عن النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: (مَا أَنْزَلَ اللَّهُ دَاءً إِلَّا أَنْزَلَ لَهُ شِفَاءً).
(شفاء) الشفاء: البرء من المرض، وهو هنا: ما يكون سبب البرء من المرض، وهو الدواء.
كُنَّا نَغْزُو مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ: نَسْقِي الْقَوْمَ وَنَخْدُمُهُمْ، وَنَرُدُّ الْقَتْلَى وَالْجَرْحَى إلى المدينة.
[ر: ٢٧٢٦].
عن ابن عباس رضي الله عنهما قَالَ: (الشِّفَاءُ فِي ثَلَاثَةٍ: شَرْبَةِ عَسَلٍ، وَشَرْطَةِ مِحْجَمٍ، وكيَّة نَارٍ، وَأَنْهَى أُمَّتِي عَنِ الْكَيِّ). رَفَعَ الْحَدِيثَ.
وَرَوَاهُ القُمِّي، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ: فِي الْعَسَلِ والحجم.
(شرطة) ضربة تقطع العرق وتشقه. (محجم) اسم للآلة التي يشرط بها موضع الحجامة، ويطلق أيضًا على الآلة التي تمص الدم وتجمعه.
(كية نار) أن تحمى حديدة بالنار ويمس بها موضع الألم من الجسم.
(أنهى) نهي كراهة لا نهي تحريم، وحكمة النهي عنه ما فيه من التعذيب والألم الشديد لمظنة الشفاء.
عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: (الشِّفَاءُ فِي ثَلَاثَةٍ: فِي شَرْطَةِ مِحْجَمٍ، أَوْ شَرْبَةِ عَسَلٍ، أَوْ كيَّة بِنَارٍ، وَأَنَا أَنْهَى أُمَّتِي عَنِ الْكَيِّ).
وَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿فِيهِ شفاء للناس﴾ /النحل: ٦٩/.
كَانَ النَّبِيُّ ﷺ يُعْجِبُهُ الْحَلْوَاءُ وَالْعَسَلُ.
[ر: ٤٩١٨].
سَمِعْتُ النَّبِيَّ ﷺ يَقُولُ: (إِنْ كَانَ فِي شَيْءٍ مِنْ أَدْوِيَتِكُمْ – أَوْ: يَكُونُ فِي شَيْءٍ مِنْ أَدْوِيَتِكُمْ – خَيْرٌ، فَفِي شَرْطَةِ مِحْجَمٍ، أَوْ شَرْبَةِ عَسَلٍ، أَوْ لَذْعَةٍ بِنَارٍ تُوَافِقُ الدَّاءَ، وَمَا أحب أن أكتوي).
[٥٣٧٢، ٥٣٧٥، ٥٣٧٧].
(لذعة) إصابة خفيفة. (توافق الداء) متحقق منها أنها تكون سببًا لزوال الداء، لا على سبيل التخمين والتجربة.
أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ ﷺ فَقَالَ: أَخِي يَشْتَكِي بطنه، فقال: (اسقه عسلًا). ثم أتاه الثَّانِيَةَ، فَقَالَ: (اسْقِهِ عَسَلًا). ثُمَّ أَتَاهُ الثَّالِثَةَ فَقَالَ: (اسْقِهِ عَسَلًا). ثُمَّ أَتَاهُ فَقَالَ: قَدْ فَعَلْتُ؟ فَقَالَ: (صَدَقَ اللَّهُ، وَكَذَبَ بَطْنُ أَخِيكَ، اسقه عسلًا). فسقاه فبرأ.
[٥٣٨٦].
(يشتكي بطنه) أي من ألم أصابه بسبب إسهال حصل له. (صدق الله تعالى) إذ قال: ﴿يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس﴾ /النحل: ٦٩/. (كذب بطن أخيك) لم يصلح للشفاء بعد بهذه الكمية التي سقيته إياها.
(فبرأ) شفي من المرض.
أَنَّ نَاسًا كَانَ بِهِمْ سَقَمٌ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ آوِنَا وَأَطْعِمْنَا، فَلَمَّا صحُّوا، قَالُوا: إِنَّ الْمَدِينَةَ وَخِمَةٌ، فَأَنْزَلَهُمُ الحرَّة فِي ذَوْد لَهُ، فَقَالَ: (اشْرَبُوا أَلْبَانَهَا). فَلَمَّا صحُّوا قَتَلُوا رَاعِيَ النَّبِيِّ ﷺ وَاسْتَاقُوا ذَوْده، فَبَعَثَ فِي آثَارِهِمْ، فَقَطَعَ أَيْدِيَهُمْ وَأَرْجُلَهُمْ، وَسَمَرَ أَعْيُنَهُمْ، فَرَأَيْتُ الرَّجُلَ مِنْهُمْ يَكْدِمُ الْأَرْضَ بِلِسَانِهِ حَتَّى يَمُوتَ.
قَالَ سَلَّامٌ: فَبَلَغَنِي أَنَّ الحجَّاج قَالَ لِأَنَسٍ: حَدِّثْنِي بِأَشَدِّ عُقُوبَةٍ عَاقَبَهُ النَّبِيُّ ﷺ، فَحَدَّثَهُ بِهَذَا، فَبَلَغَ الْحَسَنَ فقال: وددت أنه لم يحدثه بهذا.
[ر: ٢٣١].
أن نَاسًا اجْتَوَوْا فِي الْمَدِينَةَ، فَأَمَرَهُمُ النَّبِيُّ ﷺ أَنْ يَلْحَقُوا بِرَاعِيهِ، يَعْنِي الْإِبِلَ، فَيَشْرَبُوا مِنْ أَلْبَانِهَا وَأَبْوَالِهَا، فَلَحِقُوا بِرَاعِيهِ، فَشَرِبُوا مِنْ أَلْبَانِهَا وَأَبْوَالِهَا، حَتَّى صَلَحَتْ أَبْدَانُهُمْ، فَقَتَلُوا الرَّاعِيَ وَسَاقُوا الْإِبِلَ، فَبَلَغَ النَّبِيَّ ﷺ، فَبَعَثَ فِي طَلَبِهِمْ فَجِيءَ بِهِمْ، فَقَطَعَ أَيْدِيَهُمْ وَأَرْجُلَهُمْ، وَسَمَرَ أَعْيُنَهُمْ.
قَالَ قَتَادَةُ: فَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ: أَنَّ ذَلِكَ كان قبل أن تنزل الحدود.
[ر: ٢٣١].
خَرَجْنَا وَمَعَنَا غَالِبُ بْنُ أَبْجَرَ فَمَرِضَ فِي الطَّرِيقِ، فَقَدِمْنَا الْمَدِينَةَ وَهُوَ مَرِيضٌ، فَعَادَهُ ابْنُ أَبِي عَتِيقٍ، فَقَالَ لَنَا: عَلَيْكُمْ بِهَذِهِ الحُبيبة السَّوْدَاءِ، فَخُذُوا مِنْهَا خَمْسًا أَوْ سَبْعًا فَاسْحَقُوهَا، ثُمَّ اقْطُرُوهَا فِي أَنْفِهِ بِقَطَرَاتِ زَيْتٍ، فِي هَذَا الْجَانِبِ وَفِي هَذَا الْجَانِبِ، فَإِنَّ عَائِشَةَ حَدَّثَتْنِي: أَنَّهَا سَمِعَتِ النَّبِيَّ ﷺ يقول: (إن هَذِهِ الحبَّة السَّوْدَاءَ شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ،
⦗٢١٥٤⦘
إِلَّا مِنَ السَّامِ). قُلْتُ: وَمَا السَّامُ؟ قَالَ: الموت.
أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: (فِي الحبَّة السَّوْدَاءِ شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ، إِلَّا السَّامَ).
قَالَ ابْنُ شهاب: والسام الموت، والحبَّة السوداء: الشونيز.
(الشونيز) هو الكمون الذي ذكرته في شرح الحديث السابق.
أَنَّهَا كَانَتْ تَأْمُرُ بِالتَّلْبِينِ لِلْمَرِيضِ وَلِلْمَحْزُونِ عَلَى الْهَالِكِ، وَكَانَتْ تَقُولُ: إِنِّي سَمِعْتُ رسول الله ﷺ يقول: (إِنَّ التَّلْبِينَةَ تُجِمُّ فُؤَادَ الْمَرِيضِ، وَتَذْهَبُ بِبَعْضِ الحُزْن).
أَنَّهَا كَانَتْ تَأْمُرُ بِالتَّلْبِينَةِ وَتَقُولُ: هُوَ البغيض النافع.
[ر: ٥١٠١].
عَنِ النَّبِيِّ ﷺ: احْتَجَمَ وَأَعْطَى الحجَّام أَجْرَهُ، واسْتَعَطَ.
[ر: ١٩٩٧].
(استعط) استعمل السَّعوط وهو الدواء الذي يصب في الأنف.
وَهُوَ الكُسْتُ، مثل الكافور والقافور، مثل (كُشِطَتْ) /التكوير: ١١/ وقُشِطَتْ: نُزِعَتْ، وقرأ عبد الله: قُشِطَتْ.
سَمِعْتُ النَّبِيَّ ﷺ يَقُولُ: (عَلَيْكُمْ بِهَذَا الْعُودِ الْهِنْدِيِّ، فَإِنَّ فِيهِ سَبْعَةَ أَشْفِيَةٍ: يُسْتَعَطُ بِهِ مِنَ العُذْرة، ويُلَدُّ بِهِ مِنْ ذَاتِ الْجَنْبِ). وَدَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ ﷺ بِابْنٍ لِي لَمْ يَأْكُلِ الطَّعَامَ، فَبَالَ عليه، فدعا بماء فَرَشَّ عليه.
[٥٣٨٣، ٥٣٨٥، ٥٣٨٨].
(عليكم) اسم فعل بمعنى خذوا والزموا. (العود الهندي) خشب طيب الرائحة يؤتى به من الهند، قابض، فيه مرارة يسيرة، وقشره كأنه جلد موشى.
(أشفيه) جمع شفاء، أي دواء. (العذرة) وجع في الحلق يهيج من الدم، وقيل: قرحة تخرج بين الأنف والحلق، ولعله ما يسمى الآن بالتهاب اللوزات.
(يلد) من اللدود، وهو ما يصب في أحد جانبي الفم من الدواء. (ذات الجنب) هو ورم الغشاء المستبطن للأضلاع. (لم يأكل الطعام) لم يزل غذاؤه الوحيد حليب أمه. (فرش عليه) المراد بالرش هنا استيعاب المكان بالماء دون سيلان.
وَاحْتَجَمَ أَبُو مُوسَى ليلًا.
احْتَجَمَ النَّبِيُّ ﷺ وَهُوَ صائم.
[ر: ١٧٣٨].
قَالَهُ ابْنُ بُحَينة، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ.
[ر: ١٧١٦].
احْتَجَمَ النَّبِيُّ ﷺ وهو مُحْرِمٌ.
[ر: ١٧٣٨].
أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ أَجْرِ الحجَّام، فَقَالَ: احْتَجَمَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، حَجَمَهُ أَبُو طَيْبَةَ، وَأَعْطَاهُ صَاعَيْنِ مِنْ طَعَامٍ، وكلَّم مَوَالِيَهُ فَخَفَّفُوا عَنْهُ، وَقَالَ: (إِنَّ أَمْثَلَ مَا تَدَاوَيْتُمْ بِهِ الْحِجَامَةُ، وَالْقُسْطُ الْبَحْرِيُّ). وَقَالَ: (لَا تعذِّبوا صِبْيَانَكُمْ بالغَمْزِ مِنَ العُذْرَةِ، وَعَلَيْكُمْ بالقُسْطِ).
[ر: ١٩٩٦].
(القسط البحري) انظر الباب: (١٠). (بالغمز) بالعصر برؤوس الأصابع.
(العذرة) انظر: ٥٣٦٨.
أَنَّ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما: دعا المقنَّع ثُمَّ قَالَ: لَا أَبْرَحُ حَتَّى تَحْتَجِمَ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يقول: (إن فيه شفاء).
[ر: ٥٣٥٩].
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ احْتَجَمَ بِلَحْيِ جَمَلٍ مِنْ طَرِيقِ مَكَّةَ، وَهُوَ مُحْرِمٌ، فِي وَسَطِ رَأْسِهِ.
وَقَالَ الْأَنْصَارِيُّ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ: حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: أن رَسُولَ اللَّهِ ﷺ احْتَجَمَ في رأسه.
[ر: ١٧٣٨، ١٧٣٩].
احْتَجَم النَّبِيُّ ﷺ فِي رَأْسِهِ وَهُوَ مُحْرِمٌ، مِنْ وَجَعٍ كَانَ بِهِ، بِمَاءٍ يُقَالُ لَهُ لحْيُ جَمَلٍ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَوَاءٍ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ
⦗٢١٥٧⦘
ﷺ احْتَجَمَ وَهُوَ مُحْرِمٌ فِي رأسه، من شقيقة كانت به.
[ر: ١٧٣٨].
سَمِعْتُ النَّبِيَّ ﷺ يَقُولُ: (إِنْ كَانَ فِي شَيْءٍ مِنْ أَدْوِيَتِكُمْ خَيْرٌ، فَفِي شَرْبَةِ عَسَلٍ، أَوْ شَرْطَةِ مِحْجَمٍ، أَوْ لَذْعَةٍ مِنْ نَارٍ، وما أحب أن أكتوي).
[ر: ٥٣٥٩].
أَتَى عليَّ النَّبِيُّ ﷺ زَمَنَ الْحُدَيْبِيَةِ، وَأَنَا أُوقِدُ تَحْتَ بُرْمَةٍ، وَالْقَمْلُ يَتَنَاثَرُ عَنْ رَأْسِي، فَقَالَ: (أَيُؤْذِيكَ هوامُّك). قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: (فَاحْلِقْ، وَصُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، أَوْ أَطْعِمْ سِتَّةً، أَوِ انْسُكْ نَسِيكَةً). قَالَ أَيُّوبُ: لَا أَدْرِي بأيتهنَّ بدأ.
[ر: ١٧١٩].
عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: (إِنْ كَانَ فِي شَيْءٍ مِنْ أَدْوِيَتِكُمْ شِفَاءٌ، فَفِي شَرْطَةِ مِحْجَمٍ، أَوْ لَذْعَةٍ بنار، وما أحب أن أكتوي).
[ر: ٥٣٥٩].
لَا رُقية إِلَّا مِنْ عَيْنٍ أَوْ حُمَةٍ. فَذَكَرْتُهُ لِسَعِيدِ بْنِ جُبَير فَقَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَبَّاسٍ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (عُرضت عليَّ الْأُمَمُ، فَجَعَلَ النَّبِيُّ وَالنَّبِيَّانِ يَمُرُّونَ مَعَهُمُ الرَّهْطُ، وَالنَّبِيُّ لَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ، حَتَّى رُفِعَ لِي سَوَادٌ عَظِيمٌ، قُلْتُ: مَا هَذَا؟ أُمَّتِي هذه؟ قيل: هَذَا مُوسَى وَقَوْمُهُ، قِيلَ: انْظُرْ إِلَى الْأُفُقِ، فَإِذَا سَوَادٌ يَمْلَأُ الْأُفُقَ،
⦗٢١٥٨⦘
ثُمَّ قِيلَ لِي: انظر ها هنا وها هنا فِي آفَاقِ السَّمَاءِ، فَإِذَا سَوَادٌ قَدْ مَلَأَ الْأُفُقَ، قِيلَ: هَذِهِ أُمَّتُكَ، وَيَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ هَؤُلَاءِ سَبْعُونَ أَلْفًا بِغَيْرِ حِسَابٍ). ثُمَّ دَخَلَ وَلَمْ يبيِّن لَهُمْ، فَأَفَاضَ الْقَوْمُ، وَقَالُوا: نَحْنُ الَّذِينَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاتَّبَعْنَا رَسُولَهُ، فَنَحْنُ هُمْ، أَوْ أَوْلَادُنَا الَّذِينَ وُلِدُوا فِي الْإِسْلَامِ، فَإِنَّا وُلِدْنَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَبَلَغَ النَّبِيَّ ﷺ فَخَرَجَ، فَقَالَ: (هُمُ الَّذِينَ لَا يَسْتَرْقُونَ، وَلَا يَتَطَيَّرُونَ، وَلَا يَكْتَوُونَ، وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ). فَقَالَ عُكَّاشة بْنُ مِحْصَن: أَمِنْهُمْ أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: (نَعَمْ). فَقَامَ آخَرُ فَقَالَ: أَمِنْهُمْ أَنَا؟ قَالَ: (سَبَقَكَ بِهَا عُكَّاشة).
[ر: ٣٢٢٩].
(حمة) سم العقرب وضرها. (الرهط) ما دون العشرة من الرجال، وقيل: إلى الأربعين. (رفع) ظهر. (ولم يبين لهم) لم يبين لأصحابه من هم السبعون ألفًا. (فأفاض) اندفع بالحديث. (لا يسترقون) لا يفعلون الرُقية، اعتمادًا كليًا على الله عز وجل. (لا يتطيرون) لا يتشاءمون بالطيور. (لا يكتوون) أي لا يتداوون بالكي. (يتوكلون) يفوضون الأمر إليه تعالى وإن تعاطوا الأسباب.
(سبقك بها) سبق إلى الفوز بتلك المنزلة، إذ طلبها مندفعًا وليس مقلدًا.
فِيهِ عَنْ أم عطية.
[ر: ٥٠٢٧].
أَنَّ امْرَأَةً تُوُفِّيَ زَوْجُهَا، فَاشْتَكَتْ عَيْنَهَا، فَذَكَرُوهَا لِلنَّبِيِّ ﷺ وَذَكَرُوا لَهُ الْكُحْلَ، وَأَنَّهُ يُخاف عَلَى عَيْنِهَا، فَقَالَ: (لَقَدْ كَانَتْ إِحْدَاكُنَّ تَمْكُثُ فِي بَيْتِهَا، فِي شَرِّ أَحْلَاسِهَا، أَوْ: فِي أَحْلَاسِهَا فِي شَرِّ بَيْتِهَا، فَإِذَا مَرَّ كلب رمت بعرة، فلا، أربعة أشهر وعشرًا).
[ر: ٥٠٢٥].
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (لَا عَدْوَى وَلَا طيَرة، وَلَا هَامَةَ وَلَا صَفَرَ، وفِرَّ
⦗٢١٥٩⦘
مِنَ الْمَجْذُومِ كَمَا تفرُّ من الأسد).
[٥٣٨٧، ٥٤٢٥، ٥٤٣٧، ٥٤٣٩].
سمعت النبي ﷺ يقول: (الْكَمْأَةُ مِنَ المَنِّ، وَمَاؤُهَا شِفَاءٌ لِلْعَيْنِ). قَالَ شُعبة: وَأَخْبَرَنِي الْحَكَمُ بْنُ عُتيبة، عَنْ الْحَسَنِ العُرَني، عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيث، عَنْ سَعِيدِ بن زَيْدٍ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ. قَالَ شُعبة: لَمَّا حَدَّثَنِي بِهِ الْحَكَمُ لم أنكره من حديث عبد الملك.
[ر: ٤٢٠٨].
أن أبا بكر رضي الله عنه قبَّل النَّبِيَّ ﷺ وَهُوَ ميِّت، قَالَ: وَقَالَتْ عَائِشَةُ: لَدَدْنَاهُ فِي مَرَضِهِ فَجَعَلَ يُشِيرُ إِلَيْنَا: أَنْ لَا تَلُدُّونِي، فَقُلْنَا: كَرَاهِيَةُ الْمَرِيضِ لِلدَّوَاءِ، فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ: (أَلَمْ أَنْهَكُمْ أَنْ تلدُّوني). قُلْنَا: كَرَاهِيَةَ الْمَرِيضِ لِلدَّوَاءِ، فَقَالَ: (لَا يَبْقَى فِي الْبَيْتِ أَحَدٌ إِلَّا لُدَّ وَأَنَا أنظر إلا العباس، فإنه لم يشهدكم).
[ر: ٤١٨٨، ٤١٨٩].
دَخَلْتُ بِابْنٍ لِي عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، وَقَدْ أَعْلَقْتُ عَلَيْهِ مِنَ الْعُذْرَةِ، فَقَالَ: (عَلَى مَا تَدْغَرْنَ أولادكنَّ بِهَذَا العِلاق، عليكنَّ بِهَذَا الْعُودِ الْهِنْدِيِّ، فإنَّ فِيهِ سَبْعَةَ أَشْفِيَةٍ، مِنْهَا ذَاتُ الْجَنْبِ: يُسْعَطُ مِنَ العُذْرة، ويُلَدُّ مِنْ ذَاتِ الْجَنْبِ). فسمعتُ الزُهري
⦗٢١٦٠⦘
يَقُولُ: بيَّن لَنَا اثْنَيْنِ، وَلَمْ يبيِّن لَنَا خَمْسَةً. قُلْتُ لِسُفْيَانَ: فَإِنَّ مَعْمَرًا يَقُولُ: أعْلَقْتُ عَلَيْهِ؟ قَالَ: لَمْ يَحْفَظْ، إِنَّمَا قَالَ: أعْلَقْتُ عَنْهُ، حَفِظْتُهُ مِنْ فِي الزُهري، وَوَصَفَ سُفْيَانُ الْغُلَامَ يُحَنَّكُ بِالْإِصْبَعِ، وَأَدْخَلَ سُفْيَان فِي حَنَكِهِ، إِنَّمَا يَعْنِي رَفْعَ حَنَكِهِ بِإِصْبَعِهِ، وَلَمْ يَقُلْ: أعْلِقُوا عَنْهُ شيئًا.
[ر: ٥٣٦٨].
(تدغرن) من الدغر وهو الرفع. (العلاق) إزالة المعلوق وهي الآفة. (لم يحفظ) أي معمر. (ووصف سفيان ..) غرضه التنبيه على أن الإعلاق هو رفع الحنك، لا تعليق شيء منه، كما يتبادر إلى الذهن.
لَمَّا ثَقُلَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وَاشْتَدَّ وَجَعُهُ، اسْتَأْذَنَ أَزْوَاجَهُ فِي أَنْ يُمَرَّض فِي بَيْتِي، فأذنَّ لَهُ، فَخَرَجَ بَيْنَ رَجُلَيْنِ تخطُّ رِجْلَاهُ فِي الْأَرْضِ، بَيْنَ عَبَّاسٍ وَآخَرَ.
فَأَخْبَرْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، قَالَ: هَلْ تَدْرِي مَنِ الرَّجُلُ الْآخَرُ الَّذِي لَمْ تُسَمِّ عَائِشَةُ؟ قُلْتُ: لَا، قَالَ: هُوَ عَلِيٌّ.
قَالَتْ عَائِشَةُ: فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ بَعْدَ مَا دَخَلَ بَيْتَهَا، وَاشْتَدَّ بِهِ وَجَعُهُ: (هَريقوا عليَّ مِنْ سَبْعِ قِرَب لَمْ تُحْلَلْ أوكيتهنَّ، لَعَلِّي أَعْهَدُ إِلَى النَّاسِ). قَالَتْ: فَأَجْلَسْنَاهُ فِي مِخْضَبٍ لِحَفْصَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ ﷺ، ثُمَّ طَفِقْنَا نَصُبُّ عَلَيْهِ مِنْ تِلْكَ الْقِرَبِ، حَتَّى جَعَلَ يُشِيرُ إِلَيْنَا: (أَنْ قَدْ فَعَلْتُنَّ). قَالَتْ: وَخَرَجَ إلى الناس، فصلى لهم وخطبهم.
[ر: ١٩٥].
أَنَّهَا أَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ بِابْنٍ لَهَا قَدْ أَعْلَقَتْ عَلَيْهِ مِنَ العُذْرة، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (عَلَى مَا تَدْغَرْنَ أولادكنَّ بِهَذَا العِلاق، عليكنَّ بِهَذَا الْعُودِ الْهِنْدِيِّ، فَإِنَّ فِيهِ سَبْعَةَ أَشْفِيَةٍ، مِنْهَا ذَاتُ الْجَنْبِ). يُرِيدُ الكُسْت، وهو
⦗٢١٦١⦘
العود الهندي، وقال يونس وإسحق بن راشد، عن الزُهري: عَلَّقَتْ عليه.
[ر: ٥٣٦٨].
جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ فَقَالَ: إِنَّ أَخِي اسْتَطْلَقَ بَطْنُهُ، فَقَالَ: (اسْقِهِ عَسَلًا). فَسَقَاهُ فَقَالَ: إِنِّي سَقَيْتُهُ فَلَمْ يَزِدْهُ إِلَّا اسْتِطْلَاقًا، فَقَالَ: (صَدَقَ اللَّهُ وَكَذَبَ بَطْنُ أَخِيكَ). تابعه النضر، عن شُعبة.
[ر: ٥٣٦٠].
إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: (لَا عَدْوَى وَلَا صَفَرَ وَلَا هَامَةَ). فَقَالَ أَعْرَابِيٌّ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَمَا بَالُ إِبِلِي، تَكُونُ فِي الرَّمْلِ كَأَنَّهَا الظِّبَاءُ، فَيَأْتِي الْبَعِيرُ الْأَجْرَبُ فَيَدْخُلُ بَيْنَهَا فَيُجْرِبُهَا؟ فَقَالَ: (فَمَنْ أَعْدَى الْأَوَّلَ). رَوَاهُ الزُهري، عَنْ أبي سلمة، وسنان بن أبي سنان.
[ر: ٥٣٨٠].
(الرمل) هو التراب وفتات الصخر، ولعل المراد هنا البرية والصحراء.
(كأنها الظباء) في النشاط والقوة، جمع ظبي وهو الغزال. (الأجرب) المصاب بالجرب.
أَنَّهَا أَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ بِابْنٍ لَهَا قَدْ عَلَّقَتْ عَلَيْهِ مِنَ الْعُذْرَةِ، فَقَالَ: (اتَّقُوا الله، على ما تَدْغَرْنَ أولادكنَّ بِهَذِهِ الْأَعْلَاقِ، عَلَيْكُمْ بِهَذَا الْعُودِ الْهِنْدِيِّ، فَإِنَّ فِيهِ سَبْعَةَ أَشْفِيَةٍ، مِنْهَا ذَاتُ الْجَنْبِ). يُرِيدُ الكُسْت، يعني القُسْط. قال: وهي لغة.
[ر: ٥٣٦٨].
وَقَالَ عبَّاد بْنُ مَنْصُورٍ، عَنْ أيوب، عن أبي قلابة، عن أنس بن مَالِكٍ قَالَ:
أَذِنَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ لِأَهْلِ بَيْتٍ مِنَ الْأَنْصَارِ أَنْ يَرْقُوا مِنَ الحُمَةِ والأذُنِ.
قَالَ أَنَسٌ: كُويت مِنْ ذَاتِ الْجَنْبِ، وَرَسُولُ اللَّهِ ﷺ حَيٌّ، وَشَهِدَنِي أَبُو طَلْحَةَ وَأَنَسُ بْنُ النَّضْرِ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ، وَأَبُو طَلْحَةَ كواني.
لَمَّا كُسرت عَلَى رَأْسَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ الْبَيْضَةُ، وَأُدْمِيَ وَجْهُهُ، وكُسرت رَبَاعيته، وَكَانَ عليٌّ يَخْتَلِفُ بِالْمَاءِ فِي المِجَنِّ، وَجَاءَتْ فَاطِمَةُ تَغْسِلُ عَنْ وَجْهِهِ الدَّمَ، فَلَمَّا رَأَتْ فَاطِمَةُ عليها السلام الدَّمَ يَزِيدُ عَلَى الْمَاءِ كَثْرَةً، عَمَدَتْ إِلَى حَصِيرٍ فَأَحْرَقَتْهَا، وَأَلْصَقَتْهَا عَلَى جُرْحِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فَرَقَأَ الدَّمُ.
[ر: ٢٤٠].
عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: (الْحُمَّى مِنْ فَيْحِ جهنم، فأطفئوها بالماء). وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ يَقُولُ: اكْشِفْ عَنَّا الرِّجز.
[ر: ٣٠٩١].
أَنَّ أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما: كَانَتْ إِذَا أتِيَتْ بِالْمَرْأَةِ قَدْ حُمَّت تَدْعُو لَهَا، أَخَذَتِ الْمَاءَ، فصبَّته بَيْنَهَا وَبَيْنَ جَيْبِهَا. وقالت: كان رسول الله ﷺ يأمرنا أن نَبْرُدَهَا بالماء.
(حمت) أصابتها الحمى، وهي مرض يرافقه ارتفاع في حرارة الجسم.
(جيبها) هو شق الثوب من ناحية العنق.
[ر: ٣٠٩٠].
سَمِعْتُ النَّبِيَّ ﷺ يَقُولُ: (الْحُمَّى مِنْ فوح جهنم، فابردوها بالماء).
[ر: ٣٠٨٩].
(فوح) الفيح والفوح والفور بمعنى واحد، وهو شدة حرها ولهبها وانتشارها.
أنَّ نَاسًا، أَوْ رِجَالًا، مِنْ عُكْل وعُرَينة، قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ وَتَكَلَّمُوا بِالْإِسْلَامِ، وَقَالُوا: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، إِنَّا كُنَّا أَهْلَ ضَرْعٍ، وَلَمْ نَكُنْ أَهْلَ رِيفٍ، وَاسْتَوْخَمُوا الْمَدِينَةَ، فَأَمَرَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ بذَوْد وَبِرَاعٍ، وَأَمَرَهُمْ أَنْ يَخْرُجُوا فِيهِ، فَيَشْرَبُوا مِنْ أَلْبَانِهَا وَأَبْوَالِهَا، فَانْطَلَقُوا حَتَّى كَانُوا نَاحِيَةَ الحرَّة، كَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ، وَقَتَلُوا رَاعِيَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ وَاسْتَاقُوا الذَوْد، فَبَلَغَ النَّبِيَّ ﷺ، فَبَعَثَ الطَّلَبَ فِي آثَارِهِمْ، وَأَمَرَ بِهِمْ فَسَمَرُوا أَعْيُنَهُمْ وَقَطَعُوا أَيْدِيَهُمْ، وتُركوا فِي نَاحِيَةِ الحرَّة، حتى ماتوا على حالهم.
[ر: ٢٣١].
عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: (إِذَا سَمِعْتُمْ بِالطَّاعُونِ بِأَرْضٍ فَلَا تَدْخُلُوهَا، وَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا فَلَا تَخْرُجُوا مِنْهَا). فَقُلْتُ: أَنْتَ سَمِعْتَهُ يحدِّث سَعْدًا وَلَا ينكره؟ قال: نعم.
[ر: ٣٢٨٦].
⦗٢١٦٤⦘
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ:
أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه خَرَجَ إِلَى الشَّامِ، حَتَّى إِذَا كَانَ بسَرْغ لَقِيَهُ أُمَرَاءُ الْأَجْنَادِ، أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ وَأَصْحَابُهُ، فَأَخْبَرُوهُ أَنَّ الْوَبَاءَ قَدْ وَقَعَ بِأَرْضِ الشَّأْمِ. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَقَالَ عُمَرُ: ادْعُ لِي الْمُهَاجِرِينَ الْأَوَّلِينَ، فَدَعَاهُمْ فَاسْتَشَارَهُمْ، وَأَخْبَرَهُمْ أَنَّ الْوَبَاءَ قَدْ وَقَعَ بِالشَّأْمِ، فَاخْتَلَفُوا، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: قَدْ خَرَجْتَ لِأَمْرٍ، وَلَا نَرَى أَنْ تَرْجِعَ عَنْهُ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: مَعَكَ بَقِيَّةُ النَّاسِ وَأَصْحَابُ رسول الله ﷺ، ولا نَرَى أَنْ تُقْدِمَهُمْ عَلَى هَذَا الْوَبَاءِ، فَقَالَ: ارتفعوا عني، ثم قال: ادع لِي الْأَنْصَارَ، فَدَعَوْتُهُمْ فَاسْتَشَارَهُمْ، فَسَلَكُوا سَبِيلَ الْمُهَاجِرِينَ، وَاخْتَلَفُوا كَاخْتِلَافِهِمْ، فَقَالَ: ارْتَفِعُوا عَنِّي، ثُمَّ قَالَ: ادْعُ لِي مَنْ كَانَ هَا هُنَا مِنْ مَشْيَخَةِ قُرَيْشٍ مِنْ مُهَاجِرَةِ الْفَتْحِ، فَدَعَوْتُهُمْ، فَلَمْ يَخْتَلِفْ مِنْهُمْ عَلَيْهِ رَجُلَانِ، فَقَالُوا: نَرَى أَنْ تَرْجِعَ بِالنَّاسِ وَلَا تُقْدِمَهُمْ عَلَى هَذَا الْوَبَاءِ، فَنَادَى عُمَرُ فِي النَّاسِ: إِنِّي مُصَبِّحٌ عَلَى ظَهْرٍ فأصْبِحُوا عَلَيْهِ. قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ: أَفِرَارًا مِنْ قَدَرِ اللَّهِ؟ فَقَالَ عُمَرُ: لَوْ غَيْرُكَ قَالَهَا يَا أَبَا عُبَيْدَةَ؟! نَعَمْ نَفِرُّ مِنْ قَدَرِ اللَّهِ إِلَى قَدَرِ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ لَوْ كَانَ لَكَ إِبِلٌ هَبَطَتْ وَادِيًا لَهُ عُدْوَتَانِ، إِحْدَاهُمَا خَصِبَةٌ، وَالْأُخْرَى جَدْبَةٌ، أَلَيْسَ إِنْ رَعَيْتَ الْخَصْبَةَ رَعَيْتَهَا بِقَدَرِ اللَّهِ، وَإِنْ رَعَيْتَ الْجَدْبَةَ رَعَيْتَهَا بِقَدَرِ اللَّهِ؟ قَالَ: فَجَاءَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، وَكَانَ متغيِّبًا فِي بَعْضِ حَاجَتِهِ، فَقَالَ: إِنَّ عِنْدِي فِي هَذَا عِلْمًا، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: (إِذَا سَمِعْتُمْ بِهِ بِأَرْضٍ فَلَا تَقْدَمُوا عَلَيْهِ، وَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا فَلَا تَخْرُجُوا فِرَارًا مِنْهُ). قَالَ: فَحَمِدَ اللهَ عمرُ ثم انصرف.
[٦٥٧٢].
(بسرغ) قرية في طريق الشام مما يلي الحجاز. (الأجناد) أي الجند.
(الوباء) المرض العام وهو الطاعون. (بقية الناس) أي بقية الصحابة، وسماهم الناس تعظيمًا لهم. (ارتفعوا عني) قوموا واذهبوا عني. (فسلكوا سبيل المهاجرين) مشوا على طريقتهم فيما قالوه. (مشيخة قريش) شيوخهم أي كبارهم في السن. (مهاجرة الفتح) الذين هاجروا إلى المدينة عام الفتح.
(مصبح على ظهر) مسافر في الصباح. (لو غيرك) ممن ليس في منزلتك.
(قالها) قال هذه المقالة أي لأدبته. أو: لم أتعجب منه. (هبطت) نزلت.
(عدوتان) طرفان، والعدوة طرف الوادي المرتفع منه. (خصبة) ذات عشب كثير. (جدبة) قليلة العشب والمرعى. (به) بوجود الطاعون. (فحمد الله) على موافقة اجتهاده واجتهاد كثير من الصحابة لحديث رَسُولِ اللَّهِ ﷺ.
أَنَّ عُمَرَ خَرَجَ إِلَى الشَّأْمِ، فَلَمَّا كَانَ بسَرْغ بَلَغَهُ أَنَّ الْوَبَاءَ قَدْ وَقَعَ بِالشَّأْمِ، فَأَخْبَرَهُ
⦗٢١٦٥⦘
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ: أَنّ رسول الله ﷺ قال: (إِذَا سَمِعْتُمْ بِهِ بِأَرْضٍ فَلَا تَقْدَمُوا عَلَيْهِ، وَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا، فَلَا تَخْرُجُوا فرارًا منه).
قال رسول الله ﷺ: (لَا يَدْخُلُ الْمَدِينَةَ المَسِيحُ، ولا الطاعون).
[ر: ١٧٨١].
قال رسول الله ﷺ: (الطاعون شهادة لكل مسلم).
[ر: ٢٦٧٥].
عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: (الْمَبْطُونُ شهيد، والمطعون شهيد).
[ر: ٦٢٤].
أَنَّهَا سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ عَنِ الطَّاعُونِ، فَأَخْبَرَهَا نَبِيُّ اللَّهِ ﷺ أَنَّهُ: (كَانَ عَذَابًا يَبْعَثُهُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ، فَجَعَلَهُ اللَّهُ رَحْمَةً لِلْمُؤْمِنِينَ، فَلَيْسَ مِنْ عَبْدٍ يَقَعُ الطَّاعُونُ، فَيَمْكُثُ فِي بَلَدِهِ صَابِرًا، يَعْلَمُ أَنَّهُ لَنْ يصيبه إلا ما كتب الله له، إلا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ الشَّهِيدِ). تَابَعَهُ النَّضْرُ، عن داود.
[ر: ٣٢٨٧].
أن النبي ﷺ كان ينفث على نفسه في الْمَرَضِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ بالمعوِّذات، فَلَمَّا ثَقُلَ كُنْتُ أَنْفِثُ عَلَيْهِ بِهِنَّ، وَأَمْسَحُ بِيَدِ نَفْسِهِ لِبَرَكَتِهَا.
فَسَأَلْتُ الزُهري: كَيْفَ يَنْفِثُ؟ قَالَ: كَانَ يَنْفِثُ عَلَى يَدَيْهِ، ثُمَّ يَمْسَحُ بِهِمَا وَجْهَهُ.
[ر: ٤١٧٥].
وَيُذْكَرُ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ.
[ر: ٥٤٠٥].
أَنَّ نَاسًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ ﷺ أَتَوْا عَلَى حَيٍّ مِنْ أَحْيَاءِ الْعَرَبِ فَلَمْ يَقْرُوهُمْ، فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ، إِذْ لُدغ سَيِّدُ أُولَئِكَ، فَقَالُوا: هَلْ مَعَكُمْ مِنْ دَوَاءٍ أَوْ رَاقٍ؟ فَقَالُوا: إِنَّكُمْ لَمْ تَقْرُونَا، وَلَا نَفْعَلُ حَتَّى تَجْعَلُوا لَنَا جُعْلًا، فَجَعَلُوا لَهُمْ قَطِيعًا مِنَ الشَّاءِ، فَجَعَلَ يَقْرَأُ بأمِّ الْقُرْآنِ، وَيَجْمَعُ بُزَاقَهُ وَيَتْفِلُ، فَبَرَأَ فَأَتَوْا بِالشَّاءِ، فَقَالُوا: لَا نَأْخُذُهُ حَتَّى نَسْأَلَ النَّبِيَّ ﷺ فَسَأَلُوهُ فَضَحِكَ وَقَالَ: (وَمَا أَدْرَاكَ أَنَّهَا رُقْيَةٌ، خُذُوهَا وَاضْرِبُوا لِي بِسَهْمٍ).
[ر: ٢١٥٦].
أَنَّ نَفَرًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ ﷺ مَرُّوا بِمَاءٍ، فِيهِمْ لَدِيغٌ أَوْ سَلِيمٌ، فَعَرَضَ لَهُمْ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْمَاءِ، فَقَالَ: هَلْ فِيكُمْ مِنْ رَاقٍ، إِنَّ فِي الْمَاءِ رَجُلًا لَدِيغًا أَوْ سَلِيمًا، فَانْطَلَقَ رَجُلٌ مِنْهُمْ، فَقَرَأَ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ عَلَى شَاءٍ، فَبَرَأَ، فَجَاءَ بِالشَّاءِ إِلَى أَصْحَابِهِ، فَكَرِهُوا ذَلِكَ وَقَالُوا: أَخَذْتَ عَلَى كِتَابِ اللَّهِ أَجْرًا، حَتَّى قَدِمُوا الْمَدِينَةَ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَخَذَ عَلَى كِتَابِ اللَّهِ أَجْرًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (إِنَّ أَحَقُّ مَا أَخَذْتُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا كِتَابُ اللَّهِ).
(أحق) أولى.
أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، أَوْ:
⦗٢١٦٧⦘
أَمَرَ، أَنْ يُسترقى مِنَ العين.
(يسترقى من العين) تطلب الرقية بسبب إصابة العين، هي: أن يتعجب العائن من شيء فيصيب الشيء المتعجب منه ضرر بذلك.
أن النبي ﷺ رَأَى فِي بَيْتِهَا جَارِيَةً فِي وَجْهِهَا سَفْعَةٌ، فَقَالَ: (اسْتَرْقُوا لَهَا، فَإِنَّ بِهَا النَّظْرَةَ).
وَقَالَ عُقَيْلٌ: عَنْ الزُهري: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ، عَنِ النبي ﷺ. تَابَعَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَالِمٍ، عَنْ الزُّبَيْدِيِّ.
(جارية) بنت صغيرة، أو أمة مملوكة. (سفعة) صفرة وشحوبًا. (النظرة) أي أصابتها العين.
عن النبي ﷺ قال: (العين حق). ونهى عن الوشم.
[٥٦٠٠].
(العين حق) أي الإصابة بها ثابتة موجودة، ولها تأثير في النفوس.
(الوشم) هو غرز الإبرة أو نحوها في الجلد، ثم حشوا المكان بالكحل ونحوه، فينحصر ولا يزول أبدًا.
رخَّص النَّبِيُّ ﷺ فِي الرقية من كل ذي حُمَة.
(حمة) هي إبرة العقرب ونحوه من ذوات السموم، أو السم نفسه.
دَخَلْتُ أَنَا وَثَابِتٌ عَلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، فَقَالَ ثَابِتٌ: يَا أَبَا حَمْزَةَ، اشتكيتُ، فَقَالَ أَنَسٌ: أَلَا أَرْقِيكَ بِرُقْيَةِ
⦗٢١٦٨⦘
رَسُولِ اللَّهِ ﷺ؟ قَالَ: بَلَى، قَالَ: (اللَّهُمَّ رَبَّ النَّاسِ، مُذْهِبَ الْبَاسِ، اشْفِ أَنْتَ الشَّافِي، لَا شَافِيَ إِلَّا أَنْتَ، شِفَاءً لا يغادر سقمًا).
أن النبي ﷺ كَانَ يعوِّذ بَعْضَ أَهْلِهِ، يَمْسَحُ بِيَدِهِ الْيُمْنَى وَيَقُولُ: (اللَّهُمَّ رَبَّ النَّاسِ أَذْهِبْ الْبَاسَ، اشْفِهِ وَأَنْتَ الشَّافِي، لَا شِفَاءَ إِلَّا شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لَا يُغَادِرُ سَقَمًا).
قَالَ سُفْيَانُ: حَدَّثْتُ بِهِ مَنْصُورًا فَحَدَّثَنِي، عَنْ إبراهيم، عن مسروق، عن عائشة نحوه.
أَنّ رسول الله ﷺ كان يَرْقِي يَقُولُ: (امْسَحْ الْبَاسَ رَبَّ النَّاسِ، بِيَدِكَ الشفاء، لا كاشف له إلا أنت).
[ر: ٥٣٥١].
أَنّ النَّبِيَّ ﷺ كَانَ يَقُولُ لِلْمَرِيضِ: (بِسْمِ اللَّهِ، تُرْبَةُ أَرْضِنَا، بِرِيقَة بَعْضِنَا، يُشفى سقيمنا، بإذن ربنا).
كَانَ النَّبِيُّ ﷺ يَقُولُ فِي الرُّقْيَةِ: (تُرْبَةُ أَرْضِنَا، وَرِيقَةُ بَعْضِنَا، يُشفى سَقِيمُنَا، بِإِذْنِ رَبِّنَا).
سَمِعْتُ النَّبِيَّ ﷺ يَقُولُ: (الرُّؤْيَا مِنَ اللَّهِ، وَالْحُلْمُ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَإِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ شَيْئًا يَكْرَهُهُ فَلْيَنْفِثْ حِينَ يَسْتَيْقِظُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ويتعوَّذ مِنْ شَرِّهَا، فَإِنَّهَا لَا تَضُرُّهُ). وَقَالَ أَبُو سَلَمَةَ: وَإِنْ كُنْتُ لَأَرَى الرُّؤْيَا أَثْقَلَ عَلَيَّ مِنَ الْجَبَلِ، فَمَا هُوَ إِلَّا أَنْ سمعت هذا الحديث فما أباليها.
[ر: ٣١١٨].
(فلينفث) يبصق بصاقًا خفيفًا عن يساره، وقيل هو البصاق بلا ريق، يفعل ذلك، طردًا للشيطان واحتقارًا له واستقذارًا منه. (فما أباليها) أي لا أكترث بالرؤيا التي يتوقع منها الشر، لتحصني بما يحفظني منه.
كان رسول الله ﷺ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ، نَفَثَ فِي كَفَّيْهِ بـ ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أحد﴾ وبالمعوِّذتين جَمِيعًا، ثُمَّ يَمْسَحُ بِهِمَا وَجْهَهُ، وَمَا بَلَغَتْ يَدَاهُ مِنْ جَسَدِهِ، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَلَمَّا اشْتَكَى كَانَ يَأْمُرُنِي أَنْ أَفْعَلَ ذَلِكَ بِهِ. قَالَ يُونُسُ: كُنْتُ أَرَى ابْنَ شِهَابٍ يَصْنَعُ ذَلِكَ إذا أتى إلى فراشه.
[ر: ٤١٧٥].
أَنَّ رَهْطًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ انْطَلَقُوا فِي سَفْرَةٍ سَافَرُوهَا، حَتَّى نَزَلُوا بِحَيٍّ مِنْ أَحْيَاءِ الْعَرَبِ، فَاسْتَضَافُوهُمْ فَأَبَوْا أَنْ يضيِّفوهم، فلُدغ سَيِّدُ ذَلِكَ الْحَيِّ، فَسَعَوْا لَهُ بِكُلِّ شَيْءٍ لَا يَنْفَعُهُ شَيْءٌ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَوْ أَتَيْتُمْ هَؤُلَاءِ الرَّهْطَ الَّذِينَ قَدْ نَزَلُوا بِكُمْ، لَعَلَّهُ أَنْ يَكُونَ عِنْدَ بَعْضِهِمْ شَيْءٌ، فَأَتَوْهُمْ فَقَالُوا: يَا أَيُّهَا الرَّهْطُ، إِنَّ سَيِّدَنَا لُدغ، فَسَعَيْنَا لَهُ بِكُلِّ شَيْءٍ لَا يَنْفَعُهُ شَيْءٌ، فَهَلْ عِنْدَ أَحَدٍ مِنْكُمْ شَيْءٌ؟ فَقَالَ بَعْضُهُمْ: نَعَمْ، وَاللَّهِ إِنِّي لَرَاقٍ، وَلَكِنْ وَاللَّهِ لَقَدِ اسْتَضَفْنَاكُمْ فَلَمْ تضيِّفونا، فَمَا أَنَا بِرَاقٍ لَكُمْ حَتَّى تَجْعَلُوا لَنَا جُعْلًا، فَصَالَحُوهُمْ عَلَى قَطِيعٍ مِنَ الْغَنَمِ، فَانْطَلَقَ فَجَعَلَ يَتْفُلُ وَيَقْرَأُ: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العالمين﴾. حَتَّى لَكَأَنَّمَا نُشِطَ مِنْ عِقَال، فَانْطَلَقَ يَمْشِي مَا بِهِ قَلَبَةٌ، قَالَ: فَأَوْفَوْهُمْ جُعْلَهُمُ الَّذِي صَالَحُوهُمْ عَلَيْهِ،
⦗٢١٧٠⦘
فَقَالَ بَعْضُهُمْ: اقْسِمُوا، فَقَالَ الَّذِي رَقَى: لَا تَفْعَلُوا حَتَّى نَأْتِيَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ فَنَذْكُرَ لَهُ الَّذِي كَانَ، فَنَنْظُرَ مَا يَأْمُرُنَا، فَقَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَذَكَرُوا لَهُ، فَقَالَ: (وَمَا يُدْرِيكَ أَنَّهَا رُقْيَةٌ؟ أَصَبْتُمُ، اقْسِمُوا واضربوا لي معكم بسهم).
[ر: ٢١٥٦].
كَانَ النَّبِيُّ ﷺ يعوِّذ بَعْضَهُمْ، يَمْسَحُهُ بِيَمِينِهِ: (أَذْهِبْ الْبَاسَ رَبَّ النَّاسِ، وَاشْفِ أَنْتَ الشَّافِي، لَا شِفَاءَ إِلَّا شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لَا يُغَادِرُ سَقَمًا). فَذَكَرْتُهُ لِمَنْصُورٍ فَحَدَّثَنِي، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ بِنَحْوِهِ.
[ر: ٥٣٥١].
أن النبي ﷺ كان ينفث على نَفْسِهِ فِي مَرَضِهِ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ بالمعوِّذات، فَلَمَّا ثَقُلَ كُنْتُ أَنَا أَنْفِثُ عَلَيْهِ بِهِنَّ، فَأَمْسَحُ بِيَدِ نَفْسِهِ لِبَرَكَتِهَا. فَسَأَلْتُ ابْنَ شِهَابٍ: كَيْفَ كَانَ يَنْفِثُ؟ قَالَ: يَنْفِثُ عَلَى يَدَيْهِ ثم يمسح بهما وجهه.
[ر: ٤١٧٥].
خَرَجَ عَلَيْنَا النَّبِيُّ ﷺ يَوْمًا فَقَالَ: (عُرضت عليَّ الْأُمَمُ، فَجَعَلَ يَمُرُّ النَّبِيُّ مَعَهُ الرَّجُلُ، وَالنَّبِيُّ مَعَهُ الرَّجُلَانِ، وَالنَّبِيُّ مَعَهُ الرَّهْطُ، وَالنَّبِيُّ لَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ، وَرَأَيْتُ سَوَادًا كَثِيرًا سدَّ الْأُفُقَ، فَرَجَوْتُ أَنْ يكون أُمَّتِي، فَقِيلَ: هَذَا مُوسَى وَقَوْمُهُ، ثُمَّ قِيلَ لِي: انْظُرْ، فَرَأَيْتُ سَوَادًا كَثِيرًا سدَّ الْأُفُقَ، فَقِيلَ لِي: انْظُرْ هَكَذَا وَهَكَذَا، فَرَأَيْتُ سَوَادًا كَثِيرًا سدَّ الْأُفُقَ، فَقِيلَ: هَؤُلَاءِ أُمَّتُكَ، وَمَعَ هَؤُلَاءِ سَبْعُونَ أَلْفًا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ). فَتَفَرَّقَ النَّاسُ وَلَمْ يبيِّن لَهُمْ، فَتَذَاكَرَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ ﷺ فَقَالُوا: أَمَّا نَحْنُ فَوُلِدْنَا فِي الشِّرْكِ، وَلَكِنَّا آمَنَّا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَلَكِنْ هَؤُلَاءِ هُمْ أَبْنَاؤُنَا، فَبَلَغَ النَّبِيَّ
⦗٢١٧١⦘
ﷺ فَقَالَ: (هُمُ الَّذِينَ لَا يتطيَّرون، وَلَا يَسْتَرْقُونَ، وَلَا يَكْتَوُونَ، وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ). فَقَامَ عُكَّاشة بْنُ مِحْصَن فَقَالَ: أَمِنْهُمْ أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: (نَعَمْ). فَقَامَ آخَرُ فَقَالَ: أَمِنْهُمْ أَنَا؟ فَقَالَ: (سَبَقَكَ بها عُكَّاشة).
[ر: ٣٢٢٩].
أن رسول اللَّهِ ﷺ قَالَ: (لَا عَدْوَى وَلَا طِيَرَةَ، وَالشُّؤْمُ فِي ثلاث: في المرأة، والدار، والدابة).
[ر: ١٩٩٣].
(طيرة) تشاؤم بالطير، فقد كان أحدهم إذا كان له أمر: فرأى طيرًا طار يمنة استبشر واستمر بأمره، وإن رآه طار يسرة تشاءم به ورجع. وتطلق على التشاؤم مطلقًا. (والشؤم في ثلاث) في رواية للبخاري ومسلم: (إن كان الشؤم في شيء ..) وهي تبين المراد من الحديث، وقد تقدمت.
سَمِعْتُ رسول الله ﷺ يقول: (لَا طِيَرَةَ، وَخَيْرُهَا الْفَأْلُ). قَالُوا: وَمَا الْفَأْلُ؟ قال: (الكلمة الصالحة يسمعها أحدكم).
[٥٤٢٣].
(خيرها الفأل) أي خير الطيرة – على زعمهم أن لها أثرًا – أن يتفاءل، أي يتوقع الخير في الأمور.
قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (لَا طِيَرَةَ، وَخَيْرُهَا الْفَأْلُ). قَالُوا: وَمَا الْفَأْلُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: (الْكَلِمَةُ الصَّالِحَةُ يَسْمَعُهَا أحدكم).
[ر: ٥٤٢٢].
عن النبي ﷺ قَالَ: (لَا عَدْوَى وَلَا طِيَرَةَ، وَيُعْجِبُنِي الْفَأْلُ الصَّالِحُ: الْكَلِمَةُ الْحَسَنَةُ).
[٥٤٤٠].
⦗٢١٧٢⦘
عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه:
عن النبي ﷺ قال: (لا عَدْوَى وَلَا طِيَرَةَ، وَلَا هَامَةَ وَلَا صَفَرَ).
[ر: ٥٣٨٠].
أن رسول الله ﷺ قَضَى فِي امْرَأَتَيْنِ مِنْ هُذَيْلٍ اقْتَتَلَتَا، فَرَمَتْ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى بِحَجَرٍ، فَأَصَابَ بَطْنَهَا وَهِيَ حَامِلٌ، فَقَتَلَتْ وَلَدَهَا الَّذِي فِي بَطْنِهَا، فَاخْتَصَمُوا إِلَى النَّبِيِّ ﷺ، فَقَضَى: أنَّ دِيَةَ مَا فِي بَطْنِهَا غُرَّةٌ، عَبْدٌ أَوْ أَمَةٌ، فَقَالَ وَلِيُّ الْمَرْأَةِ الَّتِي غَرِمَتْ: كَيْفَ أَغْرَمُ، يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ لَا شَرِبَ وَلَا أَكَلَ، وَلَا نَطَقَ وَلَا استهلَّ، فَمِثْلُ ذلك بطل. فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (إِنَّمَا هذا من إخوان الكهَّان).
(غرة) هو في الأصل بياض الوجه، عبر به عن الجسم الذي يدفع دية عن الجنين إذا سقط ميتًا، إطلاقًا للجزء على الكل. (أمة) مملوكة. (استهل) صاح عند الولادة. (بطل) من البطلان، وفي رواية (يطل) يهدر ولا يطالب بديته.
(هذا) إشارة إلى ولي المرأة حمل بن مالك بن النابغة الهذلي رضي الله عنه.
(إخوان الكهان) أي لمشابهته لهم في كلامهم الذي يزينونه بسجعهم فيردون به الحق ويقرون الباطل والكهان جمع كاهن من الكهانة، وهي ادعاء علم الغيب والإخبار عما سيقع.
أَنَّ امْرَأَتَيْنِ رَمَتْ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى بِحَجَرٍ، فَطَرَحَتْ جَنِينَهَا، فَقَضَى فِيهِ النَّبِيُّ ﷺ بغُرَّة، عَبْدٍ أَوْ وَلِيدَةٍ.
وَعَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المسيَّب: أن رسول الله ﷺ قَضَى فِي الْجَنِينِ يُقتل فِي بَطْنِ أُمِّهِ بغُرَّة، عَبْدٍ أَوْ وَلِيدَةٍ، فَقَالَ الَّذِي قُضيَ عليه: كيف أغرم من لَا أَكَلَ وَلَا شَرِبَ، وَلَا نَطَقَ وَلَا استهلَّ، ومثل ذلك بطل. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (إنما هذا من إخوان الكهَّان).
[٦٣٥٩، ٦٥٠٨، ٦٥١١، ٦٥١٢].
نَهَى النَّبِيُّ ﷺ عَنْ ثَمَنِ الْكَلْبِ، وَمَهْرِ الْبَغِيِّ، وَحُلْوَانِ الْكَاهِنِ.
[ر: ٢١٢٢].
سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ نَاسٌ عَنِ الكهَّان، فَقَالَ: (لَيْسَ بِشَيْءٍ). فقالوا: يا رسول الله، إنهم يحدثوننا أَحْيَانًا بِشَيْءٍ فَيَكُونُ حَقًّا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (تِلْكَ الْكَلِمَةُ مِنَ الْحَقِّ، يَخْطَفُهَا الْجِنِّيُّ، فيُقرُّها فِي أُذُنِ وليِّه، فَيَخْلِطُونَ مَعَهَا مِائَةَ كَذْبَةٍ).
قَالَ عَلِيٌّ: قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: مُرْسَلٌ: (الْكَلِمَةُ مِنَ الْحَقِّ). ثُمَّ بلغني أنه أسنده بعده.
[٥٨٥٩، ٧١٢٢، وانظر: ٣٠٣٨].
وَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿ولكنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تكفر فيتعلمون منها
⦗٢١٧٤⦘
مَا يفرِّقون بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يضرُّهم وَلا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ﴾ /البقرة: ١٠٢/.
وَقَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى﴾ /طه: ٦٩/.
وَقَوْلِهِ: ﴿أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ﴾ /الأنبياء: ٣/.
وَقَوْلِهِ: ﴿يُخيَّل إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى﴾ /طه: ٦٦/.
وَقَوْلِهِ: ﴿وَمِنْ شرِّ النَّفَّاثات فِي الْعُقَدِ﴾ /الفلق: ٤/: والنَّفَّاثات: السَّوَاحِرُ. ﴿تُسْحَرون﴾ /المؤمنون: ٨٩/: تُعَمَّوْن.
(فلا تكفر) فلا تتعلم ما يكون به كفر أو يكون سبب الكفر. (بإذن الله) بعلمه وقضائه وتكوينه، أي فهو قادر على منع الضرر لو أراد. (اشتراه) اختار السحر وتعلمه، على اتباع شرع الله تعالى وامتثال أمره واجتناب نهيه.
(خلاق) حظ ونصيب من رحمة الله تعالى ورضوانه. (لا يفلح) لا يفوز ببغيته بفعله ما فعله من السحر، مهما سلك من الطرق ونوع الأساليب.
(أفتأتون السحر ..) هو حكاية لقول الكفرة الذين استبعدوا بعثة محمد ﷺ، فقال قائلهم منكرًا على من اتبعه: أتتبعونه، حتى تصيروا كمن اتبع السحرة، وهو يعلم أن ما يأتون به سحر؟. (يخيل) وهذا دليل على أن بعض أنواع السحر خداع وتخييل. (تسعى) تتحرك وتضطرب.
(النفاثات) اللواتي ينفخن مع ريق أثناء صنعهن للسحر. (العقد) التي يصنعنها بالخيوط ونحوها. (تسحرون) تخدعون وتصرفون عن الحقيقة.
سَحَرَ رسولَ اللَّهِ ﷺ رَجُلٌ مِنْ بَنِي زُرَيق، يُقَالُ لَهُ لَبِيدُ بْنُ الْأَعْصَمِ، حَتَّى كان رسول الله ﷺ يخيل إِلَيْهِ أَنَّهُ يَفْعَلُ الشَّيْءَ وَمَا فَعَلَهُ، حَتَّى إِذَا كَانَ ذَاتَ يَوْمٍ أَوْ ذَاتَ لَيْلَةٍ وَهُوَ عِنْدِي، لَكِنَّهُ دَعَا وَدَعَا، ثُمَّ قَالَ: (يَا عَائِشَةُ، أشَعَرْتِ أَنَّ اللَّهَ أَفْتَانِي فِيمَا اسْتَفْتَيْتُهُ فِيهِ، أَتَانِي رَجُلَانِ، فَقَعَدَ أَحَدُهُمَا عِنْدَ رَأْسِي، وَالْآخَرُ عِنْدَ رِجْلَيَّ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: مَا وَجَعُ الرَّجُلِ؟ فَقَالَ: مَطْبُوبٌ، قَالَ: مَنْ طبَّه؟ قَالَ: لَبِيدُ بْنُ الْأَعْصَمِ، قَالَ: فِي أَيِّ شَيْءٍ؟ قَالَ: فِي مُشط ومُشاطة، وجُفِّ طَلْع نَخْلَةٍ ذَكَر. قَالَ: وَأَيْنَ هُوَ؟ قَالَ: فِي بِئْرِ ذَرْوان). فَأَتَاهَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فِي نَاسٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَجَاءَ فَقَالَ: (يَا عَائِشَةُ، كَأَنَّ مَاءَهَا نُقاعة الحِنَّاء، أو كأن رؤوس نخلها رؤوس الشَّيَاطِينِ). قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: أَفَلَا اسْتَخْرَجْتَهُ؟ قَالَ: (قَدْ عَافَانِي اللَّهُ، فَكَرِهْتُ أَنْ أثَوِّرَ عَلَى النَّاسِ
⦗٢١٧٥⦘
فِيهِ شَرًّا). فَأَمَرَ بِهَا فدُفنت.
تَابَعَهُ أَبُو أُسَامَةَ وَأَبُو ضَمْرَةَ وَابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ هِشَامٍ.
وَقَالَ اللَّيْثُ وَابْنُ عُيَينة، عَنْ هِشَامٍ: (فِي مُشط ومُشاقة).
يُقَالُ: المُشاطة: مَا يَخْرُجُ مِنَ الشَّعَرِ إِذَا مُشِطَ، والمُشاقة: من مُشاقة الكَتَّان.
[ر: ٣٠٠٤]
أن رسول الله ﷺ قَالَ: (اجْتَنِبُوا الْمُوبِقَاتِ: الشِّرْكُ بِاللَّهِ، وَالسِّحْرُ).
[ر: ٢٦١٥]
وَقَالَ قَتَادَةُ: قُلْتُ لِسَعِيدِ بْنِ المسيَّب: رَجُلٌ بِهِ طِبٌّ، أَوْ: يُؤخذ عَنِ امْرَأَتِهِ، أيُحَلُّ عَنْهُ أَوْ يُنَشِّرُ؟ قَالَ: لَا بَأْسَ بِهِ، إِنَّمَا يُرِيدُونَ بِهِ الْإِصْلَاحَ، فَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَلَمْ يُنْهَ عنه.
(يحل عنه) يرقى ويعوذ ويعالج حتى يذهب ما به من سحر ونحوه. وينشر: من التنشير، وهو من النشرة، وهي كالرقية والتعوذ. (لا بأس) لا مانع من معالجته، حيث إن في ذلك إصلاحًا له ونفعًا.
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ سُحِرَ، حَتَّى كَانَ يَرَى أَنَّهُ يَأْتِي النِّسَاءَ وَلَا يَأْتِيهِنَّ، قَالَ سُفْيَانُ: وَهَذَا أَشَدُّ مَا يَكُونُ مِنَ السِّحْرِ، إِذَا كَانَ كَذَا، فَقَالَ: (يَا عَائِشَةُ، أعَلِمْتِ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَفْتَانِي فِيمَا اسْتَفْتَيْتُهُ فِيهِ، أَتَانِي رَجُلَانِ، فَقَعَدَ أَحَدُهُمَا عِنْدَ رَأْسِي، وَالْآخَرُ عِنْدَ رجليَّ، فَقَالَ الَّذِي عِنْدَ رَأْسِي لِلْآخَرِ: مَا بَالُ الرَّجُلِ؟ قَالَ: مَطْبُوبٌ، قَالَ: وَمَنْ طبَّه؟ قَالَ: لَبِيدُ بْنُ أَعْصَمَ – رَجُلٌ مِنْ بَنِي زُرَيق حَلِيفٌ لِيَهُودَ كَانَ مُنَافِقًا – قَالَ: وَفِيمَ؟ قَالَ: فِي مُشط ومُشاقة، قَالَ: وَأَيْنَ؟ قَالَ: فِي جُفِّ طلعةٍ ذَكَرٍ، تحت رَعوفة فِي بِئْرِ ذَرْوَانَ). قَالَتْ: فَأَتَى النَّبِيُّ ﷺ الْبِئْرَ حَتَّى اسْتَخْرَجَهُ، فَقَالَ: (هَذِهِ الْبِئْرُ الَّتِي أُرِيتُهَا، وَكَأَنَّ مَاءَهَا
⦗٢١٧٦⦘
نُقَاعَةُ الحنَّاء، وكأن نخلها رؤوس الشَّيَاطِينِ). قَالَ: فَاسْتُخْرِجَ، قَالَتْ: فَقُلْتُ: أَفَلَا؟ – أَيْ تنشَّرت – فقال: (أما والله فقد شفاني الله، وَأَكْرَهُ أَنْ أُثِيرَ عَلَى أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ شرًا).
[ر: ٣٠٠٤]
(رعوفة) هي حجر يوضع على رأس البئر يقوم عليه المستقي، وقد يكون في أسفل البئر أيضًا، يجلس عليه من يقوم بتنظيفها. (تنشرت) هي تعيين من سفيان بن عيينة لمرادها بقولها: أفلا. ومعناها من النشرة، وهي الرقية التي تحل السحر، فكأنها تنشر ما طواه الساحر وتفرق ما جمعه.
سُحر النَّبِيُّ ﷺ حَتَّى إِنَّهُ لَيُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهُ يَفْعَلُ الشَّيْءَ وَمَا فَعَلَهُ، حَتَّى إِذَا كَانَ ذَاتَ يَوْمٍ وَهُوَ عِنْدِي، دَعَا اللَّهَ وَدَعَاهُ، ثُمَّ قَالَ: (أشَعَرْتِ يَا عَائِشَةُ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَفْتَانِي فِيمَا اسْتَفْتَيْتُهُ فِيهِ). قُلْتُ: وَمَا ذَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: (جَاءَنِي رَجُلَانِ، فَجَلَسَ أَحَدُهُمَا عِنْدَ رَأْسِي، وَالْآخَرُ عِنْدَ رجليَّ، ثُمَّ قَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: مَا وَجَعُ الرَّجُلِ؟ قَالَ: مَطْبُوبٌ، قَالَ: وَمَنْ طبَّه؟ قَالَ: لَبِيدُ بْنُ الْأَعْصَمِ الْيَهُودِيُّ من بني زُرَيق، قَالَ: فِي مَاذَا؟ قَالَ: فِي مُشط ومُشاطة وجُفِّ طَلْعَةٍ ذَكَر، قَالَ: فَأَيْنَ هُوَ؟ قَالَ: فِي بِئْرِ ذِي أَرْوَانَ). قَالَ: فَذَهَبَ النَّبِيُّ ﷺ فِي أُنَاسٍ مِنْ أَصْحَابِهِ إِلَى الْبِئْرِ، فَنَظَرَ إِلَيْهَا وَعَلَيْهَا نَخْلٌ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى عَائِشَةَ فَقَالَ: (وَاللَّهِ لَكَأَنَّ ماءها نقاعة الحنَّاء، ولكأن نخلها رؤوس الشَّيَاطِينِ). قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَأَخْرَجْتَهُ؟ قَالَ: (لَا، أَمَّا أَنَا فَقَدْ عَافَانِيَ اللَّهُ وَشَفَانِي، وَخَشِيتُ أَنْ أثوِّر عَلَى النَّاسِ مِنْهُ شَرًّا). وأمر بها فدُفنت.
[ر: ٣٠٠٤]
أَنَّهُ قَدِمَ رَجُلَانِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَخَطَبَا، فَعَجِبَ النَّاسُ لِبَيَانِهِمَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (إِنَّ مِنَ الْبَيَانِ لَسِحْرًا، أَوْ: إِنَّ بَعْضَ البيان لسحر).
[ر: ٤٨٥١]
⦗٢١٧٧⦘
عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه قَالَ:
قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (مَنِ اصْطَبَحَ كُلَّ يَوْمٍ تَمَرَاتٍ عَجْوَةً، لَمْ يَضُرَّهُ سُمٌّ وَلَا سِحْرٌ ذَلِكَ الْيَوْمَ إِلَى اللَّيْلِ).
وَقَالَ غَيْرُهُ: (سَبْعَ تَمَرَاتٍ).
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يقول: (مَنْ تصبَّح سَبْعَ تَمَرَاتٍ عَجْوَةً، لَمْ يَضُرَّهُ ذلك اليوم سم ولا سحر).
[ر: ٥١٣٠]
قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (لَا عَدْوَى وَلَا صَفَرَ وَلَا هَامَةَ). فَقَالَ أَعْرَابِيٌّ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَمَا بَالُ الْإِبِلِ، تَكُونُ فِي الرَّمْلِ كَأَنَّهَا الظِّبَاءُ، فَيُخَالِطُهَا الْبَعِيرُ الْأَجْرَبُ فَيُجْرِبُهَا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (فَمَنْ أَعْدَى الْأَوَّلَ).
وَعَنْ أَبِي سَلَمَةَ: سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ بَعْدُ يَقُولُ: قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (لا يوردنَّ ممرِض عَلَى مُصِحٍّ). وَأَنْكَرَ أَبُو هُرَيْرَةَ الحديث الْأَوَّلِ، قُلْنَا: أَلَمْ تُحَدِّثْ أَنَّهُ: (لَا عَدْوَى). فَرَطَنَ بِالْحَبَشِيَّةِ، قَالَ أَبُو سَلَمَةَ: فَمَا رَأَيْتُهُ نسي حديثًا غيره.
[ر: ٥٣٨٠]
(يوردن) يحضرن ويأتين بإبله. (ممرض) من له إبل مرضى. (مصح) من كانت إبله صحيحة. (أنكر) معنى ما حدث به سابقًا وهو: أنه لا عدوى.
(فرطن بالحبشية) تكلم كلامًا لا يفهم، لشدة غضبه على نسيانه الحديث.
(غيره) غير حديث: لا عدوى.
قال رسول الله ﷺ: (لاعدوى وَلَا طِيَرَةَ، إِنَّمَا الشُّؤْمُ فِي ثَلَاثٍ: فِي الفرس، والمرأة، والدار).
[ر: ١٩٩٣]
⦗٢١٧٨⦘
عَبْدِ الرَّحْمَنِ: أن أبا هُرَيْرَةَ قَالَ:
إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قال: (لَا عَدْوَى).
قَالَ أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ،
عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: (لَا تُورِدُوا الْمُمْرِضَ عَلَى الْمُصِحِّ). وَعَنْ الزُهري قَالَ: أَخْبَرَنِي سِنَانُ بْنُ أَبِي سِنَانٍ الدُّؤَلِيُّ: أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ:
إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: (لَا عَدْوَى). فَقَامَ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ: أَرَأَيْتَ الْإِبِلَ، تَكُونُ فِي الرِّمَالِ أَمْثَالَ الظِّبَاءِ، فَيَأْتِيهَا الْبَعِيرُ الْأَجْرَبُ فَتَجْرَبُ؟ قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (فَمَنْ أعدى الأول).
[ر: ٥٣٨٠]
عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قال: (لا عَدْوَى وَلَا طِيَرَةَ، وَيُعْجِبُنِي الْفَأْلُ). قَالُوا: وَمَا الفأل؟ قال: (كلمة طيبة).
[ر: ٥٤٢٤]
رَوَاهُ عُرْوَةُ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ.
[ر: ٤١٦٥]
لَمَّا فُتحت خَيْبَرُ، أُهْدِيَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ شَاةٌ فِيهَا سَمٌّ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (اجْمَعُوا لِي مَنْ كَانَ هَا هُنَا مِنْ الْيَهُودِ). فَجُمِعُوا لَهُ، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (إِنِّي سَائِلُكُمْ عَنْ شَيْءٍ، فَهَلْ أَنْتُمْ صادقيَّ عَنْهُ). فَقَالُوا: نَعَمْ يَا أَبَا الْقَاسِمِ، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (مَنْ أَبُوكُمْ). قَالُوا: أَبُونَا فُلَانٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (كَذَبْتُمْ، بَلْ أَبُوكُمْ فُلَانٌ). فَقَالُوا: صَدَقْتَ وَبَرِرْتَ، فَقَالَ: (هَلْ أَنْتُمْ صادقيَّ عَنْ شَيْءٍ إِنْ سَأَلْتُكُمْ عَنْهُ). فَقَالُوا: نَعَمْ يَا أَبَا الْقَاسِمِ، وَإِنْ كَذَبْنَاكَ عَرَفْتَ كَذِبَنَا كَمَا عَرَفْتَهُ فِي أَبِينَا، قَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (مَنْ أَهْلُ النَّارِ). فَقَالُوا: نَكُونُ فِيهَا يَسِيرًا، ثُمَّ تَخْلُفُونَنَا فِيهَا، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (اخسؤوا فِيهَا، وَاللَّهِ لَا نَخْلُفُكُمْ فِيهَا أَبَدًا). ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: (فَهَلْ أَنْتُمْ صادقيَّ عَنْ شَيْءٍ إِنْ سَأَلْتُكُمْ عَنْهُ). قَالُوا: نَعَمْ، فَقَالَ: (هَلْ جَعَلْتُمْ فِي هَذِهِ الشَّاةِ سَمًّا). فَقَالُوا: نَعَمْ، فَقَالَ: (مَا حَمَلَكُمْ عَلَى ذَلِكَ). فَقَالُوا: أَرَدْنَا: إِنْ كُنْتَ كَذَّابًا نَسْتَرِيحُ مِنْكَ، وَإِنْ كُنْتَ نبيًا لم يضرك.
[ر: ٢٩٩٨]
عن النبي ﷺ قَالَ: (مَنْ تردَّى مِنْ جَبَلٍ فَقَتَلَ نَفْسَهُ، فَهُوَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ يتردَّى فِيهِ خَالِدًا مخلَّدًا فِيهَا أَبَدًا، وَمَنْ تحسَّى سُمًّا فَقَتَلَ نَفْسَهُ، فَسُمُّهُ فِي يَدِهِ يتحسَّاه فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مخلَّدًا فِيهَا أَبَدًا، وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِحَدِيدَةٍ، فَحَدِيدَتُهُ فِي يَدِهِ يَجَأُ بِهَا فِي بَطْنِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خالدًا مخلَّدًا فيها أبدًا).
[ر: ١٢٩٩]
(تردى) أسقط نفسه. (خالدًا مخلَّدًا فيها أبدًا) المراد بالخلود والتأبيد المكوث الطويل أو الاستمرار الذي لا ينقطع، ويكون ذلك في حق من استحل قتل نفسه. (تحسَّى) شرب وتجرع. (يجأ) يطعن ويضرب.
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: (مَنِ اصْطَبَحَ بِسَبْعِ تَمَرَاتِ عَجْوَةٍ، لَمْ يَضُرَّهُ ذَلِكَ الْيَوْمَ سم ولا سحر).
[ر: ٥١٣٠]
نَهَى النَّبِيُّ ﷺ عن أكل كل ذي ناب من السباع. قَالَ الزُهري: وَلَمْ أَسْمَعْهُ حَتَّى أَتَيْتُ الشَّأْمَ. وَزَادَ اللَّيْثُ قَالَ: حَدَّثَنِي يُونُسُ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: وَسَأَلْتُهُ هَلْ نَتَوَضَّأُ أَوْ نَشْرَبُ أَلْبَانَ الْأُتُنِ، أَوْ مَرَارَةَ السَّبُعِ، أَوْ أَبْوَالَ الْإِبِلِ؟ قَالَ: قَدْ كَانَ الْمُسْلِمُونَ يَتَدَاوَوْنَ بِهَا، فَلَا يَرَوْنَ بِذَلِكَ بَأْسًا، فَأَمَّا أَلْبَانُ الْأُتُنِ: فَقَدْ بَلَغَنَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ نَهَى عَنْ لُحُومِهَا، وَلَمْ يَبْلُغْنَا عَنْ أَلْبَانِهَا أَمْرٌ وَلَا نَهْيٌ، وَأَمَّا مَرَارَةُ السَّبُعِ: قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: أَخْبَرَنِي أَبُو إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيُّ: أَنَّ أَبَا ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيَّ أَخْبَرَهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ نَهَى عَنْ أَكْلِ كُلِّ ذِي نَابٍ مِنَ السِّبَاعِ.
[ر: ٥٢٠٦]
أن رسول الله ﷺ قال: (إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فليغمسه كله، ثم ليطرحه، فإن في أحد جناحيه شفاء وفي الآخر داء).
[ر: ٣١٤٢]