وَكَانَ مِنْ حَدِيثِهِمْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ بَعَثَهُ إلَيْهِمْ، فَأَغَارَ عَلَيْهِمْ، فَأَصَابَ مِنْهُمْ أَنَاسًا، وَسَبَى مِنْهُمْ أُنَاسًا.
فَحَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ: أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ:
يَا رَسُولَ اللَّهِ، إنَّ عَلَيَّ رَقَبَةً مِنْ وَلَدِ إسْمَاعِيلَ. قَالَ: هَذَا سَبْيُ بَنِي الْعَنْبَرِ يَقْدَمُ الْآنَ، فَنُعْطِيكَ مِنْهُمْ إنْسَانًا فَتُعْتِقِينَهُ.
(بَعْضُ مَنْ سُبِيَ وَبَعْضُ مَنْ قُتِلَ وَشِعْرُ سَلْمَى فِي ذَلِكَ):
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: فَلَمَّا قُدِمَ بِسَبْيِهِمْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، رَكِبَ فِيهِمْ وَفْدٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ، حَتَّى قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، مِنْهُمْ رَبِيعَةُ ابْن رَفِيعٍ، وَسَبْرَةُ بْنُ عَمْرٍو، وَالْقَعْقَاعُ بْنُ مَعْبَدٍ، وَوَرْدَانُ بْنُ مُحْرِزٍ، وَقَيْسُ
[٢] الْمَاجِد: الشريف: والحنيف (هُنَا): الّذي مَال عَن دين الشّرك إِلَى دين الْإِسْلَام.
[٣] هَذِه الْعبارَة سَاقِطَة فِي أ.
لَعَمْرِي لَقَدْ لَاقَتْ عَدِيُّ بْنُ جُنْدَبٍ … مِنْ الشَّرِّ مَهْوَاةً شَدِيدًا كَئُودهَا [١] تَكَنَّفَهَا الْأَعْدَاءُ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ … وَغُيَّبَ عَنْهَا عِزُّهَا وَجُدُودُهَا [٢]
(شِعْرُ الْفَرْزَدَقِ فِي ذَلِكَ):
قَالَ ابْنُ هِشَامٍ: وَقَالَ الْفَرَزْدَقُ فِي ذَلِكَ:
وَعِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ قَامَ ابْنُ حَابِسٍ … بِخُطَّةِ سَوَّارٍ إلَى الْمَجْدِ حَازِمِ [٣]
لَهُ أَطْلَقَ الْأَسْرَى الَّتِي فِي حِبَالِهِ … مُغَلَّلَةً أَعْنَاقُهَا فِي الشَّكَائِمِ
كَفَى أُمَّهَاتِ الْخَالِفِينَ [٤] عَلَيْهِمْ … غِلَاءَ الْمُفَادِي أَوْ سِهَامَ الْمَقَاسِمِ
وَهَذِهِ الْأَبْيَاتُ فِي قَصِيدَةٍ لَهُ. وَعَدِيُّ بْنُ جُنْدُبٍ مِنْ بَنِي الْعَنْبَرِ، وَالْعَنْبَرُ ابْن عَمْرِو بْنِ تَمِيمٍ.