٥٣ – كتاب الرهن.

١ – باب: في الرَّهْنِ فِي الْحَضَرِ.
وَقَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿وَإِنْ كُنْتُمْ عَلَى سَفَرٍ وَلَمْ تَجِدُوا كَاتِبًا فَرِهَانٌ مَقْبُوضَةٌ﴾ /البقرة: ٢٨٣/.


(على سفر) مسافرين، وهذا القيد جري على الغالب وليس بشرط، وكذلك قوله تعالى: ﴿ولم تجدوا كاتبا﴾. فيصح الرهن في الحضر ومع وجود الكاتب. (فرهان) جمع رهن، وهو في اللغة مطلق الحبس، وشرعا: حبس شيء وثيقة بدين يمكن استيفاؤه منه عند تعذر الوفاء. (مقبوضة) في يد صاحب الدين وهو المرتهن، ولا يلزم الرهن إلا بالقبض.
٢ ‏/ ٨٨٧
٢٣٧٣ – حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ:
وَلَقَدْ رَهَنَ النَّبِيُّ ﷺ دِرْعَهُ بِشَعِيرٍ، وَمَشَيْتُ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ بخبز شعير وإهالة سنحة، وَلَقَدْ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: (مَا أَصْبَحَ لِآلِ مُحَمَّدٍ ﷺ إِلَّا صَاعٌ، وَلَا أمسى، وإنهم لتسعة أبيات).
[ر: ١٩٦٣]
٢ ‏/ ٨٨٧
٢ – بَاب: مَنْ رَهَنَ دِرْعَهُ.
٢ ‏/ ٨٨٧
٢٣٧٤ – حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ قَالَ: تَذَاكَرْنَا عِنْدَ إِبْرَاهِيمَ الرَّهْنَ وَالْقَبِيلَ فِي السَّلَفِ، فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: حَدَّثَنَا الْأَسْوَدُ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها:
أن النبي ﷺ اشْتَرَى مِنْ يَهُودِيٍّ طَعَامًا إِلَى أجل، ورهنه درعه.
[ر: ١٩٦٢]


(القيبل) الكفيل.
٢ ‏/ ٨٨٧
٣ – بَاب: رَهْنِ السِّلَاحِ.
٢ ‏/ ٨٨٧
٢٣٧٥ – حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ: قال عمرو: سمعت جابر
ابن عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما يَقُولُ:
قَالَ رسول الله ﷺ: (من لكعب بن الأشرف، فإنه آذَى اللَّهَ وَرَسُولَهُ ﷺ. فَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ: أَنَا، فَأَتَاهُ فَقَالَ: أَرَدْنَا أَنْ تُسْلِفَنَا وَسْقًا أَوْ وَسْقَيْنِ، فَقَالَ: ارهنوني نساءكم، كَيْفَ نَرْهَنُكَ نِسَاءَنَا، وَأَنْتَ أَجْمَلُ الْعَرَبِ؟ قَالَ:

⦗٨٨٨⦘
فَارْهَنُونِي أَبْنَاءَكُمْ، قَالُوا: كَيْفَ نَرْهَنُ أَبْنَاءَنَا، فَيُسَبُّ أَحَدُهُمْ، فَيُقَالُ: رُهِنَ بِوَسْقٍ أَوْ وَسْقَيْنِ، هَذَا عار علينا، ولكنا نرهنك اللأمة – قَالَ سُفْيَانُ: يَعْنِي السِّلَاحَ – فَوَعَدَهُ أَنْ يَأْتِيَهُ، فَقَتَلُوهُ، ثُمَّ أَتَوْا النَّبِيَّ ﷺ فأخبروه.
[٢٨٦٧، ٢٨٦٨، ٣٨١١]


(من لكعب) من يذهب ويتصدى لقتله. (تسلفنا) تعطينا سلفا.
٢ ‏/ ٨٨٧
٤ – بَاب: الرَّهْنُ مَرْكُوبٌ وَمَحْلُوبٌ.
وَقَالَ مُغِيرَةُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ: تُرْكَبُ الضَّالَّةُ بِقَدْرِ عَلَفِهَا، وَتُحْلَبُ بِقَدْرِ علفها، والرهن مثله.


(الضالة) ما ضل وضاع من البهائم ذكرا كان أو أنثى.
٢ ‏/ ٨٨٨
٢٣٧٦ – حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّاءُ، عَنْ عَامِرٍ، عن أبي هريرة رضي الله عنه،
عن النَّبِيِّ ﷺ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: (الرَّهْنُ يُرْكَبُ بِنَفَقَتِهِ، وَيُشْرَبُ لَبَنُ الدَّرِّ إذا كان مرهونا).


(الرهن) المرهون. (يركب بنفقته) يركبه المرتهن وينفق عليه، فيكون ركوبه بمقابلة نفقته. (يشرب لبن الدر) أي الدارة وهي ذات الضرع، ويؤخذ لبنها بمقابلة النفقة عليها.
٢ ‏/ ٨٨٨
٢٣٧٧ – حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ: أَخْبَرَنَا زَكَرِيَّاءُ، عَنْ الشَّعْبِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ:
قال رسول الله ﷺ: (الظهر يُرْكَبُ بِنَفَقَتِهِ إِذَا كَانَ مَرْهُونًا، وَلَبَنُ الدَّرِّ يُشْرَبُ بِنَفَقَتِهِ إِذَا كَانَ مَرْهُونًا، وَعَلَى الَّذِي يركب ويشرب النفقة).


(الظهر) أي الدواب التي يركب ظهرها، وهذه الرواية تفسير لرواية: (الرهن).
٢ ‏/ ٨٨٨
٥ – بَاب: الرَّهْنِ عِنْدَ الْيَهُودِ وَغَيْرِهِمْ.
٢ ‏/ ٨٨٨
٢٣٧٨ – حدثنا قتيبة: حدثنا جرير، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة رضي الله عنها قالت:
اشترى رسول الله ﷺ مِنْ يَهُودِيٍّ طَعَامًا، وَرَهَنَهُ دِرْعَهُ.
[ر: ١٩٦٢]
٢ ‏/ ٨٨٨
٦ – بَاب: إِذَا اخْتَلَفَ الرَّاهِنُ وَالْمُرْتَهِنُ وَنَحْوُهُ، فَالْبَيِّنَةُ عَلَى الْمُدَّعِي وَالْيَمِينُ عَلَى الْمُدَّعَى عَلَيْهِ.
٢ ‏/ ٨٨٨
٢٣٧٩ – حَدَّثَنَا خَلَّادُ بْنُ يَحْيَى: حَدَّثَنَا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: كَتَبْتُ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، فَكَتَبَ إِلَيَّ:
إِنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَضَى، أَنَّ الْيَمِينَ عَلَى الْمُدَّعَى عَلَيْهِ.
[٢٥٢٤، ٤٢٧٧]
٢ ‏/ ٨٨٨
٢٣٨٠ – حدثنا قتيبة بن سعيد: حدثنا جرير، عن مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ:
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ رضي الله عنه: (مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ يَسْتَحِقُّ بِهَا مَالًا، وَهُوَ فِيهَا فَاجِرٌ، لَقِيَ اللَّهَ وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ). فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَصْدِيقَ ذَلِكَ: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلا – فَقَرَأَ إِلَى – عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾. ثُمَّ إِنَّ الْأَشْعَثَ بْنَ قَيْسٍ خَرَجَ إِلَيْنَا فَقَالَ: مَا يُحَدِّثُكُمْ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ؟ قَالَ: فَحَدَّثْنَاهُ، قَالَ: فَقَالَ: صَدَقَ، لَفِيَّ وَاللَّهِ أُنْزِلَتْ، كَانَتْ بَيْنِي وَبَيْنَ رَجُلٍ خُصُومَةٌ فِي بِئْرٍ، فَاخْتَصَمْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (شَاهِدَاكَ أَوْ يَمِينُهُ). قُلْتُ: إِنَّهُ إِذًا يَحْلِفُ وَلَا يُبَالِي، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ يَسْتَحِقُّ بها مالا، هو فِيهَا فَاجِرٌ، لَقِيَ اللَّهَ وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ). فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَصْدِيقَ ذَلِكَ، ثُمَّ اقْتَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قليلا – إلى – ولهم عذاب أليم﴾.
[ر: ٢٢٢٩]
٢ ‏/ ٨٨٩

عن معز نوني

متحصّل على شهادة ختم الدروس للمعهد الأعلى لتكوين المعلمين بقفصة دفعة 2000، يعمل حاليًّا أستاذ مدارس إبتدائية

شاهد أيضاً

١ – بَدْءُ الْوَحْيِ.

قَالَ الشَّيْخُ الْإِمَامُ الْحَافِظُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمُغِيرَةِ الْبُخَارِيُّ …