قال ابن عباس: المهيمن: الأمين، القرآن أمين على كل كتاب قبله.
لبث النبي ﷺ بمكة عشر سنين ينزل عليه القرآن، وبالمدينة عشر سنين.
[ر: ٤١٩٥]
أنبئت أن جبريل أتى النبي ﷺ وعنده أم سلمة، فجعل يتحدث، فقال النبي ﷺ لأم سلمة: (من هذا). أو كما قال، قالت: هذا دحية، فلما قام، قالت: والله ما حسبته إلا أياه، حتى سمعت خطبة النبي ﷺ يخبر خبر جبريل، أو كما قال. قال أبي: قلت لأبي عثمان: ممن سمعت هذا؟ قال: من أسامة بن زيد.
[ر: ٣٤٣٥]
[٦٨٤٦]
(أعطي ما مثله آمن عليه البشر) أجري على يديه من المعجزات الشيء الذي يقتضي إيمان من شاهدها بصدق دعواه، لأنها من خوارق العادات حسب زمانه ومكانه. (أوتيته) المعجزة التي أعطيتها. (وحيا) قرآنا موحى
به من الله تعالى، يبقى إعجازه على مر الأزمان، ولذلك يكثر المؤمنون به، ويوم القيامة يكون أتباعه العاملون بشريعته المنزلة أكثر من الأتباع العاملين بالشرع الحق لكل نبي.
أن الله تعالى تابع على رسوله ﷺ الوحي قبل وفاته، حتى توفاه أكثر ما كان الوحي، ثم تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ بعد.
(تابع) أنزل الوحي متتابعا أكثر من تتابعه من قبل. (قبل وفاته) قرب وفاته. (أكثر ما كان الوحي) وقعت وفاته في زمان كان نزول الوحي فيه أكثر من أي زمن مضى.
اشْتَكَى النَّبِيُّ ﷺ، فلم يقل ليلة أو ليلتين، فأتته امرأة فقالت: يا محمد، ما أرى شيطانك إلا قد تركك، فأنزل الله عز وجل: ﴿وَالضُّحَى وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى. مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وما قلى﴾.
[ر: ١٠٧٢]
﴿قرآنا عربيا﴾ /يوسف: ٢/. ﴿بلسان عربي مبين﴾ /الشعراء: ١٩٥/.
فأمر عثمان: زيد بن ثابت، وسعيد بن العاص، وعبد الله بن الزبير، وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام، أن ينسخوا ما في المصاحف، وقال لهم: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في عربية القرآن، فاكتبوها بلسان قريش، فإن القرآن أنزل بلسانهم، ففعلوا.
[ر: ٣٣١٥]
ليتني أُرَى رَسُولَ اللَّهِ ﷺ حين ينزل عليه الوحي، فلما كان النبي ﷺ بالجعرانة، عليه ثوب قد أظل عليه، ومعه ناس من أصحابه، إذ جاءه رجل متضمخ بطيب، فَقَالَ: يَا رَسُولَ
⦗١٩٠٧⦘
اللَّهِ، كَيْفَ تَرَى فِي رجل أحرم في جبة بعدما تضمخ بطيب؟ فنظر النَّبِيُّ ﷺ سَاعَةً، فَجَاءَهُ الوحي، فأشار عمر إلى يعلى: أن تعالى، فجاء يعلى فأدخل رأسه، فإذا هو محمر الوجه، يغط كذلك ساعة، ثم سري عنه، فقال: (أما الطيب الذي بك يسألني عن العمرة آنفا). فالتمس الرجل فجيء بِهِ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ، فَقَالَ: (أما الطيب الذي بك فاغسله ثلاث مرات، وأما الجبة فانزعها، ثم اصنع في عمرتك كما تصنع في حجك).
[ر: ١٤٦٣]
أرسل إلي أبو بكر، مقتل أهل اليمامة، فإذا عمر بن الخطاب عنده، قال أبو بكر رضي الله عنه: إِنَّ عُمَرَ أَتَانِي فَقَالَ: إِنَّ الْقَتْلَ قَدِ اسْتَحَرَّ يَوْمَ الْيَمَامَةِ بِقُرَّاءِ الْقُرْآنِ، وَإِنِّي أَخْشَى أن يستحر القتل بالقراء بالمواطن، فيذهب كثير من القرآن، وَإِنِّي أَرَى أَنْ تَأْمُرَ بِجَمْعِ الْقُرْآنِ. قُلْتُ لعمر: كيف تفعل شَيْئًا لَمْ يَفْعَلْهُ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ؟ قال عمر: هذا والله خير، فلم يزل عمر يراجعني حتى شرح الله صدري لذلك، وَرَأَيْتُ فِي ذَلِكَ الَّذِي رَأَى عُمَرُ. قَالَ زيد: قال أبو بكر: إنك رجل شاب عاقل لا نتهمك، وقد كُنْتَ تَكْتُبُ الْوَحْيَ لِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فتتبع القرآن فاجمعه. فوالله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل علي مما أمرني به من جمع القرآن. قلت: كيف تفعلون شيئا لم يفعله رسول الله؟ قال: هو والله خير، فلم يزل أبو بكر يراجعني حَتَّى شَرَحَ اللَّهُ صَدْرِي لِلَّذِي شَرَحَ لَهُ صدر أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، فتتبعت القرآن أجمعه من العسب واللخاف وصدور الرجال، حَتَّى وَجَدْتُ آخِرَ سُورَةِ التَّوْبَةِ مَعَ أَبِي خُزَيْمَةَ الْأَنْصَارِيِّ، لَمْ أَجِدْهَا مَعَ أَحَدٍ غَيْرِهِ: ﴿لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم﴾.
حتى خاتمة براءة، فكانت الصحف عند أبي بكر حتى توفاه الله، ثم عند عمر حياته، ثم عند حفصة بنت عمر رضي الله عنه.
[ر: ٤٤٠٢]
أن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان، وكان يغازي أهل الشام في فتح إرمينية وأذربيجان مع أهل العراق، فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة، فقال حذيفة لعثمان: يا أمير المؤمنين، أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب، اختلاف اليهود والنصارى. فأرسل عثمان إلى حفصة: أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها أليك، فأرسلت بها حفصة إلى عثمان، فأمر زيد بن ثابت، وعبد الله بن الزبير، وسعيد بن العاص، وعبد الرحمن ابن الحارث بن هشام، فنسخوها في المصاحف، وقال عثمان للرهط القريشيين الثلاثة: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش، فإنما نزل بلسانهم، فافعلوا، حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف رد عثمان الصحف إلى حفصة، وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا، وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق.
قال ابن شهاب: وأخبرني خارجة بن زيد بن ثابت: سمع زيد بن ثابت قال: فقدت آية من الأحزاب حين نسخنا المصحف، قد كنت أسمع رسول الله
ﷺ يقرأ بها، فالتمسناها فوجدناها مع خزيمة بن ثابت الأنصاري: ﴿من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه﴾. فألحقناها في سورتها في المصحف.
[ر: ٣٦٥٢، ٣٣١٥]
أن ابن السباق قال: إن زيد بن ثابت قال:
أرسل إلي أبو بكر رضي الله عنه قال: إنك كُنْتَ تَكْتُبُ الْوَحْيَ لِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فاتبع القرآن، فتتبعت حتى وجدت آخر سورة التوبة أيتين مع أبي خزيمة الأنصاري، لم أجدهما مَعَ أَحَدٍ غَيْرِهِ: ﴿لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أنفسكم عزيز عليه ما عنتم﴾. إلى آخره.
[ر: ٤٤٠٢]
لَمَّا نزلت: ﴿لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل اللَّهِ﴾. قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (ادع لنا زيدا، وليجئ باللوح والدواة والكتف، أو: الكتف والدواة). ثم قال: (اكتب: ﴿لا يستوي القاعدون﴾). وخلف ظهر النبي ﷺ عمرو بن أم مكتوم الأعمى، قال: يا رسول الله فما تأمرني، فإني رجل ضرير البصر؟ فنزلت مكانها: ﴿لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله غير أولي الضرر﴾.
[ر: ٢٦٧٦]
(أقرأني جبريل على حرف، فراجعته، فلم أزل أستزيده ويزيدني، حتى انتهى إلى سبعة أحرف).
[ر: ٣٠٤٧]
سَمِعْتُ هِشَامَ بْنَ حَكِيمٍ يَقْرَأُ سُورَةَ الْفُرْقَانِ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فَاسْتَمَعْتُ لِقِرَاءَتِهِ، فَإِذَا هُوَ يَقْرَأُ عَلَى حُرُوفٍ كَثِيرَةٍ لَمْ يُقْرِئْنِيهَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، فَكِدْتُ أُسَاوِرُهُ فِي الصَّلَاةِ، فَتَصَبَّرْتُ حَتَّى سَلَّمَ، فَلَبَبْتُهُ بِرِدَائِهِ فَقُلْتُ: مَنْ أَقْرَأَكَ هَذِهِ السُّورَةَ الَّتِي سَمِعْتُكَ تَقْرَأُ؟ قَالَ: أَقْرَأَنِيهَا رسول الله ﷺ، فقلت: كذبت، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قد أَقْرَأَنِيهَا عَلَى غَيْرِ مَا قَرَأْتَ، فَانْطَلَقْتُ بِهِ أَقُودُهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فقلت: إِنِّي سَمِعْتُ هَذَا يَقْرَأُ بِسُورَةِ الْفُرْقَانِ عَلَى حروف لم تقرئنيها، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (أرسله، اقْرَأْ يَا هِشَامُ). فَقَرَأَ عَلَيْهِ الْقِرَاءَةَ الَّتِي سمعته يقرأ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (كذلك أنزلت). ثم قال: (اقرأ يا عمر). فقرأت القراءة التي أقرأني، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (كَذَلِكَ أُنْزِلَتْ،
⦗١٩١٠⦘
إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ أُنْزِلَ عَلَى سبعة أحرف، فاقرؤوا ما تيسر منه).
[ر: ٢٢٨٧]
إني عند عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها إذ جاءها عراقي فقال: أي الكفن خير؟ قالت: ويحك وما يضرك. قال: يا أم المؤمنين أريني مصحفك، قالت: لم؟ قال: لعلي أؤلف القرآن عليه، فإنه يقرأ غير مؤلف، قالت: وما يضرك أيه قرأت قبل، إنما نزل أول ما نزل منه سورة من المفصل، فيها ذكر الجنة والنار، حتى إذا ثاب الناس إلى الإسلام نزل الحلال والحرام، ولو نزل أول شيء: لا تشربوا الخمر، لقالوا: لا ندع الخمر أبدا، ولو نزل: لا تزنوا، لقالوا: لا ندع الزنا أبدا، لقد نزل بمكة على محمد ﷺ وإني لجارية ألعب: ﴿بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر﴾. وما نزلت سورة البقرة والنساء إلا وأنا عنده، قال: فأخرجت له المصحف، فأملت عليه آي السورة.
[ر: ٤٥٩٥]
في بني إسرائيل والكهف ومريم وطه والأنبياء: إنهن من العتاق الأول، وهن من تلادي.
[ر: ٤٤٣١]
تعلمت: ﴿سبح اسم ربك الأعلى﴾. قبل أن يقدم النبي ﷺ.
[ر: ٣٧٠٩]
قد علمت النَّظَائِرَ الَّتِي كَانَ النَّبِيُّ ﷺ يقرؤهن اثنين اثنين في كل ركعة. فقام عبد الله ودخل معه علقمة، وخرج علقمة فسألناه، فقال: عشرون سورة من أول المفصل، على تأليف ابن مسعود، آخرهن الحواميم، حم الدخان، وعم يتسائلون.
[ر: ٧٤٢]
وقال مسروق، عن عائشة، عن فَاطِمَةُ عليها السلام: أَسَرَّ إِلَيَّ النَّبِيُّ ﷺ: (أن جبريل كان يعارضني بالقرآن كل سنة، وإنه عارضني العام مرتين، ولا أراه إلا حضر أجلي).
[ر: ٣٤٢٦]
كَانَ النَّبِيُّ ﷺ أجود الناس بالخير، وأجود ما يكون في شهر رمضان، لأن جبريل كان يلقاه في كل ليلة في شهر رمضان حتى ينسلخ، يعرض عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ القرآن، فإذا لقيه جبريل، كان أجود بالخير من الريح المرسلة.
[ر: ٦]
كان يعرض على النبي ﷺ القرآن كل عام مرة، فعرض عليه مرتين في العام الذي قبض فيه، وكان يعتكف كل عام عشرا، فاعتكف عشرين في العام الذي قبض فيه.
[ر: ١٩٣٩]
لا أزال أحبه، سمعت النبي ﷺ يقول: (خذوا القرآن من أربعة، من عبد الله بن مسعود، وسالم، ومعاذ، وأبي بن كعب).
[ر: ٣٥٤٨]
والله لقد أخذت من فِي رَسُولِ اللَّهِ ﷺ بضعا وسبعين سورة، والله لقد علم أصحاب النبي ﷺ أني من أعلمهم بكتاب الله وما أنا بخيرهم.
قال شقيق: فجلست في الحلق أسمع ما يقولون، فما سمعت رادا يقول غير ذلك.
(أخذت من في رسول الله) سمعت منه مباشرة. (بضعا) ما بين الثلاث إلى التسع. (الحلق) جمع حلقة، وهي القوم المجتمعون مستديرين ليستمعوا العلم ونحوه. (رادا) عالما يرد قول ابن مسعود رضي الله عنه أو يخالفه.
كنا بحمص، فقرأ ابن مسعود سورة يوسف، فقال رجل: ما هكذا أنزلت، قال: قرأت على رسول الله ﷺ فقال: (أحسنت). ووجد منه ريح الخمر، فقال: أتجمع أن تكذب بكتاب الله وتشرب الخمر؟ فضربه الحد.
(فضربه الحد) حد شرب الخمر.
والله الذي لا إله غيره، ما أنزلت سورة من كتاب الله: إلا أنا أعلم أين أنزلت، ولا أنزلت آية من كتاب الله، إلا أنا أعلم فيما أنزلت، ولو أعلم أحدا أعلم مني بكتاب الله، تبلغه الإبل، لركبت إليه.
(تبلغه الإبل) أي يمكن أن يوصل إليه، وهو مبالغة في نفي أن يكون أحد أعلم منه بهذا.
سَأَلْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رضي الله عنه: من جمع القرآن عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ ﷺ؟ قال: أربعة كلهم من الأنصار: أبي بن كعب، ومعاذ
ابن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو زيد.
تابعه الفضل، عن حسين بن واقد، عن ثمامة، عن أنس.
مات النبي ﷺ ولم يجمع القرآن غير أربعة: أبو الدرداء، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو زيد. قال: ونحن ورثناه.
[ر: ٣٥٩٩]
أبي أقرؤنا، وإنا لندع من لحن أبي، وأبي يقول: أخذته من فِي رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَلَا أتركه لشيء، قال الله تعالى: ﴿ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها﴾.
[ر: ٤٢١١]
كنت أصلي، فدعاني النبي ﷺ فلم أجبه، قلت: يا رسول الله إني كنت أصلي، قال: (ألم يقل الله: ﴿استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم﴾. ثم قال: ألا أعلمك أعظم سورة في القرآن قبل أن تخرج من المسجد). فأخذ بيدي، فلما أردنا أن نخرج، قلت: يا رسول الله، إنك قلت: (لأعلمنك أعظم سورة من القرآن). قال: (﴿الحمد لله رب العالمين﴾. هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته).
[ر: ٤٢٠٤]
كنا في مسير لنا فنزلنا، فجاءت جارية فقالت: إن
⦗١٩١٤⦘
سيد الحلي سليم، وإن نفرنا غيب، فهل منكم راق؟ فقام معها رجل ما كنا نأبنه برقية، فرقاه فبرأ، فأمر له بثلاثين شاة، وسقانا لبنا، فلما رجع قلنا له: أكنت تحسن رقية، أوكنت ترقي؟ قال: لا، ما رقيت إلا بأم الكتاب، قلنا: لا تحدثوا شيئا حتى نأتي، أو نسأل النبي ﷺ، فلما قدمنا المدينة ذكرناه للنبي ﷺ، فقال: (وما كان يدريه أنها رقية؟ اقسموا واضربوا لي بسهم).
وَقَالَ أَبُو مَعْمَرٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ: حَدَّثَنَا هشام: حدثنا محمد بن سيرين: حدثني مَعْبَدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ بهذا.
[ر: ٢١٥٦]
(من قرأ بالآيتين).
وحدثنا أَبُو نُعَيْمٍ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ عبد الرحمن ابن يزيد، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ: قال النبي ﷺ: (من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه).
[ر: ٣٧٨٦]
وَكَّلَنِي رَسُولُ اللَّهِ ﷺ بِحِفْظِ زَكَاةِ رَمَضَانَ، فَأَتَانِي آتٍ، فَجَعَلَ يَحْثُو مِنَ الطَّعَامِ، فَأَخَذْتُهُ فَقُلْتُ: لَأَرْفَعَنَّكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فقص الحديث – فقال: إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ فَاقْرَأْ آيَةَ الْكُرْسِيِّ، لن يزال معك مِنَ اللَّهِ حَافِظٌ، وَلَا يَقْرَبَكَ شَيْطَانٌ حَتَّى تصبح. وقال النبي ﷺ: (صدقك وهو كذوب، ذاك شيطان).
[ر: ٢١٨٧]
كان يقرأ سورة الكهف، وإلى جانبه حصان مربوط بشطنين، فتغشته سحابة،
⦗١٩١٥⦘
فجعلت تدنو وتدنو، وجعل فرسه ينفر، فلما أصبح أتى النَّبِيَّ ﷺ فَذَكَرَ ذَلِكَ له، فقال: (تلك السكينة تنزلت بالقرآن).
[ر: ٣٤١٨]
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ كان يسير في بعض أسفاره، وعمر بن الخطاب يسير معه ليلا، فسأله عمر عن شيء فلم يجبه رسول الله ﷺ، ثم سأله فلم يجبه، ثم سأله فلم يجبه، فقال عمر: ثكلتك أمك، نزرت رَسُولُ اللَّهِ ﷺ ثَلَاثٌ مرات، كل ذلك لا يجيبك، قال عمر: فحركت بعيري حتى كنت أمام الناس، وخشيت أن ينزل في قرآن، فما نشبت أن سمعت صارخا يصرخ بي، قال: فقلت: لقد خشيت أن يكون نزل في قرآن، قال: فَجِئْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ فسلمت عليه، فقال: (لقد أنزلت علي الليلة سورة لهي أحب إلي مما طلعت عليه الشمس). ثم قرأ: ﴿إنا فتحنا لك فتحا مبينا﴾
[ر: ٣٩٤٣]
فيه عمرة، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ.
[ر: ٦٩٤٠]
أَنَّ رَجُلًا سَمِعَ رَجُلًا يَقْرَأُ: ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾. يُرَدِّدُهَا، فَلَمَّا أَصْبَحَ جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، وَكَأَنَّ الرَّجُلَ يَتَقَالُّهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنَّهَا لَتَعْدِلُ ثلث القرآن).
وزاد أبو معمر: حدثنا إسماعيل بن جعفر، عن مالك بن أنس، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عن أبي سعيد الخدري: أخبرني أخي قتادة بن النعمان: أن رجلا قام فِي زَمَنِ النَّبِيِّ ﷺ، يقرأ من السحر: ﴿قل هو الله أحد﴾.
لا يزيد عليها، فلما أصبحنا أَتَى رَجُلٌ النَّبِيَّ ﷺ، نحوه.
(أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في ليلة). فشق ذلك عليهم وقالوا: أينا يطيق ذلك يا رسول الله؟ فقال: (الله الواحد الصمد ثلث القرآن).
قال أبو عبد الله: عن إبراهيم مرسل، وعن الضحاك المشرقي مسند.
[٦٢٦٧، ٦٩٣٩]
أن رسول الله ﷺ كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذات وينفث، فلما اشتد وجعه كنت أقرأ عليه، وأمسح بيده رجاء بركتها.
أن النبي ﷺ كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة، جمع كفيه ثم نفث فيهما، فقرأ فيهما: ﴿قل هو الله أحد﴾. و﴿قل أعوذ برب الفلق﴾. و﴿قل أعوذ برب الناس﴾. ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده، يبدأ بهما على رأسه ووجهه، وما أقبل من جسده، يفعل ذلك ثلاث مرات.
[ر: ٤١٧٥]
بينما هو يقرأ من الليل سورة البقرة، وفرسه مربوط عنده، إذ جالت الفرس، فسكت فسكتت، فقرأ فجالت الفرس، فسكت وسكتت الفرس، ثم قرأ فجالت الفرس، فانصرف، وكان ابنه يحيى قريبا منها، فأشفق أن تصيبه، فلما اجتره رفع رأسه إلى السماء حتى ما يراها، فلما أصبح حدث النبي ﷺ فقال: (اقرأ يا ابن حضير، اقرأ يا ابن حضير).
⦗١٩١٧⦘
قال: فأشفقت يا رسول الله أن تطأ يحيى، وكان منها قريبا، فرفعت رأسي فانصرفت إليه، فرفعت رأسي إلى السماء، فإذا مثل الظلة فيها أمثال المصابيح، فخرجت حتى لا أراها، قال: (وتدري ما ذاك). قال: لا، قال: (تلك الملائكة دنت لصوتك، ولو قرأت لأصبحت ينظر الناس إليها، لا تتوارى منهم).
قال ابن الهاد: وحدثني هذا الحديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَبَّابٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخدري، عن أسيد بن حضير.
(جالت) اضطربت اضطرابا شديدا. (فأشفق) خاف. (اجتره) جره من المكان الذي كان فيه وأخره. (اقرأ يا ابن حضير) أي كان ينبغي لك أن تستمر في القراءة وتغتنم الفرصة. (فانصرفت إليه) إلى ابنه يحيى. (الظلة) السحابة. (المصابيح) جمع مصباح وهو الضوء. (دنت) اقتربت. (ولو قرأت) استمررت بالقراءة. (تتوارى) تستتر.
دخلت أنا وشداد بن معقل على ابن عباس رضي الله عنهما، فقال له شداد بن معقل: أترك النبي ﷺ من شيء؟ قال: ما ترك إلا ما بين الدفتين. قال: ودخلنا على محمد بن الحنفية فسألناه فقال: ما ترك إلا ما بين الدفتين.
(مثل الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَالْأُتْرُجَّةِ، طَعْمُهَا طَيِّبٌ وَرِيحُهَا طيب. والذي لا يقرأ القرآن كَالتَّمْرَةِ، طَعْمُهَا طَيِّبٌ وَلَا رِيحَ لَهَا، وَمَثَلُ الْفَاجِرِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ الرَّيْحَانَةِ، رِيحُهَا طَيِّبٌ وَطَعْمُهَا مُرٌّ. وَمَثَلُ الْفَاجِرِ الَّذِي لَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ الْحَنْظَلَةِ، طَعْمُهَا مُرٌّ وَلَا ريح لها).
[٤٧٧٢، ٥١١١، ٧١٢١]
(كالأترجة) واحدة نوع من الثمار الحمضيات، جميل المنظر، طيب الطعم والنكهة، لين الملمس، كثير المنافع. (الريحانة) واحدة نوع من النبات. (الحنظلة) واحدة نوع من ثمار أشجار الصحراء التي لا تؤكل.
(إنما أجلكم في أجل من خلا من
⦗١٩١٨⦘
الأمم، كما بين صلاة العصر ومغرب الشمس، ومثلكم ومثل اليهود والنصارى، كمثل رجل اسْتَعْمَلَ عُمَّالًا، فَقَالَ: مَنْ يَعْمَلُ لِي إِلَى نصف النهار على قيراط، فعملت اليهود، فقال: مَنْ يَعْمَلُ لِي مِنْ نِصْفِ النَّهَارِ إِلَى العصر، فعملت النصارى، ثم أنتم تعملون من العصر إلى المغرب بقيراطين قيراطين، قالوا: نَحْنُ أَكْثَرُ عَمَلًا وَأَقَلُّ عَطَاءً، قَالَ: هَلْ ظلمتكم من حقكم؟ قالوا: لا، قال: فذاك فضلي أوتيه من شئت).
[ر: ٥٣٢]
سَأَلْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى: آوصى النبي ﷺ؟ فقال: لا، فقلت: كيف كتب على الناس الوصية، أمروا بها ولم يوص؟ قال: أوصى بكتاب الله.
[ر: ٢٥٨٩]
[ر: ٧٠٨٩]
وقوله تعالى: ﴿أو لم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم﴾ /العنكبوت: ٥١/.
(لم يأذن اللَّهُ لِشَيْءٍ مَا أَذِنَ لِلنَّبِيِّ ﷺ يَتَغَنَّى بِالْقُرْآنِ). وَقَالَ صَاحِبٌ لَهُ: يريد يجهر به.
(ما أذن) مثل إذنه. (يتغنى بالقرآن) يحسن صوته به ويطرب له. (صاحب له) أي لأبي سلمة بن عبد الرحمن، وهو عبد الحميد بن عبد الرحمن. (يريد يجهر به) أي: أيريد النبي ﷺ بالتغني بالقرآن الجهر به.
(مَا أَذِنَ اللَّهُ لِشَيْءٍ مَا أَذِنَ لِلنَّبِيِّ أن يتغنى بالقرآن). قال سفيان: تفسيره: يستغني به.
[٧٠٤٤، ٧٠٨٩، ٧١٠٥]
(لَا حَسَدَ إلا على اثنتين: رجل آتاه الله الكتاب وقام به آناء الليل، ورجل أعطاه الله مالا فهو يتصدق به آناء الليل والنهار).
[٧٠٩١]
(لَا حَسَدَ إِلَّا في اثنتين: رجل علمه اللَّهُ الْقُرْآنَ فَهُوَ يَتْلُوهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النهار، فسمعه جار له فقال: ليتني أوتيت مثل ما أوتي فلان، فعملت مثل ما يعمل، ورجل آتاه الله مالا فهو يهلكه في الحق، فقال رجل: ليتني أوتيت مثل ما أوتي فلان، فعملت مثل ما يعمل).
[٦٨٠٥، ٧٠٩٠]
(خيركم من تعلم القرآن وعلمه). قال: وأقرأ أبو عبد الرحمن في إمرة عثمان حتى كان الحجاج، قال: وذاك الذي أقعدني مقعدي هذا.
(إن أفضلكم من تعلم القرآن وعلمه).
أَتَتِ النَّبِيَّ ﷺ امرأة فقالت: إنها قد وهبت نفسها لله ولرسوله ﷺ، فقال: (ما لي في
⦗١٩٢٠⦘
النساء من حاجة). فقال رجل: زوجنيها، قال: (أعطيها ثوبا). قال: لا أجد، قال: (أعطها ولو خاتما من حديد). فاعتل له، فقال: (ما معك من القرآن). قال: كذا وكذا، قال: (فقد زوجتكها بما معك من القرآن).
[ر: ٢١٨٦]
أَنَّ امْرَأَةً جَاءَتْ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، جِئْتُ لِأَهَبَ لَكَ نَفْسِي، فَنَظَرَ إِلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، فَصَعَّدَ النَّظَرَ إِلَيْهَا وَصَوَّبَهُ، ثُمَّ طَأْطَأَ رَأْسَهُ، فَلَمَّا رَأَتِ الْمَرْأَةُ أَنَّهُ لَمْ يَقْضِ فِيهَا شَيْئًا جَلَسَتْ، فَقَامَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكَ بِهَا حَاجَةٌ فَزَوِّجْنِيهَا، فَقَالَ: (هَلْ عِنْدَكَ مِنْ شَيْءٍ). فقال: لَا وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: (اذْهَبْ إِلَى أَهْلِكَ فَانْظُرْ هَلْ تَجِدُ شَيْئًا). فَذَهَبَ ثُمَّ رَجَعَ فَقَالَ: لَا وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا وَجَدْتُ شَيْئًا، قَالَ: (انْظُرْ وَلَوْ خَاتَمًا مِنْ حَدِيدٍ). فَذَهَبَ ثُمَّ رَجَعَ فَقَالَ: لَا وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا خَاتَمًا مِنْ حَدِيدٍ، وَلَكِنْ هَذَا إِزَارِي – قَالَ سَهْلٌ: مَا لَهُ رِدَاءٌ – فَلَهَا نِصْفُهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (مَا تَصْنَعُ بِإِزَارِكَ، إِنْ لَبِسْتَهُ لَمْ يَكُنْ عَلَيْهَا مِنْهُ شيء، وإن لبسته لم يكن عليك شَيْءٌ). فَجَلَسَ الرَّجُلُ حَتَّى طَالَ مَجْلِسُهُ، ثُمَّ قَامَ فَرَآهُ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ مُوَلِّيًا، فَأَمَرَ بِهِ فَدُعِيَ، فَلَمَّا جَاءَ قَالَ: (مَاذَا مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ). قَالَ: مَعِي سورة كذا وسورة كذا وسورة كذا، عدها، قَالَ: (أَتَقْرَؤُهُنَّ عَنْ ظَهْرِ قَلْبِكَ). قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: (اذْهَبْ فَقَدْ مَلَّكْتُكَهَا بِمَا مَعَكَ مِنَ القرآن).
[ر: ٢١٨٦]
(فصعد) رفع. (صوبه) خفضه. (طأطأ رأسه) خفضه. (عن ظهر قلبك) من حفظك غيبا. (ملكتكها) زوجتكها. (بما معك) بما تحفظ، فتعلمها إياه.
⦗١٩٢١⦘
الله عنهما أن رسول الله ﷺ قال:
(إنما مثل صاحب القرآن كمثل صاحب الإبل المعلقة: إن عاهد عليها أمسكها، وإن أطلقها ذهبت).
(المعلقة) المربوطة بالعقال وهو الحبل. (عاهد عليها) استمر على شدها وربطها. (أطلقها) فكها من عقالها. (ذهبت) انفلتت، أي وكذلك القرآن إذا استمر على تلاوته ودراسته بقي محفوظا في قلبه، وإن أهمله وتركه نسيه وتفلت منه.
(بئس ما لأحدهم أن يقول: نسيت آية كيت وكيت، بل نسي، واستذكروا القرآن، فإنه أشد تفصيا من صدور الرجال من النعم).
(كيت وكيت) لفظ يعبر به عن الجمل الكثيرة والكلام الطويل. (نسي) عوتب بالنسيان لتفريطه في تلاوته ودراسته. (استذكروا القرآن) واظبوا على تلاوته وتذاكروه. (تفصيا) تخلصا وانفلاتا. (النعم) الإبل.
[٤٧٥٢]
(تعاهدوا القرآن، فوالذي نفسي بيده، لهو أشد تفصيا من الإبل من عقلها).
(تعاهدوا القرآن) واظبوا عليه بالتلاوة والحفظ. (عقلها) جمع عقال وهو الحبل.
رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يوم فتح مكة، وهو يقرأ على راحلته سورة الفتح.
[ر: ٤٠٣١]
إن الذي تدعونه المفصل هو المحكم. قال: وقال ابن عباس: تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، وأنا ابن عشر سنين وقد قرأت المحكم.
جمعت المحكم فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فقلت له: وما المحكم؟ قال: المفصل.
وقول الله تعالى: ﴿سنقرئك فلا تنسى. إلا ما شاء الله﴾ /الأعلى: ٦، ٧/.
سَمِعَ النَّبِيُّ ﷺ رجلا يقرأ في المسجد فقال: (يرحمه الله، لقد أذكرني كذا وكذا آية، من سورة كذا).
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ مَيْمُونٍ: حَدَّثَنَا عيسى، عن هشام، وقال: (أسقطتهن من سورة كذا).
تابعه علي بن مسهر، وعبدة، عن هشام.
سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ رجلا يقرأ في سورة بالليل فقال: (يرحمه الله، لقد أذكرني كذا وكذا آية، كنت أنسيتها من سورة كذا وكذا).
[ر: ٢٥١٢]
(بئس ما لأحدهم، يقول: نسيت آية كيت وكيت، بل هو نسي).
[ر: ٤٧٤٤]
(الآيتان من آخر سورة البقرة، من قرأ بهما من ليلة كفتاه).
[ر: ٣٧٨٦]
سَمِعْتُ هِشَامَ بْنَ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ يَقْرَأُ سُورَةَ الْفُرْقَانِ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فَاسْتَمَعْتُ لِقِرَاءَتِهِ، فَإِذَا هُوَ يَقْرَؤُهَا عَلَى حُرُوفٍ كَثِيرَةٍ، لَمْ يُقْرِئْنِيهَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، فَكِدْتُ أساوره في الصلاة، فانتظرته حتى سلم فلببته، فَقُلْتُ: مَنْ أَقْرَأَكَ هَذِهِ السُّورَةَ الَّتِي سَمِعْتُكَ تَقْرَأُ؟ قَالَ: أَقْرَأَنِيهَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، فقلت لَهُ: كَذَبْتَ، فَوَاللَّهِ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ لهو أقرأني هذه السورة التي سمعتك، فانطلقت بِهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ أقوده، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي سَمِعْتُ هَذَا يَقْرَأُ سُورَةَ الْفُرْقَانِ عَلَى حُرُوفٍ لَمْ تُقْرِئْنِيهَا، وإنك أقرأتني سورة الفرقان، فقال: (يا هشام أقرأها). فقرأها الْقِرَاءَةَ الَّتِي سَمِعْتُهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (هَكَذَا أُنْزِلَتْ). ثُمَّ قَالَ: (اقرأ يا عمر). فقرأتها التي أقرأنيها، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (هَكَذَا أُنْزِلَتْ). ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (إن القرآن أنزل على سبعة حروف، فاقرؤوا ما تيسر منه).
[ر: ٢٢٨٧]
سَمِعَ النَّبِيُّ ﷺ قارئا يقرأ من الليل في المسجد، فقال: (يرحمه الله، لقد أذكرني كذا وكذا آية، أسقطها من سورة كذا وكذا).
[ر: ٢٥١٢]
وقوله تعالى: ﴿ورتل القرآن ترتيلا﴾ /المزمل: ٤/. وقوله: ﴿وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث﴾ /الإسراء: ١٠٦/.
وما يكره أن يهذ كهذ الشعر.
﴿يفرق﴾ /الدخان: ٤/: يفصل. قال ابن عباس: فرقناه: فصلناه.
غدونا على عبد الله، فقال رجل: قرأت المفصل البارحة، فقال: هذا كهذ الشعر، إنا قد سمعنا القراءة، وإني لأحفظ القرناء التي كان يقرأ بهن النبي ﷺ، ثماني عشرة سورة من المفصل، وسورتين من آل حم.
[ر: ٧٤٢]
في قوله: ﴿لا تحرك به لسانك لتعجل به﴾. قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ إذا نزل جبريل بالوحي، وكان مما يحرك به لسانه وشفتيه، فيشد عليه، وكان يعرف منه، فأنزل الله الآية التي في: ﴿لا أقسم بيوم القيامة﴾: ﴿لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ. إِنَّ علينا جمعه﴾ فإن علينا أن نجمعه في صدرك ﴿وقرآنه. فإذا قرأناه فاتبع قرآنه﴾: فإذا أنزلناه فاستمع. ﴿ثم إن علينا بيانه﴾. قال: إنا علينا أن نبينه بلسانك. قال: وكان إذا أتاه جبريل أطرق، فإذا ذهب قرأه كما وعده الله.
[ر: ٥]
سألت أنس بن مالك عن قراءة النَّبِيِّ ﷺ فَقَالَ: كَانَ يمد مدا
سأل أنس: كيف كانت قراءة النبي ﷺ؟ فقال: كانت مدا، ثم قرأ: ﴿بسم الله الرحمن الرحيم﴾، يمد ببسم الله، ويمد بالرحمن، ويمد بالرحيم.
رَأَيْتُ النَّبِيَّ ﷺ يقرأ وهو على ناقته، أو جمله، وهي تسير به، وهو يَقْرَأُ سُورَةَ الْفَتْحِ، أَوْ مِنْ سُورَةِ الْفَتْحِ، قراءة لينة، يقرأ وهو يرجع.
[ر: ٤٠٣١]
(يا أبا موسى، لقد أوتيت مزمارا من مزامير آل داود).
(مزمارا) صوتا حسنا، يشبه ما أعطيه داود عليه السلام من حسن الصوت. وأصله الآلة، وأطلق على الصوت الحسن للمشابهة بينهما.
(اقرأ علي القرآن). قلت: آقرأ عليك وعليك أنزل؟ قال: (إني أحب أن أسمعه من غيري).
[ر: ٤٣٠٦]
(اقرأ علي). قلت: يا رسول الله، آقرأ عليك وعليك أنزل؟ قال: (نعم). فقرأت سورة النساء، حتى أتيت إلى هذه الآية: ﴿فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا﴾. قال: (حسبك الآن). فالتفت إليه فإذا عيناه تذرفان.
[ر: ٤٣٠٦]
وقول الله تعالى: ﴿فاقرؤوا ما تيسر منه﴾ / المزمل: ٢٠/ ٠
نظرت كم يكفي الرجل من القرآن، فلم أجد سورة أقل من ثلاث آيات، فقلت: لا ينبغي لأحد أن يقرأ أقل من ثلاث آيات. قال علي: قال سفيان: أخبرنا منصور، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ: أخبره علقمة، عن أبي مسعود، ولقيته وهو يطوف بالبيت، فذكر قول النَّبِيُّ ﷺ: (إِنَّ مِنْ قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه).
[ر: ٣٧٨٦]
أنكحني أبي امرأة ذات حسب، فكان يتعاهد كنته فيسألها عن بعلها، فتقول: نعم الرجل من رجل، لم يطأ لنا فراشا، ولم يفتش لنا كنفا مذ أتيناه، فلما طال ذلك عليه، ذكر للنبي ﷺ، فقال: (القني به). فلقيته بعد، فقال: (كيف تصوم). قلت: كل يوم، قال: (وكيف تختم). قلت: كل ليلة، قال: (صم في كل شهر ثلاثة، واقرأ القرآن في كل شهر). قال: قلت: أطيق أكثر من ذلك، قال: (صم ثلاثة أيام في الجمعة). قلت: أطيق أكثر من ذلك، قال: (أفطر يومين وصم يوما). قال: قلت: أطيق أكثرمن ذلك، قال: (صم أفضل الصوم، صوم داود، صيام يوم وإفطار يوم، واقرأ في كل سبع ليال مرة). فليتني قبلت رخصة رسول الله ﷺ، وذاك أني كبرت وضعفت، فكان يقرأ على بعض أهله السبع من القرآن بالنهار، والذي يقرؤه يعرضه من النهار، ليكون أخف عليه بالليل، وإذا أراد أن يتقوى أفطر أياما، وأحصى وصام أياما مثلهن، كراهية أن يترك شيئا فارق النبي ﷺ عليه.
قال أبو عبد الله: وقال بعضهم: في ثلاث وفي خمس، وأكثرهم على سبع.
(في كم تقرأ القرآن).
(اقْرَأْ القرآن في شهر). قلت: إني أجد قوة، حتى قال: (فاقرأه في سبع، ولا تزد على ذلك).
[ر: ١٠٧٩]
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (اقرأ علي). قال: قلت: اقرأ عليك وعليك أنزل؟ قال: (إني أشتهي أن أسمعه من غيري). قال: فقرأت النساء حتى إذا بلغت: ﴿فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا﴾. قال لي: (كف، أو أمسك). فرأيت عينيه تذرفان.
(عن أبيه) أي عن أبي سفيان الثوري، واسمه سعيد بن مسروق الثوري.
(اقرأ علي). قلت: اقرأ عليك وعليك أنزل؟ قال: (إني أحب أن أسمعه من غيري).
[ر: ٤٣٠٦]
⦗١٩٢٨⦘
عن سُوَيْدُ بْنُ غَفَلَةَ: قَالَ عَلِيٌّ رضي الله عنه: سَمِعْتُ النَّبِيَّ ﷺ يقول:
(يأتي في آخر الزمان قوم، حدثاء الأسنان، سفهاء الأحلام، يقولون من غير قول البرية، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية، لا يجاوز إيمانهم حناجرهم، فأينما لقيتموهم فاقتلوهم، فإن قتلهم أجر لمن قتلهم يوم القيامة).
[ر: ٣٤١٥]
(يخرج فيكم قوم تحقرون صلاتكم مع صلاتهم، وصيامكم مع صيامهم، وعملكم مع عملهم، ويقرؤون القرآن لا يجاوز حَنَاجِرَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ من الرمية، ينظر في النصل فلا يرى شيئا، وينظر في القدح فلا يرى شيئا، وينظر في الريش فلا يرى شيئا، ويتمارى في الفوق).
[ر: ٣٤١٤]
(المؤمن الذي يقرأ القرآن ويعمل به كالأترجة، طعمها طيب وريحها طيب. والمؤمن الذي لا يقرأ القرآن ويعمل به كَالتَّمْرَةِ، طَعْمُهَا طَيِّبٌ وَلَا رِيحَ لَهَا. وَمَثَلُ المنافق الذي يقرأ القرآن كالريحانة، رِيحُهَا طَيِّبٌ وَطَعْمُهَا مُرٌّ. وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ الَّذِي لا يقرأ القرآن كالحنظلة، طعمها مر، أو خبيث، وريحها مر).
[ر: ٤٧٣٢]
(اقرؤوا الْقُرْآنَ مَا ائْتَلَفَتْ قُلُوبُكُمْ، فَإِذَا اخْتَلَفْتُمْ فَقُومُوا عنه).
(ما ائتلفت قلوبكم) أي ما دمتم نشطين وقلوبكم حاضرة وخواطركم مجتمعت. (فإذا اختلفتم فقوموا عنه) أي إذا اضطرب فهمكم لمعانيه بسبب الملل فاتركوا القراءة حتى يذهب عنكم ما أنتم فيه.
(اقرؤوا الْقُرْآنَ مَا ائْتَلَفَتْ عَلَيْهِ قُلُوبُكُمْ، فَإِذَا اخْتَلَفْتُمْ فقوموا عنه).
تابعه الحارث بن عبيد، وسعيد بن زيد، عن أبي عمران. ولم يرفعه حماد ابن سلمة وأبان.
وقال غندر، عن شعبة، عن أبي عمران: سمعت جندبا، قوله. وقال ابن عون، عن أبي عمران، عن عبد الله بن الصامت، عن عمر، قوله، وجندب أصح وأكثر.
[٦٩٣٠، ٦٩٣١]
أنه سمع رجل يقرأ آية، سمع النَّبِيِّ ﷺ خِلَافَهَا، فَأَخَذْتُ بيده، فانطلقت بِهِ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ، فَقَالَ: (كلاكما محسن، فاقرءا). أكبر علمي قال: (فإن من كان قبلكم اختلفوا فأهلكوا).
[ر: ٢٢٧٩]