٦٠ – كتاب الجهاد والسير -2

٢٧٧٥ – حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ: أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد: أنه سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى رضي الله عنهما يقول:
دَعَا رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يوم الأحزاب على المشركين، فقال: (اللهم منزل الكتاب، سريع الحساب، اللهم اهزم الأحزاب، اللهم اهزمهم وزلزلهم).
[٣٨٨٩، ٦٠٢٩، ٧٠٥١، وانظر: ٢٦٦٣]
أخرجه مسلم في الجهاد والسير، باب: كراهة تمني لقاء العدو، وباب: استحباب الدعاء بالنصر عند لقاء العدو، رقم: ١٧٤٢. (اهزم الأحزاب) اكسرهم وبدد شملهم، والأحزاب قريش وغطفان ومن ناصرهما. (زلزلهم) اجعلهم غير مستقرين، لا يثبتون عند اللقاء، بل تطيش عقولهم وترتعد أقدامهم.
٣ ‏/ ١٠٧٢
٢٧٧٦ – حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حَدَّثَنَا جعفر بن عون: حدثنا سفيان، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ قَالَ:
كَانَ النَّبِيُّ ﷺ يُصَلِّي في ظل الكعبة، فقال أبو جهل وناس من قريش، ونحرت جزور بناحية مكة، فأرسلوا فجاؤوا من سلاها وطرحوه عليه، فجاءت فاطمة فألقته عنه، فقال: (اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِقُرَيْشٍ،

⦗١٠٧٣⦘
اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِقُرَيْشٍ، اللَّهُمَّ عليك بقريش). لأبي جهل بْنِ هِشَامٍ، وَعُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ، وَشَيْبَةَ بْنِ ربيعة، والوليد بن عتبة، وأبي بن خلف، وعقبة بن أبي معيط. قال عبد الله: فلقد رأيتهم في قليب بدر قتلى. قال أبو إسحاق: ونسيت السابع. وقال يوسف بن إسحاق، عن أبي إسحاق: أمية بن خلف. وقال شعبة: أمية أو أبي. والصحيح أمية.
[ر: ٢٣٧]


(نحرت) ذبحت. (جزور) مفرد الإبل ذكرا أم أنثى، وقيل: هي الناقة التي تنحر. (سلاها) هو الجلدة الرقيقة التي يكون فيها الولد من المواشي.
٣ ‏/ ١٠٧٢
٢٧٧٧ – حدثنا سليمان بن حرب: حدثنا حماد، عن أَيُّوبُ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها:
أن اليهود دخلوا عَلَى النَّبِيِّ ﷺ فَقَالُوا: السام عليك، فلعنتهم، فقال: (ما لك). قلت: أو لم تسمع ما قالوا؟ قال: (فلم تسمعي ما قلت: وعليكم).
[٥٦٧٨، ٥٦٨٣، ٥٩٠١، ٦٠٣٢، ٦٠٣٨، ٦٥٢٨]
أخرجه مسلم في السلام، باب: النهي عن ابتداء أهل الكتاب بالسلام وكيف يرد عليهم، رقم: ٢١٦٥. (السام) معناه الموت. (فلعنتهم) أي قالت عائشة: فلعنت هؤلاء اليهود بسبب قولهم. (ما لك) أي شيء حصل لك حتى لعنتهم.
٣ ‏/ ١٠٧٣
٩٨ – باب: هل يرشد المسلم أهل الكتاب أو يعلمهم الكتاب.
٣ ‏/ ١٠٧٣
٢٧٧٨ – حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَمِّهِ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أخبره:
أن رسول الله ﷺ كتب إلى قيصر وقال: (فإن توليتم فإن عليك إثم الأريسيين).
[ر: ٧]
٣ ‏/ ١٠٧٣
٩٩ – باب: الدعاء للمشركين بالهدى ليتألفهم.
٣ ‏/ ١٠٧٣
٢٧٧٩ – حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ: حَدَّثَنَا أَبُو الزناد: أن عبد الرحمن قَالَ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه:
قدم طفيل بن عمرو الدوسي وأصحابه، عَلَى النَّبِيِّ ﷺ فَقَالُوا: يا رسول الله، إن دوسا عصت وأبت، فادع الله عليها، فقيل: هلكت دوس، قال: (اللهم اهد دوسا وأت بهم).
[٤١٣١، ٦٠٣٤]
أخرجه مسلم في فضائل الصحابة، باب: من فضائل غفار وأسلم وجهينة ..، رقم: ٢٥٢٤. (دوس) قبيلة من قبائل اليمن. (فقيل) قال ذلك من حضر المجلس، لظنه أن رسول الله ﷺ سيدعو عليهم. (هلكت دوس) استحقت الهلاك إذا دعا عَلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ.
٣ ‏/ ١٠٧٣
١٠٠ – باب: دعوة اليهود والنصارى، وعلى ما يقاتلون عليه، وما كَتَبَ النَّبِيُّ ﷺ إِلَى كسرى وقيصر، والدعوة قبل القتال.
٣ ‏/ ١٠٧٤
٢٧٨٠ – حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قتادة قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا رضي الله عنه يَقُولُ:
لَمَّا أَرَادَ النَّبِيُّ ﷺ أَنْ يَكْتُبَ إِلَى الرُّومِ، قِيلَ لَهُ: إِنَّهُمْ لا يقرؤون كتابا إلا أن يمون مختوما، فاتخذ خاتما من فضة، فكأني أنظر إلى بياضه في يده، ونقش فيه محمد رسول الله.
[ر: ٦٥]
٣ ‏/ ١٠٧٤
٢٧٨١ – حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ قَالَ: حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ:
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ بَعَثَ كتابه إِلَى كِسْرَى، فَأَمَرَهُ أَنْ يَدْفَعَهُ إِلَى عَظِيمِ الْبَحْرَيْنِ، يَدْفَعُهُ عَظِيمُ الْبَحْرَيْنِ إِلَى كِسْرَى، فَلَمَّا قرأه كسرى حرقه، فحسبت أن سعيد بن المسيب قال: فَدَعَا عَلَيْهِمُ النَّبِيُّ ﷺ: (أَنْ يُمَزَّقُوا كُلَّ ممزق).
[ر: ٤٦]
٣ ‏/ ١٠٧٤
١٠١ – بَاب: دُعَاءِ النَّبِيِّ ﷺ إلى الإسلام والنبوة، وأن لا يتخذ بعضهم بعضا أربابا من دون الله.
وقوله تعالى: ﴿ما كان لبشر أن يؤتيه الله﴾ إلى آخر الآية /آل عمران: ٧٩/.


(الآية) وتتمتها: ﴿الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عباد لي من دون الله ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون﴾. (الحكم) الفهم للشريعة. (ربانيين) علماء عاملين، نسبة إلى الرب جل وعلا.
٣ ‏/ ١٠٧٤
٢٧٨٢ – حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن عتبة، عن عبد الله ابن عباس رضي الله عنهما أَنَّهُ أَخْبَرَهُ:
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ كتب إلى قيصر يدعوه إلى الإسلام، وبعث بكتابه إليه مع دحية الكلبي، وأمره رسول الله ﷺ أن يدفعه إلى عظيم بصرى ليدفعه إلى قيصر، وكان قيصر لما كشف الله عنه جنود فارس، مشى من حمص إلى إيلياء شكرا لما أبلاه الله، فلما جاء قيصر كتاب رسول الله ﷺ، قال حين قرأه: التمسوا لي ها هنا أحدا من قومه، لأسألهم عَنْ

⦗١٠٧٥⦘
رَسُولِ اللَّهِ ﷺ.
قال ابن عباس: فأخبرني أبو سفيان: أنه كان بالشأم في رجال من قريش قدموا تجارا، في المدة التي كانت بَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ وبين كفار قريش، قال أبو سفيان: فوجدنا رسول قيصر ببعض الشأم، فانطلق بي وبأصحابي، حتى قدمنا إيلياء فأدخلنا عليه، فإذا هو جالس في مجلس ملكه، وعليه التاج، وإذا حوله عظماء الروم، فقال لترجمانه: سلهم أيهم أقرب نسبا إلى هذا الرجل الذي يزعم أنه نبي، قال أبو سفيان: فقلت: أنا أقربهم إليه نسبا، قال: ما قرابة ما بينك وبينه؟ فقلت: هو ابن عمي، وليس في الركب يومئذ أحد من بني عبد مناف غيري، فقال قيصر: أدنوه، وأمر بأصحابي فجعلوا خلف ظهري عند كتفي، ثم قال لترجمانه: قل لأصحابه: إني سائل هذا الرجل عن الذي يزعم أنه نبي، فإن كذب فكذبوه، قال أبو سفيان: والله لولا الحياء يومئذ، من أن يأثر أصحابي عني الكذب، لكذبته حين سألني عنه، ولكني استحييت أن يأثروا الكذب عني فصدقته، ثم قال لترجمانه: قل له كيف نسب هذا الرجل فِيكُمْ؟ قُلْتُ: هُوَ فِينَا ذُو نَسَبٍ، قَالَ: فهل هذا القول أحد منكم قبله؟ قلت: لا، فقال: كنتم تتهمونه على الكذب قَبْلَ أَنْ يَقُولَ مَا قَالَ؟ قُلْتُ: لَا، قَالَ: فَهَلْ كَانَ مِنْ آبَائِهِ مِنْ مَلِكٍ؟ قلت: لا، قال: فأشراف الناس يتبعونه أن ضعفاؤهم؟ قلت: بل ضعفاؤهم، قال:
فيزيدون أو يَنْقُصُونَ؟ قُلْتُ: بَلْ يَزِيدُونَ، قَالَ: فَهَلْ يَرْتَدُّ أَحَدٌ سَخْطَةً لِدِينِهِ بَعْدَ أَنْ يَدْخُلَ فِيهِ؟ قُلْتُ: لَا، قَالَ: فَهَلْ يَغْدِرُ؟ قُلْتُ: لَا، ونحن الآن منه في مدة نحن نخاف أن يغدر – قال أبو سفيان: ولم يمكني كلمة أن أدخل فيها شيئا أنتقصه به لا أخاف أن تؤثر عني غيرها – قال: فهل قاتلتموه أو قاتلكم؟ قلت: نعم، قال: فكيف كانت حربه وحربكم؟ قلت: كانت دولا وسجالا، يدال علينا المرة وندال عليه الأخرى، قال فماذا يأمركم؟ قال: يأمرنا أن نعبد الله وحده لا نشرك به شيئا، وينهانا عما كان يعبد أباؤنا، ويأمرنا بالصلاة، والصدقة، والعفاف، والوفاء بالعهد، وأداء الأمانة. فقال لترجمانه حين قلت ذلك له: قل له: إني سألتك عن نسبه فيكم فزعمت أنه ذو نسب، وكذلك الرُّسُلُ تُبْعَثُ فِي نَسَبِ قَوْمِهَا، وَسَأَلْتُكَ: هَلْ قال

⦗١٠٧٦⦘
أحد منكم هذا القول قبله، فزعمت أن لا، فقلت: لو كان أحد منكم قال هذا القول قبله، قلت رجل يأتم بقول قد قيل قبله، وَسَأَلْتُكَ: هَلْ كُنْتُمْ تَتَّهِمُونَهُ بِالْكَذِبِ قَبْلَ أَنْ يقول ما قال، فزعمت أن لا، فعرفت أنه لم ليدع الْكَذِبَ عَلَى النَّاسِ وَيَكْذِبَ عَلَى اللَّهِ، وَسَأَلْتُكَ: هل كان من آبائه من ملك، فزعمت أن لا، فقلت لو كان من آبائه ملك، قلت يطلب ملك آبائه، وسألتك: أشراف الناس يتبعونه أم ضعفاؤهم، فزعمت أن ضعفاؤهم اتبعوه، وهم أتباع الرسل، وسألتك: هل يزيدون أو يَنْقُصُونَ، فَزَعَمْتَ أَنَّهُمْ يَزِيدُونَ، وَكَذَلِكَ الْإِيمَانُ حَتَّى يَتِمَّ، وَسَأَلْتُكَ هَلْ يَرْتَدُّ أَحَدٌ سَخْطَةً لِدِينِهِ بَعْدَ أَنْ يَدْخُلَ فِيهِ، فَزَعَمْتَ أَنْ لَا، فكذلك الإيمان حين تخلط بشاشته القلوب لا يسخطه أحد، وسألتك هل يغدر، فزعمت أن لا، وكذلك الرسل لا يغدرون، وسألتك: هل قاتلتموه وقاتلكم، فزعمت أن قد فعل، وأن حربكم وحربه تكون دولا، ويدال عليكم المرة وتدالون عليه الأخرى، وكذلك الرسل تبتلى وتكون لها العاقبة، وسألتك: بماذا يأمركم، فزعمت أَنَّهُ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا به شيئا، وينهاكم عما كان يعبد آباؤكم، ويأمركم بِالصَّلَاةِ، وَالصِّدْقِ وَالْعَفَافِ، وَالْوَفَاءِ بِالْعَهْدِ، وَأَدَاءِ الْأَمَانَةِ، قال: وهذه صفة النبي، قد كنت أعلم أنه خارج، ولكن لم أظن أنه منكم، وإن يك ما قلت حقا، فيوشك أن يملك موضع قدمي هاتين، ولو أرجو أن أخلص إليه لتجمشت لقاءه، ولو كنت عنده لغسلت قدميه.
قال أبو سفيان: ثُمَّ دَعَا بِكِتَابِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَقُرِئَ فَإِذَا فِيهِ: (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، مِنْ مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ، إِلَى هِرَقْلَ عَظِيمِ الرُّومِ، سَلَامٌ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى، أَمَّا بَعْدُ: فَإِنِّي أَدْعُوكَ بِدِعَايَةِ الْإِسْلَامِ، أَسْلِمْ تَسْلَمْ، وأسلم يؤتك الله أجرك مرتين، فإن توليت فعليك إثم الأريسيين، و: ﴿يا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَنْ لَا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ﴾).
قَالَ أَبُو سُفْيَانَ: فَلَمَّا أن قضى مقالته علت أصوات الذين من حوله من عظماء الروم، وكثر لغطهم، فلا أدري ما قالوا، وأمر بنا فأخرجنا، فلما أن خرجت مع أصحابي وخلوت بهم، قلت لهم: لقد أمر أمر ابن أبي كبشة، هذا ملك بني الأصفر يخافه، قال أبو سفيان: والله ما زلت ذليلا مستيقنا بأن أمره سيظهر، حتى أدخل الله قلبي الإسلام وأنا كاره.
[ر: ٧]


(كشف الله عنه جنود فارس) هزمهم ودفعهم عنه. (أبلاه) أعطاه من نعمه. (التمسوا) طلبوا.
٣ ‏/ ١٠٧٤
٢٧٨٣ – حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي: حدثا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رضي الله عنه:
سَمِعَ النَّبِيَّ ﷺ يَقُولُ يوم خيبر: (لأعطين الراية رجلا يفتح الله على يديه). فقاموا يرجون لذلك أيهم يعطى، فغدوا وكلهم يرجو أن يعطى، فقال: (أين علي). فقيل: يشتكي عينيه، فأمر فدعي له، فبصق في عينيه، فبرأ مكانه حتى كأنه لك يكن به شيء، فقال: نقاتلهم حتى يكونوا مثلنا؟ فقال: (على رسلك، حتى تنزل بساحتهم، ثم ادعهم إلى الإسلام، وأخبرهم بما يجب عليهم، فوالله لأن يهدى بك رجل واحد خير لك من حمر النعم).
[٢٨٤٧، ٣٤٩٨، ٣٩٧٣]
أخرجه مسلم في فضائل الصحابة، باب: من فضائل علي بن أبي طالب رضي الله عنه، رقم: ٢٤٠٦. (الراية) العلم. (فقاموا يرجون) فقام كل من الصحابة راجيا أن تعطى الراية له. (لذلك) ليفتح على يديه. (على رسلك) اتئد في السير. (بساحتهم) الساحة المكان المتسع بين دور الحي ونحوه. (رجل) المراد: ما يعم الذكر والأنثى. (حمر النعم) الإبل الحمراء، وكانت أنفس الأموال عند العرب.
٣ ‏/ ١٠٧٧
٢٧٨٤ – حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ حُمَيْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا رضي الله عنه يَقُولُ:
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ إذا غزا قوما لم يغر حتى يصبح، فإن سمع أذانا أمسك، وإن لم يسمع أذانا أغار بعد ما يصبح، فنزلنا خيبر ليلا.
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ حميد، عن أنس: أن النبي ﷺ كان إذا غزا بنا.
٣ ‏/ ١٠٧٧
٢٧٨٥ – حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه:
إن النبي ﷺ خرج إلى خيبر، فجاءها ليلا، وكان إذا جاء قوما بليل لا يغير عليهم حتى يصبح، فلما أصبح خرجت يهود بمساحيهم ومكاتلهم، فلما رأوه قالوا: محمد والله، محمد والخميس. فقال النبي ﷺ: (اللَّهُ أَكْبَرُ، خَرِبَتْ خَيْبَرُ، إِنَّا إِذَا نَزَلْنَا بساحة قوم فساء صباح المنذرين).
[ر: ٣٦٤]


(بمساحيهم) جمع مسحاة، آلة من آلات الزراعة. (مكاتلهم) جمع مكتل وهو وعاء مثل القفة.
٣ ‏/ ١٠٧٧
٢٧٨٦ – حدثنا أبو اليمان، أخبرنا شعيب، عن الزهري: حدثنا سعيد بن المسيب: أن أبا هريرة رضي الله عنه قال:
قال رسول الله ﷺ: (أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا

⦗١٠٧٨⦘
لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَمَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَقَدْ عَصَمَ مني نفسه وماله إلا بحقه، وحسابه على الله).
رواه عمر وابن عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ.
[ر: ٢٥، ١٣٣٥]


أخرجه مسلم في الإيمان، باب: الأمر بقتال النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، رقم: ٢١.
٣ ‏/ ١٠٧٧
١٠٢ – باب: من أراد غزوة فورى بغيرها، ومن أحب الخروج يوم الخميس.
٣ ‏/ ١٠٧٨
٢٧٨٧ – حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ:
أَنَّ عبد الله بن كعب رضي الله عنه، وكان قائد كعب من بنيه، قال: سمعت كعب بن مالك: حين تَخَلَّفَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، وَلَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يريد غزوة إلا ورى بغيرها.


(ورى بغيرها) سترها وكنى عنها، وأوهم أنه يريد غيرها، من الوراء لأنه ألقى البيان وراء ظهره.
٣ ‏/ ١٠٧٨
٢٧٨٨ – وحدثني أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ: أَخْبَرَنَا يونس، عن الزهري قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كعب بن مالك قَالَ: سَمِعْتُ كَعْبَ بْنَ مَالِكٍ رضي الله عنه يَقُولُ:
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ قلما يريد غزوة يغزوها إلا ورى بغيرها، حتى كانت غزوة تبوك، فغزاها رسول الله ﷺ في حر شديد، واستقبل سفرا بعيدا ومفازا، واستقبل غزو عدو كثير، فجلى للمسلمين أمرهم، ليتأهبوا أهبة عدوهم، وأخبرهم بوجهه الذي يريد.


(قلما) قل فعل ماض دخلت عليه ما، ومعناه: قليل. (مفازا) الموضع المهلك، سمي بذلك تفاؤلا بالفوز والسلامة. (فجلى) أظهره. (ليتأهبوا) ليستعدوا. (أهبة عدوهم) الاستعداد اللازم لملاقاة عدوهم. (بوجهه) بجهته التي يريد.
٣ ‏/ ١٠٧٨
٢٧٨٩ – وعن يونس، عن الزهري قال: أخبرني عبد الرحمن بن كعب ابن مالك: أن كعب بن مالك رضي الله عنه كان يقول:
لقلما كان رسول الله ﷺ يخرج، إذا خرج في سفر، إلا يوم الخميس.
٣ ‏/ ١٠٧٨
٢٧٩٠ – حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حَدَّثَنَا هِشَامُ: أخبرنا معمر، عن الزهري، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه:
أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ خرج يوم الخميس في غزوة تبوك، وكان يحب أن يخرج يوم الخميس.
[ر: ٢٦٠٦]
٣ ‏/ ١٠٧٨
١٠٣ – باب: الخروج بعد الظهر.
٣ ‏/ ١٠٧٨
٢٧٩١ – حدثنا سليمان بن حرب: حدثنا حماد، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن

⦗١٠٧٩⦘
أنس رضي الله عنه:
أن النبي ﷺ صلى بالمدينة الظُّهْرَ أَرْبَعًا، وَالْعَصْرَ بِذِي الْحُلَيْفَةِ رَكْعَتَيْنِ، وسمعتهم يصرخون بهما جميعا.
[ر: ١٠٣٩]

٣ ‏/ ١٠٧٨
١٠٤ – باب: الخروج آخر الشهر.
٣ ‏/ ١٠٧٩
٢٧٩٢ – وقال كريب، عن ابن عباس رضي الله عنهما:
انْطَلَقَ النَّبِيُّ ﷺ مِنْ المدينة لخمس بقين من ذي القعدة، وقدم مَكَّةَ لِأَرْبَعِ لَيَالٍ خَلَوْنَ مِنْ ذِي الْحَجَّةِ.
[ر: ١٤٧٠]


(خلون) مضين.
٣ ‏/ ١٠٧٩
٢٧٩٣ – حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَمْرَةَ بِنْتِ عبد الرحمن: أنها سَمِعْتُ عَائِشَةَ رضي الله عنها تَقُولُ:
خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ لخمس ليال بَقِينَ مِنْ ذِي الْقَعْدَةِ، وَلَا نُرَى إِلَّا الْحَجَّ، فَلَمَّا دَنَوْنَا مِنْ مَكَّةَ، أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ مَنْ لَمْ يكن معه هدي، إذا طاف بالبيت وَسَعَى بَيْنَ الصَّفَا والمروة، أَنْ يَحِلَّ، قَالَتْ عائشة: فَدُخِلَ عَلَيْنَا يَوْمَ النَّحْرِ بِلَحْمِ بَقَرٍ، فَقُلْتُ: ما هذا؟ فقال: نَحَرَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ عَنْ أَزْوَاجِهِ.
قَالَ يَحْيَى: فَذَكَرْتُ هَذَا الْحَدِيثَ للقاسم بن محمد، فقال: أتتك والله بالحديث على وجهه.
[ر: ٢٩٠]
٣ ‏/ ١٠٧٩
١٠٥ – باب: الخروج في رمضان.
٣ ‏/ ١٠٧٩
٢٧٩٤ – حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قال: حدثني الزهري، عن عبيد الله، عن ابن عباس رضي الله عنهما قَالَ:
خَرَجَ النَّبِيُّ ﷺ فِي رَمَضَانَ، فَصَامَ حَتَّى بَلَغَ الْكَدِيدَ أَفْطَرَ.
قال سفيان: قال الزهري: أخبرني عبيد الله، عن ابن عباس: ساق الحديث.
[ر: ١٨٤٢]
٣ ‏/ ١٠٧٩
١٠٦ – باب: التوديع.
٣ ‏/ ١٠٧٩
٢٧٩٥ – وقال ابن وهب: أخبرني عمرو، عن بكير، عن سليمان بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أنه قَالَ:
بَعَثَنَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ في بعث، وقال لنا: (إن لقيتم فلانا وفلانا – لرجلين من قريش سماهما – فحرقوهما بالنار). قال: ثم أتيناه نودعه حين أردنا

⦗١٠٨٠⦘
الخروج، فقال: (إني كنت أمرتكم أن تحرقوا فلانا وفلانا بالنار، وإن النار لا يعذب بها إلا الله، فإن أخذتموهما فاقتلوهما).
[٢٨٥٣]


(بعث) جيش، وكان أميرهم حمزة بن عمرو الأسلمي. (فلانا وفلانا) هما هبار بن الأسود ورفيقه اللذان نخسا بعير زَيْنَبَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ عند هجرتها فخافت فأسقطت حملها ومرضت من ذلك.
٣ ‏/ ١٠٧٩
١٠٧ – باب: السمع والطاعة الإمام.
٣ ‏/ ١٠٨٠
٢٧٩٦ – حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي نَافِعٌ، عَنِ
ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ. وحدثني محمد ابن صباح: حدثنا إسماعيل بن زكرياء، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عُمَرَ رضي الله عنهما،
عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قال: (السمع والطاعة حق ما لم يؤمر بالمعصية، فَإِذَا أُمِرَ بِمَعْصِيَةٍ فَلَا سَمْعَ وَلَا طَاعَةَ).
[٦٧٢٥]
(حق) واجب للإمام على الرعية، طالما أنه إمام عدل.
٣ ‏/ ١٠٨٠
١٠٨ – باب: يقاتل من وراء الإمام ويتقى به.
٣ ‏/ ١٠٨٠
٢٧٩٧ – حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ: حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ: أَنَّ الْأَعْرَجَ حَدَّثَهُ: أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه:
أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: (نَحْنُ الْآخِرُونَ السَّابِقُونَ).
وبهذا الإسناد: (مَنْ أَطَاعَنِي فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ، وَمَنْ عَصَانِي فقد عصى الله، ومن يطع الأمير فقد أطاعني، ومن يعص الأمير فقد عصاني، وإنما الإمام جنة، يقاتل من ورائه ويتقى به، فإن أمر بتقوى الله وعدل فإن له بذلك أجرا، وإن قال بغيره فإن عليه منه).
[٦٧١٨، وانظر: ٢٣٦]
(الآخرون) في الدنيا. (السابقون) في الآخرة. (الأمير) أمير السرية، أو ولاة الأمور مطلقا. (الإمام) الحاكم الأعلى القائم بشؤون الأمة. (جنة) سترة ووقاية، لأنه يمنع العدو من أذى المسلمين، ويمنع الناس من أذى بعضهم بعضا. (يقاتل من ورائه) يقاتل معه الكفار والبغاة وسائر أهل الفساد. (يتقى به) يحتمى به ويتقوى، وقيل: يرجع إليه في الرأي والتدبير. (بغيره) أمر بغير تقوى الله تعالى وعدله. (فإن عليه منه) فإن الوبال الحاصل منه عليه لا على المأمور.
٣ ‏/ ١٠٨٠
١٠٩ – باب: البيعة في الحرب أن لا يفروا، وقال بعضهم: على الموت.
لقول الله تعالى: ﴿لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة﴾ /الفتح: ١٨/.


(يبايعونك) يوم الحديبية، وتسمى بيعة الرضوان، لنزول القرآن بالرضى عمن بايعوا فيها.
٣ ‏/ ١٠٨٠
٢٧٩٨ – حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حَدَّثَنَا جُوَيْرِيَةُ، عَنْ نافع قال: قال ابن عمر

⦗١٠٨١⦘
رضي الله عنهما:
رجعنا من العام المقبل، فما اجتمع منا اثنان على الشجرة التي بايعنا تحتها، كانت رحمة من الله، فسألت نافعا: على أي شيء بايعهم، على الموت؟ قال: لا، بل بايعهم على الصبر.


(المقبل) الذي بعد عام صلح الحديبية. (فما اجتمع منا اثنان) ما وافق منا رجلان أنها هي التي بايعنا تحتها، بل خفي مكانها علينا. قال النووي: سبب خفائها أن لا يفتتن الناس بها، لما جرى تحتها من الخير ونزول الرضوان والسكينة وغير ذلك، فلو بقيت ظاهرة معلومة لخيف تعظيم الأعراب والجهال إياها، وعبادتهم إياها، فكان خفاؤها رحمة من الله تعالى. [شرح مسلم: الإمارة: باب: استحباب مبايعة الإمام الجيش ..] (كانت رحمة من الله) أي كانت موضع رحمة الله تعالى ومحل رضوانه لنزول القرآن بذلك].
٣ ‏/ ١٠٨٠
٢٧٩٩ – حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ: حَدَّثَنَا عمرو بن يحيى، عن عباد ابن تميم، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ رضي الله عنه قال:
لما كان زمن الحرة أتاه آت فقال له: إن ابن حنظلة يبايع الناس على الموت، فقال: لا أبايع على هذا أحدا بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ.
[٣٩٣٤]
أخرجه مسلم في الإمارة، باب: استحباب مبايعة الإمام الجيش عند إرادة القتال، رقم: ١٨٦١. (زمن الحرة) وهي الواقعة التي كانت في المدينة زمن يزيد بن معاوية، والحرة كل أرض ذات حجارة سود، والمراد حرة شرقي المدينة. (ابن حنظلة) عبد الله بن حنظلة بن أبي عامر الذي يعرف أبوه بغسيل الملائكة.
٣ ‏/ ١٠٨١
٢٨٠٠ – حَدَّثَنَا الْمَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ سَلَمَةَ رضي الله عنه قَالَ:
بَايَعْتُ النَّبِيَّ ﷺ ثم عدلت إلى ظل الشجرة، فلما خف الناس قال: (يا ابن الأكوع ألا تبايع). قال: قلت: قد بايعت يا رسول الله، قال: (وأيضا). فبايعته الثانية. فقلت له: يا أبا مسلم، على أي شيء كنتم تبايعون يومئذ؟ على الموت.
[٣٩٣٦، ٦٧٨٠، ٦٧٨٢]
أخرجه مسلم في الإمارة، باب: استحباب مبايعة الإمام الجيش عند إرادة القتال، رقم: ١٨٦٠. (خف الناس) قل الذين كانوا يبايعونه ﷺ. (أيضا) مرة أخرى.
٣ ‏/ ١٠٨١
٢٨٠١ – حدثنا حفص بن عمر: حدثنا شعبة، عن حُمَيْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا رضي الله عنه يَقُولُ:
كانت الأنصار يوم الخندق تقول:
نَحْنُ الَّذِينَ بَايَعُوا مُحَمَّدَا … عَلَى الْجِهَادِ مَا حيينا أبدا

⦗١٠٨٢⦘
فأجابهم النبي ﷺ فَقَالَ: (اللَّهُمَّ لَا عَيْشَ إِلَّا عَيْشُ الْآخِرَهْ. فأكرم الأنصار والمهاجره).
[ر: ٢٦٧٩]

٣ ‏/ ١٠٨١
٢٨٠٢ – حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: سَمِعَ مُحَمَّدَ بْنَ فضيل، عن عاصم، عن أبي عثمان، عن مجاشع رضي الله عنه قَالَ:
أَتَيْتُ النَّبِيَّ ﷺ أنا وأخي فقلت: بايعنا على الهجرة، فقال: (مضت الهجرة لأهلها). فقلت: علام تبايعنا؟ قال: (على الإسلام والجهاد).
[٢٩١٣، ٤٠٥٤، ٤٠٥٥]
أخرجه مسلم في الإمارة، باب: المبايعة بعد فتح مكة على الإسلام والجهاد، رقم: ١٨٦٣. (مضت الهجرة) ثبت حكمها وانتهى. (لأهلها) الذين هاجروا قبل الفتح.
٣ ‏/ ١٠٨٢
١١٠ – باب: عزم الإمام على الناس فيما يطيقون.
٣ ‏/ ١٠٨٢
٢٨٠٣ – حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ رضي الله عنه:
لقد أتاني اليوم رجل، فسألني عن أمر ما دريت ما أرد عليه، فقال: أرأيت رجلا مؤديا نشيطا، يخرج مع أمرائنا في المغازي، فيعزم علينا في أشياء لا نحصيها؟ فقلت له: والله ما أدري ما أقول لك، إلا أنا كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ ﷺ، فعسى أن لا يعزم علينا في أمر إلا مرة حتى نفعله، وإن أحدكم لن يزال بخير ما اتقى الله، وإذا شك في نفسه شيء سأل رجلا فشفاه منه، وأوشك أن لا تجدوه، والذي لا إله إلا هو، ما أذكر ما غبر من الدنيا إلا كالثغب، شرب صفوه وبقي كدره.


(مؤديا) ذا أداة للحرب كاملة، وقيل: معناه قويا متمكنا. (نشيطا) يخف ويسرع للأمر الذي يريد فعله. (فيعزم علينا) يشدد علينا، من العزم وهو الأمر الجازم الذي لا تردد فيه. (لا نحصيها) لا نطيقها. (شك في نفسه شيء) شكت نفسه في شيء وتردد فيه أجائز أم لا. (فشفاه منه) أزال مرض تردده عنه بإجابته له بالحق. (أوشك أن لا تجدوه) كاد أن لا تجدوا من يفتي بحق ويشفي القلوب من الشبه والشكوك. (غبر) مضي أو بقي، من الغبور وهو من الأضداد، يستعمل في المضي والبقاء. (كالثغب) الماء المستنقع في الموضع المنخفض. (صفوه) الماء الصافي منه. (كدره) المختلط منه.
٣ ‏/ ١٠٨٢
١١١ – باب: كَانَ النَّبِيُّ ﷺ إِذَا لم يقاتل أول النهار أخر القتال حتى تزول الشمس.
٣ ‏/ ١٠٨٢
٢٨٠٤ – حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ سَالِمٍ أَبِي النَّضْرِ، مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَكَانَ كَاتِبًا لَهُ، قَالَ:

⦗١٠٨٣⦘
كَتَبَ إِلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي أَوْفَى رضي الله عنهما فقرأته:
أن رسول الله ﷺ في بعض أيامه التي لقي فيها، انتظر حتى مالت الشمس، ثم قام في الناس خطيبا قال: (أيها الناس، لَا تَتَمَنَّوْا لِقَاءَ الْعَدُوِّ، وَسَلُوا اللَّهَ الْعَافِيَةَ، فإذا لقيتموهم فاصبروا، واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف. ثم قال: اللهم منزل الكتاب، ومجري السحاب، وهازم الأهزاب، اهزمهم وانصرنا عليهم).
[ر: ٢٦٦٣]


(بعض أيامه) بغض غزواته. (لقي فيها) العدو والحرب. (مالت) زالت. (الأحزاب) قبائل الشرك.
٣ ‏/ ١٠٨٢
١١٢ – باب: استئذان الرجل الإمام.
لقوله: ﴿إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله وإذا كانوا معه على أمر جامع لم يذهبوا حتى يستأذنوه إن الذين يستأذنوك﴾. إلى آخر الآية /النور: ٦٢/.


(الآية) وتتمتها: ﴿أولئك الذين يؤمنون بالله ورسوله فإذا استأذنوك لبعض شأنهم فأذن لمن شئت منهم واستغفر لهم الله إن الله غفور رحيم﴾. (أمر جامع) طاعة يجتمعون عليها، كصلاة الجمعة والعيدين والجهاد. (شأنهم) أمرهم وحاجتهم.
٣ ‏/ ١٠٨٣
٢٨٠٥ – حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ، عَنْ الْمُغِيرَةِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما قَالَ:
غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، قال: فتلاحق بِيَ النَّبِيُّ ﷺ، وَأَنَا على ناضح لنا قد أعيا، فلا يكاد يسير، فقال لي: (ما لبعيرك). قال: قلت: عيي، قال: فتخلف رسول الله ﷺ فزجره ودعا له، فما زال بين يدي الإبل قدامها يسير، فقال لي: (كيف ترى بعيرك). قال: قلت: بخير، قد أصابته بركتك، قال: (أفتبيعنيه). قال: فاستحييت، ولم يكن لنا ناضح غيره، قال: فقلت: نعم، قال: (فبعنيه). فبعته إياه عَلَى أَنَّ لِي فَقَارَ ظَهْرِهِ حَتَّى أَبْلُغَ المدينة، قال: فقلت: يا رسول الله، إني عروس، فاستأذنته فأذن لي، فتقدمت الناس إلى المدينة حتى أتيت المدينة، فلقيني خالي، فسألني عن البعير، فأخبرته بما صنعت فيه، فلامني، قال: وَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ قال لي حين استأذنته: (هل تزوجت بكرا أم ثيبا). فقلت: تزوجت ثيبا، فقال: (هلا تزوجت بكرا

⦗١٠٨٤⦘
تلاعبها وتلاعبك). قلت: يا رسول الله، توفي والدي، أو استشهد، ولي أخوات صغار، فكرهت أن أتزوج مثلهن فلا تؤدبهن ولا تقوم عليهن، فتزوجت ثيبا لتقوم عليهن وتؤدبهن، قال: فَلَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ المدينة، غدوت عليه بالبعير، فأعطاني ثمنه ورده علي.
قال المغيرة: هذا في قضائنا حسن لا نرى به بأسا.
[ر: ٤٣٢]


أخرجه مسلم في صلاة المسافرين وقصرها، باب: استحباب تحية المسجد بركعتين، وباب: استحباب الركعتين في المسجد لمن قدم من سفر، رقم: ٧١٥. (فتلاحق بي) لحقني. (ناضح) بعير يستقى عليه الماء. (أعيا) تعب. (فقار ظهره) خرزات عظام الظهر، أي: لي الركوب عليه. (عروس) حديث عهد بعرس، ويستوي فيه الذكر الأنثى. (هذا) أي البيع بمثل هذا الشرط. (قضائنا) حكمنا.
٣ ‏/ ١٠٨٣
١١٣ – باب: من غزا وهو حديث عهد بعرسه.
فيه جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ.
[ر: ٢٨٠٥]
٣ ‏/ ١٠٨٤
١١٤ – باب: من اختار الغزو بعد البناء.
فِيهِ أَبُو هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ.
[ر: ٢٩٥٦]


(البناء) أي الدخول بالزوجة، سمي بذلك لأنهم كانوا إذا أرادوا الدخول على الزوجة بنوا قبة لها، ودخلوا فيها.
٣ ‏/ ١٠٨٤
١١٥ – باب: مبادرة الإمام عند الفزع.
٣ ‏/ ١٠٨٤
٢٨٠٦ – حدثنا مسدد: حدثنا يحيى، عن شعبة، حدثني قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ:
كَانَ بِالْمَدِينَةِ فَزَعٌ، فَرَكِبَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فَرَسًا لِأَبِي طَلْحَةَ، فَقَالَ: (مَا رَأَيْنَا مِنْ شَيْءٍ، وَإِنْ وَجَدْنَاهُ لَبَحْرًا).
[ر: ٢٤٨٤]
٣ ‏/ ١٠٨٤
١١٦ – باب: السرعة والركض في الفزع.
٣ ‏/ ١٠٨٤
٢٨٠٧ – حدثنا الفضل بن سهل: حدثنا حسين بن محمد: حدثنا جرير بن حازم، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قال:
فزع الناس، فَرَكِبَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فرسا لأبي طلحة بطيئا، ثم خرج يركض وحده، فركب الناس يركضون خلفه، فقال: «لم تراعوا، إنه لبحر). فما سبق بعد ذلك اليوم.
[ر: ٢٤٨٤]
٣ ‏/ ١٠٨٤
١١٧ – باب: الجعائل والحملان في السبيل.
وقال مجاهد: قلت لابن عمر: الغزو، قال: إني أحب أن أعينك بطائفة من مالي،

⦗١٠٨٥⦘
قلت: أوسع الله علي، قال: إن غناك لك، وإني أحب أن يكون من مالي في هذا الوجه.
[ر: ٤٠٥٦]
وقال عمر: إن ناسا يأخذون من هذا المال ليجاهدوا، ثم لا يجاهدون، فمن فعله فنحن أحق بماله حتى نأخذ منه ما أخذ.
وقال طاوس ومجاهد: إذا دفع إليك شيء تخرج به في سبيل الله، فاصنع به ما شئت، وضعه عند أهلك.


(الجعائل) جمع جعيلة أو جعالة، والجعل الأجرة على الشيء فعلا وقولا. (الحملان) الحمل. (السبيل) سبيل الله تعالى وهو الجهاد. (الغزو) أي أريد الغزو. (بطائفة) قطعة وجزء. (الوجه) أي الجهاد. (فاصنع به ..) أي اصنع به ما تريد مما يتعلق بالجهاد، ومن متعلقاته الوضع عند الأهل.
٣ ‏/ ١٠٨٤
٢٨٠٨ – حدثنا الحميدي: حدثنا سفيان قال: سمعت مالك بن أنس سأل زيد ابن أسلم، فقال زيد: سمعت أبي يقول: قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
حَمَلْتُ عَلَى فَرَسٍ فِي سبيل الله، فرأيته يباع، فسألت النبي ﷺ: آشتريه؟ فَقَالَ: (لَا تَشْتَرِهِ، وَلَا تَعُدْ فِي صَدَقَتِكَ).
[ر: ١٤١٩]
٣ ‏/ ١٠٨٥
٢٨٠٩ – حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما:
أن عمر بن الخطاب حمل على فرس فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَوَجَدَهُ يُبَاعُ، فَأَرَادَ أَنْ يبتاعه، فسأل رسول الله ﷺ فقال: (لا تبتعه، ولا تعد في صدقتك).
[ر: ١٤١٨]


أخرجه مسلم في الهبات، باب: كراهة شراء الإنسان ما تصدق به، رقم: ١٦٢١.
٣ ‏/ ١٠٨٥
٢٨١٠ – حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ: عَنْ يحيى بن سعيد الأنصاري قال: حدثني أبو صالح قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال:
قال رسول الله ﷺ: (لولا أن أشق على أمتي ما تخلفت عن سرية، ولكن لا أجد حمولة، ولا أجد ما أحملهم عليه، ويشق علي أن يتخلفوا عني، ولوددت أني قاتلت في سبيل الله فقتلت، ثم أحييت ثم قتلت، ثم أحييت).
[ر: ٢٦٤٤]


(حمولة) هي التي يحمل عليها.
٣ ‏/ ١٠٨٥
١١٨ – باب: ما قيل في لواء النبي ﷺ.
٣ ‏/ ١٠٨٥
٢٨١١ – حدثنا سعيد بن أبي مريم قال: حدثني الليث قال: أخبرني عقيل، عن ابن شهاب قال: أخبرني ثعلبة بن أبي مالك القرظي:
أن قيس بن سعد الأنصاري رضي

⦗١٠٨٦⦘
الله عنه، وكان صاحب لواء رسول الله ﷺ، أراد الحج فرجل.


(صاحب لواء رسول الله) أي الذي يحمله، واللواء هو علم الجيش، وقيل هو علامة جماعة الأمير يدور معه حيث دار. (فرجل) من الترجيل وهو تسريح الشعر وتنظيفه وتحسينه.
٣ ‏/ ١٠٨٥
٢٨١٢ – حدثنا قتيبة: حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ رضي الله عنه قال:
كان علي رضي الله عنه تَخَلَّفَ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ فِي خيبر، وكان به رمد، فقال: أنا أتخلف عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فخرج علي فلحق بالنبي ﷺ، فلما كان مساء الليلة التي فتحها في صباحها، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (لأعطين الراية – أو قال: ليأخذن – غدا رجلا يحبه الله ورسوله، أو قال: يحب الله ورسوله، يفتح الله عليه).فإذا نحن بعلي وما نرجوه، فقالوا: هذا علي، فأعطاه رسول الله ﷺ، ففتح الله عليه.
[٣٤٩٩، ٣٩٧٢]
أخرجه مسلم في فضائل الصحابة، باب: من فضائل علي بن أبي طالب رضي الله عنه، رقم: ٢٤٠٧. (رمد) داء يكون في العين. (فتحها) فتح خيبر. (الراية) ثوب يجعل في طرف الرمح ويخلى تصفقه الريح، ويتولاها صاحب الحرب. (وما نرجوه) ما كنا نتوقع قدومه في ذلك الوقت للرمد الذي فيه.
٣ ‏/ ١٠٨٦
٢٨١٣ – حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ نافع بن جبير قال: سمعت العباس يقول للزبير رضي الله عنهما:
ها هنا أمرك النبي ﷺ أن تركز الراية.
[٤٠٣٠]
(هاهنا) وأشار به إلى الحجون، وهو جبل في مكة. (تركز) تثبت بالأرض.
٣ ‏/ ١٠٨٦
١١٩ – باب: الأجير.
وقال الحسن وابن سيرين: يقسم للأجير من المغنم. وأخذ عطية بن قيس فرسا على النصف، فبلغ سهم الفرس أربعمائة دينار، فأخذ مائتين، وأعطى صاحبه مائتين.


(يقسم للأجير) أي يعطى سهما من الغنيمة كغيره من المقاتلين. (على النصف) أي استأجرها على أن تكون أجرتها نصف سهمها من الغنيمة.
٣ ‏/ ١٠٨٦
٢٨١٤ – حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ: حدثنا ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يعلى، عن أبيه رضي الله عنه قَالَ:
غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ غزوة تبوك، فحملت على بكر، فهو أوثق أعمالي في نفسي، فاستأجرت أجيرا، فقاتل رجلا، فعض أحدهما

⦗١٠٨٧⦘
الآخر، فانتزع يده من فيه ونزع ثنيته، فأتى النبي ﷺ فأهدرها، فقال: (أيدفع يده إليك فتقضمها كما يقضم الفحل).
[ر: ٢١٤٦]


(فحملت على بكر) أعطيت رجلا بكرا ليركبه ويقاتل عليه، والبكر: الفتي من الإبل.
٣ ‏/ ١٠٨٦
١٢٠ – باب: قول النبي ﷺ: (نصرت بالرعب مسيرة شهر).
وقوله جل وعز: ﴿سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب بما أشركوا بالله﴾ /آل عمران: ١٥١/. قاله جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ.
[ر: ٣٢٨]


(الرعب) الخوف. (بما أشركوا) بسبب إشراكهم.
٣ ‏/ ١٠٨٧
٢٨١٥ – حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المسيب، عن أبي هريرة رضي الله عنه:
أن رسول الله ﷺ قال: (بعثت بجوامع الكلم، ونصرت بالرعب، فبينا أَنَا نَائِمٌ أُتِيتُ بِمَفَاتِيحِ خَزَائِنِ الْأَرْضِ فَوُضِعَتْ في يدي).
قال أبو هريرة: وقد ذَهَبَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وأنتم تنتثلوها.
[٦٥٩٧، ٦٦١١، ٦٨٤٥]
أخرجه مسلم في أوائل كتاب المساجد ومواضع الصلاة، رقم: ٥٢٣. (بجوامع الكلم) بالكلمات الجوامع، والكلمة الجامعة هي الموجزة لفظا المتسعة معنى، وهذا يشمل القرآن والسنة، لأن كلا منهما يقع فيه المعاني الكثيرة بالألفاظ القليلة. (بالرعب) بالخوف. (أتيت) جاءني بها جاء. (تنتثلونها) تستخرجونها من مواضعها.
٣ ‏/ ١٠٨٧
٢٨١٦ – حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزهري قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أَخْبَرَهُ: أَنَّ أَبَا سُفْيَانَ أَخْبَرَهُ:
أَنَّ هِرَقْلَ أرسل وهم بإيلياء، ثُمَّ دَعَا بِكِتَابِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فلما فرغ من قراءة الكتاب كثر عنده الصخب، فارتفعت الْأَصْوَاتُ وَأُخْرِجْنَا، فَقُلْتُ لِأَصْحَابِي حِينَ أُخْرِجْنَا: لَقَدْ أَمِرَ أَمْرُ ابْنِ أَبِي كَبْشَةَ إِنَّهُ يَخَافُهُ ملك بني الأصفر.
[ر: ٧]
٣ ‏/ ١٠٨٧
١٢١ – باب: حمل الزاد في الغزو.
وقول الله تعالى: ﴿وتزودوا فإن خير الزاد التقوى﴾ /البقرة: ١٩٧/.


(تزودوا) خذوا معكم من الزاد ما يبلغكم لسفركم. (التقوى) ما يتقى به سؤال الناس وحاجتهم، وقيل: لما حثهم على زاد الدنيا أرشدهم إلى زاد الآخرة، وهو التقوى، وحثهم على استصحابها إليها.
٣ ‏/ ١٠٨٧
٢٨١٧ – حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عن هشام قال: أخبرني أبي، وحدثتني أيضا فاطمة، عن أسماء رضي الله عنه قالت:
صنعت سفرة رسول الله ﷺ في

⦗١٠٨٨⦘
بيت أبي بكر، حين أراد أن يهاجر إلى المدينة، قالت: فلم نجد لسفرته، ولا لسقائه ما نربطهما به، فقلت لأبي بكر: والله ما أجد شيئا أربط به إلا نطاقي، قال: فشقيه باثنين فاربطيه: بواحد السقاء وبالآخر السفرة، ففعلت، فلذلك سميت: ذات النطاقين.
[٣٦٩٥، ٥٠٧٣]


(سفرة) طعام يتخذه المسافر، وأكثر ما يحمل في جلد مستدير، فنقل اسم الطعام إلى الجلد وسمي به. (السقاء) وعاء من الجلد يوضع فيه الماء. (نطاقي) ما تشد به المرأة وسطها. (باثنين) بشقين.
٣ ‏/ ١٠٨٧
٢٨١٨ – حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عن عمرو قال: أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ: سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما قَالَ:
كُنَّا نَتَزَوَّدُ لُحُومَ الأضاحي عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ إلى المدينة.
[ر: ١٦٣٢]
٣ ‏/ ١٠٨٨
٢٨١٩ – حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ قال: سمعت يحيى قال: أخبرني بشير بن يسار: أن سويد بن النعمان رضي الله عنه أخبره:
أنه خرج مَعَ النَّبِيِّ ﷺ عَامَ خيبر، حتى إذا كانوا بالصهباء، وهي من خيبر، وهي أدنى خيبر فصلوا العصر، فدعا النبي ﷺ بالأطعمة، فلم يؤت النبي ﷺ إلا بسويق، فلكنا فَأَكَلْنَا وَشَرِبْنَا، ثُمَّ قَامَ النَّبِيُّ ﷺ فمضمض ومضمضنا وصلينا.
[ر: ٢٠٦]
٣ ‏/ ١٠٨٨
٢٨٢٠ – حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مَرْحُومٍ: حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ سَلَمَةَ رضي الله عنه قَالَ:
خَفَّتْ أَزْوَادُ الناس وَأَمْلَقُوا، فَأَتَوْا النَّبِيَّ ﷺ فِي نَحْرِ إِبِلِهِمْ فَأَذِنَ لَهُمْ، فَلَقِيَهُمْ عُمَرُ فَأَخْبَرُوهُ، فَقَالَ: مَا بَقَاؤُكُمْ بَعْدَ إِبِلِكُمْ، فَدَخَلَ عمر عَلَى النَّبِيِّ ﷺ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا بَقَاؤُهُمْ بَعْدَ إِبِلِهِمْ؟ قال رسول الله ﷺ: (ناد في الناس يأتون بفضل أزوادهم). فَدَعَا وَبَرَّكَ عَلَيْهِ، ثُمَّ دَعَاهُمْ بِأَوْعِيَتِهِمْ، فَاحْتَثَى حَتَّى فَرَغُوا، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنِّي رَسُولُ الله).
[ر: ٢٣٥٢]
٣ ‏/ ١٠٨٨
١٢٢ – باب: حمل الزاد على الرقاب.
٣ ‏/ ١٠٨٨
٢٨٢١ – حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ الْفَضْلِ: أَخْبَرَنَا عَبْدَةُ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ جَابِرِ رضي الله عنه قال:
خرجنا ونحن ثلاثمائة نحمل زادنا على رقابنا، ففني زادنا، حتى كان الرجل منا يأكل في كل يوم تمرة، قال رجل: يا أبا عبد الله، وأين كانت التمرة تقع من الرجل؟ قال: لقد وجدنا فقدها حين فقدناها، حتى أتينا البحر، فإذا حوت قد

⦗١٠٨٩⦘
قذفه البحر، فأكلنا منه ثمانية عشر يوما ما أحببنا.
[ر: ٢٣٥١]

٣ ‏/ ١٠٨٨
١٢٣ – باب: إرداف المرأة خلف أخيها.
٣ ‏/ ١٠٨٩
٢٨٢٢ – حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ: حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ: حدثنا عثمان بن الأسود: حدثنا ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أنها قالت:
يا رسول الله، يرجع أصحابك بأجر حج وعمرة، ولم أزد على الحج؟ فقال لها: (اذهبي، وليردفك عبد الرحمن). فأمر عبد الرحمن أن يعمرها من التنعيم، فانتظرها رسول الله ﷺ بأعلى مكة حتى جاءت.
٣ ‏/ ١٠٨٩
٢٨٢٣ – حدثني عبد الله: حدثنا ابن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن عمرو بن أوس، عن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق رضي الله عنهما قَالَ:
أَمَرَنِي النَّبِيُّ ﷺ أن أردف عائشة، وأعمرها من التنعيم.
[ر: ١٦٩٢]
٣ ‏/ ١٠٨٩
١٢٤ – باب: الارتداف في الغزو والحج.
٣ ‏/ ١٠٨٩
٢٨٢٤ – حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ:
كنت رديف أبي طلحة، وإنهم ليصرخون بهما جميعا: الحج والعمرة.
[ر: ١٠٣٩]
٣ ‏/ ١٠٨٩
١٢٥ – باب: الردف على الحمار.
٣ ‏/ ١٠٨٩
٢٨٢٥ – حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ: حَدَّثَنَا أَبُو صَفْوَانَ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ رضي الله عنهما:
أن رسول الله ﷺ رَكِبَ عَلَى حِمَارٍ، عَلَى إِكَافٍ عَلَيْهِ قَطِيفَةٌ، وأردف أسامة وراءه.
[٤٢٩٠، ٥٣٣٩، ٥٦١٩، ٥٨٥٤، ٥٨٩٩]
أخرجه مسلم في الجهاد والسير، باب: فِي دُعَاءِ النَّبِيِّ ﷺ وصبره على أذى المنافقين، رقم: ١٧٩٨. (إكاف) ما يشد على الحمار كالسرج على الفرس. (قطيفة) دثار مخمل، والدثار ما يلبس فوق ما يلامس البدن من الثياب. (أردف) أركب وراءه.
٣ ‏/ ١٠٨٩
٢٨٢٦ – حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ: قال يونس: أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه:
أن رسول الله ﷺ أقبل يوم الفتح من أعلى مكة على راحلته، مردفا أسامة بن زيد، ومعه بلال، ومعه عثمان بن طلحة من الحجبة، حتى أناخ في المسجد، فأمره أن يأتي بمفتاح البيت ففتح، وَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ ومعه أسامة وبلال وعثمان، فمكث

⦗١٠٩٠⦘
فيها نهارا طويلا، ثم خرج، فاستبق الناس، وكان عبد الله بن عمر أول من دخل، فوجد بلالا وراء الباب قائما، فسأله أين صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ ﷺ؟ فأشار إلى المكان الذي صلى فيه. قال عبد الله: فنسيت أن أسأله كم صلى من سجدة.
[ر: ٣٨٨]


(الحجبة) هم الذين يقومون بحجابة الكعبة، أي يتولون حفظها، وفي أيديهم مفتاحها. (نهارا طويلا) أي زمنا طويلا من النهار.
٣ ‏/ ١٠٨٩
١٢٦ – باب: من أخذ بالركاب ونحوه.
٣ ‏/ ١٠٩٠
٢٨٢٧ – حدثني إسحاق: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ:
قال رسول الله ﷺ: (كُلُّ سُلَامَى مِنَ النَّاس عَلَيْهِ صَدَقَةٌ، كُلَّ يوم تطلع فيه الشمس، يعدل بين الاثنين صدقة، ويعين الرجل على دابته فيحمل عليها، أو يرفع عليها متاعه صدقة، والكلمة الطيبة صدقة، وكل خطوة يخطوها إلى الصلاة صدقة، ويميط الأذى عن الطريق صدقة).
[ر: ٢٥٦٠]


أخرجه مسلم في الزكاة، باب: بيان أن اسم الصدقة يقع على كل نوع من المعروف، رقم: ١٠٠٩. (يميط الأذى) يزيل ما يتأذى به الناس، من حجر أو قمامة وغير ذلك.
٣ ‏/ ١٠٩٠
١٢٧ – باب: كراهية السفر بالمصاحف إلى أرض العدو.
وكذلك يروى عن محمد بن بشر، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ. وتابعه ابن إسحاق، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ.
وقد سافر النَّبِيُّ ﷺ وَأَصْحَابُهُ فِي أرض العدو، وهم يعلمون القرآن.
٣ ‏/ ١٠٩٠
٢٨٢٨ – حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما:
أن رسول الله ﷺ نهى أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو.


أخرجه مسلم في الإمارة، باب: النهي أن يسافر بالمصحف إلى أرض الكفار، رقم: ١٨٦٩. (بالقرآن) أي المكتوب في المصحف لا المحفوظ في الصدور. وهذا إذا خيف عليه أن يناله العدو لقلة الجيش المسلم ونحو ذلك، وإلا فلا مانع منه.
٣ ‏/ ١٠٩٠
١٢٨ – باب: التكبير عند الحرب.
٣ ‏/ ١٠٩٠
٢٨٢٩ – حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عن أيوب، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قال:
صبح النبي ﷺ خيبر، وقد خرجوا بالمساحي على أعناقهم، فلما رأوه قالوا: هذا محمد والخميس، محمد والخميس فلجؤوا إلى الحصن، فرفع النَّبِيُّ ﷺ

⦗١٠٩١⦘
يَدَيْهِ وَقَالَ: (اللَّهُ أَكْبَرُ، خَرِبَتْ خَيْبَرُ، إِنَّا إِذَا نَزَلْنَا بساحة قوم فساء صباح المنذرين). وأصبنا حمرا فطبخناها، فنادى منادي النبي ﷺ: إن الله ورسوله ينهيانكم عن لحوم الحمر، فأكفئت القدور بما فيها.
تابعه علي، عن سفيان: رَفَعَ النَّبِيُّ ﷺ يَدَيْهِ.
[ر: ٣٦٤]


(حمرا) جمع حمار. (فأكفئت) قلبت وطرح ما فيها. (القدور) جمع قدر وهو كل إناء يطبخ فيه.
٣ ‏/ ١٠٩٠
١٢٩ – باب: ما يكره من رفع الصوت في التكبير.
٣ ‏/ ١٠٩١
٢٨٣٠ – حدثنا محمد بن يوسف: حدثنا سفيان، عن عاصم، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ رضي الله عنه قَالَ:
كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ ﷺ، فكنا إذا أشرفنا على واد، هللنا وكبرنا ارتفعت أصواتنا، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ ارْبَعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ، فَإِنَّكُمْ لَا تدعون أصم ولا غائبا، إنه معكم إنه سميع قريب، تبارك اسمه وتعالى جده).
[٣٩٦٨، ٦٠٢١، ٦٠٤٦، ٦٢٣٦، ٦٩٥٢]
أخرجه مسلم في الذكر والدعاء والتوبة، باب: استحباب خفض الصوت بالذكر، رقم: ٢٧٠٤. (اربعوا) ارفقوا. (أصم) من لا يسمع. (تبارك) تقدس وتنزه وكثر خيره. (تعالى جده) تعاظم غناه وعلت عظمته.
٣ ‏/ ١٠٩١
١٣٠ – باب: التسبيح إذا هبط واديا.
٣ ‏/ ١٠٩١
٢٨٣١ – حدثنا محمد بن يوسف: حدثنا سفيان، عن حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ جَابِرٍ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما قال:
كناإذا صعدنا كبرنا، وإذا نزلنا سبحنا.
[٢٨٣٢]
٣ ‏/ ١٠٩١
١٣١ – باب: التكبير إذا علا شرفا.
٣ ‏/ ١٠٩١
٢٨٣٢ – حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عدي، عن شعبة، عن حُصَيْنٌ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قال:
كنا إذا صعدنا كبرنا، وإذا تصوبنا سبحنا.
[ر: ٢٨٣١]


(تصوبنا) انحدرنا، والتصوب النزول.
٣ ‏/ ١٠٩١
٢٨٣٣ – حدثنا عبد الله قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عن صالح ابن كيسان، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ:
كَانَ النبي ﷺ إذا قفل

⦗١٠٩٢⦘
من الحج أو العمرة – ولا أعلمه إلا قال الغزو – يقول: كلما أوفى على ثنية أو فدفد كبر ثلاثا، ثم قَالَ: (لَا
إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. آيِبُونَ تَائِبُونَ عَابِدُونَ سَاجِدُونَ لِرَبِّنَا حَامِدُونَ. صَدَقَ اللَّهُ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وهزم الأحزاب وحده).
قال صالح: فقلت له: ألم يقل عبد الله: إن شاء الله، قال: لا.
[ر: ١٧٠٣]


(قفل) رجع. (أوفى) أشرف أو علا. (ثنية) هي الطريق التي في الجبل، وقيل أعلى الجبل، وقيل غير ذلك. (فدفد) الأرض الغليظة ذات الحصى، وقيل: هو المكان المرتفع فيه صلابة.
٣ ‏/ ١٠٩١
١٣٢ – باب: يكتب للمسافر مثل ما كان يعمل في الإقامة.
٣ ‏/ ١٠٩٢
٢٨٣٤ – حَدَّثَنَا مَطَرُ بْنُ الْفَضْلِ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هارون: حدثنا العوام: حدثنا إبراهيم أبو إسماعيل السكسكي قال:
سمعت أبا بردة، واصطحب هو ويزيد بن أبي كبشة في سفر، فكان يزيد يصوم في السفر، فقال له أبو بردة: سمعت أبا موسى مرارا يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (إذا مرض العبد، أو سافر، كتب له مثل ما كان يعمل مقيما صحيحا).


(يصوم) نفلا. (مثل ما كان يعمل) مثل ثواب عمله الذي كان يعمله.
٣ ‏/ ١٠٩٢
١٣٣ – باب: السير وحده.
٣ ‏/ ١٠٩٢
٢٨٣٥ – حدثنا الحميدي: حدثنا سفيان: حدثنا مُحَمَّدَ بْنَ الْمُنْكَدِرِ قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عبد الله رضي الله عنهما يقول:
نَدَبَ النَّبِيُّ ﷺ النَّاسَ يَوْمَ الْخَنْدَقِ، فَانْتَدَبَ الزُّبَيْرُ، ثُمَّ نَدَبَهُمْ فَانْتَدَبَ الزبير، ثم ندبهم فانتدب الزبير، قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (إِنَّ لكل نبي حواريا، وحواري الزبير). قال سفيان: الحواري الناصر.
[ر: ٢٦٩١]
٣ ‏/ ١٠٩٢
٢٨٣٦ – حدثنا أبو الوليد: حدثنا عاصم بن محمد قال: حدثني أَبِي، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ: حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أبيه، عن ابن عمر،
عن النبي ﷺ قَالَ: (لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا في الوحدة ما أعلم، ما سار راكب بليل وحده).


(ما في الوحدة) الانفراد. (ما أعلم) من المخاطر.
٣ ‏/ ١٠٩٢
١٣٤ – باب: السرعة في السير.
قال أَبُو حُمَيْدٍ: قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (إِنِّي مُتَعَجِّلٌ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَمَنْ أَرَادَ أن يتعجل معي فليتعجل).
[ر: ١٤١١]
٣ ‏/ ١٠٩٣
٢٨٣٧ – حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ هشام قال: أخبرني أبي قال:
سئل أسامة بن زيد رضي الله عنهما وكان يحيى يقول، وأنا أسمع، فسقط عني – عن مسير النَّبِيُّ ﷺ فِي حَجَّةِ الوداع قال: فكان يسير العنق، فإذا وجد فجوة نص. والنص فوق العنق.
[ر: ١٥٨٣]
٣ ‏/ ١٠٩٣
٢٨٣٨ – حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي زَيْدٌ هُوَ ابْنُ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ:
كُنْتُ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما بِطَرِيقِ مَكَّةَ، فَبَلَغَهُ عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ أَبِي عُبَيْدٍ شدة وجع، فأسرع السير، حتى إذا كان بعد غروب الشفق، ثم نزل فصلى المغرب والعتمة يجمع بينهما، وقال: أني رأيت النبي ﷺ إِذَا جَدَّ بِهِ السَّيْرُ أَخَّرَ الْمَغْرِبَ، وَجَمَعَ بينهما.
[ر: ١٠٤١]


(الشفق) الحمرة من غروب الشمس إلى وقت العشاء. (العتمة) هي وقت ما بين غياب الشفق إلى آخر الثلث الأول من الليل، والمراد هنا صلاة العشاء.
٣ ‏/ ١٠٩٣
٢٨٣٩ – حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ سُمَيٍّ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه:
أن رسول الله ﷺ قَالَ: (السَّفَرُ قِطْعَةٌ مِنَ الْعَذَابِ، يَمْنَعُ أَحَدَكُمْ نومه وطعامه وشرابه، فإذا قضى أحدكم نهمته فليعجل إلى أهله).
[ر: ١٧١٠]
٣ ‏/ ١٠٩٣
١٣٥ – باب: إذا حمل على فرس فرآها تباع.
٣ ‏/ ١٠٩٣
٢٨٤٠ – حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عن نافع، عن عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما:
أن عمر بن الخطاب حمل على فرس فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَوَجَدَهُ يُبَاعُ، فَأَرَادَ أَنْ يبتاعه، فسأل رسول الله ﷺ فقال: (لا تبتعه، ولا تعد في صدقتك).
[ر: ١٤١٨]
٣ ‏/ ١٠٩٣
٢٨٤١ – حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أبيه قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه يَقُولُ:
حَمَلْتُ عَلَى فَرَسٍ فِي سَبِيلِ الله، فابتاعه أو فَأَضَاعَهُ الَّذِي كَانَ عِنْدَهُ، فَأَرَدْتُ أَنْ أَشْتَرِيَهُ، وظننت أنه بائعه بِرُخْصٍ، فَسَأَلْتُ النَّبِيَّ ﷺ فقال:

⦗١٠٩٤⦘
(لا تشتره وإن بدرهم، فإن الْعَائِدُ فِي هِبَتِهِ كَالْكَلْبِ يَعُودُ فِي قَيْئِهِ).
[ر: ١٤١٩]

٣ ‏/ ١٠٩٣
١٣٦ – باب: الجهاد بإذن الأبوين.
٣ ‏/ ١٠٩٤
٢٨٤٢ – حَدَّثَنَا آدَمُ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ: حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ أبي ثابت قال: سمعت أبا العباس الشاعر، وَكَانَ لَا يُتَّهَمُ فِي حَدِيثِهِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما يقول:
جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ فاستأذنه في الجهاد، فقال: (أحي والداك). قال: نعم، قال: (ففيهما فجاهد).
[٥٦٢٧]
أخرجه مسلم في البر والصلة والآداب، باب: بر الوالدين وأنهما أحق به، رقم: ٢٥٤٩. (رجل) هو جاهمة بن العباس بن مرداس. (ففيهما فجاهد) ابذل جهدك في إرضائهما وبرهما، فيكتب لك أجر الجهاد في سبيل الله تعالى.
٣ ‏/ ١٠٩٤
١٣٧ – باب: ما قيل في الجرس ونحوه في أعناق الإبل.
٣ ‏/ ١٠٩٤
٢٨٤٣ – حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عباد بن تميم: أن أبا بشير الأنصاري رضي الله عنه أخبره:
أَنَّهُ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ في بعض أسفاره، قال عبد الله: حسبت أنه قال: والناس في مبيتهم، فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ رسولا: (أن لا يبقين في رقبة بعير قلادة من وتر – أو قلادة – إلا قطعت).


أخرجه مسلم في اللباس والزينة، باب: كراهة قلادة الوتر في رقبة البعير، رقم: ٢١١٥. (قلادة) ما يعلق في العنق من جرس أو نعل أو غيره. (وتر) القوس، وكانوا يقلدونها ذلك من العين، فأمروا بقطعها، إيذانا بأنها لا ترد من قضاء الله تعالى شيئا. قال مالك: أرى ذلك من العين. أي أظن أن النهي مختص بمن فعل ذلك بسبب ضرر العين، وأما من فعله لغير ذلك من الزينة أو غيرها فلا بأس. [فتح]]
٣ ‏/ ١٠٩٤
١٣٨ – باب: من اكتتب في جيش فخرجت امرأته حاجة، وكان له عذر، هل يؤذن له.
٣ ‏/ ١٠٩٤
٢٨٤٤ – حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٌو، عَنْ أَبِي مَعْبَدٍ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما:
أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ ﷺ يقول: (لا يخلون رجل بامرأة، ولا تسافرن امرأة وإلا معها مَحْرَمٍ). فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اكتتبت في غزوة كذا وكذا، وخرجت امرأتي حاجة، قال: (اذهب، فحج مع امرأتك).
[ر: ١٧٦٣]
٣ ‏/ ١٠٩٤
١٣٩ – باب: الجاسوس.
وقول الله تعالى: ﴿لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء﴾ /الممتحنة: ١/. التجسس:

⦗١٠٩٥⦘
التبحث.

٣ ‏/ ١٠٩٤
٢٨٤٥ – حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا سفيان: حدثنا عمرو بن دينار، سمعته منه مرتين قال: أخبرني حسن بن محمد قال: أخبرني عبيد الله بن أبي رافع قال: سمعت عليا رضي الله عنه يقول:
بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ ﷺ أنا والزبير والمقداد بن الأسود، قال: (انْطَلِقُوا حَتَّى تَأْتُوا رَوْضَةَ خَاخٍ، فَإِنَّ بِهَا ظعينة، ومعها كتاب فخذوه منها). فانطلقنا تعادى بنا خيلنا، حتى انتهينا إلى الروضة، فإذا نحن بالظعينة، فقلنا: أخرجي الكتاب، فقالت: ما معي من كتاب، فقلنا لتخرجن الكتاب أو لنلقين الثياب، فأجرجته من عقاصها، فأتينا به رسول الله ﷺ فإذا فيه: من حاطب بن أبي بلتعة إلى أناس من المشركين من أهل مكة، يخبرهم ببعض أَمْرَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (يا حاطب ما هذا). قال: يا رسول الله لا تعجل علي، إني كنت أمرأ ملصقا في قريش، ولم أكن من أنفسها، وكان من معك من المهاجرين لهم قرابات بمكة، يحمون بها أهليهم وأموالهم، فأحببت إذ فاتني ذلك من النسب فيهم، أن أتخذ عندهم يدا يحمون بها قرابتي، وما فعلت كفرا ولا ارتدادا، ولا رضا بالكفر بعد الْإِسْلَامِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (لقد صدقكم). قال عمر: يا رسول الله، دعني أضرب عنق هذا المنافق، قال: (إنه قد شهد بدرا، وما يدريك لعل الله أن يكون قَدِ اطَّلَعَ عَلَى أَهْلِ بَدْرٍ فَقَالَ: اعْمَلُوا ما شئتم فقد غفرت لكم). قال سفيان: وأي إسناد هذا.
[٢٩١٥، ٣٧٦٢، ٤٠٢٥، ٤٦٠٨، ٥٩٠٤، ٦٥٤٠]
أخرجه مسلم في فضائل الصحابة، باب: من فضائل أهل بدر رضي الله عنهم، رقم: ٢٤٩٤. (روضة خاخ) موضع بين مكة والمدينة. (ظعينة) المرأة في الهودج، وقيل المرأة عامة، واسمها سارة، وقيل كنود. (تعادى بنا) تباعد وتجاري. (عقاصها) هو الشعر المضفور. (ملصقا) مضافا إليهم ولست منهم، وقيل معناه: حليفا، ولم يكن من نفس قريش وأقربائهم. (يدا) نعمة ومنة عليهم. (اطلع) نظر إليهم وعلم حالهم وما سيكون منهم. (وأي إسناد هذا) أراد تعظيم هذا الإسناد وبيان صحته وقوته، لأن رجاله هم العدول الثقات الحفاظ.
٣ ‏/ ١٠٩٥
١٤٠ – باب: كسوة للأسارى.
٣ ‏/ ١٠٩٥
٢٨٤٦ – حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرٍو: سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما قال:
لما كان يوم بدر، أتي بالأسارى، وأتي بالعباس، ولم يكن

⦗١٠٩٦⦘
عليه ثوب، فنظر النبي ﷺ له قميصا، فوجدوا قميص عبد الله بن أبي يقدر عليه، فكساه النبي ﷺ إياه، فلذلك نزع النبي ﷺ قميصه الذي ألبسه، قال ابن عيينة: كانت لَهُ عِنْدَ النَّبِيِّ ﷺ يد، فأحب أن يكافئه.
[ر: ١٢١١]


(يقدر عليه) يجيء على مقداره. (ألبسه) لعبد الله بعد موته. (يد) نعمة.
٣ ‏/ ١٠٩٥
١٤١ – باب: فضل من أسلم على يديه رجل.
٣ ‏/ ١٠٩٦
٢٨٤٧ – حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن عبد القاري، عن أبي حازم قال: أخبرني سهل رضي الله عنه، يعني ابن سَعْدٍ، قَالَ:
قَالَ النَّبِيُّ ﷺ يوم خيبر: (لأعطين الراية غدا رجلا يفتح على يديه، يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله). فبات الناس ليلتهم: أيهم يعطى، فغدوا كلهم يرجونه، فقال: (أين علي). فقيل: يشتكي عينيه، فبصق في عينيه ودعا له، فبرأ كأن لم يكن به وجع، فأعطاه، فقال: أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا؟ فقال: (انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم، ثم ادعهم إلى الإسلام، وأخبرهم بما يجب عليهم، فوالله لأن يهدي الله رجلا بك، خير لك من أن يكون لك حمر النعم).
[ر: ٢٧٨٣]
٣ ‏/ ١٠٩٦
١٤٢ – باب: الأسارى في السلاسل.
٣ ‏/ ١٠٩٦
٢٨٤٨ – حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه،
عن النبي ﷺ قال: (عجب الله من قوم يدخلون الجنة في السلاسل).


(عجب الله) رضي عن ذلك وأثاب عليه. (في السلاسل) هو مجاز عن دخولهم في الإسلام مكرهين، ثم يحسن حالهم، فيكون ذلك سبب دخولهم الجنة.
٣ ‏/ ١٠٩٦
١٤٣ – باب: فضل من أسلم من أهل الكتابين.
٣ ‏/ ١٠٩٦
٢٨٤٩ – حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بن عيينة: حدثنا صالح بن حي أبو حسن قال: سمعت الشعبي يقول: حدثني أبو بردة: أنه سمع أباه،
عن النبي ﷺ قال: (ثلاثة يؤتون أجرهم مرتين: الرجل تكون له الأمة، فيعلمها فيحسن تعليمها، ويؤدبها فيحسن أدبها، ثم يعتقها فيتزوجها فله أجران، ومؤمن أهل الكتاب، الذي كان مؤمنا، ثم آمن

⦗١٠٩٧⦘
بالنبي ﷺ فله أجران، والعبد الذي يؤدي حق الله وينصح لسيده).
ثم قال الشعبي: وأعطيتكها بغير شيء وقد كان الرجل يرحل في أهون منها إلى المدينة.
[ر: ٩٧]

٣ ‏/ ١٠٩٦
١٤٤ – باب: أهل الدار يبيتون، فيصاب الولدان والذراري.
﴿بياتا﴾ /الأعراف: ٤/: ليلا. ﴿لنبيتنه﴾ /النمل: ٤٩/: ليلا. ﴿بيت﴾ /النساء: ٨١/: ليلا.


(بياتا) الآية بتمامها: ﴿وكم من قرية أهلكناها فجاءها بأسنا بياتا أو هم قائلون﴾. (بأسنا) عذابنا ونقمتنا. (قائلون) من القيلولة وهي النوم وسط النهار. (لنبيتنه) والآية بتمامها: ﴿قالوا تقاسموا بالله لنبيتنه وأهله ثم لنقولن لوليه ما شهدنا مهلك أهله وإنا لصادقون﴾. (تقاسموا) احلفوا. (لنبيتنه) لنباغتنه بالإهلاك ليلا. (لوليه) الذي له حق المطالبة بدمه. (شهدنا) حضرنا. (بيت) والآية بتمامها: ﴿ويقولون طاعة فإذا برزوا من عندك بيت طائفة منهم غير الذي تقول والله يكتب ما يبيتون فأعرض عنهم وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا﴾. (يقولون) أي المنافقون. (طاعة) أمرنا وحالنا طاعة لك. (بيت) دبروا في الخفاء أو الليل. (طائفة) جماعة، وهم رؤساؤهم. (يكتب) يحصي عليهم، ليحاسبهم على سوء فعلهم وقصدهم. (وكيلا) مفوضا إليه.
٣ ‏/ ١٠٩٧
٢٨٥٠ – حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ: حدثنا الزهري، عن عبيد الله، عن ابن عَبَّاسٍ، عَنْ الصَّعْبِ بْنِ جَثَّامَةَ رضي الله عنهم قال:
مَرَّ بِيَ النَّبِيُّ ﷺ بالأبواء أو بودان، وسئل عن أهل الدار يبيتون من المشركين، فيصاب من نسائهم وذراريهم، قال: (هم منهم). وسمعته يقول: (لا حمى إلا لله تعالى ولرسوله ﷺ).
وعن الزهري أنه سمع عبيد الله، عن ابن عباس: حدثنا الصعب في الذراري: كان عمرو يحدثنا، عن ابن شهاب، عن النبي ﷺ. فسمعناه من الزهري قال: أخبرني عبيد الله، عن ابن عباس، عن الصعب، قال: (هم منهم). ولم يقل كما قال عمرو: (هم من آبائهم).
[ر: ٢٢٤١]


أخرجه مسلم في الجهاد والسير، باب: جواز قتل النساء والصبيان في البيات من غير تعمد، رقم: ١٧٤٥. (بالأبواء أو بودان) موضعان بين مكة والمدينة. (يبيتون) يغار عليهم في الليل، فلا يعرف رجل من امرأة. (فيصاب) بالقتل وغيره. (هم منهم) أي من المشركين، فلا حرج في
إصابتهم إذا كانوا مختلطين معهم، ولا يمكن الوصول إلى قتل الكبار إلا بقتلهم، وليس المراد قتلهم بطريق القصد إليهم.
٣ ‏/ ١٠٩٧
١٤٥ – باب: قتل الصبيان في الحرب.
٣ ‏/ ١٠٩٨
٢٨٥١ – حدثنا أحمد بن يونس: أخبرنا الليث، عَنْ نَافِعٍ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ رضي الله عنه أخبره:
أن امرأة وجدت في بعض مغازي النبي ﷺ مقتولة، فأنكر رسول الله ﷺ قتل النساء والصبيان.
[٢٨٥٢]
أخرجه مسلم في الجهاد والسير، باب: تحريم قتل النساء والصبيان في الحرب، رقم: ١٧٤٤.
٣ ‏/ ١٠٩٨
١٤٦ – باب: قتل النساء في الحرب.
٣ ‏/ ١٠٩٨
٢٨٥٢ – حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي أُسَامَةَ: حَدَّثَكُمْ عُبَيْدُ اللَّهِ، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال:
وجدت امرأة مقتولة في بعض مغازي رسول الله ﷺ، فنهى رسول الله ﷺ عن قتل النساء والصبيان.
[ر: ٢٨٥١]
٣ ‏/ ١٠٩٨
١٤٧ – باب: لا يعذب بعذاب الله.
٣ ‏/ ١٠٩٨
٢٨٥٣ – حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ بكير، عن سليمان بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أنه قَالَ:
بَعَثَنَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ في بعث فقال: (إن وجدتم فلانا وفلانا فأحرقوهما بالنار). ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ حين أردنا الخروج: (إني أمرتكم أن تحرقوا فلانا وفلانا، وإن النار لا يعذب بها إلا الله، فإن وجدتموهما فاقتلوهما).
[ر: ٢٧٩٥]
٣ ‏/ ١٠٩٨
٢٨٥٤ – حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عن أيوب، عن عكرمة:
أن عليا رضي الله عنه حرق قوما، فبلغ ابْنَ عَبَّاسٍ فَقَالَ: لَوْ كُنْتُ أَنَا لَمْ أحرقهم، لأن النبي ﷺ قال: (لا تعذبوا بعذاب الله). ولقتلتهم، كَمَا قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (من بدل دينة فاقتلوه).
[٦٥٢٤]
٣ ‏/ ١٠٩٨
١٤٨ – باب: ﴿فإما منا بعد وإما فداء﴾ /محمد: ٤/.
فيه حديث ثمامة. [ر: ٤٥٠].
وقوله عز وجل: ﴿ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض – يعني: يغلب

⦗١٠٩٩⦘
في الأرض – تريدون عرض الدنيا﴾. الآية /الأنفال: ٦٧/.


(منا) تمنون على أسرى المشركين فتطلقونهم بدون عوض. (فداء) تطلقون سراحهم مقابل مال يدفعونه، أو أسرى من المسلمين يطلقونهم. (ما كان ..) وتمامها: ﴿والله يريد الآخرة والله عزيز حكيم﴾. (يكون له أسرى) ويأخذ عنهم الفداء. (يثخن في الأرض) يكثر القتال في الكافرين. (عرض الدنيا) حطامها وهو المال وغيره.
٣ ‏/ ١٠٩٨
١٤٩ – باب: هل للأسير أن يقتل ويخدع الذين أسروه حتى ينجو من الكفرة.
فيه المسور، عن النبي ﷺ. [ر: ٢٥٨١].
٣ ‏/ ١٠٩٩
١٥٠ – باب: إذا حرق المشرك المسلم هل يحرق.
٣ ‏/ ١٠٩٩
٢٨٥٥ – حَدَّثَنَا مُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، عَنْ أيوب، عن أبي قلابة، عن أنس بن مالك رضي الله عنه:
أن رهطا من عكل، ثمانية، قدموا على النبي ﷺ، فَاجْتَوَوْا الْمَدِينَةَ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَبْغِنَا رسلا، قال: (ما أجد لكم إلا أن تلحقوا بالذود). فانطلقوا فشربوا من أبوالها وألبانها، حَتَّى صَحُّوا وَسَمِنُوا، وَقَتَلُوا الرَّاعِيَ وَاسْتَاقُوا الذَّوْدَ، وكفروا بعد إسلامهم، فأتى الصريخ النَّبِيَّ
ﷺ، فَبَعَثَ الطَّلَبَ، فما ترجل النهار حتى أتي بهم، فقطه أيديهم وأرجلهم، ثم أمر بمسامير فأحميت فكحلهم بها، وطرحهم بالحرة، يستسقون فما يسقون، حتى ماتوا.
قال أبو قلابة: قتلوا وسرقوا وحاربوا الله ورسوله ﷺ وسعوا في الأرض فسادا.
[ر: ٢٣١]


(ابغنا) أعنا، من الإبغاء، وهو الإعانة على الطلب. (رسلا) درا من اللبن. (الصريخ) الصوت الصارخ المستغيث. (الطلب) جمع طالب، وهم الذين خرجوا يطلبون هؤلاء الباغين ليمسكوا بهم. (ترجل) ارتفعت شمسه واشتد حره.
٣ ‏/ ١٠٩٩
٢٨٥٦ – حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المسيب وأبي سَلَمَةَ: أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ:
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يقول: (قرصت نملة نبيا من لأنبياء، فأمر بقرية النمل فأحرقت، فأوحى الله إليه: أن قرصتك نملة أحرقت أمة من الأمم تسبح).
[٣١٤١]
أخرجه مسلم في السلام، باب: النهي عن قتل النمل، رقم: ٢٢٤١. (بقرية النمل) موضع اجتماعه. (أمة) الجيل من كل حي. (تسبح) تنزه وتقدس، قال الله تعالى: ﴿وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم إنه كان حليما غفورا﴾ /الإسراء: ٤٤/. (تفقهون) تفهمون.
٣ ‏/ ١٠٩٩
١٥١ – باب: حرق الدور والنخيل.
٣ ‏/ ١١٠٠
٢٨٥٧ – حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنِي قَيْسٌ بن أبي حازم قال: قال لي جرير:
قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (ألا تريحني من ذي الخلصة). وكان بيتا في خثعم يسمى كعبة اليمانية، قال: فانطلقت في خمسين ومائة فارس من أحمس، وكانوا أصحاب خيل، قال: وكنت لا أثبت على الخيل، فضرب في صدري حتى رأيت أثر أصابعه فِي صَدْرِي وَقَالَ: (اللَّهُمَّ ثَبِّتْهُ، وَاجْعَلْهُ هَادِيًا مهديا). فانطلق إليها فكسرها وحرقها، ثم بعث إلى رسول الله ﷺ يخبره، فقال رسول جرير: والذي بعثك بالحق، ما جئتك حتى تركتها كأنها جمل أجوف، أو أجرب. قال: فبارك في خيل أحمس ورجالها خمس مرات.
[٢٨٧١، ٢٩١١، ٣٦١١، ٤٠٩٧ – ٤٠٩٩، ٥٧٣٩، ٥٩٧٤]
أخرجه مسلم في فضائل الصحابة، باب: من فضائل جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه، رقم: ٢٤٧٦. (تريحني) تريح قلبي وذهني من الضلال بسببه. (ذي الخلصة) بيت أصنام كانت تعبدها دوس وخثعم وبجيلة ومن كان ببلادهم. (أحمس) قبيلة من العرب. (أجوف) مجوف، أي خال عن كل ما يكون في البطن، والمراد أنه فني بالكلية. (أجرب) أي مطلي بالقطران من الجرب، أي إنها اسودت من الإحراق.
٣ ‏/ ١١٠٠
٢٨٥٨ – حدثنا محمد بن كثير: أخبرنا سفيان، عن مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ ابْنِ عمر رضي الله عنهما قال:
حرق النبي ﷺ نخل بني النضير.
[ر: ٢٢٠١]
٣ ‏/ ١١٠٠
١٥٢ – باب: قتل النائم المشرك.
٣ ‏/ ١١٠٠
٢٨٥٩ – حدثنا علي بن مسلم: حدثنا يحيى بن زكرياء بن أبي زائدة قال: حدثني أبي، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رضي الله عنهما قَالَ:
بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ رهطا من الأنصار إلى أبي رافع ليقتلوه، فانطلق رجل منهم فدخل حصنهم، قال: فدخلت في مربط دواب لهم، قال: وأغلقوا باب الحصن، ثم إنهم فقدوا حمارا لهم، فخرجوا يطلبونه، فخرجت فيمن خرج، أريهم أنني أطلبه معهم، فوجدوا الحمار فدخلوا ودخلت،

⦗١١٠١⦘
وأغلقوا باب الحصن ليلا، فوضعوا المفاتيح في كوة حيث أراها، فلما ناموا أخذت المفاتيح، ففتحت باب الحصن، ثم دخلت عليه فقلت: يا أبا رافع، فأجابني، فتعمدت الصوت فضربته فصاح، فخرجت ثم جئت، ثم رجعت كأني مغيث، فقلت: يا أبا رافع، وغيرت صوتي، فقال: ما لك لأمك الويل، قلت: ما شأنك؟ قال: لا أدري من دخل علي فضربني، قال: فوضعت سيفي في بطنه، ثم تحاملت عليه حتى قرع العظم، ثم خرجت وأنا دهش، فأتيت سلما لهم لأنزل منه فوقعت، فوثئت رجلي، فخرجت إلى أصحابي فقلت: ما أنا ببارح حتى أسمع الناعية، فما برحت حتى سمعت نعايا أبي رافع تاجر أهل الحجاز، قال: فقمت وما بي قلبة، حتى أتينا النبي ﷺ فأخبرناه.


(رهطا) جماعة من الرجال ما بين الثلاثة إلى التسعة. (من الأنصار) وهم عبد الله بن عتيك، وعبد الله بن عتبة، وعبد الله بن أنيس، وأبو قتادة، والأسود الخزاعي، ومسعود بن سنان، وعبد الله بن عقبة، وكان معهم أسعد بن حرام حليف بني سوادة، رضي الله عنهم. (رجل) هو عبد الله بن عتيك. (كوة) ثقب في جدار البيت. (الويل) الهلاك. (تحاملت عليه) تكلفته على مشقة. (قرع العظم) أصابه، وأصل القرع الضرب. (دهش) متحير مدهوش. (فوثئت) من الوثء، وهو أن يصيب العظم صدع من غير بينونة. (ببارح) بذاهب. (الناعية) من النعي وهو الإخبار بالموت. (قلبة) علة.
٣ ‏/ ١١٠٠
٢٨٦٠ – حدثني عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدم: حدثنا يحيى بن أبي زائدة، عن أبيه، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رضي الله عنهما قَالَ:
بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ رهطا من الأنصار إلى أبي رافع فدخل عليه عبد الله بن عتيك بيته ليلا، فقتله وهو نائم.
[٣٨١٢ – ٣٨١٤]
٣ ‏/ ١١٠١
١٥٣ – باب: لا تمنوا لقاء العدو.
٣ ‏/ ١١٠١
٢٨٦١ – حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى: حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ يوسف اليربوعي: حدثنا أبو إسحاق الفزاري، عن موسى بن عقبة قَالَ: حَدَّثَنِي سَالِمٌ أَبُو النَّضْرِ، مَوْلَى عُمَرَ بن عبيد الله كنت كَاتِبًا لَهُ، قَالَ: كَتَبَ إِلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ بن أبي أوفى، حين خرج إلى الحرورية، فَقَرَأْتُهُ فَإِذَا فِيهِ:
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ في بعض أيامه التي لقي فيها العدو، انتظر حتى مالت الشمس، ثم قام في الناس فقال: (أيها الناس، لا تمنوا لقاء العدو، وسلوا الله العافية، فإذا لقيتوهم فاصبروا، واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف. ثم قال: اللهم منزل الكتاب، ومجري السحاب، وهازم الأحزاب، اهزمهم وانصرنا عليهم).
٣ ‏/ ١١٠١
٢٨٦٢ – وقال موسى بن عقبة: حدثني سالم أبو النضر: كنت كاتبا لعمر بن عبيد الله، فأتاه كتاب عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى رضي الله عنهما:
أن رسول الله ﷺ قال: (لا تمنوا لقاء العدو).
[ر: ٢٦٦٣]
٣ ‏/ ١١٠٢
٢٨٦٣ – وقال أبو عامر: حَدَّثَنَا الْمُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأعرج، عن أبي هريرة رضي الله عنه،
عن النبي ﷺ قال: (لا تمنوا لقاء العدو، فإذا لقيتموهم فاصبروا).


أخرجه مسلم في الجهاد والسير، باب: كراهة تمني لقاء العدو، رقم: ١٧٤١.
٣ ‏/ ١١٠٢
١٥٤ – باب: الحرب خدعة.
٣ ‏/ ١١٠٢
٢٨٦٤ – حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ أَبِي هريرة رضي الله عنه،
عن النبي ﷺ قال: (هلك كسرى، ثم لا يكون كسرى بعده، وقيصر ليهلكن ثم لا يكون قيصر بعده، ولتقسمن كنوزهما في سبيل الله).
وسمى الحرب خدعة.


أخرجه مسلم في الجهاد والسير، باب: جواز الخداع في الحرب، رقم: ١٧٤٠. وفي الفتن وأشراط الساعة، باب: لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَمُرَّ الرَّجُلُ بِقَبْرِ الرجل، رقم: ٢٩١٨. (هلك) مات. (كسرى) لقب ملك الفرس. (قيصر) لقب ملك الروم. (كنوزهما) جمع كنز وهو المال المدفون، والمال الذي يجمع ويدخر. (خدعة) المرة الواحدة من الخداع، معناه: استعمل الحيلة في الحرب ما أمكنك، فإذا أعيتك الحيل فقاتل، وقيل: معناه: أن من خدع فيها مرة واحدة عطب وهلك ولا عودة له.
٣ ‏/ ١١٠٢
٢٨٦٥ – حدثنا أبو بكر بن أصرم: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال:
سمى النبي ﷺ الحرب خدعة.
[٢٩٥٢، ٣٤٢٢، ٦٢٥٥]
٣ ‏/ ١١٠٢
٢٨٦٦ – حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ الْفَضْلِ: أَخْبَرَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرٍو: سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما قَالَ:
قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (الحرب خدعة).


أخرجه مسلم في الجهاد والسير، باب: جواز الخداع في الحرب، رقم: ١٧٣٩.
٣ ‏/ ١١٠٢
١٥٥ – باب: الكذب في الحرب.
٣ ‏/ ١١٠٢
٢٨٦٧ – حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو، بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ

⦗١١٠٣⦘
عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما:
أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قال: (من لكعب بن الأشرف، فإنه آذى الله ورسوله). قال محمد بن سلمة: أتحب أن أقتله يا رسول الله؟ قال: (نعم). قال: فأتاه: فقال: إن هذا – يعني النبي ﷺ قد عنانا وسألنا الصدقة، قال: وأيضا، والله لتملنه، قال: فإنا قد اتبعناه فنكره أن ندعه، حتى ننظر إلى ما يصير أمره، قال: فلم يزل يكلمه حتى استمكن منه فقتله.
[ر: ٢٣٧٥]


(عنانا) أتعبنا. (لتملنه) لتضجرن منه.
٣ ‏/ ١١٠٢
١٥٦ – باب: الفتك بأهل الحرب.
٣ ‏/ ١١٠٣
٢٨٦٨ – حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عن عمرو، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قال: (من لكعب بن الأشرف). فقال: محمد ابن مسلمة: أتحب أن أقتله؟ قال: (نعم). قال: فأذن لي فأقول، قال: (قد فعلت).
[ر: ٢٣٧٥]
٣ ‏/ ١١٠٣
١٥٧ – باب: ما يجوز من الاحتيال والحذر، مع من تخشى معرته.


(معرته) شدته وما يكره منه من فساد.
٣ ‏/ ١١٠٣
٢٨٦٩ – قال الليث: حدثني عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما أنه قال:
انْطَلَقَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وَمَعَهُ أبي بن كعب، قبل ابن صياد، فحدث به في نخل، فلما دخل عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ النخل، طفق يتقي بجذوع النخل، وابن صياد في قطيفة له فيها رمرمة، فَرَأَتْ أمُّ ابْنِ صَيّادٍ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ، فقالت: يا صاف هذا محمد، فوثب ابن صياد، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (لو تركته بين).
[ر: ١٢٨٩]
٣ ‏/ ١١٠٣
١٥٨ – باب: الرجز في الحرب ورفع الصوت في حفر الخندق.
فيه سهل وأنس عن النبي ﷺ. [ر: ٢٦٧٩، ٣٥٨٦]
وفيه يزيد عن سلمة. [ر: ٣٩٦٠]
٣ ‏/ ١١٠٣
٢٨٧٠ – حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ الْبَرَاءِ رضي الله عنه قَالَ:
رَأَيْتُ النَّبِيَّ ﷺ يَوْمَ الخندق، وهو ينقل التراب حتى وارى التراب شعر صدره، وكان رجلا كثير الشعر، وهو يرتجز برجز عبد الله بن رواحة:

⦗١١٠٤⦘
اللَّهُمَّ لَوْلَا أَنْتَ مَا اهْتَدَيْنَا … وَلَا تَصَدَّقْنَا ولا صلينا
فأنزلن سكينة علينا … وثبت أقدامنا إن لاقينا
إن الاعدا قد بغوا علينا … إن أرادوا فتنة أبينا
يرفع بها صوته.
[ر: ٢٦٨١]

٣ ‏/ ١١٠٣
١٥٩ – باب: من لا يثبت على الخيل.
٣ ‏/ ١١٠٤
٢٨٧١ – حدثني مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ: حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قيس، عن جرير رضي الله عنه قَالَ:
مَا حَجَبَنِي النَّبِيُّ ﷺ مُنْذُ أَسْلَمْتُ، وَلَا رَآنِي إِلَّا تَبَسَّمَ فِي وَجْهِي. وَلَقَدْ شَكَوْتُ إِلَيْهِ أَنِّي لَا أَثْبُتُ عَلَى الْخَيْلِ، فَضَرَبَ بِيَدِهِ فِي صَدْرِي وقال: (اللهم ثبته، واجعله هاديا ومهديا).
[ر: ٢٨٥٧]


أخرجه مسلم في فضائل الصحابة، باب: من فضائل جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه، رقم: ٢٤٧٥. (ما حجبني) ما منعني من دخول داره، أي كان يأذن كلما استأذن، وليس معناه أنه يدخل بدون استئذان، أو يرى أزواجه.
٣ ‏/ ١١٠٤
١٦٠ – باب: دواء الجرح بإحراق الحصير، وغسل المرأة عن أبيها الدم عن وجهه، وحمل الماء في الترس.
٣ ‏/ ١١٠٤
٢٨٧٢ – حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ: حَدَّثَنَا أَبُو حَازِمٍ قَالَ: سَأَلُوا سَهْلَ بْنَ سعد الساعدي رضي الله عنه:
بأي شيء دووي جرح النَّبِيِّ ﷺ؟ فَقَالَ: مَا بَقِيَ مِنَ النَّاسِ أَحَدٌ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي، كان يجيء بالماء في ترسه، وكانت – يعني فاطمة – تغسل الدم عن وجهه، وأخذ حصير فأحرق، ثم حشي به جرح رسول الله ﷺ.
[ر: ٢٤٠]
٣ ‏/ ١١٠٤
١٦١ – باب: ما يكره من التنازع والاختلاف في الحرب، وعقوبة من عصى إمامه.
وقال الله تعالى: ﴿ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم﴾ /الأنفال: ٤٦/.
قال قتادة: الريح الحرب.


(تفشلوا) من الفشل، وهو الفزع والجبن والضعف. (ريحكم) قوتكم.
٣ ‏/ ١١٠٤
٢٨٧٣ – حدثنا يحيى، حدثنا وكيع، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سَعِيدُ بْنُ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جده:
أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ بَعَثَ معاذا وأبا موسى إلى اليمن، قال: (يَسِّرَا وَلَا تُعَسِّرَا، وَبَشِّرَا

⦗١١٠٥⦘
وَلَا تُنَفِّرَا، وَتَطَاوَعَا ولا تختلفا).
[٤٠٨٦ – ٤٠٨٨، ٥٧٧٣، ٦٧٥١]


(يسرا) خذا بما فيه من التيسير. (ولا تعسرا) من التعسير وهو التشديد. (بشرا) من التبشير وهو إدخال السرور. (ولا تنفرا) من التنفير، أي لا تذكرا شيئا يهربون منه. (تطاوعا) تحابا وليطع كل منكما الآخر.
٣ ‏/ ١١٠٤
٢٨٧٤ – حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ: حَدَّثَنَا أبو إِسْحَاقَ قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ رضي الله عنهما يحدث قال:
جعل النبي ﷺ على الرجالة يوم أحد – وكانوا خمسين رجلا – عبد الله بن جبير فقال: (إن رأيتمونا تخطفنا الطير فلا تبرحوا مكانكم هذا حتى أرسل إليكم، وإن رأيتمونا هزمنا القوم وأوطأناهم، فلا تبرحوا حتى أرسل إليكم). فهزموهم، قال: فأنا والله رأيت النساء يشتددن، قد بدت خلاخلهن وأسوقهن، رافعات ثيابهن. فقال أصحاب عبد الله بن جبير: الغنيمة أي قوم الغنيمة، ظهر أصحابكم فما تنتظرون؟ فقال عبد الله ابن جبير: أنسيتم ما قال لَكُمْ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ؟ قَالُوا: والله لنأتين الناس فلنصيبن من الغنيمة، فلما أتوهم صرفت وجوههم فأقبلوا منهزمين، فذاك إذ يدعوهم الرسول في أخراهم، فلم يبق مع النبي ﷺ غير اثني عشر رجلا، فأصابوا منا سبعين، وكان النبي ﷺ وأصحابه أصاب من المشركين يوم بدر أربعين ومائة، سبعين أسيرا وسبعين قتيلا. فقال أبو سفيان: أفي القوم محمد، ثلاث مرات، فنهاهم النبي ﷺ أن يجيبوه، ثم قال: أفي القوم ابن أبي قحافة، ثلاث مرات، ثم قال: أفي القوم ابن الخطاب، ثلاث مرات، ثم رجع إلى أصحابه فقال: أما هؤلاء فقد قتلوا، فما ملك عمر نفسه، فقال: كذبت والله يا عدو الله، إن الذين عددت أحياء كلهم، وقد بقي لك ما يسؤوك. قال: يوم بيوم بدر، والحرب سجال، إنكم ستجدون في القوم مثلة، لم آمر بها ولم تسؤني، ثم أخذ يرتجز: اعل هبل، اعل هبل، قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (أَلَا تجيبونه). قالوا: يا رسول الله ما نقول؟ قال:

⦗١١٠٦⦘
(قولوا: الله أعلى وأجل). قال: إن لنا العزى ولا عزى لكم، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (إِلَّا تجيبونه). قال: قالوا: يا رسول الله ما نقول؟ قال: (قولوا الله مولانا ولا مولى لكم).
[٣٧٦٤، ٣٨١٧، ٣٨٤٠، ٤٢٨٥]


(الرجالة) جمع راجل، وهو الذي يقاتل على رجليه. (تخطفنا الطير) من الخطف وهو استلاب الشيء وأخذه بسرعة، معناه: إن قتلنا وأكلت لحومنا الطير فلا تتركوا أماكنكم، وقيل: هو مثل يراد به الهزيمة. (أوطأناهم) مشينا عليهم بعد أن وقعوا قتلى على الأرض. (النساء) نساء المشركين. (يشتددن) يعدون. (خلاخلهن) جمع خلخال وهو ما يوضع في الرجل من الحلي. (الغنيمة) الزموها وحوزوها. (أي قوم) يا قوم. (ظهر) غلب. (صرفت وجوههم) قلبت وحولت إلى الموضع الذي جاؤوا منه. (أخراهم) جماعتهم المتأخرة. (سجال) مرة لهؤلاء ومرة لهؤلاء. (مثلة) وهي قطع الأنوف وبقر البطون نحو ذلك .. (يرتجز) من الرجز وهو نوع من أوزان الشعر. (هبل) اسم صنم كان في الكعبة. (العزى) تأنيث الأعز، اسم صنم كان لقريش. (مولانا) ناصرنا.
٣ ‏/ ١١٠٥
١٦٢ – باب: إذا فزعوا بالليل.
٣ ‏/ ١١٠٦
٢٨٧٥ – حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ ثابت، عن أنس رضي الله عنه قال:
كان رسول الله ﷺ أحسن الناس، وأجود الناس، وأشجع الناس، قال: وقد فزع أهل المدينة ليلة، سمعوا صوتا، قال: فتلقاهم النبي ﷺ على فرس لأبي طلحة عري، وهو متلقد سيفه، فقال: (لم تراعوا لم تراعوا). ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (وجدته بحرا). يعني الفرس.
[ر: ٢٤٨٤]
٣ ‏/ ١١٠٦
١٦٣ – باب: من رأى العدو فنادى بأعلى صوته: يا صباحاه، حتى يسمع الناس.
٣ ‏/ ١١٠٦
٢٨٧٦ – حدثنا المكي بن إبراهيم: أخبرنا يزيد بن أبي عبيد، عن سلمة أنه أخبره قال:
خرجت من المدينة ذاهبا نحو الغابة، حتى إذا كنت بثنية الغابة لقيني غلام لعبد الرحمن بن عوف، قلت ويحك ما بك؟ قال: أخذت لقاح النبي ﷺ، قلت: من أخذها؟ قال: غطفان وفزارة، فصرخت ثلاث صرخات أسمعت ما بين لابتيها: يا صباحاه يا صباحاه، ثم اندفعت حتى ألقاهم وقد أخذوها، فجعلت أرميهم وأقول:
أنا ابن الأكوع … واليوم يوم الرضع.
فاستنقذتها منهم قبل أن يشربوا، فأقبلت بها أسوقها، فلقيني النَّبِيُّ ﷺ، فَقُلْتُ: يَا رسول الله، إن القوم عطاش، وإني أعجلتهم أن يشربوا سقيهم، فابعث في أثرهم، فقال:

⦗١١٠٧⦘
(يا ابن الأكوع: ملكت فأسجح، إن القوم يقرون في قومهم).
[٣٩٥٨]


أخرجه مسلم في الجهاد والسير، باب: غزوة ذي قرد وغيرها، رقم: ١٨٠٦. (الغابة) موضع من المدينة على طريق الشام، والغابة في الأصل الأشجار الكثيفة الملتفة. (بثنية) هي الطريق في الجبل أو بين الجبلين، وقيل المرتفع منه. (ويحك) كلمة ترحم، عكس ويل فهي كلمة عذاب. (لقاح) هي الإبل الحلوب، الواحدة لقوح. (غطفان وفزارة) قبيلتان من العرب، وكان على رأس المغيرين عيينة بن حصن الفزاري. (لابتيها) لابتي المدينة، واللابة الحرة، وهي أرض ذات حجارة سود. (يا صباحاه) كلمة يقولها المستغيث، وكأنه ينادي الناس مستغيثا بهم في وقت الصباح. (اندفعت) أسرعت في السير. (الرضع) جمع راضع، قيل: هو الذي رضع اللؤم من ثدي أمه وغذي به، والمعنى: اليوم يوم هلاك اللئام، وقيل غير ذلك. (ملكت) قدرت عليهم. (فأسجح) فارفق، من الإسجاح وهو حسن العفو. (يقرون) يضافون، والمعنى: أنهم وصلوا إلى قومهم وهم يضيفونهم ويساعدونهم، فلا فائدة في البعث في أثرهم.
٣ ‏/ ١١٠٦
١٦٤ – باب: من قال: خذها وأنا ابن فلان.
وقال سلمة: خذها وأنا ابن الأكوع.
[ر: ٢٨٧٦]
٣ ‏/ ١١٠٧
٢٨٧٧ – حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إسحاق قال: سأل رجل البراء رضي الله عنه فقال:
يا أبا عمارة، أوليتم يوم حنين؟ قال البراء، وأنا أسمع: أما رَسُولَ اللَّهِ ﷺ لَمْ يول يومئذ، كان أبو سفيان بن الحارث آخذا بعنان بغلته، فلما غشيه المشركون نزل، فجعل يقول: (أنا النبي لا كذب، أنا ابن عبد المطلب). قال: فما رئي من الناس يومئذ أشد منه.
[ر: ٢٧٠٩]


(بعنان) وهو سير لجام الفرس. (غشيه المشركون) أحاطوا به.
٣ ‏/ ١١٠٧
١٦٥ – باب: إذا نزل العدو على حكم رجل.
٣ ‏/ ١١٠٧
٢٨٧٨ – حدثنا سليمان بن حرب: حدثنا شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن أبي أمامة، هو ابن سهل بن حنيف، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قال:
لما نزلت بنو قريظة على حكم سعد، هو ابن معاذ، بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، وكان قريبا منه، فجاء على حمار، فلما دنا قال رسول الله ﷺ: (قوموا إلى سيدكم). فجاء فجلس إلى رسول الله ﷺ، فقال له: (إن هؤلاء نزلوا على حكمتك). قال: فإني أحكم أن تقتل المقاتلة، وأن تسبى الذرية، قال: (لقد حكمت فيهم بحكم الملك).
[٣٥٩٣، ٣٨٩٥، ٥٩٠٧]
أخرجه مسلم في الجهاد والسير، باب: جواز قتال من نقض العهد، رقم: ١٧٦٨. (نزلوا على حكمك) رضوا أن تحكم فيهم. (المقاتلة) البالغين الذين من شأنهم أن يقاتلوا. (تسبى الذرية) يؤخذ النساء والصبيان سبيا، فيجعلون أرقاء ويوزعون على الغانمين المسلمين. (بحكم الملك) بالحكم الذي يريده الله تعالى.
٣ ‏/ ١١٠٧
١٦٦ – باب: قتل الأسير، وقتل الصبر
٣ ‏/ ١١٠٧
٢٨٧٩ – حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه:
أن رسول الله ﷺ دَخَلَ عَامَ الْفَتْحِ وَعَلَى رَأْسِهِ الْمِغْفَرُ، فَلَمَّا نَزَعَهُ جَاءَ رَجُلٌ

⦗١١٠٨⦘
فَقَالَ: إِنَّ ابْنَ خطل متعلق بأستار الكعبة، فقال: (اقتلوه).
[ر: ١٧٤٩]

٣ ‏/ ١١٠٧
١٦٧ – باب: هل يستأسر الرجل ومن لم يستأسر، ومن ركع ركعتين عند القتل.
٣ ‏/ ١١٠٨
٢٨٨٠ – حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزهري قال: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ أَسِيدِ بن جارية الثقفي، وهو حَلِيفٌ لِبَنِي زُهْرَةَ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ أَبِي هريرة: أن أبا هريرة رضي الله عنه قال:
بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ عشرة رهط سرية عينا، وأمر عليهم عاصم بن ثابت الأنصاري جد عاصم بن عمر، فانطلقوا حتى إذا كانوا بالهداة، وهو بين عسفان ومكة، ذكروا لحي من هذيل، يقال لهم بنو لحيان، فنفروا لهم قريبا من مائتي رجل كلهم رام، فاقتصوا آثارهم حتى وجدوا مأكلهم تمرا تزودوه من المدينة، فقالوا: هذا تمر يثرب فاقتصوا آثارهم، فلما رآهم عاصم وأصحابه لجؤوا إلى فدفد وأحاط بهم القوم، فقالوا لهم: انزلوا وأعطونا بأيديكم، ولكم العهد والميثاق، ولا نقتل منكم أحدا. قال عاصم بن ثابت أمير السرية: أما أنا فوالله لا أنزل اليوم في ذمة كافر، اللهم أخبر عنا نبيك، فرموهم بالنبل فقتلوا عاصما في سبعة، فنزل إليهم ثلاثة رهط بالعهد والميثاق، منهم خبيب الأنصاري وابن دثنة ورجل آخر، فلما استمكنوا منهم أطلقوا أوتار قسيهم فأوثقوهم، فقال الرجل الثالث: هذا أول الغدر، والله لا أصحبكم، إن في هؤلاء لأسوة، يريد القتلى، فجرروه وعالجوه على أن يصحبهم فأبى فقتلوه، فانطلقوا بخبيب وابن دثنة حتى باعوهما بمكة بعد وقعة بدر، فابتاع خبيبا بنو الحارث بن عامر بن نوفل ابن عبد مناف، وكان خبيب هو قتل الحارث بن عامر يوم بدر، فلبث خبيب عندهم أسيرا، فأخبرني عبيد الله بن عياض: أن بنت الْحَارِثِ أَخْبَرَتْهُ: أَنَّهُمْ حِينَ اجْتَمَعُوا اسْتَعَارَ مِنْهَا موسى يستحد بها فأعارته، فأخذ

⦗١١٠٩⦘
ابنا لي وأنا غافلة حين أتاه، قالت: فوجدته مجلسه على فخذه والموسى بيده، ففزعت فزعة عرفها خبيب في وجهي، فقال: تخشين أن أقتله؟ ما كنت لأفعل ذلك. والله ما رأيت أسيرا قط خيرا من خبيب، والله لقد وجدته يويوما يأكل من قطف عنب في يده، وإنه لموثق في الحديد، وما بمكة من ثمر، وكانت تقول: إنه لرزق من الله رزقه خبيبا، فلما خرجوا من الحرم ليقتلوه في الحل، قال لهم خبيب: ذروني أركع ركعتين، فتركوه فركع ركعتين، ثم قال: لولا أن تظنوا أن ما بي جزع لطولتها، اللهم أحصهم عددا:
وَلَسْتُ أُبَالِي حِينَ أُقْتَلُ مُسْلِمًا … عَلَى أَيِّ شِقٍّ كَانَ لِلَّهِ مَصْرَعِي
وَذَلِكَ فِي ذَاتِ الْإِلَهِ وَإِنْ يَشَأْ … يُبَارِكْ عَلَى أَوْصَالِ شِلْوٍ ممزع
فقتله ابن الحارث، فكان خبيب هو سن الركعتين لكل امرئ مسلم قتل صبرا، فاستجاب الله لعاصم بن ثابت يوم أصيب، فَأَخْبَرَ النَّبِيُّ ﷺ أَصْحَابَهُ خبرهم وما أصيبوا. وبعث ناس من كفار قريش إلى عاصم حين حدثوا أنه قتل ليؤتوا بشيء منه يعرف، وكان قد قتل رجلا من عظمائهم يوم بدر، فبعث على عاصم مثل الظلة من الدبر، فحمته من رسولهم، فلم يقدروا على أن يقطعوا من لحمه شيئا.
[٣٧٦٧، ٣٨٥٨، ٦٩٦٧]


(رهط) جماعة من الرجال ما دون العشرة، وقيل ما دون الأربعين. (سرية) قطعة من الجيش يبلغ أقصاها أربعمائة تبعث إلى العدو، وهذه السرية تسمى سرية الرجيع، وكانت في صفر سنة أربع من الهجرة، والرجيع اسم لماء بين مكة وعسفان. (عينا) جاسوسا يستطلع أخبار العدو. (بالهدأة) اسم موضع. (فاقتصوا آثارهم) اتبعوها. (فدفد) موضع مرتفع أو مكان مشرف. (أعطونا بأيديكم) استسلموا لنا. (لكم العهد والميثاق) لكم منا الذمة أن لا نغدر بكم. (في سبعة) في جملة سبعة. (رجل آخر) هو عبد الله ابن طارق البلوي. (قسيهم) جمع قوس، وهو ما يرمى عنه بالنبل. (فابتاع) اشترى. (موسى) سكينا صغيرة من حديد. (يستحد) من الاستحداد وهو حلق شعر العانة، وهي ما ينبت حول الفرج. (فزعة) خوفة. (عرفها) رأى أثرها. (قطف) عنقود. (لموثق) لمربوط في الحديد. (ذروني) اتركوني. (الحل) خارج الحرم. (ما بي) صلاتي واستمهالي. (جزع) خوف وضجر، وهو ضد الصبر. (أحصهم عددا) استأصلهم بالهلاك ولا تبق منهم أحدا. (مصرعي) موتي وهلاكي. (أوصال) جمع وصل، وهو المفصل أو مجتمع العظام. (شلو) عضو، أو قطعة من اللحم. (ممزع) مقطع. (مثل الظلة) السحابة المظلة. (الدبر) ذكور النحل أو الزنابير، واحدة دبرة.
٣ ‏/ ١١٠٨
١٦٨ – باب: فكاك الأسير.
فيه عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ.
٣ ‏/ ١١٠٩
٢٨٨١ – حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه قال:
قال رسول الله ﷺ: (فكوا العاني، يعني: الأسير، وأطعموا الجائع، وعودوا المريض).
[٤٨٧٩، ٥٠٥٨، ٥٣٢٥، ٦٧٥٢]
(فكوا) خلصوا. (العاني) الأسير، وكل من وقع في ذل واستكانة وخضوع. (الجائع) من آدمي وغيره. (عودوا) من العيادة وهي زيارة المريض.
٣ ‏/ ١١٠٩
٢٨٨٢ – حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ: حَدَّثَنَا مُطَرِّفٌ: أَنَّ عَامِرًا حَدَّثَهُمْ، عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ رضي الله عنه قال:
قلت لعلي رضي الله عنه: هل عندكم شيء من الوحي إلا ما في كتاب الله؟ قال: والذي فلق الحبة وبرأ النسمة، ما أعلمه إلا فهما يعطيه الله رجلا في القرآن، وما في هذه الصَّحِيفَةِ. قُلْتُ: وَمَا فِي الصَّحِيفَةِ قَالَ: الْعَقْلُ، وَفِكَاكُ الْأَسِيرِ، وَأَنْ لَا يُقْتَلَ مُسْلِمٌ بِكَافِرٍ.
[ر: ١١١]


(فلق الحبة) شقها في الأرض حتى تنبت ثم تثمر. (برأ) خلق. (النسمة) النفس.
٣ ‏/ ١١١٠
١٦٩ – باب: فداء المشركين.
٣ ‏/ ١١١٠
٢٨٨٣ – حدثنا إسماعيل بن أبي أويس: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رضي الله عنه:
أَنَّ رِجَالًا مِنْ الْأَنْصَارِ اسْتَأْذَنُوا رَسُولَ اللَّهِ ﷺ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ الله، ائذن فلنترك ابن أختنا عباس فدائه. فقال: (لا تدعون منها درهما).
[ر: ٢٤٠٠]


(لابن أختنا) فهم أخوال أبيه عبد المطلب. (فداءه) المال الذي يفتدي به نفسه من الأسر.
٣ ‏/ ١١١٠
٢٨٨٤ – وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ، عن أنس قال:
أتى النبي ﷺ بمال من البحرين، فجاءه الْعَبَّاسُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَعْطِنِي، فَإِنِّي فاديت نفسي وفاديت عقيلا، فقال: (خذ). فأعطاه في ثوبه.
[ر: ٤١١]
٣ ‏/ ١١١٠
٢٨٨٥ – حَدَّثَنِي مَحْمُودٌ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عن الزهري، عن محمد بن جبير، عن أبيه، وكان جاء في أسارى بدر، قَالَ:
سَمِعْتُ النَّبِيَّ ﷺ يقرأ في المغرب بالطور.
[ر: ٧٣١]
٣ ‏/ ١١١٠
١٧٠ – باب: الحربي إذا دخل دار الإسلام بغير أمان.
٣ ‏/ ١١١٠
٢٨٨٦ – حدثنا أبو نعيم: حدثنا أبو العميس، عن إِيَاسُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ، عَنْ أَبِيهِ قال:
أتى النبي ﷺ عين من المشركين وهو في سفر، فجلس عند أصحابه يتحدث ثم انفتل، فقال النبي ﷺ: (اطلبوه واقتلوه). فقتله فنفله سلبه.


انظر مسلم: الجهاد والسير، باب: استحقاق القاتل سلب القتيل، رقم: ١٧٥٤. (عين) جاسوس. (انفتل) انصرف. (فقتله) أي سلمة بن الأكوع رضي الله عنه. (فنفله) أعطاه، والنفل ما يشترطه الإمام لمن يقوم بعمل ذي خطر. (سلبه) هو كل ما يكون مع المقتول من مركب أو سلاح أو متاع.
٣ ‏/ ١١١٠
١٧١ – باب: يقاتل عن أهل الذمة ولا يسترقون.
٣ ‏/ ١١١١
٢٨٨٧ – حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عن حصين، عن عمرو بن ميمون، عن عمر رضي الله عنه قال:
وَأُوصِيهِ بِذِمَّةِ اللَّهِ وَذِمَّةِ رَسُولِهِ ﷺ، أَنْ يُوفَى لَهُمْ بِعَهْدِهِمْ، وَأَنْ يقاتل من ورائهم، ولا يكلفوا إلا طاقتهم.
[ر: ١٣٢٨]
٣ ‏/ ١١١١
١٧٢ – باب: جوائز الوفد.
هل يستشفع إلى أهل الذمة ومعاملتهم.


يوجد في أكثر النسخ بعد ترجمة هذا الباب، وبدون أحاديث، باب: هل يستشفع إلى أهل الذمة ومعاملتهم.
٣ ‏/ ١١١١
٢٨٨٨ – حدثنا قبيصة: حدثنا ابن عيينة، عن سليمان الأحول، عن سعيد ابن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما: أنه قال: يوم الخميس وما يوم الخميس، ثم بكى حتى خضب دمعه الحصباء، فقال:
اشْتَدَّ بِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ وجعه يوم الخميس، فقال: (ائتوني بكتاب أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا). فتنازعوا، ولا ينبغي عند نبي تنازع، فقالوا: هجر رسول الله ﷺ؟ قال: (دعوني، فالذي أنا فيه خير مما تدعونني إليه). وأوصى عند موته بثلاث: (أخرجوا المشركين من جزيرة العرب، وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم). ونسيت الثالثة.
وقال يعقوب بن محمد: سألت المغيرة بن عبد الرحمن، عن جزيرة العرب، فقال: مكة والمدينة واليمامة واليمن. وقال يعقوب: والعرج أول تهامة.
[ر: ١١٤]


أخرجه مسلم في الوصية، باب: ترك الوصية لمن ليس له شيء يوصي فيه، رقم: ١٦٣٧. (خضب) بلل ورطب. (الحصباء) الحصى الصغيرة. (هجر) أي يتكلم بما لا يعرف لشدة وجعه، وفي نسخة (أهجر) بهمزة استفهام أي أنكر بعض الحاضرين على من قال لا تكتبوا، وقال: لا تجعلوا كلامه ككلام من خلط وهذى. (أجيزوا الوفد) أعطوه جائزته، وهي العطية المستحقة، والوفد قوم يجتمعون ويردون البلاد، أو يقصدون الأمراء، لزيارة أو شأن. (الثالثة) التي أوصى بها، وقيل: هي القرآن، وقيل: تجهيز جيش أسامة بنت زيد رضي الله عنهما. (العرج) قرية على طريق مكة من المدينة.
٣ ‏/ ١١١١
١٧٣ – باب: التجمل للوفود.
٣ ‏/ ١١١١
٢٨٨٩ – حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ

⦗١١١٢⦘
سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّ ابْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما قال:
وجد عمر حلى إستبرق تباع في السوق، فأتى بِهَا رَسُولَ اللَّهِ ﷺ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ابْتَعْ هَذِهِ الحلة، فتجمل بها للعيد وللوفود، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (إِنَّمَا هَذِهِ لِبَاسُ مَنْ لَا خَلَاقَ لَهُ، أو: إِنَّمَا يَلْبَسُ هَذِهِ مَنْ لَا خَلَاقَ لَهُ). فلبث ما شاء الله، ثم أرسل النبي ﷺ إليه بجبة ديباج، فأقبل بها عمر حتى أتى بِهَا رَسُولَ اللَّهِ ﷺ، فقال: يا رسول الله، قُلْتَ إِنَّمَا هَذِهِ لِبَاسُ مَنْ لَا خَلَاقَ له، أو إِنَّمَا يَلْبَسُ هَذِهِ مَنْ لَا خَلَاقَ لَهُ، ثم أرسلت إلي بهذه؟ فقال: (تبيعها، أو تصيب بها بعض حاجتك).
[ر: ٨٤٦]


(إستبرق) ما غلظ من الحرير. (ابتع) اشتر. (فتجمل) فتزين.
٣ ‏/ ١١١١
١٧٤ – كيف يعرض الإسلام على الصبي.
٣ ‏/ ١١١٢
٢٨٩٠ – حدثنا عبد الله بن محمد: حدثنا هشام: أخبرنا معمر، عَنِ الزُّهْرِيِّ: أَخْبَرَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه أخبره:
أن عمر انطلق في رهط مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ ﷺ مع النبي ﷺ قِبَلَ ابْنِ صَيَّادٍ، حَتَّى وَجَدُوهُ يَلْعَبُ مَعَ الغلمان، عند أطم بني مغالة، وقد قارب يزمئذ ابن صياد يحتلم، فَلَمْ يَشْعُرْ حَتَّى ضَرَبَ النَّبِيُّ ﷺ ظَهْرَهُ بِيَدِهِ، ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (أتشهد أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ). فَنَظَرَ إِلَيْهِ ابْنُ صَيَّادٍ، فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ الْأُمِّيِّينَ، فَقَالَ ابْنُ صَيَّادٍ لِلنَّبِيِّ ﷺ: أَتَشْهَدُ أني رسول الله؟ قَالَ لَهُ النَّبِيُّ ﷺ: (آمنت بالله وَرَسُولَهُ) قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (مَاذَا تَرَى). قَالَ ابْنُ صَيَّادٍ: يَأْتِينِي صَادِقٌ وكاذب، قال النَّبِيُّ ﷺ: (خُلِّطَ عَلَيْكَ الْأَمْرُ). قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (إِنِّي قَدْ خبأت لك خبيئا). قال ابن صياد: هو الدخ، قال النبي ﷺ: (اخْسَأْ، فَلَنْ تَعْدُوَ قَدْرَكَ). قَالَ عُمَرُ: يَا رسول الله، ائذن لي فيه أضرب عنقه، قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (إِنَّ يَكُنْهُ فَلَنْ تُسَلَّطَ عَلَيْهِ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْهُ فلا خير لك في قتله).


(خبيئا) وفي رواية (خبأ) وفي ثالثة (خبأ) أي أخفيت لك شيئا فاحزره.
٣ ‏/ ١١١٢
٢٨٩١ – قال ابن عمر:
انطلق النبي ﷺ وَأُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، يأتيان النخل، الذي فيه ابن صياد، حتى إذا دخل النخل، طفق النبي ﷺ يَتَّقِي بِجُذُوعِ النَّخْلِ، وهو يختل ابن صياد أَنْ يَسْمَعَ مِنْ ابْنِ صَيَّادٍ شَيْئًا قَبْلَ أَنْ يَرَاهُ، وَابْنُ صَيَّادٍ مُضْطَجِعٌ عَلَى فِرَاشِهِ في

⦗١١١٣⦘
قطيفة له فيها رمزة، فَرَأَتْ أُمُّ ابْنِ صَيَّادٍ النَّبِيَّ ﷺ وَهُوَ يَتَّقِي بِجُذُوعِ النَّخْلِ، فَقَالَتْ لابن صياد: أي صاف، وهو اسمه، فَثَارَ ابْنُ صَيَّادٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (لَوْ تركته بين).
[ر: ١٢٨٩]

٣ ‏/ ١١١٢
٢٨٩٢ – وقال سالم: قال ابن عمر:
ثُمَّ قَامَ النَّبِيُّ ﷺ فِي النَّاسِ، فَأَثْنَى عَلَى اللَّهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ ذَكَرَ الدَّجَّالَ، فَقَالَ: (إِنِّي أُنْذِرُكُمُوهُ، وَمَا مِنْ نَبِيٍّ إلا قد أنذره قومه، لقد أنذره نوح قومه، ولكن سَأَقُولُ لَكُمْ فِيهِ قَوْلًا لَمْ يَقُلْهُ نَبِيٌّ لِقَوْمِهِ: تَعْلَمُونَ أَنَّهُ أَعْوَرُ، وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بأعور).
[ر: ٣١٥٩]
٣ ‏/ ١١١٣
١٧٥ – باب: قول النبي ﷺ لليهود: (أسلموا تسلموا).
قاله المقبري عن أبي هريرة.
[ر: ٢٩٩٦]


(تسلموا) في الدنيا من القتل والجزية، وفي الآخرة من العقاب والخلود في النار.
٣ ‏/ ١١١٣
١٧٦ – باب إذا أسلم قوم في دار الحرب، ولهم مال وأرضون، فهي لهم
٣ ‏/ ١١١٣
٢٨٩٣ – حدثنا مَحْمُودٌ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ بن عفان، عن أسامة بن زيد قال:
قلت: يا رسول الله، أين تنزل غدا؟ في حجته، قال: (وهل ترك لنا عقيل منزلا). ثم قال: (نحن نازلون غدا بخيف بني كنانة المحصب، حيث قاسمت قريش على الكفر). وذلك أن بني كنانة حالفت قريشا على بني هاشم: أن لا يبايعوهم ولا يؤووهم. قال الزهري: والخيف: الوادي.
[ر: ١٥١١]
٣ ‏/ ١١١٣
٢٨٩٤ – حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ زَيْدِ بْنُ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ:
أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه استعمل مولى له يدعى هنيا على الحمى، فقال: يا هني اضمم جناحك عن المسلمين، واتق دعوة المظلوم، فإن دعوة المظلوم مستجابة، وأدخل رب الصريمة، ورب الغنيمة، وإياي ونعم بن عوف ونعم بن عفان، فإنهما إن تهلك ماشيتهما يرجعا إلى

⦗١١١٤⦘
نخل وزرع، وإن رب الصريمة، ورب الغنيمة: إن تهلك ماشيتهما، يأتني ببنيه فيقول: يا أمير المؤمنين؟ أفتاركهم أنا لا أبا لك، فالماء والكلأ أيسر علي من الذهب والورق، وايم الله إنهم ليرون أني قد ظلمتهم، إنها لبلادهم فقاتلوا عليها في الجاهلية، وأسلموا عليها في الإسلام، والذي نفسي بيده لولا المال الذي أحمل عليه في سبيل الله، ما حميت عليهم من بلادهم شبرا.


(الحمى) موضعا يعينه الحاكم ويخصصه لرعي مواشي الزكاة وغيرها، مما يرجع ملكه إلى بيت مال المسلمين، ويمنع عامة الناس من الرعي فيه. (اضمم جناحك) هو كناية عن الرحمة والشفقة، والمعنى: كف يدك عن ظلم المسلمين. (أدخل) المرعى. (رب الصريمة) مصعر الصرمة، أي صاحب القطيعة القليلة من الإبل. (الغنيمة) مصغر الغنم، أي صاحب
الغنم القليلة. (وإياي ونعم) أحذرك تحذيرا بالغا أن تتركها تستوعب المرعى، فلا يبقى متسع لصاحب الصريمة والغنيمة. (لا أبا لك) هو في الأصل دعاء عليه، ولكن يراد باستعماله خلاف الحقيقة. (وايم الله) وعهد الله. (الكلأ) العشب. (الورق) الفضة. (المال الذي لا أحمل عليه) الإبل التي كان يحمل عليها ولا يجد ما يركبه من أجل الجهاد في سبيل الله تعالى.
٣ ‏/ ١١١٣
١٧٧ – باب: كتابة الإمام للناس.
٣ ‏/ ١١١٤
٢٨٩٥ – حدثنا محمد بن يوسف: حدثنا سفيان، عن الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ رضي الله عنه قَالَ:
قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (اكتبوا لي من تلفظ بالإسلام من الناس). فكتبنا له ألفا وخمسمائة رجل، فقلنا نخاف ونحن ألف وخمسمائة، فلقد رأيتنا ابتلينا، حتى إن الرجل ليصلي وحده وهو خائف.
حَدَّثَنَا عَبْدَانُ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ: فوجدناهم خمسمائة، قال أبو معاوية: ما بين ستمائة إلى سبعمائة.


أخرجه مسلم في الإيمان: باب: الاستسرار بالإيمان للخائف، رقم: ١٤٩. (فقلنا) كان هذا القول عند حفر الخندق. (ابتلينا) من الابتلاء وهو الاختبار والامتحان، ومراده ما أصاب المسلمين بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ من الفتن.
٣ ‏/ ١١١٤
٢٨٩٦ – حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ جريج، عن عمرو بن دينار، عَنْ أَبِي مَعْبَدٍ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ:
جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي كتبت في غزوة كذا وكذا، وامرأتي حاجة، قال: (ارجع، فحج مع امرأتك).
[ر: ١٧٦٣]
٣ ‏/ ١١١٤
١٧٨ – باب: إن الله يؤيد الدين بالرجل الفاجر.
٣ ‏/ ١١١٤
٢٨٩٧ – حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزهري (ح). وحدثني مَحْمُودُ بْنُ

⦗١١١٥⦘
غَيْلَانَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ:
شَهِدْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ خيبر، فقال لرجل ممن يَدَّعِي الْإِسْلَامَ: (هَذَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ). فَلَمَّا حضر القتال قاتل الرجل قتالا شديدا فأصبته جراحة، فقيل: يا رسول الله، الذي قلت إنه من أهل النار، فإنه قد قاتل اليوم قتالا شديدا وقد مات، فقال النبي ﷺ: (إلى النار). قال: فكاد بعض النار أن يرتاب، فبينما هم على ذلك إذ قيل: إنه لم يمت، ولكن به جراحا شديدا، فلما كان من الليل لم يصبر على الجراح فقتل نفسه، فأخبر النبي ﷺ بذلك فقال: (الله أكبر، أشهد أني عبد الله ورسوله). ثم أمر بلالا فنادى بالناس: (إنه لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة، وَإِنَّ اللَّهَ لَيُؤَيِّدُ هَذَا الدِّينَ بِالرَّجُلِ الْفَاجِرِ).
[٣٩٦٧، ٦٢٣٢]


أخرجه مسلم في الإيمان: باب: غلظ تحريم قتل الإنسان نفسه ..، رقم: ١١١. (شهدنا) حضرنا. (خيبر) أي فتحها. (يرتاب) يشك ويرتد عن دينه. (ليؤيد) ينصر ويحمي. (الفاجر) من الفجور وهو الانطلاق في المحرمات والمعاصي.
٣ ‏/ ١١١٤
١٧٩ – باب: من تأمر في الحرب من غير إمرة إذا خاف العدو.
٣ ‏/ ١١١٥
٢٨٩٨ – حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ، عن أيوب، عن حميد ابن هِلَالٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قال:
خطب رسول الله ﷺ فقال: (أَخَذَ الرَّايَةَ زَيْدٌ فَأُصِيبَ، ثُمَّ أَخَذَهَا جَعْفَرٌ فَأُصِيبَ، ثُمَّ أَخَذَهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ فأصيب، ثم أخذها خالد بن الوليد عن غير إمرة ففتح عليه، وما يسرني، أو قال: ما يسرهم، أنهم عندنا). وقال: وإن عينيه لتذرفان.
[ر: ١١٨٩].
٣ ‏/ ١١١٥
١٨٠ – باب: العون بالمدد.
٣ ‏/ ١١١٥
٢٨٩٩ – حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عدي وسهل بن يوسف، عن سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه:
أن النبي ﷺ أتاه رعل وذكوان وعصية وبنو لحيان، فزعموا أنهم قد أسلموا، واستمدوه على قومهم، فأمدهم النبي ﷺ بسبعين من الأنصار، قال أنس: كنا نسميهم القراء، يحطبون بالنهار ويصلون بالليل، فانطلقوا بهم، حتى بلغوا

⦗١١١٦⦘
بئر معونة غدروا بهم وقتلوهم، فقنت شهرا يدعو على رعل وذكوان وبني لحيان.
قال قتادة: وحدثنا أنس: أنهم قرؤوا بهم قرآنا: ألا بلغوا عنا قومنا، بأنا قد لقينا ربنا، فرضي عنا وأرضانا. ثم رفع ذلك بعد.
[ر: ٢٦٤٧]


(استمدوه) طلبوا منه المدد. (فقنت) دعا في القيام. (رفع) نسخت تلاوته.
٣ ‏/ ١١١٥
١٨١ – باب: من غلب العدو فأقام على عرصتهم ثلاثا.
٣ ‏/ ١١١٦
٢٩٠٠ – حدثنا محمد بن عبد الرحيم: حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قتادة قال: ذكر لنا أنس بن مالك، عن أبي طلحة رضي الله عنهما،
عَنِ النَّبِيِّ ﷺ: أنه كان إذا ظهر على قوم أقام بالعرصة ثلاث ليال.
تابعه معاذ، وعبد الْأَعْلَى: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ، عن أبي طَلْحَةَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ.
[٣٧٥٧]
(ظهر) غلب. (بالعرصة) التي تكون لدى من غلب، وهي البقعة الواسعة بغير بناء.
٣ ‏/ ١١١٦
١٨٢ – باب: من قسم الغنيمة في غزوه وسفره.
وقال رافع: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ ﷺ بذي الحليفة، فأصبنا غنما وإبلا، فعدل عشرة من الغنم ببعير.
[ر: ٢٣٥٦]
٣ ‏/ ١١١٦
٢٩٠١ – حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قتادة: أن أنسا أخبره قَالَ:
اعْتَمَرَ النَّبِيُّ ﷺ من الجعرانة، حيث قسم غنائم حنين.
[ر: ١٦٨٧]
٣ ‏/ ١١١٦
١٨٣ – باب: إذا غنم المشركون مال المسلم ثم وجده المسلم.
٣ ‏/ ١١١٦
٢٩٠٢ – قال ابْنُ نُمَيْرٍ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عمر رضي الله عنهما قال:
ذهب فرس له فأخذه العدو، فظهر عليه المسلمون فرد عليه فِي زَمَنِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ. وأبق عبد له فلحق بالروم، فظهر عليهم المسلمون، فرده عليه خالد بن الوليد بعد النبي ﷺ.


(العدو) الكفار من أهل الحرب. (فظهر) غلب. (أبق) هرب.
٣ ‏/ ١١١٦
٢٩٠٣ – حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ: أَخْبَرَنِي نافع:
أن عبدا لابن عمر أبق فلحق بالروم فظهر عليه خالد بن الوليد فرده على عبد الله، وأن فرسا

⦗١١١٧⦘
لابن عمر عار فلحق بالروم، فظهر عليه فردوه على عبد الله.
قال أبو عبد الله: عار مشتق من العير، وهو حمار وحش، أي هرب.

٣ ‏/ ١١١٦
٢٩٠٤ – حدثنا أحمد بن يونس: حدثنا زهير، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما:
أَنَّهُ كَانَ على فرس يوم لقي المسلمون، وأمير المسلمين يومئذ خالد بن الوليد بعثه أبو بكر، فأخذه العدو، فلما هزم العدو رد خالد فرسه.
٣ ‏/ ١١١٧
١٨٤ – باب: من تكلم بالفارسية والرطانة.
وقوله تعالى: ﴿واختلاف ألسنتكم وألوانكم﴾ /الروم: ٢٢/. ﴿وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه﴾ /إبراهيم: ٤/.


(الرطانة) هي كل كلام غير عربي، وتطلق على كل كلام لا يفهم. (ألسنتكم) لغاتكم. (بلسان) بلغة.
٣ ‏/ ١١١٧
٢٩٠٥ – حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ: حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ: أخبرنا حنظلة بن أبي سفيان: أخبرنا سعيد بن ميناء قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما قال:
قلت: يا رسول الله، ذبحنا بهيمة لنا، وطحنت صاعا من شعير، فتعال أنت ونفر، فصاح النبي ﷺ فقال: (يا أهل الخندق، إن جابرا قد صنع سورا، فحي هلا بكم).
[٣٨٧٥، ٣٨٧٦]
(بهيمة) مصغر بهمة وهي ولد الضأن ذكرا أم أنثى. (نفر) جماعة من الرجال من ثلاثة إلى عشرة، وقيل إلى سبعة. (سورا) هو الطعام الذي يدعى إليه الناس. (فحي هلا بكم) فأقبلوا أهلا بكم.
٣ ‏/ ١١١٧
٢٩٠٦ – حَدَّثَنَا حِبَّانُ بْنُ مُوسَى: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، عَنْ خَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُمِّ خَالِدٍ بِنْتِ خَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَتْ:
أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ مع أبي وعلي وقميص أَصْفَرُ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (سَنَهْ سَنَهْ). قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: وَهِيَ بِالْحَبَشِيَّةِ حَسَنَةٌ، قَالَتْ: فَذَهَبْتُ أَلْعَبُ بِخَاتَمِ النُّبُوَّةِ، فَزَبَرَنِي أَبِي، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (دَعْهَا). ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (أَبْلِي وَأَخْلِقِي، ثُمَّ أَبْلِي وَأَخْلِقِي، ثُمَّ أَبْلِي وَأَخْلِقِي). قَالَ عَبْدُ الله: فبقيت حتى ذكر.
[٣٦٦١، ٥٤٨٥، ٥٥٠٧، ٥٦٤٧]
(فزبرني) نهرني. (أبلي) من أبليت الثوب إذا جعلته عتيقا، وأخلقي بمعناه، والمعنى: عيشي وخرقي ثيابك وارقعيها، وهكذا. وفي نسخة (وأخلفي) من الخلف وهو العوض والبدل، أي: اكتسبي خلفه بعد بلائه. (فبقيت حتى ذكر) عاشت أم خالد حتى ذكر الراوي زمنا طويلا نسي طول مدته، ويروى (حتى ذكرت) أي صارت مذكورة عند الناس لخروجها عن العادة. وفي نسخة (دكن) من الدكنة وهي غبرة، أي اسود لونه من طول ما لبس.
٣ ‏/ ١١١٧
٢٩٠٧ – حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هريرة رضي الله عنه:
أن الحسن بن علي أخذ تَمْرَةً مِنْ تَمْرِ الصَّدَقَةِ، فَجَعَلَهَا فِي فِيهِ، فقال النبي ﷺ بالفارسية: (كخ كخ، أما تعرف أنا لا نأكل الصدقة).
[ر: ١٤١٤]


(بالفارسية) أي هي كلمة فارسية في الأصل ولكنها عربت باستعمال العرب لها.
٣ ‏/ ١١١٨
١٨٥ – باب: الغلول.
وقول الله تعالى: ﴿ومن يغلل يأت بما غل﴾ /آل عمران: ١٦١/.


(يغلل) من الغلول، وهو الأخذ من الغنيمة خفية قبل قسمتها، وكان من خان في شيء خفية فقد غل.
٣ ‏/ ١١١٨
٢٩٠٨ – حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ أَبِي حَيَّانَ قال: حدثني أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ:
قَامَ فِينَا النَّبِيُّ ﷺ فذكر الغلول فعظمه وعظم أمره، قال: (لا ألفين أحدكم يوم القيامة على رقبته شاة لها ثغاء، على رقبته فرس لها حمحمة، يقول: يا رسول الله أغثني، فَأَقُولُ: لَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا، قد أبلغتك، وعلى رقبته بعير لها رغاء، يقول: يا رسول الله أغثني، فأقول: لا أملك لك شيئا قد أبلغتك، وعلى رقبته صامت فيقول: يا رسول الله أغثني، فأقول: لا أملك لك شيئا قد أبلغتك، أو على رقبته رقاع تخفق، فيقول: يا رسول الله أغثني، فأقول: لا أملك لك شيئا قد بلغتك).
وقال أيوب، عن أبي حيان: (فرس له حمحمة).
[ر: ١٣٣٧]


أخرجه مسلم في الإمارة، باب: غلظ تحريم الغلول، رقم: ١٨٣١. (فذكر الغلول) تعرض لذكره وبيان حكمه. (عظم أمره) شدد في الانكار على فاعله. (لا ألفين) لا أجدن. (ثغاء) صوت الغنم. (حمحمة) صوت الفرس إذا طلب العلف. (لا أملك لك شيئا) من المغفرة، لأن الشفاعة أمرها إلى الله تعالى. (رغاء) صوت البعير. (صامت) الذهب والفضة ونحوهما. (رقاع) جمع رقعة وهي الخرقة. (تخفق) تتحرك.
٣ ‏/ ١١١٨
١٨٦ – باب: القليل من الغلول.
ولم يذكر عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ أنه حرق متاعه، وهذا أصح.


(ولم يذكر) أي ولم يذكر ابن عمرو رضي الله عنهما، في حديثه الآتي أن النبي ﷺ حرق متاع كركرة الذي وجدت عنده عباءة قد غلها، أي أخذها من الغنيمة قبل قسمتها.
٣ ‏/ ١١١٨
٢٩٠٩ – حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عن عمرو، عن سالم بن أبي الجعد، عن عبد الله بن عمرو قال:
كان على ثقل النبي ﷺ رجل يقال له كركرة فَمَاتَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (هو في النار). فذهبوا ينظرون إليه فوجدوا عباءة قد غلها.
قال أبو عبد الله: قال ابن سلام: كركرة، يعني بفتح الكاف، وهو مضبوط كذا.


(ثقل) العيال وما يثقل حمله من الأمتعة. (هو في النار) يعذب فيها يوم القيامة على قدر ذنبه، ثم يخرج منها إن كان مات على الإسلام.
٣ ‏/ ١١١٩
١٨٧ – باب: ما يكرؤه من ذبح الإبل والغنم في المغانم.
٣ ‏/ ١١١٩
٢٩١٠ – حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبَايَةَ بْنِ رفاعة، عن جده رافع قَالَ:
كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ ﷺ بذي الحليفة، فأصاب الناس جوع، وأصبنا إِبِلًا وَغَنَمًا، وَكَانَ النَّبِيُّ ﷺ فِي أُخْرَيَاتِ النَّاسِ، فَعَجِلُوا فَنَصَبُوا الْقُدُورَ، فَأَمَرَ بِالْقُدُورِ فَأُكْفِئَتْ، ثُمَّ قَسَمَ فَعَدَلَ عَشَرَةً مِنَ الغنم ببعير، فند منها بعير، وفي القوم خيل يسير، فَطَلَبُوهُ فَأَعْيَاهُمْ، فَأَهْوَى إِلَيْهِ رَجُلٌ بِسَهْمٍ فَحَبَسَهُ الله، فقال: (هذه البهائم لها أوابد كأوابد الوحش، فما ند عليكم، فَاصْنَعُوا بِهِ هَكَذَا). فَقَالَ جَدِّي: إِنَّا نَرْجُو، أَوْ نَخَافُ أَنْ نَلْقَى الْعَدُوَّ غَدًا، وَلَيْسَ مَعَنَا مُدًى، أَفَنَذْبَحُ بِالْقَصَبِ؟ فَقَالَ: (مَا أَنْهَرَ الدَّمَ وَذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ فَكُلْ، لَيْسَ السِّنَّ وَالظُّفُرَ، وَسَأُحَدِّثُكُمْ عَنْ ذَلِكَ: أَمَّا السِّنُّ فَعَظْمٌ، وَأَمَّا الظفر فمدى الحبشة).
[ر: ٢٣٥٦]
٣ ‏/ ١١١٩
١٨٨ – باب: البشارة في الفتوح.
٣ ‏/ ١١١٩
٢٩١١ – حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى: حَدَّثَنَا يَحْيَى: حَدَّثَنَا إسماعيل قال: حدثني قيس قال: قال لي جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه:
قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (ألا تريحني من ذي الخلصة). وكان بيتا فيه خثعم، يسمى كعبة اليمانية، فانطلقت في خمسين ومائة من أحمس، وكانوا أصحاب خيل، فأخبرت النبي ﷺ أني لا أثبت على الخيل، فضرب في صدري حتى رأيت أثر أصابعه فِي صَدْرِي فَقَالَ: (اللَّهُمَّ ثَبِّتْهُ، وَاجْعَلْهُ هَادِيًا مهديا). فانطلق إليها فكسرها وحرقها، فأرسل إلى النبي ﷺ يبشره، فقال رسول جرير: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، مَا جئتك حتى تركتها كأنها جمل أجرب. فبارك على خيل

⦗١١٢٠⦘
أحمس ورجالها خمس مرات. قال مسدد: بيت في خثعم.
[ر: ٢٨٥٧]

٣ ‏/ ١١١٩
١٨٩ – باب: ما يعطى البشير.
وأعطى كعب بن مالك ثوبين حين نشر بالتوبة.
[ر: ٤١٥٦]


(بالتوبة) أي بقبول توبته لأجل تخلفه عن غزوة تبوك.
٣ ‏/ ١١٢٠
١٩٠ – باب: لا هجرة بعد الفتح.
٣ ‏/ ١١٢٠
٢٩١٢ – حدثنا آدم بن أبي إياس: حدثنا شيبان، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابن عباس رضي الله عنهما قال:
قال النَّبِيَّ ﷺ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ: (لَا هِجْرَةَ، وَلَكِنْ جِهَادٌ وَنِيَّةٌ، وَإِذَا استنفرتم فانفروا).
[ر: ١٥١٠]
٣ ‏/ ١١٢٠
٢٩١٣ – حدثنا إبراهيم بن موسى: أخبرنا يزيد بن زريع، عن خالد، عن أبي عثمان النهدي، عن مجاشع بن مسعود قال:
جاء مجاشع بأخيه مجالد بن مسعود إِلَى النَّبِيِّ ﷺ فَقَالَ: هذا مجالد يبايعك على الهجرة، فقال: (لا هجرة بعد فتح مكة، ولكن أبايعه على الإسلام).
[ر: ٢٨٠٢]
٣ ‏/ ١١٢٠
٢٩١٤ – حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ: قال عمرو وابن جريج: سمعت عطاء يقول:
ذهبت مع عبيد بن نمير إلى عائشة رضي الله عنها وهي مجاورة بثبير، فقالت لنا: انقطعت الهجرة منذ فتح اللَّهُ عَلَى نَبِيِّهِ ﷺ مكة.
[٣٦٨٧، ٤٠٥٨]
(مجاورة) نازلة. (بثبير) جبل في المزدلفة، على يسار الذاهب منها إلى منى. (انقطعت الهجرة) انتهى حكمها الذي كان قبل الفتح وهو الوجوب، والمراد الهجرة إلى المدينة.
٣ ‏/ ١١٢٠
١٩١ – باب: إذا اضطر الرجل إلى النظر في شعور أهل الذمة، والمؤمنات إذا عصين الله، وتجريدهن.
٣ ‏/ ١١٢٠
٢٩١٥ – حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَوْشَبٍ الطَّائِفِيُّ: حدثنا هشيم: أخبرنا حصين، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرحمن، وكان عثمانيا، فقال لابن عطية، وكان علويا:
إني لأعلم ما الذي جرأ صاحبك على الدماء، سمعته يقول: بعثني النبي ﷺ والزبير، فقال: (اتئو روضة كذا، وتجدون بها امرأة، أعطاها حاطب كتابا). فأتينا الروضة فقلنا: الكتاب،

⦗١١٢١⦘
قالت: لم يعطيني، فقلنا: لتخرجن أو لأجردنك، فأخرجت من حجزتها، فأرسل إلى حاطب، فقال: لا تعجل، والله ما كفرت ولا ازددت للإسلام إلا حبا، ولم يكن أحد من أصحابك إلا وله بمكة مَنْ يَدْفَعُ اللَّهُ بِهِ عَنْ أَهْلِهِ وَمَالِهِ، ولم يكن لي أحد، فأحببت أن أتخذ عندهم يدا، فصدقه النبي ﷺ، قال عمر: دعني أضرب عنقه فإنه قد نافق، فقال: (ما يدريك، لعل الله اطَّلَعَ عَلَى أَهْلِ بَدْرٍ فَقَالَ: اعْمَلُوا مَا شئتم). فهذا الذي جرأه.
[ر: ٢٨٤٥]


(حجزتها) الحجزة في الأصل معقد الإزار، وقد يراد بها المعقد مطلقا، ولعل هذا هو المراد هنا، لأنه مر في موطن آخر أنها أخرجته من عقاصها، وهي شعورها المضفورة. (فهذا الذي جرأه) أي قوله لأهل بدر: (اعملوا ما شئتم) هو الذي جرأ حاطبا على ما فعل.
٣ ‏/ ١١٢٠
١٩٢ – باب: استقبال الغزاة.
٣ ‏/ ١١٢١
٢٩١٦ – حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الْأَسْوَدِ: حَدَّثَنَا يزيد بن زريع وحميد بن الأسود، عن حبيب بن الشهيد، عن ابن أبي مليكة:
قال ابن الزبير لابن جعفر رضي الله عنهم: أتذكر إذ تلقينا رسول الله ﷺ أنا وأنت وابن عباس؟ قال: نعم، فحملنا وتركك.


أخرجه مسلم في فضائل الصحابة، باب: فضائل عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ رضي الله عنهما، رقم: ٢٤٢٧. (ابن الزبير) هو عبد الله رضي الله عنهما. (ابن جعفر) هو عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنهما. (وتركك) لأنه ليس من بني عبد المطلب، وقد حمل واحدا أمامه وواحدا خلفه.
٣ ‏/ ١١٢١
٢٩١٧ – حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عن الزهري قال: قال السائب بن يزيد رضي الله عنه:
ذهبنا نتلقى رسول الله ﷺ مع الصبيان إلى ثنية الوداع.
[٤١٦٤]
(نتلقى) نستقبله عند رجوعه من تبوك. (ثنية الوداع) التي من جهة تبوك في طريق الذاهب من المدينة إلى الشام، وكانوا إذا ودعوا مسافرا خرجوا معه إليها، والثنية الطريق في الجبل، وقيل: ما ارتفع من الأرض.
٣ ‏/ ١١٢١
١٩٣ – باب: ما يقول إذا رجع من الغزو.
٢٩١٨ – حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حَدَّثَنَا جُوَيْرِيَةُ، عَنْ نافع، عن عبد الله رضي الله عنه:
أن النبي ﷺ كان إذا قفل كبر ثلاثا، قال: (آيبون إن شاء الله تائبون، عابدون حامدون، لربنا ساجدون، صَدَقَ اللَّهُ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الْأَحْزَابَ وحده).
[ر: ١٧٠٣]
٣ ‏/ ١١٢١
٢٩١٩ – حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ قَالَ: حدثني يحيى ابن أبي إسحاق، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ:
كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ ﷺ مقفله من عسفان، وَرَسُولُ اللَّهِ ﷺ عَلَى راحلته، وقد أردف صفية بنت حيي، فعثرت ناقته فصرعا جميعا، فاقتحم أبو طلحة فقال: يا رسول الله جعلني الله فداءك، قال: (عليك المرأة). فقلب ثوبا على وجهه وأتاها فألقاه عليها، وأصلح لهما مركبهما فركبا، واكتنفنا رسول الله ﷺ، فلما أشرفنا على الْمَدِينَةَ، قَالَ: (آيِبُونَ تَائِبُونَ، عَابِدُونَ، لِرَبِّنَا حَامِدُونَ). فلم يزل يقول ذلك، حتى دخل المدينة.


(مقفله) مرجعه. (عسفان) موضع على مرحلتين من مكة. (فصرعا) وقعا. (فاقتحم) من قحم في الأمر إذا رمى نفسه من غير روية. (عليك المرأة) الزمها فأصلح شأنها. (اكتنفنا) أحطنا به. (آيبون) راجعون.
٣ ‏/ ١١٢٢
٢٩٢٠ – حدثنا علي: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أبي إسحاق، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه:
أَنَّهُ أَقْبَلَ هُوَ وَأَبُو طَلْحَةَ مَعَ النَّبِيِّ ﷺ، وَمَعَ النَّبِيِّ ﷺ صَفِيَّةُ مُرْدِفُهَا عَلَى رَاحِلَتِهِ، فَلَمَّا كَانُوا بِبَعْضِ الطَّرِيقِ عَثَرَتِ النَّاقَةُ، فَصُرِعَ النَّبِيُّ ﷺ وَالْمَرْأَةُ، وَأَنَّ أبا طلحة – قال: أحسب قال – اقْتَحَمَ عَنْ بَعِيرِهِ فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ ﷺ فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ جعلني الله فداءك، هَلْ أَصَابَكَ مِنْ شَيْءٍ؟ قَالَ: (لَا، وَلَكِنْ عَلَيْكَ بِالْمَرْأَةِ). فَأَلْقَى أَبُو طَلْحَةَ ثَوْبَهُ عَلَى وَجْهِهِ فَقَصَدَ قَصْدَهَا، فَأَلْقَى ثَوْبَهُ عَلَيْهَا، فَقَامَتِ الْمَرْأَةُ، فَشَدَّ لَهُمَا عَلَى رَاحِلَتِهِمَا فَرَكِبَا، فَسَارُوا حَتَّى إِذَا كَانُوا بِظَهْرِ الْمَدِينَةِ، أَوْ قَالَ: أَشْرَفُوا عَلَى الْمَدِينَةِ، قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (آيِبُونَ تَائِبُونَ عَابِدُونَ، لِرَبِّنَا حَامِدُونَ). فلم يزل يقولها، حتى دخل المدينة.
[٥٦٢٣، ٥٨٣١]
(فقصد قصدها) اتجه نحوها. (بظهر المدينة) بظاهرها مشرفين عليها.
٣ ‏/ ١١٢٢
١٩٤ – باب: الصلاة إذا قدم من سفر.
٣ ‏/ ١١٢٢
٢٩٢١ – حدثنا سليمان بن حرب: حدثنا شعبة، عن مُحَارِبُ بْنُ دِثَارٍ قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عبد الله رضي الله عنهما قَالَ:
كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ ﷺ في سفر، فلما قدمنا المدينة، قال لي: (ادخل المسجد، فصل ركعتين).
[ر: ٤٣٢]
٣ ‏/ ١١٢٢
٢٩٢٢ – حدثنا أبو عاصم، عن ابن جريج، عن ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كعب، عن أبيه وعمه عبيد الله بن كعب، عن كعب رضي الله عنه:
أن النبي ﷺ كَانَ إِذَا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ ضحى دخل المسجد، فصلى ركعتين قبل أن يجلس.
[ر: ٢٦٠٦]


(ضحى) وقت ارتفاع النهار. (يجلس) للناس عند قدومه ليسلموا عليه.
٣ ‏/ ١١٢٣
١٩٥ – باب: الطعام عند القدوم.
وكان ابن عمر يفطر لمن يغشاه.


(لمن يغشاه) لأجل من يقدم عليه وينزل ضيفا لديه.
٣ ‏/ ١١٢٣
٢٩٢٣ – حدثني محمد: أخبرنا وكيع، عن شعبة، عن مُحَارِبُ بْنُ دِثَارٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما:
أن رسول الله ﷺ لما قدم المدينة، نحر جزورا أو بقرة.
زاد معاذ، عن شعبة، عن محارب: سمع جابر بن عبد الله: اشترى مني النبي ﷺ بعيرا بوقيتين، ودرهم أو درهمين، فلما قدم صرارا، أمر ببقرة فذبحت فأكلوا منها، فلما قدم المدينة، أمرني أن آتي المسجد فأصلي ركعتين، ووزن لي ثمن البعير.
٣ ‏/ ١١٢٣
٢٩٢٤ – حدثنا أبو الوليد: حدثنا شعبة، عن محارب بن دثار، عن جابر قال:
قدمت من سفر، فقال النبي ﷺ: (صل ركعتين). صرار موضع ناحية بالمدينة.
[ر: ٤٣٢]

عن معز نوني

متحصّل على شهادة ختم الدروس للمعهد الأعلى لتكوين المعلمين بقفصة دفعة 2000، يعمل حاليًّا أستاذ مدارس إبتدائية

شاهد أيضاً

١ – بَدْءُ الْوَحْيِ.

قَالَ الشَّيْخُ الْإِمَامُ الْحَافِظُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمُغِيرَةِ الْبُخَارِيُّ …