﴿صلصال﴾ /الحجر: ٢٦/: طين خلط برمل، فصلصل كما يصلصل الفخار، ويقال: منتن، يريدون به صل، كما يقال: صر الباب وصرصر عند الإغلاق، مثل كبكبته يعني كببته. ﴿فمرت به﴾ /الأعراف: ١٨٩/: استمر بها الحمل فأتمته. ﴿أن لا تسجد﴾ /الأعراف: ١٢/: أن تسجد.
﴿وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة﴾ /البقرة: ٣٠/.
قال ابن عباس: ﴿لما عليها حافظ﴾ /الطارق: ٤/: إلا عليها حافظ. ﴿في كبد﴾ /البلد: ٦/: في شدة خلق. ﴿ورياشا﴾ /الأعراف: ٢٦/: المال. وقال غيره: الرياش والريش واحد، وهو ما ظهر من اللباس. ﴿ما تمنون﴾ /الواقعة: ٥٨/: النطفة في أرحام النساء.
وقال مجاهد: ﴿إنه على رجعه لقادر﴾ /الطارق: ٨/: النطفة في الإحليل.
كل شيء خلقه فهو شفع، السماء شفع، والوتر الله عز وجل.
﴿في أحسن تقويم﴾ /التين: ٤/: في أحسن خلق. ﴿أسفل سافلين﴾ /التين: ٥/: إلا من
⦗١٢١٠⦘
آمن. ﴿خسر﴾ /العصر: ٢/: ضلال، ثم استثنى إلا من آمن. ﴿لازب﴾ /الصافات: ١١/: لازم. ﴿ننشئكم﴾ /الواقعة: ٦١/: في أي خلق نشاء. ﴿نسبح بحمدك﴾ /البقرة: ٣٠/: نعظمك.
وقال أبو العالية: ﴿فتلقى آدم من ربه كلمات﴾ /البقرة: ٣٧/: فهو قوله: ﴿ربنا ظلمنا أنفسنا﴾ /الأعراف: ٢٣/. ﴿فأزلهما﴾ /البقرة: ٣٦/: فاستنزلهما. ﴿يتسنه﴾ /البقرة: ٢٥٩/: يتغير. ﴿آسن﴾ /محمد: ١٥/: متغير. والمسنون المتغير. ﴿حمأ﴾ /الحجر: ٢٦/: جمع حمأة وهو الطين المتغير. ﴿يخصفان﴾ الأعراف: ٢٢/: أخذ الخصاف من ورق الجنة، يؤلفان الورق ويخصفان بعضه إلى بعض. ﴿سوآتهما﴾ /الأعراف: ٢٢/: كناية عن فرجهما. ﴿ومتاع إلى حين﴾ /الأعراف: ٢٤/: ها هنا إلى يوم القيامة، الحين عند العرب من ساعة إلى ما لا يحصى عدده. ﴿قبيله﴾ /الأعراف: ٢٧/: جيله الذي هو منهم.
عن النبي ﷺ قَالَ: (خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ وطوله ستون ذراعا، ثم قال: اذهب فسلم على أولئك من الملائكة، فاستمع ما يحيونك، تَحِيَّتُكَ وَتَحِيَّةُ ذُرِّيَّتِكَ، فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ، فَقَالُوا: السَّلَامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ، فَزَادُوهُ: وَرَحْمَةُ اللَّهِ، فَكُلُّ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ آدَمَ، فلم يزل الخلق ينقص حتى الآن).
[٥٨٧٣]
قال رسول الله ﷺ: (إن أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر، ثم الذين يلونهم على أشد كوكب دري في السماء إضاءة، لا يبولون ولا يتغوطون، ولا يتفلون ولا يمتخطون، أمشاطهم الذهب، ورشحهم المسك، ومجامرهم
⦗١٢١١⦘
الألوة – الألنجوج، عود الطيب – وأزواجهم الحور العين، على خلق رجل واحد، على صورة أبيهم آدم، ستون ذراعا في السماء).
[ر: ٣٠٧٣]
يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي من الحق، فهل على المرأة الغسل إِذَا احْتَلَمَتْ؟ قَالَ: (نَعَمْ، إِذَا رَأَتِ الْمَاءَ). فضحكت أم سلمة، فقالت: تحتلم المرأة؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (فبم يشبه الولد).
[ر: ١٣٠]
رضي الله عنه قال:
بلغ عبد الله بن سلام مَقْدَمِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ المدينة، فأتاه فقال: إني سائلك عن ثلاث لا يعلمهن إلا نبي: ما أول أشراط الساعة، وما أول طعام يأكله أهل الجنة، ومن أي شيء ينزع الولد إلى أبيه، ومن أي شيء ينزع إلى أخواله؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (خبرني بهن آنفا جبريل). قال: فقال عبد الله: ذاك عدو اليهود من الملائكة، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (أما أول أشراط الساعة فنار تحشر الناس من المشرق إلى المغرب، وأما أول طعام يأكله أهل الجنة فزيادة كبد الحوت، وأما الشبه في الولد: فإن الرجل إذا غشي المرأة فسبقها ماؤه كان الشبه له، وإذا سبق ماؤها كان الشبه لها). قال: أشهد أنك رسول الله، ثم قال: يا رسول الله، إن اليهود قوم بهت، إن علموا بإسلامي قبل أن تسألهم بهتوني عندك، فجاءت اليهود ودخل عبد الله الْبَيْتِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (أي رجل فيكم عبد الله بن سلام). قالوا: أعلمنا، وابن أعلمنا، وأخيرنا، وابن أخيرنا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (أفرأيتم إن أسلم عبد الله). قالوا: أعاذه الله من ذلك، فخرج عبد الله إليهم فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ
⦗١٢١٢⦘
إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أن محمدا رسول الله، فقالوا: شرنا، وابن شرنا، ووقعوا فيه.
[٣٦٩٩، ٣٧٢٣، ٤٢١٠]
عن النبي ﷺ نحوه. يعني: (لولا بنو إسرائيل لم يخنز اللحم، ولولا حواء لم تخن أنثى زوجها).
[٣٢١٨]
قال رسول الله ﷺ: (استوصوا بالنساء، فإن المرأة خلقت مِنْ ضِلَعٍ، وَإِنَّ أَعْوَجَ شَيْءٍ فِي الضِّلَعِ أَعْلَاهُ، فَإِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ، وَإِنْ تَرَكْتَهُ لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء).
[٤٨٨٩، ٤٨٩٠، ٥٦٧٢، ٥٧٨٥، ٥٧٨٧، ٦١١٠]
حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وهو الصادق المصدوق: (إِنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يوما، ثم يكون عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَكُونُ مُضْغَةً مِثْلَ ذلك، ثم يبعث الله إليه ملكا بأربع كلمات، فيكتب عمله، وأجله، ورزقه، وَشَقِيٌّ أَمْ سَعِيدٌ، ثُمَّ يَنْفُخُ فِيهِ الرُّوحَ، فإن الرجل لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ، حَتَّى مَا يَكُونُ بينه وبينها إِلَّا ذِرَاعٌ، فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أهل الجنة فيدخل الجنة. وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، حَتَّى ما يكون بينه وبينها إِلَّا ذِرَاعٌ، فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ، فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أهل النار، فيدخل النار).
[ر: ٣٠٣٦]
عن النبي ﷺ قال: (إن الله وكل في الرحم ملكا، فيقول: يَا رَبِّ نُطْفَةٌ، يَا رَبِّ عَلَقَةٌ، يَا رب مضغة، فإذا أراد أن يخلقها قال: يا رب أذكر، يا رب أنثى، يا رب شقي أَمْ سَعِيدٌ، فَمَا الرِّزْقُ، فَمَا الْأَجَلُ، فَيُكْتَبُ كذلك في بطن أمه).
[ر: ٣١٢]
(أن الله يقول لأهون أهل النار عذابا: لَوْ أَنَّ لَكَ مَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شيء كنت تفتدي به؟ قال: نعم، قال: فقد سألتك ما هو أَهْوَنَ مِنْ هَذَا وَأَنْتَ فِي صُلْبِ آدَمَ: أن لا تشرك بي، فأبيت إلا الشرك).
[٦١٧٣، ٦١٨٩]
قَالَ رسول الله ﷺ: (لا تُقْتَلُ نَفْسٌ ظُلْمًا، إِلَّا كَانَ عَلَى ابْنِ آدَمَ الْأَوَّلِ كفل مِنْ دَمِهَا، لِأَنَّهُ أَوَّلُ مَنْ سَنَّ الْقَتْلَ).
[٦٤٧٣، ٦٨٩٠]
سَمِعْتُ النَّبِيَّ ﷺ يقول: (الأرواح جنود مجندة، فما تعارف منها ائتلف وما تناكر اختلف). وقال يحيى بن أيوب: حدثني يحيى ابن سعيد: بهذا.
قال ابن عباس: ﴿بادئ الرأي﴾ /هود: ٢٧/: ما ظهر لنا. ﴿أقلعي﴾ /هود: ٤٤/: أمسكي. ﴿وفار التنور﴾ /هود: ٤٠/: نبع الماء، وقال عكرمة: وجه الأرض. وقال مجاهد: ﴿الجودي﴾ /هود: ٤٤/: جبل بالجزيرة. ﴿دأب﴾ /المؤمن: ٣١/: مثل حال.
﴿وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَقَامِي وتذكيري بآيات الله – إلى قوله – من المسلمين﴾ /يونس: ٧١ – ٧٢/.
قَامَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فِي النَّاسِ، فَأَثْنَى عَلَى اللَّهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ ذَكَرَ الدَّجَّالَ فَقَالَ: (إِنِّي لَأُنْذِرُكُمُوهُ، وما من نبي إلا أنذره قومه، لقد أنذر نوح قومه، ولكني أقول لَكُمْ فِيهِ قَوْلًا لَمْ يَقُلْهُ نَبِيٌّ لِقَوْمِهِ: تَعْلَمُونَ أَنَّهُ أَعْوَرُ، وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِأَعْوَرَ).
[٦٧٠٨، ٦٩٧٢، وانظر: ٢٨٩٢، ٣٢٥٦]
قَالَ رَسُولُ الله ﷺ: (ألا أحدثكم حديثا عن الدجال، ما حدث به نبي قومه: إنه أعور، وإنه يجيء معه بمثال الجنة والنار، فالتي يقول إنها الجنة هي النار، وإني أنذركم كما أنذر به نوح قومه).
[٦٧١٢]
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (يجيء نوح وأمته، فيقول الله تعالى: هل بلغت؟ فيقول: نعم أي رب، فيقول لأمته: هل بلغكم؟ فيقولون: لا ما جاءنا من نبي، فيقول لنوح: من يشهد لك؟ فيقول محمد ﷺ وأمته، فنشهد أنه قد بلغ، وهو قوله جل ذكره: ﴿وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس﴾). والوسط العدل.
[٤٢١٧، ٦٩١٧]
كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ ﷺ في دعوة، فرفع إليه الذراع، وكانت تعجبه، فنهس منها نهسة، وقال: (أنا سيد القوم يوم القيامة، هل تدرون بم؟ يجمع الله الأولين والآخرين في صعيد واحد، فيبصرهم الناظر ويسمعهم الداعي، وتدنو منهم الشمس، فيقول بعض الناس: ألا ترون إلى ما أنتم فيه، إلى ما بلغكم؟ ألا تنظرون إلى من يشفع لكم إلى ربكم، فيقول بعض الناس: أبوكم آدم، فيأتونه فيقولون: يا آدم أنت أبو البشر، خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ، وَنَفَخَ فِيكَ مِنْ رُوحِهِ، وأمر الملائكة فسجدوا لك، وأسكنك الجنة، ألا تشفع لنا إلى ربك، ألا ترى ما نحن فيه وما بلغنا؟ فيقول: ربي غضب
⦗١٢١٦⦘
غضبا لم يغضب قبله مثله، ولا يغضب بعده مثله، ونهاني عن الشجرة فعصيته، نفسي نفسي، اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى نوح، فيأتون نوحا، فيقولون: يا نوح، أنت أول الرسل إلى أهل الأرض، وسماك الله عبدا شكورا، أما ترى إلى ما نحن فيه، ألا ترى إلى ما بلغنا، ألا تشفع لنا إلى ربك؟ فيقول: ربي غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله، ولا يغضب بعده مثله، نفسي نفسي، ائتوا النبي ﷺ، فيأتوني فأسجد تحت العرش، فيقال: يا محمد ارفع رأسك، واشفع تشفع، وسل تعطه). قال محمد بن عبيد: لا أحفظ سائره.
[٣١٨٢، ٤٤٣٥]
أن رسول الله ﷺ قرأ: ﴿فهل من مدكر﴾ مثل القراءة العامة.
[٣١٦٧، ٣١٩٦، ٤٥٨٨ – ٤٥٩٣]
﴿وإن إلياس لمن المرسلين. إذ قال لقومه ألا تتقون. أتدعون بعلا وتذرون أحسن الخالقين. الله ربكم ورب آبائكم الأولين. فكذبوه فإنهم لمحضرون. إلا عباد الله المخلصين. وتركنا عليه في الآخرين﴾ قال ابن عباس: يذكر بخير ﴿سلام على أهل ياسين. إنا كذلك نجزي المحسنين. إنه من عبادنا المؤمنين﴾ /الصافات: ١٢٣ – ١٣٢/.
يذكر عن ابن مسعود وابن عباس: أن إلياس هو إدريس.
وهو جد أبي نوح، ويقال: جد نوح عليهما السلام.
وقول الله تعالى: ﴿ورفعناه مكانا عليا﴾ /مريم: ٥٧/.
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قال: (فرج سقف بيتي وأنا بمكة، فنزل جبريل فَفَرَجَ صَدْرِي، ثُمَّ غَسَلَهُ بِمَاءِ زَمْزَمَ، ثُمَّ جَاءَ بِطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ، مُمْتَلِئٍ حِكْمَةً وَإِيمَانًا، فَأَفْرَغَهَا فِي صَدْرِي، ثُمَّ أَطْبَقَهُ، ثُمَّ أَخَذَ بيدي فعرج بي إلى السماء، فلما جاء إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا قَالَ جِبْرِيلُ لِخَازِنِ السَّمَاءِ: افْتَحْ، قَالَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: هَذَا جِبْرِيلُ، قال: معك أحد؟ قال: معي محمد، قال: أرسل إليه؟ قال: نعم فافتح، فلما علونا إلى السماء إذا رجل عن يمينه أسودة وعن يساره أسودة، فإذا نَظَرَ قِبَلَ يَمِينِهِ ضَحِكَ، وَإِذَا نَظَرَ قِبَلَ شماله بَكَى، فَقَالَ: مَرْحَبًا بِالنَّبِيِّ الصَّالِحِ وَالِابْنِ الصَّالِحِ، قلت: من هذا يا جبريل؟ قَال: هَذَا آدَمُ، وَهَذِهِ الْأَسْوِدَةُ عَنْ يَمِينِهِ وعن شماله نَسَمُ بَنِيهِ، فَأَهْلُ الْيَمِينِ مِنْهُمْ أَهْلُ الْجَنَّةِ، وَالْأَسْوِدَةُ الَّتِي عَنْ شِمَالِهِ أَهْلُ النَّارِ، فَإِذَا نَظَرَ قِبَلَ يَمِينِهِ ضَحِكَ، وَإِذَا نَظَرَ قِبَلَ شماله بكى، ثم عرج بي جبريل حتى أتى السَّمَاءِ الثَّانِيَةِ، فَقَالَ لِخَازِنِهَا: افْتَحْ، فَقَالَ لَهُ خَازِنِهَا مِثْلَ مَا قَالَ الْأَوَّلُ فَفَتَحَ).
قَالَ أنس: فذكر أنه وجد في السماوات إدريس وموسى وعيسى وإبراهيم،
ولم يثبت لي كيف منازلهم، غير أنه قد ذَكَرَ: أَنَّهُ وَجَدَ آدَمَ فِي السَّمَاءِ الدُّنْيَا، وإبراهيم في السادسة. وقال أنس: (فلما مر جبريل بِإِدْرِيسَ قَالَ: مَرْحَبًا بِالنَّبِيِّ الصَّالِحِ وَالْأَخِ الصَّالِحِ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: هَذَا إِدْرِيسُ، ثُمَّ مررت بموسى، ثم مررت بعيسى، فَقَالَ: مَرْحَبًا بِالنَّبِيِّ الصَّالِحِ وَالْأَخِ الصَّالِحِ، قُلْتُ: من هذا؟ قال: عِيسَى، ثُمَّ مَرَرْتُ بِإِبْرَاهِيمَ فَقَالَ: مَرْحَبًا بِالنَّبِيِّ الصَّالِحِ، وَالِابْنِ الصَّالِحِ، قُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: هذا إبراهيم).
قال: وأخبرني ابْنُ حَزْمٍ: أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ وَأَبَا حَبَّةَ الْأَنْصَارِيَّ كَانَا يَقُولَانِ: قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (ثُمَّ عُرِجَ بِي، حَتَّى ظَهَرْتُ لمستوى أسمع صَرِيفَ الْأَقْلَامِ).
قَالَ ابْنُ حَزْمٍ وَأَنَسُ بْنُ مالك رضي الله عنهما: قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (ففرض الله علي
⦗١٢١٨⦘
خمسين صلاة، فرجعت بذلك، حتى أمر بموسى، فقال موسى: ما الذي فرض على أمتك؟ قلت: فرض عليهم خمسين صلاة، قال: فراجع ربك، فإن أمتك لا تطيق ذلك، فرجعت فراجعت ربي فوضع شطرها، فرجعت إلى موسى، فقال: راجع ربك، فذكر مثله فوضع شطرها، فرجعت إلى موسى فأخبرته فَقَالَ: رَاجِعْ رَبَّكَ، فَإِنَّ أُمَّتَكَ لَا تُطِيقُ ذلك، فرجعت فراجعت ربي، فَقَالَ: هِيَ خَمْسٌ وَهِيَ خَمْسُونَ، لَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ، فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى، فَقَالَ: رَاجِعْ ربك، فقلت: قد استحييت من ربي، ثم انطلق حتى أتى السدرة المنتهى، فغشيها ألوان لا أدري ما هي، ثم دخلت الجنة، فإذا فيها جنابذ اللؤلؤ، وإذا ترابها المسك).
[ر: ٣٤٢]
وقوله: ﴿إذ أنذر قومه بالأحقاف – إلى قوله – كذلك نجزي القوم المجرمين﴾ /الأحقاف: ٢١ – ٢٥/.
فيه: عن عطاء وسليمان، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ.
[ر: ٣٠٣٤، ٤٥٥١]
﴿وأما عاد فأهلكوا بريح صرصر﴾ شديدة ﴿عاتية﴾ قال ابن عيينة: عتت على الخزان
⦗١٢١٩⦘
﴿سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما﴾ متتابعة ﴿فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية﴾ أصولها ﴿فهل ترى لهم باقية﴾ بقية /الحاقة: ٦ – ٨/.
عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: (نُصِرْتُ بِالصَّبَا، وأهلكت عاد بالدبور).
[ر: ٩٨٨]
بعث علي رضي الله عنه إلى النبي ﷺ بذهبية، فقسمها بين الأربعة: الأقرع بن حابس الحنظلي ثم المجاشعي، وعيينة بن بدر الفزاري، وزيد الطائي ثم أحد بني نبهان، وعلقمة بْنِ عُلَاثَةَ الْعَامِرِيِّ، ثُمَّ أَحَدِ بَنِي كِلَابٍ، فغضبت قريش والأنصار، قالوا: يعطي صَنَادِيدَ أَهْلِ نَجْدٍ وَيَدَعُنَا، قَالَ: (إِنَّمَا أَتَأَلَّفُهُمْ). فأقبل رجل غائر العينين مشرف الوجنتين، ناتئ الجبين، كث اللحية محلوق، فقال: اتق الله يا محمد، فقال: (من يطع الله إذا عصيت؟ أيأمنني الله على أهل الأرض فلا تأمنونني). فسأل رجل قتله – أحسبه خالد بن الوليد – فمنعه، فلما ولى قال: (إن من ضئضئ هذا، أو: في عقب هذا قوم يقرؤون القرآن لا يجاوز حَنَاجِرَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ مُرُوقَ السَّهْمِ مِنَ الومية، يَقْتُلُونَ أَهْلَ الْإِسْلَامِ وَيَدَعُونَ أَهْلَ الْأَوْثَانِ، لَئِنْ أنا أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد).
[ر: ٤٠٩٤]
⦗١٢٢٠⦘
سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ قَالَ:
سَمِعْتُ النَّبِيَّ ﷺ يقرأ: ﴿فهل من مدكر﴾.
[ر: ٣١٦٣]
وقول الله تعالى: ﴿قالوا يا ذا القرنين إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض﴾.
قول الله تعالى: ﴿ويسألونك عن ذي القرنين قل سأتلو عليكم منه ذكرا. إنا مكنا له في الأرض وآتيناه من كل شيء سببا. فأتبع سببا – إلى قوله – آتوني زبر الحديد﴾ واحدها زبرة وهي القطع ﴿حتى إذا ساوى بين الصدفين﴾ يقال عن ابن عباس: الجبلين، والسدين الجبلين ﴿خرجا﴾ أجرا ﴿قال انفخوا حتى إذا جعله نارا قال آتوني أفرغ عليه قطرا﴾ أصبب عليه رصاصا، ويقال: الحديد، ويقال: الصفر. وقال ابن عباس: النحاس. ﴿فما اسطاعوا أن يظهروه﴾ يعلوه، اسطاع استفعل، من طعت له، فلذلك فتح أسطاع يسطيع، وقال بعضهم: استطاع يستطيع. ﴿وما استطاعوا له نقبا. قال هذا رحمة من ربي فإذا جاء وعد ربي جعله دكاء﴾ ألزقه بالأرض، وناقة دكاء لا سنام لها، والدكداك من الأرض مثله، حتى صلب
⦗١٢٢١⦘
من الأرض وتلبد. ﴿وكان وعد ربي حقا. وتركنا لعضهم يومئذ يموج في بعض﴾ /الكهف: ٨٣ – ٩٩/. ﴿حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون﴾ /الأنبياء: ٩٦/. قال قتادة: حدب أكمة، قَالَ رَجُلٌ لِلنَّبِيِّ ﷺ: رأيت السد مثل البرد المحبر، قال: (رأيته).
(إلى قوله) وتتمة الآيات: ﴿حتى إذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب في عين حمئة ووجد عندها قوما. قلنا يا ذا القرنين إما أن تعذب وإما أن تتخذ فيهم حسنا. قال أما من ظلم فسوف نعذبه ثم يرد إلى ربه فيعذبه عذابا نكرا. وأما من آمن وعمل صالحا فله جزاء الحسنى وسنقول له من أمرنا يسرا. ثم أتبع سببا. حتى إذا بلغ مطلع الشمس وجدها تطلع على قوم لم نجعل لهم من دونها سترا. كذلك وقد أحطنا بما لديه خبرا. ثم أتبع سببا.
حتى إذا بلغ بين السدين وجد دونهما قوما لا يكادون يفقهون قولا. قالوا
يا ذا القرنين إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض فهل نجعل لك خرجا على أن تجعل بيننا وبينهم سدا. قال ما مكني فيه ربي خير فأعينوني بقوة أجعل بينكم وبينهم ردما﴾. (يسألونك) أي اليهود، وقيل زعماء المشركين. (ذكرا) شيئا من خبره. (مكنا له) جعلنا له السلطان. (وآتيناه) سهلنا عليه أمر السير في الأرض وأعطيناه أسباب كل شيء أراده من أغراضه ومقاصده في ملكه. (حمئة) حارة. (قلنا) أي ألهمه الله عز وجل ذلك. وقيل: كان نبيا، وكان ذلك القول وحيا له. (يسرا) قولا جميلا لينا. (سترا) أبنية يستترون فيها من الشمس، لأنهم كانوا في أرض لا يستقر عليها بناء. (بما لديه) من السلاح والعدة والعدد، أو بصلاحيته للحكم. (خبرا) علما. (يفقهون) يفهمون. (مكني) قواني به. (خير) أي مما ستعطونني. (ردما) سدا كبيرا وحاجزا منيعا. (الصدفين) طرفي الجبلين. (الصفر) الجيد من النحاس. (بعضهم) بعض الخلق، أو بعض يأجوج ومأجوج. (يومئذ) يوم القيامة، أو يوم فتح الردم. (يموج) يضطرب ويختلط وهم حيارى. (حدب) جانب وجهة. (ينسلون) يسرعون. (السد) سد يأجوج ومأجوج. (البرد) ثوب مخطط. (المحبر) له خطوط، خط أبيض وخط أسود أو أحمر.
أن النبي ﷺ دخل عليها فَزِعًا يَقُولُ: (لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَيْلٌ للعرب من شر اقْتَرَبَ، فُتِحَ الْيَوْمَ مِنْ رَدْمِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مثل هذه). وحلق بإصبعه الْإِبْهَامِ وَالَّتِي تَلِيهَا، قَالَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ: فقلت: يا رسول الله، أَنَهْلِكُ وَفِينَا الصَّالِحُونَ؟ قَالَ: (نَعَمْ، إِذَا كَثُرَ الخبث).
[٣٤٠٣، ٦٦٥٠، ٦٧١٦]
عن النبي ﷺ قال: (فتح الله من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذا). وعقد بيده تسعين.
[٦٧١٧]
⦗١٢٢٢⦘
النَّارِ؟ قال: من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين، فعنده يَشِيبُ الصَّغِيرُ، وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا، وترى الناس سكارى وما هم بسكارى، ولكن عذاب الله شديد). قالوا: يا رسول الله، وأينا ذلك الواحد؟ قال: (أبشروا، فإن منكم رجلا ومن يأجوج ومأجوج ألفا. ثم قال: والذي نفسي بيده، إني أرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة). فكبرنا، فقال: (أرجو أن تكونوا ثلث أهل الجنة). فكبرنا، فقال: (أرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة). فكبرنا، فقال: (ما أنتم في الناس إلا كالشعرة السوداء في جلد ثور أبيض، أو كشعرة بيضاء في جلد ثور أسود).
[٤٤٦٤، ٦١٦٥، ٧٠٤٥]
وقوله: ﴿إن إبراهيم كان أمة قانتا﴾ /النحل: ١٢٠/. وقوله: ﴿إن إبراهيم لأواه حليم﴾ /التوبة: ١١٤/. وقال أبو ميسرة: الرحيم بلسان أهل الحبشة.
عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قال: (إنكم محشورون حفاة عراة غرلا، ثم قرأ: ﴿كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين﴾. وأول من يكسى يوم القيامة إبراهيم، وإن إناسا من أصحابي يؤخذ بهم ذات الشمال، فأقول: أصحابي أصحابي، فيقول: إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم، فَأَقُولُ كَمَا قَالَ الْعَبْدُ الصَّالِحُ: ﴿وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ – إِلَى قَوْلِهِ – الْحَكِيمُ﴾).
[٣٢٦٣، ٤٣٤٩، ٤٣٥٠، ٤٤٦٣، ٦١٥٩ – ٦١٦١]
عن النبي ﷺ قال: (يلقى إبراهيم أباه آزر يوم القيامة، وعلى وجه آزر قترة وغبرة، فيقول له إبراهيم: ألم أقل لك لا تعصني، فيقول أبوه: فاليوم لا أعصيك، فيقول إبراهيم: يا رب إنك وعدتني أن لا تخزيني يوم يبعثون، فأي خزي أخزى من أبي الأبعد؟ فيقول الله تعالى: إني حرمت الجنة على الكافرين، ثم يقال: يا إبراهيم، ما تحت رجليك؟ فينظر، فإذا هو بذيخ متلطخ، فيؤخذ بقوائمه فيلقى في النار).
[٤٤٩٠، ٤٤٩١]
دَخَلَ النَّبِيُّ ﷺ البيت، فوجد فيه صورة إبراهيم وصورة مريم، فقال: (أما لهم، فقد سمعوا أن الملائكة لا تدخل بيتا فيه صورة، هذا إبراهيم مصور، فما له يستسقم).
أن النبي ﷺ لما رأى الصور في البيت لم يدخل حتى أمر بها فمحيت، ورأى إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام بأيديهما الأزلام، فقال: (قاتلهم الله، والله إن استقسما بالأزلام قط).
[ر: ١٥٢٤]
قيل يا رسول الله، من أكرم الناس؟ قال: (أتقاهم). فقالوا: ليس عن هذا نسألك، قال: (فيوسف نبي الله، ابن نبي الله، ابن نبي الله، ابن خليل الله). قالوا: ليس عن هذا نسألك، قال: (فعن معادن العرب تسألون؟ خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام، إذا فقهوا).
قال أبو أسامة ومعتمر، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبي ﷺ.
[٣١٩٤، ٣٢٠٣، ٣٣٠١، ٤٤١٢]
قال رسول الله ﷺ: (أتاني الليلة آتيان، فأتينا على رَجُلٌ طَوِيلٌ، لَا أَكَادُ أَرَى رَأْسَهُ طُولًا، وإنه إبراهيم ﷺ.
[ر: ٨٠٩]
وذكروا له الدجال بين عينيه مكتوب كافر، أو ك ف ر، قال: لم أسمعه، وَلَكِنَّهُ قَالَ: أَمَّا إِبْرَاهِيمُ فَانْظُرُوا إِلَى صَاحِبِكُمْ، وأما موسى فجعد آدم، عَلَى جَمَلٍ أَحْمَرَ، مَخْطُومٍ بِخُلْبَةٍ، كَأَنِّي أَنْظُرُ إليه انحدر في الوادي).
[ر: ١٤٨٠]
قَالَ رَسُولُ الله ﷺ: (اختتن إبراهيم
⦗١٢٢٥⦘
عليه السلام، وهو ابن ثمانين سنة، بالقدوم).
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ: حَدَّثَنَا أَبُو الزناد: (بالقدوم) مخففه. تابعه عبد الرحمن بن إسحاق، عن أبي الزناد. وتابعه عجلان، عن أبي هريرة. رواه محمد بن عمرو، عن أبي سلمة.
[٥٩٤٠]
قال رسول الله ﷺ: (لَمْ يَكْذِبْ إِبْرَاهِيمُ إلا ثلاثا).
حدثنا محمد بن محبوب: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال: (لم يكذب إبراهيم إلا ثلاث كذبات، ثنتين
منهن في ذات الله عز وجل. قوله: ﴿إني سقيم﴾. وقوله: ﴿بل فعله كبيرهم هذا﴾. وقال: بينا هو ذات يوم وسارة، إذ أتى على جبار من الجبابرة، فقيل له: إن هاهنا رجلا معه امرأة من أحسن الناس، فأرسل إليه فسأله عنها، فقال: من هذه؟ قال: أختي، فأتى سارة فقال: يا سارة ليس على وجه الأرض مؤمن غيري وغيرك، وإن هذا سألني فأخبرته أنك أختي، فلا تكذبيني، فأرسل إليها، فلما دخلت عليه ذهب يتناولها بيده فأخذ، فقال: ادعي الله ولاأضرك، فدعت الله فأطلق. ثم تناولها الثانية فأخذ مثلها أو أشد، فقال: ادعي الله لي ولا أضرك، فدعت فأطلق، فدعا بعض حجبته، فقال: إنكم لم تأتوني بإنسان، إنما أتيتموني بشيطان، فأخدمها هاجر، فأتته وهو يصلي، فأومأ بيده: مهيا، قالت: رد الله كيد الكافر، أو الفاجر، في نحره، وأخدم هاجر). قال أبو هريرة: تلك أمكم، يا بني ماء السماء.
[ر: ٢١٠٤]
أن رسول الله ﷺ أمر بقتل الوزغ. وقال: (كان ينفخ على إبراهيم عليه السلام.
[ر: ٣١٣١]
لَمَّا نَزَلَتْ ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إيمانهم بظلم﴾. قلنا: يا رسول الله، أينا لا يظلم نفسه؟ قال: (ليس كما تقولون ﴿لم يلبسوا إيمانهم بظلم﴾ بشرك، أو لم تسمعوا إلى قول لُقْمَانُ لِابْنِهِ: ﴿يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إن الشرك لظلم عظيم﴾).
[ر: ٣٢]
أتى النبي ﷺ يوما بلحم فقال: (إن الله يجمع يوم القيامة الأولين والآخرين في صعيد واحد، فيسمعهم الداعي وينفذهم البصر، وتدنو الشمس منهم – فذكر حديث الشفاعة – فيأتون إبراهيم فيقولون: أنت نبي الله وخليله من الأرض، اشفع لنا إلى ربك، ويقول: فذكر كذباته، نفسي نفسي، اذهبوا إلى موسى).
تابعه أنس عن النبي ﷺ.
[ر: ٣١٦٢، ٤٢٠٦]
عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قال: (يرحم الله أم إسماعيل، لولا أنها عجلت، لكان زمزم عينا معينا).
قال الأنصاري: حدثنا ابن جريج قال: أما كثير بن كثير: فحدثني قال: إني وعثمان
⦗١٢٢٧⦘
بن أبي سليمان جلوس مع سعيد بن جبير، فقال: ما هكذا حدثني ابن عباس، ولكنه قال: أقبل إبراهيم بإسماعيل وأمه عليهم وهي ترضعه، معها شنة – لم يرفعه – ثم جاء بها إبراهيم وبابنها إسماعيل.
أول ما اتخذ النساء المنطق من قبل أم إسماعيل، اتخذت منطقا لتعفي أثرها على سارة، ثم جاء بها إبراهيم وبابنها إسماعيل وهي ترضعه، حتى وضعها عند البيت، عند دوحة فوق زمزم في أعلى المسجد، وليس بمكة يومئذ أحد، وليس بها ماء، فوضعهما هنالك، ووضع عندهما جرابا فيه تمر، وسقاء فيه ماء، ثم قفى إبراهيم منطلقا، فتبعته أم إسماعيل، فقالت:
يا إيراهيم، أين تذهب وتتركنا بهذا الوادي، الذي ليس فيه إنس ولا شيء؟ فقالت له ذلك مرارا، وجعل لا يتلفت إليها، فقالت له: آلله الذي أمرك بهذا؟ قال: نعم، قالت: إذن لا يضيعنا، ثم رجعت، فانطلق إبراهيم حتى إذا كان عند الثنية حيث لا يرونه، استقبل بوجهه البيت، ثم دعا بهؤلاء الكلمات، ورفع يديه فقال: ﴿رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذي زرع – حتى بلغ – يشكرون﴾. وجعلت أم إسماعيل ترضع إسماعيل وتشرب من ذلك الماء، حتى إذا نفذ ما في السقاء عطشت وعطش ابنها، وجعلت تنظر إليه يتلوى، أو قال يتلبط، فانطلقت كراهية أن تنظر إليه، فوجدت الصفا أقرب جبل في الأرض يليها، فقامت عليه، ثم استقبلت الوادي تنظر هل ترى أحدا فلم تر
⦗١٢٢٨⦘
أحدا، فهبطت من الصفا حتى إذا بلغت الوادي رفعت طرف درعها، ثم سعت سعي الإنسان المجهود حتى إذا جاوزت الوادي، ثم أتت المروة فقامت عليها ونظرت هل ترى أحدا فلم تر أحدا، ففعلت ذلك سبع مرات. قال ابْنُ عَبَّاسٍ: قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (فذلك سعي الناس بينهما). فلما أشرفت على المروة سمعت صوتا، فقالت صه – تريد نفسها – ثم تسمعت، فسمعت أيضا، فقالت: قد أسمعت إن كان عندك غواث، فإذا هي بالملك عند موضع زمزم، فبحث بعقبه، أو قال: بجناحه، حتى ظهر الماء، فجعلت تحوضه وتقول بيدها هكذا، وجعلت تغرف من الماء في سقائها وهو يفور بعد ما تغرف. قال ابْنُ عَبَّاسٍ: قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (يَرْحَمُ الله أم إسماعيل، لو كانت تَرَكَتْ زَمْزَمَ – أَوْ قَالَ: لَوْ لَمْ تَغْرِفْ من الماء – لكانت زمزم عينا معينا). قال: فشربت وأرضعت ولدها، فال لها الملك: لا تخافوا الضيعة، فإن ها هنا بيت الله، يبني هذا الغلام وأبوه، وإن اله لا يضيع أهله. وكان البيت مرتفعا من الأرض كالرابية، تأتيه السيول، فتأخذ عن يمينه وشماله، فكانت كذلك حتى مرت بهم رفقة من جرهم، أو أهل بيت من جرهم، مقبلين من طريق كداء، فنزلوا في أسفل مكة، فرأوا طائرا عائفا، فقالوا: إن هذا الطائر ليدور على ماء، لعهدنا بهذا الوادي وما فيه ماء، فأرسلوا جريا أو جريين فإذا هم بالماء، فرجعوا فأخبروهم بالماء فأقبلوا، قال: وأم إسماعيل عند الماء، فقالوا: أتأذنين لنا أن ننزل عندك؟ فقالت: نعم، ولكن لا حق لكم في الماء، قالوا: نعم. قال ابْنُ عَبَّاسٍ: قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (فألفى ذلك أم إسماعيل وهي تحب الأنس). فنزلوا وأرسلوا إلى أهليهم فنزلوا معهم، حتى إذا كان بها أهل أبيات منهم، وشب الغلام
⦗١٢٢٩⦘
وتعلم العربية منهم، وأنفسهم وأعجبهم حين شب، فلما أدرك زوجوه امرأة منهم، وماتت أم إسماعيل، فجاء إبراهيم بعد ما تزوج إسماعيل يطالع تركته، فلم يجد إسماعيل، فسأل امرأته عنه فقالت: خرج يبتغي لنا، ثم سألها عن عيشهم وهيئتهم، فقالت: نحن بشر، نحن في ضيق وشدة، فشكت إليه، قال: فإذا جاء زوجك فاقرئي عليه السلام، وقولي له يغير عتبة بابه، فلما جاء إسماعيل كأنه آنس شيئا، فقال: هل جاءكم من أحد؟ قالت: نعم، جاءنا شيخ كذا وكذا، فسألنا عنك فأخبرته، وسألني كيف عيشنا، فأخبرته أنا في جهد وشدة، قال: فهل أوصاك بشيء؟ قالت: نعم، أمرني أن أقرأ عليك السلام، ويقول: غير عتبة بابك، قال: ذاك أبي، وقد أمرني أن أفارقك، الحقي بأهلك، فطلقها، وتزوج منهم أخرى، فلبث عنهم إبراهيم ما شاء الله، ثم أتاهم بعد فلم يجده، فدخل على امرأته فسألها عنه، فالت: خرج يبتغي لنا، قال: كيف أنتم؟ وسألها عن عيشهم وهيئتهم، فالت: نحن بخير وسعة، وأثنت على الله. فقال: ما طعامكم؟ قالت: اللحم. قال: فما شرابكم؟ قالت: الماء. قال: اللهم بارك في اللحم والماء. قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (وَلَمْ يكن لهم يومئذ حب، ولو كان لهم دعا لهم فيه). قال: فهما لا يخلو عليهما أحد بغير مكة إلا لم يوافقاه. قال: فإذا زوجك فاقرئي عليه السلام، ومريه يثبت عتبة بابه، فلم جاء إسماعيل قال: هل أتاكم من أحد؟ قالت: نعم، أتانا شيخ حسن الهيئة، وأثنت عليه، فسألني عنك فأخبرته، فسألني عنك فأخبرته، فسألني كيف عيشنا فأخبرته أنا بخير، قال: فأوصاك بشيء، قالت: نعم، هو يقرأ عليك السلام، ويأمرك أن تثبت عتبة بابك، قال: ذاك أبي وأنت العتبة، أمرني أن أمسكك، ثم لبث عنهم ما شاء الله، ثم جاء بعد ذلك، وإسماعيل يبري نبلا له تحت دوحة قريبا من زمزم، فلما رآه قام إليه، فصنعا كما يصنع الوالد بالولد والولد بالوالد،
⦗١٢٣٠⦘
ثم قال: يا إسماعيل إن الله أمرني بأمر، قال: فاصنع ما أمر ربك، قال: وتعينني؟ قال: وأعينك، قال: فإن الله أمرني أن أبني بيتا ها هنا بيتا، وأشار إلى أكمة مرتفعة على ما حولها، قال: فعند ذلك رفعا القواعد من البيت، فجعل إسماعيل يأتي بالحجارة وإبراهيم يبني، حتى إذا ارتفع البناء، جاء بهذا الحجر، فوضعه له فقام عليه، وهو يبني وإسماعيل يناوله الحجارة، وهما يقولان: ﴿رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾. قال: فجعلا يبنيان حتى يدورا حول البيت وهما يقولان: ﴿ربنا تقبل منا إنك السميع العليم﴾.
لما كان بين إبراهيم وبين أهله ما كان، خرج بإسماعيل وأم إسماعيل، ومعهم شنة فيها ماء، فجعلت أم إسماعيل تشرب من الشنة، فيدر لبنها على صبيها، حتى قدم مكة فوضعها تحت دوحة، ثم رجع إبراهيم إلى أهله، فاتبعته أم إسماعيل، حتى لما بلغوا كداء نادته من ورائه: يا إبراهيم إلى من تتركنا؟ قال: إلى الله، قالت: رضيت بالله، قال: فرجعت فجعلت تشرب من الشنة ويدر لبنها على صبيها، حتى لما فني الماء، قالت: لو ذهبت فنظرت لعلي أحس أحدا، قال: فذهبت فصعدت الصفا فنظرت، ونظرت هل تحس أحدا، فلم تحس أحدا، فلما بلغت الوادي سعت أتت المروة، ففعلت ذلك أشواطا، ثم قالت: لو ذهبت فنظرت ما فعل، تعني الصبي، فذهبت فنظرت فإذا هو على حاله كأنه ينشغ للموت، فلم تقرها نفسها، فقالت: لو ذهبت فنظرت، لعلي أحس أحدا، فذهبت فصعدت الصفا، فنظرت ونظرت فلم تحس أحدا، حتى أتمت سبعا، ثم قالت: لو ذهبت فنظرت ما فعل، فإذا هي بصوت، فقالت: أغث إن كان عندك خير، فإذا جبريل، قال: فقال بعقبه هكذا، وغمز عقبه على الأرض، قال: فانبثق الماء، فدهشت أم إسماعيل،
⦗١٢٣١⦘
فجعلت تحفر، قال: فقال أَبُو الْقَاسِمِ ﷺ: (لَوْ تركته كان الماء ظاهرا). قال: فجعلت تشرب من الماء ويدر لبنها على صبيها، قال: فمر ناس من جرهم ببطن الوادي، فإذا هم بطير، كأنهم أنكروا ذاك، وقالوا: ما يكون الطير إلا على ماء، فبعثوا رسولهم فنظر فإذا هم بالماء، فأتاهم فأخبرهم، فأتوا إليها فقالوا: يا أم إسماعيل، أتأذنين لنا أن نكون معك، أو نسكن معك، فبلغ ابنها فنكح فيهم امرأة، قال: ثم إنه بدا لإبراهيم، فقال لأهله: إني مطلع تركتي، قال: فجاء فسلم، فقال: أين إسماعيل؟ فقالت امرأته: ذهب يصيد، قال: قولي له إذا جاء غير عتبة بابك، فلما جاء أخبرته، قال: أنت ذاك، فاذهبي إلى أهلك، قال: ثم إنه بدا لإبراهيم، فقال لأهله: إني مطلع تركتي. قال: فجاء فقال: أين إسماعيل؟ فقالت امرأته: ذهب يصيد، فقالت: ألا تنزل فتطعم وتشرب، فقال: وما طعامكم وما شرابكم؟ قالت: طعامنا اللحم وشرابنا الماء. قال: اللهم بارك لهم في طعامهم وشرابهم. قال: فقال أبو القاسم ﷺ: (بركة بدعوة إبراهيم). قال: ثم إنه بدا لإبراهيم، فقال لأهله: إني مطلع تركتي، فجاء فوافق إسماعيل من وراء زمزم يصلح نبلا له. فقال: يا إسماعيل، إن ربك أمرني أن أبني له بيتا. قال: أطع ربك، قال: إنه قد أمرني أن تعينني عليه، قال: إذن أفعل، أو كما قال، قال: فقاما فجعل إبراهيم يبني، وإسماعيل يناوله الحجارة ويقولان: ﴿رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾. قال: حتى ارتفع البناء، وضعف الشيخ عن نقل الحجارة، فقام على حجر المقام، فجعل يناوله الحجارة ويقولان: ﴿رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾.
[ر: ٢٢٣٩]
قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله، أي مسجد وضع في الأرض أول؟ قال: (المسجد الحرام). قال: قلت: ثم أي؟ قال: (المسجد الأقصى). قلت: كم كان بينهما؟ قال: (أربعون سنة، ثم أينما أدركتك الصلاة
⦗١٢٣٢⦘
بعد فصله، فإن الفضل فيه).
[٣٢٤٣]
أن رسول الله ﷺ طَلَعَ لَهُ أُحُدٌ، فَقَالَ: (هَذَا جَبَلٌ يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ، اللَّهُمَّ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ حَرَّمَ مَكَّةَ، وَإِنِّي أحرم ما بين لابتيها).
رواه عَبْدِ اللهِ بْنِ زَيْدٍ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ.
[انظر: ٢٠٢٢، ٢٧٣٢]
أَنَّ رسول الله ﷺ قال: (أَلَمْ تَرَيْ أَنَّ قَوْمَكِ لَمَّا بَنَوْا الْكَعْبَةَ اقْتَصَرُوا عَنْ قَوَاعِدِ إِبْرَاهِيمَ). فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ الله، ألا تردها على قواعد إبراهيم؟ فقال: (لولا حدثان قومك بالكفر).
فقال عبد الله بن عمر: لئن كانت عائشة سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، ما أُرَى أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ تَرَكَ اسْتِلَامَ الرُّكْنَيْنِ اللَّذَيْنِ يَلِيَانِ الْحِجْرَ، إِلَّا أَنَّ الْبَيْتَ لَمْ يُتَمَّمْ عَلَى قَوَاعِدِ إبراهيم.
وقال إسماعيل: عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ.
[ر: ١٢٦]
يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ نُصَلِّي عَلَيْكَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (قُولُوا: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَأَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَبَارِكْ عَلَى
⦗١٢٣٣⦘
مُحَمَّدٍ وَأَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إنك حميد مجيد).
[٥٩٩٩]
لَقِيَنِي كَعْبُ بْنُ عُجْرَةَ فَقَالَ: أَلَا أُهْدِي لَكَ هدية سَمِعْتُهَا مِنَ النَّبِيِّ ﷺ؟ فقلت: بلى، فأهدها لي، فقال: سألنا رسول الله ﷺ فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ الله، كيف الصلاة عليكم أهل البيت، فإن الله قد علمنا كيف نسلم عليكم؟ قال: (قولوا: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما صليت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجي، اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد).
[٤٥١٩، ٥٩٩٦]
كَانَ النَّبِيُّ ﷺ يعوذ الحسن والحسين، ويقول: (إن أباكما كان يعوذ بها إسماعيل وإسحاق: أعوذ بكلمات الله التامة، من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة).
قوله: ﴿ولكن ليطمئن قلبي﴾.
⦗١٢٣٤⦘
شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَسَعِيدِ بْنِ المسيب، عن أبي هريرة رضي الله عنه:
أن رسول الله ﷺ قال: (نحن أحق بالشك من إبراهيم إذ قال: ﴿رب أرني كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي﴾. ويرحم الله لوطا، لقد كان يأوي إلى ركن شديد، ولو لبث في السجن طول ما لبث يوسف، لأجبت الداعي).
[٣١٩٥، ٣٢٠٧، ٤٢٦٣، ٤٤١٧، ٦٥٩١]
مَرَّ النَّبِيُّ ﷺ عَلَى نفر من أسلم ينتضلون، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (رموا بني إسماعيل، فإن أباكم كان راميا، وأنا مع بني فلان). قال: فأمسك أحد الفريقين بأيديهم، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (ما لكم لا ترمون). فقالوا: يا رسول الله نرمي وأنت معهم، قال: (ارموا وأنا معكم كلكم).
[ر: ٢٧٤٣]
فيه ابن عمر وأبو هريرة، عن النبي ﷺ.
[ر: ٣١٧٥، ٣٢٠٢]
(أم كنتم شهداء ..) أي ما كنتم حاضرين، نزلت ردا على اليهود الذين ادعوا أن يعقوب عليه السلام وصى أبناءه باليهودية حين وفاته. (آبائك ..) اعتبر إسماعيل عليه السلام أبا مع أنه عمهم، لأن العرب تسمي العم أبا.
قِيلَ لِلنَّبِيِّ ﷺ: من أكرم الناس؟ قال: (أكرهم أتقاهم). قالوا: يا نبي الله، ليس عن هذا نسألك، قال: (فأكرم الناس يوسف نبي الله، ابن نبي الله، ابن نبي الله، ابن خليل الله).قالوا: ليس عن هذا نسألك، قال: (فعن معادن العرب تسألونني). قالوا: نعم، قال: فخياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام، إذا فقهوا).
[ر: ٣١٧٥]
﴿ولوطا إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة وأنتم تبصرون. أئنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء بل أنتم قوم تجهلون. فما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون. فأنجيناه وأهله إلا امرأته قدرناها من الغابرين. وأمطرنا عليهم مطرا فساء مطر المنذرين﴾ /النمل: ٥٤ – ٥٨/.
أن النبي ﷺ قال: (يغفر الله للوط، إن كان ليأوي إلى ركن شديد).
[ر: ٣١٩٢]
﴿بركنه﴾ /الذاريات: ٣٩/: بمن معه لأنهم قوته. ﴿تركنوا﴾ /هود: ١١٣/: تميلوا. فأنكرهم ونكرهم واستنكارهم واحد. ﴿يهرعون﴾ /هود: ٧٨/: يسرعون. ﴿دابر﴾ /الحجر: ٦٦/: آخر. ﴿صيحة﴾ /يس: ٢٩/: هلكة. ﴿للمتوسمين﴾ /الحجر: ٧٥/: للناظرين. ﴿لبسبيل﴾ /الحجر: ٧٦/: لبطريق.
قَرَأَ النَّبِيُّ ﷺ: (فهل من مدكر).
[ر: ٣١٦٣]
﴿كذب أصحاب الحجر﴾ /الحجر: ٨٠/: موضع ثمود. وأما ﴿حرث حجر﴾ /الأنعام: ١٣٨/: حرام، وكل ممنوع فهو حجر محجور، والحجر كل بناء بنيته، وما حجرت عليه من الأرض فهو حجر، ومنه سمي حطيم البيت حجرا، كأنه مشتق من محطوم، مثل قتيل من مقتول، ويقال للأنثى من الخيل الحجر، ويقال للعقل حجر وحجى، وأما حجر اليمامة فهو منزل.
سَمِعْتُ النَّبِيَّ ﷺ، وذكر الذي عقر الناقة، قال: (انتدب لها رجل ذو عز ومنعة في قومه كأبي زمعة).
[٤٦٥٨، ٤٩٠٨، ٥٦٩٥]
أن
⦗١٢٣٧⦘
رسول الله ﷺ، لما نزل الحجر في غزوة تبوك، أمرهم أن لا يشربوا من بئرها، ولا يستقوا منها، فقالوا قد عجنا منها واستقينا، فأمرهم أن يطرحوا ذلك العجين، ويهريقوا ذلك الماء.
ويروى عن سبرة بن معبد وأبي الشموس: أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ أَمَرَ بإلقاء الطعام. وقال أبو ذَرٍّ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ: (من
اعتجن بمائه).
أن الناس نزلوا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ أرض ثمود، الحجر، فاستقوا من بئرها واعتجنوا به، فأمرهم رسول الله ﷺ أن يهريقوا ما استقوا من بئرها، وأن يعلفوا الإبل العجين، وأمرهم أن يستقوا من البئر التي كانت تردها الناقة.
تابعه أسامة، عن نافع.
إن النبي ﷺ لما مر بالحجر قال: (لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا إلا أن تكونوا باكين، أن يصيبكم ما أصابهم). ثم تقنع بردائه وهو على الرحل.
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم إلا أن تكونوا باكين، أن يصيبكم مثل ما أصابهم).
[ر: ٤٢٣].
عَنِ النَّبِيِّ ﷺ أنه قال: (الكريم، ابن الكريم، ابن الكريم، ابن الكريم، يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم
⦗١٢٣٨⦘
السلام).
[٣٢١٠، ٤٤١١]
سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: من أكرم الناس؟ قال: (أتقاهم لله). قالوا: ليس عن هذا نسألك، قال: (فأكرم الناس يوسف نبي الله، ابن نبي الله، ابن نبي الله، ابن خليل الله). قالوا: ليس عن هذا نسألك، قال: (فعن معادن العرب تسألونني؟ الناس معادن، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام، إذا فقهوا).
حدثني محمد: أخبرنا عبدة، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عن النبي ﷺ بهذا.
[ر: ٣١٧٥]
أن النبي ﷺ قال لها: (مري أبا بكر يصلي بالناس). قالت: إنه رجل أسيف، متى يقم مقامك رق. فعاد فعادت. قال شعبة: فقال في الثالثة أو الرابعة: (إنكن صواحي يوسف، مروا أبا بكر).
[ر: ١٩٥]
مَرِضَ النَّبِيُّ ﷺ فَقَالَ: (مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ). فَقَالَتْ عائشة: إن أبا بكر رجل كذا، فقال مثله، فقالت مثله، فقال: (مروه، فإنكن صواحب يوسف). فأم أبو بكر في حياة رسول اله ﷺ. فقال حسين: عن زائدة: رجل رقيق.
[ر: ٦٤٦]
قال رسول الله ﷺ: (اللَّهُمَّ أَنْجِ عَيَّاشَ بْنَ أَبِي رَبِيعَةَ، اللَّهُمَّ أَنْجِ سَلَمَةَ بْنَ هِشَامٍ، اللَّهُمَّ أَنْجِ الْوَلِيدَ بْنَ الْوَلِيدِ، اللَّهُمَّ أَنْجِ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ، اللَّهُمَّ اشْدُدْ وَطْأَتَكَ عَلَى مُضَرَ، اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا سنين كسني يوسف).
[ر: ٩٦١]
قال رسول الله ﷺ: (يرحم الله لوطا، لقد كان يأوي إلى ركن شديد، ولو لَبِثْتُ فِي السِّجْنِ مَا لَبِثَ يُوسُفُ، ثُمَّ أتاني الداعي لأجبته).
[ر: ٣١٩٢]
بينما أنا مع عائشة جالستان، إذ ولجت علينا امرأة من الأنصار، وهي تقول: فعل الله بفلان وفعل، قالت فقلت: لم؟ قالت: إنه نما ذكر الحديث، فقالت عائشة: أي حديث؟ فأخبرتها. قالت: فسمعه أَبُو بَكْرٍ وَرَسُولُ اللَّهِ ﷺ؟ قالت: نعم، فخرت مغشيا عليها، فما أفاقت إلا وعليها حمى بنافض، فَجَاءَ النَّبِيُّ ﷺ فَقَالَ: (ما لهذه). قلت: حمى أخذتها من أجل حديث تحدث به، فقعدت فقالت: والله لئن حلفت لا تصدقونني، ولئن اعتذرت لا تعذرونني، فمثلي ومثلكم كمثل يعقوب وبنيه، فالله المستعان على ما تصفون. فانصرف النبي ﷺ، فأنزل الله ما أنزل، فأخبرها، فقالت: بحمد الله لا بحمد أحد.
[ر: ٢٤٥٣]
أنه سأل عائشة رضي الله عنها زوج النبي ﷺ: أرأيت قوله: ﴿حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا﴾. أو كذبوا؟ قالت: بل كذبهم قومهم، فقلت: والله لقد استيقنوا أن قومهم كذبوهم وما هو بالظن. فقالت: يا عرية لقد استيقنوا بذلك، قلت: فلعلها أو كذبوا، قالت: معاذ الله، لم تكن الرسل تظن ذلك بربها. وأما هذه الآية،
⦗١٢٤٠⦘
قالت: هم أتباع الرسل، الذين آمنوا بربهم وصدقوهم، وطال عليهم البلاء، واستأخر عنهم النصر، حتى إذا استيأست ممن كذبهم من قومهم، وظنوا أن أتباعهم كذبوهم، جاءهم نصر الله.
قال أبو عبد الله: ﴿استيأسوا﴾ افتعلوا، من يئست ﴿منه﴾ من يوسف. ﴿لا تيأسوا من روح الله﴾ معناه الرجاء.
[٤٢٥٢، ٤٤١٨، ٤٤١٩]
عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قال: (الكريم، ابن الكريم، ابن الكريم، ابن الكريم، يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام.
[ر: ٣٢٠٢]
﴿وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين﴾ /الأنبياء: ٨٣/.
﴿اركض﴾ /ص: ٤٢/: اضرب. ﴿يركضون﴾ /الأنبياء: ١٢/: يعدون.
عن النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: (بَيْنَمَا أَيُّوبُ يَغْتَسِلُ عُرْيَانًا، خَرَّ عَلَيْهِ رِجْلُ جَرَادٍ مِنْ ذهب، فجعل يحثي فِي ثَوْبِهِ، فَنَادَاهُ رَبُّهُ: يَا أَيُّوبُ، أَلَمْ أكن أغنيك عَمَّا تَرَى، قَالَ: بَلَى يَا رَبِّ، وَلَكِنْ لا غنى لي عن بركتك).
[ر: ٢٧٥]
يقال للواحد وللاثنين والجميع نجي، ويقال: ﴿خلصوا نجيا﴾ /يوسف: ٨٠/: اعتزلوا
⦗١٢٤١⦘
نجيا، والجميع أنجية يتناجون. ﴿تلقف﴾ /الأعراف: ١١٧/: تلقم.
النَّامُوسُ: صَاحِبُ السِّرِّ الَّذِي يُطْلِعُهُ بِمَا يَسْتُرُهُ عَنْ غَيْرِهِ
[ر: ٣]
﴿آنست﴾ /طه: ١٠/: أبصرت.
قال ابن عباس: المقدس: المبارك، طوى: اسم الوادي. ﴿سيرتها﴾ /طه: ٢١/:
⦗١٢٤٢⦘
حالتها. والنهى التقى. ﴿بملكنا﴾ /طه: ٨٧/: بأمرنا. ﴿هوى﴾ /طه: ٨١/: شقي. ﴿فارغا﴾ /القصص: ١٠/: إلا من ذكر موسى. ﴿ردأ﴾ /القصص: ٣٤/: كي يصدقني، ويقال: مغيثا أو معينا. يبطش ويبطش. ﴿يأتمرون﴾ /القصص: ٢٠/: يتشارون. والجذوة قطعة غليظة من الخشب ليس فيها لهب. ﴿سنشد﴾ /القصص: ٣٥/: سنعينك، كلما عززت شيئا فقد جعلت له عضدا.
وقال غيره: كلما لم ينطق بحرف فيه تمتمة أو فأفأة فهي عقدة.
﴿أزري﴾ /طه: ٣١/: ظهري. ﴿فيسحتكم﴾ /طه: ٦١/: فيهلككم. ﴿المثلى﴾ /طه: ٦٣/: تأنيث الأمثل، يقول: بدينكم، يقال: خذ المثلى خذ الأمثل. ﴿ثم ائتوا صفا﴾ /طه: ٦٤/: يقال: هل أتيت الصف اليوم، يعني المصلى الذي يصلي فيه. ﴿فأوجس﴾ /طه: ٦٧/: أضمر خوفا، فذهبت الواو من ﴿خيفة﴾ لكسرة الخاء. ﴿في جذوع النخل﴾ /طه: ٧١/: على جذوع. ﴿خطبك﴾ /طه: ٩٥/: بالك. ﴿مساس﴾ /طه: ٩٧/: مصدر ماسه مساسا. ﴿لننسفنه﴾ /طه: ٩٧/: لنذرينه. الضحاء الحر. ﴿قصيه﴾ /القصص: ١١/: اتبعي أثره، وقد يكون
⦗١٢٤٣⦘
أن تقص الكلام. ﴿نحن نقص عليك﴾ /يوسف: ٣/. ﴿عن جنب﴾ /القصص: ١١/: عن بعد، وعن جنابة وعن اجتناب واحد.
قال مجاهد: ﴿على قدر﴾ /طه: ٤٠/: موعد. ﴿لا تنيا﴾ /طه: ٤٢/: لا تضعفا. ﴿مكانا سوى﴾ /طه: ٥٨/: منصف بينهم. ﴿يبسا﴾ /طه: ٧٧/: يابسا. ﴿من زينة القوم﴾ الحلي الذي استعاروا من آل فرعون. ﴿فقذفناها﴾ ألقيناها. ﴿ألقى﴾ /طه: ٨٧/: صنع. ﴿فنسي﴾ /طه: ٨٨/: موسى، هم يقولونه: أخطأ الرب. ﴿أن لا يرجع إليهم قولا﴾ /طه: ٨٩/: في العجل.
أن رسول الله ﷺ حدثهم عن ليلة أسري به: (حتى إذا أتى السماء الخامسة، فإذا هارون، قال: هذا هارون فسلم عليه، فسلمت عليه فرد، ثم قال: مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح).
تابعه ثابت، وعباد بن أبي علي، عن أنس، عن النبي ﷺ.
[ر: ٣٠٣٥]
﴿وكلم الله موسى تكليما﴾ /النساء: ١٦٤/.
⦗١٢٤٤⦘
عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال:
قال رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (لَيْلَةً أسري بي: رأيت موسى، وإذا هو رجل ضرب رجل، كأنه من رجال شنوءة، ورأيت عيسى، فإذا هو رجل ربعة أحمر، كأنما خرج من ديماس، وأنا أشبه ولد إبراهيم به، ثم أتيت بإناءين: في أحدهما لبن وفي الآخر خمر، فقال: اشرب أيهما شئت، فأخذت اللبن فشربته، فقيل: أخذت الفطرة، أما إنك لو أخذت الخمر غوت أمتك).
[٣٢٥٤، ٤٤٣٢، ٥٢٥٤، ٥٢٨١]
عن النبي ﷺ قال: (لا ينبغي لعبد أن يقول: أنا خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى). وَنَسَبَهُ إِلَى أبيه، وذكر النبي ﷺ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ فقال: (موسى آدم، طوال، كأنه من رجال شنوءة، وقال: عيسى جعد مربوع). وذكر مالكا خازن النار، وذكر الدجال.
[ر: ٣٠٦٧]
أن النبي ﷺ لما قدم المدينة، وجدهم يصومون يوما، يعني عاشواء، فقالوا: هذا يوم عظيم، وهو يوم نجى الله فيه موسى، وأغرق آل فرعون، فصام موسى شكرا لله، فقال: (أنا أولى بموسى منهم). فصامه، وأمر بصامه.
[ر: ١٩٠٠]
﴿وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر فتم ميقات ربه أربعين ليلة وقال موسى لأخيه هارون اخلفني في قومي وأصلح ولا تتبع سبيل المفسدين. ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه قال رب أرني أنظر إليك قال لن تراني – إلى قوله – وأنا أول المؤمنين﴾ /الأعراف: ١٤٣/.
يقال: دكه زلزله، ﴿فدكتا﴾ /الحاقة: ١٤/: فدككن، جعل الجبال كالواحدة، كما قال الله عز وجل: ﴿أن السماوات والأرض كانتا رتقا﴾ /الأنبياء: ٣٠/. ولم يقل كن، رتقا: ملتصقتين. ﴿أشربوا﴾ /البقرة: ٩٣/: ثوب مشرب مصبوغ.
قال ابن عباس: ﴿انبجست﴾ /الأعراف: ١٦٠/: انفجرت. ﴿وإذ نتفنا الجبل﴾ /الأعراف: ١٧١/: رفعنا.
تعالى بأنواع الطاعات، ثم كلمه وأعطاه الألواح في العشر التي زادها. (ميقات ربه) الوقت الذي عينه له والأجل الذي حدده. (اخلفني) كن أنت خليفتي فيهم حال غيابي. (لميقاتنا) للوقت الذي وقتنا له أن يأتي فيه لمناجاتنا. (أرني) ذاتك. (أنظر إليك) حتى أتمكن من النظر إليك. (لن تراني) أي في الدنيا. (تجلى ربه) ظهر نور ربه. (دكا) مستويا مع الأرض. (صعقا) مغشيا عليه. (أفاق) صحا من صعقته. (سبحانك) أنزهك عن كل نقص وما لا يليق بك. (أول المؤمنين) بعظمتك وجلالك وأنك تختلف في صفاتك عن خلقك. (فدكتا) أي الأرض والجبال. (رتقا) قيل: كانت السماء لا تمطر والأرض لا تنبت، ففتق السماء أي شقها بالمطر، والأرض بالنبات. (ثوب ..) أشار بهذا إلى أن أشربوا في قوله تعالى: ﴿وأشربوا في قلوبهم العجل﴾ ليس من شرب الماء، بل بمعنى خالط، أي خالط حب العجل قلوبهم، كما يخالط الصبغ الثوب.
عن النبي ﷺ قَالَ: (النَّاسَ يَصْعَقُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ يفيق، فإذا بِمُوسَى آخِذٌ بِقَائِمَةٍ مِنْ قَوَائِمِ الْعَرْشِ، فَلَا أَدْرِي أَفَاقَ قَبْلِي، أَمْ جُوزِيَ بِصَعْقَةِ الطُّورِ).
[ر: ٢٢٨١]
قَالَ النبي ﷺ: (لولا بني إسرائيل لم يخنز اللحم، ولولا حواء لم تخن أنثى زوجها الدهر).
[ر: ٣١٥٢]
يقال للموت الكثير طوفان، القمل: الحمنان يشبه صغار الحلم. ﴿حقيق﴾ الأعراف: ١٠٥/: حق ﴿سقط﴾ /الأعراف: ١٤٩/: كل من ندم فقد سقط في يده.
في طعامهم وشرابهم. (الدم) أي أصابهم الرعاف وقيل: انقلبت مياههم دما. (آيات) دلائل. (مفصلات) واضحات لا يشكل على عاقل أنها من آيات الله تعالى، وقيل: مفرقات يتبع بعضها بعضا، وبين كل عذاب وآخر شهر. (فاستكبروا) عن الإيمان بموسى عليه السلام.