِيُّ ﷺ
⦗١٠٩١⦘
يَدَيْهِ وَقَالَ: (اللَّهُ أَكْبَرُ، خَرِبَتْ خَيْبَرُ، إِنَّا إِذَا نَزَلْنَا بساحة قوم فساء صباح المنذرين). وأصبنا حمرا فطبخناها، فنادى منادي النبي ﷺ: إن الله ورسوله ينهيانكم عن لحوم الحمر، فأكفئت القدور بما فيها.
تابعه علي، عن سفيان: رَفَعَ النَّبِيُّ ﷺ يَدَيْهِ.
[ر: ٣٦٤]
كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ ﷺ، فكنا إذا أشرفنا على واد، هللنا وكبرنا ارتفعت أصواتنا، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ ارْبَعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ، فَإِنَّكُمْ لَا تدعون أصم ولا غائبا، إنه معكم إنه سميع قريب، تبارك اسمه وتعالى جده).
[٣٩٦٨، ٦٠٢١، ٦٠٤٦، ٦٢٣٦، ٦٩٥٢]
كناإذا صعدنا كبرنا، وإذا نزلنا سبحنا.
[٢٨٣٢]
كنا إذا صعدنا كبرنا، وإذا تصوبنا سبحنا.
[ر: ٢٨٣١]
كَانَ النبي ﷺ إذا قفل
⦗١٠٩٢⦘
من الحج أو العمرة – ولا أعلمه إلا قال الغزو – يقول: كلما أوفى على ثنية أو فدفد كبر ثلاثا، ثم قَالَ: (لَا
إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. آيِبُونَ تَائِبُونَ عَابِدُونَ سَاجِدُونَ لِرَبِّنَا حَامِدُونَ. صَدَقَ اللَّهُ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وهزم الأحزاب وحده).
قال صالح: فقلت له: ألم يقل عبد الله: إن شاء الله، قال: لا.
[ر: ١٧٠٣]
سمعت أبا بردة، واصطحب هو ويزيد بن أبي كبشة في سفر، فكان يزيد يصوم في السفر، فقال له أبو بردة: سمعت أبا موسى مرارا يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (إذا مرض العبد، أو سافر، كتب له مثل ما كان يعمل مقيما صحيحا).
نَدَبَ النَّبِيُّ ﷺ النَّاسَ يَوْمَ الْخَنْدَقِ، فَانْتَدَبَ الزُّبَيْرُ، ثُمَّ نَدَبَهُمْ فَانْتَدَبَ الزبير، ثم ندبهم فانتدب الزبير، قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (إِنَّ لكل نبي حواريا، وحواري الزبير). قال سفيان: الحواري الناصر.
[ر: ٢٦٩١]
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ: حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أبيه، عن ابن عمر،
عن النبي ﷺ قَالَ: (لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا في الوحدة ما أعلم، ما سار راكب بليل وحده).
قال أَبُو حُمَيْدٍ: قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (إِنِّي مُتَعَجِّلٌ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَمَنْ أَرَادَ أن يتعجل معي فليتعجل).
[ر: ١٤١١]
سئل أسامة بن زيد رضي الله عنهما وكان يحيى يقول، وأنا أسمع، فسقط عني – عن مسير النَّبِيُّ ﷺ فِي حَجَّةِ الوداع قال: فكان يسير العنق، فإذا وجد فجوة نص. والنص فوق العنق.
[ر: ١٥٨٣]
كُنْتُ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما بِطَرِيقِ مَكَّةَ، فَبَلَغَهُ عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ أَبِي عُبَيْدٍ شدة وجع، فأسرع السير، حتى إذا كان بعد غروب الشفق، ثم نزل فصلى المغرب والعتمة يجمع بينهما، وقال: أني رأيت النبي ﷺ إِذَا جَدَّ بِهِ السَّيْرُ أَخَّرَ الْمَغْرِبَ، وَجَمَعَ بينهما.
[ر: ١٠٤١]
أن رسول الله ﷺ قَالَ: (السَّفَرُ قِطْعَةٌ مِنَ الْعَذَابِ، يَمْنَعُ أَحَدَكُمْ نومه وطعامه وشرابه، فإذا قضى أحدكم نهمته فليعجل إلى أهله).
[ر: ١٧١٠]
أن عمر بن الخطاب حمل على فرس فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَوَجَدَهُ يُبَاعُ، فَأَرَادَ أَنْ يبتاعه، فسأل رسول الله ﷺ فقال: (لا تبتعه، ولا تعد في صدقتك).
[ر: ١٤١٨]
حَمَلْتُ عَلَى فَرَسٍ فِي سَبِيلِ الله، فابتاعه أو فَأَضَاعَهُ الَّذِي كَانَ عِنْدَهُ، فَأَرَدْتُ أَنْ أَشْتَرِيَهُ، وظننت أنه بائعه بِرُخْصٍ، فَسَأَلْتُ النَّبِيَّ ﷺ فقال:
⦗١٠٩٤⦘
(لا تشتره وإن بدرهم، فإن الْعَائِدُ فِي هِبَتِهِ كَالْكَلْبِ يَعُودُ فِي قَيْئِهِ).
[ر: ١٤١٩]
جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ فاستأذنه في الجهاد، فقال: (أحي والداك). قال: نعم، قال: (ففيهما فجاهد).
[٥٦٢٧]
أَنَّهُ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ في بعض أسفاره، قال عبد الله: حسبت أنه قال: والناس في مبيتهم، فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ رسولا: (أن لا يبقين في رقبة بعير قلادة من وتر – أو قلادة – إلا قطعت).
أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ ﷺ يقول: (لا يخلون رجل بامرأة، ولا تسافرن امرأة وإلا معها مَحْرَمٍ). فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اكتتبت في غزوة كذا وكذا، وخرجت امرأتي حاجة، قال: (اذهب، فحج مع امرأتك).
[ر: ١٧٦٣]
وقول الله تعالى: ﴿لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء﴾ /الممتحنة: ١/. التجسس:
⦗١٠٩٥⦘
التبحث.
بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ ﷺ أنا والزبير والمقداد بن الأسود، قال: (انْطَلِقُوا حَتَّى تَأْتُوا رَوْضَةَ خَاخٍ، فَإِنَّ بِهَا ظعينة، ومعها كتاب فخذوه منها). فانطلقنا تعادى بنا خيلنا، حتى انتهينا إلى الروضة، فإذا نحن بالظعينة، فقلنا: أخرجي الكتاب، فقالت: ما معي من كتاب، فقلنا لتخرجن الكتاب أو لنلقين الثياب، فأجرجته من عقاصها، فأتينا به رسول الله ﷺ فإذا فيه: من حاطب بن أبي بلتعة إلى أناس من المشركين من أهل مكة، يخبرهم ببعض أَمْرَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (يا حاطب ما هذا). قال: يا رسول الله لا تعجل علي، إني كنت أمرأ ملصقا في قريش، ولم أكن من أنفسها، وكان من معك من المهاجرين لهم قرابات بمكة، يحمون بها أهليهم وأموالهم، فأحببت إذ فاتني ذلك من النسب فيهم، أن أتخذ عندهم يدا يحمون بها قرابتي، وما فعلت كفرا ولا ارتدادا، ولا رضا بالكفر بعد الْإِسْلَامِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (لقد صدقكم). قال عمر: يا رسول الله، دعني أضرب عنق هذا المنافق، قال: (إنه قد شهد بدرا، وما يدريك لعل الله أن يكون قَدِ اطَّلَعَ عَلَى أَهْلِ بَدْرٍ فَقَالَ: اعْمَلُوا ما شئتم فقد غفرت لكم). قال سفيان: وأي إسناد هذا.
[٢٩١٥، ٣٧٦٢، ٤٠٢٥، ٤٦٠٨، ٥٩٠٤، ٦٥٤٠]
لما كان يوم بدر، أتي بالأسارى، وأتي بالعباس، ولم يكن
⦗١٠٩٦⦘
عليه ثوب، فنظر النبي ﷺ له قميصا، فوجدوا قميص عبد الله بن أبي يقدر عليه، فكساه النبي ﷺ إياه، فلذلك نزع النبي ﷺ قميصه الذي ألبسه، قال ابن عيينة: كانت لَهُ عِنْدَ النَّبِيِّ ﷺ يد، فأحب أن يكافئه.
[ر: ١٢١١]
قَالَ النَّبِيُّ ﷺ يوم خيبر: (لأعطين الراية غدا رجلا يفتح على يديه، يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله). فبات الناس ليلتهم: أيهم يعطى، فغدوا كلهم يرجونه، فقال: (أين علي). فقيل: يشتكي عينيه، فبصق في عينيه ودعا له، فبرأ كأن لم يكن به وجع، فأعطاه، فقال: أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا؟ فقال: (انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم، ثم ادعهم إلى الإسلام، وأخبرهم بما يجب عليهم، فوالله لأن يهدي الله رجلا بك، خير لك من أن يكون لك حمر النعم).
[ر: ٢٧٨٣]
عن النبي ﷺ قال: (عجب الله من قوم يدخلون الجنة في السلاسل).
عن النبي ﷺ قال: (ثلاثة يؤتون أجرهم مرتين: الرجل تكون له الأمة، فيعلمها فيحسن تعليمها، ويؤدبها فيحسن أدبها، ثم يعتقها فيتزوجها فله أجران، ومؤمن أهل الكتاب، الذي كان مؤمنا، ثم آمن
⦗١٠٩٧⦘
بالنبي ﷺ فله أجران، والعبد الذي يؤدي حق الله وينصح لسيده).
ثم قال الشعبي: وأعطيتكها بغير شيء وقد كان الرجل يرحل في أهون منها إلى المدينة.
[ر: ٩٧]
﴿بياتا﴾ /الأعراف: ٤/: ليلا. ﴿لنبيتنه﴾ /النمل: ٤٩/: ليلا. ﴿بيت﴾ /النساء: ٨١/: ليلا.
مَرَّ بِيَ النَّبِيُّ ﷺ بالأبواء أو بودان، وسئل عن أهل الدار يبيتون من المشركين، فيصاب من نسائهم وذراريهم، قال: (هم منهم). وسمعته يقول: (لا حمى إلا لله تعالى ولرسوله ﷺ).
وعن الزهري أنه سمع عبيد الله، عن ابن عباس: حدثنا الصعب في الذراري: كان عمرو يحدثنا، عن ابن شهاب، عن النبي ﷺ. فسمعناه من الزهري قال: أخبرني عبيد الله، عن ابن عباس، عن الصعب، قال: (هم منهم). ولم يقل كما قال عمرو: (هم من آبائهم).
[ر: ٢٢٤١]
إصابتهم إذا كانوا مختلطين معهم، ولا يمكن الوصول إلى قتل الكبار إلا بقتلهم، وليس المراد قتلهم بطريق القصد إليهم.
أن امرأة وجدت في بعض مغازي النبي ﷺ مقتولة، فأنكر رسول الله ﷺ قتل النساء والصبيان.
[٢٨٥٢]
وجدت امرأة مقتولة في بعض مغازي رسول الله ﷺ، فنهى رسول الله ﷺ عن قتل النساء والصبيان.
[ر: ٢٨٥١]
بَعَثَنَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ في بعث فقال: (إن وجدتم فلانا وفلانا فأحرقوهما بالنار). ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ حين أردنا الخروج: (إني أمرتكم أن تحرقوا فلانا وفلانا، وإن النار لا يعذب بها إلا الله، فإن وجدتموهما فاقتلوهما).
[ر: ٢٧٩٥]
أن عليا رضي الله عنه حرق قوما، فبلغ ابْنَ عَبَّاسٍ فَقَالَ: لَوْ كُنْتُ أَنَا لَمْ أحرقهم، لأن النبي ﷺ قال: (لا تعذبوا بعذاب الله). ولقتلتهم، كَمَا قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (من بدل دينة فاقتلوه).
[٦٥٢٤]
فيه حديث ثمامة. [ر: ٤٥٠].
وقوله عز وجل: ﴿ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض – يعني: يغلب
⦗١٠٩٩⦘
في الأرض – تريدون عرض الدنيا﴾. الآية /الأنفال: ٦٧/.
فيه المسور، عن النبي ﷺ. [ر: ٢٥٨١].
أن رهطا من عكل، ثمانية، قدموا على النبي ﷺ، فَاجْتَوَوْا الْمَدِينَةَ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَبْغِنَا رسلا، قال: (ما أجد لكم إلا أن تلحقوا بالذود). فانطلقوا فشربوا من أبوالها وألبانها، حَتَّى صَحُّوا وَسَمِنُوا، وَقَتَلُوا الرَّاعِيَ وَاسْتَاقُوا الذَّوْدَ، وكفروا بعد إسلامهم، فأتى الصريخ النَّبِيَّ
ﷺ، فَبَعَثَ الطَّلَبَ، فما ترجل النهار حتى أتي بهم، فقطه أيديهم وأرجلهم، ثم أمر بمسامير فأحميت فكحلهم بها، وطرحهم بالحرة، يستسقون فما يسقون، حتى ماتوا.
قال أبو قلابة: قتلوا وسرقوا وحاربوا الله ورسوله ﷺ وسعوا في الأرض فسادا.
[ر: ٢٣١]
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يقول: (قرصت نملة نبيا من لأنبياء، فأمر بقرية النمل فأحرقت، فأوحى الله إليه: أن قرصتك نملة أحرقت أمة من الأمم تسبح).
[٣١٤١]
قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (ألا تريحني من ذي الخلصة). وكان بيتا في خثعم يسمى كعبة اليمانية، قال: فانطلقت في خمسين ومائة فارس من أحمس، وكانوا أصحاب خيل، قال: وكنت لا أثبت على الخيل، فضرب في صدري حتى رأيت أثر أصابعه فِي صَدْرِي وَقَالَ: (اللَّهُمَّ ثَبِّتْهُ، وَاجْعَلْهُ هَادِيًا مهديا). فانطلق إليها فكسرها وحرقها، ثم بعث إلى رسول الله ﷺ يخبره، فقال رسول جرير: والذي بعثك بالحق، ما جئتك حتى تركتها كأنها جمل أجوف، أو أجرب. قال: فبارك في خيل أحمس ورجالها خمس مرات.
[٢٨٧١، ٢٩١١، ٣٦١١، ٤٠٩٧ – ٤٠٩٩، ٥٧٣٩، ٥٩٧٤]
حرق النبي ﷺ نخل بني النضير.
[ر: ٢٢٠١]
بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ رهطا من الأنصار إلى أبي رافع ليقتلوه، فانطلق رجل منهم فدخل حصنهم، قال: فدخلت في مربط دواب لهم، قال: وأغلقوا باب الحصن، ثم إنهم فقدوا حمارا لهم، فخرجوا يطلبونه، فخرجت فيمن خرج، أريهم أنني أطلبه معهم، فوجدوا الحمار فدخلوا ودخلت،
⦗١١٠١⦘
وأغلقوا باب الحصن ليلا، فوضعوا المفاتيح في كوة حيث أراها، فلما ناموا أخذت المفاتيح، ففتحت باب الحصن، ثم دخلت عليه فقلت: يا أبا رافع، فأجابني، فتعمدت الصوت فضربته فصاح، فخرجت ثم جئت، ثم رجعت كأني مغيث، فقلت: يا أبا رافع، وغيرت صوتي، فقال: ما لك لأمك الويل، قلت: ما شأنك؟ قال: لا أدري من دخل علي فضربني، قال: فوضعت سيفي في بطنه، ثم تحاملت عليه حتى قرع العظم، ثم خرجت وأنا دهش، فأتيت سلما لهم لأنزل منه فوقعت، فوثئت رجلي، فخرجت إلى أصحابي فقلت: ما أنا ببارح حتى أسمع الناعية، فما برحت حتى سمعت نعايا أبي رافع تاجر أهل الحجاز، قال: فقمت وما بي قلبة، حتى أتينا النبي ﷺ فأخبرناه.
بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ رهطا من الأنصار إلى أبي رافع فدخل عليه عبد الله بن عتيك بيته ليلا، فقتله وهو نائم.
[٣٨١٢ – ٣٨١٤]
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ في بعض أيامه التي لقي فيها العدو، انتظر حتى مالت الشمس، ثم قام في الناس فقال: (أيها الناس، لا تمنوا لقاء العدو، وسلوا الله العافية، فإذا لقيتوهم فاصبروا، واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف. ثم قال: اللهم منزل الكتاب، ومجري السحاب، وهازم الأحزاب، اهزمهم وانصرنا عليهم).
أن رسول الله ﷺ قال: (لا تمنوا لقاء العدو).
[ر: ٢٦٦٣]
عن النبي ﷺ قال: (لا تمنوا لقاء العدو، فإذا لقيتموهم فاصبروا).
عن النبي ﷺ قال: (هلك كسرى، ثم لا يكون كسرى بعده، وقيصر ليهلكن ثم لا يكون قيصر بعده، ولتقسمن كنوزهما في سبيل الله).
وسمى الحرب خدعة.
سمى النبي ﷺ الحرب خدعة.
[٢٩٥٢، ٣٤٢٢، ٦٢٥٥]
قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (الحرب خدعة).
⦗١١٠٣⦘
عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما:
أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قال: (من لكعب بن الأشرف، فإنه آذى الله ورسوله). قال محمد بن سلمة: أتحب أن أقتله يا رسول الله؟ قال: (نعم). قال: فأتاه: فقال: إن هذا – يعني النبي ﷺ قد عنانا وسألنا الصدقة، قال: وأيضا، والله لتملنه، قال: فإنا قد اتبعناه فنكره أن ندعه، حتى ننظر إلى ما يصير أمره، قال: فلم يزل يكلمه حتى استمكن منه فقتله.
[ر: ٢٣٧٥]
[ر: ٢٣٧٥]
انْطَلَقَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وَمَعَهُ أبي بن كعب، قبل ابن صياد، فحدث به في نخل، فلما دخل عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ النخل، طفق يتقي بجذوع النخل، وابن صياد في قطيفة له فيها رمرمة، فَرَأَتْ أمُّ ابْنِ صَيّادٍ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ، فقالت: يا صاف هذا محمد، فوثب ابن صياد، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (لو تركته بين).
[ر: ١٢٨٩]
فيه سهل وأنس عن النبي ﷺ. [ر: ٢٦٧٩، ٣٥٨٦]
وفيه يزيد عن سلمة. [ر: ٣٩٦٠]
رَأَيْتُ النَّبِيَّ ﷺ يَوْمَ الخندق، وهو ينقل التراب حتى وارى التراب شعر صدره، وكان رجلا كثير الشعر، وهو يرتجز برجز عبد الله بن رواحة:
⦗١١٠٤⦘
اللَّهُمَّ لَوْلَا أَنْتَ مَا اهْتَدَيْنَا … وَلَا تَصَدَّقْنَا ولا صلينا
فأنزلن سكينة علينا … وثبت أقدامنا إن لاقينا
إن الاعدا قد بغوا علينا … إن أرادوا فتنة أبينا
يرفع بها صوته.
[ر: ٢٦٨١]
مَا حَجَبَنِي النَّبِيُّ ﷺ مُنْذُ أَسْلَمْتُ، وَلَا رَآنِي إِلَّا تَبَسَّمَ فِي وَجْهِي. وَلَقَدْ شَكَوْتُ إِلَيْهِ أَنِّي لَا أَثْبُتُ عَلَى الْخَيْلِ، فَضَرَبَ بِيَدِهِ فِي صَدْرِي وقال: (اللهم ثبته، واجعله هاديا ومهديا).
[ر: ٢٨٥٧]
بأي شيء دووي جرح النَّبِيِّ ﷺ؟ فَقَالَ: مَا بَقِيَ مِنَ النَّاسِ أَحَدٌ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي، كان يجيء بالماء في ترسه، وكانت – يعني فاطمة – تغسل الدم عن وجهه، وأخذ حصير فأحرق، ثم حشي به جرح رسول الله ﷺ.
[ر: ٢٤٠]
وقال الله تعالى: ﴿ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم﴾ /الأنفال: ٤٦/.
قال قتادة: الريح الحرب.
أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ بَعَثَ معاذا وأبا موسى إلى اليمن، قال: (يَسِّرَا وَلَا تُعَسِّرَا، وَبَشِّرَا
⦗١١٠٥⦘
وَلَا تُنَفِّرَا، وَتَطَاوَعَا ولا تختلفا).
[٤٠٨٦ – ٤٠٨٨، ٥٧٧٣، ٦٧٥١]
جعل النبي ﷺ على الرجالة يوم أحد – وكانوا خمسين رجلا – عبد الله بن جبير فقال: (إن رأيتمونا تخطفنا الطير فلا تبرحوا مكانكم هذا حتى أرسل إليكم، وإن رأيتمونا هزمنا القوم وأوطأناهم، فلا تبرحوا حتى أرسل إليكم). فهزموهم، قال: فأنا والله رأيت النساء يشتددن، قد بدت خلاخلهن وأسوقهن، رافعات ثيابهن. فقال أصحاب عبد الله بن جبير: الغنيمة أي قوم الغنيمة، ظهر أصحابكم فما تنتظرون؟ فقال عبد الله ابن جبير: أنسيتم ما قال لَكُمْ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ؟ قَالُوا: والله لنأتين الناس فلنصيبن من الغنيمة، فلما أتوهم صرفت وجوههم فأقبلوا منهزمين، فذاك إذ يدعوهم الرسول في أخراهم، فلم يبق مع النبي ﷺ غير اثني عشر رجلا، فأصابوا منا سبعين، وكان النبي ﷺ وأصحابه أصاب من المشركين يوم بدر أربعين ومائة، سبعين أسيرا وسبعين قتيلا. فقال أبو سفيان: أفي القوم محمد، ثلاث مرات، فنهاهم النبي ﷺ أن يجيبوه، ثم قال: أفي القوم ابن أبي قحافة، ثلاث مرات، ثم قال: أفي القوم ابن الخطاب، ثلاث مرات، ثم رجع إلى أصحابه فقال: أما هؤلاء فقد قتلوا، فما ملك عمر نفسه، فقال: كذبت والله يا عدو الله، إن الذين عددت أحياء كلهم، وقد بقي لك ما يسؤوك. قال: يوم بيوم بدر، والحرب سجال، إنكم ستجدون في القوم مثلة، لم آمر بها ولم تسؤني، ثم أخذ يرتجز: اعل هبل، اعل هبل، قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (أَلَا تجيبونه). قالوا: يا رسول الله ما نقول؟ قال:
⦗١١٠٦⦘
(قولوا: الله أعلى وأجل). قال: إن لنا العزى ولا عزى لكم، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (إِلَّا تجيبونه). قال: قالوا: يا رسول الله ما نقول؟ قال: (قولوا الله مولانا ولا مولى لكم).
[٣٧٦٤، ٣٨١٧، ٣٨٤٠، ٤٢٨٥]
كان رسول الله ﷺ أحسن الناس، وأجود الناس، وأشجع الناس، قال: وقد فزع أهل المدينة ليلة، سمعوا صوتا، قال: فتلقاهم النبي ﷺ على فرس لأبي طلحة عري، وهو متلقد سيفه، فقال: (لم تراعوا لم تراعوا). ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (وجدته بحرا). يعني الفرس.
[ر: ٢٤٨٤]
خرجت من المدينة ذاهبا نحو الغابة، حتى إذا كنت بثنية الغابة لقيني غلام لعبد الرحمن بن عوف، قلت ويحك ما بك؟ قال: أخذت لقاح النبي ﷺ، قلت: من أخذها؟ قال: غطفان وفزارة، فصرخت ثلاث صرخات أسمعت ما بين لابتيها: يا صباحاه يا صباحاه، ثم اندفعت حتى ألقاهم وقد أخذوها، فجعلت أرميهم وأقول:
أنا ابن الأكوع … واليوم يوم الرضع.
فاستنقذتها منهم قبل أن يشربوا، فأقبلت بها أسوقها، فلقيني النَّبِيُّ ﷺ، فَقُلْتُ: يَا رسول الله، إن القوم عطاش، وإني أعجلتهم أن يشربوا سقيهم، فابعث في أثرهم، فقال:
⦗١١٠٧⦘
(يا ابن الأكوع: ملكت فأسجح، إن القوم يقرون في قومهم).
[٣٩٥٨]
وقال سلمة: خذها وأنا ابن الأكوع.
[ر: ٢٨٧٦]
يا أبا عمارة، أوليتم يوم حنين؟ قال البراء، وأنا أسمع: أما رَسُولَ اللَّهِ ﷺ لَمْ يول يومئذ، كان أبو سفيان بن الحارث آخذا بعنان بغلته، فلما غشيه المشركون نزل، فجعل يقول: (أنا النبي لا كذب، أنا ابن عبد المطلب). قال: فما رئي من الناس يومئذ أشد منه.
[ر: ٢٧٠٩]
لما نزلت بنو قريظة على حكم سعد، هو ابن معاذ، بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، وكان قريبا منه، فجاء على حمار، فلما دنا قال رسول الله ﷺ: (قوموا إلى سيدكم). فجاء فجلس إلى رسول الله ﷺ، فقال له: (إن هؤلاء نزلوا على حكمتك). قال: فإني أحكم أن تقتل المقاتلة، وأن تسبى الذرية، قال: (لقد حكمت فيهم بحكم الملك).
[٣٥٩٣، ٣٨٩٥، ٥٩٠٧]
أن رسول الله ﷺ دَخَلَ عَامَ الْفَتْحِ وَعَلَى رَأْسِهِ الْمِغْفَرُ، فَلَمَّا نَزَعَهُ جَاءَ رَجُلٌ
⦗١١٠٨⦘
فَقَالَ: إِنَّ ابْنَ خطل متعلق بأستار الكعبة، فقال: (اقتلوه).
[ر: ١٧٤٩]
بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ عشرة رهط سرية عينا، وأمر عليهم عاصم بن ثابت الأنصاري جد عاصم بن عمر، فانطلقوا حتى إذا كانوا بالهداة، وهو بين عسفان ومكة، ذكروا لحي من هذيل، يقال لهم بنو لحيان، فنفروا لهم قريبا من مائتي رجل كلهم رام، فاقتصوا آثارهم حتى وجدوا مأكلهم تمرا تزودوه من المدينة، فقالوا: هذا تمر يثرب فاقتصوا آثارهم، فلما رآهم عاصم وأصحابه لجؤوا إلى فدفد وأحاط بهم القوم، فقالوا لهم: انزلوا وأعطونا بأيديكم، ولكم العهد والميثاق، ولا نقتل منكم أحدا. قال عاصم بن ثابت أمير السرية: أما أنا فوالله لا أنزل اليوم في ذمة كافر، اللهم أخبر عنا نبيك، فرموهم بالنبل فقتلوا عاصما في سبعة، فنزل إليهم ثلاثة رهط بالعهد والميثاق، منهم خبيب الأنصاري وابن دثنة ورجل آخر، فلما استمكنوا منهم أطلقوا أوتار قسيهم فأوثقوهم، فقال الرجل الثالث: هذا أول الغدر، والله لا أصحبكم، إن في هؤلاء لأسوة، يريد القتلى، فجرروه وعالجوه على أن يصحبهم فأبى فقتلوه، فانطلقوا بخبيب وابن دثنة حتى باعوهما بمكة بعد وقعة بدر، فابتاع خبيبا بنو الحارث بن عامر بن نوفل ابن عبد مناف، وكان خبيب هو قتل الحارث بن عامر يوم بدر، فلبث خبيب عندهم أسيرا، فأخبرني عبيد الله بن عياض: أن بنت الْحَارِثِ أَخْبَرَتْهُ: أَنَّهُمْ حِينَ اجْتَمَعُوا اسْتَعَارَ مِنْهَا موسى يستحد بها فأعارته، فأخذ
⦗١١٠٩⦘
ابنا لي وأنا غافلة حين أتاه، قالت: فوجدته مجلسه على فخذه والموسى بيده، ففزعت فزعة عرفها خبيب في وجهي، فقال: تخشين أن أقتله؟ ما كنت لأفعل ذلك. والله ما رأيت أسيرا قط خيرا من خبيب، والله لقد وجدته يويوما يأكل من قطف عنب في يده، وإنه لموثق في الحديد، وما بمكة من ثمر، وكانت تقول: إنه لرزق من الله رزقه خبيبا، فلما خرجوا من الحرم ليقتلوه في الحل، قال لهم خبيب: ذروني أركع ركعتين، فتركوه فركع ركعتين، ثم قال: لولا أن تظنوا أن ما بي جزع لطولتها، اللهم أحصهم عددا:
وَلَسْتُ أُبَالِي حِينَ أُقْتَلُ مُسْلِمًا … عَلَى أَيِّ شِقٍّ كَانَ لِلَّهِ مَصْرَعِي
وَذَلِكَ فِي ذَاتِ الْإِلَهِ وَإِنْ يَشَأْ … يُبَارِكْ عَلَى أَوْصَالِ شِلْوٍ ممزع
فقتله ابن الحارث، فكان خبيب هو سن الركعتين لكل امرئ مسلم قتل صبرا، فاستجاب الله لعاصم بن ثابت يوم أصيب، فَأَخْبَرَ النَّبِيُّ ﷺ أَصْحَابَهُ خبرهم وما أصيبوا. وبعث ناس من كفار قريش إلى عاصم حين حدثوا أنه قتل ليؤتوا بشيء منه يعرف، وكان قد قتل رجلا من عظمائهم يوم بدر، فبعث على عاصم مثل الظلة من الدبر، فحمته من رسولهم، فلم يقدروا على أن يقطعوا من لحمه شيئا.
[٣٧٦٧، ٣٨٥٨، ٦٩٦٧]
فيه عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ.
قال رسول الله ﷺ: (فكوا العاني، يعني: الأسير، وأطعموا الجائع، وعودوا المريض).
[٤٨٧٩، ٥٠٥٨، ٥٣٢٥، ٦٧٥٢]
قلت لعلي رضي الله عنه: هل عندكم شيء من الوحي إلا ما في كتاب الله؟ قال: والذي فلق الحبة وبرأ النسمة، ما أعلمه إلا فهما يعطيه الله رجلا في القرآن، وما في هذه الصَّحِيفَةِ. قُلْتُ: وَمَا فِي الصَّحِيفَةِ قَالَ: الْعَقْلُ، وَفِكَاكُ الْأَسِيرِ، وَأَنْ لَا يُقْتَلَ مُسْلِمٌ بِكَافِرٍ.
[ر: ١١١]
أَنَّ رِجَالًا مِنْ الْأَنْصَارِ اسْتَأْذَنُوا رَسُولَ اللَّهِ ﷺ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ الله، ائذن فلنترك ابن أختنا عباس فدائه. فقال: (لا تدعون منها درهما).
[ر: ٢٤٠٠]
أتى النبي ﷺ بمال من البحرين، فجاءه الْعَبَّاسُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَعْطِنِي، فَإِنِّي فاديت نفسي وفاديت عقيلا، فقال: (خذ). فأعطاه في ثوبه.
[ر: ٤١١]
سَمِعْتُ النَّبِيَّ ﷺ يقرأ في المغرب بالطور.
[ر: ٧٣١]
أتى النبي ﷺ عين من المشركين وهو في سفر، فجلس عند أصحابه يتحدث ثم انفتل، فقال النبي ﷺ: (اطلبوه واقتلوه). فقتله فنفله سلبه.
وَأُوصِيهِ بِذِمَّةِ اللَّهِ وَذِمَّةِ رَسُولِهِ ﷺ، أَنْ يُوفَى لَهُمْ بِعَهْدِهِمْ، وَأَنْ يقاتل من ورائهم، ولا يكلفوا إلا طاقتهم.
[ر: ١٣٢٨]
هل يستشفع إلى أهل الذمة ومعاملتهم.
اشْتَدَّ بِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ وجعه يوم الخميس، فقال: (ائتوني بكتاب أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا). فتنازعوا، ولا ينبغي عند نبي تنازع، فقالوا: هجر رسول الله ﷺ؟ قال: (دعوني، فالذي أنا فيه خير مما تدعونني إليه). وأوصى عند موته بثلاث: (أخرجوا المشركين من جزيرة العرب، وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم). ونسيت الثالثة.
وقال يعقوب بن محمد: سألت المغيرة بن عبد الرحمن، عن جزيرة العرب، فقال: مكة والمدينة واليمامة واليمن. وقال يعقوب: والعرج أول تهامة.
[ر: ١١٤]
⦗١١١٢⦘
سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّ ابْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما قال:
وجد عمر حلى إستبرق تباع في السوق، فأتى بِهَا رَسُولَ اللَّهِ ﷺ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ابْتَعْ هَذِهِ الحلة، فتجمل بها للعيد وللوفود، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (إِنَّمَا هَذِهِ لِبَاسُ مَنْ لَا خَلَاقَ لَهُ، أو: إِنَّمَا يَلْبَسُ هَذِهِ مَنْ لَا خَلَاقَ لَهُ). فلبث ما شاء الله، ثم أرسل النبي ﷺ إليه بجبة ديباج، فأقبل بها عمر حتى أتى بِهَا رَسُولَ اللَّهِ ﷺ، فقال: يا رسول الله، قُلْتَ إِنَّمَا هَذِهِ لِبَاسُ مَنْ لَا خَلَاقَ له، أو إِنَّمَا يَلْبَسُ هَذِهِ مَنْ لَا خَلَاقَ لَهُ، ثم أرسلت إلي بهذه؟ فقال: (تبيعها، أو تصيب بها بعض حاجتك).
[ر: ٨٤٦]
أن عمر انطلق في رهط مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ ﷺ مع النبي ﷺ قِبَلَ ابْنِ صَيَّادٍ، حَتَّى وَجَدُوهُ يَلْعَبُ مَعَ الغلمان، عند أطم بني مغالة، وقد قارب يزمئذ ابن صياد يحتلم، فَلَمْ يَشْعُرْ حَتَّى ضَرَبَ النَّبِيُّ ﷺ ظَهْرَهُ بِيَدِهِ، ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (أتشهد أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ). فَنَظَرَ إِلَيْهِ ابْنُ صَيَّادٍ، فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ الْأُمِّيِّينَ، فَقَالَ ابْنُ صَيَّادٍ لِلنَّبِيِّ ﷺ: أَتَشْهَدُ أني رسول الله؟ قَالَ لَهُ النَّبِيُّ ﷺ: (آمنت بالله وَرَسُولَهُ) قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (مَاذَا تَرَى). قَالَ ابْنُ صَيَّادٍ: يَأْتِينِي صَادِقٌ وكاذب، قال النَّبِيُّ ﷺ: (خُلِّطَ عَلَيْكَ الْأَمْرُ). قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (إِنِّي قَدْ خبأت لك خبيئا). قال ابن صياد: هو الدخ، قال النبي ﷺ: (اخْسَأْ، فَلَنْ تَعْدُوَ قَدْرَكَ). قَالَ عُمَرُ: يَا رسول الله، ائذن لي فيه أضرب عنقه، قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (إِنَّ يَكُنْهُ فَلَنْ تُسَلَّطَ عَلَيْهِ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْهُ فلا خير لك في قتله).
انطلق النبي ﷺ وَأُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، يأتيان النخل، الذي فيه ابن صياد، حتى إذا دخل النخل، طفق النبي ﷺ يَتَّقِي بِجُذُوعِ النَّخْلِ، وهو يختل ابن صياد أَنْ يَسْمَعَ مِنْ ابْنِ صَيَّادٍ شَيْئًا قَبْلَ أَنْ يَرَاهُ، وَابْنُ صَيَّادٍ مُضْطَجِعٌ عَلَى فِرَاشِهِ في
⦗١١١٣⦘
قطيفة له فيها رمزة، فَرَأَتْ أُمُّ ابْنِ صَيَّادٍ النَّبِيَّ ﷺ وَهُوَ يَتَّقِي بِجُذُوعِ النَّخْلِ، فَقَالَتْ لابن صياد: أي صاف، وهو اسمه، فَثَارَ ابْنُ صَيَّادٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (لَوْ تركته بين).
[ر: ١٢٨٩]
ثُمَّ قَامَ النَّبِيُّ ﷺ فِي النَّاسِ، فَأَثْنَى عَلَى اللَّهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ ذَكَرَ الدَّجَّالَ، فَقَالَ: (إِنِّي أُنْذِرُكُمُوهُ، وَمَا مِنْ نَبِيٍّ إلا قد أنذره قومه، لقد أنذره نوح قومه، ولكن سَأَقُولُ لَكُمْ فِيهِ قَوْلًا لَمْ يَقُلْهُ نَبِيٌّ لِقَوْمِهِ: تَعْلَمُونَ أَنَّهُ أَعْوَرُ، وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بأعور).
[ر: ٣١٥٩]
قاله المقبري عن أبي هريرة.
[ر: ٢٩٩٦]
قلت: يا رسول الله، أين تنزل غدا؟ في حجته، قال: (وهل ترك لنا عقيل منزلا). ثم قال: (نحن نازلون غدا بخيف بني كنانة المحصب، حيث قاسمت قريش على الكفر). وذلك أن بني كنانة حالفت قريشا على بني هاشم: أن لا يبايعوهم ولا يؤووهم. قال الزهري: والخيف: الوادي.
[ر: ١٥١١]
أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه استعمل مولى له يدعى هنيا على الحمى، فقال: يا هني اضمم جناحك عن المسلمين، واتق دعوة المظلوم، فإن دعوة المظلوم مستجابة، وأدخل رب الصريمة، ورب الغنيمة، وإياي ونعم بن عوف ونعم بن عفان، فإنهما إن تهلك ماشيتهما يرجعا إلى
⦗١١١٤⦘
نخل وزرع، وإن رب الصريمة، ورب الغنيمة: إن تهلك ماشيتهما، يأتني ببنيه فيقول: يا أمير المؤمنين؟ أفتاركهم أنا لا أبا لك، فالماء والكلأ أيسر علي من الذهب والورق، وايم الله إنهم ليرون أني قد ظلمتهم، إنها لبلادهم فقاتلوا عليها في الجاهلية، وأسلموا عليها في الإسلام، والذي نفسي بيده لولا المال الذي أحمل عليه في سبيل الله، ما حميت عليهم من بلادهم شبرا.
الغنم القليلة. (وإياي ونعم) أحذرك تحذيرا بالغا أن تتركها تستوعب المرعى، فلا يبقى متسع لصاحب الصريمة والغنيمة. (لا أبا لك) هو في الأصل دعاء عليه، ولكن يراد باستعماله خلاف الحقيقة. (وايم الله) وعهد الله. (الكلأ) العشب. (الورق) الفضة. (المال الذي لا أحمل عليه) الإبل التي كان يحمل عليها ولا يجد ما يركبه من أجل الجهاد في سبيل الله تعالى.
قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (اكتبوا لي من تلفظ بالإسلام من الناس). فكتبنا له ألفا وخمسمائة رجل، فقلنا نخاف ونحن ألف وخمسمائة، فلقد رأيتنا ابتلينا، حتى إن الرجل ليصلي وحده وهو خائف.
حَدَّثَنَا عَبْدَانُ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ: فوجدناهم خمسمائة، قال أبو معاوية: ما بين ستمائة إلى سبعمائة.
جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي كتبت في غزوة كذا وكذا، وامرأتي حاجة، قال: (ارجع، فحج مع امرأتك).
[ر: ١٧٦٣]
⦗١١١٥⦘
غَيْلَانَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ:
شَهِدْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ خيبر، فقال لرجل ممن يَدَّعِي الْإِسْلَامَ: (هَذَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ). فَلَمَّا حضر القتال قاتل الرجل قتالا شديدا فأصبته جراحة، فقيل: يا رسول الله، الذي قلت إنه من أهل النار، فإنه قد قاتل اليوم قتالا شديدا وقد مات، فقال النبي ﷺ: (إلى النار). قال: فكاد بعض النار أن يرتاب، فبينما هم على ذلك إذ قيل: إنه لم يمت، ولكن به جراحا شديدا، فلما كان من الليل لم يصبر على الجراح فقتل نفسه، فأخبر النبي ﷺ بذلك فقال: (الله أكبر، أشهد أني عبد الله ورسوله). ثم أمر بلالا فنادى بالناس: (إنه لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة، وَإِنَّ اللَّهَ لَيُؤَيِّدُ هَذَا الدِّينَ بِالرَّجُلِ الْفَاجِرِ).
[٣٩٦٧، ٦٢٣٢]
خطب رسول الله ﷺ فقال: (أَخَذَ الرَّايَةَ زَيْدٌ فَأُصِيبَ، ثُمَّ أَخَذَهَا جَعْفَرٌ فَأُصِيبَ، ثُمَّ أَخَذَهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ فأصيب، ثم أخذها خالد بن الوليد عن غير إمرة ففتح عليه، وما يسرني، أو قال: ما يسرهم، أنهم عندنا). وقال: وإن عينيه لتذرفان.
[ر: ١١٨٩].
أن النبي ﷺ أتاه رعل وذكوان وعصية وبنو لحيان، فزعموا أنهم قد أسلموا، واستمدوه على قومهم، فأمدهم النبي ﷺ بسبعين من الأنصار، قال أنس: كنا نسميهم القراء، يحطبون بالنهار ويصلون بالليل، فانطلقوا بهم، حتى بلغوا
⦗١١١٦⦘
بئر معونة غدروا بهم وقتلوهم، فقنت شهرا يدعو على رعل وذكوان وبني لحيان.
قال قتادة: وحدثنا أنس: أنهم قرؤوا بهم قرآنا: ألا بلغوا عنا قومنا، بأنا قد لقينا ربنا، فرضي عنا وأرضانا. ثم رفع ذلك بعد.
[ر: ٢٦٤٧]
عَنِ النَّبِيِّ ﷺ: أنه كان إذا ظهر على قوم أقام بالعرصة ثلاث ليال.
تابعه معاذ، وعبد الْأَعْلَى: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ، عن أبي طَلْحَةَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ.
[٣٧٥٧]
وقال رافع: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ ﷺ بذي الحليفة، فأصبنا غنما وإبلا، فعدل عشرة من الغنم ببعير.
[ر: ٢٣٥٦]
اعْتَمَرَ النَّبِيُّ ﷺ من الجعرانة، حيث قسم غنائم حنين.
[ر: ١٦٨٧]
ذهب فرس له فأخذه العدو، فظهر عليه المسلمون فرد عليه فِي زَمَنِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ. وأبق عبد له فلحق بالروم، فظهر عليهم المسلمون، فرده عليه خالد بن الوليد بعد النبي ﷺ.
أن عبدا لابن عمر أبق فلحق بالروم فظهر عليه خالد بن الوليد فرده على عبد الله، وأن فرسا
⦗١١١٧⦘
لابن عمر عار فلحق بالروم، فظهر عليه فردوه على عبد الله.
قال أبو عبد الله: عار مشتق من العير، وهو حمار وحش، أي هرب.
أَنَّهُ كَانَ على فرس يوم لقي المسلمون، وأمير المسلمين يومئذ خالد بن الوليد بعثه أبو بكر، فأخذه العدو، فلما هزم العدو رد خالد فرسه.
وقوله تعالى: ﴿واختلاف ألسنتكم وألوانكم﴾ /الروم: ٢٢/. ﴿وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه﴾ /إبراهيم: ٤/.
قلت: يا رسول الله، ذبحنا بهيمة لنا، وطحنت صاعا من شعير، فتعال أنت ونفر، فصاح النبي ﷺ فقال: (يا أهل الخندق، إن جابرا قد صنع سورا، فحي هلا بكم).
[٣٨٧٥، ٣٨٧٦]
أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ مع أبي وعلي وقميص أَصْفَرُ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (سَنَهْ سَنَهْ). قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: وَهِيَ بِالْحَبَشِيَّةِ حَسَنَةٌ، قَالَتْ: فَذَهَبْتُ أَلْعَبُ بِخَاتَمِ النُّبُوَّةِ، فَزَبَرَنِي أَبِي، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (دَعْهَا). ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (أَبْلِي وَأَخْلِقِي، ثُمَّ أَبْلِي وَأَخْلِقِي، ثُمَّ أَبْلِي وَأَخْلِقِي). قَالَ عَبْدُ الله: فبقيت حتى ذكر.
[٣٦٦١، ٥٤٨٥، ٥٥٠٧، ٥٦٤٧]
أن الحسن بن علي أخذ تَمْرَةً مِنْ تَمْرِ الصَّدَقَةِ، فَجَعَلَهَا فِي فِيهِ، فقال النبي ﷺ بالفارسية: (كخ كخ، أما تعرف أنا لا نأكل الصدقة).
[ر: ١٤١٤]
وقول الله تعالى: ﴿ومن يغلل يأت بما غل﴾ /آل عمران: ١٦١/.
قَامَ فِينَا النَّبِيُّ ﷺ فذكر الغلول فعظمه وعظم أمره، قال: (لا ألفين أحدكم يوم القيامة على رقبته شاة لها ثغاء، على رقبته فرس لها حمحمة، يقول: يا رسول الله أغثني، فَأَقُولُ: لَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا، قد أبلغتك، وعلى رقبته بعير لها رغاء، يقول: يا رسول الله أغثني، فأقول: لا أملك لك شيئا قد أبلغتك، وعلى رقبته صامت فيقول: يا رسول الله أغثني، فأقول: لا أملك لك شيئا قد أبلغتك، أو على رقبته رقاع تخفق، فيقول: يا رسول الله أغثني، فأقول: لا أملك لك شيئا قد بلغتك).
وقال أيوب، عن أبي حيان: (فرس له حمحمة).
[ر: ١٣٣٧]
ولم يذكر عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ أنه حرق متاعه، وهذا أصح.
كان على ثقل النبي ﷺ رجل يقال له كركرة فَمَاتَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (هو في النار). فذهبوا ينظرون إليه فوجدوا عباءة قد غلها.
قال أبو عبد الله: قال ابن سلام: كركرة، يعني بفتح الكاف، وهو مضبوط كذا.
كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ ﷺ بذي الحليفة، فأصاب الناس جوع، وأصبنا إِبِلًا وَغَنَمًا، وَكَانَ النَّبِيُّ ﷺ فِي أُخْرَيَاتِ النَّاسِ، فَعَجِلُوا فَنَصَبُوا الْقُدُورَ، فَأَمَرَ بِالْقُدُورِ فَأُكْفِئَتْ، ثُمَّ قَسَمَ فَعَدَلَ عَشَرَةً مِنَ الغنم ببعير، فند منها بعير، وفي القوم خيل يسير، فَطَلَبُوهُ فَأَعْيَاهُمْ، فَأَهْوَى إِلَيْهِ رَجُلٌ بِسَهْمٍ فَحَبَسَهُ الله، فقال: (هذه البهائم لها أوابد كأوابد الوحش، فما ند عليكم، فَاصْنَعُوا بِهِ هَكَذَا). فَقَالَ جَدِّي: إِنَّا نَرْجُو، أَوْ نَخَافُ أَنْ نَلْقَى الْعَدُوَّ غَدًا، وَلَيْسَ مَعَنَا مُدًى، أَفَنَذْبَحُ بِالْقَصَبِ؟ فَقَالَ: (مَا أَنْهَرَ الدَّمَ وَذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ فَكُلْ، لَيْسَ السِّنَّ وَالظُّفُرَ، وَسَأُحَدِّثُكُمْ عَنْ ذَلِكَ: أَمَّا السِّنُّ فَعَظْمٌ، وَأَمَّا الظفر فمدى الحبشة).
[ر: ٢٣٥٦]
قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (ألا تريحني من ذي الخلصة). وكان بيتا فيه خثعم، يسمى كعبة اليمانية، فانطلقت في خمسين ومائة من أحمس، وكانوا أصحاب خيل، فأخبرت النبي ﷺ أني لا أثبت على الخيل، فضرب في صدري حتى رأيت أثر أصابعه فِي صَدْرِي فَقَالَ: (اللَّهُمَّ ثَبِّتْهُ، وَاجْعَلْهُ هَادِيًا مهديا). فانطلق إليها فكسرها وحرقها، فأرسل إلى النبي ﷺ يبشره، فقال رسول جرير: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، مَا جئتك حتى تركتها كأنها جمل أجرب. فبارك على خيل
⦗١١٢٠⦘
أحمس ورجالها خمس مرات. قال مسدد: بيت في خثعم.
[ر: ٢٨٥٧]
وأعطى كعب بن مالك ثوبين حين نشر بالتوبة.
[ر: ٤١٥٦]
قال النَّبِيَّ ﷺ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ: (لَا هِجْرَةَ، وَلَكِنْ جِهَادٌ وَنِيَّةٌ، وَإِذَا استنفرتم فانفروا).
[ر: ١٥١٠]
جاء مجاشع بأخيه مجالد بن مسعود إِلَى النَّبِيِّ ﷺ فَقَالَ: هذا مجالد يبايعك على الهجرة، فقال: (لا هجرة بعد فتح مكة، ولكن أبايعه على الإسلام).
[ر: ٢٨٠٢]
ذهبت مع عبيد بن نمير إلى عائشة رضي الله عنها وهي مجاورة بثبير، فقالت لنا: انقطعت الهجرة منذ فتح اللَّهُ عَلَى نَبِيِّهِ ﷺ مكة.
[٣٦٨٧، ٤٠٥٨]
إني لأعلم ما الذي جرأ صاحبك على الدماء، سمعته يقول: بعثني النبي ﷺ والزبير، فقال: (اتئو روضة كذا، وتجدون بها امرأة، أعطاها حاطب كتابا). فأتينا الروضة فقلنا: الكتاب،
⦗١١٢١⦘
قالت: لم يعطيني، فقلنا: لتخرجن أو لأجردنك، فأخرجت من حجزتها، فأرسل إلى حاطب، فقال: لا تعجل، والله ما كفرت ولا ازددت للإسلام إلا حبا، ولم يكن أحد من أصحابك إلا وله بمكة مَنْ يَدْفَعُ اللَّهُ بِهِ عَنْ أَهْلِهِ وَمَالِهِ، ولم يكن لي أحد، فأحببت أن أتخذ عندهم يدا، فصدقه النبي ﷺ، قال عمر: دعني أضرب عنقه فإنه قد نافق، فقال: (ما يدريك، لعل الله اطَّلَعَ عَلَى أَهْلِ بَدْرٍ فَقَالَ: اعْمَلُوا مَا شئتم). فهذا الذي جرأه.
[ر: ٢٨٤٥]
قال ابن الزبير لابن جعفر رضي الله عنهم: أتذكر إذ تلقينا رسول الله ﷺ أنا وأنت وابن عباس؟ قال: نعم، فحملنا وتركك.
ذهبنا نتلقى رسول الله ﷺ مع الصبيان إلى ثنية الوداع.
[٤١٦٤]
٢٩١٨ – حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حَدَّثَنَا جُوَيْرِيَةُ، عَنْ نافع، عن عبد الله رضي الله عنه:
أن النبي ﷺ كان إذا قفل كبر ثلاثا، قال: (آيبون إن شاء الله تائبون، عابدون حامدون، لربنا ساجدون، صَدَقَ اللَّهُ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الْأَحْزَابَ وحده).
[ر: ١٧٠٣]
كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ ﷺ مقفله من عسفان، وَرَسُولُ اللَّهِ ﷺ عَلَى راحلته، وقد أردف صفية بنت حيي، فعثرت ناقته فصرعا جميعا، فاقتحم أبو طلحة فقال: يا رسول الله جعلني الله فداءك، قال: (عليك المرأة). فقلب ثوبا على وجهه وأتاها فألقاه عليها، وأصلح لهما مركبهما فركبا، واكتنفنا رسول الله ﷺ، فلما أشرفنا على الْمَدِينَةَ، قَالَ: (آيِبُونَ تَائِبُونَ، عَابِدُونَ، لِرَبِّنَا حَامِدُونَ). فلم يزل يقول ذلك، حتى دخل المدينة.
أَنَّهُ أَقْبَلَ هُوَ وَأَبُو طَلْحَةَ مَعَ النَّبِيِّ ﷺ، وَمَعَ النَّبِيِّ ﷺ صَفِيَّةُ مُرْدِفُهَا عَلَى رَاحِلَتِهِ، فَلَمَّا كَانُوا بِبَعْضِ الطَّرِيقِ عَثَرَتِ النَّاقَةُ، فَصُرِعَ النَّبِيُّ ﷺ وَالْمَرْأَةُ، وَأَنَّ أبا طلحة – قال: أحسب قال – اقْتَحَمَ عَنْ بَعِيرِهِ فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ ﷺ فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ جعلني الله فداءك، هَلْ أَصَابَكَ مِنْ شَيْءٍ؟ قَالَ: (لَا، وَلَكِنْ عَلَيْكَ بِالْمَرْأَةِ). فَأَلْقَى أَبُو طَلْحَةَ ثَوْبَهُ عَلَى وَجْهِهِ فَقَصَدَ قَصْدَهَا، فَأَلْقَى ثَوْبَهُ عَلَيْهَا، فَقَامَتِ الْمَرْأَةُ، فَشَدَّ لَهُمَا عَلَى رَاحِلَتِهِمَا فَرَكِبَا، فَسَارُوا حَتَّى إِذَا كَانُوا بِظَهْرِ الْمَدِينَةِ، أَوْ قَالَ: أَشْرَفُوا عَلَى الْمَدِينَةِ، قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (آيِبُونَ تَائِبُونَ عَابِدُونَ، لِرَبِّنَا حَامِدُونَ). فلم يزل يقولها، حتى دخل المدينة.
[٥٦٢٣، ٥٨٣١]
كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ ﷺ في سفر، فلما قدمنا المدينة، قال لي: (ادخل المسجد، فصل ركعتين).
[ر: ٤٣٢]
أن النبي ﷺ كَانَ إِذَا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ ضحى دخل المسجد، فصلى ركعتين قبل أن يجلس.
[ر: ٢٦٠٦]
وكان ابن عمر يفطر لمن يغشاه.
أن رسول الله ﷺ لما قدم المدينة، نحر جزورا أو بقرة.
زاد معاذ، عن شعبة، عن محارب: سمع جابر بن عبد الله: اشترى مني النبي ﷺ بعيرا بوقيتين، ودرهم أو درهمين، فلما قدم صرارا، أمر ببقرة فذبحت فأكلوا منها، فلما قدم المدينة، أمرني أن آتي المسجد فأصلي ركعتين، ووزن لي ثمن البعير.
قدمت من سفر، فقال النبي ﷺ: (صل ركعتين). صرار موضع ناحية بالمدينة.
[ر: ٤٣٢]