٥١ – كتاب المظالم.

١ – باب: في الْمَظَالِمِ وَالْغَصْبِ.
وَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ ليوم تشخص فيه الأبصار. مهطعين مقنعي رؤوسهم﴾: رافعي، المقنع والمقمح واحد. وقال مجاهد: ﴿مهطعين﴾ مُدِيمِي النَّظَرِ، وَيُقَالُ: مُسْرِعِينَ. ﴿لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طرفهم وأفئدتهم هواء﴾. يَعْنِي جُوفًا لَا عُقُولَ لَهُمْ. ﴿وَأَنْذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُوا رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرسل أو لم تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ مَا لَكُمْ مِنْ زَوَالٍ. وَسَكَنْتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الأَمْثَالَ. وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ. فَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عزيز ذو انتقام﴾ /إبراهيم: ٤٢ – ٤٧/.


(تشخص فيه الأبصار) تبقى عيونهم في ذلك اليوم مفتوحة ممدودة، من غير تحريك للأجفان. (لا يرتد إليهم طرفهم) لا يطرفون ولا ترجع إليهم أبصارهم. (أفئدتهم هواء) قلوبهم فارغة، ليس فيها قوة ولا جراءة، وقيل: صفر من الخير خالية عنه. (ما لكم من زوال) باقون في الدنيا، لا تزالون عنها بالموت والفناء. (ضربنا لكم الأمثال) ذكرنا لكم ما أصاب الأمم قبلكم واضحا مبينا لتعتبروا. (مكروا مكرهم) دبروا فيما بينهم أمر قتل النبي ﷺ. (عند الله مكرهم) عالم به لا يخفى عليه، فيردهم خائبين، ويجازيهم على سوء تدبيرهم. (لتزول منه الجبال) ولو بلغ من تدبيرهم أنه تزال به الجبال الراسيات، فإنه لا يضر أولياء الله تعالى في نصرة دينه وتبليغ دعوته.
٢ ‏/ ٨٦١
٢ – باب: قصاص المظالم.
٢ ‏/ ٨٦١
٢٣٠٨ – حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: أَخْبَرَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ النَّاجِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه،
عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ قَالَ: إِذَا خَلَصَ الْمُؤْمِنُونَ مِنَ النَّارِ حُبِسُوا بِقَنْطَرَةٍ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ، فَيَتَقَاصُّونَ مَظَالِمَ كَانَتْ بَيْنَهُمْ

⦗٨٦٢⦘
فِي الدُّنْيَا حَتَّى إِذَا نُقُّوا وَهُذِّبُوا، أُذِنَ لَهُمْ بِدُخُولِ الْجَنَّةِ، فَوَالَّذِي نفس محمد ﷺ بِيَدِهِ، لَأَحَدُهُمْ بِمَسْكَنِهِ فِي الْجَنَّةِ أَدَلُّ بِمَنْزِلِهِ كَانَ فِي الدُّنْيَا).
وَقَالَ يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ قَتَادَةَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْمُتَوَكِّلِ.
[٦١٧٠]


(حبسوا) أوقفوا. (بقنطرة) كل شيء ينصب على طرفي واد أو جانبي نهر ونحوه. (فيتقاصون) من القصاص، والمعنى: يتراضون فيما بينهم ويتسامحون، عما كان لبعضهم من تبعات على بعض. (نقوا وهذبوا) خلصوا من جميع الآثام، ولم يبق على أحدهم أية تبعة، من التنقية وهي تمييز الجيد من الرديء، والتهذيب وهو التخليص. (أدل) أكثر دلالة وأعرف.
٢ ‏/ ٨٦١
٣ – بَاب: قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ على الظالمين﴾.
٢ ‏/ ٨٦٢
٢٣٠٩ – حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ قَالَ: أَخْبَرَنِي قَتَادَةُ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ الْمَازِنِيِّ قَالَ:
بَيْنَمَا أَنَا أَمْشِي مَعَ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما آخِذٌ بِيَدِهِ، إِذْ عَرَضَ رَجُلٌ فَقَالَ: كَيْفَ سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ فِي النَّجْوَى؟ فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ يُدْنِي الْمُؤْمِنَ، فَيَضَعُ عَلَيْهِ كَنَفَهُ وَيَسْتُرُهُ، فَيَقُولُ: أَتَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا: أَتَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ أَيْ رَبِّ، حَتَّى إِذَا قَرَّرَهُ بِذُنُوبِهِ، وَرَأَى فِي نَفْسِهِ أَنَّهُ هَلَكَ، قَالَ: سَتَرْتُهَا عَلَيْكَ فِي الدُّنْيَا، وَأَنَا أَغْفِرُهَا لَكَ الْيَوْمَ، فَيُعْطَى كتاب حسناته. وأما الكافر والمنافق، فَيَقُولُ الْأَشْهَادُ: ﴿هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ ألا لعنة الله على الظالمين﴾.
[٤٤٠٨، ٥٧٢٢، ٧٠٧٦]
أخرجه مسلم في التوبة، قبول توبة القاتل وإن كثر قتله، رقم: ٢٧٦٨. (النجوى) هي التكالم سرا، والمراد: ما يقع بين الله تعالى وبين عبده المؤمن يوم القيامة، من إطلاعه على معاصيه سرا، فضلا منه سبحانه. (يدني) يقرب. (كنفه) ستره وحفظه. (هلك) باستحقاقه العذاب على ذنوبه. (الأشهاد) جمع شاهد وشهيد، وهم الرسل والملائكة والمؤمنون من الإنس والجن. (كذبوا على ربهم) بنسبة الشريك له والولد، وأن الله تعالى لا يبعثهم بعد موتهم، سبحانه وتعالى عن ذلك علوا كبيرا. (لعنة الله) الطرد من رحمته والعذاب الدائم في جهنم. (الظالمين) المشركين والكافرين ومن على شاكلتهم. /هود: ١٨/.
٢ ‏/ ٨٦٢
٤ – بَاب: لَا يَظْلِمُ الْمُسْلِمُ الْمُسْلِمَ وَلَا يُسْلِمُهُ.
٢ ‏/ ٨٦٢
٢٣١٠ – حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ: أَنَّ سَالِمًا أَخْبَرَهُ: أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أخبره:
أن رسول الله ﷺ قَالَ: (الْمُسْلِمُ أَخُو

⦗٨٦٣⦘
الْمُسْلِمِ، لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يُسْلِمُهُ، وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا ستره الله يوم القيامة).
[٦٥٥١]


أخرجه مسلم في البر والصلة والآداب، باب: تحريم الظلم، رقم: ٢٥٨٠. (يسلمه) يتركه إلى الظلم. (كان في حاجة أخيه) سعى في قضائها. (كان الله في حاجته) أعانه الله تعالى وسهل له قضاء حاجته. (كربة) مصيبة من مصائب الدنيا، توقعه في الغم وتأخذ بنفسه.
٢ ‏/ ٨٦٢
٥ – بَاب: أَعِنْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا.
٢ ‏/ ٨٦٣
٢٣١١ – حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ: أَخْبَرَنَا عبيد الله ابن أَبِي بَكْرِ بْنِ أَنَسٍ وَحُمَيْدٌ الطَّوِيلُ: سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رضي الله عنه يَقُولُ:
قال رسول الله ﷺ: (انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا).
٢ ‏/ ٨٦٣
٢٣١٢ – حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا). قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا نَنْصُرُهُ مَظْلُومًا، فَكَيْفَ نَنْصُرُهُ ظَالِمًا؟ قَالَ: (تأخذ فوق يديه).
[٦٥٥٢]
(تأخذ فوق يديه) تمنعه من الظلم.
٢ ‏/ ٨٦٣
٦ – بَاب: نَصْرِ الْمَظْلُومِ.
٢ ‏/ ٨٦٣
٢٣١٣ – حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ الرَّبِيعِ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْأَشْعَثِ بْنِ سُلَيْمٍ قَالَ: سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ بْنَ سُوَيْدٍ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ رضي الله عنهما قَالَ:
أَمَرَنَا النَّبِيُّ ﷺ بِسَبْعٍ، وَنَهَانَا عَنْ سَبْعٍ، فَذَكَرَ: (عِيَادَةَ الْمَرِيضِ، وَاتِّبَاعَ الْجَنَائِزِ، وَتَشْمِيتَ الْعَاطِسِ، وَرَدَّ السَّلَامِ، ونصر المظلوم، وإجابة الداعي، وإبرار المقسم).
[ر: ١١٨٢]
٢ ‏/ ٨٦٣
٢٣١٤ – حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ بُرَيْدٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه،
عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: (الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ، يشد بعضه بعضا). وشبك بين أصابعه.
[ر: ٤٦٧]
٢ ‏/ ٨٦٣
٧ – بَاب: الِانْتِصَارِ مِنَ الظَّالِمِ.
لِقَوْلِهِ جَلَّ ذِكْرُهُ: ﴿لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا

⦗٨٦٤⦘
عَلِيمًا﴾ /النساء: ١٤٨/. ﴿وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ﴾ /الشورى: ٣٩/. قَالَ إِبْرَاهِيمُ: كَانُوا يَكْرَهُونَ أَنْ يُسْتَذَلُّوا، فإذا قدروا عفوا.


(الجهر بالسوء من القول) الإعلان بالكلام الذي فيه ذكر مساوئ غيره. (من ظلم) اعتدي عليه، فلا يؤاخذ بالإخبار عن ظلم ظالمه، وذكره بما فيه، أو الدعاء عليه. (البغي) الظلم والاعتداء. (ينتصرون) ينتقمون ممن ظلمهم.
٢ ‏/ ٨٦٣
٨ – باب: عفو المظلوم.
لقوله تعالى: ﴿إن تبدو خيرا أو تخفوه أو تعفو عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا﴾ /النساء: ١٤٩/. ﴿وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ. وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ. إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ. وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إن ذلك لمن عزم الأمور. وَتَرَى الظَّالِمِينَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ يَقُولُونَ هَلْ إلى مرد من سبيل﴾ /الشورى: ٤٠ – ٤٤/.


(تبدوا) تظهروا. (خيرا) عملا صالحا بدل السوء. (سوء) ظلم. (عفوا قديرا) يعفو عن عباده مع قدرته عليهم، فإذا تخلقتم بأخلاقه سبحانه أجزل لكم الثواب. (سيئة مثلها) عقوبة مماثلة للإساءة. (وما عليهم من سبيل) ليس عليهم مؤاخذة أو لوم. (يبغون) يعتدون ويفسدون. (عزم الأمور) الأمور التي طلبها الشارع وندب إليها، والعزم: الإقدام على الأمر بحزم بعد التفكير والروية. (مرد) رجعة إلى الدنيا. (سبيل) طريق.
٢ ‏/ ٨٦٤
٩ – بَاب: الظُّلْمُ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
٢ ‏/ ٨٦٤
٢٣١٥ – حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ الْمَاجِشُونُ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما،
عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قال: (الظلم ظلمات يوم القيامة).


أخرجه مسلم في البر والصلة الآداب، باب: تحريم الظلم، رقم: ٢٥٧٩. (ظلمات) على فاعله في الدنيا، فيحجب عن رحمة الله تعالى ورؤيته يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
٢ ‏/ ٨٦٤
١٠ – بَاب: الِاتِّقَاءِ وَالْحَذَرِ مِنْ دَعْوَةِ الْمَظْلُومِ.
٢ ‏/ ٨٦٤
٢٣١٦ – حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُوسَى: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّاءُ بْنُ إِسْحَاقَ الْمَكِّيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَيْفِيٍّ، عَنْ أَبِي مَعْبَدٍ، مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما:
أن النَّبِيَّ ﷺ بَعَثَ مُعَاذًا إِلَى الْيَمَنِ، فَقَالَ: (اتَّقِ دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ، فَإِنَّهَا لَيْسَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ اللَّهِ حِجَابٌ).
[ر: ١٣٣١]


أخرجه مسلم في الإيمان، باب: الدعاء إلى الشهادتين وشرائع الإسلام، رقم: ١٩.
٢ ‏/ ٨٦٤
١١ – بَاب: مَنْ كَانَتْ لَهُ مَظْلَمَةٌ عِنْدَ الرَّجُلِ فَحَلَّلَهَا لَهُ، هَلْ يُبَيِّنُ مَظْلَمَتَهُ.
٢ ‏/ ٨٦٥
٢٣١٧ – حَدَّثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ: حَدَّثَنَا ابْنُ أبي ذئب: حدثنا سعيد المقبري، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
قال رسول اللَّهِ ﷺ: (مَنْ كَانَتْ له مظلمة لأحد مِنْ عِرْضِهِ أَوْ شَيْءٍ فَلْيَتَحَلَّلْهُ مِنْهُ الْيَوْمَ، قَبْلَ أَنْ لَا يَكُونَ دِينَارٌ وَلَا دِرْهَمٌ، إِنْ كَانَ لَهُ عَمَلٌ صَالِحٌ أُخِذَ مِنْهُ بِقَدْرِ مَظْلَمَتِهِ، وَإِنْ لَمْ تَكُنْ لَهُ حَسَنَاتٌ أُخِذَ مِنْ سَيِّئَاتِ صَاحِبِهِ فَحُمِلَ عَلَيْهِ).
قَالَ أَبُو عَبْد اللَّهِ: قَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ: إِنَّمَا سُمِّيَ الْمَقْبُرِيَّ لِأَنَّهُ كَانَ نَزَلَ نَاحِيَةَ الْمَقَابِرِ. قَالَ أَبُو عَبْد اللَّهِ: وَسَعِيدٌ الْمَقْبُرِيُّ هُوَ مَوْلَى بَنِي لَيْثٍ، وَهُوَ سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ، وَاسْمُ أَبِي سَعِيدٍ كَيْسَانُ.
[٦١٦٩]
(له مظلمة) أي قد ظلم أحدا بقول أو فعل. (عرضه) جانبه الذي يصونه ويحامي عنه، من نفسه وحسبه. (فليتحلله) يطلب منه العفو والمسامحة، أو يؤدي إليه مظلمته. (فحمل عليه) ألقي على الظالم عقوبات سيئات المظلوم.
٢ ‏/ ٨٦٥
١٢ – بَاب: إِذَا حَلَّلَهُ مِنْ ظُلْمِهِ فَلَا رُجُوعَ فيه.
٢ ‏/ ٨٦٥
٢٣١٨ – حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها:
﴿وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إعراضا﴾. قَالَتْ: الرَّجُلُ تَكُونُ عِنْدَهُ الْمَرْأَةُ، لَيْسَ بِمُسْتَكْثِرٍ مِنْهَا، يُرِيدُ أَنْ يُفَارِقَهَا، فَتَقُولُ: أَجْعَلُكَ مِنْ شَأْنِي فِي حِلٍّ، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ فِي ذلك:
[٢٥٤٨، ٤٣٢٥، ٤٩١٠]
(بعلها) زوجها. (نشوزا) سوء عشرة ومنع نفقة. (إعراضا) كراهية لها ورغبة في مفارقتها. (ليس بمستكثر منها) لا يريد كثرة صحبتها والاستمرار معها. (من شأني في حل) أسقط عنك مالي من حقوق. (الآية) هي المذكورة في الحديث. /النساء: ١٢٨/.
٢ ‏/ ٨٦٥
١٣ – باب: إذا أذن له وأحله، وَلَمْ يُبَيِّنْ كَمْ هُوَ.
٢ ‏/ ٨٦٥
٢٣١٩ – حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي حَازِمِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ سَهْلِ بن سعد الساعدي رضي الله عنه:
أن رَسُولَ اللَّهِ ﷺ أُتِيَ بِشَرَابٍ فَشَرِبَ مِنْهُ، وَعَنْ يَمِينِهِ غُلَامٌ، وَعَنْ يَسَارِهِ الْأَشْيَاخُ، فَقَالَ لِلْغُلَامِ: (أَتَأْذَنُ لِي أَنْ أُعْطِيَ هَؤُلَاءِ). فَقَالَ الْغُلَامُ:

⦗٨٦٦⦘
وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَا أُوثِرُ بِنَصِيبِي مِنْكَ أَحَدًا. قَالَ: فَتَلَّهُ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ في يده.
[ر: ٢٢٢٤]


(فتله) وضعه في يده ودفعه إليه.
٢ ‏/ ٨٦٥
١٤ – بَاب: إِثْمِ مَنْ ظَلَمَ شَيْئًا مِنَ الْأَرْضِ.
٢ ‏/ ٨٦٦
٢٣٢٠ – حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزهري قال: حدثني طلحة ابن عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَمْرِو بْنِ سَهْلٍ أَخْبَرَهُ: أَنَّ سَعِيدَ بْنَ زَيْدٍ رضي الله عنه قَالَ:
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: (مَنْ ظَلَمَ مِنَ الْأَرْضِ شَيْئًا طُوِّقَهُ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ).
[٣٠٢٦]
٢ ‏/ ٨٦٦
٢٣٢١ – حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ: حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: أَنَّ أَبَا سَلَمَةَ حَدَّثَهُ:
أَنَّهُ كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أُنَاسٍ خُصُومَةٌ، فَذَكَرَ لِعَائِشَةَ رضي الله عنها، فَقَالَتْ: يَا أَبَا سَلَمَةَ، اجْتَنِبِ الْأَرْضَ، فَإِنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: (مَنْ ظَلَمَ قِيدَ شِبْرٍ مِنَ الْأَرْضِ طُوِّقَهُ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ).
[٣٠٢٣]
أخرجه مسلم في المساقاة، باب: تحريم الظلم وغصب الأرض وغيرها، رقم: ١٦١٢. (خصومة) نزاع حول شيء. (اجتنب الأرض) احذر أن تأخذ منها شيئا بغير حق، أو لا تتعاطاها خوفا من أن تقع في ذلك. (قيد) قدر.
٢ ‏/ ٨٦٦
٢٣٢٢ – حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن المبارك: حدثنا موسى ابن عُقْبَةَ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه قَالَ:
قَالَ النبي ﷺ: (مَنْ أَخَذَ مِنَ الْأَرْضِ شَيْئًا بِغَيْرِ حَقِّهِ، خُسِفَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَى سَبْعِ أرضين).
قال الفربري: قال أبو جعفر بن أبي حاتم: قال أبو عَبْدِ اللهِ: هَذَا الْحَدِيثُ لَيْسَ بِخُرَاسَانَ فِي كتاب ابن المبارك، أملاه عليهم بالبصرة.
[٣٠٢٤]
(خسف به) غارت به الأرض وجعل ذلك في عنقه كالطوق. (ليس بخراسان ..) قال العيني: أراد أن عبد الله بن المبارك صنف كتبه بخراسان وحدث بها هناك، وحملها عنه أهلها، إلا أن هذا الحديث فإنه أملاه عليهم بالبصرة. (الفربري) هو أحد الرواة عن البخاري. (أبو جعفر) هو كاتب البخاري. (أبو عبد الله) هو البخاري نفسه رحمه الله تعالى.
٢ ‏/ ٨٦٦
١٥ – بَاب: إِذَا أَذِنَ إِنْسَانٌ لِآخَرَ شَيْئًا جَازَ.
٢ ‏/ ٨٦٧
٢٣٢٣ – حدثنا حفص بن عمر: حدثنا شعبة، عن جَبَلَةَ:
كُنَّا بِالْمَدِينَةِ فِي بَعْضِ أَهْلِ الْعِرَاقِ، فَأَصَابَنَا سَنَةٌ، فَكَانَ ابْنُ الزُّبَيْرِ يَرْزُقُنَا التَّمْرَ، فَكَانَ ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما يَمُرُّ بِنَا فَيَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ نَهَى عَنِ الْإِقْرَانِ، إِلَّا أَنْ يستأذن الرجل منكم أخاه.
[٢٣٥٧، ٢٣٥٨، ٥١٣١]
أخرجه مسلم في الأشربة، باب: نهي الآكل مع جماعة عن قران تمرتين ونحوهما، رقم: ٢٠٤٥. (سنة) غلاء وجدب. (يرزقنا) يعطينا ويطعمنا. (الإقران) أن يأكل تمرتين تمرتين.
٢ ‏/ ٨٦٧
٢٣٢٤ – حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ:
أَنَّ رَجُلًا مِنْ الْأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُ أَبُو شُعَيْبٍ، كَانَ لَهُ غُلَامٌ لَحَّامٌ، فَقَالَ لَهُ أَبُو شُعَيْبٍ: اصْنَعْ لِي طَعَامَ خَمْسَةٍ، لَعَلِّي أَدْعُو النَّبِيَّ ﷺ خامس خَمْسَةٍ، وَأَبْصَرَ فِي وَجْهِ النَّبِيِّ ﷺ الْجُوعَ، فَدَعَاهُ، فَتَبِعَهُمْ رَجُلٌ لَمْ يُدْعَ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (إِنَّ هَذَا قَدِ اتَّبَعَنَا، أَتَأْذَنُ لَهُ). قَالَ: نعم.
[ر: ١٩٧٥]
٢ ‏/ ٨٦٧
١٦ – بَاب: قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ﴾ /البقرة: ٢٠٤/.


(ألد الخصام) شديد العداوة في الخصومة، يكذب ويفتري ولا يستقيم مع الحق.
٢ ‏/ ٨٦٧
٢٣٢٥ – حدثنا أبو عاصم، عن ابن جريج، عن ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها،
عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: (إِنَّ أَبْغَضَ الرِّجَالِ إِلَى اللَّهِ الْأَلَدُّ الخصم).
[٤٢٥١، ٦٧٦٥]
أخرجه مسلم في العلم، باب: في الألد الخصم، رقم: ٢٦٦٨. (الألد الخصم) المعوج عن الحق، المولع بالخصومة والماهر بها، والألد في اللغة الأعوج.
٢ ‏/ ٨٦٧
١٧ – بَاب: إِثْمِ مَنْ خَاصَمَ فِي بَاطِلٍ وَهُوَ يعلمه.
٢ ‏/ ٨٦٧
٢٣٢٦ – حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ: أَنَّ زَيْنَبَ بِنْتَ أُمِّ سَلَمَةَ أَخْبَرَتْهُ: أَنَّ أُمَّهَا أُمَّ سَلَمَةَ رضي الله عنها، زَوْجَ النَّبِيِّ ﷺ أَخْبَرَتْهَا،
عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ: أَنَّهُ سَمِعَ خُصُومَةً

⦗٨٦٨⦘
بِبَابِ حُجْرَتِهِ، فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ، فَقَالَ: (إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ، وَإِنَّهُ يَأْتِينِي الْخَصْمُ، فَلَعَلَّ بَعْضَكُمْ أَنْ يَكُونَ أَبْلَغَ مِنْ بَعْضٍ، فَأَحْسِبُ أَنَّهُ صَدَقَ، فَأَقْضِيَ لَهُ بِذَلِكَ، فَمَنْ قَضَيْتُ لَهُ بِحَقِّ مُسْلِمٍ، فَإِنَّمَا هِيَ قِطْعَةٌ مِنَ النَّارِ، فَلْيَأْخُذْهَا أو فليتركها).
[٢٥٣٤، ٦٥٦٦، ٦٧٤٨، ٦٧٥٩، ٦٧٦٢]


أخرجه مسلم في الأقضية، باب: الحكم بالظاهر واللحن بالحجة، رقم: ١٧١٣. (بشر) لا أعلم الغيب وبواطن الأمور إلا ما أطلعني الله تعالى عليه، ويطرأ علي ما يطرأ على البشر من أعراض لا تخل في كوني رسولا، كالغضب والتأثر بظاهر الكلام. (الخصم) المتخاصمون. (أبلغ) أفصح ببيان حجته. (بذلك) بما ظهر لي من الحجة. (قطعة من النار) أي فهي حرام مآل آخذه إلى النار.
٢ ‏/ ٨٦٧
١٨ – بَاب: إِذَا خَاصَمَ فَجَرَ.
٢ ‏/ ٨٦٨
٢٣٢٧ – حدثنا بشر بن خالد: أخبرنا محمد، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما،
عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: (أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا، أَوْ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْ أَرْبَعَةٍ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنَ النِّفَاقِ حَتَّى يَدَعَهَا: إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ، وَإِذَا خَاصَمَ فجر).
[ر: ٣٤]
٢ ‏/ ٨٦٨
١٩ – بَاب: قِصَاصِ الْمَظْلُومِ إِذَا وَجَدَ مَالَ ظَالِمِهِ.
وَقَالَ ابْنُ سِيرِينَ: يُقَاصُّهُ، وَقَرَأَ: ﴿وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به﴾ /النحل: ١٢٦/.


(يقاصه) يأخذ منه مثل ماله. (بمثل ما عوقبتم به) دون زيادة أو نقصان.
٢ ‏/ ٨٦٨
٢٣٢٨ – حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزهري: حَدَّثَنِي عُرْوَةُ: أَنَّ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: جَاءَتْ هِنْدُ بِنْتُ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ فَقَالَتْ:
يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أَبَا سُفْيَانَ رَجُلٌ مِسِّيكٌ، فَهَلْ عَلَيَّ حَرَجٌ أَنْ أُطْعِمَ مِنَ الَّذِي لَهُ عِيَالَنَا؟ فَقَالَ: (لَا حَرَجَ عليك أن تطعميهم بالمعروف).
[ر: ٢٠٩٧]
٢ ‏/ ٨٦٨
٢٣٢٩ – حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ:
قُلْنَا لِلنَّبِيِّ ﷺ: إِنَّكَ تَبْعَثُنَا، فَنَنْزِلُ بِقَوْمٍ لا يقروننا، فَمَا تَرَى فِيهِ؟ فَقَالَ لَنَا: (إِنْ نَزَلْتُمْ بِقَوْمٍ، فَأُمِرَ لَكُمْ بِمَا يَنْبَغِي لِلضَّيْفِ فَاقْبَلُوا، فَإِنْ لَمْ يَفْعَلُوا، فَخُذُوا مِنْهُمْ حَقَّ الضَّيْفِ).
[٥٧٨٦]
أخرجه مسلم في اللقطة، باب: الضيافة ونحوها، رقم: ١٧٢٧ (لا يقروننا) لا يقدمون لنا ضيافة. (بما ينبغي) بما يقدم عادة. (فخذوا منهم) ما كان ينبغي أن يقدم قهرا عنهم، وذلك في حق الضيف المضطر إلى ضيافة، كما لو كان في مكان لا تباع فيه الأشياء، أو كان منقطعا، وأما غير المضطر فضيافته سنة مؤكدة.
٢ ‏/ ٨٦٨
٢٠ – بَاب: مَا جَاءَ فِي السَّقَائِفِ.
وَجَلَسَ النَّبِيُّ ﷺ وَأَصْحَابُهُ فِي سَقِيفَةِ بني ساعدة.
[ر: ٥٣١٤]
٢ ‏/ ٨٦٩
٢٣٣٠ – حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ. وَأَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ: أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ، عَنْ عُمَرَ رضي الله عنهم قَالَ:
حِينَ تَوَفَّى اللَّهُ نَبِيَّهُ ﷺ، إِنَّ الْأَنْصَارَ اجْتَمَعُوا فِي سَقِيفَةِ بَنِي سَاعِدَةَ، فَقُلْتُ لِأَبِي بَكْرٍ: انْطَلِقْ بِنَا، فَجِئْنَاهُمْ فِي سقيفة بني ساعدة.
[٣٢٦١، ٣٧١٣، ٣٧٩٦، ٦٤٤١، ٦٤٤٢، ٦٨٩٢]
(سقيفة) المكان المظلل كالساباط بجانب الدار. (بني ساعدة) بطن من الخزرج.
٢ ‏/ ٨٦٩
٢١ – باب: لا يمنع جَارَهُ أَنْ يَغْرِزَ خَشَبَهُ فِي جِدَارِهِ.
٢ ‏/ ٨٦٩
٢٣٣١ – حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هريرة رضي الله عنه:
أن رسول الله ﷺ قَالَ: (لَا يُمْنَعُ جَارٌ جَارَهُ أَنْ يَغْرِزَ خَشَبَهُ فِي جِدَارِهِ). ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ: مَا لِي أَرَاكُمْ عَنْهَا مُعْرِضِينَ، وَاللَّهِ لَأَرْمِيَنَّ بِهَا بَيْنَ أَكْتَافِكُمْ.


أخرجه مسلم في المساقاة، باب: غرز الخشب في جدار الجار، رقم: ١٦٠٩. (يغرز خشبه) يضع خشب سقف بيته أو غيرها. (عنها معرضين) تاركين لهذه السنة وهذا الفضل. (لأرمين بها) بهذه المقالة. (بين أكتافكم) أي ولأحملنكم على فعل هذا كارهين.
٢ ‏/ ٨٦٩
٢٢ – بَاب: صَبِّ الْخَمْرِ فِي الطَّرِيقِ.
٢ ‏/ ٨٦٩
٢٣٣٢ – حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ أَبُو يَحْيَى: أخبرنا عفان: حدثنا حماد ابن زَيْدٍ: حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه:
كُنْتُ سَاقِيَ الْقَوْمِ فِي مَنْزِلِ أَبِي طَلْحَةَ، وَكَانَ خَمْرُهُمْ يَوْمَئِذٍ الْفَضِيخَ، فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ مُنَادِيًا يُنَادِي: أَلَا إِنَّ الْخَمْرَ قَدْ حُرِّمَتْ، قَالَ: فَقَالَ لِي أَبُو طَلْحَةَ: اخْرُجْ فَأَهْرِقْهَا، فَخَرَجْتُ فَهَرَقْتُهَا، فَجَرَتْ فِي سِكَكِ الْمَدِينَةِ، فَقَالَ بَعْضُ

⦗٨٧٠⦘
الْقَوْمِ: قَدْ قُتِلَ قَوْمٌ وَهِيَ فِي بُطُونِهِمْ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ: ﴿لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جناح فيما طعموا﴾. الآية.
[٤٣٤١، ٤٣٤٤، ٥٢٥٨، ٥٢٦٠ – ٥٢٦٢، ٥٢٧٨، ٥٢٩٩، ٦٨٢٦]


أخرجه مسلم في الأشربة، باب: تحريم الخمر وبيان أنها تكون من عصير العنب ..، رقم: ١٩٨٠. (خمرهم) أصل الخمر من المخامرة وهي المخالطة، سميت بها لمخالطتها العقل. ومن التخمير، وهو التغطية، سميت بها لتغطيتها العقل. (الفضيخ) شراب يتخذ من البسر المفضوخ، من الفضخ وهو كسر الشيء الأجوف، والبسر نوع من التمر. (فأهرقها) من الإهراق وهو الإسالة والصب، وأصله الإراقة والهاء زائدة. (سكك) جمع سكة وهي الطريق. (وهي في بطونهم) أي ولم يمض على شربهم لها زمن طويل. (جناح) إثم. (طعموا) شربوا من الخمر قبل التحريم. (الآية) المائدة: ٩٣. وتتمتها: ﴿إذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات ثم اتقوا وآمنوا ثم اتقوا وأحسنوا والله يحب المحسنين﴾.
٢ ‏/ ٨٦٩
٢٣ – بَاب: أَفْنِيَةِ الدُّورِ وَالْجُلُوسِ فِيهَا وَالْجُلُوسِ عَلَى الصُّعُدَاتِ.
وَقَالَتْ عَائِشَةُ: فَابْتَنَى أَبُو بَكْرٍ مَسْجِدًا بِفِنَاءِ دَارِهِ، يُصَلِّي فِيهِ وَيَقْرَأُ الْقُرْآنَ، فَيَتَقَصَّفُ عَلَيْهِ نِسَاءُ الْمُشْرِكِينَ وَأَبْنَاؤُهُمْ يَعْجَبُونَ مِنْهُ، وَالنَّبِيُّ ﷺ يومئذ بمكة.
[ر: ٤٦٤]


(أفنية) جمع فناء، وهو ما امتد من جوانب الدار، أو ما يكون أمام الدار من سعة. (الصعدات) جمع صعيد وهو الطريق، وقيل: جمع صعدة وهي فناء باب الدار وممر الناس أمامه.
٢ ‏/ ٨٧٠
٢٣٣٣ – حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ فَضَالَةَ: حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه،
عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قال: (إياكم والجلوس في الطُّرُقَاتِ). فَقَالُوا: مَا لَنَا بُدٌّ، إِنَّمَا هِيَ مَجَالِسُنَا نَتَحَدَّثُ فِيهَا. قَالَ: (فَإِذَا أَبَيْتُمْ إِلَّا الْمَجَالِسَ، فَأَعْطُوا الطَّرِيقَ حَقَّهَا). قَالُوا: وَمَا حَقُّ الطَّرِيقِ؟ قَالَ: (غَضُّ الْبَصَرِ، وَكَفُّ الْأَذَى، وَرَدُّ السَّلَامِ، وأمر بالمعروف، ونهي عن المنكر).
[٥٨٧٥]
أخرجه مسلم في اللباس والزينة، باب: النهي عن الجلوس في الطرقات ..، رقم: ٢١٢١. (إياكم) أحذركم. (بد) غنى عنه. (المجالس) الجلوس في تلك المجالس. (حقها) ما يليق بها من آداب. (غض البصر) خفض النظر عمن يمر في الطريق من النساء وغيرهن مما يثير الفتنة. (كف الأذى) عدم التعرض لأحد بقول أو فعل يتأذى به.
٢ ‏/ ٨٧٠
٢٤ – بَاب: الْآبَارِ عَلَى الطُّرُقِ إِذَا لَمْ يُتَأَذَّ بها.
٢ ‏/ ٨٧٠
٢٣٣٤ – حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ سُمَيٍّ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه:
أن النبي ﷺ قَالَ: (بَيْنَا رَجُلٌ بِطَرِيقٍ، اشْتَدَّ عَلَيْهِ الْعَطَشُ، فَوَجَدَ بِئْرًا فَنَزَلَ فِيهَا، فَشَرِبَ ثُمَّ خَرَجَ، فَإِذَا كَلْبٌ يَلْهَثُ، يَأْكُلُ الثَّرَى مِنَ الْعَطَشِ، فَقَالَ الرَّجُلُ: لَقَدْ بَلَغَ هَذَا الْكَلْبَ مِنَ الْعَطَشِ مِثْلُ الَّذِي كَانَ بَلَغَ مِنِّي، فَنَزَلَ الْبِئْرَ فَمَلَأَ خُفَّهُ مَاءً، فَسَقَى الْكَلْبَ، فَشَكَرَ اللَّهُ لَهُ فَغَفَرَ لَهُ). قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّه، وَإِنَّ لَنَا

⦗٨٧١⦘
فِي الْبَهَائِمِ لَأَجْرًا؟ فَقَالَ: (في كل ذات كبد رطبة أجرا).
[ر: ١٧١]

٢ ‏/ ٨٧٠
٢٥ – بَاب: إِمَاطَةِ الْأَذَى.
وَقَالَ هَمَّامٌ، عَنْ أَبِي هريرة رضي الله عنه، عن النبي ﷺ: (يُمِيطُ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ صدقة).
[ر: ٢٨٢٧]


(يميط) يزيل.
٢ ‏/ ٨٧١
٢٦ – باب: الغرفة والعلية الْمُشْرِفَةِ فِي السُّطُوحِ وَغَيْرِهَا.
٢ ‏/ ٨٧١
٢٣٣٥ – حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ رضي الله عنهما قَالَ:
أَشْرَفَ النَّبِيُّ ﷺ عَلَى أُطُمٍ مِنْ آطَامِ الْمَدِينَةِ، ثُمَّ قَالَ: (هَلْ تَرَوْنَ مَا أَرَى؟ إِنِّي أَرَى مَوَاقِعَ الْفِتَنِ خِلَالَ بيوتكم كمواقع القطر).
[ر: ١٧٧٩]
٢ ‏/ ٨٧١
٢٣٣٦ – حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي ثَوْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ:
لَمْ أَزَلْ حَرِيصًا عَلَى أَنْ أَسْأَلَ عُمَرَ رضي الله عنه، عَنِ الْمَرْأَتَيْنِ مِنْ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ ﷺ، اللَّتَيْنِ قَالَ اللَّهُ لَهُمَا: ﴿إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا﴾. فَحَجَجْتُ مَعَه، فَعَدَلَ وَعَدَلْتُ مَعَهُ بِالْإِدَاوَةِ، فَتَبَرَّزَ، حَتَّى جَاءَ فَسَكَبْتُ عَلَى يَدَيْهِ مِنَ الْإِدَاوَةِ فَتَوَضَّأَ، فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، مَنِ الْمَرْأَتَانِ مِنْ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ ﷺ، اللَّتَانِ قَالَ اللَّهُ عز وجل لَهُمَا: ﴿إِنْ تتوبا إلى الله﴾. فقال: واعجبي لَكَ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ، عَائِشَةُ وَحَفْصَةُ، ثُمَّ اسْتَقْبَلَ عُمَرُ الْحَدِيثَ يَسُوقُهُ، فَقَالَ: إِنِّي كُنْتُ وَجَارٌ لِي مِنْ الْأَنْصَارِ فِي بَنِي أُمَيَّةَ بْنِ زَيْدٍ، وَهِيَ مِنْ عَوَالِي الْمَدِينَةِ، وَكُنَّا نَتَنَاوَبُ النُّزُولَ عَلَى النَّبِيِّ ﷺ، فَيَنْزِلُ يَوْمًا وَأَنْزِلُ يَوْمًا، فَإِذَا نَزَلْتُ جِئْتُهُ مِنْ خَبَرِ ذَلِكَ الْيَوْمِ مِنَ الْأَمْرِ وَغَيْرِهِ، وَإِذَا نَزَلَ فَعَلَ مِثْلَهُ، وَكُنَّا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ نَغْلِبُ النِّسَاءَ، فَلَمَّا قَدِمْنَا عَلَى الْأَنْصَارِ إِذَا

⦗٨٧٢⦘
هُمْ قَوْمٌ تَغْلِبُهُمْ نِسَاؤُهُمْ، فَطَفِقَ نِسَاؤُنَا يَأْخُذْنَ مِنْ أَدَبِ نِسَاءِ الْأَنْصَارِ، فَصِحْتُ عَلَى امْرَأَتِي فَرَاجَعَتْنِي، فَأَنْكَرْتُ أَنْ تُرَاجِعَنِي، فَقَالَتْ: وَلِمَ تُنْكِرُ أَنْ أُرَاجِعَكَ، فَوَاللَّهِ إِنَّ أَزْوَاجَ النَّبِيِّ ﷺ ليُرَاجِعْنَهُ، وَإِنَّ إِحْدَاهُنَّ لَتَهْجُرُهُ الْيَوْمَ حَتَّى اللَّيْلِ. فَأَفْزَعَنِي، فَقُلْتُ: خَابَتْ مَنْ فَعَلَ مِنْهُنَّ بِعَظِيمٍ، ثُمَّ جَمَعْتُ عَلَيَّ ثِيَابِي فَدَخَلْتُ عَلَى حَفْصَةَ، فَقُلْتُ: أَيْ حَفْصَةُ، أَتُغَاضِبُ إِحْدَاكُنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ الْيَوْمَ حَتَّى اللَّيْلِ؟ فَقَالَتْ: نَعَمْ، فَقُلْتُ: خَابَتْ وَخَسِرَتْ، أَفَتَأْمَنُ أَنْ يَغْضَبَ اللَّهُ لِغَضَبِ رَسُولِهِ ﷺ فَتَهْلِكِينَ، لَا تَسْتَكْثِرِي عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ وَلَا تُرَاجِعِيهِ فِي شَيْءٍ وَلَا تَهْجُرِيهِ، وَاسْأَلِينِي مَا بَدَا لَكِ، وَلَا يَغُرَّنَّكِ أَنْ كَانَتْ جارتك هي أوضأ منك وأحب إلى رسول الله ﷺ يريد عَائِشَةَ – وَكُنَّا تَحَدَّثْنَا أَنَّ غَسَّانَ تُنْعِلُ النِّعَالَ لِغَزْوِنَا، فَنَزَلَ صَاحِبِي يَوْمَ نَوْبَتِهِ، فَرَجَعَ عِشَاءً، فَضَرَبَ بابِي ضَرْبًا شَدِيدًا، وَقَالَ: أَنَائِمٌ هُوَ، فَفَزِعْتُ، فَخَرَجْتُ إِلَيْهِ، وَقَالَ: حَدَثَ أَمْرٌ عَظِيمٌ، قُلْتُ: مَا هُوَ أَجَاءَتْ غَسَّانُ؟ قَالَ: لَا، بَلْ أَعْظَمُ مِنْهُ وَأَطْوَلُ، طَلَّقَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ نِسَاءَهُ، قَالَ: قَدْ خَابَتْ حَفْصَةُ وَخَسِرَتْ، كُنْتُ أَظُنُّ أَنَّ هَذَا يُوشِكُ أَنْ يَكُونَ، فَجَمَعْتُ عَلَيَّ ثِيَابِي فَصَلَّيْتُ صَلَاةَ الْفَجْرِ مَعَ النَّبِيِّ ﷺ، فَدَخَلَ مَشْرُبَةً لَهُ فَاعْتَزَلَ فِيهَا، فَدَخَلْتُ عَلَى حَفْصَةَ، فَإِذَا هِيَ تَبْكِي، قُلْتُ: مَا يبكيك، أو لم أَكُنْ حَذَّرْتُكِ، أَطَلَّقَكُنَّ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ؟ قَالَتْ: لَا أَدْرِي، هُوَ ذَا فِي الْمَشْرُبَةِ، فَخَرَجْتُ فَجِئْتُ الْمِنْبَرَ، فَإِذَا حَوْلَهُ رَهْطٌ يَبْكِي بَعْضُهُمْ، فَجَلَسْتُ مَعَهُمْ قَلِيلًا، ثُمَّ غَلَبَنِي مَا أَجِدُ، فَجِئْتُ الْمَشْرُبَةَ الَّتِي هُوَ فِيهَا، فَقُلْتُ لِغُلَامٍ لَهُ أَسْوَدَ: اسْتَأْذِنْ لِعُمَرَ، فَدَخَلَ فَكَلَّمَ النَّبِيَّ ﷺ، ثُمَّ خَرَجَ فَقَالَ: ذَكَرْتُكَ لَهُ فَصَمَتَ، فَانْصَرَفْتُ حَتَّى جَلَسْتُ مَعَ الرَّهْطِ الَّذِينَ عِنْدَ الْمِنْبَرِ، ثُمَّ غَلَبَنِي مَا أَجِدُ فَجِئْتُ فَذَكَرَ مِثْلَهُ، فَجَلَسْتُ مَعَ الرَّهْطِ الَّذِينَ عِنْدَ الْمِنْبَرِ، ثُمَّ غَلَبَنِي مَا أَجِدُ فَجِئْتُ الْغُلَامَ، فَقُلْتُ: اسْتَأْذِنْ لِعُمَرَ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ، فَلَمَّا وَلَّيْتُ مُنْصَرِفًا فَإِذَا الْغُلَامُ يَدْعُونِي، قَالَ: أَذِنَ لَكَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ، فَإِذَا هُوَ مُضْطَجِعٌ عَلَى رِمَالِ حَصِيرٍ،

⦗٨٧٣⦘
لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ فِرَاشٌ، قَدْ أَثَّرَ الرِّمَالُ بِجَنْبِهِ، مُتَّكِئٌ عَلَى وِسَادَةٍ مِنْ أَدَمٍ، حَشْوُهَا لِيفٌ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، ثُمَّ قُلْتُ وَأَنَا قَائِمٌ: طَلَّقْتَ نِسَاءَكَ؟ فَرَفَعَ بَصَرَهُ إِلَيَّ، فَقَالَ: (لَا). ثُمَّ قُلْتُ وَأَنَا قَائِمٌ أَسْتَأْنِسُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَوْ رَأَيْتَنِي وَكُنَّا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ نَغْلِبُ النِّسَاءَ، فَلَمَّا قَدِمْنَا عَلَى قَوْمٍ تَغْلِبُهُمْ نِسَاؤُهُمْ، فَذَكَرَهُ، فَتَبَسَّمَ النَّبِيُّ ﷺ، ثُمَّ قُلْتُ: لَوْ رَأَيْتَنِي وَدَخَلْتُ عَلَى حَفْصَةَ فَقُلْتُ: لَا يغرنك أن كانت جارتك هي أَوْضَأَ مِنْكِ وَأَحَبَّ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ يُرِيدُ عَائِشَةَ – فَتَبَسَّمَ أُخْرَى، فَجَلَسْتُ حِينَ رَأَيْتُهُ تَبَسَّمَ، ثُمَّ رَفَعْتُ بَصَرِي فِي بَيْتِهِ، فَوَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ فِيهِ شَيْئًا يَرُدُّ الْبَصَرَ، غَيْرَ أَهَبَةٍ ثَلَاثَةٍ، فَقُلْتُ: ادْعُ اللَّهَ فَلْيُوَسِّعْ عَلَى أُمَّتِكَ، فَإِنَّ فَارِسَ وَالرُّومَ وُسِّعَ عَلَيْهِمْ وَأُعْطُوا الدُّنْيَا، وَهُمْ لَا يَعْبُدُونَ اللَّهَ، وَكَانَ مُتَّكِئًا، فقال: (أو في شَكٍّ أَنْتَ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ؟ أُولَئِكَ قَوْمٌ عُجِّلَتْ لَهُمْ طَيِّبَاتُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا). فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ اسْتَغْفِرْ لِي، فَاعْتَزَلَ النَّبِيُّ ﷺ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ الْحَدِيثِ حِينَ أَفْشَتْهُ حَفْصَةُ إِلَى عَائِشَةَ، وَكَانَ قَدْ قَالَ: مَا أَنَا بِدَاخِلٍ عَلَيْهِنَّ شَهْرًا، مِنْ شِدَّةِ مَوْجِدَتِهِ عَلَيْهِنَّ حِينَ عَاتَبَهُ اللَّهُ، فَلَمَّا مَضَتْ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ، دَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ فَبَدَأَ بِهَا، فَقَالَتْ لَهُ عَائِشَةُ: إِنَّكَ أَقْسَمْتَ أَنْ لَا تَدْخُلَ عَلَيْنَا شَهْرًا، وَإِنَّا أَصْبَحْنَا لِتِسْعٍ وَعِشْرِينَ لَيْلَةً أَعُدُّهَا عَدًّا، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (الشَّهْرُ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ). وَكَانَ ذَلِكَ الشَّهْرُ تِسْعًا وَعِشْرِينَ، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَأُنْزِلَتْ آيَةُ التَّخْيِيرِ، فَبَدَأَ بِي أَوَّلَ امْرَأَةٍ، فَقَالَ: (إِنِّي ذَاكِرٌ لَكِ أَمْرًا، وَلَا عَلَيْكِ أَنْ لَا تَعْجَلِي حَتَّى تَسْتَأْمِرِي أَبَوَيْكِ). قَالَتْ: قَدْ أَعْلَمُ أَنَّ أَبَوَيَّ لَمْ يَكُونَا يَأْمُرَانِي بفراقك، ثم قال: (إن الله قال: ﴿يا أيها النبي قل لأزواجك – إلى قوله – عظيما﴾). قُلْتُ: أَفِي هَذَا أَسْتَأْمِرُ أَبَوَيَّ، فَإِنِّي أُرِيدُ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ، ثُمَّ خَيَّرَ نِسَاءَهُ، فقلن مثل ما قالت عائشة.
[ر: ٨٩]


(صغت قلوبكما) مالت إلى تحريم مارية القبطية رضي الله عنها. /التحريم: ٤/. (فعدل) مال عن الطريق. (بالإداوة) إناء صغير من جلد يتخذ للماء. (فتبرز) خرج إلى الفضاء لقضاء الحاجة. (واعجبي) أتعجب لعدم معرفتك ذلك وأنت مشهور بعلم التفسير، أو أتعجب لحرصك على السؤال عما لا ينتبه له إلا الحريص على العلم. (استقبل عمر الحديث) بدأ
به من أوله. (الأمر) الوحي وما ينزل من الأوامر الشرعية، وما يحدث في المدينة. (نغلب النساء) يكون رأينا هو المقدم، ولا تراجعنا أزواجنا في شيء. (فطفق) فشرع. (أدب) أخلاق وسلوك. (راجعتني) ردت علي الجواب. (لتهجره) تترك مخاطبته والعشرة معه. (فأفزعني) فأخافني. (بعظيم) بأمر عظيم. (أفتامن) أفتأمن. (أن يغضب) أن لا يغضب. (لا تستكثري) لا تكثري عليه في الطلب. (أوضأ) أجمل. (تنعل النعال) تعد خيلها ودوابها. (مشربة) غرفة صغيرة مرتفعة عن الأرض. (رمال حصير) حصير منسوج، وقيل: رمال الحصير ضلوعه المتداخلة بمنزلة الخيوط في الثوب المنسوج. (أدم) جلد مدبوغ. (أستأنس) أتبصر: هل أقول قولا أونسه به وأطيب وقته وأزيل منه غضبه. (شيئا يرد البصر) ذا قيمة يرجع البصر راضيا. (أهبة) جمع إهاب وهو الجلد الذي لم يدبغ. (في شك) من أنه ادخر لنا النعيم في الآخرة. (من أجل ذلك الحديث) كان
اعتزاله بسبب إفشاء ذلك الحديث. (أفشته) أذاعته ونشرته. (موجدته) شدة غضبه. (آية التخيير) وهي قوله تعالى: ﴿يا أيها النبي قُلْ لأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحا جميلا. وإن كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة فإن الله أعد للمحسنات منكن أجرا عظيما﴾. /الأحزاب: ٢٨ – ٢٩/. (أمتعكن) أعطيكن شيئا من المال تتنتفعن به ويكون لكن بلغة بعد ذهاب نفقة الزوج. (أسرحكن) أطلقكن. (جميلا) لا إضرار فيه. (المحسنات) اللاتي آثرن الباقية على الفانية. (تستأمري) تستشيري.
٢ ‏/ ٨٧١
٢٣٣٧ – حَدَّثَنَا ابْنُ سَلَامٍ: حَدَّثَنَا الْفَزَارِيُّ، عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ:
آلَى رَسُولُ اللَّهِ ﷺ مِنْ نِسَائِهِ شَهْرًا، وَكَانَتِ انْفَكَّتْ قَدَمُهُ، فَجَلَسَ فِي عُلِّيَّةٍ لَهُ، فَجَاءَ عُمَرُ فَقَالَ: أَطَلَّقْتَ نِسَاءَكَ؟ قَالَ: (لَا، وَلَكِنِّي آلَيْتُ مِنْهُنَّ شَهْرًا). فَمَكَثَ تِسْعًا وَعِشْرِينَ ثُمَّ نَزَلَ، فَدَخَلَ عَلَى نسائه.
[ر: ٣٧١]
٢ ‏/ ٨٧٤
٢٧ – بَاب: مَنْ عَقَلَ بَعِيرَهُ عَلَى الْبَلَاطِ أَوْ باب المسجد.
٢ ‏/ ٨٧٤
٢٣٣٨ – حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ حَدَّثَنَا أَبُو عَقِيلٍ: حَدَّثَنَا أَبُو الْمُتَوَكِّلِ النَّاجِيُّ قَالَ: أَتَيْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما، قَالَ:
دَخَلَ النَّبِيُّ ﷺ الْمَسْجِدَ، فَدَخَلْتُ إِلَيْهِ، وَعَقَلْتُ الْجَمَلَ فِي نَاحِيَةِ الْبَلَاطِ، فَقُلْتُ: هَذَا جَمَلُكَ، فَخَرَجَ فَجَعَلَ يُطِيفُ بِالْجَمَلِ، قَالَ: (الثَّمَنُ والجمل لك).
[ر: ٤٣٢]


(عقلت) شددته بالقعال، وهو الحبل الذي تربط به إحدى قوائم البعير حتى لا يذهب. (الجمل) ذكر الإبل. (ناحية) جانب. (البلاط) حجارة مفروشة عند باب المسجد. (يطيف) يقاربه ويحيط به.
٢ ‏/ ٨٧٤
٢٨ – بَاب: الْوُقُوفِ وَالْبَوْلِ عِنْدَ سُبَاطَةِ قَوْمٍ.
٢ ‏/ ٨٧٤
٢٣٣٩ – حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ رضي الله عنه قَالَ:
لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ، أَوْ قَالَ: لَقَدْ أَتَى النَّبِيُّ ﷺ، سُبَاطَةَ قَوْمٍ، فبال قائما.
[ر: ٢٢٢]
٢ ‏/ ٨٧٤
٢٩ – بَاب: مَنْ أَخَذَ الْغُصْنَ، وَمَا يُؤْذِي النَّاسَ فِي الطَّرِيقِ فَرَمَى بِهِ.
٢ ‏/ ٨٧٤
٢٣٤٠ – حدثنا عبد الله: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ سُمَيٍّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عن أبي هريرة رضي الله عنه:
أن رَسُولَ اللَّهِ ﷺ: (بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي بطريق، وجد غصن شوك فأخذه، فشكر الله فغفر له).
[ر: ٦٢٤]
٢ ‏/ ٨٧٤
٣٠ – بَاب: إِذَا اخْتَلَفُوا فِي الطَّرِيقِ الْمِيتَاءِ، وَهِيَ الرَّحْبَةُ تَكُونُ بَيْنَ الطَّرِيقِ، ثُمَّ يُرِيدُ أَهْلُهَا البنيان، فترك منها الطريق سبعة أذرع.


(الرحبة) الواسعة.
٢ ‏/ ٨٧٤
٢٣٤١ – حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ الزُّبَيْرِ بْنِ خِرِّيتٍ،

⦗٨٧٥⦘
عَنْ عِكْرِمَةَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ:
قَضَى النَّبِيُّ ﷺ: إِذَا تشاجروا في الطريق بسبعة أذرع.


أخرجه مسلم في المساقاة، باب: قدر الطريق إذا اختلفوا فيه، رقم: ١٦١٣. (تشاجروا) تخاصم أصحاب الطريق. (بسبعة أذرع) يجعل اتساعها ما بين البناء والبناء سبعة أذرع، حتى لا تضر بالمارة، وتسمح بمرور الأحمال ووسائل الركوب.
٢ ‏/ ٨٧٤
٣١ – بَاب: النُّهْبَى بِغَيْرِ إِذْنِ صَاحِبِهِ.
وَقَالَ عُبَادَةُ: بَايَعْنَا النَّبِيَّ ﷺ أَنْ لا ننتهب.
[ر: ٣٦٨٠]
٢ ‏/ ٨٧٥
٢٣٤٢ – حَدَّثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ: حَدَّثَنَا عَدِيُّ بْنُ ثَابِتٍ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ يَزِيدَ الْأَنْصَارِيَّ، وَهُوَ جَدُّهُ أَبُو أُمِّهِ، قَالَ:
نَهَى النَّبِيُّ ﷺ عن النهبى والمثلة.
[٥١٩٧]
(النهبى) أخذ الشيء من أحد عيانا وقهرا. (المثلة) العقوبة في تقطيع الأعضاء، كجذع الأنف والأذن وفقء العين ونحوها، إلا إذا كان ذلك قصاصا.
٢ ‏/ ٨٧٥
٢٣٤٣ – حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ: حَدَّثَنَا عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ:
قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (لَا يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَا يَشْرَبُ الْخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَا يَسْرِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَا يَنْتَهِبُ نُهْبَةً، يَرْفَعُ النَّاسُ إِلَيْهِ فِيهَا أَبْصَارَهُمْ، حِينَ يَنْتَهِبُهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ).
وَعَنْ سَعِيدٍ وَأَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ: مِثْلَهُ، إلا النهبة.
قال الفربري: وجدت بخط أبي جعفر: قال أبو عبد الله: تفسيره: أن ينزع منه، يريد الإيمان.
[٥٢٥٦، ٦٣٩٠، ٦٤٢٥]
أخرجه مسلم في الإيمان، باب: بيان نقص الإيمان بالمعاصي ..، رقم: ٥٧. (حين يزني) يقدم على الزنا ويباشره. (وهو مؤمن) ونور الإيمان في قلبه، بل ينزع منه، فإذا استمر على الفعل أو استحله زال إيمانه وكفر. (يرفع الناس إليه فيها أبصارهم) أي ذات قيمة تستتبع أنظار الناس وتجعلهم يطلبونها. (الفربري ..) أحد الرواة عن البخاري. (أبو جعفر) هو وراق البخاري، أي كاتبه. (أبو عبد الله) هو البخاري نفسه.
٢ ‏/ ٨٧٥
٣٢ – بَاب: كَسْرِ الصَّلِيبِ وَقَتْلِ الْخِنْزِيرِ.
٢ ‏/ ٨٧٥
٢٣٤٤ – حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ: حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ

⦗٨٧٦⦘
الْمُسَيِّبِ: سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ رسول الله ﷺ قال: (لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَنْزِلَ فِيكُمْ ابْنُ مَرْيَمَ حَكَمًا، مُقْسِطًا، فَيَكْسِرَ الصَّلِيبَ، وَيَقْتُلَ الْخِنْزِيرَ، وَيَضَعَ الْجِزْيَةَ، وَيَفِيضَ الْمَالُ حَتَّى لَا يَقْبَلَهُ أحد).
[ر: ٢١٠٩]

٢ ‏/ ٨٧٥
٣٣ – بَاب: هَلْ تُكْسَرُ الدِّنَانُ الَّتِي فِيهَا الْخَمْرُ، أَوْ تُخَرَّقُ الزِّقَاقُ. فَإِنْ كَسَرَ صَنَمًا، أَوْ صَلِيبًا، أَوْ طُنْبُورًا، أَوْ مَا لَا يُنْتَفَعُ بِخَشَبِهِ.
وَأُتِيَ شُرَيْحٌ فِي طُنْبُورٍ كُسِرَ، فَلَمْ يقض فيه بشيء.


(الدنان) جمع دن وهو ما يسمى بالخابية، وهو فارسي معرب. (الزقاق) جمع زق وعاء من جلد دون أن يحلق شعره. (فإن ..) أي هل
يضمن أم لا؟. (طنبورا) آلة من آلات اللهو ولعله ما يسمى الآن العود.
٢ ‏/ ٨٧٦
٢٣٤٥ – حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ سَلَمَةَ بن الْأَكْوَعِ رضي الله عنه:
أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ رَأَى نِيرَانًا تُوقَدُ يَوْمَ خَيْبَرَ، قَالَ: (عَلَى مَا تُوقَدُ هَذِهِ النِّيرَانُ). قَالُوا: عَلَى الْحُمُرِ الْإِنْسِيَّةِ، قَالَ: (اكْسِرُوهَا وَأَهْرِقُوهَا). قالوا: ألا نهريقها ونغسلها؟ قال: (اغسلوا).
[٣٩٦٠، ٥١٧٨، ٥٧٩٦، ٥٩٧٢، ٦٤٩٦]
أخرجه مسلم في الجهاد والسير، باب: غزوة خيبر، رقم: ١٨٠٢. (الإنسية) الأهلية، وهي التي يحمل عليها وتركب. (أهرقوها) صبوها على الأرض.
٢ ‏/ ٨٧٦
٢٣٤٦ – حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ:
دَخَلَ النَّبِيُّ ﷺ مكة، وحول الكعبة ثلاثمائة وَسِتُّونَ نُصُبًا، فَجَعَلَ يَطْعُنُهَا بِعُودٍ فِي يَدِهِ، وجعل يقول: ﴿جاء الحق وزهق الباطل﴾ الآية.
[٤٠٣٦، ٤٤٤٣]
أخرجه مسلم في الجهاد والسير باب: إزالة الأصنام من حول الكعبة، رقم: ١٧٨١. (نصبا) صنما، وقيل: كل حجر نصب وعبد أو عظم، وقيل غير ذلك. (يطعنها) من الطعن وهو الضرب والوخز. (زهق) هلك واضمحل. (الآية) الإسراء: ٨١. وتتمتها: ﴿إن الباطل كان زهوقا﴾.
٢ ‏/ ٨٧٦
٢٣٤٧ – حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ: حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ عياض، عن عبيد الله، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ الْقَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها:
أَنَّهَا كَانَتِ اتَّخَذَتْ عَلَى

⦗٨٧٧⦘
سَهْوَةٍ لَهَا سِتْرًا فِيهِ تَمَاثِيلُ، فَهَتَكَهُ النَّبِيُّ ﷺ، فَاتَّخَذَتْ مِنْهُ نُمْرُقَتَيْنِ، فَكَانَتَا فِي الْبَيْتِ يَجْلِسُ عليهما.
[٥٦١٠، ٥٦١١، ٥٧٥٨]


(سهوة) هي الرف أو الطاق الذي يوضع فيه الشيء، وقيل غير ذلك. (تماثيل) جمع تمثال، وهو ما يصنع ويصور مشبها بخلق الله تعالى من ذوات الروح، سواء أكان له شخص أم لا. (فهتكه) شقه وخرقه. (نمرقتين) تثنية نمرقة، وهي الوسادة الصغيرة.
٢ ‏/ ٨٧٦
٣٤ – بَاب: مَنْ قَاتَلَ دُونَ مَالِهِ.
٢ ‏/ ٨٧٧
٢٣٤٨ – حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، هُوَ ابْنُ أَبِي أَيُّوبَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الْأَسْوَدِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما قَالَ:
سَمِعْتُ النَّبِيَّ ﷺ يَقُولُ: (مَنْ قُتِلَ دون ماله فهو شهيد).


أخرجه مسلم في الإيمان، باب: الدليل على أن من قصد أخذ مال غيره ..، رقم: ١٤١. (دون ماله) مدافعا من يريد أخذ ماله ظلما. (شهيد) له أجر الشهيد عند الله تعالى، ولكنه يغسل ويكفن ويصلى عليه، ولا يعامل معاملة الشهيد من هذه الناحية.
٢ ‏/ ٨٧٧
٣٥ – بَاب: إِذَا كَسَرَ قَصْعَةً أَوْ شَيْئًا لِغَيْرِهِ.
٢ ‏/ ٨٧٧
٢٣٤٩ – حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه:
أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ كَانَ عِنْدَ بَعْضِ نِسَائِهِ، فَأَرْسَلَتْ إِحْدَى أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ مَعَ خَادِمٍ بِقَصْعَةٍ فِيهَا طَعَامٌ، فَضَرَبَتْ بِيَدِهَا فَكَسَرَتِ الْقَصْعَةَ، فَضَمَّهَا وَجَعَلَ فِيهَا الطَّعَامَ، وَقَالَ: (كُلُوا). وَحَبَسَ الرَّسُولَ وَالْقَصْعَةَ حَتَّى فَرَغُوا، فَدَفَعَ الْقَصْعَةَ الصَّحِيحَةَ وَحَبَسَ الْمَكْسُورَةَ.
وَقَالَ ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ: حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ: حَدَّثَنَا أَنَسٌ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ.
[٤٩٢٧]
(بعض نسائه) هي عائشة رضي الله عنها. (إحدى أمهات المؤمنين) هي صفية، وقيل غيرها، رضي الله عنهن. (بقصعة) إناء من عود وقيل: صحفة يشبع ما فيها عشرة.
٢ ‏/ ٨٧٧
٣٦ – بَاب: إِذَا هَدَمَ حَائِطًا فَلْيَبْنِ مِثْلَهُ.
٢ ‏/ ٨٧٧
٢٣٥٠ – حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال:
قال رسول الله ﷺ: (كان رجل من بين إسرائيل يقال له جريح يُصَلِّي، فَجَاءَتْهُ أُمُّهُ فَدَعَتْهُ فَأَبَى أَنْ يُجِيبَهَا، فَقَالَ: أُجِيبُهَا أَوْ أُصَلِّي؟ ثُمَّ أَتَتْهُ فَقَالَتْ:

⦗٨٧٨⦘
اللهم لا تمته حتى تريه المومسات، وكان جريح فِي صَوْمَعَتِهِ، فَقَالَتِ امْرَأَةٌ: لَأَفْتِنَنَّ جُرَيْجًا، فَتَعَرَّضَتْ لَهُ، فَكَلَّمَتْهُ فَأَبَى، فَأَتَتْ رَاعِيًا فَأَمْكَنَتْهُ مِنْ نفسها، فولدت غلاما، فقالت: هو من جريح، فَأَتَوْهُ وَكَسَرُوا صَوْمَعَتَهُ فَأَنْزَلُوهُ وَسَبُّوهُ، فَتَوَضَّأَ وَصَلَّى، ثُمَّ أَتَى الْغُلَامَ فَقَالَ: مَنْ أَبُوكَ يَا غُلَامُ؟ قَالَ: الرَّاعِي، قَالُوا: نَبْنِي صَوْمَعَتَكَ مِنْ ذهب، قال: لا، من طين).
[ر: ١١٤٨]

عن معز نوني

متحصّل على شهادة ختم الدروس للمعهد الأعلى لتكوين المعلمين بقفصة دفعة 2000، يعمل حاليًّا أستاذ مدارس إبتدائية

شاهد أيضاً

١ – بَدْءُ الْوَحْيِ.

قَالَ الشَّيْخُ الْإِمَامُ الْحَافِظُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمُغِيرَةِ الْبُخَارِيُّ …