٩٩ – كتاب الإعتصام بالكتاب والسنَّة.

٦٨٤٠ – حدثنا الحُمَيديُّ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مِسْعَرٍ وَغَيْرِهِ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شهاب قَالَ:
قَالَ رَجُلٌ مِنْ الْيَهُودِ لِعُمَرَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، لَوْ أَنَّ عَلَيْنَا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: ﴿الْيَوْمَ أكملتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي ورضيت لكم الإسلام دينًا﴾. لاتَّخذنا ذَلِكَ الْيَوْمَ عِيدًا، فَقَالَ عُمَرُ: إِنِّي لَأَعْلَمُ أَيَّ يَوْمٍ نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ، نَزَلَتْ يَوْمَ عَرَفَةَ، فِي يَوْمِ جُمُعَةٍ.
سَمِعَ سُفْيَانُ مسعرًا، ومسعر قيسًا، وقيس طارقًا.
[ر: ٤٥]
٦ ‏/ ٢٦٥٣
٦٨٤١ – حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيل، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ: أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ:
أَنَّهُ سَمِعَ عُمَرَ، الْغَدَ حِينَ بَايَعَ الْمُسْلِمُونَ أَبَا بَكْرٍ، وَاسْتَوَى عَلَى مِنْبَرِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، تشهَّد قَبْلَ أَبِي بَكْرٍ فَقَالَ: أمَّا بَعْدُ، فَاخْتَارَ اللَّهُ لِرَسُولِهِ ﷺ الَّذِي عِنْدَهُ عَلَى الَّذِي عِنْدَكُمْ، وَهَذَا الْكِتَابُ الَّذِي هَدَى الله به رسولكم، فخذوا به تهتدوا لما هدى الله به رسوله.
[ر: ٦٧٩٣]
٦ ‏/ ٢٦٥٣
٦٨٤٢ – حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حَدَّثَنَا وُهَيب، عَنْ خَالِدٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:
ضمَّني إِلَيْهِ النَّبِيُّ ﷺ وَقَالَ: (اللَّهُمَّ علِّمه الكتاب).
[ر: ٧٥]
٦ ‏/ ٢٦٥٣
٦٨٤٣ – حدثنا عبد الله بن صبَّاح: حدثنا مُعتَمِر قَالَ: سَمِعْتُ عَوْفًا: أَنَّ أَبَا الْمِنْهَالِ حَدَّثَهُ:
أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا بَرْزَةَ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ يغنيكم – أو: نعشكم – بِالْإِسْلَامِ وَبِمُحَمَّدٍ ﷺ. قَالَ أَبُو عَبْد الله: وقع ها هنا يُغْنِيكُمْ، وَإِنَّمَا هُوَ نَعَشَكُمْ، يُنظَر فِي أَصْلِ كتاب الإعتصام.
[ر: ٦٦٩٥]


(ينظر ..) قال في الفتح: فيه إشارة إلى أنه صنف كتاب الإعتصام مفردًا، وكتب منه هنا ما يليق بشرطه في هذا الكتاب، كما صنع في كتاب الأدب المفرد، فلما رأى اللفظة مغايرة لما عنده أنه الصواب أحاله على مراجعة ذلك الأصل، وكأنه كان في هذه الحالة غائبًا عنه، فأمر بمراجعته وأن يصلح منه.
٦ ‏/ ٢٦٥٣
٦٨٤٤ – حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ:
أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ كَتَبَ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ يُبَايِعُهُ: وأقِرُّ بِذَلِكَ بِالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ عَلَى سنَّة اللَّهِ وسنَّة رسوله فيما استطعت.
[ر: ٦٧٧٧]
٦ ‏/ ٢٦٥٤
١ – باب: قول النبي ﷺ: (بُعِثتُ بِجَوَامِعِ الْكَلِمِ).
٦ ‏/ ٢٦٥٤
٦٨٤٥ – حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حَدَّثَنَا إبراهيم بن سعد، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيَّب، عن أبي هريرة، أن رسول الله ﷺ قال:
(بُعِثتُ بِجَوَامِعِ الْكَلِمِ، وَنُصِرْتُ بِالرُّعْبِ، وَبَيْنَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُنِي أُتِيتُ بِمَفَاتِيحِ خَزَائِنِ الْأَرْضِ فوُضِعت فِي يَدِي). قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَقَدْ ذَهَبَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وَأَنْتُمْ تَلْغَثونها، أو تَرْغَثونها، أو كلمة تشبهها.
[ر: ٢٨١٥]


(بالرعب) الخوف، أي: بمجرد الخبر الواصل إلى العدو يفزعون منِّي، وربما يؤمنون. (تلغثونها) من اللغيث، وهو الطعام المخلوط بالشعير، والمعنى: تأكلونها كيفما اتفق. وقيل: اللغيث ما يبقى في الكيل من الحب، والمعنى: تأخذون المال، فتفرقونه بعد أن تحوزوه. (ترغثونها) ترضعونها، من رغث الجدي أمه أي رضعها، يقال: ناقة رغوث أي غزيرة اللبن. (كلمة تشبهها) تشبه إحدى الكلمتين في اللفظ والمعنى، مثل: تنتثلونها، من الإنتثال وهو الاستخراج.
٦ ‏/ ٢٦٥٤
٦٨٤٦ – حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبي ﷺ قَالَ:
(مَا مِنَ الْأَنْبِيَاءِ نبيٌّ إلاَّ أعطِيَ مِنَ الْآيَاتِ مَا مِثْلُهُ أُومِنَ، أَوْ آمَنَ، عليه البشر، وإنما كان الذي أوتيته وَحْيًا أَوْحَاهُ اللَّهُ إليَّ، فَأَرْجُو أنِّي أَكْثَرُهُمْ تابعًا يوم القيامة).
[ر: ٤٦٩٦]
٦ ‏/ ٢٦٥٤
٢ – بَاب: الِاقْتِدَاءِ بِسُنَنِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ.
وَقَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إمامًا﴾ /الفرقان: ٧٤/: قال: أئمَّة نَقْتَدِي بِمَنْ قَبْلَنَا، وَيَقْتَدِي بِنَا مَنْ بَعْدَنَا.
وَقَالَ ابْنُ عَوْنٍ: ثَلَاثٌ أحبُّهنَّ لِنَفْسِي وَلِإِخْوَانِي: هَذِهِ السنَّة أَنْ يتعلَّموها وَيَسْأَلُوا عَنْهَا، وَالْقُرْآنُ أَنْ يتفهَّموه وَيَسْأَلُوا عَنْهُ، ويدَعوا النَّاسَ إِلَّا من خير.


(قال) قيل: القائل هو مجاهد. (يدعوا الناس) يتركوهم ولا يتدخَّلوا
في شؤونهم.
٦ ‏/ ٢٦٥٤
٦٨٤٧ – حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عبَّاس: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ وَاصِلٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ:
جَلَسْتُ إِلَى شَيْبَة فِي هَذَا الْمَسْجِدِ، قَالَ: جَلَسَ إليَّ عُمَرُ فِي مَجْلِسِكَ هَذَا، فقال: هَمَمْتُ أَنْ لَا أَدَعَ فِيهَا صَفْرَاءَ وَلَا بَيْضَاءَ إِلَّا قَسَمْتُهَا بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ، قُلْتُ: مَا أَنْتَ بِفَاعِل، قَالَ: لِمَ؟ قُلْتُ: لَمْ يَفْعَلْهُ صاحباك، قال: هما المرآن يُقتدى بهما.
[ر: ١٥١٧]
٦ ‏/ ٢٦٥٥
٦٨٤٨ – حَدَّثَنَا عليُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: سَأَلْتُ الْأَعْمَشَ فَقَالَ: عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ: سَمِعْتُ حُذَيْفَةَ يَقُولُ:
حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (أنَّ الْأَمَانَةَ نَزَلَتْ مِنَ السَّمَاءِ فِي جَذْرِ قُلُوبِ الرِّجَالِ، وَنَزَلَ القرآن فقرؤوا القرآن، وعلموا من السنَّة).
[ر: ٦١٣٢]
٦ ‏/ ٢٦٥٥
٦٨٤٩ – حَدَّثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ مُرَّة:
سَمِعْتُ مُرَّة الْهَمْدَانِيَّ يَقُولُ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: إِنَّ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ، وَأَحْسَنَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ ﷺ، وشرُّ الأمور مُحدَثاتُها، و﴿إن ما توعدون لآتٍ وما أنتم بمعجزين﴾.
[ر: ٥٧٤٧]


(الهدي) السمت والطريقة، وفي رواية (الهدى) وهو ضد الضلال. (شر الأمور) أسوؤها. (ومحدثاتها) جمع محدثة، قال في الفتح: والمراد به ما أحدث وليس له أصل في الشرع، ويسمى في عرف الشرع بدعة.
وما كان له أصل يدل عليه الشرع فليس ببدعة، فالبدعة في الشرع مذمومة، بخلاف اللغة، فإن كل شيء أحدث على غير مثال يسمَّى بدعة، سواء كان محمودًا أو مذمومًا، وكذا القول في المحدثة. (بمعجزين) بفائتين من العذاب. /الأنعام: ١٣٤/.
٦ ‏/ ٢٦٥٥
٦٨٥٠ – حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ: حَدَّثَنَا الزُهري، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَزَيْدِ بْنِ خَالِدٍ قالا:
كنا عند النبيي ﷺ فَقَالَ: (لأقضيَنَّ بَيْنَكُمَا بكتاب الله).
[ر: ٢١٩٠]
٦ ‏/ ٢٦٥٥
٦٨٥١ – حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ: حَدَّثَنَا فُلَيْح: حَدَّثَنَا هِلَالُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عن أبي هريرة: أن رسول الله ﷺ قَالَ:
(كلُّ أُمَّتِي يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ أَبَى). قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَنْ يَأْبَى؟ قَالَ: (مَنْ أَطَاعَنِي دَخَلَ الجنة، ومن عصاني فقد أبى).


(أبى) امتنع عن قبول الدعوة أو عن امتثال الأمر.
٦ ‏/ ٢٦٥٥
٦٨٥٢ – حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَادَةَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ: حَدَّثَنَا سَلِيمُ بْنُ حيَّان، وَأَثْنَى عَلَيْهِ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مِينَاءَ: حَدَّثَنَا أَوْ سَمِعْتُ: جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ:
جَاءَتْ مَلَائِكَةٌ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ وَهُوَ نَائِمٌ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِنَّهُ نَائِمٌ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِنَّ الْعَيْنَ نَائِمَةٌ وَالْقَلْبَ يَقْظَانُ،

⦗٢٦٥٦⦘
فَقَالُوا: إِنَّ لِصَاحِبِكُمْ هَذَا مَثَلًا، فَاضْرِبُوا لَهُ مَثَلًا، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِنَّهُ نَائِمٌ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِنَّ الْعَيْنَ نَائِمَةٌ، وَالْقَلْبَ يَقْظَانُ، فَقَالُوا: مَثَلُهُ كَمَثَلِ رَجُلٍ بَنَى دَارًا، وَجَعَلَ فِيهَا مَأْدُبَةً وَبَعَثَ دَاعِيًا، فَمَنْ أَجَابَ الدَّاعِيَ دَخَلَ الدَّارَ وَأَكَلَ مِنَ الْمَأْدُبَةِ، وَمَنْ لَمْ يُجِبْ الدَّاعِيَ لَمْ يَدْخُلِ الدَّارَ وَلَمْ يَأْكُلْ مِنَ الْمَأْدُبَةِ، فَقَالُوا: أوِّلوها لَهُ يَفْقَهْهَا، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِنَّهُ نَائِمٌ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِنَّ الْعَيْنَ نَائِمَةٌ وَالْقَلْبَ يَقْظَانُ، فَقَالُوا: فَالدَّارُ الْجَنَّةُ، وَالدَّاعِي مُحَمَّدٌ ﷺ، فَمَنْ أَطَاعَ مُحَمَّدًا ﷺ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ، وَمَنْ عَصَى مُحَمَّدًا ﷺ فَقَدْ عَصَى اللَّهَ، وَمُحَمَّدٌ ﷺ فرَّق بَيْنَ النَّاسِ.
تَابَعَهُ قُتَيْبَةُ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ، عَنْ جَابِرٍ: خَرَجَ عَلَيْنَا النَّبِيُّ ﷺ.


(وأثنى عليه) أي أثنى يزيد على سليم بن حيان، والقائل بهذا هو محمد شيخ البخاري. (ملائكة) جاء أنهما جبريل وميكائيل عليهما السلام.
(مثله) صفته. (مأدبة) وليمة. (داعيًا) من يدعو الناس إلى الوليمة. (أوِّلوها) فسروها واكشفوها له كما هو تعبير الرؤيا. (يفقهها) يفهمها ويفهم المراد منها. (فرق) ميز المطيع من العاصي منهم.
٦ ‏/ ٢٦٥٥
٦٨٥٣ – حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ همَّام، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: يَا مَعْشَرَ القرَّاء اسْتَقِيمُوا، فَقَدْ سَبَقْتُمْ سَبْقًا بَعِيدًا، فَإِنْ أَخَذْتُمْ يَمِينًا وَشِمَالًا، لَقَدْ ضَلَلْتُمْ ضلالًا بعيدًا.


(القراء) جمع قارئ، والمراد العالم بالقرآن والسنة. (استقيموا) اسلكوا طريق الاستقامة، وهي كناية عن التمسك بأمر الله تعالى والاقتداء بِسُنَنِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فعلًا وتركًا. (سبقتم ..) أي إن استقمتم سبقتم غيركم سبقًا ظاهرًا إلى كل خير، وروي: (سُبِقْتُمْ) أي سبقكم السلف سبقًا متمكنًا، فلعلكم تلحقون بهم بعض اللحوق. (أخذتم يمينًا وشمالًا) خالفتم الأمر وأخذتم غير طريق الاستقامة.
٦ ‏/ ٢٦٥٦
٦٨٥٤ – حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيب: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ بُرَيْدٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قال:
(إِنَّمَا مَثَلِي وَمَثَلُ مَا بَعَثَنِي اللَّهُ بِهِ، كَمَثَلِ رَجُلٍ أَتَى قَوْمًا فَقَالَ: يَا قَوْمِ إِنِّي رَأَيْتُ الْجَيْشَ بعينيَّ، وَإِنِّي أَنَا النَّذِيرُ العُريان، فَالنَّجَاءَ، فَأَطَاعَهُ طَائِفَةٌ مِنْ قَوْمِهِ فَأَدْلَجُوا، فَانْطَلَقُوا عَلَى مَهَلِهِمْ فَنَجَوْا، وكذَّبت طَائِفَةٌ مِنْهُمْ فَأَصْبَحُوا مَكَانَهُمْ، فصبَّحهم الْجَيْشُ فَأَهْلَكَهُمْ وَاجْتَاحَهُمْ، فَذَلِكَ مَثَلُ مَنْ أَطَاعَنِي فَاتَّبَعَ مَا جِئْتُ بِهِ، وَمَثَلُ مَنْ عَصَانِي وكذَّب بِمَا جِئْتُ بِهِ من الحق).
[ر: ٦١١٧]
٦ ‏/ ٢٦٥٦
٦٨٥٥ – حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنِ عُقَيْلٍ، عَنِ الزُهري: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:
لمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ واستُخلف أَبُو بَكْرٍ بَعْدَهُ، وَكَفَرَ مَنْ كَفَرَ مِنَ الْعَرَبِ، قَالَ عُمَرُ لِأَبِي بَكْرٍ: كَيْفَ تُقَاتِلُ النَّاسَ، وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَمَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ عَصَمَ مِنِّي مَالَهُ وَنَفْسَهُ إِلَّا بِحَقِّهِ وَحِسَابُهُ عَلَى اللَّهِ). فَقَالَ: وَاللَّهِ لأقاتلنَّ مَنْ فرَّق بَيْنَ الصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ، فَإِنَّ الزَّكَاةَ حقُّ الْمَالِ، وَاللَّهِ لَوْ مَنَعُونِي عِقَالًا كَانُوا يؤدُّونه إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ لَقَاتَلْتُهُمْ عَلَى مَنْعِهِ. فَقَالَ عُمَرُ: فَوَاللَّهِ مَا هُوَ إِلَّا أَنْ رَأَيْتُ اللَّهَ قَدْ شَرَحَ صَدْرَ أَبِي بَكْرٍ لِلْقِتَالِ فَعَرَفْتُ أَنَّهُ الْحَقُّ.
قَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ وَعَبْدُ اللَّهِ، عَنْ اللَّيْثِ: عَنَاقًا، وهو أصح.
[ر: ١٣٣٥]


(حق المال) أي داخل تحت الاستثناء الرافع للعصمة المبيح للقتال. (عقالًا) هو الحبل الذي تُشَدُّ به يد البعير مع ذراعه حتى لا يشرد. (عناقًا) العناق الأنثى من أولاد المعز ما لم يتمَّ لها سنة.
٦ ‏/ ٢٦٥٧
٦٨٥٦ – حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ: حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ:
قَدِمَ عُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنِ بْنِ حُذَيْفَةَ بْنِ بَدْرٍ، فنزل على بن أَخِيهِ الحُرِّ بْنِ قَيْسِ بْنِ حِصْنٍ، وَكَانَ مِنَ النَّفَرِ الَّذِينَ يُدْنِيهِمْ عُمَرُ، وَكَانَ القرَّاء أَصْحَابَ مَجْلِسِ عُمَرَ وَمُشَاوَرَتِهِ، كُهُولًا كَانُوا أَوْ شبَّانًا، فَقَالَ عُيَيْنَةُ لِابْنِ أَخِيهِ: يَا ابْنَ أَخِي، هَلْ لَكَ وَجْهٌ عِنْدَ هَذَا الْأَمِيرِ فَتَسْتَأْذِنَ لِي عَلَيْهِ؟ قَالَ: سَأَسْتَأْذِنُ لَكَ عَلَيْهِ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَاسْتَأْذَنَ لِعُيَيْنَةَ، فلمَّا دَخَلَ قَالَ: يَا ابْنَ الْخَطَّابِ، وَاللَّهِ مَا تُعْطِينَا الجَزْل، ولا تَحْكُمُ بَيْنَنَا بِالْعَدْلِ، فَغَضِبَ عُمَرُ حَتَّى همَّ بِأَنْ يَقَعَ بِهِ، فَقَالَ الحرُّ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ لنبيِّه ﷺ: ﴿خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وأعرض عن الجاهلين﴾. وَإِنَّ هَذَا مِنَ الْجَاهِلِينَ، فَوَاللَّهِ مَا جَاوَزَهَا عُمَرُ حِينَ تَلَاهَا عَلَيْهِ، وَكَانَ وقَّافًا عِنْدَ كتاب الله.
[ر: ٤٣٦٦]
٦ ‏/ ٢٦٥٧
٦٨٥٧ – حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنهما أَنَّهَا قَالَتْ: أَتَيْتُ عَائِشَةَ حِينَ خَسَفَتِ

⦗٢٦٥٨⦘
الشَّمْسُ وَالنَّاسُ قِيَامٌ، وَهِيَ قَائِمَةٌ تُصَلِّي، فَقُلْتُ: مَا لِلنَّاسِ؟ فَأَشَارَتْ بِيَدِهَا نَحْوَ السَّمَاءِ فقالت: سبحان الله، فقلت: آيةٌ؟ قال بِرَأْسِهَا: أَنْ نَعَمْ، فَلَمَّا انْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ حَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: (مَا مِنْ شَيْءٍ لَمْ أَرَهُ إِلَّا وَقَدْ رَأَيْتُهُ فِي مَقَامِي هَذَا، حَتَّى الْجَنَّةَ وَالنَّارَ، وَأُوحِيَ إليَّ أَنَّكُمْ تُفتَنون فِي الْقُبُورِ قَرِيبًا مِنْ فِتْنَةِ الدجَّال، فَأَمَّا الْمُؤْمِنُ أَوِ الْمُسْلِمُ – لَا أَدْرِي أيَّ ذَلِكَ قَالَتْ أَسْمَاءُ – فَيَقُولُ: مُحَمَّدٌ جَاءَنَا بالبيِّنات فَأَجَبْنَاهُ وَآمَنَّا، فَيُقَالُ: نَمْ صَالِحًا عَلِمْنَا أَنَّكَ مُوقِنٌ، وَأَمَّا الْمُنَافِقُ أَوِ الْمُرْتَابُ – لَا أَدْرِي أيَّ ذَلِكَ قَالَتْ أَسْمَاءُ – فَيَقُولُ: لَا أَدْرِي، سَمِعْتُ الناس يقولون شيئًا فقلته).
[ر: ٨٦]

٦ ‏/ ٢٦٥٧
٦٨٥٨ – حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قَالَ: (دَعُونِي مَا تركتكم، إنما أهلك من كان قبلكم سؤالهم وَاخْتِلَافِهِمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ، فَإِذَا نَهَيْتُكُمْ عَنْ شَيْءٍ فَاجْتَنِبُوهُ، وَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا استطعتم).


أخرجه مسلم في الحج، باب: فرض الحج مرة في العمر. وفي الفضائل، باب: توقيره ﷺ وترك إكثار سؤاله مما لا ضرورة إليه ..، رقم: ١٣٣٧.
(دعوني) اتركوني ولا تسألوني. (بسؤالهم) كثرة أسئلتهم. (ما استطعتم) قدر استطاعتكم، بعد الإتيان بالقدر الواجب الذي لا بد منه. قال النووي رحمه الله تعالى في شرح مسلم: هذا من قواعد الإسلام ومن جوامع الكلم التي أعطيها ﷺ، ويدخل فيه ما لا يحصى من الأحكام.
٦ ‏/ ٢٦٥٨
٣ – بَاب: مَا يُكْرَهُ مِنْ كَثْرَةِ السُّؤَالِ وَتَكَلُّفِ مَا لَا يَعْنِيهِ.
وَقَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿لا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ﴾ /المائدة: ١٠١/.


(أشياء) نزل حكمها مجملًا. (تبد) تظهر وتفصل. (تسؤكم) يصبكم بسببها هم وكرب لما يصبح فيها من المشقة عليكم.
٦ ‏/ ٢٦٥٨
٦٨٥٩ – حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ: حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بن أبي وقاص، عَنْ أَبِيهِ:
أَنّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: (إِنَّ أَعْظَمَ الْمُسْلِمِينَ جُرْمًا، مَنْ سَأَلَ عَنْ شَيْءٍ لَمْ يُحرَّم، فحُرِّم مِنْ أَجْلِ مسألته).


أخرجه مسلم في الفضائل، باب: توقيره ﷺ وترك إكثار سؤاله ..، رقم: ٢٣٥٨.
(جرما) ذنبًا وإثمًا. (من أجل مسألته) بسبب سؤاله.
٦ ‏/ ٢٦٥٨
٦٨٦٠ – حدثنا إسحق: أَخْبَرَنَا عفَّان: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ: سَمِعْتُ أَبَا النَّضْرِ يحدِّث، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ:
أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ اتَّخَذَ

⦗٢٦٥٩⦘
حُجْرَةً فِي الْمَسْجِدِ مِنْ حَصِيرٍ، فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فِيهَا لَيَالِيَ حَتَّى اجْتَمَعَ إِلَيْهِ نَاسٌ، ثُمَّ فَقَدُوا صَوْتَهُ لَيْلَةً، فَظَنُّوا أَنَّهُ قَدْ نَامَ، فَجَعَلَ بَعْضُهُمْ يَتَنَحْنَحُ لِيَخْرُجَ إِلَيْهِمْ، فَقَالَ: (مَا زَالَ بِكُمُ الَّذِي رَأَيْتُ مِنْ صَنِيعِكُمْ، حَتَّى خَشِيتُ أَنْ يُكْتَبَ عَلَيْكُمْ، وَلَوْ كُتب عَلَيْكُمْ مَا قُمْتُمْ بِهِ، فَصَلُّوا أَيُّهَا النَّاسُ فِي بُيُوتِكُمْ، فَإِنَّ أَفْضَلَ صَلَاةِ الْمَرْءِ فِي بَيْتِهِ إِلَّا الصَّلَاةَ الْمَكْتُوبَةَ).
[ر: ٦٩٨]


(يتنحنح) من النحيح، وهو الصوت يردد في الجوف.
٦ ‏/ ٢٦٥٨
٦٨٦١ – حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ بُرَيْدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ:
سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ عن أَشْيَاءَ كَرِهَهَا، فَلَمَّا أَكْثَرُوا عَلَيْهِ الْمَسْأَلَةَ غَضِبَ، وَقَالَ: (سَلُونِي). فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ أَبِي؟ قَالَ: (أَبُوكَ حُذَافَةُ). ثُمَّ قَامَ آخَرُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ أَبِي؟ فَقَالَ: (أَبُوكَ سَالِمٌ مَوْلَى شَيْبَةَ). فَلَمَّا رَأَى عُمَرُ مَا بِوَجْهِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ مِنَ الْغَضَبِ قَالَ: إِنَّا نتوب إلى الله عز وجل.
[ر: ٩٢]
٦ ‏/ ٢٦٥٩
٦٨٦٢ – حَدَّثَنَا مُوسَى: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ، عَنْ ورَّاد، كَاتِبِ الْمُغِيرَةِ، قَالَ: كَتَبَ مُعَاوِيَةُ إِلَى الْمُغِيرَةِ: اكْتُبْ إليَّ مَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ:
أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ ﷺ كَانَ يَقُولُ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ: (لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، اللَّهُمَّ لَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ، وَلَا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ، وَلَا يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ).
وَكَتَبَ إِلَيْهِ: إِنَّهُ كَانَ يَنْهَى عَنْ قِيلَ وَقَالَ، وَكَثْرَةِ السُّؤَالِ، وَإِضَاعَةِ الْمَالِ. وَكَانَ يَنْهَى عَنْ عُقُوقِ الأمهات، ووأد البنات، ومنعٍ وهات.
[ر: ٨٠٨]


(ولا ينفع ذا الجد منك الجد) أي لا ينفع ذا الغنى منك غناه وإنما ينفعه الإيمان والطاعة.
٦ ‏/ ٢٦٥٩
٦٨٦٣ – حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ: حَدَّثَنَا حمَّاد بْنُ زَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ:
كُنَّا عند عمر فقال: نُهينا عن التكلف.


(نهينا) أي نَهَانَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ. (التكلف) قال في النهاية: أراد كثرة السؤال، والبحث عن الأشياء الغامضة التي لا يجب البحث عنها.
٦ ‏/ ٢٦٥٩
٦٨٦٤ – حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزُهري. وحَدَّثَنِي مَحْمُودٌ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عن الزُهري: أخبرني أنس بن مالك رضي الله عنه:
أن النبي ﷺ خَرَجَ حِينَ زَاغَتِ الشَّمْسُ فَصَلَّى الظُّهْرَ، فَلَمَّا سلَّم قَامَ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَذَكَرَ السَّاعَةَ، وَذَكَرَ أَنَّ بَيْنَ يَدَيْهَا أُمُورًا عِظَامًا، ثُمَّ قَالَ: (مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَسْأَلَ عَنْ شَيْءٍ فَلْيَسْأَلْ عَنْهُ، فَوَاللَّهِ لَا تَسْأَلُونِي عَنْ شَيْءٍ إِلَّا أَخْبَرْتُكُمْ بِهِ مَا دُمْتُ فِي مَقَامِي هَذَا). قَالَ أَنَسٌ: فَأَكْثَرَ النَّاسُ الْبُكَاءَ، وَأَكْثَرَ رسول الله ﷺ أن يَقُولَ: (سَلُونِي). فَقَالَ أَنَسٌ: فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ: أَيْنَ مَدْخَلِي يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: (النَّارُ). فَقَامَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حُذَافَةَ فَقَالَ: مَنْ أَبِي يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: (أَبُوكَ حُذَافَةُ). قَالَ: ثُمَّ أَكْثَرَ أَنْ يَقُولَ: (سَلُونِي، سَلُونِي). فَبَرَكَ عُمَرُ عَلَى رُكْبَتَيْهِ فَقَالَ: رَضِينَا بِاللَّهِ رَبًّا، وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ ﷺ رَسُولًا. قَالَ: فَسَكَتَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ حِينَ قَالَ عُمَرُ ذَلِكَ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (أولى، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَقَدْ عُرِضَتْ عَلَيَّ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ آنِفًا فِي عُرْضِ هَذَا الْحَائِطِ، وَأَنَا أُصَلِّي، فَلَمْ أَرَ كَالْيَوْمِ فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ).
[ر: ٩٣]


(أولى) أي كدتم تهلكون. يقال للرجل إذا أفلت من معضلة: أولى لك، أي كدت تهلك.
٦ ‏/ ٢٦٦٠
٦٨٦٥ – حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ: أَخْبَرَنَا رَوح بْنُ عُبَادَةَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ: أَخْبَرَنِي مُوسَى بْنُ أَنَسٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ:
قَالَ رَجُلٌ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، مَنْ أَبِي؟ قال: (أبوك فلان). ونزلت: ﴿يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء﴾. الآية.
[ر: ٤٣٤٥]
٦ ‏/ ٢٦٦٠
٦٨٦٦ – حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ صبَّاح: حَدَّثَنَا شَبَابَةُ: حَدَّثَنَا وَرْقَاءُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (لَنْ يَبْرَحَ النَّاسُ يَتَسَاءَلُونَ حَتَّى يَقُولُوا: هَذَا اللَّهُ خَالِقُ كل شيء، فمن خلق الله).


أخرجه مسلم في الإيمان، باب: بيان الوسوسة في الإيمان وما يقوله من وجدها، رقم: ١٣٦.
(يبرح) يزال. (حتى يقولوا) يصل بهم التساؤل إلى أن يقولوا، وهذا تساؤل باطل بالبداهة، لأن كون الله تعالى غير مخلوق أمر ضروري، فالسؤال عنه تعنت، ومن عرض هذا التساؤل على خاطره فليقل: آمنت بالله، ويقرأ سورة الإخلاص، ويتفل عن يساره وليستعذ بالله، ليطرد عنه وساوس الشيطان. كما ثبت في صحيح مسلم (١٣٤): أن أبا هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: (يأتي الشيطان أحدكم فيقول: من خلق كذا وكذا؟ حتى يقول له: من خلق ربك؟ فإذا بلغ ذلك فليستعذ بالله ولينته). وعند أبي داود (٤٧٢٢): (فإذا قالوا ذلك فقولوا: الله أحد، الله الصمد، لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد. ثم ليتفل عن يساره ثلاثًا، وليستعذ من الشيطان).
٦ ‏/ ٢٦٦٠
٦٨٦٧ – حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ مَيْمُونٍ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ:
كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ ﷺ فِي حَرْثٍ بِالْمَدِينَةِ، وَهُوَ يتوكَّأ عَلَى عَسِيبٍ، فَمَرَّ بِنَفَرٍ مِنْ الْيَهُودِ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: سَلُوهُ عَنِ الرُّوحِ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَا تَسْأَلُوهُ، لَا يُسْمِعْكُم مَا تَكْرَهُونَ، فَقَامُوا إِلَيْهِ فَقَالُوا: يَا أَبَا الْقَاسِمِ، حَدِّثْنَا عَنِ الرُّوحِ، فَقَامَ سَاعَةً يَنْظُرُ، فَعَرَفْت أَنَّهُ يُوحَى إِلَيْهِ، فتأخرتُ عَنْهُ حَتَّى صَعِدَ الْوَحْيُ، ثُمَّ قَالَ: ﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أمر ربي﴾.
[ر: ١٢٥]
٦ ‏/ ٢٦٦١
٤ – بَاب: الِاقْتِدَاءِ بِأَفْعَالِ النَّبِيِّ ﷺ.
٦ ‏/ ٢٦٦١
٦٨٦٨ – حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الله بن دينار، عن ابن عمر رضي الله عنهما قَالَ:
اتَّخَذَ النَّبِيُّ ﷺ خَاتَمًا مِنْ ذَهَبٍ، فَاتَّخَذَ النَّاسُ خَوَاتِيمَ مِنْ ذَهَبٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (إِنِّي اتَّخَذْتُ خَاتَمًا مِنْ ذَهَبٍ). فَنَبَذَهُ وَقَالَ: (إِنِّي لَنْ أَلْبَسَهُ أَبَدًا). فَنَبَذَ الناس خواتيمهم.
[ر: ٥٥٢٧]
٦ ‏/ ٢٦٦١
٥ – بَاب: مَا يُكْرَهُ مِنَ التعمُّق والتَّنازع فِي الْعِلْمِ، والغلوِّ فِي الدِّينِ وَالْبِدَعِ.
لِقَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿يا أهل الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلا تَقُولُوا على الله إلا الحق﴾ /النساء: ١٧١/.


(لا تغلوا ..) لا تجاوزوا حدوده ولا تشددوا فيه.
٦ ‏/ ٢٦٦١
٦٨٦٩ – حدثنا عبد الله بن محمد: حدثنا هشام: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُهري، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:
قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (لَا تُوَاصِلُوا). قَالُوا: إِنَّكَ تُوَاصِلُ، قَالَ: (إِنِّي لَسْتُ مِثْلَكُمْ، إِنِّي أَبِيتُ يُطْعِمُنِي رَبِّي وَيَسْقِينِي). فَلَمْ يَنْتَهُوا عَنِ الْوِصَالِ، قَالَ: فَوَاصَلَ بِهِمُ النَّبِيُّ ﷺ يَوْمَيْنِ، أَوْ لَيْلَتَيْنِ، ثُمَّ رَأَوْا الْهِلَالَ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (لَوْ تأخر الهلال لزدتكم). كالمنكِّي لهم.
[ر: ١٨٦٤]


(كالمنكي) من النكاية وهي القهر، وفي رواية: (كالمنكل) من النكال وهو العقوبة الرادعة.
٦ ‏/ ٢٦٦١
٦٨٧٠ – حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ: حَدَّثَنَا أَبِي: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ التَّيْمِيُّ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ:
خَطَبَنَا عَلِيٌّ رضي الله عنه عَلَى مِنْبَرٍ مِنْ آجرٍّ، وَعَلَيْهِ سَيْفٌ فِيهِ صَحِيفَةٌ معلَّقة، فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا عِنْدَنَا مِنْ كِتَابٍ يُقرأ إِلَّا كِتَابُ اللَّهِ وَمَا فِي هَذِهِ الصَّحِيفَةِ، فَنَشَرَهَا فَإِذَا فِيهَا أَسْنَانُ الْإِبِلِ، وَإِذَا فِيهَا: (الْمَدِينَةُ حَرَمٌ مِنْ عَيْرٍ إِلَى كَذَا، فَمَنْ أَحْدَثَ فِيهَا حَدَثًا فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لَا يَقْبَلُ اللَّهُ مِنْهُ صَرْفًا وَلَا عَدْلًا). وَإِذَا فِيهِ: (ذِمَّةُ الْمُسْلِمِينَ وَاحِدَةٌ، يَسْعَى بِهَا أَدْنَاهُمْ، فَمَنْ أَخْفَرَ مُسْلِمًا فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لَا يَقْبَلُ اللَّهُ مِنْهُ صَرْفًا وَلَا عَدْلًا). وَإِذَا فِيهَا: (مَنْ وَالَى قَوْمًا بِغَيْرِ إِذْنِ مَوَالِيهِ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لَا يَقْبَلُ اللَّهُ مِنْهُ صَرْفًا وَلَا عَدْلًا).
[ر: ١٧٧١]


أخرجه مسلم في الحج، باب: فضل المدينة ودعاء النبي ﷺ فيها بالبركة. وفي العتق، باب: تحريم تولي العتيق غير مواليه، رقم: ١٣٧٠.
٦ ‏/ ٢٦٦٢
٦٨٧١ – حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ: حَدَّثَنَا أَبِي: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ: حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ، عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ رضي الله عنها:
صَنَعَ النَّبِيُّ ﷺ شَيْئًا ترخَّص فِيهِ، وتنزَّه عَنْهُ قَوْمٌ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ ﷺ، فَحَمِدَ اللَّهَ ثُمَّ قَالَ: (مَا بَالُ أَقْوَامٍ يتنزَّهون عَنِ الشَّيْءِ أَصْنَعُهُ، فَوَاللَّهِ إِنِّي أَعْلَمُهُمْ بالله وأشدهم له خشية).
[ر: ٥٧٥٠]
٦ ‏/ ٢٦٦٢
٦٨٧٢ – حدثنا محمد بن مقاتل: أخبرنا وكيع، عن نَافِعُ بْنُ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ:
كَادَ الخيِّران أَنْ يَهْلِكَا: أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، لَمَّا قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ ﷺ وَفْدُ بَنِي تَمِيمٍ، أَشَارَ أَحَدُهُمَا بالأقرع بن حابس الْحَنْظَلِيِّ أَخِي بَنِي مُجَاشِعٍ، وَأَشَارَ الْآخَرُ بِغَيْرِهِ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ لِعُمَرَ: إِنَّمَا أردتَ خِلَافِي، فَقَالَ عُمَرُ: مَا أردتُ خِلَافَكَ، فَارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُهُمَا عِنْدَ النَّبِيِّ ﷺ فَنَزَلَتْ: ﴿يا أيها الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النبي – إلى قوله – عظيم﴾.
قَالَ ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ: قَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ: فَكَانَ عُمَرُ بَعْدُ – وَلَمْ يَذْكُرْ ذَلِكَ عَنْ أَبِيهِ، يَعْنِي أَبَا بَكْرٍ – إِذَا حدَّث النَّبِيَّ ﷺ بِحَدِيثٍ، حَدَّثَهُ كَأَخِي السِّرار، لم يسمعه حتى يستفهمه.
[ر: ٤١٠٩]


(كأخي السرار) كصاحب المشاورة في خفض الصوت. (يستفهمه) من الاستفهام، وهو طلب الفهم.
٦ ‏/ ٢٦٦٢
٦٨٧٣ – حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ:
أن رسول اللَّهِ ﷺ قَالَ فِي مَرَضِهِ: (مُرُوا أَبَا بَكْرٍ يُصَلِّي بِالنَّاسِ). قَالَتْ عَائِشَةُ: قُلْتُ: إِنَّ أَبَا بَكْرٍ إِذَا قَامَ فِي مَقَامِكَ لَمْ يُسمع النَّاسَ مِنَ الْبُكَاءِ، فَمُرْ عُمَرَ فَلْيُصَلِّ. فَقَالَ: (مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فليصلِّ بِالنَّاسِ). فَقَالَتْ عَائِشَةُ: فَقُلْتُ لِحَفْصَةَ: قُولِي إِنَّ أَبَا بَكْرٍ إِذَا قَامَ فِي مَقَامِكَ لَمْ يُسمع النَّاسَ مِنَ الْبُكَاءِ، فَمُرْ عُمَرَ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ. فَفَعَلَتْ حَفْصَةُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (إنكنَّ لأنتنَّ صَوَاحِبُ يُوسُفَ، مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فليصلِّ لِلنَّاسِ). فَقَالَتْ حَفْصَةُ لِعَائِشَةَ: مَا كُنْتُ لأصيب منك خيرًا.
[ر: ١٩٥]
٦ ‏/ ٢٦٦٣
٦٨٧٤ – حَدَّثَنَا آدَمُ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ: حَدَّثَنَا الزُهري، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ قَالَ:
جَاءَ عُوَيْمِرٌ الْعَجْلَانِيُّ إِلَى عَاصِمِ بْنِ عَدِيٍّ، فَقَالَ: أَرَأَيْتَ رَجُلًا وَجَدَ مَعَ امْرَأَتِهِ رَجُلًا فَيَقْتُلُهُ، أَتَقْتُلُونَهُ بِهِ، سَلْ لِي يَا عَاصِمُ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فَسَأَلَهُ فَكَرِهَ النَّبِيُّ ﷺ الْمَسَائِلَ وَعَابَهَا، فَرَجَعَ عَاصِمٌ فَأَخْبَرَهُ: أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ كَرِهَ الْمَسَائِلَ، فَقَالَ عُوَيْمِرٌ: وَاللَّهِ لَآتِيَنَّ النَّبِيَّ ﷺ، فَجَاءَ وَقَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى الْقُرْآنَ خَلْفَ عَاصِمٍ، فَقَالَ لَهُ: (قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ فِيكُمْ قُرْآنًا). فَدَعَا بِهِمَا فَتَقَدَّمَا فَتَلَاعَنَا، ثُمَّ قَالَ عُوَيْمِرٌ: كذبتُ عَلَيْهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ أَمْسَكْتُهَا، فَفَارَقَهَا وَلَمْ يَأْمُرْهُ النَّبِيُّ ﷺ بِفِرَاقِهَا، فَجَرَتِ السُّنَّةُ فِي المتلاعنَين. وَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (انْظُرُوهَا، فَإِنْ جَاءَتْ بِهِ أَحْمَرَ قَصِيرًا مِثْلَ وَحَرَةٍ، فَلَا أُرَاهُ إِلَّا قَدْ كَذَبَ، وَإِنْ جَاءَتْ بِهِ أَسْحَمَ أَعْيَنَ ذَا أَلْيَتَيْنِ، فَلَا أَحْسِبُ إِلَّا قَدْ صَدَقَ عَلَيْهَا). فَجَاءَتْ بِهِ عَلَى الأمر المكروه.
[ر: ٤١٣]
٦ ‏/ ٢٦٦٣
٦٨٧٥ – حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ: حدثني عقيل، عن ابن شهاب قال: أخبرني مالك بن أوس النصري، وكان محمد بن جبير بن مطعم ذكرًا لي مِنْ ذَلِكَ، فَدَخَلْتُ عَلَى مَالِكٍ فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ:
انْطَلَقْتُ حَتَّى أَدْخُلَ عَلَى عُمَرَ أَتَاهُ حَاجِبُهُ يرفا، فقال: هل لك في عثمان وعبد الرَّحْمَنِ وَالزُّبَيْرِ وَسَعْدٍ يَسْتَأْذِنُونَ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَدَخَلُوا فَسَلَّمُوا وَجَلَسُوا، فَقَالَ: هَلْ لَكَ فِي عليٍّ وَعَبَّاسٍ؟ فَأَذِنَ لَهُمَا، قَالَ الْعَبَّاسُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ اقْضِ بَيْنِي وَبَيْنَ الظَّالِمِ، استبَّا، فَقَالَ الرَّهْطُ، عُثْمَانُ وَأَصْحَابُهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، اقْضِ بَيْنَهُمَا وَأَرِحْ أَحَدَهُمَا مِنَ الْآخَرِ، فَقَالَ: اتَّئدوا، أَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ الَّذِي بِإِذْنِهِ تَقُومُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ،

⦗٢٦٦٤⦘
هل تعلمون أن رسول الله ﷺ قَالَ: (لَا نورَث مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ). يُرِيدُ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ نَفْسَهُ؟ قَالَ الرَّهْطُ: قَدْ قَالَ ذَلِكَ، فأقبل عمر على عليٍّ وعباس فقال: أنشدكما بِاللَّهِ هَلْ تَعْلَمَانِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ ذَلِكَ؟ قَالَا: نَعَمْ، قَالَ: عُمَرُ: فَإِنِّي مُحَدِّثُكُمْ عَنْ هَذَا الْأَمْرِ، إِنَّ اللَّهَ كَانَ خصَّ رَسُولَهُ ﷺ فِي هَذَا الْمَالِ بِشَيْءٍ لَمْ يعطه أحدًا غيره، فإن الله يقول: ﴿مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أوجفتم﴾. الآية، فَكَانَتْ هَذِهِ خَالِصَةً لِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ، ثُمَّ وَاللَّهِ مَا احْتَازَهَا دُونَكُمْ وَلَا اسْتَأْثَرَ بِهَا عَلَيْكُمْ، وَقَدْ أَعْطَاكُمُوهَا وبثَّها فِيكُمْ حَتَّى بَقِيَ مِنْهَا هَذَا الْمَالُ، وَكَانَ النَّبِيُّ ﷺ يُنْفِقُ عَلَى أَهْلِهِ نَفَقَةَ سَنَتِهِمْ مِنْ هَذَا الْمَالِ، ثُمَّ يَأْخُذُ مَا بَقِيَ فَيَجْعَلُهُ مَجْعَلَ مَالِ اللَّهِ، فَعَمِلَ النَّبِيُّ ﷺ بِذَلِكَ حَيَاتَهُ، أَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ هَلْ تَعْلَمُونَ ذَلِكَ؟ فَقَالُوا: نَعَمْ، ثُمَّ قَالَ لعليٍّ وَعَبَّاسٍ: أَنْشُدُكُمَا اللَّهَ هَلْ تَعْلَمَانِ ذَلِكَ؟ قَالَا: نَعَمْ، ثُمَّ تَوَفَّى اللَّهُ نَبِيَّهُ ﷺ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَنَا وليُّ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فَقَبَضَهَا أَبُو بَكْرٍ فَعَمِلَ فِيهَا بِمَا عَمِلَ فِيهَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، وَأَنْتُمَا حِينَئِذٍ – وَأَقْبَلَ عَلَى عَلِيٍّ وَعَبَّاسٍ – تَزْعُمَانِ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ فِيهَا كَذَا، وَاللَّهُ يَعْلَمُ: أَنَّهُ فِيهَا صَادِقٌ بارٌّ رَاشِدٌ تَابِعٌ لِلْحَقِّ، ثُمَّ تَوَفَّى اللَّهُ أَبَا بَكْرٍ فَقُلْتُ: أَنَا وليُّ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ وأبي بكر، فقبضتها سنتين أَعْمَلُ فِيهَا بِمَا عَمِلَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وأبو بكر، ثم جِئْتُمَانِي وكَلِمَتُكُمَا عَلَى كَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ وأمْرُكُمَا جَمِيعٌ، جئتني تسألني نصيبك من ابن أخيك، وأتاني هَذَا يَسْأَلُنِي نَصِيبَ امْرَأَتِهِ مِنْ أَبِيهَا، فَقُلْتُ: إِنْ شِئْتُمَا دَفَعْتُهَا إِلَيْكُمَا عَلَى أنَّ عَلَيْكُمَا عهد الله وميثاقه، تعملان فِيهَا بِمَا عَمِلَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وَبِمَا عَمِلَ فِيهَا أَبُو بَكْرٍ، وَبِمَا عملتُ فِيهَا مُنْذُ وَلِيتُهَا، وَإِلَّا فَلَا تكلِّماني فِيهَا، فَقُلْتُمَا: ادْفَعْهَا إِلَيْنَا بِذَلِكَ، فَدَفَعْتُهَا إِلَيْكُمَا بِذَلِكَ، أَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ، هَلْ دَفَعْتُهَا إِلَيْهِمَا بِذَلِكَ؟ قَالَ الرَّهْطُ: نَعَمْ، فَأَقْبَلَ عَلَى عليٍّ وعباس، فقال: أنشدكما بالله، هل دفعتها إِلَيْكُمَا بِذَلِكَ؟ قَالَا: نَعَمْ، قَالَ: أَفَتَلْتَمِسَانِ مِنِّي قَضَاءً غَيْرَ ذَلِكَ، فَوَالَّذِي بِإِذْنِهِ تَقُومُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ، لَا أَقْضِي فِيهَا قَضَاءً غَيْرَ ذَلِكَ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ، فَإِنْ عَجَزْتُمَا عَنْهَا فَادْفَعَاهَا إليَّ فأنا أكفيكماها.
[ر: ٢٧٤٨]

٦ ‏/ ٢٦٦٣
٦ – بَاب: إِثْمِ مَنْ آوَى محدِثًا.
رَوَاهُ عَلِيٌّ، عن النبي ﷺ.
[ر: ١٧٧١]
٦ ‏/ ٢٦٦٥
٦٨٧٦ – حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ: حَدَّثَنَا عَاصِمٌ قَالَ: قُلْتُ لِأَنَسٍ:
أحرَّم رَسُولُ اللَّهِ ﷺ الْمَدِينَةَ؟ قَالَ: نَعَمْ، (مَا بَيْنَ كَذَا إِلَى كَذَا، لَا يُقطع شَجَرُهَا، مَنْ أَحْدَثَ فِيهَا حَدَثًا فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ).
قَالَ عَاصِمٌ: فَأَخْبَرَنِي مُوسَى بْنُ أَنَسٍ: أَنَّهُ قَالَ: (أَوْ آوى محدِثًا)
[ر: ١٧٦٨]
٦ ‏/ ٢٦٦٥
٧ – بَاب: مَا يُذكر مِنْ ذمِّ الرَّأْيِ وتكلُّف الْقِيَاسِ.
﴿وَلَا تَقْفُ﴾ لَا تَقُلْ ﴿مَا لَيْسَ لك به علم﴾ /الإسراء: ٣٦/.
٦ ‏/ ٢٦٦٥
٦٨٧٧ – حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ تَلِيدٍ: حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شُرَيْحٍ وَغَيْرُهُ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ قَالَ: حجَّ عَلَيْنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ:
سَمِعْتُ النَّبِيَّ ﷺ يقول: (إن الله لا ينزع العلم بعد أن أعطاهموه انْتِزَاعًا، وَلَكِنْ يَنْتَزِعُهُ مِنْهُمْ مَعَ قَبْضِ الْعُلَمَاءِ بِعِلْمِهِمْ، فَيَبْقَى نَاسٌ جهَّال، يُسْتَفْتَون فَيُفْتُونَ بِرَأْيِهِمْ، فيُضِلُّون ويَضِلُّون).
فحدثتُ بِهِ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ ﷺ، ثُمَّ إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو حجَّ بَعْدُ، فَقَالَتْ: يَا ابْنَ أُخْتِي، انْطَلِقْ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ فَاسْتَثْبِتْ لِي مِنْهُ الَّذِي حدَّثتني عَنْهُ، فَجِئْتُهُ فَسَأَلْتُهُ، فحدَّثني بِهِ كَنَحْوِ مَا حدَّثني، فَأَتَيْتُ عَائِشَةَ فَأَخْبَرْتُهَا، فَعَجِبَتْ فَقَالَتْ: وَاللَّهِ لَقَدْ حَفِظَ عَبْدُ الله بن عمرو.
[ر: ١٠٠]
٦ ‏/ ٢٦٦٥
٦٨٧٨ – حَدَّثَنَا عَبْدَانُ: أَخْبَرَنَا أَبُو حَمْزَةَ: سَمِعْتُ الْأَعْمَشَ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا وَائِلٍ: هَلْ شَهِدْتَ صفِّين؟ قَالَ: نَعَمْ، فَسَمِعْتُ سَهْلَ بْنَ حُنَيف يَقُولُ: (ح). وحَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ: قَالَ سَهْلُ بْنُ حُنَيف:
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّهموا رَأْيَكُمْ عَلَى دِينِكُمْ، لَقَدْ رأيتُني يَوْمَ أَبِي جَنْدَلٍ، وَلَوْ أَسْتَطِيعُ أَنْ أَرُدَّ أَمْرَ رسول الله ﷺ لَرَدَدْتُهُ، وَمَا وَضَعْنَا سُيُوفَنَا عَلَى عَوَاتِقِنَا إِلَى أَمْرٍ يُفظعنا إِلَّا أَسْهَلْنَ بِنَا إِلَى أَمْرٍ نَعْرِفُهُ غَيْرَ هَذَا الْأَمْرِ. قَالَ: وَقَالَ أَبُو وائل: شهدت صفِّين وبِئْسَتْ صفِّين.
[ر: ٣٠١٠]


(بئست صفين) أي بئس ما حصل فيها.
٦ ‏/ ٢٦٦٥
٨ – بَاب: مَا كَانَ النَّبِيُّ ﷺ يُسأل مِمَّا لَمْ يُنزل عَلَيْهِ الْوَحْيُ، فَيَقُولُ: (لَا أَدْرِي). أَوْ لَمْ يُجِبْ حَتَّى يُنزل عَلَيْهِ الْوَحْيُ، وَلَمْ يَقُلْ بِرَأْيٍ وَلَا بِقِيَاسٍ.
لِقَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ﴾ /النساء: ١٠٥/. وَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: سُئِلَ النَّبِيُّ ﷺ عَنِ الرُّوحِ فَسَكَتَ، حَتَّى نَزَلَتِ الآية.
[ر: ١٢٥]
٦ ‏/ ٢٦٦٦
٦٨٧٩ – حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ الْمُنْكَدِرِ يَقُولُ:
سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: مَرِضْتُ، فَجَاءَنِي رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَعُودُنِي، وَأَبُو بَكْرٍ، وَهُمَا مَاشِيَانِ، فَأَتَانِي وَقَدْ أُغْمِيَ عليَّ، فَتَوَضَّأَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ ثُمَّ صبَّ وَضُوءَهُ عليَّ فَأَفَقْتُ، فَقُلْتُ: يَا رسول الله، وربما قال سفيان: فقلت: أي رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ أَقْضِي فِي مَالِي، كَيْفَ أَصْنَعُ فِي مَالِي؟ قَالَ: فَمَا أَجَابَنِي بِشَيْءٍ حتى نزلت آية الميراث.
[ر: ١٩١]
٦ ‏/ ٢٦٦٦
٩ – بَاب: تَعْلِيمِ النَّبِيِّ ﷺ أُمَّتَهُ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ مِمَّا علَّمه اللَّهُ، ليس برأي ولا تمثيل.


(برأي) اجتهاد. (تمثيل) قياس، والمراد أن من كان يمكنه أن يحدث بالنصوص لا يحدث بالاجتهاد والرأي والقياس.
٦ ‏/ ٢٦٦٦
٦٨٨٠ – حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَصْبَهَانِيِّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ذَكْوَانَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ:
جَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ذَهَبَ الرِّجَالُ بِحَدِيثِكَ، فَاجْعَلْ لَنَا مِنْ نَفْسِكَ يَوْمًا نَأْتِيكَ فِيهِ، تُعَلِّمُنَا مِمَّا عَلَّمَكَ اللَّهُ، فَقَالَ: (اجْتَمِعْنَ فِي يَوْمِ كَذَا وَكَذَا، فِي مَكَانِ كَذَا وَكَذَا). فَاجْتَمَعْنَ، فأتاهنَّ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فعلمهنَّ مِمَّا عَلَّمَهُ اللَّهُ، ثُمَّ قَالَ: (مَا منكنَّ امْرَأَةٌ تقدِّم بَيْنَ يَدَيْهَا مِنْ ولَدها ثَلَاثَةً، إِلَّا كَانَ لَهَا حِجَابًا مِنَ النَّارِ). فَقَالَتْ امرأة منهنَّ: يا رسول الله؟ اثْنَيْنِ؟ قَالَ: فَأَعَادَتْهَا مَرَّتَيْنِ، ثُمَّ قَالَ: (وَاثْنَيْنِ واثنين واثنين).
[ر: ١٠١]


أخرجه مسلم في البر والصلة والآداب، باب: فضل من يموت له ولد فيحتسبه، رقم: ٢٦٣٣.
(ذهب الرجال بحديثك) استأثروا واختصوا به دوننا. (بين يديها) قدامها وفي حياتها.
٦ ‏/ ٢٦٦٦
١٠ – باب: قول النبي ﷺ: (لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الحق). وهم أهل العلم.


(لا تزال ..) أخرجه بهذا اللفظ مسلم: عن ثوبان رضي الله عنه، في كتاب الإمارة، باب: قوله ﷺ: لا تزال طائفة من أمتي ..، رقم: ١٩٢٠. وتتمته: (لا يضرهم من خذلهم، حتى يأتي أمر الله وهم كذلك).
٦ ‏/ ٢٦٦٧
٦٨٨١ – حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، عَنِ النبي ﷺ قال: (لا تزال طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ، حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ الله وهم ظاهرون).
[ر: ٣٤٤١]
٦ ‏/ ٢٦٦٧
٦٨٨٢ – حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ: أَخْبَرَنِي حُمَيد قَالَ: سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ يَخْطُبُ قَالَ:
سَمِعْتُ النبي ﷺ يَقُولُ: (مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يفقِّهه فِي الدِّينِ، وَإِنَّمَا أَنَا قَاسِمٌ وَيُعْطِي اللَّهُ، وَلَنْ يَزَالَ أَمْرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ مُسْتَقِيمًا حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ، أو: حتى يأتي أمر الله).
[ر: ٧١]
٦ ‏/ ٢٦٦٧
١١ – بَاب: فِي قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿أَوْ يَلْبِسَكُمْ شيعًا﴾ /الأنعام: ٦٥ /.


(يلبسكم شيعًا) يجعلكم فرقًا، ويعمي عليكم أموركم، فتختلف أهواؤكم ويزداد تفرقكم.
٦ ‏/ ٢٦٦٧
٦٨٨٣ – حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا سُفْيَانُ: قَالَ عَمْرٌو: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما يَقُولُ:
لَمَّا نَزَلَ على رسول الله ﷺ: ﴿قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عذابًا من فوقكم﴾. قَالَ: (أَعُوذُ بِوَجْهِكَ). ﴿أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ﴾. قَالَ: (أَعُوذُ بِوَجْهِكَ). فَلَمَّا نَزَلَتْ: ﴿أَوْ يَلْبِسَكُمْ شيعًا ويذيق بعضكم بأس بعض﴾. قال: (هاتان أهون، أو: أيسر).
[ر: ٤٣٥٢]
٦ ‏/ ٢٦٦٧
١٢ – بَاب: مَنْ شبَّه أَصْلًا مَعْلُومًا بِأَصْلٍ مبيَّن، وقد بيَّن النبي ﷺ حكمهما، ليُفْهِم السائل.


(مبين) في رواية: (مبهم) قال في الفتح: وهذا أوضح في المراد. والمعنى: شبه أمرًا مبهمًا غير معلوم بأمر واضح معلوم.
٦ ‏/ ٢٦٦٧
٦٨٨٤ – حَدَّثَنَا أَصْبَغُ بْنُ الْفَرَجِ: حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عن أبي هريرة:
أنَّ أَعْرَابِيًّا أَتَى رَسُولَ اللَّهِ ﷺ فَقَالَ:

⦗٢٦٦٨⦘
إنَّ امْرَأَتِي وَلَدَتْ غُلَامًا أَسْوَدَ، وَإِنِّي أَنْكَرْتُهُ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (هَلْ لَكَ مِنْ إِبِلٍ). قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: (فَمَا أَلْوَانُهَا). قَالَ: حُمْر، قَالَ: (هَلْ فِيهَا مِنْ أَوْرَقَ). قَالَ: إِنَّ فِيهَا لَوُرْقًا، قَالَ: (فأنَّى تُرى ذَلِكَ جَاءَهَا). قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، عِرْقٌ نَزَعَهَا. قَالَ: (وَلَعَلَّ هَذَا عِرْقٌ نَزَعَهُ). وَلَمْ يرخِّص له في الانتفاء منه.
[ر: ٤٩٩٩]

٦ ‏/ ٢٦٦٧
٦٨٨٥ – حَدَّثَنَا مسدَد: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سعيد بن جبير، عن ابن عَبَّاسٍ:
أَنَّ امْرَأَةً جَاءَتْ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ فَقَالَتْ: إِنَّ أُمِّي نَذَرَتْ أَنْ تحجَّ، فَمَاتَتْ قَبْلَ أَنْ تحجَّ، أفأحجُّ عَنْهَا؟ قَالَ: (نَعَمْ، حُجِّي عَنْهَا، أرأيتِ لَوْ كَانَ عَلَى أُمِّكِ دَيْنٌ أكنتِ قاضِيَتَهُ). قَالَتْ: نعم، فقال: (فاقضوا اللهَ الَّذِي لَهُ، فإنَّ اللهَ أحقُّ بِالْوَفَاءِ).
[ر: ١٧٥٤]
٦ ‏/ ٢٦٦٨
١٣ – باب: ما جاء في اجتهاد القضاء بما أنزل الله تعالى.
لِقَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾ /المائدة: ٤٥/.
وَمَدَحَ النَّبِيُّ ﷺ صَاحِبَ الْحِكْمَةِ حِينَ يقضي بها ويعلِّمها.
ولا يتكلَّف مِنْ قِبَلِهِ، وَمُشَاوَرَةِ الْخُلَفَاءِ وَسُؤَالِهِمْ أَهْلَ العلم.


(اجتهاد القضاء) أي الاجتهاد في القضاء، أو اجتهاد متولي القضاء. والاجتهاد في اللغة: بذل الجهد في الطلب، واصطلاحًا: بذل الوسع للتوصل إلى معرفة حكم شرعي.
٦ ‏/ ٢٦٦٨
٦٨٨٦ – حَدَّثَنَا شِهَابُ بْنُ عبَّاد: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حميد، عن إسماعيل، عن قيس، عن عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (لَا حَسَدَ إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ: رَجُلٍ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا فَسَلَّطَهُ عَلَى هَلَكَتِهِ فِي الْحَقِّ، وَآخَرُ آتَاهُ اللَّهُ حِكْمَةً، فَهُوَ يَقْضِي بِهَا ويعلِّمها).
[ر: ٧٣]
٦ ‏/ ٢٦٦٨
٦٨٨٧ – حدثنا محمد: أخبرنا مُعَاوِيَةَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ قَالَ:
سَأَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَنْ إِمْلَاصِ الْمَرْأَةِ، هِيَ الَّتِي يُضْرَبُ بَطْنُهَا فَتُلْقِي جَنِينًا، فَقَالَ: أَيُّكُمْ سَمِعَ مِنَ النَّبِيِّ ﷺ فِيهِ شَيْئًا؟ فَقُلْتُ: أَنَا، فَقَالَ: مَا هُوَ؟ قُلْتُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ ﷺ يَقُولُ: (فِيهِ غرَّة، عَبْدٌ أَوْ أَمَةٌ). فَقَالَ: لَا تَبْرَحْ حَتَّى تَجِيئَنِي بِالْمَخْرَجِ فِيمَا قُلْتَ، فَخَرَجْتُ

⦗٢٦٦٩⦘
فَوَجَدْتُ مُحَمَّدَ بْنَ مَسْلَمَةَ – فَجِئْتُ بِهِ، فَشَهِدَ مَعِي: أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ ﷺ يَقُولُ: (فِيهِ غرَّة، عَبْدٌ أَوْ أَمَةٌ).
تَابَعَهُ ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ المغيرة.
[ر: ٦٥٠٩]


(لا تبرح) لا تزل من مكانك. (بالمخرج) بمن يشهد لك بذلك، ويخلصك مني، وغرضه رضي الله عنه: التثبت في الأخبار، خاصة ما يتعلق بالدين وبيان الأحكام.
٦ ‏/ ٢٦٦٨
١٤ – باب: قول النبي ﷺ: (لتتبعنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ).
٦ ‏/ ٢٦٦٩
٦٨٨٨ – حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عن النبي ﷺ قَالَ: (لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَأْخُذَ أُمَّتِي بِأَخْذِ الْقُرُونِ قَبْلَهَا، شِبْرًا بِشِبْرٍ وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ). فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَفَارِسَ وَالرُّومِ؟ فقال: (ومَن الناس إلا أولئك).


(بأخذ القرون) تسير بسيرة الأمم قبلها. (شبرًا بشبر) الشبر ما بين رأس الإبهام ورأس الخنصر والكف مفتوحة مفرقة الأصابع، والمراد: بيان شدة اتباعهم والمبالغة في تقليدهم. وذكر فارس والروم لأنهم كانوا أكبر ممالك الأرض حينئذ، وأكثرهم رعية، وأوسعهم بلادًا، والناس إنما يقلدون من كان هذا حاله، وليس المراد الحصر. وكذلك ذكره لليهود والنصارى في الحديث الآتي، لأنهم كانوا المشهورين بالديانات السماوية.
٦ ‏/ ٢٦٦٩
٦٨٨٩ – حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ الصَّنْعَانِيُّ، مِنْ الْيَمَنِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: (لَتَتْبَعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، شبرًا بشبر وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ، حَتَّى لَوْ دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ تَبِعْتُمُوهُمْ). قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى؟ قال: (فمن).
[ر: ٣٢٦٩]


أخرجه مسلم في العلم، باب: اتباع سنن اليهود والنصارى، رقم: ٢٦٦٩.
٦ ‏/ ٢٦٦٩
١٥ – بَاب: إِثْمِ مَنْ دَعَا إِلَى ضَلَالَةٍ، أَوْ سنَّ سُنَّة سَيِّئَةً.
لِقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿وَمِنْ أوزار الذين يضلونهم﴾. الآية /النحل: ٢٥/.


(الآية) وهي بتمامها: ﴿ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم ألا ساء ما يزرون﴾ أوزارهم: جزاء ذنوبهم وعقاب ضلالهم. يزرون: يحملون أنفسهم من الأثقال.
٦ ‏/ ٢٦٦٩
٦٨٩٠ – حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُرَّة، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:
قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (لَيْسَ مِنْ نَفْسٍ تُقْتَلُ ظُلْمًا، إلا كان على بن آدَمَ الْأَوَّلِ كِفْلٌ مِنْهَا – وَرُبَّمَا قَالَ سُفْيَانُ: مِنْ دَمِهَا – لِأَنَّهُ أَوَّلُ مَنْ سنَّ الْقَتْلَ أولًا).
[ر: ٣١٥٧]
٦ ‏/ ٢٦٦٩
١٦ – بَاب: مَا ذَكَرَ النَّبِيُّ ﷺ وحضَّ عَلَى اتِّفاق أَهْلِ الْعِلْمِ، وَمَا اجتمع عَلَيْهِ الْحَرَمَانِ مَكَّةُ وَالْمَدِينَةُ، وَمَا كَانَ بِهَا مِنْ مَشَاهِدِ النَّبِيِّ ﷺ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ، ومصلَّى النَّبِيِّ ﷺ وَالْمِنْبَرِ وَالْقَبْرِ.
٦ ‏/ ٢٦٧٠
٦٨٩١ – حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ السَّلَمِيِّ:
أن أعرابيا بايع رسول الله ﷺ عَلَى الْإِسْلَامِ، فَأَصَابَ الْأَعْرَابِيَّ وَعْكٌ بِالْمَدِينَةِ، فَجَاءَ الْأَعْرَابِيُّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَقِلْنِي بَيْعَتِي، فَأَبَى رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، ثُمَّ جَاءَهُ فَقَالَ: أَقِلْنِي بَيْعَتِي، فَأَبَى، ثُمَّ جَاءَهُ فَقَالَ: أَقِلْنِي بَيْعَتِي، فَأَبَى، فَخَرَجَ الْأَعْرَابِيُّ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (إِنَّمَا الْمَدِينَةُ كَالْكِيرِ، تَنْفِي خَبَثَهَا، وتَنْصَعُ طيِّبها).
[ر: ١٧٨٤]
٦ ‏/ ٢٦٧٠
٦٨٩٢ – حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ: حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُهري، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ:
كُنْتُ أُقْرِئُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ، فَلَمَّا كَانَ آخِرُ حَجَّةٍ حَجَّهَا عُمَرُ، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بِمِنًى: لَوْ شهدتَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَتَاهُ رَجُلٌ قَالَ: إِنَّ فُلَانًا يَقُولُ: لَوْ مَاتَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ لَبَايَعْنَا فُلَانًا، فَقَالَ عُمَرُ: لأقومنَّ العشيَّة، فأحذِّر هَؤُلَاءِ الرَّهْطَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَغْصِبُوهُمْ، قُلْتُ: لَا تَفْعَلْ، فإنَّ الْمَوْسِمَ يَجْمَعُ رَعَاعَ النَّاسِ، يَغْلِبُونَ عَلَى مَجْلِسِكَ، فَأَخَافُ أَنْ لَا ينزِّلوها عَلَى وَجْهِهَا، فَيُطِيرُ بِهَا كلُّ مُطِير، فَأَمْهِلْ حَتَّى تَقْدَمَ الْمَدِينَةَ دَارَ الْهِجْرَةِ وَدَارَ السنَّة، فَتَخْلُصَ بِأَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ، فَيَحْفَظُوا مَقَالَتَكَ وينزِّلوها عَلَى وَجْهِهَا، فَقَالَ: وَاللَّهِ لأقومنَّ بِهِ فِي أَوَّلِ مَقَامٍ أَقُومُهُ بِالْمَدِينَةِ. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَقَدِمْنَا الْمَدِينَةَ، فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ بَعَثَ مُحَمَّدًا ﷺ بِالْحَقِّ، وَأَنْزَلَ عَلَيْهِ الْكِتَابَ، فكان فيما أنزل آية الرجم.
[ر: ٢٣٣٠]
٦ ‏/ ٢٦٧٠
٦٨٩٣ – حدثنا سليمان بن حرب: حدثنا حمَّاد، عن أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ:
كُنَّا عِنْدَ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَعَلَيْهِ ثَوْبَانِ ممشَّقان مِنْ كتَّان، فتمخَّط، فَقَالَ: بخٍ بخٍ، أَبُو هُرَيْرَةَ يتمخَّط فِي الكتَّان، لَقَدْ رَأَيْتُنِي وَإِنِّي لأخرُّ فِيمَا بَيْنَ مِنْبَرِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ إِلَى حُجْرَةِ عَائِشَةَ

⦗٢٦٧١⦘
مَغْشِيًّا عليَّ، فَيَجِيءُ الْجَائِي فَيَضَعْ رِجْلَهُ عَلَى عُنُقِي، وَيُرَى أَنِّي مَجْنُونٌ، وَمَا بِي مِنْ جُنُونٍ، مَا بِي إِلَّا الجوع.


(ممشقان) مصبوغان بالمشق وهو الطين الأحمر. (كتان) نبات تتخذ من أليافه المنسوجة الثياب. (بخ بخ) كلمة تقال عند الرضا والإعجاب.
(لأخر) لأسقط. (فيضع رجله) خشية أن أصيب أحدًا بأذى على ظنه.
٦ ‏/ ٢٦٧٠
٦٨٩٤ – حدثنا محمد بن كثير: أخبرنا سفيان، عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَابِسٍ قَالَ:
سُئِلَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَشَهِدْتَ الْعِيدَ مَعَ النَّبِيِّ ﷺ؟ قَالَ: نَعَمْ، وَلَوْلَا مَنْزِلَتِي مِنْهُ مَا شَهِدْتُهُ مِنَ الصِّغَرِ، فَأَتَى الْعَلَمَ الَّذِي عِنْدَ دَارِ كَثِيرِ بْنِ الصَّلْتِ، فَصَلَّى ثُمَّ خَطَبَ، وَلَمْ يَذْكُرْ أَذَانًا وَلَا إِقَامَةً، ثُمَّ أَمَرَ بِالصَّدَقَةِ، فَجَعَلَ النِّسَاءُ يُشِرْنَ إِلَى آذانهنَّ وحلوقهنَّ، فَأَمَرَ بِلَالًا فأتاهنَّ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى النبي ﷺ.
[ر: ٩٨]


(يشرن ..) أي يأخذن ما فيها من الحلي ويتصدقن بها. (فأتاهن) أتى مكانهن ليجمع ما تصدقن به.
٦ ‏/ ٢٦٧١
٦٨٩٥ – حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الله بن دينار، عن ابن عمر رضي الله عنهما:
أن النبي ﷺ كان يأتي قباء ماشيًا وراكبًا.
[ر: ١١٣٤]
٦ ‏/ ٢٦٧١
٦٨٩٦ – حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ:
قَالَتْ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ: ادفنِّي مَعَ صَوَاحِبِي، وَلَا تدفنِّي مَعَ النَّبِيِّ ﷺ فِي الْبَيْتِ، فَإِنِّي أَكْرَهُ أَنْ أزكَّى.
[ر: ١٣٢٧]
٦ ‏/ ٢٦٧١
٦٨٩٧ – وعَنْ هشام، عن أَبِيهِ:
أَنَّ عُمَرَ أَرْسَلَ إِلَى عَائِشَةَ: ائْذَنِي لِي أَنْ أُدْفَنَ مَعَ صاحبيَّ، فَقَالَتْ: إِي وَاللَّهِ، قَالَ: وَكَانَ الرَّجُلُ إِذَا أَرْسَلَ إِلَيْهَا مِنَ الصَّحَابَةِ قَالَتْ: لَا والله، لا أوثرهم بأحد أبدًا.
[ر: ١٣٢٨]
٦ ‏/ ٢٦٧١
٦٨٩٨ – حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ سُلَيْمَانَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ: قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ:
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ كَانَ يُصَلِّي الْعَصْرَ، فَيَأْتِي الْعَوَالِيَ، وَالشَّمْسُ مُرْتَفِعَةٌ.
وَزَادَ اللَّيْثُ، عَنْ يُونُسَ: وَبُعْدُ الْعَوَالِيَ أَرْبَعَةُ أَمْيَالٍ أَوْ ثَلَاثَةٌ.
[ر: ٥٢٥]
٦ ‏/ ٢٦٧١
٦٨٩٩ – حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ زُرَارَةَ: حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مَالِكٍ، عَنْ الْجُعَيْدِ: سَمِعْتُ السَّائِبَ بْنَ يَزِيدَ يَقُولُ:
كَانَ الصَّاعُ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ ﷺ مُدًّا وَثُلُثًا بمدِّكم الْيَوْمَ، وَقَدْ زِيدَ فِيهِ.
سَمِعَ الْقَاسِمُ بْنُ مَالِكٍ الجعيد.
[ر: ٦٣٣٤]
٦ ‏/ ٢٦٧١
٦٩٠٠ – حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عن إسحق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس بن مالك:
أن رسول الله ﷺ قَالَ: (اللَّهُمَّ بَارِكْ لَهُمْ فِي مِكْيَالِهِمْ، وَبَارِكْ لَهُمْ فِي صَاعِهِمْ ومدِّهم). يعني أهل المدينة.
[ر: ٢٠٢٣]
٦ ‏/ ٢٦٧٢
٦٩٠١ – حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ: حَدَّثَنَا أَبُو ضَمْرَةَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ ابن عمر:
أن اليهود جاؤوا إِلَى النَّبِيِّ ﷺ بِرَجُلٍ وَامْرَأَةٍ زَنَيَا، فَأَمَرَ بِهِمَا فَرُجِمَا، قَرِيبًا مِنْ حيث توضع الجنائز عند المسجد.
[ر: ١٢٦٤]
٦ ‏/ ٢٦٧٢
٦٩٠٢ – حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ عَمْرٍو، مَوْلَى المطَّلب، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه:
أن رسول الله ﷺ طَلَعَ لَهُ أُحُدٌ، فَقَالَ: (هَذَا جَبَلٌ يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ، اللَّهُمَّ إنَّ إِبْرَاهِيمَ حرَّم مَكَّةَ، وَإِنِّي أحرِّم مَا بَيْنَ لَابَتَيْهَا).
تَابَعَهُ سَهْلٌ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ فِي أحد.
[ر: ٢٧٣٢]
٦ ‏/ ٢٦٧٢
٦٩٠٣ – حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ: حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ: حَدَّثَنِي أَبُو حَازِمٍ، عَنْ سَهْلٍ:
أَنَّهُ كَانَ بَيْنَ جِدَارِ الْمَسْجِدِ مِمَّا يَلِي الْقِبْلَةَ وَبَيْنَ المنبر ممر الشاة.
[ر: ٤٧٤]
٦ ‏/ ٢٦٧٢
٦٩٠٤ – حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ خُبَيْبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ حَفْصِ بن عاصم، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (مَا بَيْنَ بَيْتِي وَمِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ، وَمِنْبَرِي عَلَى حَوْضِي).
[ر: ١١٣٨]
٦ ‏/ ٢٦٧٢
٦٩٠٥ – حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حَدَّثَنَا جُوَيْرِيَةُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:
سَابَقَ النَّبِيُّ ﷺ بَيْنَ الْخَيْلِ، فَأُرْسِلَتِ الَّتِي ضمِّرت مِنْهَا، وَأَمَدُهَا إِلَى الْحَفْيَاءِ إِلَى ثنيَّة الْوَدَاعِ، وَالَّتِي لَمْ تضمَّر، أَمَدُهَا ثنيَّة الْوَدَاعِ إِلَى مَسْجِدِ بَنِي زُرَيْقٍ، وَأَنَّ عَبْدَ اللَّهِ كان فيمن سابق.
[ر: ٤١٠]
٦ ‏/ ٢٦٧٢
٦٩٠٦ – حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ ابن عمر (ح). وحدثني إسحق: أَخْبَرَنَا عِيسَى، وَابْنُ إِدْرِيسَ، وَابْنُ أبي غنيَّة، عَنْ أَبِي حَيَّانَ، عَنْ الشَّعْبِيِّ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ:
سَمِعْتُ عُمَرَ عَلَى مِنْبَرِ النَّبِيِّ ﷺ.
[ر: ٥٢٦٦]
٦ ‏/ ٢٦٧٢
٦٩٠٧ – حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزُهري: أَخْبَرَنِي السَّائِبُ بْنُ يَزِيدَ:
سَمِعَ عُثْمَانَ بْنَ عفان خطيبًا عَلَى مِنْبَرِ النَّبِيِّ ﷺ.
٦ ‏/ ٢٦٧٣
٦٩٠٨ – حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ: أَنَّ هِشَامَ بْنَ عُرْوَةَ حَدَّثَهُ: عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ:
كَانَ يُوضَعُ لِي وَلِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ هَذَا الْمِرْكَنُ، فَنَشْرَعُ فِيهِ جَمِيعًا.
[ر: ٢٤٧]


(المركن) وعاء يغسل فيه الثياب ويغتسل منه. (فنشرع فيه جميعًا) نمد أيدينا فيه لأخذ الماء منه معًا.
٦ ‏/ ٢٦٧٣
٦٩٠٩ – حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا عبَّاد بْنُ عبَّاد: حَدَّثَنَا عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ:
حَالَفَ النَّبِيُّ ﷺ بَيْنَ الْأَنْصَارِ وَقُرَيْشٍ فِي دَارِي الَّتِي بِالْمَدِينَةِ، وَقَنَتَ شَهْرًا يَدْعُو على أحياء من بني سُليم.
[ر: ٢١٧٢]


(حالف) عاقد وعاهد على المساعدة والتعاضد. (قنت) دعا في صلاته.
٦ ‏/ ٢٦٧٣
٦٩١٠ – حَدَّثَنِي أَبُو كُريب: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ: حَدَّثَنَا بُريد، عَنْ أَبِي بُردة قَالَ:
قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ، فَلَقِيَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ، فَقَالَ لِي: انْطَلِقْ إِلَى الْمَنْزِلِ، فَأَسْقِيَكَ فِي قَدَحٍ شَرِبَ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، وَتُصَلِّي فِي مَسْجِدٍ صَلَّى فِيهِ النَّبِيُّ ﷺ. فانطلقت معه، فأسقاني سويقًا، وأطعمني تمرًا، وصليت في مسجده.
[ر: ٣٦٠٣]
٦ ‏/ ٢٦٧٣
٦٩١١ – حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ الرَّبِيعِ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ: حَدَّثَنِي عكرمة، عن ابْنُ عَبَّاسٍ: أَنَّ عُمَرَ رضي الله عنه حَدَّثَهُ قَال:
حَدَّثَنِي النَّبِيُّ ﷺ قَالَ: (أَتَانِي اللَّيْلَةَ آتٍ مِنْ رَبِّي، وَهُوَ بِالْعَقِيقِ، أَنْ صلِّ فِي هَذَا الْوَادِي الْمُبَارَكِ، وَقُلْ: عُمْرَةٌ وحَجَّة).
وَقَالَ هَارُونُ بْنُ إسماعيل: حدثنا علي: (عمرة في حَجَّة).
[ر: ١٤٦١]


(وقل عمرة وحجة) وفي رواية بالنصب، أي قل: نويت عمرة وحجة.
٦ ‏/ ٢٦٧٣
٦٩١٢ – حدثنا محمد بن يوسف: حدثنا سفيان، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر:
وقَّت النَّبِيُّ ﷺ قَرْنًا لِأَهْلِ نَجْدٍ، وَالْجُحْفَةَ لِأَهْلِ الشَّأْمِ، وَذَا الحُلَيفة لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ. قَالَ: سَمِعْتُ هَذَا مِنَ النَّبِيِّ ﷺ، وَبَلَغَنِي أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: (وَلِأَهْلِ الْيَمَنِ يَلَمْلَمْ). وذُكِر الْعِرَاقُ، فَقَالَ: لَمْ يَكُنْ عِرَاقٌ يومئذ.
[ر: ١٣٣]
٦ ‏/ ٢٦٧٣
٦٩١٣ – حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْمُبَارَكِ: حَدَّثَنَا الْفُضَيْلُ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ: حَدَّثَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ،
عَنِ النَّبِيِّ ﷺ: أَنَّهُ أُرِيَ وَهُوَ فِي معرَّسه بِذِي الْحُلَيْفَةِ، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّكَ بِبَطْحَاءَ مباركة.
[ر: ١٤٦٢]
٦ ‏/ ٢٦٧٤
١٧ – بَاب: قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ﴾ /آل عمران: ١٢٨/.
٦ ‏/ ٢٦٧٤
٦٩١٤ – حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ الزُهري، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ:
أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ ﷺ يَقُولُ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ، وَرَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ، قَالَ: (اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ). فِي الْأَخِيرَةِ، ثُمَّ قَالَ: (اللَّهُمَّ الْعَنْ فُلَانًا وَفُلَانًا). فَأَنْزَلَ اللَّهُ عز وجل: ﴿لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أو يعذِّبهم فإنهم ظالمون﴾.
[ر: ٣٨٤٢]
٦ ‏/ ٢٦٧٤
١٨ – بَاب: قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿وَكَانَ الإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلا﴾ /الكهف: ٥٤ /.
وَقَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾ /العنكبوت: ٤٦/.
٦ ‏/ ٢٦٧٤
٦٩١٥ – حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزُهري (ح). حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَلَامٍ: أَخْبَرَنَا عتَّاب بن بشير، عن إسحق، عَنْ الزُهري: أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ: أَنَّ حُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ رضي الله عنهما أَخْبَرَهُ: أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ قَالَ:
إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ طَرَقَهُ وَفَاطِمَةَ عليها السلام بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فَقَالَ لَهُمْ: (أَلَا تصلُّون). فَقَالَ عَلِيٌّ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّمَا أَنْفُسُنَا بِيَدِ اللَّهِ، فَإِذَا شَاءَ أَنْ يَبْعَثَنَا بَعَثَنَا. فَانْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ حِينَ قَالَ لَهُ ذَلِكَ، وَلَمْ يَرْجِعْ إِلَيْهِ شَيْئًا، ثُمَّ سَمِعَهُ وَهُوَ مُدْبِرٌ، يَضْرِبُ فَخِذَهُ، وَهُوَ يَقُولُ: ﴿وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شئ جدلًا﴾.
[ر: ١٠٧٥]
قَالَ أَبُو عَبْد اللَّهِ: يُقَالُ: مَا أَتَاكَ لَيْلًا فَهُوَ طَارِقٌ، وَيُقَالُ: الطَّارِقُ النَّجْمُ، وَالثَّاقِبُ المضيء، يقال: أثقب نارك للموقد.


(ما أتاك ..) يشير إلى قوله تعالى: ﴿والسماء والطارق. وما أدراك ما الطارق. النجم الثاقب﴾. /الطارق: ١ – ٣/. وسمي النجم طارقًا لأنه يبدو في الليل، ووصف بالثاقب إذ كأنه يثقب الظلام بضوئه فينفذ فيه.
(للموقد) الذي يوقد النار.
٦ ‏/ ٢٦٧٤
٦٩١٦ – حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:
بَيْنَا نَحْنُ فِي الْمَسْجِدِ، خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فَقَالَ: (انْطَلِقُوا إِلَى يَهُودَ). فَخَرَجْنَا مَعَهُ حَتَّى

⦗٢٦٧٥⦘
جِئْنَا بَيْتَ الْمِدْرَاسِ، فَقَامَ النَّبِيُّ ﷺ فَنَادَاهُمْ فَقَالَ: (يَا معشر يهود، أسلموا تسلموا). فقالوا: بلَّغت يَا أَبَا الْقَاسِمِ، قَالَ: فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (ذَلِكَ أُرِيدُ، أَسْلِمُوا تَسْلَمُوا). فَقَالُوا: قَدْ بلَّغت يَا أَبَا الْقَاسِمِ، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (ذَلِكَ أُرِيدُ). ثُمَّ قَالَهَا الثَّالِثَةَ، فَقَالَ: (اعْلَمُوا أَنَّمَا الْأَرْضُ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ، وَأَنِّي أُرِيدُ أَنْ أُجْلِيَكُمْ مِنْ هَذِهِ الْأَرْضِ، فَمَنْ وَجَدَ مِنْكُمْ بِمَالِهِ شَيْئًا فَلْيَبِعْهُ، وَإِلَّا فاعلموا أنما الأرض لله ورسوله).
[ر: ٢٩٩٦]

٦ ‏/ ٢٦٧٤
١٩ – بَاب: قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا﴾ /البقرة: ١٤٣/. وَمَا أَمَرَ النَّبِيُّ ﷺ بِلُزُومِ الْجَمَاعَةِ، وَهُمْ أَهْلُ الْعِلْمِ.
٦ ‏/ ٢٦٧٥
٦٩١٧ – حدثنا إسحق بْنُ مَنْصُورٍ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (يُجَاءُ بِنُوحٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيُقَالُ لَهُ: هَلْ بلَّغت؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ يَا ربِّ، فتُسأل أُمَّتُهُ: هَلْ بلَّغكم، فَيَقُولُونَ: مَا جَاءَنَا مِنْ نَذِيرٍ، فَيَقُولُ: مَنْ شُهُودُكَ، فَيَقُولُ: مُحَمَّدٌ وَأُمَّتُهُ، فَيُجَاءُ بِكُمْ فَتَشْهَدُونَ، ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وسطًا – قَالَ: عَدْلًا – لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرسول عليكم شهيدًا﴾).
وَعَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَوْنٍ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النبي ﷺ بهذا.
[ر: ٣١٦١]
٦ ‏/ ٢٦٧٥
٢٠ – بَاب: إِذَا اجْتَهَدَ الْعَامِلُ أَوِ الْحَاكِمُ، فَأَخْطَأَ خِلَافَ الرَّسُولِ مِنْ غَيْرِ عِلْمٍ، فَحُكْمُهُ مَرْدُودٌ.
لِقَوْلِ النَّبِيِّ ﷺ: (مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ ردٌّ).
[ر: ٢٥٥٠]


(فأخطأ خلاف ..) أي حكم بحكم مخالف للسنة، وهو يجهل ذلك، ثم تبين له أن السنة بخلاف حكمه، وجب عليه الرجوع إليها، ونقض ما حكم به.
٦ ‏/ ٢٦٧٥
٦٩١٨ – حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ أَخِيهِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَجِيدِ بْنِ سُهَيْلِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ: أَنَّهُ سَمِعَ سَعِيدَ بْنَ المسيَّب يُحَدِّثُ: أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ وَأَبَا هُرَيْرَةَ حَدَّثَاهُ:
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ بَعَثَ أَخَا بَنِي عَدِيٍّ الْأَنْصَارِيَّ، وَاسْتَعْمَلَهُ عَلَى خَيْبَرَ،

⦗٢٦٧٦⦘
فَقَدِمَ بِتَمْرٍ جَنِيبٍ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (أكلُّ تَمْرِ خَيْبَرَ هَكَذَا). قَالَ: لَا وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا لَنَشْتَرِي الصَّاعَ بِالصَّاعَيْنِ مِنَ الْجَمْعِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (لا تفعلوا، ولكن مثل بِمِثْلٍ، أَوْ بِيعُوا هَذَا وَاشْتَرُوا بِثَمَنِهِ مِنْ هذا، وكذلك الميزان).
[ر: ٢٠٨٩]

٦ ‏/ ٢٦٧٥
٢١ – بَاب: أَجْرِ الْحَاكِمِ إِذَا اجْتَهَدَ فَأَصَابَ أَوْ أخطأ.
٦ ‏/ ٢٦٧٦
٦٩١٩ – حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ المكِّي: حَدَّثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ: حَدَّثَنِي يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْهَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي قَيْسٍ مَوْلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ:
أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: (إِذَا حَكَمَ الْحَاكِمُ فَاجْتَهَدَ ثُمَّ أَصَابَ فَلَهُ أَجْرَانِ، وَإِذَا حَكَمَ فَاجْتَهَدَ ثُمَّ أَخْطَأَ فَلَهُ أَجْرٌ).
قَالَ: فَحَدَّثْتُ بِهَذَا الْحَدِيثِ أَبَا بَكْرِ بْنَ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ فَقَالَ: هَكَذَا حَدَّثَنِي أَبُو سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة. وَقَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ المطَّلب، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ مِثْلَهُ.


أخرجه مسلم في الأقضية، باب: بيان أَجْرِ الْحَاكِمِ إِذَا اجْتَهَدَ فَأَصَابَ أَوْ أَخْطَأَ، رقم: ١٧١٦.
(حكم) أراد أن يحكم. (فاجتهد) بذل جهده لتعرف الحق. (أصاب) وافق واقع الأمر في حكم الله عز وجل.
٦ ‏/ ٢٦٧٦
٢٢ – بَاب: الْحُجَّةِ عَلَى مَنْ قَالَ: إِنَّ أَحْكَامَ النَّبِيِّ ﷺ كَانَتْ ظَاهِرَةً، وَمَا كَانَ يَغِيبُ بَعْضُهُمْ مِنْ مَشَاهِدِ النَّبِيِّ ﷺ وأمور الإسلام.


(ظاهرة) أي لا تخفى على أحد إلا النادر منهم، وإنما كان بعضهم يغيب عن مجالس رسول الله ﷺ ومواقفه، فيحدث بحديث يسمعه غيره ويحفظه، أو يحدث حادث فيشرع له حكم ونحو ذلك، فلا يعلم بهذا من كان غائبًا حتى يطلعه عليه من حضر.
٦ ‏/ ٢٦٧٦
٦٩٢٠ – حدثنا مسدد: حدثنا يحيى، عن بن جُرَيْجٍ: حَدَّثَنِي عَطَاءٌ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ:
اسْتَأْذَنَ أَبُو مُوسَى عَلَى عُمَرَ، فَكَأَنَّهُ وَجَدَهُ مَشْغُولًا فَرَجَعَ، فَقَال عُمَرُ: أَلَمْ أَسْمَعْ صَوْتَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ؟ ائْذَنُوا لَهُ. فَدُعِيَ لَهُ، فَقَالَ: مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ؟ فَقَالَ: إِنَّا كُنَّا نُؤْمَرُ بِهَذَا. قَالَ: فَأْتِنِي عَلَى هَذَا ببيِّنة أَوْ لأفعلنَّ بِكَ، فَانْطَلَقَ إِلَى مَجْلِسٍ مِنْ الْأَنْصَارِ، فَقَالُوا: لَا يَشْهَدُ إِلَّا أَصَاغِرُنَا، فَقَامَ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ فَقَالَ: قَدْ كُنَّا نُؤْمَرُ بِهَذَا، فَقَالَ عُمَرُ: خَفِيَ عليَّ هَذَا مِنْ أَمْرِ النَّبِيِّ ﷺ، أَلْهَانِي الصَّفْقُ بِالْأَسْوَاقِ.
[ر: ١٩٥٦]
٦ ‏/ ٢٦٧٦
٦٩٢١ – حَدَّثَنَا عَلِيٌّ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ: حَدَّثَنِي الزُهري: أَنَّهُ سَمِعَهُ مِنَ الْأَعْرَجِ يَقُولُ: أَخْبَرَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ قَالَ:
إِنَّكُمْ تَزْعُمُونَ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ يُكْثِرُ الْحَدِيثَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، وَاللَّهُ الْمَوْعِدُ، إِنِّي كُنْتُ امْرَأً مِسْكِينًا، أَلْزَمُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ عَلَى مِلْءِ بَطْنِي، وَكَانَ الْمُهَاجِرُونَ يَشْغَلُهُمُ الصَّفْقُ بِالْأَسْوَاقِ، وَكَانَتْ الْأَنْصَارُ يَشْغَلُهُمُ الْقِيَامُ عَلَى أَمْوَالِهِمْ، فَشَهِدْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ ذَاتَ يَوْمٍ، وَقَالَ: (مَنْ يَبْسُطْ رِدَاءَهُ حَتَّى أَقْضِيَ مَقَالَتِي، ثُمَّ يَقْبِضْهُ، فَلَنْ يَنْسَى شَيْئًا سَمِعَهُ مِنِّي). فَبَسَطْتُ بُرْدَةً كَانَتْ عليَّ، فَوَالَّذِي بَعَثَهُ بِالْحَقِّ، مَا نَسِيتُ شَيْئًا سَمِعْتُهُ منه.
[ر: ١١٨]


أخرجه مسلم في فضائل الصحابة، باب: من فضائل أبي هريرة الدوسي رضي الله عنه، رقم: ٢٤٩٢.
٦ ‏/ ٢٦٧٧
٢٣ – بَاب: مَنْ رَأَى تَرْكَ النَّكِيرِ مِنَ النَّبِيِّ ﷺ حُجَّةً، لَا مِنْ غير الرسول.
٦ ‏/ ٢٦٧٧
٦٩٢٢ – حَدَّثَنَا حمَّاد بْنُ حُميد: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ: حَدَّثَنَا أَبِي: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ قَالَ:
رَأَيْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَحْلِفُ بالله: أن ابن الصيَّاد الدجَّال، قُلْتُ: تَحْلِفُ بِاللَّهِ؟ قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ عُمَرَ يَحْلِفُ عَلَى ذَلِكَ عِنْدَ النَّبِيِّ ﷺ، فَلَمْ يُنْكِرْهُ النَّبِيُّ ﷺ.


أخرجه مسلم في الفتن وأشراط الساعة، باب: ذكر ابن صياد، رقم: ٢٩٢٩.
(ابن الصياد الدجال) أي هو الدجال، وحلف عمر بالظن، ولعله فهم هذا بالعلامات والقرائن.
٦ ‏/ ٢٦٧٧
٢٤ – بَاب: الْأَحْكَامِ الَّتِي تُعْرَفُ بِالدَّلَائِلِ، وَكَيْفَ مَعْنَى الدِّلَالَةِ وَتَفْسِيرُهَا.
وَقَدْ أَخْبَرَ النَّبِيُّ ﷺ أَمْرَ الْخَيْلِ وَغَيْرِهَا، ثُمَّ سُئِلَ عَنِ الْحُمُرِ، فَدَلَّهُمْ عَلَى قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿فَمَنْ يعمل مثقال ذرة خيرًا يره﴾.
وَسُئِلَ النَّبِيُّ ﷺ عَنِ الضبِّ، فَقَالَ: (لَا آكُلُهُ وَلَا أحرِّمه). وَأُكِلَ عَلَى مَائِدَةِ النَّبِيِّ ﷺ الضبُّ، فَاسْتَدَلَّ ابْنُ عَبَّاسٍ بِأَنَّهُ لَيْسَ بِحَرَامٍ.
٦ ‏/ ٢٦٧٧
٦٩٢٣ – حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ السمَّان، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه:
أن رسول الله ﷺ قَالَ: (الْخَيْلُ لِثَلَاثَةٍ: لِرَجُلٍ أَجْرٌ، وَلِرَجُلٍ سِتْرٌ، وَعَلَى رَجُلٍ وِزْرٌ، فَأَمَّا الَّذِي لَهُ أَجْرٌ: فَرَجُلٌ رَبَطَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَأَطَالَ لَهَا فِي مَرْجٍ أَوْ رَوْضَةٍ، فَمَا أَصَابَتْ فِي طِيَلِها ذَلِكَ مِنَ المرج والروضة كَانَ لَهُ حَسَنَاتٍ، وَلَوْ أَنَّهَا قَطَعَتْ

⦗٢٦٧٨⦘
طِيَلَها، فاستنَّت شَرَفًا أَوْ شَرَفَيْنِ، كَانَتْ آثَارُهَا وأوراثها حَسَنَاتٍ لَهُ، وَلَوْ أَنَّهَا مَرَّتْ بِنَهَرٍ فَشَرِبَتْ مِنْهُ وَلَمْ يُرِدْ أَنْ يَسْقِيَ بِهِ كَانَ ذَلِكَ حَسَنَاتٍ لَهُ، وَهِيَ لِذَلِكَ الرَّجُلِ أَجْرٌ. وَرَجُلٌ رَبَطَهَا تغنِّيًا وتعفُّفًا، وَلَمْ ينسَ حَقَّ اللَّهِ فِي رِقَابِهَا وَلَا ظُهُورِهَا، فَهِيَ لَهُ سِتْرٌ. وَرَجُلٌ رَبَطَهَا فَخْرًا وَرِيَاءً، فَهِيَ عَلَى ذَلِكَ وِزْرٌ).
وَسُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ عَنِ الْحُمُرِ، قَالَ: (مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عليَّ فِيهَا إِلَّا هَذِهِ الْآيَةَ الفاذَّة الْجَامِعَةَ: ﴿فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذرَّة خَيْرًا يَرَهُ. وَمَنْ يعمل مثقال ذرَّة شرًا يره﴾).
[ر: ٢٢٤٢]

٦ ‏/ ٢٦٧٧
٦٩٢٤ – حَدَّثَنَا يَحْيَى: حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ صفيَّة، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ امْرَأَةً سَأَلَتِ النَّبِيَّ ﷺ.
حدثنا مُحَمَّدٌ، هُوَ ابْنُ عُقْبَةَ: حَدَّثَنَا الْفُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ النُّمَيْرِيُّ الْبَصْرِيُّ: حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابْنُ شَيْبَةَ: حَدَّثَتْنِي أُمِّي، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها:
أَنَّ امْرَأَةً سَأَلَتِ النَّبِيَّ ﷺ عَنِ الْحَيْضِ، كَيْفَ تغتسل منه؟ قال: (تأخذين فرصة ممسَّكة، فتتوضئين بِهَا). قَالَتْ: كَيْفَ أَتَوَضَّأُ بِهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (تَوَضَّئِي). قَالَتْ: كَيْفَ أَتَوَضَّأُ بِهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (تَوَضَّئِينَ بِهَا). قَالَتْ عَائِشَةُ: فَعَرَفْتُ الَّذِي يُرِيدُ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فَجَذَبْتُهَا إليَّ فعلمتها.
[ر: ٣٠٨]


(ابن شيبة) تكتب كلمة ابن شيبة هكذا بالألف، لأن شيبة جد منصور لأمه، وليس هو أبا أبيه عبد الرحمن، واسم أمه صفية بنت شيبة بن عثمان بن أبي طلحة الحجبي رضي الله عنه [فتح]. (فتتوضئين بها) تتنظفين وتتطهرين].
٦ ‏/ ٢٦٧٨
٦٩٢٥ – حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ:
أَنَّ أُمَّ حُفَيْدٍ بِنْتَ الْحَارِثِ بْنِ حَزْنٍ: أَهْدَتْ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ سَمْنًا وأقِطًا وَأَضُبًّا، فَدَعَا بِهِنَّ النَّبِيُّ ﷺ، فَأُكِلْنَ عَلَى مَائِدَتِهِ، فتركهنَّ النَّبِيُّ ﷺ كالمتقذِّر لهنَّ، وَلَوْ كنَّ حَرَامًا مَا أكِلْنَ على مائدته، ولا أمر بأكلهنَّ.
[ر: ٢٤٣٦]
٦ ‏/ ٢٦٧٨
٦٩٢٦ – حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ: أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ: أَخْبَرَنِي عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:
قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (مَنْ أَكَلَ ثُومًا أَوْ بَصَلًا فَلْيَعْتَزِلْنَا، أَوْ لِيَعْتَزِلْ مَسْجِدَنَا، وَلْيَقْعُدْ فِي بَيْتِهِ). وَإِنَّهُ أُتِيَ بَبْدرٍ، قَالَ ابْنُ وهْب:

⦗٢٦٧٩⦘
يَعْنِى طَبَقًا، فِيهِ خَضِرَاتٌ مِنْ بُقُولٍ، فَوَجَدَ لَهَا رِيحًا، فَسَأَلَ عَنْهَا فَأُخْبِرَ بِمَا فِيهَا مِنَ الْبُقُولِ، فَقَالَ: (قرِّبوها). فقرَّبوها إِلَى بَعْضِ أَصْحَابِهِ كَانَ مَعَهُ، فَلَمَّا رَآهُ كَرِهَ أَكْلَهَا قَالَ: (كُلْ فَإِنِّي أُنَاجِي مَنْ لَا تُنَاجِي).
وَقَالَ ابْنُ عُفَيْرٍ، عَنْ ابْنِ وَهْبٍ: بِقِدْرٍ فِيهِ خَضِرَاتٌ، وَلَمْ يَذْكُرِ اللَّيْثُ وَأَبُو صَفْوَانَ، عَنْ يُونُسَ: قِصَّةَ الْقِدْرِ، فَلا أَدْرِى هُوَ مِنْ قَوْلِ الزُهري أو في الحديث.
[ر: ٨١٦]

٦ ‏/ ٢٦٧٨
٦٩٢٧ – حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ: حَدَّثَنَا أَبِي وَعَمِّي قَالَا: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ أَبِيهِ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جُبَيْرٍ، أَنَّ أَبَاهُ جُبَيْرَ بْنَ مُطْعِمٍ أَخْبَرَهُ:
أَنَّ امْرَأَةً أَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ فَكَلَّمْتُهُ فِي شَيْءٍ، فَأَمَرَهَا بِأَمْرٍ، فَقَالَتْ: أَرَأَيْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ لَمْ أَجِدْكَ؟ قَالَ: (إِنْ لم تجديني فأتي أبا بكر).
زاد الْحُمَيْدِيُّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ: كَأَنَّهَا تَعْنِي الموت.
[ر: ٣٤٥٩]
٦ ‏/ ٢٦٧٩
٢٥ – باب: قول النبي ﷺ: (لَا تَسْأَلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ عَنْ شَيْءٍ).
وَقَالَ أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزُهري: أخبرني حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: سَمِعَ مُعَاوِيَةَ يُحَدِّثُ رَهْطًا مِنْ قُرَيْشٍ بِالْمَدِينَةِ، وَذَكَرَ كَعْبَ الْأَحْبَارِ فَقَالَ: إِنْ كَانَ مِنْ أَصْدَقِ هَؤُلَاءِ المحدِّثين الَّذِينَ يحدِّثون عَنْ أَهْلِ الْكِتَابِ، وَإِنْ كُنَّا مع ذلك لنبلو عليه الكذب.


(لنبلو عليه الكذب) أي نجد بعض ما يخبرنا عنه يقع بخلاف ما يخبرنا به، ويقع ذلك خطأ منه، أو لأن ما يخبر به محرف في الأصل، وليس المراد أنه يتعمد الكذب.
٦ ‏/ ٢٦٧٩
٦٩٢٨ – حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قال:
كان أهل الكتاب يقرؤون التَّوْرَاةَ بِالْعِبْرَانِيَّةِ، وَيُفَسِّرُونَهَا بِالْعَرَبِيَّةِ لِأَهْلِ الْإِسْلَامِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (لَا تصدِّقوا أَهْلَ الْكِتَابِ وَلَا تكذِّبوهم، وَقُولُوا: ﴿آمنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ﴾). الآية.
[ر: ٤٢١٥]
٦ ‏/ ٢٦٧٩
٦٩٢٩ – حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ: أَخْبَرَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عبد اللَّهِ:
أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: كَيْفَ تَسْأَلُونَ أَهْلَ الْكِتَابِ عَنْ شَيْءٍ،

⦗٢٦٨٠⦘
وَكِتَابُكُمُ الَّذِي أُنْزِلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ أحدث، تقرؤونه مَحْضًا لَمْ يُشَبْ، وَقَدْ حدَّثكم أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ بدَّلوا كِتَابَ اللَّهِ وغيَّروه، وَكَتَبُوا بِأَيْدِيهِمُ الْكِتَابَ، وَقَالُوا: هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قليلًا؟ أَلَا يَنْهَاكُمْ مَا جَاءَكُمْ مِنَ الْعِلْمِ عَنْ مَسْأَلَتِهِمْ؟ لَا وَاللَّهِ، مَا رَأَيْنَا مِنْهُمْ رَجُلًا يسألكم عن الذي أنزل عليكم.
[ر: ٢٥٣٩]


(محضًا) صرفًا خالصًا، ليس فيه تغيير ولا تبديل ولا تحريف.
٦ ‏/ ٢٦٧٩
٢٦ – باب: كراهية الاختلاف.
٦ ‏/ ٢٦٨٠
٦٩٣٠ – حدثنا إسحق: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سَلَّامِ بْنِ أَبِي مُطِيعٍ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنْ جُنْدَبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيِّ قَالَ:
قال رسول الله ﷺ: (اقرؤوا الْقُرْآنَ مَا ائْتَلَفَتْ قُلُوبُكُمْ، فَإِذَا اخْتَلَفْتُمْ فَقُومُوا عَنْهُ).
قَالَ أَبُو عَبْد اللَّهِ: سَمِعَ عَبْدُ الرحمن سلامًا.
٦ ‏/ ٢٦٨٠
٦٩٣١ – حدثنا إسحق: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ: حَدَّثَنَا همَّام: حَدَّثَنَا أَبُو عمران الجوني، عن جندب بْنِ عَبْدِ اللَّهِ:
أَنّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قال: (اقرؤوا الْقُرْآنَ مَا ائْتَلَفَتْ عَلَيْهِ قُلُوبُكُمْ، فَإِذَا اخْتَلَفْتُمْ فَقُومُوا عَنْهُ).
قَالَ أَبُو عَبْد اللَّهِ: وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ هَارُونَ الْأَعْوَرِ: حَدَّثَنَا أَبُو عِمْرَانَ، عَنْ جُنْدَبٍ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ.
[ر: ٤٧٧٣]
٦ ‏/ ٢٦٨٠
٦٩٣٢ – حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ معمر، عَنِ الزُهري، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:
لَمَّا حُضِرَ النَّبِيُّ ﷺ قَالَ، وَفِي الْبَيْتِ رِجَالٌ فِيهِمْ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، قَالَ: (هلمَّ أَكْتُبْ لَكُمْ كِتَابًا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ). قَالَ عُمَرُ: إِنَّ النَّبِيَّ ﷺ غَلَبَهُ الْوَجَعُ، وَعِنْدَكُمُ الْقُرْآنُ. فَحَسْبُنَا كتاب الله. واختلف أهل البيت، اختصموا: فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: قرِّبوا يَكْتُبْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ كِتَابًا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ مَا قَالَ عُمَرُ، فَلَمَّا أَكْثَرُوا اللَّغَطَ وَالِاخْتِلَافَ عِنْدَ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: (قُومُوا عَنِّي).
قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: فَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَقُولُ: إِنَّ الرَّزيَّة كُلَّ الرَّزيَّة مَا حَالَ بَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ وَبَيْنَ أَنْ يَكْتُبَ لَهُمْ ذَلِكَ الْكِتَابَ، مِنَ اخْتِلَافِهِمْ ولغطهم.
[ر: ١١٤]
٦ ‏/ ٢٦٨٠
٢٧ – بَاب: نَهْيِ النَّبِيِّ ﷺ عَلَى التَّحْرِيمِ إِلَّا مَا تُعرف إِبَاحَتُهُ، وَكَذَلِكَ أَمْرُهُ.
نَحْوَ قَوْلِهِ حِينَ أحلُّوا: (أَصِيبُوا مِنَ النِّسَاءِ). وَقَالَ جَابِرٌ: وَلَمْ يَعْزِمْ عَلَيْهِمْ، وَلَكِنْ أحلهنَّ لهم.
[ر: ٦٩٣٣]
وَقَالَتْ أُمُّ عَطِيَّةَ: نُهِينَا عَنِ اتِّبَاعِ الْجَنَازَةِ ولم يُعزم علينا.
[ر: ١٢١٩]


(ما تعرف إباحته) بقرينة أو بقيام دليل على ذلك. (وكذلك أمره) أي يجب امتثاله وتحرم مخالفته، ما لم تدل قرينة أو يقم دليل على إرادة الندب ونحوه. (ولم يعزم ..) أي لم يشدد علينا في النهي، فدل على أنه للكراهة لا للتحريم.
٦ ‏/ ٢٦٨١
٦٩٣٣ – حدثنا المكي بن إبراهيم، عن بن جُرَيْجٍ: قَالَ عَطَاءٌ: قَالَ جَابِرٌ.
قَالَ أَبُو عَبْد اللَّهِ: وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ البُرْسَانِيُّ، عن ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ فِي أُنَاسٍ مَعَهُ قَالَ:
أَهْلَلْنَا أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فِي الْحَجِّ خَالِصًا لَيْسَ مَعَهُ عُمْرَةٌ، قَالَ عَطَاءٌ: قَالَ جَابِرٌ: فَقَدِمَ النَّبِيُّ ﷺ صُبْحَ رَابِعَةٍ مَضَتْ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ، فَلَمَّا قَدِمْنَا أَمَرَنَا النَّبِيُّ ﷺ أَنْ نحلَّ، وَقَالَ: (أحلُّوا وَأَصِيبُوا مِنَ النِّسَاءِ). قَالَ عَطَاءٌ: قَالَ جَابِرٌ: وَلَمْ يَعْزِمْ عَلَيْهِمْ، وَلَكِنْ أحلهنَّ لَهُمْ، فَبَلَغَهُ أنَّا نَقُولُ: لَمَّا لَمْ يَكُنْ بَيْنَنَا وَبَيْن عَرَفَةَ إِلَّا خَمْسٌ، أَمَرَنَا أَنْ نحلَّ إِلَى نِسَائِنَا، فَنَأْتِي عَرَفَةَ تَقْطُرُ مَذَاكِيرُنَا الْمَذْيَ، قَالَ: وَيَقُولُ جَابِرٌ بِيَدِهِ هَكَذَا، وَحَرَّكَهَا، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فَقَالَ: (قَدْ عَلِمْتُمْ أَنِّي أَتْقَاكُمْ لِلَّهِ، وَأَصْدَقُكُمْ وَأَبَرُّكُمْ، وَلَوْلَا هَدْيِي لَحَلَلْتُ كَمَا تَحِلُّونَ، فَحِلُّوا، فَلَوِ اسْتَقْبَلْتُ مِنْ أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرْتُ مَا أَهْدَيْتُ). فَحَلَلْنَا وسمعنا وأطعنا.
[ر: ١٤٨٢]


أخرجه مسلم في الحج، باب: بيان وجوه الإحرام ..، رقم: ١٢١٣.
(أحلوا) تحللوا من الإحرام. (أصيبوا ..) جامعوا النساء، وهذا الأمر للإباحة وليس للوجوب، لأنه جاء بعد الحظر، أي المنع من معاشرة النساء حال الإحرام. (المذي) بلل لزج يخرج من الذكر عند ملاعبة النساء وثوران الشهوة، ولا يجب فيه الغسل، وهو نجس، وخروجه يوجب الوضوء. وفي رواية (المني). (هكذا، وحركها) أمالها إشارة إلى تفطر ما يخرج من الذكر وكيفيته.
٦ ‏/ ٢٦٨١
٦٩٣٤ – حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، عَنْ الْحُسَيْنِ، عَنْ ابْنِ بُرَيْدَةَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ الْمُزَنِيُّ،
عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: (صَلُّوا قَبْلَ صَلَاةِ الْمَغْرِبِ). قَالَ فِي الثَّالِثَةِ: (لِمَنْ شَاءَ). كَرَاهِيَةَ أَنْ يَتَّخِذَهَا النَّاسُ سنة.
[ر: ١١٢٨]
٦ ‏/ ٢٦٨١
٢٨ – بَاب: قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ﴾ /الشورى: ٣٨/. ﴿وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ﴾ /آل عمران: ١٥٩/. وَأَنَّ الْمُشَاوَرَةَ قَبْلَ الْعَزْمِ وَالتَّبَيُّنِ، لِقَوْلِهِ: ﴿فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ﴾. /آل عمران: ١٥٩/. فَإِذَا عَزَمَ الرَّسُولُ ﷺ لَمْ يَكُنْ لِبَشَرٍ التَّقَدُّمُ عَلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ.
وَشَاوَرَ النَّبِيُّ ﷺ أَصْحَابَهُ يَوْمَ أُحُدٍ فِي الْمُقَامِ وَالْخُرُوجِ فَرَأَوْا لَهُ الْخُرُوجَ، فَلَمَّا لَبِسَ لأمَتَهُ وَعَزَمَ قَالُوا: أَقِمْ، فَلَمْ يَمِلْ إِلَيْهِمْ بَعْدَ الْعَزْمِ وَقَالَ: (لَا يَنْبَغِي لِنَبِيٍّ يَلْبَسُ لأمَتَهُ فَيَضَعُهَا، حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ).
وَشَاوَرَ عَلِيًّا وَأُسَامَةَ فِيمَا رَمَى بِهِ أَهْلُ الْإِفْكِ عَائِشَةَ فَسَمِعَ مِنْهُمَا حَتَّى نَزَلَ الْقُرْآنُ، فَجَلَدَ الرَّامِينَ وَلَمْ يَلْتَفِتْ إِلَى تَنَازُعِهِمْ، وَلَكِنْ حَكَمَ بما أمره الله.
[ر: ٦٩٣٥]
وَكَانَتِ الْأَئِمَّةُ بَعْدَ النَّبِيِّ ﷺ يَسْتَشِيرُونَ الْأُمَنَاءَ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ فِي الْأُمُورِ الْمُبَاحَةِ لِيَأْخُذُوا بِأَسْهَلِهَا، فَإِذَا وَضَحَ الْكِتَابُ أَوِ السُّنَّةُ لَمْ يَتَعَدَّوْهُ إِلَى غَيْرِهِ، اقْتِدَاءً بِالنَّبِيِّ ﷺ.
وَرَأَى أَبُو بَكْرٍ قِتَالَ مَنْ مَنَعَ الزَّكَاةَ، فَقَالَ عُمَرُ: كَيْفَ تُقَاتِلُ النَّاسَ وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَإِذَا قَالُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلَّا بِحَقِّهَا وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ). فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَاللَّهِ لأقاتلنَّ مَنْ فرَّق بَيْنَ مَا جَمَعَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، ثُمَّ تَابَعَهُ بَعْدُ عُمَرُ [ر: ٦٨٥٥].
فَلَمْ يَلْتَفِتْ أَبُو بَكْرٍ إِلَى مَشُورَةٍ، إِذْ كَانَ عِنْدَهُ حُكْمُ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فِي الَّذِينَ فَرَّقُوا بَيْنَ الصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ، وَأَرَادُوا تَبْدِيلَ الدِّينِ وَأَحْكَامِهِ، وَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (مَنْ بدَّل دِينَهُ فاقتلوه).
[ر: ٦٥٢٤]
وكان القرَّاء أصحاب مشورة عمر، كهولًا أَوْ شبَّانًا، وَكَانَ وقَّافًا عِنْدَ كِتَابِ اللَّهِ عز وجل.
[ر: ٦٨٥٦]


(لأمته) آلة الحرب من سلاح وغيره. (أقم) ابق في المدينة ولا تخرج منها. (تنازعهم) اختلاف علي وأسامة رضي الله عنهما في الرأي.
٦ ‏/ ٢٦٨٢
٦٩٣٥ – حدثنا الْأُوَيْسِيُّ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ صَالِحٍ، عن ابْنِ شِهَابٍ: حَدَّثَنِي عُرْوَةُ، وَابْنُ الْمُسَيَّبِ، وَعَلْقَمَةُ بْنُ وقَّاص، وَعُبَيْدُ اللَّهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها،
حِينَ قَالَ لَهَا أَهْلُ الْإِفْكِ مَا قَالُوا: قَالَتْ: وَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ وأسامة بن زيد رضي الله عنهما حِينَ اسْتَلْبَثَ الْوَحْيُ، يَسْأَلُهُمَا وَهُوَ يَسْتَشِيرُهُمَا فِي فِرَاقِ أَهْلِهِ،

⦗٢٦٨٣⦘
فَأَمَّا أُسَامَةُ: فَأَشَارَ بِالَّذِي يَعْلَمُ مِنْ بَرَاءَةِ أَهْلِهِ، وَأَمَّا عَلِيٌّ فَقَالَ: لَمْ يضيِّق اللَّهُ عَلَيْكَ، وَالنِّسَاءُ سِوَاهَا كَثِيرٌ، وَسَلِ الْجَارِيَةَ تَصْدُقْكَ. فَقَالَ: (هَلْ رَأَيْتِ مِنْ شَيْءٍ يَرِيبُكِ). قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ أَمْرًا أَكْثَرَ مِنْ أَنَّهَا جَارِيَةٌ حَدِيثَةُ السِّنِّ، تَنَامُ عَنْ عَجِينِ أَهْلِهَا، فَتَأْتِي الدَّاجِنُ فَتَأْكُلُهُ، فَقَامَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَقَالَ: (يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ، مَنْ يَعْذُرُنِي مِنْ رَجُلٍ بَلَغَنِي أَذَاهُ فِي أَهْلِي، وَاللَّهِ مَا عَلِمْتُ عَلَى أَهْلِي إِلَّا خَيْرًا). فَذَكَرَ بَرَاءَةَ عائشة.

٦ ‏/ ٢٦٨٢
٦٩٣٦ – وقال أبو أسامة، عن هشام. وحدثني مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي زَكَرِيَّاءَ الغسَّاني، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ:
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ خَطَبَ النَّاسَ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَقَالَ: (مَا تُشِيرُونَ عليَّ فِي قَوْمٍ يسبُّون أَهْلِي، مَا عَلِمْتُ عَلَيْهِمْ مِنْ سُوءٍ قَطُّ).
وَعَنْ عُرْوَةَ قَالَ: لَمَّا أُخْبِرَتْ عَائِشَةُ بِالْأَمْرِ قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَتَأْذَنُ لِي أَنْ أَنْطَلِقَ إِلَى أَهْلِي؟ فَأَذِنَ لَهَا، وَأَرْسَلَ مَعَهَا الْغُلَامَ. وَقَالَ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ: سُبْحَانَكَ، مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا، سُبْحَانَكَ هَذَا بهتان عظيم.
[ر: ٢٤٥٣]


(رجل) هو أبو أيوب خالد بن زيد رضي الله عنه. (سبحانك) ننزهك عن أن تفعل زوجة نبيك وخاتم رسلك الفاحشة. (بهذا) بالذي تكلم به الناس وخاضوا فيه من الاتهام بالفاحشة. (بهتان) كذب بالغ النهاية، يبهت من يسمعه ويدهشه. وقد أنزل الله عز وجل قوله هذا قرآنًا يتلى في سورة النور /١٦/.

عن معز نوني

متحصّل على شهادة ختم الدروس للمعهد الأعلى لتكوين المعلمين بقفصة دفعة 2000، يعمل حاليًّا أستاذ مدارس إبتدائية

شاهد أيضاً

١ – بَدْءُ الْوَحْيِ.

قَالَ الشَّيْخُ الْإِمَامُ الْحَافِظُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمُغِيرَةِ الْبُخَارِيُّ …