ومن صحب النبي ﷺ، أو رآه من المسلمين، فهو من أصحابه.
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (يأتي على الناس زمان، فيغزو فئام من الناس، فيقولون: فيكم من صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ؟ فيقولون: نعم، فيفتح لهم، ثم يأتي على الناس زمان، فيغزو فئام من الناس، فيقال: هل فيكم من صاحب أصحاب رسول الله ﷺ؟ فيقولون: نعم، فيفتح لهم، ثم يأتي على الناس زمان، فيغزو فئام من الناس، فيقال: هل فيكم من صاحب من صاحب أصحاب رسول الله ﷺ؟ فيقولون: نعم، فيفتح لهم).
[ر: ٢٧٤٠]
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (خير أمتي قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ – قال عمران: فلا أدري أذكر بعد قرنه قرنين أو ثلاثا – ثم إن بعدكم قوما يَشْهَدُونَ وَلَا يُسْتَشْهَدُونَ، وَيَخُونُونَ وَلَا يُؤْتَمَنُونَ، وَيَنْذُرُونَ ولا يوفون، ويظهر فيهم السمن).
[ر: ٢٥٠٨]
أن النبي ﷺ قَالَ: (خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ يَجِيءُ قَوْمٌ تَسْبِقُ شَهَادَةُ أَحَدِهِمْ يَمِينَهُ، وَيَمِينُهُ شَهَادَتَهُ).
قَالَ إبراهيم: وكانوا يضربوننا على الشهادة والعهد ونحن صغار.
[ر: ٢٥٠٩]
منهم أبو بكر عبد الله بن أبي قحافة التيمي رضي الله عنه.
وقول الله تعالى: ﴿للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون﴾ /الحشر: ٨/. وقال: ﴿إلا تنصروه فقد نصره الله – إلى قوله – إن الله معنا﴾ /التوبة: ٤٠/. قالت عائشة وأبو سعيد وابن عباس رضي الله عنهم: وكان أبو بكر مَعَ النَّبِيِّ ﷺ فِي الغار.
[ر: ٣٦٩٢]
اشترى أبو بكر رضي الله عنه من عازب رحلا بثلاثة عشر درهما، فقال أبو بكر لعازب: مر البراء فليحمل إلي رحلي، فقال عازب: لا، حتى تحدثنا: كيف صنعت أنت ورسول الله ﷺ حين خرجتما
من مكة، والمشركون يطلبونكم؟ قال: ارتحلنا من مكة، فأحيينا، أو: سرينا ليلتنا ويومنا حتى أظهرنا وقام قائم الظهيرة، فرميت ببصري هل أرى من ظل فآوي إليه، فإذا صخرة، أتيتها فنظرت بقية ظل لها فسويته، ثم فرشت للنبي ﷺ فيه، ثم قلت له: اضطجع يا نبي الله، فاضطجع النبي ﷺ، ثم انطلقت أنظر ما حولي هل أرى من الطلب أحدا، فإذا أنا براعي غنم يسوق غنمه إلى الصخرة، يريد منها الذي أردنا، فسألته فقلت له: لمن أنت يا غلام، قال: لرجل من قريش، سماه فَعَرَفْتُهُ، فَقُلْتُ: هَلْ فِي غَنَمِكَ مِنْ لَبَنٍ؟ قال: نعم، قلت: فهل أنت حالب لبنا لنا؟ قَالَ: نَعَمْ، فَأَمَرْتُهُ فَاعْتَقَلَ شَاةً مِنْ غَنَمِهِ، ثُمَّ أَمَرْتُهُ أَنْ يَنْفُضَ ضَرْعَهَا مِنَ الْغُبَارِ، ثُمَّ أَمَرْتُهُ أَنْ يَنْفُضَ كَفَّيْهِ، فَقَالَ: هَكَذَا، ضرب إحدى كفيه بالأخرى، فحلب لي كُثْبَةً مِنْ لَبَنٍ، وَقَدْ جَعَلْتُ لِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ إِدَاوَةً⦗١٣٣٧⦘
عَلَى فَمِهَا خِرْقَةٌ، فَصَبَبْتُ عَلَى اللَّبَنِ حَتَّى بَرَدَ أَسْفَلُهُ، فانطلقت بِهِ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ فوافقته قد استيقظ، فَقُلْتُ: اشْرَبْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَشَرِبَ حَتَّى رضيت، ثم قلت: قد آن الرحيل يا رسول الله؟ قال: (بلى). فارتحلنا والقوم يطلبوننا، فلم يدركنا أحد منهم غير سراقة بن مالك بن خعشم على فرس له، فقلت: هذا الطلب قد لحقنا يا رسول الله، فقال: (لا تحزن إن الله معنا).
[ر: ٢٣٠٧]
قلت للنبي ﷺ وأنا في الغار: لو أن أحدهم نظر تحت قدميه لأبصرنا، فقال: (ما ظنك يا أبا بكر باثنين الله ثالثهما).
[٣٧٠٧، ٤٣٨٦]
قَالَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ.
[ر: ٤٥٥]
خطب رسول الله ﷺ الناس وقال: (إِنَّ اللَّهَ خَيَّرَ عَبْدًا بَيْنَ الدُّنْيَا وَبَيْنَ ما عنده، فاختار ذلك العبد ما عند الله). قال: فبكى أبو بكر، فعجبنا لبكائه: أن يخبر رسول الله ﷺ عن عبد خير، فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ هو المخير، وكان أبو بكر أعلمنا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (إن من أمن الناس علي في صحبته وماله أبا بكر، ولو كنت متخذا خليلا غير ربي لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ، وَلَكِنْ أُخُوَّةُ الْإِسْلَامِ وَمَوَدَّتُهُ، لَا يَبْقَيَنَّ فِي الْمَسْجِدِ بَابٌ إِلَّا سُدَّ إلا باب أبي بكر).
[ر: ٤٥٤]
كُنَّا نخير بين الناس فِي زَمَنِ النَّبِيِّ ﷺ، فنخير أبا بكر، ثم عمر بن الخطاب، ثم عثمان بن عفان رضي الله عنهم.
[٣٤٩٤]
قاله أبو سعيد. [ر: ٤٥٤]
عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قال: (لو كنت متخذا من أمتي خليلا، لاتخذت أبا بكر، ولكن أخي وصاحبي).
وقال: (لو كنت متخذا خليلا لتخذته خليلا، ولكن أخوة الإسلام أفضل).
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ أَيُّوبَ مثله.
[ر: ٤٥٥]
كتب أهل الكوفة إلى ابن الزبير في الجد، فقال: أَمَّا الَّذِي قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا مِنْ هَذِهِ الأمة خليلا لاتخذته). أنزله أبا، يعني أبا بكر.
أتت امرأة النبي ﷺ، فأمرها أن ترجع إليه، قالت: أرأيت إن جئت ولم أجدك؟ كأنها تقول: الموت، قال ﷺ: (إن لم تجديني فأتي أبا بكر).
[٦٧٩٤، ٦٩٢٧]
رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ وما معه إلا خمسة أعبد وامرأتان، وأبو بكر.
[٣٦٤٤]
كنت جالسا عِنْدَ النَّبِيِّ ﷺ إِذْ أقبل أبو بكر آخذا بطرف ثوبه، حتى أبدى عن ركبته، فقال النبي ﷺ: (أما صاحبكم فقد غامر). فسلم وقال: إني كان بيني وبين ابن الخطاب شيء، فأسرعت إليه ثم ندمت، فسألته أن يغفر لي فأبى علي، فأقبلت إليك، فقال: (يغفر الله لك يا أبا بكر). ثلاثا، ثم إن عمر ندم فأتى منزل أبي بكر، فسأل: أثم أبو بكر، فقالوا: لا، فأتى إلى النبي ﷺ فسلم، فجعل وجه النبي ﷺ يتمعر، حت أشفق أبو بكر، فجثا على ركبتيه فقال: يا رسول الله، والله أنا كنت أظلم، مرتين، فقال النبي ﷺ: (إن الله بعثني إليكم فقلتم كذبت، وقال أبو بكر صدق. وواساني بنفسه وماله، فهل أنتم تاركوا لي صاحبي). مرتين، فما أوذي بعدها.
[٤٣٦٤]
أن النبي ﷺ بعثه على جيش ذات السلاسل، فأتيته فقلت: أي الناس أحب إليك؟ قال: (عائشة). فقلت: من الرجال؟ فقال: (أبوها). قلت: ثم من؟ قال: (عمر بن الخطاب). فعد رجالا.
[٤١٠٠]
سمعت رسول الله ﷺ يقول:⦗١٣٤٠⦘
(بينما راع في غنمه، عدا عليه الذئب فأخذ منها شاة، فطلبه الراعي فالتفت إليه الذئب فقال: من لها يوم السبع، يوم ليس لها راع غيري؟ وبينا رجل يسوق بقرة قد حمل عليها، فالتفتت إليه فكلمته، فقالت: إني لم أخلق لهذا، ولكني خلقت للحرث). قال الناس: سبحان اللَّهِ، قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (فإني أؤمن بذلك وأبو بكر وعمر بن الخطاب). رضي الله عنهما.
[ر: ٢١٩٩]
سمعت النبي ﷺ يقول: (بينا أنا نائم، رأيتني على قليب عليها دَلْوٌ، فَنَزَعْتُ مِنْهَا مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ أخذها ابن أبي قحافة، فنزع بها ذَنُوبًا أَوْ ذَنُوبَيْنِ، وَفِي نَزْعِهِ ضَعْفٌ، وَاللَّهُ يغفر له ضعفه، ثم استحالت غربا، فأخذها ابن الْخَطَّابِ، فَلَمْ أَرَ عَبْقَرِيًّا مِنَ النَّاسِ يَنْزِعُ نزع عمر، حتى ضرب الناس بعطن).
[٦٦١٨، ٦٦١٩، ٧٠٣٧، وانظر: ٣٤٣٤]
قال رسول الله ﷺ: (مَنْ جَرَّ ثَوْبَهُ خُيَلَاءَ، لَمْ يَنْظُرِ اللَّهُ إليه يوم القيامة). فقال أبو بكر: إن أحد شقي ثوبي يَسْتَرْخِي، إِلَّا أَنْ أَتَعَاهَدَ ذَلِكَ مِنْهُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (إنك لن تصنع ذلك خيلاء). قال موسى: فقلت لسالم: أذكر عبد الله: من جر إزاره؟ قال: لم أسمعه ذكر إلا ثوبه.
[٥٤٤٦، ٥٤٤٧، ٥٤٥٥، ٥٧١٥]
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يقول: (من أنفق زوجين من شيء من الأشياء في سبيل الله، دعي من أبواب – يعني: الْجَنَّةِ – يَا عَبْدَ اللَّهِ هَذَا خَيْرٌ،⦗١٣٤١⦘
فَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّلَاةِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّلَاةِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجِهَادِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الْجِهَادِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصدقة دعي من باب الصدقة، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصِّيَامِ دُعِيَ مِنْ باب الصيام، وباب الريان). فقال أبو بكر: ما على هذا الذي يدعى من تلك الأبواب من ضرورة، وقال: هل يدعى منها كلها أحد يا رسول الله؟ قال: (نعم، وأرجو أن تكون منهم يا أبا بكر).
[ر: ١٧٩٨]
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ مات وأبو بكر بالسنح – قال إسماعيل: يعني بالعالية – فقام عمر يقول: والله ما مات رسول الله ﷺ، قالت: وقال عمر: والله ما كان يقع في نفسي إلا ذاك، وليبعثنه الله، فليقطعن أيدي رجال وأرجلهم. فجاء أبو بكر فكشف عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فقبله، قال: بأبي أنت وأمي، طبت حيا ميتا، والذي نفسي بيده لا يذيقنك الله الموتتين أبدا، ثم خرج فقال: أيها الحالف على رسلك، فلما تكلم أبو بكر جلس عمر، فحمد الله أبو بكر وأثنى عليه، وقال: ألا من كان يَعْبُدُ مُحَمَّدًا ﷺ فَإِنَّ محمدا قَدْ مَاتَ، وَمَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ فَإِنَّ الله حي لا يموت. وقال: ﴿أنك ميت وإنهم ميتون﴾. وقال: ﴿وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفأن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين﴾. فنشج الناس يبكون، قال: واجتمعت الأنصار إلى سعد بن عبادة في سقيفة بني ساعدة، فقالوا: منا أمير ومنكم أمير، فذهب إليهم أبو بكر وعمر بن الخطاب وأبو عبيدة بن الجراح، فذهب عمر يتكلم فأسكته أبو بكر، وكان عمر يقول: والله ما أردت بذلك إلا أني قد هيأت كلاما قد أعجبني، خشيت أن لا يبلغه أبو بكر، ثم تكلم أبو بكر⦗١٣٤٢⦘
فتكلم أبلغ الناس، فقال في كلامه: نحن الأمراء وأنتم الوزراء، فقال حباب بن المنذر: لا والله لا نفعل، منا أمير، ومنكم أمير، فقال أبو بكر: لا، ولكنا الأمراء، وأنتم الوزارء، هم أوسط العرب دارا، وأعربهم أحسابا، فبايعوا عمر أو أبا عبيدة بن الجراح، فقال عمر: بل نبايعك أنت، فأنت سيدنا، وخيرنا، وأحبنا إلى رسول الله ﷺ، فأخذ عمر بيده فبايعه، وبايعه الناس، فقال قائل: قتلتم سعدا، فقال عمر: قتله الله.
وقال عبد الله بن سالم، عن الزبيدي: قال عبد الرحمن بن القاسم: أخبرني القاسم: أن عائشة رضي الله عنها قالت: شخص بصر النَّبِيُّ ﷺ ثُمَّ قَالَ: (في الرفيق الأعلى). ثلاثا، وقص الحديث. قالت: فما كانت من خطبتهما من خطبة إلا نفع الله بها، لقد خوف عمر الناس، وإن فيهم لنفاقا، فردهم الله بذلك. ثم لقد بصر أبو بكر الناس الهدى وعرفهم الحق الذي عليهم، وخرجوا به يتلون: ﴿وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل – إلى – الشاكرين﴾.
[ر: ١١٨٤]
قلت لأبي: أي الناس خير بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ؟ قال: أبو بكر، قلت: ثم من؟ قال: ثم عمر، وخشيت أن يقول عثمان، قلت: ثم أنت؟ قال: ما أنا إلا رجل من المسلمين.
خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ، حَتَّى إِذَا كُنَّا بِالْبَيْدَاءِ، أَوْ بِذَاتِ الْجَيْشِ، انْقَطَعَ عِقْدٌ لِي، فَأَقَامَ رسول الله ﷺ على الْتِمَاسِهِ، وَأَقَامَ النَّاسُ مَعَهُ، وَلَيْسُوا عَلَى مَاءٍ، وليس معهم ماء، فأتى الناس أبا بكر، فَقَالُوا: أَلَا تَرَى مَا⦗١٣٤٣⦘
صَنَعَتْ عَائِشَةُ، أَقَامَتْ برسول الله ﷺ وبالناس معه، وَلَيْسُوا عَلَى مَاءٍ، وَلَيْسَ مَعَهُمْ مَاءٌ؟ فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ وَرَسُولُ اللَّهِ ﷺ وَاضِعٌ رَأْسَهُ عَلَى فَخِذِي قَدْ نَامَ، فَقَالَ: حَبَسْتِ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ والناس، وليسوا على ماء، وليس معهم ماء، قالت: فعاتبني، وَقَالَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقُولَ، وَجَعَلَ يَطْعُنُنِي بِيَدِهِ فِي خَاصِرَتِي، فَلَا يَمْنَعُنِي مِنَ التَّحَرُّكِ إِلَّا مَكَانُ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ على فخذي، فَنَامَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ حتى أَصْبَحَ عَلَى غَيْرِ مَاءٍ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ آيَةَ التَّيَمُّمِ فَتَيَمَّمُوا، فَقَالَ أُسَيْدُ بْنُ الْحُضَيْرِ: مَا هِيَ بِأَوَّلِ بَرَكَتِكُمْ يَا آلَ أَبِي بَكْرٍ، فقالت: عائشة: فبعثنا البعير الذي كنت عليه، فوجدنا العقد تحته.
[ر: ٣٢٧]
قال النبي ﷺ: (لا تسبوا أصحابي، فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا، ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه).
تابعه جرير، وعبد الله بن داود، وأبو معاوية، ومحاضر، عن الأعمش.
أخبرني أبو موسى الأشعري: أنه توضأ في بيته ثم خرج، فقلت: لألزمن رسول الله ﷺ، ولأكونن معه يومي هذا، قال: فجاء المسجد، فسأل عن النبي ﷺ، فقالوا: خرج ووجه ها هنا، فخرجت على إثره، أسأل عنه، حتى دخل بئر أريس، فجلست عند الباب، وبابها من جريد، حتى قَضَى رَسُولُ⦗١٣٤٤⦘
اللَّهِ ﷺ حاجته فتوضأ، فقمت إليه، فإذا هو جالس على بئر أريس وتوسط قفها، وكشف عن ساقيه ودلاهما في البئر، فسلمت عليه، ثم انصرفت فجلست عند الباب، فقلت: لأكونن بواب رَسُولَ اللَّهِ ﷺ الْيَوْمَ، فجاء أبو بكر فدفع الباب، فقلت: من هذا؟ فقال: أبو بكر، فقلت: على رسلك، ثم ذهبت، فقلت: يا رسول الله، هذا أبو بكر يستأذن؟ فقال: (ائذن له وبشره بالجنة). فأقبلت حتى قلت لأبي بكر: ادخل، ورسول الله ﷺ يبشرك بالجنة، فدخل أبو بكر فجلس عن يمين رسول الله ﷺ معه في القف، ودلى رجليه في البئر كما صنع النبي ﷺ، وكشف عن ساقيه، ثم رجعت فجلست، وقد تركت أخي يتوضأ ويلحقني، فقلت: إن يرد الله بفلان خيرا – يريد أخاه – يأت به، فإذا إنسان يحرك الباب، فقلت: من هذا؟ فقال: عمر بن الخطاب، فقلت على رسلك، ثم جئت إلى رسول الله ﷺ فسلمت عليه، فقلت: هذا عمر ابن الخطاب يستأذن؟ فقال: (ائذن له وبشره بالجنة). فجئت فقلت: ادخل، وبشرك رسول الله ﷺ بالجنة، فدخل فجلس مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ في القف عن يساره، ودلى رجليه في البئر، ثم رجعت فجلست، فقلت: إن يرد الله بفلان خيرا يأت به، فجاء إنسان يحرك الباب، فقلت: من هذا؟ فقال: عثمان بن عفان، فقلت على رسلك، فَجِئْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فأخبرته، فقال: (ائذن له وبشره بالجنة،
على بلوى تصيبه). فجئته فقلت له: ادخل، وبشرك رسول الله ﷺ بالجنة، على بلوى تصيبك، فدخل فوجد القف قد ملئ، فجلس وجاهه
من الشق الآخر. قال شريك: قال سعيد بن المسيب: فأولتها قبورهم.
[٣٤٩٠، ٣٤٩٢، ٥٨٦٢، ٦٦٨٤، ٦٨٣٤]
أَنّ النَّبِيَّ ﷺ صعد أحدا، وأبو بكر وعمر وعثمان، فرجف⦗١٣٤٥⦘
بهم، فقال: (اثبت أحد، فإنما عليك نبي وصديق، وشهيدان).
[٣٤٨٣، ٣٤٩٦]
قال رسول الله ﷺ: (بينما أنا على بئر أنزع منها، جاءني أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، فَأَخَذَ أَبُو بَكْرٍ الدَّلْوَ، فَنَزَعَ ذَنُوبًا أَوْ ذَنُوبَيْنِ، وَفِي نَزْعِهِ ضَعْفٌ، والله يغفر له، ثم أخذها ابن الْخَطَّابِ مِنْ يَدِ أَبِي بَكْرٍ، فَاسْتَحَالَتْ فِي يَدِهِ غَرْبًا، فَلَمْ أَرَ عَبْقَرِيًّا مِنَ النَّاسِ يفري فريه، فنزع حتى ضرب الناس بعطن).
قال وهب: العطن مبرك الإبل، يقول: حتى رويت الإبل فأناخت.
[ر: ٣٤٣٤]
إني لواقف في قوم، فدعوا لعمر بن الخطاب، وقد وضع على سريره، إذا رجل من خلفي قد وضع مرفقه على منكبي يقول: رحمك الله، إني كنت لأرجو أن يجعلك الله مع صاحبيك، لأني كثيرا مما كنت أسمع رسول الله ﷺ يقول: (كنت وأبو بكر وعمر، وفعلت وأبو بكر وعمر، وانطلقت وأبو بكر وعمر). فإن كنت لأرجو أن يجعلك الله معهما، فالتفت، فإذا هو علي بن أبي طالب.
[٣٤٨٢]
سألت عبد الله بن عمرو عن أشد ما صنع المشركون بِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ، قَالَ: رأيت عقبة بن أبي معيط، جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ وهو يصلي، فوضع رداءه في عنقه فخنقه به خنقا شديدا، فجاء أبو بكر حتى دفعه⦗١٣٤٦⦘
عنه، فقال: أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله، وقد جاءكم بالبينات من ربكم.
[٣٦٤٣، ٤٥٣٧]
قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (رأيتني دخلت الجنة، فإذا أنا بالرميصاء، امرأة أبي طلحة، وسمعت خشفة، فقلت: من هذا؟ فقال: هذا بلال، ورأيت قصرا بفنائه جارية، فقلت: لمن هذا؟ فقالوا: لعمر، فأردت أن أدخله فأنظر إليه، فذكرت غيرتك). فقال عمر: بأبي وأمي يا رسول الله، أعليك أغار.
[٤٩٢٨، ٦٦٢١]
بينا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ إذ قَالَ: (بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُنِي فِي الْجَنَّةِ، فَإِذَا امْرَأَةٌ تَتَوَضَّأُ إِلَى جَانِبِ قَصْرٍ، فَقُلْتُ: لمن هذا القصر، قالوا: لِعُمَرَ، فَذَكَرْتُ غَيْرَتَهُ، فَوَلَّيْتُ مُدْبِرًا). فَبَكَى عُمَرُ وقال: أعليك أغار يا رسول الله.
[ر: ٣٠٧٠]
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قال: (بينا أنا نائم، شربت – يعني – اللبن حتى أنظر إلى الري يجري في ظفري، أو في أظفاري، ثم ناولت عمر). فقالوا: يا رسول الله، فما أولته؟ قال: (العلم).
[ر: ٨٢]
أن النبي ﷺ قال: (أريت في المنام أني أنزع بدلو بكرة على قليب، فجاء أبو بكر فنزع ذنوبا أو ذنوبين نزعا ضعيفا، والله يغفر له، ثم جاء عمر بن الخطاب فاستحالت غربا، فلم أر عبقريا يفري فريه، حتى روي الناس وضربوا بعطن).
قال ابن جبير: العبقري عتاق الزرابي. وقال يحيى: الزرابي الطنافس لها خمل رقيق. ﴿مبثوثة﴾ كثيرة.
[ر: ٣٤٣٤]
حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بن سعد، عن صالح، عن أبي شِهَابٍ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن زيد، عن محمد بن سعد ابن أبي وقاص، عَنْ أَبِيهِ قَالَ:
اسْتَأْذَنَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ على رسول الله ﷺ، وعنده نسوة من قريش يكلمنه وَيَسْتَكْثِرْنَهُ، عَالِيَةً أَصْوَاتُهُنَّ عَلَى صَوْتِهِ، فَلَمَّا اسْتَأْذَنَ عمر بن الخطاب قمن فبادرن الحجاب، فأذن لَهُ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فدخل عمر ورسول الله ﷺ يضحك، فقال عمر: أضحك الله سنك يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (عجبت من هؤلاء اللاتي كن عندي، فلما سمعن صوتك ابتدرن الحجاب). فقال عمر: فأنت أَحَقُّ أَنْ يَهَبْنَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، ثُمَّ قال عمر: يا عدوات أنفسهن أتهبنني ولا تَهَبْنَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ؟ فقلن: نعم أنت أَفَظُّ وَأَغْلَظُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (إيها يَا ابْنَ الْخَطَّابِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، مَا لقيك الشيطان سالكا⦗١٣٤٨⦘
فجا قط إلا سلك فجا غير فجك).
[ر: ٣١٢٠]
ما زلنا أعزة منذ أسلم عمر.
[٣٦٥٠]
وضع عمر على سريره، فتكنفه الناس يدعون ويصلون قبل أن يرفع، وأنا فيهم، فلم يرعني إلا رجل آخذ منكبي، فإذا علي بن أبي طالب، فترحم على عمر وقال: ما خلفت أحدا أحب إلي أن ألقى الله بمثل عمله منك، وايم الله، إن كنت لأظن أن يجعلك الله مع صاحبيك، وحسبت: إني كنت كثيرا أسمع النبي ﷺ يقول: (ذهبت أنا وأبو بكر وعمر، ودخلت أنا وأبو بكر وعمر، وخرجت أنا وأبو بكر وعمر).
[ر: ٣٤٧٤]
صَعِدَ النَّبِيُّ ﷺ أحدا، ومعه أبو بكر وعمر وعثمان، فرجف بهم، فضربه برجله وقال: (اثبت أحد، فما عليك إلا نبي، أو صديق، أو شهيدان).
[ر: ٣٤٧٢]
سألني ابن عمر عن بعض شأنه – يعني عمر – فأخبرته، فقال: ما رأيت أحدا قط، بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ من حين قبض، كان أجد وأجود، حتى انتهى، من عمر بن الخطاب.
أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ ﷺ عن الساعة، فقال: متى الساعة؟ قال: (وماذا أعددت لها). قال: لا شيء، إلا أني أحب اللَّهَ وَرَسُولَهُ ﷺ، فَقَالَ: (أنت مع من أحببت). قال أنس: فما فرحنا بشيء فرحنا بقول النبي ﷺ: (أنت مع من أحببت). قال أنس: فأنا أحب النَّبِيَّ ﷺ وَأَبَا بَكْرٍ وعمر، وأرجو أن أكون معهم بحبي إياهم، وإن لم أعمل بمثل أعمالهم.
[٥٨١٥، ٥٨١٩، ٦٧٣٤]
قال رسول الله ﷺ: (لقد كان فيما كان قبلكم من الأمم ناس محدثون، فإن يك في أمتي أحد فإنه عمر).
زاد زكرياء بن أبي زائدة، عن سعد، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (لَقَدْ كان فيمن كان قبلكم من بني إسرائيل رجال، يكلمون من غير أن يكونوا أنبياء، فإن يكن من أمتي منهم أحد فعمر).
[ر: ٣٢٨٢]
قَالَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ: (بَيْنَمَا راع في غنمه عدا الذئب فأخذ منها شاة، فطلبها حتى استنقذها، فالتفت إليه الذئب، فقال له: من لها يوم السبع، ليس لها راع غيري). فقال الناس: سبحان الله، فقال النبي ﷺ: (فإني أؤمن به وأبو بكر وعمر). وما ثم أبو بكر وعمر.
[ر: ٢١٩٩]
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: (بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ، رَأَيْتُ النَّاسَ عُرِضُوا عَلَيَّ وَعَلَيْهِمْ قُمُصٌ، فَمِنْهَا مَا⦗١٣٥٠⦘
يَبْلُغُ الثَّدْيَ، وَمِنْهَا مَا يَبْلُغُ دون ذلك، وعرض علي عمر وعليه قميص اجتره). قَالُوا: فَمَا أَوَّلْتَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: (الدين).
[ر: ٢٣]
لما طعن عمر جعل يألم، فقال له ابن عباس، وكأنه يجزعه: يا أمير المؤمنين، ولئن كان ذاك، لقد صَحِبْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ فأحسنت صحبته، ثم فارقته وهو عنك راض، ثم صحبت أبا بكر فأحسنت صحبته، ثم فارقته وهو عنك راض، ثم صحبتهم فأحسنت صحبتهم، ولئن فارقتهم لتفارقنهم وهم عنك راضون، قال: أما ما ذكرت من صحبة رسول الله ﷺ ورضاه، فإنما ذاك من من الله تعالى من به علي، وأما ما ذكرت من صحبة أبي بكر ورضاه، فإنما ذاك من من الله جل ذكره من به علي، وأما ما ترى من جزعي، فهو من أجلك وأجل أصحابك، والله لو أن لي طلاع الأرض ذهبا، لافتديت به من عذاب الله عز وجل قبل أن أراه.
قال حماد بن زيد: حدثنا أيوب، عن ابن أبي مليكة، عن ابن عباس: دخلت على عمر: بهذا.
كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ ﷺ في حائط من حيطان المدينة، فجاء رجل فاستفتح، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (افْتَحْ له وبشره بالجنة). ففتحت له، فإذا هو أبو بكر، فبشرته بِمَا قَالَ النَّبِيُّ ﷺ، فَحَمِدَ اللَّهَ، ثم جاء رجل فاستفتح، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (افْتَحْ له وبشره بالجنة). ففتحت له فإذا هو عمر، فأخبرته بِمَا قَالَ النَّبِيُّ⦗١٣٥١⦘
ﷺ فَحَمِدَ اللَّهَ، ثم استفتح رجل، فقال لي: (افْتَحْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ، عَلَى بَلْوَى تُصِيبُهُ). فإذا عثمان، فأخبرته بما قال رسول الله ﷺ فحمد الله، ثم قال: الله المستعان.
[ر: ٣٤٧١]
كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ ﷺ، وَهُوَ آخِذٌ بيد عمر بن الخطاب.
[٥٩٠٩، ٦٢٥٧]
وَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (مَنْ يحفر بئر رومة فله الجنة). فحفرها
عثمان، وقال: (من جهز جيش العسرة فله الجنة). فجهزه عثمان.
[ر: ٢٦٢٦]
أن النبي ﷺ دخل حائطا وأمرني بحفظ باب الحائط، فَجَاءَ رَجُلٌ يَسْتَأْذِنُ، فَقَالَ: (ائْذَنْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بالجنة). فإذا أبو بكر، ثم جاء آخر يَسْتَأْذِنُ، فَقَالَ: (ائْذَنْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ). فَإِذَا عمر، ثم جاء آخر يستأذن، فسكت هنيهة ثم قال: (ائذن له وبشره بالجنة، على بلوى ستصيبه). فإذا عثمان بن عفان.
قال حماد: وحدثنا عاصم الأحول، وعلي بن الحكم، سمعا أبا عثمان يحدث، عن أبي موسى بنحوه، وزاد فيه عاصم: أن النبي ﷺ كان قاعدا في مكان فيه ماء، قد انكشف عن ركبتيه، أو ركبته، فلما دخل عثمان غطاها.
[ر: ٣٤٧١]
ما يمنعك أن تكلم عثمان لأخيه الوليد، فقد أكثر الناس فيه، فقصدت لعثمان حين خرج إلى الصلاة، قلت: إن لي إليك حاجة، وهي نصيحة⦗١٣٥٢⦘
لك، قال: يا أيها المرء منك – قال معمر: أراه قال: أعوذ بالله منك – فانصرفت، فرجعت إليهم إذ جاء رسول عثمان فأتيته، فقال: ما نصيحتك؟ فقلت: إن الله سبحانه بَعَثَ مُحَمَّدًا ﷺ بِالْحَقِّ، وأنزل عليه الكتاب، وكنت ممن استجاب لله ولرسوله ﷺ، فهاجرت الهجرتين، وصحبت رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، وَرَأَيْتُ هديه، وقد أكثر الناس في شأن الوليد. قال: أدركت رسول الله ﷺ؟ قلت: لا، ولكن خلص إلي من علمه ما يخلص إلى العذراء في سترها، قال: أما بعد، فإن اللَّهَ بَعَثَ مُحَمَّدًا ﷺ بالحق، فكنت ممن استجاب لله ولرسوله، وآمنت بما بعث به، وهاجرت الهجرتين كما قلت، وصحبت رسول الله ﷺ وبايعته، فوالله ما عصيته ولا غششته حتى توفاه الله عز وجل، ثم أبو بكر مثله، ثم عمر مثله، ثم استخلفت، أفليس لي من الحق مثل الذي لهم؟ قلت: بلى، قال: فما هذه الأحاديث التي تبلغني عنكم؟ أما ما ذكرت من شأن الوليد، فسنأخذ فيه بالحق إن شاء الله. ثم دعا عليا، فأمره أن يجلده، فجلده ثمانين.
[٣٦٥٩، ٣٧١٢]
(خلص) وصل وبلغ. (ما يخلص إلى العذراء) هي البكر، وأراد بهذا: أن علم النَّبِيَّ ﷺ لَمْ يَكُنْ مكتوما ولا خاصا بأحد، بل كان شائعا، حتى وصل إلى العذراء المخدرة في بيتها، التي قلما يصل إليها شيء، فإذا وصل إليها فمن باب أولى أن يصل إليه مع حرصه عليه. (فجلده ثمانين) لأنه ثبت عنه أنه صلى بأهل الكوفة وهو سكران. قال الحافظ في الفتح: في رواية معمر: فجلد الوليد أربعين جلدة، وهذه الرواية أصح من رواية يونس، والوهم فيه من الراوي عنه شبيب بن سعيد. [وانظر صحيح مسلم: الحدود، حد الخمر، رقم: ١٧٠٦]].
كنا فِي زَمَنِ النَّبِيِّ ﷺ لا نعدل بأبي بكر أحدا، ثم عمر، ثم عثمان، ثم نترك أصحاب النبي ﷺ لا نفاضل بينهم. تابعه عبد الله، عن عبد العزيز.
[ر: ٣٤٥٥]
جاء رجل من أهل مصر وحج البيت، فرأى قوما جلوسا، فقال: من هؤلاء القوم؟ فقالوا: هؤلاء قريش، قال: فمن الشيخ فيهم؟ قالوا: عبد الله بن عمر، قال يا ابن⦗١٣٥٣⦘
عمر، إني سائلك عن شيء فحدثني، هل تعلم أن عثمان فر يوم أحد؟ قال: نعم. فقال: تعلم أنه تغيب عن بدر ولم يشهد؟ قال: نعم. قال: تعلم أنه تغيب عن بيعة الرضوان فلم يشهدها؟ قال: نعم. قال: الله أكبر. قال ابن عمر: تعال أبين لك، أما فراره يوم أحد، فأشهد أن الله عفا عنه وغفر له، وأما تغيبه عن بدر فإنه كانت تحته بنت رسول الله ﷺ وكانت مريضة، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (إن لك أجر رجل ممن شهد بدر وسهمه). وأما تغيبه عن بيعة الرضوان، فلو كان أحد أعز ببطن مكة من عثمان لبعثه مكانه، فَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ عثمان، وكانت بيعة الرضوان بعد ما ذهب عثمان إلى مَكَّةَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ بيده اليمنى: (هذه يد عثمان). فضرب بها على يده، فقال: (هذه لعثمان). فقال له ابن عمر: اذهب بها الآن معك.
[ر: ٢٩٦٢]
صَعِدَ النَّبِيُّ ﷺ أحدا، ومعه أبو بكر وعمر وعثمان، فرجف، فقال: (اسكن أحد – أظنه: ضربه برجله – فليس عليك إلا نبي، وصديق، وشهيدان).
[ر: ٣٤٧٢]
رأيت عمر بن الخطاب رضي الله عنه قبل أن يصاب بأيام المدينة، وقف على حذيفة بن اليمان وعثمان بن حنيف قال: كيف فعلتما، أتخافان أن تكونا قد حملتما الأرض ما لا تطيق؟ قالا: حملناها أمرا هي له مطيقة، ما فيها كبير فضل. قال: انظر أن تكونا⦗١٣٥٤⦘
حملتما الأرض ما لا تطيق، قال: قالا: لا، فقال عمر: لئن سلمني الله، لأدعن أرامل أهل العراق لا يحتجن إلى رجل بعدي أبدا، قال: فما أتت عليه إلا رابعة حتى أصيب، قال: إني لقائم ما بيني وبينه إلا عبد الله بن عباس غداة أصيب، وكان إذ مر بين الصفين قال: استووا، حتى إذا لم ير فيهم خللا تقدم فكبر، وربما قرأ سورة يوسف أو النحل أو نحو ذلك في الركعة الأولى حتى يجتمع الناس، فما هو إلا أن كبر فسمعته يقول: قتلني – أو أكلني – الكلب، حين طعنه، فطار العلج بسكين ذات طرفين، لا يمر على أحد يمينا ولا شمالا إلا طعنه، حتى طعن ثلاثة عشر رجلا، مات منهم سبعة، فلما رأى ذلك رجل من المسلمين طرح عليه برنسا، فلما ظن العلج أنه مأخوذ نحر نفسه، وتناول عمر يد عبد الرحمن بن عوف فقدمه، فمن يلي عمر فقد رأى الذي أرى، وأما نواحي المسجد فإنهم لا يدرون، غير أنهم قد فقدوا صوت عمر، وهم يقولون: سبحان الله سبحان الله، فصلى بهم عبد الرحمن صلاة خفيفة، فلما انصرفوا قال: يا ابن عباس، انظر من قتلني، فجال ساعة ثم جاء، فقال: غلام المغيرة، قال: الصنع؟ قال: نعم، قال: قاتله الله، لقد أمرت به معروفا، الحمد لله الذي لم يجعل ميتتي بيد رجل يدعي الإسلام، قد كنت أنت وأبوك تحبان أن تكثر العلوج بالمدينة – وكان العباس أكثرهم رقيقا – فقال: إن شئت فعلت، أي: إن شئت قتلنا؟ قال: كذبت، بعد ما تكلموا بلسانكم، وصلوا قبلتكم، وحجوا حجكم. فاحتمل إلى بيته، فانطلقنا معه، وكأن الناس لم تصبهم مصيبة قبل يومئذ، فقائل يقول: لا بأس، وقائل يقول: أخاف عليه، فأتي بنبيذ فشربه، فخرج من جوفه، ثم أتي بلبن فشربه، فخرج من جرحه، فعلموا أنه ميت، فدخلنا عليه، وجاء الناس، فجعلوا يثنون عليه، وجاء رجل شاب فَقَالَ: أَبْشِرْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ بِبُشْرَى اللَّهِ لك، من صحبة رسول الله ﷺ، وقدم في الإسلام ما قد علمت، ثم وليت فعدلت، ثم شهادة. قال: وددت أن ذلك كفاف
⦗١٣٥٥⦘
لا علي ولا لي، فلما أدبر إذا إزاره يمس الأرض، قال: ردوا علي الغلام، قال: ابن أخي ارفع ثوبك، فإنه أنقى لثوبك، وأتقى لربك. يا عبد الله بن عمر، انظر ما علي من الدين، فحسبوه فوجدوه ستة وثمانين ألفا أو نحوه، قال: إن وفى له مال آل عمر فأده من أموالهم، وإلا فسل في بني عدي بن كعب، فإن لم تف أموالهم فسل في قريش، ولا تعدهم إلى غيرهم، فأد عني هذا المال. انطلق إلى عائشة أم المؤمنين، فقل: يقرأ عليك عمر السلام، ولا تقل أمير المؤمنين، فإني لست اليوم للمؤمنين أميرا، وقل: يستأذن عمر بن الخطاب أن يدفن مع صاحبيه. فسلم واستأذن، ثم دخل عليها، فوجدها قاعدة تبكي، فقال: يقرأ عليك عمر ابن الخطاب السلام، ويستأذن أن يدفن مع صاحبيه. فقالت: كنت أريده لنفسي، ولأوثرن به اليوم على نفسي، فلما أقبل، قيل: هذا عبد الله بن عمر قد جاء، قال: ارفعوني، فأسنده رجل إليه، فقال: ما لديك؟ قال: الذي تحب يا أمير المؤمنين أذنت، قال: الحمد لله، ما كان من شيء أهم إلي من ذلك، فإذا أنا قضيت فاحملوني، ثم سلم، فقل: يَسْتَأْذِنُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، فَإِنْ أَذِنَتْ لِي فادخلوني، وإن ردتني ردوني إلى مقابر المسلمين. وجاءت أم المؤمنين حفصة والنساء تسير معها، فلما رأيناها قمنا، فولجت عليه، فبكت عنده ساعة، واستأذن الرجال، فولجت داخلا لهم، فسمعنا بكاءها من الداخل، فقالوا: أوص يا أمير المؤمنين استخلف، قال: ما أجد أَحَدًا أَحَقَّ بِهَذَا الْأَمْرِ مِنْ هَؤُلَاءِ النَّفَرِ، أو الرهط، الَّذِينَ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وهو عنهم راض، فسمى عليا وعثمان والزبير وطلحة وسعدا وعبد الرحمن، وقال: يشهدكم عبد الله بن عمر، وليس له من الأمر شيء – كهيئة
⦗١٣٥٦⦘
التعزية له – فإن أصابت الإمرة سعدا فهو ذاك، وإلا فليستعن به أيكم ما أمر، فإني لم أعزله عن عجز ولا خيانة.
وقال: أوصي الخليفة من بعدي، بالمهاجرين الأولين، أن يعرف لهم حقهم، ويحفظ لهم حرمتهم، وأوصيه بالأنصار خيرا، الذين تبوؤوا الدار والإيمان من قبلهم، أن يقبل من محسنهم، وأن يعفى عن مسيئهم، وأوصيه بأهل الأمصار خيرا، فإنهم ردء الإسلام، وجباة المال، وغيظ العدو، وأن لا يؤخذ منهم إلا فضلهم عن رضاهم. وأوصيه بالأعراب خيرا، فإنهم أصل العرب، ومادة الإسلام، أن يؤخذ من حواشي أموالهم، ويرد على فقرائهم، وأصيه بذمة الله تعالى، وَذِمَّةِ رَسُولِهِ ﷺ أَنْ يُوفَى لَهُمْ بِعَهْدِهِمْ، وَأَنْ يُقَاتَلَ مِنْ وَرَائِهِمْ، ولا يكلفوا إلا طاقتهم.
فلما قبض خرجنا به، فانطلقنا نمشي، فسلم عبد الله بن عمر قال: يستأذن عمر بن الخطاب، قالت: أدخلوه، فأدخل، فوضع هنالك مع صاحبيه، فلما فرغ من دفنه اجتمع هؤلاء الرهط، فقال عبد الرحمن: اجعلوا أمركم إلى ثلاثة منكم، فقال الزبير: قد جعلت أمري إلى علي، فقال طلحة: قد جعلت أمري إلى عثمان، وقال سعد: قد جعلت أمري إلى عبد الرحمن بن عوف. فقال عبد الرحمن: أيكما تبرأ من هذا الأمر، فنجعله إليه والله عليه والإسلام، لينظرن أفضلهم في نفسه؟ فأسكت الشيخان، فقال عبد الرحمن: أفتجعلونه إلى الله علي أن لا آلو عن أفضلكم؟ قالا: نعم، فأخذ بيد أحدهما فقال: لك قرابة مِنْ
⦗١٣٥٧⦘
رَسُولِ اللَّهِ ﷺ والقدم في الإسلام ما قد علمت، فالله عليك لئن أمرتك لتعدلن ولئن أمرت عثمان لتسمعن ولتطيعن، ثم خلا بالآخر فقال له مثل ذلك، فلما أخذ الميثاق قال: ارفع يدك يا عثمان، فبايعه، فبايع له علي، وولج أهل الدار فبايعوه.
[ر: ١٣٢٨]
وقال النبي ﷺ لعلي: (أنت مني وأنا منك).
[ر: ٤٠٠٥]
وقال عمر: تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وهو عنه راض.
[ر: ٣٤٩٧]
أن رسول الله ﷺ قال: (لأعطين الراية غدا رجلا يفتح الله على يديه). قال: فبات الناس يدوكون ليلتهم أيهم يعطاها، فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله ﷺ، كلهم يرجو أن يعطاها، فقال: (أين علي بن أبي طالب). فقالوا: يشتكي من عينيه يا رسول الله، قال: (فأرسلوا إليه فأتوني به). فلما جاء بصق في عينيه ودعا له، فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع، فأعطاه الراية، فقال علي: يا رسول الله، أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا؟ فقال: (انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم، ثم ادعهم إلى الإسلام، وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه، فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا، خير لك من أن يكون لك حمر النعم).
[ر: ٢٧٨٣]
كان علي قد تَخَلَّفَ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ فِي خيبر، وكان به رمد، فقال: أنا أتخلف عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فخرج علي فلحق بالنبي ﷺ، فلما كان مساء الليلة التي فتحها الله في صباحها، قال رسول الله ﷺ: (لأعطين الراية – أو ليأخذن الراية – غدا رجلا يحبه الله ورسوله، أو قال: يحب الله ورسوله، يفتح الله عليه). فإذا نحن بعلي وما نرجوه، فقالوا: هذا علي، فأعطاه⦗١٣٥٨⦘
رسول الله ﷺ الراية، ففتح الله عليه.
[ر: ٢٨١٢]
أن رجلا جاء إلى سهل بن سعد فقال: هذا فلان، لأمير المدينة، يدعو عليا عند المنبر، قال: فيقول: ماذا؟ قال: يقول له: أبو تراب، فضحك. قال: والله ما سماه إلا النبي ﷺ، وما كان والله له اسم أحب
إليه منه، فاستطعمت الحديث سهلا، وقلت: يا أبا عباس، كيف ذلك؟ قال: دخل علي على فاطمة ثم خرج، فاضطجع في المسجد، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ ﷺ: (أين ابن عمك). قالت: في المسجد، فخرج إليه، فوجد رداءه قد سقط عن ظهره، وخلص التراب إلى ظهره، فجعل يمسح التراب عن ظهره، فيقول: (اجلس يا أبا تراب). مرتين.
[ر: ٤٣٠]
جاء رجل إلى ابن عمر، فسأله عن عثمان، فذكر عن محاسن عمله، قال: لعل ذاك يسؤوك؟ قال: نعم، قال: فأرغم الله بأنفك، ثم سأله عن علي فذكر محاسن عمله، قال: هو ذاك في بيته، أوسط بيوت النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ قَالَ: لعل ذاك يسؤوك؟ قال: أجل، قال: فأرغم الله بأنفك، انطلق فاجهد علي جهدك.
أن فاطمة عليها السلام شكت ما تلقى من أثر الرحى، فأتى النبي ﷺ سبي، فانطلقت فلم تجده فوجدت عائشة فأخبرتها، فلما جاء النبي ﷺ أخبرته عائشة بمجيء فاطمة، فجاء النبي ﷺ إلينا وقد أخذنا مضاجعنا، فذهبت لأقوم، فقال: (على مكانكما). فقعد بَيْنَنَا، حَتَّى وَجَدْتُ بَرْدَ قَدَمَيْهِ عَلَى صَدْرِي، وقال: (ألا أعلمكما خيرا مما سألتماني، إذا أخذتما مضاجعكما، تكبران أربعا وثلاثين، وتسبحان ثلاثا وثلاثين،⦗١٣٥٩⦘
وتحمدان ثلاثا وثلاثين، فهو خير لكما من خادم).
[ر: ٢٩٤٥]
قال النبي ﷺ لعلي: (أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى).
[٤١٥٤]
اقضوا كما كنتم تقضون، فإني أكره الاختلاف، حتى يكون للناس جماعة، أو أموت كما مات أصحابي.
فكان ابن سيرين يرى: أن عامة ما يروى عن علي الكذب.
وقال النبي ﷺ: (أشبهت خلقي وخلقي).
[ر: ٤٠٠٥]
أن الناس كانوا يقولون: أكثر أبو هريرة، وإني كنت أَلْزَمُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ بشبع بَطْنِي، حِينَ لَا آكُلُ⦗١٣٦٠⦘
الْخَمِيرَ وَلَا أَلْبَسُ الحبير، ولا يخدمني فلان ولا فلانة، وكنت ألصق بطني بالحصباء من الجوع، وإن كنت لأستقرئ الرجل الآية، هي معي، كي ينقلب بي فيطعمني، وكان أخير الناس للمسكين جعفر بن أبي طالب، كان يَنْقَلِبُ بِنَا فَيُطْعِمُنَا مَا كَانَ فِي بَيْتِهِ، حتى إن كان ليخرج إلينا العكة التي ليس فيها شيء، فنشقها فنعلق ما فيها.
[٥١١٦]
أَنَّ ابْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما: كَانَ إذا سلم على ابن جعفر قال: السلام عليك يا ابن ذي الجناحين.
[٤٠١٦]
أن عمر بن الخطاب: كَانَ إِذَا قَحَطُوا اسْتَسْقَى بِالْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنَّا كُنَّا نَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بنبينا ﷺ فَتَسْقِينَا، وَإِنَّا نَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِعَمِّ نَبِيِّنَا فَاسْقِنَا، قال: فيسقون.
[ر: ٩٦٤]
وقال النبي ﷺ: (فاطمة سيدة نساء أهل الجنة).
[ر: ٣٤٢٦]
أن فاطمة عليها السلام أرسلت إلى أبي بكر: تسأله ميراثها من النبي ﷺ،⦗١٣٦١⦘
مما أفاء اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ ﷺ، تطلب صدقة النبي ﷺ التي بالمدينة وفدك، وما بقي من خمس خيبر، فقال أبو بَكْرٍ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قال: (لا نورث، ما تركنا فهو صَدَقَةٌ، إِنَّمَا يَأْكُلُ آلُ مُحَمَّدٍ مِنْ هَذَا المال – يعني مال الله – ليس لهم أن يزيدوا على المأكل). وإني والله لا أغير شيئا من صدقات النبي ﷺ التي كانت عليها فِي عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولأعملن فِيهَا بِمَا عَمِلَ فِيهَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، فتشهد علي ثم قال: إنا قد عرفنا يا أبكر فضيلتك، وذكر قرابتهم مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ وحقهم، فتكلم أبو بكر فقال: والذي نفسي بيده، لقرابة رَسُولُ اللَّهِ ﷺ أَحَبُّ إلي أن أصل من قرابتي.
[ر: ٢٩٢٦]
ارقبوا محمدا ﷺ في أهل بيته.
[٣٥٤١]
أن رسول الله ﷺ قال: (فاطمة بضعة مني، فمن أغضبها أغضبني).
[ر: ٨٨٤]
دعا النبي ﷺ فاطمة ابنته في شكواه الذي قبض فيها، فسارها بشيء فبكت، ثم دعاها فسارها فضحكت، قالت: فسألتها عن ذلك، فقالت: سارني النبي ﷺ فأخبرني: أنه يقبض في وجعه الذي توفي فيه، فبكيت، ثم سارني فأخبرني: أني أول أهل بيته أتبعه، فضحكت.
[ر: ٣٤٢٦]
وقال ابن عباس: هو حواري النبي ﷺ.
[ر: ٤٣٨٨] وسمي الحواريون لبياض ثيابهم.
أصاب عثمان بن عفان رعاف شديد سنة الرعاف، حتى حبسه عن الحج، وأوصى، فدخل عليه رجل من قريش قال: استخلف، قال: وقالوه؟ قال: نعم، قال: ومن؟ فسكت، فدخل عليه رجل آخر – أحسبه الحارث – فقال: استخلف، فقال عثمان: وقالوا؟ فقال: نعم، قال: ومن هو؟ فسكت، قال: فلعلهم قالوا الزبير، قال: نعم، قال: أما والذي نفسي بيده، إنه لخيرهم ما علمت، وإن كان لأحبهم إلى رسول الله ﷺ.
كنت عند عثمان، أتاه رجل فقال: استخلف، قال: وقيل ذاك؟ قال: نعم، الزبير، قال: أما والله إنكم لتعلمون أنه خيركم، ثلاثا.
قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (إن لكل نبي حواريا، وإن حواري الزبير بن العوام).
[ر: ٢٦٩١]
كنت يوم الأحزاب جعلت أنا وعمر بن أبي سلمة في النساء، فنظرت فإذا أنا بالزبير على فرسه يختلف إلى بني قريظة مرتين أو ثلاثا، فلما رجعت قلت: يا أبت رأيتك تختلف؟ قال: أو هل رأيتني يا بني؟ قلت: نعم، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ قال: (من⦗١٣٦٣⦘
يأت بني قريظة فيأتيني بخبرهم). فانطلقت، فلما رجعت جمع لِي رَسُولُ اللَّهِ ﷺ أبويه فقال: (فداك أبي وأمي).
أن أصحاب النبي ﷺ قالوا للزبير يوم اليرموك: ألا تشد فنشد معك، فحمل عليهم، فضربوه ضربتين على عاتقه، بينهما ضربة ضربها يوم بدر، قال عروة: فكنت أدخل أصابعي في تلك الضربات ألعب وأنا صغير.
[٣٧٥٥، ٣٧٥٦]
وقال عمر: توفي النبي ﷺ وهو عنه راض.
[ر: ٣٤٩٧]
لم يبق مَعَ النَّبِيِّ ﷺ، فِي بعض تلك الأيام التي قاتل فيهن رَسُولَ اللَّهِ ﷺ، غَيْرُ طلحة وسعد. عن حديثهما.
[٣٨٣٤]
رأيت يد طلحة التي وقى بها النبي ﷺ قد شلت.
[٣٨٣٦]
النبي ﷺ، وهو سعد بن مالك رضي الله عنه.
سمعت سعدا يقول: جمع لي النبي ﷺ أبويه يوم أحد.
[٣٨٢٩ – ٣٨٣١]
لقد رأيتني وأنا ثلث الإسلام.
سمعت سعد بن أبي وقاص يقول: ما أسلم أحد إلا في اليوم الذي أسلمت فيه، ولقد مكثت سبعة أيام، وإني لثلث الإسلام. تابعه أبوأسامة: حدثنا هاشم.
[٣٦٤٥]
سمعت سعدا رضي الله عنه يَقُولُ: إِنِّي لَأَوَّلُ الْعَرَبِ رَمَى بِسَهْمٍ فِي سبيل الله، وكنا نغزو مع النبي ﷺ وما لنا طعام إلا ورق الشجر، حتى إن أحدنا ليضع كما يضع البعير أو الشَّاةُ، مَا لَهُ خِلْطٌ، ثُمَّ أَصْبَحَتْ بَنُو أسد تعزرني على الإسلام؟ لقد خبت إذا وضل عملي. وكانوا وشوا بي إلى عمر، قالوا: لا يحسن يصلي.
[٥٠٩٦، ٦٠٨٨، وانظر: ٧٢٢]
إن عليا خطب بنت أبي جهل، فسمعت بذلك فاطمة، فَأَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ فقالت: يزعم قومك أنك لا تغضب لبناتك، وهذا علي ناكح بنت أبي جهل. فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، فسمعته حين تشهد يقول: (أما بعد، أنكحت أبا العاص بن الربيع، فحدثني وصدقني، وإن فاطمة بضعة مني، وإني اكره أن يسوءها، والله لا تجتمع بنت رسول الله ﷺ وبنت عدو الله عند رجل واحد). فترك علي الخطبة.⦗١٣٦٥⦘
وزاد محمد بن عمرو بن حلحلة، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عن مِسْوَرٌ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ ﷺ وَذَكَرَ صهرا له من بني عبد شمس، فأثنى عليه في مصاهرته إياه فَأَحْسَنَ، قَالَ: (حَدَّثَنِي فَصَدَقَنِي، وَوَعَدَنِي فَوَفَى لِي).
[ر: ٨٨٤]
وقال الْبَرَاءُ: عَنِ النَّبِيِّ ﷺ: (أنت أخونا ومولانا).
[ر: ٢٥٥٢]
بَعَثَ النَّبِيُّ ﷺ بعثا، وأمر عليهم أسامة بن زيد، فطعن بعض الناس في إمارته، فقال النبي ﷺ: (إن تَطْعَنُوا فِي إِمَارَتِهِ، فَقَدْ كُنْتُمْ تَطْعَنُونَ فِي إمارة أَبِيهِ مِنْ قَبْلُ، وَايْمُ اللَّهِ إِنْ كَانَ لخليقا للإمارة، وإن وكان لَمِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ، وَإِنَّ هَذَا لَمِنْ أحب الناس إلي بعده).
[٤٠٠٤، ٤١٩٨، ٤١٩٩، ٦٢٥٢، ٦٧٦٤]
دخل علي قائف، والنبي ﷺ شاهد، وأسامة بن زيد وزيد بن حارثة مضطجعان، فَقَالَ: إِنَّ هَذِهِ الْأَقْدَامَ بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ، قال: فسر بذلك النبي ﷺ وأعجبه، فأخبر به عائشة.
[ر: ٣٣٦٢]
أن قريشا أهمهم شأن المرأة المخزومية، فقالوا: من يَجْتَرِئُ عَلَيْهِ إِلَّا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، حُبَّ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ.
وحدثنا علي: حدثنا سفيان قال: ذهبت أسأل الزهري عن حديث المرأة المخزومية، فصاح بي، قلت لسفيان: فلم تحتمله عن أحد؟ قال: وجدته في كتاب كان كتبه أيوب بن موسى، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها:
أن امرأة من بني مخزوم سرقت، فقالوا: من يكلم فِيهَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ؟ فلم يجترئ أحد أن يكلمه، فكلمه أسامة بن زيد، فقال: (إن بني إسرائيل كان إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف قطعوه، لو كانت فاطمة لقطعت يدها).
[ر: ٢٥٠٥]
نظر ابن عمر يوما، وهو في المسجد، إلى رجل يسحب ثيابه في ناحية من المسجد، فقال: انظر من هذا؟ ليت هذا عندي، قال له إنسان: أما تعرف هذا يا أبا عبد الرحمن؟ هذا محمد بن أسامة، قال: فطأطأ ابن عمر رأسه، ونقر بيديه في الأرض، ثم قال: لو رَآهُ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ لأحبه.
حدث عَنِ النَّبِيِّ ﷺ: أَنَّهُ كان يأخذه والحسن، فيقول: (اللهم أحبهما، فإني أحبهما).
[٣٥٣٧، ٥٦٥٧]
أن الحجاج بن أيمن بن أم أيمن، وكان أيمن بن أم أيمن أخا أسامة بن زيد لأمه، وهو رجل من الأنصار، فرآه ابن عمر لم يتم ركوعه ولا سجوده، فقال: أعد.⦗١٣٦٧⦘
قال أبو عبد الله: وحدثني سليمان بن عبد الرحمن: حدثنا الوليد بن مسلم: حدثنا عبد الرحمن بن نمر، عن الزهري: حدثني حرملة مولى أسامة بن زيد: أنه بينما هو مع عبد الله بن عمر، إذ دخل الحجاج بن أيمن بن أم أيمن فلم يتم ركوعه ولا سجوده، فقال: أعد، فلما ولى، قال لي ابن عمر: من هذا؟ قلت الحجاج بن أيمن بن أم أيمن، فقال ابن عمر: لو رأى هَذَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ لأحبه. فذكر حبه وما ولدته أم أيمن.
قال وحدثني بعض أصحابي، عن سليمان: وكانت حاضنة النبي ﷺ.
كَانَ الرَّجُلُ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ ﷺ إِذَا رَأَى رُؤْيَا قَصَّهَا على النبي ﷺ، فَتَمَنَّيْتُ أَنْ أَرَى رؤيا أقصها على النبي ﷺ، وَكُنْتُ غُلَامًا شَابًّا عزبا، وكنت أنام في المسجد عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ ﷺ، فرأيت في المنام: كَأَنَّ مَلَكَيْنِ أَخَذَانِي فَذَهَبَا بِي إِلَى النَّارِ، فَإِذَا هِيَ مَطْوِيَّةٌ كَطَيِّ الْبِئْرِ، وَإِذَا لَهَا قرنان كقرني البئر، وإذا فيها ناس قَدْ عَرَفْتُهُمْ، فَجَعَلْتُ أَقُولُ: أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ النار، أعوذ بالله من النار، فَلَقِيَهُمَا مَلَكٌ آخَرُ، فَقَالَ لِي: لَنْ تُرَاعَ، فَقَصَصْتُهَا عَلَى حَفْصَةَ، فَقَصَّتْهَا حَفْصَةُ عَلَى النَّبِيِّ ﷺ، فَقَالَ: (نِعْمَ الرَّجُلُ عَبْدُ اللَّهِ، لَوْ كَانَ يصلي بالليل). قال سالم: فكان عبد الله لا ينام من الليل إلا قليلا.
أن النبي ﷺ قال لها: (إن عبد الله رجل صالح).
[ر: ٤٢٩].
قدمت الشأم فصليت ركعتين، ثم قلت: اللهم يسر لي جليسا صالحا، فأتيت قوما فجلست إليهم، فإذا شيخ قد جاء حتى جلس إلى جنبي، قلت: من هذا؟ قالوا: أبو الدرداء، فقلت: إني دعوت الله أن ييسر لي جليسا صالحا، فيسرك لي، قال: ممن أنت؟ قلت: من أهل الكوفة، قال: أو ليس عندكم ابن أم عبد، صاحب النعلين والوساد والمطهرة، وفيكم الذي أجاره الله من الشيطان – يعني عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ ﷺ أو ليس فيكم صاحب سر النَّبِيِّ ﷺ الَّذِي لَا يعلمه أحد غيره، ثم قال: كيف يقرأ عبد الله: ﴿والليل إذا يغشى﴾. فقرأت عليه: ﴿والليل إذا يغشى. والنهار إذا تجلى. والذكر والأنثى﴾. قال: والله لقد أَقْرَأَنِيهَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ من فيه إلى في.
ذَهَبَ عَلْقَمَةُ إِلَى الشأم، فلما دخل المسجد قال: اللهم يسر لي جليسا صالحا، فجلس إلى أبي الدرداء، فقال أبو الدرداء: مِمَّنْ أَنْتَ؟ قَالَ: مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ، قَالَ: أليس فيكم، أو منكم، صاحب السر الذي لا يعلمه غيره، يعني حذيفة، قال: قلت: بلى، قال: أليس فيكم، أو منكم، الذي أجاره اللَّهُ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ ﷺ، يعني من الشيطان، يعني عمارا، قلت: بلى، قال: أليس فيكم، أو منكم، صاحب السواك، أو السرار؟ قال: بلى، قال:⦗١٣٦٩⦘
كَيْفَ كَانَ عَبْدُ اللَّهِ يَقْرَأُ: ﴿وَاللَّيْلِ إِذَا يغشى. والنهار إذا تجلى﴾. قلت: ﴿والذكر والأنثى﴾. قال: ما زال بي هؤلاء حتى كادوا يستنزلونني عن شيء سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ.
[ر: ٣١١٣]
أَنّ رَسُولَ الله ﷺ قال: (إن لكل أمة أمينا، وإن أميننا، أيتها الأمة، أبو عبيدة بن الجراح).
[٤١٢١، ٦٨٢٨]
قَالَ النَّبِيُّ ﷺ لأهل نجران: (لأبعثن – يعني – عليكم أمينا، حق أمين). فأشرف أصحابه، فبعث أبا عبيدة رضي الله عنه.
[٤١١٩، ٤١٢٠، ٦٨٢٧]
قال نافع بن جبير، عن أبي هريرة: عانق النبي ﷺ الحسن.
[ر: ٢٠١٦]
سَمِعْتُ النَّبِيُّ ﷺ عَلَى الْمِنْبَرِ، والحسن إلى جنبه، ينظر إلى الناس مرة وإليه مرة، ويقول: (ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ، وَلَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يُصْلِحَ به
بين فئتين من المسلمين).
[ر: ٢٥٥٧]
عَنِ النَّبِيِّ ﷺ: أنه كان يأخذه والحسن ويقول: (اللهم⦗١٣٧٠⦘
إني أحبهما، فأحبهما). أو كما قال.
[ر: ٣٥٢٨]
أتي عبيد الله بن زياد برأس الحسين بن علي عليه السلام، فجعل في طست، فجعل ينكث، وقال في حسنه شيئا، فقال أنس: كان أشبههم برسول الله ﷺ، وكان مخصوبا بالوسمة.
رَأَيْتُ النَّبِيَّ ﷺ، والحسن بن علي على عاتقه، يقول: (اللهم إني أحبه فأحبه).
رأيت أبا بكر رضي الله عنه وحمل الحسن وهو يقول: بأبي شبيه بالنبي، ليس شبيه بعلي. وعلي يضحك.
[ر: ٣٣٤٩]
ارقبوا محمدا ﷺ في أهل بيته.
[ر: ٣٥٠٩]
لم يكن أحد أشبه بالنبي ﷺ من الحسن بن علي.
وسأله عن المحرم – قال شعبة: أحسبه – يقتل الذباب؟ فقال: أهل العراق يسألون عن الذباب، وقد قتلوا ابن ابنة رسول الله صلى الله عليه
وسلم، وقال النبي ﷺ: (هما ريحانتاي من الدنيا).
[٥٦٤٨]
وقال النبي ﷺ: (سَمِعْتُ دَفَّ نَعْلَيْكَ بَيْنَ يَدَيَّ فِي الْجَنَّةِ). [ر: ١٠٩٨]
كان عمر يقول: أبو بكر سيدنا، وأعتق سيدنا. يعني بلالا.
أن بلالا قال لأبي بكر: إن كنت إنما اشتريتني لنفسك فأمسكني، وإن كنت إنما أشتريتني لله، فدعني وعملي لله.
ضمني النبي ﷺ إلى صدره وقال: (اللهم علمه الحكمة).
حدثنا أبو معمر: حدثنا عبد الوارث: وقال: (علمه الكتاب).
حدثنا موسى: حدثنا وهيب، عن خالد: مثله.
والحكمة: الإصابة في غير النبوة.
[ر: ٧٥]
أن النبي ﷺ نعى زيدا وجعفرا وابن رواحة للناس قبل أن يأتيهم خبرهم، فقال: (أَخَذَ الرَّايَةَ زَيْدٌ فَأُصِيبَ، ثُمَّ أَخَذَهَا جَعْفَرٌ فأصيب، ثم أخذ بن رواحة فأصيب). وعيناه تذرفان: (حتى أخذها سيف من سيوف الله، حتى فتح الله عليهم).
[ر: ١١٨٩]
ذكر عبد الله عند عبد الله بن عمرو فقال: ذاك رجل لا أزال أحبه، بعد مَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يقول: (استقرئوا القرآن من أربعة: من عبد الله بن مسعود – فبدأ به – وسالم مولى أبي حذيفة، وأبي ابن كعب، ومعاذ بن جبل). قال: لا أدري بدأ بأبي أو بمعاذ.
[٣٥٩٥، ٣٥٩٧، ٤٧١٣، وانظر: ٣٥٤٩]
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ لم يكن فاحشا ولا متفحشا، وقال: (إن من أحبكم إلي أحسنكم أخلاقا).
وقال: (استقرئوا القرآن من أربعة: من عبد الله بن مسعود، وسالم مولى أبي حذيفة، وأبي بن كعب، ومعاذ بن جبل).
[ر: ٣٣٦٦، ٣٥٤٨]
دخلت الشأم فصليت ركعتين، فقلت: اللهم يسر لي جليسا صالحا، فرأيت شيخا مقبلا، فلما⦗١٣٧٣⦘
دنا قلت: أرجو أن يكون استجاب، قال: من أين أنت؟ قلت: من أهل الكوفة، قال: أفلم يكن فيكم صاحب النعلين والوساد والمطهرة، أو لم يكن فيكم الذي أجير من الشيطان، أو لم يكن فيكم صاحب السر الذي لا يعلمه غيره، كيف قرأ ابن أم عبد: ﴿والليل إذا يغشى﴾. فقرأت: ﴿والليل إذا يغشى. والنهار إذا تجلى. والذكر والأنثى﴾. قال أقرأنيها النبي ﷺ، فاه إلى في، فما زال هؤلاء حتى كادوا يردونني.
[ر: ٣١١٣]
سألنا حذيفة عن رجل قريب السمت والهدي من النبي ﷺ حتى نأخذ عنه، فقال: ما أعرف أحدا أقرب سمتا وهديا ودلا بالنبي ﷺ من ابن أم عبد.
[٥٧٤٦]
قدمت أنا وأخي من اليمن، فمكثنا حينا، ما نرى إلا أن عبد الله بن مسعود رجل من أهل بيت النبي ﷺ، لما نرى من دخوله ودخول أمه على النبي ﷺ.
[٤١٢٣]
أوتر معاوية بعد العشاء بركعة، وعنده مولى لابن عباس، فأتى ابن عباس، فقال: دعه فإنه صحب رسول الله ﷺ.
٣٥٥٤ – حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ: حَدَّثَنَا نَافِعُ بْنُ عمر: حدثني ابن أبي مليكة: قيل
⦗١٣٧٤⦘
لابن عباس:
هل لك في أمير المؤمنين معاوية، فإنه ما أوتر إلا بواحدة؟ قال: أصاب، إنه فقيه.
سَمِعْتُ حُمْرَانَ بْنَ أَبَانَ، عن معاوية رضي الله عنه قال: إنكم لتصلون صلاة، لقد صحبنا النبي ﷺ فَمَا رَأَيْنَاهُ يُصَلِّيهَا، وَلَقَدْ نَهَى عَنْهُمَا. يَعْنِي: الرَّكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعَصْرِ.
[ر: ٥٦٢]
وقال النبي ﷺ: (فاطمة سيدة نساء أهل الجنة).
[ر: ٣٤٢٦]
أن رسول الله ﷺ قال: (فاطمة بضعة مني، فمن أغضبها أغضبني).
[ر: ٨٨٤]
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَوْمًا: (يا عائش، هذا جبريل يقرئك السلام). فقلت: وعليه السلام ورحمة الله وبركاته، ترى ما لا أرى. تُرِيدُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ.
[ر: ٣٠٤٥]
قال رسول الله ﷺ: (كَمَلَ مِنَ الرِّجَالِ كَثِيرٌ، وَلَمْ يَكْمُلْ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا: مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ، وَآسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ، وَفَضْلُ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ على سائر الطعام).
[ر: ٣٢٣٠]
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يقول: (فَضْلُ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ، كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سائر الطعام).
[٥١٠٣، ٥١١٢]
أن عائشة اشتكت، فجاء ابن عباس فقال: يا أم المؤمنين، تقدمين على فرط صدق، على رسول الله ﷺ، وعلى أبي بكر.
[٤٤٧٦]
لما بعث علي عمارا والحسن إلى الكوفة ليستنفرهم، خطب عمار فقال: إني لأعلم أنها زوجته في الدنيا والآخرة، ولكن الله ابتلاكم لتتبعوه أو إياها.
[٦٦٨٧ – ٦٦٩٠]
أَنَّهَا اسْتَعَارَتْ مِنْ أَسْمَاءَ قِلَادَةً فَهَلَكَتْ، فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ نَاسًا مِنْ أَصْحَابِهِ فِي طَلَبِهَا، فَأَدْرَكَتْهُمُ الصَّلَاةُ فَصَلَّوْا بِغَيْرِ وُضُوءٍ، فَلَمَّا أَتَوْا النَّبِيَّ ﷺ شَكَوْا ذَلِكَ إِلَيْهِ، فَنَزَلَتْ آيَةُ التَّيَمُّمِ، فَقَالَ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ: جَزَاكِ اللَّهُ خَيْرًا، فَوَاللَّهِ مَا نَزَلَ بِكِ أَمْرٌ قَطُّ، إِلَّا جَعَلَ اللَّهُ لَكِ مِنْهُ مخرجا، وجعل للمسلمين فيه بركة.
[ر: ٣٢٧]
أَنَّ رَسُولَ⦗١٣٧٦⦘
اللَّهِ ﷺ لما كان في مرضه، جعل يدور في نسائه، ويقول: (أين أنا غدا، أين أنا غدا). حرصا على بيت عائشة. قالت عائشة: فلما كان يومي سكن.
[ر: ٨٥٠]
كان الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة، قالت عائشة: فاجتمع صواحبي إلى أم سلمة، فقلن: يا أم سلمة، والله إن الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة، وإنا نريد الخير كما تريده عائشة، فمري رسول الله ﷺ أن يأمر الناس: أن يهدوا إليه حيثما كان، أو حيثما دار، قالت: فذكرت ذلك أم سلمة للنبي ﷺ، قالت: فأعرض عني، فلما عاد إلي ذكرت له ذلك فأعرض عني، فلما كان في الثالثة ذكرت له فقال: (يا أم سلمة لا تؤذيني في عائشة، فإنه والله ما نزل علي الوحي وأنا في لحاف امرأة منكن غيرها).
[ر: ٢٤٣٥]
﴿والذين تبوؤوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا﴾ /الحشر: ٩/.
أرأيت اسم الأنصار، كنتم تسمون به، أم سماكم الله؟ قال: بل سمانا الله.
كنا ندخل على أنس، فيحدثنا مناقب الأنصار ومشاهدهم، ويقبل علي، أو على رجل من الأزد، فيقول: فعل قومك يوم كذا وكذا، كذا وكذا.
[٣٦٣١]
كان يوم بعاث يوما قدمه الله لرسوله ﷺ، فقدم رسول الله ﷺ وقد افترق ملؤهم، وقتلت سرواتهم وجرحوا، فقدمه الله لرسوله ﷺ في دخولهم في الإسلام.
[٣٦٣٣، ٣٧١٥]
قالت الأنصار يوم فتح مكة، وأعطى قريشا: والله إن هذا لهو العجب، إن سيوفنا تقطر من دماء قريش، وغنائمنا ترد عليهم، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ ﷺ فدعا الأنصار، قال: فقال: (ما الذي بلغني عنكم). وكانوا لا يكذبون، فقالوا: هو الذي بلغك، قال: (أو لا ترضون أن يرجع الناس بالغنائم إلى بيوتهم، وترجعون برسول الله ﷺ إلى بيوتكم؟ لو سلكت الْأَنْصَارُ وَادِيًا، أَوْ شِعْبًا، لَسَلَكْتُ وَادِيَ الْأَنْصَارِ أو شعبهم).
[ر: ٢٩٧٧]
قال عَبْدِ اللهِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ.
[ر: ٤٠٩٥]
عن النبي ﷺ، أَوْ: قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ ﷺ: (لو أن الأنصار سلكوا واديا، أو شعبا، لسلكت في وادي الأنصار، ولولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار). فقال أبو هريرة: ما ظلم، بأبي وأمي، لآووه ونصروه، أو كلمة أخرى.
[٦٨١٧]
لما قدموا الْمَدِينَةَ آخَى رَسُولُ اللَّهِ ﷺ بَيْنَ عبد الرحمن ابن عوف وسعد بن الربيع، قال لعبد الرحمن: إني أكثر الأنصار مالا، فأقسم مالي نصفين، ولي امرأتان، فانظر أعجبهما إليك فسمها لي أطلقها، فإذا انقضت عدتها فتزوجتها. قَالَ: بَارَكَ اللَّهُ لَكَ فِي أَهْلِكَ وَمَالِكَ، أين سوقكم؟ فدلوه على سوق بني قينقاع، فلما انقلب إلا ومعه فضل من أقط وسمن، ثم تابع الغدو، ثم جاء يوما وبه أثر صفرة، فقال النَّبِيُّ ﷺ: (مَهْيَمْ). قَالَ: تزوجت، قال: (كم سُقْتَ إِلَيْهَا). قَالَ: نَوَاةً مِنْ ذَهَبٍ، أَوْ وزن نواة من ذهب. شك إبراهيم.
[ر: ١٩٤٣]
قَدِمَ عَلَيْنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، وآخى رَسُولُ اللَّهِ ﷺ بَيْنَهُ وَبَيْنَ سَعْدِ بن الربيع، وكان كثير المال، فقال سعد: قد علمت الأنصار أني من أكثرها مالا، سأقسم مالي بيني وبينك شطرين، ولي امرأتان، فانظر أعجبهما إليك فأطلقها، حتى إذا حلت تزوجتها، فقال عبد الرحمن: بارك الله لك في أهلك، فلم يرجع يومئذ حتى أفضل شيئا من سمن وأقط، فلم يلبث إلا يسيرا حَتَّى جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وعليه وضر من صفرة، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (مهيم). قال: تزوجت امرأة من الأنصار، فقال: (ما سقت إليها). قال: وزن نَوَاةٍ مِنْ ذَهَبٍ، أَوْ نَوَاةً مِنْ ذَهَبٍ، فقال: (أولم ولو بشاة).
[ر: ١٩٤٤]
قَالَتْ الْأَنْصَارُ: اقسم بيننا وبينهم النخل، قال: (لا. قال: تكفوننا المؤونة وتشركونا في التمر). قالوا: سمعنا وأطعنا.
[ر: ٢٢٠٠]
سَمِعْتُ النَّبِيَّ ﷺ، أَوْ قَالَ: قَالَ النبي ﷺ: (الأنصار لا يحبهم إلا مؤمن، ولا يبغضهم إلا منافق، فمن أحبهم أحبه الله، ومن أبغضهم أبغضه الله).
عن النبي ﷺ قال: (آيَةُ الْإِيمَانِ حُبُّ الْأَنْصَارِ، وَآيَةُ النِّفَاقِ بُغْضُ الأنصار).
[ر: ١٧]
رَأَى النَّبِيُّ ﷺ النساء والصبيان مقبلين – قال: حسبت أنه قال – من عرس، فقام النبي ﷺ ممثلا فَقَالَ: (اللَّهُمَّ أَنْتُمْ مِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ). قالها ثلاث مرار.
[٤٨٨٥]
جَاءَتِ امْرَأَةٌ مِنْ الْأَنْصَارِ إِلَى رسول الله ﷺ ومعها
صبي لها، فكلمها رسول الله ﷺ فقال: (والذي نفسي بيده، إنكم أحب الناس إلي). مرتين.
[٤٩٣٦، ٦٢٦٩]
قالت الأنصار: يا رسول الله، لكل نبي أتباع، وإنا قد اتبعناك، فادع الله أن يجعل أتباعنا منا، فدعا به. فنميت ذلك إلى ابن أبي ليلى،⦗١٣٨٠⦘
قال: قد زعم ذلك زيد.
قالت الأنصار: إن لكل قوم أتباعا، وإنا قد اتبعناك، فادع الله أن يجعل أتباعنا منا، قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (اللَّهُمَّ اجعل أتباعنا منهم). قال عمرو: فذكرته لابن أبي ليلى، قال: قد زعم ذاك زيد. قال شعبة: أظنه زيد ابن أرقم.
قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (خَيْرُ دور الأنصار بنو النجار، ثم بنو عبد الأشهل، ثم بنو الحارث بن الخزرج، ثم بنو ساعدة، وفي كل دور الأنصار خير). فقال سعد: ما أرى النبي ﷺ إلا قد فضل علينا؟ فقيل: قد فضلكم على كثير.
وقال عبد الصمد: حدثنا شعبة: حدثنا قتادة: سمعت أنسا: قال أبو أسيد، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ بِهَذَا. وقال: سعد بن عبادة.
أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ ﷺ يقول: (خير الأنصار، أو قال: خير دور الأنصار بنو النجار، وبنو عبد الأشهل، وبنو الحارث، وبنو ساعدة).
[٣٥٩٦، ٥٧٠٦، وانظر: ٤٩٩٤]
عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قال: (إن خير دور الأنصار دار بني النجار، ثم بني عبد الأشهل، ثُمَّ دَارُ بَنِي الْحَارِثِ، ثُمَّ بَنِي سَاعِدَةَ، وفي كل دور الأنصار خير). فلحقنا سعد بن عبادة، فقال أبو أسيد: ألم تر أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ ﷺ خير الأنصار، فجعلنا أخيرا؟⦗١٣٨١⦘
فأدرك سعد النبي ﷺ فقال: يا رسول الله، خير دور الأنصار فجعلنا آخرا، فقال: (أو ليس بحسبكم أن تكونوا من الخيار).
[ر: ١٤١١]
قاله عَبْدِ اللهِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ.
[ر: ٤٠٧٥]
أن رجلا من الأنصار قال: يا رسول الله، ألا تستعملني كما استعملت فلانا؟ قال: (ستلقون بعدي أثرة، فاصبروا حتى تلقوني على الحوض).
[٦٦٤٨]
قَالَ النَّبِيُّ ﷺ للأنصار: (إنكم ستلقون بعدي أثرة، فاصبروا حتى تلقوني، وموعدكم الحوض).
[ر: ٢٩٧٧]
دَعَا النَّبِيُّ ﷺ الأنصار إلى أن يقطع لهم البحرين، فقالوا: لا، إلا أن تقطع لإخواننا من المهاجرين مثلها، قال: (إما لا، فاصبروا حتى تلقوني، فإنه ستصيبكم بعدي أثرة).
[ر: ٢٢٤٢]
قال رسول الله ﷺ:
(لَا عَيْشَ إِلَّا عَيْشُ الْآخِرَهْ … فَأَصْلِحْ الْأَنْصَارَ والمهاجرة).
وعن قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ: مثله. وقال: (فاغفر للأنصار).
كانت الأنصار يوم الخندق تقول:
نَحْنُ الَّذِينَ بَايَعُوا مُحَمَّدَا … عَلَى الْجِهَادِ مَا حيينا أبدا
فأجابهم: (اللهم لا عيش إلا عيش الآخره. فأكرم الأنصار والمهاجره).
[ر: ٢٦٧٩]
جَاءَنَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ ونحن نحفر الخندق، وننقل التراب على أكتادنا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (اللَّهُمَّ لَا عَيْشَ إِلَّا عَيْشُ الْآخِرَهْ. فَاغْفِرْ للمهاجرين والأنصار).
[٣٨٧٢، ٦٠٥١]
أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ ﷺ، فبعث إلى نسائه فقلن: ما معنا إلا الماء، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (من يضم أو يضيف هذا). فقال رجل من الأنصار: أنا، فانطلق به إلى امرأته، فقال: أكرمي ضيف رسول الله ﷺ، فقالت: ما عندنا إلا قوت صبياني، فقال: هيئي طعامك، وأصبحي سراجك، ونومي صبيانك إذا أرادوا عشاء. فهيأت طعامها، وأصبحت سراجها، ونومت صبيانها، ثم قامت كأنها تصلح سراجها فأطفأته، فجعلا يريانه أنهما يأكلان، فباتا طاويين، فلما أصبح غدا إلى رسول الله ﷺ فقال: (ضحك الله الليلة، أو عجب، من فعالكما). فأنزل الله: ﴿ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يرق شح نفسه فأولئك هم المفلحون﴾.
[٤٦٠٧]
أخبار تونس نور العقيدة، أساس العلم، وحقائق الكون !