١٠٠ – كتاب التوحيد.

١ – بَاب: مَا جَاءَ فِي دُعَاءِ النَّبِيِّ ﷺ أُمَّتَهُ إِلَى تَوْحِيدِ اللَّهِ تبارك وتعالى.


(التوحيد) اعتقاد أن الله سبحانه وتعالى واحد في ذاته وصفاته وأفعاله، ويطلق على إثبات ذلك بالحجة والدليل.
٦ ‏/ ٢٦٨٥
٦٩٣٧ – حدثنا أبو عاصم: حدثنا زكرياء بن إسحق، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَيْفِيٍّ، عَنْ أَبِي مَعْبَدٍ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما:
إن النبي ﷺ بعث مُعَاذًا إِلَى الْيَمَنِ. وَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الْأَسْوَدِ: حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْعَلَاءِ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الله بن محمد بْنِ صَيْفِيٍّ: أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا مَعْبَدٍ، مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: لَمَّا بَعَثَ النَّبِيُّ ﷺ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ إِلَى نَحْوِ أَهْلِ الْيَمَنِ، قَالَ لَهُ: (إِنَّكَ تَقْدَمُ عَلَى قَوْمٍ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ، فَلْيَكُنْ أَوَّلَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَى أَنْ يُوَحِّدُوا اللَّهَ تَعَالَى، فَإِذَا عَرَفُوا ذَلِكَ، فأخبرهم أن الله فَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي يَوْمِهِمْ وَلَيْلَتِهِمْ، فَإِذَا صَلَّوْا، فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ زَكَاةً فِي أَمْوَالِهِمْ، تُؤْخَذُ مِنْ غنيِّهم فتردُّ عَلَى فَقِيرِهِمْ، فَإِذَا أقرُّوا بِذَلِكَ فَخُذْ مِنْهُمْ، وتوقَّ كرائم أموال الناس).
[ر: ١٣٣١]
٦ ‏/ ٢٦٨٥
٦٩٣٨ – حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ وَالْأَشْعَثِ بْنِ سُلَيْمٍ: سَمِعَا الْأَسْوَدَ بْنَ هِلَالٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ:
قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (يَا مُعَاذُ، أَتَدْرِي مَا حَقُّ اللَّهِ عَلَى الْعِبَادِ). قَالَ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: (أَنْ يَعْبُدُوهُ وَلَا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، أَتَدْرِي مَا حَقُّهُمْ عَلَيْهِ). قَالَ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قال: (أن لا يعذبهم).
[ر: ٢٧٠١]
٦ ‏/ ٢٦٨٥
٦٩٣٩ – حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ:
أَنَّ رَجُلًا سَمِعَ رَجُلًا يَقْرَأُ: ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾. يُرَدِّدُهَا، فَلَمَّا أَصْبَحَ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ فَذَكَرَ لَهُ ذَلِكَ، وَكَأَنَّ الرَّجُلَ يتقالُّها،

⦗٢٦٨٦⦘
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنَّهَا لَتَعْدِلُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ).
زَادَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ: أَخْبَرَنِي أَخِي قَتَادَةُ بْنُ النُّعْمَانِ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ.
[ر: ٤٧٢٦]


(وكأن) بالهمزة، حرف مشبه بالفعل، ويروى (وكان) بدون همزة، فعل ماض ناقص. (أخي) قتادة بن النعمان أخو أبي سعيد الخدري من أمه، رضي الله عنهما.
٦ ‏/ ٢٦٨٥
٦٩٤٠ – حدثنا محمد: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ: حَدَّثَنَا عَمْرٌو، عَنْ ابْنِ أَبِي هِلَالٍ: أَنَّ أَبَا الرِّجَالِ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ حَدَّثَهُ، عَنْ أُمِّهِ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَكَانَتْ فِي حَجْرِ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ ﷺ، عَنْ عَائِشَةَ:
أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ بَعَثَ رَجُلًا عَلَى سريَّة، وكان يقرأ لأصحابه في صلاته فَيَخْتِمُ بِ: ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾. فَلَمَّا رَجَعُوا ذَكَرُوا ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ ﷺ فَقَالَ: (سَلُوهُ لِأَيِّ شَيْءٍ يَصْنَعُ ذَلِكَ). فَسَأَلُوهُ فَقَالَ: لِأَنَّهَا صِفَةُ الرَّحْمَنِ، وَأَنَا أُحِبُّ أَنْ أَقْرَأَ بِهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (أخبروه أن الله يحبه).
[ر: ٧٤١]


أخرجه مسلم في صلاة المسافرين وقصرها، باب: فضل قراءة قل هو الله أحد، رقم: ٨١٣.
(حجر عائشة) حضانتها ورعايتها. (على سرية) أميرًا عليها، وهي القطعة من الجيش لا تتجاوز الأربعمائة. (بقل هو ..) أي بكامل السورة التي تبدأ بهذه الجملة. (صفة الرحمن) لأن فيها أسماءه وصفاته، وأسماؤه مشتقة من صفاته. (يحبه) يقبل منه ويقربه إليه ويزيده ثوابًا. وانظر الحديث [٧٤١]].
٦ ‏/ ٢٦٨٦
٢ – بَاب: قَوْلِ اللَّهِ تبارك وتعالى: ﴿قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فله الأسماء الحسنى﴾ /الإسراء: ١١٠ /.


(ومعنى الآية): سم الخالق سبحانه وتعالى بما شئت: الله أو الرحمن، فهو حسن، لأنه سبحانه متصف بالكمال، وجميع أسمائه حسنة.
٦ ‏/ ٢٦٨٦
٦٩٤١ – حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وهب وأبي ظبيان، عَنْ جَرِيرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (لا يرحم الله من لا يرحم الناس).
[ر: ٥٦٦٧]
٦ ‏/ ٢٦٨٦
٦٩٤٢ – حدنا أَبُو النُّعْمَانِ: حَدَّثَنَا حمَّاد بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ قَالَ:
كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ ﷺ إِذْ جَاءَهُ رَسُولُ إحدى بناته تدعوه إِلَى ابْنِهَا فِي الْمَوْتِ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (ارجع، فَأَخْبِرْهَا إِنَّ لِلَّهِ مَا أَخَذَ وَلَهُ مَا أَعْطَى، وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِأَجَلٍ مُسَمًّى، فَمُرْهَا فلتصبر ولتحتسب). فأعادت الرسول أنها أَقْسَمَتْ

⦗٢٦٨٧⦘
لتأتينَّها، فَقَامَ النَّبِيُّ ﷺ، وَقَامَ مَعَهُ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ وَمُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، فدُفِعَ الصَّبِيُّ إِلَيْهِ وَنَفْسُهُ تَقَعْقَعُ كَأَنَّهَا فِي شَنٍّ، فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ، فَقَالَ لَهُ سَعْدٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا هَذَا؟ قَالَ: (هَذِهِ رَحْمَةٌ جَعَلَهَا اللَّهُ فِي قُلُوبِ عِبَادِهِ، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء).
[ر: ١٢٢٤]

٦ ‏/ ٢٦٨٦
٣ – بَاب: قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرزَّاق ذو القوة المتين﴾ /الذاريات: ٥٨ /.


(المتين) القوي الشديد الذي لا يلحقه في أفعاله مشقة ولا تعب.
٦ ‏/ ٢٦٨٧
٦٩٤٣ – حَدَّثَنَا عَبْدَانُ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ:
قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (مَا أَحَدٌ أَصْبَرُ عَلَى أَذًى سَمِعَهُ مِنَ اللَّهِ، يدعون له الولد، ثم يعافيهم ويرزقهم).
[ر: ٥٧٤٨]
٦ ‏/ ٢٦٨٧
٤ – بَاب: قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا﴾ /الجن: ٢٦/. وَ: ﴿إنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ﴾ /لقمان: ٣٤/. وَ: ﴿أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ﴾ /النساء: ١٦٦/. ﴿وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلا تَضَعُ إِلا بِعِلْمِهِ﴾ /فاطر: ١١/. ﴿إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ﴾ /فصلت: ٤٧ /.
قَالَ يَحْيَى: ﴿الظَّاهِرُ﴾ عَلَى كُلِّ شيء علمًا. ﴿الباطن﴾ /الحديد: ٣/: على كل شيء علمًا.


(الغيب) ما غاب عن الحواس، وما سيكون. (يظهر) يطلع.
(عنده علم الساعة) اختص سبحانه وتعالى بعلم متى يكون قيام القيامة، ولم يطلع عليه أحدًا من خلقه. (أنزله) أي الوحي بالقرآن. (بعلمه) وهو عالم به رقيب عليه. (تضع) تلد. (إليه يرد ..) لا يعلم متى وقت قيامها غيره. (يحيى) هو ابن زياد الفراء المشهور بعلم النحو.
٦ ‏/ ٢٦٨٧
٦٩٤٤ – حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما،
عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: (مَفَاتِيحُ الْغَيْبِ خَمْسٌ، لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا اللَّهُ: لَا يَعْلَمُ مَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ إِلَّا اللَّهُ، وَلَا يَعْلَمُ مَا فِي غَدٍ إِلَّا اللَّهُ، وَلَا يَعْلَمُ مَتَى يَأْتِي الْمَطَرُ أَحَدٌ إِلَّا اللَّهُ، وَلَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِلَّا اللَّهُ، وَلَا يَعْلَمُ مَتَى تَقُومُ السَّاعَةُ إِلَّا اللَّهُ).
[ر: ٩٩٢]
٦ ‏/ ٢٦٨٧
٦٩٤٥ – حدثنا محمد بن يوسف: حدثنا سفيان، عن إِسْمَاعِيلَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ:
مَنْ حَدَّثَكَ أَنَّ مُحَمَّدًا ﷺ رَأَى رَبَّهُ فَقَدْ كَذَبَ، وَهُوَ يَقُولُ: ﴿لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ﴾. وَمَنْ حَدَّثَكَ أَنَّهُ يَعْلَمُ الْغَيْبَ فَقَدْ كَذَبَ، وَهُوَ يَقُولُ: (لَا يَعْلَمُ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ).
[ر: ٣٠٦٢]
٦ ‏/ ٢٦٨٧
٥ – بَاب: قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿السَّلامُ الْمُؤْمِنُ﴾ /الحشر: ٢٣/.
٦ ‏/ ٢٦٨٨
٦٩٤٦ – حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ: حَدَّثَنَا مُغِيرَةُ: حَدَّثَنَا شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ:
كُنَّا نُصَلِّي خَلْفَ النَّبِيِّ ﷺ فَنَقُولُ: السَّلَامُ عَلَى اللَّهِ، فقال النبي ﷺ: (إن اللَّهَ هُوَ السَّلَامُ، وَلَكِنْ قُولُوا: التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ، وَالصَّلَوَاتُ، وَالطَّيِّبَاتُ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله).
[ر: ٧٩٧]
٦ ‏/ ٢٦٨٨
٦ – بَاب: قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿مَلِكِ النَّاسِ﴾ /الناس: ٢/.
فِيهِ ابْنُ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ.
[ر: ٦٩٧٧]
٦ ‏/ ٢٦٨٨
٦٩٤٧ – حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ: أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عن أبي هريرة،
عن النبي ﷺ قَالَ: (يَقْبِضُ اللَّهُ الْأَرْضَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَيَطْوِي السَّمَاءَ بِيَمِينِهِ، ثُمَّ يَقُولُ: أَنَا الْمَلِكُ، أَيْنَ مُلُوكُ الْأَرْضِ).
وَقَالَ شُعَيْبٌ، وَالزُّبَيْدِيُّ، وابن مسافر، وإسحق بْنُ يَحْيَى، عَنْ الزُهري، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، مثله.
[ر: ٤٥٣٤]
٦ ‏/ ٢٦٨٨
٧ – بَاب: قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ /الحشر: ٢٤/. ﴿سبحان ربك رب العزة﴾ /الصافات: ١٨٠/. ﴿وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ﴾ /المنافقون: ٨/. وَمَنْ حَلَفَ بِعِزَّةِ اللَّهِ وَصِفَاتِهِ.
وَقَالَ أَنَسٍ: قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (تَقُولُ جَهَنَّمُ: قَطْ قط وعزتك).
[ر: ٤٥٦٧]
وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ: (يَبْقَى رَجُلٌ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ، آخر أهل النار دخولًا الجنة، فيقول: ربِّ اصْرِفْ وَجْهِي عَنِ النَّارِ، لَا وَعِزَّتِكَ لَا أَسْأَلُكَ غَيْرَهَا). قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: إِنَّ رسول الله ﷺ قال: (قَالَ اللَّهُ عز وجل: لَكَ ذَلِكَ وَعَشَرَةُ أمثاله).
[ر: ٦٢٠٤]
وَقَالَ أَيُّوبُ: (وَعِزَّتِكَ، لَا غِنَى بِي عَنْ بركتك).
[ر: ٢٧٥]
٦ ‏/ ٢٦٨٨
٦٩٤٨ – حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ: حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ المعلِّم: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ:
أن النبي ﷺ كان يَقُولُ: (أَعُوذُ بِعِزَّتِكَ، الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الَّذِي لَا يَمُوتُ، وَالْجِنُّ وَالْإِنْسُ يَمُوتُونَ).


أخرجه مسلم في الذكر والدعاء والتوبة، باب: التعوذ من شر ما عمل ..، رقم: ٢٧١٧.
٦ ‏/ ٢٦٨٨
٦٩٤٩ – حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الْأَسْوَدِ: حَدَّثَنَا حَرَمِيٌّ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النبي ﷺ قَالَ: (لَا يَزَالُ يُلقى في النار).
وَقَالَ لِي خَلِيفَةُ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ.
وَعَنْ مُعْتَمِرٍ: سَمِعْتُ أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، عن النبي ﷺ قال: (لَا يَزَالُ يُلقى فِيهَا وَتَقُولُ: هَلْ مِنْ مَزِيدٍ، حَتَّى يَضَعَ فِيهَا رَبُّ الْعَالَمِينَ قَدَمَهُ، فَيَنْزَوِي بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ، ثُمَّ تَقُولُ: قَدْ، قَدْ، بِعِزَّتِكَ وَكَرَمِكَ، وَلَا تَزَالُ الْجَنَّةُ تَفْضُلُ، حَتَّى يُنْشِئَ اللَّهُ لَهَا خَلْقًا، فَيُسْكِنَهُمْ فَضْلَ الجنة).
[ر: ٤٥٦٧]


(قد، قد) حسبي، حسبي. (تفضل) تزيد وتتسع لغيرهم. (ينشئ) يخلق.
(خلقًا) الله تعالى أعلم بهم.
٦ ‏/ ٢٦٨٩
٨ – بَاب: قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ﴾ /الأنعام: ٧٣/.
٦ ‏/ ٢٦٨٩
٦٩٥٠ – حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ:
كَانَ النَّبِيُّ ﷺ يَدْعُو مِنَ اللَّيْلِ: (اللَّهُمَّ لك الحمد، أنت رب السماوات والأرض، لك الحمد، أنت قيِّم السماوات وَالْأَرْضِ وَمَنْ فيهنَّ، لَكَ الْحَمْدُ، أَنْتَ نُورُ السماوات وَالْأَرْضِ، قَوْلُكَ الْحَقُّ، وَوَعْدُكَ الْحَقُّ، وَلِقَاؤُكَ حَقٌّ، وَالْجَنَّةُ حَقٌّ، وَالنَّارُ حَقٌّ، وَالسَّاعَةُ حَقٌّ، اللَّهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ، وَبِكَ خَاصَمْتُ، وَإِلَيْكَ حَاكَمْتُ، فَاغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ، وَأَسْرَرْتُ وَأَعْلَنْتُ، أَنْتَ إِلَهِي، لَا إِلَهَ لِي غَيْرُكَ).
٦ ‏/ ٢٦٨٩
٦٩٥١ – حَدَّثَنَا ثَابِتُ بْنُ مُحَمَّدٍ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بِهَذَا،
وقال: (أنت الحق، وقولك الحق).
[ر: ١٠٦٩]
٦ ‏/ ٢٦٨٩
٩ – باب: قول الله تعالى: ﴿وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا بصيرًا﴾ /النساء: ١٣٤ /.
وَقَالَ الْأَعْمَشُ، عَنْ تَمِيمٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَسِعَ سَمْعُهُ الْأَصْوَاتَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَى النَّبِيِّ ﷺ: ﴿قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ التي تجادلك في زوجها﴾. /المجادلة: ١/.


(تجادلك ..) تحاورك وتراجعك في أمر زوجها الذي ظاهر منها، أي قال لها: أنت عليَّ كظهر أمي، وقد كان هذا طلاقًا في الجاهلية، ثم نسخ ذلك في الإسلام، وجعلت فيه الكفارة. وهذه المجادلة هي خولة بنت ثعلبة، وزوجها أوس بن الصامت، رضي الله عنهما.
٦ ‏/ ٢٦٨٩
٦٩٥٢ – حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ: حَدَّثَنَا حمَّاد بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ:
كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ ﷺ فِي سَفَرٍ، فَكُنَّا إِذَا عَلَوْنَا كبَّرنا، فَقَالَ: (ارْبَعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ، فَإِنَّكُمْ لَا تَدْعُونَ أصمَّ وَلَا غَائِبًا، تَدْعُونَ سَمِيعًا بَصِيرًا قَرِيبًا). ثُمَّ أَتَى عليَّ وَأَنَا أَقُولُ فِي نَفْسِي: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، فَقَالَ لِي: (يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ قَيْسٍ، قُلْ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، فَإِنَّهَا كَنْزٌ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ). أَوْ قال: (ألا أدلك). به.
[ر: ٢٨٣٠]
٦ ‏/ ٢٦٩٠
٦٩٥٣ – حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ: حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ: أَخْبَرَنِي عَمْرٌو، عَنْ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ: سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو:
أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ رضي الله عنه قَالَ لِلنَّبِيِّ ﷺ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، عَلِّمْنِي دُعَاءً أَدْعُو بِهِ فِي صَلَاتِي. قَالَ: (قُلْ: اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا، وَلَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ، فَاغْفِرْ لِي مِنْ عِنْدِكَ مَغْفِرَةً، إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ).
[ر: ٧٩٩]


أخرجه مسلم في الذكر والدعاء والتوبة، باب: استحباب خفض الصوت بالذكر، رقم: ٢٧٠٥.
٦ ‏/ ٢٦٩٠
٦٩٥٤ – حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ: أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ: حَدَّثَنِي عُرْوَةُ: أَنَّ عَائِشَةَ رضي الله عنها حَدَّثَتْهُ:
قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (إِنَّ جِبْرِيلَ عليه السلام نَادَانِي قَالَ: إِنَّ اللَّهَ قَدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ وَمَا ردُّوا عَلَيْكَ).
[ر: ٣٠٥٩]
٦ ‏/ ٢٦٩٠
١٠ – بَاب: قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿قُلْ هُوَ الْقَادِرُ﴾ /الأنعام: ٦٥/.
٦ ‏/ ٢٦٩٠
٦٩٥٥ – حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ: حَدَّثَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْمَوَالِي قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْمُنْكَدِرِ يُحَدِّثُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْحَسَنِ يَقُولُ: أَخْبَرَنِي جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ السَّلَمِيُّ قَالَ:
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يعلِّم أَصْحَابَهُ الِاسْتِخَارَةَ في الأمور كلها، كما يعلم السُّورَةَ مِنَ الْقُرْآنِ، يَقُولُ: (إِذَا همَّ أَحَدُكُمْ بِالْأَمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الْفَرِيضَةِ، ثُمَّ لِيَقُلِ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ، وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ، فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلَا أَقْدِرُ، وَتَعْلَمُ وَلَا أَعْلَمُ، وَأَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ، اللَّهُمَّ فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ هَذَا الْأَمْرَ – ثُمَّ تُسَمِّيهِ بِعَيْنِهِ – خَيْرًا لِي فِي عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ – قَالَ: أَوْ فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي – فَاقْدُرْهُ لِي ويسِّره لِي، ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ، اللَّهُمَّ وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهُ شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي

⦗٢٦٩١⦘
وَعَاقِبَةِ أَمْرِي – أَوْ قَالَ: فِي عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ – فَاصْرِفْنِي عَنْهُ، وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ رَضِّنِي به).
[ر: ١١٠٩]

٦ ‏/ ٢٦٩٠
١١ – بَاب: مُقَلِّبِ الْقُلُوبِ.
وَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿وَنُقَلِّبُ أفئدتهم وأبصارهم﴾ /الأنعام: ١١٠/.


(ونقلب أفئدتهم ..) جمع فؤاد، وهو القلب، والمعنى: نوقعهم في حيرة واضطراب، فلا يستقرون على حال.
٦ ‏/ ٢٦٩١
٦٩٥٦ – حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ ابْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:
أَكْثَرُ مَا كَانَ النَّبِيُّ ﷺ يَحْلِفُ: (لَا وَمُقَلِّبِ القلوب).
[ر: ٦٢٤٣]
٦ ‏/ ٢٦٩١
١٢ – بَاب: إِنَّ لِلَّهِ مِائَةَ اسْمٍ إِلَّا وَاحِدًا.
قال ابن عباس: ﴿ذو الجلال﴾ /الرحمن: ٢٧/: العظمة. ﴿البَرُّ﴾ /الطور: ٢٨/: اللطيف.
٦ ‏/ ٢٦٩١
٦٩٥٧ – حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ: حَدَّثَنَا أَبُو الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة:
أن رسول الله ﷺ قال: (إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا، مِائَةً إِلَّا واحدًا، من أحصاها دخل الجنة).
[ر: ٢٥٨٥]
﴿أحصيناه﴾ /يس: ١٢/: حفظناه.
٦ ‏/ ٢٦٩١
١٣ – بَاب: السُّؤَالِ بِأَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى وَالِاسْتِعَاذَةِ بِهَا.
٦ ‏/ ٢٦٩١
٦٩٥٨ – حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،
عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: (إِذَا جَاءَ أَحَدُكُمْ فِرَاشَهُ فَلْيَنْفُضْهُ بصَنِفَةِ ثَوْبِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، وَلْيَقُلْ بِاسْمِكَ رَبِّ وَضَعْتُ جَنْبِي وَبِكَ أَرْفَعُهُ، إِنْ أمسكتَ نَفْسِي فَاغْفِرْ لَهَا، وَإِنْ أَرْسَلْتَهَا فَاحْفَظْهَا بِمَا تَحْفَظُ بِهِ عِبَادَكَ الصَّالِحِينَ).
تَابَعَهُ يَحْيَى وَبِشْرُ بْنُ المفضَّل، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ.
وَزَادَ زُهَيْرٌ وَأَبُو ضَمْرَةَ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّاءَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ.

⦗٢٦٩٢⦘
وَرَوَاهُ ابْنُ عَجْلَانَ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبي ﷺ.
تَابَعَهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَالدَّرَاوَرْدِيُّ وَأُسَامَةُ بن حفص.
[ر: ٥٩٦١]


(بصنفة ثوبه) جانبه أو طرفه، والصنفة: أعلى حاشية الثوب الذي عليه الهدب.
٦ ‏/ ٢٦٩١
٦٩٥٩ – حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ رِبْعِيٍّ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ:
كَانَ النَّبِيُّ ﷺ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ قَالَ: (اللَّهُمَّ بِاسْمِكَ أَحْيَا وَأَمُوتُ). وَإِذَا أَصْبَحَ قَالَ: (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَحْيَانَا بَعْدَ ما أماتنا وإليه النشور).
[ر: ٥٩٥٣]
٦ ‏/ ٢٦٩٢
٦٩٦٠ – حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ حَفْصٍ: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ خَرَشَةَ بْنِ الحرِّ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ:
كَانَ النَّبِيُّ ﷺ إِذَا أَخَذَ مَضْجَعَهُ مِنَ اللَّيْلِ قَالَ: (بِاسْمِكَ نَمُوتُ وَنَحْيَا). فَإِذَا اسْتَيْقَظَ قَالَ: (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَحْيَانَا بعد ما أماتنا وإليه النشور).
[ر: ٥٩٦٦]
٦ ‏/ ٢٦٩٢
٦٩٦١ – حدثنا قتيبة بن سعيد: حدثنا جرير، عن منصور، عَنْ سَالِمِ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَأْتِيَ أَهْلَهُ فَقَالَ: بِاسْمِ اللَّهِ: اللَّهُمَّ جَنِّبْنَا الشَّيْطَانَ، وَجَنِّبْ الشَّيْطَانَ مَا رَزَقْتَنَا، فَإِنَّهُ إِنْ يُقَدَّرْ بَيْنَهُمَا وَلَدٌ في ذلك، لم يضره شيطان أبدًا).
[ر: ١٤١]
٦ ‏/ ٢٦٩٢
٦٩٦٢ – حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ: حَدَّثَنَا فُضَيْلٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ همَّام، عَنْ عديِّ بْنِ حَاتِمٍ قَالَ:
سَأَلْتُ النَّبِيَّ ﷺ قُلْتُ: أُرْسِلُ كِلَابِي المعلَّمة، قَالَ: (إِذَا أَرْسَلْتَ كِلَابَكَ المعلَّمة، وَذَكَرْتَ اسْمَ اللَّهِ، فَأَمْسَكْنَ فَكُلْ، وَإِذَا رَمَيْتَ بِالْمِعْرَاضِ فَخَزَقَ فكل).
[ر: ١٧٣]
٦ ‏/ ٢٦٩٢
٦٩٦٣ – حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى: حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ قَالَ: سَمِعْتُ هِشَامَ بْنَ عُرْوَةَ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ:
قَالُوا: يَا رسول الله، إن هنا أقوامًا حديثًا عهدهم بشرك، يأتوننا بِلُحْمَانٍ، لَا نَدْرِي: يَذْكُرُونَ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا أَمْ لَا؟ قَالَ: (اذْكُرُوا أَنْتُمُ اسْمَ اللَّهِ وَكُلُوا).
تَابَعَهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَالدَّرَاوَرْدِيُّ، وأسامة بن حفص.
[ر: ١٩٥٢]


(بلحمان) جمع لحم.
٦ ‏/ ٢٦٩٢
٦٩٦٤ – حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ:
ضحَّى النبي ﷺ بكبشين، يسمِّي ويكبِّر.
[ر: ٥٢٣٣]
٦ ‏/ ٢٦٩٣
٦٩٦٥ – حدثنا حفص بن عمر: حدثنا شعبة، عن الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ جُنْدَبٍ:
أَنَّهُ شَهِدَ النَّبِيَّ ﷺ يوم النحر صَلَّى ثُمَّ خَطَبَ، فَقَالَ: (مَنْ ذَبَحَ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ فَلْيَذْبَحْ مَكَانَهَا أُخْرَى، وَمَنْ لَمْ يذبح فليذبح باسم الله).
[ر: ٩٤٢]
٦ ‏/ ٢٦٩٣
٦٩٦٦ – حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ: حَدَّثَنَا وَرْقَاءُ، عَنْ عَبْدِ الله بن دينار، عن ابن عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ:
قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (لَا تَحْلِفُوا بِآبَائِكُمْ، وَمَنْ كَانَ حالفًا فليحلف بالله).
[ر: ٢٥٣٣]
٦ ‏/ ٢٦٩٣
١٤ – بَاب: مَا يُذْكَرُ فِي الذَّاتِ وَالنُّعُوتِ وَأَسَامِي اللَّهِ.
وَقَالَ خُبَيب: وَذَلِكَ فِي ذَاتِ الْإِلَهِ، فَذَكَرَ الذَّاتَ بِاسْمِهِ تَعَالَى.
٦ ‏/ ٢٦٩٣
٦٩٦٧ – حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزُهري: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ أَسِيدِ بْنِ جَارِيَةَ الثَّقَفِيُّ، حَلِيفٌ لِبَنِي زُهْرَةَ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ:
بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ عَشَرَةً، مِنْهُمْ خُبَيب الْأَنْصَارِيُّ، فَأَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عِيَاضٍ: أَنَّ ابْنَةَ الْحَارِثِ أَخْبَرَتْهُ: أَنَّهُمْ حِينَ اجْتَمَعُوا اسْتَعَارَ مِنْهَا مُوسَى يستحدُّ بِهَا، فَلَمَّا خَرَجُوا مِنَ الْحَرَمِ لِيَقْتُلُوهُ قَالَ خُبَيب الْأَنْصَارِيُّ:
وَلَسْتُ أُبَالِي حِينَ أقْتَلُ مُسْلِمًا … عَلَى أَيِّ شِقٍّ كَانَ لِلَّهِ مَصْرَعِي
وَذَلِكَ فِي ذَاتِ الْإِلَهِ وَإِنْ يَشَأْ … يُبَارِكْ عَلَى أوصال شِلْوٍ ممزَّع
فقتله بن الْحَارِثِ، فَأَخْبَرَ النَّبِيُّ ﷺ أصحابه خبرهم يوم أصيبوا.
[ر: ٢٨٨٠]
٦ ‏/ ٢٦٩٣
١٥ – بَاب: قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿ويحذِّركم اللَّهُ نَفْسَهُ﴾ /آل عمران: ٢٨ /.
وَقَوْلِهِ جَلَّ ذِكْرُهُ: ﴿تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ﴾ /المائدة: ١١٦/.


(يحذركم ..) ينبهكم الله تعالى أن ينالكم العقاب الصادر منه، بسبب تعرضكم لسخطه بمخالفة أحكامه وموالاة أعدائه. (تعلم ..) لا يغيب عنك ما أخفيه، ويخفى علي ما لم تظهره من علمك.
٦ ‏/ ٢٦٩٣
٦٩٦٨ – حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ: حَدَّثَنَا أَبِي: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: (مَا مِنْ أَحَدٍ أغْيَر مِنَ اللَّهِ، مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ حرَّم الْفَوَاحِشَ،

⦗٢٦٩٤⦘
وَمَا أَحَدٌ أحب إليه المدح من الله).
[ر: ٤٣٥٨]

٦ ‏/ ٢٦٩٣
٦٩٦٩ – حَدَّثَنَا عَبْدَانُ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: (لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ الْخَلْقَ، كَتَبَ فِي كِتَابِهِ، وَهُوَ يَكْتُبُ عَلَى نَفْسِهِ، وَهُوَ وَضْعٌ عِنْدَهُ عَلَى العرش: إن رحمتي تغلب غضبي).
[ر: ٣٠٢٢]


(وضع) موضوع.
٦ ‏/ ٢٦٩٤
٦٩٧٠ – حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ: حَدَّثَنَا أَبِي: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ: سَمِعْتُ أَبَا صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ:
قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِي، فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ ذَكَرْتُهُ فِي ملأ خير منهم، وإن تقرب إلي شبرًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا، وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هرولة).
[٧٠٦٦ – ٧٠٩٨ – ٧٠٩٩]
أخرجه مسلم في الذكر والدعاء والتوبة، باب: الحث على ذكر الله تعالى، وباب: فضل الذكر والدعاء والتقرب إلى الله تعالى. وفي التوبة، باب: الحض على التوبة والفرح بها، رقم: ٢٦٧٥.
(أنا عند ظن عبدي بي) أجازيه بحسب ظنه بي: فإن رجا رحمتي وظن أني أعفو عنه وأغفر له فله ذلك، لأنه لا يرجوه إلا مؤمن علم أن له ربًا يجازي. وإن يئس من رحمتي، وظن أني أعاقبه وأعذبه، فعليه ذلك، لأنه لا ييأس إلا كافر. (معه) بعوني ونصرتي وحفظي. (ذكرته في نفسي) أي إن عظمني وقدسني ونزهني سرًا، كتبت له الثواب والرحمة سرًا، وقيل: إن ذكرني بالتعظيم أذكره بالإنعام. (ملأ) جماعة من الناس. (ملأ خير منهم) جماعة من الملائكة المقربين، وهم أفضل من عامة البشر. (شبرًا) مقدار شبر، وهو قدر بعد ما بين رأس الخنصر ورأس الإبهام، والكف مبسوطة مفرقة الأصابع. (ذراعًا) هي اليد من كل حيوان، وهي من الإنسان: من المرفق إلى أطراف رؤوس الأصابع. (باعًا) هو مسافة ما بين الكفين إذا بسطتهما يمينًا وشمالًا. (هرولة) هي الإسراع في المشي ونوع من العدو، وهذا والذي قبله مجاز عن قبوله سبحانه، وسرعة إجابته للعبد، ومزيد تفضله عليه.
٦ ‏/ ٢٦٩٤
١٦ – بَاب: قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلا وَجْهَهُ﴾ /القصص: ٨٨/.
٦ ‏/ ٢٦٩٤
٦٩٧١ – حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: حَدَّثَنَا حمَّاد بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: ﴿قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا من فوقكم﴾. قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (أَعُوذُ بوجهك). فقال: ﴿أو من تحت أرجلكم﴾. فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (أَعُوذُ بوجهك). قال: ﴿أو يلبسكم شيعًا﴾. فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (هَذَا أيسر).
[ر: ٤٣٥٢]
٦ ‏/ ٢٦٩٤
١٧ – بَاب: قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿ولتُصنع عَلَى عَيْنِي﴾ /طه: ٣٩/: تُغَذَّى. وَقَوْلِهِ جَلَّ ذِكْرُهُ: ﴿تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا﴾ /القمر: ١٤ /.


(لتصنع ..) تربى وتنشأ برعايتي وحفظي، وأنا أنظر إليك بعيني وأرقبك، وهي عين هو أعلم بها سبحانه. (بأعيننا) على مرأى ومشاهدة منا، أو برعايتنا وحفظنا.
٦ ‏/ ٢٦٩٥
٦٩٧٢ – حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حَدَّثَنَا جُوَيْرِيَةُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:
ذُكِرَ الدَّجَّالُ عِنْدَ النَّبِيِّ ﷺ، فَقَالَ: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَخْفَى عَلَيْكُمْ، إِنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِأَعْوَرَ – وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى عَيْنِهِ – وَإِنَّ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ أَعْوَرُ الْعَيْنِ الْيُمْنَى، كَأَنَّ عَيْنَهُ عنبة طافية).
[ر: ٣١٥٩]


(عنبة طافية) ناتئة شاخصة.
٦ ‏/ ٢٦٩٥
٦٩٧٣ – حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ: أَخْبَرَنَا قتادة قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا رضي الله عنه،
عَنِ النبي ﷺ قال: (مَا بَعَثَ اللَّهُ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا أَنْذَرَ قَوْمَهُ الْأَعْوَرَ الْكَذَّابَ، إِنَّهُ أَعْوَرُ، وَإِنَّ رَبَّكُمْ ليس بأعور، مكتوب بين عينيه كافر).
[ر: ٦٧١٢]
٦ ‏/ ٢٦٩٥
١٨ – باب: ﴿هو الله الخالق البارئ المصوِّر﴾ /الحشر: ٢٤ /.


(البارئ) الخالق البريء من التفاوت والتنافر في خلقه. (المصور) المبدع لصور المخلوقات ومرتبها بصورة يترتب عليها خواصها ويتم بها كمالها.
٦ ‏/ ٢٦٩٥
٦٩٧٤ – حدثنا إسحق: حَدَّثَنَا عفَّان: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ: حَدَّثَنَا مُوسَى، هُوَ ابْنُ عُقْبَةَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حبَّان، عَنْ ابْنِ مُحَيْرِيزٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ فِي غَزْوَةِ بَنِي الْمُصْطَلِقِ:
أَنَّهُمْ أَصَابُوا سَبَايَا، فَأَرَادُوا أَنْ يَسْتَمْتِعُوا بهنَّ وَلَا يَحْمِلْنَ، فسألوا النَّبِيَّ ﷺ عَنِ الْعَزْلِ، فَقَالَ:
(مَا عَلَيْكُمْ أَنْ لَا تَفْعَلُوا، فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ كَتَبَ مَنْ هُوَ خَالِقٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ). وَقَالَ مُجَاهِدٌ، عَنْ قَزَعَةَ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ فَقَالَ: قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (لَيْسَتْ نَفْسٌ مَخْلُوقَةٌ إِلَّا اللَّهُ خالقها).
[ر: ٢١١٦]


(يستمتعوا بهن) يجامعوهن. (نفس مخلوقة) قدر الله تعالى أن تخلق وتخرج للوجود.
٦ ‏/ ٢٦٩٥
١٩ – بَاب: قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿لِمَا خلقتُ بيديَّ﴾ /ص: ٧٥ /.


(خلقت بيدي) لا بوساطة أب ولا أم.
٦ ‏/ ٢٦٩٥
٦٩٧٥ – حَدَّثَنِي مُعَاذُ بْنُ فَضَالَةَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ:
أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قال: (يحمع اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ، فَيَقُولُونَ: لَوِ اسْتَشْفَعْنَا إِلَى رَبِّنَا حَتَّى يُرِيحَنَا

⦗٢٦٩٦⦘
مِنْ مَكَانِنَا هَذَا، فَيَأْتُونَ آدَمَ فَيَقُولُونَ: يَا آدَمُ، أَمَا تَرَى النَّاسَ، خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ، وَأَسْجَدَ لَكَ مَلَائِكَتَهُ، وَعَلَّمَكَ أَسْمَاءَ كُلِّ شَيْءٍ، اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّنَا حَتَّى يُرِيحَنَا مِنْ مَكَانِنَا هَذَا، فَيَقُولُ: لَسْتُ هُنَاكَ، وَيَذْكُرُ لَهُمْ خَطِيئَتَهُ الَّتِي أصاب، وَلَكِنْ ائْتُوا نُوحًا، فَإِنَّهُ أَوَّلُ رَسُولٍ بَعَثَهُ اللَّهُ إِلَى أَهْلِ الْأَرْضِ، فَيَأْتُونَ نُوحًا، فَيَقُولُ: لَسْتُ هُنَاكُمْ، وَيَذْكُرُ خَطِيئَتَهُ الَّتِي أَصَابَ، وَلَكِنْ ائْتُوا إِبْرَاهِيمَ خَلِيلَ الرَّحْمَنِ، فَيَأْتُونَ إِبْرَاهِيمَ فَيَقُولُ: لَسْتُ هُنَاكُمْ، وَيَذْكُرُ لَهُمْ خَطَايَاهُ الَّتِي أَصَابَهَا، وَلَكِنْ ائْتُوا مُوسَى، عَبْدًا آتَاهُ اللَّهُ التَّوْرَاةَ وَكَلَّمَهُ تَكْلِيمًا، فَيَأْتُونَ مُوسَى فَيَقُولُ: لَسْتُ هُنَاكُمْ، وَيَذْكُرُ لَهُمْ خَطِيئَتَهُ الَّتِي أَصَابَ، وَلَكِنْ ائْتُوا عِيسَى، عَبْدَ اللَّهِ وَرَسُولَهُ، وَكَلِمَتَهُ وَرُوحَهُ، فَيَأْتُونَ عِيسَى فَيَقُولُ: لَسْتُ هُنَاكُمْ، وَلَكِنْ ائْتُوا مُحَمَّدًا ﷺ، عَبْدًا غُفِرَ لَهُ ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فيأتونني فَأَنْطَلِقُ فَأَسْتَأْذِنُ عَلَى رَبِّي فَيُؤْذَنُ لِي عَلَيْهِ، فَإِذَا رَأَيْتُ رَبِّي وَقَعْتُ لَهُ سَاجِدًا، فَيَدَعُنِي مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَدَعَنِي، ثُمَّ يُقَالُ لِي: ارْفَعْ مُحَمَّدُ، وَقُلْ يُسمع، وَسَلْ تُعطه، وَاشْفَعْ تُشفَّع، فَأَحْمَدُ رَبِّي بِمَحَامِدَ علَّمنيها، ثُمَّ أشفع، فيحدُّ لي حدا فأدخلهم الجنة، ثم أَرْجِعُ فَإِذَا رَأَيْتُ رَبِّي وَقَعْتُ سَاجِدًا، فَيَدَعُنِي مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَدَعَنِي، ثُمَّ يُقَالُ: ارْفَعْ مُحَمَّدُ، وَقُلْ يُسمع، وَسَلْ تُعطه، وَاشْفَعْ تُشفَّع، فَأَحْمَدُ رَبِّي بِمَحَامِدَ علَّمنيها رَبِّي، ثُمَّ أشفع فيحدُّ لي حدا فأدخلهم الجنة، ثم أَرْجِعُ، فَإِذَا رَأَيْتُ رَبِّي وَقَعْتُ سَاجِدًا، فَيَدَعُنِي مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَدَعَنِي، ثُمَّ يُقَالُ: ارْفَعْ مُحَمَّدُ، قُلْ يُسمع، وَسَلْ تُعطه، وَاشْفَعْ تُشفَّع، فأحمد ربي بمحامد علَّمنيها، ثم أشفع فيحدُّ لِي حَدًّا فَأُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ، ثُمَّ أَرْجِعُ فَأَقُولُ: يَا رَبِّ مَا بَقِيَ فِي النَّارِ إِلَّا مَنْ حَبَسَهُ الْقُرْآنُ، وَوَجَبَ عَلَيْهِ الْخُلُودُ). قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (يَخْرُجُ مِنَ النَّارِ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَكَانَ فِي قَلْبِهِ مِنَ الْخَيْرِ مَا يَزِنُ شَعِيرَةً، ثُمَّ يَخْرُجُ مِنَ النَّارِ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَكَانَ فِي قَلْبِهِ مِنَ الْخَيْرِ مَا يَزِنُ بُرَّة، ثُمَّ يَخْرُجُ مِنَ النَّارِ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَكَانَ فِي قَلْبِهِ مَا يَزِنُ من الخير ذرَّة).
[ر: ٤٢٠٦]


(المؤمنين) يتناول كل المؤمنين من الأمم السابقة. (كذلك) أي مثل الجمع الذي نحن فيه. (خطيئته) وهي الأكل من الشجرة التي نهي عنها.
(أول رسول) المراد أول رسول أرسل إلى الكفار. (خطاياه) أي ما بدر منه مما ظاهره الكذب في ثلاثة مواطن: ﴿إني سقيم﴾ /الصافات: ٨٩/. ﴿بل فعله كبيرهم هذا﴾ /الأنبياء: ٦٣/. وقوله عن سارة عليها السلام: (إنها أختي). [ر: ٢١٠٤]. (الخير) الإيمان. (برة) قمحة. (ذرة) النملة الصغيرة].
٦ ‏/ ٢٦٩٥
٦٩٧٦ – حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ: حَدَّثَنَا أَبُو الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة:
أن رسول الله ﷺ قال: (يَدُ اللَّهِ مَلْأَى لَا يَغِيضُهَا نَفَقَةٌ، سحَّاء اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ. وَقَالَ: أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْفَقَ مُنْذُ خلق السماوات وَالْأَرْضَ، فَإِنَّهُ لَمْ يَغِضْ مَا فِي يَدِهِ. وقال: وكان عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ، وَبِيَدِهِ الْأُخْرَى الْمِيزَانُ، يَخْفِضُ ويرفع).
[ر: ٤٤٠٧]
٦ ‏/ ٢٦٩٧
٦٩٧٧ – حدثنا مقدَّم بن محمد قَالَ: حَدَّثَنِي عَمِّي الْقَاسِمُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ عبيد الله، عن نافع، عن ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، عَنِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ أَنَّهُ قَالَ: (إِنَّ اللَّهَ يقبض يوم القيامة الأرض، وتكون السماوات بِيَمِينِهِ، ثُمَّ يَقُولُ: أَنَا الْمَلِكُ). رَوَاهُ سَعِيدٌ عَنْ مَالِكٍ.
وَقَالَ عُمَرُ بْنُ حَمْزَةَ: سَمِعْتُ سَالِمًا: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ بِهَذَا.
وَقَالَ أَبُو الْيَمَانِ: أخبرنا شعيب، عن الزهري: أخبرني أبو سلمة: أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (يَقْبِضُ اللَّهُ الْأَرْضَ).
[ر: ٤٥٣٤]


أخرجه مسلم في صفات المنافقين وأحكامهم، كتاب: صفة القيامة والجنة والنار، رقم: ٢٧٨٨.
٦ ‏/ ٢٦٩٧
٦٩٧٨ – حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ: سَمِعَ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ، عَنْ سُفْيَانَ: حَدَّثَنِي مَنْصُورٌ وَسُلَيْمَانُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ يَهُودِيًّا جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ فَقَالَ: يا محمد، إن الله يمسك السماوات عَلَى إِصْبَعٍ، وَالْأَرَضِينَ عَلَى إِصْبَعٍ، وَالْجِبَالَ عَلَى إِصْبَعٍ، وَالشَّجَرَ عَلَى إِصْبَعٍ، وَالْخَلَائِقَ عَلَى إِصْبَعٍ، ثُمَّ يَقُولُ: أَنَا الْمَلِكُ. فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ، ثُمَّ قَرَأَ: ﴿وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ﴾.
قَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ: وَزَادَ فِيهِ فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ: فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ تَعَجُّبًا وَتَصْدِيقًا لَهُ.
٦ ‏/ ٢٦٩٧
٦٩٧٩ – حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ: حَدَّثَنَا أَبِي: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: سَمِعْتُ عَلْقَمَةَ يَقُولُ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ:
جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ فَقَالَ: يَا أَبَا الْقَاسِمِ، إِنَّ الله يمسك السماوات عَلَى إِصْبَعٍ، وَالْأَرَضِينَ عَلَى إِصْبَعٍ، وَالشَّجَرَ وَالثَّرَى عَلَى إِصْبَعٍ، وَالْخَلَائِقَ عَلَى إِصْبَعٍ، ثُمَّ يَقُولُ: أَنَا الْمَلِكُ أَنَا الْمَلِكُ. فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ ﷺ ضَحِكَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ، ثُمَّ قَرَأَ: ﴿وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ﴾.
[ر: ٤٥٣٣]
٦ ‏/ ٢٦٩٧
٢٠ – باب: قول النبي ﷺ: (لا شخص أغير من الله).


(لا شخص) الأصح أن يقال: (لا أحد) كما في الحديث.
٦ ‏/ ٢٦٩٨
٦٩٨٠ – حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ، عَنْ ورَّاد كَاتِبِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ الْمُغِيرَةِ قَالَ: قَالَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ:
لَوْ رَأَيْتُ رَجُلًا مَعَ امْرَأَتِي لَضَرَبْتُهُ بِالسَّيْفِ غَيْرَ مُصْفَحٍ، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ فقال: (تعجبون مِنْ غَيْرَةِ سَعْدٍ، وَاللَّهِ لَأَنَا أَغْيَرُ مِنْهُ، وَاللَّهُ أَغْيَرُ مِنِّي، وَمِنْ أَجْلِ غَيْرَةِ اللَّهِ حرَّم الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ، وَلَا أَحَدَ أَحَبُّ إِلَيْهِ الْعُذْرُ مِنَ اللَّهِ، وَمِنْ أَجْلِ ذَلِكَ بَعَثَ الْمُبَشِّرِينَ وَالْمُنْذِرِينَ، وَلَا أَحَدَ أَحَبُّ إِلَيْهِ الْمِدْحَةُ مِنَ اللَّهِ، وَمِنْ أجل ذلك وعد الله الجنة).
[ر: ٦٤٥٤]


أخرجه مسلم في اللعان، رقم: ١٤٩٩.
(الفواحش) جمع فاحشة، وهي كل خصلة قبيحة من الأقوال والأفعال.
(ما ظهر منها وما بطن) سرها وعلانيتها. (العذر) التوبة والإنابة.
(المبشرين والمنذرين) الرسل يبشرون بالثواب لمن تاب وأطاع، وينذرون بالعقاب لمن عصى وأصر على المخالفة. (المدحة) الثناء الحسن بذكر أوصاف الكمال وتنزيهه عما لا يليق به.
٦ ‏/ ٢٦٩٨
٢١ – بَاب: ﴿قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ الله﴾ /الأنعام: ١٩/. فَسَمَّى اللَّهُ تَعَالَى نَفْسَهُ شَيْئًا. وَسَمَّى النَّبِيُّ ﷺ الْقُرْآنَ شَيْئًا، وَهُوَ صِفَةٌ مِنْ صِفَاتِ اللَّهِ. وَقَالَ: ﴿كُلُّ شَيْءٍ هالك إلا وجهه﴾ /القصص: ٨٨ /.
٦ ‏/ ٢٦٩٨
٦٩٨١ – حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ:
قَالَ النَّبِيُّ ﷺ لِرَجُلٍ: (أَمَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ شَيْءٌ). قَالَ: نَعَمْ سُورَةُ كذا وسورة كذا، لسور سمَّاها.
[ر: ٢١٨٦]
٦ ‏/ ٢٦٩٨
٢٢ – بَاب: ﴿وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ﴾ /هود: ٧/. ﴿وَهُوَ ربُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ﴾ /التوبة: ١٢٩ /.
قَالَ أَبُو الْعَالِيَةِ: ﴿استوى إلى السماء﴾: ارتفع. ﴿فسواهنَّ﴾ /البقرة: ٢٩/: خلقهنَّ.
وَقَالَ مُجَاهِدٌ: ﴿اسْتَوَى﴾ عَلَا ﴿عَلَى الْعَرْشِ﴾ /الأعراف: ٥٤/.
وقال ابن عباس: ﴿المجيد﴾ /البروج: ١٥/: الكريم، و﴿الودود﴾ /البروج: ١٤/: الْحَبِيبُ، يُقَالُ: حَمِيدٌ مَجِيدٌ، كَأَنَّهُ فَعِيلٌ مِنْ ماجد، محمود من حَمِدَ.
٦ ‏/ ٢٦٩٨
٦٩٨٢ – حَدَّثَنَا عَبْدَانُ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ جَامِعِ بْنِ شدَّاد، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ:
إِنِّي عِنْدَ النَّبِيِّ ﷺ إِذْ جَاءَهُ قَوْمٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ، فَقَالَ: (اقْبَلُوا الْبُشْرَى يَا بَنِي تَمِيمٍ). قَالُوا: بشَّرتنا فَأَعْطِنَا، فَدَخَلَ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ، فَقَالَ: (اقْبَلُوا الْبُشْرَى يَا أَهْلَ الْيَمَنِ، إِذْ لَمْ يَقْبَلْهَا بَنُو تَمِيمٍ). قَالُوا: قَبِلْنَا، جِئْنَاكَ لِنَتَفَقَّهَ فِي الدِّينِ، وَلِنَسْأَلَكَ عَنْ أَوَّلِ هَذَا الْأَمْرِ مَا كَانَ، قَالَ: (كَانَ اللَّهُ وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ قَبْلَهُ، وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ، ثُمَّ خَلَقَ السماوات وَالْأَرْضَ، وَكَتَبَ فِي الذِّكْرِ كُلَّ شَيْءٍ). ثُمَّ أَتَانِي رَجُلٌ فَقَالَ: يَا عِمْرَانُ أَدْرِكْ نَاقَتَكَ فَقَدْ ذَهَبَتْ، فَانْطَلَقْتُ أَطْلُبُهَا، فَإِذَا السَّرَابُ يَنْقَطِعُ دُونَهَا، وَايْمُ اللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنَّهَا قَدْ ذَهَبَتْ ولم أقم.
[ر: ٣٠١٨]


(وايم الله) يمين الله، وهي من ألفاظ القسم.
٦ ‏/ ٢٦٩٩
٦٩٨٣ – حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ همَّام: حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ،
عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: (إِنَّ يَمِينَ اللَّهِ مَلْأَى لَا يَغِيضُهَا نَفَقَةٌ، سحَّاء اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ، أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْفَقَ منذ خلق السماوات وَالْأَرْضَ، فَإِنَّهُ لَمْ يَنْقُصْ مَا فِي يَمِينِهِ، وَعَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ، وَبِيَدِهِ الْأُخْرَى الْفَيْضُ، أَوِ القبض، يرفع ويخفض).
[ر: ٤٤٠٧]
٦ ‏/ ٢٦٩٩
٦٩٨٤ – حَدَّثَنَا أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ: حَدَّثَنَا حمَّاد بْنُ زَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ:
جَاءَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ يَشْكُو، فَجَعَلَ النَّبِيُّ ﷺ يَقُولُ: (اتَّقِ اللَّهَ، وَأَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ). قَالَ أَنَسٌ: لَوْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ كَاتِمًا شَيْئًا لَكَتَمَ هَذِهِ.
قَالَ فَكَانَتْ زَيْنَبُ تَفْخَرُ عَلَى أَزْوَاجِ النَّبِيِّ ﷺ تَقُولْ: زوَّجكنَّ أهاليكنَّ، وَزَوَّجَنِي الله تعالى من فوق سبع سماوات.
وَعَنْ ثَابِتٍ: ﴿وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مبديه وتخشى الناس﴾. نَزَلَتْ فِي شَأْنِ زَيْنَبَ وَزَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ.


(يشكو) أي سوء خلق زوجته معه. (كاتمًا شيئًا) مخفيا شيئًا من وحي الله تعالى لا يبلغه للناس. (هذه) أي هذه الآية، لما فيها من العتاب له ﷺ.
٦ ‏/ ٢٦٩٩
٦٩٨٥ – حَدَّثَنَا خَلَّادُ بْنُ يَحْيَى: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ طَهْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رضي الله عنه يَقُولُ:
نَزَلَتْ آيَةُ الْحِجَابِ فِي زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ، وَأَطْعَمَ عَلَيْهَا يَوْمَئِذٍ خُبْزًا وَلَحْمًا، وَكَانَتْ تَفْخَرُ عَلَى نِسَاءِ النَّبِيِّ ﷺ، وَكَانَتْ تَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ أنكحني في السماء.
[ر: ٤٥٠٩]
٦ ‏/ ٢٧٠٠
٦٩٨٦ – حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ: حَدَّثَنَا أَبُو الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة،
عن النبي ﷺ قال: (إن اللَّهَ لَمَّا قَضَى الْخَلْقَ، كَتَبَ عِنْدَهُ فَوْقَ عرشه: إن رحمتي سبقت غضبي).
[ر: ٣٠٢٢]
٦ ‏/ ٢٧٠٠
٦٩٨٧ – حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي: حَدَّثَنِي هِلَالٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،
عَنِ النبي ﷺ قال: (من آمَنَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَأَقَامَ الصَّلَاةَ، وَصَامَ رَمَضَانَ، كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، هَاجَرَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، أَوْ جَلَسَ فِي أَرْضِهِ الَّتِي وُلِدَ فِيهَا). قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَفَلَا ننبِّئ النَّاسَ بِذَلِكَ؟ قَالَ: (إِنَّ فِي الْجَنَّةِ مِائَةَ دَرَجَةٍ، أَعَدَّهَا اللَّهُ لِلْمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِهِ، كُلُّ دَرَجَتَيْنِ مَا بَيْنَهُمَا كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، فَإِذَا سَأَلْتُمُ اللَّهَ فَسَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ، فَإِنَّهُ أَوْسَطُ الْجَنَّةِ، وَأَعْلَى الْجَنَّةِ، وَفَوْقَهُ عرش الرحمن، ومنه تَفجَّر أنهار الجنة).
[ر: ٢٦٣٧]
٦ ‏/ ٢٧٠٠
٦٩٨٨ – حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ جَعْفَرٍ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ التَّيْمِيُّ، عَنْ أبيه، عن أبي ذر قال:
دخلت الْمَسْجِدِ وَرَسُولُ اللَّهِ ﷺ جالس، فلما غربت الشمس قَالَ: (يَا أَبَا ذَرٍّ، هَلْ تَدْرِي أَيْنَ تَذْهَبُ هَذِهِ). قَالَ: قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: (فَإِنَّهَا تَذْهَبُ تَسْتَأْذِنُ فِي السُّجُودِ فَيُؤْذَنُ لَهَا، وَكَأَنَّهَا قَدْ قِيلَ لَهَا: ارْجِعِي مِنْ حَيْثُ جِئْتِ، فَتَطْلُعُ مِنْ مَغْرِبِهَا، ثُمَّ قَرَأَ: ذَلِكَ مستقرٌّ لَهَا). فِي قِرَاءَةِ عَبْدِ اللَّهِ.
[ر: ٣٠٢٧]


(قراءة عبد الله) وهي قراءة شاذة، والتواترة: ﴿تجري لمستقرٍّ لها﴾.
٦ ‏/ ٢٧٠٠
٦٩٨٩ – حَدَّثَنَا مُوسَى، عَنْ إِبْرَاهِيمَ: حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ السبَّاق: أَنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ. وَقَالَ اللَّيْثُ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ ابْنِ السبَّاق: أَنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ حَدَّثَهُ قَالَ:
أَرْسَلَ إِلَيَّ أَبُو بَكْرٍ، فَتَتَبَّعْتُ الْقُرْآنَ، حَتَّى وَجَدْتُ

⦗٢٧٠١⦘
آخِرَ سُورَةِ التَّوْبَةِ مَعَ أَبِي خُزَيْمَةَ الْأَنْصَارِيِّ، لَمْ أَجِدْهَا مَعَ أَحَدٍ غَيْرِهِ: ﴿لَقَدْ جَاءَكُمْ رسول من أنفسكم﴾. حَتَّى خَاتِمَةِ ﴿بَرَاءَةٌ﴾.
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ يُونُسَ بِهَذَا، وَقَالَ: مَعَ أبي خزيمة الأنصاري.
[ر: ٤٤٠٢]

٦ ‏/ ٢٧٠٠
٦٩٩٠ – حَدَّثَنَا معلَّى بْنُ أَسَدٍ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، عَنْ سعيد، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ:
كَانَ النَّبِيُّ ﷺ يَقُولُ عِنْدَ الْكَرْبِ: (لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْعَلِيمُ الْحَلِيمُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض رب العرش الكريم).
[ر: ٥٩٨٥]
٦ ‏/ ٢٧٠١
٦٩٩١ – حدثنا محمد بن يوسف: حدثنا سفيان، عن عَمْرُو بْنُ يَحْيَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سعيد الخدري،
عن النبي ﷺ: قال النبي ﷺ: (يَصْعَقُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَإِذَا أَنَا بِمُوسَى آخِذٌ بِقَائِمَةٍ مِنْ قَوَائِمِ الْعَرْشِ).
وَقَالَ الْمَاجِشُونُ: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبي ﷺ قَالَ: (فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ بُعِثَ، فإذا موسى آخذ بالعرش).
[ر: ٢٢٨٠ – ٢٢٨١]
٦ ‏/ ٢٧٠١
٢٣ – بَاب: قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ﴾ /المعارج: ٤/. وَقَوْلِهِ جَلَّ ذِكْرُهُ: ﴿إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ﴾ /فاطر: ١٠/.
وَقَالَ أَبُو جَمْرَةَ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ: بَلَغَ أَبَا ذَرٍّ مَبْعَثُ النَّبِيِّ ﷺ، فَقَالَ لِأَخِيهِ: اعْلَمْ لِي عِلْمَ هَذَا الرَّجُلِ، الَّذِي يَزْعُمُ أَنَّهُ يأتيه الخبر من السماء [ر: ٣٦٤٨]
وقال مجاهد: «العمل الصالح» /فاطر: ١٠/: يرفع الكلم الطيب. يقال: «ذي المعارج»: /المعارج: ٣/: الملائكة تعرج إلى الله.


(تعرج) تصعد وترتفع وترتقي. (الروح) جبريل عليه السلام، وقيل غير ذلك. (يصعد) كناية عن القبول والإثابة. (الكلم الطيب) كل كلام فيه طاعة لله عز وجل، من قراءة قرآن، وذكر لله تعالى، وصلاة على النبي ﷺ، وأمر بمعروف ونهي عن منكر، ونحو ذلك.
(العمل الصالح ..) مراد مجاهد رحمه الله تعالى: أن العمل الصالح – وهو أداء فرائض الله تعالى، كما فسر – هو الذي يرفع الكلم الطيب، أي هو شرط في قبوله من الله تعالى وترتب الثواب عليه، والله أعلم.
٦ ‏/ ٢٧٠١
٦٩٩٢ – حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عن أبي هريرة رضي الله عنه:
أن رسول الله ﷺ قَالَ: (يَتَعَاقَبُونَ فِيكُمْ: مَلَائِكَةٌ بِاللَّيْلِ وَمَلَائِكَةٌ بِالنَّهَارِ، وَيَجْتَمِعُونَ فِي صَلَاةِ الْعَصْرِ وَصَلَاةِ الْفَجْرِ، ثُمَّ يَعْرُجُ الَّذِينَ بَاتُوا فِيكُمْ، فَيَسْأَلُهُمْ، وَهُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ، فَيَقُولُ: كَيْفَ تَرَكْتُمْ عِبَادِي؟ فَيَقُولُونَ: تَرَكْنَاهُمْ وَهُمْ يصلُّون، وأتيناهم وهم يصلُّون).
[ر: ٥٣٠]
٦ ‏/ ٢٧٠٢
٦٩٩٣ – وَقَالَ خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ: حَدَّثَنِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (مَنْ تَصَدَّقَ بِعَدْلِ تَمْرَةٍ مِنْ كَسْبٍ طَيِّبٍ، وَلَا يَصْعَدُ إِلَى اللَّهِ إِلَّا الطَّيِّبُ، فَإِنَّ اللَّهَ يتقبَّلها بِيَمِينِهِ، ثم يربِّيها لصاحبها كَمَا يربِّي أَحَدُكُمْ فَلُوَّهُ، حَتَّى تَكُونَ مِثْلَ الْجَبَلِ). وَرَوَاهُ وَرْقَاءُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَار، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبي ﷺ: (ولا يصعد إلى الله إلا الطيب).
[ر: ١٣٤٤]


أخرجه مسلم في الزكاة، باب: قبول الصدقة من الكسب الطيب وتربيتها، رقم: ١٠١٤.
(بعدل تمرة) ما يعادلها وزنًا أو قيمة. (كسب طيب) حلال ومن طريق مشروع. (يصعد) يقبل. (يتقبلها بيمينه) الله سبحانه وتعالى منزه عن مشابهة مخلوقاته في صورهم وأشكالهم، فيمينه جل وعلا يمين تليق به، وليست جارحة كجوارحنا، وهو تعالى أعلم بها، وإنما ندرك نحن من هذا أن الله تعالى يتقبل هذه الصدقة قبولًا حسنا، ويجزل العطاء لصاحبها، لأن اليمين تصان عادة عن مس الأشياء الدنية، وهو عنوان الرضا وحسن القبول، والله تعالى أعلم. (يربيها) ينميها ويزيد في أجرها.
(فلوه) المهر إذا فطم. (مثل الجبل) كما لو كان تصدق بمقدار الجبل.
٦ ‏/ ٢٧٠٢
٦٩٩٤ – حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ حمَّاد: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ:
أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ ﷺ كَانَ يَدْعُو بِهِنَّ عِنْدَ الْكَرْبِ: (لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْعَظِيمُ الْحَلِيمُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ السماوات، ورب العرش الكريم).
[ر: ٥٩٨٥]
٦ ‏/ ٢٧٠٢
٦٩٩٥ – حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ ابْنِ أَبِي نُعْمٍ، أَوْ أَبِي نُعْمٍ – شَكَّ قَبِيصَةُ – عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: بُعث إلى النبي ﷺ بذهبية فقسمها بين أربعة.
وحدثني إسحق بْنُ نَصْرٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ ابْنِ أَبِي نُعْمٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ:
بَعَثَ عليٌّ، وَهُوَ في اليمن، إلى النبي ﷺ بذهبية

⦗٢٧٠٣⦘
فِي تُرْبَتِهَا، فَقَسَمَهَا بَيْنَ الْأَقْرَعِ بْنِ حَابِسٍ الْحَنْظَلِيِّ، ثُمَّ أَحَدِ بَنِي مُجَاشِعٍ، وَبَيْنَ عُيَيْنَةَ بْنِ بَدْرٍ الْفَزَارِيِّ، وَبَيْنَ عَلْقَمَةَ بْنِ عُلَاثَةَ الْعَامِرِيِّ، ثُمَّ أَحَدِ بَنِي كِلَابٍ، وَبَيْنَ زَيْدِ الخيل الطائي، ثم أحد بني نبهان، فتغيَّظت قُرَيْشٌ وَالْأَنْصَارُ، فَقَالُوا: يُعْطِيهِ صَنَادِيدَ أَهْلِ نَجْدٍ وَيَدَعُنَا، قَالَ: (إِنَّمَا أتألَّفهم). فَأَقْبَلَ رَجُلٌ غَائِرُ الْعَيْنَيْنِ، نَاتِئُ الْجَبِينِ، كثُّ اللِّحْيَةِ، مُشْرِفُ الْوَجْنَتَيْنِ، مَحْلُوقُ الرَّأْسِ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ اتَّقِ اللَّهَ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (فَمَنْ يُطِيعُ اللَّهَ إِذَا عَصَيْتُهُ، فَيَأْمَنُنِي عَلَى أَهْلِ الْأَرْضِ، وَلَا تَأْمَنُونِي). فَسَأَلَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ قَتْلَهُ – أُرَاهُ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ – فَمَنَعَهُ النَّبِيُّ ﷺ، فَلَمَّا ولَّى قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (إن من ضئضئ هذا قومًا يقرؤون الْقُرْآنَ، لَا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الْإِسْلَامِ مُرُوقَ السَّهْمِ مِنَ الرميَّة، يَقْتُلُونَ أَهْلَ الْإِسْلَامِ وَيَدَعُونَ أَهْلَ الْأَوْثَانِ، لَئِنْ أَدْرَكْتُهُمْ لأقتلنَّهم قَتْلَ عاد).
[ر: ٤٠٩٤]

٦ ‏/ ٢٧٠٢
٦٩٩٦ – حَدَّثَنَا عيَّاش بْنُ الْوَلِيدِ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ:
سَأَلْتُ النَّبِيَّ ﷺ عَنْ قَوْلِهِ: ﴿وَالشَّمْسُ تَجْرِي لمستقرٍّ لها﴾. قال: (مستقرُّها تحت العرش).
[ر: ٣٠٢٧]
٦ ‏/ ٢٧٠٣
٢٤ – بَاب: قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ. إلى ربها ناظرة﴾ /القيامة: ٢٢ – ٢٣/.


(ناضرة) من النضرة، وهي البهجة والسرور، والحسن والصفاء.
٦ ‏/ ٢٧٠٣
٦٩٩٧ – حدثنا عمرو بن عون: حدثنا خالد أو هُشَيم، عَنْ إِسْمَاعِيلُ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ جَرِيرِ قَالَ:
كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ النَّبِيِّ ﷺ، إِذْ نَظَرَ إِلَى الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، قَالَ: (إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كَمَا تَرَوْنَ هَذَا الْقَمَرَ، لَا تُضَامُّونَ فِي رُؤْيَتِهِ، فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ لَا تُغْلَبُوا عَلَى صَلَاةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ، وَصَلَاةٍ قَبْلَ غُرُوبِ الشَّمْسِ، فَافْعَلُوا).
٦ ‏/ ٢٧٠٣
٦٩٩٨ – حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى: حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ يُوسُفَ الْيَرْبُوعِيُّ: حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:
قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ عِيَانًا).
٦ ‏/ ٢٧٠٣
٦٩٩٩ – حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ الْجُعْفِيُّ، عَنْ زَائِدَةَ: حَدَّثَنَا بَيَانُ بْنُ بِشْرٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ قَالَ:
خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ لَيْلَةَ

⦗٢٧٠٤⦘
الْبَدْرِ، فَقَالَ: (إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَمَا تَرَوْنَ هَذَا، لَا تضامون في رؤيته).
[ر: ٥٢٩]

٦ ‏/ ٢٧٠٣
٧٠٠٠ – حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حَدَّثَنَا إبراهيم بن سعد، عن ابن شهاب، عن عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ:
أَنَّ النَّاس قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلْ نَرَى رَبَّنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (هَلْ تضارُّون فِي الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ). قَالُوا: لَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: (فَهَلْ تضارُّون فِي الشَّمْسِ لَيْسَ دُونَهَا سَحَابٌ). قَالُوا: لَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: (فَإِنَّكُمْ تَرَوْنَهُ كَذَلِكَ، يَجْمَعُ اللَّهُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيَقُولُ: مَنْ كَانَ يَعْبُدُ شَيْئًا فليتَّبعه، فيتَّبع مَنْ كَانَ يَعْبُدُ الشَّمْسَ الشَّمْسَ، ويتَّبع مَنْ كَانَ يَعْبُدُ الْقَمَرَ الْقَمَرَ، ويتَّبع مَنْ كَانَ يَعْبُدُ الطَّوَاغِيتَ الطَّوَاغِيتَ، وَتَبْقَى هَذِهِ الْأُمَّةُ فِيهَا شَافِعُوهَا، أَوْ مُنَافِقُوهَا – شَكَّ إِبْرَاهِيمُ – فَيَأْتِيهِمُ اللَّهُ فَيَقُولُ: أَنَا رَبُّكُمْ، فَيَقُولُونَ: هَذَا مَكَانُنَا حَتَّى يَأْتِيَنَا رَبُّنَا، فَإِذَا جَاءَنَا رَبُّنَا عَرَفْنَاهُ، فَيَأْتِيهِمُ اللَّهُ فِي صُورَتِهِ الَّتِي يَعْرِفُونَ، فَيَقُولُ: أَنَا رَبُّكُمْ، فَيَقُولُونَ: أَنْتَ رَبُّنَا فيتَّبعونه، ويُضرب الصِّرَاطُ بَيْنَ ظَهْرَيْ جَهَنَّمَ، فَأَكُونُ أَنَا وَأُمَّتِي أَوَّلَ مَنْ يُجِيزُهَا، وَلَا يَتَكَلَّمُ يَوْمَئِذٍ إِلَّا الرُّسُلُ، وَدَعْوَى الرُّسُلِ يَوْمَئِذٍ: اللَّهُمَّ سلِّم سلِّم وَفِي جَهَنَّمَ كَلَالِيبُ مِثْلُ شَوْكِ السَّعْدَانِ، هَلْ رَأَيْتُمُ السَّعْدَانَ). قَالُوا: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: (فَإِنَّهَا مِثْلُ شَوْكِ السَّعْدَانِ، غَيْرَ أَنَّهُ لَا يَعْلَمُ مَا قَدْرَ عِظَمِهَا إِلَّا اللَّهُ، تَخْطَفُ النَّاسَ بِأَعْمَالِهِمْ، فمنهم المؤمن يبقى بعمله، أو الموبَق بِعَمَلِهِ، أَوِ الموثَق بِعَمَلِهِ، وَمِنْهُمُ الْمُخَرْدَلُ، أَوِ الْمُجَازَى، أَوْ نَحْوُهُ، ثُمَّ يَتَجَلَّى، حَتَّى إِذَا فَرَغَ اللَّهُ مِنَ الْقَضَاءِ بَيْنَ الْعِبَادِ، وَأَرَادَ أَنْ يُخْرِجَ بِرَحْمَتِهِ مَنْ أَرَادَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، أَمَرَ الْمَلَائِكَةَ أَنْ يُخرجوا مِنَ النَّارِ مَنْ كَانَ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا، مِمَّنْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَرْحَمَهُ، مِمَّنْ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَيَعْرِفُونَهُمْ فِي النَّارِ بِأَثَرِ السُّجُودِ، تَأْكُلُ النَّارُ ابْنَ آدَمَ إِلَّا أَثَرَ السُّجُودِ، حَرَّمَ اللَّهُ عَلَى النَّارِ أَنْ تَأْكُلَ أَثَرَ السُّجُودِ، فَيَخْرُجُونَ مِنَ النَّارِ قَدِ امتُحِشوا، فيُصَبُّ عَلَيْهِمْ مَاءُ الْحَيَاةِ، فَيَنْبُتُونَ تَحْتَهُ كَمَا تَنْبُتُ الحِبَّةُ فِي حَميل السَّيْلِ، ثُمَّ يَفْرُغُ اللَّهُ مِنَ الْقَضَاءِ بَيْنَ الْعِبَادِ، وَيَبْقَى رجل مُقْبِلٌ بِوَجْهِهِ عَلَى النَّارِ، هُوَ آخِرُ أَهْلِ النَّارِ دُخُولًا الْجَنَّةَ، فَيَقُولُ: أَيْ ربِّ

⦗٢٧٠٥⦘
اصْرِفْ وَجْهِي عَنِ النَّارِ، فَإِنَّهُ قَدْ قَشَبَنِي رِيحُهَا، وَأَحْرَقَنِي ذَكَاؤُهَا، فَيَدْعُو اللَّهَ بِمَا شَاءَ أَنْ يَدْعُوَهُ، ثُمَّ يَقُولُ اللَّهُ: هَلْ عَسَيْتَ إِنْ أعطيت ذَلِكَ أَنْ تَسْأَلَنِي غَيْرَهُ، فَيَقُولُ: لَا وَعِزَّتِكَ لَا أَسْأَلُكَ غَيْرَهُ، وَيُعْطِي رَبَّهُ مِنْ عُهُودٍ وَمَوَاثِيقَ مَا شَاءَ، فَيَصْرِفُ اللَّهُ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ، فَإِذَا أَقْبَلَ عَلَى الْجَنَّةِ وَرَآهَا سَكَتَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَسْكُتَ، ثُمَّ يَقُولُ: أَيْ ربِّ قَدِّمْنِي إِلَى بَابِ الْجَنَّةِ، فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ: أَلَسْتَ قَدْ أَعْطَيْتَ عُهُودَكَ وَمَوَاثِيقَكَ أَنْ لَا تَسْأَلَنِي غَيْرَ الَّذِي أُعْطِيتَ أَبَدًا، وَيْلَكَ يَا ابْنَ آدَمَ مَا أَغْدَرَكَ، فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ، وَيَدْعُو اللَّهَ حَتَّى يَقُولَ: هَلْ عَسَيْتَ إِنْ أُعْطِيتَ ذَلِكَ أَنْ تَسْأَلَ غَيْرَهُ، فَيَقُولُ: لَا وَعِزَّتِكَ لَا أَسْأَلُكَ غَيْرَهُ، وَيُعْطِي مَا شَاءَ مِنْ عُهُودٍ وَمَوَاثِيقَ، فيُقَدِّمه إِلَى بَابِ الْجَنَّةِ، فَإِذَا قَامَ إِلَى بَابِ الْجَنَّةِ انْفَهَقَتْ لَهُ الْجَنَّةُ، فَرَأَى مَا فِيهَا مِنَ الْحَبْرَةِ وَالسُّرُورِ، فَيَسْكُتُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَسْكُتَ، ثُمَّ يَقُولُ: أَيْ ربِّ أَدْخِلْنِي الْجَنَّةَ، فَيَقُولُ اللَّهُ: أَلَسْتَ قَدْ أَعْطَيْتَ عُهُودَكَ وَمَوَاثِيقَكَ أَنْ لَا تَسْأَلَ غَيْرَ مَا أُعْطِيتَ، فَيَقُولُ: وَيْلَكَ يَا ابْنَ آدَمَ مَا أَغْدَرَكَ، فَيَقُولُ: أَيْ ربِّ لَا أكوننَّ أَشْقَى خَلْقِكَ، فَلَا يَزَالُ يَدْعُو حَتَّى يَضْحَكَ اللَّهُ مِنْهُ، فَإِذَا ضَحِكَ مِنْهُ قَالَ لَهُ: ادْخُلِ الْجَنَّةَ، فَإِذَا دَخَلَهَا قَالَ اللَّهُ لَهُ: تمنَّهْ، فَسَأَلَ رَبَّهُ وَتَمَنَّى، حَتَّى إِنَّ اللَّهَ ليذَكِّرُهُ، يَقُولُ: كَذَا وَكَذَا، حَتَّى انْقَطَعَتْ بِهِ الْأَمَانِيُّ، قَالَ اللَّهُ: ذَلِكَ لَكَ وَمِثْلُهُ مَعَهُ).
قَالَ عَطَاءُ بْنُ يَزِيدَ: وَأَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ، لَا يَرُدُّ عَلَيْهِ مِنْ حَدِيثِهِ شَيْئًا، حَتَّى إِذَا حدَّث أَبُو هُرَيْرَةَ: أَنَّ اللَّهَ تبارك وتعالى قَالَ: (ذَلِكَ لَكَ وَمِثْلُهُ مَعَهُ). قَالَ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ: (وَعَشَرَةُ أَمْثَالِهِ مَعَهُ). يَا أَبَا هُرَيْرَةَ. قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: مَا حَفِظْتُ إِلَّا قَوْلَهُ: (ذَلِكَ لَكَ وَمِثْلُهُ مَعَهُ). قَالَ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ: أَشْهَدُ أَنِّي حَفِظْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ قَوْلَهُ: (ذَلِكَ لَكَ وَعَشَرَةُ أَمْثَالِهِ).
قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَذَلِكَ الرَّجُلُ آخِرُ أَهْلِ الْجَنَّةِ دُخُولًا الْجَنَّةَ. [ر: ٧٧٣]


(الحبة) بزرة البقول والعشب، تنبت في جوانب السيل والبراري.
(انفقهت) انفتحت واتسعت. (الحبرة) النعمة وسعة العيش.
٦ ‏/ ٢٧٠٤
٧٠٠١ – حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ سَعِيدِ ابن أَبِي هِلَالٍ، عَنْ زَيْدٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ:
قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلْ نَرَى رَبَّنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ: (هَلْ تضارُّون فِي رُؤْيَةِ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ إِذَا كَانَتْ صَحْوًا). قُلْنَا: لَا، قَالَ: (فَإِنَّكُمْ لَا تضارُّون فِي رُؤْيَةِ رَبِّكُمْ يَوْمَئِذٍ إِلَّا كَمَا تضارُّون فِي رُؤْيَتِهِمَا). ثُمَّ قَالَ: (يُنَادِي مُنَادٍ: لِيَذْهَبْ كُلُّ قَوْمٍ إِلَى مَا كَانُوا يَعْبُدُونَ، فَيَذْهَبُ أَصْحَابُ الصَّلِيبِ مَعَ صَلِيبِهِمْ، وَأَصْحَابُ الْأَوْثَانِ مَعَ أَوْثَانِهِمْ، وَأَصْحَابُ كُلِّ آلِهَةٍ مَعَ آلِهَتِهِمْ، حَتَّى يَبْقَى مَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ، مِنْ بَرٍّ أَوْ فَاجِرٍ، وغُبَّرات مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ، ثُمَّ يُؤْتَى بِجَهَنَّمَ تُعرض كَأَنَّهَا سَرَابٌ، فَيُقَالُ لِلْيَهُودِ: مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ؟ قَالُوا: كُنَّا نَعْبُدُ عُزَيْرَ ابْنَ اللَّهِ، فَيُقَالُ: كَذَبْتُمْ، لَمْ يَكُنْ لِلَّهِ صَاحِبَةٌ وَلَا وَلَدٌ، فَمَا تُرِيدُونَ؟ قَالُوا: نُرِيدُ أَنْ تَسْقِيَنَا، فَيُقَالُ: اشْرَبُوا، فَيَتَسَاقَطُونَ فِي جَهَنَّمَ. ثُمَّ يُقَالُ لِلنَّصَارَى: مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ؟ فَيَقُولُونَ: كُنَّا نَعْبُدُ الْمَسِيحَ ابْنَ اللَّهِ، فَيُقَالُ: كَذَبْتُمْ، لَمْ يَكُنْ لِلَّهِ صَاحِبَةٌ وَلَا وَلَدٌ، فَمَا تُرِيدُونَ؟ فَيَقُولُونَ: نُرِيدُ أَنْ تسقينا، فيقال: اشربوا، فيتساقطون، حَتَّى يَبْقَى مَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ، مِنْ بَرٍّ أَوْ فَاجِرٍ، فَيُقَالُ لَهُمْ: مَا يَحْبِسُكُمْ وَقَدْ ذَهَبَ النَّاسُ؟ فَيَقُولُونَ: فَارَقْنَاهُمْ وَنَحْنُ أَحْوَجُ منَّا إِلَيْهِ الْيَوْمَ، وَإِنَّا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي: لِيَلْحَقْ كُلُّ قَوْمٍ بِمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ، وَإِنَّمَا نَنْتَظِرُ رَبَّنَا، قَالَ: فَيَأْتِيهِمُ الجبَّار فِي صُورَةٍ غَيْرِ صُورَتِهِ الَّتِي رَأَوْهُ فِيهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ، فَيَقُولُ: أَنَا رَبُّكُمْ، فَيَقُولُونَ: أَنْتَ رَبُّنَا، فَلَا يُكَلِّمُهُ إِلَّا الْأَنْبِيَاءُ، فَيَقُولُ: هَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ آيَةٌ تَعْرِفُونَهُ، فَيَقُولُونَ: السَّاقُ، فَيَكْشِفُ عَنْ سَاقِهِ، فَيَسْجُدُ لَهُ كُلُّ مُؤْمِنٍ، وَيَبْقَى مَنْ كَانَ يَسْجُدُ لِلَّهِ رِيَاءً وَسُمْعَةً، فَيَذْهَبُ كَيْمَا يَسْجُدَ فَيَعُودُ ظَهْرُهُ طَبَقًا وَاحِدًا، ثُمَّ يُؤْتَى بِالْجَسْرِ فيُجعل بَيْنَ ظَهْرَيْ جَهَنَّمَ). قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا الْجَسْرُ؟ قَالَ: (مَدْحَضَةٌ مَزِلَّةٌ، عَلَيْهِ خطاطيف وكلاليب، وحسكة

⦗٢٧٠٧⦘
مفلطحة لها شوكة عقيفة، تَكُونُ بِنَجْدٍ، يُقَالُ لَهَا: السَّعْدَانُ، الْمُؤْمِنُ عَلَيْهَا كَالطَّرْفِ وَكَالْبَرْقِ وَكَالرِّيحِ، وَكَأَجَاوِيدِ الْخَيْلِ وَالرِّكَابِ، فَنَاجٍ مسلَّم وَنَاجٍ مَخْدُوشٌ، وَمَكْدُوسٌ فِي نَارِ جَهَنَّمَ، حَتَّى يَمُرَّ آخِرُهُمْ يُسْحَبُ سَحْبًا، فَمَا أَنْتُمْ بِأَشَدَّ لِي مُنَاشَدَةً فِي الْحَقِّ قَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِ يَوْمَئِذٍ لِلْجَبَّارِ، وَإِذَا رَأَوْا أَنَّهُمْ قَدْ نَجَوْا، فِي إِخْوَانِهِمْ، يَقُولُونَ: رَبَّنَا إِخْوَانُنَا، كَانُوا يُصَلُّونَ مَعَنَا، وَيَصُومُونَ مَعَنَا، وَيَعْمَلُونَ مَعَنَا، فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: اذْهَبُوا فَمَنْ وَجَدْتُمْ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالَ دِينَارٍ مِنْ إِيمَانٍ فَأَخْرِجُوهُ، ويحرِّم اللَّهُ صُوَرَهُمْ عَلَى النَّارِ، فَيَأْتُونَهُمْ وَبَعْضُهُمْ قَدْ غَابَ فِي النَّارِ إِلَى قَدَمِهِ، وَإِلَى أَنْصَافِ سَاقَيْهِ، فيُخرجون مَنْ عَرَفُوا، ثُمَّ يَعُودُونَ، فَيَقُولُ: اذْهَبُوا فَمَنْ وَجَدْتُمْ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالَ نِصْفِ دِينَارٍ فَأَخْرِجُوهُ، فيُخرجون مَنْ عَرَفُوا ثُمَّ يَعُودُونَ، فَيَقُولُ: اذْهَبُوا فَمَنْ وَجَدْتُمْ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ مِنْ إِيمَانٍ فَأَخْرِجُوهُ، فيُخرجون مَنْ عَرَفُوا). قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: فَإِنْ لَمْ تُصَدِّقُونِي فاقرؤوا: ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تك حسنة يضاعفها﴾. (فَيَشْفَعُ النَّبِيُّونَ وَالْمَلَائِكَةُ وَالْمُؤْمِنُونَ، فَيَقُولُ الْجَبَّارُ: بَقِيَتْ شَفَاعَتِي، فَيَقْبِضُ قَبْضَةً مِنَ النَّارِ، فَيُخْرِجُ أَقْوَامًا قد امتُحِشوا، فليقون فِي نَهَرٍ بِأَفْوَاهِ الْجَنَّةِ يُقَالُ لَهُ: مَاءُ الْحَيَاةِ، فَيَنْبُتُونَ فِي حَافَتَيْهِ كَمَا تَنْبُتُ الحِبَّة فِي حَمِيلِ السَّيْلِ، قَدْ رَأَيْتُمُوهَا إِلَى جَانِبِ الصخرة، إلى جَانِبِ الشَّجَرَةِ، فَمَا كَانَ إِلَى الشَّمْسِ مِنْهَا كَانَ أَخْضَرَ، وَمَا كَانَ مِنْهَا إِلَى الظِّلِّ كَانَ أَبْيَضَ، فَيَخْرُجُونَ كَأَنَّهُمُ اللُّؤْلُؤُ، فَيُجْعَلُ فِي رِقَابِهِمُ الْخَوَاتِيمُ، فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ، فَيَقُولُ أَهْلُ الْجَنَّةِ: هَؤُلَاءِ عُتَقَاءُ الرَّحْمَنِ، أَدْخَلَهُمُ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ عَمَلٍ عَمِلُوهُ، وَلَا خَيْرٍ قَدَّمُوهُ، فَيُقَالُ لَهُمْ: لَكُمْ ما رأيتم ومثله معه). [ر: ٤٣٠٥]


أخرجه مسلم في الإيمان، باب: معرفة طريق الرؤية، رقم: ١٨٣.
(ما يحبسكم) ما يمنعكم من الذهاب ويقعدكم عنه. (الجبار) الله سبحانه وتعالى، والجبار العالي العظيم الذي لا يقهره أحد ويقهر كل من عداه.
(آية) علامة. (مدحضة) من دحضت رجله إذا زلقت ومالت. (مزلة) موضع تزلق فيه الأقدام. (خطاطيف) جمع خطاف وهو حديدة معوجة يختطف بها الشيء. وفي معناها (الكلاليب) فهي جمع كلوب، وهو حديدة معطوفة الرأس يعلق عليها اللحم، وقيل: هي ما يتناول به الحداد الحديد من النار. (حسكة) شوكة صلبة. (مفلطحة) عريضة. (عقيفة) منعطفة معوجة، وفي نسخة (عُقَيْفاءُ). (بنجد) مكان مرتفع. (مخدوش) مخموش ممزوق. (مكدوس) مصروع أو مدفوع مطرود. (بأشد) بأكثر. (مناشدة ..) مطالبة في حق ظهر لكم في الدنيا. (من المؤمن ..) من طلب المؤمنين من الله في الآخرة. (في إخوانهم) في شأن نجاة إخوانهم من النار، وفي نسخة (وبقي إخوانهم). (مثقال) وزن. (صورهم) معالم خلقتهم، فلا تغيرها النار. (ذرة) مثل للقلة في الوزن، وقيل غير ذلك. (امتشحوا) من المحش، وهو احتراق الجلد وظهور العظم. (حميل السيل) ما يحمله ويجئ به السيل من طين ونحوه، فإنه إذا جاءت فيه حبة واستقرت على شط مجرى السيل نبتت في يوم وليلة، فشبه بها سرعة عود أبدانهم وأجسامهم إليهم، بعد إحراق النار لها.
٦ ‏/ ٢٧٠٦
٧٠٠٢ – وَقَالَ حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ: حَدَّثَنَا همَّام بْنُ يَحْيَى: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه:
أن النبي ﷺ قَالَ: (يُحْبَسُ الْمُؤْمِنُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُهمُّوا بِذَلِكَ، فَيَقُولُونَ: لَوِ اسْتَشْفَعْنَا إِلَى رَبِّنَا فَيُرِيحُنَا مِنْ مَكَانِنَا، فَيَأْتُونَ آدَمَ فَيَقُولُونَ: أَنْتَ آدَمُ أَبُو النَّاسِ، خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ، وَأَسْكَنَكَ جَنَّتَهُ، وأسجد لك ملائكته، وعلمك أسماء كل شئ، لِتَشْفَعْ لَنَا عِنْدَ رَبِّكَ حَتَّى يُرِيحَنَا مِنْ مَكَانِنَا هَذَا. قَالَ: فَيَقُولُ: لَسْتُ هُنَاكُمْ، قَالَ: وَيَذْكُرُ خَطِيئَتَهُ الَّتِي أَصَابَ: أَكْلَهُ مِنَ الشَّجَرَةِ وَقَدْ نُهِيَ عَنْهَا، وَلَكِنْ ائْتُوا نُوحًا أَوَّلَ نَبِيٍّ بَعَثَهُ اللَّهُ إِلَى أَهْلِ الْأَرْضِ، فَيَأْتُونَ نُوحًا فَيَقُولُ: لَسْتُ هُنَاكُمْ، وَيَذْكُرُ خَطِيئَتَهُ الَّتِي أصاب: سؤاله ربه بغير علم، ولكن ائوا إِبْرَاهِيمَ خَلِيلَ الرَّحْمَنِ، قَالَ: فَيَأْتُونَ إِبْرَاهِيمَ فَيَقُولُ: إِنِّي لَسْتُ هُنَاكُمْ، وَيَذْكُرُ ثَلَاثَ كَلِمَاتٍ كذبهنَّ، وَلَكِنْ ائْتُوا مُوسَى: عَبْدًا آتَاهُ اللَّهُ التَّوْرَاةَ وَكَلَّمَهُ وقرَّبه نَجِيًّا، قَالَ: فَيَأْتُونَ مُوسَى فَيَقُولُ: إِنِّي لَسْتُ هُنَاكُمْ، وَيَذْكُرُ خَطِيئَتَهُ الَّتِي أَصَابَ: قَتْلَهُ النَّفْسَ، وَلَكِنْ ائْتُوا عِيسَى عَبْدَ اللَّهِ وَرَسُولَهُ، وَرُوحَ اللَّهِ وَكَلِمَتَهُ، قَالَ: فَيَأْتُونَ عِيسَى فَيَقُولُ: لَسْتُ هُنَاكُمْ، وَلَكِنْ ائْتُوا مُحَمَّدًا ﷺ، عَبْدًا غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وما تأخر، فيأتوني، فَأَسْتَأْذِنُ عَلَى رَبِّي فِي دَارِهِ فَيُؤْذَنُ لِي عَلَيْهِ، فَإِذَا رَأَيْتُهُ وَقَعْتُ سَاجِدًا، فَيَدَعُنِي مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَدَعَنِي، فَيَقُولُ: ارْفَعْ مُحَمَّدُ، وَقُلْ يُسمع، وَاشْفَعْ تُشَفَّع، وَسَلْ تُعْطَ، قَالَ: فَأَرْفَعُ رَأْسِي فَأُثْنِي عَلَى رَبِّي بِثَنَاءٍ وَتَحْمِيدٍ يعلمنيه، فَيَحُدُّ لِي حَدًّا، فَأَخْرُجُ فَأُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ – قَالَ قَتَادَةُ: وَسَمِعْتُهُ أَيْضًا يَقُولُ: فَأَخْرُجُ فَأُخْرِجُهُمْ مِنَ النار وأدخلهم الجنة – ثم أعود فَأَسْتَأْذِنُ عَلَى رَبِّي فِي دَارِهِ، فَيُؤْذَنُ لِي عَلَيْهِ، فَإِذَا رَأَيْتُهُ وَقَعْتُ سَاجِدًا، فَيَدَعُنِي مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَدَعَنِي، ثُمَّ يَقُولُ: ارْفَعْ مُحَمَّدُ، وَقُلْ يُسمع، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، وَسَلْ تُعط، قَالَ: فَأَرْفَعُ رَأْسِي فَأُثْنِي عَلَى رَبِّي بِثَنَاءٍ وَتَحْمِيدٍ يُعَلِّمُنِيهِ، قَالَ: ثُمَّ أَشْفَعُ فَيَحُدُّ لِي حَدًّا، فَأَخْرُجُ فَأُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ – قَالَ قَتَادَةُ: وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: فَأَخْرُجُ فَأُخْرِجُهُمْ مِنَ النَّارِ وَأُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ – ثُمَّ أَعُودُ الثَّالِثَةَ، فَأَسْتَأْذِنُ عَلَى رَبِّي فِي دَارِهِ فَيُؤْذَنُ لِي عَلَيْهِ، فَإِذَا رَأَيْتُهُ وَقَعْتُ لَهُ سَاجِدًا، فَيَدَعُنِي مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَدَعَنِي، ثُمَّ يَقُولُ: ارْفَعْ مُحَمَّدُ، وَقُلْ يُسمع، وَاشْفَعْ تُشَفَّع، وَسَلْ

⦗٢٧٠٩⦘
تُعطَهْ، قَالَ: فَأَرْفَعُ رَأْسِي، فَأُثْنِي عَلَى رَبِّي بِثَنَاءٍ وَتَحْمِيدٍ يُعَلِّمُنِيهِ، قَالَ: ثُمَّ أَشْفَعُ فَيَحُدُّ لِي حَدًّا، فَأَخْرُجُ فَأُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ – قَالَ قَتَادَةُ: وَقَدْ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: فَأَخْرُجُ فَأُخْرِجُهُمْ مِنَ النَّارِ وَأُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ – حَتَّى مَا يَبْقَى فِي النَّارِ إِلَّا مَنْ حَبَسَهُ الْقُرْآنُ). أَيْ وَجَبَ عَلَيْهِ الْخُلُودُ. قَالَ: ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ: ﴿عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا محمودًا﴾. قَالَ: وَهَذَا الْمَقَامُ الْمَحْمُودُ الَّذِي وُعِدَهُ نَبِيُّكُمْ ﷺ. [ر: ٤٢٠٦]


(يهموا بذلك) يقصدوا ويعزموا ويعتنوا بسؤال الشفاعة وإزالة الكرب عنهم.
(في داره) في جنته.
٦ ‏/ ٢٧٠٨
٧٠٠٣ – حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ: حَدَّثَنِي عَمِّي: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ:
أن رسول الله ﷺ أَرْسَلَ إِلَى الْأَنْصَارِ فَجَمَعَهُمْ فِي قبَّة وَقَالَ لَهُمْ: (اصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْا اللَّهَ وَرَسُولَهُ، فَإِنِّي على الحوض).
[ر: ٢٩٧٧]
٦ ‏/ ٢٧٠٩
٧٠٠٤ – حَدَّثَنِي ثَابِتُ بْنُ مُحَمَّدٍ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ الْأَحْوَلِ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ:
كَانَ النَّبِيُّ ﷺ إِذَا تَهَجَّدَ مِنَ اللَّيْلِ قَالَ: (اللَّهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ، أَنْتَ قيِّم السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ، وَلَكَ الْحَمْدُ، أنت رب السماوات وَالْأَرْضِ وَمَنْ فيهنَّ، وَلَكَ الْحَمْدُ، أَنْتَ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ فيهنَّ، أَنْتَ الْحَقُّ، وَقَوْلُكَ الْحَقُّ، وَوَعْدُكَ الْحَقُّ، وَلِقَاؤُكَ الْحَقُّ، وَالْجَنَّةُ حَقٌّ، وَالنَّارُ حَقٌّ، وَالسَّاعَةُ حَقٌّ، اللَّهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وَإِلَيْكَ خَاصَمْتُ، وَبِكَ حَاكَمْتُ، فَاغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ، وَأَسْرَرْتُ وَأَعْلَنْتُ، وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ).
قَالَ أَبُو عَبْد اللَّهِ: قَالَ قَيْسُ بْنُ سَعْدٍ وَأَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ طَاوُسٍ: (قَيَّامُ). وَقَالَ مُجَاهِدٌ: القيُّوم الْقَائِمُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ. وَقَرَأَ عُمَرُ: القيَّام. وَكِلَاهُمَا مدح. [ر: ١٠٦٩]


(قرأ عمر القيام) أي عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه، قَرَأَ قوله تعالى: ﴿اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ﴾ /البقرة: ٢٥٥/. فقرأ القيام بدل القيوم. (كلاهما) أي القيوم والقيام. (مدح) لأنهما من صيغ المبالغة، ولا يستعملان في غير المدح، بخلاف القيم فإنه يستعمل في المدح والذم أيضًا. ولذا قال العلماء: يجوز وصف العبد بالقيم ولا يجوز وصفه بالقيوم.
٦ ‏/ ٢٧٠٩
٧٠٠٥ – حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ: حَدَّثَنِي الْأَعْمَشُ، عَنْ خَيْثَمَةَ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا سَيُكَلِّمُهُ رَبُّهُ، لَيْسَ

⦗٢٧١٠⦘
بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ تُرْجُمَانٌ، وَلَا حجاب يحجبه). [ر: ١٣٤٧]

٦ ‏/ ٢٧٠٩
٧٠٠٦ – حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: (جَنَّتَانِ مِنْ فِضَّةٍ، آنِيَتُهُمَا وَمَا فِيهِمَا، وَجَنَّتَانِ مِنْ ذَهَبٍ، آنِيَتُهُمَا وَمَا فِيهِمَا، وَمَا بَيْنَ الْقَوْمِ وَبَيْنَ أَنْ يَنْظُرُوا إلى ربهم إلا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن).
[ر: ٣٠٧١]
٦ ‏/ ٢٧١٠
٧٠٠٧ – حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَعْيَنَ، وَجَامِعُ بْنُ أَبِي رَاشِدٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه قال:
قال رسول الله ﷺ: (مَنِ اقْتَطَعَ مَالَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ بِيَمِينٍ كَاذِبَةٍ، لَقِيَ اللَّهَ وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ). قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ مِصْدَاقَهُ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ جَلَّ ذِكْرُهُ: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلا أُولَئِكَ لا خَلاقَ لهم في الآخرة ولا يكلمهم الله﴾. الآية.
[ر: ٢٢٢٩]
٦ ‏/ ٢٧١٠
٧٠٠٨ – حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،
عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: (ثَلَاثَةٌ لَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ: رَجُلٌ حَلَفَ عَلَى سِلْعَةٍ: لَقَدْ أَعْطَى بِهَا أَكْثَرَ مِمَّا أَعْطَى وَهُوَ كَاذِبٌ، وَرَجُلٌ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ كَاذِبَةٍ بَعْدَ الْعَصْرِ لِيَقْتَطِعَ بِهَا مَالَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ، وَرَجُلٌ مَنَعَ فَضْلَ مَاءٍ، فَيَقُولُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: الْيَوْمَ أَمْنَعُكَ فَضْلِي كَمَا مَنَعْتَ فَضْلَ مَا لَمْ تَعْمَلْ يَدَاكَ).
[ر: ٢٢٣٠]


(أعطى .. أعطى) أي يحلف البائع أنه أعطى قيمة السلعة أكثر مما أعطاه المشتري الآن.
٦ ‏/ ٢٧١٠
٧٠٠٩ – حدثنا محمد بن المثنى: حَدَّثَنَا أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ ابْنِ أَبِي بَكْرَةَ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ،
عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: (الزَّمَانُ قَدِ اسْتَدَارَ كهيئته يوم خلق الله السماوات وَالْأَرْضَ، السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا، مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حرم، ثلاث متواليات: ذو القعدة وذو الحجة وَالْمُحَرَّمُ، وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ، أَيُّ شَهْرٍ هَذَا). قُلْنَا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، فَسَكَتَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ يُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ، قال: (أليس ذا الْحَجَّةِ). قُلْنَا: بَلَى، قَالَ: (أَيُّ بَلَدٍ هَذَا). قُلْنَا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، فَسَكَتَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ، قَالَ: (أَلَيْسَ الْبَلْدَةَ). قُلْنَا: بَلَى، قَالَ: (فَأَيُّ يَوْمٍ هَذَا). قُلْنَا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، فَسَكَتَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ

⦗٢٧١١⦘
بِغَيْرِ اسْمِهِ، قَالَ: (أَلَيْسَ يَوْمَ النَّحْرِ). قُلْنَا: بَلَى، قَالَ: (فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ – قَالَ مُحَمَّدٌ: وَأَحْسِبُهُ قَالَ – وَأَعْرَاضَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا، وَسَتَلْقَوْنَ رَبَّكُمْ فَيَسْأَلُكُمْ عَنْ أَعْمَالِكُمْ، أَلَا فَلَا تَرْجِعُوا بَعْدِي ضُلَّالًا يضرب بعضكم رقاب بعض، ألا ليبلغ الشاهد الْغَائِبَ، فَلَعَلَّ بَعْضَ مَنْ يَبْلُغُهُ أَنْ يَكُونَ أَوْعَى لَهُ مِنْ بَعْضِ مَنْ سَمِعَهُ – فَكَانَ مُحَمَّدٌ إِذَا ذَكَرَهُ قَالَ: صَدَقَ النَّبِيُّ ﷺ ثُمَّ قَالَ: أَلَا هَلْ بلَّغت، ألا هل بلَّغت). [ر: ٦٧]

٦ ‏/ ٢٧١٠
٢٥ – بَاب: مَا جَاءَ فِي قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿إن رحمة اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ﴾ /الأعراف: ٥٦/.
٦ ‏/ ٢٧١١
٧٠١٠ – حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ: حَدَّثَنَا عَاصِمٌ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ أُسَامَةَ قَالَ:
كَانَ ابْنٌ لِبَعْضِ بَنَاتِ النَّبِيِّ ﷺ يَقْضِي، فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ أَنْ يَأْتِيَهَا، فَأَرْسَلَ: (إِنَّ لِلَّهِ مَا أَخَذَ، وَلَهُ مَا أَعْطَى، وَكُلٌّ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى، فَلْتَصْبِرْ وَلْتَحْتَسِبْ). فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ، فَأَقْسَمَتْ عَلَيْهِ، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وَقُمْتُ مَعَهُ، وَمُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ وَأُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ وَعُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ، فَلَمَّا دَخَلْنَا، نَاوَلُوا رَسُولِ اللَّهِ ﷺ الصَّبِيُّ، وَنَفْسُهُ تَقَلْقَلُ فِي صَدْرِهِ، حَسِبْتُهُ قَالَ: كَأَنَّهَا شَنَّةٌ، فَبَكَى رسول الله ﷺ، فقال سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ: أَتَبْكِي؟ فَقَالَ: (إِنَّمَا يَرْحَمُ الله من عباده الرحماء). [ر: ١٢٢٤]


(يقضي) تنزع روحه ويموت. (تقلقل) تصوت وتضطرب.
٦ ‏/ ٢٧١١
٧٠١١ – حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: (اخْتَصَمَتِ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ إِلَى رَبّهِمَا، فَقَالَتِ الْجَنَّةُ: يَا رَبِّ، مَا لَهَا لَا يَدْخُلُهَا إِلَّا ضُعَفَاءُ النَّاسِ وَسَقَطُهُمْ، وَقَالَتِ النَّارُ – يَعْنِي – أُوثِرْتُ بِالْمُتَكَبِّرِينَ، فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى لِلْجَنَّةِ: أَنْتِ رَحْمَتِي، وَقَالَ لِلنَّارِ: أَنْتِ عَذَابِي أُصِيبُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ، وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْكُمَا مِلْؤُهَا، قَالَ: فَأَمَّا الْجَنَّةُ: فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِنْ خَلْقِهِ أَحَدًا، وَإِنَّهُ يُنْشِئُ لِلنَّارِ مَنْ يَشَاءُ، فَيُلْقَوْنَ فِيهَا، فتقول: هل من مزيد، ثَلَاثًا، حَتَّى يَضَعَ فِيهَا قَدَمَهُ فَتَمْتَلِئُ، وَيُرَدُّ بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ، وَتَقُولُ: قَطْ قَطْ قَطْ). [ر: ٤٥٦٨]
٦ ‏/ ٢٧١١
٧٠١٢ – حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه،

⦗٢٧١٢⦘
عن النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: (ليصيبنَّ أَقْوَامًا سَفْعٌ مِنَ النَّارِ، بِذُنُوبٍ أَصَابُوهَا عُقُوبَةً، ثُمَّ يُدْخِلُهُمُ اللَّهُ الْجَنَّةَ بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ، يُقَالُ لَهُمْ: الْجَهَنَّمِيُّونَ).
وَقَالَ همَّام: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ: حَدَّثَنَا أَنَسٌ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ.
[ر: ٦١٩١]

٦ ‏/ ٢٧١١
٢٦ – بَاب: قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السماوات وَالأَرْضَ أَنْ تَزُولا﴾ /فاطر: ٤١/.
٦ ‏/ ٢٧١٢
٧٠١٣ – حَدَّثَنَا مُوسَى: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:
جَاءَ حَبْرٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِنَّ اللَّهَ يَضَعُ السَّمَاءَ عَلَى إِصْبَعٍ، وَالْأَرْضَ عَلَى إِصْبَعٍ، وَالْجِبَالَ عَلَى إِصْبَعٍ، وَالشَّجَرَ وَالْأَنْهَارَ عَلَى إِصْبَعٍ، وَسَائِرَ الْخَلْقِ عَلَى إِصْبَعٍ، ثُمَّ يَقُولُ بِيَدِهِ: أَنَا الْمَلِكُ، فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وَقَالَ: ﴿وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حق قدره﴾. [ر: ٤٥٣٣]
٦ ‏/ ٢٧١٢
٢٧ – باب: ما جاء في تخليق السماوات وَالْأَرْضِ وَغَيْرِهَا مِنَ الْخَلَائِقِ.
وَهُوَ فِعْلُ الرَّبِّ تبارك وتعالى وَأَمْرُهُ، فَالرَّبُّ بِصِفَاتِهِ وَفِعْلِهِ وَأَمْرِهِ، وَهُوَ الْخَالِقُ المكوِّن، غَيْرُ مَخْلُوقٍ. وَمَا كَانَ بِفِعْلِهِ وَأَمْرِهِ وَتَخْلِيقِهِ وَتَكْوِينِهِ، فَهُوَ مَفْعُولٌ مَخْلُوقٌ مكوَّن.
٦ ‏/ ٢٧١٢
٧٠١٤ – حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ: أَخْبَرَنِي شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:
بِتُّ فِي بَيْتِ مَيْمُونَةَ لَيْلَةً، وَالنَّبِيُّ ﷺ عِنْدَهَا، لِأَنْظُرَ كَيْفَ صَلَاةُ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ بِاللَّيْلِ، فَتَحَدَّثَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ مَعَ أَهْلِهِ سَاعَةً ثُمَّ رَقَدَ، فَلَمَّا كَانَ ثُلُثُ اللَّيْلِ الْآخِرُ، أَوْ بَعْضُهُ، قَعَدَ فَنَظَرَ إِلَى السَّمَاءِ، فَقَرَأَ: ﴿إِنَّ فِي خلق السماوات والأرض – إلى قوله – لأولي الألباب﴾. ثُمَّ قَامَ فَتَوَضَّأَ واستنَّ، ثُمَّ صَلَّى إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً، ثُمَّ أذَّن بِلَالٌ بِالصَّلَاةِ، فَصَلَّى ركعتين، ثم خرج فصلى للناس الصبح. [ر: ١١٧]
٦ ‏/ ٢٧١٢
٢٨ – باب: ﴿ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين﴾. /الصافات: ١٧١/.


(سبقت كلمتنا ..) كلمة الله تعالى بالقضاء المتقدم منه قبل أن يخلق خلقه، الذي جرى به القلم للمرسلين، أنهم هم المنصورون في الدنيا، والفائزون في الآخرة.
٦ ‏/ ٢٧١٢
٧٠١٥ – حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عن أبي هريرة رضي الله عنه:
أن رسول الله ﷺ قَالَ: (لَمَّا قَضَى اللَّهُ الْخَلْقَ، كَتَبَ عِنْدَهُ فَوْقَ عَرْشِهِ:

⦗٢٧١٣⦘
إِنَّ رَحْمَتِي سَبَقَتْ غَضَبِي). [ر: ٣٠٢٢]

٦ ‏/ ٢٧١٢
٧٠١٦ – حَدَّثَنَا آدَمُ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ: سَمِعْتُ زَيْدَ بْنَ وَهْبٍ: سَمِعْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه يَقُولُ:
حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وَهُوَ الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ: (أَنَّ خَلْقَ أَحَدِكُمْ يُجمع في بطن أمه أربعين يومًا وأربعين لَيْلَةً، ثُمَّ يَكُونُ عَلَقَةً مِثْلَهُ، ثُمَّ يَكُونُ مُضْغَةً مِثْلَهُ، ثُمَّ يُبعث إِلَيْهِ الْمَلَكُ، فيُؤذن بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ، فَيَكْتُبُ: رِزْقَهُ، وَأَجَلَهُ، وَعَمَلَهُ، وَشَقِيٌّ أَمْ سَعِيدٌ، ثُمَّ يَنْفُخُ فِيهِ الرُّوحَ، فإنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ حَتَّى لَا يَكُونُ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ إِلَّا ذِرَاعٌ، فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ، فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ فَيَدْخُلُ النَّارَ. وإنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ، حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ إِلَّا ذِرَاعٌ، فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ، فَيَعْمَلُ عَمَلَ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَيَدْخُلُهَا). [ر: ٣٠٣٦]
٦ ‏/ ٢٧١٣
٧٠١٧ – حَدَّثَنَا خَلَّادُ بْنُ يَحْيَى: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ ذَرٍّ: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما:
أن النبي ﷺ قال: (يَا جِبْرِيلُ، مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تَزُورَنَا أَكْثَرَ مِمَّا تَزُورُنَا). فَنَزَلَتْ: ﴿وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلا بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا﴾. إِلَى آخِرِ الْآيَةِ. قَالَ: كَانَ هَذَا الْجَوَابَ لمحمد ﷺ. [ر: ٣٠٤٦]
٦ ‏/ ٢٧١٣
٧٠١٨ – حَدَّثَنَا يَحْيَى: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:
كُنْتُ أَمْشِي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فِي حَرْثٍ بِالْمَدِينَةِ، وَهُوَ مُتَّكِئٌ عَلَى عَسِيبٍ، فَمَرَّ بِقَوْمٍ مِنْ الْيَهُودِ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: سَلُوهُ عَنِ الرُّوحِ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَا تَسْأَلُوهُ عَنِ الرُّوحِ، فَسَأَلُوهُ، فَقَامَ متوكِّئًا عَلَى الْعَسِيبِ، وَأَنَا خَلْفَهُ، فَظَنَنْتُ أَنَّهُ يُوحى إليه، فقال: ﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلا قَلِيلا﴾. فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: قَدْ قُلْنَا لَكُمْ لَا تسألوه. [ر: ١٢٥]


(فظننت) علمت وأيقنت، والظن يكون يقينًا كما يكون شكًا، فهو من الأضداد.
٦ ‏/ ٢٧١٣
٧٠١٩ – حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عن أبي هريرة:
أن رسول اللَّهِ ﷺ قَالَ: (تكفَّل اللَّهُ لِمَنْ جَاهَدَ فِي سَبِيلِهِ، لَا يُخْرِجُهُ إِلَّا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِهِ وَتَصْدِيقُ كَلِمَاتِهِ، بِأَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، أَوْ يَرْجِعَهُ إِلَى مَسْكَنِهِ الَّذِي خَرَجَ مِنْهُ، مَعَ مَا نَالَ مِنْ أَجْرٍ أو غنيمة).
[ر: ٣٦]
٦ ‏/ ٢٧١٣
٧٠٢٠ – حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ:
جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ فَقَالَ: الرَّجُلُ يُقَاتِلُ حَمِيَّة، وَيُقَاتِلُ شَجَاعَةً، وَيُقَاتِلُ رِيَاءً، فَأَيُّ ذَلِكَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟ قَالَ: (مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا، فهو في سبيل الله). [ر: ١٢٣]


(شجاعة) من أجل أنه شجاع. (رياء) ليراه الناس ويثنوا عليه.
٦ ‏/ ٢٧١٤
٢٩ – بَاب: قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ﴾ /النحل: ٤٠/.
٦ ‏/ ٢٧١٤
٧٠٢١ – حَدَّثَنَا شِهَابُ بْنُ عبَّاد: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ قَالَ:
سَمِعْتُ النَّبِيَّ ﷺ يَقُولُ: (لَا يَزَالُ مِنْ أُمَّتِي قَوْمٌ ظَاهِرِينَ عَلَى النَّاسِ، حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ الله). [ر: ٣٤٤١]
٦ ‏/ ٢٧١٤
٧٠٢٢ – حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ: حَدَّثَنَا ابْنُ جَابِرٍ: حَدَّثَنِي عُمَيْرُ بْنُ هَانِئٍ: أَنَّهُ سَمِعَ مُعَاوِيَةَ قَالَ:
سَمِعْتُ النَّبِيَّ ﷺ يَقُولُ: (لَا يَزَالُ مِنْ أُمَّتِي أُمَّةٌ قَائِمَةٌ بِأَمْرِ اللَّهِ، مَا يَضُرُّهُمْ مَنْ كذَّبهم وَلَا مَنْ خَالَفَهُمْ، حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ عَلَى ذَلِكَ).
فَقَالَ مَالِكُ بْنُ يُخامر: سَمِعْتُ مُعَاذًا يَقُولُ: وَهُمْ بِالشَّأْمِ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: هَذَا مَالِكٌ يَزْعُمُ أَنَّهُ سَمِعَ مُعَاذًا يقول: وهم بالشأم. [ر: ٧١]
٦ ‏/ ٢٧١٤
٧٠٢٣ – حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ: حَدَّثَنَا نَافِعُ بْنُ جُبَيْرٍ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:
وَقَفَ النَّبِيُّ ﷺ عَلَى مُسَيْلِمَةَ فِي أَصْحَابِهِ فَقَالَ: (لَوْ سَأَلْتَنِي هَذِهِ الْقِطْعَةَ مَا أَعْطَيْتُكَهَا، وَلَنْ تَعْدُوَ أَمْرَ اللَّهِ فِيكَ، وَلَئِنْ أدبرت لَيَعْقِرَنَّكَ الله). [ر: ٣٤٢٤]
٦ ‏/ ٢٧١٤
٧٠٢٤ – حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ:
بَيْنَا أَنَا أَمْشِي مَعَ النَّبِيِّ ﷺ فِي بَعْضِ حَرْثِ الْمَدِينَةِ، وَهُوَ يَتَوَكَّأُ عَلَى عَسِيبٍ مَعَهُ، فَمَرَرْنَا عَلَى نَفَرٍ مِنْ الْيَهُودِ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: سَلُوهُ عَنِ الرُّوحِ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَا تَسْأَلُوهُ أَنْ يَجِيءُ فِيهِ بِشَيْءٍ تَكْرَهُونَهُ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: لنسألنَّه، فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ مِنْهُمْ فَقَالَ: يَا أَبَا الْقَاسِمِ، مَا الرُّوحُ؟ فَسَكَتَ عَنْهُ النَّبِيُّ ﷺ، فَعَلِمْتُ أَنَّهُ يُوحى إليه، فقال: ﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ ربي وما أوتوا من العلم إلا قليلًا﴾.
قال الأعمش: هكذا في قراءتنا. [ر: ١٢٥]
٦ ‏/ ٢٧١٤
٣٠ – بَاب: قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مددًا﴾ /الكهف: ١٠٩ /.
﴿ولو أن ما فِي الأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ﴾ /لقمان: ٢٧/.
﴿إنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السماوات وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغشي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مسخَّرات بِأَمْرِهِ أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾ /الأعراف: ٥٤/.
﴿سخَّر﴾ /الرعد: ٢/: ذلل.


(مدادًا) هو ما يمد الكاتب ليتابع كتابته، من حبر ونحوه. (لنفد) فني وانقطع. (مددًا) زيادة في المداد. (يغشي ..) يأتي عليه فيغطيه، من الإغشاء وهو إلباس الشيء. (يطلبه حثيثًا) يعقبه سريعًا كالطالب له الحريص عليه. (مسخرات ..) مذللات لما يراد منهن من طلوع وأفول وسير حسب إرادته تعالى.
٦ ‏/ ٢٧١٥
٧٠٢٥ – حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة:
أن رسول الله ﷺ قَالَ: (تكفَّل اللَّهُ لِمَنْ جَاهَدَ فِي سَبِيلِهِ، لَا يُخْرِجُهُ مِنْ بَيْتِهِ إِلَّا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِهِ وَتَصْدِيقُ كَلِمَتِهِ، أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، أَوْ يردَّه إِلَى مَسْكَنِهِ بِمَا نَالَ مِنْ أجر أو غنيمة). [ر: ٣٦]
٦ ‏/ ٢٧١٥
٣١ – باب: في المشيئة والإرادة. ﴿وما تشاؤون إلا أن يشاء الله﴾. /الإنسان: ٣٠/.
وَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ﴾ /آل عمران: ٢٦/. ﴿وَلا تقولنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا. إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ﴾ /الكهف: ٢٣/. ﴿إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ﴾ /القصص: ٥٦/. قَالَ سَعِيدُ بْنُ المسيَّب، عَنْ أَبِيهِ: نَزَلَتْ فِي أَبِي طَالِبٍ. [ر: ٤٤٩٤]
﴿يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ العسر﴾ /البقرة: ١٨٥/.
٦ ‏/ ٢٧١٥
٧٠٢٦ – حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَنَسٌ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (إِذَا دَعَوْتُمُ اللَّهَ فَاعْزِمُوا فِي الدُّعَاءِ، وَلَا يقولنَّ أَحَدُكُمْ: إِنْ شِئْتَ فَأَعْطِنِي، فَإِنَّ اللَّهَ لَا مُسْتَكْرِهَ لَهُ).
[ر: ٥٩٧٩]
٦ ‏/ ٢٧١٥
٧٠٢٧ – حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزهري. وحَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ: حَدَّثَنِي أَخِي عَبْدُ الْحَمِيدِ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَتِيقٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ: أَنَّ حُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ عليهما السلام أَخْبَرَهُ: أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ أَخْبَرَهُ:
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ طَرَقَهُ وَفَاطِمَةَ بنت رسول الله ﷺ لَيْلَةً، فَقَالَ لَهُمْ: (أَلَا تصلُّون). قَالَ عليٌّ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّمَا أَنْفُسُنَا بِيَدِ اللَّهِ، فَإِذَا شَاءَ أَنْ يَبْعَثَنَا بَعَثَنَا، فَانْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ حين قُلْتُ ذَلِكَ، وَلَمْ يَرْجِعْ إليَّ شَيْئًا، ثُمَّ سَمِعْتُهُ وَهُوَ مُدْبِرٌ، يَضْرِب فَخِذَهُ، وَيَقُولُ: ﴿وَكَانَ الإنسان أكثر شيء جدلًا﴾. [ر: ١٠٧٥]
٦ ‏/ ٢٧١٦
٧٠٢٨ – حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ: حَدَّثَنَا فُلَيح: حَدَّثَنَا هِلَالُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عن أبي هريرة رضي الله عنه:
أن رسول الله ﷺ قال: (مَثَلُ الْمُؤْمِنِ كَمَثَلِ خَامَةِ الزَّرْعِ، يَفِيءُ وَرَقُهُ، مِنْ حَيْثُ أَتَتْهَا الرِّيحُ تُكَفِّئُها، فَإِذَا سَكَنَتِ اعْتَدَلَتْ، وَكَذَلِكَ الْمُؤْمِنُ يُكَفَّأ بِالْبَلَاءِ. وَمَثَلُ الْكَافِرِ كَمَثَلِ الْأَرْزَةِ، صمَّاء مُعْتَدِلَةً، حَتَّى يَقْصِمَهَا اللَّهُ إذا شاء). [ر: ٥٣٢٠]


(الريح تكفئها) في مسلم: (تفيئها الريح) أي تميلها.
٦ ‏/ ٢٧١٦
٧٠٢٩ – حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ: أَخْبَرَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّ عَبْدَ الله بن عمر رضي الله عنهما قَالَ:
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ وَهُوَ قَائِمٌ عَلَى الْمِنْبَرِ يَقُولُ: (إِنَّمَا بَقَاؤُكُمْ فِيمَا سَلَفَ قَبْلَكُمْ مِنَ الْأُمَمِ، كَمَا بَيْنَ صَلَاةِ الْعَصْرِ إِلَى غُرُوبِ الشَّمْسِ، أُعْطِيَ أَهْلُ التَّوْرَاةِ التَّوْرَاةَ، فَعَمِلُوا بِهَا حَتَّى انْتَصَفَ النَّهَارُ ثُمَّ عَجَزُوا، فَأُعْطُوا قِيرَاطًا قِيرَاطًا، ثُمَّ أُعْطِيَ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ الْإِنْجِيلَ، فَعَمِلُوا بِهِ حَتَّى صَلَاةِ الْعَصْرِ ثُمَّ عَجَزُوا، فَأُعْطُوا قِيرَاطًا قِيرَاطًا، ثُمَّ أُعْطِيتُمُ الْقُرْآنَ، فَعَمِلْتُمْ بِهِ حَتَّى غُرُوبِ الشَّمْسِ، فَأُعْطِيتُمْ قِيرَاطَيْنِ قِيرَاطَيْنِ. قَالَ أَهْلُ التَّوْرَاةِ: رَبَّنَا هَؤُلَاءِ أقلُّ عَمَلًا وَأَكْثَرُ أَجْرًا؟ قَالَ: هَلْ ظَلَمْتُكُمْ مِنْ أَجْرِكُمْ مِنْ شَيْءٍ؟ قَالُوا: لَا، فَقَالَ: فَذَلِكَ فَضْلِي أُوتِيهِ مَنْ أَشَاءُ).
[ر: ٥٣٢]
٦ ‏/ ٢٧١٦
٧٠٣٠ – حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ الْمُسْنَدِيُّ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ:
بَايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ فِي رَهْطٍ، فَقَالَ: (أُبَايِعُكُمْ عَلَى أَنْ لَا تُشْرِكُوا بِاللَّهِ شَيْئًا، وَلَا تَسْرِقُوا، وَلَا تَزْنُوا، وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ، وَلَا تَأْتُوا

⦗٢٧١٧⦘
بِبُهْتَانٍ تَفْتَرُونَهُ بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَأَرْجُلِكُمْ، وَلَا تَعْصُونِي فِي مَعْرُوفٍ، فَمَنْ وَفَى مِنْكُمْ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ، وَمَنْ أَصَابَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا فَأُخِذَ بِهِ فِي الدُّنْيَا فَهُوَ لَهُ كفَّارة وَطَهُورٌ، وَمَنْ سَتَرَهُ اللَّهُ فَذَلِكَ إِلَى اللَّهِ: إِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ وَإِنْ شَاءَ غَفَرَ له). [ر: ١٨]

٦ ‏/ ٢٧١٦
٧٠٣١ – حَدَّثَنَا معلَّى بْنُ أَسَدٍ: حَدَّثَنَا وُهَيب، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ:
(أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ سُلَيْمَانَ عليه السلام كَانَ لَهُ سِتُّونَ امْرَأَةً، فَقَالَ: لأطوفنَّ اللَّيْلَةَ عَلَى نِسَائِي فَلْتَحْمِلْنَ كُلُّ امْرَأَةٍ، وَلْتَلِدْنَ فَارِسًا يُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَطَافَ عَلَى نِسَائِهِ، فَمَا وَلَدَتْ منهنَّ إِلَّا امْرَأَةٌ، وَلَدَتْ شقَّ غُلَامٍ). قَالَ نَبِيُّ اللَّهِ ﷺ: (لَوْ كَانَ سُلَيْمَانُ اسْتَثْنَى لَحَمَلَتْ كُلُّ امْرَأَةٍ منهنَّ، فولدت فارسًا يقاتل في سبيل الله). [ر: ٣٢٤٢]
٦ ‏/ ٢٧١٧
٧٠٣٢ – حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الوهَّاب الثَّقَفِيُّ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ الحذَّاء، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما:
أن رسول الله ﷺ دَخَلَ عَلَى أَعْرَابِيٍّ يَعُودُهُ، فَقَالَ: (لَا بَأْسَ عَلَيْكَ، طَهُورٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ). قَالَ: قَالَ الْأَعْرَابِيُّ: طَهُورٌ؟ بَلْ هِيَ حمَّى تَفُورُ، عَلَى شَيْخٍ كَبِيرٍ، تُزِيرُهُ الْقُبُورَ، قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (فَنَعَمْ إذًا). [ر: ٣٤٢٠]
٦ ‏/ ٢٧١٧
٧٠٣٣ – حَدَّثَنَا ابْنُ سَلَامٍ: أَخْبَرَنَا هُشَيم، عَنْ حُصَين، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أبيه:
حين ناموا عَنِ الصَّلَاةِ، قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (إِنَّ اللَّهَ قَبَضَ أَرْوَاحَكُمْ حِينَ شَاءَ وردَّها حين شاء). فقضوا حوائجهم، وتوضؤوا إِلَى أَنْ طَلَعَتِ الشَّمْسُ وابيضَّت، فَقَامَ فَصَلَّى. [ر: ٥٧٠]
٦ ‏/ ٢٧١٧
٧٠٣٤ – حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ قَزَعَةَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، عَنْ ابن شهاب، عن أبي سلمة والأعرج. وحَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ: حَدَّثَنِي أَخِي، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أبي عتيق، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَسَعِيدِ بْنِ المسيَّب: أن أبا هريرة قَالَ:
استبَّ رجل من المسلمين ورجل من اليهود، فقال الْمُسْلِمُ: وَالَّذِي اصْطَفَى مُحَمَّدًا عَلَى الْعَالَمِينَ، فِي قَسَمٍ يُقْسِمُ بِهِ، فَقَالَ الْيَهُودِيُّ: وَالَّذِي اصْطَفَى مُوسَى عَلَى الْعَالَمِينَ، فَرَفَعَ الْمُسْلِمُ يَدَهُ عِنْدَ ذَلِكَ فَلَطَمَ الْيَهُودِيَّ، فَذَهَبَ الْيَهُودِيُّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فَأَخْبَرَهُ بِالَّذِي كَانَ مِنْ أَمْرِهِ وَأَمْرِ الْمُسْلِمِ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (لَا تُخَيِّروني عَلَى مُوسَى، فإنَّ النَّاسَ يَصْعَقُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَأَكُونُ

⦗٢٧١٨⦘
أَوَّلَ مَنْ يُفِيقُ، فَإِذَا مُوسَى بَاطِشٌ بجانب الْعَرْشِ، فَلَا أَدْرِي أَكَانَ فِيمَنْ صَعِقَ فَأَفَاقَ قبلي، أو كان ممن استثنى الله). [ر: ٢٢٨٠]

٦ ‏/ ٢٧١٧
٧٠٣٥ – حدثنا إسحق بْنُ أَبِي عِيسَى: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (الْمَدِينَةُ يَأْتِيهَا الدجَّال، فَيَجِدُ الْمَلَائِكَةَ يَحْرُسُونَهَا، فَلَا يَقْرَبُهَا الدجَّال ولا الطاعون إن شاء الله).
[ر: ١٧٨٢]
٦ ‏/ ٢٧١٨
٧٠٣٦ – حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزهري: حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةٌ، فَأُرِيدُ إن شاء الله أن أختبئ دعوتي، شفاعة لأمتي يوم القيامة). [ر: ٥٩٤٥]
٦ ‏/ ٢٧١٨
٧٠٣٧ – حَدَّثَنَا يَسَرَةُ بْنُ صَفْوَانَ بْنِ جَمِيلٍ اللَّخمي: حدثنا إبراهيم بن سعد، عن الزهري، عن سَعِيدِ بْنِ المسيَّب، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ، رَأَيْتُنِي عَلَى قَلِيبٍ، فَنَزَعْتُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ أَنْزِعَ، ثُمَّ أَخَذَهَا ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ، فَنَزَعَ ذَنُوبًا أَوْ ذَنُوبَيْنِ، وَفِي نَزْعِهِ ضَعْفٌ، وَاللَّهُ يَغْفِرُ لَهُ، ثُمَّ أَخَذَهَا عُمَرُ، فَاسْتَحَالَتْ غَرْبًا، فَلَمْ أَرَ عَبْقَرِيًّا من الناس يفري فريَّه، حتى ضرب الناس حوله بعطن). [ر: ٣٤٦٤]
٦ ‏/ ٢٧١٨
٧٠٣٨ – حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ بُرَيْدٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ:
كَانَ النَّبِيُّ ﷺ إِذَا أَتَاهُ السَّائِلُ، وَرُبَّمَا قَالَ: جَاءَهُ السَّائِلُ أَوْ صَاحِبُ الْحَاجَةِ، قَالَ: (اشْفَعُوا فلتُؤجَروا، وَيَقْضِي اللَّهُ عَلَى لِسَانِ رَسُولِهِ مَا شَاءَ). [ر: ٤٦٧]
٦ ‏/ ٢٧١٨
٧٠٣٩ – حَدَّثَنَا يَحْيَى: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ همَّام: سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: (لَا يَقُلْ أَحَدُكُمُ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي إِنْ شِئْتَ، ارْحَمْنِي إِنْ شِئْتَ، ارْزُقْنِي إِنْ شِئْتَ، وَليَعْزِمْ مَسْأَلَتَهُ، إِنَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ، لَا مُكْرِهُ لَهُ). [ر: ٥٩٨٠]
٦ ‏/ ٢٧١٨
٧٠٤٠ – حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ عَمْرٌو: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ: حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما:
أَنَّهُ تَمَارَى هُوَ والحرُّ بْنُ قَيْسِ بْنِ حِصْنٍ الْفَزَارِيُّ فِي صَاحِبِ مُوسَى: أهو خَضِرٌ؟ فمرَّ بهما أبي كَعْبٍ الْأَنْصَارِيُّ، فَدَعَاهُ ابْنُ عَبَّاسٍ فَقَالَ: إِنِّي تَمَارَيْتُ أَنَا وَصَاحِبِي هَذَا

⦗٢٧١٩⦘
فِي صَاحِبِ مُوسَى الذي سئل السَّبِيلَ إِلَى لُقِيِّهِ، هَلْ سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَذْكُرُ شَأْنَهُ؟ قَالَ: نَعَمْ، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: (بَيْنَا مُوسَى فِي مَلَإٍ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: هَلْ تَعْلَمُ أَحَدًا أَعْلَمَ مِنْكَ؟ فَقَالَ مُوسَى: لَا، فَأُوحِيَ إِلَى مُوسَى: بَلَى، عَبْدُنَا خَضِر، فَسَأَلَ مُوسَى السَّبِيلَ إِلَى لُقِيِّهِ، فَجَعَلَ اللَّهُ لَهُ الْحُوتَ آيَةً، وَقِيلَ لَهُ: إِذَا فَقَدْتَ الْحُوتَ فَارْجِعْ فَإِنَّكَ سَتَلْقَاهُ، فَكَانَ مُوسَى يَتَّبِعُ أَثَرَ الْحُوتِ فِي الْبَحْرِ، فَقَالَ فَتَى مُوسَى لِمُوسَى: أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ؟ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ، وَمَا أَنْسَانِيهِ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ، قَالَ مُوسَى: ﴿ذَلِكَ مَا كُنَّا نبغ فارتدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا﴾ فَوَجَدَا خَضِرًا، وَكَانَ من شأنهما ما قص الله). [ر: ٧٤]

٦ ‏/ ٢٧١٨
٧٠٤١ – حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزهري. وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ: أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عن أبي هُرَيْرَةَ،
عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ قَالَ: (نَنْزِلُ غَدًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ، بخَيف بَنِي كِنَانَةَ، حَيْثُ تَقَاسَمُوا عَلَى الْكُفْرِ). يُرِيدُ المُحَصَّب.
[ر: ١٥١٢]
٦ ‏/ ٢٧١٩
٧٠٤٢ – حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ:
حَاصَرَ النَّبِيُّ ﷺ أَهْلَ الطَّائِفِ فَلَمْ يَفْتَحْهَا، فَقَالَ: (إنَّا قَافِلُونَ غَدًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ). فَقَالَ الْمُسْلِمُونَ: نَقْفُلُ وَلَمْ نَفْتَحْ، قَالَ: (فَاغْدُوا عَلَى الْقِتَالِ). فَغَدَوْا فَأَصَابَتْهُمْ جِرَاحَاتٌ، قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (إنَّا قَافِلُونَ غَدًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ). فَكَأَنَّ ذَلِكَ أَعْجَبَهُمْ، فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ. [ر: ٤٠٧٠]
٦ ‏/ ٢٧١٩
٣٢ – بَاب: قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قالوا الحق وهو العلي الكبير﴾ /سبأ: ٢٣/: وَلَمْ يَقُلْ: مَاذَا خَلَقَ رَبُّكُمْ.
وَقَالَ جَلَّ ذِكْرُهُ: ﴿مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بإذنه﴾ /البقرة: ٢٥٥/.
وَقَالَ مَسْرُوقٌ، عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ: إِذَا تَكَلَّمَ اللَّهُ بِالْوَحْيِ سَمِعَ أَهْلُ السَّمَوَاتِ شَيْئًا، فَإِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ وَسَكَنَ الصَّوْتُ، عَرَفُوا أَنَّهُ الْحَقُّ وَنَادَوْا: (مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ﴾.

⦗٢٧٢٠⦘
وَيُذْكَرُ عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُنَيْسٍ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ ﷺ يَقُولُ: (يَحْشُرُ اللَّهُ الْعِبَادَ، فَيُنَادِيهِمْ بِصَوْتٍ يَسْمَعُهُ مَنْ بَعُدَ كَمَا يَسْمَعُهُ مَنْ قَرُبَ: أنا الملك، أنا الديَّان).


(فزع) أزيل عنهم الخوف. (ولم يقل ..) غرض البخاري من هذا الرد على الفرق الضالة التي نفت عن الله تعالى أنه متكلم، وقالوا: معنى كلامه سبحانه أنه خالق الكلام في اللوح المحفوظ. والقول الحق الذي هو قول أهل السنة: أنه سبحانه متكلم، وكلامه قديم قائم بذاته تعالى، ولا يشبه كلام المخلوقين. (الديان) المحاسب المجازي الذي لا يضيع عمل عامل.
٦ ‏/ ٢٧١٩
٧٠٤٣ – حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ ﷺ، قَالَ: (إِذَا قَضَى اللَّهُ الْأَمْرَ فِي السَّمَاءِ، ضَرَبَتِ الْمَلَائِكَةُ بِأَجْنِحَتِهَا خُضْعَانًا لِقَوْلِهِ، كَأَنَّهُ سِلْسِلَةٌ عَلَى صَفْوَانٍ – قَالَ عَلِيٌّ: وَقَالَ غَيْرُهُ: صَفْوَانٍ يَنْفُذُهم ذَلِكَ – فَإِذَا: ﴿فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ﴾).
قَالَ عَلِيٌّ: وَحَدَّثَنَا سُفْيَانُ: حَدَّثَنَا عَمْرٌو، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، بِهَذَا.
قَالَ سُفْيَانُ: قَالَ عَمْرٌو: سَمِعْتُ عِكْرِمَةَ: حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ.
قَالَ عَلِيٌّ: قُلْتُ لِسُفْيَانَ: قَالَ سَمِعْتُ عِكْرِمَة قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قُلْتُ لِسُفْيَانَ: إِنَّ إِنْسَانًا رَوَى عَنْ عَمْرٍو، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ يَرْفَعُهُ: أَنَّهُ قَرَأَ: ﴿فُرِّغَ﴾. قَالَ سُفْيَانُ: هَكَذَا قَرَأَ عَمْرٌو، فَلَا أَدْرِي سَمِعَهُ هَكَذَا أَمْ لَا؟ قَالَ سفيان: وهي قراءتنا. [ر: ٤٤٢٤]


(ينفذهم ذلك) أي ينفذ الله تعالى ذلك الأمر أو القول إلى الملائكة. (فرغ) من قولهم: فرغ الزاد، إذا لم يبق منه شيء. (قراءتنا) وهي قراءة شاذة.
٦ ‏/ ٢٧٢٠
٧٠٤٤ – حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ: أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (مَا أَذِنَ اللَّهُ لِشَيْءٍ مَا أَذِنَ لِلنَّبِيِّ ﷺ يَتَغَنَّى بِالْقُرْآنِ). وَقَالَ صَاحِبٌ لَهُ: يُرِيدُ: أَنْ يَجْهَرَ به. [ر: ٤٧٣٥]


(له) لأبي هريرة رضي الله عنه. (يريد ..) أي أراد بالتغني الجهر بقراءة القرآن وتحسين الصوت به.
٦ ‏/ ٢٧٢٠
٧٠٤٥ – حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ: حَدَّثَنَا أَبِي: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ:
قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (يَقُولُ اللَّهُ: يَا آدَمُ، فَيَقُولُ: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ، فَيُنَادَى بِصَوْتٍ: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكَ أَنْ تُخرج مِنْ ذريتك بعثًا

⦗٢٧٢١⦘
إلى النار). [ر: ٣١٧٠]

٦ ‏/ ٢٧٢٠
٧٠٤٦ – حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ:
مَا غِرْتُ عَلَى امْرَأَةٍ ما غرت على خديجة، ولقد أمره الله أن يبشِّرها ببيت من الجنة. [ر: ٣٦٠٥]
٦ ‏/ ٢٧٢١
٣٣ – بَاب: كَلَامِ الرَّبِّ مَعَ جِبْرِيلَ، وَنِدَاءِ اللَّهِ الملائكة.
وقال معمر: ﴿وإنك لتُلَقَّى القرآن﴾ /النمل: ٦/: أَيْ يُلْقَى عَلَيْكَ وتَلَقَّاه أَنْتَ، أَيْ تَأْخُذُهُ عَنْهُمْ، وَمِثْلُهُ: ﴿فتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ﴾ /البقرة: ٣٧/.


(فتلقى آدم ..) تعلم من ربه تعالى – أو أخذ عنه – كلمات استغفار وتوسل، فاستغفره وتوسل إليه بها، فتاب الله تعالى عليه.
٦ ‏/ ٢٧٢١
٧٠٤٧ – حدثني إسحق: حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، هُوَ ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال:
قال رسول الله ﷺ: (إِنَّ اللَّهَ تبارك وتعالى إِذَا أَحَبَّ عَبْدًا نَادَى جِبْرِيلَ: إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَبَّ فُلَانًا فأحِبَّه، فيُحِبُّه جِبْرِيلُ، ثُمَّ يُنَادِي جِبْرِيلُ فِي السَّمَاءِ: إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَبَّ فُلَانًا فأحِبُّوه، فيُحِبُّه أَهْلُ السَّمَاءِ، وَيُوضَعُ له القبول في أهل الأرض). [ر: ٣٠٣٧]
٦ ‏/ ٢٧٢١
٧٠٤٨ – حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة:
أن رسول الله ﷺ قَالَ: (يَتَعَاقَبُونَ فِيكُمْ: مَلَائِكَةٌ بِاللَّيْلِ وَمَلَائِكَةٌ بِالنَّهَارِ، وَيَجْتَمِعُونَ فِي صَلَاةِ الْعَصْرِ وَصَلَاةِ الْفَجْرِ، ثُمَّ يَعْرُجُ الَّذِينَ بَاتُوا فِيكُمْ، فَيَسْأَلُهُمْ، وَهُوَ أَعْلَمُ بِهِمْ، كَيْفَ تَرَكْتُمْ عِبَادِي؟ فَيَقُولُونَ: تَرَكْنَاهُمْ وَهُمْ يصلُّون، وأتيناهم وهم يصلُّون). [ر: ٥٣]
٦ ‏/ ٢٧٢١
٧٠٤٩ – حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ وَاصِلٍ، عَنْ الْمَعْرُورِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا ذَرٍّ،
عَنِ النبي ﷺ قال: (أتاني جِبْرِيلُ فبشَّرني: أَنَّهُ مَنْ مَاتَ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ). قُلْتُ: وَإِنْ سَرَقَ وَإِنْ زَنَى؟ قَالَ: (وَإِنْ سَرَقَ وَإِنْ زَنَى). [ر: ١١٨٠]
٦ ‏/ ٢٧٢١
٣٤ – بَاب قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلائِكَةُ يَشْهَدُونَ﴾ /النساء: ١٦٦/.
قَالَ مُجَاهِدٌ: ﴿يتنزَّل الْأَمْرُ بينهنَّ﴾ /الطلاق: ١٢/: بين السماء السابعة والأرض السابعة.


(أنزله) أي أنزل القرآن. (الأمر) أمر الله تعالى الذي قضى به.
٦ ‏/ ٢٧٢١
٧٠٥٠ – حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ: حَدَّثَنَا أَبُو إسحق الهمذاني، عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَال:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (يَا فُلَانُ، إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ فَقُلْ: اللَّهُمَّ أَسْلَمْتُ نَفْسِي إِلَيْكَ، وَوَجَّهْتُ وَجْهِي إِلَيْكَ، وفوَّضت أَمْرِي إِلَيْكَ، وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ، رَغْبَةً وَرَهْبَةً إِلَيْكَ، لَا مَلْجَأَ وَلَا منجا منك إلا إليك، آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ. وَبِنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ. فَإِنَّكَ إِنْ مُتَّ فِي لَيْلَتِكَ مُتَّ عَلَى الفطرة، وإن أصبحت أصبت أجرًا). [ر: ٢٤٤]
٦ ‏/ ٢٧٢٢
٧٠٥١ – حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَوْمَ الْأَحْزَابِ: (اللَّهُمَّ مُنْزِلَ الْكِتَابِ، سَرِيعَ الْحِسَابِ، اهْزِمْ الْأَحْزَابَ وَزَلْزِلْ بِهِمْ).
زَادَ الحُمَيدي: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي خَالِدٍ: سَمِعْتُ عَبْدِ اللَّهِ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ ﷺ. [ر: ٢٧٧٥]
٦ ‏/ ٢٧٢٢
٧٠٥٢ – حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ: عَنْ هُشَيم، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عن ابن عباس رضي الله عنهما:
﴿وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخَافِتْ بها﴾. قَالَ: أُنْزِلَتْ وَرَسُولُ اللَّهِ ﷺ متوار بمكة، فكان إذا رفع صوته سَمِعَ الْمُشْرِكُونَ، فسبُّوا الْقُرْآنَ وَمَنْ أَنْزَلَهُ وَمَنْ جَاءَ بِهِ، فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿وَلا تَجْهَرْ بصلاتك ولا تُخَافِتْ بها﴾. ﴿لَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ﴾ حَتَّى يَسْمَعَ الْمُشْرِكُونَ ﴿وَلَا تُخَافِتْ بِهَا﴾ عَنْ أَصْحَابِكَ فَلَا تُسْمِعُهُمْ ﴿وَابْتَغِ بين ذلك سبيلًا﴾ أَسْمِعْهُمْ وَلَا تَجْهَرْ، حَتَّى يَأْخُذُوا عَنْكَ الْقُرْآنَ. [ر: ٤٤٤٥]


(متوار) مختف.
٦ ‏/ ٢٧٢٢
٣٥ – بَاب: قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلوا كلام الله﴾ /الفتح: ١٥ /.
﴿إنه لقول فصل﴾ حق ﴿وما هو بالهزل﴾ /الطارق: ١٣ – ١٤/: باللعب.


(يبدلوا) يحرفوا أو يغيروا. (إنه) أي القرآن الذي فيه بيان لما كان وما سيكون، وهو يفصل بين الحق والباطل، وهو حق ثابت لا يتغير ولا يزول.
٦ ‏/ ٢٧٢٢
٧٠٥٣ – حدثنا الحُمَيدي: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ: حَدَّثَنَا الزُهري، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المسيَّب، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:
قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (قال اللَّهُ تَعَالَى: يُؤْذِينِي ابْنُ آدَمَ، يَسُبُّ الدَّهْرَ وَأَنَا الدَّهْرُ، بِيَدِي الْأَمْرُ، أقلِّب اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ). [ر: ٤٥٤٩]
٦ ‏/ ٢٧٢٢
٧٠٥٤ – حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: (يَقُولُ اللَّهُ عز وجل: الصَّوْمُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَأَكْلَهُ وَشُرْبَهُ مِنْ أَجْلِي، وَالصَّوْمُ جُنَّة، وَلِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ: فَرْحَةٌ حِينَ يُفْطِرُ، وَفَرْحَةٌ حِينَ يَلْقَى رَبَّهُ، ولَخُلُوف فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ المسك). [ر: ١٧٩٥]


(فرحتان) حالتان يسر فيهما. (حين يفطر) يتناول الطعام عند الغروب. وذلك لما فطره الله تعالى عليه من حاجته للغذاء، وسروره عند تناوله. (يلقى ربه) يوم القيامة، فيسر لما يجده عنده من المثوبة والأجر جزاء صيامه.
٦ ‏/ ٢٧٢٣
٧٠٥٥ – حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ همَّام، عَنْ أَبِي هريرة،
عن النبي ﷺ قَالَ: (بَيْنَمَا أَيُّوبُ يَغْتَسِلُ عُرْيَانًا، خرَّ عَلَيْهِ رِجْلُ جَرَادٍ مِنْ ذَهَبٍ، فَجَعَلَ يَحْثِي فِي ثَوْبِهِ، فَنَادَى رَبُّهُ: يَا أَيُّوبُ، أَلَمْ أَكُنْ أَغْنَيْتُكَ عَمَّا تَرَى؟ قَالَ: بَلَى يَا ربِّ، ولكن لا غنى بي عن بركتك). [ر: ٢٧٥]
٦ ‏/ ٢٧٢٣
٧٠٥٦ – حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْأَغَرِّ، عَنْ أَبِي هريرة:
أن رسول الله ﷺ قَالَ: (يتنزَّل رَبُّنَا تبارك وتعالى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِر، فَيَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ، مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ).
[ر: ١٠٩٤]
٦ ‏/ ٢٧٢٣
٧٠٥٧ – حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ: حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ: أَنَّ الْأَعْرَجَ حَدَّثَهُ: أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ:
أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: (نَحْنُ الآخِرون السَّابِقُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ).
وَبِهَذَا الْإِسْنَادِ: (قَالَ اللَّهُ: أَنْفِقْ أُنْفِقْ عليك). [ر: ٤٤٠٧]
٦ ‏/ ٢٧٢٣
٧٠٥٨ – حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ: حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيل، عَنْ عُمارة، عَنْ أَبِي زُرْعَة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: فَقَالَ:
هَذِهِ خَدِيجَةُ أَتَتْكَ بِإِنَاءٍ فِيهِ طَعَامٌ، أَوْ إِنَاءٍ فِيهِ شَرَابٌ، فَأَقْرِئْهَا مِنْ رَبِّهَا السَّلَامَ، وبشِّرها بِبَيْتٍ مِنْ قَصَبٍ، لَا صَخَبَ فِيهِ وَلَا نَصَبَ.
[ر: ٣٦٠٩]


(فقال) أي جبريل عليه السلام.
٦ ‏/ ٢٧٢٣
٧٠٥٩ – حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ أَسَدٍ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ همَّام بْنِ مُنَبِّه، عَنْ أبي هريرة رضي الله عنه،
عن النبي ﷺ قَالَ: (قَالَ اللَّهُ: أعددت لعبادي الصالحين:

⦗٢٧٢٤⦘
ما لا رأت عين، وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بشر).
[ر: ٣٠٧٢]

٦ ‏/ ٢٧٢٣
٧٠٦٠ – حَدَّثَنَا مَحْمُودٌ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ: أَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ الْأَحْوَلُ: أَنَّ طاوِسًا أَخْبَرَهُ: أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ:
كَانَ النَّبِيُّ ﷺ إِذَا تَهَجَّدَ مِنَ اللَّيْلِ قَالَ: (اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ، أَنْتَ نُورُ السماوات والأرض، ولك الحمد، أنت قيِّم السماوات والأرض، ولك الحمد، أنت رب السماوات وَالْأَرْضِ وَمَنْ فيهنَّ، أَنْتَ الْحَقُّ، وَوَعْدُكَ الْحَقُّ، وَقَوْلُكَ الْحَقُّ، وَلِقَاؤُكَ الْحَقُّ، وَالْجَنَّةُ حَقٌّ، وَالنَّارُ حَقٌّ، والنبيُّون حَقٌّ، وَالسَّاعَةُ حَقٌّ، اللَّهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ، وَبِكَ خَاصَمْتُ، وَإِلَيْكَ حَاكَمْتُ، فَاغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أخَّرت، وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ، أنت إلهي، لا إله إلا أنت).
[ر: ١٠٦٩]
٦ ‏/ ٢٧٢٤
٧٠٦١ – حَدَّثَنَا حجَّاج بْنُ مِنْهَالٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ النُّمَيْرِيُّ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ الْأَيْلِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ الزُهري قَالَ: سَمِعْتُ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَسَعِيدِ بْنِ المسيَّب، وَعَلْقَمَةَ بْنُ وقَّاص، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عن حَدِيثِ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ ﷺ،
حِينَ قَالَ لَهَا أَهْلُ الْإِفْكِ مَا قَالُوا، فبرَّأها اللَّهُ مِمَّا قَالُوا، وكلٌّ حَدَّثَنِي طَائِفَةً مِنَ الْحَدِيثِ الَّذِي حَدَّثَنِي، عَنْ عَائِشَةَ قالت: ولكن وَاللَّهِ مَا كُنْتُ أَظُنُّ أَنَّ اللَّهَ يُنْزِلُ فِي بَرَاءَتِي وَحْيًا يُتلى، وَلَشَأْنِي فِي نَفْسِي كَانَ أَحْقَرَ مِنْ أَنْ يَتَكَلَّمَ اللَّهُ فيَّ بِأَمْرٍ يُتلى، وَلَكِنِّي كُنْتُ أَرْجُو أَنْ يَرَى رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فِي النَّوْمِ رُؤْيَا يبرِّئني اللَّهُ بِهَا، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تعالى: ﴿إن الذين جاؤوا بالإفك﴾. العشر الآيات. [ر: ٢٤٥٣]
٦ ‏/ ٢٧٢٤
٧٠٦٢ – حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: حَدَّثَنَا الْمُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عن أبي هريرة:
أن رسول الله ﷺ قَالَ: (يَقُولُ اللَّهُ: إِذَا أَرَادَ عَبْدِي أَنْ يَعْمَلَ سَيِّئَةً فَلَا تَكْتُبُوهَا عَلَيْهِ حَتَّى يَعْمَلَهَا، فَإِنْ عَمِلَهَا فَاكْتُبُوهَا بِمِثْلِهَا، وَإِنْ تَرَكَهَا مِنْ أَجْلِي فَاكْتُبُوهَا لَهُ حَسَنَةً، وَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَعْمَلَ حَسَنَةً فَلَمْ يَعْمَلْهَا فَاكْتُبُوهَا لَهُ حَسَنَةً، فَإِنْ عَمِلَهَا فَاكْتُبُوهَا لَهُ بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف). [ر: ٦١٢٦]


(أراد) قصد وعزم. (من أجلي) امتثالًا لحكمي وخوفًا مني ورغبة في ثوابي. (فلم يعملها) أي الحسنة.
٦ ‏/ ٢٧٢٤
٧٠٦٣ – حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي مُزَرِّد، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه:
أن رسول الله ﷺ قَالَ: (خَلَقَ اللَّهُ الْخَلْقَ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْهُ قَامَتِ الرَّحِمُ، فَقَالَ: مَهْ، قَالَتْ: هَذَا مَقَامُ الْعَائِذِ بِكَ مِنَ الْقَطِيعَةِ، فَقَالَ: أَلَا تَرْضَيْنَ أَنْ أَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ، وَأَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ؟ قَالَتْ: بَلَى يَا ربِّ، قَالَ: فَذَلِكِ لَكِ).
ثُمَّ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: ﴿فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وتُقَطِّعوا أَرْحَامَكُمْ﴾.
[ر: ٤٥٥٢]


(عسيتم) بكسر السين وفتحها، قراءتان متواترتان.
٦ ‏/ ٢٧٢٥
٧٠٦٤ – حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ صَالِحٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ قَالَ:
مُطِرَ النَّبِيُّ ﷺ فَقَالَ: (قَالَ اللَّهُ: أَصْبَحَ مِنْ عِبَادِي كَافِرٌ بِي ومؤمن بي). [ر: ٨١٠]
٦ ‏/ ٢٧٢٥
٧٠٦٥ – حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عن أبي هريرة:
أن رسول اللَّهِ ﷺ قَالَ: (قَالَ اللَّهُ: إِذَا أَحَبَّ عَبْدِي لِقَائِي أَحْبَبْتُ لِقَاءَهُ، وإذا كره لقائي كرهت لقاءه). [ر: ٦١٤٣]
٦ ‏/ ٢٧٢٥
٧٠٦٦ – حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ: حَدَّثَنَا أَبُو الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة:
أن رسول الله ﷺ قال: (قَالَ اللَّهُ: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي). [ر: ٦٩٧٠]
٦ ‏/ ٢٧٢٥
٧٠٦٧ – حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عن أبي هريرة:
أن رسول اللَّهِ ﷺ قَالَ: (قَالَ رَجُلٌ لَمْ يَعْمَلْ خَيْرًا قَطُّ: فَإِذَا مَاتَ فحرِّقوه، وَاذْرُوا نِصْفَهُ فِي الْبَرِّ وَنِصْفَهُ فِي الْبَحْرِ، فَوَاللَّهِ لَئِنْ قَدَرَ اللَّهُ عَلَيْهِ ليعذِّبنَّه عَذَابًا لَا يعذِّبه أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ، فَأَمَرَ اللَّهُ الْبَحْرَ فَجَمَعَ مَا فِيهِ، وَأَمَرَ الْبَرَّ فَجَمَعَ مَا فِيهِ، ثُمَّ قَالَ: لِمَ فَعَلْتَ؟ قَالَ: مِنْ خَشْيَتِكَ، وَأَنْتَ أَعْلَمُ، فَغَفَرَ لَهُ). [ر: ٣٢٩٤]
٦ ‏/ ٢٧٢٥
٧٠٦٨ – حدثنا أحمد بن إسحق: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ: حَدَّثَنَا همَّام: حَدَّثَنَا إسحق بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي عَمْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ:
سَمِعْتُ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: (إِنَّ عَبْدًا أَصَابَ ذَنْبًا، وَرُبَّمَا قَالَ: أَذْنَبَ ذَنْبًا، فَقَالَ: ربِّ أَذْنَبْتُ، وَرُبَّمَا قَالَ: أَصَبْتُ، فَاغْفِرْ لِي، فَقَالَ رَبُّهُ: أعَلِمَ عَبْدِي أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِهِ؟ غَفَرْتُ

⦗٢٧٢٦⦘
لِعَبْدِي، ثُمَّ مَكَثَ مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ أَصَابَ ذَنْبًا، أَوْ أَذْنَبَ ذَنْبًا، فَقَالَ: ربِّ أَذْنَبْتُ – أَوْ أَصَبْتُ – آخَرَ فَاغْفِرْهُ؟ فَقَالَ: أعَلِمَ عَبْدِي أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِهِ؟ غَفَرْتُ لِعَبْدِي، ثُمَّ مَكَثَ مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ أَذْنَبَ ذَنْبًا، وَرُبَّمَا قَالَ: أَصَابَ ذَنْبًا، قَالَ: قَالَ: ربِّ أَصَبْتُ – أَوْ قَالَ: أَذْنَبْتُ – آخَرَ فَاغْفِرْهُ لِي، فَقَالَ: أعَلِمَ عَبْدِي أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِهِ؟ غفرت لعبدي، ثلاثًا، فليعمل ما شاء).


أخرجه مسلم في التوبة، باب: قبول التوبة من الذنوب ..، رقم: ٢٧٥٨.
(ثلاثًا) أي يقول: غفرت لعبدي، يكررها ثلاثًا. (ما شاء) ما دام إذا أذنب تاب. قال النووي، في شرح الحديث: لو تكرر الذنب مائة مرة، أو ألف مرة أو أكثر، وتاب في كل مرة قبلت توبته، وسقطت ذنوبه، ولو تاب عن الجميع توبة واحدة بعد جميعها صحت توبته. قلت: والحاصل أن من جاءه الموت وهو تائب من ذنبه كان من المقبولين، والخطر: أن يعود للذنب، فيأتيه الموت فجأة قبل أن يتوب، فيكون من الخاسرين.
٦ ‏/ ٢٧٢٥
٧٠٦٩ – حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الْأَسْوَدِ: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ: سَمِعْتُ أَبِي: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَبْدِ الْغَافِرِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ: (أَنَّهُ ذَكَرَ رَجُلًا فِيمَنْ سَلَفَ، أَوْ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، قَالَ – كَلِمَةً: يَعْنِي – أَعْطَاهُ اللَّهُ مَالًا وَوَلَدًا، فَلَمَّا حَضَرَتِ الْوَفَاةُ، قَالَ لِبَنِيهِ: أيَّ أَبٍ كُنْتُ لَكُمْ؟ قَالُوا: خَيْرَ أَبٍ، قَالَ: فَإِنَّهُ لَمْ يَبْتَئِرْ، أَوْ لَمْ يَبْتَئِزْ عِنْدَ اللَّهِ خَيْرًا، وَإِنْ يَقْدِرِ اللَّهُ عَلَيْهِ يعذِّبه، فَانْظُرُوا إِذَا متُّ فَأَحْرِقُونِي، حَتَّى إِذَا صِرْتُ فَحْمًا فاسحقوني، أو قال: فاسحكوني، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ رِيحٍ عَاصِفٍ فَأَذْرُونِي فِيهَا، فَقَالَ نَبِيُّ اللَّهِ ﷺ: فَأَخَذَ مَوَاثِيقَهُمْ عَلَى ذَلِكَ وربِّي، فَفَعَلُوا ثُمَّ أَذْرَوْهُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ، فَقَالَ اللَّهُ عز وجل: كُنْ، فَإِذَا هُوَ رَجُلٌ قَائِمٌ، قَالَ اللَّهُ: أَيْ عَبْدِي مَا حَمَلَكَ عَلَى أَنْ فَعَلْتَ مَا فَعَلْتَ؟ قَالَ: مَخَافَتُكَ، أَوْ: فَرَقٌ مِنْكَ، قَالَ: فَمَا تَلَافَاهُ أَنْ رَحِمَهُ عِنْدَهَا). وَقَالَ مَرَّةً أُخْرَى: (فَمَا تَلَافَاهُ غَيْرُهَا). فَحَدَّثْتُ بِهِ أَبَا عُثْمَانَ فَقَالَ: سَمِعْتُ هَذَا مِنْ سَلْمَانَ، غَيْرَ أَنَّهُ زَادَ فِيهِ: (أَذْرُونِي فِي الْبَحْرِ). أَوْ كَمَا حدَّث.
٦ ‏/ ٢٧٢٦
٧٠٧٠ – حَدَّثَنَا مُوسَى: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ وَقَالَ: (لَمْ يَبْتَئِرْ). وَقَالَ خَلِيفَةُ: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ وَقَالَ: (لَمْ يَبْتَئِزْ). فسَّره قتادة: لم يدَّخِر. [ر: ٣٢٩١]
٦ ‏/ ٢٧٢٦
٣٦ – بَاب: كَلَامِ الرَّبِّ عز وجل يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَ الْأَنْبِيَاءِ وَغَيْرِهِمْ.
٦ ‏/ ٢٧٢٧
٧٠٧١ – حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ رَاشِدٍ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عيَّاش، عَنْ حُمَيْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا رضي الله عنه قَالَ:
سَمِعْتُ النَّبِيَّ ﷺ يَقُولُ: (إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ شُفِّعْتُ، فَقُلْتُ: يَا ربِّ أَدْخِلِ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ خَرْدَلَةٌ، فَيَدْخُلُونَ، ثُمَّ أَقُولُ: أَدْخِلِ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ أَدْنَى شَيْءٍ). فَقَالَ أَنَسٌ: كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى أَصَابِعِ رَسُولِ الله ﷺ.


(شفعت) من التشفيع، وهو تفويض الشفاعة إليه والقبول منه. (خردلة) أي من الإيمان، والخردلة واحدة الخردل، وهو نبت صغير الحب، وهذا تمثيل للقلة. (أنظر إلى أصابع) أي وهو يضمها ويشير بها، يصف مدى القلة.
٦ ‏/ ٢٧٢٧
٧٠٧٢ – حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ: حَدَّثَنَا حمَّاد بْنُ زَيْدٍ: حَدَّثَنَا مَعْبَدُ بْنُ هِلَالٍ الْعَنَزِيُّ قَالَ: اجْتَمَعْنَا نَاسٌ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، فَذَهَبْنَا إِلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَذَهَبْنَا مَعَنَا بِثَابِتٍ البُناني إِلَيْهِ، يَسْأَلُهُ لَنَا عَنْ حَدِيثِ الشَّفَاعَةِ، فَإِذَا هُوَ فِي قَصْرِهِ، فَوَافَقْنَاهُ يُصَلِّي الضُّحَى، فاستأذنَّا فَأَذِنَ لَنَا وَهُوَ قَاعِدٌ عَلَى فِرَاشِهِ، فَقُلْنَا لِثَابِتٍ: لَا تَسْأَلْهُ عَنْ شَيْءٍ أَوَّلَ مِنْ حَدِيثِ الشَّفَاعَةِ، فَقَالَ: يَا أَبَا حَمْزَةَ، هَؤُلَاءِ إخوانك من أهل البصرة، جاؤوك يَسْأَلُونَكَ عَنْ حَدِيثِ الشَّفَاعَةِ، فَقَالَ:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ ﷺ قَالَ: (إِذَا كَانَ يوم القيمة مَاجَ النَّاسُ بَعْضُهُمْ فِي بَعْضٍ، فَيَأْتُونَ آدَمَ فَيَقُولُونَ: اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ، فَيَقُولُ: لَسْتُ لَهَا، وَلَكِنْ عَلَيْكُمْ بِإِبْرَاهِيمَ فَإِنَّهُ خَلِيلُ الرَّحْمَنِ، فَيَأْتُونَ إِبْرَاهِيم، فَيَقُولُ: لَسْتُ لَهَا، وَلَكِنْ عَلَيْكُمْ بِمُوسَى فَإِنَّهُ كَلِيمُ اللَّهِ، فَيَأْتُونَ مُوسَى، فَيَقُولُ: لَسْتُ لَهَا، وَلَكِنْ عَلَيْكُمْ بِعِيسَى فَإِنَّهُ رُوحُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ، فَيَأْتُونَ عِيسَى فَيَقُولُ: لَسْتُ لَهَا، وَلَكِنْ عَلَيْكُمْ بِمُحَمَّدٍ ﷺ، فيأتونني، فَأَقُولُ: أَنَا لَهَا، فَأَسْتَأْذِنُ عَلَى رَبِّي فَيُؤْذَنُ لِي، وَيُلْهِمُنِي مَحَامِدَ أَحْمَدُهُ بِهَا لَا تَحْضُرُنِي الْآنَ، فَأَحْمَدُهُ بِتِلْكَ الْمَحَامِدِ، وأخرُّ لَهُ سَاجِدًا، فَيُقَالُ: يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ وَقُلْ يُسمع لَكَ، وَسَلْ تُعط، وَاشْفَعْ تُشَفَّع،

⦗٢٧٢٨⦘
فَأَقُولُ: يَا رب، أمتي أمتي، فيقال: انْطَلِقْ فَأَخْرِجْ مِنْهَا مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ شَعِيرَةٍ مِنْ إِيمَانٍ، فَأَنْطَلِقُ فَأَفْعَلُ، ثُمَّ أَعُودُ فَأَحْمَدُهُ بِتِلْكَ الْمَحَامِدِ ثُمَّ أخرُّ لَهُ سَاجِدًا، فَيُقَالُ: يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ، وَقُلْ يُسمع لَكَ، وَسَلْ تُعط، وَاشْفَعْ تُشَفَّع، فَأَقُولُ: يا رب أمتي أمتي، فيقال: انْطَلِقْ فَأَخْرِجْ مِنْهَا مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مثقال ذرة أو خردلة مِنْ إِيمَانٍ، فَأَنْطَلِقُ فَأَفْعَلُ، ثُمَّ أَعُودُ فَأَحْمَدُهُ بِتِلْكَ الْمَحَامِدِ ثُمَّ أَخِرُّ لَهُ سَاجِدًا، فَيُقَالُ: يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ، وَقُلْ يُسمع لَكَ، وَسَلْ تُعط، وَاشْفَعْ تُشَفَّع، فَأَقُولُ: يَا رَبِّ أُمَّتِي أُمَّتِي، فَيَقُولُ: انْطَلِقْ فَأَخْرِجْ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ أَدْنَى أَدْنَى أَدْنَى مِثْقَالِ حَبَّةِ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ فَأَخْرِجْهُ مِنَ النَّارِ، فَأَنْطَلِقُ فَأَفْعَلُ).
فَلَمَّا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِ أَنَسٍ، قُلْتُ لِبَعْضِ أَصْحَابِنَا: لَوْ مَرَرْنَا بِالْحَسَنِ، وَهُوَ مُتَوَارٍ فِي مَنْزِلِ أَبِي خَلِيفَةَ، فَحَدَّثْنَاهُ بِمَا حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، فَأَتَيْنَاهُ فَسَلَّمْنَا عَلَيْهِ فَأَذِنَ لَنَا، فَقُلْنَا لَهُ: يَا أَبَا سَعِيدٍ، جِئْنَاكَ مِنْ عِنْدِ أَخِيكَ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، فَلَمْ نَرَ مِثْلَ مَا حَدَّثَنَا فِي الشَّفَاعَةِ، فَقَالَ: هِيهِ، فَحَدَّثْنَاهُ بِالْحَدِيثِ، فَانْتَهَى إِلَى هَذَا الْمَوْضِعِ، فَقَالَ: هِيهِ، فَقُلْنَا: لَمْ يَزِدْ لَنَا عَلَى هَذَا، فَقَالَ: لَقَدْ حَدَّثَنِي، وَهُوَ جَمِيعٌ، مُنْذُ عِشْرِينَ سَنَةً، فَلَا أَدْرِي أَنَسِيَ أَمْ كَرِهَ أَنْ تَتَّكِلُوا، قُلْنَا يَا أَبَا سَعِيدٍ فَحَدِّثْنَا: فَضَحِكَ وَقَالَ: خُلِقَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا، مَا ذَكَرْتُهُ إلا وأنا أريد أن أحدثكم، حدثني كما حدثكم به، وقال: (ثُمَّ أَعُودُ الرَّابِعَةَ فَأَحْمَدُهُ بِتِلْكَ الْمَحَامِدِ، ثُمَّ أخرُّ لَهُ سَاجِدًا، فَيُقَالُ: يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ، وَقُلْ يُسمع، وَسَلْ تُعطه، وَاشْفَعْ تُشَفَّع، فَأَقُولُ: يَا رَبِّ ائْذَنْ لِي فِيمَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَيَقُولُ: وَعِزَّتِي وَجَلَالِي وَكِبْرِيَائِي وَعَظَمَتِي لأخرجنَّ مِنْهَا مَنْ قَالَ لَا إله إلا الله). [ر: ٤٤]


أخرجه مسلم في الإيمان، باب: أدنى أهل الجنة منزلة فيها، رقم: ١٩٣.
(ماج) اضطرب واختلط. (خليل الرحمن) هو الذي أحبه محبة كاملة، لا نقص فيها ولا خلل. (روح الله وكلمته) أي الذي خلقه مباشرة بكلمة منه دون واسطة أب. (فأستأذن على ربي) أتوسل إليه أن يأذن لي بالشفاعة.
(يلهمني محامد) يلقي في نفسي معاني للحمد لم تسبق لي. (أخر) أسقط على وجهي. (متوار) مختف في منزل أبي خليفة الطائي البصري خوفًا من الحجاج. (بالحسن) البصري. (هيه) زد من هذا الحديث. (وهو جميع) مجتمع، وهو الرجل الذي بلغ أشده، أراد أنه كان شابًا حين حدثه بذلك.
(تتكلوا) تعتمدوا على الشفاعة فتتركوا العمل.
٦ ‏/ ٢٧٢٧
٧٠٧٣ – حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (إِنَّ آخِرَ أَهْلِ الْجَنَّةِ دُخُولًا الْجَنَّةَ، وَآخِرَ أَهْلِ النَّارِ خُرُوجًا مِنَ النَّارِ، رَجُلٌ يَخْرُجُ حَبْوًا، فَيَقُولُ لَهُ رَبُّهُ: ادْخُلِ الْجَنَّةَ،

⦗٢٧٢٩⦘
فَيَقُولُ: رَبِّ الْجَنَّةُ مَلْأَى، فَيَقُولُ لَهُ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَكُلُّ ذَلِكَ يُعِيدُ عَلَيْهِ: الْجَنَّةُ مَلْأَى فَيَقُولُ: إِنَّ لَكَ مِثْلَ الدُّنْيَا عَشْرَ مِرَارٍ).
[ر: ٦٢٠٢]


(حبوًا) هو المشي على اليدين والبطن أو على المقعدة. (مرار) مرات.
٦ ‏/ ٢٧٢٨
٧٠٧٤ – حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ: أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ خَيْثَمَةَ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا سَيُكَلِّمُهُ رَبُّهُ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ تُرْجُمَانٌ، فَيَنْظُرُ أَيْمَنَ مِنْهُ فَلَا يَرَى إِلَّا مَا قدَّم مِنْ عَمَلِهِ، وَيَنْظُرُ أَشْأَمَ مِنْهُ فَلَا يَرَى إِلَّا مَا قدَّم، وَيَنْظُرُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَلَا يَرَى إِلَّا النَّارَ تِلْقَاءَ وَجْهِهِ، فَاتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بشِقِّ تَمْرَةٍ).
قَالَ الْأَعْمَشُ: وَحَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ مُرَّة، عَنْ خَيْثَمَةَ: مِثْلَهُ. وَزَادَ فيه: (ولو بكلمة طيبة).
[ر: ١٣٤٧]


أخرجه مسلم في الزكاة، باب: الحث على الصدقة ولو بشق تمرة ..، رقم: ١٠١٦.
(أيمن منه) عن يمينه. (أشأم منه) عن شماله. (تلقاء وجهه) أمامه.
٦ ‏/ ٢٧٢٩
٧٠٧٥ – حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه قَالَ:
جَاءَ حَبْرٌ مِنْ الْيَهُودِ فَقَالَ: إِنَّهُ إِذَا كَانَ يوم القيامة، جعل الله السماوات عَلَى إِصْبَعٍ، وَالْأَرَضِينَ عَلَى إِصْبَعٍ، وَالْمَاءَ وَالثَّرَى عَلَى إِصْبَعٍ، وَالْخَلَائِقَ عَلَى إِصْبَعٍ، ثُمَّ يهزُّهنَّ، ثُمَّ يَقُولُ: أَنَا الْمَلِكُ أَنَا الْمَلِكُ، فَلَقَدْ رَأَيْتُ النَّبِيَّ ﷺ يَضْحَكُ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ، تَعَجُّبًا وَتَصْدِيقًا لِقَوْلِهِ، ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: ﴿وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِه – إِلَى قَوْلِهِ – يُشْرِكُون﴾. [ر: ٤٥٣٣]
٦ ‏/ ٢٧٢٩
٧٠٧٦ – حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِز: أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ ابْنَ عُمَرَ:
كَيْفَ سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ فِي النَّجْوَى؟ قَالَ: (يَدْنُو أَحَدُكُمْ مِنْ رَبِّهِ حَتَّى يَضَعَ كَنَفَهُ عَلَيْهِ، فَيَقُولُ: أَعَمِلْتَ كَذَا وَكَذَا؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ، ويقول: أعملت كَذَا وَكَذَا؟ فَيَقُولُ نَعَمْ، فَيُقَرِّرُهُ ثُمَّ يَقُولُ: إِنِّي سَتَرْتُ عَلَيْكَ فِي الدُّنْيَا، وَأَنَا أَغْفِرُهَا لَكَ الْيَوْمَ).
وَقَالَ آدَمُ: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ: حَدَّثَنَا صَفْوَانُ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ: سَمِعْتُ النبي ﷺ. [ر: ٢٣٠٩]
٦ ‏/ ٢٧٢٩
٣٧ – بَاب: قَوْلِهِ: ﴿وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا﴾ /النساء: ١٦٤ /.
٦ ‏/ ٢٧٣٠
٧٠٧٧ – حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ: حَدَّثَنَا عُقَيْلٌ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ: حَدَّثَنَا حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ:
أن النبي ﷺ قال: (احتجَّ آدَمُ وَمُوسَى، فَقَالَ مُوسَى: أَنْتَ آدَمُ الَّذِي أَخْرَجْتَ ذُرِّيَّتَكَ مِنَ الْجَنَّةِ؟ قَالَ آدَمُ: أَنْتَ مُوسَى الَّذِي اصْطَفَاكَ اللَّهُ بِرِسَالَاتِهِ وَكَلَامِهِ، ثُمَّ تَلُومُنِي عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِّر عليَّ قَبْلَ أن أخْلَق؟ فحجَّ آدمُ موسى). [ر: ٣٢٢٨]
٦ ‏/ ٢٧٣٠
٧٠٧٨ – حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ:
قال رسول الله ﷺ: (يُجمع الْمُؤْمِنُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيَقُولُونَ: لَوِ اسْتَشْفَعْنَا إِلَى رَبِّنَا فَيُرِيحُنَا مِنْ مَكَانِنَا هَذَا، فَيَأْتُونَ آدَمَ فَيَقُولُونَ لَهُ: أَنْتَ آدَمُ أَبُو الْبَشَرِ، خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ، وَأَسْجَدَ لَكَ الْمَلَائِكَةَ، وَعَلَّمَكَ أَسْمَاءَ كُلِّ شَيْءٍ، فَاشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّنَا حَتَّى يُرِيحَنَا، فَيَقُولُ لَهُمْ: لَسْتُ هُنَاكُمْ، فَيَذْكُرُ لهم خطيئته التي أصاب). [ر: ٤٢٠٦]
٦ ‏/ ٢٧٣٠
٧٠٧٩ – حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ، عَنْ شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّهُ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ:
لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ مِنْ مَسْجِدِ الْكَعْبَةِ: أَنَّهُ جَاءَهُ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ قَبْلَ أَنْ يُوحَى إِلَيْهِ، وَهُوَ نَائِمٌ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، فَقَالَ أَوَّلُهُمْ: أَيُّهُمْ هُوَ؟ فَقَالَ أَوْسَطُهُمْ: هُوَ خَيْرُهُمْ، فَقَالَ آخِرُهُمْ: خُذُوا خَيْرَهُمْ، فَكَانَتْ تِلْكَ اللَّيْلَةَ، فَلَمْ يَرَهُمْ حَتَّى أَتَوْهُ لَيْلَةً أُخْرَى، فِيمَا يَرَى قَلْبُهُ، وَتَنَامُ عَيْنُهُ وَلَا يَنَامُ قَلْبُهُ، وَكَذَلِكَ الْأَنْبِيَاءُ تَنَامُ أَعْيُنُهُمْ وَلَا تَنَامُ قُلُوبُهُمْ، فَلَمْ يُكَلِّمُوهُ حَتَّى احْتَمَلُوهُ، فَوَضَعُوهُ عِنْدَ بِئْرِ زَمْزَمَ، فَتَوَلَّاهُ مِنْهُمْ جِبْرِيلُ، فَشَقَّ جِبْرِيلُ مَا بَيْنَ نَحْرِهِ إِلَى لبَّته، حَتَّى فَرَغَ مِنْ صَدْرِهِ وَجَوْفِهِ، فَغَسَلَهُ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ بِيَدِهِ، حَتَّى أَنْقَى جَوْفَهُ، ثُمَّ أُتِيَ بِطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ فِيهِ تَوْرٌ مِنْ ذهب، محشوًّا إيمانًا وحكمة، فحُشي بِهِ صَدْرَهُ وَلَغَادِيدَهُ، يَعْنِي عُرُوقَ حَلْقِهِ، ثُمَّ أَطْبَقَهُ ثُمَّ عَرَجَ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَضَرَبَ

⦗٢٧٣١⦘
بَابًا مِنْ أَبْوَابِهَا، فَنَادَاهُ أَهْلُ السَّمَاءِ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالَ: جِبْرِيلُ، قَالُوا: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مَعِيَ مُحَمَّدٌ، قَالَ: وَقَدْ بُعث؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالُوا: فَمَرْحَبًا بِهِ وَأَهْلًا، فَيَسْتَبْشِرُ بِهِ أَهْلُ السَّمَاءِ، لَا يَعْلَمُ أَهْلُ السَّمَاءِ بِمَا يُرِيدُ اللَّهُ بِهِ فِي الْأَرْضِ حَتَّى يُعْلِمَهُمْ، فَوَجَدَ فِي السَّمَاءِ الدُّنْيَا آدَمَ، فَقَالَ لَهُ جبريل: هذا أبوك فسلِّم عَلَيْهِ، فسلَّم عَلَيْهِ وردَّ عَلَيْهِ آدَمُ وَقَالَ: مَرْحَبًا وَأَهْلًا بِابْنِي، نِعْمَ الِابْنُ أَنْتَ، فَإِذَا هُوَ فِي السَّمَاءِ الدُّنْيَا بنهَرين يطَّردان، فَقَالَ: (مَا هَذَانِ النهَران يَا جِبْرِيلُ). قَالَ: هَذَا النِّيلُ وَالْفُرَاتُ عُنْصُرُهُمَا، ثُمَّ مَضَى بِهِ فِي السَّمَاءِ فَإِذَا هُوَ بنهَر آخَرَ، عَلَيْهِ قَصْرٌ مِنْ لُؤْلُؤٍ وَزَبَرْجَدٍ، فَضَرَبَ يَدَهُ فَإِذَا هو أمسك أَذْفَرُ، قَالَ: (مَا هَذَا يَا جِبْرِيلُ). قَالَ: هَذَا الْكَوْثَرُ الَّذِي خَبَأَ لَكَ رَبُّكَ، ثُمَّ عَرَجَ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ الثَّانِيَةِ، فَقَالَتِ الْمَلَائِكَةُ لَهُ مِثْلَ مَا قَالَتْ لَهُ الْأُولَى: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: جِبْرِيلُ، قَالُوا: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ ﷺ، قَالُوا: وَقَدْ بُعث إِلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالُوا مَرْحَبًا بِهِ وَأَهْلًا، ثُمَّ عَرَجَ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ الثَّالِثَةِ، وَقَالُوا لَهُ مِثْلَ مَا قَالَتِ الْأُولَى وَالثَّانِيَةُ، ثُمَّ عَرَجَ بِهِ إِلَى الرَّابِعَةِ، فَقَالُوا لَهُ مثل ذلك، ثم عرج به إلى السماء الْخَامِسَةِ، فَقَالُوا مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ عَرَجَ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ السَّادِسَةِ، فَقَالُوا لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ عَرَجَ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ، فَقَالُوا لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ، كُلُّ سَمَاءٍ فِيهَا أَنْبِيَاءُ قد سمَّاهم، فوعيت مِنْهُمْ إِدْرِيسَ فِي الثَّانِيَةِ، وَهَارُونَ فِي الرَّابِعَةِ، وَآخَرَ فِي الْخَامِسَةِ لَمْ أَحْفَظْ اسْمَهُ، وَإِبْرَاهِيمَ فِي السَّادِسَةِ، وَمُوسَى فِي السَّابِعَةِ بِتَفْضِيلِ كَلَامِ اللَّهِ، فَقَالَ مُوسَى: ربِّ لَمْ أظنَّ أَنْ ترفع عليَّ أحدًا، ثُمَّ عَلَا بِهِ فَوْقَ ذَلِكَ بِمَا لَا يَعْلَمُهُ إِلَّا اللَّهُ، حَتَّى جَاءَ سِدْرَةَ الْمُنْتَهَى، ودنا الجبَّار ربُّ العزَّة، فتدلَّى حَتَّى كَانَ مِنْهُ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى، فَأَوْحَى اللَّهُ فِيمَا أَوْحَى إِلَيْهِ: خَمْسِينَ صَلَاةً عَلَى أُمَّتِكَ كُلَّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، ثُمَّ هَبَطَ حَتَّى بَلَغَ مُوسَى، فَاحْتَبَسَهُ مُوسَى فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ مَاذَا عَهِدَ إِلَيْكَ رَبُّكَ؟ قَالَ: (عَهِدَ إِلَيَّ خَمْسِينَ صَلَاةً كُلَّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ). قَالَ:

⦗٢٧٣٢⦘
إنَّ أُمَّتَكَ لَا تَسْتَطِيعُ ذَلِكَ، فَارْجِعْ فَلْيُخَفِّفْ عَنْكَ رَبُّكَ وَعَنْهُمْ، فَالْتَفَتَ النَّبِيُّ ﷺ إِلَى جِبْرِيلَ كَأَنَّهُ يَسْتَشِيرُهُ فِي ذَلِكَ، فَأَشَارَ إِلَيْهِ جِبْرِيلُ: أَنْ نَعَمْ إِنْ شِئْتَ، فَعَلَا بِهِ إِلَى الجبَّار، فَقَالَ وَهُوَ مَكَانَهُ: (يَا ربِّ خفِّف عنَّا، فإنَّ أُمَّتِي لَا تَسْتَطِيعُ هَذَا). فَوَضَعَ عَنْهُ عَشْرَ صَلَوَاتٍ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى مُوسَى فَاحْتَبَسَهُ، فَلَمْ يَزَلْ يُرَدِّدُهُ مُوسَى إِلَى رَبِّهِ حَتَّى صَارَتْ إِلَى خَمْسِ صَلَوَاتٍ، ثُمَّ احْتَبَسَهُ مُوسَى عِنْدَ الْخَمْسِ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، وَاللَّهِ لَقَدْ راودتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ قَوْمِي عَلَى أَدْنَى مِنْ هَذَا فَضَعُفُوا فَتَرَكُوهُ، فَأُمَّتُكَ أَضْعَفُ أَجْسَادًا وَقُلُوبًا وَأَبْدَانًا وَأَبْصَارًا وَأَسْمَاعًا، فَارْجِعْ فليخفِّف عَنْكَ رَبُّكَ، كُلَّ ذَلِكَ يَلْتَفِتُ النَّبِيُّ ﷺ إِلَى جِبْرِيلَ لِيُشِيرَ عَلَيْهِ، وَلَا يَكْرَهُ ذَلِكَ جِبْرِيلُ، فَرَفَعَهُ عِنْدَ الْخَامِسَةِ فَقَالَ: (يَا رَبِّ إِنَّ أُمَّتِي ضُعَفَاءُ، أَجْسَادُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ وأسماعهم وَأَبْدَانُهُمْ، فَخَفِّفْ عَنَّا). فَقَالَ الجبَّار: يَا مُحَمَّدُ، قَالَ: (لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ). قَالَ: إِنَّهُ لَا يُبَدَّل القول لدي، كما فرضت عَلَيْكَ فِي أمِّ الْكِتَابِ، قَالَ: فَكُلُّ حَسَنَةٍ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، فَهِيَ خَمْسُونَ فِي أمِّ الْكِتَابِ، وَهِيَ خَمْسٌ عَلَيْكَ، فَرَجَعَ إِلَى مُوسَى فَقَالَ: كَيْفَ فَعَلْتَ؟ فَقَالَ: (خفَّف عَنَّا، أَعْطَانَا بِكُلِّ حَسَنَةٍ عَشْرَ أَمْثَالِهَا). قَالَ مُوسَى: قَدْ وَاللَّهِ رَاوَدْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ فَتَرَكُوهُ، ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فليخفِّف عَنْكَ أَيْضًا، قال رسول الله ﷺ: (يَا مُوسَى، قَدْ وَاللَّهِ اسْتَحْيَيْتُ مِنْ رَبِّي مِمَّا اخْتَلَفْتُ إِلَيْهِ). قَالَ: فَاهْبِطْ بِاسْمِ اللَّهِ، قال: واستيقظ وهو في مسجد الحرام. [ر: ٣٣٧٧]


أخرجه مسلم في الإيمان، باب: الإسراء برسول الله ﷺ ..، رقم: ١٦٢.
(فكانت تلك الليلة) أي فكانت هذه القصة في تلك الليلة، ولم يقع شيء آخر فيها. (فلم يرهم حتى أتوه ليلة أخرى) أي لم ير أولئك الذين أتوه قبل الوحي مدة طويلة، حتى جاؤوه ليلة الإسراء والمعراج، وكان من أمرهم ما كان.
(فيما يرى قلبه) أي وهو نائم العين. (فتولاه) قام بشأنه وتولى إجراء ما جرى له. (نحره) عنقه. (لبته) موضع القلادة من الصدر، وقيل: المراد العانة. (فرغ من ..) انتهى من شقهما وتنظيفهما. (أنقى) نقاه من كل شائبة.
(تور) إناء يشرب فيه. (لغاديده) جمع لغد، وهي اللحمات بين الحنك وصفحة العنق. (يطردان) يجريان. (عنصرهما) أصلهما. (لؤلؤ وزبرجد) نوعان من الجواهر النفيسة. (أذفر) جيد شديد ذكاء الريح، أي طيب الرائحة. (فوعيت) فحفظت. (دنا الجبار) هذا من المتشابه الذي توهم التشبيه، فلا يجوز حمله على ظاهره، بل يجب تأويله بما يليق به سبحانه، فقيل: هو مجاز عن قربه المعنوي وإظهار منزلته عند الله تعالى. (فتدلى) طلب زيادة القرب. (قاب قوسين) ما بين طرفي القوس، وهو كناية عن لطف المحل، وإيضاح المعرفة، ومن الله تعالى عليه بإجابته ورفع درجته إليه. (فاحتبسه) أوقفه عنده. (راودت) من المراودة وهي المراجعة، أي راجعتهم ليفعلوا. (واستيقظ) أي رسول الله ﷺ من نومة نامها بعد الرجوع من رحلته إلى الملأ الأعلى، أو المراد أنه وافق طلوع الفجر – الذي هو وقت الاستيقاظ – وهو في المسجد الحرام، والله تعالى أعلم.
٦ ‏/ ٢٧٣٠
٣٨ – بَاب: كَلَامِ الرَّبِّ مَعَ أَهْلِ الْجَنَّةِ.
٦ ‏/ ٢٧٣٢
٧٠٨٠ – حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ: حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ:
قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ لِأَهْلِ الجنة: يا أهل الجنة، فيقولون: لبيك وَسَعْدَيْكَ، وَالْخَيْرُ فِي يَدَيْكَ، فَيَقُولُ: هَلْ رَضِيتُمْ؟ فَيَقُولُونَ: وَمَا لَنَا لَا نَرْضَى يَا ربِّ، وَقَدْ أَعْطَيْتَنَا مَا لَمْ تُعْطِ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ، فَيَقُولُ: أَلَا أُعْطِيكُمْ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ؟ فَيَقُولُونَ: يَا ربِّ، وَأَيُّ شَيْءٍ أَفْضَلُ مِنْ

⦗٢٧٣٣⦘
ذَلِكَ، فَيَقُولُ: أُحِلُّ عَلَيْكُمْ رِضْوَانِي، فَلَا أَسْخَطُ عليكم بعده أبدًا). [ر: ٦١٨٣]

٦ ‏/ ٢٧٣٢
٧٠٨١ – حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ: حَدَّثَنَا فُلَيح: حَدَّثَنَا هِلَالٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ:
أن النبي ﷺ كَانَ يَوْمًا يحدِّث، وَعِنْدَهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ: (أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ اسْتَأْذَنَ رَبَّهُ في الزرع، فقال له: أو لستَ فِيمَا شِئْتَ؟ قَالَ: بَلَى، وَلَكِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَزْرَعَ، فَأَسْرَعَ وَبَذَرَ، فَتَبَادَرَ الطَّرْفَ نَبَاتُهُ وَاسْتِوَاؤُهُ وَاسْتِحْصَادُهُ وَتَكْوِيرُهُ أَمْثَالَ الْجِبَالِ، فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: دُونَكَ يَا ابْنَ آدَمَ، فَإِنَّهُ لَا يُشْبِعُكَ شَيْءٌ). فَقَالَ الْأَعْرَابِيُّ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَا تَجِدُ هَذَا إِلَّا قُرَشِيًّا أَوْ أَنْصَارِيًّا، فَإِنَّهُمْ أَصْحَابُ زَرْعٍ، فَأَمَّا نَحْنُ فَلَسْنَا بِأَصْحَابِ زَرْعٍ. فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ. [ر: ٢٢٢١]


(تكويره) جمعه في البيدر.
٦ ‏/ ٢٧٣٣
٣٩ – بَاب: ذِكْرِ اللَّهِ بِالْأَمْرِ، وَذِكْرِ الْعِبَادِ بِالدُّعَاءِ، والتضرع والرسالة والبلاغ.
لِقَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ﴾ /البقرة: ١٥٢/. ﴿وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللَّهِ فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّة ثُمَّ اقْضُوا إليَّ وَلا تُنظرون. فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلا عَلَى اللَّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾ /يونس: ٧١ – ٧٢/.
غُمَّة: هَمٌّ وَضِيقٌ.
قَالَ مُجَاهِدٌ: اقْضُوا إليَّ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ، يُقَالُ: افْرُقْ اقْضِ.
وَقَالَ مُجَاهِدٌ: ﴿وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ﴾ /التوبة: ٦/: إِنْسَانٌ يَأْتِيهِ، فَيَسْتَمِعُ مَا يَقُولُ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ، فَهُوَ آمِنٌ حَتَّى يَأْتِيَهُ فَيَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ، وَحَتَّى يبلغ مأمنه حيث جاءه. ﴿النبأ العظيم﴾ /النبأ: ٢/: القرآن. ﴿صوابًا﴾ /النبأ: ٣٨/: حقًا في الدنيا، وعمل به.


(مقامي) مكثي بينكم. (تذكيري ..) عظتي وتخويفي إياكم عقوبة الله تعالى. (فأجمعوا أمركم) اعزموا وأعدوا العدة. (وشركاءكم) واجمعوا أصنامكم التي تزعمونها آلهة. (غمة) ملتبسًا. (اقضوا إلي) أظهروا ما تضمرونه لي في أنفسكم من مكروه. (تنظرون) تؤخرون وتمهلون.
(توليتم) أعرضتم. (افرق ..) أظهر الأمر وفصله وميزه. (حقًا ..) أي قال حقًا.
٦ ‏/ ٢٧٣٣
٤٠ – بَاب: قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا﴾ /البقرة: ٢٢ /.
وَقَوْلِهِ جَلَّ ذِكْرُهُ: ﴿وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾ /فصلت: ٩/.
وَقَوْلِهِ: ﴿وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ﴾ /الفرقان: ٦٨/.
﴿وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ ليحبطنَّ عَمَلُكَ ولتكوننَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ. بَلِ اللهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ﴾ /الزمر: ٦٥ – ٦٦/.
وَقَالَ عِكْرِمَةُ: ﴿وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلا وَهُمْ مُشْرِكُونَ﴾ /يوسف: ١٠٦/. ﴿وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ﴾ /الزخرف: ٨٧/. و﴿من خلق السماوات والأرض ليقولنَّ الله﴾ /الزخرف: ٩/. فَذَلِكَ إِيمَانُهُمْ، وَهُمْ يَعْبُدُونَ غَيْرَهُ.
وَمَا ذُكِرَ فِي خَلْقِ أَفْعَالِ الْعِبَادِ وَأَكْسَابِهِمْ.
لِقَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فقدَّره تَقْدِيرًا﴾ /الفرقان: ٢/.
وَقَالَ مجاهد: ﴿ما تَنَزَّل الملائكة إلا بالحقِّ﴾ /الحجر: ٨/. بالرسالة والعذاب. ﴿ليسأل الصادقين عن صدقهم﴾ /الأحزاب: ٨/. المبلِّغين المؤدِّين مِنَ الرُّسُلِ. ﴿وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ /الحجر: ٩/: عِنْدَنَا. ﴿وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ﴾ الْقُرْآنُ ﴿وصدَّق بِهِ﴾ /الزمر: ٣٣/: الْمُؤْمِنُ، يَقُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: هَذَا الَّذِي أَعْطَيْتَنِي عملتُ بما فيه.


(أندادًا) جمع ند وهو المثيل والنظير الذي يعارض نظيره في أموره، والمراد هنا الشريك. (ليحبطن) ليبطلن. (ومايؤمن ..) المعنى: إذا سئلوا عن الله عز وجل وصفته، وصفوه بما لا يليق به، وجعلوا له شريكًا أو زوجة أو ولدًا. (فقدره ..) دبر أموره، وجعله يحيث ينهج المنهج الذي يحقق المصلحة ويوافق الحكمة. (تنزل الملائكة) هذه قراءة متواترة، وقراءة حفص: ﴿نُنَزِّل الملائكة﴾.
٦ ‏/ ٢٧٣٤
٧٠٨٢ – حدثنا قتيبة بن سعيد: حدثنا جرير، عن مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:
سَأَلْتُ النَّبِيَّ ﷺ: أَيُّ الذَّنْبِ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ؟ قَالَ: (أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وَهُوَ خَلَقَكَ). قُلْتُ: إِنَّ ذَلِكَ لَعَظِيمٌ، قُلْتُ: ثم أي؟ قال: (ثم أن تقتل ولدك تَخَافُ أَنْ يَطْعَمَ مَعَكَ). قُلْتُ: ثُمَّ أَيُّ؟ قال: (ثم أن تزاني بحليلة جارك). [ر: ٤٢٠٧]
٦ ‏/ ٢٧٣٤
٤١ – بَاب: قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلا أَبْصَارُكُمْ وَلا جُلُودُكُمْ وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لا يَعْلَمُ كثيرًا مما تعملون﴾ /فصلت: ٢٢ /.


(تستترون) تخشون وتخافون، واستتر اختفى وتغطى.
٦ ‏/ ٢٧٣٥
٧٠٨٣ – حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ: حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه قَالَ:
اجْتَمَعَ عِنْدَ الْبَيْتِ ثقفيَّان وَقُرَشِيٌّ، أَوْ قُرَشِيَّانِ وَثَقَفِيٌّ، كَثِيرَةٌ شَحْمُ بُطُونِهِمْ، قَلِيلَةٌ فِقْهُ قُلُوبِهِمْ، فَقَالَ أَحَدُهُمْ: أَتَرَوْنَ أَنَّ اللَّهَ يَسْمَعُ مَا نَقُولُ؟ قَالَ الْآخَرُ: يَسْمَعُ إِنْ جَهَرْنَا، وَلَا يَسْمَعُ إِنْ أَخْفَيْنَا، وَقَالَ الْآخَرُ: إِنْ كَانَ يَسْمَعُ إِذَا جَهَرْنَا فَإِنَّهُ يَسْمَعُ إِذَا أَخْفَيْنَا، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ ولا أبصاركم ولا جلودكم﴾. الآية. [ر: ٤٥٣٨]
٦ ‏/ ٢٧٣٥
٤٢ – بَاب: قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿كُلَّ يَوْمٍ هُوَ في شأن﴾ /الرحمن: ٢٩/.
و﴿ما يأتيهم ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ﴾ /الأنبياء: ٢/. وَقَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا﴾ /الطلاق: ١/.
وأنَّ حَدَثَهُ لَا يُشْبِهُ حَدَثَ الْمَخْلُوقِينَ.
لِقَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ /الشورى: ١١/.
وَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ: (إِنَّ اللَّهَ يُحْدِثُ مِنْ أَمْرِهِ مَا يَشَاءُ، وَإِنَّ مِمَّا أَحْدَثَ: أَنْ لا تكلَّموا في الصلاة).


(شأن) أمر يحدثه، من عز أو ذل، أو نصر أو هزيمة، ونحو ذلك.
(محدث) جديد. (يحدث) يوجد. (لا تكلموا) كلامًا خارجًا عن الصلاة.
٦ ‏/ ٢٧٣٥
٧٠٨٤ – حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ وَرْدَانَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ ابن عباس رضي الله عنهما قال:
كيف تَسْأَلُونَ أَهْلَ الْكِتَابِ عَنْ كُتُبِهِمْ، وَعِنْدَكُمْ كِتَابُ الله، أقرب الكتب عهدا بالله، تقرؤونه مَحْضًا لَمْ يُشَب؟
٦ ‏/ ٢٧٣٥
٧٠٨٥ – حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزُهري: أَخْبَرَنِي عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ قَالَ:
يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ، كَيْفَ تَسْأَلُونَ أَهْلَ الْكِتَابِ عَنْ شَيْءٍ، وَكِتَابُكُمُ الَّذِي أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى نَبِيِّكُمْ ﷺ أَحْدَثُ الْأَخْبَارِ بِاللَّهِ، مَحْضًا لَمْ يُشَب،

⦗٢٧٣٦⦘
وَقَدْ حَدَّثَكُمُ اللَّهُ: أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ بدَّلوا مِنْ كُتُبِ اللَّهِ وغيَّروا، فكتبوا بأيديهم، قَالُوا: هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِذَلِكَ ثمنًا قليلًا، أوَ لا يَنْهَاكُمْ مَا جَاءَكُمْ مِنَ الْعِلْمِ عَنْ مَسْأَلَتِهِمْ؟ فَلَا وَاللَّهِ، مَا رَأَيْنَا رَجُلًا مِنْهُمْ يَسْأَلُكُمْ عن الذي أنزل عليكم. [ر: ٢٥٣٩]

٦ ‏/ ٢٧٣٥
٤٣ – بَاب: قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿لا تحرِّك بِهِ لِسَانَكَ﴾ /القيامة: ١٦ /.
وَفِعْلِ النَّبِيِّ ﷺ حِينَ يُنزل عَلَيْهِ الْوَحْيُ.
وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: عَنِ النَّبِيِّ ﷺ: (قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿أَنَا مَعَ عَبْدِي حَيْثُمَا ذكرني وتحرَّكت بي شفتاه﴾).


(لا تحرك ..) لا تسارع جبريل عليه السلام في قراءتك لما يوحى إليك. (تحركت بي) أي باسمي.
٦ ‏/ ٢٧٣٦
٧٠٨٦ – حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ:
فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿لا تحرِّك بِهِ لِسَانَكَ﴾. قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ ﷺ يُعَالِجُ مِنَ التَّنْزِيلِ شدَّة، وَكَانَ يحرِّك شَفَتَيْهِ – فقال لي ابن عباس – أُحَرِّكُهُمَا لَكَ كَمَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يُحَرِّكُهُمَا، فَقَالَ سَعِيدٌ: أَنَا أُحَرِّكُهُمَا كَمَا كَانَ ابْنَ عَبَّاسٍ يُحَرِّكُهُمَا، فَحَرَّكَ شَفَتَيْهِ – فَأَنْزَلَ اللَّهُ عز وجل: ﴿لا تحرِّك بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ. إنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وقرآنه﴾.
قَالَ: جَمْعُهُ فِي صَدْرِكَ ثُمَّ تَقْرَؤُهُ، ﴿فَإِذَا قرأناه فاتَّبع قرآنه﴾ قَالَ: فَاسْتَمِعْ لَهُ وَأَنْصِتْ، ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا أَنْ تَقْرَأَهُ، قَالَ: فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ إِذَا أَتَاهُ جِبْرِيلُ عليه السلام اسْتَمَعَ، فَإِذَا انْطَلَقَ جِبْرِيلُ قَرَأَهُ النَّبِيُّ ﷺ كما أقرأه. [ر: ٥]
٦ ‏/ ٢٧٣٦
٤٤ – بَاب: قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿وأسرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ. أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ﴾ /الملك: ١٣ – ١٤ /.
﴿يتخافتون﴾ /طه: ١٠٣/ و/القلم: ٢٣/: يتسارُّون.
٦ ‏/ ٢٧٣٦
٧٠٨٧ – حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ زُرَارَةَ، عَنْ هُشَيم: أَخْبَرَنَا أَبُو بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما:
فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخافت بِهَا﴾. قَالَ: نَزَلَتْ وَرَسُولُ اللَّهِ ﷺ مختف بمكة، فكان إذا صلى بأصحابه رفع صوته بالقرآن، فإذا سمعه المشركون، سبُّوا القرآن ومن أنزله ومن جاء به، فقال الله لنبيه ﷺ: ﴿وَلا تجهر بصلاتك﴾:

⦗٢٧٣٧⦘
أي بقراءتك فيسمع المشركون فيسبُّوا القرآن: ﴿وَلا تُخافت بِهَا﴾. عَنْ أَصْحَابِكَ فَلَا تُسْمِعُهُمْ. ﴿وَابْتَغِ بين ذلك سبيلًا﴾. [ر: ٤٤٤٥]

٦ ‏/ ٢٧٣٦
٧٠٨٨ – حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ:
نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: ﴿وَلا تجهر بصلاتك ولا تُخافت بها﴾. في الدعاء.
[ر: ٤٤٤٦]


أخرجه مسلم في الصلاة، باب: التوسط في القراءة في الصلاة الجهرية ..، رقم: ٤٤٧.
(يذكر الخبر) أي يذكره بلفظ أخبرنا أو حدثنا الزُهري، بل بلفظ قال.
٦ ‏/ ٢٧٣٧
٧٠٨٩ – حدثنا إسحق: حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ: أَخْبَرَنَا ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (لَيْسَ منَّا مَنْ لَمْ يتغنَّ بالقرآن). وزاد غيره: (يجهر به). [ر: ٤٧٣٥]
٦ ‏/ ٢٧٣٧
٤٥ – باب: قول النبي ﷺ: (رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ الْقُرْآنَ فَهُوَ يَقُومُ بِهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ، وَرَجُلٌ يَقُولُ: لَوْ أُوتِيتُ مِثْلَ مَا أُوتِيَ هَذَا فَعَلْتُ كَمَا يفعل).
فبيَّن الله: أَنَّ قِيَامَهُ بِالْكِتَابِ هُوَ فِعْلُهُ.
وَقَالَ: ﴿وَمِنْ آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم﴾ /الروم: ٢٢/.
وَقَالَ جَلَّ ذِكْرُهُ: ﴿وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ /الحج: ٧٧/.
٦ ‏/ ٢٧٣٧
٧٠٩٠ – حدثنا قتيبة: حدثنا جرير، عن الأعمش، عن أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:
قَالَ رسول الله ﷺ: (لا تَحَاسُدَ إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ الْقُرْآنَ فَهُوَ يَتْلُوهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ، فَهُوَ يَقُولُ: لَوْ أُوتِيتُ مِثْلَ مَا أُوتِيَ هَذَا لَفَعَلْتُ كَمَا يَفْعَلُ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا فَهُوَ يُنْفِقُهُ فِي حَقِّهِ، فَيَقُولُ: لَوْ أُوتِيتُ مِثْلَ مَا أُوتِيَ عَمِلْتُ فِيهِ مِثْلَ ما يعمل).
[ر: ٤٧٣٨]
٦ ‏/ ٢٧٣٧
٧٠٩١ – حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ: قَالَ الزُهري، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ،
عَنِ النبي ﷺ قال: (لا حَسَدَ إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ الْقُرْآنَ فَهُوَ يَتْلُوهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا فَهُوَ يُنْفِقُهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ).
سَمِعْتُ سُفْيَانَ مِرَارًا، لَمْ أَسْمَعْهُ يَذْكُرُ الْخَبَرَ، وَهُوَ مِنْ صَحِيحِ حَدِيثِهِ.
[ر: ٤٧٣٧]
٦ ‏/ ٢٧٣٧
٤٦ – باب قول الله تعالى: ﴿يا أيها الرَّسُولُ بلِّغ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وإن لم تفعل فما بلَّغت رسالاته﴾ /المائدة: ٦٧ /.
وَقَالَ الزُهري: مِنَ اللَّهِ الرِّسَالَةُ، وَعَلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ الْبَلَاغُ، وَعَلَيْنَا التَّسْلِيمُ.
وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالاتِ رَبِّهِمْ﴾ /الجن: ٢٨/. وَقَالَ تَعَالَى: ﴿أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاتِ رَبِّي﴾ /الأعراف: ٦٢ – ٦٨/.
وَقَالَ كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ، حِينَ تخلَّف عَنِ النَّبِيِّ ﷺ: ﴿وسيرى الله عملكم ورسوله﴾ /التوبة: ٩٤/. [ر: ٤٤٠٠]
وَقَالَتْ عَائِشَةُ: إِذَا أَعْجَبَكَ حُسْنُ عَمَلِ امْرِئٍ فَقُلِ: ﴿اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ﴾ /التوبة: ١٠٥/: وَلَا يستخفَّنَّك أَحَدٌ.
وَقَالَ مَعْمَرٌ: ﴿ذَلِكَ الْكِتَابُ﴾ هذا القرآن ﴿هدى للمتقين﴾ /البقرة: ٢/: بَيَانٌ وَدِلَالَةٌ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿ذَلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ﴾ /الممتحنة: ١٠/: هذا حكم الله. ﴿لا ريب﴾ /البقرة: ٢/: لا شك. ﴿تلك آيات﴾ /لقمان: ٢/: يَعْنِي هَذِهِ أَعْلَامُ الْقُرْآنِ، وَمِثْلُهُ: ﴿حَتَّى إِذَا كنتم في الفلك وجَرَيْن بهم﴾ /يونس: ٢٢/: يَعْنِي بِكُمْ.
وَقَالَ أَنَسٌ: بَعَثَ النَّبِيُّ ﷺ خالي حرامًا إلى قومه وقال: أتؤمنونني أبلِّغ رِسَالَةَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ؟ فجعل يحدثهم.
[ر: ٣٨٦٤]


(رسالاته) وفي قراءة ﴿رسالته﴾ وهما متواترتان. (أبلغكم) هي قراءة أبي عمرو، وفي قراءة حفص عن عاصم: ﴿أبَلِّغُكُمْ﴾. (ولا يستخفنك ..) أي لا تغتر بعمل أحد، فتظن به الخير، إلا إن رأيته واقفًا عند حدود الشريعة.
(أعلام ..) دلائله الواضحة على طريق الهداية والحق. (مثله) في استعمال اللفظ الذي هو للبعيد في القريب.
٦ ‏/ ٢٧٣٨
٧٠٩٢ – حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ يَعْقُوبَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرقِّي: حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ: حدثنا سعيد بن عبد اللَّهِ الثَّقَفِيُّ: حَدَّثَنَا بَكْرُ بنُ عبْد اللهِ المُزَنيُّ، وَزِيَادُ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ حَيَّةَ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ حَيَّةَ: قَالَ الْمُغِيرَةُ:
أَخْبَرَنَا نَبِيُّنَا ﷺ، عَنْ رِسَالَةِ رَبِّنَا: (أَنَّهُ مَنْ قُتِلَ منَّا صَارَ إِلَى الْجَنَّةِ). [ر: ٢٩٨٩]
٦ ‏/ ٢٧٣٨
٧٠٩٣ – حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: مَنْ حَدَّثَكَ أَنَّ مُحَمَّدًا ﷺ كَتَمَ شَيْئًا.
وَقَالَ مُحَمَّدٌ: حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ العَقَدي: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ:
مَنْ حَدَّثَكَ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ كَتَمَ شَيْئًا مِنَ الْوَحْيِ فَلَا تُصَدِّقْهُ، إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ: ﴿يا أيها الرَّسُولُ بلِّغ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وإن لم تفعل فما بلَّغت رسالته﴾. [ر: ٣٠٦٢]
٦ ‏/ ٢٧٣٩
٧٠٩٤ – حدثنا قتيبة بن سعيد: حدثنا جرير، عن الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبيل قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ:
قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ الذَّنْبِ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ؟ قَالَ: (أَنْ تَدْعُوَ لِلَّهِ نِدًّا وَهُوَ خلقك). قال: ثم أي؟ قال: (ثم أن تقتل ولدك مخافة أن يطعم منك). قال: ثم أي؟ قال: (أن تزاني حليلة جَارِكَ). فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَصْدِيقَهَا: ﴿وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا يُضاعف لَهُ العذاب﴾. الآية.
[ر: ٤٢٠٧]


(يضاعف) بالجزم والرفع، قراءتان متواترتان: بالجزم قراءة حفص، وبالرفع قراءة ابن عامر وشعبة.
٦ ‏/ ٢٧٣٩
٤٧ – بَاب: قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا﴾ /آل عمران: ٩٣/.
وَقَوْلِ النَّبِيِّ ﷺ: (أُعْطِيَ أَهْلُ التَّوْرَاةِ التَّوْرَاةَ فَعَمِلُوا بِهَا ..، وَأُعْطِيَ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ الْإِنْجِيلَ فَعَمِلُوا بِهِ ..، وأعطيتم القرآن فعملتم به). [ر: ٧٠٢٩]
وقال أبو رزين: ﴿يتلونه﴾ /البقرة: ١٢١/: يتَّبعونه وَيَعْمَلُونَ بِهِ حَقَّ عَمَلِهِ، يُقَالُ: ﴿يُتلى﴾ /النساء: ١٢٧/: يُقرأ، حَسَنُ التِّلَاوَةِ: حَسَنُ الْقِرَاءَةِ لِلْقُرْآنِ. ﴿لَا يمسُّه﴾ /الواقعة: ٧٩/: لَا يَجِدُ طَعْمَهُ وَنَفْعَهُ إِلَّا مَنْ آمَنَ بِالْقُرْآنِ، وَلَا يَحْمِلُهُ بِحَقِّهِ إِلَّا الْمُوقِنُ، لِقَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كذَّبوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾ /الجمعة: ٥/.
وسمَّى النَّبِيُّ ﷺ الْإِسْلَامَ وَالْإِيمَانَ وَالصَّلَاةَ عَمَلًا، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: قَالَ النَّبِيُّ ﷺ

⦗٢٧٤٠⦘
لِبِلَالٍ: (أَخْبِرْنِي بِأَرْجَى عَمَلٍ عَمِلْتَهُ فِي الْإِسْلَامِ). قَالَ: مَا عَمِلْتُ عَمَلًا أَرْجَى عِنْدِي أَنِّي لم أتطهر إلا صليت. [ر: ١٠٩٨]
وسُئل: أَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: (إِيمَانٌ بِاللَّهِ ورسوله، ثم الجهاد، ثم حج مبرور). [ر: ٢٦]


(يحمله ..) يأخذه فيقرؤه ويتعلمه ويعمل به. (حملوا ..) حفظوا وعلموا. (لم يحملوها) لم يعملوا بما فيها.
٦ ‏/ ٢٧٣٩
٧٠٩٥ – حَدَّثَنَا عَبْدَانُ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنْ الزُهري: أَخْبَرَنِي سَالِمٌ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما:
أن رسول الله ﷺ قال: (إنما بقاؤكم فيما سَلَفَ مِنَ الْأُمَمِ، كَمَا بَيْنَ صَلَاةِ الْعَصْرِ إِلَى غُرُوبِ الشَّمْسِ، أُوتِيَ أَهْلُ التَّوْرَاةِ التَّوْرَاةَ، فَعَمِلُوا بِهَا حَتَّى انْتَصَفَ النَّهَارُ ثُمَّ عَجَزُوا، فَأُعْطُوا قِيرَاطًا قِيرَاطًا، ثُمَّ أُوتِيَ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ الْإِنْجِيلَ، فَعَمِلُوا بِهِ حَتَّى صُلِّيَت الْعَصْرِ ثُمَّ عَجَزُوا، فَأُعْطُوا قِيرَاطًا قِيرَاطًا، ثُمَّ أُوتِيتُمُ الْقُرْآنَ، فَعَمِلْتُمْ بِهِ حَتَّى غَرَبَتِ الشَّمْسُ، فَأُعْطِيتُمْ قِيرَاطَيْنِ قِيرَاطَيْنِ، فَقَالَ أَهْلُ الْكِتَابِ: هَؤُلَاءِ أَقَلُّ مِنَّا عَمَلًا وَأَكْثَرُ أَجْرًا، قَالَ اللَّهُ: هَلْ ظَلَمْتُكُمْ مِنْ حَقِّكُمْ شَيْئًا؟ قَالُوا: لَا، قَالَ: فَهُوَ فضلي أوتيه من أشاء).
[ر: ٥٣٢]
٦ ‏/ ٢٧٤٠
٤٨ – بَاب: وسمَّى النَّبِيُّ ﷺ الصَّلَاةَ عَمَلًا، وَقَالَ: (لَا صَلَاةَ لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ).
[ر: ٧٢٣]
٦ ‏/ ٢٧٤٠
٧٠٩٦ – حدثني سليمان: حدثنا شعبة، عن الوليد. وحَدَّثَنِي عبَّاد بْنُ يَعْقُوبَ الْأَسَدِيُّ: أَخْبَرَنَا عبَّاد بْنُ العوَّام، عَنْ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ الْوَلِيدِ بْنِ الْعَيْزَارِ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه:
أنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيُّ ﷺ: أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: (الصَّلَاةُ لِوَقْتِهَا، وبرُّ الْوَالِدَيْنِ، ثُمَّ الجهاد في سبيل الله).
[ر: ٥٠٤]
٦ ‏/ ٢٧٤٠
٤٩ – بَاب: قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿إنَّ الإِنْسَانَ خُلق هَلُوعًا. إِذَا مسَّه الشَّرُّ جَزُوعًا. وَإِذَا مسَّه الخير منوعًا﴾ /المعارج: ١٩ – ٢١ /.
هلوعًا: ضجورًا.


(جزوعًا) شديد الجزع، وهو ضعف النفس عن احتمال ما ينزل بها من مكروه. والهلع أشد من الجزع.
٦ ‏/ ٢٧٤٠
٧٠٩٧ – حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ: حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ الْحَسَنِ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ تَغْلِبَ قَالَ:
أَتَى النَّبِيَّ ﷺ مَالٌ، فَأَعْطَى قَوْمًا وَمَنَعَ آخَرِينَ، فَبَلَغَهُ أَنَّهُمْ عَتَبُوا، فَقَالَ: (إِنِّي أُعْطِي الرَّجُلَ وَأَدَعُ الرَّجُلَ، وَالَّذِي أَدَعُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الَّذِي أُعْطِي، أُعْطِي أَقْوَامًا لِمَا فِي قُلُوبِهِمْ مِنَ الْجَزَعِ وَالْهَلَعِ، وأكِلُ أَقْوَامًا إِلَى مَا جَعَلَ اللَّهُ فِي قُلُوبِهِمْ مِنَ الْغِنَى وَالْخَيْرِ، مِنْهُمْ عَمْرُو بْنُ تَغْلِبَ). فَقَالَ عَمْرٌو: مَا أُحِبُّ أَنَّ لِي بِكَلِمَةِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ حمر النعم.
[ر: ٨٨١]
٦ ‏/ ٢٧٤١
٥٠ – بَاب: ذِكْرِ النَّبِيِّ ﷺ وَرِوَايَتِهِ عَنْ رَبِّهِ.
٦ ‏/ ٢٧٤١
٧٠٩٨ – حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ: حَدَّثَنَا أَبُو زَيْدٍ سَعِيدُ بْنُ الرَّبِيعِ الْهَرَوِيُّ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ: عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه،
عَنِ النَّبِيِّ ﷺ، يَرْوِيهِ عَنْ رَبِّهِ، قَالَ: (إِذَا تقرَّب الْعَبْدُ إليَّ شبرًا تقرَّبت إليه ذراعًا، وإذا تقرَّب إليَّ ذراعًا تقرَّبت منه باعًا، وإذا أتاني يمشي أتيته هرولة).
٦ ‏/ ٢٧٤١
٧٠٩٩ – حدثنا مسدد، عن يحيى، عن التيمي، عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ،
رُبَّمَا ذُكِرَ النَّبِيُّ ﷺ قَالَ: (إِذَا تقرَّب الْعَبْدُ منِّي شِبْرًا تقرَّبت مِنْهُ ذِرَاعًا، وَإِذَا تقرَّب مِنِّي ذِرَاعًا تقرَّبت مِنْهُ بَاعًا، أَوْ بُوعًا).
وَقَالَ مُعْتَمِرٌ: سَمِعْتُ أَبِي: سَمِعْتُ أَنَسًا، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ، يَرْوِيهِ عَنْ رَبِّهِ عز وجل.
[ر: ٦٩٧٠]
٦ ‏/ ٢٧٤١
٧١٠٠ – حَدَّثَنَا آدَمُ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ،
عَنِ النَّبِيِّ ﷺ يَرْوِيهِ عَنْ رَبِّكُمْ، قَالَ: (لِكُلِّ عَمَلٍ كفَّارة، وَالصَّوْمُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، وَلَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ المسك).
[ر: ١٧٩٥]


(لكل عمل) من المعاصي. (كفارة) ما يستدعي ستر المعصية وغفرانها.
٦ ‏/ ٢٧٤١
٧١٠١ – حدثنا حفص بن عمر: حدثنا شعبة، عن قتادة. وَقَالَ لِي خَلِيفَةُ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيع، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما،
عَنِ النَّبِيِّ ﷺ، فِيمَا يَرْوِيهِ عَنْ رَبِّهِ، قَالَ: (لَا يَنْبَغِي لِعَبْدٍ أَنْ يَقُولَ: إِنَّهُ خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ متَّى). ونسبه إلى أبيه.
[ر: ٣٠٦٧]


(نسبه ..) أي متَّى اسم أبيه، والحكمة في تخصيص يونس عليه السلام بالذكر لئلا يتوهم غضاضة في حقه، بسبب نزول قوله تعالى: ﴿ولا تكن كصاحب الحوت﴾ /القلم: ٤٨/: أي لا تغتم وتحزن كما حصل له.
٦ ‏/ ٢٧٤١
٧١٠٢ – حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي سُرَيْجٍ: أَخْبَرَنَا شَبَابَةُ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّة، عَنْ عبد الله بن المُغَفِّل الْمُزَنِيِّ قَالَ:
رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَوْمَ الْفَتْحِ عَلَى نَاقَةٍ لَهُ، يَقْرَأُ سُورَةَ الْفَتْحِ، أَوْ مِنْ سُورَةِ الْفَتْحِ، قَالَ: فرجَّع فِيهَا، قَالَ: ثُمَّ قَرَأَ مُعَاوِيَةُ يَحْكِي قِرَاءَةَ ابْنِ مُغَفَّل، وَقَالَ: لَوْلَا أَنْ يَجْتَمِعَ النَّاسُ عَلَيْكُمْ لرجَّعت كَمَا رجَّع ابْنُ مُغَفَّل، يَحْكِي النَّبِيَّ ﷺ. فقلت لمعاوية: كيف كان ترجيعه؟ قال: آآ آ، ثلاث مرات.
[ر: ٤٠٣١]


(لرجعت) من الترجيع وهو ترديد الصوت في الحلق مع اللحن والنغم، وفي قوله إشارة إلى أن ذلك مما يستميل القلوب والنفوس إلى الإصغاء.
٦ ‏/ ٢٧٤٢
٥١ – بَاب: مَا يَجُوزُ مِنْ تَفْسِيرِ التَّوْرَاةِ وَغَيْرِهَا من كتب الله، بالعربية وغيرها.
لقوله تَعَالَى: ﴿فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾ /آل عمران: ٩٣/.
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَخْبَرَنِي أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ: أَنَّ هِرَقْلَ دَعَا تَرْجُمَانَهُ، ثُمَّ دَعَا بِكِتَابِ النَّبِيِّ ﷺ فَقَرَأَهُ: (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، مِنْ مُحَمَّدٍ عَبْدِ الله ورسوله، إلى هرقل، و: ﴿يا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وبينكم﴾). الآية.
[ر: ٧]
٦ ‏/ ٢٧٤٢
٧١٠٣ – حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قال:
كان أهل الكتاب يقرؤون التَّوْرَاةَ بِالْعِبْرَانِيَّةِ، وَيُفَسِّرُونَهَا بِالْعَرَبِيَّةِ لِأَهْلِ الْإِسْلَامِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (لَا تصدِّقوا أَهْلَ الْكِتَابِ وَلَا تكذِّبوهم، وَقُولُوا: ﴿آمنَّا بالله وما أنزل﴾. الآية).
[ر: ٤٢١٥]
٦ ‏/ ٢٧٤٢
٧١٠٤ – حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال:
أتى النبي ﷺ بِرَجُلٍ وَامْرَأَةٍ مِنَ الْيَهُودِ قَدْ زَنَيَا، فَقَالَ لِلْيَهُودِ: (مَا تَصْنَعُونَ بِهِمَا). قَالُوا: نُسَخِّم وُجُوهَهُمَا وَنُخْزِيهِمَا، قَالَ: ﴿فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صادقين﴾. فجاؤوا، فقالوا لرجل ممن يرضون أَعْوَرُ: اقْرَأْ، فَقَرَأَ حَتَّى انْتَهَى إِلَى مَوْضِعٍ مِنْهَا فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ، قَالَ: (ارْفَعْ يَدَكَ). فَرَفَعَ يَدَهُ فَإِذَا فِيهِ آيَةُ الرَّجْمِ تَلُوحُ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ إِنَّ عَلَيْهِمَا

⦗٢٧٤٣⦘
الرَّجْمَ، ولكنَّا نتكاتمه بَيْنَنَا، فَأَمَرَ بِهِمَا فَرُجِمَا، فَرَأَيْتُهُ يُجَانِئُ عَلَيْهَا الحجارة.
[ر: ١٢٦٤]


(نسخم) من التسخيم وهو تسويد الوجه. (نخزيهما) نفضحهما، بأن نركبهما على حمار معكوسين، وندور. (نتكاتمه) نخفيه ولا نظهره.
(يجانئ عليها) يكب ويحني ظهره عليها ليغطيها ويبعد عنها الحجارة.
٦ ‏/ ٢٧٤٢
٥٢ – باب: قول النبي ﷺ: (الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة).
[ر: ٤٦٥٣]
و: (زيِّنوا القرآن بأصواتكم).


(الماهر) الحاذق جيد التلاوة والحفظ. (السفرة ..) الملائكة الكتبة، المكرمين عند الله تعالى، المطيعين له والمطهرين من الذنوب. (زينوا ..) بجودة الحفظ والتلاوة وعدم التلعثم ونحوه.
٦ ‏/ ٢٧٤٣
٧١٠٥ – حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ يَزِيدَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ:
أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ ﷺ يَقُولُ: (مَا أَذِنَ اللَّهُ لِشَيْءٍ مَا أَذِنَ لِنَبِيٍّ حسن الصوت بالقرآن يجهر به).
[ر: ٤٧٣٥]
٦ ‏/ ٢٧٤٣
٧١٠٦ – حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَير: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، وَسَعِيدِ بْنِ المسيَّب، وَعَلْقَمَةَ بْنِ وقَّاص، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ،
عَنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ حِينَ قَالَ لَهَا أَهْلُ الْإِفْكِ مَا قَالُوا، وكلٌّ حَدَّثَنِي طَائِفَةً مِنَ الْحَدِيثِ، قَالَتْ: فَاضْطَجَعْتُ عَلَى فِرَاشِي، وَأَنَا حِينَئِذٍ أَعْلَمُ أَنِّي بريئة، وأن الله يبرِّئني، ولكن وَاللَّهِ مَا كُنْتُ أَظُنُّ أَنَّ اللَّهَ يُنْزِلُ فِي شَأْنِي وَحْيًا يُتلى، وَلَشَأْنِي فِي نَفْسِي كَانَ أَحْقَرَ مِنْ أَنْ يَتَكَلَّمَ اللَّهُ فيَّ بِأَمْرٍ يُتلى، وَأَنْزَلَ اللَّهُ عز وجل: ﴿إِنَّ الذين جاؤوا بالإفك عصبة منكم﴾. العشر الآيات كلها.
[ر: ٢٤٥٣]
٦ ‏/ ٢٧٤٣
٧١٠٧ – حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ: حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ عَدِيِّ بن ثابت، أراه عَنْ الْبَرَاءِ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ ﷺ يَقْرَأُ فِي الْعِشَاءِ: ﴿وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ﴾. فَمَا سَمِعْتُ أَحَدًا أَحْسَنَ صَوْتًا أَوْ قِرَاءَةً مِنْهُ.
[ر: ٧٣٣]
٦ ‏/ ٢٧٤٣
٧١٠٨ – حَدَّثَنَا حجَّاج بْنُ مِنْهَالٍ: حَدَّثَنَا هُشَيم، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عن ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ:
كَانَ النَّبِيُّ ﷺ مُتَوَارِيًا بِمَكَّةَ، وَكَانَ يَرْفَعُ صَوْتَهُ، فَإِذَا سَمِعَ الْمُشْرِكُونَ سبُّوا الْقُرْآنَ وَمَنْ جَاءَ بِهِ، فَقَالَ اللَّهُ عز وجل لِنَبِيِّهِ ﷺ: ﴿وَلا تجهر بصلاتك ولا تُخافت بها﴾.
[ر: ٤٤٤٥]
٦ ‏/ ٢٧٤٣
٧١٠٩ – حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ أَخْبَرَهُ: أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ رضي الله عنه قَالَ لَهُ:
إِنِّي

⦗٢٧٤٤⦘
أَرَاكَ تُحِبُّ الْغَنَمَ وَالْبَادِيَةَ، فَإِذَا كُنْتَ فِي غَنَمِكَ أَوْ بَادِيَتِكَ، فأذَّنت لِلصَّلَاةِ، فَارْفَعْ صَوْتَكَ بِالنِّدَاءِ، فَإِنَّهُ: (لَا يَسْمَعُ مَدَى صَوْتِ المؤذِّن جنٌّ وَلَا إِنْسٌ، وَلَا شَيْءٌ، إِلَّا شَهِدَ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ). قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ.
[ر: ٥٨٤]

٦ ‏/ ٢٧٤٣
٧١١٠ – حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ:
كَانَ النَّبِيُّ ﷺ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَرَأْسُهُ فِي حجري وأنا حائض.
[ر: ٢٩٣]
٦ ‏/ ٢٧٤٤
٥٣ – باب: قول الله تعالى: ﴿فاقرؤوا ما تيسَّر منه﴾ /المزمل: ٢٠ /.


(منه) أي من القرآن، كما في نفس الآية، والمراد القراءة في الصلاة.
٦ ‏/ ٢٧٤٤
٧١١١ – حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَير: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عقيل، عن ابن شهاب: حدثني عروة: أن الْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عبدٍ الْقَارِيَّ حَدَّثَاهُ: أَنَّهُمَا سَمِعَا عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ:
سَمِعْتُ هِشَامَ بْنَ حَكِيمٍ يَقْرَأُ سُورَةَ الْفُرْقَانِ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فَاسْتَمَعْتُ لِقِرَاءَتِهِ، فَإِذَا هُوَ يَقْرَأُ عَلَى حُرُوفٍ كَثِيرَةٍ لَمْ يُقْرِئْنِيهَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، فَكِدْتُ أُسَاوِرُهُ فِي الصَّلَاةِ، فتصبَّرت حَتَّى سلَّم، فلبَّبته بِرِدَائِهِ، فَقُلْتُ: مَنْ أَقْرَأَكَ هَذِهِ السُّورَةَ الَّتِي سَمِعْتُكَ تَقْرَأُ؟ قَالَ: أَقْرَأَنِيهَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، فَقُلْتُ: كَذَبْتَ، أَقْرَأَنِيهَا عَلَى غَيْرِ مَا قَرَأْتَ، فَانْطَلَقْتُ بِهِ أَقُودُهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَقُلْتُ: إِنِّي سَمِعْتُ هَذَا يَقْرَأُ سُورَةَ الْفُرْقَانِ عَلَى حُرُوفٍ لَمْ تُقْرِئْنِيهَا، فَقَالَ: (أَرْسِلْهُ، اقْرَأْ يَا هِشَامُ). فَقَرَأَ الْقِرَاءَةَ الَّتِي سَمِعْتُهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (كَذَلِكَ أُنْزِلَتْ). ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (اقْرَأْ يَا عُمَرُ). فَقَرَأْتُ الَّتِي أَقْرَأَنِي، فَقَالَ: (كَذَلِكَ أُنْزِلَتْ، إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ أُنْزِلَ عَلَى سَبْعَةِ أحرف، فاقرؤوا ما تيسَّر منه).
[ر: ٢٢٨٧]
٦ ‏/ ٢٧٤٤
٥٤ – باب: قول الله تعالى: ﴿ولقد يسَّرنا القرآن للذكر﴾ /القمر: ١٧ – ٢٢ – ٣٢ – ٤٠ /.
وَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (كُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ له).
[ر: ٤٦٦٦]
يُقَالُ: مُيَسَّر مُهَيَّأ.
وَقَالَ مُجَاهِدٌ: يسَّرنا الْقُرْآنَ بِلِسَانِكَ: هوَّنَّا قِرَاءَتَهُ عَلَيْكَ.
وَقَالَ مَطَرٌ الورَّاق: ﴿ولقد يسَّرنا القرآن للذكر فهل من مُدَّكِر﴾. قَالَ: هَلْ مِنْ طَالِبِ عِلْمٍ فيُعان عَلَيْهِ.


(يسرنا القرآن ..) إشارة لقوله تعالى: ﴿فإنما يسَّرناه بلسانك لتبشِّر به المتَّقين﴾ /مريم: ٩٧/.
٦ ‏/ ٢٧٤٤
٧١١٢ – حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ: قَالَ يَزِيدُ: حَدَّثَنِي مُطَرِّف بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عِمْرَانَ قَالَ:
قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فِيمَا يَعْمَلُ الْعَامِلُونَ؟ قَالَ: (كُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ له).
[ر: ٦٢٢٣]
٦ ‏/ ٢٧٤٥
٧١١٣ – حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ وَالْأَعْمَشِ: سَمِعَا سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه،
عن النبي ﷺ. أَنَّهُ كَانَ فِي جَنَازَةٍ، فَأَخَذَ عُودًا، فَجَعَلَ يَنْكُتُ فِي الْأَرْضِ، فَقَالَ: (مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا كُتب مَقْعَدُهُ مِنَ النَّارِ أَوْ مِنَ الْجَنَّةِ). قَالُوا: أَلَا نَتَّكِلُ؟ قَالَ: (اعْمَلُوا فكُلٌّ مُيَسَّر، ﴿فأمَّا مَنْ أَعْطَى واتقى﴾ الآية).
[ر: ١٢٩٦]
٦ ‏/ ٢٧٤٥
٥٥ – باب: قول الله تعالى: ﴿بل هو قرآن مَجِيدٌ. فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ﴾ /البروج: ٢١ – ٢٢/.
﴿وَالطُّورِ. وَكِتَابٍ مسطور﴾ /الطور: ١ – ٢/. قال قتادة: مكتوب. ﴿يسطرون﴾ /القلم: ١/: يخطُّون. ﴿في أمِّ الكتاب﴾ /الزخرف: ٤/: جملة الكتاب وأصله. ﴿ما يلفظ﴾ /ق: ١٨/: مَا يتكلَّم مِنْ شَيْءٍ إِلَّا كُتب عَلَيْهِ، وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: يُكتب الْخَيْرُ وَالشَّرُّ. ﴿يحرِّفون﴾ /النساء: ٤٦/: يُزِيلُونَ، وَلَيْسَ أَحَدٌ يُزِيلُ لَفْظَ كِتَابٍ مِنْ كُتُبِ اللَّهِ عز وجل، وَلَكِنَّهُمْ يحرِّفونه. يتأوَّلونه على غير تأويله. ﴿دراستهم﴾ /الأنعام: ١٥٦/: تلاوتهم. ﴿واعية﴾ /الحاقة: ١٢/: حافظة. ﴿وتعيَها﴾ /الحاقة: ١٢/: تَحْفَظُهَا. ﴿وَأُوحِيَ إليَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ﴾ يعني أهل مكة ﴿ومن بلغ﴾ /الأنعام: ١٩/: هَذَا الْقُرْآنُ فَهُوَ لَهُ نَذِيرٌ.
٦ ‏/ ٢٧٤٥
٧١١٤ – وقَالَ لِي خَلِيفَةُ بْنُ خيَّاط: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ: سَمِعْتُ أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،
عَنِ النبي ﷺ قَالَ: (لَمَّا قَضَى اللَّهُ الْخَلْقَ، كَتَبَ كِتَابًا عِنْدَهُ: غَلَبَتْ – أَوْ قَالَ: سَبَقَتْ – رَحْمَتِي غَضَبِي، فَهُوَ عِنْدَهُ فَوْقَ الْعَرْشِ).
٦ ‏/ ٢٧٤٥
٧١١٥ – حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي غَالِبٍ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ: أَنَّ أَبَا رَافِعٍ حَدَّثَهُ: أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه يَقُولُ:
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: (إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ كِتَابًا قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ الْخَلْقَ: إِنَّ رَحْمَتِي سَبَقَتْ غَضَبِي، فَهُوَ مكتوب عنده فوق العرش).
[ر: ٣٠٢٢]
٦ ‏/ ٢٧٤٥
٥٦ – بَاب: قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ﴾ /الصافات: ٩٦/.
﴿إنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ﴾ /القمر: ٤٩/.
ويقال للمصورين: (أحيوا ما خلقتم).
[ر: ٧١١٨]
﴿إن ربكم الله الذي خلق السماوات وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغشي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مسخَّرات بِأَمْرِهِ أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾ /الأعراف: ٥٤/.
قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: بيَّن اللَّهُ الْخَلْقَ مِنَ الْأَمْرِ، لقوله تعالى: ﴿ألا له الخلق والأمر﴾.
وسمَّى النَّبِيُّ ﷺ الْإِيمَانَ عَمَلًا، قَالَ أَبُو ذَرٍّ وَأَبُو هُرَيْرَةَ: سُئل النَّبِيُّ ﷺ: أَيُّ الأعمال أَفْضَلُ؟ قَالَ: (إِيمَانٌ بِاللَّهِ وَجِهَادٌ فِي سَبِيلِهِ).
[ر: ١٤٤٧ – ٢٣٨٢]
وقال: ﴿جزاء بما كانوا يعملون﴾ /السجدة: ١٧/.
وَقَالَ وَفْدُ عَبْدِ الْقَيْسِ لِلنَّبِيِّ ﷺ: مُرْنَا بجُمَلٍ مِنَ الْأَمْرِ، إِنْ عَمِلْنَا بِهَا دَخَلْنَا الْجَنَّةَ، فَأَمَرَهُمْ بِالْإِيمَانِ وَالشَّهَادَةِ، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة.
[ر: ٥٣]
فجعل ذلك كله عملًا.


(وما تعملون) أي وخلق أعمالكم، فأفعال العباد وأقوالهم وتصرفاتهم كلها مخلوقة له سبحانه وتعالى. وقيل: المعنى: الله تعالى خلقكم وخلق أصنامكم التي تصنعونها بأيديكم من الخشب والحجارة ونحو ذلك. (استوى ..) استواء يليق به سبحانه، أو المعنى: استولى عليه وجعله تحت قهره وسلطانه والعرش مخلوق عظيم من مخلوقاته سبحانه. (يغشي ..) يأتي عليه فيغطي بظلمته الأشياء التي ترى في ضيائه. (يطلبه ..) يعقبه بسرعة، كمن يطلب شيئًا مع حرصه عليه. (مسخرات) مذللات لمصالح الخلق حسب إرادته سبحانه. (الأمر) الإرادة والتقدير، والقضاء والحكم.
(بين ..) فرق بينهما. (يعملون) من الإيمان والطاعات.
٦ ‏/ ٢٧٤٦
٧١١٦ – حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الوهَّاب: حَدَّثَنَا عَبْدُ الوهَّاب: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ وَالْقَاسِمِ التَّمِيمِيِّ، عَنْ زَهْدَمٍ قَالَ:
كَانَ بَيْنَ هذا الحي من جُرْم وبين الأشعريين ودٌّ وَإِخَاءٌ، فَكُنَّا عِنْدَ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، فقُرِّب إِلَيْهِ الطَّعَامُ فِيهِ لَحْمُ دَجَاجٍ، وَعِنْدَهُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَيْمِ اللَّهِ، كَأَنَّهُ مِنَ الْمَوَالِي، فَدَعَاهُ إِلَيْهِ فَقَالَ: إِنِّي رَأَيْتُهُ يَأْكُلُ شَيْئًا فَقَذِرْتُهُ، فَحَلَفْتُ: لَا آكُلُهُ، فَقَالَ: هَلُمَّ فَلْأُحَدِّثْكَ عَنْ ذَاكَ، إِنِّي أَتَيْتُ النَّبِيَّ ﷺ فِي نفر من الأشعريين نستحمله، قَالَ: (وَاللَّهِ لَا أَحْمِلُكُمْ، وَمَا عِنْدِي مَا أَحْمِلُكُمْ). فَأُتِيَ النَّبِيُّ ﷺ بِنَهْبِ إِبِلٍ

⦗٢٧٤٧⦘
فَسَأَلَ عَنَّا فَقَالَ: (أَيْنَ النَّفَرُ الْأَشْعَرِيُّونَ). فَأَمَرَ لَنَا بِخَمْسِ ذَوْد غُرِّ الذُرى، ثُمَّ انْطَلَقْنَا، قُلْنَا: مَا صَنَعْنَا؟ حَلَفَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ لَا يَحْمِلُنَا، وَمَا عِنْدَهُ مَا يَحْمِلُنَا، ثُمَّ حَمَلَنَا، تغفَّلنا رسول الله ﷺ يمينه، وَاللَّهِ لَا نُفْلِحُ أَبَدًا، فَرَجَعْنَا إِلَيْهِ فَقُلْنَا لَهُ، فَقَالَ: (لَسْتُ أَنَا أَحْمِلُكُمْ، وَلَكِنَّ اللَّهَ حملكم، إني وَاللَّهِ لَا أَحْلِفُ عَلَى يَمِينٍ، فَأَرَى غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا، إِلَّا أَتَيْتُ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ منه وتحللتها).
[ر: ٢٩٦٤]


(شيئًا) من النجاسة. (تغفلنا ..) جئناه على حين غفلة منه، وكنا سبب ذهوله عن اليمين التي وقعت منه.
٦ ‏/ ٢٧٤٦
٧١١٧ – حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ: حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ: حَدَّثَنَا قُرَّة بْنُ خَالِدٍ: حَدَّثَنَا أَبُو جَمْرَةَ الضُّبَعِيُّ: قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ، فَقَالَ:
قَدِمَ وَفْدُ عَبْدِ الْقَيْسِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فَقَالُوا: إِنَّ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ الْمُشْرِكِينَ مِنْ مُضَر، وَإِنَّا لَا نَصِلُ إِلَيْكَ إِلَّا فِي أَشْهُرٍ حُرُمٍ، فَمُرْنَا بجُمَل مِنَ الْأَمْرِ إن عملنا بها دَخَلْنَا الْجَنَّةَ، وَنَدْعُو إِلَيْهَا مَنْ وَرَاءَنَا، قَالَ: (آمُرُكُمْ بِأَرْبَعٍ وَأَنْهَاكُمْ عَنْ أَرْبَعٍ: آمُرُكُمْ بِالْإِيمَانِ بِاللَّهِ، وَهَلْ تَدْرُونَ مَا الْإِيمَانِ بِاللَّهِ، شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَإِقَامُ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءُ الزَّكَاةِ، وَتُعْطُوا مِنَ الْمَغْنَمِ الخُمس. وَأَنْهَاكُمْ عَنْ أَرْبَعٍ: لَا تَشْرَبُوا فِي الدُّبَّاء، وَالنَّقِيرِ، والظروف المُزَفَّتَة، والحَنْتَمَة).
[ر: ٥٣]
٦ ‏/ ٢٧٤٧
٧١١٨ – حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها:
أن رسول الله ﷺ قَالَ: (إِنَّ أَصْحَابَ هَذِهِ الصُّوَرِ يُعذَّبون يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَيُقَالُ لَهُمْ: أَحْيُوا ما خلقتم).
[ر: ١٩٩٩]
٦ ‏/ ٢٧٤٧
٧١١٩ – حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ: حَدَّثَنَا حمَّاد بْنُ زَيْدٍ، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما قَالَ:
قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (إِنَّ أَصْحَابَ هَذِهِ الصُّوَرِ يُعذَّبون يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَيُقَالُ لَهُمْ: أَحْيُوا مَا خلقتم).
[ر: ٥٦٠٧]


(أحيوا ..) اجعلوه حيوانًا ذا روح إن قدرتم، قال في الفتح: إنما نسب إليهم تقريعًا لهم بمضاهاتهم الله تعالى في خلقه، فبكتهم بأن قال: إذ شابهتم بما صورتم مخلوقات الله تعالى، فأحيوها كما أحيا هو ما خلق.
٦ ‏/ ٢٧٤٧
٧١٢٠ – حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ: حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ: سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ:
سَمِعْتُ النَّبِيَّ ﷺ يَقُولُ: (قَالَ اللَّهُ عز وجل: وَمَنْ أَظْلَمُ

⦗٢٧٤٨⦘
مِمَّنْ ذَهَبَ يَخْلُقُ كَخَلْقِي، فَلْيَخْلُقُوا ذرَّة، أَوْ: لِيَخْلُقُوا حبَّة، أَوْ شعيرة).
[ر: ٥٦٠٩]

٦ ‏/ ٢٧٤٧
٥٧ – بَاب: قِرَاءَةِ الْفَاجِرِ وَالْمُنَافِقِ، وَأَصْوَاتُهُمْ وَتِلَاوَتُهُمْ لَا تجاوز حناجرهم.


(لا تجاوز حناجرهم) جمع حنجرة وهي أسفل الحلق، أي لا تتعداها، والمراد: أن قراءتهم من أفواههم ولا تتأثر بها قلوبهم، ولا تزكوا بها نفوسهم، ولذا لا يقبلها الله تعالى، ولا يثيبهم عليها.
٦ ‏/ ٢٧٤٨
٧١٢١ – حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ: حَدَّثَنَا همَّام: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ: حَدَّثَنَا أَنَسٌ، عَنِ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه، عن النبي ﷺ قَالَ: (مَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كالأتْرُجَّة، طعمها طيِّب وريحها طيِّب. والذي لَا يَقْرَأُ كَالتَّمْرَةِ، طَعْمُهَا طيِّب وَلَا رِيحَ لَهَا. وَمَثَلُ الْفَاجِرِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ الرَّيْحَانَةِ، رِيحُهَا طيِّب وَطَعْمُهَا مرٌّ. وَمَثَلُ الْفَاجِرِ الَّذِي لَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ الْحَنْظَلَةِ، طَعْمُهَا مرٌّ ولا ريح لها).
[ر: ٤٧٣٢]
٦ ‏/ ٢٧٤٨
٧١٢٢ – حَدَّثَنَا عَلِيٌّ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ الزُهري (ح). وحَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ: حَدَّثَنَا عَنْبَسَةُ: حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ: أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ: أَنَّهُ سَمِعَ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ: قَالَتْ عَائِشَةُ رضي الله عنها:
سَأَلَ أُنَاسٌ النَّبِيَّ ﷺ عَنِ الكهَّان، فَقَالَ: (إِنَّهُمْ لَيْسُوا بِشَيْءٍ). فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَإِنَّهُمْ يحدِّثون بِالشَّيْءِ يَكُونُ حَقًّا؟ قَالَ: فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (تِلْكَ الْكَلِمَةُ مِنَ الْحَقِّ، يَخْطَفُهَا الْجِنِّيُّ، فَيُقَرْقِرُهَا فِي أُذُنِ وليِّه كَقَرْقَرَةِ الدَّجَاجَةِ، فَيَخْلِطُونَ فيه أكثر من مائة كذبة).
[ر: ٥٤٢٩]


(فيقرقرها) من القرقرة، وهو الوضع في الأذن بالصوت، والقر الوضع فيها بدون صوت. (كقرقرة الدجاجة) أي كصوتها، وفي نسخة (الزجاجة) وهي القارورة.
٦ ‏/ ٢٧٤٨
٧١٢٣ – حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ: حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ يحدِّث، عَنْ مَعْبَدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه، عن النبي ﷺ قَالَ: (يَخْرُجُ نَاسٌ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ، ويقرؤون الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرميَّة، ثُمَّ لَا يَعُودُونَ فِيهِ حَتَّى يَعُودَ السَّهْمُ إِلَى فُوقِهِ). قِيلَ: مَا سِيمَاهُمْ؟ قَالَ: (سِيمَاهُمُ التَّحْلِيقُ، أَوْ قال: التسبيد).
[ر: ٤٠٩٤]


(تراقيهم) جمع ترقوة، وهي العظم بين نقرة النحر والعاتق، والمراد: أنها لا تصل إلى قلوبهم ولا يتأثرون بها. (فوقه) موضع الوتر من السهم.
(سيماهم) علامتهم. (التحليق) إزالة الشعر. (التسبيد) استئصال الشعر.
٦ ‏/ ٢٧٤٨
٥٨ – بَابُ: قَوْلِ اللهّ تَعَالَى: ﴿وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ﴾ /الأنبياء: ٤٧/. وأن أعمال بني آدم وقولهم يوزن.
وقال مجاهدٌ: القسطاس العدل بالروميَّة، ويقال: القسط مصدر المقسط وهو العادل، وأما القاسط فهو الجائر.


(الموازين) جمع ميزان، وهو جسم محسوس، ذو لسان وكفتين، والله تعالى يجعل الأعمال والأقوال كالأعيان موزونة، أو توزن صحفها، هذا هو مذهب الجمهور والذي عليه إجماع أهل السنة. [فتح – عيني]. (القسطاس) يشير إلى قوله تعالى: ﴿وزنوا بالقسطاس المستقيم﴾ /الإسراء: ٣٥/ و/الشعراء: ١٨٢/: الميزان العادل، وضم القاف وكسرها قراءتان متواترتان. (بالرومية) أي فهو من توافق اللغتين. (القاسط) يشير إلى قوله تعالى: ﴿وأنَّا منَّا المسلمون ومنا القاسطون فمن أسلم فأولئك تحرَّوا رشدًا. وأمَّا القاسطون فكانوا لجهنم حطبًا﴾ /الجن: ١٤ – ١٥/. (القاسطون) الجائرون، أي الظالمون المائلون عن الحق. (تحروا رشدًا) توخَّوا الحق وقصدوه، وتعمدوا الوصول إليه.
٦ ‏/ ٢٧٤٩
٧١٢٤ – حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِشْكَابٍ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ الْقَعْقَاعِ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال:
قال النبي ﷺ: (كَلِمَتَانِ حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ، خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ، ثَقِيلَتَانِ فِي الْمِيزَانِ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، سُبْحَانَ الله العظيم).
[ر: ٦٠٤٣]


ختم البخاري كتابه بحديث الحمد والتسبيح، كما بدأ أوله بحديث النية، عملًا بهما: أي تحريرًا لقصده أول العمل حتى يكون خالصًا لوجه الله تعالى، وحمدًا وشكرًا وتقديسًا له عز وجل في آخر العمل على ما وفقه إليه. هذا، وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يرزقني الصدق والإخلاص في العمل، وأن يمنَّ عليَّ بحسن القبول، وأن ينفع بما وفقني إليه من خدمة لهذا الكتاب العظيم، وأن يجعل هذا في صحيفتي وصحيفة والديَّ وشيوخي ومن علَّمني من المؤمنين، وأن يجزي من شارك وساهم في إنجاز هذا العمل بما يستحق من أجر ومثوبة. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، والحمد لله رب العالمين.
٦ ‏/ ٢٧٤٩

عن معز نوني

متحصّل على شهادة ختم الدروس للمعهد الأعلى لتكوين المعلمين بقفصة دفعة 2000، يعمل حاليًّا أستاذ مدارس إبتدائية

شاهد أيضاً

١ – بَدْءُ الْوَحْيِ.

قَالَ الشَّيْخُ الْإِمَامُ الْحَافِظُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمُغِيرَةِ الْبُخَارِيُّ …