٢٦٣٢ – حدثنا مسدد: حدثنا خالد: حدثنا حَبِيبُ بْنُ أَبِي عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ طلحة، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّهَا قَالَتْ:
يا رسول الله، ترى الجهاد أفضل العمل، أفلا نجاهد؟ قال: (لكن أفضل الجهاد حج مبرور).
[ر: ١٤٤٨]
٣ / ١٠٢٦
٢٦٣٣ – حدثنا إسحاق بن منصور: أخبرنا عفان: حدثنا همام: حدثنا محمد بن جحادة قال: أخبرني أبو حصين: أن ذكوان حدثه: أن أبا هريرة رضي الله عنه حدثه قَالَ:
جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَقَالَ: دُلَّنِي عَلَى عَمَلٍ يعدل الجهاد، قال: (لا أجده). قال: (هل تستطيع إذا خرج المجاهد أن تدخل مسجدك، فتقوم ولا تفتر، وتصوم ولا تفطر). قال: ومن يستطيع ذلك. قال أبو هريرة: إن فرس المجاهد ليستن في طوله، فيكتب له حسنات.
أخرجه مسلم في الإمارة، باب: فضل الشهادة في سبيل الله تعالى، رقم: ١٨٧٨. (لا أجده) لا أجد عملا يعدل الجهاد. (تفتر) تنقطع. والمعنى: أن المجاهد في عبادة ما دام في خروجه، فلا يقابله إلا من استمر في العبادة من صيام أو قيام أو غير ذلك. (ليستن) يمرح بنشاط، من الاستنان وهو العدو. (طوله) حبله الذي يشد به من طرف ويمسك طرفه الآخر، ثم يرسل في المرعى. (فيكتب له حسنات) يكتب مرحه ورعيه حسنات لصاحبه.
٣ / ١٠٢٦
٢ – باب: أفضل الناس مؤمن يجاهد بنفسه وماله في سبيل الله.
وقوله تعالى: ﴿يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم. تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون. يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار ومساكن طيبة في جنات عدن ذلك الفوز العظيم﴾ /الصف: ١٠ – ١٢/.
(تجارة) هي في الأصل تبادل الأموال بقصد الربح، وسمي ما ذكر تجارة لما فيه من الربح العظيم في الدنيا والآخرة. (تنجيكم) تخلصكم. (طيبة) تستريح فيها النفوس وتطمئن بسكناها القلوب وتستلذ ببهجتها الحواس.
٣ / ١٠٢٦
٢٦٣٤ – حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزهري قال: حدثني عَطَاءُ بْنُ يَزِيدَ اللَّيْثِيُّ: أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ رضي الله عنه حدثه قال:
قيل يا رسول الله، أي الناس أفضل؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (مؤمن يجاهد في سبيل الله بنفسه وماله). قالوا: ثم من؟ قال:
⦗١٠٢٧⦘
(مؤمن في شعب من الشعاب، يتقي الله، ويدع الناس من شره).
[٦١٢٩]
أخرجه مسلم في الإمارة، باب: فضل الجهاد والرباط، رقم ١٨٨٨. (شعب) هو انفراج بين جبلين، والمراد العزلة والانفراد عن الناس.
٣ / ١٠٢٦
٢٦٣٥ – حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزهري قال: أخبرني سعيد ابن المسيب: أن أبا هريرة قال:
سمعت رسول الله ﷺ يقول: (مثل المجاهد في سبيل الله، والله أعلم بمن يجاهد في سبيله، كمثل الصائم القائم، وتوكل الله للمجاهد في سبيله بأن يتوفاه: أن يدخله الجنة، أو يرجعه سالما مع أجر أوغنيمة).
[ر: ٣٦]
(أعلم بمن يجاهد في سبيله) الله أعلم بنيته إن كانت خالصة لإعلاء كلمته. (كمثل الصائم القائم) من حيث الأجر والمنزلة، لأنه مثله في حبس نفسه عن شهواتها. (توكل) ضمن وتكفل، على وجه التفضل منه سبحانه. (مع أجر) وحده إذا لم توجد غنيمة. (أو غنيمة) إن وجدت، مع تحقيق الأجر.
٣ / ١٠٢٧
٣ – باب: الدعاء بالجهاد والشهادة للرجال والنساء.
وقال عمر: اللهم ارزقني شهادة في بلد رسولك.
[ر: ١٧٩١]
٣ / ١٠٢٧
٢٦٣٦ – حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ:
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَدْخُلُ عَلَى أُمِّ حَرَامٍ بِنْتِ مِلْحَانَ فَتُطْعِمُهُ، وَكَانَتْ أم حرام تحت عبادة بن الصامت، فدخل عَلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فَأَطْعَمَتْهُ، وَجَعَلَتْ تَفْلِي رَأْسَهُ، فَنَامَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ ثُمَّ اسْتَيْقَظَ وَهُوَ يضحك، قالت: فقلت: وما يُضْحِكُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: (نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي، عُرِضُوا عَلَيَّ غُزَاةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ، يَرْكَبُونَ ثَبَجَ هَذَا الْبَحْرِ مُلُوكًا عَلَى الْأَسِرَّةِ، أَوْ: مِثْلَ الْمُلُوكِ عَلَى الْأَسِرَّةِ). شَكَّ إِسْحَاقُ، قَالَتْ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، فَدَعَا لَهَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، ثُمَّ وَضَعَ رَأْسَهُ ثم استيقظ وهو يضحك، فقلت: وما يُضْحِكُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: (نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي، عُرِضُوا عَلَيَّ غُزَاةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ). كما قال في الأول، قَالَتْ: فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، ادْعُ
⦗١٠٢٨⦘
اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، قَالَ: (أَنْتِ مِنَ الْأَوَّلِينَ). فَرَكِبَتِ الْبَحْرَ فِي زَمَانِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، فَصُرِعَتْ عَنْ دَابَّتِهَا حِينَ خَرَجَتْ مِنَ البحر، فهلكت.
[٢٦٤٦، ٢٧٢٢، ٢٧٣٧، ٢٧٦٦، ٥٩٢٦، ٦٦٠٠]
أخرجه مسلم في الإمارة، باب: فضل الغزو في البحر، رقم: ١٩١٢. (تحت عبادة) زوجته. (تفلي رأسه) تفتش عن القمل فيه وتلقيه منه، وكانت أم حرام رضي الله عنه محرما منه ﷺ، فقد قيل: إن أختها أم سليم كانت أخت أمه من الرضاعة، وقيل غير ذلك، وعلى كل فقد كان ذلك قبل أن يفرض الحجاب، وهي خالة خادمه أنس رضي الله عنه، وكانت العادة تقتضي المخالطة بين المخدوم وأهل الخادم. (ثبج هذا البحر) وسطه وظهره. (الأسرة) جمع سرير، وهو يجلس عليه الملوك وأمثالهم، والمعنى. أنهم لا يبالون في ركوبهم البحر في سبيل الله تعالى بشيء، وفيه إشارة إلى منازلهم في الجنة، وأنهم على سرر متقابلين. (الأولين) الذين يركبون البحر في سبيل الله تعالى قبل غيرهم، ويستشهدون في هذا. (في
زمن معاوية) أي في ولايته وخلافة عثمان رضي الله عنهما. (فصرعت) فسقطت. (فهلكت) فماتت.
٣ / ١٠٢٧
٤ – باب: درجات المجاهدين في سبيل الله. يقال: هذه سبيلي وهذا سبيلي.
قال أبو عبد الله: ﴿غزى﴾ /آل عمران: ١٥٦/: واحدها غاز. ﴿هم درجات﴾ /آل عمران: ١٦٣/: لهم درجات.
٣ / ١٠٢٨
٢٦٣٧ – حدثنا يحيى بن صالح: حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ هِلَالِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ:
قال رسول الله ﷺ: (من آمن بالله وبرسوله، وَأَقَامَ الصَّلَاةَ، وَصَامَ رَمَضَانَ، كَانَ حَقًّا عَلَى الله أن يدخله الجنة، جاهد فِي سَبِيلِ اللَّهِ، أَوْ جَلَسَ فِي أَرْضِهِ التي ولد فيها). فقالوا: يا رسول الله، أفلا نبشر الناس؟ قَالَ: (إِنَّ فِي الْجَنَّةِ مِائَةَ دَرَجَةٍ، أَعَدَّهَا الله للمجاهدين في سبيل الله، ما بين الدرجتين كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، فَإِذَا سَأَلْتُمُ اللَّهَ فاسألوه الفردوس، فإنه أوسط الجنة، وأعلى الجنة – أراه – فوقه عرش الرحمن،
ومنه تفجر أنهار الجنة).
قال محمد بن فليح، عن أبيه: (وفوقه عرش الرحمن).
[٦٩٨٧]
(الفردوس) هو البستان الذي يجمع ما في البساتين كلها، من شجر وزهر ونبات. (أوسط الجنة) أفضلها وخيرها. (أراه) أظنه، وهذا من كلام يحيى بن صالح شيخ البخاري، أي أظنه قال: (فوقه ..) (تفجر) تنشق.
٣ / ١٠٢٨
٢٦٣٨ – حدثنا موسى: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ: حَدَّثَنَا أَبُو رَجَاءٍ، عَنْ سَمُرَةَ،
قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (رَأَيْتُ الليلة رجلين أتياني، فَصَعِدَا بِي الشَّجَرَةَ، فَأَدْخَلَانِي دَارًا هِيَ أَحْسَنُ وأفضل، لم أر قط أحسن منها، قالا: أما هذه الدار فدار الشهداء).
[ر: ٨٠٩]
٣ / ١٠٢٨
٥ – باب: الغدوة والروحة في سبيل الله، وقاب قوس أحدكم من الجنة.
٣ / ١٠٢٨
٢٦٣٩ – حدثنا معلى بن أسد: حدثنا وهيب: حدثنا حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ
⦗١٠٢٩⦘
رضي الله عنه، عن النبي ﷺ قال: (لغدوة فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ رَوْحَةٌ، خَيْرٌ مِنَ الدنيا وما فيها).
[٢٦٤٣]
أخرجه مسلم في الإمارة، باب: فضل الغدوة والروحة في سبيل الله تعالى، رقم: ١٨٨٠. (لغدوة) زمن ما بين طلوع الشمس إلى الزوال. (روحة) زمن ما بين الزوال إلى الليل، والمعنى: قضاء مثل هذا الوقت في سبيل الله أكثر ثوابا من التصدق بالدنيا وما فيها، أو خير لمن فعل ذلك مما لو ملك الدنيا وما فيها.
٣ / ١٠٢٨
٢٦٤٠ – حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ هِلَالِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ، عن أبي هريرة رضي الله عنه،
عن النبي ﷺ قال: (لقاب قوس في الجنة خير مما تطلع عليه الشمس وتغرب. وقال: لغدوة أو روحة في سبيل الله خير مما تطلع عليه الشمس وتغرب).
أخرجه مسلم في الإمارة، باب: فضل الغدوة والروحة في سبيل الله، رقم: ١٨٨٢. (لقاب قوس) قدر طولها، أو ما بين الوتر والقوس. والمعنى: فضل استعماله في سبيل الله تعالى، يجازى عليه منزلة في الجنة، وهي خير من الدنيا وما فيها.
٣ / ١٠٢٩
٢٦٤١ – حدثنا قبيصة: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بن سَعْدٍ رضي الله عنه،
عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قال: (الروحة والغداوة في سبيل الله أفضل من الدنيا وما فيها).
[٢٧٣٥، ٣٠٧٨، ٦٠٥٢]
أخرجه مسلم في الإمارة، باب: فضل الغدوة والروحة في سبيل الله، رقم: ١٨٨١
٣ / ١٠٢٩
٦ – باب: الحور العين. وصفتهن يحار فيها الطرف، شديدة سواد العين، شديدة بياض العين.
﴿وزوجناهم﴾ /الدخان: ٥٤/: أنكحناهم.
٣ / ١٠٢٩
٢٦٤٢ – حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ حُمَيْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رضي الله عنه، عن النبي ﷺ قال: (ما من عبد يموت، له عند الله خير، يسره أن يرجع إلى الدنيا، وأن له الدنيا وما فيها، إلا الشهيد، لما يرى من فضل الشهادة، فإنه يسره أن يرجع إلى الدنيا، فيقتل مرة أخرى).
[٢٦٦٢]
(له عند الله خير) ثواب مدخر على عمل صالح عمله في الدنيا.
٣ / ١٠٢٩
٢٦٤٣ – قال: وسمعت أنس بن مالك، عن النبي ﷺ: (لروحة في سبيل الله، أو غدوة، خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، وَلَقَابُ قَوْسِ أحدكم من الجنة، أو موضع قيد – يعني
⦗١٠٣٠⦘
سوطه – خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، وَلَوْ أَنَّ امرأة من أهل الجنة اطلعت إلى أهل النار لأضاءت ما بينهما، ولملأته ريحا، ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها).
[ر: ٢٦٣٩]
(موضع قيد) مقدار قيد، وهو السوط المتخذ من الجلد الذي لم يدبغ. (ما بينهما) ما بين السماء والأرض. (ريحا) عطرا. (لنصيفها) خمارها، وهو ما يغطى به الرأس.
٣ / ١٠٢٩
٧ – باب: تمني الشهادة.
٣ / ١٠٣٠
٢٦٤٤ – حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزهري قال: أخبرني سعيد ابْنُ الْمُسَيَّبِ: إِنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ:
سَمِعْتُ النَّبِيَّ ﷺ يَقُولُ: (وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَوْلَا أَنَّ رِجَالًا من المؤمنين، لا تطيب أنفسهم أن يتخلفوا عني، ولا أجد ما أحملهم عليه، ما تخلفت عن سرية تغزو في سبيل الله، والذي نفسي بيده، لوددت أن أُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ أُحْيَا، ثُمَّ أُقْتَلُ ثُمَّ أُحْيَا، ثُمَّ أُقْتَلُ ثُمَّ أُحْيَا، ثُمَّ أقتل).
[٢٨١٠، ٦٧٩٩، ٦٨٠٠، وانظر: ٣٦]
(لا تطيب نفوسهم) يسيئهم. (أن يتخلفوا عني) لا يخرجوا معي ويقعدوا خلافي في المدينة، لعدم توفر النفقة لديهم أو السلاح أو العتاد. (ما أحملهم عليه) من مركب وغيره. (سرية) قطعة من الجيش. (لوددت) أحببت ورغبت.
٣ / ١٠٣٠
٢٦٤٥ – حدثنا يوسف بن يعقوب الصفار: حدثنا إسماعيل بن علية، عن أَيُّوبُ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ:
خَطَبَ النَّبِيُّ ﷺ فقال: (أَخَذَ الرَّايَةَ زَيْدٌ فَأُصِيبَ، ثُمَّ أَخَذَهَا جَعْفَرٌ فَأُصِيبَ، ثُمَّ أَخَذَهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ فأصيب، ثم أخذها
خالد بن الوليد عن غير إمرة ففتح له، وقال ما يسرنا أنهم عندنا). قال أيوب: أو قال: (ما يسرهم أنهم عندنا). وعيناه تذرفان.
[ر: ١١٨٩]
٣ / ١٠٣٠
٨ – باب: فضل من يصرع في سبيل الله فمات فهو منهم.
وقول الله تعالى: ﴿ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله﴾ /النساء: ١٠٠/. وقع: وجب.
(يدركه الموت) في الطريق. (وقع) ثبت ثوابه.
٣ / ١٠٣٠
٢٦٤٦ – حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ قَالَ: حَدَّثَنِي الليث: حدثنا يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، عن أنس بن مالك، عن خالته أم حرام بنت ملحان قال:
نام النبي ﷺ يوما قريبا مني، ثم استيقظ يبتسم، فقلت: ما أضحكك؟ قال: (أناس من أمتي عرضوا
⦗١٠٣١⦘
علي، يركبون هذا البحر الأخضر، كالملوك على الأسرة). قالت: فادع الله أن يجعلني منهم، فدعا لها، ثم نام الثانية، ففعل مثلها، فقالت مثل قولها، فأجابها مثلها، فقالت: ادع الله أن يجعلني منهم، فقال: (أنت من الأولين). فخرجت مع زوجها عبادة بن الصامت غازيا، أول ما ركب المسلمون البحر مع معاوية، فلما انصرفوا من غزوهم قافلين فنزلوا الشأم، فقربت إليها دابة لتركبها فصرعتها فماتت.
[ر: ٢٦٣٦]
(قافلين) راجعين من غزوهم.
٣ / ١٠٣٠
٩ – باب: من ينكب في سبيل الله.
٣ / ١٠٣١
٢٦٤٧ – حدثنا حفص بن عمر الحوضي: حدثنا همام، عن إسحاق، عن أنس رضي الله عنه قَالَ:
بَعَثَ النَّبِيُّ ﷺ أقواما من بني سليم إلى بني عامر في سبعين، فلما قدموا: قال لهم خالي: أتقدمكم، فإن أمنوني حتى أبلغهم عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، وإلا كنتم مني قريبا، فتقدم فأمنوه، فبينما يحدثهم عن النبي ﷺ إذ أومؤوا إلى رجل منهم فطعنه فأنفذه، فقال: الله أكبر، فزت ورب الكعبة، ثم مالوا على بقية أصحابه فقتلوهم إلا رجلا أعرج صعد الجبل – قال همام: فأراه آخر معه – فأخبر جبريل عليه السلام النبي ﷺ: أنهم قد لقوا ربهم، فرضي عنهم وأرضاهم، فكنا نقرأ: أن بلغوا قومنا، أن لقينا ربنا، فرضي عنا وأرضانا. ثم نسخ بعد، فدعا عليهم أربعين صباحا، على رعل، وذكوان،
وبني لحيان، وبني عصية، الذين عصوا الله تعالى ورسوله ﷺ.
[٢٦٥٩، ٢٨٩٩، ٣٨٦٠ – ٣٨٦٥، ٣٨٦٨ – ٣٨٧٠، وانظر: ٩٥٧]
أخرجه مسلم في الإمارة، باب: ثبوت الجنة للشهيد، رقم: ٧٦٦. (بني سليم) الصحيح أنهم مبعوث إليهم والمبعوثون هم رجال من الأنصار، كانوا يتعلمون القرآن ويأخذون العلم، ويكونون قوة للمسلمين إذا نزلت فيهم نازلة أو دعا داعي الجهاد، بعثهم رسول الله ﷺ إلى أهل نجد يدعونهم إلى الإسلام، فلما نزلوا بئر معونة قصدهم عامر بن الطفيل ومعه أحياء من بني سليم، وهم رعل وذكوان وبنو لحيان وعصية، فقتلوهم. (أومؤوا) أشاروا. (فأنفذه) أصابه بجراحة نفذت من جوفه إلى الجانب الآخر من بدنه. (فزت) ربحت. (نقرأ) أي نزل المذكور قرآنا في حقهم ثم نسخت تلاوته. (أربعين صباحا) في قنوت صلاة الفجر.
٣ / ١٠٣١
٢٦٤٨ – حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ
⦗١٠٣٢⦘
جُنْدَبِ بْنِ سُفْيَانَ:
أَنّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ كان في بعض المشاهد، وقد دميت إِصْبَعُهُ، فَقَالَ: (هَلْ أَنْتِ إِلَّا إِصْبَعٌ دَمِيتِ، وفي سبيل الله ما لقيت).
[٥٧٩٤]
أخرجه مسلم في الجهاد والسير، باب: ما لقي النبي ﷺ من أذى المشركين، رقم: ١٧٩٦. (المشاهد) المغازي. (دميت) جرحت وظهر منها الدم.
٣ / ١٠٣١
١٠ – باب: من يجرح في سبيل الله عز وجل.
٣ / ١٠٣٢
٢٦٤٩ – حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة رضي الله عنه:
أن رسول الله ﷺ قَالَ: (وَالَّذِي نَفْسِي بيده، لا يكلم أحد في سبيل الله، والله أعلم بمن يكلم في سبيله، إلا جاء يوم القيامة، واللون لون الدم، والريح ريح المسك).
[ر: ٢٣٥]
٣ / ١٠٣٢
١١ – باب: قول الله تعالى: ﴿هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين﴾ /التوبة: ٥٢/. والحرب سجال.
(تربصون بنا) تنتظرون أن يقع فينا. (الحسنيين) الظفر أو الشهادة.
٣ / ١٠٣٢
٢٦٥٠ – حدثنا يحيى بن نكير: حدثنا اللَّيْثُ قَالَ: حَدَّثَنِي يُونُسُ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ: أَنَّ أَبَا سفيان أخبره:
أن هرقل قال له: سألتك كيف كان قتالكم إياه، فزعمت أن الحرب سجال ودول، فكذلك الرسل تبتلى، ثم تكون لهم العاقبة.
[ر: ٧]
(دول) تتداولون الظفر، مرة يكون لكم ومرة يكون له. (تبتلى) تختبر. (العاقبة) آخر الأمر.
٣ / ١٠٣٢
١٢ – باب: قول الله تعالى: ﴿من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا﴾ /الأحزاب: ٢٣/.
(قضى نحبه) أجله، فمات على الوفاء أو قتل في سبيل الله. (ينتظر) أجله، وهو على العهد. (تبديلا) في عهدهم وحالهم.
٣ / ١٠٣٢
٢٦٥١ – حدثنا محمد بن سعيد الخزاعي: حدثنا عبد الأعلى، عن حميد قال سألت أنسا. حدثنا عمرو بن زرارة: حدثنا زياد قال: حدثني حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قال:
غاب عمي أنس بن النضر عن قتال بدر، فقال: يا رسول الله، غبت عن أول قتال قاتلت المشركين، لئن الله أشهدني قتال المشركين ليرين الله ما أصنع. فلما كان
⦗١٠٣٣⦘
يوم أحد، وانكشف المسلمون، قال: اللهم إني أعتذر إليك مما صنع هؤلاء، يعني أصحابه، وأبرأ إليك مما صنع هؤلاء، يعني المشركين. ثم تقدم فاستقبله سعد بن معاذ، فقال: يا سعد بن معاذ الجنة ورب النضر، إني أجد ريحها من دون أحد، قال سعد: فما استطعت يا رسول الله ما صنع، قال أنس: فوجدنا به بضعا وثمانين: ضربة بالسيف أو طعنة برمح أو رمية بسهم، ووجدناه قد قتل وقد مثل به المشركون، فما عرفه أحد إلا أخته ببنانه. قال أنس: كنا نرى، أو نظن: أن هذه الآية نزلت فيه وفي أشباهه: ﴿من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه﴾. إلى آخر الآية.
وقال: إن أخته، وهي تسمى الربيع، كسرت ثنية امرأة فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ بالقصاص، فقال أنس: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، لَا تكسر ثنيتها، فرضوا بالأرش وتركوا القصاص، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (إِنَّ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ مَنْ لَوْ أَقْسَمَ على الله لأبره).
[٣٨٢٢، ٤٥٠٥، وانظر: ٢٥٥٦]
أخرجه مسلم في الإمارة، باب: ثبوت الجنة للشهيد، رقم: ١٩٠٣. (انكشف المسلمون) انهزموا. (الجنة) أريد الجنة وهي مطلوبي. (أجد) أشم. (من دون أحد) عند أحد، ويحتمل أنه وجد ريحها حقيقة كرامة له، ويحتمل أنه أراد أن الجنة تكتسب في هذا الموضع فاشتاق لها. (بضعا) من الثلاث إلى تسع. (ببنانه) أصابعه، أو أطراف أصابعه. (بالقصاص) هو كسر سنها، مماثلة بين الجناية والعقوبة. (لأبره) لأبر قسمه، وحقق مراده.
٣ / ١٠٣٢
٢٦٥٢ – حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزهري: حدثني إسماعيل قال: حدثني أخي، عن سليمان – أراه – عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَتِيقٍ، عَنِ ابْنِ شهاب، عن خارجة بن زيد: أن زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ رضي الله عنه قَالَ:
نسخت الصحف في المصاحف، ففقدت آية من سورة الأحزاب، كنت أسمع رسول الله ﷺ يقرأ بها، فلم أجدها إلا مع خزيمة ابن ثابت الأنصاري، الذي جَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ شهادته شهادة رجلين، وهو قوله: ﴿من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه﴾.
[٣٨٢٣، ٤٥٠٦، وانظر: ٤٤٠٢، ٤٧٠٢]
(الصحف) جمع صحيفة، وهي قطعة من ورق أو غيره، كتبت عليها بعض آيات القرآن أو سوره. (المصاحف) جمع مصحف، وهو الكراسة أو مجمع الصحف. (فقدت آية) أي لم أجدها مكتوبة في الصحف. (شهادة رجلين) أي قبلها بدل شهادة رجلين. قال العيني: وسبب كون شهادته بشهادتين أنه ﷺ كلم رجلا في شيء فأنكره، فقال خزيمة: أنا أشهد، فقال ﷺ: (أتشهد ولم تستشهد). فقال: نحن نصدقك على خبر السماء، فكيف بهذا؟ فأمضى شهادته وجعلها بشهادتين، وقال له: (لا تعد). وهذا من خصائصه رضي الله عنه.
٣ / ١٠٣٣
١٣ – باب: عمل صالح قبل القتال.
وقال أبو الدرداء: إنما تقاتلون بأعمالكم.
وقوله: ﴿يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون. كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون. إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص﴾ /الصف: ٢ – ٤/.
(إنما ..) أي تقاتلون وأنتم متلبسون بأعمالكم، فإن كانت صالحة كافأكم الله تعالى عليها بالنصر. (كبر) عظم. (مقتا) بغضا شديدا. (صفا) صافين أنفسهم. (مرصوص) ثابت من غير فرجة بين لبناته.
٣ / ١٠٣٤
٢٦٥٣ – حدثنا محمد بن عبد الرحيم: حدثنا شبابة بن سوار الفزاري: حدثنا إسرائيل، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ رضي الله عنه يَقُولُ:
أَتَى النَّبِيُّ ﷺ رَجُلٌ مقنع بالحديد، فقال: يا رسول الله، أقاتل وأسلم؟ قال: (أسلم ثم قاتل). فأسلم ثم قاتل فقتل، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (عمل قليلا وأجر كثيرا).
(رجل) هو الأصرم: عمرو بن ثابت الأشهلي رضي الله عنه. (مقنع) وجهه مغطى.
٣ / ١٠٣٤
١٤ – باب: من أتاه سهم غرب فقتله.
٣ / ١٠٣٤
٢٦٥٤ – حدثنا محمد بن عبد الله: حدثنا حسين بن محمد أبو أحمد: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ قَتَادَةَ: حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مالك:
أن أم الربيع بنت البراء، وهي أم حارثة بن سراقة، أَتَتِ النَّبِيِّ ﷺ فَقَالَتْ: يَا نبي الله، ألا تحدثني عن حارثة – وكان قتل يوم بدر، أصابه سهم غرب – فإن كان في الجنة صبرت، وإن كان غير ذلك، اجتهدت عليه في البكاء؟ قال: (يا أم حارثة، إنها جنان في الجنة، وإن ابنك أصاب الفردوس الأعلى).
[٣٧٦١، ٦١٨٤، ٦١٩٩]
(تحدثني) تخبرني. (غرب) لا يدري من رمى به. (اجتهدت) بذلت وسعي وطاقتي. (أصاب) كان نصيبه. (الفردوس الأعلى) أفضل مكان في الجنة، والفرودس هو البستان الذي يجمع ما في البساتين من شجر وزهر ونبات.
٣ / ١٠٣٤
١٥ – باب: مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا.
٣ / ١٠٣٤
٢٦٥٥ – حدثنا سليمان بن حرب: حدثنا شعبة، عن عمرو، عن أبي وائل، عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه قَالَ:
جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ فقال: الرجل يقاتل للمغنم، والرجل
⦗١٠٣٥⦘
يقاتل للذكر، والرجل يقاتل ليرى مكانه، فمن فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟ قَالَ: (مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا، فَهُوَ فِي سَبِيلِ الله).
[ر: ١٢٣]
أخرجه مسلم في الإمارة، باب: مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا ..، رقم: ١٩٠٤. (رجل) قيل: هو لاحق بن ضميرة الباهلي رضي الله عنه. (للمغنم) أي من أجل الغنيمة. (للذكر) الشهرة بين الناس. (ليرى مكانه) مرتبته في الشجاعة.
٣ / ١٠٣٤
١٦ – باب: من اغبرت قدماه في سبيل الله.
وقول الله تعالى: ﴿ما كان لأهل المدينة ومن حولهم من الأعراب أن يتخلفوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ إلى قوله – إن الله لا يضيع أجر المحسنين﴾ /التوبة: ١٢٠/.
وتتمة الآية: ﴿ومن حولهم الأعراب أن يتخلفوا عن رسول الله ولا يرغبوا بأنفسهم عن نفسه ذلك بأنهم لا يصيبهم ظمأ ولا نصب ولا مخمصة في سبيل الله ولا يطؤون موطئا يغيظ الكفار ولا ينالون من عدو نيلا إلا كتب لهم به عمل صالح﴾. (يتخلفوا) يتركوا الخروج معه إلى الجهاد. (يرغبوا بأنفسهم) يصونوها عن الشدائد التي رضيها لنفسه. (ظمأ) عطش. (نصب) تعب. (مخمصة) جوع. (يطؤون موطئا) ينزلون منزلا. (يغيظ الكفار) يرهب عدوهم. (نيلا) ظفرا ونصرا، أو قتلا له أو أسرا أو غنيمة.
٣ / ١٠٣٥
٢٦٥٦ – حدثنا إسحاق: أخبرنا محمد بن المبارك: حدثنا يحيى بن حمزة قال: حدثني يزيد بن أبي مريم: أخبرنا عباية بن رافع بن خديج قال:
أخبرني أبو عبس، هو عبد الرحمن بن جبر:
أن رسول الله ﷺ قال: (ما اغبرت قدما عبد في سبيل الله فتمسه النار).
[ر: ٨٦٥]
٣ / ١٠٣٥
١٧ – باب: مسح الغبار عن الناس في السبيل.
٣ / ١٠٣٥
٢٦٥٧ – حدثنا إبراهيم بن موسى: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ: أن ابن عباس قال له ولعلي بن عبد الله:
ائتيا أبا سعيد فاسمعا من حديثه، فأتيناه وهو وأخوه في حائط لهما يسقيانه، فلما رآنا جاء فاحتبى وجلس، فقال: كنا ننقل لبن المسجد لبنة لبنة، وكان عمار ينقل لبنتين لبنتين، فمر به النبي ﷺ ومسح عن رأسه الغبار، وقال: (ويح عمار، تقتله الفئة الباغية، عمار يدعوهم إلى الله، ويدعونه إلى النار).
[ر: ٤٣٦]
٣ / ١٠٣٥
١٨ – باب: الغسل بعد الحرب والدمار.
٣ / ١٠٣٥
٢٦٥٨ – حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ: أَخْبَرَنَا عَبْدَةُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها:
أن رسول الله ﷺ لما رجع يوم الخندق، ووضع السلاح واغتسل، فأتاه
⦗١٠٣٦⦘
جبريل وقد عصب رأسه الغبار، فقال: وضعت السلاح، فوالله ما وضعته. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (فأين). قال: ها هنا، وأومأ إلى بني قريظة. قالت: فخرج إِلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ.
[٣٨٩١]
(عصب رأسه الغبار) ركبه وعلق به كالعصابة. (فأين) أي فأين أخرج. (أومأ) أشار.
٣ / ١٠٣٥
١٩ – باب: فضل قول الله تعالى:
﴿ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون. فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم أن لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين﴾ /آل عمران: ١٦٩ – ١٧١/.
(فضل ..) أي فضل من نزلت فيهم هذه الآية. (أمواتا) أي ليس حالهم كحال من يموت موتا عاديا. (أحياء) أرواحهم في حواصل طيور خضر، تسرح في الجنة حيث شاءت. (يرزقون) يأكلون من ثمار الجنة. (فرحين) مسرورين. (آتاهم) أعطاهم. (فضله) رزقه. (يستبشرون) يفرحون ويرجون لهم الشهادة.
٣ / ١٠٣٦
٢٦٥٩ – حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ:
دَعَا رَسُولَ اللَّهِ ﷺ على الذين قتلوا أصحاب بئر معونة ثلاثين غداة، على رعل وذكوان، وعصية، عصت الله ورسوله.
قال أنس: أنزل في الذين قتلوا ببئر معونة قرآن قرأناه، ثم نسخ بعد: بلغوا قومنا، أن قد لقينا ربنا، فرضي عنا ورضينا عنه.
[ر: ٢٦٤٧]
(أصحاب بئر معونة) الذين قتلوا يوم بئر معونة سنة أربع للهجرة، ومعونة موضع من جهة نجد. (غداة) صباحا، والمراد في صلاة الفجر، والغداة الضحوة.
٣ / ١٠٣٦
٢٦٦٠ – حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو: سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما يقول:
اصطبح ناس الخمر يوم أحد، ثم قتلوا شهداء، فقيل لسفيان: من آخر ذلك اليوم؟ قال: ليس هذا فيه.
[٣٨١٨، ٤٣٤٢]
(اصطبح) شربوا الخمر صبوحا، والصبوح الشرب بالغداة، وهو خلاف الغبوق فإنه شرب المساء. (ليس هذا فيه) أي ليس هذا اللفظ مرويا في الحديث.
٣ / ١٠٣٦
٢٠ – باب: ظل الملائكة على الشهيد.
٣ / ١٠٣٦
٢٦٦١ – حدثنا صدقة بن الفضل قال: أخبرنا ابن عيينة قال: سمعت محمد ابن المنكدر: أنه سمع جابرا يقول:
جيء بأبي إِلَى النَّبِيِّ ﷺ وَقَدْ مثل به، ووضع بين يديه، فذهبت أكشف
⦗١٠٣٧⦘
عن وجهه، فنهاني قومي، فسمع صوت صائحة، فقيل: ابنة عمرو، أو أخت عمرو، فقال: (لم تبكي – أو: لا تبكي – ما زالت الملائكة تظله بأجنحتها). قلت لصدقة: أفيه: (حتى رفع). قال: ربما قاله.
[ر: ١١٨٧]
٣ / ١٠٣٦
٢١ – باب: تمني المجاهد أن يرجع إلى الدنيا.
٣ / ١٠٣٧
٢٦٦٢ – حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ: حَدَّثَنَا شعبة قال: سمعت قتادة قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رضي الله عنه،
عن النبي ﷺ قال: (ما أحد يدخل الجنة، يحب أن يرجع إلى الدنيا، وله ما على الأرض من شيء إلا الشهيد، يتمنى أن يرجع إلى الدنيا فيقتل عشر مرات، لما يرى من الكرامة).
[ر: ٢٦٤٢]
أخرجه مسلم في الإمارة، باب: فضل الشهادة في سبيل الله تعالى، رقم: ١٨٧٧. (ما على الأرض من شيء) الدنيا وما فيها. (لما يرى من الكرامة) لأجل ما يراه من فضل الشهادة.
٣ / ١٠٣٧
٢٢ – باب: الجنة تحت بارقة السيوف.
وقال المغيرة بن شعبة: أَخْبَرَنَا نَبِيُّنَا ﷺ، عَنْ رسالة ربنا: (من قتل منا صار إلى الجنة).
[ر: ٢٩٨٩]
وقال عمر للنبي ﷺ: أليس قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار؟ قال: (بلى).
[ر: ٣٠١١]
(بارقة السيوف) أي لمعانها، والمراد أن الجهاد طريق الجنة.
٣ / ١٠٣٧
٢٦٦٣ – حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ مُوسَى بْنِ عقبة، عن سالم أبي النصر، مولى عمر بن عبيد الله، وكان كاتبه، قَالَ: كَتَبَ إِلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي أوفى رضي الله عنهما:
أن رسول الله ﷺ قال: (واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف).
تابعه الأويسي، عن ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ.
[٢٦٧٨، ٢٨٠٤، ٢٨٦١، ٢٨٦٢، ٦٨١٠، وانظر: ٢٧٧٥]
أخرجه مسلم في الجهاد والسير، باب: كراهة تمني لقاء العدو، رقم: ١٧٤٢. (تحت ظلال السيوف) ظلال جمع ظل، وهو بمعنى بارقة السيوف، لأن السيوف لما كانت لها بارقة شعاع كان لها ظل تحتها، فإذا دنا الخصم من المقاتل فقتله، صار تحت ظل سيفه. والمعنى: أن الضرب بالسيوف في سبيل الله تعالى هو السبب الموصل إلى الجنة.
٣ / ١٠٣٧
٢٣ – باب: من طلب الولد للجهاد.
٣ / ١٠٣٨
٢٦٦٤ – وَقَالَ اللَّيْثُ: حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنْ عبد الرحمن بن هرمز قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه،
عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ قَالَ: (قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ عليهما السلام: لأطوفن الليلة على مائة امرأة، أو تسع وتسعين، كلهن يأتي بِفَارِسٍ يُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَقَالَ لَهُ صَاحِبُهُ: قُلْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، فَلَمْ يَقُلْ: إن شاء الله، فَلَمْ يَحْمِلْ مِنْهُنَّ إِلَّا امْرَأَةٌ وَاحِدَةٌ، جَاءَتْ بشق رجل، والذي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَوْ قَالَ: إِنْ شَاءَ اللَّهُ، لَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فُرْسَانًا أَجْمَعُونَ).
[ر: ٣٢٤٢]
٣ / ١٠٣٨
٢٤ – باب: الشجاعة في الحرب والجبن.
٣ / ١٠٣٨
٢٦٦٥ – حدثنا أحمد بن عبد الملك بن واقد: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ:
كَانَ النَّبِيُّ ﷺ أحسن الناس وأشجع الناس وأجود الناس، ولقد فزع أهل المدينة، فكان النبي ﷺ سبقهم على فرس، وقال: (وجدناه بحرا).
[ر: ٢٤٨٤]
٣ / ١٠٣٨
٢٦٦٦ – حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب: عن الزهري قال: أخبرني عمر ابن محمد بن جبير بن مطعم: أن محمد بن جبير قال: أخبرني جبير بن مطعم:
أنه بينما يسير هو مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ ومعه الناس، مقفله من حنين، فعلقه الناس يسألونه، حتى اضطروه إلى سمرة فخطفت رداءه، فوقف النبي ﷺ فقال: (أعطوني ردائي، لو كان لي عدد هذه العضاه نعما لقسمته بينكم، ثم لا تجدوني بخيلا، ولا كذوبا، ولا جبانا).
[٢٩٧٩]
(مقفله) مرجعه من حنين، سنة ثمان للهجرة، وحنين واد بين مكة والطائف. (فعلقه الناس) تعلقوا به. (اضطروه) ألجؤوه. (سمرة) شجرة طويلة، قليلة الظل، صغيرة الورق، قصيرة الشوك. (فخطفت رداءه) الظاهر أن رداءه علق بشوك الشجرة فزال عن بدنه ﷺ. (العضاه) كل شجر عظيم له شوك. (نعما) إبلا، وقيل: هي الإبل والبقر والغنم.
٣ / ١٠٣٨
٢٥ – باب: ما يتعوذ من الجبن.
٣ / ١٠٣٨
٢٦٦٧ – حدثنا موسى بن إسماعيل: حدثا أبو عوانة: حدثنا عبد الملك بن عمير: سمعت عمرو بن ميمون الأودي قال:
كان سعد يعلم بنيه هؤلاء الكلمات، كما يعلم المعلم الغلمان الكتابة، ويقول: أن رسول الله ﷺ كان يتعوذ منهن دبر الصلاة: (اللَّهُمَّ إِنِّي
⦗١٠٣٩⦘
أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْجُبْنِ، وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ أُرَدَّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الدُّنْيَا، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عذاب القبر). فحدثت به مصعبا فصدقه.
[٦٠٠٤، ٦٠٠٩، ٦٠١٣، ٦٠٢٧]
(سعد) هو ابن أبي وقاص رضي الله عنه. (الكلمات) الجمل التي سيذكرها عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ. (الغلمان) جمع غلام، وهو من كان عمره تسع سنوات فما دون. (منهن) أي من الأشياء المذكورة في هذه الكلمات. (دبر) عقب. (أرد) أعود. (أرذل العمر) حالة الهرم والضعف عن أداء الفرائض وخدمة النفس، وهو الخرف. (فتنة الدنيا) هي أن يستبدل ثواب الآخرة بما يتعجله في الدنيا من جاه أو مال. (فحدثت به مصعبا) قائل هذا عبد الملك بن عمير، ومصعب هو ابن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه. (فصدقه) أخبر أنه صدق، ووافق عليه.
٣ / ١٠٣٨
٢٦٦٨ – حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ:
كَانَ النَّبِيُّ ﷺ يَقُولُ: (اللَّهُمَّ إِنِّي أعوذ بك من العجز والكسل، والجبن والهرم، وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات، وأعوذ بك من عذاب القبر).
[٤٤٣٠، ٦٠٠٦، ٦٠٠٨، ٦٠١٠]
أخرجه مسلم في الذكر والدعاء والتوبة، باب: التعوذ من العجز والكسل وغيره، رقم: ٢٧٠٦. (الهرم) كبر السن الذي يؤدي إلى ضعف القوى والأعضاء. (فتنة المحيا والممات) الاشتغال بزخرف الدنيا عن الآخرة، وفتنة الممات سوء الخاتمة عند الموت.
٣ / ١٠٣٩
٢٦ – باب: من حدث بمشاهده في الحرب.
قاله أبو عثمان، عن سعد. [ر: ٣٥١٧، ٤٠٧١]
٣ / ١٠٣٩
٢٦٦٩ – حدثنا قتيبة بن سعيد: حدثنا حاتم، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ، عَنْ السَّائِبِ بْنِ يزيد قال:
صبحت طلحة بن عبيد الله، وسعدا، والمقداد بن الأسود، وعبد الرحمن ابن عوف رضي الله عنهم، فما سمعت أحدا منهم يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، إلا أني سمعت طلحة يحدث عن يوم أحد.
[٣٨٣٥]
(أحدا منهم) أي من هؤلاء الصحابة المذكورين، والمراد أنهم يقللون التحديث عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ خشية الزيادة أوالنقصان. (يحدث عن يوم أحد) عن مشاهده يوم غزوة أحد، ليقتدي الناس بثباته وفدائه لرسول الله ﷺ.
٣ / ١٠٣٩
٢٧ – باب: وجوب النفير، وما يجب من الجهاد والنية.
وقوله: ﴿انفروا خفافا أو ثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون. لو كان عرضا قريبا وسفرا قاصدا لاتبعوك ولكن بعدت عليهم الشقة وسيحلفون
⦗١٠٤٠⦘
بالله﴾. الآية /التوبة: ٤١/ ٤٢/.
وقوله: ﴿يا أيها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله أثاقلتم إلى الأرض أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة – إلى قوله – على كل شيء قدير﴾ /التوبة: ٣٨، ٣٩/.
يذكر عن ابن عباس: ﴿انفروا ثبات﴾ /النساء: ٧١/: سرايا متفرقين. يقال: أحد الثبات ثبة.
(انفروا) اجرجوا للجهاد إذا دعيتم. (خفافا وثقالا) أغنياء وفقراء، وقيل غير ذلك، والمعنى: اخرجوا في جميع الأحوال، حسب طاقتكم وغاية جهدكم. (عرضًا) غنيمة ونحوها. (قاصدا سهلًا قريبا ومتوسطا. (الشقة) السفر وطول المسافة. (الآية) وتتمتها: ﴿لو استطعنا لخرجنا معكم يهلكون أنفسهم والله يعلم أنهم لكاذبون﴾. (يهلكون أنفسهم) يوقعونها في الهلاك بحلفهم الكاذب. (أثاقلتم) تباطأتم وتكاسلتم، وملتم إلى المقام وترك الجهاد. (من الآخرة) بدل الآخرة. (إلى قوله) وتتمتها: ﴿فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل. إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما ويستبدل قوما غيركم ولا تضروه شيئا﴾. (يستبدل قوما غيركم) ينصرون نبيه، ويقيمون دينه، ويصونون شريعته. (ثبات) جمع ثبة وهي الجماعة.
٣ / ١٠٣٩
٢٦٧٠ – حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ: حَدَّثَنَا يَحْيَى: حَدَّثَنَا سفيان قال: حدثني مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عباس رضي الله عنهما:
أن النبي ﷺ قال يوم الفتح: (لا هجرة بعد الفتح، ولكن جهاد ونية، وإذا استنفرتم فانفروا).
[ر: ١٥١٠]
٣ / ١٠٤٠
٢٨ – باب: الكافر يقتل المسلم، ثم يسلم، فيسدد بعد ويقتل.
٣ / ١٠٤٠
٢٦٧١ – حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة رضي الله عنه:
أن رسول الله ﷺ قال: (يضحك الله إلى رجلين، يقتل أحدهما الآخر، يدخلان الجنة: يقاتل هذا في سبيل الله فيقتل، ثم يتوب الله على القاتل، فيستشهد).
أخرجه مسلم في الإمارة، باب: بيان الرجلين يقتل أحدهما الآخر يدخلان الجنة، رقم: ١٨٩٠، (يضحك الله) كناية عن الرضا والقبول وإجزال العطاء، وهو مثل ضربه لهذا الصنيع، الذي هو مكان التعجب عند البشر، أو: هو ضحك يليق به سبحانه وتعالى، وليس كضحك البشر. (يتوب الله على القاتل) بدخوله في الإسلام.
٣ / ١٠٤٠
٢٦٧٢ – حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ: حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ قَالَ: أخبرني عنبسة بن سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ:
أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ وهو بخيبر بعد ما افتتحوها،
⦗١٠٤١⦘
فقلت: يا رسول الله، أسهم لي، فقال بعض بني سعيد بن العاص: لا تسهم له يا رسول الله، فقال أبو هريرة: هذا قاتل ابن قوقل، فقال ابن سعيد بن العاص: واعجبا لوبر، تدلى علينا من قدوم ضأن، ينعى علي قتل رجل مسلم، أكرمه الله على يدي، ولم يهني على يديه. قال: فلا أدري أسهم له أم لم يسهم له.
قال سفيان: وحدثنيه السعيدي، عن جده، عن أبي هريرة. قال أبو عبد الله: السعيدي عَمْرُو بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدِ بْنِ عَمْرٍو بن العاص.
[٣٩٩٦، ٣٩٩٧]
(أسهم لي) اجعل لي نصيبا في جملة المفتتحين. (بعض بني سعيد) هو أبان بن سعيد. (ابن قوقل) هو النعمان بن مالك بن ثعلبة، ولقب ثعلبة قوقل. (لوبر) دويبة غبراء على قدر السنور، من دواب الجبال، وقال ذلك له احتقارا وتصغيرا لشأنه. (تدلى علينا) انحدر ونزل من مكان عال. (قدوم الضأن) القادمين منها، وضأن اسم موضع. (ينعى علي) يعيب علي. (قتل رجل) أني قتلت رجلا. (أكرمه الله على يدي) صار شهيدا بواسطتي لأني لم أكن مسلما حينئذ. (قال سفيان) هو ابن عيينة أو غيره من الرواة.
٣ / ١٠٤٠
٢٩ – باب: من اختار الغزو على الصوم.
٣ / ١٠٤١
٢٦٧٣ – حَدَّثَنَا آدَمُ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ: حَدَّثَنَا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رضي الله عنه قال:
كان أبو طلحة لا يصوم عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ ﷺ من أجل الغزو، فلما قبض النبي ﷺ لم أره مفطرا إلا يوم فطر أو أضحى.
(لا يصوم) تطوعا، ليقوى على الجهاد، وقد كان فارس رسول الله ﷺ ورضي الله عنه.
٣ / ١٠٤١
٣٠ – باب: الشهادة سبع سوى القتل.
٣ / ١٠٤١
٢٦٧٤ – حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ سُمَيٍّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه:
أن رسول الله ﷺ قال: (الشهداء خمسة: المطعون، والمبطون، والغرق، وصاحب الهدم، والشهيد في سبيل الله).
[ر: ٦٢٤]
(المطعون) الذي مات بالطاعون أو غيره من الأوبئة. (المبطون الذي مات بسبب علة في بطنه. (الغرق) الذي غلبه الماء فمات. (صاحب الهدم) الذي انهدم عليه بناء فمات.
٣ / ١٠٤١
٢٦٧٥ – حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ: أخبرنا عاصم، عن حفصة بنت سِيرِينَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه،
عن النبي ﷺ قال: (الطاعون شهادة لكل مسلم).
[٥٤٠٠]
أخرجه مسلم في الإمارة، باب: بيان الشهداء، رقم: ١٩١٦
٣ / ١٠٤١
٣١ – باب: قول الله تعالى:
﴿لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة وكلا وعد الله الحسنى وفضل الله المجاهدين على القاعدين – إلى قوله – غفورا رحيما﴾ /النساء: ٩٥، ٩٦/.
(إلى قوله) وتتمتها: ﴿أجرا عظيما. درجات منه ومغفرة ورحمة وكان الله غفورا رحيما﴾. (القاعدون) عن الجهاد. (أولي الضرر) أصحاب الضرر من عمى أو مرض مزمن أو غيره. (درجة) منزلة. (الحسنى) المثوبة الحسنى وهي الجنة.
٣ / ١٠٤٢
٢٦٧٦ – حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ رضي الله عنه يقول:
لما نزلت: ﴿لا يستوي القاعدون من المؤمنين﴾. دَعَا رَسُولَ اللَّهِ ﷺ زيدا، فجاء بكتف فكتبها، وشكا ابن أم مكتوم ضرارته، فنزلت: ﴿لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر﴾.
[٤٣١٧، ٤٣١٨، ٤٧٠٤]
أخرجه مسلم في الإمارة، باب: سقوط فرض الجهاد عن المعذورين، رقم: ١٨٩٨. (زيدا) هو ابن ثابت الأنصاري. (بكتف) عظم عريض، كانوا يكتبون عليه لقلة الورق. (ضرارته) ذهاب بصره.
٣ / ١٠٤٢
٢٦٧٧ – حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حَدَّثَنَا إبراهيم بن سعد الزهري قال: حدثني صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سهل بن سعد الساعدي أنه قال:
رأيت مروان بن الحكم جالسا في المسجد، فأقبلت حتى جلست إلى جنبه، فأخبرنا أن زيد بن ثابت أخبره: أن رسول الله ﷺ أملى عليه: ﴿لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله﴾. قال: فجاءه ابن أم مكتوم وهو يملها علي، فقال: يا رسول الله، لو أستطيع الجهاد لجاهدت، وكان رجلا أعمى، فأنزل الله تبارك وتعالى عَلَى رَسُولِهِ ﷺ، وَفَخِذُهُ عَلَى فَخِذِي، فَثَقُلَتْ عَلَيَّ حَتَّى خِفْتُ أَنْ ترض فخذي، ثم سري عنه، فأنزل الله عز وجل: ﴿غير أولي الضرر﴾.
[٤٣١٦]
(يملها) يمليها، أي يقرؤها عليه ليكتبها. (ترض) من الرض وهو الدق والجرش. (سري عنه) كشف وأزيل ما يجده من ثقل الوحي.
٣ / ١٠٤٢
٣٢ – باب: الصبر عند القتال.
٣ / ١٠٤٢
٢٦٧٨ – حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ
⦗١٠٤٣⦘
مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ سَالِمٍ أَبِي النَّضْرِ: أن عبد الله بن أبي أوفى كتب، فقرأته:
أن رسول الله ﷺ قال: (إذا لقيتموهم فاصبروا).
[ر: ٢٦٦٣]
٣ / ١٠٤٢
٣٣ – باب: التحريض على القتال.
وقوله تعالى: ﴿حرض المؤمنين على القتال﴾ /الأنفال: ٦٥/.
(حرض) من التحريض، وهو الحث على الشيء.
٣ / ١٠٤٣
٢٦٧٩ – حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ حُمَيْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا رضي الله عنه يَقُولُ:
خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ إلى الخندق، فإذا المهاجرون والأنصار يحفرون في غداة باردة، فلم يكن لهم عبيد يعملون ذلك لهم، فلما رأى ما بهم من النصب والجوع، قال: (اللهم إن العيش عيش الآخره. فاغفر للأنصار والمهاجره). فقالوا مجيبين له:
نَحْنُ الَّذِينَ بَايَعُوا مُحَمَّدَا … عَلَى الْجِهَادِ مَا بقينا أبدا
[٢٦٨٠، ٢٨٠١، ٣٥٨٤، ٣٥٨٥، ٣٨٧٣، ٣٨٧٤، ٦٠٥٠، ٦٧٧٥]
أخرجه مسلم في الجهاد والسير، باب: غزوة الأحزاب وهي الخندق، رقم: ١٨٠٥. (غداة) وقت الضحوة. (النصب) التعب. (العيش) المعتبر والباقي.
٣ / ١٠٤٣
٣٤ – باب: حفر الخندق.
٣ / ١٠٤٣
٢٦٨٠ – حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قال:
جعل المهاجرون والأنصار يحفرون الخندق حول المدينة، وينقلون التراب على متونهم، ويقولون:
نحن الذين بايعوا محمدا … على الإسلام ما بقينا أبدا
والنبي يجيبهم، ويقول: (اللهم إنه لا خير إلا خير الآخره. فبارك في الأنصار والمهاجره).
[ر: ٢٦٧٩]
(متونهم) ظهورهم.
٣ / ١٠٤٣
٢٦٨١ – حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إسحاق، سمعت الْبَرَاءَ رضي الله عنه يَقُولُ:
كَانَ النَّبِيُّ ﷺ ينقل ويقول: (لولا أنت ما اهتدينا).
٣ / ١٠٤٣
٢٦٨٢ – حدثنا حفص بن عمر: حدثنا شعبة، عن أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ الْبَرَاءِ رَضِيَ
⦗١٠٤٤⦘
اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:
رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يوم الأحزاب ينقل التراب، وقد وارى التراب بياض بطنه، وهو يقول: (لَوْلَا أَنْتَ مَا اهْتَدَيْنَا، وَلَا تَصَدَّقْنَا وَلَا صلينا، فأنزل السكينة علينا، وثبت الأقدام إن لاقينا، إن الألى قَدْ بَغَوْا عَلَيْنَا، إِذَا أَرَادُوا فِتْنَةً أَبَيْنَا).
[٢٨٧٠، ٣٨٧٨، ٣٨٨٠، ٦٢٤٦، ٦٨٠٩]
أخرجه مسلم في الجهاد والسير، باب: غزوة الأحزاب وهي الخندق، رقم: ١٨٠٣. (وارى) ستر وأخفى. (السكينة) الطمأنينة والأمن. (لاقينا) الكفار. (الألى) الذين. (بغوا) ظلموا وتعدوا. (فتنة) شركا. (أبينا) امتنعنا.
٣ / ١٠٤٣
٣٥ – باب: من حبسه العذر عن الغزو.
٣ / ١٠٤٤
٢٦٨٣ – حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ: حَدَّثَنَا حميد: أن أنسا حدثهم قال:
رجعنا من غزوة تبوك مع النَّبِيِّ ﷺ.
٣ / ١٠٤٤
٢٦٨٤ – حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، هُوَ ابن زيد، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه:
أن النبي ﷺ كان في غزاة، فقال: (إن أقواما بالمدينة خلفنا، ما سلكنا شعبا ولا واديا إلا وهم معنا فيه، حبسهم العذر).
وقال موسى: حدثنا حماد، عن حميد، عن موسى بن أنس، عن أبيه: قال النَّبِيِّ ﷺ. قَالَ أَبُو عبد الله: الأول أصح.
[٤١٦١]
(شعبا) طريقا في الجبل. (معنا فيه) بقلوبهم ونيتهم، فهم معنا في الأجر والثواب. (حبسهم) منعهم من الخروج. (العذر) من مرض أو عدم نفقة أو غير ذلك. (الأول) السند الأول الذي فيه حميد عن أنس.
٣ / ١٠٤٤
٣٦ – باب: فضل الصوم في سبيل الله.
٣ / ١٠٤٤
٢٦٨٥ – حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ نَصْرٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ: أخبرنا ابن جريج قال: أخبرني بن سعيد وسهيل بن أبي صالح: أنهما سمعا النعمان بن أبي عياش، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رضي الله عنه قَالَ:
سَمِعْتُ النَّبِيَّ ﷺ يقول: (من صام يوما في سبيل الله، بعد الله وجهه عن النار سبعين خريفا).
أخرجه مسلم في الصيام، باب: فضل الصيام في سبيل الله لمن لا يطيقه ..، رقم: ١١٥٣. (في سبيل الله) أي وهو في الجهاد، أو مخلصا لله تعالى فيه. (سبعين خريفا) مسافة سير سبعين سنة.
٣ / ١٠٤٤
٣٧ – باب: فضل النفقة فسي سبيل الله.
٣ / ١٠٤٥
٢٦٨٦ – حدثني سَعْدُ بْنُ حَفْصٍ: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ: أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه،
عن النبي ﷺ قال: (من أنفق زوجين في سبيل الله، دعاه خزنة الجنة، كل خزنة باب: أي فل هلم). قال أبو بكر: يا رسول الله، ذاك الذي لا توى عليه، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (إِنِّي لأرجو أن تكون منهم).
[٣٠٤٤]
أخرجه مسلم في الزكاة، باب: من جمع الصدقة وأعمال البر، رقم: ١٠٢٧. (زوجين) شيءين من أي نوع ينفق. (أي فل) يا فلان. (هلم) تعال. (لا توى عليه) لا ضياع عليه ولا هلاك.
٣ / ١٠٤٥
٢٦٨٧ – حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ: حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ: حَدَّثَنَا هِلَالٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخدري رضي الله عنه:
أن رسول الله ﷺ قام على المنبر، فقال: (إنما أخشى عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِي مَا يُفْتَحُ عَلَيْكُمْ مِنْ بركات الأرض). ثم ذكر زهرة الدنيا، فبدأ بإحداهما وثنى بالأخرى، فقام رجل فقال: يا رسول الله، أو يأتي الخير بالشر؟ فَسَكَتَ عَنْهُ النَّبِيُّ ﷺ، قلنا: يوحى إليه، وسكت الناس كأن على رؤوسهم الطير، ثم إنه مسح عن وجهه الرحضاء، فقال:
(أين السائل آنفا، أو خير هو – ثلاثا – إن الخير لا يأتي إلا بالخير، وإنه كل ما ينبت الربيع ما يقتل حبطا أو يلم، إلا آكلة الخضر كلما أكلت، حتى امتلئت خاصرتاها، استقبلت الشمس، فثلطت وبالت ثم رتعت، وإن هذا المال خضرة حلوة، ونعم صاحب المسلم لمن أخذه بحقه فجعله في سبيل الله واليتامى والمساكين، ومن لم يأخذه بحقه فهو كالآكل الذي لا يشبع، ويكون عليه شهيدا يوم القيامة).
[ر: ٨٧٩]
(بركات الأرض) خيراتها. (زهرة الدنيا) متاعها وما فيها من نعم. (فبدأ بإحداهما) أي بدأ بذكر بركات الأرض. (ثنى بالأخرى) ذكر زهرة الدنيا بعد البركات. (أو يأتي الخير بالشر) أو تصير النعمة عقوبة. (كأن على رؤوسهم الطير) صار كل واحد منهم كمن على رأسه طائر يريد أخذه، فلا يتحرك كيلا يطير. (الرخصاء) العرق الذي سال منه عند نزول الوحي عليه. (أو خير هو) أي المال. (إن الخير) الحقيقي. (حبطا) هو انتفاخ في البطن من داء يصيب الآكل من كثرة الأكل. (يلم) يقرب أن يقتل. (آكلة الخضر) الدابة التي تأكل الخضر فقط. (فثطلت) ألقت بعرها رقيقا، أي مائعا.
٣ / ١٠٤٥
٣٨ – باب: فضل من جهز غازيا أو خلفه بخير.
٣ / ١٠٤٥
٢٦٨٨ – حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ: حَدَّثَنَا الحسين قال: حدثني يَحْيَى
⦗١٠٤٦⦘
قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي بسر بن سعيد قال: حدثني زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ رضي الله عنه:
أَنَّ رسول الله ﷺ قال: (من جهز غازيا في سبيل الله فقد غزا، ومن خلف غازيا في سبيل الله بخير فقد غزا).
أخرجه مسلم في الإمارة، باب: فضل إعانة الغازي في سبيل الله ..، رقم: ١٨٩٥. (جهز غازيا) هيأ له ما يحتاجه في سفره وغزوه، والغزو الجهاد. (فقد غزا) كتب له أجر الغزو وإن لم يغز، لأنه ساعد عليه. (خلف غازيا) قام مقامه في قضاء حاجات أهله حال غيبته. (بخير) بإحسان وأمانة وإخلاص.
٣ / ١٠٤٥
٢٦٨٩ – حدثنا موسى: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عن أنس رضي الله عنه:
أن النبي ﷺ لم يكن يدخل بيتا بالمدينة غير بيت أم سليم إلا على أزواجه، فقيل له، فقال: (إني أرحمها، قتل أخوها معي).
أخرجه مسلم في فضائل الصحابة، باب: من فضائل أم سليم أم أنس ابن مالك ..، رقم: ٢٤٥٥. (لم يدخل بيتا) أي يكثر الدخول إليه، وكانت خالة أمه من الرضاع. (فقيل له) فسئل عن سبب كثرة دخوله. (أرحمها) أرق لها وأعطف عليها. (أخوها) حرام بن ملحان، قتل يوم بئر معونة. (معي) مع عسكري نصرة للدين.
٣ / ١٠٤٦
٣٩ – باب: التحنط عند القتال.
٣ / ١٠٤٦
٢٦٩٠ – حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ: حَدَّثَنَا خالد بن الحارث: حدثنا ابن عون، عن موسى بن أنس قال: وذكر يوم اليمامة قال:
أتى أنس ثابت بن قيس، وقد حسر عن فخذيه وهو يتحنط، فقال: يا عم، ما يحبسك أن لا تجيء؟ قال: الآن يا ابن أخي، وجعل يتحنط، يعني من الحنوط، ثم جاء فجلس، فذكر في الحديث انكشافا من الناس، فقال: هكذا عن وجوهنا حتى نضارب القوم، ما هكذا كنا نفعل مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، بئس ما عودتم أقرانكم. رواه حماد، عن ثابت، عن أنس.
(حسر) كشف. (يتحنط) يستعمل الحنوط، وهو عطر مركب من أنواع الطيب، يطيب به الميت غالبا. (يحبسك) يؤخرك. (انكشافا) أي فذكر أنس في حديثه نوعا من الانهزام. (هكذا عن وجوهنا) افسحوا لنا. (نضارب القوم) نقاتلهم. (ما هكذا كنا نفعل) ما كان الصف ينصرف عن موضعه خلال القتال. (بئسما عودتم أقرانكم) نظراءكم في القوة، والمراد توبيخ المنهزمين على ما عودوا عليه نظراءهم من العدو أن يفروا من أمامهم، فيطمعوا فيهم.
٣ / ١٠٤٦
٤٠ – باب: فضل الطليعة.
٣ / ١٠٤٦
٢٦٩١ – حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ
⦗١٠٤٧⦘
عَنْهُ قال:
قال النبي ﷺ: (من يأتني بخبر القوم). يوم الأحزاب، قال الزبير: أنا، ثم قال: (من يأتيني بخبر القوم). قال الزبير: أنا، فقال النبي ﷺ: (إن لكل نبي حواريا، وحواري الزبير).
[٢٦٩٢، ٢٨٣٥، ٣٥١٤، ٣٨٨٧، ٦٨٣٣]
أخرجه مسلم في فضائل الصحابة، باب: من فضائل طلحة والزبير، رضي الله عنهما، رقم: ٢٤١٥. (القوم) المراد بنو قريظة من اليهود. (حواريا) خاصة من أصحابه، وخالصا من أنصاره.
٣ / ١٠٤٦
٤١ – باب: هل يبعث الطليعة وحده.
٣ / ١٠٤٧
٢٦٩٢ – حدثنا صدقة: أخبرنا ابن عيينة: حدثنا الْمُنْكَدِرِ: سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما قَالَ:
نَدَبَ النَّبِيُّ ﷺ الناس – قال صدقة: أظنه – يوم الخندق، فانتدب الزبير، ثم ندب الناس، فانتدب الزبير، فقال النبي ﷺ: (إن لكل نبي حواريا، وإن حواري الزبير بن العوام).
[ر: ٢٦٩١]
٣ / ١٠٤٧
٤٢ – باب: سفر الاثنين.
٣ / ١٠٤٧
٢٦٩٣ – حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ: حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ مالك بن الحويرث قال:
انصرفت مِنْ عِنْدِ النَّبِيِّ ﷺ، فقال لنا، أنا وصاحب لي: (أذنا وأقيما، وليؤمكما أكبركما).
[ر: ٦٠٢]
٣ / ١٠٤٧
٤٣ – باب: الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة.
٣ / ١٠٤٧
٢٦٩٤ – حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عن نافع، عن عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما قال:
قال رسول الله ﷺ: (الخيل في نواصيها الخير إلى يوم القيامة).
[٣٤٤٤]
[أخرجه مسلم في الإمارة، باب: الخيل في نواصيها الخير إلى يوم القيامة، رقم: ١٨٧١. (معقود) ملازم لها، كأنه مربوط فيها. (نواصيها) جمع ناصية وهي الشعر المسترسل على الجبهة. (الخير) العاجل وهو الربح والغنيمة، والآجل وهو الثواب عند الله عز وجل].
٣ / ١٠٤٧
٢٦٩٥ – حدثنا حفص بن عمر: حدثنا شعبة، عن حصين وابن أبي السفر، عن الشعبي، عن عروة بن الجعد،
عن النبي ﷺ قال: (الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة).
قال سليمان، عن شعبة، عن عروة بن أبي الجعد. تابعه مسدد، عن هشيم، عن حصين، عن الشعبي، عن عروة بن أبي الجعد.
[٢٦٩٧، ٢٩٥١]
٣ / ١٠٤٧
٢٦٩٦ – حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أبي التياح، عن أنس ابن مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ:
قَالَ رَسُولُ الله ﷺ: (البركة في نواصي الخيل).
[٣٤٤٥]
أخرجه مسلم في الإمارة، باب: الخيل في نواصيها الخير إلى يوم القيامة، رقم: ١٨٧٤. (البركة) الزيادة والنماء والخير.
٣ / ١٠٤٨
٤٤ – باب: الجهاد ماض مع البر والفاجر.
لقول النبي ﷺ: (الخل معقود في نواصيها الخير إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ).
٣ / ١٠٤٨
٢٦٩٧ – حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّاءُ، عَنْ عَامِرٍ: حدثنا عروة البارقي:
أن النبي ﷺ قال: (الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة: الأجر والمغنم).
[ر: ٢٦٩٥]
أخرجه مسلم في الإمارة، باب: الخيل في نواصيها الخير إلى يوم القيامة، رقم: ١٨٧٣. (الأجر) الثواب في الآخرة. (المغنم) الغنيمة في الدنيا.
٣ / ١٠٤٨
٤٥ – باب: من احتبس فرسا.
لقوله تعالى: ﴿ومن رباط الخيل﴾ /الأنفال: ٦٠/.
(رباط الخيل) اقتناؤها وحبسها للغزو عليها في سبيل الله تعالى.
٣ / ١٠٤٨
٢٦٩٨ – حدثنا علي بن حفص: حدثنا ابن المبارك: أخبرنا طلحة بن أبي سعيد قال: سمعت سعيدا المقبري يحدث: أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه يَقُولُ:
قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (من احتبس فرسا في سبيل الله، إيمانا بالله، وتصديقا بوعده، فإن شبعه وريه وروثه وبوله في ميزانه يوم القيامة).
(احتبس) هيأ وأعد. (في سبيل الله) بنية الجهاد. (إيمانا بالله) امتثالا لأمره. (تصديقا بوعده) الذي وعد به من الثواب على ذلك. (ريه) ما يرويه من الماء. (روثه) فضلاته. (في ميزانه) أي يوضع ثواب هذه الأشياء في كفة حسناته.
٣ / ١٠٤٨
٤٦ – باب: اسم الفرس والحمار.
٣ / ١٠٤٨
٢٦٩٩ – حدثنا محمد بن أبي بكر: حدثنا فضيل بن سليمان، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أبي قتادة، عن أبيه:
أنه خرج مع النبي ﷺ، فتخلف أبو قتادة مع بعض أصحابه، وهم محرمون وهو غير محرم، فرأوا حمارا وحشيا قبل أن يراه، فلما رأوه تركوه حتى رآه أبو قتادة، فركب فرسا له يقال له الجرادة، فسألهم أن يناولوه سوطه فأبوا، فتناوله فحمل
⦗١٠٤٩⦘
فعقره، ثم أكل فأكلوا، فقدموا، فلما أدركوه قال: (هل معكم منه شيء). قال: معنا رجله، فأخذها النبي ﷺ فأكلها.
[ر: ١٧٢٥]
(أدركوه) أي أدركوا النَّبِيِّ ﷺ.
٣ / ١٠٤٨
٢٧٠٠ – حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ: حدثنا معن بن عيسى: حدثنا أبي بن عباس ابن سهل، عن أبيه، عن جده قَالَ:
كَانَ لِلنَّبِيِّ ﷺ في حائطنا فرس يقال له اللحيف.
قال أبو عبد الله: وقال بعضهم: اللخيف.
(حائطنا) هو البستان من النخل إذا كان له جدار. (اللحيف) ومعناه طويل الذنب.
٣ / ١٠٤٩
٢٧٠١ – حدثني إسحاق بن إبراهيم: سمع يحيى بن آدم: حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عن معاذ رضي الله عنه قال:
كنت ردف النبي ﷺ على حمار يقال له عفير، فقال: (يا معاذ، هل تدري حق الله على عباده، وما حق العباد على الله). قلت: الله ورسوله أعلم، قال: (فإن حَقُّ اللَّهِ عَلَى عِبَادِهِ أَنْ يَعْبُدُوهُ، وَلَا يشركوا به شيئا، وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئا). فقلت: يا رسول الله، أفلا أبشر به الناس؟ قال: (لا تبشرهم فيتكلوا).
[٥٦٢٢، ٥٩١٢، ٦١٣٥، ٦٩٣٨، وانظر: ١٢٨]
أخرج مسلم في الأيمان، باب: الدليل على أن من مات على التوحيد دخل الجنة، رقم: ٣٠. (ردف) راكبا خلفه. (عفير) من العفرة وهي حمرة يخالطها بياض. (من لا يشرك به شيئا) أي وقد عبده حق عبادته بالتزام أمره واجتناب نهيه. (فيتكلوا) فيعتمدوا على ذلك ولا يجتهدوا في الخير والطاعة.
٣ / ١٠٤٩
٢٧٠٢ – حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ: حدثنا شعبة: سَمِعْتُ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قال:
كَانَ فَزَعٌ بِالْمَدِينَةِ، فَاسْتَعَارَ النَّبِيُّ ﷺ فرسا لنا يقال له مندوب، فقال: (ما رأينا من فزع، وإن وجدناه لبحرا).
[ر: ٢٤٨٤]
٣ / ١٠٤٩
٤٧ – باب: ما يذكر من شؤم الفرس.
٣ / ١٠٤٩
٢٧٠٣ – حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزهري قال: أخبرني سالم ابن عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ:
سَمِعْتُ النَّبِيَّ ﷺ يقول: (إنما الشؤم في ثلاثة: في الفرس، والمرأة، والدار).
[ر: ١٩٩٣]
(الشؤم) التشاؤم، والمعنى: إذا وجد التشاؤم فإنما يوجد في هذه الثلاثة. (الفرس) في جموحها ونفورها، أو عدم الغزو عليها. (المرأة) إذا كانت سليطة اللسان أو غير قانعة. (الدار) إذا كانت ضيقة، أو قريبة من جار سوء، أو بعيدة عن المسجد.
٣ / ١٠٤٩
٢٧٠٤ – حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي حَازِمِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ سَهْلِ بن سعد الساعدي رضي الله عنه:
أن رسول الله ﷺ قَالَ: (إِنْ كَانَ فِي شيء: ففي المرأة، والفرس والمسكن).
[٤٨٠٧]
أخرجه مسلم في السلام، باب: الطيرة والفال ..، رقم: ٢٢٢٦. (إن كان ..) أي إن وجد الشؤم فإنما يوجد في هذه الأشياء.
٣ / ١٠٥٠
٤٨ – باب: الخيل لثلاثة.
وقوله تعالى: ﴿والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ويخلق ما لا تعلمون﴾ /النحل: ٨/.
(لتركبوها ..) أي خلقها للركوب وللزينة، أي تتزينون بالركوب عليها.
٣ / ١٠٥٠
٢٧٠٥ – حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه:
أن رسول الله ﷺ قَالَ: (الْخَيْلُ لِثَلَاثَةٍ: لِرَجُلٍ أَجْرٌ، وَلِرَجُلٍ سِتْرٌ، وَعَلَى رَجُلٍ وِزْرٌ، فَأَمَّا الَّذِي لَهُ أَجْرٌ فَرَجُلٌ رَبَطَهَا فِي سبيل الله، فأطال فِي مَرْجٍ أَوْ رَوْضَةٍ، فَمَا أَصَابَتْ فِي طِيَلِهَا ذَلِكَ مِنَ الْمَرْجِ أَوِ الرَّوْضَةِ كَانَتْ لَهُ حَسَنَاتٍ، وَلَوْ أَنَّهَا قَطَعَتْ طِيَلَهَا، فَاسْتَنَّتْ شرفا أو شرفين، كانت أرواثها وآثارها حَسَنَاتٍ لَهُ، وَلَوْ أَنَّهَا مَرَّتْ بِنَهَرٍ فَشَرِبَتْ منه ولم يرد أن يسقيها كان ذلك حسنات له. ورجل ربطها فخرا ورئاء ونواء لأهل الإسلام فهي وزر على ذلك). وَسُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ عَنِ الْحُمُرِ، فَقَالَ: (مَا أُنْزِلَ عَلَيَّ فِيهَا إِلَّا هَذِهِ الْآيَةُ الْجَامِعَةُ الْفَاذَّةُ: ﴿فَمَنْ يَعْمَلْ مثقال ذرة خيرا يرى. ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره﴾).
[ر: ٢٢٤٢]
أخرجه مسلم في الزكاة، باب: إثم مانع الزكاة، رقم: ٩٨٧.
٣ / ١٠٥٠
٤٩ – باب: من ضرب دابة غيره في الغزو.
٣ / ١٠٥٠
٢٧٠٦ – حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ: حَدَّثَنَا أَبُو عَقِيلٍ: حَدَّثَنَا أَبُو الْمُتَوَكِّلِ النَّاجِيُّ قَالَ: أَتَيْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ الله الأنصاري فقلت له:
حدثني بما سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، قال: سافرت معه في بعض أسفاره، قال أبو عقيل: لا أدري غزوة أو عمرة، فلما أن أقبلنا، قال النبي ﷺ: (من أحب أن يتعجل إلى أهله فليعجل). قال جابر: فأقبلنا وأنا على جمل لي أرمك، ليس فيه شية، والناس خلفي، فبينا أنا كذلك، إذ قام علي، فَقَالَ لِي النَّبِيُّ ﷺ: (يَا جابر،
⦗١٠٥١⦘
استمسك). فضربه بسوطه ضربة فوثب البعير مكانه، فقال: (أتبيع الجمل). قلت: نعم، فلما قدمنا المدينة ودخل النبي ﷺ المسجد في طوائف أصحابه، فَدَخَلْتُ إِلَيْهِ، وَعَقَلْتُ الْجَمَلَ فِي نَاحِيَةِ الْبَلَاطِ، فقلت له: هذا جملك، فخرج فجعل يطيف بالجمل ويقول: (الجمل جملنا). فبعث النبي ﷺ أواق من ذهب، فقال: (أعطوها جابرا). ثم قال: (استوفيت الثمن). قلت: نعم، قال: (الثمن والجمل لك).
[ر: ٤٣٢]
أرمك) يخالط حمرته سواد. (شية) لمعة من غير لونه. (قام علي) وقف من التعب. (استمسك) ثبت نفسك على ظهره. (أواق) جمع أوقية، وهي أربعون درهما.
٣ / ١٠٥٠
٥٠ – باب: الركوب على الدابة الصعبة والفحولة من الخيل.
وقال راشد بن سعد: كان السلف يستحبون الفحولة، لأنها أجرى وأجسر.
(الفحولة) جمع فحل وهو الذكر من الحيوان. (أجرى) أكثر جريا. (أجسر) أقدم على المسالك الوعرة.
٣ / ١٠٥١
٢٧٠٧ – حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ: أخبرنا شعبة، عن قتادة: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رضي الله عنه قال:
كان بالمدينة فزع، فَاسْتَعَارَ النَّبِيُّ ﷺ فَرَسًا لِأَبِي طَلْحَةَ يقال له مندوب، فركبه، وقال: (ما رأينا من فزع، وإن وجدناه لبحرا).
[ر: ٢٤٨٤]
٣ / ١٠٥١
٥١ – باب: سهام الفرس.
٣ / ١٠٥١
٢٧٠٨ – حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ أَبِي أُسَامَةَ، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما:
أن رسول الله ﷺ جعل للفرس سهمين ولصاحبه سهما.
[٣٩٨٨]
وقال مالك: يسهم للخيل، والبراذين منها، لقوله: ﴿والخيل والبغال والحمير لتركبوها﴾ /النحل: ٨/.
ولا يسهم لأكثر من فرس.
(جعل) من الغنيمة. (سهمين) نصيبن. (البراذين) جمع برذون وهي الخيل غير العربية. (لقوله) تعالى في الآية: ﴿والخيل﴾ وهي عامة في كل أنواعها /النحل: ٨/. (ولا يسهم لأكثر ..) أي إذا حضر الوقعة وكان معه أكثر من فرس، لا يعطى إلا عن فرس واحد.
٣ / ١٠٥١
٥٢ – باب: من قاد دابة غيره في الحرب.
٣ / ١٠٥١
٢٧٠٩ – حدثنا قتيبة: حدثنا سهل بن يوسف، عن شعبة، عن أبي إسحاق:
قال رجل
⦗١٠٥٢⦘
للبراء بن عازب رضي الله عنهما: أفررتم عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ يوم حنين؟ قال: لكن رسول الله لم يفر، إن هوازن كانوا قوما رماة، وإنا لما لقيناهم حملنا عليهم فانهزموا، فأقبل المسلمون على الغنائم واستقبلونا بالسهام، فَأَمَّا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فَلَمْ يفر، فلقد رأيته وإنه لعلى بغلته البيضاء، وإن أبا سفيان آخذ بلجامها والنبي ﷺ يقول: (أنا النبي لا كذب، أنا ابن عبد المطلب).
[٢٧١٩، ٢٧٧٢، ٢٨٧٧، ٤٠٦١ – ٤٠٦٣]
(هوازن) قبيلة كبيرة من العرب. (رماة) ماهرين في رماية النبل. (آخذ بلجامها) يكفها عن الإسراع، واللجام ما يوضع في فم الفرس للتمكن منها.
٣ / ١٠٥١
٥٣ – باب: الركاب والغرز للدابة.
٣ / ١٠٥٢
٢٧١٠ – حدثي عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ: عَنْ أَبِي أُسَامَةَ، عَنْ عبيد الله، عن نافع، عن ابن عُمَرَ رضي الله عنهما،
عَنِ النَّبِيِّ ﷺ: أنه كان إذا أدخل رجله في الغرز، واستوت به ناقته قائمة، أهل من عند مسجد ذي الحليفة.
[ر: ١٤٤٣]
(الغرز) هو الركاب الذي لا يركب به الإبل إذا كان من جلد.
٣ / ١٠٥٢
٥٤ – باب: ركوب الفرس العري.
٣ / ١٠٥٢
٢٧١١ – حدثنا عمرو بن عون: حدثنا حماد، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه:
استقبلهم النبي ﷺ على فرس عُرْيٍ، مَا عَلَيْهِ سَرْجٌ، فِي عُنُقِهِ سَيْفٌ.
[ر: ٢٤٨٤]
(عري) الفرس العري هو الذي لا سرج عليه، والسرج ما يوضع تحت الراكب.
٣ / ١٠٥٢
٥٥ – باب: الفرس القطوف.
٣ / ١٠٥٢
٢٧١٢ – حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه:
أن أهل المدينة فزعوا مرة، فركب النبي ﷺ فَرَسًا لِأَبِي طَلْحَةَ كان يقطف، أو كان فيه قطاف، فلما رجع قال: (وجدنا فرسكم هذا بحرا). فكان بعد ذلك لا يجارى.
[ر: ٢٤٨٤]
(يقطف) من القطاف وهو البطء في السير مع تقارب الخطو. (لا يجارى) لا يطيق فرس الجري معه.
٣ / ١٠٥٢
٥٦ – باب: السبق بين الخيل.
٣ / ١٠٥٢
٢٧١٣ – حدثنا قبيضة: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال:
أجرى النبي ﷺ ما ضمر من الخيل من الحفياء إلى ثنية الوداع، وأجرى
⦗١٠٥٣⦘
ما لم يضمر من الثنية إلى مسجد بني زريق، قال ابن عمر: وكنت فيمن أجرى.
قال عبد الله: حدثنا سفيان قال: حدثني عبيد الله قال سفيان: بين الحفياء إلى ثنية الوداع خمسة أميال أو ستة، وبين ثنية إلى مسجد بني زريق ميل.
[ر: ٤١٠]
(عبد الله) هو ابن الوليد العدني.
٣ / ١٠٥٢
٥٧ – باب: إضمار الخيل للسبق.
٣ / ١٠٥٣
٢٧١٤ – حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه:
أن رسول الله ﷺ سابق بين الخيل التي لم تضمر، وكان أمدها مِنَ الثَّنِيَّةِ إِلَى مَسْجِدِ بَنِي زُرَيْقٍ، وَأَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بن عمر كان سابق بها.
قال أبو عبد الله: أمدا: غاية. ﴿فطال عليهم الأمد﴾ /الحديد: ١٦/.
[ر: ٤١٠]
٣ / ١٠٥٣
٥٨ – باب: غاية السبق للخيل المضمرة.
٣ / ١٠٥٣
٢٧١٥ – حدثنا عبد الله بن محمد: حدثنا معاوية: حدثنا أبو إسحاق، عن موسى ابن عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قال:
سابق رَسُولُ اللَّهِ ﷺ بَيْنَ الخيل التي قد أضمرت، فأرسلها من الحفياء، وكان أمدها ثنية الوداع – فقلت لموسى: فكم كان بين ذلك؟ قال: ستة أميال أو سبعة – وسابق بين الخيل التي لم تضمر، فأرسلها من ثنية الوداع، وكان أمدها مسجد بني زريق – قلت: فكم بين ذلك؟ قال: ميل أو نحوه – وكان ابن عمر ممن سابق فيها.
[ر: ٤١٠]
(فقلت) القائل هو أبو إسحاق.
٣ / ١٠٥٣
٥٩ – باب: ناقة النَّبِيِّ ﷺ.
قَالَ ابْنُ عمر: أردف النبي ﷺ أسامة على القصواء.
وقال المسور: قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (مَا خلأت القصواء).
[ر: ٢٥٨١]
(القصواء) المقطوعة ربع الأذن. (خلأت) وقفت وبركت. انظر: ٢٥٤٥.
٣ / ١٠٥٣
٢٧١٦ – حدثنا عبد الله بن محمد: حدثنا معاوية: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ حُمَيْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا رضي الله عنه يَقُولُ:
كانت ناقة النبي ﷺ يقال لها العضباء.
(العضباء) لقب ناقة النبي ﷺ، وهي بمعنى القصواء، من العضب وهو القطع.
٣ / ١٠٥٣
٢٧١٧ – حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ حميد، عن أنس رضي الله
⦗١٠٥٤⦘
عنه قال:
كَانَ لِلنَّبِيِّ ﷺ نَاقَةٌ تسمى العضباء، لا تسبق، قال حميد: أو لا تكاد تسبق، فجاء أعرابي على قعود فسبقها، فشق ذلك على المسلمين حتى عرفه، فقال: (حق على الله أن لا يرتفع شيء من الدنيا إلى وضعه). طوله موسى، عن حماد، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ.
[٦١٣٦]
(قعود) ما صار يركب من الإبل. (فشق) صعب. (عرفه) عرف أثر ذلك في وجوههم. (وضعه) خفضه وأذله.
٣ / ١٠٥٣
٦٠ – باب: بغلة النبي ﷺ البيضاء.
قاله أنس [ر: ٤٠٨٢]. وَقَالَ أَبُو حُمَيْدٍ: أَهْدَى مَلِكُ أَيْلَةَ لِلنَّبِيِّ ﷺ بغلة بيضاء.
[ر: ١٤١١]
٣ / ١٠٥٤
٢٧١٨ – حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ: حَدَّثَنَا يَحْيَى: حَدَّثَنَا سفيان قال: حدثني أبو إسحاق قال: سمعت عمرو بن الحارث قال:
مَا تَرَكَ النَّبِيُّ ﷺ إلا بغلته البيضاء، وسلاحه، وأرضا تركها صدقة.
[ر: ٢٥٨٨]
٣ / ١٠٥٤
٢٧١٩ – حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سُفْيَانَ قَالَ: حدثني أبة إِسْحَاقَ، عَنْ الْبَرَاءِ رضي الله عنه،
قَالَ له رجل: يا أبا عمارة وليتم يوم حنين؟ قال: لا والله ما ولى النبي ﷺ، ولكن ولى سرعان الناس، فلقيتهم هوازن بالنبل، والنبي ﷺ على بغلته البيضاء، وأبو سفيان بن الحارث آخذ بلجامها، والنبي ﷺ يقول: (أنا النبي لا كذب، أنا ابن عبد المطلب).
[ر: ٢٧٠٩]
(سرعان الناس) جمع سريع، والمراد أوائل الناس الذين واجهوا العدو
٣ / ١٠٥٤
٦١ – باب: جهاد النساء.
٣ / ١٠٥٤
٢٧٢٠ – حدثنا محمد بن كثير: أخبرنا سفيان، عن معاوية بن إسحاق، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ المؤمنين رضي الله عنها قالت:
استأذنت النبي ﷺ في الجهاد، فقال: (جهادكن الحج).
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْوَلِيدِ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عن معاوية: بهذا.
٣ / ١٠٥٤
٢٧٢١ – حدثنا قبيصة: حدثنا سفيان: عن معاوية بهذا. وعن حَبِيبُ بْنُ أَبِي عَمْرَةَ،
⦗١٠٥٥⦘
عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ طلحة، عن عائشة أم المؤمنين، عن النبي ﷺ: سأله نساؤه عن الجهاد، فقال: (نعم الجهاد الحج).
[ر: ١٤٤٨]
٣ / ١٠٥٤
٦٢ – باب: غزو المرأة في البحر.
٣ / ١٠٥٥
٢٧٢٢ – حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عمرو: حدثنا أبو إسحاق، عن عبد الله بن عبد الرحمن الأنصاري قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا رضي الله عنه يَقُولُ:
دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ على ابنة ملحان فاتكأ عندها، ثم ضحك، فقالت: لم تضحك يا رسول الله، فقال: (أناس من أمتي يركبون البحر الأخضر في سبيل الله، مثلهم مثل الملوك على الأسرة). فقالت: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي منهم. قال: (اللهم اجعلها منهم). ثم عاد فضحك، فقالت له مثل، أو مم ذلك؟ فقال لها مثل ذلك، فقالت: ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ. قَالَ: (أَنْتِ من الأولين، ولست من الآخرين). قال: قال أنس: فتزوجت عبادة بن الصامت، فركبت البحر مع بنت قرظة، فلما قفلت، ركبت دابتها، فوقصت بها، فسقطت عنها فماتت.
[ر: ٢٦٣٦]
(بنت قرظة) قيل اسمها فاختة، وقيل كنود، امرأة معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهم. (فوقصت بها) رمت بها ودقت عنقها.
٣ / ١٠٥٥
٦٣ – باب: حمل الرجل امرأته في الغزو دون بعض نسائه.
٣ / ١٠٥٥
٢٧٢٣ – حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ النُّمَيْرِيُّ: حَدَّثَنَا يُونُسُ قَالَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ قَالَ: سَمِعْتُ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَعَلْقَمَةَ بْنُ وَقَّاصٍ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عن حديث عائشة، كل حدثني طائفة من الحديث، قالت:
كان النبي ﷺ إذا أرادأن يخرج أقرع بين نسائه، فأيتهن يخرج سهمها خرج بها النبي، فأقرع بيننا في غزوة غزاها، فخرج فيها سهمي، فخرجت مع النَّبِيُّ ﷺ بَعْدَ مَا أنزل الحجاب.
[ر: ٢٤٥٣]
٣ / ١٠٥٥
٦٤ – باب: غزو النساء وقتالهن مع الرجال.
٣ / ١٠٥٥
٢٧٢٤ – حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قال:
لما كان يوم أحد انهزم الناس عن النبي ﷺ، قال: ولقد رأيت عائشة بنت
⦗١٠٥٦⦘
أبي بكر، وأم سليم، وإنهما لمشمرتان، أرى خدم سوقهما، تنقزان القرب. وقال غيره: تنقلان القرب على متونهما، ثم تفرغانه في أفواه القوم، ثم ترجعان فتملآنها، ثم تجيئان فتفرغانها في أفواه القوم.
[٢٧٤٦، ٣٦٠٠، ٣٨٣٧]
(لمشمرتان) من التشمير وهو رفع الإزار. (خدم) جمع خدمة وهي موضع الخلخال من الساق وهو ما فوق الكعبين. (سوقهما) جمع ساق. (تنقزان) من النقز وهو الوثب والإسراع في المشي. (القرب) أي تثبان وهما تحملان القرب. (متونهما) ظهورهما. (أفواه القوم) من الجرحى ومن فيهم رمق.
٣ / ١٠٥٥
٦٥ – باب: حمل النساء القرب إلى الناس في الغزو.
٣ / ١٠٥٦
٢٧٢٥ – حَدَّثَنَا عَبْدَانُ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عن ابن شهاب: قال ثعلبة بن أبي مالك:
أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه قسم مروطا بين نساء من نساء المدينة، فبقي مرط جيد، فقال له بعض من عنده: يا أمير المؤمنين، أعط هذا ابنة رَسُولِ اللَّهِ ﷺ الَّتِي عندك، يريدون أم كلثوم بنت علي، فقال عمر: أم سليط أحق. وأم سليط من نساء الأنصار، ممن بايع رسول الله ﷺ. قال عمر: فإنها كانت تزفر لنا القرب يوم أحد.
قال أبو عبد الله: تزفر تخيط.
[٣٨٤٣]
(مروطا) جمع مرط وهو كساء من صوف أو حرير. (تزفر) تحمل، وقيل: تخرز وتخيط.
٣ / ١٠٥٦
٦٦ – باب: مداوة النساء الجرحى في الغزو.
٣ / ١٠٥٦
٢٧٢٦ – حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ ذكوان، عن الربيع بنت معوذ قالت:
كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ ﷺ نسقي ونداوي الجرحى، ونرد القتلى
إلى المدينة.
[٢٧٢٧، ٥٣٥٥]
٣ / ١٠٥٦
٦٧ – باب: رد النساء الجرحى والقتلى.
٣ / ١٠٥٦
٢٧٢٧ – حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ: عَنْ خَالِدُ بْنُ ذَكْوَانَ، عَنْ الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذٍ قالت:
كنا نغزو مع النبي ﷺ، فنسقي القوم، ونخدمهم، ونرد الجرحى والقتلى إلى المدينة.
[ر: ٢٧٢٦]
٣ / ١٠٥٦
٦٨ – باب: نزع السهم من البدن.
٣ / ١٠٥٦
٢٧٢٨ – حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ بُرَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه قال:
رمي أبو عامر في ركبته، فانتهيت إليه، قال:
⦗١٠٥٧⦘
انزع هذا السهم، فنزعته، فنزا منه الماء، فدخلت على النبي ﷺ فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: (اللَّهُمَّ اغفر لعبيد أبي عامر).
[٤٠٦٨، ٦٠٢٠]
(فنزا منه الماء) خرج وجرى ولم ينقطع.
٣ / ١٠٥٦
٦٩ – باب: الحراسة في الغزو في سبيل الله.
٣ / ١٠٥٧
٢٧٢٩ – حدثنا إسماعيل بن خليل: أخبرنا علي بن مسهر: أخبرنا يحيى ابن سعيد: أخبرنا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ قَالَ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ رضي الله عنها تَقُولُ:
كان النبي ﷺ سهر، فلما قدم المدينة، قال: (ليت رجلا من أصحابي صالحا يحرسني الليلة). إذ سمعنا صوت سلاح، فقال: (من هذا). فقال: أنا سعد بن أبي وقاص جئت لأحرسك، ونام النبي ﷺ.
[٦٨٠٤]
أخرجه مسلم في فضائل الصحابة، باب: في فضل سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رضي الله عنه، رقم: ٢٤١٠. (سهر) أي كان يسهر الليل حذر أن يغتاله عدو.
٣ / ١٠٥٧
٢٧٣٠ – حدثنا يَحْيَى بْنُ يُوسُفَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هريرة رضي الله عنه،
عن النبي ﷺ قال: (تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ، وَالدِّرْهَمِ، وَالْقَطِيفَةِ، وَالْخَمِيصَةِ، إِنْ أُعْطِيَ رَضِيَ، وَإِنْ لَمْ يُعْطَ لَمْ يَرْضَ).
لم يرفعه إسرائيل، عن أبي حصين.
وزادنا عمرو قال: أخبرنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبي ﷺ قال: (تعس عبد الدينار، وعبد الدرهم، وعبد الخميصة، إن أعطي رضي، وإن لم يعط سخط، تعس وانتكس، وإذا شيك فلا انتقش، طوبى لعبد آخذ بعنان فرسه في سبيل الله، أشعث رأسه، مغبرة قدماه، إن كان في الحراسة كان في
⦗١٠٥٨⦘
الحراسة، وإن كان في الساقة كان في الساقة، إن استأذن لم يؤذن له، وإن شفع لم يشفع).
قال أبو عبد الله: لم يرفعه إسرائيل، ومحمد بن جحادة، عن أبي حصين.
وقال: ﴿تعسا﴾ كأنه يقول: فأتعسهم الله. ﴿طوبى﴾ فعلى من كل شيء طيب، وهي ياء حولت إلى الواو، وهي من يطيب.
[٦٠٧١]
(تعس) سقط على وجهه، أو شقي وهلك. (عبد الدينار) مجاز عن الحرص عليه وتحمل الذلة من أجله، فمن بالغ في طلب شيء وانصرف عمله كله إليه صار كالعابد له. (القطيفة) دثار مخمل، والدثار ما يلبس فوق الشعار، والشعار ما لامس الجسد من الثياب. (الخميصة) كساء أسود مربع له خطوط. (أعطي) من المال. (رضي) عن الله تعالى وعمل العمل الصالح. (انتكس) انقلب على رأسه، وهو دعاء عليه بالخيبة والخسران. (شيك) أصابته شوكة. (فلا انتقش) فلا قدر على إخراجها بالمنقاش ولا خرجت، والمراد: إذا أصيب بأقل أذى فلا وجد معينا على الخلاص منه. (طوبى) من الطيب، أي كانت له حياة طيبة وجزاء طيب. (بعنان) لجام. (أشعث) متفرق الشعر غير مسرح. (إن كان في الحراسة) جعل في مقدمة الجيش ليحرسه من العدو. (كان في الحراسة) قام بها راضيا. (الساقة) مؤخرة الجيش. (تعسا) اللفظ من /محمد: ٨/. (طوبى) اللفظ من /الرعد: ٢٩/. وقيل هو اسم للجنة.
٣ / ١٠٥٧
٧٠ – باب: فضل الخدمة في الغزو.
٣ / ١٠٥٨
٢٧٣١ – حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَرْعَرَةَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يونس بن عبيد، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قال:
صبحت جرير بن عبد الله، فكان يخدمني وهو أكبر من أنس، قال جرير: إني رأيت الأنصار يصنعون شيئا، لا أجد أحدا منهم إلا أكرمته.
أخرجه مسلم في فضائل الصحابة، باب: في حسن صحبة الأنصار رضي الله عنهم، رقم: ٢٥١٣. (يصنعون شيئا) أي من خدمة رسول الله ﷺ كما ينبغي، وتعظيمهم له غاية ما يكون.
٣ / ١٠٥٨
٢٧٣٢ – حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حَدَّثَنَا محمد بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، مولى المطلب بْنِ حَنْطَبٍ: أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رضي الله عنه يقول:
خرجت مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ إلى خيبر أخدمه، فَلَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ ﷺ راجعا وبدا لَهُ أُحُدٌ، قَالَ: (هَذَا جَبَلٌ يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ). ثم أشار بيده إلى الْمَدِينَةِ، قَالَ: (اللَّهُمَّ إِنِّي أُحَرِّمُ مَا بَيْنَ لابتيها، كتحريم إبراهيم مكة، اللهم بارك لنا في صاعنا ومدنا).
[٣١٨٧، ٣٨٥٥، ٣٨٥٦، ٥١٠٩، ٦٠٠٢، ٦٩٠٢، وانظر: ٣٦٤، ٢٠٢٣]
(أحرم) أجعلها حراما. (لابتيها) مثنى لابة وهي الأرض ذات الحجارة السوداء. (صاعنا ومدنا) مكاييل كانت معروفة، والمعنى: بارك لنا في الطعام الذي يكال بها.
٣ / ١٠٥٨
٢٧٣٣ – حدثنا سليمان بن داود أبو الربيع، عن إسماعيل بن زكرياء: حدثنا عاصم، عن مورق العجلي، عن أنس رضي الله عنه قَالَ:
كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ ﷺ، أكثرنا ظلا الذي
⦗١٠٥٩⦘
يستظل بكسائه، وأما الذين صاموا فلم يعملوا شيئا، وأما الذين أفطروا فبعثوا الركاب وامتهنوا وعالجوا، فقال النبي ﷺ: (ذهب المفطرون اليوم بالأجر).
أخرجه مسلم في الصيام، باب: أجر المفطر في السفر إذا تولى العمل، رقم: ١١١٩. (أكثرنا ظلا ..) يريد أنه لم يكن لهم أخيبة يستظلون بها، لما كانوا عليه من القلة، فكان بعضهم يضع يده على رأسه يتقي بها الشمس ويستظل، وبعضهم يضع كساءه يستظل به، ولا يوجد ما هو فوق ذلك. (فلم يعملوا شيئا) لعجزهم. (الركاب) الإبل التي يسار عليها، أثاروها إلى الماء للسقي وغيره. (امتهنوا وعالجوا) خدموا الصائمين، فتناولوا السقي والطبخ، وهيؤوا العلف، وضربوا الأبنية والخيام. (بالأجر) أخذوا الأجر الكامل الأوفر، لتعدي نفعهم لغيرهم، بينما كان للصائمين أجر صيامهم وحده، لأن نفعهم كان قاصرا عليهم.
٣ / ١٠٥٨
٧١ – باب: فضل من حمل متاع صاحبه في السفر.
٣ / ١٠٥٩
٢٧٣٤ – حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ نَصْرٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عن معمر، عن همام، عن أبي هريرة رضي الله عنه،
عن النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: (كُلُّ سلامى عليه صدقة، كل يوم، يعين الرجل في دابته، يحامله عليها، أو يرفع متاعه صدقة، والكلمة الطيبة، وكل خطوة يمشيها إلى الصلاة صدقة، ودل الطريق صدقة).
[ر: ٢٥٦٠]
(يحامله) يساعده في الركوب والحمل. (متاعه) هو كل ما ينتفع به. (دل الطريق) الدلالة عليه لمن يحتاج إليه ولا يعرفه.
٣ / ١٠٥٩
٧٢ – باب: فضل رباط يوم في سبيل الله.
وقول الله تعالى: ﴿يا أيها الذين آمنوا اصبروا﴾ إلى آخر الآية /آل عمران: ٢٠٠/.
(آخر الآية) وتتمتها: ﴿وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون﴾. (اصبروا) على الطاعة والمصائب وعن المعاصي. (صابروا) كونوا أشد صبرا من أعدائكم. (رابطوا) من الرباط، وهو ملازمة المكان بين المسلمين والكفار لحراسة المسلمين، أي أقيموا على الجهاد. (تفلحون) تفوزون بالجنة وتنجون من النار.
٣ / ١٠٥٩
٢٧٣٥ – حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُنِيرٍ: سَمِعَ أَبَا النَّضْرِ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دينار، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ الساعدي رضي الله عنه:
أن رسول الله ﷺ قال: (رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها، وموضع سوط أحدكم من الجنة خير من الدنيا وما عليها، والروحة يروحها العبد في سبيل الله، أو الغدوة، خير من الدنيا وما عليها).
[ر: ٢٦٤١]
٣ / ١٠٥٩
٧٣ – باب: من غزا بصبي للخدمة.
٣ / ١٠٥٩
٢٧٣٦ – حدثنا قتيبة: حدثنا يعقوب، عن عَمْرٍو، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه:
⦗١٠٦٠⦘
أن النبي ﷺ قال لِأَبِي طَلْحَةَ: (الْتَمِسْ غُلَامًا مِنْ غِلْمَانِكُمْ يَخْدُمُنِي حتى أخرج إلى خيبر). فخرج بي أبو طلحة مردفي، وأنا غلام راهقت الحلم، فَكُنْتُ أَخْدُمُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ إذا نزل، فكنت أسمعه كثيرا يقول: (اللهم إني أعوذ بك من الهم وَالْحَزَنِ، وَالْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَالْبُخْلِ وَالْجُبْنِ، وَضَلَعِ الدَّيْنِ، وغلبة الرجال). ثم قدمنا خَيْبَرَ، فَلَمَّا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْحِصْنَ ذُكِرَ لَهُ جَمَالُ صَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيِّ بْنِ أَخْطَبَ، وَقَدْ قُتِلَ زَوْجُهَا، وَكَانَتْ عَرُوسًا فَاصْطَفَاهَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ لِنَفْسِهِ، فَخَرَجَ بها حتى بلغنا سد الصهباء حَلَّتْ فَبَنَى بِهَا، ثُمَّ صَنَعَ حَيْسًا فِي نِطَعٍ صَغِيرٍ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (آذِنْ مَنْ حَوْلَكَ). فَكَانَتْ تِلْكَ وَلِيمَةَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ عَلَى صَفِيَّةَ. ثُمَّ خَرَجْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ، قَالَ: فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يُحَوِّي لَهَا وَرَاءَهُ بِعَبَاءَةٍ، ثُمَّ يَجْلِسُ عِنْدَ بَعِيرِهِ، فَيَضَعُ رُكْبَتَهُ، فَتَضَعُ صَفِيَّةُ رِجْلَهَا على ركبته حتى تركب، فسرنا حتى إذا أشرفنا على المدينة نظر إلى أحد، فقال: (هذا جبل يحبنا ونحبه). ثم نظر إلى المدينة فقال: (اللهم إني أحرم ما بين لابتيها بمثل ما حرم إِبْرَاهِيمُ مَكَّةَ، اللَّهُمَّ بَارِكْ لَهُمْ فِي مُدِّهِمْ وصاعهم).
[ر: ٣٦٤]
(مردفي) مركبي خلفه. (راهقت الحلم) قاربت البلوغ. (الهم والحزن) يتقاربان في المعنى، إلا أن الحزن إنما يكون على أمر قد وقع، والهم من أمر متوقع. (ضلع الدين) ثقله. (غلبة الرجال) أن يغلب على أمره ولا يجد له ناصرا من الرجال، بل يغلبون عليه.
٣ / ١٠٥٩
٧٤ – باب: ركوب البحر.
٣ / ١٠٦٠
٢٧٣٧ – حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عن يحيى، عن محمد بن يحيى ابن حبان، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قال: حدثتني أم حرام:
أن النبي ﷺ قال يوما في بيتها، فاستيقظ وهو يضحك، قالت: يا رسول الله ما يضحكك، قال: (عجبت من قوم من أمتي يركبون البحر كالملوك على الأسرة). فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ادْعُ اللَّهَ أَنْ يجعلني منهم، فقال: (أنت معهم). ثم نام فاستيقظ وهو يضحك، فقال مثل ذلك مرتين أو ثلاثا، قلت: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي منهم، فيقول: (أنت من الأولين). فتزوج بها عبادة بن الصامت، فخرج بها إلى الغزو، فلما رجعت قربت دابة لتركبها، فوقعت فاندقت عنقها.
[ر: ٢٦٣٦]
(قال يوما) من القيلولة وهي النوم وقت الظهيرة. (فاندقت عنقها) كسرت رقبتها.
٣ / ١٠٦٠
٧٥ – باب: من استعان بالضعفاء والصالحين في الحرب.
٣ / ١٠٦١
٢٧٣٨ – وقال ابن عباس: أخبرني أبو سفيان:
قال لي قيصر: سألتك: أشراف الناس اتبعوه أم ضعفاؤهم، فوعمت ضعفاءهم، وهم أتباع الرسل.
[ر: ٧]
٣ / ١٠٦١
٢٧٣٩ – حدثنا سليمان بن حرب: حدثنا محمد بن طلحة، عن طلحة، عن مصعب بن سعد قال:
رأى سعد رضي الله عنه أن له فضلا على من دونه، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (هَلْ تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم).
(رأى) ظن. (فضلا) زيادة منزلة، بسبب شجاعته وغناه ونحو ذلك. (بضعفائكم) ببركتهم ودعائهم، لصفاء ضمائرهم وقلة تعلقهم بزخرف الدنيا، فيغلب عليهم الإخلاص في العبادة، ويستجاب دعاؤهم.
٣ / ١٠٦١
٢٧٤٠ – حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عن عمرو: سمع جابرا، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنهم،
عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قال: (يأتي زمان يغزو فئام من الناس، فيقال: فيكم من صحب النبي ﷺ؟ فيقال: نعم، فيفتح عليه، ثم يأتي زمان، فيقال: فيكم من صحب أصحاب النبي ﷺ؟ فيقال: نعم، فيفتح، ثم يأتي زمان، فيقال: فيكم من صحب صاحب أصحاب النبي ﷺ؟ فيقال: نعم، فيفتح).
[٣٣٩٩، ٣٤٤٩]
أخرجه مسلم في فضائل الصحابة، باب: فضل الصحابة ثم الذين يلونهم ..، رقم: ٢٥٣٢. (فئام) جماعة، ولا واحد له من لفظه. (فيفتح) عليكم ببركته.
٣ / ١٠٦١
٧٦ – باب: لا يقول فلان شهيد.
٣ / ١٠٦١
٢٧٤١ – قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ: (الله أعلم بمن يجاهد في سبيله، والله أعلم بمن يكلم في سبيله).
[ر: ٢٦٣٥، ٢٦٤٩]
(يكلم) يجرح.
٣ / ١٠٦١
٢٧٤٢ – حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ بن سعد الساعدي رضي الله عنه:
أن رسول الله ﷺ التقى هو والمشركون فاقتتلوا، فلما مال رسول الله ﷺ إلى عسكره، ومال الآخرون إلى عسكرهم، وفي أصحاب رسول الله ﷺ رجل، لا يدع لهم شاذة ولا فاذة، إلا اتبعها يضربها بسيفه، فقالوا: ما أجزأ منا اليوم أحد كما
⦗١٠٦٢⦘
أجزأ فُلَانٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (أما إنه من أهل النار). فقال رجل من القوم: أنا صاحبه، قال: فخرج معه كلما وقف وقف معه، وإذا أسرع أسرع معه، قال: فجرح الرجل جرحا شديدا، فاستعجل الموت، فوضع نصل سيفه بالأرض، وذبابه بين ثدييه، ثم تحامل على سيفه فقتل نفسه، فخرج الرجل إلى رسول الله ﷺ فقال: أشهد أنك رسول الله، قال: (وما ذاك). قال: الرجل الذي ذكرت آنفا أنه من أهل النار، فأعظم الناس ذلك، فقلت: أنا لكم به، فخرجت في طلبه، ثم جرح جرحا شديدا، فاستعجل الموت، فوضع نصل سيفه في الأرض، وذبابه بين ثدييه، ثم تحامل عليه فَقَتَلَ نَفْسَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ عند ذلك: (إن الرجل ليعمل عمل أهل الجنة، فيما يبدو للناس، وهو من من أهل النار، وإن الرجل ليعمل عمل أهل النار، فيما يبدو للناس، وهو من أهل الجنة).
[٣٩٦٦، ٣٩٧٠، ٦١٢٨، ٦٢٣٣]
أخرجه مسلم في الإيمان، باب: غلظ تحريم قتل الإنسان نفسه. وفي القدر، باب: كيفية خلق الآدمي، رقم: ١١٢. (التقى) في غزوة خيبر. (رجل) اسمه قزمان. (شاذة ولا فاذة) ما صغر وما كبر، أي لا يدع لهم شيئا إلا أتى عليه، والشاذة في الأصل هي التي كانت في القوم ثم شذت منهم، والفاذة من لم يختلط معهم أصلا. (أنا صاحبه) ألازمه لأرى ما يجري له. (ذبابه) طرفه الذي يضرب به. (آنفا) في أول وقت مضى يقرب منا. (فأعظم الناس ذلك) استعظموه واستنكروه. (يبدو) يظهر.
٣ / ١٠٦١
٧٧ – باب: التحريض على الرمي.
وقول الله تعالى: ﴿وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم﴾. /الأنفال: ٦٠/.
(قوة) من رمي وتدريب وآلات حرب. (رباط الخيل) حبسها وإعدادها للجهاد.
٣ / ١٠٦٢
٢٧٤٣ – حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ: حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ قال: سمعت سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ رضي الله عنه قَالَ:
مَرَّ النَّبِيُّ ﷺ عَلَى نفر من أسلم ينتضلون، فقال النبي ﷺ: (ارموا بني إسماعيل، فإن أباكم كان راميا، ارموا وأنا مع بني فلان). قال: فأمسك أحد الفريقين بأيديهم، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (ما لكم لا ترمون). قالوا: كيف نرمي وأنت معهم؟ فقال النبي ﷺ: (ارموا فأنا معكم كلكم).
[٣١٩٣، ٣٣١٦]
(ينتضلون) يتسابقون في الرمي. (فلان) ابن الأدرع، وقيل اسمه سلمة ابن ذكوان.
٣ / ١٠٦٢
٢٧٤٤ – حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الغسيل، عن حمزة بن أبي أسيد: عن أبيه قال:
قال النبي ﷺ يوم بدر، حين صففنا لقريش وصفوا لنا: (إذا أكثبوكم فعليكم بالنبل).
[٣٧٦٣]
(أكثبوكم) دنوا منكم وقاربوكم. (فعليكم بالنبل) فارموهم بها، وهي السهام العربية.
٣ / ١٠٦٣
٧٨ – باب: اللهو بالحراب ونحوها.
٣ / ١٠٦٣
٢٧٤٥ – حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال:
بينا الحبشة يلعبون عند النبي ﷺ بحرابهم دخل عمر، فأهوى إلى الحصى فحصبهم بها، فقال: (دعهم يا عمر). وزاد علي: حدثنا عبد الرزاق: أخبرنا معمر: في المسجد.
أخرجه مسلم في صلاة العيدين، باب: الرخصة في اللعب الذي لا معصية فيه، رقم: ٨٩٣. (بحرابهم) جمع حربة، وهي رمح ذو نصل عريض. (فحصبهم) رماهم.
٣ / ١٠٦٣
٧٩ – باب: المجن ومن يتترس بترس صاحبه.
٣ / ١٠٦٣
٢٧٤٦ – حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ: أخبرنا الأوزاعي، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قال:
كان أبو طلحة يتترس مع النبي ﷺ بترس واحد، وكان أبو طلحة حسن الرمي، فكان إذا رمى تشرف النبي ﷺ فينظر إلى موضع نبله.
[ر: ٢٧٢٤]
(تشرف) تطلع من فوق. (موضع نبله) مكان سقوطه.
٣ / ١٠٦٣
٢٧٤٧ – حدثنا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي حازم، عن سهل قال:
لما كسرت بيضة النَّبِيُّ ﷺ عَلَى رَأْسِهِ، وَأُدْمِيَ وَجْهُهُ، وَكُسِرَتْ رَبَاعِيَتُهُ، وَكَانَ عَلِيٌّ يَخْتَلِفُ بالماء في المجن، وكانت فاطمة تغسله، فلما رأت الدَّمَ يَزِيدُ عَلَى الْمَاءِ كَثْرَةً، عَمَدَتْ إِلَى حصير فأحرقتها، وألصقتها على جرحه، فرقأ الدم.
[ر: ٢٤٠]
(بيضة) خوذة. (رباعيته) السن التي بين الثنية والناب، والثنية إحدى السنين اللتين في مقدمة الفم. (يختلف) يأتي به مرة بعد أخرى. (المجن) الترس. (فرقأ) سكن عن الجري وانقطع.
٣ / ١٠٦٣
٢٧٤٨ – حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عن عمرو، عن الزهري، عن مالك
⦗١٠٦٤⦘
بن أوس بن الحدثان، عن عمر رضي الله عنه قال:
كانت أموال بني النضير مما أفاء اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ ﷺ، مما لم يوجف المسلمون عليه بخيل ولا ركاب، فكانت لرسول الله ﷺ خاصة، وكان ينفق على أهله نفقة سنته، ثم يجعلل ما بقي في السلاح والكراع، عدة في سبيل الله.
[٢٩٢٧، ٣٨٠٩، ٤٦٠٣، ٥٠٤٢، ٥٠٤٣، ٦٣٤٧، ٦٨٧٥]
أخرجه مسلم في الجهاد والسير، باب: حكم الفيء، رقم: ١٧٥٧. (أفاء) من الفيء وهو ما حصل للمسلمين من أموال الكفار من غير قتال. (يوجف) من الإيجاف وهو الإسراع في السير. (ركاب) الإبل التي يسار عليها. (خاصة) اختص بها ولم يشاركه فيها أحد. (الكراع) الخيل. (عدة في سبيل الله) استعدادا للجهاد، والعدة كل ما يعد لحوادث الدهر من سلاح وغيره.
٣ / ١٠٦٣
٢٧٤٩ – حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ قَالَ: حَدَّثَنِي سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن شداد، عن علي.
حدثنا قبيصة: حدثنا سفيان، عن سعد بن إبراهيم قال: حدثني عبد الله بن شداد قال: سمعت عليا رضي الله عنه يقول:
مَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ ﷺ يفدي رجلا بعد سَعْدٍ، سَمِعْتُهُ يَقُولُ: (ارْمِ فَدَاكَ أَبِي وَأُمِّي).
[٣٨٣٢، ٣٨٣٣، ٥٨٣٠]
أخرجه مسلم في فضائل الصحابة، باب: في فضل سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رضي الله عنه، رقم: ٢٤١١. (بعد سَعْدِ) بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رضي الله عنه، أي بمثل ما فداه به. (فداك أبي وأمي) هذا القول لإظهار كامل البر والحمية، وليس المراد تقديم المخاطب على الوالدين واحترامهما والبر بهما.
٣ / ١٠٦٤
٨٠ – باب: الدرق.
٣ / ١٠٦٤
٢٧٥٠ – حدثنا إسماعيل قال: حدثني ابن وهب: قال عمرو: حدثني أبو الأسود، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها:
دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وَعِنْدِي جَارِيَتَانِ تُغَنِّيَانِ بِغِنَاءِ بُعَاثَ، فَاضْطَجَعَ على الفراش وحول وجهه، فدخل أَبُو بَكْرٍ فَانْتَهَرَنِي وَقَالَ: مِزْمَارَةُ الشَّيْطَانِ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ. فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فقال: (دعهما). فلما غفل غمزتهما فخرجتا. وقالت: وَكَانَ يَوْمَ عِيدٍ، يَلْعَبُ السُّودَانُ بِالدَّرَقِ وَالْحِرَابِ، فإما سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ، وإما قال: (تشتهين تنظرين). فقالت: نعم، فأقامني وراءه، خدي على خده، ويقول: (دونكم بَنِي أَرْفِدَةَ). حَتَّى إِذَا مَلِلْتُ، قَالَ: (حَسْبُكِ). قلت: نعم، قال: فاذهبي). قال أحمد، عن ابن وهب: فلما غفل.
[ر: ٤٤٣]
٣ / ١٠٦٤
٨١ – باب: الحمائل وتعليق السيف بالعنق.
٣ / ١٠٦٥
٢٧٥١ – حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ:
كَانَ النَّبِيُّ ﷺ أحسن الناس، وأشجع الناس، ولقد فرغ أهل المدينة ليلة، فخرجوا نحو الصَّوْتِ، فَاسْتَقْبَلَهُمُ النَّبِيُّ ﷺ وقد استبرأ الخبر، وهو على فرس لأبي طلحة عري، وفي عنقه السيف، وهو يقول: (لم تراعوا، لم تراعوا). ثم قال: (وجدناه بحرا). أو قال: (إنه لبحر).
[ر: ٢٤٨٤]
أخرجه مسلم في الفضائل، باب: في شجاعة النبي ﷺ وتقدمه للحرب، رقم: ٢٣٠٧. (استبرأ الخبر) حققه وتبينه.
٣ / ١٠٦٥
٨٢ – باب: حلية السيوف.
٣ / ١٠٦٥
٢٧٥٢ – حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ: أخبرنا الأوزاعي قال: سمعت سليمان بن حبيب قال: سمعت أبا أمامة يقول:
لقد فتح الفتوح قوم، ما كانت حلية سيوفهم الذهب ولا الفضة، إنما كانت حليتهم العلابي والآنك والحديد.
(قوم) المراد الصحابة رضي الله عنهم ومن كان معهم في الفتوح. (حلية سيوفهم) ما تزين به. (العلابي) الجلود غير المدبوغة. (الآنك) الرصاص، ولم يكن الصحابة يزينون سلاحهم بالذهب وغيره، لاستغنائهم بهيبة الإيمان عن هيبة المظاهر.
٣ / ١٠٦٥
٨٣ – باب: من علق سيفه بالشجر في السفر عند القائلة.
٣ / ١٠٦٥
٢٧٥٣ – حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزهري قال: حدثني سنان ابن أبي سنان الدؤلي وأبو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: أَنَّ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما أخبر:
أنه غَزَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ قبل نجد، فلما قفل رسول الله ﷺ قفل معه، فأدركتهم القائلة في واد كثير العضاه، فنزل رسول الله ﷺ وتفرق الناس يستظلون بالشجر، فنزل رسول الله ﷺ تحت سمرة وعلق بها سيفه، ونمنا نومة، فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يدعونا، وإذا عنده أعرابي، فقال: (إن هذا اختراط علي سيفي وأنا نائم، فاستيقظت وهو في يده صلتا، فقال: من
⦗١٠٦٦⦘
يمنعك مني؟ فقلت: الله ثلاثا). ولم يعاقبه وجلس.
[٢٧٥٦، ٣٨٩٨، ٣٩٠٥، ٣٩٠٦، ٣٩٠٨]
(قبل نجد) ناحيتها، وهي ما بين الحجاز إلى الشام، ومنها المدينة والطائف. (قفل) رجع. (القائلة) النوم وقت الظهيرة. (العضاه) شجر عظيم له شوك. (سمرة) شجرة. (أعرابي) هو غورث بن الحارث. (اخترط) سل. (صلتا) مصلتا، بارزا ومستويا.
٣ / ١٠٦٥
٨٤ – باب: لبس البيضة.
٣ / ١٠٦٦
٢٧٥٤ – حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سهل رضي الله عنه:
أنه سئل عن جرح النبي ﷺ يوم أحد، فقال: جرح وجه النبي ﷺ، وكسرت رباعيته، وهشمت البيضة على رأسه، وكانت فاطمة عليها السلام تغسل الدم وعلي يمسك، فلما رأت أن الدم لا يزيد إلا كثرة، أخذت حصيرا فأحرقته حتى صار رمادا، ثم ألزقته، فاستمسك الدم.
[ر: ٢٤٠]
أخرجه مسلم في الجهاد والسير، باب: غزوة أحد، رقم: ١٧٩٠.
٣ / ١٠٦٦
٨٥ – باب: من لم ير كسر السلاح عند الموت.
٣ / ١٠٦٦
٢٧٥٥ – حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَبَّاسٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن الحارث قال:
مَا تَرَكَ النَّبِيُّ ﷺ إلا سلاحه، وبغلة بيضاء، وأرضا جعلها صدقة.
[ر: ٢٥٨٨]
٣ / ١٠٦٦
٨٦ – باب: تفرق الناس عن الإمام عند القائلة، والاستظلال بالشجر.
٣ / ١٠٦٦
٢٧٥٦ – حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزهري: حدثنا سنان بن أبي سنان وأبو سلمة: أن جابرا أخبره.
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سعد: أخبرنا ابن شهاب، عن سنان بن أبي سنان الدؤلي: أَنَّ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما أخبره:
أنه غَزَا مَعَ النَّبِيِّ ﷺ، فأدركتهم القائلة في واد كثير العضاه، فتفرق الناس في العضاه يستظلون بالشجر، فنزل النبي ﷺ تحت شجرة فعلق بها سيفه، ثم نام، فاستيقظ وعنده رجل وهو لا يشعر بِهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (إن هذا اخترط سيفي، فقال: من يمنعك؟ قلت: الله، فشام السيف، فها هو ذا جالس). ثم لم يعاقبه.
[ر: ٢٧٥٣]
(فشام السيف) جعله في غمده، ويستعمل بمعنى سل.
٣ / ١٠٦٦
٨٧ – باب: ما قيل في الرماح.
ويذكر عن ابن عمر، عن النبي ﷺ: (جعل رزقي تحت ظل رمحي، وجعل الذلة والصغار على من خالف أمري).
أي جعل الله تعالى كسبي ومعاشي من الغنيمة، وهي لا تنال إلا بالجهاد، ومن خالف ما جئت به ناله الذل، بالأسر والرق، أو فرض الجزية عليه. وقيل (تحت ظل رمحي) لأن الخصم إذا قرب من المقاتل، فعلاه الآخر بالرمح، كان تحت ظله.
٣ / ١٠٦٧
٢٧٥٧ – حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ، مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ الله، عن نافع، مولى أبي قتادة الأنصاري، عن أبي قتادة رضي الله عنه:
أَنَّهُ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، حَتَّى إِذَا كَانَ بِبَعْضِ طَرِيقِ مَكَّةَ، تَخَلَّفَ مَعَ أَصْحَابٍ لَهُ مُحْرِمِينَ، وَهُوَ غَيْرُ مُحْرِمٍ، فَرَأَى حِمَارًا وَحْشِيًّا، فَاسْتَوَى عَلَى فرسه، فسأل أصحابه أن يناولوه سوطه فَأَبَوْا، فَسَأَلَهُمْ رُمْحَهُ فَأَبَوْا، فَأَخَذَهُ ثُمَّ شَدَّ عَلَى الْحِمَارِ فَقَتَلَهُ، فَأَكَلَ مِنْهُ بَعْضُ أَصْحَابِ النبي ﷺ وأبى بعض، فَلَمَّا أَدْرَكُوا رَسُولَ اللَّهِ ﷺ سألوه عن ذلك، قال: (إنما هي طعمة أطعمكموها الله).
وعن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي قتادة: في الحمار الوحشي، مثل حديث أبي النضر، قال: (هل معكم من لحمه شيء).
[ر: ١٧٢٥]
(شد على الحمار) حمل عليه وأسرع إليه. (طعمة ..) رزق منحكم الله تعالى إياه.
٣ / ١٠٦٧
٨٨ – باب: ما قيل في درع النبي ﷺ والقميص في الحرب.
وقال النبي ﷺ: (أما خالد فقد احتبس أدراعه في سبيل الله). [ر: ١٣٩٩]
٣ / ١٠٦٧
٢٧٥٨ – حدثني مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ: حَدَّثَنَا خالد، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما قَالَ:
قَالَ النَّبِيُّ ﷺ وهو في قبة: (اللهم إني أنشدك عهدك ووعدك، اللهم إن شئت لم تعبد بعد اليوم). فأخذ أبو بكر بيده فقال: حسبك يا رسول الله، فقد ألححت على ربك، وهو في الدرع، فخرج وهو يقول: ﴿سيهزم الجمع ويولون
⦗١٠٦٨⦘
الدبر. بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر﴾. وقال وهيب: حدثنا خالد: يوم بدر.
[٣٧٣٧، ٤٥٩٤، ٤٥٩٦]
(قبة) بيت صغير من الخيام، وكل بناء مدور. (أنشدك) أسألك. (إن شئت) هلاك المؤمنين. (لم تعبد بعد اليوم) لأنه لا يبقى من يدعو إلى الله عز وجل، وتقوى شوكة الباطل. (حسبك) يكفيك. (ألححت) بالغت في الدعاء وأطلت فيه وداومت عليه. (سيهزم الجمع) سيفرق جمعهم ويتلاشى. (يولون الدبر) يديرون ظهورهم، أي يفرون منهزمين. (أدهى) أشد وأفظع، من الداهية وهي الأمر الشديد الذي لا يهتدى له. (أمر) أعظم بلية وأشد مرارة عليهم. /القمر: ٤٥، ٤٦/.
٣ / ١٠٦٧
٢٧٥٩ – حدثنا محمد بن كثير: أخبرنا سفيان، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة رضي الله عنها قَالَتْ:
تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ ودرعه مرهونة عند يهودي، بثلاثين صاعا من شعير.
وقال يعلى: حدثنا الأعمش: درع من حديد. وقال معلى: حدثنا عبد الواحد: حدثنا الأعمش وقال: رهنه درعا من حديد.
[ر: ١٩٦٢]
٣ / ١٠٦٨
٢٧٦٠ – حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ: حَدَّثَنَا ابن طاوس، عن أبيه، عن أبي هريرة رضي الله عنه،
عن النبي ﷺ قال: (مثل البخيل والمتصدق مثل رَجُلَيْنِ عَلَيْهِمَا جُبَّتَانِ مِنْ حَدِيدٍ، قَدِ اضْطُرَّتْ أيديهما إلى تراقيهما، فكلما هم المتصدق بصدقته اتسعت عليه حتى تعفي أثره، وكلما هم البخيل بالصدقة انقبضت كل حلقة إلى صاحبتها وتقلصت عليه، وانضمت يداه إلى تراقيه – فسمع النبي ﷺ يقول – فيجتهد أن يوسعها فلا تتسع).
[ر: ١٣٧٥]
(اضطرت) ألجأت. (تراقيهما) جمع ترقوة، وهي العظم الذي بين ثغرة النحر والعاتق. (تعفي) تمحو. (تقلصت) انزوت وانضمت. والمعنى: أن الكريم المتصدق تنبسط نفسه وترتاح إلى الصدقة، وأما البخيل فتضيق نفسه وتنقبض منها.
٣ / ١٠٦٨
٨٩ – باب: الجبة في السفر والحرب.
٣ / ١٠٦٨
٢٧٦١ – حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ: حدثنا الأعمش، عن أبي الضحى مسلم، هو ابن صبيح، عن مسروق قال: حدثني المغيرة ابن شعبة قال:
انْطَلَقَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ لِحَاجَتِهِ، ثُمَّ أَقْبَلَ، فلقيته بماء، وَعَلَيْهِ جُبَّةٌ شَأْمِيَّةٌ، فَمَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ وَغَسَلَ وَجْهَهُ، فَذَهَبَ يُخْرِجُ يَدَيْهِ مِنْ كُمَّيْهِ، فَكَانَا ضَيِّقَيْنِ، فأخرجهما من تحت فغسلهما ومسح برأسه، وعلى خفيه.
[ر: ١٨٠]
٣ / ١٠٦٨
٩٠ – باب: الحرير في الحرب.
٣ / ١٠٦٩
٢٧٦٢ – حدثنا أحمد بن المقدام: حدثنا خالد: حدثنا سعيد، عن قتادة: أن أنسا حَدَّثَهُمْ:
أَنّ النَّبِيَّ ﷺ رخص لعبد الرحمن بن عوف والزبير في قميص من حرير، من حكة كانت بهما.
أخرجه مسلم في اللباس والزينة، باب: إباحة لبس الحرير للرجل إذا كان به حكة، رقم: ٢٠٧٦. (رخص) من الرخصة وهي تشريع حكم تسهيلا واستثناء لعذر. (حكة) داء يكون بالجلد.
٣ / ١٠٦٩
٢٧٦٣ – حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عن أنس.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه:
أن عبد الرحمن بن عوف والزبير: شكوا إلى النبي ﷺ يعني القمل – فأرخص لهما في الحرير، فرأيته عليهما في غزاة.
٣ / ١٠٦٩
٢٧٦٤ – حدثنا مسدد: حدثنا يحيى عن شعبة: أخبرني قتادة: أن أنسا حدثهم قَالَ:
رَخَّصَ النَّبِيُّ ﷺ لعبد الرحمن بن عوف والزبير بن العوام في حرير.
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ: سمعت قتادة، عن أنس: رخص، أو رخص لحكة بهما.
[٥٥٠١]
٣ / ١٠٦٩
٩١ – باب: ما يذكر في السكين.
٣ / ١٠٦٩
٢٧٦٥ – حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عن جعفر بن عمرو بن أمية، عَنْ أَبِيهِ قَالَ:
رَأَيْتُ النَّبِيَّ ﷺ يأكل من كتف يحتز منها، ثم دعي إلى الصلاة فصلى ولم يتوضأ.
حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزهري، وزاد: فألقى السكين.
[ر: ٢٠٥]
٣ / ١٠٦٩
٩٢ – باب: ما قيل في قتال الروم.
٣ / ١٠٦٩
٢٧٦٦ – حدثني إسحاق بن يزيد الدمشقي: حدثنا يحيى بن حمزة قال: حدثني ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ: أن عمير بن الأسود العنسي حدثه: أنه أتى عبادة بن الصامت، وهو نازل في ساحة حمص، وهو في بناء له، ومعه أم حرام، قال عمير: فحدثتنا أم حرام:
⦗١٠٧٠⦘
أَنَّهَا سَمِعَتِ النَّبِيَّ ﷺ يقول: (أول جيش من أمتي يغزون البحر قد أوجبوا). قالت أم حرام: قلت: يا رسول الله أنا فيهم؟ قال: (أنت فيهم). ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (أول جيش من أمتي يغزون مدينة قيصرمغفور لهم). فقلت: أنا فيهم يا رسول الله؟ قال: (لا).
[ر: ٢٦٣٦]
(أوجبوا) لأنفسهم دخول الجنة بجهادهم في سبيل الله تعالى.
٣ / ١٠٦٩
٩٣ – باب: قتال اليهود.
٣ / ١٠٧٠
٢٧٦٧ – حدثنا إسحاق بن محمد الفروي: حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن عمر رضي الله عنهما:
أن رسول الله ﷺ قال: (تقاتلون اليهود، حتى يختبئ أحدهم وراء الحجر، فيقول: يا عبد الله، هذا يهودي ورائي فاقتله).
[٣٣٩٨]
٣ / ١٠٧٠
٢٧٦٨ – حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ الْقَعْقَاعِ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه،
عَنْ رَسُولِ الله ﷺ قال: (لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهود، حتى يقول الحجر وراءه اليهودي: يا مسلم، هذا يهودي ورائي فاقتله).
أخرجه مسلم في الفتن وأشراط الساعة، باب: لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَمُرَّ الرَّجُلُ بِقَبْرِ الرجل، رقم: ٢٩٢٢ (لا تقوم الساعة) المراد تأكيد أن هذا الأمر واقع لا محالة، وربما كان قريبا، وليس المراد أنه من علامات
قيام الساعة، والساعة القيامة وزلازلها.
٣ / ١٠٧٠
٩٤ – باب: قتال الترك.
٣ / ١٠٧٠
٢٧٦٩ – حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ: حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ تغلب قال:
قال النبي ﷺ: (إن من أشراط الساعة أن تقاتلوا قوما ينتعلون نعال الشعر، وإن من أشراط الساعة أن تقاتلوا قوما عراض الوجوه، كأن وجوههم المجان المطرقة).
[٣٣٩٧]
(أشراط الساعة) علامات قرب يوم القيامة. (ينتعلون نعال الشعر) يصنعون من الشعر نعالا، وقيل: معناه أن شعورهم طويلة إذا أسدلوها وصلت إلى أرجلهم كالنعال. (عراض الوجوه) وجوههم واسعة. (المجان) جمع مجن وهو الترس. (المطرقة) ألبست الأطرقة من الجلود، وهي الأغشية، جمع طراق، وهي جلدة تقدر على قدر الترس وتلصق عليها. شبه وجوههم بالترس لبسطها وتدويرها، وبالمطرقة لغلظها وكثرة لحمها، ونتوء وجناتها.
٣ / ١٠٧٠
٢٧٧٠ – حدثنا سعيد بن محمد: حدثنا يعقوب: حدثنا أبي، عن صالح، عَنْ
⦗١٠٧١⦘
الْأَعْرَجِ قَالَ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا الترك، صغار الأعين، حمر الوجوه، ذلف الأنوف، كأن وجوههم المجان المطرقة، ولا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوما نعالهم الشعر).
[٢٧٧١، ٣٣٩٤ – ٣٣٩٦]
أخرجه مسلم في الفتن وأشراط الساعة، باب: لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَمُرَّ الرَّجُلُ بِقَبْرِ الرجل، رقم: ٢٩١٢. (ذلف الأنوف) في أنوفهم فطس وقصر، مع استواء الأرنبة وغلظها.
٣ / ١٠٧٠
٩٥ – باب: قتال الذين ينتعلون الشعر.
٣ / ١٠٧١
٢٧٧١ – حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ: قال الزهري، عن سعيد ابْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه،
عن النبي ﷺ قال: (لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوما نعالهم الشعر، ولا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوما كأن وجوههم المجان المطرقة).
قال سفيان: وزاد فيه أبو الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة رواية: (صغار الأعين، ذلف الأنوف، كأن وجوههم المجان المطرقة).
[ر: ٢٧٧٠]
٣ / ١٠٧١
٩٦ – باب: من صف أصحابه عند الهزيمة، ونزل عن دابته واستنصر.
٣ / ١٠٧١
٢٧٧٢ – حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ: حَدَّثَنَا أبو إسحاق قال: سمعت البراء وسأله رجل:
أكنتم فررتم يا أبا عمارة يوم حنين؟ قال: لا والله، ما ولي رسول الله ﷺ، ولكنه خرج شبان أصحابه وأخفاؤهم حسرا ليس بسلاح، فأتوا قوما رماة، جمع هوازن وبني نصر، ما يكاد يسقط لهم سهم، فرشقوهم رشقا ما يكادون يخطئون، فأقبلوا هنالك إِلَى النَّبِيِّ ﷺ وَهُوَ على بغلته البيضاء، وابن عمه أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب يقود به، فنزل واستنصر، ثم قال: (أنا النبي لا كذب، أنا ابن عبد المطلب). ثم صف أصحابه.
[ر: ٢٧٠٩]
أخرجه مسلم في الجهاد والسير، باب: في غزوة حنين، رقم: ١٧٧٦. (أخفاؤهم) جمع خف بمعنى الخفيف، وهم الذين ليس معهم ما يثقلهم من سلاح أو غيره. (حسرا) جمع حاسر وهو الذي لا درع له ولا مغفر، أو الذي لا سلاح معه. (يسقط لهم سهم) أي دون إصابة الهدف. (فرشقوهم) رمى الجميع سهامهم دفعة واحدة. (استنصر) طلب النصر من الله تعالى وتضرع له.
٣ / ١٠٧١
٩٧ – باب: الدعاء على المشركين بالهزيمة والزلزلة.
٣ / ١٠٧١
٢٧٧٣ – حدثنا إبراهيم بن موسى: أخبرنا عيسى: حدثنا هشام، عن محمد، عن
⦗١٠٧٢⦘
عبيدة، عن علي رضي الله عنه قال:
لما كان يوم الأحزاب، قال رسول الله ﷺ: (ملأ الله بيوتهم وقبورهم نارا، شغلونا عن الصلاة الوسطى حتى غابت الشمس).
[٣٨٨٥، ٤٢٥٩، ٦٠٣٣]
أخرجه مسلم في المساجد ومواضع الصلاة، باب: التغليظ في تفويت صلاة العصر، وباب: الدليل لمن قال الصلاة الوسطى هي صلاة العصر، رقم: ٦٢٧. (يوم الأحزاب) يوم غزوة الخندق الذي تجمعت فيه القبائل العربية على قتال المسلمين. (الوسطى) صلاة العصر.
٣ / ١٠٧١
٢٧٧٤ – حدثنا قبيضة: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ ذَكْوَانَ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قَالَ:
كَانَ النَّبِيُّ ﷺ يدعو في القنوت: (اللَّهُمَّ أَنْجِ سَلَمَةَ بْنَ هِشَامٍ، اللَّهُمَّ أَنْجِ الوليد بن الوليد، اللَّهُمَّ أَنْجِ عَيَّاشَ بْنَ أَبِي رَبِيعَةَ، اللَّهُمَّ أَنْجِ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ، اللَّهُمَّ اشْدُدْ وَطْأَتَكَ على مضر، اللهم سنين كسني يوسف).
[ر: ٩٦١]
(اشدد وطأتك) عقوبتك. (مضر) علم على قريش. (سنين) جمع سنة وهي القحط والغلاء. (كسني يوسف) بن يعقوب عليه السلام، من حيث القحط وقلة الأمطار، والمراد السنون المذكورة بقوله تعالى: ﴿ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلا قَلِيلا مِمَّا تحصنون﴾ /يوسف: ٤٨/. (شداد) مجدبات صعاب. (ما قدمتم لهن) ما ادخرتم في السنين المخصبات. (تحصنون) تحرزون وتخبئون للزراعة.
٣ / ١٠٧٢