٦٣ – كتاب بدء الخلق -1-

١ – بَاب: مَا جَاءَ فِي قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه﴾ /الروم: ٢٧/.
قال الربيع بن خثيم والحسن: كل عليه هين. وهين وهين مثل لين ولين، وميت وميت، وضيق وضيق.
﴿أفعيينا﴾ /ق: ١٥/: أفأعيا علينا حين أنشأكم وأنشأ خلقكم. ﴿لغوب﴾ /فاطر: ٣٥/ و/ق: ٣٨/: النصب. ﴿أطوارا﴾ /نوح: ١٤/: طورا كذا وطورا كذا، عدا طوره أي قدره.


(أهون) أسهل وأيسر، حسب تقدير الخلق، وإن كان الأمر مستويا في قدرة الخالق سبحانه وتعالى. (أفعيينا) من قوله تعالى: ﴿أفعيينا بالخلق الأول﴾ أي: هل تعبنا بخلق الناس أول مرة؟ (لغوب) أشد الإعياء وأقصى التعب، واللفظ في قوله تعالى: ﴿ولا يمسنا فيها لغوب﴾. وقوله تعالى: ﴿وما مسنا من لغوب﴾. (أطوارا) من قوله تعالى: ﴿وقد خلقكم أطوارا﴾: أي حالا بعد حال في مراحل خلقكم وتكوينكم، أو: مختلفين في أحوالكم وطبائعكم.
٣ ‏/ ١١٦٥
٣٠١٨ – حدثنا محمد بن كثير: أخبرنا سفيان، عن جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رضي الله عنهما قال:
جاء نفر من بني تميم إِلَى النَّبِيِّ ﷺ فَقَالَ: (يا بني تميم أبشروا). قالوا: بشرتنا فأعطنا، فتغير وجهه، فجاءه أهل اليمن، فقال: (يا أهل اليمن، اقبلوا البشرى إِذْ لَمْ يَقْبَلْهَا بَنُو تَمِيمٍ). قَالُوا: قَبِلْنَا، فأخذ النبي ﷺ يحدث بدء الخلق والعرش، فجاء رجل فقال: يا عمران راحلتك تفلتت، ليتني لم أقم.


(أبشروا) من البشارة، وأراد بها: ما يجازى به المسلمون وما تصير إليه عاقبتهم من الفوز بالجنة، قال لهم ذلك بعد أن عرفوا أصول العقائد وما يجب عليهم فعله، وما يلزمهم تركه. (قالوا) من القائلين الأقرع بن حابس. (فأعطنا) أي من المال. (أهل اليمن) وهم الأشعريون قوم أبي موسى رضي الله عنهم. (تفلتت) تشردت. (لم أقم) من مجلس رَسُولِ اللَّهِ ﷺ إِذْ فاتني سماع ما تحدث به عن بدء الخلق والعرش.
٣ ‏/ ١١٦٥
٣٠١٩ – حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ: حَدَّثَنَا أبي: حدثنا الأعمش: حدثنا جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ: أنه حدثه عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رضي الله عنهما قَالَ:
دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ ﷺ وعقلت ناقتي بالباب، فأتاه ناس مِنْ بَنِي تَمِيمٍ، فَقَالَ: (اقْبَلُوا الْبُشْرَى يَا بني تميم). قالوا: قد بشرتنا فأعطنا، مرتين، ثم دخل عليه نَاسٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ، فَقَالَ: (اقْبَلُوا الْبُشْرَى يَا أَهْلَ الْيَمَنِ، إِذْ لَمْ يَقْبَلْهَا بَنُو تميم). قالوا: قد قبلنا يا رسول الله، قالوا: جئناك نسألك عن هذا الأمر، قال: (كان الله ولم يكن شيء غيره، وكان عرشه على الماء، وكتب في الذكر كل شيء، وخلق السماوات والأرض). فنادى مناد: ذهبت ناقتك يا ابن الحصين، فانطلقت فإذا هي يقطع دونها السراب، فوالله لوددت أني كنت تركتها.
[٤١٠٧، ٤١٢٥، ٦٩٨٢]
(عقلت) من العقل وهو أن تثني وظيفه مع ذراعه فتشدهما جميعا في وسط الذراع بحبل، والوظيف من الحيوان ما فوق الرسغ إلى الساق. (هذا الأمر) أي الحاضر الوجود، قال العيني: وكأنهم سألوا عن أحوال هذا العالم. (عرشه) مخلوق لله تعالى، هو أعلم به سبحانه. (على الماء) أي لم يكن تحته إلا الماء. (الذكر) اللوح المحفوظ. (يقطع دونها السراب) يحول بيني وبينها السراب، وهو ما يرى نصف النهار كأنه ماء وليس هناك شيء.
٣ ‏/ ١١٦٦
٣٠٢٠ – وروى عيسى، عن رقبة، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شهاب قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ رضي الله عنه يَقُولُ:
قَامَ فِينَا النَّبِيُّ ﷺ مقاما، فأخبرنا عن بدء الخلق حتى دخل أهل الجنة منازلهم وأهل النار منازلهم، حفظ ذلك من حفظه ونسيه من نسيه.


(عيسى) هو عيسى بن موسى البخاري، ولقبه غنجار، وليس له في البخاري إلا هذا الموضع. (رقبة) هو رقبة بن مصقلة. (حتى دخل ..) أي أخبر عما وقع وما سيقع إلى أن يدخل.
٣ ‏/ ١١٦٦
٣٠٢١ – حدثني عبد الله بن أبي شيبة، عن أبي أحمد، عن سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ:
قَالَ النبي ﷺ أراه -: (قال الله تعالى: يشتمني ابن آدم، وما ينبغي له أن يشتمني، ويكذبني، وما ينبغي له. أما شتمه فقوله: إن لي ولدا، وأما تكذيبه فقوله: ليس يعيدني كما بدأني).
[٤٦٩٠، ٤٦٩١]
(أراه) أظنه قال هذا اللفظ. (يشتمني) من الشتم وهو الوصف بما يقتضي النقص.
٣ ‏/ ١١٦٦
٣٠٢٢ – حدثنا قتيبة بن سعيد: حدثنا مغيرة بن عبد الرحمن القرشي، عن أبي الزناد،

⦗١١٦٧⦘
عن الأعرج، عن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اله ﷺ: (لما قضى الله الخلق كتب في كتابه، فهو عنده فوق العرش: إن رحمتي غلبت غضبي).
[٦٩٦٩، ٦٩٨٦، ٧٠١٥، ٧١١٤، ٧١١٥]


أخرجه مسلم في التوبة، باب: في سعة رحمة الله تعالى وأنها سبقت غضبه، رقم: ٢٧٥١. (قضى) خلقه، وأحكمه، وأمضاه، وفرغ منه. (كتب في كتابه) أمر القلم أن يكتب في اللوح المحفوظ. (فهو عنده) أي الكتاب. (إن رحمتي غلبت غضبي) أي تعلق رحمتي سابق وغالب تعلق غضبي، أو المراد: إن رحمتي أكثر من غضبي، لأنها وسعت كل شيء. والمراد بالرحمة إرادة الثواب وبالغضب إرادة العقاب، أو المراد بهما لازمهما، فالمراد بالرحمة الثواب والإحسان، وبالغضب الانتقام والعقاب.
٣ ‏/ ١١٦٦
٢ – باب: ما جاء في سبع أرضين.
وقول الله تعالى: ﴿الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن يتنزل الأمر بينهن لتعلموا أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علما﴾ /الطلاق: ١٢/. ﴿والسقف المرفوع﴾ /الطور: ٥/: السماء. ﴿سمكها﴾ /النازعات: ٢٨/: بناءها، كان فيها حيوان. ﴿الحبك﴾ /الذاريات: ٧/: استواؤها وحسنها. ﴿وأذنت﴾ /الانشقاق: ٢/: سمعت وأطاعت. ﴿وألقت﴾ أخرجت ﴿ما فيها﴾ من الموتى ﴿وتخلت﴾ /الانشقاق: ٤/: عنهم. ﴿طحاها﴾ /الشمس: ٦/: دحاها. ﴿بالساهرة﴾ /النازعات: ١٤/: وجه الأرض، كان فيها الحيوان، نومهم وسهرهم.


(مثلهن) أي في العدد، والله تعالى أعلم في حقيقة هذا العدد، ولعل المراد: أن الأرض ذات طبقات كما أن السماء ذات طبقات، وإن اختلفت حيثيات هذه الطبقات. (يتنزل الأمر بينهن) يجري أمر الله تعالى وحكمه وتدبيره بين السماوات والأرض، وملكه نافذ فيهن، أو المراد بالأمر الوحي. (حيوان) حياة. (الحبك) جمع حبيكة، أي المتقنة والمحكمة الصنع. وقيل: جمع حبيكة وهي الطريقة، والمراد: الطرائق التي ترى في السماء من آثار الغيم. (دحاها) بسطها بحيث تكون صالحة للسكنى والعيش عليها. (الساهرة) قيل: المراد أرض الحشر. (كان ..) أي سمي وجه الأرض ساهرة لأن عليها نوم الأحياء وسهرهم.
٣ ‏/ ١١٦٧
٣٠٢٣ – حدثنا علي بن عبد الله: أخبرنا ابن علية، عن علي بن المبارك: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إبراهيم بن الحارث، عن أبي سلمة ابن عبد الرحمن،
وكانت بينه وبين أناس خصومة في أرض، فدخل على عائشة فذكر لها ذلك، فَقَالَتْ: يَا أَبَا سَلَمَةَ،

⦗١١٦٨⦘
اجْتَنِبِ الْأَرْضَ، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قال: (من ظلم قيد شبر طوقه من سبع أرضين).
[ر: ٢٣٢١]

٣ ‏/ ١١٦٧
٣٠٢٤ – حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، عَنْ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ قال:
قال النبي ﷺ: (من أخذ شيئا من الأرض بِغَيْرِ حَقِّهِ، خُسِفَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَى سبع أرضين).
[ر: ٢٣٢٢]
٣ ‏/ ١١٦٨
٣٠٢٥ – حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ: حدثنا أيوب، عن محمد بن سيرين، عَنْ ابْنِ أَبِي بَكْرَةَ عَنْ أَبِي بَكْرَةَ رضي الله عنه،
عن النبي ﷺ قَالَ: (الزَّمَانُ قَدِ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يوم خلق الله السماوات والأرض، السنة اثنا عشرا شهرا، منها أربعة حرم، ثلاثة متواليات: ذو القعدة وذو الحجة والمحرم، ورجب مضر، الذي بين جمادى وشعبان).
[ر: ٦٧]


(الزمان) اسم لقليل الوقت وكثيره، والمراد به هنا السنة. (استدار كهيئته) عاد إلى أصل الحساب والوضع الذي اختاره الله ووضعه يوم خلق السماوات والأرض، وذلك أن العرب كانوا يؤخرون المحرم ليقاتلوا فيه، وهكذا يؤخرونه كل سنة فينتقل من شهر إلى شهر حتى جعلوه في جميع شهور السنة، فلما كانت تلك السنة كان قد عاد إلى زمنه المخصوص به. (حرم) محرمة لا يقاتل فيها إلا من اعتدى. (رجب مضر) نسب إلى مضر لأنها كانت تحافظ على تحريمه أشد من غيرها.
٣ ‏/ ١١٦٨
٣٠٢٦ – حَدَّثَنِي عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هشام، عن أبيه، عن سَعِيدَ بْنَ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ:
أنه خاصمته أروى – في حق زعمت أنه انتقصه لها – إلى مروان، فقال سعيد: أنا أنتقص من حقها شيئا، أشهد لسمعت رسول الله ﷺ يقول: (من أخذ شبرا من الأرض ظلما، فإنه يطوقه يوم القيامة من سبع أرضين).
قال ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، قال لي سعيد بن زيد: دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ ﷺ.
[ر: ٢٣٢٠]


(أروى) بنت أنيس، قال ابن الأثير: لم أتحقق أنها صحابية أو تابعية [عيني]. (زعمت) ادعت. (مروان) ابن الحكم وكان يومها متولي المدينة].
٣ ‏/ ١١٦٨
٣ – باب: في النجوم.
وقال قتادة: ﴿ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح﴾ /الملك: ٥/: خلق هذه النجوم لثلاث:

⦗١١٦٩⦘
جعلها زينة للسماء، ورجوما للشياطين، وعلامات يهتدى بها، فمن تأول فيها بغير ذلك أخطأ، وأضاع نصيبه، وتكلف ما لا علم له به.
وقال ابن عباس: ﴿هشيما﴾ /الكهف: ٤٥/: متغيرا. والأب ما يأكل الأنعام. ﴿الأنام﴾ /الرحمن: ١٠/: الخلق. ﴿برزخ﴾ /المؤمنون: ١٠٠/ و/الرحمن: ٢٠/: حاجب. وقال مجاهد: ﴿ألفافا﴾ /النبأ: ١٦/: ملتفة. والغلب: الملتفة. ﴿فراشا﴾ /البقرة: ٢٢/: مهادا كقوله: ﴿ولكم في الأرض مستقر﴾ /البقرة: ٣٦/ و/الأعراف: ٢٤/. ﴿نكدا﴾ /الأعراف: ٥٨/: قليلا.


(الأب) يفسر اللفظ الوارد في قوله تعالى: ﴿وفاكهة وأبا﴾ /عبس: ٣١/. وقيل: الأب هو كل ما ينبت على وجه الأرض. (الغلب) يفسر اللفظ الوارد في قوله تعالى: ﴿وحدائق غلبا﴾ /عبس: ٣٠/. وهو جمع غلباء وهي الحديقة الملتفة الأشجار. (مهادا) ممهدة، مثل الفراش يمكن الاستقرار عليها. (مستقر) مكان تستقرون فيه، وتستطيعون مزاولة شؤونكم في هدوء واطمئنان.
٣ ‏/ ١١٦٨
٤ – باب: صفة الشمس والقمر بحسبان.
قال مجاهد: كحسبان الرحى. وقال غيره: بحساب ومنازل لا يعدوانها. حسبان: جماعة حساب، مثل شهاب وشهبان.
﴿ضحاها﴾ /الشمس: ١/: ضوؤها. ﴿أن تدرك القمر﴾ /يس: ٤٠/: لا يستر ضوء أحدهما ضوء الآخر، ولا ينبغي لهما ذلك. ﴿سابق النهار﴾ /يس: ٤٠/: يتطالبان، حثيثان. ﴿نسلخ﴾ /يس: ٣٧/: نخرج أحدهما من الآخر ونجري كل واحد منهما. ﴿واهية﴾ /الحاقة: ١٦/: وهيها تشققها. ﴿أرجائها﴾ /الحاقة: ١٧/: ما لم ينشق منها، فهم على حافتيها، كقولك: على أرجاء البئر. ﴿أغطش﴾ /النازعات: ٢٩/. و﴿جن﴾ /الأنعام: ٧٦/: أظلم.
وقال الحسن: ﴿كورت﴾ /التكوير: ١/: تكور حتى يذهب ضوؤها. ﴿والليل وما وسق﴾ /الانشقاق: ١٧/: جمع من دابة. ﴿اتسق﴾ /الانشقاق: ١٨/: استوى. ﴿بروجا﴾ /الحجر:

⦗١١٧٠⦘
١٦/ و/الفرقان: ٦١/: منازل الشمس والقمر. ﴿الحرور﴾ /فاطر: ٢١/: بالنهار مع الشمس.
وقال ابن عباس ورؤبة: الحرور بالليل، والسموم بالنهار، يقال: ﴿يولج﴾ /الحج: ٦١/: يكور. ﴿وليجة﴾ /التوبة: ١٦/: كل شيء أدخلته في شيء.


(كحسبان ..) تفسير لقوله تعالى: ﴿الشمس والقمر بحسبان﴾ /الرحمن: ٥/. والمعنى: يجريان بحساب معلوم، مثل حساب الحركة الرحوية الدورية. (حثيثان) سريعان. (أرجائهما) جمع رجا، وهو الحافة والناحية. (أغطش) أظلم. (كورت) لفت، والتكوير اللف والجمع. (وسق) ضم وجمع ما كان منتشرا بالنهار من الخلق. (اتسق) اجتمع نوره واستوى أمره فصار بدرا. (الحرور) الريجح الحارة، أو هو الحر بعينه، وكذلك السموم، سميت بذلك لأنها تنفذ في مسام الجسم وتؤثر فيه تأثير السم، واللفظ وارد في: /الحجر: ٢٧/ و/الطور: ٢٧/. (يولج) يدخل بعض زمن الليل في النهار فيزيد النهار وينقص الليل، ويضيف بعض وقت النهار إلى وقت الليل فيزيد الليل وينقص النهار، وهكذا يتعاقب الليل والنهار، ويلف الله أحدهما على الآخر. (وليجة) من تتخذه بطانة لك، تصطفيه وتخصه بسرك وودك، يستوي في هذا الواحد والجمع، والمؤنث والمذكر، مشتق من الولوج وهو الدخول في مضيق، كأنك أدخلته على سرك وباطن أمرك. والوليجة أيضا: ما تضمره في النفس من حب ونحوه.
٣ ‏/ ١١٦٩
٣٠٢٧ – حدثنا محمد بن يوسف: حدثنا سفيان، الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه قَالَ:
قَالَ النَّبِيُّ ﷺ لِأَبِي ذَرٍّ حين غربت الشمس: (تدري أين تذهب). قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: (فَإِنَّهَا تَذْهَبُ حتى تسجد تحت العرش، فتستأذن فيؤذن لها، ويوشك أن تسجد فلا يقبل منها، وتستأذن فلا يؤذن لها، يقال لَهَا: ارْجِعِي مِنْ حَيْثُ جِئْتِ، فَتَطْلُعُ مِنْ مغربها، فذلك قوله تعالى: ﴿الشمس تجري

⦗١١٧١⦘
لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم﴾).
[٤٥٢٤، ٤٥٢٥، ٦٩٨٨، ٦٩٩٦]


أخرجه مسلم في الإيمان، باب: بيان الزمن الذي لا يقبل فيه الإيمان، رقم: ١٥٩. (تسجد تحت العرش) تشبيه بغروبها، وهي منقادة لأمر الله تعالى وتسخيره، بانقياد الساجد من المكلفين، وهو يخر إلى أسفل، معلنا تمام انقياده وغاية خضوعه لأمر ربه جل وعلا. وكون ذلك تحت العرش فلأن السموات والأرض وغيرهما من العوالم كلها تحت العرش، ففي أي موضع سقطت وغربت فهو تحت العرش. على أن هذا الكلام لا يفسر الظواهر الكونية، وإنما يشير إلى الأسرار الكامنة وراء الظواهر، والتي أودعها الله عز وجل هذه العوالم، فهي من الغيب الذي اختص الله تعالى بعلمه، وأطلع على شيء منه بعض من اصطفاهم من خلقه، وعلى رأسهم
خاتم النبيين ﷺ، ليخبروا بذلك من أرسلوا إليهم، اختبارا لتصديقهم، وتمحيصا ليقينهم، وتثبيتا لإيمان من أسلم قلبه لله تعالى منهم، ولذا نجد أصحاب رسول الله ﷺ، وهو يخبرهم بذلك، لا يستفسرون عنه ولا يستوضحون، وإنما يصدقون ويستسلمون ويفوضون علم ما خفي عنهم إلى الله عز وجل وإلى رسوله ﷺ، ولا يكلفون أنفسهم عناء البحث فيما سكت عنه الكتاب والسنة، ولا يتطاولون إلى ما أدركت عقولهم أنه فوق قدرهم وطاقتهم، بعد أن آمنوا بالله تعالى ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد ﷺ نبيا ورسولا. ونحن معاشر المؤمنين الصادقين، يسعنا ما وسعهم، لا سيما وهم الرعيل الأول الأسوة الحسنة، والنموذج الإيماني المثالي الصادق، سدد الله خطانا وحفظنا من نزعات الشياطين. وما أشار إليه ﷺ، من رجوع الشمس وطلوعها من مغربها، هو من العلامات الكبرى لقرب قيام الساعة، كما ثبت في الأحاديث الصحيحة. (لمستقر لها) لحد لها من مسيرها كل يوم حسبما يتراءى لعيوننا وهو المغرب، أو لحد معين ينتهي إليه دورها، وقد ثبت أن الشمس تنتقل انتقالا بطيئا مع دورانها حول نفسها في فلكها. (العزيز) الغالب بقدرته على كل مقدور. (العليم) المحيط علمه بكل معلوم. /يس: ٣٨/.
٣ ‏/ ١١٧٠
٣٠٢٨ – حدثنا مسدد: حدثنا عبد العزيز بن المختار: حدثنا عبد الله الداناج قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عن أبي هريرة رضي الله عنه،
عن النبي ﷺ قال: (الشمس والقمر مكوران يوم القيامة).


(مكوران) مطويان وقد ذهب ضوؤهما.
٣ ‏/ ١١٧١
٣٠٢٩ – حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو: أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْقَاسِمِ حَدَّثَهُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما:
أَنَّهُ كَانَ يُخْبِرُ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قال: (إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَا يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ، وَلَكِنَّهُمَا آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ، فإذا رأيتموهما فصلوا).
[ر: ٩٩٥]
٣ ‏/ ١١٧١
٣٠٣٠ – حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ:
قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَا يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ).
[ر: ٢٩]
٣ ‏/ ١١٧١
٣٠٣١ – حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عقيل، عن ابن شهاب قال: أخبرني عروة: أن عائشة رضي الله عنها أَخْبَرَتْهُ:
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يوم خسفت الشمس، قام فكبر وقرأ قِرَاءَةً طَوِيلَةً، ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ: (سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ). وقام كما هو، فقرأ قِرَاءَةً طَوِيلَةً، وَهِيَ أَدْنَى مِنَ الْقِرَاءَةِ الْأُولَى، ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا، وَهِيَ أَدْنَى مِنَ الرَّكْعَةِ الْأُولَى، ثُمَّ سَجَدَ سُجُودًا طَوِيلًا، ثُمَّ فَعَلَ فِي الرَّكْعَةِ الْآخِرَةِ مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ سَلَّمَ وَقَدْ تَجَلَّتِ الشَّمْسُ، فَخَطَبَ النَّاسَ، فَقَالَ فِي كُسُوفِ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ: (إِنَّهُمَا آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ، لَا يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لحياته، فإذا رأيتموهما فافزعوا إلى الصلاة).
[ر: ٩٩٧]
٣ ‏/ ١١٧١
٣٠٣٢ – حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ إِسْمَاعِيلَ قال: حدثني قيس،

⦗١١٧٢⦘
عن أبي مَسْعُودٍ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قال: (الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد ولا لِحَيَاتِهِ، وَلَكِنَّهُمَا آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ، فَإِذَا رأيتموهما فصلوا).
[ر: ٩٩٤]

٣ ‏/ ١١٧١
٥ – باب: ما جاء في قوله: ﴿وهو الذي أرسل الرياح نشرا بين يدي رحمته﴾ /الفرقان: ٤٨/.
﴿قاصفا﴾ /الإسراء: ٦٩/: تقصف كل شيء. ﴿لواقح﴾ /الحجر: ٢٢/: ملاقح ملقحة. ﴿إعصار﴾ /البقرة: ٢٦٦/: ريح عاصف تهب من الأرض إلى السماء كعمود فيه نار. ﴿صر﴾ /آل عمران: ١١٧/: برد. ﴿نشرا﴾: متفرقة.


(نشرا) في قراءة حفص (بشرا) أي تبشر بمجيء المطر الذي يحمل الغيث رحمة من الله تعالى بعباده. (قاصفا) والمعنى: يرسل رياحا شديدة ذات صوت قوي، فتكسر ما تمر به من شجر ونحوه وتحطمه. (لواقح) أي تحمل الرياح الماء فتمر بالسحاب فتلقحه فيمطر، ولا مانع من أن يكون المعنى: أن الرياح تحمل غبار الطلع من الأشجار إلى الأنثى منها، فيتم التلقيح بواسطتها. (صر) الصر البرد الشديد.
٣ ‏/ ١١٧٢
٣٠٣٣ – حدثنا آدم: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ الْحَكَمِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما،
عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: (نُصِرْتُ بِالصَّبَا، وأهلكت عاد بالدبور).
[ر: ٩٨٨]
٣ ‏/ ١١٧٢
٣٠٣٤ – حَدَّثَنَا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ:
كَانَ النَّبِيِّ ﷺ إِذَا رَأَى مخيلة في السماء أقبل وأدبر، ودخل وخرج وتغير وجهه، فإذا أمطرت السماء سري عنه، فعرفته عائشة ذَلِكَ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (مَا أدري لعله كما قال قوم: ﴿فلما
رأوه عارضا مستقبل أوديتهم﴾. الآية).
[٤٥٥١]
أخرجه مسلم في صلاة الاستسقاء، باب: التعوذ عند رؤية الريح والغيم، رقم: ٨٩٩. (مخيلة) سحابة يخال فيها المطر. (سري عنه) كشف عنه ما خالطه من الخوف والوجل. (قوم) هم عاد قوم هود عليه السلام. (عارضا) سحابا عرض في أفق السماء. (الآية) الأحقاف: ٢٤. وتتمتها: ﴿قالوا هذا عارض ممطرنا بل هو ما استعجلتم به ريح فيها عذاب أليم﴾.
٣ ‏/ ١١٧٢
٦ – باب: ذكر الملائكة.
وقال أنس: قال عبد الله بن سلام للنبي ﷺ: إِنَّ جِبْرِيلَ عليه السلام عدو اليهود من الملائكة.
[ر: ٣١٥١]
وقال ابن عباس: ﴿لنحن الصافون﴾ /الصافات: ١٦٥/: الملائكة.


(الصافون) من صف الأقدام في الصلاة، يسبحون الله عز وجل.
٣ ‏/ ١١٧٢
٣٠٣٥ – حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قتادة. وَقَالَ لِي خَلِيفَةُ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ: حدثنا سعيد وهشام قالا: حدثنا قتادة: حدثنا أنس بن مالك، عن مالك بن صعصعة رضي الله عنهما قَالَ:
قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (بينا أنا عند البيت بين النائم واليقظان – وذكر: يعني رجلا بين الرجلين – فأتيت بطست من ذهب، ملئ حكمة وإيمانا، فشق من النحر إلى مراق البطن، ثم غسل البطن بماء زمزم، ثم ملئ حكمة وإيمانا، وأتيت بدابة أبيض، دون البغل وفوق الحمار: البراق، فانطلقت مع جبريل حتى أتينا السماء الدنيا، قيل: من هذا؟ قال جبريل، قيل: من معك، قيل: محمد، قيل: وقد أرسل إليه، قال: نعم، قيل: مرحبا ولنعم المجيء جاء، فأتيت على آدم فسلمت عليه، فقال مرحبا بك من ابن ونبي، فأتينا السماء الثانية، قيل: من هذا، قال: جبريل، قيل: من مَعَكَ، قَالَ مُحَمَّدٌ ﷺ، قيل: أرسل إليه، قال: نعم، قيل: مرحبا به
ولنعم المجيء جاء، فأتيت على عيسى ويحيى فقالا: مرحبا بك من أخ ونبي، فأتينا السماء السماء الثالثة، قيل: من هذا، قيل: جبريل، قيل: من معك، قيل: محمد، قيل: وقد أرسل إليه، قال: نعم، قيل: مرحبا به ولنعم المجيء جاء، فأتيت على يوسف فسلمت عليه، قال: مرحبا بك من أخ ونبي، فأتينا السماء الرابعة، قيل: من هذا، قيل: جبريل، قيل: من معك، قيل: محمد ﷺ، قيل: وقد أرسل إليه، قيل: نعم، قيل: مرحبا به ولنعم المجيء جاء، فأتيت على إدريس فسلمت عليه فقال: مرحبا من أخ ونبي، فأتينا السماء الخامسة، قيل: من هذا، قال: جبريل، قيل: ومن معك، قيل: محمد، قيل: وقد أرسل إليه، قال: نعم، قيل: مرحبا به ولنعم المجيء جاء، فأتينا على هارون فسلمت عليه، فقال: مرحبا بك من أخ ونبي، فأتينا على السماء السادسة، قيل: من هذا، قيل: جبريل، قيل: من معك، قيل: محمد ﷺ، قيل: وقد أرسل إليه، مرحبا به ولنعم المجيء جاء، فأتيت على موسى فسلمت عليه، فقال: مرحبا بك من أخ ونبي، فلما جاوزت بكى، فقيل: ما

⦗١١٧٤⦘
أبكاك؟ قال: يا رب هذا الغلام الذي بعث بعدي، يدخل الجنة من أمته أفضل مما يدخل من أمتي، فأتينا السماء السابعة، قيل: من هذا، قيل: جبريل، قيل: من معك، قيل: محمد، قيل: وقد أرسل إليه، مرحبا به ونعم المجيء جاء، فأتيت على إبراهيم فسلمت عليه، فقال: مرحبا بك من ابن ونبي، فرفع لي البيت المعمور، فسألت جبريل فقال: هذا البيت المعمور، يصلي فيه كل يوم سبعون ألف ملك، إذا خرجوا لم يعودوا إليه آخر ما عليهم، ورفعت لي سدرة المنتهى، فإذا نبقها كأنه قلال هجر، وورقها كأنه آذان الفيول، في أصلها أربعة أنهار: نهران باطنان، ونهران ظاهران، فسألت جبريل، فقال: أما الباطنان ففي الجنة، وأما الظاهران النيل والفرات، ثم فرضت علي خمسون صلاة، فأقبلت حتى جئت موسى فقال: ما صنعت، قلت: فرضت علي خمسون صلاة، قال: أنا أعلم بالناس منك، عالجت بني إسرائيل أشد المعالجة، وإن أمتك لا تطيق، فارجع إلى ربك فسله، فرجعت فسألته، فجعلها أربعين، ثم مثله، ثم ثلاثين، ثم مثله، فجعل عشرين، ثم مثله، فجعل عشرا، فأتيت موسى فقال: مثله، فجعلها خمسا، فأتيت موسى فقال: ما صنعت، قلت جعلها خمسة، فقال مثله: قلت: سلمت بخير، فنودي: إني قد أمضيت فريضتي وخففت عن عبادي، وأجزي الحسنة عشرا).
وقال همام، عن قتادة، عن الحسن، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ ﷺ: (فِي الْبَيْتِ المعمور).
[٣٢١٣، ٣٢٤٧، ٣٦٧٤، ٥٢٨٧، وانظر: ٣٤٢]


أخرجه مسلم في الإيمان، باب: الإسراء برسول الله ﷺ ..، رقم: ١٦٤. (وذكر) أي للنبي ﷺ. (رجلا بين الرجلين) في رواية مسلم: (إذا سمعت قائلا يقول: أحد الثلاثة بين الرجلين) فالظاهر أنه كان ﷺ مضطجعا بين رجلين. (مراق البطن) ما سفل من البطن وما رق من جلده. (فرفع) كشف لي وقرب مني. (البيت المعمور) بيت في السماء مسامت للكعبة في الأرض. (آخر ما عليهم) أي دخولهم الأول ذلك هو آخر دخولهم، لكثرتهم. (سدرة المنتهى) شجرة ينتهي إليها علم الملائكة، ولم يجاوزها أحد إِلَّا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ. (نبقها) حملها وثمرها. (قلال) جرار معروفة عند المخاطبين ومعلومة القدر عندهم، وتقدر القلة بمائة لتر تقريبا. (هجر) مدينة في اليمن. (نهران باطنان) قيل: هما السلسبيل والكوثر. (النيل والفرات) يقال هنا ما قيل في شرح الحديث (٣٠٢٧). (سلمت بخير) رضي بما فرض الله تعالى على من الخير، والله أعلم.
٣ ‏/ ١١٧٣
٣٠٣٦ – حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ: قَالَ عبد الله:
حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، وَهُوَ الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ، قَالَ: (إِنَّ

⦗١١٧٥⦘
أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ في بطن أمه أربعين يوما، ثم يكون عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَكُونُ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَبْعَثُ اللَّهُ مَلَكًا فَيُؤْمَرُ بِأَرْبَعٍ كلمات، ويقال له: اكتب عمله، ورزقه، وأجله، وَشَقِيٌّ أَمْ سَعِيدٌ، ثُمَّ يَنْفُخُ فِيهِ الرُّوحَ، فإن الرجل منكم ليعمل حتى ما يكون بينه وبين الجنة إلا ذراع، فيسبق عليه كتابه، فيعمل بعمل أهل النار. ويعمل حتى ما يكون بينه وبين النار إِلَّا ذِرَاعٌ، فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ، فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أهل النة).
[٣١٥٤، ٦٢٢١، ٧٠١٦]


أخرجه مسلم في القدر، باب: كيفية خلق الآدمي في بطن أمه، رقم: ٢٦٤٣. (يجمع خلقه) يضم بعضه إلى بعض، أو المراد بالجمع: مكث البويضة بالرحم بعد تلقيحها بالنطفة. (علقة) دما غليظا جامدا. (مضغة) قطعة لحم قدر ما يمضغ. (شقي أو سعيد) حسب ما اقتضته حكمته وسبقت به كلمته، وما علمه سبحانه مما سيكون من هذا المكلف من أسباب السعادة أو الشقاوة. (فيسبق عليه) يغلب عليه. (كتابه) الذي كتبه الملك وهو في بطن أمه.
٣ ‏/ ١١٧٤
٣٠٣٧ – حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَامٍ: أَخْبَرَنَا مَخْلَدٌ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ نافع قَالَ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عن النبي ﷺ.
وتابعه أَبُو عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ أَبِي هريرة،
عن النبي ﷺ قال: (إذا أحب الله العبد نادى جبريل: إن الله يحب فلانا فأحببه، فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ، فَيُنَادِي جِبْرِيلُ فِي أَهْلِ السَّمَاءِ: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلَانًا فَأَحِبُّوهُ، فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض).
[٥٦٩٣، ٧٠٤٧]
أخرجه مسلم في البر والصلة والآداب، باب: إذا أحب الله عبدا حببه إلى عباده، رقم: ٢٦٣٧. (القبول في الأرض) المحبة في قلوب من يعرفه
من المؤمنين، ويبقى له ذكر صالح وثناء حسن.
٣ ‏/ ١١٧٥
٣٠٣٨ – حدثنا محمد: حدثنا ابن أبي مريم: أخبرنا الليث: حدثنا ابن أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، زوج النبي ﷺ:
أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يقول: (إن الملائكة تنزل في العنان، وهو السحاب، فتذكر الأمر قضي في السماء، فتسترق الشياطين السمع فتسمعه، فتوحيه إلى الكهان، فيكذبون معها مائة كذبة من عند أنفسهم).
[٣١١٤، وانظر: ٥٤٢٩]
(فتسترق) تختلس وتستمع ستخفية كالسارق. (فتوحيه) فتلقيه. (الكهان) جمع كاهن، وهو الذي يتعاطى الإخبار عن الكائنات في المستقبل ويدعي معرفة الأسرار.
٣ ‏/ ١١٧٥
٣٠٣٩ – حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سعد: حدثنا ابن شهاب، عن

⦗١١٧٦⦘
أبي سلمة والأغر، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ:
قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (إِذَا كان يوم الجمعة، كان على كل باب من أبواب المسجد الملائكة، يكتبون الأول فالأول، فإذا جلس الإمام طووا الصحف، وجاؤوا يستمعون الذكر).
[ر: ٨٤١]

٣ ‏/ ١١٧٥
٣٠٤٠ – حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ: حدثنا الزهري، عن سعيد ابن المسيب قال:
مر عمر في المسجد، وحسان ينشد، فقال: كنت أنشد فيه، وفيه من هو خير منك، ثم التفت إلى أبي هريرة فقال: أنشدك بالله، أَسَمِعْتِ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يقول: (أجب عني، اللهم أيده بروح القدس). قال: نعم.
[ر: ٤٤٢]


أخرجه مسلم في فضائل الصحابة، باب: فضائل حسان بن ثابت رضي الله عنه، رقم: ٢٤٨٥.
٣ ‏/ ١١٧٦
٣٠٤١ – حدثا حفص بن عمر: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ الْبَرَاءِ رضي الله عنه قَالَ:
قَالَ النَّبِيُّ ﷺ لحسان: (اهجهم – أو هاجهم – وجبريل معك).
[٣٨٩٧، ٥٨٠١]
أخرجه مسلم في فضائل الصحابة، باب: فضائل حسان بن ثابت رضي الله عنه، رقم: ٢٤٨٦. (اهجهم) أمر من هجا يهجو هجوا وهو نقيض المدح. (هاجهم) من المهاجاة، أي جازهم بهجوهم. (معك) يؤيدك وينصرك.
٣ ‏/ ١١٧٦
٣٠٤٢ – حدثنا إسحاق: أخبرنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قال:
كأني أنظر إلى غبار ساطع في سكة بني غنم، زاد موسى: موكب جبريل.
[٣٨٩٢]
(ساطع) مرتفع. (سكة) زقاق. (بني غنم) بطن من الخزرج. (موكب) هو جماعة من ركاب يسيرون برفق، وكذلك القوم الركوب للزينة والتنزه، ويقال أيضا لجماعة الفرسان. وهو منصوب بفعل تقديره: انظر.
٣ ‏/ ١١٧٦
٣٠٤٣ – حَدَّثَنَا فَرْوَةُ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها:
أن الحارث بن هشام، سأل النبي ﷺ: كيف يأتيك الوحي؟ قال: (كل ذاك، يأتي الملك أحيانا في مثل صلصلة الجرس، فيفصم عني وقد وعيت ما قال، وهو أشده علي، ويتمثل لي الملك أحيانا رجلا، فيكلمني فأعي ما أقول).
[ر: ٢]
٣ ‏/ ١١٧٦
٣٠٤٤ – حدثنا آدم: حدثنا شيبان: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ

⦗١١٧٧⦘
أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ:
سَمِعْتُ النَّبِيَّ ﷺ يقول: (من أنفق زوجين في سبيل الله دعته خزنة الجنة: أي فل هلم). فقال أبو بكر: ذاك الذي لا توى عَلَيْهِ، قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (أرجو أن تكون منهم).
[ر: ٢٦٨٦]


(لا توى عليه) لا هلاك ولا ضياع ولابأس.
٣ ‏/ ١١٧٦
٣٠٤٥ – حدثنا عبد الله بن محمد: حدثنا هشام: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عن عائشة رضي الله عنها:
أن النبي ﷺ قَالَ لَهَا: (يَا عَائِشَةُ، هَذَا جِبْرِيلُ يَقْرَأُ عَلَيْكِ السَّلَامَ). فقالت: وعليه السلام ورحمة الله وبركاته، ترى ما لا أرى، تريد النبي ﷺ.
[٣٥٥٧، ٥٨٤٨، ٥٨٩٥، ٥٨٩٨]
أخرجه مسلم في فضائل الصحابة، باب: في فضل عائشة رضي الله عنها، رقم: ٢٤٤٧.
٣ ‏/ ١١٧٧
٣٠٤٦ – حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ ذَرٍّ. (ح) قال: حدثني يحيى بن جعفر: حدثنا وكيع عن عمر بن ذر، عن أبيه، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:
قال رسول الله ﷺ لجبريل: (ألا تزورنا أكثر مما تزورنا). قال: فَنَزَلَتْ: ﴿وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلا بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ ما بين أيدينا وما خلفنا﴾. الآية.
[٤٤٥٤، ٧٠١٧]
(نتنزل) التنزل النزول على مهل، وقد يطلق بمعنى النزول مطلقا. (ما بين أيدينا وما خلفنا) ما قدامنا وما وراءنا من الأماكن والأزمان، لا ننتقل من مكان إلى مكان إلا بأمره، ولا ننزل في زمان دون زمان إلا بمشيءته. (الآية) مريم: ٦٤. وتتمتها: ﴿وما بين ذلك وما كان ربك نسيا﴾. أي: لا يفوته شيء، ولا تجوز عليه الغفلة والنسيان، فأتى لنا أن نتقلب في ملكوته إلا بإذنه. وهو سبحانه لا يتركك يا محمد ﷺ ولا يقطع صلته عنك.
٣ ‏/ ١١٧٧
٣٠٤٧ – حدثنا إسماعيل قال: حدثني سُلَيْمَانُ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ الله بن عبد الله بن عتبة بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما:
أن رسول الله ﷺ قال: (أقرأني جبريل على حرف، فلم أزل أستزيده، حتى انتهى إلى سبعة أحرف).
[٤٧٠٥]
أخرجه مسلم في صلاة المسافر وقصرها، باب: بيان أن القرآن على سبعة أحرف، رقم: ٨١٩. (حرف) لغة أو لهجة، وقيل غير ذلك.
٣ ‏/ ١١٧٧
٣٠٤٨ – حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابن عباس رضي الله عنهما قَالَ:
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ

⦗١١٧٨⦘
أَجْوَدَ النَّاسِ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ، حين يلقاه جبريل، وكان جبريل يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ الْقُرْآنَ، فَلَرَسُولُ اللَّهِ ﷺ حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة.
وعن عبد الله: حدثنا معمر بهذا الإسناد نحوه. وروى أبو هريرة وفاطمة رضي الله عنهما،
عَنِ النَّبِيِّ ﷺ: أن جبريل كان يعارضه القرآن.
[ر: ٦، ٣٤٢٦، ٤٧١٢]


(يعارضه) من المعارضة وهي المقابلة، أي يدارسه جميع ما نزل من القرآن.
٣ ‏/ ١١٧٧
٣٠٤٩ – حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ:
أن عمر بن عبد العزيز أخر العصر شيئا، فقال له عروة: أما أن جبريل قد نزل فصلى أمام رسول الله ﷺ، فقال عمر: اعلم ما تقول يا عروة، قال: سمعت بشير بن أبي مسعود يقول: سمعت أبا مسعود يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يقول: (نزل جبريل فأمني فصليت معه، ثم صليت معه، ثم صليت معه، ثم صليت معه، ثم صليت معه). يحسب بأصابعه خمس صلوات.
[ر: ٤٩٩]


أخرجه مسلم في المساجد ومواضع الصلاة، باب: أوقات الصلوات الخمس، رقم: ٦١٠.
٣ ‏/ ١١٧٨
٣٠٥٠ – حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عدي، عن شعبة، عن حبيب بن أبي ثابت، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه قَالَ:
قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (قال لي جبريل: مَنْ مَاتَ مِنْ أُمَّتِكَ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شيئا دخل الجنة، أو لم يدخل النار). قال: وإن زنى وإن سرق؟ قال: (وإن).
[ر: ٢٢٥٨]
٣ ‏/ ١١٧٨
٣٠٥١ – حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ: حَدَّثَنَا أَبُو الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة رضي الله عنه قَالَ:
قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (الملائكة يتعاقبون، مَلَائِكَةٌ بِاللَّيْلِ وَمَلَائِكَةٌ بِالنَّهَارِ، وَيَجْتَمِعُونَ فِي صَلَاةِ الفجر والعصر، ثم يعرج إليه الذين باتوا فيكم، فيسألهم وهو أعلم، فيقول: كيف تركتم عبادي، فيقولون: تركناهم يصلون، وأتيناهم يصلون).
[ر: ٥٣٠]
٣ ‏/ ١١٧٨
٧ – باب: إذا قال أحدكم: آمين، والملائكة في السماء، فَوَافَقَتْ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ من ذنبه.
٣ ‏/ ١١٧٨
٣٠٥٢ – حدثنا محمد: أخبرنا مخلد: أخبرنا ابن جريج، عن إسماعيل بن أمية:

⦗١١٧٩⦘
أن نافعا حدثه: أن القاسم بن محمد حدثه، عن عائشة رضي الله عنها قالت:
حشوت للنبي ﷺ وسادة فيها تماثيل، كأنها نمرقة، فجاء فقام بين البابين، وجعل يتغير وجهه، فقلت: ما لنا يا رسول الله، قال: (ما بال هذه الوسادة). قالت: وسادة جعلتها لك لتضطجع عليها، قال: (أما علمت أن الملائكة لا تدخل بيتا فيه صورة، وأن من صنع الصورة يعذب يوم القيامة، يقول: أحيوا ما خلقتم).
[ر: ١٩٩٩]


(تماثيل) جمع تمثال، وهو في أصل اللغة الصورة مطلقا، والمراد هنا صورة الحيوان.
٣ ‏/ ١١٧٨
٣٠٥٣ – حَدَّثَنَا ابْنُ مُقَاتِلٍ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ: أَخْبَرَنَا معمر، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الله: أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما يَقُولُ: سَمِعْتُ أبا طلحة يَقُولُ:
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يقول: (لَا تَدْخُلُ الْمَلَائِكَةُ بَيْتًا فِيهِ كَلْبٌ وَلَا صورة تماثيل).


أخرجه مسلم في اللباس والزينة، باب: تحريم تصوير صورة الحيوان ..، رقم: ٢١٠٦.
٣ ‏/ ١١٧٩
٣٠٥٤ – حَدَّثَنَا أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ: أَخْبَرَنَا عَمْرٌو: أن بكير بن الأشج حدثه: أن بسر بن سعيد حدثه: أن زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ رضي الله عنه حدثه، ومع بسر بن سعيد عبيد الله الخولاني، الذي كان في حجر ميمونة رضي الله عنها زوج النبي ﷺ: حدثهما زيد بن خالد: أن أبا طلحة حَدَّثَهُ:
أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قال: (لا تدخل الملائكة بيتا فيه صورة). قال بسر: فمرض زيد بن خالد فعدناه، فإذا نحن في بيته بستر فيه تصاوير، فقلت لعبيد الله الخولاني: ألم يحدثنا في التصاوير؟ فقال: إنه قال: (إلا رقم في ثوب). ألا سمعته؟ قلت: لا، قال: بلى قد ذكره.
[٣١٤٤، ٣٧٨٠، ٥٦٠٥، ٥٦١٣]
(في حجر ميمونة) في حضانتها وتحت وصايتها، لأنه كان ربيبها، أي ابن زوجها. (فعدناه) من العيادة، وهي زيارة المريض. (رقم في ثوب)
الرقم الكتابة والنقش.
٣ ‏/ ١١٧٩
٣٠٥٥ – حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ وهب قال: حدثني عمرو، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ:
وَعَدَ النَّبِيَّ ﷺ جبريل فقال: (إِنَّا لَا نَدْخُلُ بَيْتًا فِيهِ صُورَةٌ وَلَا كلب).
[٥٦١٥]
٣ ‏/ ١١٧٩
٣٠٥٦ – حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ سُمَيٍّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه:
أن رسول اللَّهِ ﷺ قَالَ: (إِذَا قَالَ الْإِمَامُ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ،

⦗١١٨٠⦘
فَقُولُوا: اللَّهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ، فَإِنَّهُ مَنْ وَافَقَ قَوْلُهُ قَوْلَ الْمَلَائِكَةِ، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ).
[ر: ٧٦٣]

٣ ‏/ ١١٧٩
٣٠٥٧ – حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ: حدثنا أَبِي، عَنْ هِلَالِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه،
عن النبي ﷺ قال: (إن أَحَدُكُمْ فِي صَلَاةٍ مَا دَامَتِ الصَّلَاةُ تَحْبِسُهُ، والملائكة تقول: اللهم اغفر له وارحمه، ما لم يقم من صلاته، أو يحدث).
[ر: ٤٣٤]


(من صلاته) من موضع صلاته الذي صلى فيه.
٣ ‏/ ١١٨٠
٣٠٥٨ – حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عن عمرو، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَعْلَى، عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه قَالَ:
سَمِعْتُ النَّبِيَّ ﷺ يقرأ على المنبر: ﴿ونادوا يا مالك﴾. قال سفيان: في قراءة عبد الله: ونادوا يا مال.
[٣٠٩٣، ٤٥٤٢]
أخرجه مسلم في الجمعة، باب: تخفيف الصلاة والخطبة، رقم: ٨٧١. (يا مال) بحذف الكاف منه ترخيما، وهي قراءة شاذة، تعتبر كحديث من حيث الاحتجاج في الفقه واللغة، ولكن لا يقرأ بها في الصلاة، ولا يتعبد بتلاوتها. والقراءة المتواترة: ﴿يا مالك﴾ ومالك اسم أحد الملائكة /الزخرف: ٧٧/.
٣ ‏/ ١١٨٠
٣٠٥٩ – حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وهب قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب قال: حَدَّثَنِي عُرْوَةُ: أَنَّ عَائِشَةَ رضي الله عنها زَوْجَ النَّبِيِّ ﷺ حَدَّثَتْهُ:
أنها قالت للنبي ﷺ: هل أتى عليك يوم أشد من يوم أحد؟ قال: (لقد لقيت من قومك ما لقيت، وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة، إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كلال، فلم يجبني إلى ما أردت، فانطلقت وأنا مهموم على وجهي، فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب، فرفعت رأسي، فإذا أنا بسحابة قد أظلتني، فنظرت فإذا فيها جبريل، فناداني فقال: إن الله قد سمع قول قومك لك، وما ردوا عليك، وقد بعث الله إليك ملك الجبال،

⦗١١٨١⦘
لتأمره بما شئت فيهم، فناداني ملك الجبال، فسلم علي، ثم قال: يا محمد، فقال: ذلك فيما شئت، إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين؟ فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: بَلْ أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده، لا يشرك به شيئا).
[٦٩٥٤]


أخرجه مسلم في الجهاد والسير، باب: ما لقي النبي ﷺ من أذى المشركين والمنافقين، رقم: ١٧٩٥. (ما لقيت) أي لقيت الكثير من الأذى. (يوم العقبة) أي كان ما لاقاه عندها، وقيل: المراد بالعقبة جمرة العقبة التي بمنى، وقيل: مكان مخصوص في الطائف، ولعل هذا أولى. (على وجهي) باتجاه الجهة المواجهة لي. (بقرن الثعالب) اسم موضع بقرب مكة، وأصل القرن كل جبل صغير منقطع من جبل كبير، والثعالب جمع ثعلب وهو الحيوان المشهور، ولعله سمي الموضع بذلك لكثرة الثعالب فيه. (ذلك) أي ذلك كما قال جبريل وكما سمعت منه. (الأخشبين) جبلي مكة أبي قبيس ومقابله قعيقعان، سميا بذلك لصلابتهما وغلظ حجارتهما، يقال: رجل أخشب إذا كان صلب العظام قليل اللحم. (أصلابهم) جمع صلب، وهو كل ظهر له فقار.
٣ ‏/ ١١٨٠
٣٠٦٠ – حدثنا قتيبة: حدثنا أبو عوانة: حدثنا أبو إسحاق الشيباني قال:
سألت زر بن حبيش عن قول الله تعالى: ﴿فكان قاب قوسين أو أدنى. فأوحى إلى عبده ما أوحى﴾. قال: حدثنا ابن مسعود: أنه رأى جبريل، له ستمائة جناح.
[٤٥٧٥، ٤٥٧٦]
أخرجه مسلم في الإيمان، باب: في ذكر سدرة المنتهى، رقم: ١٧٤. (قاب قوسين) قدر قوسين، أو قدر ما بين الوتر والقوس، أو ما بين طرفي القوس. (عبده) محمد ﷺ /النجم: ٩ – ١٠/. (رأى) أي محمد ﷺ.
٣ ‏/ ١١٨١
٣٠٦١ – حدثنا حفص بن عمر: حدثنا شعبة، عن الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ الله رضي الله عنه:
﴿لقد رأى من آيات ربه الكبرى﴾. قال: رأى رفرفا أخضر سد أفق السماء.
[٤٥٧٧]
(آيات) دلائل وعلامات قدرته /النجم: ١٨/. (رفرفا) ثيابا خضرا مبسوطة. (أفق السماء) أطرافها. وانظر مسلم: الإيمان، باب: في ذكر سدرة المنتهى، رقم: ١٧٤.
٣ ‏/ ١١٨١
٣٠٦٢ – حدثنا محمد بن عبد الله بن إسماعيل: حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري، عن ابن عون: أنبأنا الْقَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ:
من زعم أن محمدا رأى ربه فقد أعظم، ولكن قد رأى جبريل في صورته، وخلقه ساد ما بين الأفق.


أخرجه مسلم في الإيمان، باب: معنى قول الله عز جل: ﴿ولقد رأه نزلة أخرى﴾، رقم: ١٧٧. (أعظم) دخل في أمر عظيم. (صورته) هيئته وحقيقته. (خلقه) خلقته التي خلق عليها.
٣ ‏/ ١١٨١
٣٠٦٣ – حدثني محمد بن يوسف: حدثنا أبو أسامة: حدثنا زكرياء بن أبي زائدة، عن ابن الأشوع، عن الشعبي، عن مسروق قال:
قلت لعائشة رضي الله عنها: فأين قوله: ﴿ثم دنا فتدلى. فكان قاب قوسين أو أدنى﴾ قالت: ذاك جبريل، كان يأتيه في صورة الرجل، وإن أتاه هذه المرة في صورته التي هي صورته، فسد الأفق.
[٤٣٣٦، ٤٥٧٤، ٦٩٤٥، ٧٠٩٣]
٣ ‏/ ١١٨١
٣٠٦٤ – حدثنا موسى: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ: حَدَّثَنَا أَبُو رَجَاءٍ، عَنْ سَمُرَةَ قال:
قال النبي ﷺ: (رأيت الليلة رجلين أتياني، قالا: الذي يوقد النار مالك خازن النار، وأنا جبريل، وهذا ميكائيل).
[ر: ٨٠٩]
٣ ‏/ ١١٨٢
٣٠٦٥ – حدثنا مسدد: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال:
قال رسول الله ﷺ: (إِذَا دَعَا الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ إِلَى فِرَاشِهِ فَأَبَتْ، فبات غضبان عليها، لعنتها الملائكة حتى تصبح).
تابعه شعبة، وأبو حمزة، وابن داود، وأبو معاوية، عن الأعمش.
[٤٨٩٧، ٤٨٩٨]
أخرجه مسلم في النكاح، باب: تحريم امتناعها من فراش زوجها، رقم: ١٤٣٦. (إلى فراشه) أي ليجامعها. (فأبت) امتنعت عن إجابته. (اعنتها) دعت الله تعالى أن يطردها من رحمته ويبعدها من جنته، أو يعاقبها عقوبة شديدة.
٣ ‏/ ١١٨٢
٣٠٦٦ – حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ قَالَ: حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: سمعت أبا سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنِي جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما:
أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ ﷺ يقول: (ثم فتر عني الوحي فترة، فَبَيْنَا أَنَا أَمْشِي، سَمِعْتُ صَوْتًا مِنَ السَّمَاءِ فرفعت بصري قبل السَّمَاءِ فَإِذَا الْمَلَكُ الَّذِي جَاءَنِي بِحِرَاءٍ، قَاعِدٌ على كرسي بين السماء والأرض، فجئثت منه، حتى هويت إلى الأرض، فجئت أهلي فقلت: زملوني زملوني، فأنزل الله تعالى: ﴿يا أيها المدثر – إلى فاهجر﴾).
قال أبو سلمة: والرجز: الأوثان.
[ر: ٤]


(فجئثت) رعبت، وفي نسخة (فجثثت) أي سقطت وهويت.
٣ ‏/ ١١٨٢
٣٠٦٧ – حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ: حَدَّثَنَا شعبة، عن قتادة. وَقَالَ لِي خَلِيفَةُ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ: حدثنا ابن عم نبيكم، يعني ابن عباس رضي الله عنهما،
عن النبي ﷺ قال: (رأيت ليلة أسري بي موسى، رجلا آدم، طوالا جعدا، كأنه من رجال شنوءة، ورأيت عيسى رجلا مربوعا، مربوع الخلق

⦗١١٨٣⦘
إلى الحمرة والبياض، سبط الرأس، ورأيت مالكا خازن النار، والدجال، في آيات أراهن الله إياه: ﴿فلا تكن في مرية من لقائه﴾). قال أنس وأبو بَكْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ: (تحرس الملائكة المدينة من الدجال).
[٣٢١٥، ٣٢٣٢، ٤٣٥٤، ٧١٠١]


أخرجه مسلم في الإيمان، باب: الإسراء برسول الله ﷺ، رقم: ١٦٥. (آدم) من الأدمة وهي في الناس السمرة الشديدة. (طوالا) طويلا. (جعدا) غير سبط الشعر، والشعر الجعد هو ما فيه التواء وتقبض. (وقال النووي: وأما الجعد في صفة موسى عليه السلام فالأولى أن يحمل على جعودة الجسم وهي اكتنازه واجتماعه، لا جعودة الشعر. (شنوءة) اسم قبيلة. (مربوعا) لا قصيرا ولا طويلا. (مربوع الخلق) معتدل الخلقة مائلا إلى الحمرة. (سبط الرأس) مسترسل الشعر. (والدجال) أي ورأيت الدجال. (آيات) علامات ودلائل. (إياه) أي النبي ﷺ، ووضع إياه موضع إياي على سبيل الالتفات. (مرية) شك. (لقائه) أي لقاء موسى عليه السلام، وقيل غير ذلك /السجدة: ٢٣/.
٣ ‏/ ١١٨٢
٨ – باب: ما جاء في صفة الجنة وأنها مخلوقة.
قال أبو العالية: ﴿مطهرة﴾ من الحيض والبول والبزاق ﴿كلما رزقوا﴾ أتوا بشيء ثم أتوا بآخر ﴿قالوا هذا الذي رزقنا من قبل﴾ أتينا من قبل ﴿وأتو به متشابها﴾ /البقرة: ٢٥/: يشبه بعضه بعضا ويختلف في الطعوم.
﴿قطوفها﴾ يقطفون كيف شاؤوا ﴿دانية﴾ /الحاقة: ٢٣/: قريبة. ﴿الأرائك﴾ /الكهف: ٣١/ و/يس: ٥٦/: السرر.
وقال الحسن: النضرة في الوجوه والسرور في القلب.
وقال مجاهد: ﴿سلسبيلا﴾ الإنسان أو الدهر: ١٨/: حديدة الجرية. ﴿غول﴾ وجع البطن ﴿ينزفون﴾ /الصافات: ٤٧/: لا تذهب عقولهم.
وقال ابن عباس: ﴿دهاقا﴾ /النبأ: ٣٤/: ممتلئا. ﴿كواعب﴾ /النبأ: ٣٣/: نواهد. الرحيق: الخمر. التنسيم: يعلو شراب أهل الجنة. ﴿ختامه﴾ طينه ﴿مسك﴾ /المطففين: ٢٦/. ﴿نضاختان﴾ /الرحمن: ٦٦/: فياضتان.

⦗١١٨٤⦘
يقال: ﴿موضونة﴾ /الواقعة: ١٥/: منسوجة، منه وضين الناقة.
والكوب: ما لا أذن له ولا عروة، والأباريق: ذوات الآذان والعرى. ﴿عربا﴾ /الواقعة: ٣٧/: مثقلة، واحدها عروب، مثل صبور وصبر، يسميها أهل مكة العربة، وأهل المدينة الغنجة، وأهل العراق الشكلة.
وقال مجاهد: ﴿روح﴾ /الواقعة: ٨٩/: جنة ورخاء، والريحان الرزق، والمنضود الموز. والمخضود الموقر حملا، ويقال أيضا: لا شوك له، والعرب: المحببات إلى أزواجهن. ويقال: ﴿مسكوب﴾ /الواقعة: ٣١/: جار. ﴿وفرش مرفوعة﴾ /الواقعة: ٣٤/: بعضها فوق بعض. ﴿لغوا﴾ باطلا ﴿تأثيما﴾ /الواقعة: ٢٥/: كذبا. ﴿أفنان﴾ /الرحمن: ٤٨/: أغصان. ﴿وجنى الجنتين دان﴾ /الرحمن: ٥٤/: ما يجتنى قريب. ﴿مدهمتان﴾ /الرحمن: ٦٤/: سوداوان من الري.


(النصرة ..) إشارة إلى قوله تعالى: ﴿ولقاهم نضرة وسرورا﴾ /الإنسان: ١١/. (سلسبيلا) سميت بذلك سلسة في الإساغة والمذاق. (حديدة الجرية) شديدة الجريان. (غول) ما يغتال العقل ويذهب به، وقيل غير ذلك. (ينزفون) لا ينفذ شرابهم، أو لا يسكرون. (كواعب) جمع كاعب، وهي الفتاة التي نهد ثدياها، أي برزا وارتفعا. (الرحيق) أجود الخمر، واللفظ وارد في قوله تعالى: ﴿يسقون من رحيق مختوم﴾ /المطففين: ٢٥/. أي ختم على ذلك الشراب، ومنع من أن تمسه الأيدي، إلى أن يفك ختمه الأبرار. (التنسيم) اللفظ وارد في قوله: ﴿ومزاجه من تنسيم﴾ /المطففين: ٢٧/. أي: يخلط بشراب يعلوه يسمى التنسيم، وهو أرفع شراب في الجنة. والتنسيم: مصدر سنم إذا رفع، ومنه سنام البعير لأنه أعلاه. (وضين الناقة) بطان منسوج بعضه على بعض يشد به الرحل عليها. (والكوب ..) يفسر الألفاظ
من قوله تعالى: ﴿بأكواب وأباريق وكأس من معين﴾ /الواقعة: ١٨/. وقوله (عربا مثقلة) أي مضمومة الراء لا مسكنة، والعروب: المتحببة لزوجها المبينة له عن ذلك، أو العاشقة له. /الواقعة: ٣٧/. (المنضود) أي نضد بعضه على بعض من كثرة حمله، هو شرح لقوله تعالى: ﴿وطلح منضود﴾ /الواقعة: ٢٩/: والطلح هو الموز. (المخضود) يفسر اللفظ الوارد في قوله تعالى: ﴿في سدر مخضود﴾ /الواقعة: ٢٨/. (ما يجتنى) أي الثمر. (قريب) يتناوله القائم والقاعد والمضطجع، بدون كلفة.
٣ ‏/ ١١٨٣
٣٠٦٨ – حدثنا أحمد بن يونس: حدثنا الليث بن سعد، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قال:
قال رسول الله ﷺ: (إِذَا مَاتَ أَحَدُكُمْ، فإنه يعرض عليه مقعده بالغداة والعشي، فإن كان من أهل الجنة، وإن كان من أهل النارفمن أهل النار).
[ر: ١٣١٣]
٣ ‏/ ١١٨٤
٣٠٦٩ – حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ: حَدَّثَنَا سَلْمُ بْنُ زَرِيرٍ: حَدَّثَنَا أَبُو رَجَاءٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ،
عن النبي ﷺ قال: (اطَّلَعْتُ فِي الْجَنَّةِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا الْفُقَرَاءَ، وَاطَّلَعْتُ فِي النَّارِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاءَ).
[٤٩٠٢، ٦٠٨٤، ٦١٨٠]

عن معز نوني

متحصّل على شهادة ختم الدروس للمعهد الأعلى لتكوين المعلمين بقفصة دفعة 2000، يعمل حاليًّا أستاذ مدارس إبتدائية

شاهد أيضاً

١ – بَدْءُ الْوَحْيِ.

قَالَ الشَّيْخُ الْإِمَامُ الْحَافِظُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمُغِيرَةِ الْبُخَارِيُّ …