٦٥ – كتاب المناقب -1-

(المناقب) جمع منقبة، وهي الفعل الكريم الذي يفتخر به ويثنى على فاعله بالجميل.
٣ ‏/ ١٢٨٧
١ – باب: قول الله تعالى: ﴿يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم﴾ /الحجرات: ١٣/.
وقوله: ﴿واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا﴾ /النساء: ١/.
وما ينهى عن دعوى الجاهلية.
الشعوب النسب البعيد، والقبائل دون ذلك.


(شعوبا) جمع شعب، وهو يجمع عديدا من القبائل. (تساءلون به) أي يسأل بعضكم بعضا بالله تعالى فيقول: أسألك بالله أن تفعل كذا، ليحثه على الفعل ونحوه، والأرحام جمع رحم، وهم القرابة من النسب. (رقيبا) مراقبا لأعمالكم وأحوالكم ومجازيا عليها. (دعوى الجاهلية) التناصر بالعصبية، والتفاخر بالآباء. (النسب البعيد) مثل مضر وربيعة. (دون ذلك) مثل قريش وتميم ونحوها.
٣ ‏/ ١٢٨٧
٣٣٠٠ – حدثنا خالد بن يزيد الكاهلي: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ، عَنْ سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما:
﴿وجعلناكم شعوبا وقبائل﴾. قال: الشعوب القبائل العظام، والقبائل البطون.
٣ ‏/ ١٢٨٧
٣٣٠١ – حدثنا محمد بن بشار: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال:
قيل: يا رسول الله من أكرم الناس؟ قال: (أتقاهم). قالوا: ليس عن هذا نسألك، قال: (فيوسف نبي الله).
[ر: ٣١٧٥]
٣ ‏/ ١٢٨٧
٣٣٠٢ – حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ حَفْصٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ: حدثنا كليب بن وائل قال: حدثتني ربيبة النبي ﷺ زينب بنت أبي سلمة، قال:
قلت لها: أرأيت النبي ﷺ أكان من مضر؟ قالت: فممن كان إلا من مضر، من بني النضر بن كنانة.
٣ ‏/ ١٢٨٧
٣٣٠٣ – حدثنا موسى: حدثنا عبد الواحد: حدثنا كليب: حدثتني ربيبة النبي ﷺ وأظنها زينب – قَالَتْ:
نَهَى رَسُولُ اللَّهِ ﷺ عن الدباء والحنتم والمقير والمزفت، وقلت لها: أخبريني: النبي ﷺ ممن كان من مضر كان؟ قالت: فممن كان إلا من مضر، كان من ولد النضر بن كنانة.


(ربيبة) بنت زوجته. (زينب) بنت أبي سلمة. (الدباء) القرع واليقطين كان يتخذ منه وعاء. (الحنتم) جرار مدهونة خضر. (المقير) المطلي بالقار، قال في الفتح: كذا وقع هنا .. والصواب: النقير، لئلا يلزم منه التكرار، أي لأن المزفت هو المقير. والمقير: أصل الشجرة ينقر ويجوف فيصير وعاء. (المزفت) المطلي بالزفت. والمراد بالنهي عن هذه الآنية النهي عن الانتباذ فيها، أي نقع التمر أو الزبيب بالماء، لأنها يسرع فيها التخمر، فربما شرب النقيع على ظن أنه غير مسكر وكان مسكرا، وانظر الحديث: ٥٣.
٣ ‏/ ١٢٨٨
٣٣٠٤ – حدثني إسحاق بن إبراهيم: أخبرنا جَرِيرٌ، عَنْ عُمَارَةَ،
عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه،
عَنْ رَسُولِ الله ﷺ قال: (تجدون الناس معادن، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا، وتجدون خير الناس في هذا الشأن أشد له كراهية، وتجدون شر الناس ذا الوجهين، الذي يأتي هؤلاء بوجه، ويأتي هؤلاء بوجه).


أخرجه مسلم في فضائل الصحابة، باب: خيار الناس، رقم: ٢٥٢٦. (معادن) جمع معدن وهو ما يستخرج من الجواهر، ووجه التشبيه أن المعادن تشتمل على جواهر مختلفة من نفيس وخسيس، وكذلك الناس مختلفون في الشرف وكرم النفس والسلوك. (خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام) من كان منهم ذا شرف في الجاهلية ازداد شرفا ورفعة بالإسلام. (فقهوا) فهموا أصول الدين وأحكامه. (هذا الشأن) أي الإمارة والخلافة. (أشدهم له كراهية) أي الذي يكرهه ولا يطمع فيه، فإذا اختير له وأسند إليه، أعانه الله تعالى عليه وسدد خطاه ووفقه. (ذا الوجهين) هو المنافق الذي يسعى بين الطائفتين، ويأتي كلا بوجه يختلف عما يأتي به الآخر.
٣ ‏/ ١٢٨٨
٣٣٠٥ – حدثنا قتيبة بن سعيد: حدثنا المغيرة، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه:
أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قال: (الناس تبع لقريش في هذا الشأن، مسلمهم تبع لمسلمهم، وكافرهم تبع لكافرهم. والناس معادن، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا، تجدون من خير الناس أشد الناس كراهية لهذا الشأن حتى يقع فيه).


أخرجه مسلم في الإمارة، باب: الناس تبع لقريش والخلافة في قريش، رقم: ١٨١٨. (تبع لقريش) أي هم المقدمون في الإمارة، وعلى الناس أن يطيعوهم في ذلك. (حتى يقع فيه) أي يتولاه عن رغبة وحرص، فتزول عنه الخيرية. أو المراد: أنه إذا ولي الأمر وهو لا يطمع فيه، وجب عليه أن يقوم بحقه قيام الراغب فيه، دون إهمال أو تقصير.
٣ ‏/ ١٢٨٨
٣٣٠٦ – حدثنا مسدد: حدثنا يحيى، عن شعبة: حدثني عبد الملك، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما:
﴿إلا المودة في القربى﴾. قال: فقال: سعيد بن جبير: قربى محمد ﷺ، فَقَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ ﷺ لم يكن بطن من قريش إلا وله فيه قرابة، فنزلت عليه: إلا أن تصلوا قرابة بيني وبينكم.
[٤٥٤١]
(المودة في القربى) تودون أهل قرابتي ولا تؤذونهم /الشورى: ٢٣/. والمراد بقرابته ﷺ بنو هاشم وبنو المطلب الذين نصروه وكانوا معه قبل أن يسلموا وبعد أن أسلموا. (فنزلت) أي فنزل هذا المعنى.
٣ ‏/ ١٢٨٩
٣٣٠٧ – حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ،
يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ ﷺ قال: (من ها هنا جاءت الفتن، نحو المشرق، والجفاء وغلظ القلوب في الفدادين أهل الوبر، عند أصول أذناب الإبل والبقر، في ربيعة ومضر).
[ر: ٣١٢٦]


(الفتن) حركات الشر والفساد والفرقة في الأمة. (الجفاء) سوء الخلق والطبع، والإعراض والمقاطعة.
٣ ‏/ ١٢٨٩
٣٣٠٨ – حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزهري قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: أن أبا هريرة رضي الله عنه قال:
سمعت رسول الله ﷺ يقول: (الفخر والخيلاء في الفدادين أهل الوبر، والسكينة في أهل الغنم، والإيمان يمان، والحكمة يمانية).
قال أبو عبد الله: سميت اليمن لأنها عن يمين الكعبة، والشأم لأنها عن يسار الكعبة، والمشأمة الميسرة، واليد اليسرى الشؤمى، والجانب الأيسر الأشأم.
[ر: ٣١٢٥]


(يمان) نسبة إلى اليمن، أي يكون الإيمان في أهله قويا، وقيل: المراد الأنصار لأن أصلهم من اليمن. (الحكمة) حسن التصرف بوضع الشيء في محله. (يمانية) أي تكون متأصلة في أهل اليمن.
٣ ‏/ ١٢٨٩
٢ – باب: مناقب قريش.
٣ ‏/ ١٢٨٩
٣٣٠٩ – حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزهري قال: كان محمد ابن جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ يُحَدِّثُ:
أَنَّهُ بَلَغَ مُعَاوِيَةَ، وَهُوَ عِنْدَهُ فِي وَفْدٍ مِنْ قُرَيْشٍ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ يُحَدِّثُ: أَنَّهُ سَيَكُونُ مَلِكٌ مِنْ قَحْطَانَ، فَغَضِبَ معاوية، فَقَامَ فَأَثْنَى عَلَى اللَّهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّ رجالا منكم يتحدثون أحاديث ليست في كتاب

⦗١٢٩٠⦘
الله تعالى، ولا تؤثر عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فأولئك جُهَّالُكُمْ، فَإِيَّاكُمْ وَالْأَمَانِيَّ الَّتِي تُضِلُّ أَهْلَهَا، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: (إِنَّ هَذَا الْأَمْرَ فِي قُرَيْشٍ، لَا يعاديهم أحد إلا كبه الله على وجهه، ما أقاموا الدين).
[٦٧٢٠]


(الأماني) جمع أمنية وهي ما يؤمله الإنسان ويرغب أن يحصل له في مستقبل الأيام. (الأمر) الخلافة والإمارة. (كبه الله) أذله وخذله وألقاه منكوسا في جهنم. (ما أقاموا الدين) أي تجب طاعتهم وعدم منازعتهم، طالما أنهم يقيمون شرع الله عز وجل ويلتزمون حدوده، فإن قصروا في ذلك أو تجاوزوه جازت منازعتهم وسقطت طاعتهم.
٣ ‏/ ١٢٨٩
٣٣١٠ – حدثنا أبو الوليد: حدثنا عاصم بن محمد قال: سَمِعْتُ أَبِي، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما،
عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قال: (لَا يَزَالُ هَذَا الْأَمْرُ فِي قُرَيْشٍ مَا بقي منهم اثنان).
[٦٧٢١]
أخرجه مسلم في الإمارة، باب: الناس تبع لقريش والخلافة في قريش، رقم: ١٨٢٠. (لا يزال) يبقى ويستمر. (الأمر) الخلافة.
٣ ‏/ ١٢٩٠
٣٣١١ – حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ جبير بن مطعم قال:
مشيت أنا وعثمان بن عفان، فقال: يا رسول الله، أعطيت بني المطلب وتركتنا، وإنما نحن وهم منك بمنزلة واحدة؟ فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (إِنَّمَا بنو هاشم وبنو عبد المطلب شيء واحد).
[ر: ٢٩٧١]
٣ ‏/ ١٢٩٠
٣٣١٢ – وقال الليث: حدثني أبو الأسود محمد، عن عروة بن الزبير قال:
ذهب عبد الله بن الزبير مع أناس من بني زهرة إلى عائشة، وكانت أرق شيء عليهم، لقرابتهم مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ.
[ر: ٣٣١٤]


(أرق شيء) رفيقة بهم ومكرمة لهم. (لقرابتهم) أي من جهة أمه ﷺ.
٣ ‏/ ١٢٩٠
٣٣١٣ – حدثنا أبو النعيم: حدثنا سفيان، عن سعد (ح). قال يعقوب بن إبراهيم: حدثنا أبي، عن أبيه قال: حدثني عبد الرحمن بن هُرْمُزَ الْأَعْرَجُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (قريش، والأنصار، وجهينة، ومزينة، وأسلم، وأشجع، وغفار، موالي، ليس لهم مولى دون الله ورسوله).
[٣٣٢١]
أخرجه مسلم في فضائل الصحابة، باب: من فضائل غفار وأسلم وجهينة ..، رقم: ٢٥٢٠. (موالي) أنصاري والمختصون بي، فقد بادروا إلى الإسلام والإيمان.
٣ ‏/ ١٢٩٠
٣٣١٤ – حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الْأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزبير قال:
كان عبد الله بن الزبير أحب البشر إلى عائشة بعد النَّبِيِّ ﷺ وَأَبِي بَكْرٍ، وكان أبر الناس بها، وكانت لا تمسك شيئا مما جاءها من رزق الله إلا تصدقت، فقال ابن الزبير: ينبغي أن يؤخذ على يديها، فقالت: أيؤخذ على يدي، علي نذر إن كلمته، فاستشفع إليها برجال من قريش، وبأخوال رسول الله ﷺ خاصة فامتنعت، فقال له الزهريون، أخوال النبي ﷺ، منهم عبد الرحمن بن الأسود ابن عبد يغوث، والمسور بن مخرمة: إذا استأذنا فاقتحم الحجاب، ففعل فأرسل إليها بعشر رقاب فأعتقهم، ثم لم تزل تعتقهم، حتى بلغت أربعين، فقالت: وددت أني جعلت حين حلفت عملا أعمله فأفرغ منه.
[٥٧٢٥، وانظر: ٣٣١٢]
(يؤخذ على يديها) يحجر عليها وتمنع من الإعطاء. (استأذنا) في الدخول على عائشة رضي الله عنها. (فاقتحم الحجاب) ارم نفسك داخل الستارة التي تكون بيننا وبينها. (رقاب) عبيد وجوار، لتعتق منهم ما أرادت كفارة ليمينها. (تعتقهم) أي تعتق الرقاب. (بلغت أربعين) أي رقبة، احتياطا في كفارة نذرها. (عملا) أي رغبت أن أكون عنيت شيئا ما، أتبرر من نذري بفعله، ولكني نذرت مبهما، فيحتمل أن يطلق على أكثر مما فعلت، وهذا يدل على زيادة ورعها رضي الله عنها. (منه) أي من ذاك العمل، فأتبرر من نذري، والتبرر من النذر تصديقه والوفاء به.
٣ ‏/ ١٢٩١
٣ – باب: نزل القرآن بلسان قريش.
٣ ‏/ ١٢٩١
٣٣١٥ – حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حَدَّثَنَا إبراهيم بن سعد، عن ابن شهاب، عن أنس:
أن عثمان دعا زيد بن ثابت، وعبد الله بن الزبير، وسعيد بن العاص، وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام، فنسخوها في المصاحف، وقال عثمان للرهط القرشين الثلاثة: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن، فاكتبوه بلسان قريش، فإنما نزل بلسانهم. ففعلوا ذلك.
[٤٦٩٩، ٤٧٠٢]
(فنسخوها) نقلوها وكتبوها. (المصاحف) جمع مصحف، وهو مجمع الصحف. (للرهط) يقال لما دون العشرة من الرجال. (في شيء) من الهجاء أو الإعراب. (بلسان قريش) بلغتهم ولهجتهم.
٣ ‏/ ١٢٩١
٤ – باب: نسبة اليمن إلى إسماعيل.
منهم أسلم بن أفصى بن حارثة بن عمرو بن عامر، من خزاعة.
٣ ‏/ ١٢٩١
٣٣١٦ – حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أبي عبيد: حدثنا سمة رضي الله عنه قَالَ:
خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ على قوم من أسلم يتناضلون بالسوق، فقال: (ارموا بني إسماعيل، فإن أباكم كان راميا، وأنا مع بني فلان). لأحد الفريقين، فأمسكوا بأيديهم، فقال: (ما لهم). قالوا: وكيف نرمي وأنت مع بني فلان؟ قال: (ارموا وأنا معكم كلكم).
[ر: ٢٧٤٣]
٣ ‏/ ١٢٩٢
٣٣١٧ – حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، عَنْ الحسين، عن عبد الله
ابن بريدة قال: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ يَعْمَرَ: أَنَّ أَبَا الْأَسْوَدِ الدِّيلِيَّ حَدَّثَهُ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه:
أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ ﷺ يقول: (ليس من رجل ادعى لغير أبيه – وهو يعلمه – إلا كفر، ومن ادعى قوما ليس له فيهم نسب، فليتبوأ معقده من النار).
[انظر: ٥٦٩٨]


أخرجه مسلم في الإيمان، باب: بيان حال إيمان من رغب عن أبيه وهو يعلم، رقم: ٦١. (ادعى) انتسب. (كفر) أي كفر بالنعمة التي كانت لأبيه عليه، وفعل ما يشبه أفعال أهل الكفر، وإن استحل ذلك خرج عن الإسلام. (ادعى قوما) انتسب إليهم. (نسب) قرابة. (فليتبوأ مقعده ..) فليتخذ منزله فيها.
٣ ‏/ ١٢٩٢
٣٣١٨ – حدثنا علي بن عياش: حدثنا حريز قال: حدثني عبد الواحد بن عبد الله النصري قال: سمعت واثلة بن الأسقع يَقُولُ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (إن من أعظم الفرى أن يدعي الرجل إلى غير أبيه، أو يري عينه ما لم تره، أو يقول على رسول الله
ﷺ ما لم يقل).


(الفرى) جمع فرية وهي الكذب والبهت والاختلاق. (يدعي) ينتسب. (يري عينه) يدعي أنه رأى شيئا في المنام وهو لم يره، وعظم ذنبه لأنه كذب على الله تعالى، لأنه ادعى الرؤيا الصادقة، وهي من الله تعالى وجزء من النبوة، بينما هو في الحقيقة لم ينل شيئا من ذلك.
٣ ‏/ ١٢٩٢
٣٣١٩ – حدثنا مسدد: حدثنا حماد، عَنْ أَبِي جَمْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما يَقُولُ:
قَدِمَ وَفْدُ عَبْدِ الْقَيْسِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ الله، إنا من هَذَا الْحَيَّ مِنْ رَبِيعَةَ، قَدْ حَالَتْ بَيْنَنَا وبينك كفار مضر، فلسنا نخلص إليك إلا في كل شهر حرام، فلو أمرتنا بأمر نأخذه عنك ونبلغه مَنْ وَرَاءَنَا، قَالَ: (آمُرُكُمْ بِأَرْبَعٍ، وَأَنْهَاكُمْ عَنْ أربع: الْإِيمَانِ بِاللَّهِ شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهِ، وَإِقَامُ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءُ الزَّكَاةِ، وَأَنْ تُؤَدُّوا إلى الله خُمُسَ مَا غَنِمْتُمْ. وَأَنْهَاكُمْ عَنِ الدُّبَّاءِ، وَالْحَنْتَمِ، والنقير، والمزفت).
[ر: ٥٣]
٣ ‏/ ١٢٩٢
٣٣٢٠ – حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزهري، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّ عَبْدَ الله بن عمر رضي الله عنهما قال:
سمعت رسول الله ﷺ يقول وهو على المنبر: (ألا إن الفتنة ها هنا – يشير إلى المشرق – من حيث يطلع قرن الشيطان).
[ر: ٢٩٣٧]
٣ ‏/ ١٢٩٣
٥ – باب: ذكر أسلم، وغفار، ومزينة، وجهينة، وأشجع.
٣ ‏/ ١٢٩٣
٣٣٢١ – حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَعْدِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هُرْمُزَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ:
قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (قريش، والأنصار، وجهينة، ومزينة، وأسلم، وغفار، وأشجع، موالي، ليس لهم مولى دون الله ورسوله).
[ر: ٣٣١٣]
٣ ‏/ ١٢٩٣
٣٣٢٢ – حدثني مُحَمَّدُ بْنُ غُرَيْرٍ الزُّهْرِيُّ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إبراهيم، عن أبيه، عن صالح: حَدَّثَنَا نَافِعٌ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ أَخْبَرَهُ:
أَنَّ رسول الله ﷺ قال على المنبر: (غِفَارُ غَفَرَ اللَّهُ لَهَا، وَأَسْلَمُ سَالَمَهَا اللَّهُ، وعصية عصت الله ورسوله).


أخرجه مسلم في فضائل الصحابة، بَاب: دُعَاءِ النَّبِيِّ ﷺ لغفار وأسلم، رقم: ٢٥١٨. (غفار) اسم قبيلة وكذلك أسلم وعصية. (غفر الله لها) دعاء لهم بالمغفرة، أو هو إخبار عن وقوع المغفرة لهم بالفعل. (سالمها الله) من المسالمة وهي ترك الحرب، أي صنع بهم ما يوافقهم وسلمهم مما يكرهون، حيث دخلوا في الإسلام من غير حرب. (عصت ..) أي فاستحقت اللعنة والعذاب، وذلك لقتلهم القراء يوم بئر معونة، انظر: ٢٨٨٠ ومواضعه.
٣ ‏/ ١٢٩٣
٣٣٢٣ – حدثني محمد: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه،
عن النبي ﷺ قال: (أسلم سالمها الله، وغفار غفر الله لها).


أخرجه مسلم في فضائل الصحابة، بَاب: دُعَاءِ النَّبِيِّ ﷺ لغفار وأسلم، رقم: ٢٥١٤.
٣ ‏/ ١٢٩٣
٣٣٢٤ – حدثنا قبيصة: حدثنا سفيان. حدثني محمد بن بشار: حدثنا ابن مهدي، عن سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عبد الرحمن ابن أبي بكرة، عن أبيه:
قال النبي ﷺ: (أرأيتم إن كان جهينة ومزينة وأسلم وغفار خيرا من بني تميم، وبني أسد، ومن بني عبد الله بن غطفان، ومن
بني عامر بن صعصعة). فقال رجل: خابوا وخسروا، فقال: (هم خير من بني تميم، ومن بني أسد، ومن بني عبد الله بن غطفان، ومن بني عامر بن صعصعة).


أخرجه مسلم في فضائل الصحابة، باب: من فضائل غفار وأسلم وجهينة، رقم: ٢٥٢٢. (رجل) هو الأقرع بن حابس. (خابوا وخسروا) أي هم أقل من هذا.
٣ ‏/ ١٢٩٣
٣٣٢٥ – حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عن محمد ابن أبي يعقوب قال: سمعت عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبيه:
أن الأقرع بن حابس قال للنبي ﷺ: إنما بايعك سراق الحجيج، من أسلم وغفار ومزينة – وأحسبه – وجهينة – ابن أبي يعقوب شك – قال النبي ﷺ: (أرأيت إن كان أسلم وغفار ومزينة – وأحسبه – وجهينة خيرا من بني تميم، وبني عامر، وأسد، وغطفان، خابوا وخسروا). قال نعم، قال: (والذي نفسي بيده إنهم لخير منهم).
[٦٢٥٩]
(سراق الحجيج) كانوا يتهمون بفعل ذلك في الجاهلية، فَأَرَادَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ بالثناء عليهم أن يمحو تلك السبة عنهم، وأن يعلم الناس أن ما أسلف منهم مغفور لهم بدخولهم في الإسلام.
٣ ‏/ ١٢٩٤
٣٣٢٦ – حدثنا سليمان بن حرب: حدثنا حماد، عن أَيُّوبُ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ:
قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (أسلم وغفار وشيء من مزينة وجهينة، أو قال: شيء من جهينة أو مزينة خير عند الله – أو قال: يوم القيامة – من أسد، وتميم وهوازن، وغطفان).


أخرجه مسلم في فضائل الصحابة، باب: من فضائل غفار وأسلم وجهينة ..، رقم: ٢٥٢١. (قال قال) فاعل قال الأولى أبو هريرة رضي الله عنه، وفاعل قال الثانية هو النبي ﷺ.
٣ ‏/ ١٢٩٤
٦ – باب: ابن أخت القوم ومولى القوم منهم.
٣ ‏/ ١٢٩٤
٣٣٢٧ – حدثنا سليمان بن حرب: حدثنا شعبة، عن قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ:
دَعَا النَّبِيُّ ﷺ الْأَنْصَارَ فقال: (هل فيكم أحد من غيركم). قالوا: لا، إلا ابن أخت لنا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (ابن أخت القوم منهم).
[ر: ٢٩٧٧]
٣ ‏/ ١٢٩٤
٧ – باب: قصة إسلام أبي ذر رضي الله عنه.
٣ ‏/ ١٢٩٤
٣٣٢٨ – حدثنا زيد، هو ابن أخزم: قال أبو قتيبة سلم بن قتيبة: حدثني مثنى بن سعيد القصير قال: حدثني أبو جمرة قال:
قال لنا ابن عباس: ألا أخبركم بإسلام أبي ذر؟ قال: قلنا: بلى، قال: قال أبو ذر: كنت رجلا من غفار، فبلغنا أن رجلا قد خرج بمكة يزعم أنه نبي، فقلت لأخي: انطلق إلى هذا الرجل كلمه وأتني بخبره، فانطلق فلقيه

⦗١٢٩٥⦘
ثم رجع، فقلت: ما عندك؟ فقال: والله لقد رأيت رجلا يأمر بالخير وينهى عن الشر، فقلت له: لم تشفني من الخبر، فأخذت جرابا وعصا، ثم أقبلت إلى مكة، فجعلت لا أعرفه، وأكره أن أسأل عنه، واشرب من ماء زمزم وأكون في المسجد، قال: فمر بي علي فقال: كأن الرجل غريب؟ قال: قلت: نعم، قال: فانطلق إلى المنزل، قال: فانطلقت معه، لا يسألني عن شيء ولا أخبره، فلما أصبحت غدوت إلى المسجد لأسأل عنه، وليس أحد يخبرني عنه بشيء، قال: فمر بي علي، فقال: أما نال للرجل يعرف منزله بعد؟ قال: قلت: لا، قال: انطلق معي، قال: فقال: ما أمرك، وما أقدمك هذه البلدة؟ قال: قلت له: إن كتمت علي أخبرتك، قال: فإني أفعل، قال: قلت له: بلغنا أنه قد خرج ها هنا رجل يزعم أنه نبي، فأرسلت أخي ليكلمه، فرجع ولم يشفني من الخبر، فأردت أن ألقاه، فقال له: أما إنك قد رشدت، هذا وجهي إليه فاتبعني، ادخل حيث ادخل، فإني إن رأيت أحدا أخافه عليك، قمت إلى الحائط كأني أصلح نعلي وامض أنت، فمضى ومضيت معه حتى دخل ودخلت معه عَلَى النَّبِيِّ ﷺ، فَقُلْتُ له: اعرض علي الإسلام، فعرضه فأسلمت مكاني، فقال لي: (يا أبا ذر، اكتم هذا الأمر، وارجع إلى بلدك، فإذا بلغك ظهورنا فأقبل). فقلت: والذي بعثك بالحق، لأصرخن بها بين أظهرهم، فجاء إلى المسجد وقريش فيه، فقال: يا معشر قريش، إني أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَشْهَدُ أن محمدا عبده ورسوله. فقالوا: قوموا إلى هذا الصابئ، فقاموا فضربت لأموت، فأدركني العباس فأكب علي ثم أقبل عليهم، فقال: ويلكم، تقتلون رجلا من غفار، ومتجركم وممركم على غفار، فأقلعوا عني، فلما أن أصبحت الغد رجعت، فقلت مثل ما قلت بالأمس، فقالوا: قوموا إلى هذا الصابئ، فصنع بي مثل ما صنع بالأمس، وأدركني العباس فأكب علي، وقال مثل

⦗١٢٩٦⦘
مقالته بالأمس. قال: فكان هذا أول إسلام أبي ذر رحمه الله.
[٣٦٤٨]


أخرجه مسلم في فضائل الصحابة، باب: من فضائل أبي ذر رضي الله عنه، رقم: ٢٤٧٤. (لأخي) هو أنيس. (جرابا) وعاء من جلد يوضع
فيه زاد المسافر. (فجعلت لا أعرفه) أي تظاهر أنه لا يعرفه حتى لا تدري به قريش فيؤذوه، أو: لم يعرفه من بين القوم. (غدوت) من الغدو وهو الذهاب أول النهار. (نال) آن، أي ما جاء الوقت. (وجهي إليه) توجهي إليه. (ظهورنا) غلبتنا وانتصارنا على المشركين. (لأصرخن) لأرفعن صوتي بإسلامي وكلمة الشهادة. (بين أظهرهم) بينهم. (الصابئ) المفارق لدين قومه، من صبأ يصبؤ إذا انتقل من شي إلى شيء. (لأموت) أي ضربوه ضربا كاد يموت منه. (فأقلعوا عني) كفوا عن ضربي.
٣ ‏/ ١٢٩٤
٨ – باب: ذكر قحطان.
٣ ‏/ ١٢٩٦
٣٣٢٩ – حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: حدثني سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي الْغَيْثِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه،
عن النبي ﷺ قال: (لا تَقُومُ السَّاعَةُ، حَتَّى يَخْرُجَ رَجُلٌ
مِنْ قَحْطَانَ، يسوق الناس بعصاه).
[٦٧٠٠]
أخرجه مسلم في الفتن وأشراط الساعة، باب: لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل ..، رقم: ٢٩١٠. (رجل) قيل اسمه جهجاه. (قحطان) قبيلة من قبائل العرب المشهورة. (يسوق الناس بعصاه) كناية عن تسلطه على الناس وتسخيره لهم، كما يسوق الراعي الغنم.
٣ ‏/ ١٢٩٦
٩ – باب: ما ينهى من دعوى الجاهلية.
٣ ‏/ ١٢٩٦
٣٣٣٠ – حدثنا محمد: أَخْبَرَنَا مَخْلَدُ بْنُ يَزِيدَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ قال: أخبرني عمرو بن دينار: أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرًا رضي الله عنه يَقُولُ:
غزونا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ وقد ثاب معه ناس من المهاجرين حتى كثروا، وكان من المهاجرين رجل لعاب، فكسع أنصاريا، فغضب الأنصاري غضبا شديدا حتى تداعوا، وقال الأنصاري: يا للأنصار، وقال المهاجري: يا للمهاجرين، فَخَرَجَ النَّبِيُّ ﷺ فَقَالَ: (مَا بال دعوى أهل الجاهلية؟ ثم قال: ما شأنهم). فأخبر بكسعة المهاجري الأنصاري، قَالَ: فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (دعوها فإنها خبيثة). وقال عبد الله بن أبي سلول: أقد تداعوا علينا، لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل، فقال عمر: ألا نقتل يا رسول الله هذا الخبيث؟ لعبد الله، فقال النبي ﷺ: (لا يتحدث الناس أنه كان يقتل أصحابه).
[٤٦٢٢، ٤٦٢٤]
أخرجه مسلم في البر والصلة والآداب، باب: نصر الأخ ظالما أو مظلوما، رقم: ٢٥٨٤. (غزونا) قيل غزوة المريسيع، وقيل غزوة بني المصطلق، سنة ست من الهجرة. (ثاب) اجتمع. (لعاب) يلعب بالحراب كما تصنع الحبشة، وقيل: مزاح، واسمه جهجاه بن قيس الغفاري، وكان أجير عمر بن الخطاب رضي الله عنه. (فكسع) من الكسع، وهو ضرب دبر غيره بيده أو رجله، وقيل هو ضرب العجز بالقدم. (أنصاريا) هو سنان بن وبرة. (تداعوا) استغاثوا ونادى بعضهم بعضا. (ما بال دعوى الجاهلية) ما حالها بينكم، وهي التناصر والتداعي بالآباء، أي: لا تداعوا بها بل تداعوا بالإسلام الذي يؤلف بينكم. (ما شأنهم) ما جرى لهم. (دعوها) اتركوا هذه المقالة. (خبيثة) قبيحة منكرة وكريهة مؤذية، تثير الغضب والتقاتل على الباطل.
٣ ‏/ ١٢٩٦
٣٣٣١ – حَدَّثَنِي ثَابِتُ بْنُ مُحَمَّدٍ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ الأعمش، عن عبد الله ابن مُرَّةَ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه، عن النبي ﷺ. وعن سفيان، عن زبيد، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قال: (لَيْسَ مِنَّا مَنْ ضَرَبَ الْخُدُودَ، وَشَقَّ الْجُيُوبَ، ودعى بدعوى الجاهلية).
[ر: ١٢٣٢]
٣ ‏/ ١٢٩٧
١٠ – باب: قصة خزاعة.
٣ ‏/ ١٢٩٧
٣٣٣٢ – حدثني إسحاق بن إبراهيم: حدثنا يحيى بن آدم: أخبرنا إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عن أبي هريرة رضي الله عنه:
أن رسول الله ﷺ قال: (عمرو بن لحي بن قمعة بن خندف أبو خزاعة).
٣ ‏/ ١٢٩٧
٣٣٣٣ – حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزهري قال: سمعت سعيد بن المسيب قال:
البحيرة التي يمنع درها للطواغيت ولا يحلبها أحد من الناس، والسائبة التي كانوا يسيبونها لآلهتهم فلا يحمل عليها شيء.
قال: وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (رأيت عمرو بن عامر بن لحي الخزاعي يجر قصبه في النار، وكان أول من سيب السوائب).
[٤٣٤٧، وانظر: ١١٥٤]
أخرجه مسلم في الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب: النار يدخلها الجبارون ..، رقم: ٢٨٥٦. (البحيرة) هي الناقة إذا نتجت خمسة أبطن آخرها ذكر، شقوا أذنها وحرموا ركوبها ولبنها، وتركوها فلا تطرد عن ماء ولا عن مرعى. (درها) لبنها. (للطواغيت) لأجلها، جمع طاغوت وهو كل رأس في الضلال. (يسيبونها) وكانوا ربما نذروا ذلك. (قصبه) أمعاءه، وقيل: ما كان أسفل البطن من الأمعاء.
٣ ‏/ ١٢٩٧
١١ – باب: قصة زمزم وجهل العرب.
٣ ‏/ ١٢٩٧
٣٣٣٤ – حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أبي بشر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:
إذا سرك أن تعلم جهل العرب، فاقرأ ما فوق الثلاثين ومائة في سورة الأنعام: ﴿قد خسر الذين قتلوا أولادهم سفها بغير علم﴾ إلى قوله ﴿قد ضلوا وما كانوا

⦗١٢٩٨⦘
مهتدين﴾.


(إذا سرك) أفرحك، أي أحببت ورغبت. (ما فوق الثلاثين ومائة) أي الآيات التي تبين جهلهم وفعلهم وترد عليهم وهي من: ١٣٦ – ١٥٠. (خسر) وخسارتهم في الدنيا بضياع أولادهم، وفي الآخرة بالعذاب الأليم. (قتلوا أولادهم) دفنوا بناتهم أحياء خشية العار والفقر، وربما قتلوا الذكور أيضا خوف الفقر. (سفها) خفة في عقولهم وجهالة. (بغير علم) من غير علم أتاهم في ذلك، وجهلا منهم أن الله تعالى هو رازق أولادهم، وليسوا هم الذين يرزقونهم /الأنعام: ١٤٠/. (إلى قوله) وتتمتها: ﴿وحرموا ما رزقهم الله افتراء على الله﴾. (رزقهم الله) من الحرث والأنعام. (افتراء على الله) كذبا واختلاقا عليه، حيث ادعوا أنه تعالى أمرهم بذلك.
٣ ‏/ ١٢٩٧
١٢ – باب: من انتسب إلى آبائه في الإسلام والجاهلية.
وقال ابن عمر وأبو هريرة، عن النبي ﷺ: (إن الكريم، ابن الكريم، ابن الكريم، ابن الكريم، يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن
إبراهيم خليل الله).
[ر: ٣٢٠٢، ٣١٧٥]
وقال الْبَرَاءُ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ: (أنا ابن عبد المطلب).
[ر: ٢٧٧٢]
٣ ‏/ ١٢٩٨
٣٣٣٥ – حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ: حَدَّثَنَا أَبِي: حَدَّثَنَا الأعمش: حدثنا عمرو ابن مُرَّةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عباس رضي الله عنهما قال:
لما نزلت: ﴿وأنذر عشيرتك الأقربين﴾ جَعَلَ النَّبِيُّ ﷺ يُنَادِي: (يَا بَنِي فِهْرٍ، يَا بَنِي عَدِيٍّ). لِبُطُونِ قريش.
وقال لنا قبيصة: أخبرنا سفيان، عن حبيب بن أبي ثَابِتٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عباس قال: لما نزلت: ﴿وأنذر عشيرتك الأقربين﴾. جعل النبي ﷺ يدعوهم قبائل قبائل.
[ر: ١٣٣٠]


(أنذر) بلغهم الرسالة وحذرهم سوء العاقبة إن أعرضوا. (عشيرتك) قومك، قريشا ومن تفرع منها. (الأقربين) الأقرب فالأقرب /الشعراء: ٢١٤/.
٣ ‏/ ١٢٩٨
٣٣٣٦ – حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب: أخبرنا أبو الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة رضي الله عنه:
أن النبي ﷺ: (يا بني عبد مناف، اشتروا أنفسكم من الله، يا بني عبد المطلب اشتروا أنفسكم من الله، يا أم الزبير بن العوام عمة رسول الله، يا فاطمة بنت محمد، اشتريا أنفسكما من الله، لا أملك لكما من الله شيئا، سلاني من مالي ما شئتما).
[ر: ٢٦٠٢]
٣ ‏/ ١٢٩٨
١٣ – باب: قصة الحبش، وقول النَّبِيُّ ﷺ: (يَا بَنِي أرفدة).
٣ ‏/ ١٢٩٨
٣٣٣٧ – حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عقيل، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عَائِشَةَ:
أَنَّ أَبَا بَكْرٍ رضي الله عنه دَخَلَ عَلَيْهَا، وَعِنْدَهَا جَارِيَتَانِ فِي أَيَّامِ مِنَى تُدَفِّفَانِ وَتَضْرِبَانِ، وَالنَّبِيُّ ﷺ مُتَغَشٍّ بِثَوْبِهِ، فَانْتَهَرَهُمَا أَبُو بَكْرٍ، فَكَشَفَ النَّبِيُّ ﷺ عَنْ

⦗١٢٩٩⦘
وَجْهِهِ، فَقَالَ: (يَا أَبَا بَكْرٍ، فَإِنَّهَا أَيَّامُ عِيدٍ). وَتِلْكَ الْأَيَّامُ أَيَّامُ مِنًى.
وَقَالَتْ عَائِشَةُ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ ﷺ يَسْتُرُنِي، وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَى الْحَبَشَةِ، وَهُمْ يَلْعَبُونَ فِي الْمَسْجِدِ، فَزَجَرَهُمْ عُمَرُ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (دَعْهُمْ، أَمْنًا بَنِي أَرْفِدَةَ). يَعْنِي مِنَ الْأَمْنِ.
[ر: ٤٤٣]

٣ ‏/ ١٢٩٨
١٤ – باب: من أحب أن لا يسب نسبه.
٣ ‏/ ١٢٩٩
٣٣٣٨ – حدثني عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، عَنْ هشام، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها قالت:
استأذن حسان النبي ﷺ فِي هِجَاءِ الْمُشْرِكِينَ، قال: (كيف بِنَسَبِي). فَقَالَ حَسَّانُ: لَأَسُلَّنَّكَ مِنْهُمْ كَمَا تُسَلُّ الشعرة من العجين، وعن أَبِيهِ قَالَ: ذَهَبْتُ أَسُبُّ حَسَّانَ عِنْدَ عَائِشَةَ، فَقَالَتْ: لَا تَسُبُّهُ، فَإِنَّهُ كَانَ يُنَافِحُ عَنْ النبي ﷺ.
[٣٩١٤، ٥٧٩٨]
أخرجه مسلم في فضائل الصحابة، باب: فضائل حسان بن ثابت رضي الله عنه، رقم: ٢٤٨٧، ٢٤٨٩. (كيف بنسبي) كيف تهجو قريشا مع اجتماعي معهم في النسب. (لأسلنك منهم) لأخلصن نسبك من نسبهم بحيث يختص الهجاء بهم دونك. (كما تسل الشعرة) أي فلا تنقطع ولا يتعلق بها شيء لنعومتها. (أبيه) أي أبي هشام وهو عروة بن الزبير رضي الله عنه. (ينافح) يدافع.
٣ ‏/ ١٢٩٩
١٥ – باب: ما جاء في أسماء رَسُولِ اللَّهِ ﷺ.
وَقَوْلُ الله تعالى: ﴿محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار﴾ /الفتح: ٢٩/. وقوله: ﴿من بعدي اسمه أحمد﴾ /الصف: ٦/.


(من بعدي) هذا مقول عن لسان عيسى عليه السلام. (أحمد) اسم علم منقول من أفعل التفضيل بمعنى الأكثر حمدا، وهو بمعنى محمد الذي هو علم منقول من معنى: من كثرت خصاله الحميدة.
٣ ‏/ ١٢٩٩
٣٣٣٩ – حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ: حَدَّثَنِي مَعْنٌ، عن مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه قَالَ:
قَالَ رَسُولُ الله ﷺ: (لي خمسة أسماء: أنا محمد، وأحمد، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي، وأنا العاقب).
[٤٦١٤]
أخرجه مسلم في الفضائل، باب: في أسمائه ﷺ. رقم: ٢٣٥٤. (على قدمي) على أثري، وقيل معناه: يسألون عن شريعتي
لأنه لا نبي بعدي. (العاقب) الذي ليس بعده أحد من الأنبياء.
٣ ‏/ ١٢٩٩
٣٣٤٠ – حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عن أبي الزناد، عن الأعرج،

⦗١٣٠٠⦘
عن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ:
قَالَ رَسُولُ الله ﷺ: (ألا تعجبون كيف يصرف الله عني شتم قريش ولعنهم، يشتمون مذمما ويلعنون مذمما، وأنا محمد).


(يصرف الله عني) أي لعنهم وشتمهم فلا يصيبني، لأنهم يلعنون ويشتمون غيري الذي يسمى مذمما، بينما اسمي محمد، ﷺ. وكان كفار قريش لشدة كراهتهم له ﷺ لا يسمونه باسمه الدال على المدح، فيعدلون إلى ضده فيقولون: مذمم، وهو ليس اسمه ولا معروفا به، فكان الذي يقع منهم مصروفا إلى غيره بالبداهة، فيحصل ضد قصدهم، ويرد الله تعالى كيدهم في نحرهم، ليموتوا في غيظهم.
٣ ‏/ ١٢٩٩
١٦ – باب: خاتم النبيين ﷺ.
٣ ‏/ ١٣٠٠
٣٣٤١ – حدثنا محمد بن سنان: حدثنا سليم: حدثنا سعيد بن ميناء، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما قَالَ:
قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (مثلي ومثل الأنبياء، كرجل بنى دارا، فأكملها وأحسنها إلا موضع لبنة، فجعل الناس يدخلونها ويتعجبون ويقولون: لولا موضع اللبنة).


أخرجه مسلم في الفضائل، باب: ذكر كونه ﷺ خاتم النبيين، رقم: ٢٢٨٧. (لولا موضع اللبنة) أي يوهم بالنقص لكان بناء الدار كاملا، وهكذا ببعثته ﷺ وشريعته كمل البناء الإيماني والهدي الرباني، واكتمل للإنسانية النور الذي يضيء لها أسباب السعادة، واكتملت مكارم الأخلاق، ودعائم الحق والعدل.
٣ ‏/ ١٣٠٠
٣٣٤٢ – حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه:
أن رسول الله ﷺ قال: (إن مثلي مثل الأنبياء من قبلي، كمثل رجل بنى بيتا، فأحسنه وأجمله إلا موضع لبنة من زاوية، فجعل الناس يطوفون به، ويعجبون له ويقولون: هلا وضعت هذه اللبنة؟ قال: فأنا اللبنة، وأنا خاتم النبيين).
٣ ‏/ ١٣٠٠
١٧ – باب: وفاة النَّبِيِّ ﷺ.
٣ ‏/ ١٣٠٠
٣٣٤٣ – حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ بن الزبير، عن عائشة رضي الله عنها:
أن النبي ﷺ توفي وهو ابن ثلاث وستين.
وقال ابن شهاب: وأخبرني سعيد بن المسيب مثله.
[٤١٩٦]
أخرجه مسلم في الفضائل، باب: كم سن النبي ﷺ يوم قبض، رقم: ٢٣٤٩.
٣ ‏/ ١٣٠٠
١٨ – باب: كنية النبي ﷺ.
٣ ‏/ ١٣٠١
٣٣٤٤ – حدثنا حفص بن عمر: حدثنا شعبة، عن حميد، عن أنس رضي الله عنه قال:
كَانَ النَّبِيُّ ﷺ فِي السُّوقِ، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا أَبَا الْقَاسِمِ، فَالْتَفَتَ النَّبِيَّ ﷺ، فَقَالَ: (سَمُّوا باسمي، ولا تكنوا بكنيتي).
[ر: ٢٠١٤]
٣ ‏/ ١٣٠١
٣٣٤٥ – حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه،
عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: (تَسَمَّوْا بِاسْمِي ولا تكتنوا بكنيتي).
[ر: ٢٩٤٦]
٣ ‏/ ١٣٠١
٣٣٤٦ – حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عن أيوب، عن ابن سيرين قال: سمعت أبا هريرة يقول:
قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ ﷺ: (سموا باسمي ولا تكتنوا بكنيتي).
[٥٨٣٤]
أخرجه مسلم في الآداب، باب: النهي عن التكني بأبي القاسم ..، رقم: ٢١٣٤. (تكتنوا) من الكنية وهي كل علم يبدأ بأب أو أم.
٣ ‏/ ١٣٠١
٣٣٤٧ – حدثني إسحاق: أخبرنا الفضل بن موسى، عن الجعيد بن عبد الرحمن:
رأيت السائب بن يزيد، ابن أربع وتسعين، جلدا معتدلا، فقال: قد علمت: ما متعت به سمعت وبصري إلا بدعاء رسول الله ﷺ، أن خالتي ذهبت بي إليه، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ ابْنَ أُخْتِي شاك، فادع الله له، قال: فدعا لي.
[ر: ١٨٧]


(جلدا) قويا صلبا. (معتدلا) معتدل القامة مع كونه معمرا. (شاك) مريض.
٣ ‏/ ١٣٠١
١٩ – باب: خاتم النبوة.
٣ ‏/ ١٣٠١
٣٣٤٨ – حدثنا محمد بن عبيد الله: حدثنا حاتم، عَنِ الْجُعَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: سَمِعْتُ السَّائِبَ بْنَ يزيد قال: ذَهَبَتْ بِي خَالَتِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ ابْنَ أُخْتِي وقع، فمسح رأسي ودعا لي بالبركة، وتوضأ فشربت من وضلارئه، ثُمَّ قُمْتُ خَلْفَ ظَهْرِهِ، فَنَظَرْتُ إِلَى خَاتَمِ بين كتفيه.
قال ابن عبيد الله: الحجلة من حجل الفرس الذي بين عينيه. قال إبراهيم ابن حمزة: مثل زر الحجلة.
[ر: ١٨٧]


(وقع) في نسخة. (وقع) ومعناه: وجع، وقيل: يشتكي رجله. (حجل الفرس) البياض الذي يكون في قوائمها.
٣ ‏/ ١٣٠١
٢٠ – باب: صفة النبي ﷺ.
٣ ‏/ ١٣٠٢
٣٣٤٩ – حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعِيدٍ بن أبي حسين، عَنْ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ الحارث قال:
صلى أبو بكر رضي الله عنه العصر، ثم خرج يمشي، فرأى الحسن يلعب مع الصبيان فحمله على عاتقه، وقال: بأبي، شبيه بالنبي لا شبيه بعلي، وعلي يضحك.
[٣٥٤٠]
(شبيه بالنبي لا شبيه بعلي) أي هو أكثر شبها بالنبي ﷺ جده، من علي رضي الله عنه أبيه. (يضحك) أي موافقا له في قوله، معبرا عن رضاه بذلك وسروره.
٣ ‏/ ١٣٠٢
٣٣٥٠ – حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ: حَدَّثَنَا إسماعيل، عن أبي جحيفة رضي الله عنه قَالَ:
رَأَيْتُ النَّبِيَّ ﷺ، وكان الحسن يشبهه.
٣ ‏/ ١٣٠٢
٣٣٥١ – حدثني عمرو بن علي: حدثنا ابن فضيل: حدثنا إسماعيل بن أبي خالد قال: سمعت أبا جحيفة رضي الله عنه قَالَ:
رَأَيْتُ النَّبِيَّ ﷺ وكان الحسن بن علي عليهما السلام يشبهه، قلت لأبي جحيفة: صفه لي، قال: كان أبيض قد شمط، وأمر لنا النبي ﷺ بثلاث عشرة قلوصا، قال: فقبض النبي ﷺ قبل أن نقبضها.


أخرجه مسلم في الفضائل، باب: شيبه ﷺ، رقم: ٢٣٤٣. (شمط) صار شعر رأسه: السواد مختلطا بالبياض. (قلوصا) هي الإنثى من الإبل، وقيل: هي طويلة القوائم، وقيل غير ذلك.
٣ ‏/ ١٣٠٢
٣٣٥٢ – حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عن وهب أبي جحيفة السوائي قَالَ:
رَأَيْتُ النَّبِيَّ ﷺ، ورأيت بياضا من تحت شفته السفلى، العنفقة.


أخرجه مسلم في الفضائل، باب: شيبه ﷺ، رقم: ٢٣٤٢. (العنفقة) هي الشعر الذي ينبت تحت الشفة السفلى وفوق الذقن، ويكون قليلا غالبا.
٣ ‏/ ١٣٠٢
٣٣٥٣ – حدثنا عصام بن خالد: حدثنا حريز بن عثمان:
أنه سأل عبد الله بن بسر، صاحب النبي ﷺ، قال: أرأيت النبي ﷺ كان شيخا؟ قال: كان في عنفقته شعرات بيض.


(شيخا) هو في الأصلمن أدرك الشيخوخة، وهي غالبا عند الخمسين، ويكثر عندها الشيب في الشعر غالبا، وهذا المراد بالسؤال هنا، أي هو يسأل: هل كان ﷺ كثير الشيب.
٣ ‏/ ١٣٠٢
٣٣٥٤ – حدثني ابن بكير قال: حدثني الليث، عن خالد، عن سعيد ابن أبي

⦗١٣٠٣⦘
هلال، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن قال:
سمعت أنس بن مالك يصف النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: كَانَ ربعة من القوم، ليس بالطويل ولا بالقصير، أزهر اللون، ليس بأبيض أمهق ولا آدم، ليس بجعد قطط ولا سبط رجل، أنزل عليه وهو ابن أربعين، فلبث بمكة عشر سنين ينزل عليه، وبالمدينة عشر سنين، وقبض وَلَيْسَ فِي رَأْسِهِ وَلِحْيَتِهِ عِشْرُونَ شَعَرَةً بَيْضَاءَ.
قال ربيعة: فرأيت شعرا من شعره، فإذا هو أحمر، فسألت، فقيل: احمر من الطيب.


أخرجه مسلم في الفضائل، باب: في صفة النبي ﷺ ومبعثه وسنه، رقم: ٢٣٤٧. (أزهر اللون) أبيض مشرب بحمرة. (أمهق) خالص البياض. (آدم) شديد السمرة. (بجعد) متكسر الشعر. (قطط) شديد الجعودة. (سبط) مسترسل الشعر، ضد الجعد. (رجل) منسرح الشعر. (فلبث بمكة عشر سنين) أي بعد الأمر بالجهر بالدعوة، وبعد أن حمي الوحي وتتابع.
٣ ‏/ ١٣٠٢
٣٣٥٥ – حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ بن أنس، عن ربيعة ابن أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه: أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ:
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ لَيْسَ بالطويل البائن، ولا بالقصير، ولا بِالْأَبْيَضِ الْأَمْهَقِ، وَلَيْسَ بِالْآدَمِ، وَلَيْسَ بِالْجَعْدِ الْقَطَطِ، وَلَا بِالسَّبْطِ، بَعَثَهُ اللَّهُ عَلَى رَأْسِ أَرْبَعِينَ سَنَةً، فَأَقَامَ بِمَكَّةَ عَشْرَ سِنِينَ، وَبِالْمَدِينَةِ عَشْرَ سنين، فتوفاه الله وَلَيْسَ فِي رَأْسِهِ وَلِحْيَتِهِ عِشْرُونَ شَعَرَةً بَيْضَاءَ.
[٥٥٦٠، ٥٥٦٣ – ٥٥٦٨]
(البائن) المفرط الطول، الظاهر على غيره، المفارق لمن سواه.
٣ ‏/ ١٣٠٣
٣٣٥٦ – حدثنا أحمد بن سعيد أبو عبد الله: حدثنا إسحاق بن منصور: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي إسحاق قال: سمعت البراء يَقُولُ:
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ أحسن الناس وجها، وأحسنهم خلقا، ليس بالطويل البائن، ولا بالقصير.
[٣٣٥٨، ٣٣٥٩، ٥٥١٠، ٥٥٦١]
أخرجه مسلم في الفضائل، باب: في صفة النبي ﷺ وأنه كان أحسن الناس وجها، رقم: ٢٣٣٧.
٣ ‏/ ١٣٠٣
٣٣٥٧ – حدثنا أبو نعيم: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ:
سَأَلْتُ أَنَسًا: هل خضب النبي ﷺ؟ قال: لا، إنما كان شيء في صدغيه.
[٥٥٥٥، ٥٥٥٦]
أخرجه مسلم في الفضائل، باب: شيبه ﷺ، رقم: ٢٣٤١. (خضب) صبغ شعره بالحناء ونحوه. (شيء) أي من الشيب قليل. (صدغيه) مثنى الصدغ وهو ما بين الأذن والعين، ويسمى الشعر المتدلي عليه صدغا.
٣ ‏/ ١٣٠٣
٣٣٥٨ – حدثنا حفص بن عمر: حدثنا شعبة، عن أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ

⦗١٣٠٤⦘
عَازِبٍ رضي الله عنهما قَالَ:
كَانَ النَّبِيُّ ﷺ مربوعا، بعيد ما بين المنكبين، له شعر يبلغ شحمة أذنيه، رأيته في حلة حمراء، لم أر شيئا قط أحسن منه. قال يوسف بن أبي إسحاق، عن أبيه: إلى منكبيه.


(مربوعا) معتدل الطول. (بعيد ما بين المنكبين) عريض أعلى الظهر، والمنكبان مثنى منكب، وهو ملتقى العضد بالكتف. (شحمة أذنه) ما لان من أسفل أذنه. (حلة) ثوبين من نوع واحد، وتطلق على الثوب الجيد الجديد.
٣ ‏/ ١٣٠٣
٣٣٥٩ – حدثنا أبو نعيم: حدثنا زهير، عن أبي إسحاق قال:
سئل البراء: أكان وجه النبي ﷺ مثل السيف، قال: لا، بل مثل القمر.
[ر: ٣٣٥٦]


(مثل السيف) أي في البريق واللمعان والصقالة. (مثل القمر) الذي هو فوق السيف في الإشراق، إلى جانب الاستدارة في جمال.
٣ ‏/ ١٣٠٤
٣٣٦٠ – حدثنا الحسن بن منصور أبو علي: حدثنا جحاج بن محمد الأعور بالمصيصة: حدثنا شعبة، عن الحكم قال: سمعت أبا جُحَيْفَةَ قَالَ:
خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ بالهاجرة إلى البطحاء، فتوضأ، ثم صلى الظُّهْرَ رَكْعَتَيْنِ، وَالْعَصْرَ رَكْعَتَيْنِ، وَبَيْنَ يَدَيْهِ عَنَزَةٌ. وزاد فيه عون، عن أبيه، عن أبي جحيفة قال: كان يمر من ورائها المرأة، وقام الناس، فجعلوا يأخذون يديه فيمسحون بهما وجوههم، قال: فأخذت بيده فوضعتها على وجهي، فإذا هي أبرد من الثلج، وأطيب رائحة من المسك.
[ر: ١٨٥]


(بالمصيصة) مدينة مشهورة بناها أبو جعفر المنصور، وقد خربت.
٣ ‏/ ١٣٠٤
٣٣٦١ – حدثنا عبدان: حدثنا عبد الله: أخبرنا يونس، عن الزهري قال: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابن عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ:
كَانَ النَّبِيُّ ﷺ أَجْوَدَ النَّاسِ، وَأَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ، حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وكان جبريل عليه السلام يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ الْقُرْآنَ، فَلَرَسُولُ اللَّهِ ﷺ أجود بالخير من الريح المرسلة.
[ر: ٦]
٣ ‏/ ١٣٠٤
٣٣٦٢ – حدثنا يحيى: حدثنا عبد الرزاق: حدثنا ابم جريج قال: أخبرني ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها:
أن رسول الله ﷺ دخل عليها مسرورا، تبرق أسارير وجهه. فقال: (ألم تسمعي ما قال المدلجي لزيد وأسامة، ورأى أقدامهما:

⦗١٣٠٥⦘
أن بعض هذه الأقدام من بعض).
[٣٥٢٥، ٦٣٨٨، ٦٣٨٩]


(تبرق) تضيء وتستنير من الفرح. (أسارير وجهه) هي الخطوط التي تكون في الجبين وبريقها يكون عند الفرح. (المدلجي) نسبة إلى مدلج، بطن من كنانة مشهور بالقيافة، وهي تتبع الآثار ومعرفتها، ومعرفة شبه الرجل بأخيه وأبيه.
٣ ‏/ ١٣٠٤
٣٣٦٣ – حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبٍ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ كَعْبٍ قَالَ:
سَمِعْتُ كَعْبَ بْنَ مَالِكٍ يحدث حين تخلف عن تبوك، قال: فلما سلمت على رسول الله ﷺ وهو يبرق وجهه من السرور، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ إذا سر استنار وجهه، حتى كأنه قطعة قمر، وكنا نعرف ذلك منه.
[ر: ٢٦٠٦]


(استنار) أضاء. (نعرف ذلك منه) أي نعرف السرور منه بما يظهر على وجهه من علائمه.
٣ ‏/ ١٣٠٥
٣٣٦٤ – حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه:
أن رسول الله ﷺ قال: (بعثت من خير قرون ابن آدم، قرنا فقرنا، حتى كنت من القرن الذي كنت فيه).


(قرون) جمع قرن، وهو الطبقة من الناس المجتمعين في عصر واحد. وقيل: هو مائة سنة، وقيل غير ذلك. (قرنا فقرنا) أي نقيت من القرون وأفضلها، حال كونها قرنا بعد قرن.
٣ ‏/ ١٣٠٥
٣٣٦٥ – حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بن عبد الله، عن ابن عباس رضي الله عنهما:
أن رسول الله ﷺ كان يسدل شعره، وكان المشركون يفرقون رؤوسهم، وكان أهل الكتاب يسدلون رؤوسهم، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ
ﷺ يُحِبُّ مُوَافَقَةَ أَهْلِ الْكِتَابِ فِيمَا لَمْ يُؤْمَرْ فيه بشيء، ثم فرق رَسُولُ اللَّهِ ﷺ رَأْسَهُ.
[٣٧٢٨، ٥٥٧٣]
أخرجه مسلم في الفضائل، باب: في سدل النبي ﷺ شعر رأسه إلى جانبيه، رقم: ٢٣٣٦. (يحب موافقة أهل الكتاب) لأنهم أقرب إلى الحق من المشركين عبدة الأوثان، وهذا فيما لابد فيه من موافقة أحد الفريقين،
أما ما أمكن فيه مخالفة الجميع فالمطلوب مخالفتهم فيه، كما ثبت في أحاديث كثيرة الأمر بمخالفة أهل الكتاب، والنهي عن اتباع طريقتهم.
٣ ‏/ ١٣٠٥
٣٣٦٦ – حَدَّثَنَا عَبْدَانُ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عن أبي وائل، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما قَالَ:
لَمْ يَكُنِ النَّبِيُّ ﷺ فاحشا ولا متفحشا، وكان

⦗١٣٠٦⦘
يقول: (إن من خياركم أحسنكم أخلاقا).
[٣٥٤٩، ٥٦٨٢، ٥٦٨٨]


أخرجه مسلم في الفضائل، باب: كثرة حيائه ﷺ، رقم: ٢٣٢١. (فاحشا) ناطقا بالفحش. (متفحشا) متكلفا في الفحش، يعني: أنه لم يكن الفحش فيه خلقا أصليا ولا كسبيا، والفحش في الأصل الزيادة بالخروج عن الحد المألوف، والمراد به هنا: سوء الخلق وبذاءة اللسان ونحو ذلك.
٣ ‏/ ١٣٠٥
٣٣٦٧ – حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبير، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّهَا قَالَتْ:
مَا خُيِّرَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ بَيْنَ أمرين إِلَّا أَخَذَ أَيْسَرَهُمَا مَا لَمْ يَكُنْ إِثْمًا، فَإِنْ كَانَ إِثْمًا كَانَ أَبْعَدَ النَّاسِ مِنْهُ، وَمَا انْتَقَمَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ لِنَفْسِهِ إلا أن تنتهك حرمة الله، فينتقم لله بها.
[٥٧٧٥، ٦٤٠٤، ٦٤٦١]
أخرجه مسلم في الفضائل، باب: مباعدته ﷺ للآثام ..، رقم: ٢٣٢٧. (أمرين) من أمور الدنيا، ويمكن حمله على أمور الدنيا والدين. (إثما) أي ما يؤد الأيسر إلى معصية الله تعالى. (تنتهك حرمة الله) تتجاوز حدوده ويخالف أمره أو نهيه. (فينتقم لله بها) ينتصر لله تعالى بؤاخذة من ارتكبها بعقوبتها.
٣ ‏/ ١٣٠٦
٣٣٦٨ – حدثنا سليمان بن حرب: حدثنا حماد، عن ثابت، عن أنس رضي الله عنه قال:
ما مسست حريرا ولا ديباجا ألين من كف النبي ﷺ، ولا شممت ريحا قط أو عرفا قط أطيب من ريح أو عرف النبي ﷺ.


أخرجه مسلم في الفضائل، باب: طيب رائحة النبي ﷺ ولين مسه ..، رقم: ٢٣٣٠. (ديباجا) نوع من الثياب المصنوعة من الحرير الخالص. (عرفا) ريحا.
٣ ‏/ ١٣٠٦
٣٣٦٩ – حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي عُتْبَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ:
كَانَ النَّبِيُّ ﷺ أَشَدَّ حَيَاءً مِنَ الْعَذْرَاءِ فِي خِدْرِهَا. حدثني محمد بن بشار: حدثنا يحيى وابن مهدي قالا: حدثنا شعبة مثله: وإذا كره شيئا عرف في وجهه.
[٥٧٥١، ٥٧٦٨]
أخرجه مسلم في الفضائل، باب: كثرة حيائه ﷺ، رقم: ٢٣٢٠. (العذراء) البكر، سميت بذلك لأن عذرتها وهي جلدة البكارة باقية. (خدرها) سترها، وقيل: الخدر ستر يجعل للبكر في جانب البيت. والتشبيه بالعذراء لكونها أكثر حياء من غيرها، والتقييد بقوله (في خدرها) مبالغة، لأن العذراء يشتد حياؤها في الخلوة أكثر من خارجها، لأنها مظنة وقوع المعاشرة والفعل بها. (عرف في وجهه) تغير وجهه، ولم يواجه أحدا بما يكرهه، فيعرف أصحابه كراهته لما حدث.
٣ ‏/ ١٣٠٦
٣٣٧٠ – حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ

⦗١٣٠٧⦘
أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ:
مَا عَابَ النَّبِيُّ ﷺ طعاما قط، إن اشتهاه أكله وإلا تركه.
[٥٠٩٣]


أخرجه مسلم في الأشربة، باب: لا يعيب الطعام، رقم: ٢٠٦٤. (قط) هي ظرف زمان لاستغراق الماضي، أي في أي زمن مضى وانقطع.
٣ ‏/ ١٣٠٦
٣٣٧١ – حدثنا قتيبة بن سعيد: حدثنا بكر بن مضر، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ عبد الله بن مالك ابن بحينة الأسدي قَالَ:
كَانَ النَّبِيُّ ﷺ إذا سجد فرج بين يديه حتى نرى إبطيه.
قال: وقال ابن بكير: حدثنا بكر: بياض إبطيه.
[ر: ٣٨٣]


(فرج بين يديه) فتحهما ولم يضم مرفقيه إليه، وهذه سنة السجود. (بياض إبطيه) المراد بالبياض أنهما لم يكن تحتهما شعر، فكانا كلون جسده ﷺ، إما خلقة، وإما لدوام نتفه له وتعاهده لهما لا يبقى فيهما شعر.
٣ ‏/ ١٣٠٧
٣٣٧٢ – حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ: أَنَّ أنسا رضي الله عنه حَدَّثَهُمْ:
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ كان لَا يَرْفَعُ يَدَيْهِ فِي شَيْءٍ مِنْ دُعَائِهِ إلا في الاستسقاء، فإنه كان يرفع يديه حتى يرى بياض إبطيه.
[ر: ٩٨٤]
٣ ‏/ ١٣٠٧
٣٣٧٣ – حدثنا الحسن بن الصباح: حدثنا محمد بن سابق: حدثنا مالك بن مغول قال: سمعت عون بن أبي جحيفة، ذكر عن أبيه قال:
دفعت إِلَى النَّبِيِّ ﷺ وَهُوَ بالأبطح في قبة، وكان بالهاجرة، خرج بلال فنادى بالصلاة ثم دخل، فأخرج فضل وضوء رسول الله ﷺ، فوقع الناس عليه يأخذون منه، ثم دخل فأخرج العنزة، وخرج رسول اللَّهِ ﷺ كَأَنِّي أَنْظُرُ إلى وبيص ساقيه، فركز العنزة، ثم صلى الظهر ركعتين، والعصر ركعتين، يمر بين يديه الحمار والمرأة.
[ر: ١٨٥]
٣ ‏/ ١٣٠٧
٣٣٧٤ – حدثنا الحسن بن صباح البزار: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عائشة رضي الله عنها:
أن النبي ﷺ كان يحدث حديثا لو عده العاد لأحصاه.


لو عده العاد) أي لو عد كلمات حديثه. (لأحصاه) لقدر على الإحاطة بعدده لقلة كلماته.
٣ ‏/ ١٣٠٧
٣٣٧٥ – وَقَالَ اللَّيْثُ: حَدَّثَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أنه قَالَ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ

⦗١٣٠٨⦘
الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ أنها قالت:
ألا يعجبك أبو فلان، جاء فجلس إلى جانب حجرتي يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ يسمعني ذلك، وكنت أسبح، فقام قبل أن أقضي سبحتي، ولو أدركته لرددت عليه: أن رسول الله ﷺ لم يكن يسرد الحديث كسردكم.


أخرجه مسلم في الفضائل، باب: من فضائل أبي هريرة الدوسي رضي الله عنه، رقم: ٢٤٩٣. (أبو فلان) قيل: هو أبو هريرة رضي الله عنه، كما في رواية مسلم. (يسمعني ذلك) يرفع صوته لأسمع ما يقول. (أسبح) أصلي تطوعا. (أقضي سبحتي) أنتهي من صلاتي. (يسرد) يستعجل بمتابعة الحديث.
٣ ‏/ ١٣٠٧

عن معز نوني

متحصّل على شهادة ختم الدروس للمعهد الأعلى لتكوين المعلمين بقفصة دفعة 2000، يعمل حاليًّا أستاذ مدارس إبتدائية

شاهد أيضاً

١ – بَدْءُ الْوَحْيِ.

قَالَ الشَّيْخُ الْإِمَامُ الْحَافِظُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمُغِيرَةِ الْبُخَارِيُّ …