شِعْرُ حَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ فِي مَرْثِيَّتِهِ الرَّسُولَ
وَقَالَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ يَبْكِي رَسُولَ اللَّهِ ﷺ، فِيمَا حَدَّثَنَا ابْنُ هِشَامٍ، عَنْ أَبِي زَيْدٍ الْأَنْصَارِيِّ:
بِطَيْبَةَ رَسْمٌ لِلرَّسُولِ وَمَعْهَدُ … مُنِيرٌ وَقَدْ تَعْفُو الرَّسُومُ وَتَهْمُدُ [٢] وَلَا تَمْتَحِي الْآيَاتُ مِنْ دَارِ حُرْمَةٍ … بِهَا مِنْبَرُ الْهَادِي الَّذِي كَانَ يَصْعَدُ [٣] وَوَاضِحُ آثَارٍ وَبَاقِي مَعَالِمَ … وَرَبْعٌ لَهُ فِيهِ مُصَلَّى وَمَسْجِدُ [٤] بِهَا حُجُرَاتٌ كَانَ يَنْزِلُ وَسْطَهَا … مِنْ اللَّهِ نُورٌ يُسْتَضَاءُ وَيُوقَدُ [٥] مَعَارِفُ لَمْ تطمس على الْعَهْد آيها … أَتَاهَا الْبِلَى فَالْآيُ مِنْهَا تَجَدَّدُ [٦] عَرَفْتُ بِهَا رَسْمَ الرَّسُولِ وَعَهْدَهُ … وَقَبْرًا بِهَا وَارَاهُ فِي التُّرْبِ مُلْحِدُ [٧] ظَلِلْتُ بِهَا أَبْكِي الرَّسُولَ فَأَسْعَدَتْ … عُيُونٌ وَمِثْلَاهَا مِنْ الْجَفْنِ تُسْعَدُ [٨]
وَقَالَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ يَبْكِي رَسُولَ اللَّهِ ﷺ، فِيمَا حَدَّثَنَا ابْنُ هِشَامٍ، عَنْ أَبِي زَيْدٍ الْأَنْصَارِيِّ:
بِطَيْبَةَ رَسْمٌ لِلرَّسُولِ وَمَعْهَدُ … مُنِيرٌ وَقَدْ تَعْفُو الرَّسُومُ وَتَهْمُدُ [٢] وَلَا تَمْتَحِي الْآيَاتُ مِنْ دَارِ حُرْمَةٍ … بِهَا مِنْبَرُ الْهَادِي الَّذِي كَانَ يَصْعَدُ [٣] وَوَاضِحُ آثَارٍ وَبَاقِي مَعَالِمَ … وَرَبْعٌ لَهُ فِيهِ مُصَلَّى وَمَسْجِدُ [٤] بِهَا حُجُرَاتٌ كَانَ يَنْزِلُ وَسْطَهَا … مِنْ اللَّهِ نُورٌ يُسْتَضَاءُ وَيُوقَدُ [٥] مَعَارِفُ لَمْ تطمس على الْعَهْد آيها … أَتَاهَا الْبِلَى فَالْآيُ مِنْهَا تَجَدَّدُ [٦] عَرَفْتُ بِهَا رَسْمَ الرَّسُولِ وَعَهْدَهُ … وَقَبْرًا بِهَا وَارَاهُ فِي التُّرْبِ مُلْحِدُ [٧] ظَلِلْتُ بِهَا أَبْكِي الرَّسُولَ فَأَسْعَدَتْ … عُيُونٌ وَمِثْلَاهَا مِنْ الْجَفْنِ تُسْعَدُ [٨]
[١] كَانَ عتاب بن أسيد والى مَكَّة حِين توفى رَسُول الله ﷺ، وَكَانَ أمره عَلَيْهَا.
[٢] طيبَة: اسْم مَدِينَة النَّبِي ﷺ. والرسم: مَا بَقِي من آثَار الدَّار. وَتَعْفُو: تدرس وتتغير. وتهمد: تبلى.
[٣] تمتحى: تَزُول. والآيات: العلامات.
[٤] المعالم: جمع معلم، وَهُوَ مَا يعرف بِهِ الشَّيْء.
[٥] الحجرات: جمع حجرَة. يعْنى مساكنه ﷺ.
[٦] لم تطمس: لم تغير.
[٧] الملحد: الّذي يضع الْمَيِّت فِي لحده.
[٨] تسعد: تعين.
[٢] طيبَة: اسْم مَدِينَة النَّبِي ﷺ. والرسم: مَا بَقِي من آثَار الدَّار. وَتَعْفُو: تدرس وتتغير. وتهمد: تبلى.
[٣] تمتحى: تَزُول. والآيات: العلامات.
[٤] المعالم: جمع معلم، وَهُوَ مَا يعرف بِهِ الشَّيْء.
[٥] الحجرات: جمع حجرَة. يعْنى مساكنه ﷺ.
[٦] لم تطمس: لم تغير.
[٧] الملحد: الّذي يضع الْمَيِّت فِي لحده.
[٨] تسعد: تعين.
٢ / ٦٦٦
يُذَكِّرْنَ آلَاءَ الرَّسُولِ وَمَا أَرَى … لَهَا مُحْصِيًا نَفْسِي فَنَفْسِي تَبَلَّدُ [١]
مُفَجَّعَةً قَدْ شَفَّهَا فَقْدُ أَحْمَدَ … فَظَلَّتْ لِآلَاءِ الرَّسُولِ تُعَدِّدُ [٢]
وَمَا بَلَغَتْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ عَشِيرَهُ … وَلَكِنْ لِنَفْسِي بَعْدَ مَا قَدْ تَوَجَّدُ [٣]
أَطَالَتْ وُقُوفًا تَذْرِفُ الْعَيْنَ جُهْدَهَا … عَلَى طَلَلِ الْقَبْرِ الَّذِي فِيهِ أَحْمَدُ [٤]
فَبُورِكْتَ يَا قَبْرَ الرَّسُولِ وَبُورِكَتْ … بِلَادٌ ثَوَى فِيهَا الرَّشِيدُ الْمُسَدَّدُ
وَبُورِكَ لَحْدٌ مِنْكَ ضُمَّنَ طَيِّبًا … عَلَيْهِ بِنَاءٌ مِنْ صَفِيحٍ مُنَضَّدُ [٥] تَهِيلُ عَلَيْهِ التُّرَبَ أَيْدٍ وَأَعْيُنٍ … عَلَيْهِ وَقَدْ غَارَتْ بِذَلِكَ أَسْعَدُ [٦] لَقَدْ غَيَّبُوا حُلْمًا وَعِلْمًا وَرَحْمَةً … عَشِيَّةَ عَلَّوْهُ الثَّرَى لَا يُوَسَّدُ
وَرَاحُوا بِحُزْنٍ لَيْسَ فِيهِمْ نَبِيُّهُمْ … وَقَدْ وَهَنَتْ مِنْهُمْ ظُهُورٌ وَأَعْضُدُ
يُبَكُّونَ من تبكى السّماوات يَوْمَهُ … وَمَنْ قَدْ بَكَتْهُ الْأَرْضُ فَالنَّاسُ أَكَمَدُ [٧] وَهَلْ عَدَلَتْ يَوْمًا رَزِيَّةُ هَالِكٍ … رَزِيَّةَ يَوْمٍ مَاتَ فِيهِ مُحَمَّدُ؟
تَقَطَّعُ فِيهِ مَنْزِلُ الْوَحْيِ عَنْهُمْ … وَقَدْ كَانَ ذَا نُورٍ يَغُورُ وَيُنَجَّدُ [٨] يَدُلُّ عَلَى الرَّحْمَنِ مَنْ يَقْتَدِي بِهِ … وَيُنْقِذُ مِنْ هَوْلِ الْخَزَايَا وَيُرْشِدُ
إمَامٌ لَهُمْ يَهْدِيهِمْ الْحَقَّ جَاهِدًا … مُعَلِّمُ صِدْقٍ إنْ يُطِيعُوهُ يُسْعَدُوا
عَفْوٌ عَنْ [٩] الزَّلَّاتِ يَقْبَلُ عُذْرَهُمْ … وَإِنَّ يُحْسِنُوا فاللَّه بِالْخَيْرِ أَجْوَدُ
وَإِنْ نَابَ أَمْرٌ لَمْ يَقُومُوا بِحَمْلِهِ … فَمِنْ عِنْدِهِ تَيْسِيرُ مَا يُتَشَدَّدُ
فَبَيْنَا هُمْ فِي نِعْمَةِ اللَّهِ بَيْنَهُمْ [١٠] … دَلِيلٌ بَهْ نَهْجُ الطَّرِيقَةِ يُقْصَدُ [١١]
وَبُورِكَ لَحْدٌ مِنْكَ ضُمَّنَ طَيِّبًا … عَلَيْهِ بِنَاءٌ مِنْ صَفِيحٍ مُنَضَّدُ [٥] تَهِيلُ عَلَيْهِ التُّرَبَ أَيْدٍ وَأَعْيُنٍ … عَلَيْهِ وَقَدْ غَارَتْ بِذَلِكَ أَسْعَدُ [٦] لَقَدْ غَيَّبُوا حُلْمًا وَعِلْمًا وَرَحْمَةً … عَشِيَّةَ عَلَّوْهُ الثَّرَى لَا يُوَسَّدُ
وَرَاحُوا بِحُزْنٍ لَيْسَ فِيهِمْ نَبِيُّهُمْ … وَقَدْ وَهَنَتْ مِنْهُمْ ظُهُورٌ وَأَعْضُدُ
يُبَكُّونَ من تبكى السّماوات يَوْمَهُ … وَمَنْ قَدْ بَكَتْهُ الْأَرْضُ فَالنَّاسُ أَكَمَدُ [٧] وَهَلْ عَدَلَتْ يَوْمًا رَزِيَّةُ هَالِكٍ … رَزِيَّةَ يَوْمٍ مَاتَ فِيهِ مُحَمَّدُ؟
تَقَطَّعُ فِيهِ مَنْزِلُ الْوَحْيِ عَنْهُمْ … وَقَدْ كَانَ ذَا نُورٍ يَغُورُ وَيُنَجَّدُ [٨] يَدُلُّ عَلَى الرَّحْمَنِ مَنْ يَقْتَدِي بِهِ … وَيُنْقِذُ مِنْ هَوْلِ الْخَزَايَا وَيُرْشِدُ
إمَامٌ لَهُمْ يَهْدِيهِمْ الْحَقَّ جَاهِدًا … مُعَلِّمُ صِدْقٍ إنْ يُطِيعُوهُ يُسْعَدُوا
عَفْوٌ عَنْ [٩] الزَّلَّاتِ يَقْبَلُ عُذْرَهُمْ … وَإِنَّ يُحْسِنُوا فاللَّه بِالْخَيْرِ أَجْوَدُ
وَإِنْ نَابَ أَمْرٌ لَمْ يَقُومُوا بِحَمْلِهِ … فَمِنْ عِنْدِهِ تَيْسِيرُ مَا يُتَشَدَّدُ
فَبَيْنَا هُمْ فِي نِعْمَةِ اللَّهِ بَيْنَهُمْ [١٠] … دَلِيلٌ بَهْ نَهْجُ الطَّرِيقَةِ يُقْصَدُ [١١]
[١] الآلاء: النعم، جمع ألى وَإِلَى (بِفَتْح الْهمزَة وَكسرهَا وتحريك اللَّام) .
[٢] شفها: أضعفها.
[٣] العشير: الْعشْر. وتوجد، من الوجد. وَهُوَ الْحزن.
[٤] تذرف الْعين: تسيل بالدمع. والطلل: مَا شخص من الْآثَار.
[٥] الصفيح: الْحِجَارَة العريضة. والمنضد: الّذي جعل بعضه على بعض.
[٦] تهيل: تصب.
[٧] أكمد: أَحْزَن.
[٨] يغور: يبلغ الْغَوْر، وَهُوَ المنخفض من الأَرْض. وينجد: يبلغ النجد، وَهُوَ الْمُرْتَفع من الأَرْض.
[٩] فِي أ: «من»
[١٠] فِي أ: «وَسطهمْ» .
[١١] النهج: الطَّرِيق الْبَين.
[٢] شفها: أضعفها.
[٣] العشير: الْعشْر. وتوجد، من الوجد. وَهُوَ الْحزن.
[٤] تذرف الْعين: تسيل بالدمع. والطلل: مَا شخص من الْآثَار.
[٥] الصفيح: الْحِجَارَة العريضة. والمنضد: الّذي جعل بعضه على بعض.
[٦] تهيل: تصب.
[٧] أكمد: أَحْزَن.
[٨] يغور: يبلغ الْغَوْر، وَهُوَ المنخفض من الأَرْض. وينجد: يبلغ النجد، وَهُوَ الْمُرْتَفع من الأَرْض.
[٩] فِي أ: «من»
[١٠] فِي أ: «وَسطهمْ» .
[١١] النهج: الطَّرِيق الْبَين.
٢ / ٦٦٧
عَزِيزٌ عَلَيْهِ أَنْ يَجُورُوا عَنْ الْهُدَى … حَرِيصٌ عَلَى أَنْ يَسْتَقِيمُوا وَيَهْتَدُوا
عَطُوفٌ عَلَيْهِمْ لَا يُثَنَّى جُنَاحَهُ … إلَى كَنَفٍ يَحْنُو عَلَيْهِمْ وَيَمْهَدُ [١] فَبَيْنَا هُمْ فِي ذَلِكَ النُّورِ إذْ غَدَا … إلَى نُورِهِمْ سَهْمٌ مِنْ الْمَوْتِ مُقْصِدُ [٢] فَأَصْبَحَ مَحْمُودًا إلَى اللَّهِ رَاجِعًا … يُبَكِّيهِ حَقُّ الْمُرْسَلَاتِ وَيُحْمَدُ [٣] وَأَمْسَتْ بِلَادُ الْحُرْمِ وَحْشًا بِقَاعُهَا … لِغَيْبَةِ مَا كَانَتْ مِنْ الْوَحْيِ تُعْهَدُ [٤] قِفَارًا سِوَى مَعْمُورَةِ اللَّحْدِ ضَافَهَا … فَقِيدٌ يُبَكِّينَهُ بَلَاطٌ وَغَرْقَدُ [٥] وَمَسْجِدُهُ فَالْمُوحِشَاتُ لِفَقْدِهِ … خَلَاءٌ لَهُ فِيهِ مَقَامٌ وَمَقْعَدُ
وَبِالْجَمْرَةِ الْكُبْرَى لَهُ ثَمَّ أَوْحَشَتْ … دِيَارٌ وَعَرَصَاتٌ وَرَبْعٌ وَمَوْلِدُ [٦] فَبَكِّي رَسُولَ اللَّهِ يَا عَيْنُ عَبْرَةً … وَلَا أَعْرِفَنَّكِ الدَّهْرَ دمعك يجمد
وَمَالك لَا تَبْكِينَ ذَا النِّعْمَةِ الَّتِي … عَلَى النَّاسِ مِنْهَا سَابِغٌ يُتَغَمَّدُ [٧] فَجُودِي عَلَيْهِ بِالدُّمُوعِ وَأَعْوِلِي … لِفَقْدِ الَّذِي لَا مِثْلُهُ الدَّهْرَ يُوجَدُ [٨] وَمَا فَقَدَ الْمَاضُونَ مِثْلَ مُحَمَّدٍ … وَلَا مِثْلُهُ حَتَّى الْقِيَامَةِ يُفْقَدُ
أَعَفَّ وَأَوْفَى ذِمَّةً بَعْدَ ذِمَّةٍ … وَأَقْرَبَ مِنْهُ نَائِلًا لَا يُنَكَّدُ [٩] وَأَبْذَلَ مِنْهُ لِلطَّرِيفِ وَتَالِدٍ … إذَا ضَنَّ مِعْطَاءٌ بِمَا كَانَ يُتْلَدُ [١٠] وَأَكْرَمَ صِيتًا فِي الْبُيُوتِ إذَا انْتَمَى … وَأَكْرَمَ جَدًّا أَبْطَحِيًّا يُسَوَّدُ [١١]
عَطُوفٌ عَلَيْهِمْ لَا يُثَنَّى جُنَاحَهُ … إلَى كَنَفٍ يَحْنُو عَلَيْهِمْ وَيَمْهَدُ [١] فَبَيْنَا هُمْ فِي ذَلِكَ النُّورِ إذْ غَدَا … إلَى نُورِهِمْ سَهْمٌ مِنْ الْمَوْتِ مُقْصِدُ [٢] فَأَصْبَحَ مَحْمُودًا إلَى اللَّهِ رَاجِعًا … يُبَكِّيهِ حَقُّ الْمُرْسَلَاتِ وَيُحْمَدُ [٣] وَأَمْسَتْ بِلَادُ الْحُرْمِ وَحْشًا بِقَاعُهَا … لِغَيْبَةِ مَا كَانَتْ مِنْ الْوَحْيِ تُعْهَدُ [٤] قِفَارًا سِوَى مَعْمُورَةِ اللَّحْدِ ضَافَهَا … فَقِيدٌ يُبَكِّينَهُ بَلَاطٌ وَغَرْقَدُ [٥] وَمَسْجِدُهُ فَالْمُوحِشَاتُ لِفَقْدِهِ … خَلَاءٌ لَهُ فِيهِ مَقَامٌ وَمَقْعَدُ
وَبِالْجَمْرَةِ الْكُبْرَى لَهُ ثَمَّ أَوْحَشَتْ … دِيَارٌ وَعَرَصَاتٌ وَرَبْعٌ وَمَوْلِدُ [٦] فَبَكِّي رَسُولَ اللَّهِ يَا عَيْنُ عَبْرَةً … وَلَا أَعْرِفَنَّكِ الدَّهْرَ دمعك يجمد
وَمَالك لَا تَبْكِينَ ذَا النِّعْمَةِ الَّتِي … عَلَى النَّاسِ مِنْهَا سَابِغٌ يُتَغَمَّدُ [٧] فَجُودِي عَلَيْهِ بِالدُّمُوعِ وَأَعْوِلِي … لِفَقْدِ الَّذِي لَا مِثْلُهُ الدَّهْرَ يُوجَدُ [٨] وَمَا فَقَدَ الْمَاضُونَ مِثْلَ مُحَمَّدٍ … وَلَا مِثْلُهُ حَتَّى الْقِيَامَةِ يُفْقَدُ
أَعَفَّ وَأَوْفَى ذِمَّةً بَعْدَ ذِمَّةٍ … وَأَقْرَبَ مِنْهُ نَائِلًا لَا يُنَكَّدُ [٩] وَأَبْذَلَ مِنْهُ لِلطَّرِيفِ وَتَالِدٍ … إذَا ضَنَّ مِعْطَاءٌ بِمَا كَانَ يُتْلَدُ [١٠] وَأَكْرَمَ صِيتًا فِي الْبُيُوتِ إذَا انْتَمَى … وَأَكْرَمَ جَدًّا أَبْطَحِيًّا يُسَوَّدُ [١١]
[١] الكنف: الْجَانِب والناحية.
[٢] مقصد: مُصِيب، يُقَال: أقصد السهْم: إِذا أصَاب.
[٣] المرسلات (هُنَا): الْمَلَائِكَة. ويروى: «جن المرسلات» يُرِيد الْمَلَائِكَة المستورين عَن أعين الْآدَمِيّين.
[٤] بِلَاد الْحرم (بِضَم الْحَاء وَكسرهَا): يعْنى مَكَّة وَمَا اتَّصل بهَا من الْحرم.
[٥] ضافها: نزل بهَا. وبلاط: مستو من الأَرْض. والغرقد: شجر.
[٦] عرصات: ساحات، سكنت الرَّاء ضَرُورَة.
[٧] سابغ: كثير تَامّ. ويغمد: يستر.
[٨] أعولى: ارفعى صَوْتك بالبكاء.
[٩] لَا ينكد: لَا يكدر بالمن الّذي يفْسد النائل.
[١٠] الطريف: المَال المستحدث. والتالد: المَال الْقَدِيم الْمَوْرُوث. وضن: بخل. ويتلد: يكْتَسب قَدِيما.
[١١] الصيت: الذّكر الْحسن. والأبطحى: الْمَنْسُوب إِلَى أبطح مَكَّة، وَهُوَ مَوضِع سهل متسع.
[٢] مقصد: مُصِيب، يُقَال: أقصد السهْم: إِذا أصَاب.
[٣] المرسلات (هُنَا): الْمَلَائِكَة. ويروى: «جن المرسلات» يُرِيد الْمَلَائِكَة المستورين عَن أعين الْآدَمِيّين.
[٤] بِلَاد الْحرم (بِضَم الْحَاء وَكسرهَا): يعْنى مَكَّة وَمَا اتَّصل بهَا من الْحرم.
[٥] ضافها: نزل بهَا. وبلاط: مستو من الأَرْض. والغرقد: شجر.
[٦] عرصات: ساحات، سكنت الرَّاء ضَرُورَة.
[٧] سابغ: كثير تَامّ. ويغمد: يستر.
[٨] أعولى: ارفعى صَوْتك بالبكاء.
[٩] لَا ينكد: لَا يكدر بالمن الّذي يفْسد النائل.
[١٠] الطريف: المَال المستحدث. والتالد: المَال الْقَدِيم الْمَوْرُوث. وضن: بخل. ويتلد: يكْتَسب قَدِيما.
[١١] الصيت: الذّكر الْحسن. والأبطحى: الْمَنْسُوب إِلَى أبطح مَكَّة، وَهُوَ مَوضِع سهل متسع.
٢ / ٦٦٨
وَأَمْنَعَ ذِرْوَاتٍ وَأَثْبَتَ فِي الْعُلَا … دَعَائِمَ عِزٍّ شَاهِقَاتٍ تُشَيَّدُ [١]
وَأَثْبَتَ فَرْعًا فِي الْفُرُوعِ وَمَنْبَتًا … وَعُودًا غَذَّاهُ الْمُزْنُ فَالْعُودُ أَغْيَدُ [٢]
رَبَّاهُ وَلِيدًا فَاسْتَتَمَّ تَمَامُهُ … عَلَى أَكْرَمِ الْخَيْرَاتِ رَبٌّ مُمَجَّدٌ
تَنَاهَتْ وَصَاةُ الْمُسْلِمِينَ بِكَفِّهِ … فَلَا الْعِلْمُ مَحْبُوسٌ وَلَا الرَّأْيُ يُفْنَدُ [٣] أَقُولُ وَلَا يُلْقَى [٤] لِقَوْلِي عَائِبٌ … مِنْ النَّاسِ إلَّا عَازِبُ الْعَقْلِ مُبْعَدُ [٥] وَلَيْسَ هَوَايَ نَازِعًا عَنْ ثَنَائِهِ … لَعَلِّي بِهِ فِي جَنَّةِ الْخُلْدِ أَخْلَدُ
مَعَ الْمُصْطَفَى أَرْجُو بِذَاكَ جِوَارَهُ … وَفِي نَيْلِ ذَاكَ الْيَوْمِ أَسْعَى وَأَجْهَدُ
وَقَالَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ أَيْضًا، يَبْكِي رَسُولَ اللَّهِ ﷺ:
مَا بَالُ عَيْنِكَ لَا تَنَامُ كَأَنَّمَا … كُحِلَتْ مَآقِيهَا بِكُحْلِ الْأَرْمَدِ [٦] جَزَعًا عَلَى الْمَهْدِيِّ أَصْبَحَ ثَاوِيًا … يَا خَيْرَ مَنْ وَطِئَ الْحَصَى لَا تَبْعَدْ
وَجْهِي يَقِيكَ التُّرْبَ لَهْفِي لَيْتَنِي … غُيِّبْتُ قَبْلَكَ فِي بَقِيعِ الْغَرْقَدِ [٧] بِأَبِي وَأُمِّي مَنْ شَهِدْتُ وَفَاتَهُ … فِي يَوْمِ الِاثْنَيْنِ النَّبِيُّ الْمُهْتَدِي
فَظَلِلْتُ بَعْدَ وَفَاتِهِ مُتَبَلِّدًا … مُتَلَدَّدًا يَا لَيْتَنِي لَمْ أُولَدْ [٨] أَأُقِيمُ بَعْدَكَ بِالْمَدِينَةِ بَيْنَهُمْ … يَا لَيْتَنِي صُبِّحْتُ سَمَّ الْأَسْوَدِ [٩] أَوْ حَلَّ أَمْرُ اللَّهِ فِينَا عَاجِلًا … فِي رَوْحَةٍ مِنْ يَوْمِنَا أَوْ مِنْ غَدٍ
تَنَاهَتْ وَصَاةُ الْمُسْلِمِينَ بِكَفِّهِ … فَلَا الْعِلْمُ مَحْبُوسٌ وَلَا الرَّأْيُ يُفْنَدُ [٣] أَقُولُ وَلَا يُلْقَى [٤] لِقَوْلِي عَائِبٌ … مِنْ النَّاسِ إلَّا عَازِبُ الْعَقْلِ مُبْعَدُ [٥] وَلَيْسَ هَوَايَ نَازِعًا عَنْ ثَنَائِهِ … لَعَلِّي بِهِ فِي جَنَّةِ الْخُلْدِ أَخْلَدُ
مَعَ الْمُصْطَفَى أَرْجُو بِذَاكَ جِوَارَهُ … وَفِي نَيْلِ ذَاكَ الْيَوْمِ أَسْعَى وَأَجْهَدُ
وَقَالَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ أَيْضًا، يَبْكِي رَسُولَ اللَّهِ ﷺ:
مَا بَالُ عَيْنِكَ لَا تَنَامُ كَأَنَّمَا … كُحِلَتْ مَآقِيهَا بِكُحْلِ الْأَرْمَدِ [٦] جَزَعًا عَلَى الْمَهْدِيِّ أَصْبَحَ ثَاوِيًا … يَا خَيْرَ مَنْ وَطِئَ الْحَصَى لَا تَبْعَدْ
وَجْهِي يَقِيكَ التُّرْبَ لَهْفِي لَيْتَنِي … غُيِّبْتُ قَبْلَكَ فِي بَقِيعِ الْغَرْقَدِ [٧] بِأَبِي وَأُمِّي مَنْ شَهِدْتُ وَفَاتَهُ … فِي يَوْمِ الِاثْنَيْنِ النَّبِيُّ الْمُهْتَدِي
فَظَلِلْتُ بَعْدَ وَفَاتِهِ مُتَبَلِّدًا … مُتَلَدَّدًا يَا لَيْتَنِي لَمْ أُولَدْ [٨] أَأُقِيمُ بَعْدَكَ بِالْمَدِينَةِ بَيْنَهُمْ … يَا لَيْتَنِي صُبِّحْتُ سَمَّ الْأَسْوَدِ [٩] أَوْ حَلَّ أَمْرُ اللَّهِ فِينَا عَاجِلًا … فِي رَوْحَةٍ مِنْ يَوْمِنَا أَوْ مِنْ غَدٍ
[١] الذروات: الأعالي. وشاهقات: مرتفعات. وَفِي أ: «شامخات» .
[٢] المزن: السَّحَاب. وأغيد: ناعم متثن.
[٣] يفند: يعاب.
[٤] فِي أ: «وَلَا يلفى لما قلت» .
[٥] عَازِب الْعقل: بعيد الْعقل.
[٦] المآقي: مجاري الدُّمُوع من الْعين الْوَاحِد مأقى. والأرمد: الّذي يشتكي وجع الْعين. وَرِوَايَة هَذَا الْبَيْت فِي ديوَان حسان:
«مَا بَال عَيْني …»
[٧] بَقِيع الْغَرْقَد: مَقْبرَة أهل الْمَدِينَة. وَرِوَايَة هَذَا الْبَيْت فِي الدِّيوَان:
«جَنْبي يقيك..» إِلَخ
[٨] متلدد: متحير.
[٩] صبحت: سقيت صباحا. وَالْأسود: ضرب من الْحَيَّات.
[٢] المزن: السَّحَاب. وأغيد: ناعم متثن.
[٣] يفند: يعاب.
[٤] فِي أ: «وَلَا يلفى لما قلت» .
[٥] عَازِب الْعقل: بعيد الْعقل.
[٦] المآقي: مجاري الدُّمُوع من الْعين الْوَاحِد مأقى. والأرمد: الّذي يشتكي وجع الْعين. وَرِوَايَة هَذَا الْبَيْت فِي ديوَان حسان:
«مَا بَال عَيْني …»
[٧] بَقِيع الْغَرْقَد: مَقْبرَة أهل الْمَدِينَة. وَرِوَايَة هَذَا الْبَيْت فِي الدِّيوَان:
«جَنْبي يقيك..» إِلَخ
[٨] متلدد: متحير.
[٩] صبحت: سقيت صباحا. وَالْأسود: ضرب من الْحَيَّات.
٢ / ٦٦٩
فَتَقُومُ سَاعَتُنَا فَنَلْقَى طَيِّبًا … مَحْضًا ضَرَائِبُهُ كَرِيمَ الْمَحْتِدِ [١]
يَا بِكْرَ آمِنَةَ الْمَبَارِكَ بِكْرُهَا … وَلَدَتْهُ مُحْصَنَةٌ بِسَعْدِ الْأَسْعَدِ
نُورًا أَضَاءَ عَلَى الْبَرِيَّةِ كُلِّهَا … منْ يُهْدَ لِلنُّورِ الْمُبَارَكِ يَهْتَدِي
يَا رَبِّ فَاجْمَعْنَا مَعًا وَنَبِيَّنَا … فِي جَنَّةٍ تَثْنَى عُيُونُ الْحُسَّدِ [٢] فِي جَنَّةِ الْفِرْدَوْسِ فَاكْتُبْهَا لَنَا … يَا ذَا الْجَلَالِ وَذَا الْعلَا والسّؤدد
وَاَللَّهِ أَسْمَعُ مَا بَقِيتُ بِهَالِكٍ … إلَّا بَكَيْتُ عَلَى النَّبِيِّ مُحَمَّدِ [٣] يَا وَيْحَ أَنْصَارِ النَّبِيِّ وَرَهْطِهِ … بَعْدَ الْمُغَيَّبِ فِي سَوَاءِ الْمَلْحَدِ [٤] ضَاقَتْ بِالْأَنْصَارِ الْبِلَادُ فَأَصْبَحُوا … سُودًا وُجُوهُهُمْ كَلَوْنِ الْإِثْمِدِ [٥] وَلَقَدْ وَلَدْنَاهُ وَفِينَا قَبْرُهُ … وَفُضُولَ نِعْمَتِهِ بِنَا لَمْ نَجْحَدْ [٦] وَاَللَّهُ أَكْرَمَنَا بِهِ وَهَدَى بِهِ … أَنْصَارَهُ فِي كُلِّ سَاعَةِ مَشْهَدِ
صَلَّى الْإِلَهُ وَمَنْ يَحُفُّ بِعَرْشِهِ … وَالطَّيِّبُونَ عَلَى الْمُبَارَكِ أَحْمَدْ [٧] قَالُ ابْنُ إسْحَاقَ: وَقَالَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ يَبْكِي رَسُولَ اللَّهِ ﷺ:
نَبِّ الْمَسَاكِينَ أَنَّ الْخَيْرَ فَارَقَهُمْ … مَعَ النَّبِيِّ تَوَلَّى عَنْهُمْ سَحَرَا [٨] مَنْ ذَا الَّذِي عِنْدَهُ رَحْلِي وَرَاحِلَتِي … وَرِزْقُ أَهْلِي إذَا لَمْ يُؤْنِسُوا الْمَطَرَا [٩] أَمْ مَنْ نُعَاتِبَ لَا نَخْشَى جَنَادِعَهُ … إذَا اللِّسَانُ عَتَا فِي الْقَوْلِ أَوْ عَثَرَا [١٠] كَانَ الضِّيَاءَ وَكَانَ النُّورَ نَتْبَعُهُ … بَعْدَ الْإِلَهِ وَكَانَ السَّمْعَ وَالْبَصَرَا
فَلَيْتَنَا يَوْمَ وَارَوْهُ بِمُلْحِدِهِ … وَغَيَّبُوهُ وَأَلْقَوْا فَوْقَهُ الْمَدَرَا
نُورًا أَضَاءَ عَلَى الْبَرِيَّةِ كُلِّهَا … منْ يُهْدَ لِلنُّورِ الْمُبَارَكِ يَهْتَدِي
يَا رَبِّ فَاجْمَعْنَا مَعًا وَنَبِيَّنَا … فِي جَنَّةٍ تَثْنَى عُيُونُ الْحُسَّدِ [٢] فِي جَنَّةِ الْفِرْدَوْسِ فَاكْتُبْهَا لَنَا … يَا ذَا الْجَلَالِ وَذَا الْعلَا والسّؤدد
وَاَللَّهِ أَسْمَعُ مَا بَقِيتُ بِهَالِكٍ … إلَّا بَكَيْتُ عَلَى النَّبِيِّ مُحَمَّدِ [٣] يَا وَيْحَ أَنْصَارِ النَّبِيِّ وَرَهْطِهِ … بَعْدَ الْمُغَيَّبِ فِي سَوَاءِ الْمَلْحَدِ [٤] ضَاقَتْ بِالْأَنْصَارِ الْبِلَادُ فَأَصْبَحُوا … سُودًا وُجُوهُهُمْ كَلَوْنِ الْإِثْمِدِ [٥] وَلَقَدْ وَلَدْنَاهُ وَفِينَا قَبْرُهُ … وَفُضُولَ نِعْمَتِهِ بِنَا لَمْ نَجْحَدْ [٦] وَاَللَّهُ أَكْرَمَنَا بِهِ وَهَدَى بِهِ … أَنْصَارَهُ فِي كُلِّ سَاعَةِ مَشْهَدِ
صَلَّى الْإِلَهُ وَمَنْ يَحُفُّ بِعَرْشِهِ … وَالطَّيِّبُونَ عَلَى الْمُبَارَكِ أَحْمَدْ [٧] قَالُ ابْنُ إسْحَاقَ: وَقَالَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ يَبْكِي رَسُولَ اللَّهِ ﷺ:
نَبِّ الْمَسَاكِينَ أَنَّ الْخَيْرَ فَارَقَهُمْ … مَعَ النَّبِيِّ تَوَلَّى عَنْهُمْ سَحَرَا [٨] مَنْ ذَا الَّذِي عِنْدَهُ رَحْلِي وَرَاحِلَتِي … وَرِزْقُ أَهْلِي إذَا لَمْ يُؤْنِسُوا الْمَطَرَا [٩] أَمْ مَنْ نُعَاتِبَ لَا نَخْشَى جَنَادِعَهُ … إذَا اللِّسَانُ عَتَا فِي الْقَوْلِ أَوْ عَثَرَا [١٠] كَانَ الضِّيَاءَ وَكَانَ النُّورَ نَتْبَعُهُ … بَعْدَ الْإِلَهِ وَكَانَ السَّمْعَ وَالْبَصَرَا
فَلَيْتَنَا يَوْمَ وَارَوْهُ بِمُلْحِدِهِ … وَغَيَّبُوهُ وَأَلْقَوْا فَوْقَهُ الْمَدَرَا
[١] الضرائب: الطبائع. والمحتد: الأَصْل.
[٢] تثنى: تصرف وتدفع.
[٣] وَالله أسمع: أَي وَالله لَا أسمع.
[٤] سَوَاء الملحد: وسط الْقَبْر.
[٥] الإثمد: كحل أسود يكتحل بِهِ.
[٦] ولدناه: يُشِير إِلَى أَن بنى النجار أخوال النَّبِي ﵊ من قبل آبَائِهِ.
[٧] وَردت هَذِه القصيدة فِي ديوَان حسان باخْتلَاف فِي بعض كلماتها وترتيب أبياتها.
[٨] نب: نبئ وَأعلم، سهله، ثمَّ عَامله مُعَاملَة المعتل.
[٩] لم يؤنسوا الْمَطَر: لم يحسوه.
[١٠] الجنادع: أَوَائِل الشَّرّ: وعتا: زَاد وطغى.
[٢] تثنى: تصرف وتدفع.
[٣] وَالله أسمع: أَي وَالله لَا أسمع.
[٤] سَوَاء الملحد: وسط الْقَبْر.
[٥] الإثمد: كحل أسود يكتحل بِهِ.
[٦] ولدناه: يُشِير إِلَى أَن بنى النجار أخوال النَّبِي ﵊ من قبل آبَائِهِ.
[٧] وَردت هَذِه القصيدة فِي ديوَان حسان باخْتلَاف فِي بعض كلماتها وترتيب أبياتها.
[٨] نب: نبئ وَأعلم، سهله، ثمَّ عَامله مُعَاملَة المعتل.
[٩] لم يؤنسوا الْمَطَر: لم يحسوه.
[١٠] الجنادع: أَوَائِل الشَّرّ: وعتا: زَاد وطغى.
٢ / ٦٧٠
لَمْ يَتْرُكِ اللَّهُ مِنَّا بَعْدَهُ أَحَدًا … وَلَمْ يَعِشْ بَعْدَهُ أُنْثَى وَلَا ذَكَرَا
ذَلَّتْ رِقَابُ بَنِي النَّجَّارِ كُلِّهِمْ … وَكَانَ أَمْرًا مِنْ امْرِ اللَّهِ قَدْ قُدِرَا
وَاقْتُسِمَ الْفَيْءُ دُونَ النَّاسِ كُلِّهِمْ … وَبَدَّدُوهُ جِهَارًا بَيْنَهُمْ هَدَرًا [١] وَقَالَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ يَبْكِي رَسُولَ اللَّهِ ﷺ أَيْضًا:
آلَيْتُ مَا فِي جَمِيعِ النَّاسِ مُجْتَهِدًا … مِنِّي أَلْيَةَ بَرَّ غير إفناد [٢] تا الله مَا حَمَلَتْ أُنْثَى وَلَا وَضَعَتْ … مِثْلَ الرَّسُولِ نَبِيِّ الْأُمَّةِ الْهَادِي
وَلَا بَرَا اللَّهُ خَلْقًا مِنْ بَرِيَّتِهِ … أَوْفَى بِذِمَّةِ جَارٍ أَوْ بِمِيعَادِ
مِنْ الَّذِي كَانَ فِينَا يُسْتَضَاءُ بِهِ … مُبَارَكَ الْأَمْرِ ذَا عَدْلٍ وَإِرْشَادِ
أَمْسَى نِسَاؤُكَ عَطَّلْنَ الْبُيُوتَ فَمَا … يَضْرِبْنَ فَوْقَ قَفَا سِتْرٍ بِأَوْتَادِ
مِثْلَ الرَّوَاهِبِ يَلْبَسْنَ الْمَبَاذِلَ قَدْ … أَيْقَنَّ بِالْبُؤْسِ بَعْدَ النِّعْمَةِ الْبَادِي [٣] يَا أَفْضَلَ النَّاسِ إنِّي كُنْتُ فِي نَهَرٍ … أَصْبَحْتُ مِنْهُ كَمِثْلِ الْمُفْرَدِ الصَّادِي [٤] قَالَ ابْنُ هِشَامٍ: عَجُزُ الْبَيْتِ الْأَوَّلِ عَنْ غَيْرِ ابْنِ إسْحَاقَ [٥] .
انْتَهَى الْجُزْءُ الرَّابِعُ مِنْ سِيرَةِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ وَبِهِ تمّ الْكتاب
ذَلَّتْ رِقَابُ بَنِي النَّجَّارِ كُلِّهِمْ … وَكَانَ أَمْرًا مِنْ امْرِ اللَّهِ قَدْ قُدِرَا
وَاقْتُسِمَ الْفَيْءُ دُونَ النَّاسِ كُلِّهِمْ … وَبَدَّدُوهُ جِهَارًا بَيْنَهُمْ هَدَرًا [١] وَقَالَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ يَبْكِي رَسُولَ اللَّهِ ﷺ أَيْضًا:
آلَيْتُ مَا فِي جَمِيعِ النَّاسِ مُجْتَهِدًا … مِنِّي أَلْيَةَ بَرَّ غير إفناد [٢] تا الله مَا حَمَلَتْ أُنْثَى وَلَا وَضَعَتْ … مِثْلَ الرَّسُولِ نَبِيِّ الْأُمَّةِ الْهَادِي
وَلَا بَرَا اللَّهُ خَلْقًا مِنْ بَرِيَّتِهِ … أَوْفَى بِذِمَّةِ جَارٍ أَوْ بِمِيعَادِ
مِنْ الَّذِي كَانَ فِينَا يُسْتَضَاءُ بِهِ … مُبَارَكَ الْأَمْرِ ذَا عَدْلٍ وَإِرْشَادِ
أَمْسَى نِسَاؤُكَ عَطَّلْنَ الْبُيُوتَ فَمَا … يَضْرِبْنَ فَوْقَ قَفَا سِتْرٍ بِأَوْتَادِ
مِثْلَ الرَّوَاهِبِ يَلْبَسْنَ الْمَبَاذِلَ قَدْ … أَيْقَنَّ بِالْبُؤْسِ بَعْدَ النِّعْمَةِ الْبَادِي [٣] يَا أَفْضَلَ النَّاسِ إنِّي كُنْتُ فِي نَهَرٍ … أَصْبَحْتُ مِنْهُ كَمِثْلِ الْمُفْرَدِ الصَّادِي [٤] قَالَ ابْنُ هِشَامٍ: عَجُزُ الْبَيْتِ الْأَوَّلِ عَنْ غَيْرِ ابْنِ إسْحَاقَ [٥] .
انْتَهَى الْجُزْءُ الرَّابِعُ مِنْ سِيرَةِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ وَبِهِ تمّ الْكتاب
[١] هدرا: بَاطِلا.
[٢] الألية: الْيَمين وَالْحلف. والإفناد: الْعَيْب. وَرِوَايَة الشّطْر الأول من هَذَا الْبَيْت فِي الدِّيوَان:
«آلَيْت حلفة بر غير ذِي دخل»
[٣] المباذل: جمع مبذل (بِكَسْر الْمِيم) وَهُوَ الثَّوْب الّذي يبتذل فِيهِ.
[٤] الصادي: العاطش. وَقد وَردت هَذِه القصيدة فِي الدِّيوَان بِبَعْض اخْتِلَاف عَمَّا هُنَا.
[٥] فِي م، ر بعد هَذَا وَردت الْعبارَة الْآتِيَة:
وجد بآخر بعض النّسخ مَا نَصه: وَهَذَا آخر الْكتاب وَالْحَمْد للَّه كثيرا، وَصلَاته وَسَلَامه على سيدنَا مُحَمَّد وَآله الطيبين الطاهرين، وَصَحبه الأخيار الرَّاشِدين.
أنشدنى أَبُو مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد عَن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن البرقي قَالَ: أوعب أَبُو مُحَمَّد عبد الْملك بن هِشَام كتاب السِّيرَة وبحضرته رجال من فصحاء الْعَرَب، فَقَالَ:
تمّ الْكتاب وَصَارَ فِي الْفَرْض … عشْرين جُزْءا كلهَا ترْضى
كملت بِلَا لحن وَلَا خطل … فِي الشكل والإعجام وَالْقَرْض
[٢] الألية: الْيَمين وَالْحلف. والإفناد: الْعَيْب. وَرِوَايَة الشّطْر الأول من هَذَا الْبَيْت فِي الدِّيوَان:
«آلَيْت حلفة بر غير ذِي دخل»
[٣] المباذل: جمع مبذل (بِكَسْر الْمِيم) وَهُوَ الثَّوْب الّذي يبتذل فِيهِ.
[٤] الصادي: العاطش. وَقد وَردت هَذِه القصيدة فِي الدِّيوَان بِبَعْض اخْتِلَاف عَمَّا هُنَا.
[٥] فِي م، ر بعد هَذَا وَردت الْعبارَة الْآتِيَة:
وجد بآخر بعض النّسخ مَا نَصه: وَهَذَا آخر الْكتاب وَالْحَمْد للَّه كثيرا، وَصلَاته وَسَلَامه على سيدنَا مُحَمَّد وَآله الطيبين الطاهرين، وَصَحبه الأخيار الرَّاشِدين.
أنشدنى أَبُو مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد عَن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن البرقي قَالَ: أوعب أَبُو مُحَمَّد عبد الْملك بن هِشَام كتاب السِّيرَة وبحضرته رجال من فصحاء الْعَرَب، فَقَالَ:
تمّ الْكتاب وَصَارَ فِي الْفَرْض … عشْرين جُزْءا كلهَا ترْضى
كملت بِلَا لحن وَلَا خطل … فِي الشكل والإعجام وَالْقَرْض