٣٧١ – باب: تفسير سورة الصف.
وقال مجاهد: ﴿من أنصاري إلى الله﴾ /١٤/: من يتبعني إلى الله.
وقال ابن عباس: ﴿مرصوص﴾ /٤/: ملصق بعضه ببعض، وقال غيره: بالرصاص.
(أنصاري …) يكون معي جنديا في التوجه إلى نصرة الله تعالى بنصرة دينه.
٤ / ١٨٥٨
٣٧٢ – باب: قوله تعالى: ﴿من بعدي اسمه أحمد﴾ /٦/.
٤ / ١٨٥٨
٤٦١٤ – حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزهري قال: أخبرني مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يقول:
(إن لي أسماء: أنا محمد، وأنا أحمد، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي، وأنا العاقب).
[ر: ٣٣٣٩]
سورة الجمعة
٤ / ١٨٥٨
٣٧٣ – باب: قوله: ﴿وآخرين منهم لما يلحقوا بهم﴾ /٣/.
وقرأ عمر: فامضوا إلى ذكر الله.
(آخرين) يؤمنون. (منهم) من الأميين، الذين بعث فيهم. (لما يلحقوا بهم) لم يركوا الذين آمنوا به حين بعث.
٤ / ١٨٥٨
٤٦١٥ – حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: حدثني سليمان بن بلال، عَنْ ثَوْرٍ، عَنْ أَبِي الْغَيْثِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ:
كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ النَّبِيِّ ﷺ فأنزلت عليه سورة الجمعة: ﴿وآخرين منهم لما يلحقوا بهم﴾. قال: قلت: من هم يا رسول الله؟ فلم يراجعه حتى سأل ثلاثا، وفينا سلمان الفارسي، وَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَدَهُ على سلمان، ثم قال: (لو كان الإيمان عند الثريا، لناله رجال، أو رجل، من هؤلاء).
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ: حَدَّثَنَا عبد العزيز: أخبرني ثَوْرٍ، عَنْ أَبِي الْغَيْثِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبي ﷺ: (لناله رجال من هؤلاء).
أخرجه مسلم في فضائل الصحابة، باب: فضل فارس، رقم: ٢٥٤٦.
(سورة الجمعة) أي وفيها هذه الآية ﴿وآخرين منهم﴾ فلما قرأها قلت: من هم؟. (لما يلحقوا بهم) في الفضل /الجمعة: ٣/. (فلم يراجعه) لم يجبه على سؤاله. (الثريا) مجموعة من النجوم مشهورة. (لناله) لسعى إليه وحصله. (من هؤلاء) أي الفرس، بدلالة وضع يده على سلمان رضي الله عنه.
٤ / ١٨٥٨
٣٧٤ – باب: ﴿وإذا رأوا تجارة أو لهوا﴾ /١١/.
٤ / ١٨٥٩
٤٦١٦ – حدثني حفص بن عمر: حدثنا خالد بن عبد الله: حدثنا حصين، عن سالم بن أبي الجعد، وعن أبي سفيان، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما قال:
أقبلت عير يوم الجمعة، وَنَحْنُ مَعَ النَّبِيِّ ﷺ، فثار الناس إلا اثني عشر رجلا، فأنزل الله: ﴿وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وتركوك قائما﴾.
[ر: ٨٩٤]
سورة المنافقين.
(فثار الناس) تفرقوا.
٤ / ١٨٥٩
٣٧٥ – باب: قوله: ﴿إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله﴾. الآية /١/.
(الآية) وتتمتها: ﴿والله يشهد إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون﴾. أي يخالفون بقولهم ما في قلوبهم، ولا يعتقدون في قلوبهم ما يقولونه بألسنتهم.
٤ / ١٨٥٩
٤٦١٧ – حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عن أبي إسحاق، عن زيد بن أرقم قال:
كنت في غزاة، فسمعت عبد الله بن أبي يقول: لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا من حوله، ولئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل. فذكرت ذلك لعمي أو لعمر، فذكره للنبي ﷺ، فدعاني فحدثته، فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ إلى عبد الله بن أبي وأصحابه، فحلفوا ما قالوا، فكذبني رسول الله ﷺ وصدقه، فأصابني هم لم يصبني مثله قط، فجلست في البيت، فقال لي عمي: ما أردت إلى أن كذبك رسول الله ﷺ ومقتك؟ فأنزل الله تعالى: ﴿إذا جاءك المنافقون﴾. فَبَعَثَ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ فقرأ فقال: (إن الله قد صدقك يا زيد).
[٤٦١٨ – ٤٦٢١]
أخرجه مسلم في أول كتاب صفات المنافقين وأحكامهم، رقم: ٢٧٧٢.
(ينفضوا) يتفرقوا عنه. (الأعز) الأكثر عزة ومنعة، وعنوا به أنفسهم. (الأذل) الأقل عزة ومنعة، وعنوا به رسول الله ﷺ وأصحابه. (لعمي) قيل: هو عبد الله بن رواحة رضي الله عنه، لأنه كان زوج أمه، وعمه الحقيقي ثابت بن قيس رضي الله عنه. (ما أردت إلى أن كذبك) ما حملك على قولك حتى جرى لك ما جرى. (مقتك) أبغضك. وانظر الأبواب: ٣٧٥ – ٣٨٢.
٤ / ١٨٥٩
٣٧٦ – باب: ﴿اتخذوا أيمانهم جنة﴾ /٢/: يجتنون بها.
(جنة) سترة. (يجتنون بها) يحمون بها أموالهم وأنفسهم من القتل والأسر والسبي.
٤ / ١٨٥٩
٤٦١٨ – حدثنا آدم بن أبي إياس: حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن زيد بن
⦗١٨٦٠⦘
أرقم رضي الله عنه قال: كنت مع عمي، فسمعت عبد الله بن أبي ابن سلول يقول:
لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا. وقال أيضا: لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل، فذكرت ذلك لعمي، فذكر عمي لرسول الله ﷺ فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ إلى عبد الله بن أبي وأصحابه، فحلفوا ما قالوا، فصدقهم رسول الله ﷺ وكذبني، فأصابني هم لم يصبني مثله، فجلست في بيتي، فأنزل الله عز وجل: ﴿إذا جاءك المنافقون – إلى قوله – هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله – إلى قوله – ليخرجن الأعز منها الأذل﴾. فأرسل إلى رسول الله ﷺ فقرأها علي، ثم قال: (إن الله قد صدقك).
[ر: ٤٦١٧]
٤ / ١٨٥٩
٣٧٧ – باب: ﴿ذلك بأنهم آمنوا ثم كفروا فطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون﴾ /٣/.
(فطبع) ختم حتى لا يدخلها خير. (لا يفقهون) لا يفهمون معنى الإيمان، ولا ما يتلى عليهم من القرآن.
٤ / ١٨٦٠
٤٦١٩ – حدثنا آدم: حدثنا شعبة، عن الحكم قال: سمعت محمد بن كعب القرظي قال: سمعت زيد بن أرقم رضي الله عنه قال:
لما قال عبد الله بن أبي: لا تنفقوا على من عند رسول الله، وقال أيضا: لئن رجعنا إلى المدينة، أخبرت به النبي ﷺ فلامني الأنصار، وحلف عبد الله بن أبي ما قال ذلك، فرجعت إلى المنزل فنمت، فدعاني رسول الله ﷺ فأتيته، فقال: (إن الله قد صدقك). ونزل: ﴿هم الذين يقولون لا تنفقوا﴾. الآية. وقال ابن أبي زائدة، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرٍو، عَنِ ابْنِ أَبِي ليلى، عَنْ زَيْدٍ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ.
[ر: ٤٦١٧]
٤ / ١٨٦٠
٣٧٨ – باب: ﴿وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشب مسندة يحسبون كل صيحة عليهم هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله أنى يؤفكون﴾ /٤/.
(خشب مسندة) أشباح بلا أرواح، وأجسام بلا عقول، لا فائدة منهم، كما لا يستفاد من الخشب المسندة إلى الجدران دون انتفاع بها. (العدو) الكامل العداوة. (قاتلهم الله) أخزاهم وطردهم من رحمته. (أنى يؤفكون) كيف يصرفون عن الحق ويبتعدون عنه.
٤ / ١٨٦٠
٤٦٢٠ – حدثنا عمرو بن خالد: حدثنا زهير بن معاوية: حدثنا أبو إسحاق قال: سمعت زيد بن أرقم قَالَ:
خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ ﷺ في سفر أصاب الناس فيه شدة، فقال عبد الله بن أبي لأصحابه: لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا من حوله. وقال: لئن
⦗١٨٦١⦘
رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل، فأتيت النبي ﷺ فأخبرته، فأرسل إلى عبد الله بن أبي فسأله، فاجتهد يمينه ما فعل، قالوا: كذب زيد رسول الله ﷺ، فوقع في نفسي مما قالوا شدة، حتى أنزل الله عز وجل تصديقي في: ﴿إذا جاءك المنافقون﴾. فدعاهم النبي ﷺ ليستغفر لهم فلووا رؤوسهم. وقوله: ﴿خشب مسندة﴾. قال: كانوا رجالا أجمل شيء.
[ر: ٤٦١٧]
(فاجتهد يمينه) بالغ بيمينه وبذل وسعه فيها. (ما فعل) ما قال ما ذكر عنه. (فلووا) حركوا. (أجمل شيء) من أجمل الناس وأحسنهم أجساما.
٤ / ١٨٦٠
٣٧٩ – باب: قوله: ﴿وإذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول الله لووا رؤوسهم ورأيتهم يصدون وهم مستكبرون﴾ /٥/.
حركوا، استهزؤوا بالنبي ﷺ، ويقرأ بالتخفيف من: لويت.
(يصدون) يعرضون عما دعوا إليه. (مستكبرون) عن الاعتذار والاستغفار. (بالتخفيف) أي: ﴿لووا﴾ بفتح الواو الأولى دون تشديد، وهي قراءة نافع.
٤ / ١٨٦١
٤٦٢١ – حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى: عَنْ إِسْرَائِيلَ، عن أبي إسحاق، عن زيد بن أرقم قال: كنت مع عمي، فسمعت عبد الله بن أبي ابن سلول يقول:
لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا، ولئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل، فذكرت ذلك لعمي، فذكر عمي للنبي ﷺ، فدعاني فحدثته، فأرسل إلى عبد الله بن أبي وأصحابه، فحلفوا ما قالوا، وكذبني النبي ﷺ وصدقهم، فأصابني غم لم يصبني مثله قط، فجلست في بيتي، وقال عمي: ما أردت إلى أن كذبك النبي ﷺ ومقتك؟ فأنزل الله تعالى: ﴿إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله﴾. فأرسل إلي النبي ﷺ فقرأها وقال: (إن الله قد صدقك).
[ر: ٤٦١٧]
٤ / ١٨٦١
٣٨٠ – باب: قوله: ﴿سواء عليهم أستغفرت لهم أم لم تستغفر لهم لن يغفر الله لهم إن الله لا يهدي القوم الفاسقين﴾ /٦/.
(سواء ..) استغفارك وعدمه في حقهم سواء. (لن يغفر …) ما داموا على النفاق.
٤ / ١٨٦١
٤٦٢٢ – حَدَّثَنَا عَلِيٌّ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ: قَالَ عَمْرٌو: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عبد الله رضي الله عنهما قال:
كنا في غزاة – قال سفيان مرة: في جيش – فكسع رجل من المهاجرين رجلا
⦗١٨٦٢⦘
من الأنصار، فقال الأنصاري: يا للأنصار، وقال المهاجري: يا للمهاجرين، فسمع ذاك رسول الله ﷺ فقال: (ما بال دعوى جاهلية). قالوا: يا رسول الله، كسع رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار، فقال: (دعوها فإنها منتنة). فسمع بذلك عبد الله بن أبي فقال: فعلوها، أما والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل، فبلغ النبي ﷺ، فقام عمر فقال: يا رسول الله، دعني أضرب عنق هذا المنافق، فقال النبي ﷺ: (دعه، لا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه). وكانت الأنصار أكثر من المهاجرين حين قدموا المدينة، ثم إن المهاجرين كثروا بعد.
قال سفيان: فحفظته من عمرو: قال عمرو: سمعت جابرا: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ ﷺ.
[ر: ٣٣٣٠]
٤ / ١٨٦١
٣٨١ – باب: قوله: ﴿هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا ولله خزائن السماوات والأرض ولكن المنافقين لا يفقهون﴾ /٧/.
(ينفضوا) يتفرقوا عنه. (لله خزائن …) بيده مفاتيح الرزق، يعطي منها من يشاء ويقسم ما يشاء، ولا يعطى أحد إلا بأمره، ولا يمنع إلا بمشيئته. وخزائن جمع خزانة، وهي ما يحرز فيه الشيء ويحفظ، وخصت بما يخزن فيه نفائس الأموال. وخزائن الله تعالى: مقدوراته التي لا يظهرها لسواه، ولا يصل إليها علم الناس. (لا يفقهون) لا يفهمون الحقائق، ولا يدركون حكمة الله عز وجل وقدرته.
٤ / ١٨٦٢
٤٦٢٣ – حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ مُوسَى بن عقبة قال: حدثني عبد الله بن الفضل: أنه سمع أنس ابن مالك يقول:
حزنت على من أصيب بالحرة، فكتب إلي زيد بن أرقم، وبلغه شدة حزني، يذكر: أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يقول: (اللهم اغفر للأنصار، ولأبناء الأنصار). وشك ابن الفضل في: (أبناء أبناء الأنصار). فسأل أنسا بعض من كان عنده، فقال: هو الذي يقول رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (هَذَا الذي أوفى الله له بإذنه).
أخرجه مسلم في فضائل الصحابة، باب: من فضائل الأنصار رضي الله عنهم، رقم: ٢٥٠٦ (بالحرة) بالوقعة التي وقعت فيها بين جند يزيد بن معاوية وأهل المدينة. والحرة أرض ذات حجارة سوداء خارج المدينة. (فسأل أنسا) أي سألوه عن يزيد بن أرقم رضي الله عنه من هو. (يقول رسول الله) في حقه. (أوفى الله له بأذنه) أظهر صدقه فيما سمعه وأخبر به.
٤ / ١٨٦٢
٣٨٢ – باب: قوله: ﴿يقولون لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون﴾ /٨/.
انظر الحديث: ٤٦١٧ وأطرافه.
٤ / ١٨٦٣
٤٦٢٤ – حدثنا الحميدي: حدثنا سفيان قال: حفظناه من عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما يَقُولُ:
كُنَّا في غزاة، فكسع رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار، فقال الأنصاري: يا للأنصار، وقال المهاجري: يا للمهاجرين، فسمعها الله رسوله ﷺ، قال: (ما هذا). فقالوا: كسع رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار، فقال الأنصاري: يا للأنصار، وقال المهاجري: يا للمهاجرين، فقال النبي ﷺ: (دعوها فإنها منتنة). قال جابر: وكانت الأنصار حِينَ قَدِمَ النَّبِيُّ ﷺ أكثر، ثم كثر المهاجرون بعد. فقال عبد الله بن أبي: أو قد فعلوا، والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل، فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه: دعني يا رسول الله أضرب عنق هذا المنافق، قال النبي ﷺ (دعه، لا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه).
[ر: ٣٣٣٠]
٤ / ١٨٦٣
٣٨٣ – باب: تفسير سورة التغابن.
﴿التغابن﴾ /٩/: غبن أهل الجنة أهل النار. وقال علقمة، عن عبد الله: ﴿ومن يؤمن بالله يهدي قلبه﴾ /١١/: هو الذي إذا أصابته مصيبة رضي وعرف أنها من الله.
(غبن ..) أي يأخذ المؤمنون منازل الكافرين في الجنة لو آمنوا، فشبهوا بالمتبايعين يغبن أحدهما الآخر في بيعه، من الغبن وهو فوت الحظ والنصيب. (يؤمن بالله) يصدق أنه لا يصيبه إلا ما كتب الله تعالى له. (يهدي قلبه) يوفقه لليقين، حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه، وللقول الحسن، فلا يقول إلا ما يرضي الله عز وجل: إنا لله وإنا إليه راجعون، ويسلم لقضاء الله تعالى وقدره.
٤ / ١٨٦٣
٣٨٤ – باب: تفسير سورة الطلاق
وقال مجاهد: ﴿إن ارتبتم﴾ /٤/: إن لم تعلموا: أتحيض أم لا تحيض، فاللائي قعدن
⦗١٨٦٤⦘
عن المحيض واللائي لم يحضن بعد: فعدتهن ثلاثة أشهر. ﴿وبال أمرها﴾ /٩/: جزاء أمرها.
(ارتبتم) أشكل عليكم حكمهن وشككتم فيه، ولم تدروا ما عدتهن. (قعدن ..) انقطع حيضهن لكبر سنهن، وهو تفسير لقوله تعالى: ﴿واللائي
يئسن من المحيض من نساءكم إن ارتبتم فعدتهن ثلاثة أشهر واللائي لم يحضن﴾ /الطلاق: ٤/: أي لصغرهن، أو لعلة أخرى. (أمرها) كفرها وعصيانها.
٤ / ١٨٦٣
٤٦٢٥ – حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ قَالَ: حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي سَالِمٌ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما أَخْبَرَهُ:
أَنَّهُ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ وَهِيَ حَائِضٌ، فَذَكَرَ عمر لرسول الله ﷺ، فتغيظ فيه رسول الله صلى الله عليه ثم قال: (ليراجعها، ثم يمسكها حَتَّى تَطْهُرَ، ثُمَّ تَحِيضَ فَتَطْهُرَ، فَإِنْ بَدَا له أن يطلقها فليطلقها طاهرا قبل أن يمسها، فتلك العدة كما أمره الله).
[٤٩٥٣، ٤٩٥٤، ٤٩٥٨، ٥٠٢٢، ٥٠٢٣، ٦٧٤١]
(فتغيظ فيه) غضب لفعله. (يمسها) يجامعها. (كما أمره الله) بقوله: ﴿فطلقوهن لعدتهن﴾ أي لأول عدتهن. /الطلاق: ١/.
٤ / ١٨٦٤
٣٨٥ – بَاب: ﴿وَأُولاتُ الأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا﴾ /٤/.
وأولات الأحمال: واحدها: ذات حمل.
(أجلهن) وقت انقضاء عدتهن.
٤ / ١٨٦٤
٤٦٢٦ – حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ حَفْصٍ: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ يحيى قال: أخبرني أبو سلمة قال:
جاء رجل إلى ابن عباس، وأبو هريرة جالس عنده، فقال: أفتني في امرأة ولدت بعد زوجها بأربعين ليلة؟ فقال ابن عباس: آخر الأجلين، قلت أنا: ﴿وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن﴾. قال أبو هريرة: أنا مع ابن أخي، يعني أبا سلمة، فأرسل ابن عباس غلامه كريبا إلى أم سلمة يسألها، فقالت: قتل زوج سبيعة الأسلمية وهي حبلى، فوضعت بعد موته بأربعين ليلة، فخطبت، فأنكحها رسول الله ﷺ، وكان أبو السنابل فيمن خطبها.
[٥٠١٢]
أخرجه مسلم في الطلاق، باب: انقضاء عدة المتوفى عنها زوجها وغيرها بوضع الحمل، رقم: ١٤٨٥.
(آخر الأجلين) أي أقصاهما، من أربعة أشهر وعشرة أيام أو وضع الحمل. (فأنكحها) أي فأذن لها أن تتزوج.
٤ / ١٨٦٤
٤٦٢٦ – (م) وقال سليمان بن حرب وأبو النُّعْمَانِ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عن محمد قال:
كنت في حلقة فيها عبد الرحمن بن أبي ليلى، وكان أصحابه يعظمونه،
⦗١٨٦٥⦘
فذكر آخر الأجلين، فحدثت بحديث سبيعة بنت الحارث عن عبد الله بن عتبة، قال فضمز لي بعض أصحابه، قال محمد: ففطنت له، فقلت: إني إذا لجريء إن كذبت على عبد الله بن عتبة وهو في ناحية الكوفة، فاستحيا وقال: لكن عمه لم يقل ذاك. فلقيت أبا عطية مالك بن عامر فسألته، فذهب يحدثني حديث سبيعة، فقلت: هل سمعت عن عبد الله فيها شيئا؟ فقال: كنا عند عبد الله، فقال: أتجعلون عليها التغليظ، ولا تجعلون عليها الرخصة؟ لنزلت سورة النساء القصرى بعد الطولى: ﴿وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن﴾.
[ر: ٤٢٥٨]
(فذكر آخر الأجلين) أي أفتى بذلك. (فضمز) عض على شفته مشيرا أن اسكت. (فاستحيا) مما وقع منه. (لكن عمه) أي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه. (التغليظ) طول العدة بالحمل إذا زادت مدته على مدة الأشهر، وقد يمتد أكثر من تسعة أشهر. (الرخصة) التسهيل فيما إذا وضعت لأقل من أربعة أشهر وعشرة أيام. (القصرى) سورة الطلاق، وفيها:
﴿وأولات الأحمال﴾. (الطولى) سورة البقرة التي هي أطول سور القرآن، وفيها: ﴿والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرا﴾. /البقرة: ٢٣٤/. أي: ونزولها بعدها يدل على أنها محكمة، وأنها مخصصة للعدة بالأشهر لمن توفي عنها زوجها بالتي ليست ذات حمل.
سورة التحريم.
٤ / ١٨٦٤
٣٨٦ – باب: ﴿يا أيها النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تبتغي مرضاة أزواجك والله غفور رحيم﴾ /١/.
(تحرم ما أحل الله لك) من شرب العسل، وقيل: إتيان أمته مارية القبطية رضي الله عنها. (تبتغي) تطلب بذلك. (مرضاة أزواجك) رضاهن.
٤ / ١٨٦٥
٤٦٢٧ – حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ فَضَالَةَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ يحيى، عن ابن حكيم، هو يعلى بن حكيم الثقفي، عن سعيد بن جبير: أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ في الحرام:
يكفر. وقال ابن عباس: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حسنة﴾.
[٤٩٦٥]
أخرجه مسلم في الطلاق، باب: وجوب الكفارة على من حرم امرأته
ولم ينو الطلاق، رقم: ١٤٧٣.
(في الحرام) أي إذا حرم على نفسه ما يحل له، كما إذا قال: حرام علي أكل اللحم، أو قال لزوجته: أنت علي حرام. (يكفر) كفارة يمين، وهذا إذا لم ينو الطلاق، فإن نوى الطلاق وقع كما نوى. (أسوة) قدوة. /الأحزاب: ٢١/. وقرأها عاصم بضم الهمزة حيث كانت، وقرأ الجمهور بكسرها.
٤ / ١٨٦٥
٤٦٢٨ – حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ يوسف، عن ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ
⦗١٨٦٦⦘
عَطَاءٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ:
كَانَ رسول الله ﷺ يشرب عسلا عند زينب بنت جحش، ويمكث عندها، فواطيت أنا وحفصة على: أيتنا دخل عليها فلتقل له: أكلت مغافير، إني أجد منك ريح مغافير، قال: (لا، ولكني كنت أشرب عسلا عند زينب بنت جحش، فلن أعود له، وقد حلفت، لا تخبري بذلك أحدا).
[٤٩٦٦، ٦٣١٣، وانظر: ٤٩١٨]
(فواطيت) اتفقت، وأصله (فواطأت) وهو كذلك في بعض النسخ، وفي بعض النسخ: (فتواطأت). (مغافير) جمع مغفور، وهو صمغ حلو له رائحة كريهة، ينضجه شجر يسمى العرفط. (وقد حلفت) على أن لا أعود لشرب العسل عندها.
٤ / ١٨٦٥
٣٨٧ – باب: ﴿تبتغي مرضاة أزواجك﴾ /١/.
﴿قد فرض لله لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ وَاللَّهُ مَوْلاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الحكيم﴾ /٢/.
(فرض) بين. (تحلة أيمانكم) ما تحللون به أيمانكم، وهو الكفارة المذكورة بقوله تعالى: ﴿فكفارته إطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون أهليكم أو كسوتهم أو تحرير رقبة فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام﴾. /المائدة: ٨٩/. (تحرير رقبة) عتق عبد أو أمة.
٤ / ١٨٦٦
٤٦٢٩ – حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ بن حنين: أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما يحدث أنه قال:
مكثت سنة أريد أن أسأل عمر بن الخطاب عن آية، فما أستطيع أن أسأله هيبة له، حتى خرج حاجا فخرجت معه، فلما رجعت وكنا ببعض الطريق، عدل إلى الأراك لحاجة له، قال: فوقفت له حتى فرغ، ثم سرت معه فقلت: يا أمير المؤمنين، من اللتان تَظَاهَرَتَا عَلَى النَّبِيِّ ﷺ مِنْ أزواجه، فقال: تلك حفصة وعائشة، قال: فقلت: والله إن كنت لأريد أن أسألك عن هذا منذ سنة، فما أستطيع هيبة لك، قال: فلا تفعل، ما ظننت أن عندي من علم فاسألني، فإن كان لي علم خبرتك به، قال: ثم قال عمر: والله إن كنا في الجاهلية ما نعد للنساء أمرا، حتى أنزل الله فيهن ما أنزل وقسم لهن ما قسم، قال: فبينا أنا في أمر أتأمره إذ قالت
⦗١٨٦٧⦘
امرأتي: لو صنعت كذا وكذا، قال: فقلت لها: ما لك ولما ها هنا، فيما تكلفك في أمر أريده؟ فقالت لي: عجبا لك يا ابن الخطاب، ما تريد أن تراجع أنت، وإن ابنتك لتراجع رسول الله ﷺ حتى يظل يومه غضبان، فقام عمر، فأخذ رداءه مكانه حتى دخل على حفصة فقال لها: يا بنية إنك لتراجعين رسول الله ﷺ حتى يظل يومه غضبان؟ فقالت حفصة: والله إنا لنراجعه، فقلت: تعلمين أني أحذرك عقوبة الله، وغضب رسوله ﷺ، يا بنية لا تغرنك هَذِهِ الَّتِي أَعْجَبَهَا حُسْنُهَا حُبَّ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ إِيَّاهَا، يُرِيدُ عَائِشَةَ، قال: ثم خرجت حتى دخلت على أم سلمة لقرابتي منها فكلمتها، فقالت أم سلمة: عجبا لك يا ابن الخطاب، دخلت في كل شيء، حتى تبتغي أَنْ تَدْخُلَ بَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ وأزواجه، فأخذتني والله أخذا كسرتني عن بعض ما كنت أجد، فخرجت من عندها. وكان لي صاحب من الأنصار إذا غبت أتاني بالخبر، وإذا غاب كنت أنا آتيه بالخبر، ونحن نتخوف ملكا من ملوك غسان، ذكر لنا أنه يريد أن يسير إلينا، فقد امتلأت صدورنا منه، فإذا صاحبي الأنصاري يدق الباب، فقال: افتح افتح، فقلت: جاء الغساني؟ فقال: بل أشد من ذلك، اعتزل رسول الله ﷺ أزواجه، فقلت: رغم أنف حفصة وعائشة، فأخذت ثوبي فأخرج حتى جِئْتُ، فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ في مشربة له، يرقى عليها بعجلة، وَغُلَامٌ لِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ أسود على رأس الدرجة، فقلت له: قُلْ هَذَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، فَأَذِنَ لِي، قال عمر: فَقَصَصْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ هذا الحديث، فلما بلغت حديث أم سلمة تبسم رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، وَأَنَّهُ لعلى حصير ما بينه وبينه شيء، وتحت رأسه وسادة من أدم حشوها ليف، وإن عند رجليه قرظا مصبوبا، وعند رأسه أهب معلقة، فرأيت أثر الحصير في جنبه فبكيت، فقال: (ما يبكيك). فقلت: يا رسول الله، إن كسرى وقيصر فيما هما فيه، وأنت رسول
⦗١٨٦٨⦘
الله، فقال: (أما ترضى أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة).
[ر: ٨٩]
أخرجه مسلم في الطلاق، باب: في الإيلاء واعتزال النساء وتخييرهن، رقم: ١٤٧٩.
(عدل إلى الأراك) مال عن الطريق حتى انتهى إلى شجرة الأراك، وهي التي يتخذ منها عود السواك. (تظاهرتا) تعاونتا عليه في الإفراط في الغيرة وإفشاء سره حتى استاء من ذلك. (أمرا) شأنا. (أنزل الله فيهن ما أنزل) من القرآن الذي يأمر بالإحسان إليهن. (ما قسم) من الحظ في الميراث، والحق في النفقة ونحو ذلك. (أتأمره) أتفكر فيه. (فيما تكلفك) أي شيء حملك على التدخل فيما ليس من شأنك (فأخذ رداءه مكانه) أي ارتدى رداءه فور سماعه لكلامها، وذهب إلى بنته. (فأخذتني) بكلامها. (كسرتني) صرفتني. (أجد) من الموجدة وهي الغضب. (امتلأت صدورنا منه) كنا في خوف شديد من مجيئه. (رغم أنف) لصق بالرغام وهو التراب، أي ذلت وصغرت. (يرقى عليها بعجلة) يصعد عليها بسرعة. (قرظا) ورق شجر يدبغ به. (مصبوبا) مسكوبا، ويروى (مصبورا) أي مجموعا كالصبرة وهي الكومة. (أهب) جمع إهاب وهو الجلد الذي لم يدبغ. (فيما هو فيه) من الرفاهية وأنواع النعيم الدنيوي.
٤ / ١٨٦٦
٣٨٨ – باب: ﴿وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فلما نبأت به وأظهره الله عليه عرف بعضه وأعرض عن بعض فلما نبأها به قالت من أنبأك هذا قال نبأني العليم الخبير﴾ /٣/.
فِيهِ عَائِشَةُ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ.
[ر: ٤٦٢٨]
(أسر) حدثها بكلام وقال لا تفشيه. (بعض أزواجه) حفصة رضي الله عنها. (حديثا) هو تحريم مارية رضي الله عنها. (نبأت به) أخبرت عائشة رضي الله عنها. (أظهره الله عليه) أطلعه على إخبارها. (عرف بعضه) أخبر حفصة ببعض ما قالته لعائشة رضي الله عنهما. (أعرض عن بعض) ولم يخبرها بكل ما قالت تكرما منه.
٤ / ١٨٦٨
٤٦٣٠ – حدثنا علي: حدثنا سفيان: حدثنا يحيى بن سعيد قال: سمعت عبيد بن حنين قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما يقول:
أردت أن أسأل عمر، فقلت: يا أمير المؤمنين، من المرأتان اللتان تظاهرتا على رسول الله ﷺ؟ فما أتممت كلامي حتى قال: عائشة وحفصة.
[ر: ٨٩]
٤ / ١٨٦٨
٣٨٩ – باب: قوله: ﴿إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا﴾ /٤/.
صغوت وأصغيت: ملت. ﴿لتصغى﴾ /الأنعام: ١١٣/: لتميل.
﴿وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير﴾ /٤/: عون، تظاهرا: تعاونا.
وقال مجاهد: ﴿قوا أنفسكم وأهليكم﴾ /٦/: أوصوا أنفسكم وأهليكم بتقوى الله وأدبوهم.
(صغت) مالت إلى تحريم مارية وسركما ذلك، وهذا يستوجب التوبة. (مولاه) ناصره وحافظه. (صالح المؤمنين) المؤمنون المخلصون الصادقون. (ظهير) أعوان ونصراء. (بتقوى الله) بفعل ما أمر به وترك ما نهى عنه، ليكون ذلك حاجزا بينكم وبين النار يوم القيامة. (أدبوهم) ربوهم ونشئوهم على ذلك.
٤ / ١٨٦٨
٤٦٣١ – حدثنا الحميدي: حدثنا سفيان: حدثنا يحيى بن سعيد قال: سمعت عبيد بن حنين يقول: سمعت ابن عباس يقول:
أردت أَنْ أَسْأَلَ عُمَرَ عَنِ الْمَرْأَتَيْنِ اللَّتَيْنِ تَظَاهَرَتَا على رسول الله ﷺ، فمكثت سنة فلم أجد له موضعا، حتى خرجت معه حاجا، فلما كنا بظهران، ذهب عمر لحاجته فقال: أدركني بالوضوء، فأدركته بالإداوة، فجعلت أسكب عليه الماء، ورأيت موضعا، فقلت يا أمير المؤمنين: من المرأتان اللتان تظاهرتا؟
⦗١٨٦٩⦘
قال ابن عباس: فما أتممت كلامي حتى قال: عائشة وحفصة.
[ر: ٨٩]
٤ / ١٨٦٨
٣٩٠ – باب: قوله: ﴿عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبَدِّلَهُ أَزْوَاجًا خيرا منكن مسلمات مؤمنات قانتات تائبات عابدات سائحات ثيبات وأبكارا﴾ /٥/.
(يبدله) وفي قراءة ﴿يبدله﴾. (قانتات) مطيعات، لأن القنوت هو القيام بطاعة الله تعالى، وطاعة الله تعالى في طاعة رسول الله ﷺ. (تائبات) تاركات للذنوب ومنها المخالفة وعدم الطاعة، كثيرات الرجوع إلى الله تعالى وأمر رسوله ﷺ. (عابدات) كثيرات العبادة. (سائحات) صائمات، وقيل للصائم سائح لأنه يمسك عن الطعام والشراب حتى يجيء وقت فطره، كالسائح لا زاد معه، فلا يزال ممسكا إلى أن يجده. وقيل: معناها: مهاجرات. (ثيبات) جمع ثيب وهي التي سبق لها زواج. (أبكارا) جمع بكر وهي التي لم يسبق لها زواج.
٤ / ١٨٦٩
٤٦٣٢ – حدثنا عمرو بن عون: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قال عمر رضي الله عنه:
اجتمع نِسَاءُ النَّبِيِّ ﷺ فِي الْغَيْرَةِ عَلَيْهِ، فَقُلْتُ لَهُنَّ: عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبَدِّلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ، فَنَزَلَتْ هذه الآية.
[ر: ٣٩٣]
٤ / ١٨٦٩
٣٩١ – باب: تفسير سورة الملك: ﴿تبارك الذي بيده الملك﴾ /١/.
التفاوت: الآختلاف، والتفاوت والتفوت واحد. ﴿تميز﴾ /٨/: تقطع. ﴿مناكبها﴾ /١٥/: جوانبها. ﴿تدعون﴾ /٢٧/: وتدعون واحد، مثل تذكرون وتذكرون. ﴿ويقبضن﴾ /١٩/: يضربن بأجنحتهن.
وقال مجاهد: ﴿صافات﴾ /١٩/: بسط أجنحتهن. ﴿ونفور﴾ /٢١/: الكفور.
(تبارك) تعالى وتعاظم عن صفات المخلوقين. (بيده) بتدبيره وتصريفه. (الملك) الأمر والنهي والسلطان. (التفاوت) يشير إلى قوله تعالى: ﴿ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت﴾ /الملك: ٣/: أي اضطراب وعدم تناسق وتناسب. وقرأ حمزة وعلي: ﴿تفوت﴾. (تدعون) من الدعوى، أي تنكرون وقوعه بعد الموت والبعث. وقرأ يعقوب ﴿تدعون﴾ من الدعاء أي تطلبون وتتمنون أن يعجل لكم، أي العذاب. (يقبضن) يضممن أجنحتهن إذا ضربن بهن جنوبهن أثناء الطيران. (صافات) باسطات أجنحتهن في
الجو أثناء الطيران. (نفور) تباعد عن الحق وشرود عن الهدى.
٤ / ١٨٦٩
٣٩٢ – باب: تفسير سورة: ﴿ن والقلم﴾ /١/.
⦗١٨٧٠⦘
وقال قتادة: ﴿حرد﴾ /٢٥/: جد في أنفسهم.
وقال ابن عباس: ﴿يتخافتون﴾ /٢٣/: ينتجون السرار والكلام الخفي. ﴿لضالون﴾ /٢٦/: أضللنا مكان جنتنا.
وقال غيره: ﴿كالصريم﴾ /٢٠/: كالصبح انصرم من الليل، والليل انصرم من النهار، وهو أيضا: كل رملة انصرمت من معظم الرمل، والصريم أيضا المصروم، مثل: قتيل ومقتول.
(والقلم) أقسم سبحانه بجنس القلم الذي يكتب به تنبيها لما في ذلك من الفوائد والمنافع التي لا تحصى، والله تعالى أعلم بمراده، وله سبحانه أن يقسم بما شاء، لأنه خالق الأشياء، بخلاف العباد، فليس لهم أن يقسموا إلا به سبحانه أو باسم من أسمائه أو صفة من صفاته، لأن القسم منهم تعظيم وتقديس، ولا ينبغي لهم أن يقدسوا أو يعظموا سوى خالقهم جل وعلا. (جد ..) قصد وتصميم. (ينتجون) يكلم بعضهم بعضا. (السرار) جمع سر وهو ما تكتمه وتخفيه من الأمور التي عزمت عليها. (أضللنا) أخطأنا. (جنتنا) بستاننا وحديقتنا ذات النخل والشجر. (كالصريم) الشجر الذي قطع ثمره وجمع، وقيل: اسودت واحترقت، فصارت كالليل المظلم الذي انصرم من النهار، أي انقطع، أو صارت أرضا بيضاء بلا شجر، كالصبح انصرم
من الليل. (وهو) أي الصريم. (انصرمت) انعزلت. (الصريم …) أي فعيل بمعنى مفعول.
٤ / ١٨٦٩
٣٩٣ – باب: ﴿عتل بعد ذلك زنيم﴾ /١٣/.
٤ / ١٨٧٠
٤٦٣٣ – حدثنا محمود: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عن أبي حصين، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما:
﴿عتل بعد ذلك زنيم﴾. قال: رجل من قريش، له زنمة مثل زنمة الشاة.
(عتل) غليظ جاف شديد الفتك، وقيل: الأكول الشروب القوي الشديد. (بعد ذلك) مع ذلك. (زنيم) دعي ملحق النسب، ملصق بالقوم وليس منهم، والزنيم أيضا: اللئيم المعروف بلؤمه وشره. /ن: ١٣/. (رجل) هو الوليد ابن المغيرة، وقيل غيره. (زنمة) قطعة جلد أو لحم زائدة. (زنمة الشاة) هي ما يقطع من أذنها ويترك معلقا.
٤ / ١٨٧٠
٤٦٣٤ – حدثنا أبو نعيم: حدثنا سفيان، عن مَعْبَدُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: سَمِعْتُ حَارِثَةَ بْنَ وهب الخزاعي قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ ﷺ يقول:
(ألا أخبركم بأهل الْجَنَّةِ؟ كُلُّ ضَعِيفٍ مُتَضَعَّفٍ، لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لَأَبَرَّهُ. أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَهْلِ النَّارِ: كُلُّ عتل، جواظ، مستكبر).
[٥٧٢٣، ٦٢٨١]
أخرجه مسلم في الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب: النار يدخلها الجبارون، رقم: ٢٨٥٣.
(متضعف) بكسر العين، متواضع لين هين، وروي بفتح العين، أي يستضعفه الناس ويحتقرونه. (أقسم) حلف يمينا طمعا في كرم الله تعالى. (لأبره) لحقق له ما أقسم عليه، ولأجاب طلبه ودعاءه. (جواظ) شديد الصوت في الشر، متكبر مختال في مشيته.
٤ / ١٨٧٠
٣٩٤ – باب: ﴿يوم يكشف عن ساق﴾ /٤٢/.
(يوم ..) هذا الكلام عبارة عن شدة الأمر يوم القيامة، للحساب والجزاء، والعرب تقول لمن وقع في أمر يحتاج إلى اجتهاد ومعاناة: شمر عن ساقه، وتقول للحرب إذا اشتدت: كشفت عن ساقها.
٤ / ١٨٧١
٤٦٣٥ – حدثنا آدم: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سعيد رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ ﷺ يقول:
(يكشف ربنا عن ساقه، فيسجد له كل مؤمن ومؤمنة، ويبقى كل من كان يسجد في الدنيا رياء وسمعة، فيذهب ليسجد، فيعود ظهره طبقا واحدا).
[ر: ٤٣٠٥]
(ساقه) الله تعالى أعلم بهذا، مع اعتقادنا بتنزيه الله تعالى عما يشابه المخلوقات، وللعلماء المحققين تأويلات لمثل هذه المتشابهات، لا تخرج عن قواعد الشريعة وأصول الدين، منها: ما ذكر في شرح الآية السابقة، ومنها: أن المراد بالساق نور عظيم يكشف عنه سبحانه يوم القيامة، وغير ذلك. (رياء) مراءاة للناس، أي ليروه ويثنوا عليه. (سمعة) يسمع به الناس ويذيعوا صيته. (طبقا واحدا) كالصحيفة الواحدة، فلا ينثني للسجود ولا يقدر عليه.
٤ / ١٨٧١
٣٩٥ – باب: تفسير سورة الحاقة.
قال ابن جبير: ﴿حسوما﴾ /٧/: متتابعة. ﴿عيشة راضية﴾ /٢١/: يريد: فيها الرضا. ﴿القاضية﴾ /٢٧/: الموتة الأولى التي متها لم أحي بعدها. ﴿من أحد عنه حاجزين﴾ /٤٧/: أحد يكون للجمع وللواحد.
وقال ابن عباس: ﴿الوتين﴾ /٤٦/: نياط القلب.
قال ابن عباس: ﴿طغى﴾ /١١/: كثر، ويقال: ﴿بالطاغية﴾ /٥/: بطغيانهم، ويقال: طغت على الخزان كما طغى الماء على قوم نوح. و: ﴿غسلين﴾ /٣٦/: ما يسيل من صديد
⦗١٨٧٢⦘
أهل النار. وقال غيره: ﴿من غسلين﴾ كل شيء غسلته فخرج منه شيء فهو غسلين، فعلين من الغسل، من الجرح والدبر. ﴿أعجاز نخل﴾ /٧/: أصولها. ﴿باقية﴾ /٨/: بقية.
(حسوما) تتابعت عليهم فحسمتهم، أي استأصلتهم بالعذاب، من الحسم وهو القطع. (راضية) ذات رضا، أو: مرضية. (القاضية) القاطعة للحياة والقاضية عما بعدها. (فما منكم …) فما يستطيع أحد منكم أن يحجزنا ويمنعنا عن عقوبة محمد ﷺ لوتقول علينا شيئا، وهو يعلم ذلك، ولذا يستحيل أن يقدم عليه. (نياط القلب) عرق يتصل بالقلب إذا قطع مات الإنسان. (بطغيانهم) بسبب طغيانهم، والطاغية مصدر مثل طغيان، وقيل: الطاغية: الصيحة الشديدة المجاوزة للحد في القوة حتى صرعتهم وأهلكتهم. (الخزان) بصيغة المفرد وبصيغة الجمع، والمراد الملائكة الموكلون بإرسال الريح بمقادير معينة. (غسلين) قيل: هو شجر يأكله أهل النار، وفسره الفراء بما ذكره البخاري رحمه الله تعالى. (صديد) القيح الذي يفسد به الجرح. (غيره) أي الفراء. [عيني]. (الدبر) جمع دبرة، وهي قرحة الدابة].
٤ / ١٨٧١
٣٩٦ – باب: تفسير سورة المعارج ﴿سأل سائل﴾ /١/.
الفصيلة: أصغر آبائه القربى، إليه ينتمي من انتمى. ﴿للشوى﴾ /١٦/: اليدان والرجلان والأطراف، وجلدة الرأس يقال لها شواة، وما كان غير مقتل فهو شوى. والعزون: الحلق والجماعات، وواحدها عزة. ﴿يوفضون﴾ /٤٣/: الإيفاض الإسراع.
(الفصيلة) يشير إلى قوله تعالى: ﴿وفضيلته التي تؤويه﴾ /المعارج: ١٣/: أي عشيرته الأدنون الذين فصل عنهم، والذين ينضم إليهم ويستنصر بهم. (ينتمي) ينتسب، ويروى (ينتهي) من الانتهاء، أي إليه ينتهي نسب من انتسب. (العزون) يفسر قوله تعالى: ﴿فمال الذين كفروا قبلك مهطعين. عن اليمين وعن الشمال عزين﴾ /المعارج: ٣٦، ٣٧/. (قبلك) نحوك وباتجاهك. (مهطعين) مسرعين، مادي أعناقهم مديمي النظر إليك.
٤ / ١٨٧٢
٣٩٧ – باب: تفسير سورة نوح: ﴿إنا أرسلنا﴾ /١/.
﴿أطوارا﴾ /١٤/: طورا كذا وطورا كذا، يقال: عدا طوره أي قدره. والكبار أشد من الكبار، وكذلك جمال وجميل لأنها أشد مبالغة، وكبار الكبير، وكبارا أيضا بالتخفيف، والعرب تقول: رجل حسان وجمال، وحسان، مخفف، وجمال، مخفف. ﴿ديارا﴾ /٢٦/: من دور، ولكنه فيعال من الدوران، كما قرأ عمر: الحي القيام. /البقرة: ٢٥٥/: وهي من قمت، وقال غيره: ﴿ديارا﴾ أحدا. ﴿تبارا﴾ /٢٨/: هلاكا.
وقال ابن عباس: ﴿مدرارا﴾ /١١/: يتبع بعضه بعضا. ﴿وقارا﴾ /١٣/: عظمة.
(طورا كذا ..) أي نطفة ثم علقة .. وهكذا، حتى يكتمل الخلق ثم يولد، فيكون طفلا ثم شابا ثم كهلا … وهكذا حتى يدركه الموت. والطور يكون بمعنى تارة كما هو هنا، ويكون بمعنى القدر كما ذكر. (عدا) جاوز. (الكبار) يشير إلى قوله تعالى: ﴿ومكروا مكرا كبارا﴾ /نوح: ٢٢/: أي احتالوا أو دبروا لأذاه تدبيرا كبيرا. (أشد) أي أبلغ في معناها. (الكبار) بمعنى الكبير، وهو أبلغ منه. (ديارا) أحدا يدور في الأرض، مشتق من دار يدور دورا. (فيعال) أي أصله ديوار، فأبدلت الواو ياءا وأدغمت بالتي قبلها. (القيام) القراءة المشهورة ﴿القيوم﴾ والمعنى واحد. (غيره) لم يعرف من مراده بالقائل الأول ولا من هو غيره. (مدرارا) كثير الدر، والمراد الكثرة والتتابع، وأصل الدر حلب الشاة حالا بعد حال.
٤ / ١٨٧٢
٣٩٨ – باب: ﴿ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق﴾ /٢٣/.
٤ / ١٨٧٣
٤٦٣٦ – حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ. وَقَالَ عَطَاءٌ: عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما:
صارت الأوثان التي كانت في قوم نوح في العرب بعد، أما ود: كانت لكلب بدومة الجندل، وأما سواع: كانت لهذيل، وأما يغوث: فكانت لمراد، ثم لبني غطيف بالجوف عند سبأ، وأما يعوق: فكانت لهمدان، وأما نسر: فكانت لحمير، لآل ذي الكلاع، أسماء رجال صالحين من قوم نوح، فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم: أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا
يجلسون أنصابا وسموها بأسمائهم، ففعلوا، فلم تعبد، حتى إذا هلك أولئك، وتنسخ العلم عبدت.
(بدومة الجندل) مدينة بين المدينة والعراق وبلاد الشام. (هذيل) قبيلة من قبائل العرب، وكذلك مراد، وغطيف وهمدان وحمير وذو الكلاع. (بالجوف) اسم واد في اليمن، والجوف كل منخفض من الأرض. (أنصابا) جمع نصب وهو حجر أو صنم ينصب تخليدا لذكرى رجل أو غيره. (هلك أولئك) مات الذين نصبوا الأنصاب، وكانوا يعلمون لماذا نصبت. (تنسخ العلم) زالت معرفة الناس بأصل نصبها.
٤ / ١٨٧٣
٣٩٩ – باب: تفسير سورة (الجن): ﴿قل أوحي إلي﴾ /١/.
قال ابن عباس: ﴿لبدا﴾ /١٩/: أعوانا.
(لبدا) يركب بعضهم بعضا من الازدحام عليه، حرصا على استماع القرآن. وقيل: تظاهروا وكانوا أعوانا على إبطاله.
٤ / ١٨٧٣
٤٦٣٧ – حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عن ابن عباس قال:
انْطَلَقَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فِي طَائِفَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، عَامِدِينَ إِلَى سُوقِ عُكَاظٍ، وَقَدْ حِيلَ بَيْنَ الشَّيَاطِينِ وَبَيْنَ خَبَرِ السماء، وأرسلت عليهم الشهب، فرجعت الشياطين، فَقَالُوا: مَا لَكُمْ؟ فَقَالُوا: حِيلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ خبر السماء، وأرسلت علينا الشهب، قال: مَا حَالَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ إِلَّا ما حَدَثَ، فَاضْرِبُوا مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا، فَانْظُرُوا مَا هذا الأمر الذي حدث. فانطلقوا، فضربوا مشارق الأرض ومغاربها، ينظرون ما هذا الأمر الذي حال بينهم وبين خبر السماء، قال: فانطلق الذين توجهوا نحو تهامة إلى رسول الله ﷺ بنخلة، وهو عامد إِلَى سُوقِ عُكَاظٍ، وَهُوَ يُصَلِّي بِأَصْحَابِهِ صَلَاةَ الفجر، فلما سمعوا القرآن تسمعوا له، فقالوا: هَذَا الَّذِي حَالَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ، فهنالك
⦗١٨٧٤⦘
رجعوا إلى قومهم، فقالوا: ﴿يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا. يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أحدا﴾. وأنزل الله عز وجل عَلَى نَبِيِّهِ ﷺ: ﴿قُلْ أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن﴾. وإنما إليه قول الجن.
[ر: ٧٣٩]
٤ / ١٨٧٣
٤٠٠ – باب: تفسير سورة المزمل.
وقال مجاهد: ﴿وتبتل﴾ /٨/: أخلص.
وقال الحسن: ﴿أنكالا﴾ /١٢/: قيودا. ﴿منفطر به﴾ /١٨/: مثقلة به.
وقال ابن عباس: ﴿كثيبا مهيلا﴾ /١٤/: الرمل السائل. ﴿وبيلا﴾ /١٦/: شديدا.
(تبتل) أخلص له في الدعاء والعبادة وتفرغ عمن سواه. (أنكالا) قيودا ثقالا لا تنفك أبدا، جمع نكل ونكل. (منفطر به) متشققة من شدته وثقله. (السائل) الذي إذا أخذت منه شيئا انهال ما بعده.
٤ / ١٨٧٤
٤٠١ – باب: تفسير سورة المدثر.
قال ابن عباس: ﴿عسير﴾ /٩/: شديد. ﴿قسورة﴾ /٥١/: ركز الناس وأصواتهم، وقال أبو هريرة: الأسد، وكل شديد قسورة وقسور. ﴿مستنفرة﴾ /٥١/: نافرة مذعورة.
(المدثر) المتلفف بثيابه، من الدثار وهو كل ما كان من الثياب فوق الشعار، والشعار الثوب الذي يلي الجسد. (ركز الناس) حسهم، والركز الصوت الخفي. (قسورة وقسور) من القسر، وهو الغلبة والقهر.
٤ / ١٨٧٤
٤٦٣٨ – حدثنا يحيى: حدثنا وكيع، عن عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كثير:
سألت أبا سلمة بن عبد الرحمن، عن أول ما نزل من القرآن، قال: ﴿يا أيها المدثر﴾. قلت: يقولون: ﴿اقرأ باسم ربك الذي خلق﴾. فقال أبو سلمة: سألت جابر بن عبد الله رضي الله عنهما عن ذلك، وقلت له مثل الذي قلت، فقال جابر: لا أحدثك إلا ما حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، قال: (جاورت بحراء، فلما قضيت جواري هبطت، فنوديت، فنظرت عن يميني فلم أر شيئا، ونظرت عن شمالي فلم أر شيئا، ونظرت أمامي فلم أر شيئا، ونظرت خلفي فلم أر شيئا، فرفعت رأسي فرأيت شيئا، فأتيت خديجة فقلت: دثروني، وصبوا علي ماء باردا، قال: فدثروني وصبوا علي ماء باردا، قال: فنزلت: ﴿يا أيها المدثر. قم فأنذر. وربك فكبر﴾).
[ر: ٤]
(جاورت) اعتكفت. (قضيت جواري) انتهيت من اعتكافي. (هبطت) نزلت من الغار لأذهب إلى بيتي.
٤ / ١٨٧٤
٤٠٢ – باب: ﴿قم فأنذر﴾ /٢/.
٤ / ١٨٧٥
٤٦٣٩ – حدثني محمد بن بشار: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي وغيره قالا: حدثنا حرب بن شداد، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سلمة، عن جابر ابن عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قال:
(جاورت بحراء). مثل حديث عثمان بن عمر، عن علي بن المبارك.
[ر: ٤]
٤ / ١٨٧٥
٤٠٣ – باب: ﴿وربك فكبر﴾ /٣/.
٤ / ١٨٧٥
٤٦٤٠ – حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ: حَدَّثَنَا حَرْبٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى قال:
سألت أبا سلمة: أي القرآن أنزل أول؟ فقال: ﴿يا أيها المدثر﴾. فقلت: أنبئت أنه: ﴿اقرأ باسم ربك الذي خلق﴾. فقال أبو سلمة: سألت جابر بن عبد الله: أي القرآن أنزل أول؟ فقال: ﴿يا أيها المدثر﴾. فقلت: أنبئت أنه: ﴿اقرأ باسم ربك﴾. فقال: لا أخبرك إلا بما قال رسول الله ﷺ، قال رسول الله ﷺ: (جاورت في حراء، فلما قضيت جواري هبطت، فاستبطنت الوادي، فنوديت، فنظرت أمامي وخلفي، وعن يميني وعن شمالي، فإذا هو جالس على عرش بين السماء والأرض، فأتيت خديجة فقلت: دثروني وصبوا علي ماء باردا، وأنزل علي: ﴿يا أيها المدثر. قم فأنذر. وربك فكبر﴾).
[ر: ٤]
(استبطنت الوادي) وصلت إلى بطنه، وهو أخفض مكان فيه. (هو) أي الملك الذي جاءني في حراء، كما صرحت به الرواية التالية، وهذا ظاهر أن ما حصل في حراء قبل هذا. (عرش) وفي نسخة (كرسي) والمعنى متقارب.
٤ / ١٨٧٥
٤٠٤ – باب: ﴿وثيابك فطهر﴾ /٤/.
٤ / ١٨٧٥
٤٦٤١ – حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عقيل، عن ابن شهاب. وحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ: أخبرنا معمر، عن الزهري: فأخبرني أبو سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عبد الله رضي الله عنهما قَالَ:
سَمِعْتُ النَّبِيَّ ﷺ، وَهُوَ يُحَدِّثُ عَنْ فَتْرَةِ الْوَحْيِ، فَقَالَ فِي حديثه: (فبينا أَنَا أَمْشِي، إِذْ سَمِعْتُ صَوْتًا مِنَ السَّمَاءِ، فرفعت رأسي، فَإِذَا الْمَلَكُ الَّذِي جَاءَنِي بِحِرَاءٍ، جَالِسٌ عَلَى كرسي بين السماء والأرض، فجئثت منه رعبا، فرجعت فقلت: زملوني زملوني، فدثروني، فأنزل الله تعالى: ﴿يا أيها المدثر. إلى: والرجز فاهجر﴾. قبل أن تفرض الصلاة، وهي الأوثان).
[ر: ٤]
٤ / ١٨٧٥
٤٠٥ – باب: قوله: ﴿والرجز فاهجر﴾ /٥/.
يقال: الرجز والرجس العذاب.
(الرجز) قرأ يعقوب وسهل وحفص بضم الراء، وقرأ غيرهم بكسرها. وقيل هما بمعنى واحد، وقيل: بالضم معناها الصنم، وبالكسر معناها النجاسة والمعصية.
٤ / ١٨٧٦
٤٦٤٢ – حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عن عقيل: قال ابن شهاب: سمعت أبا سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنِي جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ:
أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ، يحدث عن فترة الْوَحْيُ: (فَبَيْنَا أَنَا أَمْشِي، سَمِعْتُ صَوْتًا مِنَ السماء، فرفعت بصري قبل السَّمَاءِ، فَإِذَا الْمَلَكُ الَّذِي جَاءَنِي بِحِرَاءٍ، قَاعِدٌ على كرسي بين السماء والأرض، فجئثت منه، حتى هويت إلى الأرض، فجئت أهلي فقلت: زملوني زملوني، فزملوني، فأنزل الله تعالى: ﴿يا أيها المدثر. قم فأنذر – إلى قوله – فاهجر﴾. قال أبو سلمة: والرجز الأوثان – ثم حمي الوحي وتتابع).
[ر: ٤]
٤ / ١٨٧٦
٤٠٦ – باب: تفسير سورة القيامة.
وقوله: ﴿لاتحرك به لسانك لتعجل به﴾ /١٦/:
وقال ابن عباس: ﴿سدى﴾ /٣٦/: هملا. ﴿ليفجر أمامه﴾ /٥/: سوف أتوب، سوف أعمل. ﴿لاوزر﴾ /١١/: لا حصن.
(سدى) مهملا دون أن يكلف ويسأل عن أعماله. (ليفجر ..) يمني نفسه بالتوبة والعمل الصالح، سوف … وسوف … وهو في القيقة يريد أن يستمر على عصيانه في مستقبل الأيام. وقيل: أن يكذب يوم القيامة. (حصن) ملجأ يحمي من عقاب الله تعالى.
٤ / ١٨٧٦
٤٦٤٣ – حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ أبي عائشة، وكان ثقة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما قَالَ:
كَانَ النَّبِيُّ ﷺ إذا نزل عليه الوحي حرك به لسانه – ووصف سفيان – يريد أن يحفظه، فأنزل الله: ﴿لا تحرك به لسانك لتعجل به﴾.
[ر: ٥]
(ووصف سفيان) كيفية تحريكه.
٤ / ١٨٧٦
٤٠٧ – باب: ﴿إن علينا جمعه وقرآنه﴾ /١٧/.
٤ / ١٨٧٦
٤٦٤٤ – حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عن موسى بن أبي عائشة:
أنه
⦗١٨٧٧⦘
سأل سعيد بن جبير عن قوله تعالى: ﴿لا تحرك به لسانك﴾. قال: وقال ابن عباس: كان يحرك شفتيه إذا أنزل عليه، فقيل له: ﴿لاتحرك به لسانك﴾. يخشى أن ينفلت منه، ﴿إن علينا جمعه وقرآنه﴾ أن نجمعه في صدرك، ﴿وقرآنه﴾ أن تقرأه، ﴿فإذا قرأناه﴾ يقول: أنزل عليه ﴿فاتبع قرآنه. ثم إن علينا بيانه﴾ أن نبينه على لسانك.
[ر: ٥]
(ينفلت) يضيع ويفوت.
٤ / ١٨٧٦
٤٠٨ – باب: قوله: ﴿فأذا قرأناه فاتبع قرآنه﴾ /١٨/.
قال ابن عباس: قرأناه: بيناه، فاتبع: اعمل به.
٤ / ١٨٧٧
٤٦٤٥ – حدثنا قتيبة بن سعيد: حدثنا جرير، عن مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جبير، عن ابن عباس، في قوله:
﴿لا تحرك به لسانك لتعجل به﴾. قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ إذا نزل جبريل بالوحي، وكان مما يحرك به لسانه وشفتيه فيشتد عليه، وكان يعرف منه، فأنزل الله الآية التي في: ﴿لا أقسم بيوم القيامة﴾، ﴿لاتحرك بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ. إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وقرآنه﴾. قال: علينا أن نجمعه في صدرك، ﴿وقرآنه. فإذا قرأناه فاتبع قرآنه﴾ فإذا أنزلناه فاستمع، ﴿ثم إن علينا بيانه﴾ علينا أن نبينه بلسانك. قال: فكان إذا أتاه جبريل أطرق، فإذا ذهب قرأه كما وعد الله.
[ر: ٥]
﴿أولى لك فأولى﴾ /٣٤/: توعد.
أخرجه مسلم في الصلاة، باب: الاستماع للقراءة، رقم: ٤٤٨.
(وكان يعرف منه) أي الاشتداد حال نزول الوحي عليه. (لا أقسم) أي في السورة التي تبدأ بقوله تعالى: ﴿لا أقسم بيوم القيامة﴾. (أطرق) سكت، وأرخى عينيه ينظر إلى الأرض منصتا متفهما. (توعد) أي لأبي جهل الذي نزلت الآيات في حقه، ومعناه: الله تعالى تولى أن ينزل بك ما تكره.
٤ / ١٨٧٧
٤٠٩ – باب: تفسير سورة (الإنسان، الدهر): ﴿هل أتى على الإنسان﴾ /١/.
يقال معناه: أتى على الإنسان، وهل: تكون جحدا، وتكون خبرا، وهذا من الخبر، يقول: كان شيئا، فلم يكن مذكورا، وذلك من حين خلقه من طين إلى أن ينفخ فيه الروح. ﴿أمشاج﴾ /٢/: الأخلاط، ماء المرأة وماء الرجل، الدم والعلقة، ويقال إذا خلط:
⦗١٨٧٨⦘
مشيج كقولك: خليط، وممشوج مثل: مخلوط. ويقرأ: ﴿سلاسلا وأغلالا﴾ /٤/: ولم يجر بعضهم. ﴿مستطيرا﴾ /٧/: ممتدا البلاء.
والقمطرير: الشديد، يقال: يوم قمطرير ويوم قماطر، والعبوس والقمطرير والقماطر والعصيب: أشد ما يكون من الأيام في البلاء.
وقال الحسن: النضرة في الوجه والسرور في القلب.
وقال ابن عباس: ﴿الأرائك﴾ /١٣/: السرر.
وقال البراء: ﴿وذللت قطوفها﴾ /١٤/: يقطفون كيف شاؤوا.
وقال معمر: ﴿أسرهم﴾ /٢٨/: شدة الخلق، وكل شيء شددته من قتب وغبيط فهو مأسور.
(جحدا) نفيا. (يقول: كان ..) يفسر قوله تعالى: ﴿هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا﴾ /الإنسان: ١/: أي قد أتى على الإنسان مدة من الزمن وهو شيء لا يذكر ولا يعرف، ولا يدري ما اسمه ولا ما يراد به؟. (الدم ..) أي ثم يصبح دما ثم علقة .. وهكذا. (إذا خلط ..) أي شيء بشيء. (سلاسلا) قرأ نافع والكسائي وأبو بكر بن عاصم: (سلاسلا) بالتنوين، وقرأ حمزة وخلف وحفص وابن كثير وأبو عمرو (سلاسل) بالفتح بلا تنوين. وسلاسل جمع سلسلة. (أغلالا) جمع غل وهو القيد. (ولم يجر) من الإجراء، أي لم يصرف سلاسل، والصرف التنوين. (القمطرير .. العبوس) يفسر قوله تعالى: ﴿إنا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا﴾ /الإنسان: ١٠/: أي يجعل الإنسان عابسا شديد العبوس منقبض الوجه من هول ما فيه وشدته. (العصيب) اللفظ وارد في قوله تعالى: ﴿وقال هذا يوم عصيب﴾ /هود: ٧٧/. (النضرة ..) يفسر قوله تعالى: ﴿ولقاهم نضرة وسرورا﴾ /الإنسان: ١١/. (ذللت) سخرت وقربت. (قطوفها) ثمارها. (معمر) بن المثنى أبو عبيدة. (قتب) رحل صغير على قدر سنام البعير. (غبيط) رحل النساء الذي يشد عليه الهودج.
٤ / ١٨٧٧
٤١٠ – باب: تفسير سورة: ﴿والمرسلات﴾.
وقال مجاهد: ﴿جمالات﴾ /٣٣/: حبال. ﴿اركعوا﴾ صلوا ﴿لا يركعون﴾ /٤٨/: لا يصلون.
وسئل ابن عباس: ﴿لا ينطقون﴾ /٣٥/. ﴿والله ربنا ما كنا مشركين﴾ / الأنعام: ٢٣/. ﴿اليوم نختم على أفواههم﴾ /يس: ٦٥/. فقال: إنه ذو ألوان، مرة ينطقون، ومرة يختم عليهم.
(المرسلات) الرياح المرسلة بشدة وتتابع، وقيل: الملائكة المرسلة بأوامره سبحانه وتعالى. (جمالات) قيل: هي الحبال، وقيل: جمع جمالة وهي جمع جمل، وهو ذكر الإبل، وانظر شرح الحديث: ٤٦٤٩. (سئل ..) أي عن التوفيق بين هذه الآيات التي ظاهرها التعارض. (إنه) أي يوم القيامة. (ألوان) أحوال وأطوار، وانظر الحديث: ٤٥٣٧ م.
٤ / ١٨٧٨
٤٦٤٦ – حدثني محمود: حدثنا عبيد الله، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه قَالَ:
كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، وأنزلت عليه: ﴿والمرسلات﴾. وإنا لنتلقاها من فيه، فخرجت حية، فابتدرناها، فسبقتنا فدخلت جحرها. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (وقيت شركم، كما وقيتم شرها).
حدثنا عبدة بن عبد الله: أخبرنا يحيى بن آدم، عن إسرائيل، عن منصور: بهذا. وعن إسرائيل، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عبد الله: مثله.
وتابعه أسود بن عامر، عن إسرائيل. وقال حفص وأبو معاوية وسليمان بن قرم، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود.
قال يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ مغيرة، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ.
وقال ابن إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ أَبِيهِ، عن عبد الله.
أخرجه مسلم في السلام، باب: قتل الحيات وغيرها، رقم: ٢٢٣٤.
٤ / ١٨٧٩
٤٦٤٧ – حدثنا قتيبة: حدثنا جرير، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود قال: قال عبد الله:
بينا نحن مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ في غار، إذ نزلت عليه: ﴿والمرسلات﴾. فتلقيناها مِنْ فِيهِ، وَإِنَّ فَاهُ لَرَطْبٌ بِهَا، إِذْ خرجت حية، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (عليكم اقتلوها). قال: فابتدرناها فسبقتنا، قال: فقال: (وقيت شركم، كما وقيتم شرها).
[ر: ١٧٣٣]
٤ / ١٨٧٩
٤١١ – باب: قوله: ﴿إنها ترمي بشرر كالقصر﴾ /٣٢/.
٤ / ١٨٧٩
٤٦٤٨ – حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ: حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن عابس قال: سمعت ابن عباس:
﴿إنها ترمي بشرر كالقصر﴾. قال: كنا نرفع الخشب بقصر ثلاثة أذرع أو أقل، فنرفعه للشتاء، فنسميه القصر.
[٤٦٤٩]
(إنها) أي جهنم. (بشرر) ما يتطاير من النار إذا التهبت، واحدها شررة. (كالقصر) كالبناء الشامخ في عظمه وارتفاعه. وقرأ ابن عباس رضي الله عنهما بفتح الصاد، ومعناه كما فسره. /المرسلات: ٣٢/. (بقصر) بقدر وارتفاع. (للشتاء) لأجل الاستسخان به في الشتاء.
٤ / ١٨٧٩
٤١٢ – باب: قوله: ﴿كأنه جمالات صفر﴾ /٣٣/.
٤ / ١٨٨٠
٤٦٤٩ – حدثنا عمرو بن علي: حدثنا يحيى: أخبرنا سفيان: حدثني عبد الرحمن ابن عَابِسٍ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما:
﴿ترمي بشرر﴾. كنا نعمد إلى الخشبة ثلاثة أذرع أو فوق ذلك، فنرفعه للشتاء، فنسميه القصر. ﴿كأنه جمالات صفر﴾ حبال السفن تجمع حتى تكون كأوساط الرجال.
[ر: ٤٦٤٨]
(حبال السفن) تفسير (جمالات) بالحبال إذا ضمت الجيم، وأما بكسرها فهي جمع جمالة، وجمالة جمع جمل، وهو ذكر الإبل. (صفر) في هيئتها ولونها جمع أصفر، والعرب تسمي سود الإبل صفرا، لشوب سوادها بصفرة. /المرسلات: ٣٣/.
٤ / ١٨٨٠
٤١٣ – باب: قوله: ﴿هذا يوم لا ينطقون﴾ /٣٥/.
(لا ينطقون) لا يستطيعون النطق، أو لا ينطقون بحجة تنفعهم.
٤ / ١٨٨٠
٤٦٥٠ – حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ: حَدَّثَنَا أَبِي: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عن عبد الله قَالَ:
بَيْنَمَا نَحْنُ مَعَ النَّبِيِّ ﷺ فِي غار، إذ نزلت عليه: ﴿والمرسلات﴾. فإنه لَيَتْلُوهَا، وَإِنِّي لَأَتَلَقَّاهَا مِنْ فِيهِ، وَإِنَّ فَاهُ لَرَطْبٌ بِهَا، إِذْ وَثَبَتْ عَلَيْنَا حَيَّةٌ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (اقْتُلُوهَا). فَابْتَدَرْنَاهَا فَذَهَبَتْ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (وقيت شركم، كما وقيتم شرها).
قال عمر: حفظته من أبي: في غار بمنى.
[ر: ١٧٣٣]
٤ / ١٨٨٠
٤١٤ – باب: تفسير سورة النبأ: ﴿عم يتساءلون﴾ /١/.
قال مجاهد: ﴿لا يرجون حسابا﴾ /٢٧/: لا يخافونه. ﴿لا يملكون منه خطابا﴾ /٣٧/: لا يملكونه إلا أن يأذن لهم. ﴿صوابا﴾ /٣٨/: حقا في الدنيا وعمل به. وقال ابن عباس: ﴿وهاجا﴾ /١٣/: مضيئا. ﴿ثجاجا﴾ /١٤/: منصبا. ﴿ألفافا﴾ /١٦/: ملتفة.
وقال غيره: ﴿غساقا﴾ /٢٥/: غسقت عينه، ويغسق الجرح: يسيل، كأن الغساق والغسيق واحد. ﴿عطاء حسابا﴾ /٣٦/: جزاء كافيا، أعطاني ما أحسبني، أي كفاني.
(غساقا) صديدا يسيل من أبدانهم، وقرأ الكسائي بتشديد السين المفتوحة، وقرأ أبو عمرو بتخفيفها. (غسقت عينه) أي سالت أو سال دمعها.
٤ / ١٨٨٠
٤١٥ – باب: ﴿يوم ينفخ في الصور فتأتون أفواجا﴾ /١٨/: زمرا.
(الصور) البوق الذي ينفخ فيه يوم القيامة. (زمرا) جماعات.
٤ / ١٨٨١
٤٦٥١ – حدثني مُحَمَّدٌ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ:
(مَا بَيْنَ النفختين أربعون). قال: أربعون يوما؟ قال: أبيت، قال: أربعون شهرا؟ قال: أبيت، قال: أربعون سنة؟ قال: أبيت. قال: (ثم ينزل الله من السماء ماء، فينبتون كما ينبت البقل، ليس من الإنسان شيء إلا يبلى، إلا عظما واحدا وهو عجب الذنب، ومنه يركب الخلق يوم القيامة).
[ر: ٤٥٣٦]
٤ / ١٨٨١
٤١٦ – باب: تفسير سورة: ﴿والنازعات﴾.
﴿زجرة﴾ /١٣/: صيحة.
وقال مجاهد: ﴿ترجف الراجفة﴾ /٦/: هي الزلزلة. ﴿الآية الكبرى﴾ /٢٠/: عصاه ويده. ﴿سمكها﴾ /٢٨/: بناها بغير عمد. ﴿طغى﴾ /١٧/: عصى.
يقال: الناخرة والنخرة سواء، مثل الطامع والطمع، والباخل والبخل. وقال بعضهم: النخرة البالية، والناخرة: العظم المجوف الذي تمر فيه الريح فينخر.
وقال ابن عباس: ﴿الحافرة﴾ /١٠/: إلى أمرنا الأول، إلى الحياة.
وقال غيره: ﴿أيان مرساها﴾ /٤٢/: متى منتهاها، ومرسى السفينة حيث تنتهي.
﴿الراجفة﴾ /٦/: النفخة الأولى. ﴿الرادفة﴾ /٧/: النفخة الثانية.
(النازعات) الملائكة تنزع أرواح بني آدم. (ترجف الراجفة) تنفخ النفخة الأولى التي تحرك كل شيء تحريكا شديدا. (الآية الكبرى) المعجزة العظيمة الدالة على أنه رسول الله تعالى. (النخرة) يشير إلى قوله تعالى: ﴿ء إذا كنا عظاما نخرة﴾ /النازعات: ١١/: بالية. (سواء) أصل المعنى واحد. (فينخر) ظهورها وقيامها. (منتهاها) منتهى الحياة الدنيا الذي يكون عنده قيام الساعة.
٤ / ١٨٨١
٤٦٥٢ – حدثنا أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ: حَدَّثَنَا الْفُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ: حَدَّثَنَا أَبُو حَازِمٍ:
⦗١٨٨٢⦘
حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ سَعْدٍ رضي الله عنه قَالَ:
رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قال بإصبعيه هكذا، بالوسطى والتي تلي الإبهام: (بعثت أنا والساعة كهاتين).
[٤٩٩٥، ٦١٣٨]
قال ابن عباس: ﴿أغطش﴾ /٢٩/: أظلم. ﴿الطامة﴾ /٣٤/: تطم كل شيء.
أخرجه مسلم في الفتن وأشراط الساعة، باب: قرب الساعة، رقم: ٢٩٥٠.
(قال بإصبعه) أشار. (والساعة) قيام القيامة. (كهاتين) أي مقترنين كاقترانهما، أو الفارق بين بعثتي وقيام الساعة كالفرق بين الأصبعين في الطول، والمراد بيان قرب وقت قيام الساعة. (تطم) تعلو عليه وتغلب، والمراد بالطامة يوم القيامة.
٤ / ١٨٨١
٤١٧ – باب: تفسير سورة: ﴿عبس﴾.
﴿عبس وتولى﴾ /١/: كلح وأعرض. وقال غيره: ﴿مطهرة﴾ /١٤/: لا يمسها إلا المطهرون، وهم الملائكة، وهذا مثل قوله: ﴿فالمدبرات أمرا﴾ /النازعات: ٥/: جعل الملائكة والصحف مطهرة، لأن الصحف يقع عليها التطهير، فجعل التطهير لمن حملها أيضا.
وقال مجاهد: الغلب: الملتفة، والأب: ما يأكل الأنعام. ﴿سفرة﴾ /١٥/: الملائكة، واحدهم سافر، سفرت: أصلحت بينهم، وجعلت الملائكة – إذا نزلت بوحي الله وتأديبه – كالسفير الذي يصلح بين القوم. وقال غيره: ﴿تصدى﴾ /٦/: تغافل عنه. وقال مجاهد: ﴿لما يقض﴾ /٢٣/: لا يقضي أحد ما أمر به. وقال ابن عباس: ﴿ترهقها﴾ /٤١/: تغشاها شدة. ﴿مسفرة﴾ /٣٨/: مشرقة. ﴿بأيدي سفرة﴾ /١٥/: وقال ابن عباس: كتبة أسفارا، كتبا. ﴿تلهى﴾ /١٠/: تشاغل. يقال: واحد الأسفار سفر. ﴿فأقبره﴾ /٢١/: يقال أقبرت الرجل جعلت له قبرا، قبرته دفنته.
(كلح) قطب وجهه. (غيره) غير مجاهد، وهذا يعني أن الكلام قبله لمجاهد رحمه الله تعالى [عيني] (وهذا مثل ..) أي وصفت الخيول بالمدبرات مع أن التدبير لمحمولها وهم الغزاة. (الأب .. الغلب) يشير إلى
قوله تعالى: ﴿وحدائق غلبا وفاكهة وأبا﴾ /عبس: ٣٠، ٣١/. (غلبا) ملتفة الأشجار. (أبا) الكلأ والمرعى الذي تأكله الدواب ولا يزرعه الناس. (تغافل) قال العيني: أكثر النسخ: تصدى تغافل عنه، والذي في غيرها: تصدى أقبل عليه، وكأنه الصواب وعليه أكثر المفسرين. (سفر) وهو الكتاب]
٤ / ١٨٨٢
٤٦٥٣ – حَدَّثَنَا آدَمُ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ قَالَ: سمعت زرارة بن أوفى يحدث، عن سعد بن هشام، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قال:
(مثل الذي يقرأ القرآن، وهو حافظ
⦗١٨٨٣⦘
له، مع السفرة الكرام البررة، ومثل الذي يقرأ، وهو يتعاهده، وهو عليه شديد، فله أجران).
أخرجه مسلم في صلاة المسافرين وقصرها، باب: فضل الماهر بالقرآن والذي يتتعتع به، رقم: ٧٩٨.
(حافظ له) أي للقرآن عن ظهر قلب.
(يتعاهده) يضبطه ويتفقده ويكرر قراءته حتى لا ينساه. (أجران) لتلاوته ولتحمل المشقة فيها.
٤ / ١٨٨٢
٤١٨ – باب: تفسير سورة: ﴿إذا الشمس كورت﴾. (التكوير)
﴿انكدرت﴾ /٢/: انتثرت.
وقال الحسن: ﴿سجرت﴾ /٦/: ذهب ماؤها فلا تبقى قطرة، وقال مجاهد: ﴿المسجور﴾ /الطور: ٦/: المملوء، وقال غيره: ﴿سجرت﴾ أفضى بعضها إلى بعض، فصارت بحرا واحدا.
والخنس: تخنس في مجراها: ترجع، وتكنس: تستتر كما تكنس الظباء. ﴿تنفس﴾ /١٨/: ارتفع النهار. والظنين المتهم، والضنين يضن به.
وقال عمر: ﴿النفوس زوجت﴾ /٧/: يزوج نظيره من أهل الجنة والنار، ثم قرأ: ﴿احشروا الذين ظلموا وأزواجهم﴾ /الصافات: ٢٢/. ﴿عسعس﴾ /١٧/: أدبر.
(كورت) أظلمت وتلاشى ضوؤها، من التكوير، وهو جمع الشيء بعضه إلى بعض، فكأن الشمس عند قيام الساعة تجمع بعضها إلى بعض وتلف، فيلف ضوؤها ويذهب انتشاره في الآفاق. (انكدرت) تساقطت وتناثرت، من انكدر الطائر إذا سقط عن عشه. (سجرت) بتشديد الجيم وتخفيفها. (غيره) أي غير الحسن. (الخنس ..) يفسر قوله: ﴿فلا أقسم بالخنس. الجوار الكنس﴾ /التكوير: ١٥، ١٦/: أي النجوم السيارة التي تغيب وترجع فتظهر. (تكنس الظباء) تدخل كناسها، وهو الموضع الذي تأوي إليه، والظباء: جمع ظبي وهو الغزال. (تنفس) أي الصبح: امتد ضوؤه وأقبل بالروح والنسيم. (الظنين ..) يشير إلى قوله تعالى: ﴿وما هو على الغيب بظنين﴾ /التكوير: ٢٤/. قرأ عاصم وحمزة وأهل المدينة والشام بالضاد، أي ببخيل، والمعنى: لا يبخل بتبليغ ما يوحى به إليه وتعليمه للناس. وقرأ غيرهم بالظاء، أي: وما هو بمتهم فيما يخبر به عن الله عز وجل. (نظيره) المؤمن مع المؤمنة، والفاجر مع الفاجرة. (عسعس) أقبل بظلامه، أو أدبر، فهو من الأضداد.
٤ / ١٨٨٣
٤١٩ – باب: تفسير سورة: ﴿إذا السماء انفطرت﴾. (الانفطار)
انفطارها: انشقاقها.
ويذكر عن ابن عباس: ﴿بعثرت﴾ /٤/: يخرج من فيها من الأموات.
وقال الربيع بن خثيم: ﴿فجرت﴾ /٣/: فاضت.
وقرأ الأعمش وعاصم: ﴿فعدلك﴾ /٧/: بالتخفيف، وقرأه أهل الحجاز بالتشديد،
⦗١٨٨٤⦘
وأراد: معتدل الخلق، ومن خفف يعني: ﴿في أي صورة﴾ /٨/: شاء: إما حسن، وإما قبيح، وطويل أو قصير.
(بالتخفيف) أي بفتح الدال: ﴿فعدلك﴾ وبه قرأ الحسن وحمزة والكسائي.
(بالتشديد) أي بتشديد الدال المفتوحة ﴿فعدلك﴾.
(ومن خفف) أي أراد نفس المعنى. (في أي صورة ..) خلقك على الصورة والشبه الذي يريده سبحانه.
٤ / ١٨٨٣
٤٢٠ – باب: تفسير سورة: ﴿ويل للمطففين﴾. (المطففين)
وقال مجاهد: ﴿ران﴾ /١٤/: ثبت الخطايا. ﴿ثوب﴾ /٣٦/: جوزي.
وقال غيره: المطفف لا يوفي غيره. الرحيق: الخمر. ﴿ختامه مسك﴾ /٢٦/: طينته.
التسنيم: يعلو شراب أهل الجنة. ﴿يوم يقوم الناس لرب العالمين﴾ /٦/.
(ران) من الرين، وهو الغلبة، أي غلبت الخطايا على قلوبهم وأحاطت بها حتى غمرتها وغطتها. (ثبت الخطايا) سجل الخطايا وصحيفة الذنوب. (لا يوفي غيره) أي لا يعطيه حقه كاملا، بل إذا دفع له أنقص، وإذا أخذ لنفسه زاد، ويكون هذا في الكيل والوزن وغيرهما من سائر الحقوق. (الرحيق) يفسر قوله تعالى: ﴿يسقون من رحيق مختوم﴾ /المطففين: ٢٥/: أي ختم على ذلك الشراب ومنع من أن تمسه الأيدي حتى يفك ختمه الأبرار. (طينته) المادة التي ختم بها. (التسنيم) يفسر قوله تعالى: ﴿ومزاجه من تسنيم﴾ /المطففين: ٢٧/: أي يخلط ويمزج بالتسنيم، وهو أرفع شراب في الجنة، وهو معنى قوله: يعلو شراب أهل الجنة، والتسنيم العلو والارتفاع، ومنه سنام البعير.
٤ / ١٨٨٤
٤٦٥٤ – حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ: حَدَّثَنَا مَعْنٌ قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن عمر رضي الله عنهما: أن النبي ﷺ قال:
(﴿يوم يقوم الناس لرب العالمين﴾. حتى يغيب أحدهم في رشحه إلى أنصاف أذنيه).
[٦١٦٦]
أخرجه مسلم في الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب: في صفة يوم القيامة، رقم: ٢٨٦٢.
(يوم يقوم الناس) من قبورهم وهو يوم القيامة. (لرب العالمين) خاضعين للمعبود الحق الذي خلقهم. /المطففين: ٦/. (يغيب) يغرق. (رشحه) عرقه.
٤ / ١٨٨٤
٤٢١ – باب: تفسير سورة: ﴿إذا السماء انشقت﴾. (الانشقاق)
قال مجاهد: ﴿كتابه بشماله﴾ /الحاقة: ٢٥/: يأخذ كتابه من وراء ظهره. ﴿أذنت﴾ /٢، ٥/: سمعت وأطاعت ﴿لربها﴾. ﴿وألقت ما فيها﴾ من الموتى ﴿وتخلت﴾ /٤/: عنهم. ﴿وسق﴾ /١٧/: جمع من دابة. ﴿ظن أن لن يحور﴾ /١٤/: لا يرجع إلينا.
(كتابه ..) يبين أنه لا تنافي بين قوله تعالى: ﴿وأما من أوتي كتابه وراء ظهره﴾ /الانشقاق: ١٠/: وقوله تعالى: ﴿وأما من أوتي كتابه بشماله﴾ بل الصورة واحدة، وذلك أنه يعطى كتاب أعماله بشماله من وراء ظهره. (وسق) جمع وصم ما كان منتشرا في النهار، أو: ما جمع من النجوم وما ساق من الظلمة.
٤ / ١٨٨٤
٤٢٢ – باب: ﴿فسوف يحاسب حسابا يسيرا﴾ /٨/.
٤ / ١٨٨٥
٤٦٥٥ – حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عثمان بن الأسود قال: سمعت ابن أبي مليكة: سَمِعْتُ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ ﷺ.
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ.
حَدَّثَنَا مسدد، عن يحيى، عن أبي يونس حاتم بن أبي صغيرة، عن ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ الْقَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ:
(ليس أحد يحاسب إلا هلك). قالت: قلت: يا رسول الله، جعلني الله فداءك، أليس يقول الله عز وجل: ﴿فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حسابا يسيرا﴾. قال: (ذاك العرض يعرضون، ومن نوقش الحساب هلك)
[ر: ١٠٣]
٤ / ١٨٨٥
٤٢٣ – باب: ﴿لتركبن طبقا عن طبق﴾ /١٩/.
٤ / ١٨٨٥
٤٦٥٦ – حدثنا سعيد بن النضر: أخبرنا هشيم: أخبرنا أبو بشر جعفر بن إياس، عن مجاهد قال: قال ابن عباس:
﴿لتركبن طبقا عن طبق﴾. حالا بعد حال، قال هذا نبيكم ﷺ.
(حالا بعد حال) حال مطابقة للشيء الذي كان قبلهما في الشدة. وقيل: الطبق جمع طبقة وهي المرتبة، أي طبقات بعضها أشد من بعض في الأهوال، وقيل في معناها غير ذلك. /الانشقاق: ١٩/.
٤ / ١٨٨٥
٤٢٤ – باب: تفسير سورة البروج.
وقال مجاهد: ﴿الأخدود﴾ /٤/: شق في الأرض. ﴿فتنوا﴾ /١٠/: عذبوا.
وقال ابن عباس في قوله تعالى: ﴿الودود﴾ /١٤/: الحبيب. ﴿المجيد﴾ /١٥/: الكريم.
(البروج) منازل الشمس والقمر والنجوم، وقيل: الكواكب الكبيرة، سميت بذلك لظهورها. (الأخدود) الحفرة المستطيلة والشق المستطيل في الأرض.
٤ / ١٨٨٥
٤٢٥ – باب: تفسير سورة الطارق.
هو النجم، وما أتاك ليلا فهو طارق. ﴿النجم الثاقب﴾ /٣/: المضيء، وقال مجاهد:
⦗١٨٨٦⦘
﴿الثاقب﴾ الذي يتوهج.
وقال مجاهد: ﴿ذات الرجع﴾ /١١/: سحاب يرجع بالمطر. ﴿ذات الصدع﴾ /١٢/: تتصدع بالنبات.
وقال ابن عباس: ﴿لقول فصل﴾ /١٣/: لحق. ﴿لما عليها حافظ﴾ /٤/: إلا عليها حافظ.
(فهو طارق) من الطرق وهو الدق، سمي بذلك لحاجته إلى دق الباب أكثر من غيره.
(تتصدع) تتشقق. (فصل) يفصل بين الحق والباطل. (حافظ) من ربها، يحصي عليها ما تكسبه من خير أو شر.
٤ / ١٨٨٥
٤٢٦ – باب: تفسير سورة: ﴿سبح اسم ربك الأعلى﴾. (الأعلى)
وقال مجاهد: ﴿قدر فهدى﴾ /٣/: قدر الإنسان الشقاء والسعادة، وهدى الأنعام لمراتعها. وقال ابن عباس: ﴿غثاء أحوى﴾ /٥/: هشيما متغيرا.
(قدر ..) قدر لكل مخلوق ما يحتاج إليه، ويسر له السبل لاكتسابه. وقيل غير هذا. (الأنعام) المراد الحيوانات. (لمرتعها) جمع مرتعة، وهو الموضع الذي ترعى فيه. (غثاء) كالغثاء الذي يكون فوق السيل. (أوحى) أسود، لأن العشب إذا يبس اسود. (هشيما) يابسا متكسرا.
٤ / ١٨٨٦
٤٦٥٧ – حَدَّثَنَا عَبْدَانُ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ الْبَرَاءِ رضي الله عنه قال:
أول من قدم علينا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ ﷺ مصعب بن عمير وابن أم مكتوم، فجعلا يقرئاننا القرآن، ثم جاء عمار وبلال وسعد، ثم جاء عمر بن الخطاب في عشرين، ثُمَّ جَاءَ النَّبِيُّ ﷺ، فما رأيت أهل المدينة فرحوا بشيء فرحهم به، حتى رأيت الولائد والصبيان يقولون: هذا رسول الله قد جاء، فما جاء حتى قرأت: ﴿سبح اسم ربك الأعلى﴾. في سور مثلها.
[ر: ٣٧٠٩]
(الولائد) جمع وليدة، وهي الصبية والأمة.
٤ / ١٨٨٦
٤٢٧ – باب: تفسير سورة: ﴿هل أتاك حديث الغاشية﴾. (الغاشية)
وقال ابن عباس: ﴿عاملة ناصبة﴾ /٣/: النصارى.
وقال مجاهد: ﴿عين آنية﴾ /٥/: بلغ إناها وحان شربها. ﴿حميم آن﴾ /الرحمن: ٤٤/:
⦗١٨٨٧⦘
بلغ إناه. ﴿لاتسمع فيها لاغية﴾ /١١/: شتما.
ويقال: الضريع: نبت يقال له الشبرق، يسميه أهل الحجاز الضريع إذا يبس، وهو سم. ﴿بمسيطر﴾ /٢٢/: بمسلط، ويقرأ بالصاد والسين.
وقال ابن عباس: ﴿إيابهم﴾ /٢٥/: مرجعهم.
(النصارى) أي فسر أصحاب الوجوه الخاشعة الذليلة يوم القيامة بالنصارى، الذين أتبعوا أنفسهم في الدنيا في أعمال ظنوها تنفعهم، وإذا بها سبب عنائهم وتعبهم الدائم في نار جهنم يوم القيامة. وقيل غير ذلك. (آنية) تناهى حرها. (بلغ إناها) بلغ حرها نهايته. (حان شربها) جاء وقت شربها لمن هيئت لهم من الكفار. (حميم) ماء حار، وأتى بهذه الآية ليبين أنها من نفس المعنى. (لاتسمع فيها لاغية) قرأ الجمهور ﴿تسمع﴾ بالتاء المفتوحة ونصب ﴿لاغية﴾ وقرأ أبو عمرو: ﴿تسمع﴾ بضم التاء ورفع ﴿لاغية﴾ وقرأ نافع ﴿يسمع﴾ بالياء المضمومة ورفع ﴿لاغية﴾ ولاغية مثل اللغو، وهو الباطل من القول ونحوه. (ويقال) القائل هو الفراء. (الضريع ..) يفسر قوله تعالى: ﴿ليس لهم طعام إلا من ضريع﴾ /الغاشية: ٦/. (لهم) أي للكفرة وأهل النار. (ويقرأ …) قرأ عاصم بالسين، وحمزة عن خلاد: بين الصاد والزاي، والباقون بالصاد.
٤ / ١٨٨٦
٤٢٨ – باب: تفسير سورة: ﴿والفجر﴾. (الفجر)
وقال مجاهد: ﴿الوتر﴾ /٣/: الله. ﴿إرم ذات العماد﴾ /٧/: يعني القديمة، والعماد أهل عمود لا يقيمون. ﴿سوط عذاب﴾ /١٣/: الذي عذبوا به. ﴿أكلا لما﴾ /١٩/: السف. و﴿جما﴾ /٢٠/: الكثير.
وقال مجاهد: كل شيء خلقه فهو شفع، السماء شفع، والوتر: الله تبارك وتعالى.
وقال غيره: ﴿سوط عذاب﴾ /١٣/: كلمة تقولها العرب لكل نوع من العذاب يدخل فيه السوط. ﴿لبالمرصاد﴾ /١٤/: إليه المصير. ﴿تحاضون﴾ /١٨/: تحافظون، و﴿تحضون﴾ تأمرون بإطعامه. ﴿المطمئنة﴾ /٢٧/: المصدقة بالثواب.
وقال الحسن: ﴿يا أيتها النفس المطمئنة﴾: إذا أراد الله عز وجل قبضها اطمأنت إلى الله واطمأن الله إليها، ورضيت عن الله ورضي الله عنها، فأمر بقبض روحها، وأدخلها الله الجنة،
⦗١٨٨٨⦘
وجعله من عباده الصالحين.
وقال غيره: ﴿جابوا﴾ /٩/: نقبوا، من جيب القميص: قطع له جيب، يجوب الفلاة يقطعها. ﴿لما﴾ /١٩/: لممته أجمع: أتيت على آخره.
(الوتر) هو في اللغة: الفرد، ومن العدد: ما ليس بشفع – أي زوج – ومنه صلاة الوتر، وهو من أسماء الله تعالى، وهو الفذ الفرد ﷻ. ويطلق على يوم عرفة. وقرأ حمزة وعلي بكسر الواو وقرأ غيرهما بفتحها. (ذات العماد) الطول والقوة والشدة، وهو تشبيه لهم بالأعمدة. (القديمة) وهي عاد الأولى. (أهل عمود) هو كناية عن أهل الخيام التي تنصب على الأعمدة. (سوط عذاب) عذابا شديدا، والسوط: ما يضرب به من جلد مضفورا كان أم لم يكن. (السف) فسر اللم بالسف وهو يدل على المبالغة والشدة في الأكل. (لبالمرصاد) مفعال من رصده، أي يسمع ويرى ما يفعله العباد، ويجازيهم عليه في الوقت المناسب وبالجزاء الوافي. (تحاضون .. تحضون) قراءتان متواترتان. (جيب) القميص شقه من جهة العنق، وأصل الجيب القطع.
٤ / ١٨٨٧
٤٢٩ – باب: تفسير سورة: ﴿لا أقسم﴾. (البلد)
وقال مجاهد: ﴿وأنت حل بهذا البلد﴾ /٢/: مكة، ليس عليك ما على الناس فيه من الإثم. ﴿ووالد﴾ آدم ﴿وما ولد﴾ /٣/. ﴿لبدا﴾ /٦/: كثيرا. و﴿النجدين﴾ /١٠/: الخير والشر. ﴿مسغبة﴾ /١٤/: مجاعة. ﴿متربة﴾ /١٦/: الساقط في التراب، يقال: ﴿فلا اقتحم العقبة﴾ /١١/: فلم يقتحم العقبة في الدنيا، ثم فسر العقبة فقال: ﴿وما أدراك ما العقبة. فَكُّ رَقَبَةٍ. أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مسغبة﴾ /١٢ – ١٤/.
(حل …) تصنع فيه ما تريد من القتل والأسر. (متربة) فقر، فكأن الفقير قد لصق بالتراب لقلة ذات يده. (فلا اقتحم ..) دخل وجاوز بشدة ومشقة، والعقبة: في الأصل المرتفع من الأرض والمراد الخصلة الصعبة، أي ما فعل في الدنيا ما فيه مشقة شديدة على النفس من الأعمال الصالحة. (فك رقبة) عتق مملوك وتخليصه من العبودية والرق، ابتغاء مرضات الله تعالى.
٤ / ١٨٨٨
٤٣٠ – باب: تفسير سورة: ﴿والشمس وضحاها﴾. (الشمس)
وقال مجاهد: ضحاها: ضوؤها. ﴿إذا تلاها﴾ /٢/: تبعها. و﴿طحاها﴾ /٦/: دحاها. ﴿دساها﴾ /١٠/: أغواها. ﴿فألهمها﴾ /٨/: عرفها الشقاء والسعادة. ﴿بطغواها﴾ /١١/: بمعاصيها. ﴿ولا يخاف عقباها﴾ /١٥/: عقبى أحد.
(دحاها) بسطها وجعلها للسكنى والعيش عليها. (عرفها الشقاء ..) بين لها أسبابهما. (بطغواها) أي طغيانها حملها على التكذيب. (عقبى أحد) أي لا يخاف الله تعالى تبعة من أحد في إهلاكهم.
٤ / ١٨٨٨
٤٦٥٨ – حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ: حَدَّثَنَا هشام، عن أبيه: أنه أخبره عبد الله بن زمعة: أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ ﷺ يخطب، وذكر الناقة والذي عقر، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ:
(﴿إذا انبعث أشقاها﴾: انبعث لها رجل عزيز عارم، منيع في رهطه، مثل أبي زمعة). وذكر النساء فقال: (يعمد أحدكم يجلد امرأته جلد العبد، فلعله يضاجعها من آخر يومه).
⦗١٨٨٩⦘
ثم وعظهم في ضحكهم من الضرطة، وقال: (لم يضحك أحدكم مما يفعل).
وقال أَبُو مُعَاوِيَةَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عبد الله بن زمعة: قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (مَثَلُ أبي زمعة عم الزبير بن العوام).
[ر: ٣١٩٧]
أخرجه مسلم في الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب: النار يدخلها الجبارون، رقم: ٢٨٥٥.
(عارم) جبار صعب، ومفسد خبيث، وجاهل شرس شديد. (رهطه) قومه. (يضاجعها) يطؤها.
٤ / ١٨٨٨
٤٣١ – باب: تفسير سورة: ﴿والليل إذا يغشى﴾. (الليل)
وقال ابن عباس: ﴿وكذب بالحسنى﴾ /٩/: بالخلف.
وقال مجاهد: ﴿تردى﴾ /١١/: مات. و﴿تلظى﴾ /١٤/: توهج، وقرأ عبيد بن عمير: ﴿تتلظى﴾.
(يغشى) يغطي بظلمته النهار. (تجلى) انكشف بضوئه.
٤ / ١٨٨٩
٤٣٢ – باب: ﴿والنهار إذا تجلى﴾ /٢/.
٤ / ١٨٨٩
٤٦٥٩ – حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة قال:
دخلت في نفر من أصحاب عبد الله الشأم، فسمع بنا أبو الدرداء فأتانا، فقال: أفيكم من يقرأ؟ فقلنا نعم. قال: فأيكم أقرأ؟ فأشاروا إلي، فقال: اقرأ، فقرأت: ﴿والليل إذا يغشى. والنهار إذا تجلى. والذكر والأنثى﴾. قال: أنت سمعتها من في صاحبك؟ قلت: نعم، قال: وأنا سمعتها من في النبي صلى
الله عليه وسلم، وهؤلاء يأبون علينا.
[٤٦٦٠]
(والذكر والأنثى) القراءة المتواترة ﴿وما خلق الذكر والأنثى﴾. /الليل: ٣/. (صاحبك) أي عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه. (هؤلاء) أهل الشام. (يأبون علينا) يمنعون هذه القراءة التي فيها لفظ ﴿وما خلق﴾.
٤ / ١٨٨٩
٤٣٣ – باب: ﴿وما خلق الذكر والأنثى﴾ /٣/.
٤ / ١٨٨٩
٤٦٦٠ – حدثنا عمر: حدثنا أبي: حدثنا الأعمش، عن إبراهيم قال:
قدم أصحاب عبد الله على أبي الدرداء، فطلبهم فوجدهم، فقال: أيكم يقرأ على قراءة عبد الله؟ قال: كلنا، قال: فأيكم أحفظ؟ فأشاروا إلى علقمة، قال: كيف سمعته يقرأ: ﴿والليل إذا يغشى﴾. قال علقمة: ﴿والذكر والأنثى﴾. قال: أشهد أني سمعت النبي ﷺ يقرأ هكذا، وهؤلاء يريدونني على أن أقرأ: ﴿وما خلق الذكر والأنثى﴾. والله لا أتابعهم.
[ر: ٤٦٥٩]
٤ / ١٨٨٩
٤٣٤ – باب: قوله: ﴿فأما من أعطى واتقى﴾ /٥/.
٤ / ١٨٩٠
٤٦٦١ – حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه قَالَ:
كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ ﷺ فِي بقيع الغرقد في جنازة، فقال: (ما منكم من أحد، إلا وقد كتب مقعده من الجنة ومقعده من النار). فقالوا: يا رسول الله، أفلا نتكل؟ فقال: (اعْمَلُوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ. ثُمَّ قَرَأَ: ﴿فَأَمَّا مَنْ أعطى واتقى. وصدق بالحسنى – إلى قوله – للعسرى﴾).
[ر: ١٢٩٦]
(صدق بالحسنى) أيقن أن الله تعالى سيخلف عليه في الدنيا والآخرة.
وتتمة الآيات: ﴿فسنيسره لليسرى﴾ وهي العمل الذي يرضاه الله تعالى: ﴿وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى. فَسَنُيَسِّرُهُ للعسرى﴾ أي والذي أمسك عن الإنفاق واستغنى بشهوات الدنيا عن نعيم الآخرة، ولم يصدق
بجزيل الأجر والعطاء عند الله عز وجل، فإننا نمهد له الطريق الموصل إلى الشقاوة حسبما اختار لنفسه. /الليل/: ٥ – ١٠/.
٤ / ١٨٩٠
٤٣٥ – باب: قوله: ﴿وصدق بالحسنى﴾ /٦/.
٤ / ١٨٩٠
٤٦٦٢ – حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه قَالَ:
كنا قعودا عند النبي ﷺ، فذكر الحديث.
[ر: ١٢٩٦]
٤ / ١٨٩٠
٤٣٦ – باب: ﴿فسنيسره لليسرى﴾ /٧/.
٤ / ١٨٩٠
٤٦٦٣ – حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ خَالِدٍ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ: حدثنا شعبة، عن سليمان، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ:
أَنَّهُ كان في جنازة، فأخذ عودا يَنْكُتُ فِي الْأَرْضِ، فَقَالَ: (مَا مِنْكُمْ مِنْ أحد إلا وقد كُتِبَ مَقْعَدُهُ مِنَ النَّارِ أَوْ مِنَ الْجَنَّةِ). قالوا: يا رسول الله، أَفَلَا نَتَّكِلُ؟ قَالَ: (اعْمَلُوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ. فَأَمَّا من أعطى واتقى. وصدق بالحسنى﴾). الآية.
قال شعبة: وحدثني به منصور، فلم أنكره من حديث سليمان.
[ر: ١٢٩٦]
٤ / ١٨٩٠
٤٣٧ – باب: ﴿وأما من بخل واستغنى﴾ /٨/.
٤ / ١٨٩٠
٤٦٦٤ – حَدَّثَنَا يَحْيَى: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرحمن، عن علي عليه السلام قَالَ:
كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ النَّبِيِّ ﷺ فقال: (مامنكم من أحد إلا وقد كتب مقعده من الجنة ومقعده من النار). فقلنا يا رسول، أفلا نتكل؟
⦗١٨٩١⦘
قَالَ: (لَا، اعْمَلُوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ. ثُمَّ قَرَأَ: ﴿فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى. وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى. فَسَنُيَسِّرُهُ لليسرى – إلى قوله – فسنيسره للعسرى﴾).
[ر: ١٢٩٦]
٤ / ١٨٩٠
٤٣٨ – باب: قوله: ﴿وكذب بالحسنى﴾ /٩/.
٤ / ١٨٩١
٤٦٦٥ – حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه قَالَ: كُنَّا في جنازة في بقيع الغرقد، فأتنا رسول الله ﷺ، فَقَعَدَ وَقَعَدْنَا حَوْلَهُ، وَمَعَهُ مِخْصَرَةٌ، فَنَكَّسَ، فَجَعَلَ يَنْكُتُ بِمِخْصَرَتِهِ، ثُمَّ قال: (ما منكم من أحد، وما مِنْ نَفْسٍ مَنْفُوسَةٍ، إِلَّا كُتِبَ مَكَانُهَا مِنَ الجنة والنار، وإلا قد كتبت شقية أو سعيدة). قال رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَفَلَا نَتَّكِلُ عَلَى كِتَابِنَا وَنَدَعُ الْعَمَلَ، فَمَنْ كَانَ مِنَّا مِنْ أهل السعادة فسيصير إلى أهل السعادة، ومن كَانَ مِنَّا مِنْ أَهْلِ الشَّقَاوَةِ فَسَيَصِيرُ إِلَى عَمَلِ أَهْلِ الشَّقَاوَةِ؟ قَالَ: (أَمَّا أَهْلُ السَّعَادَةِ فييسرون لعمل أهل السعادة، وأما أهل الشقاوة فييسرون لعمل أهل الشقاء. ثم قرأ: ﴿فأما من أعطى واتقى. وصدق بالحسنى﴾). الآية.
[ر: ١٢٩٦]
٤ / ١٨٩١
٤٣٩ – باب: ﴿فسنيسره للعسرى﴾ /١٠/.
٤ / ١٨٩١
٤٦٦٦ – حدثنا آدم: حدثنا شعبة، عن الأعمش قال: سمعت سعد بن عبيدة يحدث، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه قَالَ:
كَانَ النَّبِيُّ ﷺ في جنازة، فأخذ شيئا فجعل ينكت به الْأَرْضِ، فَقَالَ: (مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ، إِلَّا وقد كتب مقعده من النار ومقعده من الجنة). قالوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَفَلَا نَتَّكِلُ عَلَى كِتَابِنَا وندع العمل؟ قال: (اعملوا فكل ميسر لما خلق له، أما من كان من أهل السعادة فييسر لعمل أهل السعادة، وأما من كان من أهل الشقاء فييسر لعمل أهل الشَّقَاوَةِ. ثُمَّ قَرَأَ: ﴿فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى. وصدق بالحسنى﴾). الآية.
[ر: ١٢٩٦]
٤ / ١٨٩١
٤٤٠ – باب: تفسير سورة: ﴿والضحى﴾. (الضحى)
وقال مجاهد: ﴿إذا سجى﴾ /٣/: استوى، وقال غيره: أظلم وسكن. ﴿عائلا﴾ /٨/:
⦗١٨٩٢⦘
ذو عيال.
(سكن) أي سكن الناس فيه وهدأت الأصوات. (عائلا) فقيرا.
٤ / ١٨٩١
٤٦٦٧ – حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ: حَدَّثَنَا الأسود بن قيس قال: سمعت جندب بن سفيان رضي الله عنه قال:
اشتكى رَسُولَ اللَّهِ ﷺ، فَلَمْ يقم ليلتين أو ثلاثا، فجاءت امرأة فقالت: يا محمد، إني لأرجو أن يكون شيطانك قد تركك، لم أره قربك منذ ليلتين أو ثلاثا. فأنزل الله عز وجل: ﴿وَالضُّحَى وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى. مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وما قلى﴾.
[ر: ١٠٧٢]
أخرجه مسلم في الجهاد والسير، باب: مالقي النبي ﷺ من أذى المشركين والمنافقين، رقم: ١٧٩٧.
(الضحى) وقت ارتفاع الشمس واعتدال حرارة النهار من الحر والبرد. (ودعك) من التوديع، وهو المبالغة في الترك. (قلى) أبغضك.
٤ / ١٨٩٢
٤٤١ – باب: قوله: ﴿ما ودعك ربك وما قلى﴾ /٣/.
تقرأ بالتشديد والتخفيف، بمعنى واحد، ما تركك ربك، وقال ابن عباس: ما تركك وما أبغضك.
(بالتشديد ..) هي قراءة الجمهور المتواترة، والتخفيف قراءة شاذة قرأ بها ابن أبي عبلة.
٤ / ١٨٩٢
٤٦٦٨ – حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جعفر غندر: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ:
سمعت جندبا البجلي: قالت امرأة: يا رسول الله، ما أرى صاحبك إلا أبطأك، فنزلت: ﴿ما ودعك ربك وما قلى﴾.
[ر: ١٠٧٢]
(أبطأك) جعلك بطيئا في القرآن حيث لم يأتك، وروي: (أبطأ عنك) أي تأخر.
٤ / ١٨٩٢
٤٤٢ – باب: تفسير سورة: ﴿ألم نشرح﴾. (الشرح)
وقال مجاهد: ﴿ووزرك﴾ /٢/: في الجاهلية. ﴿أنقض﴾ /٣/: أثقل. ﴿مع العسر يسرا﴾ /٥، ٦/: قال ابن عيينة: أي مع ذلك العسر يسرا آخر، كقوله: ﴿هل تربصون بنا إلا
⦗١٨٩٣⦘
إحدى الحسنين﴾ /التوبة: ٥٢/: ولن يغلب عسر يسرين.
وقال مجاهد: ﴿فانصب﴾ /٧/: في حاجتك إلى ربك. ويذكر عن ابن عباس: ﴿ألم نشرح لك صدرك﴾ /١/: شرح الله صدره للإسلام.
(وزرك) الوزر الحمل الثقيل، أي خفننا عنك الكثير من الأعباء التي أثقلتك وأهمتك. (في الجاهلية) لعل المراد ما وقع منه مما لا يليق به، كهمه أن يحضر اللهو، ونزعه إزاره عن عورته، ونحو ذلك، مما لا يعد ذنبا ولا يترتب عليه إثم. (أنقض) أثقله وأوهنه حتى صار وكأنه له نقيض. أي صوت خفي كالذي يسمع من الرحل فوق البعير. (مع ذلك ..) أي إن كلمة اليسر كررت نكرة مرتين، فالثانية غير الأولى، وكلمة العسر كررت معرفة، فالثانية عين الأولى، فتحصل وجود يسرين مقابل عسر واحد. (الحسنين) الظفر أو الشهادة، ووجه التشبيه: أنه كما ثبت للمؤمنين تعدد الحسنى كذلك ثبت لهم تعدد اليسر. (لن يغلب ..) لفظ حديث في سنده ضعف، وكذلك جاء أثرا عن عمر رضي الله عنه، رواه في الموطأ، لكنه منقطع. (فانصب) فاجتهد في الدعاء وطلب حاجتك من ربك، وقيل: أتعب نفسك في عبادة ربك، وقيل: غير ذلك.
٤ / ١٨٩٢
٤٤٣ – باب: تفسير سورة: ﴿والتين﴾. (التين)
وقال مجاهد: هو التين والزيتون الذي يأكل الناس. يقال: ﴿فما يكذبك﴾ /٧/: فما الذي يكذبك بأن الناس يدانون بأعمالهم؟ كأنه قال: ومن يقدر على تكذيبك بالثواب والعقاب؟
(يدانون) يجازون يوم القيامة.
٤ / ١٨٩٣
٤٦٦٩ – حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: أخبرني عدي قال: سمعت الْبَرَاءِ رضي الله عنه:
أَنّ النَّبِيَّ ﷺ كَانَ فِي سَفَرٍ، فَقَرَأَ فِي العشاء في إحدى الركعتين بالتين والزيتون. ﴿تقويم﴾: الخلق.
[ر: ٧٣٣]
(تقويم) تفسير لقوله تعالى: ﴿لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم﴾ /التين: ٤/: أعدل قامة وأحسن صورة.
٤ / ١٨٩٣
٤٤٤ – باب: تفسير سورة: ﴿اقرأ باسم ربك الذي خلق﴾. (العلق)
وقال قتيبة: حدثنا حماد، عن يحيى بن عتيق، عن الحسن قال: اكتب في المصحف في أول الإمام: بسم الله الرحمن الرحيم، واجعل بين السورتين خطا. وقال مجاهد: ﴿ناديه﴾ /١٧/: عشيرته. ﴿الزبانية﴾ /١٨/: الملائكة. وقال: ﴿الرجعى﴾ /٨/: المرجع. ﴿لنسفعن﴾ /١٥/: قال: لنأخذن، ولنسفعن بالنون، وهي الخفيفة، سفعت بيده: أخذت.
(الإمام) الفاتحة في أول القرآن. (ناديه) أصحاب مجلسه الذين يجلسون معه. (الملائكة) أي ملائكة العذاب، والزبانية في اللغة العربية الشرط كالشرطة، وسمي ملائكة العذاب بذلك لدفعهم أهل النار إليها. (الخفيفة) أي نون التوكيد الخفيفة. (سفعت) أخذت وجذبت جذابا شديدا، وسفعت أيضا ضربت بإذلال وإهانة.
٤ / ١٨٩٣
٤٦٧٠ – حَدَّثَنَا يَحْيَى: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابن شهاب.
حدثني سعيد بن مروان: حدثنا محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة: أخبرنا أبو صالح سلموية قال: حدثني عبد اللع، عن يونس بن يزيد قال: أخبرني ابن شهاب: أن عروة ابن الزُّبَيْرِ أَخْبَرَهُ: أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ ﷺ قالت:
كان أَوَّلُ مَا بُدِئَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ الرُّؤْيَا الصَّادِقَةُ فِي النَّوْمِ، فَكَانَ لَا يَرَى رُؤْيَا إِلَّا جَاءَتْ مِثْلَ فَلَقِ الصُّبْحِ، ثُمَّ حُبِّبَ إِلَيْهِ الخلاء، فكان يلحق بغار حراء، فيتحنث فيه – قال: والتحنث التعبد – الليالي ذوات العدد قبل أن يرجع إِلَى أَهْلِهِ، وَيَتَزَوَّدُ لِذَلِكَ، ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى خديجة، فيتزود بمثلها، حَتَّى فَجِئَهُ الْحَقُّ وَهُوَ فِي غَارِ حِرَاءٍ، فَجَاءَهُ الْمَلَكُ فقال: اقرأ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (مَا أَنَا بِقَارِئٍ). قَالَ: (فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدَ، ثُمَّ أَرْسَلَنِي فَقَالَ: اقْرَأْ، قُلْتُ: مَا أَنَا بِقَارِئٍ، فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّانِيَةَ حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدَ، ثُمَّ أَرْسَلَنِي فَقَالَ: اقْرَأْ، قُلْتُ: مَا أَنَا بِقَارِئٍ، فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّالِثَةَ حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدَ، ثُمَّ أَرْسَلَنِي فَقَالَ: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ. خَلَقَ الإِنْسَانَ من علق. اقرأ وربك الأكرم. الذي علم بالقلم﴾. الآيات إلى قوله: ﴿علم الإنسان ما لم يعلم﴾). فَرَجَعَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ تَرْجُفُ بَوَادِرُهُ، حَتَّى دَخَلَ عَلَى خَدِيجَةَ، فَقَالَ: (زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي). فَزَمَّلُوهُ حَتَّى ذَهَبَ عَنْهُ الرَّوْعُ. قال لخديجة: (أي خديجة، ما لي، لقد خشيت على نفسي). فأخبرها الخبر، قالت خديجة: كَلَّا، أَبْشِرْ، فَوَاللَّهِ لَا يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَدًا، فوالله إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَصْدُقُ الْحَدِيثَ، وَتَحْمِلُ الْكَلَّ، وَتَكْسِبُ الْمَعْدُومَ، وَتَقْرِي الضَّيْفَ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ. فَانْطَلَقَتْ بِهِ خَدِيجَةُ حَتَّى أَتَتْ بِهِ وَرَقَةَ بْنَ نوفل، وهو ابن عم خديجة أخي أَبِيهَا، وَكَانَ امْرَأً تَنَصَّرَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَكَانَ يَكْتُبُ الكتاب العربي، ويكتب من الإنجيل بالعربية مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكْتُبَ، وَكَانَ شَيْخًا كبيرا قد عمي، فقالت خَدِيجَةُ: يَا ابْنَ عَمِّ، اسْمَعْ مِنَ ابْنِ أخيك، قال وَرَقَةُ: يَا ابْنَ أَخِي، مَاذَا تَرَى؟ فَأَخْبَرَهُ النَّبِيُّ ﷺ خَبَرَ مَا رَأَى، فَقَالَ وَرَقَةُ: هَذَا النَّامُوسُ الَّذِي أنزل على موسى، ليتني فيها جذعا، ليتني أكون حيا، ذكر حرفا، قال رسول الله ﷺ: (أو مخرجي هم). قال
⦗١٨٩٥⦘
ورقة: نعم، لم يأت رجل بما جئت به إلا أوذي، وإن يدركني يومك حيا أَنْصُرْكَ نَصْرًا مُؤَزَّرًا. ثُمَّ لَمْ يَنْشَبْ وَرَقَةُ أَنْ تُوُفِّيَ، وَفَتَرَ الْوَحْيُ فَتْرَةً، حَتَّى حَزِنَ رسول الله ﷺ.
[ر: ٣]
(فجئه) أتاه بغتة. (يكتب الكتاب العربي) مر في الحديث رقم (٣) أنه كان يكتب الكتاب العبراني، ولعل هذه الرواية أصح، فانظر شرحها هناك. (جذعا) خبر لأكون المحذوفة. (وذكر حرفا) أي وذكر ورقة بعد ذلك كلمة أخرى، وهي ما جاء في الروايات الأخرى من قوله: إذ يخرجك قومك.
٤ / ١٨٩٤
٤٦٧١ – قال محمد بن شهاب: فأخبرني أبو سلمة: أن جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنهما قال: قال رسول الله ﷺ، وهو يحدث عن فترة الوحي، قال في حديثه:
(بينا أَنَا أَمْشِي، سَمِعْتُ صَوْتًا مِنَ السَّمَاءِ، فَرَفَعْتُ بَصَرِي، فَإِذَا الْمَلَكُ الَّذِي جَاءَنِي بِحِرَاءٍ، جَالِسٌ عَلَى كُرْسِيٍّ بين السماء والأرض، ففرقت منه، فرجعت، فقلت: زملوني زملوني، فدثروه، فأنزل الله تعالى: ﴿يا أيها المدثر. قم فأنذر. وربك فكبر. وثيابك فطهر. والرجز فاهجر﴾. – قال أبو سلمة: وهي الأوثان التي كان أهل الجاهلية يعبدون – قال: ثم تتابع الوحي).
[ر: ٤]
(ففرقت منه) خفت وفزعت. (زملوني) لفوني وغطوني.
٤ / ١٨٩٥
٤٤٥ – باب: قوله: ﴿خلق الإنسان من علق﴾ /٢/.
٤ / ١٨٩٥
٤٦٧٢ – حَدَّثَنَا ابْنُ بُكَيْرٍ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عن ابن شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ: أَنَّ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ:
أَوَّلُ مَا بُدِئَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ الرؤيا الصالحة، فجاءه الملك، فَقَالَ: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ. خَلَقَ الإنسان من علق. اقرأ وربك الأكرم﴾.
[ر: ٣]
٤ / ١٨٩٥
٤٤٦ – باب: قوله: ﴿اقرأ وربك الأكرم﴾ /٣/.
٤ / ١٨٩٥
٤٦٧٣ – حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ: أخبرنا معمر، عن الزهري (ح) وقال الليث: حدثني عقيل: قال محمد: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها:
أَوَّلُ مَا بُدِئَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ الرؤيا الصادقة، جاءه الملك فَقَالَ: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ. خَلَقَ الإنسان من علق. اقرأ وربك الأكرم. الذي علم بالقلم﴾.
[ر: ٣]
٤ / ١٨٩٥
٤٤٧ – باب: ﴿الذي علم بالقلم﴾ /٤/.
٤ / ١٨٩٥
٤٦٧٤ – حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: سَمِعْتُ عروة: قالت عائشة رضي الله عنها:
فرجع النبي ﷺ إلى خديجة، فقال: (زملوني
⦗١٨٩٦⦘
زملوني). فذكر الحديث.
[ر: ٣]
٤ / ١٨٩٥
٤٤٨ – باب: ﴿كلا لئن لم ينته لنسفعن بالناصية. ناصية كاذبة خاطئة﴾ /١٥، ١٦/.
(لنسفعن) لنجرنه من ناصيته – وهي مقدمة رأسه – إلى النار. (كاذبة خاطئة) أي صاحبها كاذب خاطئ.
٤ / ١٨٩٦
٤٦٧٥ – حَدَّثَنَا يَحْيَى: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عن عبد الكريم الجزري، عن عكرمة: قال ابن عباس: قال أبو جهل:
لئن رأيت محمدا يصلي عند الكعبة لأطان على عنقه. فَبَلَغَ النَّبِيَّ ﷺ فَقَالَ: (لو فعله لأخذته الملائكة).
تابعه عمرو بن خالد، عن عبيد الله، عن عبد الكريم.
(لأطأن) لأدوسن.
٤ / ١٨٩٦
٤٤٩ – باب: تفسير سورة: ﴿إنا أنزلناه﴾. (القدر)
يقال: المطلع: هو الطلوع، والمطلع: الموضع الذي يطلع منه. ﴿أنزلناه﴾ الهاء كناية عن القرآن، ﴿أنزلناه﴾ مخرج الجميع، والمنزل هو الله، والعرب تؤكد فعل الواحد فتجعله بلفظ الجميع، ليكون أثبت وأوكد.
(المطلع …) يشير إلأى قوله تعالى: ﴿سلام هي حتى مطلع الفجر﴾ /القدر: ٥/: أي ليلة القدر سلامة واطمئنان لعباد الله تعالى الصالحين مستمر إلى أن يطلع الفجر من مكان طلوعه. قرأ الكسائي وخلف ﴿مطلع﴾ بكسر اللام، وقرأ الجمهور ﴿مطلع﴾ بفتحها. (مخرج الجميع) أي خرج مخرج الجميع، مع أن المنزل واحد، على سبيل التعظيم.
٤ / ١٨٩٦
٤٥٠ – باب: تفسير سورة: ﴿لم يكن﴾. (البينة)
﴿منفكين﴾ /١/: زائلين. ﴿قيمة﴾ /٣/: القائمة. ﴿دين القيمة﴾ /٥/: أضاف الدين إلى المؤنث.
(منفكين) منتهين عن كفرهم ومنفصلين عنه، وأصل الفك الفتح. (قيمة) مستقيمة ناطقة بالحق والعدل، أو: قائمة مستقلة بالحجة. (دين القيمة) دين الملة المستقيمة والشريعة المتبوعة. (المؤنث) وهو الملة.
٤ / ١٨٩٦
٤٦٧٦ – حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ: حَدَّثَنَا شعبة: سَمِعْتُ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه. قَالَ النَّبِيُّ ﷺ لأبي:
(إن الله أمرني أن أقرأ عليك: ﴿لم يكن الذين كفروا﴾). قال: وسماني؟ قال: (نعم). فبكى.
حَدَّثَنَا حَسَّانُ بْنُ حَسَّانٍ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ
⦗١٨٩٧⦘
النَّبِيُّ ﷺ لِأَبِي: (إن الله أمرني أن أقرأ عليك القرآن). قال أبي: آلله سماني لك؟ قال: (الله سماك لي). فجعل أبي يبكي. قال قتادة: فأنبئت أنه قرأ عليه: ﴿لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب﴾.
٤ / ١٨٩٦
٤٦٧٧ – حدثنا أحمد بن أبي داود أبو جعفر المنادي: حدثنا روح: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ ﷺ قال لأبي بن كعب:
(إن الله أمرني أن أقرئك القرآن). قال: آلله سماني لك؟ قال: (نعم). قال: وقد ذكرت عند رب العالمين؟ قال: (نعم). فذرفت عيناه.
[ر: ٣٥٩٨]
٤ / ١٨٩٧
٤٥١ – باب: تفسير سورة: ﴿إذا زلزلت الأرض زلزالها﴾. (الزلزلة)
قوله: ﴿فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره﴾ /٧/. يقال: ﴿أوحى لها﴾ /٥/: أوحى إليها، ووحى لها ووحى إليها واحد.
(زلزلت) تحركت تحريكا شديدا واضطربت. (زلزالها) الذي ليس بعده زلزال، وذلك عند قيام الساعة. (مثقال) مقدار، أو: وزن. (ذرة) قيل: هي أصغر النمل، ولا يبعد أن يحمل معناها على الجزء الذي لا يتجزأ من الأشياء، وعلى كل: فالمراد المبالغة في القلة والصغر. (يره) يجد جزاءه وعاقبته. (أوحى لها) أقدرها على الكلام وأذن لها فيه وأمرها به.
٤ / ١٨٩٧
٤٦٧٨ – حدثنا إسماعيل بن عبد الله: حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أن رسول الله ﷺ قَالَ: (الْخَيْلُ لِثَلَاثَةٍ: لِرَجُلٍ أَجْرٌ، وَلِرَجُلٍ سِتْرٌ، وَعَلَى رَجُلٍ وِزْرٌ، فَأَمَّا الَّذِي لَهُ أَجْرٌ، فَرَجُلٌ رَبَطَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَأَطَالَ لَهَا فِي مَرْجٍ أَوْ رَوْضَةٍ، فَمَا أَصَابَتْ فِي طيلها ذلك في المرج والروضة، كَانَ لَهُ حَسَنَاتٍ، وَلَوْ أَنَّهَا قَطَعَتْ طِيَلُهَا فَاسْتَنَّتْ شَرَفًا أَوْ شَرَفَيْنِ، كَانَتْ آثَارُهَا وأوراثها حَسَنَاتٍ لَهُ، وَلَوْ أَنَّهَا مَرَّتْ بِنَهَرٍ فَشَرِبَتْ مِنْهُ وَلَمْ يُرِدْ أَنْ يَسْقِيَ بِهِ كَانَ ذلك حسنات له، فهي لِذَلِكَ الرَّجُلِ أَجْرٌ. وَرَجُلٌ رَبَطَهَا تَغَنِّيًا وَتَعَفُّفًا، وَلَمْ يَنْسَ حَقَّ اللَّهِ فِي رِقَابِهَا وَلَا ظُهُورِهَا، فَهِيَ لَهُ سِتْرٌ. وَرَجُلٌ رَبَطَهَا فَخْرًا ونواء، فهي على ذلك وزر). فسئل رسول الله ﷺ عن الْحُمُرِ، قَالَ: (مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيَّ فِيهَا إِلَّا هَذِهِ الْآيَةَ الْفَاذَّةَ الْجَامِعَةَ: ﴿فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ. وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذرة شرا يره﴾).
[ر: ٢٢٤٢]
٤ / ١٨٩٧
٤٥٢ – باب: ﴿ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره﴾ /٨/.
٤ / ١٨٩٨
٤٦٧٩ – حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ وهب قال: أخبرني مَالِكٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه:
سئل النبي ﷺ عن الحمر، فقال: (لم ينزل عَلَيَّ فِيهَا شَيْءٌ إِلَّا هَذِهِ الْآيَةُ الْجَامِعَةُ الْفَاذَّةُ: ﴿فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ. وَمَنْ يعمل مثقال ذرة شرا يره﴾).
[ر: ٢٢٤٢]
٤ / ١٨٩٨
٤٥٣ – باب: تفسير سورة: ﴿والعاديات﴾.
وقال مجاهد: الكنود: الكفور. يقال: ﴿فأثرن به نقعا﴾ /٤/: رفعن به غبارا. ﴿لحب الخير﴾ من أجل حب الخير ﴿لشديد﴾ /٨/: لبخيل، ويقال للبخيل شديد. ﴿حصل﴾ /١٠/: ميز.
(العاديات) هي الخيل التي تعدو في سبيل الله تعالى. (الكنود) يشير إلى قوله تعالى: ﴿إن الإنسان لربه لكنود﴾ /العاديات: ٦/: جحود لنعمه سبحانه وتعالى غير قائم بشكرها. (فأثرن) هيجن. (به) بسيرها وعدوها. (الخير) المال. (حصل) أخرج وأبرز.
٤ / ١٨٩٨
٤٥٤ – باب: تفسير سورة: ﴿القارعة﴾.
﴿كالفراش المبثوث﴾ /٤/: كغوغاء الجراد، يركب بعضه بعضا، كذلك الناس يجول بعضهم في بعض. ﴿كالعهن﴾ /٨/: كألوان العهن، وقرأ عبد الله: كالصوف.
(القارعة) القيامة، سميت بذلك لأنها تقرع القلوب بالفزع والشدائد، وأصل القرع الصوت الشديد. (الفراش) حشرات طائرة تتهافت في النار، شبه حال الناس يوم القيامة بها لأنها إذا ثارت لم تتجه لجهة واحدة، بل كل واحدة منها تذهب إلى جهة الأخرى. (المبثوث) المتفرق المنتشر. (كغوغاء الجراد) أي كحالة الجراد حين يخف للطيران، والغوغاء الصوت والجلبة. (كالعهن) هو الصوف كما قرأ عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، وقراءته غير مشهورة، بل هي شاذة، فتعتبر تفسيرا لا قرآنا.
٤ / ١٨٩٨
٤٥٥ – باب: تفسير سورة: ﴿ألهاكم﴾. (التكاثر)
وقال ابن عباس: ﴿التكاثر﴾ /١/: من الأموال والأولاد.
(ألهاكم التكاثر) شغلكم التباهي والمفاخرة بكثرة الأموال والأولاد ونحوها عن طاعة الله عز وجل والعمل لما ينجيكم من سخطه يوم القيامة.
٤ / ١٨٩٨
٤٥٦ – باب: تفسير سورة: ﴿والعصر﴾. (العصر)
وقال يحيى: العصر: الدهر، أقسم به.
(يحيى) بن زياد الفراء رحمه الله تعالى، وفسر العصر بالدهر أي الزمن، وقيل في تفسيره غير.
٤ / ١٨٩٨
٤٥٧ – باب: تفسير سورة: ﴿ويل لكل همزة﴾. (الهمزة)
﴿الحطمة﴾ /٤/: اسم النار، مثل: ﴿سقر﴾ /القمر: ٤٨/ و/المدثر: ٢٦، ٢٧، ٤٢/.
و: ﴿لظى﴾ /المعارج: ١٥/.
(ويل) عذاب وهلاك. (همزة) هو الذي يعيب الناس وينتقصهم بإشارة يده أو عينه، وقيل: من خلفهم وفي غيابهم، وقيل غير ذلك. (سقر) من سقرته الشمس: لوحته وآلمت دماغه بحرها.
(لظى) هو في اللغة: اللهب الشديد.
٤ / ١٨٩٩
٤٥٨ – باب: تفسير سورة: ﴿ألم تر﴾ /الفيل: ١/: ألم تعلم.
قال مجاهد: ﴿أبابيل﴾ /٣/: متتابعة مجتمعة.
وقال ابن عباس: ﴿من سجيل﴾ /٤/: هي سنك وكل.
(أبابيل) قيل: طيرا كثيرة متفرقة يتبع بعضها بعضا. (سجيل) طين متحجر أو مطبوخ كالآجر. (سنك وكل) وهي بالفارسية، ومعناها: حجر وطين. وفي تفسير الطبري: أصلها: سنج وكيل، ويقال: سنك وكيل.
٤ / ١٨٩٩
٤٥٩ – باب: تفسير سورة: ﴿لإيلاف قريش﴾. (قريش)
وقال مجاهد: ﴿لإيلاف﴾ /١/: ألفوا ذلك، فلا يشق عليهم في الشتاء والصيف. ﴿وآمنهم﴾ /٤/: من كل عدوهم في حرمهم.
قال ابن عيينة: لإيلاف: لنعمتي على قريش.
(لإيلاف) من ألفت الشيء آلفه إلفا وإيلافا: أنست به وأحببته، وقيل: من ألفت الشيء أي لزمته. وقرأ الجمهور: ﴿لإيلاف﴾ بإثبات الياء، وقرأ ابن عامر: ﴿لإلاف﴾ بحذفها.
٤ / ١٨٩٩
٤٦٠ – باب: تفسير سورة: ﴿أرأيت﴾. (الماعون)
وقال مجاهد: ﴿يدع﴾ /٢/: يدفع عن حقه، يقال: هو من دععت. ﴿يدعون﴾ /الطور: ١٣/: يدفعون. ﴿ساهون﴾ /٥/: لاهون. ﴿والماعون﴾ /٧/: المعروف كله، وقال بعض العرب: الماعون: الماء، وقال عكرمة: أعلاها الزكاة المفروضة، وأدناها عارية المتاع.
(يدع) اليتيم، يتركه ويقصر في حقه، ويقهره ويزجره. (لاهون) فلا يبالون صلوا أم لم يصلوا. (الماعون) ما يتعاطاه الناس ويتعاورونه فيما بينهم عادة كالدلو والفأس ونحو ذلك. وقيل: ما لا يحل منعه كالماء والماح والنار. (المتاع) متاع البيت كالمنخل والغربال ونحو ذلك.
٤ / ١٨٩٩
٤٦١ – باب: تفسير سورة: ﴿إنا أعطيناك الكوثر﴾. (الكوثر)
وقال ابن عباس: ﴿شانئك﴾ /٣/: عدوك.
(الكوثر) الكثير من كل خير، وفي مقدمة ذلك النهر الذي في الجنة. (شانئك) مبغضك وعدوك.
٤ / ١٨٩٩
٤٦٨٠ – حَدَّثَنَا آدَمُ: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قال:
لما عرج بالنبي ﷺ إلى السماء، قال: (أتيت على نهر، حافتاه قباب اللؤلؤ مجوفا، فقلت: مَا هَذَا يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هَذَا الْكَوْثَرُ).
[٦٢١٠]
(حافتاه قباب اللؤلؤ) أي على حافتيه. (مجوفا) أي القبة كلها من لؤلؤة مجوفة، واللؤلؤ جوهر نفيس معروف. (الكوثر) نهر في الجنة، والكوثر كل كثير من الخير.
٤ / ١٩٠٠
٤٦٨١ – حدثنا خالد بن يزيد الكاهلي: حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة، عن عائشة رضي الله عنها، قال:
سألتها عن قوله تعالى: ﴿إنا أعطيناك الكوثر﴾. قالت: نهر أعطيه نبيكم ﷺ، شاطئاه عليه در مجوف، آنيته كعدد النجوم.
رواه زكرياء، وأبو الأحوص، ومطرف، عن أبي إسحق.
(شاطئاه) جانباه. (آنيته) أوعيته، جمع إناء.
٤ / ١٩٠٠
٤٦٨٢ – حدثنا يعقوب بن إبراهيم: حدثنا هشيم: حدثنا أبو بشر، عن سعيد ابن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال في الكوثر:
هو الخير الَّذِي أَعْطَاهُ اللَّهُ إِيَّاهُ. قَالَ أَبُو بِشْرٍ: قلت لسعيد بن جبير: فإن الناس يَزْعُمُونَ أَنَّهُ نَهَرٌ فِي الْجَنَّةِ؟ فَقَالَ سَعِيدٌ: النَّهَرُ الَّذِي فِي الْجَنَّةِ مِنَ الْخَيْرِ الَّذِي أعطاه الله إياه.
[٦٢٠٧]
٤ / ١٩٠٠
٤٦٢ – باب: تفسير سورة: ﴿قل يا أيها الكافرون﴾. (الكافرون)
يقال: ﴿لكم دينكم﴾ الكفر ﴿ولي دين﴾ /٦/: الإسلام، ولم يقل ديني، لأن الآيات بالنون، فحذفت الياء، كما قال: ﴿يهدين﴾ /الشعراء: ٧٨/: و﴿يشفين﴾ /الشعراء: ٨٠/.
وقال غيره: ﴿لا أعبد ما تعبدون﴾ /٢/: الآن، ولا أجيبكم فيما بقي من عمري. ﴿ولا أنتم عابدون ما أعبد﴾ /٣، ٥/: وهم الذين قال: ﴿وليزيدن كثيرا منهم ما أنزل إليك من ربك طغيانا وكفرا﴾ /المائدة: ٦٤، ٦٨/.
(لأن ..) أي حذفت الياء رعاية للفواصل وهي أواخر الآيات. (غيره) قيل المراد غير الفراء الذي قال ما قبله. (الذين قال) الله تعالى في حقهم.
٤ / ١٩٠٠
٤٦٣ – باب: تفسير سورة: ﴿إذا جاء نصر الله﴾. (النصر)
٤ / ١٩٠٠
٤٦٨٣ – حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ: حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: مَا صَلَّى النَّبِيُّ ﷺ صَلَاةَ
⦗١٩٠١⦘
بعد أن نزلت عليه: ﴿إذا جاء نصر الله والفتح﴾. إلا يقول فيها: (سبحانك ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي).
٤ / ١٩٠٠
٤٦٨٤ – حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قالت:
كان رسول الله ﷺ يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ فِي رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ: (سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ، اللهم اغفر لي). يتأول القرآن.
[ر: ٧٦١]
٤ / ١٩٠١
٤٦٤ – باب: قوله: ﴿ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا﴾ /٢/.
(أفواجا) فوجا بعد فوج، وزمرة بعد زمرة، فقد كانت تدخل القبيلة بأسرها، والقوم بأجمعهم، من غير حرب ولا قتال.
٤ / ١٩٠١
٤٦٨٥ – حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حَدَّثَنَا عبد الرحمن، عن سفيان، عن حبيب بن أبي ثَابِتٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عباس:
أن عمر رضي الله عنه سألهم عن قوله تعالى: ﴿إذا جاء نصر الله والفتح﴾. قالوا: فتح المدائن والقصور، قال: ما تقول يا ابن عباس؟ قال: أجل، أو مثل ضرب لمحمد ﷺ، نعيت له نفسه.
[ر: ٣٤٢٨]
٤ / ١٩٠١
٤٦٥ – باب: قوله: ﴿فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا﴾ /٣/.
تواب على العباد، والتواب من الناس التائب من الذنب.
٤ / ١٩٠١
٤٦٨٦ – حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عن ابن عباس قال:
كان عمر يدخلني مع أشياخ بدر، فكأن بعضهم وجد في نفسه، فقال: لم تدخل هذا معنا ولنا أبناء مثله؟ فقال عمر: إنه من حيث علمتم، فدعاه ذات يوم فأدخله معهم، فما رئيت أنه دعاني يومئذ إلا ليريهم، قال: ما تقولون في قول الله تعالى: ﴿إذا جاء نصر الله والفتح﴾. فقال بعضهم: أمرنا نحمد الله ونستغفره إذا نصرنا وفتح علينا، وسكت بعضهم فلم يقل شيئا، فقال لي: أكذاك تقول يا ابن عباس؟ فقلت: لا، قال: فما تقول؟ قلت: هو أجل رسول الله ﷺ أعلمه له، قال: ﴿فإذا جاء نصر الله والفتح﴾. وذلك علامة أجلك. ﴿فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا﴾. فقال عمر: ما أعلم منها إلا ما تقول.
[ر: ٣٤٢٨]
(وجد في نفسه) حزن وغضب، أو: عتب.
٤ / ١٩٠١
٤٦٦ – باب: تفسير سورة: ﴿تبت يدا أبي لهب﴾. (المسد)
﴿وتب﴾ /١/: خسر. ﴿تباب﴾ /غافر: ٣٧/: خسران. ﴿تتبيب﴾ /هود: ١٠١/: تدمير.
٤ / ١٩٠٢
٤٦٨٧ – حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ: حدثنا الأعمش: حدثنا عمرو ابن مُرَّةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عباس رضي الله عنهما قال:
لما نزلت: ﴿وأنذر عشيرتك الأقربين﴾. ورهطك منهم المخلصين، خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ حتى صعد الصفا، فهتف: (يا صباحاه). فقالوا: من هذا، فاجتمعوا إليه، فقال: (أرأيتم إن أخبرتكم أن خيلا تخرج من سفح هذا الجبل، أكنتم مصدقي). قالوا: ما جربنا عليك كذبا، قال: (فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد). قال أبو لهب: تبا لك، ما جمعتنا إلا لهذا، ثم قام. فنزلت: ﴿تبت يدا أبي لهب وتب﴾. وقد تب. هكذا قرأها الأعمش يومئذ.
[ر: ١٣٣٠]
(ورهطك مهم المخلصين) تفسير لقوله: ﴿وأنذر عشيرتك الأقربين﴾ أو: هي قراءة شاذة، وقيل: كانت قراءة ثم نسخت. (هكذا قرأها) أي زاد: وقد تب.
٤ / ١٩٠٢
٤٦٧ – باب: قوله: ﴿وتب. ما أغنى عنه ماله وما كسب﴾ /٢، ٣/.
(كسب) من مال وولد، وغير ذلك.
٤ / ١٩٠٢
٤٦٨٨ – حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَامٍ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ: حدثنا الأعمش، عن عمرو ابن مُرَّةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عباس:
إن النبي ﷺ خرج إلى البطحاء، فصعد إلى الجبل فنادى: (يا صباحاه). فاجتمعت إليه قريش، فقال: (أرأيتم إن حدثتكم أن العدو مصبحكم أو ممسيكم، أكنتم تصدقونني). قالوا: نعم، قال: (فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد). فقال أبو لهب: ألهذا جمعتنا تبا لك، فأنزل الله عز وجل: ﴿تبت يدا أبي لهب﴾.
[ر: ١٣٣٠]
(البطحاء) هي مسيل الوادي، والمراد بطحاء مكة.
٤ / ١٩٠٢
٤٦٨ – باب: قوله: ﴿سيصلى نارا ذات لهب﴾ /٣/.
(سيصلى) سيدخل.
٤ / ١٩٠٢
٤٦٨٩ – حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ: حَدَّثَنَا أَبِي: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ، عَنْ سَعِيدِ بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما: قال أبو لهب:
تبا لك، ألهذا جمعتنا،
⦗١٩٠٣⦘
فنزلت: ﴿تبت يدا أبي لهب﴾.
[ر: ١٣٣٠]
٤ / ١٩٠٢
٤٦٩ – باب: ﴿وامرأته حمالة الحطب﴾ /٤/.
وقال مجاهد: ﴿حمالة حطب﴾ /٤/: تمشي بالنميمة. ﴿في جيدها حبل من مسد﴾ /٥/: يقال: من مسد: ليف المقل، وهي السلسلة التي في النار.
(حمالة) قرأ عاصم بالنصب على تقدير فعل أدم، وغيره بالرفع، أي سيصلى هو وامرأته. (تمشي بالنميمة) تنم وتحرش على المسلمين، أو: أنها كانت تضع الشوك في طريق النبي ﷺ وطريق المسلمين. (جيدها) عنقها. (ليف المقل) تضعها في عنقها في الدنيا لتحمل الحطب، وفي الآخرة يكون سلسلة من النار، والمقل: حمل شجر يسمى الدوم، يشبه النخل.
٤ / ١٩٠٣
٤٧٠ – باب: تفسير قوله: ﴿قل هو الله أحد﴾. (الإخلاص)
يقال: لا ينون ﴿أحد﴾ أي واحد.
(لا ينون) أي يحذف منه التنوين حال الوصل.
٤ / ١٩٠٣
٤٦٩٠ – حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ: حَدَّثَنَا شُعَيْبٌ: حَدَّثَنَا أَبُو الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي ﷺ قَالَ:
(قَالَ اللَّهُ: كذبني ابن آدم ولم يكن له ذلك، وشتمني ولم يكن له ذلك، فأما تكذيبه إياي فقوله: لن يعيدني كما بدأني، وليس أول الخلق بأهون علي من إعادته، وأما شتمه إياي فقوله: اتخذ الله ولدا وأنا الأحد الصمد، لم ألد ولم أولد، ولم يكن لي كفأ أحد).
[ر: ٣٠٢١]
٤ / ١٩٠٣
٤٧١ – باب: قوله: ﴿الله الصمد﴾ /٢/.
والعرب تسمي أشرافها الصمد، قال أبو وائل: هو السيد الذي انتهى سودده.
(انتهى سودده) بلغ مجده وسؤدده أوجه ونهايته. وقيل: الصمد هو السيد المقصود في الحوائج.
٤ / ١٩٠٣
٤٦٩١ – حدثنا إسحاق بن منصور قال: وحدثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ:
(كذبني ابن آدم ولم يكن له ذلك، وشتمني ولم يكن له ذلك، أما تكذيبه إياي أن يقول: إني لن أعيده كما بدأته، وأما شتمه إياي أن يقول: اتخذ الله ولدا، وأنا الصمد الذي لم ألد ولم أولد، ولم يكن لي كفؤا أحد. ﴿لم يلد ولم يولد. ولم يكن له كفوا أحد﴾).
كفؤا وكفيئا وكفاء واحد.
[ر: ٣٠٢١]
(كفؤا) و(كفوا) مثلا ونظيرا ومشابها.
٤ / ١٩٠٣
٤٧٢ – باب: تفسير سورة: ﴿قل أعوذ برب الفلق﴾. (الفلق)
وقال مجاهد: ﴿غاسق﴾ الليل ﴿إذا وقب﴾ /٣/: غروب الشمس. يقال: أبين من فرق وفلق الصبح. ﴿وقب﴾ إذا دخل في كل شيء وأظلم.
٤ / ١٩٠٤
٤٦٩٢ – حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عاصم وعبدة، عن زر ابن حبيش قال: سألت أبي بن كعب عن المعوذتين فقال: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ فقال: (قيل لي فقلت). فنحن نقول كما قال رسول الله ﷺ.
[٤٦٩٣]
(المعوذتين) أي سورتي الفلق والناس. (قيل لي) أي قال لي جبريل: ﴿قل أعوذ ..﴾ أي وأقرأني السورتين. (فقلت) فقرأتهما على أصحابي. (فنحن) من كلام أبي رضي الله عنه.
٤ / ١٩٠٤
٤٧٣ – باب: تفسير سورة: ﴿قل أعوذ برب الناس﴾. (الناس)
ويذكر عن ابن عباس: ﴿الوسواس﴾ /٤/: إذا ولد خنسه الشيطان، فإذا ذكر الله عز وجل ذهب، وإذا لم يذكر الله ثبت على قلبه.
(خنسه) خنس المولود أي نخسه وطعنه في خاصرته، والوسواس: هو الشيطان، سمي به لكثرة ملابسته الإنسان ووسوسته له، والخناس: لأنه يخنس، أي يتقهقر ويتأخر عند ذكر الله تعالى.
٤ / ١٩٠٤
٤٦٩٣ – حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ: حدثنا عبدة بن أبي لبابة، عن زر بن حبيش. وحدثنا عاصم، عن زر قال:
سألت أبي بن كعب: قلت: يا أبا المنذر، إن أخاك ابن مسعود يقول كذا وكذا؟ فقال أبي: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ فقال لي: (قيل لي فقلت). قال: فنحن نقول كما قال رسول الله ﷺ.
[ر: ٤٦٩٢]
(أخاك) أي في الدين. (كذا وكذا) أي إن المعوذتين ليستا من القرآن، يعني أنه لم يثبت عند ابن مسعود رضي الله عنه القطع بذلك، ثم حصل الاتفاق بعد ذلك.