(اطلعت) أشرفت عليها ليلة الإسراء أو في المنام، ورؤيا الأنبياء حق. (أكثر أهلها النساء) أي أكثر من يدخلها، ثم يخرج منها.
٣ / ١١٨٤
٣٠٧٠ – حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ قَالَ: حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ: أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال:
بينا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ إذ قَالَ: (بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُنِي فِي الْجَنَّةِ، فَإِذَا امْرَأَةٌ تَتَوَضَّأُ إِلَى جَانِبِ قَصْرٍ، فَقُلْتُ: لمن هذا القصر؟ فقالوا: لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَذَكَرْتُ غَيْرَتَهُ، فَوَلَّيْتُ مُدْبِرًا). فبكى عمر وقال: أعليك أغار يا رسول الله.
[٣٤٧٧، ٤٩٢٩، ٦٦٢٠، ٦٦٢٢]
أخرجه مسلم في فضائل الصحابة، باب: من فضائل عمر رضي الله عنه، رقم: ٢٣٩٥. (تتوضأ) من الوضاءة وهي الحسن والنظافة، أو من الوضوء، وتفعل ذلك لتزداد وضاءة وحسنا. (غيرته) وهي الحمية الأنفة على أهله. (فوليت مدبرا) ذهبت معرضا عنها. (فبكى عمر) شكرا لله عز وجل على ما أولاه من نعمه، وتأدبا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ.
٣ / ١١٨٥
٣٠٧١ – حدثنا حجاج بن منهال: حدثنا همام قال: سمعت أبا عمران
الجوني يحدث، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قيس الأشعري، عَنْ أَبِيهِ:
أَنّ النَّبِيَّ ﷺ قال: (الخيمة درة مجوفة، طولها في السماء ثلاثون ميلا، في كل زاوية منها للمؤمن أهل لا يراهم الآخرون).
قال أبو عبد الصمد والحارث بن عبيد، عن أبي عمران: (ستون ميلا).
[٤٥٩٧، ٤٥٩٨، ٧٠٠٦]
أخرجه مسلم في الجنة وصفة نعيمها، باب: في صفة خيام الجنة ..، رقم: ٢٨٣٨. (الخيمة) بيت مربع من بيوت العرب. (درة) لؤلؤة. (مجوفة) مثقوبة ومفرغ داخلها. (زاوية) ناحية. (أهل) زوجة.
٣ / ١١٨٥
٣٠٧٢ – حدثنا الحميدي: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ: حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ:
قال رسول اللَّهِ ﷺ: (قَالَ اللَّهُ تعالى: أَعْدَدْتُ لِعِبَادِي الصَّالِحِينَ، مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ، وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بشر). فاقرؤوا إن شئتم: ﴿فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين﴾.
[٤٥٠١، ٤٥٠٢، ٧٠٥٩]
أخرجه مسلم في أوائل كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، رقم: ٢٨٢٤. (قرة أعين) قرة العين هدوؤها، وهو كناية عن السرور. /السجدة: ١٧/.
٣ / ١١٨٥
٣٠٧٣ – حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ:
قَالَ رسول الله ﷺ: (أول زمرة تلج الجنة
⦗١١٨٦⦘
صورتهم على صورة القمر ليلة البدر، لا يبصقون فيها ولا يمتخطون ولا يتغوطون، آنيتهم فيها الذهب، أمشاطهم من الذهب والفضة، ومجامرهم الألوة، ورشحهم المسك، ولكل واحد منهم زوجتان، يرى مخ سوقهما من وراء اللحم من الحسن، ولا اختلاف بينهم ولا تباغض، قلوبهم قلب رجل واحد، يسبحون الله بكرة وعشيا).
(زمرة) جماعة. (تلج) تدخل. (على صورة القمر) أي في الإضاءة. (البدر) اسم للقمر حين تكتمل. (آنيتهم) أوعيتهم. (مجامرهم) جمع مجمرة
وهي المبخرة، سميت بذلك لأنها يوضع فيها الجمر ليفوح به ما يوضع فيها من البخور. (الألوة) العود الهندي الذي يتبخر به. (رشحهم) عرقهم كالمسك في طيب رائحته. (مخ سوقها) ما داخل العظم من الساق. (قلب واحد) أي كقلب رجل واحد. (بكرة وعشيا) أي في غالب أوقاتهم يتلذذون بما يلهمهم الله تعالى من ذكره.
٣ / ١١٨٥
٣٠٧٤ – حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ: حَدَّثَنَا أَبُو الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة رضي الله عنه:
أن رسول الله ﷺ قال: (أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر، والذين على إثرهم كأشد كوكب إضاءة، قلوبهم على قلب رجل واحد، لا اختلاف بيينهم ولا تباغض، لكل امرئ منهم زوجتان، كل واحدة منهما يرى مخ ساقها من وراء لحمها من الحسن، يسبحون الله بكرة وعشيا، لا يسقمون، ولا يتمخطون ولا يبصقون، آنيتهم الذهب والفضة، وأمشاطهم الذهب، وقود مجامرهم الألوة – قال أبو اليمان: يعني العود – ورشحهم المسك).
وقال مجاهد: الإبكار: أول الفجر، والعشي: ميل الشمس إلى أن – أراه – تغرب.
[٣٠٨١، ٣١٤٩]
(على إثرهم) أي بعدهم وعقبهم. (لا يسقمون) لا يمرضون.
٣ / ١١٨٦
٣٠٧٥ – حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ: حَدَّثَنَا فضيل بن سليمان، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رضي الله عنه،
عن النبي ﷺ قال: (ليدخلن من أمتي سبعون ألفا، أو سبعمائة ألف، لَا يَدْخُلُ أَوَّلُهُمْ حَتَّى يَدْخُلَ آخِرُهُمْ، وُجُوهُهُمْ على صورة القمر ليلة البدر).
[٦١٧٧، ٦١٨٧]
أخرجه مسلم في الإيمان، باب: الدليل على دخول طوائف من المسلمين الجنة، رقم: ٢١٩. (لا يدخل أولهم حتى يدخل آخرهم) أي يدخلون كلهم معا صفا واحدا.
٣ / ١١٨٦
٣٠٧٦ – حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجُعْفِيُّ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ قَتَادَةَ: حَدَّثَنَا أَنَسٌ رضي الله عنه قَالَ:
أُهْدِيَ لِلنَّبِيِّ ﷺ جُبَّةُ سُنْدُسٍ، وَكَانَ يَنْهَى عَنِ الْحَرِيرِ، فَعَجِبَ النَّاسُ مِنْهَا، فَقَالَ: (وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَمَنَادِيلُ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ فِي الْجَنَّةِ أَحْسَنُ مِنْ هذا).
[ر: ٢٤٧٣]
٣ / ١١٨٧
٣٠٧٧ – حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سفيان قال: حدثني أبو إِسْحَاقَ قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ رضي الله عنهما قَالَ:
أَتَى رَسُولُ اللَّهِ ﷺ بثوب من حرير، فجعلوا يعجبون من حسنه ولينه، فقال رسول اله ﷺ: (لمناديل سعد بن معاذ في الجنة أفضل من هذا).
[٣٥٩١، ٥٤٩٨، ٦٢٦٤]
٣ / ١١٨٧
٣٠٧٨ – حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عن أبي حازم، عن سهل ابن سعد الساعدي قال:
قال رسول الله ﷺ: (مَوْضِعُ سَوْطٍ فِي الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وما فيها).
[ر: ٢٦٤١]
٣ / ١١٨٧
٣٠٧٩ – حدثنا روح بن عبد المؤمن: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قتادة: حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رضي الله عنه،
عن النبي ﷺ قَالَ: (إِنَّ فِي الْجَنَّةِ لَشَجَرَةً، يَسِيرُ الرَّاكِبُ في ظلها مائة عام لا يقطعها).
٣ / ١١٨٧
٣٠٨٠ – حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ: حَدَّثَنَا فُلَيْحُ بْنُ سليمان: حدثنا هِلَالِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه،
عن النبي ﷺ قال: (إن في الجنة لشجرة، يسير الركب في ظلها مائة سنة، واقرؤوا إن شئتم: ﴿وظل ممدود﴾. ولقاب قوس أحدكم في الجنة خير مما طلعت عليه الشمس أو تغرب).
[٤٥٩٩]
أخرجه مسلم في الجنة وصفة نعيمها، باب: إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها، رقم: ٢٨٢٦. (ممدود) مبسوط في طول واتصال /الواقعة: ٣٠/. (لقاب قوس) هو ما بين مقبضه وطرفه، فيكون المعنى: أن مقدار ذلك من الجنة خير مما ذكر.
٣ / ١١٨٧
٣٠٨١ – حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ: حدثنا أبي، عن هلال، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ، عَنْ أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي ﷺ: (أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر، والذين على آثارهم كأحسن كوكب دري في السماء
⦗١١٨٨⦘
إضاءة، قلوبهم على قلب رجل واحد، لا تباغض بينهم ولا تحاسد، لكل امرئ منهم زوجتان من الحور العين، يرى مخ سوقهن من وراء العظم واللحم).
[ر: ٣٠٧٣]
(دري) هو الكوكب العظيم البراق الشديد الإضاءة، سمي بذلك لبياضه كالدر أو لضوئه. (الحور العين) هن نساء أهل الجنة، والحور: جمع حوراء، وهي الشديدة بياض العين الشديدة سوادها. والعين: جمع عيناء، وهي الواسعة العين.
٣ / ١١٨٧
٣٠٨٢ – حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: عدي بن ثابت أخبرني قال: سمعت البراء رضي الله عنه،
عن النبي ﷺ قال: لما مات إبراهيم: (إن له مرضعا في الجنة).
[ر: ١٣١٦]
٣ / ١١٨٨
٣٠٨٣ – حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: حدثني مالك بن أنس، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه،
عن النبي ﷺ قال: (إن أهل الجنة يتراءون أهل الغرف من فوقهم، كما تتراءون الكوكب الدري الغابر في الأفق، من المشرق أو المغرب، لتفاضل ما بينهم). قالوا: يا رسول الله تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم، قال: (بلى، والذي نفسي بيده، رجال آمنوا بالله وصدقوا المرسلين).
أخرجه مسلم في الجنة وصفة نعيمها، باب: ترائي أهل الجنة أهل الغرف، رقم: ٢٨٣١. (يتراءون) يرون وينظرون ويتكلفون لذلك. (أهل الغرف) أصحاب المنازل العالية، والغرف جمع غرفة وهي العلية. (الغابر) الذاهب، أو الباقي بعد انتشار ضوء الفجر. (الأفق) أطراف السماء. (لتفاضل ما بينهم) لبعد منازل أهل الغرف وعلو درجاتهم عن باقي أهل الجنة.
٣ / ١١٨٨
٩ – باب: صفة أبواب الجنة.
وَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (مَنْ أنفق زوجين دعي من باب الجنة). [ر: ١٧٩٨]
فيه عبادة عن النبي ﷺ. [ر: ٣٢٥٢]
٣ / ١١٨٨
٣٠٨٤ – حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو حَازِمٍ، عَنْ سَهْلُ بْنُ سَعْدٍ رضي الله عنه،
عَنِ النبي ﷺ قال: (في الجنة ثمانية أبواب، فيها باب يسمى الريان، لا يدخله إلا الصائمون).
[ر: ١٧٩٧]
٣ / ١١٨٨
١٠ – باب: صفة النار، وأنها مخلوقة.
﴿غساقا﴾ /النبأ: ٢٥/: يقال: غسقت عينه ويغسق الجرح، وكأن الغساق والغسق
⦗١١٨٩⦘
واحد. ﴿غسلين﴾ /الحاقة: ٣٦/: كل شيء غسلته فخرج منه شيء فهو غسلين، فعلين من الغسل من الجرح والدبر.
وقال عكرمة: ﴿حصب جهنم﴾ /الأنبياء: ٩٨/: حطب بالحبشية. وقال غيره: ﴿حاصبا﴾ /الإسراء: ٦٨/: الريح العاصف، والحاصب ما ترمي به الريح، ومنه ﴿حصب جهنم﴾ يرمى به في جهنم هم حصبها، ويقال: حصب في الأرض ذهب، والحصب مشتق من حصباء الحجارة. ﴿صديد﴾ /إبراهيم: ١٦/: قيح ودم. ﴿خبت﴾ /الإسراء: ٩٧/: طفئت. ﴿تورون﴾ /الواقعة: ٧١: تستخرجون، أوريت أوقدت. ﴿للمقوين﴾ /الواقعة: ٧٣/: للمسافرين، والقي القفر.
وقال ابن عباس: ﴿صراط الجحيم﴾ /الصافات: ٢٣/: سواء الجحيم ووسط الجحيم. ﴿لشوبا من حميم﴾ /الصافات: ٦٧/: يخلط طعامهم ويساط بالحميم. ﴿زفير وشهيق﴾ /هود: ١٠٦/: صوت شديد وصوت ضعيف. ﴿وردا﴾ /مريم: ٨٦/: عطاشا. ﴿غيا﴾ /مريم: ٥٩/: خسرانا. وقال مجاهد: ﴿يسبحون﴾ /غافر: ٧٢/: توقد بهم النار. ﴿ونحاس﴾ /الرحمن: ٣٥/: الصفر، يصب على رؤوسهم. يقال: ﴿ذوقوا﴾ /الحج: ٢٢/: باشروا وجربوا، وليس هذا من ذوق الفم. ﴿مارج﴾ /الرحمن: ١٥/: خالص من النار، مرج الأمير رعيته إذا خلاهم يعدو بعضهم على بعض. ﴿مريج﴾ /ق: ٥/: ملتبس، مرج أمر الناس اختلط. ﴿مرج البحرين﴾ /الرحمن: ١٩/: مرجت دابتك تركتها.
(غساقا) يقال: غسق الجرح إذا سال منه ماء أصفر، والغساق: المنتن الذي يسيل من صديد وقيح ودموع أهل النار، والغسق الظلمة. (الدبر) ما يصيب الإبل من الجراحات. (حاصبا) اللفظ وارد أيضا في /العنكبوت: ٤٠/ و/القمر: ٣٤/ و/الملك: ١٧/. (خبت) سكنت وخمد لهبها. (سواء الجحيم) وسطها، وسواء الشيء وسطه، واللفظ في /الصافات: ٥٥/. (لشوبا) الشوب الخلط أو المخلوط، والحميم الماء الحار. (يساط) يحرك ليختلط، ومنه المسوط، وهو الخشبة التي يحرك بها ما في الخليط. (زفير ..) ويطلق الزفير على الصوت الناشئ من إخراج النفس، والشهيق رد النفس إلى الداخل في طول. (وردا) عطاشا قاصدين الارتواء، وإنما أمامهم النار، والورد المنهل. (غيا) والغي العذاب والضلال. (الصفر ..) وهو النحاس الجيد الذي يعمل منه الآنية، يصب فوق رؤوسهم حال انصهاره.
٣ / ١١٨٨
٣٠٨٥ – حدثنا أبو الوليد: حدثنا شعبة، عن مهاجر أبي الحسن قال: سمعت زيد بن وهب يقول: سمعت أبا ذر رضي الله عنه يَقُولُ:
كَانَ النَّبِيُّ ﷺ في سفر، فقال:
⦗١١٩٠⦘
(أبرد). ثم قال: (أبرد). حتى فاء الفيء، يعني للتلول، ثم قال: (أبردوا بِالصَّلَاةِ، فَإِنَّ شِدَّةَ الْحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ).
[ر: ٥١١]
٣ / ١١٨٩
٣٠٨٦ – حدثنا محمد بن يوسف: حدثنا سفيان، عن الأعمش، عَنْ ذَكْوَانَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رضي الله عنه قَالَ:
قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (أبردوا بِالصَّلَاةِ، فَإِنَّ شِدَّةَ الْحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ).
[ر: ٥١٣]
(فيح) الفيح سطوع الحر، يقال: فاحت القدر تفيح وتفوح إذا غلت، وأصله السعة، ومنه: أرض فيحاء أي واسعة.
٣ / ١١٩٠
٣٠٨٧ – حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزهري قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه يَقُولُ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (اشتكت النار إلى ربها، فقالت: رب أكل بعضي بعضا، فأذن لي بِنَفَسَيْنِ: نَفَسٍ فِي الشِّتَاءِ وَنَفَسٍ فِي الصَّيْفِ، فأشد مَا تَجِدُونَ مِنَ الْحَرِّ، وَأَشَدُّ مَا تَجِدُونَ من الزمهرير).
[ر: ٥١٢]
(الزمهرير) شدة البرد، وهو الذي أعده الله تعالى عذابا للكفار في جهنم.
٣ / ١١٩٠
٣٠٨٨ – حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ: حدثنا همام، عن أبي جمرة الضبعي قال:
كنت أجالس ابن عباس بمكة، فأخذتني الحمى، فقال: أبردها عنك بماء زمزم، فإن رسول اله ﷺ قَالَ: (الْحُمَّى مِنْ فيح جهنم، فأبردوها بالماء، أو قال: بماء زمزم). شك همام.
(فيح) في المصباح: فاحت النار فيحا انتشرت. وهذا الوارد في الحديث نوع من الطب ووصف للدواء الذي لا يشك في حصول الشفاء به لمن ناسبه ووافق مزاجه، والدواء يختلف باختلاف الأشخاص والأحوال، ولذلك يرجع فيه إلى أصحاب الاختصاص الصادقين الصالحين، ولا غضاضة في ذلك من حديث الصادق المصدوق ﷺ.
٣ / ١١٩٠
٣٠٨٩ – حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ عَبَّاسٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ: حَدَّثَنَا سُفْيَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبَايَةَ بْنِ رِفَاعَةَ قال: أخبرني رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ قَالَ:
سَمِعْتُ النَّبِيَّ ﷺ يقول: (الحمى من فور جهنم، فابردوها عنكم بالماء).
[٥٣٩٤]
(فور جهنم) من شدة حرها، وفار جاش وثار.
٣ / ١١٩٠
٣٠٩٠ – حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ: حَدَّثَنَا هِشَامٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ
⦗١١٩١⦘
رضي الله عنها، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: (الْحُمَّى مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ، فَابْرُدُوهَا بِالْمَاءِ).
[٥٣٩٣]
أخرجه مسلم في السلام، باب: لكل داء دواء واستحباب التداوي، رقم: ٢٢١٠.
٣ / ١١٩٠
٣٠٩١ – حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ: عَنْ يَحْيَى: عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما،
عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: (الْحُمَّى من فيح جهنم، فابردوها بالماء).
[٥٣٩١]
أخرجه مسلم في السلام، باب: لكل داء دواء واستحباب التداوي، رقم: ٢٢٠٩.
٣ / ١١٩١
٣٠٩٢ – حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة رضي الله عنه:
أن رسول الله ﷺ قال: (ناركم جزء من سبعين جزءا من نار جهنم). قيل: يا رسول الله، إن كانت لكافية، قال: (فضلت عليهن بتسعة وستين جزءا، كلهن مثل حرها).
أخرجه مسلم في الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب: في شدة حر نار جهنم، رقم: ٢٨٤٣. (لكافية) في تعذيب أهل النار. (فضلت عليهن) أي على نيران الدنيا، وفي رواية (عليها) ولعلها أرجح لأن المفضل عليه مفرد، والمعنى: أنها زادتها في العدد والكمية.
٣ / ١١٩١
٣٠٩٣ – حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عمرو: سمع عطاء يخبر، عن صفوان بن يعلى، عن أبيه:
أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ ﷺ يقرأ على المنبر: ﴿ونادوا يا مالك﴾.
[ر: ٣٠٥٨]
٣ / ١١٩١
٣٠٩٤ – حدثنا علي: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ قال:
قيل لأسامة: لو أتيت فلانا فكلمته، قال: إنكم لترون أني لا أكلمه إلا أسمعكم، إني أكلمه في السر، دون أن أفتح بابا لا أكون من فتحه، ولا أقول لرجل إن كان علي أميرا: إنه خير الناس، بعد شيء سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، قالوا: وما سمعته يقول: قال: سمعته يقول: (يجاء بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار، فتندلق أقتابه في النار، فيدور كما يدور الحمار برحاه، فيجتمع أهل النار عليه فيقولون: أي فلانا ما شأنك؟ أليس كنت تأمرننا بالمعروف وتنهانا عن المنكر؟ قال: كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه، وأنهاكم عن المنكر وآتيه).
رواه غندر، عن شعبة، عن الأعمش.
[٦٦٨٥]
أخرجه مسلم في الزهد والرقائق، باب: عقوبة من يأمر بالمعروف ولا يفعله، رقم: ٢٩٨٩. (لأسامة) بن زيد رضي الله عنهما. (فلانا) هو عثمان ابن عفان رضي الله عنه. (فكلمته) في إطفاء الفتنة التي تقع بين الناس، وقيل: في شأن أخيه لأمه الوليد بن عتبة. (لترون) لتظنون. (فتندلق) تخرج وتنصب بسرعة. (أقتابه) جمع قتب وهي الأمعاء والأحشاء. (برجاه) حجر الطاحون التي يديرها.
٣ / ١١٩١
١١ – باب: صفة إبليس وجنوده.
وقال مجاهد: ﴿يقذفون﴾ /الصافات: ٨/: يرمون. ﴿دحورا﴾ /الصافات: ٩/: مطرودين. ﴿واصب﴾ /الصافات: ٩/: دائم.
وقال ابن عباس: ﴿مدحورا﴾ /الأعراف: ١٨/: مطرودا. يقال: ﴿مريدا﴾ /النساء: ١١٧/: متمردا. بتكة قطعه. ﴿واستفزر﴾ استخف ﴿بخيلك﴾ /الإسراء: ٦٤/: الفرسان، والرجل الرجالة، واحدها راجل، مثل صاحب وصحب وتاجر وتجر، ﴿لأحتنكن﴾ /الإسراء: ٦٢/: لأستأصلن. ﴿قرين﴾ /الزخرف: ٣٦/: شيطان.
(مدحورا) واللفظ أيضا في /الإسراء: ١٨، ٣٩/. (مريدا) عاتيا ومقبلا على الشر متماديا فيه. (بتكه) أشار بهذا إلى قوله تعالى: ﴿فليبتكن آذان الأنعام﴾ /النساء: ١١٩/. وكانوا في الجاهلية يشقون أذن الناقة أو يقطعونها، إذا ولدت خمسة أبطن وجاء الخامس ذكرا، وحينئذ يحرمون على أنفسهم الانتفاع بها ويسيبونها لآلهتهم على زعمهم. (لأحتنكن) في اللغة: احتنك الفرس جعل في حنكه اللجام، واحتنك الجراد الأرض أتى على ما فيها من نبات، كأنه استولى على ذلك بحنكه، والمعنى في الآية: لأملكن مقادتهم وأستولين عليهم ولأستأصلنهم. (قرين) أي شيطان ملازم له.
٣ / ١١٩٢
٣٠٩٥ – حدثنا إبراهيم بن موسى: أخبرنا عيسى، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ:
سُحِرَ النَّبِيُّ ﷺ.
وقال الليث: كتب إلي هشام: أنه سمعه ووعاه عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: سُحِرَ النَّبِيُّ ﷺ، حتى كان يخيل إليه أنه يفعل الشيء وما يفعله، حتى كان ذات يوم دعا ودعا، ثم قال: (أشعرت أن الله أفتاني فيما
فيه شفائي، أَتَانِي رَجُلَانِ: فَقَعَدَ أَحَدُهُمَا عِنْدَ رَأْسِي وَالْآخَرُ عند رجلي، فقال أحدهما للآخر: مَا وَجَعُ الرَّجُلِ؟ قَالَ: مَطْبُوبٌ، قَالَ: وَمَنْ طبه؟ قال: لبيد ابن الأعصم، قال: فيما ذا؟ قال: في مشط ومشاقة وَجُفِّ طَلْعَةٍ ذَكَرٍ، قَالَ: فَأَيْنَ هُوَ؟ قَالَ: في بئر ذروان). فخرج إليها النَّبِيَّ ﷺ ثُمَّ رَجَعَ، فقال لعائشة حين رجع: (نخلها كأنه رؤوس الشياطين). فقلت: استخرجته؟ فقال: (لا، أما أنا فقد
⦗١١٩٣⦘
شفاني الله، وخشيت أن يثير ذلك على الناس شرا). ثم دفنت البئر.
[ر: ٣٠٠٤]
(وعاه) حفظه. (أفتاني) أخبرني. (أتاني) أي في المنام. (رجلان) أي ملكان في صورة رجلين. (مطبوب) مسحور. (مشاقة) ما يخرج من الكتان حين يمشق، والمشق جذب الشيء ليمتد ويطول. وقيل: المشاقة ما يغزل من الكتان. (جف الطلعة) وعاء الطلع وغشاؤه إذا جف. (بئر ذروان) بئر في المدينة في بستان لأحد اليهود. (رؤوس الشياطين) أي شبيه لها لقبح منظره. (شرا) أي في إظهاره، كتذكر السحر وتعلمه. (دفنت البئر) طمت بالتراب حتى استوت مع الأرض.
٣ / ١١٩٢
٣٠٩٦ – حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أخي، عن سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي
الله عنه:
أن رسول الله ﷺ قَالَ: (يَعْقِدُ الشَّيْطَانُ عَلَى قَافِيَةِ رَأْسِ أَحَدِكُمْ إِذَا هُوَ نَامَ ثَلَاثَ عقد، يضرب كل عقدة مكانها: عَلَيْكَ لَيْلٌ طَوِيلٌ فَارْقُدْ، فَإِنِ اسْتَيْقَظَ فَذَكَرَ اللَّهَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَإِنْ تَوَضَّأَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فإن صلى انحلت عقده كلها، فَأَصْبَحَ نَشِيطًا طَيِّبَ النَّفْسِ، وَإِلَّا أَصْبَحَ خَبِيثَ النفس كسلان).
[ر: ١٠٩١]
(قافية رأس) مؤخرة رأس.
٣ / ١١٩٣
٣٠٩٧ – حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٌ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه قَالَ:
ذُكِرَ عِنْدَ النَّبِيِّ ﷺ رجل نام ليلة حتى أصبح، قال: (ذاك رجل بال الشيطان في أذنيه، أو قال: في أذنه).
[ر: ١٠٩٣]
٣ / ١١٩٣
٣٠٩٨ – حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ منصور، عن سالم ابن أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما،
عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قال: (أما إن أحدكم إذا أتى أهله، وقال: بسم اللَّهِ، اللَّهُمَّ جَنِّبْنَا الشَّيْطَانَ وَجَنِّبْ الشَّيْطَانَ مَا رزقتنا، فرزقا ولدا لم يضره الشيطان).
[ر: ١٤١]
٣ / ١١٩٣
٣٠٩٩ – حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ: أَخْبَرَنَا عَبْدَةُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عن أبيه، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال:
قال رسول الله ﷺ: (إذا طلع حاجب الشمس فدعوا الصلاة حتى تبرز، وإذا غاب حاجب الشمس فدعوا الصلاة حتى تغيب، ولا تحينوا بصلاتكم طلوع الشمس ولا غروبها، فإنها تطلع بين قرني شيطان، أو الشيطان). لا أدري أي ذلك قال هشام.
[ر: ٥٥٨]
أخرجه مسلم في صلاة المسافرين وقصرها، باب: الأوقات التي نهي عن الصلاة فيها، رقم: ٨٢٩. (تبرز) تظهر. (تحينوا) من التحين وهو طلب وقت معلوم. (قرني الشيطان) جانبي رأسه.
٣ / ١١٩٣
٣١٠٠ – حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ: حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ،
⦗١١٩٤⦘
عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ:
قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (إِذَا مر بين يدي أحدكم شيء. وهو يصلي، فليمنعه، فإن أبى فليمنعه، فإن أبى فليقاتله، فإنما هو شيطان).
[ر: ٤٨٧]
٣ / ١١٩٣
٣١٠١ – وقال عثمان بن الهيثم: حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ:
وَكَّلَنِي رَسُولُ اللَّهِ ﷺ بِحِفْظِ زَكَاةِ رَمَضَانَ، فَأَتَانِي آتٍ فَجَعَلَ يَحْثُو مِنَ الطَّعَامِ، فَأَخَذْتُهُ، فَقُلْتُ: لَأَرْفَعَنَّكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فذكر الحديث – فقال: إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ فَاقْرَأْ آيَةَ الْكُرْسِيِّ، لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ مِنَ اللَّهِ حَافِظٌ، وَلَا يقربك شيطان حتى تصبح، فقال النبي ﷺ: (صدقك وهو كذوب، ذاك شيطان).
[ر: ٢١٨٧]
٣ / ١١٩٤
٣١٠٢ – حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عقيل، عن ابن شهاب قال: أخبرني عروة: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه:
قَالَ رسول الله ﷺ: (يأتي الشيطان أحدكم فيقول: من خلق كذا، من خلق كذا، حتى يقول: من خلق ربك؟ فإذا بلغه فليستعذ بالله ولينته).
أخرجه مسلم في الإيمان، باب: الوسوسة في الإيمان وما يقوله من وجدها، رقم: ١٣٤. (بلغه) بلغ قوله: من خلق ربك. (فليستعذ بالله) من وسوسته بأن يقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. (ولينته) عن الاسترسال معه في هذه الوسوسة.
٣ / ١١٩٤
٣١٠٣ – حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ قَالَ: حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شهاب قال: حدثني ابْنُ أَبِي أَنَسٍ، مَوْلَى التَّيْمِيِّينَ: أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ: أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه يَقُولُ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب جهنم، وسلسلت الشياطين).
[ر: ١٨٠٠]
٣ / ١١٩٤
٣١٠٤ – حدثنا الحميدي: حدثنا سفيان: حدثنا عمرو قال: أخبرني سعيد ابن جُبَيْرٍ قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ فَقَالَ: حَدَّثَنَا أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ:
أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يقول: (إن موسى قال لفتاه: آتنا غداءنا، وقال: أرأيت إذا أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ، فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ، وَمَا أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره. ولم يجد موسى النصب حتى جاوز المكان الذي أمره الله به).
[ر: ٧٤]
(لم يجد موسى النصب) لم يشعر بالتعب. (المكان الذي أمره الله به) أي المكان الذي بين الله تعالى له أنه يجد الخضر فيه، بوجود العلامة في الحوت.
٣ / ١١٩٤
٣١٠٥ – حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن أبي مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ:
رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يشير إلى المشرق، فقال: (ها إن الفتنة ها هنا، إِنَّ الْفِتْنَةَ هَا هُنَا، مِنْ حَيْثُ يَطْلُعُ قرن الشيطان).
[ر: ٢٩٣٧]
٣ / ١١٩٥
٣١٠٦ – حدثنا يحيى بن جعفر: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ: حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، عَنْ جَابِرِ رضي الله عنه،
عن النبي ﷺ قال: (إذا استنجح الليل، أو: كان جنح الليل، فَكُفُّوا صِبْيَانَكُمْ، فَإِنَّ الشَّيَاطِينَ تَنْتَشِرُ حِينَئِذٍ، فَإِذَا ذهب ساعة من العشاء فخلوهم، وأغلق بابك واذكر اسم الله، وأطفئ مصباحك واذكر اسم الله، وأوك سقاءك واذكر اسم الله، وخمر إناءك واذكر اسم الله، ولو تعرض عليه شيئا).
[٣١٢٨، ٣١٣٨، ٥٣٠٠، ٥٣٠١، ٥٩٣٧، ٥٩٣٨]
أخرجه مسلم في الأشربة، باب: الأمر بتغطية الإناء وإيكاء السقاء، رقم: ٢٠١٢. (استنجح) أظلم. (جنح الليل) ظلامه، وقيل: أول ما يظلم. (فكفوا صبيانكم) ضموهم وامنعوهم من الانتشار. (أوك ..) من الإيكاء وهو الشد، والوكاء اسم ما يشد به في فم القربة ونحوها. والسقاء: ما يوضع فيه الماء أو اللبن ونحو ذلك. (خمر) من التخمير وهو التغطية. (تعرض عليه شيئا) تجعل على عرض الإناء شيئا كعود ونحوه، امتثالا لأمر الشارع.
٣ / ١١٩٥
٣١٠٧ – حَدَّثَنِي مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عن علي بن حسين، عن صفية بنت حيي قَالَتْ:
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ معتكفا فأتيته أزوره ليلا، فحدثته ثم قمت فانقلبت، فقام معي ليقلبني، وكان مسكنها في دار أسامة بن زيد، فمر رجلان من الأنصار، فلما رأيا النبي ﷺ أسرعا، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (عَلَى رِسْلِكُمَا، إنها صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ). فَقَالَا: سُبْحَانَ اللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: (إِنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنَ الإنسان مجرى الدَّمِ، وَإِنِّي خَشِيتُ أَنْ يَقْذِفَ فِي قُلُوبِكُمَا سوءا، أو قال: شيئا).
[ر: ١٩٣٠]
٣ / ١١٩٥
٣١٠٨ – حَدَّثَنَا عَبْدَانُ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عن عدي بن ثابت، عن سليمان بن صرد قال:
كنت جالسا مع النبي ﷺ ورجلان يستبان، فأحدهما احمر وجهه وانتفخت أوداجه، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (إِنِّي لأعلم كلمة لو قالها ذهب عَنْهُ مَا يَجِدُ، لَوْ قَالَ:
⦗١١٩٦⦘
أَعُوذُ بِاللَّهِ من الشيطان، ذهب عنه ما يجد). فقالوا له: أن النبي ﷺ قال: تعوذ بالله من الشيطان. فقال: وهل بي جنون؟.
[٥٧٠١، ٥٧٦٤]
أخرجه مسلم في البر والصلة والآداب، باب: فضل من يملك نفسه عند الغضب ..، رقم: ٢٦١٠. (يستبان) يشتم كل واحد منهما الآخر. (أوداجه) جمع ودج، وهو عرق يكون على جانب العنق، وانتفاخها كناية عن شدة الغضب ودليل عليه. (ما يجد) أي ما فيه من الغضب. (هل بي جنون) أي حتى أتعوذ؟ قال النووي رحمه الله تعالى في شرح مسلم: وأما قول هذا الرجل الذي اشتد غضبه: هل ترى بي من جنون؟ فهو كلام من لم يفقه في دين الله تعالى، ولم يتهذب بأنوار الشريعة المكرمة، وتوهم أن الاستعاذة مختصة بالجنون، ولم يعلم أن الغضب من نزعات الشيطان، ولهذا يخرج به الإنسان عن اعتدال حاله، ويتكلم بالباطل ويفعل المذموم، وينوي الحقد والبغض، وغير ذلك من القبائح المترتبة على الغضب. ثم قال: ويحتمل أن هذا القائل .. كان من المنافقين أو من جفاة الأعراب، والله أعلم.
٣ / ١١٩٥
٣١٠٩ – حدثنا آدم: حدثنا شعبة: حدثنا مَنْصُورٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:
قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا أَتَى أَهْلَهُ قَالَ: جنبني الشيطان، وجنب الشيطان ما رزقتني، فإن كان بينهما ولد لم يضره الشيطان، ولم يسلط عليه).
قال: وحدثنا الْأَعْمَشَ، عَنْ سَالِمِ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عباس: مثله.
[ر: ١٤١]
٣ / ١١٩٦
٣١١٠ – حَدَّثَنَا مَحْمُودٌ: حَدَّثَنَا شَبَابَةُ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه،
عن النبي ﷺ: أنه صلى صلاة، فقال: (إن الشيطان عرض لي، فشد علي، يقطع الصلاة علي، فأمكنني الله منه). فذكره.
[ر: ٤٤٩]
(فشد علي) حاول وسعى جهده. (فذكره) أي فذكر الحديث بتمامه.
٣ / ١١٩٦
٣١١١ – حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال:
قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (إِذَا نودي بالصلاة أدبر الشيطان وله ضراط، فإذا قضي أَقْبَلَ، فَإِذَا ثُوِّبَ بِهَا أَدْبَرَ، فَإِذَا قُضِيَ أقبل، حتى يخطر بين الإنسان وقلبه، فيقول: اذكر كذا وكذا، حتى لا يدري أثلاثا صلى أم أربعا، فإذا لم يدر ثلاثا صلى أو أربعا، سجد سجدتي السهو).
[ر: ٥٨٣]
٣ / ١١٩٦
٣١١٢ – حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ:
قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (كل بني آدم يطعن الشيطان في جنبيه بإصبعه حين يولد، غير عيسى ابن مريم، ذهب يطعن فطعن في الحجاب).
[٣٢٤٨، ٤٢٧٤]
(يطعن) يضرب. (الحجاب) الجلدة التي فيها الجنين وتسمى المشيمة. وقيل: الحجاب الثوب الذي يلف فيه المولود.
٣ / ١١٩٦
٣١١٣ – حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ المغيرة، عن إبراهيم، عن علقمة قال:
قدمت الشأم، فقلت: من ها هنا؟ قالوا: أبو الدرداء، قال: أفيكم الذي أجاره الله من الشيطان عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ ﷺ.
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حرب: حدثنا شعبة، عن مغيرة، وقال: الذي أجاره اللَّهُ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ ﷺ، يعني عمارا.
[٣٥٣٢، ٣٥٣٣، ٣٥٥٠، ٥٩٢٢]
(قال) أي أبو الدرداء رضي الله عنه. (أفيكم) أي في العراق. (الذي أجاره الله) منعه وحماه، والظاهر أن أبا الدرداء رضي الله عنه سمع هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ.
٣ / ١١٩٧
٣١١٤ – قال: وقال الليث: حَدَّثَنِي خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هلال: أن أبا الأسود أخبره، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها،
عن النبي ﷺ قال: (الملائكة تتحدث في العنان –
والعنان الغمام – بالأمر يكون في الأرض، فتسمع الشياطين الكلمة، فتقرها في أذن الكاهن كما تقر القارورة، فيزيدون معها مائة كذبة).
[ر: ٣٠٣٨]
(فتقرها) يقال: قررت الكلام في أذن الأصم، إذا وضعت فمك على صماخه فتلقيه فيه. (الكاهن) هو الذي ينظر في النجوم ويدعي معرفة أخبار
المستقبل. (كما تقر القارورة) أي كما يطبق رأس القارورة على رأس الوعاء الذي يفرغ منها فيه، والقارورة الزجاجة. وقيل: يلقيها فتستقر في أذنه كما يستقر الشيء في قراره.
٣ / ١١٩٧
٣١١٥ – حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أبي هريرة رضي الله عنه:
عن النبي ﷺ قال: (التثاؤب من الشيطان، فإذا تثاءب أَحَدُكُمْ فَلْيَرُدَّهُ مَا اسْتَطَاعَ، فَإِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا قال: ها، ضحك الشيطان).
[٥٨٦٩، ٥٨٧٢]
أخرجه مسلم في الزهد والرقائق، باب: تشميت العاطس وكراهة التثاؤب، رقم: ٢٩٩٤. (التثاؤب) فتح الفم، مع أخذ النفس، وإخراج صوت أحيانا. (من الشيطان) أضيف إلى الشيطان لأنه هو الذي يدعو إلى إعطاء النفس شهواتها، والتثاؤب يكون مع ميل الإنسان إلى الكسل والنوم والتثاقل عن الطاعات. (ها) صوت المتثائب، ويعني إذا بالغ في التثاؤب. (ضحك الشيطان) فرحا بالتغلب عليه.
٣ / ١١٩٧
٣١١٦ – حدثنا زكرياء بن يحيى: حدثنا أَبُو أُسَامَةَ: قَالَ هِشَامٌ: أَخْبَرَنَا عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ:
لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ هُزِمَ الْمُشْرِكُونَ، فَصَاحَ إِبْلِيسُ: أي عباد الله أخراكم، فرجعت أولاهم فاحتلدت هِيَ وَأُخْرَاهُمْ، فَنَظَرَ حُذَيْفَةُ فَإِذَا هُوَ بِأَبِيهِ الْيَمَانِ،
⦗١١٩٨⦘
فَقَالَ: أَيْ عِبَادَ اللَّهِ أَبِي أَبِي، فوالله ما احتجزوا حَتَّى قَتَلُوهُ، فَقَالَ حُذَيْفَةُ: غَفَرَ اللَّهُ لَكُمْ. قَالَ عُرْوَةُ: فَمَا زَالَتْ فِي حُذَيْفَةَ مِنْهُ بقية خير حتى لحق بالله.
[٣٦١٢، ٣٨٣٨، ٦٢٩١، ٦٤٨٩، ٦٤٩٥]
(أخراكم) احذروا الذين من ورائكم متأخرين عنكم، والخطاب للمسلمين، أراد اللعين تغليطهم ليقاتل المسلمون بعضهم بعضا، فرجعت الطائفة المستقدمة قاصدين لقتال من خلفهم، ظانين أنهم من المشركين. ويحتمل أن يكون للكافرين، أي فاقتلوا أخراهم. (فاجتلدت) تقاتلت الطائفتان المسلمتان، أو اقتتل أولى الكفار وأخرى المسلمين. (ما احتجزوا) ما امتنعوا منه. (منه) من الذي قتله ويقال هو عقبة بن مسعود رضي الله عنه. (بقية خير) بقية دعاء واستغفار لقاتل أبيه. وقيل: ما زال فيه شيء من حزن على قتل أبيه من المسلمين.
٣ / ١١٩٧
٣١١٧ – حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ: حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عن أشعث، عن أبيه، عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ رضي الله عنها:
سألت النبي ﷺ عن التفات الرجل فِي الصَّلَاةِ، فَقَالَ: (هُوَ اخْتِلَاسٌ يَخْتَلِسُهُ الشَّيْطَانُ من صلاة أحدكم).
[ر: ٧١٨]
٣ / ١١٩٨
٣١١٨ – حدثنا أبو المغيرة: حدثنا الأوزاعي قال: حدثني يَحْيَى، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ. وحدثني سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ: حَدَّثَنَا الأوزاعي قال: حدثني يحيى ابن أبي كثير قال: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أبيه قال:
قال النبي ﷺ: (الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ مِنَ اللَّهِ، وَالْحُلْمُ مِنَ الشَّيْطَانِ، فإذا حلم أحدكم حلما يخافه فليبصق عن يساره، وليتعوذ بالله من شرها، فإنها لا تضره).
[٥٤١٥، ٦٥٨٣، ٦٥٨٥، ٦٥٩٤، ٦٥٩٥، ٦٦٠٣، ٦٦٣٧]
(الرؤيا) اسم لما يتخيله النائم ويراه في منامه. (الصالحة) الحسنة السالمة من التخليط، وربما جاءت في اليقظة كما رآها في المنام. (الحلم) ما يراه النائم من أخلاط وتخيلات سيئة تحزنه وتدخل عليه الغم. (يخافه) يخاف ما رأى فيه من شر وسوء.
٣ / ١١٩٨
٣١١٩ – حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ سُمَيٍّ، مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه:
أن رسول الله ﷺ قَالَ: (مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى شَيْءٍ قَدِيرٌ. فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ، كَانَتْ له عدل عشر رقاب، وكتبت له مائة حسنة، ومحيت عنه مائة شيءة، وَكَانَتْ لَهُ
⦗١١٩٩⦘
حِرْزًا مِنَ الشَّيْطَانِ يَوْمَهُ ذَلِكَ حَتَّى يُمْسِيَ، وَلَمْ يَأْتِ أَحَدٌ بِأَفْضَلَ مِمَّا جاء به، إلا أحد عمل أكثر من ذلك).
[٦٠٤٠]
أخرجه مسلم في الذكر والدعاء والتوبة، باب: فضل التهليل والتسبيح والدعاء، رقم: ٢٦٩١. (عدل) مثل. (رقاب) جمع رقبة، إي إنسان مملوك عبد أو أمة، والمراد: ثواب عتقهم.
٣ / ١١٩٨
٣١٢٠ – حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، عَنِ ابن شهاب قال: أخبرني عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ: أن محمد بن سعد بن أبي وقاص أخبره: أن أباه سعد بن أبي وقاص قال:
استأذن عمر على رسول الله ﷺ وعنده نساء من قريش يكلمنه ويستكثرنه، عالية أصواتهن، فلما استأذن عمر قمن يبتدرن الحجاب، فأذن لَهُ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ ورسول الله ﷺ يضحك، فقال عمر: أضحك الله سنك رسول الله، قال: (عجبت من هؤلاء اللاتي كن عندي، فلما سمعن صوتك ابتدرن الحجاب). قال عمر: فأنت يا رسول الله كنت أحق أن يهبن، ثم قال: أي عدوات أنفسهن، أتهبنني ولا تَهَبْنَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ؟ قلن: نعم، أنت أَفَظُّ وَأَغْلَظُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (والذي نفسي بيده، ما لقيك الشيطان قط سَالِكًا فَجًّا إِلَّا سَلَكَ فَجًّا غَيْرَ فَجِّكَ).
[٣٤٨٠، ٥٧٣٥]
أخرجه مسلم في فضائل الصحابة، باب: من فضائل عمر رضي الله عنه، رقم: ٢٣٩٦. (يستكثرنه) يطلبن منه الكثير من العطاء، أو من الحديث. (يبتدرن الحجاب) يتسارعن ويتسابقن للاختباء. (أضحك الله سنك) دعاء بمزيد السرور واستمراره. (يهبن) من الهيبة وهي الخوف مع الإجلال والوقار. (أفظ وأغلظ) من الفظاظة، وهي عبارة عن شدة الخلق وخشونة الجانب، وأغلظ بمعناها. (فجا) طريقا واسعا.
٣ / ١١٩٩
٣١٢١ – حدثني إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ يَزِيدَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ، عن أبي هريرة رضي الله عنه،
عن النبي ﷺ قال: (إذا استيقظ – أراه – أحدكم من
منامه فتوضأ فليستنثر ثلاثا، فإن الشيطان يبيت على خيشومه).
أخرجه مسلم في الطهارة، باب: الإيتار في الاستنثار والاستجمار، رقم: ٢٣٨. (فليستنثر) من الاستنثار، وهو إخراج ما في الأنف بنفس. (خيشومه) هو الأنف، وقيل: أقصى الأنف. والله تعالى – ورسوله – أعلم بحقيقة هذه البيتوتة، ونحن نؤمن بما قاله رسول الله ﷺ إيمانا جازما، ونمتثل ما أمرنا به، مع تسليمنا أنه ﷺ قد خصه الله تعالى بعلوم وأسرار تقصر عن فهمها وإدراك كهنها عقول عامة البشر.
٣ / ١١٩٩
١٢ – باب: ذكر الجن وثوابهم وعقابهم.
لقوله: ﴿يا معشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم بقصون عليك آياتي –
إلى قوله – عما يعملون﴾ /الأنعام: ١٣٠ – ١٣٢/. ﴿بخسا﴾ /الجن: ١٣/: نقصا.
قال مجاهد: ﴿وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا﴾ /الصافات: ١٥٨/: قال كفار قريش: الملائكة بنات الله، وأمهاتهم بنات سروات الجن. قال الله: ﴿ولقد علمت الجنة إنهم لمحضرون﴾ /الصافات: ١٥٨/ ستحضر للحساب. ﴿جند محضرون﴾ /يس: ٧٥/: عند الحساب.
(إلى قوله) وتتمتها: ﴿وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا شهدنا على أنفسنا وغرتهم الحياة الدنيا وشهدوا على أنفسهم أنهم كانوا كافرين. ذلك أن لم يكن ربك مهلك القرى بظلم وأهلها غافلون. ولكل درجات مما عملوا وما ربك بغافل﴾. (نسبا) قرابة. (سروات) أي ساداتهم، جمع سراة وهي جمع سري، وهو السيد العظيم.
٣ / ١٢٠٠
٣١٢٢ – حدثنا قتيبة، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ الأنصاري، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ أَخْبَرَهُ: أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ رضي الله عنه قَالَ لَهُ:
إِنِّي أَرَاكَ تُحِبُّ الْغَنَمَ وَالْبَادِيَةَ، فَإِذَا كُنْتَ فِي غنمك وباديتك، فَأَذَّنْتَ بِالصَّلَاةِ، فَارْفَعْ صَوْتَكَ بِالنِّدَاءِ، فَإِنَّهُ: (لَا يَسْمَعُ مَدَى صَوْتِ الْمُؤَذِّنِ جِنٌّ وَلَا إِنْسٌ وَلَا شَيْءٌ إِلَّا شَهِدَ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ). قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ.
[ر: ٥٨٤]
٣ / ١٢٠٠
١٣ – باب: قول الله جل وعز: ﴿وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن – إلى قوله – أولئك في ضلال مبين﴾ /الأحقاف: ٢٩ – ٣٢/.
﴿مصرفا﴾ /الكهف: ٥٣/: معدلا. ﴿صرفنا﴾: أي وجهنا.
(إلى قوله) وتتمتها: ﴿يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا فلما قضي ولوا إلى قومهم منذرين. قالوا يا قومنا إنا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى مصدقا لما بين يديه بهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم. يا قومنا أجيبوا داعي الله وآمنوا به يغفر لكم من ذنوبكم ويجركم من عذاب أليم. ومن لا يجب داعي الله فليس بمعجز في الأرض وليس له من دونه أولياء﴾. (نفرا) ما دون العشرة. (قضي) فرغ من تلاوته. (ولوا) رجعوا. (لما بين يديه) لما سبقه من كتب. (فليس بمعجز في الأرض) ليس له مهرب من قضاء الله تعالى ولا منجى من عذابه. (أولياء) أنصار يحمونه
من الله تعالى.
٣ / ١٢٠٠
١٤ – باب: قول الله تعالى: ﴿وبث فيها من كل دابة﴾ /البقرة: ١٦٤ /.
قال ابن عباس: الثعبان الحية الذكر منها.
يقال: الحيات أجناس، الجان والأفاعي والأساود. ﴿آخذ بناصيتها﴾ /هود: ٥٦/: في ملكه وسلطانه. يقال: ﴿صافات﴾: بسط أجنحتهن ﴿يقبضن﴾ /الملك: ١٩/: يضربن بأجنحتهن.
(الثعبان) أشار بهذا إلى ما في قوله تعالى: ﴿فإذا هي ثعبان مبين﴾ /الأعراف: ١٠٧/ و/الشعراء: ٣٢/. (يقال ..) هذا من كلام البخاري. (آخذ بناصيتها) الناصية في الأصل ما يبرز من الشعر في مقدم الرأس ويكون حذاء الجبهة.
٣ / ١٢٠١
٣١٢٣ – حدثنا عبد الله بن محمد: حدثنا هشام بن يوسف: حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ،
عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ ابْنِ عُمَر رضي الله عنهما:
أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ ﷺ يَخْطُبُ عَلَى الْمِنْبَرِ يقول: (اقتلوا الحيات، واقتلوا ذا الطفيتين والأبتر، فإنهما يطمسان البصر، ويستسقطان الحبل).
قال عبد الله: فبينا أنا أطارد حية لأقتلها، فناداني أبو لبابة: لا تقتلها، فقلت: أن رسول الله ﷺ قد أمر بقتل الحيات. قال: إنه نهى بعد ذلك عن ذوات البيوت، وهي العوامر. وقال عبد الرزاق: عن معمر: فرآني أبو لبابة، أو زيد بن الخطاب. وتابعه يونس وابن عيينة وإسحاق الكلبي والزبيدي. وقال صالح وابن أبي حفصة وابن مجمع، عن الزهري، عن سالم، عن ابن عمر: رآني أبو لبابة وزيد بن الخطاب.
[٣١٣٤، ٣١٣٥، ٣٧٩٢]
أخرجه مسلم في السلام، باب: قتل الحيات وغيرها، رقم: ٢٢٣٣. (ذا الطفيتين) نوع من الحيات خبيث في ظهره خطان أبيضان، والطفية خوصة المقل، وهو نوع من الشجر. (الأبتر) نوع من الحيات القصيرة الذنب. (يطمسان البصر) يمحوان نوره. (يستسقطان الحبل) أي إذا نظرت إليهما الحامل أسقطت ولدها خوفا وذعرا. (ذوات البيوت) الحشرات التي تسكن في البيوت، والمراد الحيات الطوال البيض، يقال لها الجنان، وقلما تضر. (العوامر) أي التي تعمر طويلا.
٣ / ١٢٠١
١٥ – باب: خبير مَالِ الْمُسْلِمِ غَنَمٌ يَتْبَعُ بِهَا شَعَفَ الْجِبَالِ.
٣ / ١٢٠١
٣١٢٤ – حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مالك، عن عبد الرحمن بن
⦗١٢٠٢⦘
عبد الله بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قال:
قال رسول الله ﷺ: (يُوشِكُ أَنْ يَكُونَ خَيْرَ مَالِ الرجل غَنَمٌ، يَتْبَعُ بِهَا شَعَفَ الْجِبَالِ وَمَوَاقِعَ الْقَطْرِ، يفر بدينه من الفتن).
[ر: ١٩]
(شعف الجبال) أعلاها.
٣ / ١٢٠١
٣١٢٥ – حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة رضي الله عنه:
أن رسول الله ﷺ قال: (رأس الكفر نحو المشرق، والفخر والخيلاء في أهل الخيل والإبل، والفدادين أهل الوبر، والسكينة في أهل الغنم).
[٣٣٠٨، ٤١٢٧ – ٤١٢٩]
أخرجه مسلم في الإيمان، باب: تفاضل أهل الإيمان فيه ورجحان أهل اليمن فيه، رقم: ٥٢. (نحو المشرق) أي يأتي من جهة المشرق. (الفخر) الإعجاب بالنفس. (الخيلاء) الكبر واحتقار غيره. (الفدادين) جمع الفداد وهو الشديد الصوت، من فدا إذا رفع صوته، وهو دأب أصحاب الإبل وعادتهم. (أهل الوبر) كناية عن سكان الصحاري، والوبر شعر الإبل. (السكينة) التواضع والطمأنينة والوقار.
٣ / ١٢٠٢
٣١٢٦ – حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنِي قَيْسٌ، عن عقبة بن عمرو أبي مسعود قال:
أشار رَسُولُ اللَّهِ ﷺ بِيَدِهِ نحو اليمن، فقال: (الإيمان يمان هنا هنا، ألا إن القسوة وغلظ القلوب في الفدادين، عند أصول أذناب الإبل، حيث يطلع قرنا الشيطان، في ربيعة ومضر).
[٣٣٠٧، ٤١٢٦، ٤٩٩٧]
أخرجه مسلم في الإيمان، باب: تفاضل أهل الإيمان فيه ورجحان أهل اليمن فيه، رقم: ٥١. (عند أصول أذناب الإبل) أي إنهم يبعدون عن المدن لرعي إبلهم، فيجهلون معالم دينهم. (قرنا الشيطان) جانبا رأسه، والمراد ظهور ما لا يحمد من الأمور، والمزيد من تسلط الشيطان وانتشار الكفر. أو المراد: أن الشيطان ينتصب في محاذاة الشمس عند طلوعها، فتطلع بين جانبي رأسه، فإذا سجد عبدة الشمس لها عند الشروق كان السجود له. (ربيعة ومضر) بدل من الفدادين.
٣ / ١٢٠٢
٣١٢٧ – حدثنا قتيبة: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه:
أن النبي ﷺ قال: (إذا سمعتم صياح الديكة فاسألوا الله من فضله، فإنها رأت ملكا، وإذا سمعتم نهيق الحمار فتعوذوا بالله من الشيطان، فإنه رأى شيطانا).
أخرجه مسلم في الذكر والدعاء والتوبة، باب: استحباب الدعاء عند صياح الديك، رقم: ٢٧٢٩. (نهيق الحمار) صوته المنكر.
٣ / ١٢٠٢
٣١٢٨ – حدثنا إسحاق: أخبرنا روح: أخبرنا ابن جريج قال: أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ: سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (إِذَا كَانَ جُنْحُ اللَّيْلِ، أَوْ أَمْسَيْتُمْ، فَكُفُّوا صِبْيَانَكُمْ، فَإِنَّ الشَّيَاطِينَ تَنْتَشِرُ حينئذ، فإذا ذهبت ساعة الليل فخلوهم، وأغلقوا الْأَبْوَابَ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يفتح بابا مغلقا).
قال: وأخبرني عمرو بن دينار: سمع جابر بن عبد الله نحو ما أخبرني عطاء، ولم يذكر: (واذكروا اسم الله).
[ر: ٣١٠٦]
٣ / ١٢٠٣
٣١٢٩ – حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، عَنْ خالد، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه،
عن النبي ﷺ قال: (فقدت أمة من بني إسرائيل لا يدري ما فعلت، وإني لا أراها إلا الفأر، إذا وضع لها ألبان الإبل لم تشرب، وإذا وضع لها ألبان الشاء شربت). فحدثت كعبا فقال: أنت سمعت النبي ﷺ يقوله؟ قلت: نعم، قال لي مرار، فقلت: أفأقرأ التوراة؟
أخرجه مسلم في الزهد والرقائق، باب: الفأر وأنه مسخ، رقم: ٢٩٩٧. (فقدت أمة) ذهبت طائفة منهم، لا يعلم ما وقع لهم. (لا أراها) لا أظنها مسخها الله تعالى إلا لجنس الفأر. (لم تشرب ..) أي وقد كانت هذه الألبان محرمة على بني إسرائيل. (الشاء) الغنم، جمع شاة. (كعبا) هو كعب بن ماتع المشهور بكعب الأحبار. (قال لي مرار) أي كرر سؤاله مرات. (أفأقرأ التوراة) القائل أبو هريرة، يرد على كعب، أي: هل أنا أقرأ التوراة حتى أنقل منها؟ لا أقول إلا ما سمعته من رسول الله ﷺ. والظاهر من الحديث: أنه ﷺ قال ذلك اجتهادا منه وظنا، قبل أن يخبر من الله تعالى أنه لم يجعل لمسخ نسلا ولا عقبا، كما ثبت عنه ﷺ، وعليه: فهذه الحيوانات كانت قبل أن يكون المسخ لبعض الأمم، ومن مسخ منهم قردة أو خنازير أو غيرها فقد انقرض ولم يبق له وجود. [انظر مسلم: القدر، باب: بيان أن الآجال والأرزاق وغيرها لا تزيد ولا تنقص عما سبق به القدر، رقم: ٢٦٦٣]].
٣ / ١٢٠٣
٣١٣٠ – حدثنا سعيد بن عفير، عن ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شهاب، عن عروة: يحدث عن عائشة رضي الله عنها:
أن النبي ﷺ قال للوزغ: (الفويسق). ولم أسمعه أمر بقتله. وزعم سعد بن أبي وقاص أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ أَمَرَ بقتله.
[ر: ١٧٣٤]
٣ / ١٢٠٣
٣١٣١ – حدثنا صدقة: أخبرنا ابن عيينة: حدثنا عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ شَيْبَةَ، عَنْ سعيد بن المسيب: أن أم شريك أَخْبَرَتْهُ:
أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ أمرها بقتل الأوزاغ.
[٣١٨٠]
أخرجه مسلم في السلام، باب: استحباب قتل الوزغ، رقم: ٢٢٣٧. (الأوزاغ) جمع وزغ، وهو سام أبرص، ويسميه العامة في دمشق أبا بريص.
٣ / ١٢٠٤
٣١٣٢ – حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ:
قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (اقتلوا ذا الطفيتين، فإنه يطمس البصر، ويصيب الحبل).
تابعه حماد بن سلمة: أبا أسامة.
انظر شرح: ٣١٢٣. (يلتمس) يطلب ويصيب. (أبا أسامة) يريد أن حمادا تابع أبا أسامة في روايته إياه عن هشام، واسم أبي أسامة حماد بن أسامة.
٣ / ١٢٠٤
٣١٣٣ – حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ هِشَامٍ قَالَ: حدثني أبي، عن عائشة قَالَتْ:
أَمَرَ النَّبِيُّ ﷺ بقتل الأبتر، وقال: (إنه يصيب البصر، ويذهب الحبل).
انظر شرح: ٣١٢٣.
٣ / ١٢٠٤
٣١٣٤ – حدثني عمرو بن علي: حدثنا ابن أبي عدي، عن أبي يونس القشيري، عن ابن أبي مليكة:
أن ابن عمر كان يقتل الحيات ثم نهى، قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ ﷺ هدم حائطا له، فوجد فيه سلخ حية، فقال: (انظروا أين هو). فنظروا، فقال: (اقتلوه). فكنت أقتلها لذلك، فلقيت أبا لبابة، فأخبرني أن النبي ﷺ قال: (لا تقتلوا الجنان، إن كل أبتر ذي طفيتين، فإنه يسقط الولد، ويذهب البصر، فاقتلوه).
(سلخ حية) جلدها. (الجنان) جمع جان، وهي الحية البيضاء أو الصغيرة التي تسكن البيوت.
٣ / ١٢٠٤
٣١٣٥ – حدثنا مالك بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ نافع، عن ابن عمر:
أنه كان يقتل الحيات، فحدثه أبو لبابة: إن النبي ﷺ نهى عن قتل جنان البيوت، فأمسك عنها.
[ر: ٣١٢٣]
٣ / ١٢٠٤
١٦ – باب: خمس من الدواب فواسق، يقتلن في الحرم.
٣ / ١٢٠٤
٣١٣٦ – حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ: حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها:
عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قال: (خمس فواسق، يقتلن في الحرم، الفأرة، والعقرب، والحديا، والغراب، والكلب العقور).
[ر: ١٧٣٢]
٣ / ١٢٠٤
٣١٣٧ – حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما:
أن رسول الله ﷺ قال: (خمس من الدواب، من قتلهن وهو محرم فلا جناح عليه: العقرب، والفأرة، والكلب العقور، والغراب، والحدأة).
[ر: ١٧٣٠]
٣ / ١٢٠٥
٣١٣٨ – حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ كثير، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما رفعه قال:
(خمروا الآنية، وأوكوا السقية، وأجيفوا الأبواب واكفتوا صبيانكم عند العشاء، فإن للجن انتشارا وخطفة، وأطفئوا المصابيح عند الرقاد، فإن الفويسقة ربما اجترت الفتيلة فأحرقت أهل البيت). قال ابن جريج وحبيب
عن عطاء: (فإن الشيطان).
[ر: ٣١٠٦]
(أجيفوا) أغلقوا وردوا. (اكفتوا ..) ضموهم وامنعوهم من الحركة. (خطفة) هي استلاب الشيء وأخذه بسرعة. (الرقاد) النوم. (الفويسقة) الفأرة.
٣ / ١٢٠٥
٣١٣٩ – حدثنا عبدة بن عبد الله: أخبرنا يحيى بن آدم، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:
كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ في غار، فنزلت: ﴿والمرسلات عرفا﴾. فإنا لنتلقاها من فيه، إذ خرجت حية من جحرها، فابتدرناها لنقتلها، فسبقتنا ودخلت جحرها، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (وقيت شركم، كما وقيتم شرها).
وعن إسرائيل، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عبد الله: مثله. قال: وإنا لنتلقاها من فيه رطبة. وتابعه أبو عوانة عن مغيرة. وقال حفص وأبو معاوية وسليمان بن قرم، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عبد الله.
[ر: ١٧٣٣]
(جحرها) الجحر هو الثقب في الأرض، تتخذه الحية ونحوها مأوى لها.
٣ / ١٢٠٥
٣١٤٠ – حدثنا نصر بن علي: أخبرنا عبد الأعلى: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عن ابن عمر رضي الله عنهما:
عن النبي ﷺ قال: (دخلت امرأة النار في هرة ربطتها، فلم تطعمها، ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض).
قال: وحدثنا عبيد الله، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبي ﷺ: مثله.
[ر: ٢٢٣٦]
٣ / ١٢٠٥
٣١٤١ – حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة رضي الله عنه:
أن رسول الله ﷺ قال: (نزل نبي من الأنبياء تحت شجرة، فلدغته نملة، فأمر بجهازه فأخرج من تحتها، ثم أمر ببيتها فأحرق بالنار، فأوحى الله إليه: فهلا نملة واحدة).
[ر: ٢٨٥٦]
(فلدغته) قرصته. (بجهازه) أمتعة سفره. (فهلا نملة واحدة) أي فهلا أحرقت النملة التي آذتك وحدها، إذ لم يصدر جناية من غيرها.
٣ / ١٢٠٦
١٧ – باب: إذا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسه، فإن في إحدى جناحيه داء وفي الأخرى شفاء.
٣ / ١٢٠٦
٣١٤٢ – حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بلال قال: حدثني عتبة بن مسلم قال: أخبرني عبيد بن حنين قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه يَقُولُ:
قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (إذا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسه ثم لينزعه، فإن في إحدى جناحيه داء والأخرى شفاء).
[٥٤٤٥]
(فليغمسه) فليغطه وليدخله فيه. (داء) سبب المرض. (شفاء) سبب الشفاء من ذلك الداء الذي في إحدى الجناحين.
٣ / ١٢٠٦
٣١٤٣ – حدثنا الحسن بن الصباح: حدثنا إسحاق الأزرق: حدثنا عوف، عن الحسن وابن سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه،
عن رسول الله ﷺ قال: (غفر لأمرأة مومسة، مرت بكلب على رأس ركي، يلهث، قال: كاد يقتله العطش، فنزعت خفها، فأوثقته بخمارها، فنزعت له من الماء، فغفر لها بذلك).
[٣٢٨٠]
(مومسة) زانية، أو هي المجاهرة بالفجور. (ركي) بئر. (يلهث) يخرج لسانه من شدة العطش. (فأوثقته) ربطته. (بخمارها) بغطاء رأسها.
٣ / ١٢٠٦
٣١٤٤ – حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قال: حفظته من الزهري كما أنك ها هنا: أخبرني عبيد الله، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أَبِي طَلْحَةَ رضي الله عنهم،
عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قال: (لَا تَدْخُلُ الْمَلَائِكَةُ بَيْتًا فِيهِ كَلْبٌ وَلَا صورة).
[ر: ٣٠٥٣]
٣ / ١٢٠٦
٣١٤٥ – حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عن نافع، عن عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما:
أن رسول الله ﷺ أمر بقتل الكلاب.
أخرجه مسلم في المساقاة، باب: الأمر بقتل الكلاب وبيان نسخه، رقم: ١٥٧٠.
٣ / ١٢٠٧
٣١٤٦ – حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ يحيى قال: حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ: أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه حَدَّثَهُ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (من أمسك كلبا ينقص من عمله كل يوم قيراط، إلا كلب حرث أو كلب ماشية).
[ر: ٢١٩٧]
٣ / ١٢٠٧
٣١٤٧ – حدثنا عبد الله بن مسلمة: حدثنا سليمان قال: أخبرني يزيد بن خصيفة قال: أخبرني السائب بن يزيد: سمع سفيان بن أبي زهير الشنئي:
أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: (مَنِ اقْتَنَى كَلْبًا، لَا يُغْنِي عنه زرعا ولا ضرعا، نقص من عمله كل يوم قيراط).
فقال السائب: أَنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ؟ قال: إي ورب هذه القبلة.
[ر: ٢١٩٨].