(إن موسى كان رجلا حييا، وذلك قوله تعالى: ﴿يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا وكان عند الله وجيها﴾).
[ر: ٢٧٤]
يقال: ﴿معاجزين﴾ /٥، ٣٨/: مسابقين. ﴿بمعجزين﴾ /الأنعام: ١٣٤/: بفائتين. ﴿سبقوا﴾ /الأنفال: ٥٩/: فاتوا. ﴿لا يعجزون﴾ /الأنفال: ٥٩/: لا يفوتون. ﴿يسبقونا﴾ /العنكبوت: ٤/: يعجزونا، ومعنى ﴿معاجزين﴾ مغالبين، يريد كل واحد منهما أن يظهر عجز صاحبه. ﴿معاشر﴾ /٤٥/: عشر. الأكل: الثمر. ﴿باعد﴾ /١٩/: وبعد واحد.
وقال مجاهد: ﴿لا يعزب﴾ /٣/: لا يغيب. ﴿العرم﴾ /١٦/: السد، ماء أحمر، أرسله الله في السد، فشقه وهدمه، وحفر الوادي، فارتفعت على الجنتين، وغاب عنهما الماء فيبستا، ولم يكن الماء الأحمر من السد، ولكن كان عذابا أرسله الله عليهم من حيث شاء.
وقال عمرو بن شرحبيل: ﴿العرم﴾ المسناة بلحن أهل اليمن.
وقال غيره: العرم الوادي. السابغات: الدروع.
وقال مجاهد: ﴿يجازى﴾ /١٧/: يعاقب. ﴿أعظكم بواحدة﴾ /٤٦/: بطاعة الله. ﴿مثنى وفرادى﴾ /٤٦/: واحد واثنين. ﴿التناوش﴾ /٥٢/: الرد من الآخرة إلى الدنيا. ﴿وبين ما يشتهون﴾ /٥٤/: من مال أو ولد أو زهرة. ﴿بأشياعهم﴾ /٥٤/: بأمثالهم.
وقال ابن عباس: ﴿كالجواب﴾ /١٣/: كالجوبة من الأرض. الخمط: الأرك.⦗١٨٠٤⦘
والأثل: الطرفاء. ﴿العرم﴾: الشديد.
(إِذَا قَضَى اللَّهُ الْأَمْرَ فِي السَّمَاءِ، ضَرَبَتِ الْمَلَائِكَةُ بِأَجْنِحَتِهَا خُضْعَانًا لِقَوْلِهِ، كَأَنَّهُ سِلْسِلَةٌ على صفوان، فَإِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا: مَاذَا قَالَ ربكم؟ قالوا للذي قال: الحق، وهو العلي الكبير، فيسمعها مسترق السمع، ومسترق السمع هكذا بعضه فوق بعض – ووصف سفيان بكفه فحرفها، وبدد بين أصابعه – فيسمع الكلمة فيلقيها إلى من تحته، ثم يلقيها الآخر إلى من تحته، حتى يلقيها على لسان الساحر أو الكاهن، فربما أدرك الشهاب قبل أن يلقيها، وربما ألقاها قبل أن يدركه، فيكذب معها مائة كذبة، فيقال: أليس قد قال لنا: يوم كذا وكذا، كذا وكذا، فيصدق بتلك الكلمة التي سمع من السماء).
[ر: ٤٤٢٤]
٢٨٦ – باب: قوله: ﴿إن هو إلا نذير لكم بين يدي عذاب شديد﴾ /٤٦/.
صَعِدَ النَّبِيُّ ﷺ الصفا ذات يوم، فقال: (يا صباحاه). فاجتمعت إليه قريش، قالوا: ما لك؟ قال: (أرأيتم لو أخبرتكم أن العدو يصبحكم أو يمسيكم، أما كنتم تصدقونني). قالوا: بلى، قال: (فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد) فقال أبو لهب: تبا لك، ألهذا جمعتنا؟ فأنزل الله: ﴿تبت يدا أبي لهب﴾.
[ر: ١٣٣٠]
قال مجاهد: القطمير: لفافة النواة. ﴿مثقلة﴾ /١٨/: مثقلة.
وقال غيره: ﴿الحرور﴾ /٢١/: بالنهار مع الشمس، وقال ابن عباس: الحرور: بالليل، والسموم بالنهار. ﴿وغرابيب﴾ /٢٧/: أشد سواد، الغربيب: الشديد السواد.
وقال مجاهد: ﴿فعززنا﴾ /١٤/: شددنا. ﴿يا حسرة على العباد﴾ /٣٠/: كان حسرة عليهم استهزاؤهم بالرسل. ﴿أن تدرك القمر﴾ /٤٠/: لا يستر ضوء أحدهما ضوء الآخر، ولا ينبغي لهما ذلك. ﴿سابق النهار﴾ /٤٠/: يتطالبان حثيثين. ﴿نسلخ﴾ /٣٧/: نخرج أحدهما من الآخر، ويجري كل واحد منهما. ﴿من مثله﴾ /٤٢/: من الأنعام. ﴿فكهون﴾ /٥٥/: معجبون. ﴿جند محضرون﴾ /٧٥/: عند الحساب.⦗١٨٠٦⦘
ويذكر عن عكرمة: ﴿المشحون﴾ /٤١/: الموقر. وقال ابن عباس: ﴿طائركم﴾ /١٩/: مصائبكم. ﴿ينسلون﴾ /٥١/: يخرجون. ﴿مرقدنا﴾ /٥٢/: مخرجنا. ﴿أحصيناه﴾ /١٢/: حفظناه. ﴿مكانتهم﴾ /٦٧/: ومكانهم واحد.
كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ ﷺ في المسجد عند غروب الشمس، فقال: (يا أبا ذر، أتدري أين تغرب الشمس). قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: (فَإِنَّهَا تَذْهَبُ حتى تسجد تحت العرش، فذلك قوله تعالى: ﴿والشمس تجري لمستقر لها ذلك لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم﴾)
سَأَلْتُ النَّبِيَّ ﷺ عن قوله تعالى: ﴿والشمس تجري لمستقر لها﴾. قال: (مستقرها تحت العرش).
[ر: ٣٠٢٧]
وقال مجاهد: ﴿ويقذفون بالغيب من مكان بعيد﴾ /سبأ: ٥٣/: من كل مكان. ﴿ويقذفون من كل جانب﴾ /٨/: يرمون. ﴿واصب﴾ /٩/: دائم. ﴿لازب﴾ /١١/: لازم. ﴿تأتوننا⦗١٨٠٧⦘
عن اليمين﴾ /٢٨/: يعني الحق، الكفار تقوله للشيطان. ﴿غول﴾ /٤٧/: وجع بطن. ﴿ينزفون﴾ /٤٧/: لا تذهب عقولهم. ﴿قرين﴾ /٥١/: شيطان. ﴿يهرعون﴾ /٧٠/: كهيئة الهرولة. ﴿يزفون﴾ /٩٤/: النسلان في المشي. ﴿وبين الجنة نسبا﴾ /١٥٨/: قال كفار قريش: الملائكة بنات الله، وأمهاتهم بنات سروات الجن. وقال الله تعالى: ﴿ولقد علمت الجنة إنهم لمحضرون﴾ /١٥٨/: ستحضر للحساب.
وقال ابن عباس: ﴿لنحن الصافون﴾ /١٦٥/: الملائكة. ﴿صراط الجحيم﴾ /٢٣/: ﴿سواء الجحيم﴾ /٥٥/: ووسط الجحيم. ﴿لشوبا﴾ /٦٧/: يخلط طعامهم، ويساط بالحميم. ﴿مدحورا﴾ /الأعراف: ١٨/: مطرودا. ﴿بيض مكنون﴾ /٤٩/: اللؤلؤ المكنون. ﴿وتركنا عليه في الآخرين﴾ /٧٨، ١٠٨، ١٢٩/: يذكر بخير. ﴿يستسخرون﴾ /١٤/: يسخرون. ﴿بعلا﴾ /١٢٥/: ربا.
يلزم اليد ونحوها ويلصق بها. (تأتوننا …) فسر اليمين بالحق، والمعنى: أن الكفار تقول للشياطين يوم القيامة: إنكم كنتم تأتوننا من جهة الحق فتلبسونه علينا وتخلطونه لنا بالباطل. (غول) هو ما في خمر الدنيا مما يسبب فسادا في العقل والجسم، ويترتب عليه العقاب والإثم، من غاله يغوله غولا، إذا أهلكه وأفسده. (ينزفون) بكسر الزاي أنزف الرجل إذا ذهب عقله من السكر. وهذه قراءة حمزة والكسائي. وقرأ غيرهما ﴿ينزفون﴾ بضم أوله وفتح الزاي من نزف الرجل بمعنى سكر وذهب عقله. وقيل معناها: لا ينفد شرابهم. (قرين) ملازم لي ومصاحب. (يهرعون) يسرعون، والمراد هنا: بيان شدة تمسكهم بما كان عليه آباؤهم من الضلال. (النسلان) الإسراع في المشي مع تقارب الخطى، وقيل: يزفون يسعون ويسرعون، من الزفيف وهو الإسراع. (الجنة) أي الملائكة، وسموهم جنة لاجتنانهم أي خفائهم عن الأبصار. (سروات) خواص، جمع سراة، وسراة جمع سري وهو السيد الشريف والرئيس. (نسبا) صلة وقرابة. (إنهم) أي إن الكفار الذين أشركوا وقالوا هذا القول. (لمحضرون) في العذاب. (الصافون) نصف أقدامنا لعبادة الله تعالى، أو نصف حول العرش ندعو للمؤمنين. (صراط الجحيم) طريق النار. (يساط) يخلط بعضه ببعض. (الحميم) الماء الحار. (مدحورا) من دحره يدحره دحرا ودحورا، إذا طرده ودفعه وأبعده، واللفظ وارد أيضا في الإسراء: ١٨، ٣٩. والوارد في هذه السورة لفظ المصدر في قوله تعالى: ﴿دحورا ولهم عذاب واصب﴾ /٩/: وهو في معنى اسم المفعول أي مدحورين. (بيض ..) هو تشبيه لهن من حيث الصفاء واللين والصيانة، مكنون: مستور أو مصون، وكل شيء أضمرته أو أخفيته فقد أكننته. وقيل: المراد التشبيه ببيض النعام، والعرب تشبه المرأة به، لأن النعامة تكنه – أي تستره – بريشها، فيكون لونه أبيض مشوبا بصفرة، وهو لون محبب في النساء. (بعلا) اسم لصنم كان يعبده قوم إلياس عليه السلام، وقيل، البعل الرب بلغة أهل اليمن.
(ما ينبغي لأحد أن يكون خيرا من يونس بن متى).
[ر: ٣٢٣١]
(من قال أنا خير من يونس بن متى فقد كذب)
[ر: ٣٢٣٤]
سألت مجاهدا عن السجدة في ص، قال: سئل ابن عباس فقال: ﴿أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده﴾. وكان ابن عباس يسجد فيها.
سألت مجاهدا عن سجدة ص، فقال: سألت ابن عباس: من أين سجدت؟ فقال: أو ما تقرأ: ﴿ومن ذريته داود وسليمان﴾. ﴿أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده﴾. فكان داود ممن أمر نبيكم ﷺ أن يقتدي به، فسجدها داود عليه السلام فسجدها رسول الله ﷺ.
[ر: ٣٢٤٠]
﴿عجاب﴾ /٥/: عجيب. القط: الصحيفة، هو ها هنا صحيفة الحسنات.⦗١٨٠٩⦘
وقال مجاهد: ﴿في عزة﴾ /٢/: معازين. ﴿الملة الآخرة﴾ /٧/: ملة قريش. الاختلاق: الكذب. ﴿الأسباب﴾ /١٠/: طرق السماء في أبوابها. ﴿جند ما هنالك مهزوم﴾ /١١/: يعني قريشا. ﴿أولئك الأحزاب﴾ /١٣/: القرون الماضية. ﴿فواق﴾ /١٥/: رجوع. ﴿قطنا﴾ /١٦/: عذابنا. ﴿اتخذناهم سخريا﴾ /٦٣/: أحطنا بهم. ﴿أتراب﴾ /٥٢/: أمثال.
وقال ابن عباس: ﴿الأيد﴾ /١٧/: القوة في العبادة. ﴿الأبصار﴾ /٤٥/: البصر في أمرالله. ﴿حب الغير عن ذكر ربي﴾ /٣٢/: من ذكر. ﴿طفق مسحا﴾ /٣٣/: يمسح أعراف الخيل وعراقيبها. ﴿الأصفاد﴾ /٣٨/: الوثاق.
(إن عِفْرِيتًا مِنَ الْجِنِّ تَفَلَّتَ عَلَيَّ الْبَارِحَةَ، أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا، لِيَقْطَعَ عَلَيَّ الصَّلَاةَ، فَأَمْكَنَنِي اللَّهُ منه، وأردت أَنْ أَرْبِطَهُ إِلَى سَارِيَةٍ مِنْ سَوَارِي الْمَسْجِدِ، حَتَّى تُصْبِحُوا وَتَنْظُرُوا إِلَيْهِ كُلُّكُمْ، فَذَكَرْتُ قَوْلَ أخي سليمان: ﴿رب اغفر لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي﴾). قال روح: فرده خاسئا.
[ر: ٤٤٩]
٢٩٤ – باب: قوله: ﴿وما أنا من المتكلفين﴾ /٧٦/.
٤٥٣١ – حدثنا قتيبة: حدثنا جرير، عن الأعمش، عن أبي الضحى، عَنْ مَسْرُوقٍ
⦗١٨١٠⦘
قَالَ:
دَخَلْنَا عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود قال: يا أيها الناس، من علم شيئا فليقل به، ومن لم يعلم فليقل: الله أعلم، فإن من العلم أن يقول لما لا يعلم الله أعلم، قال اللَّهُ عز وجل لِنَبِيِّهِ ﷺ: ﴿قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين﴾. وسأحدثكم عن الدخان، أن رسول الله ﷺ دعا قريشا إلى الإسلام فأبطؤوا عليه فقال: (اللهم أعني عليهم بسبع كسبع يوسف). فأخذتهم سنة فحصت كل شيء، حتى أكلوا الميتة والجلود، حتى جعل الرجل يرى بينه وبين السماء دخانا من الجوع. قال الله عز وجل: ﴿فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين. يغشى الناس هذا عذاب أليم﴾. قال: فدعوا: ﴿ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون.
أنى لهم الذكرى وقد جاءهم رسول مبين. ثم تولوا عنه وقالوا معلم مجنون. إنا كاشفو العذاب قليلا إنكم عائدون﴾. أفيكشف العذاب يوم القيامة؟ قال: فكشف، ثم عادوا في كفرهم، فأخذهم الله يوم بدر، قال الله تعالى: ﴿يوم نبطش البطشة الكبرى إنا منتقمون﴾.
[ر: ٩٦٢]
وقال مجاهد: ﴿أفمن يتقي بوجهه﴾ /٢٤/: يجر على وجهه في النار، وهو قوله تعالى: ﴿أفمن يلقى في النار خير أم من يأتي يوم القيامة﴾ /فصلت: ٤٠/. ﴿ذي عوج﴾ /٢٨/: لبس. ﴿ورجلا سلما لرجل﴾ /٢٩/: مثل لآلهتهم الباطل والإله الحق. ﴿ويخوفونك بالذين⦗١٨١١⦘
من دونه﴾ /٣٦/: بالأوثان. خولنا: أعطينا. ﴿وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ﴾ الْقُرْآنُ ﴿وَصَدَّقَ بِهِ﴾ /٣٣/: الْمُؤْمِنُ يجيء يوم القيامة يقول: هذا الذي أعطيتني، عملت بما فيه. ﴿متشاكسون﴾ /٢٩/: الشكس: العسر لا يرضى بالإنصاف. ﴿ورجلا سلما﴾ /٢٩/: ويقال: سالما: صالحا. ﴿اشمأزت﴾ /٤٥/: نفرت. ﴿بمفازتهم﴾ /٦١/: من الفوز. ﴿حافين﴾ /٧٥/: أطافوا به، مطيفين بحفافيه: بجوانبه. ﴿متشابها﴾ /٢٣/: ليس من الاشتباه، ولكن يشبه بعضه بعضا في التصديق.
يعلى: إن سعيد بن جبير أَخْبَرَهُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما:
أن أناسا من أهل الشرك، كانوا قد قتلوا وأكثروا، وزنوا وأكثروا، فأتوا محمدا ﷺ فقالوا: إن الذين تقول وتدعو إليه لحسن، لو تخبرنا أن لما عملنا كفارة، فنزل: ﴿وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بالحق ولا يزنون﴾. ونزل: ﴿قل يا عبادي الذين أسرفوا⦗١٨١٢⦘
على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله﴾.
(لما عملنا) في الجاهلية من آثام. (كفارة) ما يمحوه ويغطيه. (يدعون) يعبدون. (إلها) معبودا يجعلونه كالإله في التقدير والتعظيم /الفرقان: ٦٨ – ٧٠/. وتتمتها: ﴿وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا. يُضَاعَفْ لَهُ العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا. إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما﴾. (أثاما) عقوبة جزاء إثمه، أي ذنبه. (مهانا) ذليلا. (يبدل الله ..) يوفقهم للعمل الصالح، فتنقلب أعمالهم من سوء إلى حسن، ويمحو الله تعالى ما سبق من زلاتهم بسبب استقامتهم. (أسرفوا على أنفسهم) جنوا عليها بتجاوزهم الحد وارتكابهم المعاصي والإفراط فيها. (لا تقنطوا) لا تيأسوا /الزمر: ٥٣/.
جاء حبر من الأحبار إلى رسول الله ﷺ فقال: يا محمد، إنا نجد: أن الله يجعل السماوات على إصبع والأرضين على إصبع، والشجر على إصبع، والماء والثرى على إصبع، وسائر الخلائق على إصبع، فيقول أنا الملك، فَضَحِكَ النَّبِيُّ ﷺ حَتَّى بدت
نواجذه تصديقا لقول الحبر، ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ﴿وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون﴾.
[٦٩٧٨، ٦٩٧٩، ٧٠١٣، ٧٠٧٥]
(حبر) عالم من علماء اليهود. (نجد) في التوراة. (إصبع) الله تعالى أعلم بها وبذلك الجعل. (الثرى) التراب المندى. (نواجذه) الأسنان التي تظهر عند الضحك وهي الأنياب. (تصديقا) موافقة. (ما قدروا الله حق قدره) ما عرفوه حق معرفته، وما عظموه التعظيم اللائق به، من التزام أمره واجتناب نهيه وعبادته وحده دون أن يشركوا به. (قبضته) مقبوضة له، في ملكه وتحت تصرفه لا ينازعه فيها أحد. (مطويات) مجموعات. (بيمينه) بقدرته تعالى، أو هي يمين له تعالى هو أعلم بها. (سبحانه) تنزيها له وتقديسا. (تعالى) ترفع وتعاظم /الزمر: ٦٧/.
٢٩٨ – باب: قوله: ﴿والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه﴾ /٦٧/.
سمعت رسول الله ﷺ يقول: (يقبض الله الأرض، ويطوي السماوات بِيَمِينِهِ، ثُمَّ يَقُولُ: أَنَا الْمَلِكُ، أَيْنَ مُلُوكُ الأرض).
[٦١٥٤، ٦٩٤٧]
٢٩٩ – باب: ﴿ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون﴾ /٦٨/.
(إِنِّي أول من يرفع رأسه بعد النفخة الآخرة، فإذا أنا بموسى متعلق بالعرش، فلا أدري أكذلك كان، أم بعد النفخة).
[ر: ٢٢٨٠]
(بين النفختين أربعون). قالوا: يا أبا هريرة، أربعون يوما؟ قال: أبيت، قال: أربعون سنة؟ قال: أبيت، قال: أربعون شهرا؟ قال: أبيت. (ويبلى كل شيء من الإنسان إلا عجب ذنبه، فيه يركب الخلق).
[٤٦٥١]
(أبيت) أمتنع من تعيين ذلك بالأيام والسنين والشهور، لأنه لم يكن عنده علم بذلك. (يبلى) يفنى. (عجب ذنبه) أصل الذنب، وهو عظم لطيف في أصل الصلب، وهو رأس العصعص. (يركب الخلق) يجعله الله تعالى سببا ظاهرا لإنشاء الخلق مرة أخرى، والله تعالى أعلم بحكمة ذلك.
قال مجاهد: ﴿حم﴾ /١/: مجازها مجاز أوائل السور، ويقال: بل هو اسم، لقول شريح بن أبي أوفى العبسي:⦗١٨١٤⦘
يذكرني حاميم والرمح شاجر … فهلا تلا حاميم قبل التقدم
﴿الطول﴾ /٣/: التفضل. ﴿داخرين﴾ /٨٧/: خاضعين.
وقال مجاهد: ﴿إلى النجاة﴾ /٤١/: الإيمان. ﴿ليس له دعوة﴾ /٤٣/: يعني الوثن. ﴿يسجرون﴾ /٧٢/: توقد بهم النار. ﴿تمرحون﴾ /٧٥/: تبطرون.
وكان العلاء بن زياد يذكر النار، فقال رجل: لم تقنط الناس؟ قال: وأنا أقدر أن أقنط الناس، والله عز وجل يقول: ﴿يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله﴾ /الزمر: ٥٣/. ويقول: ﴿وأن المسرفين هم أصحاب النار﴾ /٤٣/؟ ولكنكم تحبون أن تبشروا بالجنة على مساوئ أعمالكم، وإنما بعث الله محمدا ﷺ مبشرا بالجنة لمن أطاعه، ومنذرا بالنار من عصاه.
قلت لعبد الله بن عمرو بن العاص: أخبرني بأشد ما صنع المشركون بِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ، قَالَ: بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يُصَلِّي بفناء الكعبة، إذ أقبل عقبة بن أبي معيط، فأخذ بمنكب رسول الله ﷺ ولوى ثوبه في عنقه، فخنقه خنقا شديدا، فأقبل أبو بكر، فأخذ بمنكبه⦗١٨١٥⦘
ودفع عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، وقال:
﴿أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم﴾.
[ر: ٣٤٧٥]
(بالبينات) المعجزات الظاهرات والدلائل الواضحات /المؤمن: ٢٨/. وأبو بكر رضي الله عنه يتمثل بقوله ما ذكره القرآن عن لسان مؤمن آل فرعون.
وقال طاوس، عن ابن عباس: ﴿ائتيا طوعا﴾ /١١/: اعطيا. ﴿قالتا أتينا طائعين﴾ /١١/: أعطينا.
إني أجد في القرآن أشياء تختلف علي؟
قال: ﴿فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتسائلون﴾ /المؤمنون: ١٠١/. ﴿وأقبل بعضهم على بعض يتسائلون﴾ /الصافات: ٢٧/. ﴿ولا يكتمون الله حديثا﴾ /النساء: ٤٢/. ﴿والله ربنا ما كنا مشركين﴾ /الأنعام: ٢٣/: فقد كتموا هذه الآية؟
وقال: ﴿أم السماء بناها – إلى قوله – دحاها﴾ /النازعات: ٢٧ – ٣٠/: فذكر خلق السماء قبل خلق الأرض، ثم قال: ﴿أئنكم لتفكرون بالذي خلق الأرض في يومين – إلى قوله – طائعين﴾ /٩ – ١١/: فذكر في هذه خلق الأرض قبل السماء؟⦗١٨١٦⦘
وقال: ﴿وكان الله غفورا رحيما﴾ /النساء: ٩٦/. ﴿عزيزا حكيما﴾ /النساء: ٥٦/.
﴿سميعا بصيرا﴾ /النساء: ٥٨/: فكأنه كان ثم مضى؟
فقال: ﴿فلا أنساب بينهم﴾ في النفخة الأولى، ثم ينفخ في الصور: ﴿فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله﴾ /الزمر: ٦٨/: فلا أنساب بينهم عند ذلك ولا يتسائلون، ثم في النفخة الآخرة: ﴿أقبل بعضهم على بعض يتسائلون﴾.
وأما قوله: ﴿ما كنا مشركين﴾. ﴿ولا يكتمون الله حديثا﴾: فإن الله يغفر لأهل الإخلاص ذنوبهم، فقال المشركون: تعالوا نقول لم نكن مشركين، فختم على أفواههم، فتنطق أيديهم، فعند ذلك عرف أن الله لا يكتم حديثا، وعنده: ﴿يود الذين كفروا﴾ الآية /النساء: ٤٢/.
وخلق الأرض في يومين ثم خلق السماء، ثم استوى إلى السماء فسواهن في يومين آخرين، ثم دحا الأرض، ودحوها: أن أخرج منها الماء والمرعى، وخلق الجبال والجمال والآكام وما بينهما في يومين آخرين، فذلك قوله: ﴿دحاها﴾. وقوله: ﴿خلق الأرض في يومين﴾. فجعلت الأرض وما فيها من شيء في أربعة أيام، وخلقت السماوات في يومين.
﴿وكان الله غفورا رحيما﴾ سمى نفسه بذلك، وذلك قوله، أي لم يزل كذلك، فإن الله لم يرد شيئا إلا أصاب به الذي أراد، فلا يختلف عليك القرآن، فإن كلا من عند الله.
قال أبو عبد الله: حدثنيه يوسف بن عدي: حدثنا عبيد الله بن عمرو، عن زيد بن⦗١٨١٧⦘
أبي أنيسة، عن المنهال، بهذا.
وقال مجاهد: ﴿لهم أجر غير ممنون﴾ /٨/: محسوب. ﴿أقواتها﴾ /١٠/: أرزاقها. ﴿في كل سماء أمرها﴾ /١٢/: مما أمر به. ﴿نحسات﴾ /١٦/: مشائيم. ﴿وقيضنا لهم قرناء﴾ /٢٥/: قرناهم بهم. ﴿تتنزل عليهم الملائكة﴾ /٣٠/: عند الموت. ﴿اهتزت﴾ بالنبات ﴿وربت﴾ /٣٩/: ارتفعت.
وقال غيره: ﴿من أكمامها﴾ /٤٧/: حين تطلع. ﴿ليقولن هذا لي﴾ /٥٠/: أي بعملي أنا محقوق بهذا. ﴿سواء للسائلين﴾ /١٠/: قدرها سواء. ﴿فهديناهم﴾ /١٧/: دللناهم على الخير والشر،
كقوله: ﴿وهديناه النجدين﴾ /البلد: ١٠/. وكقوله: ﴿هديناه السبيل﴾ /الإنسان: ٣/: والهدى الذي هو الإرشاد بمنزلة أصعدناه، من ذلك قوله: ﴿أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده﴾ /الأنعام: ٩٠/. ﴿يوزعون﴾ /١٩/: يكفون. ﴿من أكمامها﴾ /٤٧/: قشر الكفرى هي الكم. وقال غيره: ويقال للعنب إذا خرج أيضا كافور وكفرى. ﴿ولي حميم﴾ /٣٤/: قريب. ﴿من محيص﴾ /٤٨/: حاص حاد. ﴿مرية﴾ /٥٤/: ومرية واحد، أي امتراء.
وقال مجاهد: ﴿اعلموا ما شئتم﴾ /٤٠/: هي وعيد.⦗١٨١٨⦘
وقال ابن عباس: ﴿ادفع بالتي هي أحسن﴾ /٣٤/: الصبر عند الغضب والعفو عند الإساءة، فإذا فعلوه عصمهم الله، وخضع لهم عدوهم: ﴿كأنه ولي حميم﴾.
(إلى قوله) وتتمتها: رفع ﴿سمكها فسواها. وأغطش ليلها وأخرج ضحاها والأرض بعد ذلك دحاها﴾ (رفع ..) جعل سقفها بعيدا عن الأرض، أو المسافة بينها وبين الأرض بعيدة مديدة. (دحاها) بسطها ومدها، وجعلها صالحة للسكنى والعيش عليها والتقلب في أقطارها. (إلى قوله) وتتمتها: ﴿وتجعلون له أندادا ذلك رب العالمين. وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين. ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين﴾. (أندادا) شركاء، جمع ند وهو المثل أو النظير. (رواسي) جبالا ثوابت، جمع راسية، من رسا الشيء إذا ثبت أصله ورسخ. (بارك فيها) بما يخرج منها من زرع وثمر، وما يعيش عليها من حيوان وما يحتاج إليه. (قدر ..) قسم أرزاق أهلها ومصالحهم ومعايشهم، وجعل في كل قسم منها ما ليس في الآخر، ليكون التبادل وتقوم التجارة. (سواء ..) مستوية ومتعادلة لا زيادة فيها ولا نقصان، جوابا لمن سأل: في كم خلقت الأرض والأقوات، وقيل: على قدر حاجة السائلين، وهم جميع البشر. (استوى إلى السماء) توجهت إرادته إلى خلقها. (وهي دخان) قيل: المراد بخار الماء وما هو على صورته. (كرها) ملجآت مقهورات، وانظر أول الباب. (فكأنه ..) أي فكأن الله تعالى كان متصفا بهذه الصفات في الزمن الماضي ثم تغير عن ذلك. (فقال) أي ابن عباس رضي الله عنهما، مجيبا للسائل المبتدع، ومفندا له ما التبس عليه، أو ما تتبعه من متشابه القرآن ابتغاء الفتنة. (فصعق) مات،
وانظر الباب (٢٩٩). (في النفخة ..) أجابه عن المسألة الأولى مبينا أن التساؤل بعد النفخة الثانية، ولكن ليوم القيامة أحوال ومواطن، قبل أن يَدْخُلُ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ وَأَهْلُ النَّارِ النَّارَ، ففي موطن يشغل كل بنفسه ويبرأ من غيره، فلا تساؤل، وفي موطن يتلاوم أهل الباطل، ويتهم بعضهم بعضا بالإفساد والتضليل، فيكون التساؤل، وهكذا. (الآية) وتتمتها: ﴿وعصوا الرسول لو تسوى بهم الأرض ولا يكتمون الله حديثا﴾ أي لا يقدرون على كتمان شيء، لأن جوارحهم تشهد عليهم. (تسوى بهم الأرض) يدفنون ويصيرون فيها فتسوى بهم كما تسوى بالموتى، أو: يتمنون أن لو لم يبعثوا. (الآكام) جمع أكمة، وهي الموضع المرتفع من الأرض كالتل والرابية.
(ممنون) مقطوع أو معدود. (مشائيم) لما فيها من العذاب لهم، جمع مشومة، من الشؤم وهو الشر. (قيضنا) هيأنا وأعددنا. (قرناء) شياطين ملازمين لهم.
(عليهم) على المؤمنين، تبشرهم بما سيلقون من جزاء عند الله تعالى بعد الموت. (اهتزت) تحركت تحريكا شديدا. (أكمامها) جمع كم، وهو الغلاف الذي يغطي الثمر والحب في الشجر والنخل والزرع. (محقوق) مستحق له. (النجدين) مثنى نجد، وهو ما ارتفع من الأرض من تل أو نحوه، ويقال النجد للطريق الواضح، وفسرا بطريقي الخير والشر، لوضوحهما واستبانة أمرهما. (والهدى ..) يشير إلى أن الهدى: يكون بمعنى الدلالة مطلقا كما في الآيات السابقة، ويكون بمعنى الدلالة الموصلة. (أولئك) إشارة إلى الأنبياء الذين سبق ذكرهم في الآيات قبلها. (فبهداهم) ما جاؤوا به من أصول الدين التي لا اختلاف فيها بين الأنبياء، وما سلكوه واتصفوا به من مكارم الأخلاق الفاضلة. (يكفون) أي يحبس أولهم ليلحق آخرهم، وقيل: معنى (يوزعون) يساقون ويدفعون. (الكفرى) هي الكم، وقد سبق بيانه، والكم بكسر الكاف، وقيل بضمها. (كافور) هو زهر النخيل. (حميم) هو القريب المشفق، لأن له في الإشفاق على قريبه حرارة وحدة. (محيص) محيد ومهرب من عذاب الله عز وجل. (واحد) أي من حيث المعنى وهو الامتراء، أي الشك. وقرأ الجمهور بالكسر، وقرأ الحسن البصري
بالضم. (هي ..) أي قوله: اعملوا أمر تهديد ووعيد، وليس أمر تخيير وتكريم. (عصمهم) حفظهم وحماهم.
٣٠٢ – باب: قوله: ﴿وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلا أَبْصَارُكُمْ وَلا جُلُودُكُمْ وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ الله لا يعلم كثيرا مما تعملون﴾ /٢٢/.
عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ، عَنْ ابن مسعود:
﴿وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ﴾. الآية: كان رجلان من قريش وختن لهما من ثقيف، أو رجلان من ثقيف وختن لهما من قريش، في بيت، فقال بعضهم لبعض: أترون أن الله يسمع حديثنا؟ قال بعضهم: يسمع بعضه، وقال بعضهم: لئن كان يسمع بعضه لقد يسمع كله، فأنزلت: ﴿وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ ولا أبصاركم﴾.
الآية. [٤٥٣٩ – ٤٥٤٠ – ٧٠٨٣]
(ختن) كل من كان من قبل المرأة كأبيها وأخيها فهو ختن، ويطلق أيضا على زوج البنت والأخت. (ثقيف) إحدى قبائل العرب، وكانت تسكن الطائف.
٣٠٣ – باب: قوله: ﴿وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم أرادكم فأصبحتم من الخاسرين﴾ /٢٣/.
عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه قَالَ:
اجْتَمَعَ عِنْدَ الْبَيْتِ قرشيان وثقفي، أو ثقفيان وقرشي، كَثِيرَةٌ شَحْمُ بُطُونِهِمْ قَلِيلَةٌ فِقْهُ قُلُوبِهِمْ، فَقَالَ أَحَدُهُمْ: أَتَرَوْنَ أَنَّ اللَّهَ يَسْمَعُ مَا نَقُولُ؟ قَالَ الْآخَرُ: يَسْمَعُ إِنْ جَهَرْنَا، وَلَا يَسْمَعُ إِنْ أَخْفَيْنَا. وَقَالَ الْآخَرُ: إِنْ كَانَ يَسْمَعُ إِذَا جَهَرْنَا فَإِنَّهُ يَسْمَعُ إِذَا أَخْفَيْنَا، فَأَنْزَلَ الله عز وجل: ﴿وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ ولا أبصاركم ولا جلودكم﴾. الآية.
وكان سفيان يحدثنا بهذا فيقول: حدثنا منصور، أو ابن أبي نجيح، أو حميد، أحدهم⦗١٨١٩⦘
أو اثنان منهم، ثم ثبت على منصور، وترك ذلك مرارا غير واحدة.
قوله: ﴿فإن يصبروا فالنار مثوى لهم﴾. الآية.
[ر: ٤٥٣٨]
ويذكر عن ابن عباس: ﴿عقيما﴾ /٥٠/: لا تلد. ﴿روحا من أمرنا﴾ /٥٢/: القرآن.
وقال مجاهد: ﴿يذرؤكم فيه﴾ /١١/: نسل بعد نسل. ﴿لا حجة بيننا وبينكم﴾ /١٥/: لا خصومة بيننا وبينكم. ﴿من طرف خفي﴾ /٤٥/: ذليل.
وقال غيره: ﴿فيظللن رواكد على ظهره﴾ /٣٣/: يتحركن ولا يجرين في البحر. ﴿شرعوا﴾ /٢١/: ابتدعوا.
أَنَّهُ سئل عن قوله: ﴿إلا المودة في القربى﴾. فقال سعيد بن جبير: قربى آل محمد ﷺ، فقال ابن عباس: عجلت، أن النبي ﷺ لم يكن بطن من قريش إلا كان له فيهم قرابة. فقال: (إلا أن تصلوا ما بيني وبينكم من القرابة).
[ر: ٣٣٠٦]
لا بنو هاشم وبنو المطلب، كما يتبادر إلى الذهن، وهم الذين عناهم سعيد ابن جبير رحمه الله تعالى بقوله: قربى آل محمد ﷺ.
وقال مجاهد: ﴿على أمة﴾ /٢٢، ٢٣/: على إمام. ﴿وقيله يا رب﴾ /٨٨/: تفسيره: أيحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم، ولا نسمع قيلهم.
وقال ابن عباس: ﴿ولولا أن يكون الناس أمة واحدة﴾ /٣٣/: لولا أن يجعل الناس كلهم كفارا، لجعلت لبيوت الكفار ﴿سقفا من فضة ومعارج﴾ من فضة، وهي درج، وسرر فضة. ﴿مقرنين﴾ /١٣/: مطيقين. ﴿آسفونا﴾ /٥٥/: أسخطونا. ﴿يعش﴾ /٣٦/: يعمى.
وقال مجاهد: ﴿أفنضرب عنكم الذكر﴾ /٥/: أي تكذبون بالقرآن، ثم لا تعاقبون عليه؟ ﴿ومضى مثل الأولين﴾ /٨/: سنة الأولين. ﴿وما كنا له مقرنين﴾ /١٣/: يعني الإبل والخيل والبغال والحمير. ﴿ينشأ في الحلية﴾ /١٨/: الجواري، يقول: جعلتموهن للرحمن ولدا،⦗١٨٢١⦘
فكيف تحكمون؟ ﴿لو شاء الرحمن ما عبدناهم﴾ /٢٠/: يعنون الأوثان، يقول الله تعالى: ﴿ما لهم بذلك من علم﴾ أي الأوثان، إنهم لا يعلمون. ﴿في عقبه﴾ /٢٨/: ولده. ﴿مقترنين﴾ /٥٣/: يمشون معا. ﴿سلفا﴾ /٥٦/: قوم فرعون سابقا لكفار أمة محمد ﷺ. ﴿ومثلا﴾ عبرة. ﴿يصدون﴾ /٥٧/: يضجون. ﴿مبرمون﴾ /٧٩/: مجمعون. ﴿أول العابدين﴾ /٨١/: أول المؤمنين.
وقال غيره: ﴿إنني براء مما تعبدون﴾ /٢٦/: العرب تقول: نحن منك البراء والخلاء، والواحد والاثنان والجميع، من المذكر والمؤنث، يقال فيه: براء، لأنه مصدر، ولو قال: بريء، لقيل في الاثنين: بريئان، وفي الجميع: بريئون، وقرأ عبد الله: ﴿إنني بريء﴾ بالياء. والزخرف: الذهب. ﴿ملائكة يخلفون﴾ /٦٠/: يخلف بعضهم بعضا.
ربه عز وجل، والقيل والقول والقال والمقال واحد في المعنى. وتفسيره بما ذكر ظاهره عود الضمير على الكافرين المشار إليهم بقوله تعالى: ﴿أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى ورسلنا لديهم يكتبون﴾ /الزخرف: ٨٠/. [نجواهم: ما يتكلمون به فيما بينهم. رسلنا: ملائكتنا الحفظة. لديهم: عندهم ملازمون لهم. يكتبون: يحصون عليهم أعمالهم ويسجلونها في صحفهم]. قال العيني: وبعضهم أنكر هذا التفسير فقال: إنما يصح لو كانت التلاوة: وقيلهم، وإنما الضمير فيه يرجع إلى النبي ﷺ. وقرأ عاصم وحمزة: ﴿قيله﴾ بكسر اللام، عطفا على لفظ الساعة في قوله تعالى: ﴿وعنده علم الساعة﴾ /الزخرف: ٨٥/. أي وعنده علم الساعة وعلم قيله. وقرأ الباقون: ﴿قيله﴾ بفتح اللام عطفا على محل الساعة، أي ويعلم قيله. (ولولا أن يكون ..) أي ولولا أن يصير الناس كلهم كفارا، فيجمعون على طريقة واحدة في الكفر ويرغبوا فيه، إذا رأوا الكفار في غاية من الترفه ومتع الدنيا وسعة العيش، لأعطينا الكفار من الدنيا ما ذكر وأكثر منه، لحقارة الدنيا عندنا، ولأنها عرض زائل وآيلة إلى الفناء، ولأنهم ليس لهم في الحياة الآخرة الباقية حظ ولا نصيب. (معارج) جمع معراج، وهو المصعد والسلم والدرج. (سرر) جمع سرير، واللفظ وارد في الآية نفسها. (يعش) يغفل ويعرض، وأصله من العشا وهو ضعف البصر. (أفنضرب ..) نمسك عن إنزال القرآن لأنكم لا تؤمنون به، أو نترككم على كفركم ولا نعاقبكم؟ (سنة ..) طريقة الأمم السابقة المكذبة في إنزال العقوبة فيهم. (يعني ..) أي الضمير في (له) يعود إلى الأنعام المذكورة في قوله تعالى: ﴿والذي خلق الأزواج كلها وجعل لكم من الفلك والأنعام ما تركبون﴾ /الزخرف: ١٢/. (الأزواج) الأصناف. (الفلك) السفن. وقيل: يعود الضمير إلى (ما) من قوله: ما تركبون. (ينشأ في الحلية ..) يتربى في الزينة، والمراد الإناث، أي وكيف جعلتم الملائكة إناثا، ونسبتموهن إلى الله عز وجل على أنهن بنات له، وأنتم تعتقدون النقص في الإناث، وأنهن من شأنهن الزينة والتنعم، وهما علامة الضعف والنقص؟ .. (لو شاء الرحمن ما عبدناهم) ظاهر السياق القرآني أن الضمير يعود على الملائكة في قوله تعالى: ﴿وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا﴾ /الزخرف: ١٩/. وحاصل قولهم هذا: أن الله تعالى لم يعجل لهم العقوبة على عبادتهم، فجعلوا هذا عنوان رضاه سبحانه وتعالى بذلك، ونزلوا الرضا منزلة المشيئة فقالوا .. (ما لهم بذلك ..) ليس لهم علم في قولهم هذا ولا حجة لديهم ولا برهان، فهم مفترون كاذبون على الله عز وجل. (مقترنين) مجتمعين مصطحبين. (سلفا) سابقين في الهلاك ليعتبر بهم من يجيء بعدهم. (عبد الله) أي ابن مسعود رضي الله عنه. (الزخرف) قيل: هو الزينة من كل شيء. (ملائكة ..) قيل: يخلفون بني آدم في الأرض بدلا عنهم].
٣٠٧ – باب: قوله: ﴿ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك قال إنكم ماكثون﴾ /٧٧/.
سَمِعْتُ النَّبِيَّ ﷺ يقرأ على المنبر: ﴿ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك﴾.
[ر: ٣٠٥٨]
وقال قتادة: ﴿مثلا للآخرين﴾ /٥٦/: عظة لمن بعدهم.
وقال غيره: ﴿مقرنين﴾ /١٣/: ضابطين، يقال: فلان مقرن لفلان ضابط له.
والأكواب: الأباريق التي لا خراطيم لها.⦗١٨٢٢⦘
﴿أول العابدين﴾ /٨١/: أي ما كان، فأنا أول الآنفين، وهما لغتان: رجل عابد وعبد.
وقرأ عبد الله: وقال الرسول يا رب.
ويقال: ﴿أول العابدين﴾ الجاحدين، من عبد يعبد.
وقال قتادة: ﴿في أم الكتاب﴾ /٤/: جملة الكتاب، أصل الكتاب. ﴿أفنضرب عنكم الذكر صفحا أن كنتم قوما مسرفين﴾ /٥/: مشركين، والله لو أن هذا القرآن رفع حيث رده أوائل هذه الأمة لهلكوا. ﴿فأهلكنا أشد منهم بطشا ومضى مثل الأولين﴾ /٨/: عقوبة الأولين. ﴿جزءا﴾ /١٥/: عدلا.
بمعنى أصل، وفسرها قتادة رحمه الله تعالى أيضا بالجملة، وهي الجماعة من كل شيء. (صفحا) إعراضا وإهمالا لكم. (أن كنتم) لأجل أن كنتم. (بطشا) قوة. (عدلا) نظيرا ومثيلا.
وقال مجاهد: ﴿رهوا) /٢٤/: طريقا يابسا، ويقال: ﴿رهوا﴾ ساكنا. ﴿على علم على العالمين﴾ /٣٢/: على من بين ظهريه. ﴿فاعتلوه﴾ /٤٧/: ادفعوه. ﴿وزوجناهم بحور عين﴾ /٥٤/: أنكحناهم حورا عينا يحار فيها الطرف. ﴿ترجمون﴾ /٢٠/: القتل.
وقال ابن عباس: ﴿كالمهل﴾ /٤٥/: أسود كمهل الزيت.
وقال غيره: ﴿تبع﴾ /٣٧/: ملوك اليمن، كل واحد منهم يسمى تبعا، لأنه يتبع⦗١٨٢٣⦘
صاحبه، والظل يسمى تبعا، لأنه يتبع الشمس.
وقيل: تشتمون. (كمهل الزيت) دردي الزيت، أي ما يرسب أسفله.
قال قتادة: فارتقب: فانتظر.
مضى خمس: الخان، والروم، والقمر، والبطشة، واللزام.
[ر: ٩٦٢]
٣١٠ – باب: ﴿يغشى الناس هذا عذاب أليم﴾ /١١/.
إنما كان هذا، لأن قريشا لما استعصوا على النبي ﷺ دعا عليهم بسنين كسني يوسف، فأصابهم قحط وجهد حتى أكلوا العظام، فجعل الرجل ينظر إلى السماء فيرى ما بينه وبينها كهيئة الدخان من الجهد، فأنزل اللَّهُ تَعَالَى: ﴿فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مبين. يغشى الناس هذا عذاب أليم﴾. قال: فأتى رسول الله ﷺ فقيل: يا رسول الله، استسق الله لمضر، فإنها قد هلكت. قال: (لمضر؟ إنك لجريء). فاستسقى فسقوا. فنزلت: ﴿إنكم عائدون﴾. فلما أصابتهم الرفاهية عادوا إلى حالهم حين أصابتهم الرفاهية، فأنزل الله عز وجل: ﴿يوم نبطش البطشة الكبرى إنا منتقمون﴾. قال: يعني يوم بدر.
[ر: ٩٦٢]
(لمضر ..) أتأمرني أن استسقي لهم، مع ماهم عليه من المعصية لله تعالى والشرك به، وعدم الاستجابة لنبيه؟. (إنك لجريء) ذو جرأة، حيث إنك تشرك بالله تعالى وتطلب الرحمة منه لك ولمن على شاكلتك. (الرفاهية) التوسع والراحة.
٣١١ – باب: ﴿ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون﴾ /١٢/.
٤٥٤٥ – حَدَّثَنَا يَحْيَى: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوقٍ
⦗١٨٢٤⦘
قال:
دخلت على عبد الله فقال: إن من العلم أن تقول لما لا تعلم الله أعلم، إن الله قال لنبيه ﷺ: ﴿قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين﴾. إن قريشا لما غلبوا النبي ﷺ واستعصوا عليه، قال: (اللهم أعني عليهم بسبع كسبع يوسف). فأخذتهم سنة أكلوا فيها العظام والميتة من الجهد، حتى جعل أحدهم يرى ما بينه وبين السماء كهيئة الدخان من الجوع قالوا: ﴿ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون﴾. فقيل له: إن كشفنا عنهم عادوا، فدعا ربه فكشف عنهم فعادوا، فانتقم الله منهم يوم بدر، فذلك قوله تعالى: ﴿يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ – إِلَى قَوْلِهِ جل ذكره – إنا منتقمون﴾.
[ر: ٩٦٢]
الذكر والذكرى واحد.
إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ لما دعا قريشا كذبوه واستعصوا عليه، فقال: (اللهم أعني عليهم بسبع كسبع يوسف). فأصابتهم سنة حصت – يعني – كل شيء، حتى كانوا يأكلوا الميتة، فكان يقوم أحدهم، فكان يرى بينه وبين السماء مثل الدخان من الجهد والجوع، ثم قرأ:
﴿فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين. يغشى الناس هذا عذاب أليم – حتى بلغ – إنا كاشفو العذاب قليلا إنكم عائدون﴾. قال عبد الله: أفيكشف عنهم العذاب يوم القيامة؟ قال: والبطشة الكبرى يوم بدر.
[ر: ٩٦٢]
٣١٣ – باب: ﴿ثم تولوا عنه وقالوا معلم مجنون﴾ /١٤/.
إِنَّ اللَّهَ بَعَثَ مُحَمَّدًا ﷺ وقال: ﴿قل⦗١٨٢٥⦘
ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين﴾. فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ لما رأى قريشا استعصوا عليه قال: (اللهم أعني عليهم بسبع كسبع يوسف). فأخذتهم السنة حتى حصت كل شيء، حتى أكلوا العظام والجلود، فقال أحدهم: حتى أكلوا الجلود والميتة، وجعل يخرج من الأرض كهيئة الدخان، فأتاه أبو سفيان، فقال: أي محمد، إن قومك قد هلكوا، فادع الله أن يكشف عنهم، فدعا، ثم قال: (تعودون بعد هذا). في حديث منصور: ثم قرأ: ﴿فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ – إِلَى – عائدون﴾. أيكشف عذاب الآخرة؟ فقد مضى: الدخان، والبطشة، واللزام. وقال أحدهم: القمر. وقال الآخر: الروم.
[ر: ٩٦٢]
خمس قد مضين: اللزام، والروم، والبطشة، والقمر، والدخان.
[ر: ٩٦٢]
﴿جاثية﴾ /٢٨/: مستوفزين على الركب.
وقال مجاهد: ﴿نستنسخ﴾ /٢٩/: نكتب. ﴿ننساكم﴾ /٣٤/: نترككم.
٣١٦ – باب: ﴿وما يهلكنا إلا الدهر﴾ /٢٤/. الآية.
والدهر في الأصل اسم لمدة العالم، ويعبر به عن كل مدة طويلة. (وما لهم ..) لم يقولوا ما قالوه عن علم حصل لديهم أو حجة أثبتوها، وإنما يقولون هذا حدسا وتخمينا، وجهلا وعنادا وتكذيبا.
٤٥٤٩ – حدثنا الحميدي: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ: حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المسيب،
⦗١٨٢٦⦘
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ:
(قال الله عز وجل: يُؤْذِينِي ابْنُ آدَمَ، يَسُبُّ الدَّهْرَ وَأَنَا الدَّهْرُ، بيدي الأمر، أقلب الليل والنهار).
[٥٨٢٧ – ٥٨٢٩ – ٧٠٥٣]
(يؤذيني) ينسب إلي ما من شأنه أن يؤذي ويسيء. (يسب الدهر) بسبب ما يصيبه فيه من أمور، وأنا المدبر لكل ما يحصل لكم وتنسبونه إلى الدهر، فإذا سببتم الدهر لما يجري فيه كان السب في الحقيقة لي، لأني أنا المدبر المتصرف، والأمر كله بيدي، أي بإرادتي وقدرتي. (أقلب ..) أصرفهما وما يجري فيهما، والله تعالى أعلم.
وقال مجاهد: ﴿تفيضون﴾ /٨/: تقولون.
وقال بعضهم: أثرة وأثرة و: ﴿أثارة﴾ /٤/: بقية.
وقال ابن عباس: ﴿بدعا من الرسل﴾ /٩/: لست بأول الرسل.
وقال غيره: ﴿أرأيتم﴾ /٤/: هذه الألف إنما هي توعد، إن صح ما تدعون لا يستحق أن يعبد، وليس قوله: ﴿أرأيتم﴾ برؤية العين، إنما هو: أتعلمون، أبلغكم أن ما تدعون من دون الله خلقوا شيئا؟
تقولون باندفاع، من القدح والطعن والخوض في التكذيب والافتراء. (لست
بأول الرسل) أي حتى تنكروا رسالتي. (أرأيتم) أخبروني ماذا تقولون.
(توعد) لكفار مكة بالعذاب على عنادهم، حيث ادعوا صحة ما عبدوه من دون الله تعالى. (إن صح ..) أي على فرض صحة دعواكم فلا يستحق ما تدعون أن يعبد لأنه ليس بخالق، بل هو مخلوق، والذي يستحق أن يعبد هو الخالق سبحانه.
٣١٨ – باب: ﴿والذي قال لوالديه أف لكما أتعدانني أن أخرج وقد خلت القرون من قبلي وهما يستغيثان الله ويلك آمن إن وعد الله حق فيقول ما هذا إلا أساطير الأولين﴾ /١٧/.
كان مروان على الحجاز، استعمله معاوية، فخطب فجعل يذكر يزيد بن معاوية لكي يبايع له بعد أبيه، فقال له عبد الرحمن بن أبي بكر شيئا، فقال: خذوه، فدخل بيت عائشة فلم يقدروا، فقال مروان: إن هذا الذي أنزل الله فيه: ﴿والذي قال لوالديه أف لكما أتعدانني﴾. فقالت عائشة من وراء الحجاب: ما أنزل الله فينا شيئا من القرآن، إلا أن الله أنزل عذري.
عنه له. (شيئا) يسيئه ويقدح فيما يدعو إليه، وقيل: إنه قال له: سنة هرقل وقيصر، أي اتبعتم طريقتهما في إسناد الملك لأولاد المالكين، وخالفتم سُنَّةَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ وأصحابه من بعده، إذ إنهم لم يفعلوا ذلك. (فلم يقدروا) على إخراجه من بيتها وامتنعوا من دخوله إعظاما لشأنها. (فينا) آل أبي بكر وبنيه رضي الله عنهم. (عذري) أي براءتي مما اتهمني به أهل الإفك، وتعني ما نزل بشأنها من آيات في سورة النور، من قوله تعالى: ﴿إن الذين جاؤوا بالإفك عصبة منكم﴾ .. إلى قوله تعالى: ﴿أولئك مبرؤون مما يقولون لهم مغفرة ورزق كريم﴾ /النور: ١١ – ٢٦/.
قال ابن عباس: عارض: السحاب.
مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ ضَاحِكًا حَتَّى أَرَى مِنْهُ لَهَوَاتِهِ، إِنَّمَا كَانَ يبتسم. قالت: وكان إذا رأى غيما أو ريحا عرف في وجهه، قالت: يا رسول الله، إن الناس إذا رأوا الغيم فرحوا، رجاء أن يكون فيه المطر، وأراك إذا رأيته عرف في وجهك الكراهية؟ فقال: (يا عائشة، ما يؤمنني أن يكون فيه عذاب؟ عذب قوم بالريح، وقد رأى قوم العذاب، فقالوا: هذا عارض ممطرنا).
﴿أوزارها﴾ /٤/: آثامها، حتى لا يبقى مسلم. ﴿عرفها﴾ /٦/: بينها.
وقال مجاهد: ﴿مولى الذين آمنوا﴾ /١١/: وليهم. ﴿عزم الأمر﴾ /٢١/: جد الأمر. ﴿فلا تهنوا﴾ /٣٥/: لا تضعفوا.
وقال ابن عباس: ﴿أضغانهم﴾ /٢٩/: حسدهم. ﴿آسن﴾ /١٥/: متغير.
ما ذكره البخاري رحمه الله تعالى، والمعنى: يترك الكفار أهل الحرب آثامهم – أي كفرهم – بأن يسلموا، فيكف عن قتالهم وتنتهي الحرب. (أضغانهم) جمع ضغن وهو الحقد والحسد. (آسن) يقال: أسن الماء إذا تغير لونه وريحه وطعمه وأنتن.
(خَلَقَ اللَّهُ الْخَلْقَ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْهُ قَامَتِ الرحم، فأخذت بحقو الرحمن، فقال له: مَهْ، قَالَتْ: هَذَا مَقَامُ الْعَائِذِ بِكَ مِنَ القطيعة، قال: أَلَا تَرْضَيْنَ أَنْ أَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ، وَأَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ؟ قَالَتْ: بَلَى يَا رَبِّ، قَالَ: فذاك). قال أبو هريرة: اقرؤوا إِنْ شِئْتُمْ: ﴿فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم﴾.
حدثنا إبراهيم بن حمزة: حدثنا حاتم، عن معاوية قال: حدثني عمي أبو الحباب سعيد بن يسار، عن أبي هريرة بهذا، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (اقرؤوا إن شئتم: ﴿فهل⦗١٨٢٩⦘
عسيتم﴾).
حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ: أخبرنا معاوية بن أبي المزرد بهذا، قال رسول الله ﷺ: (واقرؤوا إن شئتم: ﴿فهل عسيتم﴾).
[٥٦٤١ – ٥٦٤٢ – ٧٠٦٣]
(الرحم) القرابة، مشتقة من الرحمة، قال العيني: وهي عرض جعلت في جسم، فلذلك قامت وتكلمت. (بحقو) الحقو هو الخصر وموضع شد الإزار، وهو الموضع الذي جرت عادة العرب بالاستجارة به، لأنه من أحق ما يحامى عنه ويدافع. (فقال له مه) أي فقال الرحمن جل وعلا للرحم: اكفف وانزجر عما تفعل. (العائذ) المعتصم والمستجير. (توليتم) من الولاية، أي وليتم الحكم وأمر الناس. وقيل: من الإعراض، أي إن أعرضتم عن قبول الحق. (تفسدوا في الأرض) بالظلم والبغي وسفك الدماء. (تقطعوا أرحامكم) تقاتلوا أقرباءكم وتقتلوهم.
وقال مجاهد: ﴿سيماهم في وجوههم﴾ /٢٩/: السحنة، وقال منصور، عن مجاهد: التواضع. ﴿شطأه﴾ /٢٩/: فراخه. ﴿فاستغلظ﴾ /٢٩/: غلظ. ﴿سوقه﴾ /٢٩/: الساق حاملة الشجرة.
ويقال: ﴿دائرة السوء﴾ /٦/: كقولك: رجل السوء، ودائرة السوء: العذاب. ﴿تعزروه﴾ /٩/: تنصروه. ﴿شطأه﴾ شطء السنبل، تنبت الحبة عشرا، أو ثمانيا، وسبعا، فيقوى بعضه ببعض، فذاك قوله تعالى: ﴿فآزره﴾ /٢٩/: قواه، ولو كانت واحدة لم تقم على ساق، وهو مثل ضربه الله للنبي صلى الله
عليه وسلم إذ خرج وحده، ثم قواه بأصحابه، كما قوى الحبة بما ينبت منها.
على المدينة تعلن ولاءها لرسول الله ﷺ واعتناقها لدين الله عز وجل. (بورا) جمع بائر، أي فاسدين في أنفسكم وقلوبكم ونياتكم، لا خير فيكم ولا تصلحون لشيء، هالكين عند الله عز وجل مستحقين لسخطه وعقابه. (سيماهم) علامتهم. (السحنة) بشرة الوجه وهيأته وحاله. (شطأه) ما خرج منه وتفرع، وهو المراد بفراخه، وقبل تفرعه يقال له نبت.
(السوء) قرأ الجمهور بفتح السين، وقرأ أبو عمرو وابن كثير: ﴿السوء﴾ بضمها.
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ كان يسير في بعض أسفاره، وعمر ابن الخطاب يسير معه ليلا، فسأله عمر بن الخطاب عن شيء فلم يجبه رسول الله ﷺ، ثم سأله فلم يجبه، ثم سأله فلم يجبه، فقال عمر بن الخطاب: ثكلت أم عمر، نزرت رَسُولُ اللَّهِ ﷺ ثَلَاثٌ مرات، كل ذلك⦗١٨٣٠⦘
لا يجيبك، قال عمر: فحركت بعيري ثم تقدمت أمام الناس، وخشيت أن ينزل في القرآن، فما نشبت أن سمعت صارخا يصرخ بي، فقلت: لقد خشيت أن يكون نزل في قرآن، فَجِئْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ فسلمت عليه، فقال: (لقد أنزلت علي الليلة سورة لهي أحب إلي مما طلعت عليه الشمس. ثم قرأ: ﴿إنا فتحنا لك فتحا مبينا﴾).
[ر: ٣٩٤٣]
﴿إنا فتحنا لك فتحا مبينا﴾. قال: الحديبة
[ر: ٣٩٣٩]
قَرَأَ النَّبِيُّ ﷺ يوم فتح مكة سورة الفتح، فرجع فيها. قال معاوية: لو شئت أن أحكي لكم قراءة النبي ﷺ لفعلت.
[ر: ٤٠٣١]
٣٢٤ – باب: قوله: ﴿ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ويتم نعمته عليك ويهديك صراطا مستقيما﴾ /٢/.
الله عليه وسلم فوق كل منزلة. (ويتم نعمته عليك) بإعلاء دينك ونصرتك والتمكين لك ولأتباعك. (يهديك ..) يثبتك على الحق والدين المرضي.
قَامَ النَّبِيُّ ﷺ حتى تورمت قدماه، فقيل له: غفر الله لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ، قال: (أفلا أكون عبدا شكورا).
[ر: ١٠٧٨]
أن نَبِيَّ اللَّهِ ﷺ كَانَ يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه، فقالت عائشة: لم تصنع هذا يا رسول الله، وقد غفر الله لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ؟ قال: (أفلا أحب أن أكون عبدا شكورا). فلما كثر لحمه صلى⦗١٨٣١⦘
جالسا، فإذا أراد أن يركع، قام فقرأ ثم ركع.
أن هذه الآية التي فِي الْقُرْآنِ: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شاهدا ومبشرا ونذيرا﴾. قال في التوراة: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا، وَحِرْزًا لِلْأُمِّيِّينَ، أَنْتَ عَبْدِي وَرَسُولِي، سَمَّيْتُكَ المتَوَكِّلَ، ليس بفظ ولا غليظ، ولا سخاب بالأسواق، ولا يدفع السيئة بالسيئة، ولكن يعفو ويصفح، وَلَنْ يَقْبِضَهُ اللَّهُ حَتَّى يُقِيمَ بِهِ الْمِلَّةَ الْعَوْجَاءَ، بِأَنْ يَقُولُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فيفتح
بِهَا أَعْيُنًا عُمْيًا، وَآذَانًا صُمًّا، وَقُلُوبًا غُلْفًا.
[ر: ٢٠١٨]
٣٢٦ – باب: ﴿هو الذي أنزل الكينة في قلوب المؤمنين﴾ /٤/.
بينما رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ ﷺ يقرأ، وفرس له مربوط في الدار، فجعل ينفر، فخرج الرجل فنظر فلم ير شيئا، وجعل ينفر، فلما أصبح ذكر ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ ﷺ فَقَالَ: (السكينة تنزلت بالقرآن)
[ر: ٣٤١٨]
٣٢٧ – باب: ﴿إذ يبايعونك تحت الشجرة﴾ /١٨/.
كنا يوم الحديبية ألفا وأربعمائة.
[ر: ٣٣٨٣]
إني ممن شهد الشجرة، نهى النبي ﷺ عن⦗١٨٣٢⦘
الخذف.
وعن عقبة بن صهبان قال: سمعت عبد الله بن المغفل المزني: في البول في المغتسل.
[٥١٦٢، ٥٨٦٦]
(الخذف) رمي الحصاة أو النواة من بين الأصبعين أو نحو ذلك. (في البول في المغتسل) أي سمعته يروي حديثا فيه النهي عن البول في المغتسل، أي أن يبول في المكان الذي يغتسل فيه، إذا لم يكن له مسلك يجري منه الماء.
[ر: ٣٩٣٨]
أتيت أبا وائل أسأله. فقال: كنا بصفين، فقال رجل: ألم تر إلى الذين يدعون إلى كتاب الله، فقال علي: نعم، فقال سهل بن حنيف: اتهموا أنفسكم، فلقد رأيتنا يوم الحديبية، يعني الصلح الذي كان بين النبي ﷺ والمشركين، ولو نرى قتالا لقاتلنا، فجاء عمر فقال: ألسنا على الحق وهم على الباطل، أليس قتلانا في الجنة، وقتلاهم في النار؟ قال: (بلى). قال: ففيم نعطي الدنية في ديننا ونرجع، ولما يحكم الله بيننا؟ فقال: (يا ابن الخطاب، إني رسول الله، ولن يضيعني الله أبدا). فرجع متغيظا فلم يصبر حتى جاء أبا بكر فقال: يا أبا بكر، ألسنا على الحق وهم على الباطل، قال: يا ابن الخطاب، إنه رسول الله ﷺ ولن يضيعه الله أبدا، فنزلت سورة الفتح.
[ر: ٣٠١٠]
وقال مجاهد: ﴿لا تقدموا﴾ /١/: لا تفتاتوا على رسول الله ﷺ حتى يقضي الله على لسانه. ﴿امتحن﴾ /٣/: أخلص. ﴿تنابزوا﴾ /١١/: يدعى بالكفر بعد الإسلام. ﴿يلتكم﴾⦗١٨٣٣⦘
/١٤/: ينقصكم. ألتنا: نقصنا.
﴿تشعرون﴾ تعلمون، ومنه الشاعر.
يكون أخفض منه. (الآية) وتتمتها: ﴿ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لاتشعرون﴾. (ولا تجهروا ..) لا تنادوه بصوت مرتفع كما ينادي بعضكم بعضا. (أن تحبط ..) خشية أن تبطل أعمالكم ويذهب ثوابها. (ومنه الشاعر) أي من اشتقاق يشعرون، يقال: شعرت بالشيء أي فطنت له وعلمته، وسمي قائل الشعر شاعرا لفطنته وعلمه.
كَادَ الْخَيِّرَانِ أَنْ يَهْلِكَا أَبُو بَكْرٍ وعمر رضي الله عنهما، رفعا أَصْوَاتُهُمَا عِنْدَ النَّبِيِّ ﷺ حين قدم عليه ركب بني تميم، فأشار أحدهما بالأقرع بن حابس أخي بني مجاشع، وأشار الآخر برجل آخر، قال نافع: لا أحفظ اسمه، فقال: أبو بكر لعمر: ما أردت إلا خلافي، قال: ما أردت خلافك، فارتفعت أصواتهما في ذلك، فأنزل الله: ﴿يا أيها الذين آمنوا لاترفعوا أصواتكم﴾. الآية. قال ابن الزبير: فما كان عمر يسمع رسول الله ﷺ بعد هذه الآية حتى يستفهمه. وَلَمْ يَذْكُرْ ذَلِكَ عَنْ أَبِيهِ، يَعْنِي أَبَا بكر.
[ر: ٤١٠٩]
جده أبي أمه أسماء رضي الله عنها.
أن النبي ﷺ افتقد ثابت بن قيس، فقال رجل: يا رسول الله، أنا أعلم لك علمه، فأتاه فوجده جالسا في بيته، منكسا رأسه، فقال له: ما شأنك؟ فقال: شر، كان يرفع صوته فوق صوت النبي ﷺ، فقد حبط⦗١٨٣٤⦘
عمله، وهو من أهل النار. فأتى الرجل النبي ﷺ فأخبره أنه قال كذا وكذا، فقال موسى: فرجع إليه المرة الآخرة ببشارة عظيمة، فقال: (اذهب إليه فقل له: إنك لست من أهل النار، ولكنك
من أهل الجنة).
[ر: ٣٤١٧]
٣٣٠ – باب: ﴿إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون﴾ /٤/.
أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي ملكية: أن عبد الله بن الزبير أخبرهم:
أنه قدم ركب من بني تميم عَلَى النَّبِيِّ ﷺ، فَقَالَ أبو بكر: أمر القعقاع بن معبد، وقال عمر: بل أمر الأقرع بن حابس، فقال أبو بكر: ما أردت إلى – أو: إلا – خلافي، فقال عمر: ما أردت خلافك، فتماريا حتى ارتفعت أصواتهما، فنزل في ذلك: ﴿يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله﴾. حتى انقضت الآية.
[ر: ٤١٠٩]
٣٣١ – باب: قوله: ﴿ولو أنهم صبروا حتى تخرج إليهم لكان خيرا لهم﴾ /٥/.
﴿رجع بعيد﴾ /٣/: رد. ﴿فروج﴾ /٦/: فتوق، واحدها فرج. ﴿من حبل الوريد﴾ /١٦/: وريداه في حلقه، والحبل: حبل العاتق.
وقال مجاهد: ﴿ما تنقص الأرض﴾ /٤/: من عظامهم. ﴿تبصرة﴾ /٨/: بصيرة. ﴿حب الحصيد﴾ /٩/: الحنطة. ﴿باسقات﴾ /١٠/: الطوال. ﴿أفعيينا﴾ /١٥/: أفأعيا علينا،⦗١٨٣٥⦘
حين أنشأكم وأنشأ خلقكم. ﴿وقال قرينه﴾ /٢٣/: الشيطان الذي قيض له. ﴿فنقبوا﴾ /٣٦/: ضربوا. ﴿أو ألقى السمع﴾ /٣٧/:
لا يحدث نفسه بغيره. ﴿رقيب عتيد﴾ /١٨/: رصد. ﴿سائق وشهيد﴾ /٢١/: الملكان: كاتب وشهيد. ﴿شهيد﴾ /٣٧/: شاهد بالقلب. ﴿لغوب﴾ /٣٨/: نصب.
وقال غيره: ﴿نضيد﴾ /١٠/: الكفرى ما دام في أكمامه، ومعناه: منضود بعضه على بعض، فإذا خرج من أكمامه فليس بنضيد. ﴿وإدبار النجوم﴾ /الطور: ٤٩/. ﴿وأدبار السجود﴾ /٤٠/: كان عاصم يفتح التي في (ق) ويكسر التي في (الطور)، ويكسران جميعا وينصبان.
وقال ابن عباس: ﴿يوم الخروج﴾ /٤٢/: يوم يخرجون من القبور.
وينظر. (سائق) يسوقها. (شهيد) يشهد عليها. (شاهد ..) حاضر يقظ. (الكفر) الطلع، وهو غلاف يشبه الكوز، ينفتح عن حب منضود، أي مضموم بعضه إلى بعض بالتساق. (عاصم) أحد القراء السبعة. (يفتح .. ويكسر) أي الهمزة، فيقرأ: ﴿إدبار النجوم﴾ و﴿أدبار السجود﴾. (يكسران) تكسر الهمزة في الموضعين. (ينصبان) أي يفتحان في الموضعين.
والإدبار – بالكسر – مصدر أدبر يدبر، والأدبار – بالفتح – جميع دبر وهو الآخر والعقب من كل شيء، والمعنيان هنا متقاربان. والمراد التسبيح عقب الصلوات، وفي وقت الصباح بعدما تغيب النجوم، وقيل: ركعتا سنة الفجر وركعتا سنة المغرب، وقيل غير ذلك.
٣٣٣ – باب: قوله: ﴿وتقول هل من مزيد﴾ /٣٠/.
(يلقى في النار وتقول: هل من مزيد، حتى يضع قدمه، فتقول: قط قط).
[٦٢٨٤ – ٦٩٤٩]
٤٥٦٨ – حدثنا محمد بن موسى القطان: حدثنا أبو سفيان الحميري سعيد
⦗١٨٣٦⦘
بن يحيى بن مهدي: حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رفعه، وأكثر ما كان يوقفه أبو سفيان:
(يقال لجهنم: هل امتلأت، وتقول: هل من مزيد، فيضع الرب تبارك وتعالى قدمه عليها، فتقول: قط قط).
(تحاجت الجنة والنار، فقالت النار: أوثرت بالمتكبرين والمتجبرين، وقالت الجنة: ما لي لا يدخلني إلا ضعفاء الناس وسقطهم. قال الله تبارك وتعالى للجنة: أنت رحمتي أرحم بك من أشاء من عبادي، وقال للنار: إنما أنت عذابي أعذب بك من أشاء من عبادي، ولكل واحدة منهما ملؤها، فأما النار: فلا تمتلئ حتى يضع رجله فتقول: قط قط قط، فهنالك تمتلئ ويزوى بعضها إلى بعض، ولا يظلم الله عز وجل من خلقه أحدا، وأما الجنة: فإن الله عز وجل ينشئ لها خلقا).
[٧٠١١]
(تحاجت) تخاصمت، والله تعالى أعلم بذلك التخاصم. (أوثرت) اختصصت. (المتجبرين) جمع متجبر، وهو المتعاظم بما ليس فيه، والذي لا يكترث بأمره. (سقطهم) الساقطون من أعين الناس والمحتقرون لديهم، لفقرهم وضعفهم وقلة منزلتهم. (من أشاء) ممن استحق العقوبة واكتسب أسبابها.
كنا جلوسا ليلة مَعَ النَّبِيِّ ﷺ، فَنَظَرَ إِلَى القمر ليلة أربع عشرة، فَقَالَ:
(إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كَمَا تَرَوْنَ هَذَا، لَا تُضَامُّونَ فِي رُؤْيَتِهِ، فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ لَا تُغْلَبُوا عَلَى صَلَاةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا فَافْعَلُوا. ثُمَّ قَرَأَ: ﴿وَسَبِّحْ بِحَمْدِ ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب﴾).
[ر: ٥٢٩]
أمره أن يسبح في أدبار الصلوات كلها، يعني قوله: ﴿وأدبار السجود﴾.
قال علي عليه السلام: الذاريات الرياح.
وقال غيره: ﴿تذروه﴾ /الكهف: ٤٥/: تفرقه. ﴿وفي أنفسكم أفلا تبصرون﴾ /٢١/: تأكل وتشرب في مدخل واحد، ويخرج من موضعين. ﴿فراغ﴾ /٢٦/: فرجع. ﴿فصكت﴾ /٢٩/: فجمعت أصابعها، فضربت جبهتها. والرميم: نبات الأرض إذا يبس وديس. ﴿لموسعون﴾ /٤٧/: أي
لذوو سعة، وكذلك ﴿على الموسع قدره﴾ /البقرة: ٢٣٦/: يعني القوي. ﴿خلقنا زوجين﴾ /٤٩/: الذكر والأنثى، واختلاف الألوان: حلو وحامض، فهما زوجان. ﴿ففروا إلى الله﴾ /٥٠/: معناه: من الله إليه. ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون﴾ /٥٦/: ما خلقت أهل السعادة من أهل الفريقين إلا ليوحدون، وقال بعضهم: خلقهم ليفعلوا، ففعل بعض وترك بعض، وليس فيه حجة لأهل القدر. والذنوب: الدلو العظيم.
وقال مجاهد: ﴿صرة﴾ /٢٩/: صيحة. ﴿ذنوبا﴾ /٥٩: سبيلا. ﴿العقيم﴾: التي لا تلد.⦗١٨٣٨⦘
وقال ابن عباس: والحبك: استواؤها وحسنها. ﴿في غمرة﴾ /١١/: في ضلالتهم يتمادون.
وقال غيره: ﴿تواصوا﴾ /٥٣/: تواطؤوا. وقال: ﴿مسومة﴾ /٣٤/: معلمة، من السيما.
﴿قتل الخراصون﴾ /١٠/: لعنوا.
والإنس. (خلقهم ليفعلوا) أي خلقهم ولديهم استعداد أن يوحدوا الله تعالى ويخصوه بالعبادة والطاعة، وكلفهم بذلك. (وليس فيه ..) أي المعتزلة الذين قالوا: إن إرادة الله تعالى لا تتعلق إلا بالخير، وأما الشر فليس مرادا له، واحتجوا بهذه الآية. وقولهم هذا مردود، لأن تعليل الأمر بشيء لا يلزم منه أن يكون هو أو غيره مرادا. (الذنوب) يشير إلى قوله تعالى: ﴿فإن للذين ظلموا ذنوبا مثل ذنوب أصحابهم فلا يستعجلون﴾. (للذين ظلموا) للذين كفروا من أهل مكة. (ذنوبا) هي في اللغة الدلو الكبير المملوء ماء، وفسر في الآية بالحظ والنصيب من العذاب، وبالسبيل، أي طريقا في الكفر والضلال. (أصحابهم) من سبقهم من الأمم التي أهلكها الله عز وجل وأوقع فيها العذاب. (العقيم) يشير إلى قوله تعالى: ﴿وقالت عجوز عقيم﴾ /الذاريات: ٢٩/. (الحبك) يشير إلى قوله تعالى: ﴿والسماء ذات الحبك﴾ /الذاريات: ٧/. جمع حبيكة: وهي الطريقة التي تخلفها الرياح الهادئة في الرمال أو المياه، أو هي المحبوكة، أي المتقنة، من قولهم ثوب حبيك ومحبوك أي محكم النسيج، وفسرت الآية بكلا المعنيين: أي ذات الطرائق الحسنة ولكنها لا ترى من البعد، أو ذات الخلق الحسن السوي. «غمرة) غفلة وجهالة، وشبهة وعمى وضلالة. (يتمادون) يتطاولون ويبلغون الغاية في الضلالة. «تواصوا ..) أوصى بعضهم بعضا بالتكذيب واتفقوا عليه. (السيما) من السومة وهي العلامة. (الخراصون) الكذابون، وقيل:
المرتابون، وقيل: الكهنة الذين يقدرون ما لا يصح. من الخرص، وهو القول عن ظن وتخمين دون علم ويقين.
وقال قتادة: ﴿مسطور﴾ /٢/: مكتوب.
وقال مجاهد: الطور: الجبل بالسرياينية. ﴿رق منشور﴾ /٣/: صحيفة. ﴿والسقف المرفوع﴾ /٥/: سماء. ﴿المسجور﴾ /٦/: الموقد، وقال الحسن: تسجر حتى يذهب ماؤها فلا يبقى فيها قطرة.
وقال مجاهد: ﴿ألتناهم﴾ /٢١/: نقصناهم.
وقال غيره: ﴿تمور﴾ /٩/: تدور. ﴿أحلامهم﴾ /٣٢/: العقول.
وقال ابن عباس: ﴿البر﴾ /٢٨/: اللطيف. ﴿كسفا﴾ /٤٤/: قطعا. ﴿المنون﴾ /٣٠/: الموت.
وقال غيره: ﴿يتنازعون﴾ /٢٣/: يتعاطون.
شَكَوْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ أَنِّي أَشْتَكِي، فَقَالَ: (طُوفِي مِنْ وَرَاءِ النَّاسِ وَأَنْتِ رَاكِبَةٌ). فَطُفْتُ وَرَسُولُ اللَّهِ ﷺ يصلي إلى جنب البيت، يقرأ بالطور وكتاب مسطور.
[ر: ٤٥٢]
سَمِعْتُ النَّبِيَّ ﷺ يقرأ في المغرب بالطور، فلما بلغ هذه الآية: ﴿أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون. أم خلقوا السماوات والأرض بل لا يوقنون. أم عندهم خزائن ربك أم هم المسيطرون﴾. كاد قلبي أن يطير.
قال سفيان: فأما أنا، فإنما سمعت الزهري يحدث عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أبيه: سَمِعْتُ النَّبِيَّ ﷺ يَقْرَأُ في المغرب بالطور. لم أسمعه زاد الذي قالوا لي.
[ر: ٧٣١]
وقال مجاهد: ﴿ذو مرة﴾ /٦/: ذو قوة. ﴿قاب قوسين﴾ /٩/: حيث الوتر من القوس. ﴿ضيزى﴾ /٢٢/: عوجاء. ﴿وأكدى﴾ /٣٤/: قطع عطاءه. ﴿رب الشعرى﴾ /٤٩/: هو مرزم الجوزاء. ﴿الذي وفى﴾ /٣٧/: وفى ما فرض عليه. ﴿أزفت الآزفة﴾ /٥٧/: اقتربت الساعة. ﴿سامدون﴾ /٦١/: البرطمة، وقال عكرمة: يتغنون، بالحميرية.
وقال إبراهيم: ﴿أفتمارونه﴾ /١٢/: أفتجادلونه، ومن قرأ: ﴿أفتمرونه﴾ يعني أفتجحدونه.⦗١٨٤٠⦘
﴿ما زاغ البصر﴾ /١٧/: بصر محمد ﷺ. ﴿وما طغى﴾ ولا جاوز ما رأى. ﴿فتماروا﴾ /القمر: ٣٦/: كذبوا.
وقال الحسن: ﴿إذ هوى﴾ /١/: غاب.
وقال ابن عباس: ﴿أغنى وأقنى﴾ /٤٨/: أعطى فأرضى.
قلت لعائشة رضي الله عنها: يا أمتاه، هل رأى محمد ﷺ ربه؟ فقالت: لقد قف شعري مما قلت، أين أنت من ثلاث، من حدثكهن فقد كذب: مَنْ حَدَّثَكَ أَنَّ مُحَمَّدًا ﷺ رأى ربه فقد كذب، ثم قرأت: ﴿لا تركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير﴾. ﴿وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب﴾. ومن حدثك أنه يعلم ما في غد فقد كذب، ثم قرأت: ﴿يا أيها الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ﴾. الآية، ولكنه رأى جبريل عليه السلام في صورته مرتين.
[ر: ٣٠٦٢]
﴿فكان قاب قوسين أو أدنى. فأوحى إلى عبده ما أوحى﴾. قال: حدثنا ابن مسعود: أنه رأى جبريل له ستمائة جناح.
[ر: ٣٠٦٠]
سألت زرا؟؟ عن قوله تعالى: ﴿فكان قاب قوسين أو أدنى. فأوحى إلى عبده ما أوحى﴾. قال: أخبرنا عبد الله: أَنَّ مُحَمَّدًا ﷺ رَأَى جبريل له ستمائة جناح.
[ر: ٣٠٦٠]
﴿لقد رأى من آيات ربه الكبرى﴾. قال: رأى رفرفا أخضر قد سد الأفق.
[ر: ٣٠٦١]
فِي قوله: ﴿اللات والعزى﴾ كان اللات رجلا يلت سويق الحاج.
(مَنْ حَلَفَ فقال في حلفه: واللات وَالْعُزَّى، فَلْيَقُلْ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَمَنْ قال لصاحبه: تعال أقامرك، فليتصدق).
[٥٧٥٦، ٥٩٤٢، ٦٢٧٤]
(حلفه) يمينه. (فليقل) فليتدارك نفسه وليقل كلمة التوحيد، بعد أن بدر منه ما ظاهره الشرك.
(أقامرك) ألعب معك القمار، وهو: أن يتغالب اثنان فأكثر، في قول أو فعل، على أن يكون للغالب جعل معين من مال ونحوه، وهو حرام بالإجماع. (فليتصدق) ليكفر ذنب ما تكلم به من المعصية، فضلا عن الفعل.
٤٥٨٠ – حدثنا الحميدي: حدثنا سفيان: حدثنا الزهري: سمعت عروة: قلت
⦗١٨٤٢⦘
لعائشة رضي الله عنها، فقالت:
إنما كان من أهل بمناة الطاغية التي بالمشلل لا يطوفون بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿إِنَّ الصفا والمروة من شعائر الله﴾. فطاف رسول الله ﷺ والمسلمون.
قال سفيان: مناة بالمشلل من قديد.
وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ ابْنِ شهاب. قال عروة: قالت عائشة: نزلت في الأنصار، كانوا هم وغسان قبل أن يسلموا يهلون لمناة، مثله.
وقال مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: كان رجال من الأنصار ممن كان يهل لمناة، ومناة صنم بين مكة والمدينة، قالوا يا نبي الله، كنا لا نطوف بين الصفا والمروة تعظيما لمناة، نحوه.
[ر: ١٥٦١]
سجد النبي ﷺ بِالنَّجْمِ، وَسَجَدَ مَعَهُ الْمُسْلِمُونَ وَالْمُشْرِكُونَ، وَالْجِنُّ وَالْإِنْسُ.
تابعه ابن طهمان، عن أيوب، ولم يذكر ابن علية ابن عباس.
[ر: ١٠٢١]
أول سورة أنزلت فيها سجدة ﴿والنجم﴾ قال: فَسَجَدَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وسجد من خلفه إلا رجلا، رأيته أخذ كفا من تراب فسجد عليه، فرأيته بعد ذلك قتل كافرا، وهو أمية بن خلف.
[ر: ١٠١٧]
قال مجاهد: ﴿مستمر﴾ /٢/: ذاهب. ﴿مزدجر﴾ /٤/: متناه. ﴿وازدجر﴾ /٩/:⦗١٨٤٣⦘
فاستطير جنونا. ﴿دسر﴾ /١٣/: أضلاع السفينة. ﴿لمن كان كفر﴾ /١٤/: يقول: كفر له جزاء من الله. ﴿محتضر﴾ /٢٨/: يحضرون الماء.
وقال ابن جبير: ﴿مهطعين﴾ /٨/: النسلان: الخبب السراع.
وقال غيره: ﴿فتعاطى﴾ /٢٩/: فعاطها بيده فعقرها. ﴿المحتظر﴾ /٣١/: كحظار من الشجر محترق. ﴿ازدجر﴾ /٩/: افتعل من زجرت. ﴿كفر﴾ /١٤/: فعلنا به وبهم ما فعلنا جزاء لما صنع بنوح وأصحابه. ﴿مستقر﴾ /٣/: عذاب حق. يقال: الأشر المرح والتجبر.
(فعاطها) فتناولها. (فعقرها) قطع إحدى قوائمها لتسقط على الأرض ويتمكن من ذبحها. (كحظار) هو ما يحظر للغنم ونحوه، كالحظيرة. (الأشر) يشير إلى قوله تعالى: ﴿أألقي عليه الذكر من بيننا بل هو كذاب أشر﴾ /القمر: ٢٥/. (الذكر) الوحي وما نزل به. (أشر بطر متكبر يريد أن يتعاظم علينا. (المرح) العجب والاختيال.
٣٤٥ – باب: ﴿وانشق القمر. وإن يروا آية يعرضوا﴾ /١، ٢/.
انشق القمر عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فرقتين: فرقة فوق الجبل، وفرقة دونه، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (اشهدوا).
انشق القمر وَنَحْنُ مَعَ النَّبِيِّ ﷺ، فصار فرقتين، فقال لنا: (اشهدوا اشهدوا).
[ر: ٣٤٣٧]
انشق⦗١٨٤٤⦘
القمر فِي زَمَانِ النَّبِيِّ ﷺ.
[ر: ٣٤٣٩]
سأل أهل مكة أن يريهم آية، فأراهم انشقاق القمر.
انشق القمر فرقتين.
[ر: ٣٤٣٨]
قال قتادة: أبقى الله سفينة نوح حتى أدركها أوائل هذه الامة.
كَانَ النَّبِيُّ ﷺ يقرأ: ﴿فهل من مدكر﴾.
[ر: ٣١٦٣]
قال مجاهد: يسرنا: هونا قراءته.
أَنَّهُ كَانَ يقرأ: ﴿فهل من مدكر﴾.
[ر: ٣١٦٣]
٣٤٨ – باب: ﴿أعجاز نخل منقعر. فكيف كان عذابي ونذر﴾ /٢٠، ٢١/.
أنه سمع رجلا سأل الأسود: ﴿فهل من مدكر﴾ أو ﴿مذكر﴾؟ فقال: سمعت عبد الله يقرؤها: ﴿فهل من مدكر﴾. قال: وسمعت النبي ﷺ يقرؤها: ﴿فهل من مدكر﴾. دالا.
[ر: ٣١٦٣]
٣٤٩ – باب: ﴿فكانوا كهشيم المحتظر. ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر﴾ /٣١، ٣٢/.
﴿فهل من مدكر﴾. الآية.
[ر: ٣١٦٣]
٣٥٠ – باب: ﴿ولقد صبحهم بكرة عذاب مستقر. فذوقوا عذابي ونذر﴾ إلى: ﴿فهل من مدكر﴾ /٣٨ – ٤٠/.
﴿فهل من مدكر﴾.
[ر: ٣١٦٣]
٣٥١ – باب: ﴿ولقد أهلكنا أشياعكم فهل من مدكر﴾ /٥١/.
قَرَأْتُ عَلَى النَّبِيِّ ﷺ: ﴿فهل من مذكر﴾. فقال النبي ﷺ: ﴿فهل من مدكر﴾.
[ر: ٣١٦٣]
٣٥٢ – باب: قوله: ﴿سيهزم الجمع ويولون الدبر﴾ /٤٥/.
(اللهم إني أنشدك عهدك ووعدك، اللهم إن تشأ لا تعبد بعد اليوم). فأخذ أبو بكر بيده فقال: حسبك يا رسول الله، ألححت على ربك، وهو يثب في الدرع، فخرج وهو يقول: ﴿سيهزم الجمع ويولون الدبر﴾.
[ر: ٢٧٥٨]
يعني من المرارة.
إني عند عائشة أم المؤمنين، قالت: لقد أنزل على محمد ﷺ بمكة، وإني لجارية ألعب: ﴿بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمرا﴾.
[٤٧٠٧]
(أنشدك عهدك ووعدك، اللهم إن شئت لم تعبد بعد اليوم أبدا). فأخذ أبو بكر بيده وقال: حسبك يا رسول الله، فقد ألححت على ربك، وهو في الدرع، فخرج وهو يقول: ﴿سيهزم الجمع ويولون الدبر بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر﴾.
[ر: ٢٧٥٨]
وقال مجاهد: ﴿بحسبان﴾ /٥/: كحسبان الرحى.
وقال غيره: ﴿وأقيموا الوزن﴾ /٩/: يريد لسان الميزان. والعصف: بقل الزرع إذا قطع منه شيء قبل أن يدرك فذلك العصف، والريحان: رزقه والحب الذي يؤكل منه، والريحان: في كلام العرب الرزق. وقال بعضهم: والعصف يريد: المأكول من الحب، والريحان: النضيج الذي لم يؤكل. وقال غيره: العصف ورق الحنطة. وقال الضحاك: العصف التبن. وقال أبو مالك: العصف أول ما ينبت، تسميه النبط: هبورا. وقال مجاهد:⦗١٨٤٧⦘
العصف ورق الحنطة، والريحان الرزق، والمارج: اللهب الأصفر والأخضر الذي يعلو النار إذا أوقدت.
وقال بعضهم عن مجاهد: ﴿رب المشرقين﴾ /١٧/: للشمس: في الشتاء مشرق، ومشرق في الصيف ﴿ورب المغربين﴾ مغربها في الشتاء والصيف. ﴿لا يبغيان﴾ /٢٠/: لا يختلطان. ﴿المنشآت﴾ /٢٤/: ما رفع قلعه من السفن، فأما ما لم يرفع قلعه فليس بمنشأة.
وقال مجاهد: ﴿كالفخار﴾ /١٤/: كما يصنع الفخار. الشواظ: لهب من نار. ﴿ونحاس﴾ /٣٥/: الصفر يصب على رؤوسهم، فيعذبون به. ﴿خاف مقام ربه﴾ /٤٦/: يهم بالمعصية فيذكر الله عز وجل فيتركها. ﴿مدهامتان﴾ /٦٤/: سوداوان من الري. ﴿صلصال﴾ /١٤/: طين خلط برمل فصلصل كما يصلصل الفخار، ويقال: منتن، يريدون به: صل، يقال: صلصال، كما يقال: صر الباب عند الإغلاق وصرصر، مثل: كبكبته يعني كببته. ﴿فاكهة ونخل ورمان﴾ /٦٨/: وقال بعضهم: ليس الرمان والنخل بالفاكهة، وأما العرب فإنها تعدها فاكهة، كقوله عز وجل: ﴿حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى﴾ /البقرة: ٢٣٨/: فأمرهم بالمحافظة على كل الصلوات، ثم أعاد العصر تشديدا لها، كما أعيد النخل والرمان، ومثلها: ﴿ألم تر أن الله يسجد له من في السماوات ومن في الأرض﴾ /الحج: ١٨/: ثم قال: ﴿وكثير من الناس وكثير حق عليه العذاب﴾ /الحج: ١٨/: وقد ذكرهم الله عز وجل في أول قوله: ﴿من في السماوات ومن في الأرض﴾.
وقال غيره: ﴿أفنان﴾ /٤٨/: أغصان. ﴿وجنى الجنتين دان﴾ /٥٤/: ما يجتنى قريب.⦗١٨٤٨⦘
وقال الحسن: ﴿فبأي آلاء﴾ /١٣/: نعمه.
وقال قتادة: ﴿ربكما﴾ /١٣/: يعني الجن والإنس.
وقال أبو الدرداء: ﴿كل يوم هو في شأن﴾ /٢٩/: يغفر ذنبا، ويكشف كربا، ويرفع قوما، ويضع آخرين.
وقال ابن عباس: ﴿برزخ﴾ /٢٠/: حاجز. الأنام: الخلق. ﴿نضاختان﴾ /٦٦/: فياضتان. ﴿ذو الجلال﴾ /٧٨/: ذو العظمة.
وقال غيره: ﴿مارج﴾ /١٥/: خالص من النار، يقال: مرج الأمير رعيته إذا خلاهم يعدو بعضهم على بعض، من مرجت دابتك تركتها، ويقال: مرج أمر الناس: ﴿مريج﴾ /ق: ٥/: ملتبس. ﴿مرج﴾ /١٩/: اختلط البحران. ﴿سنفرغ لكم﴾ /٣١/: سنحاسبكم، لا يشغله شيء عن شيء، وهو معروف في كلام العرب، يقال: لأتفرغن لك، وما به شغل، يقول: لآخذنك على غرتك.
(من الري) السقي، فتشتد خضرته، والخضرة إذا اشتدت ضربت إلى السواد. (صلصل) أخرج صوتا إذا ضرب أو مسته الرياح. (صل) يقال: صل اللحم يصل صلولا إذا أنتن، مطبوخا كان أم نيئا. (يقال صلصال ..) أي يضاعف صل فيقال صلصل، كما يضاعف صر فيقال صرصر،
وكب فيقال كبكب. (صر) صوت. (كببته) ألقيته لوجهه. (كقوله …) حاصله: أن عطف النخل والرمان على فاكهة من باب عطف الخاص على العام، كما عطفت الصلاة الوسطى على الصلوات، وكثير من الناس على من في الأرض. (ما يجتنى) ما يؤخذ من ثمارها.
(يعني الجن ..) هو تفسير للضمير في ربكما. (الأنام) يفسر قوله تعالى: ﴿والأرض وضعها للأنام﴾ /الرحمن: ١٠/. (نضاختان) أصل النضخ الرش، أي ممتلئتان تفيضان بالماء لا تنقطعان. (ذو الجلال) قرأ شامي بالرفع على أنه صفة لاسم، وقرأ غيره: ﴿ذي الجلال﴾ بالجر على أنه صفة لرب. (خلاهم) تركهم. (يعدو) يستطيل ويظلم. (من مرجت …) هذه الجملة متأخرة في الأصل عن هذا الموضع، والأولى وضعها هنا، كما ذكر الشراح. (مرج) اختلط واضطرب. (لا يشغله …) هو بيان أن المقصود: سنفرغ لكم سنحاسبكم لأنه تعالى لا يشغله شيء، وقيل: هو تهديد ووعيد من الله عز وجل، كقول القائل: لأتفرغن … (غرتك) على غفلة منك.
(جَنَّتَانِ مِنْ فِضَّةٍ، آنِيَتُهُمَا وَمَا فِيهِمَا، وَجَنَّتَانِ مِنْ ذَهَبٍ، آنِيَتُهُمَا وَمَا فِيهِمَا، وَمَا بَيْنَ الْقَوْمِ وَبَيْنَ أَنْ يَنْظُرُوا إِلَى رَبِّهِمْ إِلَّا رِدَاءُ الْكِبْرِ، عَلَى وَجْهِهِ في جنة عدن).
[ر: ٣٠٧١]
(آنيتهما) أوعيتهما. (وما فيهما) من الأشياء التي يرتفق بها. (القوم) المسلمون الذين دخلوا الجنة. (رداء الكبر على وجهه) الله تعالى أعلم بهذا، أو كناية عن عظمة ذاته سبحانه. (جنة عدن) إقامة واستقرار واطمئنان.
وقال ابن عباس: حور: سود الحدق. وقال مجاهد: مقصورات: محبوسات، قصر طرفهن وأنفسهن على أزواجهن. ﴿قاصرات﴾ /٥٦/: لا يبغين غير أزواجهن.
(إن في الجنة خيمة من لؤلؤة مجوفة، عرضها ستون ميلا، في كل زاوية منها أهل ما يرون الآخرين، يطوف عليهم المؤمنون، وجنتان مِنْ فِضَّةٍ، آنِيَتُهُمَا وَمَا فِيهِمَا، وَجَنَّتَانِ مِنْ كذا، آنِيَتُهُمَا وَمَا فِيهِمَا، وَمَا بَيْنَ الْقَوْمِ وَبَيْنَ أَنْ يَنْظُرُوا إِلَى رَبِّهِمْ إِلَّا رِدَاءُ الْكِبْرِ على وجهه في جنة عدن).
[ر: ٣٠٧١]
وقال مجاهد: ﴿رجت﴾ /٤/: زلزلت. ﴿بست﴾ /٥/: فتت ولتت كما يلت السويق. المخضود: الموقر حملا، ويقال أيضا: لا شوك له. ﴿منضود﴾ /٢٩/: الموز. والعرب: المحببات إلى أزواجهن. ﴿ثلة﴾ /١٢، ٣٩، ٤٠/: أمة. ﴿يحموم﴾ /٤٣/: دخان أسود. ﴿يصرون﴾ /٤٦/: يديمون. ﴿الهيم﴾ /٥٥/: الإبل الظماء. ﴿لمغرمون﴾ /٦٦/: لملزمون. ﴿فروح﴾⦗١٨٥٠⦘
/٨٩/: جنة ورخاء. ﴿وريحان﴾ /٨٩/: الرزق. ﴿وننشئكم فيما لا تعلمون﴾ /٦١/: في أي خلق نشاء.
وقال غيره: ﴿تفكهون﴾ /٦٥/: تعجبون. ﴿عربا﴾ /٣٧/: مثقلة، واحدها عروب، مثل صبور وصبر، يسميها أهل مكة العربة، وأهل المدينة الغنجة، وأهل العراق الشكلة.
وقال في: ﴿خافضة﴾ /٣/: لقوم إلى النار. ﴿رافعة﴾ /٣/: إلى الجنة. ﴿موضونة﴾ /١٥/: منسوجة، ومنه: وضين الناقة. والكوب: لا آذان له ولا عروة. والأباريق: ذوات الآذان والعرى. ﴿مسكوب﴾ /٣١/: جار. ﴿وفرش مرفوعة﴾ /٣٤/: بعضها فوق بعض. ﴿مترفين﴾ /٤٥/: متنعمين.
﴿ما تمنون﴾ /٥٨/: هي النطفة في أرحام النساء. ﴿للمقوين﴾ /٧٣/: للمسافرين، والقي القفز. ﴿بمواقع النجوم﴾ /٧٥/: بمحكم القرآن، ويقال: بمسقط النجوم إذا سقطن، ومواقع وموقع واحد. ﴿مدهنون﴾ /٨١/: مكذبون، مثل: ﴿لو تدهن فيدهنون﴾ /القلم: ٩/. ﴿فسلام لك﴾ /٩١/: أي مسلم لك: إنك من أصحاب اليمين، وألغيت إن وهو معناها، كما تقول: أنت مصدق، مسافر عن قليل، إذا كان قد قال: إني مسافر عن قليل، وقد يكون كالدعاء له، كقولك: فسقيا من الرجال، إن رفعت السلام، فهو من الدعاء.⦗١٨٥١⦘
﴿تورون﴾ /٧١/: تستخرجون، أوريت: أوقدت. ﴿لغوا﴾ /٢٥/: باطلا. ﴿تأثيما﴾ /٢٥/: كذبا.
يشد به الرحل على البعير كالحزام للسرج. (الكوب … والأباريق) يشير إلى قوله تعالى: ﴿بأكواب وأباريق وكأس من معين﴾ /الواقعة: ١٨/: خمر تجري من عيون لا تنقطع، والآذان هي الحلق التي تمسك منها، وكذلك العرى. (مسكوب) مصبوب، يجري دائما دون انقطاع. (القفر) الأرض الخالية، البعيدة من العمران والأهلين. (مواقع النجوم) منازلها، وفسر بمحكم القرآن، وهو ما ثبت منه واستقر ولم ينسخ، لأنه نزل منجما، أي مفرقا. (تدهن) تلين فيما تدعو إليه وتتساهل، أو تظهر خلاف ما تبطن مصانعة لهم وتقربا. (وهو معناها) أي معناها مراد وإن حذفت. (قليل) قريب. (له) أي لمن خاطبه من أصحاب اليمين. (إن رفعت ..) وهو مرفوع، ولم يقرأ منصوبا، وذكره لبيان أن السلام يكون دعاء بالرفع، بخلاف سقيا فإنه يكون
دعاء بالنصب. (تستخرجون) من الزناد، وهو نوع من الشجر إذا ضرب ببعضه أخرج شررا توقد النار.
٣٥٨ – باب: قوله: ﴿وظل ممدود﴾ /٣٠/.
(إِنَّ فِي الْجَنَّةِ شجرة، يَسِيرُ الرَّاكِبُ فِي ظِلِّهَا مِائَةَ عَامٍ، لَا يقطعها، واقرؤا إن شئتم: ﴿وظل ممدود﴾).
[ر: ٣٠٨٠]
قال مجاهد: ﴿جعلكم مستخلفين﴾ /٧/: معمرين فيه. ﴿من الظلمات إلى النور﴾ /٩/: من الضلالة إلى الهدى. ﴿فيه بأس شديد ومنافع للناس﴾ /٢٥/: جنة وسلاح. ﴿مولاكم﴾ /١٥/: أولى بكم. ﴿لئلا يعلم أهل الكتاب﴾ /٢٩/: ليعلم أهل الكتاب، يقال: الظَّاهِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا، وَالْبَاطِنُ عَلَى كل شيء علما. ﴿أنظرونا﴾ /١٣/: انتظرونا.
وقال مجاهد: ﴿يحادون﴾ /٢٠/: يشاقون الله. ﴿كبتوا﴾ /٥/: أخزوا، من الخزي. ﴿استحوذ﴾ /١٩/: غلب.
﴿الجلاء﴾ /٣/: الإخراج من أرض إلى أرض.
قلت لابن عباس: سورة التوبة، قال: التوبة هي الفاضحة، ما زلت تنزل، ومنهم ومنهم، حتى ظنوا أنها لن تبقي أحدا منهم إلا ذكر فيها، قال: قلت: سورة الأنفال، قال: نزلت في بدر، قال: قلت: سورة الحشر، قال: نزلت في بني النضير.
(الفاضحة) سميت بذلك لأنها فضحت المنافقين وكشفت معايبهم.
قلت لابن عباس رضي الله عنهما: سورة الحشر، قال: قل: سورة النضير.
[ر: ٣٨٠٥]
نخلة، ما لم تكن عجوة أو برنية.
أن رسول الله ﷺ حَرَّقَ نَخْلَ بَنِي النَّضِيرِ وَقَطَعَ، وَهِيَ الْبُوَيْرَةُ، فأنزل الله تعالى: ﴿ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله وليخزي الفاسقين﴾.
[ر: ٢٢٠١]
٣٦٣ – باب: قوله: ﴿ما أفاء الله على رسوله﴾ /٦، ٧/.
كانت أموال بني النضير مما أفاء اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ ﷺ، مما لم يوجف المسلمون عليه بخيل ولا ركاب، فكانت لرسول⦗١٨٥٣⦘
الله ﷺ خاصة، ينفق على أهله منها نفقة سنته، ثم يجعل ما بقي في السلاح والكراع، عدة في سبيل الله.
[ر: ٢٧٤٨]
٣٦٤ – باب: ﴿وما آتاكم الرسول فخذوه﴾ /٧/.
(لعن الله الواشمات والمتوشمات، والمتنمصات والمتفلجات للحسن، المغيرات خلق الله).
فبلغ ذلك امرأة من بني أسد يقال لها أم يعقوب، فجاءت فقالت: إنه بلغني أنك لعنت كيت وكيت، فقال: وَمَا لِي لَا أَلْعَنُ مَنْ لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، وَمَنْ هو في كتاب الله، فقالت: لقد قرأت ما بين اللوحين، فما وجدت فيه ما تقول، قال: لئن كنت قرأتيه لقد وجدتيه، أما قرأت: ﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فانتهوا﴾. قالت: بلى، قال: فإنه قد نهى عنه، قالت: فإني أرى أهلك يفعلونه، قال: فاذهبي فانظري، فذهبت فنظرت، فلم تر من حاجتها شيئا، فقال: لو كانت كذلك ما جامعتنا.
(الواشمات) جمع واشمة اسم فاعلة من الوشم، وهو غرز إبرة أو نحوها في الجلد حتى يسيل منه الدم، ثم يحشى الموضع بكحل أو نحوه، فيتلون الجلد ولا يزول بعد ذلك أبدا. (الموتشمات) جمع موتشمة وهي التي يفعل فيها الوشم. (المتنمصات) جمع متنمصة وهي التي تطلب إزالة شعر وجهها ونتفه، والتي تزيله وتنتفه تسمى نامصة. (المتفلجات) جمع متفلجة، وهي التي تبرد أسنانها لتفترق عن بعضها. (للحسن) لأجل الجمال. (المغيرات خلق الله) بما سبق ذكره، لأنه تغيير وتزوير. (كيت وكيت) كناية عن كلام قيل. (ما بين اللوحين) أي القرآن المكتوب ما بين دفتي المصحف. (آتاكم) أمركم به. /الحشر: ٧/. (فلم تر من حاجتها) لم تشاهد أم يعقوب من الذي ظنته في زوج ابن مسعود رضي الله عنهما شيئا. (ما جامعتنا) ما صاحبتنا بل كنا نطلقها ونفارقها، وفي نسخة (ما جامعتها) والمعنى واحد.
لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ الواصلة. فقال: سمعته من امرأة يقال لها أُمِّ يَعْقُوبَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، مِثْلَ حَدِيثِ منصور.
[٥٥٨٧، ٥٥٩٥، ٥٥٩٩، ٥٦٠٤]
٣٦٥ – باب: ﴿والذين تبوؤوا الدار والإيمان﴾ /٩/.
أوصي الخليفة بالمهاجرين الأولين: أن يعرف لهم حقهم، وأوصي الخليفة بالأنصار، الذين تبوؤوا الدار والإيمان من قبل أن يهاجر النبي ﷺ: أن يقبل من محسنهم، ويعفو عن مسيئهم.
[ر: ١٣٢٨]
الخصاصة: الفاقة. ﴿المفلحون﴾: الفائزون بالخلود، الفلاح: البقاء، حي على الفلاح: عجل. وقال الحسن: ﴿حاجة﴾ /٩/: حسدا.
عَنْهُ قَالَ:
أَتَى رَجُلٌ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ فقال: يا رسول الله، أصابني الجهد، فأرسل إلى نسائه فلم يجد عندهن شَيْئًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (ألا رجل يضيفه هذه الليلة، يرحمه الله). فقام رجل من الأنصار فقال: أنا يا رسول الله، فذهب إلى أهله فقال لامرأته: ضيف رسول الله ﷺ، لا تدخريه شيئا، قالت: والله ما عندي إلا قوت الصبية، قال: فإذا أراد الصبية العشاء فنوميهم وتعالي، فأطفئي السراج، ونطوي بطوننا الليلة، ففعلت، ثم غدا الرجل على رسول الله ﷺ، فقال: (لقد عجب الله عز وجل، أو: ضحك من فلان وفلانة). فأنزل الله عز وجل: ﴿ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة﴾.
[ر: ٣٥٨٧]
وقال مجاهد: ﴿لا تجعلنا فتنة﴾ /٥/: لا تعذبنا بأيديهم، فيقولون: لو كان هؤلاء على⦗١٨٥٥⦘
الحق ما أصابهم هذا. ﴿بعصم الكوافر﴾ /١٠/: أمر أصحاب النبي ﷺ بفراق نسائهم، كن كوافر بمكة.
بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ ﷺ أنا والزبير والمقداد، فَقَالَ: (انْطَلِقُوا حَتَّى تَأْتُوا رَوْضَةَ خَاخٍ، فَإِنَّ بها ظعينة معها كتاب، فخذوه منها). فذهبنا تعادى بنا خيلنا حتى أتينا الروضة، فإذا نحن بالظعينة، فقلنا: أخرجي الكتاب، فقالت: ما معي من كتاب، فقلنا: لتخرجن الكتاب أو لنلقين الثياب، فأخرجته من عقاصها، فأتينا به النبي ﷺ فإذا فيه: من حاطب ابن أبي بلتعة إلى أناس من المشركين ممن بمكة، يخبرهم ببعض أمر النَّبِيِّ ﷺ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (ما هذا يا حاطب). قال: لا تعجل علي يا رسول الله، إني كنت امرأ من قريش، ولم أكن من أنفسهم، وكان من معك من المهاجرين لهم قرابات يحمون بها أهليهم وأموالهم بمكة، فأحببت إذ فاتني من النسب فيهم، أن أصطنع إليهم يدا يحمون قرابتي، وما فعلت ذلك كفرا، ولا ارتدادا عن ديني. فقال النَّبِيِّ ﷺ: (إِنَّهُ قَدْ صدقكم). فقال عمر: دعني يا رسول الله فأضرب عنقه، فقال: (إنه شهد بدرا، وما يدريك؟ لعل الله عز وجل اطَّلَعَ عَلَى أَهْلِ بَدْرٍ فَقَالَ: اعْمَلُوا مَا شئتم فقد غفرت لكم). قال عمرو: ونزلت فيه: ﴿يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء﴾. قال: لا أدري الآية في الحديث، أو قول عمرو.
حدثنا علي: قيل لسفيان في هذا، فنزلت: ﴿لا تتخذوا عدوي﴾. قال سفيان: هذا في حديث الناس، حفظته من عمرو، ما تركت منه حرفا، وما أرى أحدا حفظه غيري.
[ر: ٢٨٤٥]
٣٦٩ – باب: ﴿إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات﴾ /١٠/.
أن رسول الله ﷺ كان يمتحن من هاجر إليه من المؤمنات بهذه الآية بقول الله: ﴿يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك – إلى قوله – غفور رحيم﴾. قال عروة: قالت عائشة: فمن أقرأ بهذا الشرط من المؤمنات، قَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (قد بايعتك). كلاما، ولا وَاللَّهِ مَا مَسَّتْ يَدُهُ يَدَ امْرَأَةٍ قَطُّ في المبايعة، ما يبايعهن إلا بقوله: (قد بايعتك على ذلك). تابعه يونس ومعمر وعبد الرحمن بن إسحاق، عن الزهري. وقال إسحاق بن راشد، عن الزهري، عن عروة، وعمرة.
[٤٩٨٣، ٦٧٨٨]
يزنين ولا يقتلن أولادهن ولا يأتين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن ولا يعصينك في معروف فبايعهن واستغفر لهن الله إن الله غفور رحيم﴾. (ببهتان يفترينه) بولد ينسبنه إلى الزوج وهو ليس منه. (بين أيديهن وأرجلهن) وصف لحال الولد عندما يولد، أو هو كناية عن البطن الذي تحمله فيه وهو بين يديها، والفرج الذي تلده به وهو بين رجليها. (معروف) هو كل ما وافق طاعة الله تعالى وشرعه. (الشرط) وهو ما ذكر في الآية. (كلاما) أي يبايعها بالكلام، ولا يصافحها باليد كما كان يبايع الرجال.
بَايَعْنَا رَسُولَ اللَّهِ ﷺ، فَقَرَأَ عَلَيْنَا: ﴿أَنْ لا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا﴾. ونهانا عن النياحة، فقبضت امرأة يدها، فقالت: أسعدتني فلانة، أريد أن أجزيها، فما قال لها النبي ﷺ شيئا، فانطلقت ورجعت، فبايعها.
[ر: ١٢٤٤]
إنما هو شرط شرطه الله للنساء.
كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ ﷺ فقال: (أتبايعونني عَلَى أَنْ لَا تُشْرِكُوا بِاللَّهِ شَيْئًا، وَلَا تزنوا، ولا تسرقوا – وقرأ آية النساء، وأكثر لفظ سليمان: قرأ الآية – فَمَنْ وَفَى مِنْكُمْ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ، وَمَنْ أصاب من ذلك شيئا فعوقب فهو كفارة له، ومن أصاب منها شيئا من ذلك فستره الله فهو إِلَى اللَّهِ، إِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ وَإِنْ شَاءَ غفر له).
تابعه عبد الرزاق عن معمر في الآية.
[ر: ١٨]
عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قال:
شهدت الصلاة يوم الفطر مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ وأبي بكر وعمر وعثمان، فكلهم يصليها قبل الخطبة، ثم يخطب بعد، فنزل نبي الله ﷺ، فكأني أنظر إليه حين يجلس الرجال بيده، ثم أقبل يشقهم حتى أتى النساء مع بلال، فقال: ﴿يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات على أن لا يشركن بالله شيئا ولا يسرقن ولا يزنين ولا يقتلن أولادهن ولا يأتين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن﴾. حتى فرغ من الآية كلها، ثم قال حين فرغ: (أنتن على ذلك). وقالت امرأة واحدة، لم يجبه غيرها: نعم يا رسول الله. لا يدري الحسن من هي. قال: (فتصدقن). وبسط بلال ثوبه، فَجَعَلْنَ يُلْقِينَ الْفَتَخَ وَالْخَوَاتِيمَ فِي ثَوْبِ بِلَالٍ.
[ر: ٩٨]